ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر
( لا تسخري من طهري المأفوك ِ)
لا تَسْخرَي من طُهريَ المأفـوكِ
لا أدَّعيـهِ و لا أُجِـلُّ سُلوكـي
نسبُوهُ لي فَغَدوتُ مـن أعبائِـهِ
أَغْشَاهُمُـو كَالتَّائـهِ المَنْهُـوكِ
لَوَدِدتُ لو جُنِّبتُ حُسنَ ثنائِهـمْ
و سُللتُ من وَشْيٍ عَليَّ مَحُـوكِ
يا طُهرُ ما أشرقتُ شَمسَ وَضاءَةٍ
كَلاَّ و لا أمْسَيْـتُ بـدرَ حُلـوكِ
و إذا أريبُـكِ واقفـاً فَلَطالـمَـا
سُقتُ اللُّهامَ و عُدتُ بالمَدْمُـوكِ
ها إنَّ قلبـي لا يُحـرِّكُ سَاكنـاً
حَمِدَ السَّلامةَ في جِـوارِ النُّـوكِ
رَغِدَ التنحُّلُ يـا قصائـدَ عِزِّنـا
ما ضَرَّ لو بالغَضْبَـةِ انْتَحَلُـوكِ
مَنْ يا فضيلةُ لُحْتِ في أبراجِهِـمْ
زَعَمُوكِ مَنزِلةً و مـا اعْتَقَـدُوكِ
سَاقُوا خيولَ الفجرِ من إظلامِهم
و الجُبْنُ غرَّدَ بالـدَّمِ المَسْفـوُكِ
و على صَلَيلِ سُيوفِهمْ سُلَّ الأذى
يَخْتالُ فوقَ بَريقِهـا المَسْبُـوكِ
ما عَرَّفَ الكَـذَّابُ أَنكـرَ قلبُـهُ
يَعْرى و يَأْثَمُ و الإهابُ مُلُوكـي
شَحَّتْ خَلائقُنا فما مِـنْ هاطِـلٍ
عَذْبٍ و لا من مَنْهَـلٍ مَعْـروكِ
من قُمتَ في نُصحٍ لِتحفِزَ هِمَّـةً
نُؤْ بالخِضَمِّ عنِ الفَتى المَشْبُـوكِ
حَيَّتْكَ مَرْغَمَـةٌ وَ نَبْـذُ عَزائـمٍ
و الفَخـرُ لاذَ برُكنِـهِ المَدْكُـوكِ
فَتولَّ عنْكَ و ما تَبيَّـنَ ضعفُهـا
و اسْتَيْقَنَتْ ما الدَّاءُ بعدَ شُكـوكِ
و أرِحْ فؤادَكَ يا عِتابُ و قُمْ بِنـا
نَصِفِ العُلا و نَفِـرَّ كَالصُّعْلـوُكِ
شعر
زياد بنجر
|
رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر
تَمادى البُعدُ عَمَّنْ تَيَّمَتْني |
تَمَـادَى البُعْـدُ عَمَّـنْ تيَّمَتْنـي
فَويـحَ مُرَيِّثـي بَعْـدَ انْطِلاقـي
نَثَرْتُ لَهُ اللآلـئَ فـي طَريقـي
فَأَحْصاها و عـادَ إلـى لَحاقـي
يُطارِدُنـي كَـأَنَّ الخَلـقَ فَـرْدٌ
أوَاْنَّ الدَّهْـرَ أيَّامـي البَـوَاقـي
أَيَهْمي الشِّعْرُ ؟ قلتُ الشِّعْرُ يَهمي
إذا بَلَغَـتْ ظوامِئُـهُ التَّـراقـي
كذلكَ نتـرُكُ الصَّفْـوَانَ صَلـداً
وَ يَجْلُو الرَّعدُ سَمْـعَ الإسْتِـرَاقِ
فَما تِلكَ المَناهِـلُ ؟ قُلـتُ مَـاءٌ
لَنـا فألِـمَّ مَوْفُـورَ الـخَـلاقِ
مَناهلُ تُصْـدِرُ الرَّعنـاءُ عَنْهـا
فَتَرشُـدُ كالهَمَلَّـعَـةِ الـدِّفَـاقِ
فما تلكَ الفُلـولُ ؟ فَقُلـتُ حَـادٍ
تَنَكَّبَنـا وَ تَـاهَ عَلـى الرِّفـاقِ
سَتُرْهِقُكَ السُّرى إنْ ظِلتَ تَحْـدُو
هُزالَـكَ فَـأْتِ بِالخَيْـلِ الْعِتـاقِ
و مَـا خَيـلٌ مُطَهَّمَـةٌ لِغَيْـري
أحَبُّ إلَيَّ مِنْ قَدَمـي وَ سَاقـي
أَجِيئُ كَما أَنـا وَ أَلـومُ نَفسِـي
و لا أَخْتالُ فـي حُلَـلِ النِّفـاقِ
وَ لا مُتَلَمِّسـاً عَثَـرَاتِ غَيـري
لأمْكِنَ مِنـهُ بالطَّعْـنِ الفُـوَاقِ
وَ ما بالَيتُ مِن وَجْهَيْ زَمانـي
و مـا يَعِـدَانِ أيَّهُمـا أُلاقــي
وَ قافيـةٌ لَثَمْـتُ بِهـا الثُّرَيَّـا
فتَدعُوها الرِّقـاعُ إلـى السِّبـاقِ
إذا أبعدتُهُـمْ عـن نَبْـعِ مـاءٍ
فهُمْ كَرِهُوا اصْطِباحيَ و اغْتِباقي
و ما حَمِدُوا المَذاقَ الشَّهْدَ مِنِّـي
فَها أنا فَـوْقَ عَلقَمِهِـمْ مَذاقـي
أَعُودُ لِصَبْوَتي وَ عَـذابِ قَلْبـي
إلَيْـكِ وَ إنْ تَهَيَّمَنـي مَتَـاقـي
لَهَـا بالمُقلَـةِ الحَـوْرَاءِ لَيْـلٌ
وَ بَارِقـةٌ وَ سَهْـمٌ ذو اخْتِـراقِ
رَضِيتُ بِها فَمِنْها الظُّلـمُ عَـدْلٌ
وَ كاذِبـةُ المَواعِـدِ كَالْعِـنـاقِ
أماَ لـكِ أوْبَـةٌ للرُّشـدِ تَنْـأى
بِجَوْرِ المُلكِ عَنْ قَلبِ الإبَـاقِ ؟
فَلا تَتَكَلَّفِـي الإعْـراضَ عَنِّـي
و رَسْمِيَ في شِغَافِ القَلْبِ بَـاقِ
شعر
زياد بنجر
|
رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر
قالت فقلت
قالتْ ضَلَلتَ فقُلتُ عنْكِ = .. و ما دَعَوتُ إلى ضلالْ
قالتْ زَللتَ فقلتُ كانَ = .. و أيُّنا العذبُ الزُّلالْ ؟
قالتْ مَلِلْتَ فقلْتُ بَلْ .. = صنتُ الكرامةَ أن تُذالْ
قالت كَلَلتَ فقلتُ بلْ .. = أفنَيْتُ آلاً بعدَ آلْ
قالتْ كذبتَ فقلتُ إن .. = كذبَ التَّألُّقُ و الجَمالْ
قالتْ لهوتَ فقلتُ لَمْ .. = أبلُغْ رضاكِ بأيِّ حالْ
البدرُ أنتَ ؟ فقلتُ لا = بَلْ أنتِ و المُضنى هلالْ
تَخشى الطَّوالعَ ؟ قلتُ كلّا = .. فَهْيَ قِسْمةُ ذي الجلالْ
أ بِكَ التَّعنُّتُ ؟ قلتُ بَلْ .. = مَرِنُ الطبائعِ و الخِلالْ
بي بعضُ ما ترضينَ عنهُ = .. و لَيسَ للمرءِ الكمالْ
فإلى المَواعدِ يا حَقيقةُ = .. و التَّفرُّدِ يا خَيَالْ
شعر : زياد بنجر
رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر
زَعمَ الشُّموخَ فقلتُ راقِ = ينأى خَلاقُك عن خَلاقي
البدرُ أنتَ و لمْ أزلْ = بين السَّرارِ و الانمحاقِ
نارُ الفراشةِ ضلَّتي = و هداك شمعُ الإحتراقِ
و لعلَّ تقواكَ المفا=زُ فدَعْ نصيبَك من إباقي
وَ سَلِ الإلهَ لي الرَّشا=دَ فلا يُعاودني نزاقي
تهجو الجميعَ مبرّأً = للهِ درُّ الإفتلاقِ
تضعُ السَّلاسلَ و القيو = دَ و أنت حرُّ الإنطلاقِ
إنَّي أرقُّ و أين مثـ = ليَ من شمائلِك الرِّقاقِ ؟
و أجيدُ لكن أينَ شعـ=ـري من محاسنِك الدِّقاقِ ؟
أرهقتَني عُسراً و ما = خيلي كخيلِك في السِّباقِ
إنِّي لأذهلُ بالجَمو=حِ عن المُروَّضةِ العِتاقِ
الشِّعرُ طفرةُ ما نحبُّ = .. و ما نُحسُّ و ما نُلاقي
ما كانَ وُسعي أن أكو = نَ هدايةَ الأمَمِ البَواقي
هذا و ليستْ دعوتي = دعوى التحرُّرِ و العتاقِ
و إذا أثمتُ فلم أشُبْ = صَفوي بشكٍّ أو نفاقِ
هوِّن عليكَ أأنتَ تحـ = سَبُني المشمِّرَ لانعتاقي ؟
أُمسي و أصبحُ سادراً = في الغَيِّ مُنفلتَ الوَثاقِ ؟
إنِّي و إن غَلَب المرا= حُ عليَّ لَلوَطفاءُ ماقي
يا أهلَ بشريَ لمْ تَرَوْا = ليلَ التَّهدُّجِ و الفُواقِ
صاحبتُ في عَفَويَّةٍ = سهلَ القطيعةِ و الوِفاقِ
و تركتُ أكثرَ ما احتفيْـ = تُ به و عشتُ على الرِّماقِ
و رضيتُ بالنزرِ اليسيـ=ـرِ و كلِّ محدودِ النِّطاقِ
و بغرفةٍ بيدي شربـ = تُ و ليسَ بالكأسِ الدِّهاقِ
أمَّا إذا دُعِيَ البيا = نُ فلا امتشاقٌ كامتشاقي
فمن ابتداعي ما يُجنِّـ = بني انتحالي و استراقي
إنْ كانَ خاطرَ لذَّةٍ = شعري فويحَ دمي المراقِ
روضي الأنيقُ زروعُهُ = ولِيتْ سقايتَها المآقي
و أُغيثَ من قلبِ العوا = صفِ و البروقِ و الاصطفاقِ
الشدوُ فيهِ وراءهُ = روحٌ تردَّدُ في التَّراقي
و الرَّوعةُ المهداةُ من = ظلمِ الأحبَّةِ و الرِّفاقِ
و النِّعمةُ المسداةُ من = كوني و سُهدي في عناقِ
فشققتُ في الظُّلمِ العُبا = بَ بكلِّ ماخرةٍ دِفاقِ
إنَّ القصائدَ كالوجو= هِ فَدَعْ مُطالعةَ الصِّفاقِ
دفءُ المشاعرِ سحرُها = لا بالجناسِ و لا الطِّباقِ
فاجعلْ سميرَك ما سَما = " بدراً " بمُنسدِلِ الرُّواقِ
و إذا دخلتَ بجنَّةٍ = فسَلِ الطليعةَ عن بُراقي
رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر
تحية للشاعر ظميان غدير
حبذا لو أوردت لنا نبذة عن الشاعر زياد بنجر
رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر
أهلا بك اخت ناهد حسن
اشكرك على طيب مرورك هنا في ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر
سيتم نشر سيرة ذاتية عن الشاعر في قسم سيرة ذاتية ( اسماء في سطور)
بعد موافقة الشاعر على نشر سيرته الذاتية
لك تحيتي
رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر
أيُّها الليلُ إنَّها لَعَبيرُ = ليتَ أنِّي كَمِثلِ قلبي أطيرُ
فأحلُّ الغداةَ ضَيْفاً عليها = و على رَملِ شاطئيها أسيرُ
فإذا الدَّوْحُ و النَّخيلُ ظليلٌ = و إذا ملعبُ المِراحِ حَبيرُ
و إذا البحرُ آهتي و تهاديَّ = حنيناً كما تهادى الهديرُ
و كما ينقرُ الدَّلالُ فؤادي = فانقُرِ الجِذْعَ أيُّها العُصفورُ
وَهَجُ الشَّمسِ يا عبيرُ اعْتَرانا = كَلَظى الهَجْرِ طالَ هذا الهَجِيرُ
فتعالَيْ لِنستَريحَ قليلاً = يَشرحِ الشوقَ قلبيَ المَفطورُ
فإذا هفَّتِ الرِّياحُ نَشِطْنا = نَقذفُ القُرصَ يَعتلي و يَدورُ
نصنعُ القصرَ بالرِّمالِ جميلاً = نَحنُ فيه أميرةٌ وَ أميرُ
شعبنا لا يَكادُ يُنِكرُ أمْراً = مُفْعَمٌ بالحياةِ و هو فقيرُ
و أوَيْنا قبل الأصيلِ إلى المَو = جِ فغِبنا به و غابَ الشُّعورُ
غالبيهِ عبيرُ فالمَوجُ عاتٍ = دونَهُ لجَّةٌ و عُمقٌ غزيرُ
تَحْتَ هذا العُبابِ خَلقٌ بديعٌ = حُسنُهُ لا يُرى و حَيْدٌ مُثير
انظري الشمسَ إنَّها لدُلوكٍ = سَوف تخفى هُناكَ والأصْلُ نُورُ
هكذا تُخطئُ الظُّنونُ و لكن = يَعلمُ الله ما تُكنُّ الصُّدورُ
فَلْنَعُدْ يا عبيرُ يحتضنِ الليـ = لُ هوانا و يَستبدَّ الحُبورُ
مِثلُهُ فوقَ مَنْكِبَيْكِ مَديدٌ = فاحِمٌ مُرسَلٌ كَثِيفٌ وَفيرُ
لمع البدرُ في الظلامِ أمامي = فارفقِ الآنَ أيّهذا المُنِيرُ
و ظبىً أوردت فؤادي المَنايا = سَلَّها جُرأةً عليَّ المُغيرُ
و ضمينٌ بأن أقبِّلَ وَرداً = إنْ أقبِّلْهُ مُشْرَبٌ و نَضيرُ
أتمرَّدتِ أم تمرَّهتِ كِبراً = بُدِّلت حالُكم فما التَّبريرُ ؟
ما لهذينِ يقفزانِ كثيراً = لا ينامانِ و النِّيامُ كثيرُ
ضَحِكي أن أبيتَ أحسُدُ كَلبيـ = نِ هما منكِ أوَّلٌ و أخيرُ
و يضجَّانِ للدُّعابةِ و اللهـ = وِ عراكاً من الحبيب الأثيرُ
ليتَ شعري أتلثمينَ حبيبيـ = ـكِ كما يلثمُ الخبيثَ الغريرُ ؟
لا تلوميهِ فهْيَ غَيْرةُ صَبٍّ = ضلَّ عنهُ الصَّوابُ و التقديرُ
خَطَلٌ قولُهُ فلا تأبَهي إنْ = ذابَ قلباً فَخانَهُ التَّعبيرُ
رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر
سَلامٌ للأحِـبَّةِ إنَّ قـَلـبي=لَدَيْهـم لا يَحُولُ و لا يَزولُ
يُبلِّغُهُ نَسيمُ الرَّوْضِ عَنِّي=وَ وَرْدٌ ما لِنَضْرَتهِ ذُبولُ
يصِحُّ كَصِحَّةِ الأشواقِ فِيهِمْ= يَرِقُّ لأنَّني فيهِمْ عَليلُ
وَ صادحةٌ على غصـنٍ رطيبٍ=أَحِنُّ أنا فـَتَـنْقُـلُ ما أقـولُ
وَ نَهرٌ يُشرِقُ الرَّضْراضُ فيهِ=كَمَا يَتَنَزَّهُ القلبُ النَّبيلُ
هل الحسنُ الَّذي تُحْيِينَ حَولي=أم اللهفى بك النَّهْرُ الجَميلُ ؟
تَسَاءَلَ هادراً بالشِّوْقِ مِثلي=أما اسْتَرعاكُمُو هذا الوُصولُ ؟
أيا قـَمَري لقدْ أحزنتَ قلبي=أحَقّاً سـَوفَ يُـدْرِكُـنا الأُفـولُ ؟
أ تَهْجُرُنـا و أنتَ لنا حَبـيبٌ=و تَـتَّهـمُ الـمُحِبَّ و لا دَليلُ ؟
أحبُّكِ كـم أسرَّ القـلبُ نَجْوى=و كَمْ أَقْصَرْتُ عن شَرْحٍ يطـولُ
وَ كمْ نهنهتُ قافيةً و شعراً= لَعَمْرُ هَواكِ شاعرُكِ الذُّهُولُ
وَ كَم حَدَّثـْتُ بـالآمالِ نَفسي=فهُذِّبَـتُ الرِّوايَةُ و الـفُـصُولُ
و طابَ السُّهدُ إذ تأوينَ طرفي=و أقبلَ بالسَّنا الطَّيْفُ الخَجُولُ
أُحبُّكِ لا أُذيعُ الآنَ سِرّاً=فقد فَطِنَ التَّطفُّلُ و الفُضُولُ
أجيئُكِ و الحنينُ يُضيئُ دربي=تُبارِكُني الحَدائقُ و الظَّليلُ
و تَسألُني المَقِيلَ و تحْتَفي بي =و كيفَ أُريحُ قَبلَكِ أوْ أَقِيلُ ؟
بطُهرِكِ طابَ مُغتَسلي و شِرْبي=و جانبَ صَفْويَ الوِرْدُ الوَبيلُ
فَما خَبَتِ المَحَبَّةُ في فُؤادي=وَ لَمْ يَرْدَعْهُ عَنْكِ المُسْتَحِيلُ
رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر
سكنَ الليلُ و الهَواجسُ يَقظى = فوقَ رأسي لها ضَجيجٌ وَ صَخْبُ
بِتُّ في عالمِ الخَيالِ وحيداً = لِسَوائي لَمْ يَتَّسعْ و هْوَ رَحْبُ
كُلُّنا يعشقُ الأنا لا تلُمني = و أنا عاشقٌ لذاتيَ أصبُو
بِتُّ و المجدُ في يدي و فؤادي = مَلِكٌ تحتَهُ الرَّغائبُ شَعبُ
يَتَسنَّى ليَ المُحالُ و يَعلو = ليَ في كُلِّ ما أُمارسُ كَعبُ
سَكَراتٌ نَمَّقْتُ فيها الرِّواياتِ = فطُمئِنتُ و الإفاقةُ رُعبُ
و افتنانٌ يعودُني فإذا السُّهدُ = نَميرٌ من الخَواطرِ عَذبُ
يطرَبُ الحُسنُ و الجمالُ لِشَدوي = و لإطلالتي البراعةُ دأبُ
يَا طموحي أ يا منارَ طريقٍ = لِيَ فيهِ من العزائمِ ركبُ
طالَ ركضي فيهِ أسابقُ ظِلِّي = و رأتني عينُ الحَقيقةِ أحبو
ظَمَاٌ و السَّرابُ يُخْسِئُ طَرفي = أ تُرى بالمَدى حَدائقُ غُلبُ ؟
أ تكونينَ يَا جَلادةُ زادي ؟ = و اصْحَبيني بِهِ فَما لِيَ صَحبُ
أَمَلٌ سوفَ يَنقضي العُمرُ فيهِ = عمرُكَ البَدْرُ يا زِيادُ سَيَخْبو
رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر
إليْك الدُّرّ
إلَيْـكَ الـدُّرَّ فالتَقِطـاَ
قُبَيْـلَ تَـرَاهُ مُلتَقَطَـا
مِنَ الألَقِ الَّذي أمْضَـى
حُسَامَ الصِّدْقِ وَ اخْتَرَطَا
تَخَيَّـرْ مِنْـهُ وَاسِطَـةً
لِلبِّكَ ذَا الَّذي انْفَرَطَـا
وَضَعْنَا مِنْ شُعَاعِ الشَّمْـ
سِ فَوْقَ حُروُفِنا النُقَطـاَ
إذا خَلَبَـتْ بَوَارِقُـنـا
التَّنَحُّلَ سُـرَّ وَ اغْتَبَطَـا
وَ أزْجَيْنَا الْغَمَامَ الْغَـضَّ
يَهْمِـي هَاطِـلاً سَبِطَـا
فَكُنَّـا البـرَّ وَ الْغَنَّـا
ءَ لا الحِرْمَانَ وَ القَنَطَـا
وَ لَمْ نُجِبِ الهُـرَاءَ بِـهِ
لِمَا أمْـلاهُ وَ اشْتَرَطَـا
فَدَعْ هَذا الْغُلـوَّ بِنـا
وَ لا تَذهَبْ بِهِ شَطَطَـا
وَ سَلْ عَنَّا النَّدَى وَ الجُو
دَ وَ الأضْياَفَ وَ الخُلُطَا
وَ لا تَكُ نُهْزَةً لِلشَّـكِّ
يُلبِسُ فَهْمَـكَ الغَلَطَـا
وَ لا يَكُ مَنْطِقُ الإقْنَـا
عِ مِنْكَ الهَذْرَ وَ اللَغَطَـا
و لَيْسَتْ لَفْتةُ الإصْفَـا
ءِ أَمْراً فِي يَدِي سُقِطَـا
خِلالٌ كُنْـتُ فَارِسَهـا
وَ سَابِقَ حِزْبِها الفَرَطَـا
صَفـاءٌ مِـنْ خَلائقنـا
يَبُزُّ الحِقـدَ و السَّخَطَـا
أَيَـا خِنْذِيـذَ أمَّتِـنَـا
أَطَالَ نِفاقُـك النَّمَطَـا
أَ تُبْصِرُ كِلمَـةُ الْعَلْيَـا
ءِ مِنْكَ الْقَلْبَ مُنْهَبِطَـا
رَأيْتُكَ في المَسَارِحِ تَـعْ
رِضُ الأزْيَاءَ وَ الرَّقَطَـا
تَمِيلُ سُيُوفُكُـمْ طَرَبـاً
وَ تَرْقُصُ أَرْؤُسٌ وَ خُطَى
أَ كُنْتُمْ يَـا لَشِعْـرِيَ أَمْ
هَزَزْتُمْ أُمَّـةً وَسَطَـا ؟
شعر
زياد بنجر
رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر
عِبَ الشَّوْقُ يا جَمِيلَ الوُعُودِ
****
تَعِبَ الشَّوْقُ يا جَمِيلَ الوُعُودِ
لَمْ يَكُنْ غيرُ صَدِّكَ المعهودِ
وَ ارتقابُ الأمْطارِ ما صَدَقَتْها
لُمَعُ الْبَرْقِ وَ اهْتِزامُ الرُّعُودِ
إنّما الْمَرْءُ ما يُسِرُّ و يُخْفِي
كُلُّ ما نَدَّعيهِ غَيْرُ أكِيدِ
أينَ ما صُغْتَ من لُحُونٍ عِذابٍ
أينَ نَمْضِي إلى اللقاءِ السَّعيدِ
أينَ ما رَقرَقَ الأغنُّ بِسَمْعِي
ذابَ كالآلِ في رِمالِ البيدِ
إنَّ هذا الْجَفافَ يَحْطِمُ زَرْعِي
مُقفرٌ مِنْ بلابلِ الشَّدْوِ عُودِي
و الأزاهيرُ ما بِها مِنْ رَحِيقٍ
قالَ نَحْلٌ أيا سَحَابَةُ جُودي
أينَ مِنْ مَوْجَةِ الغَدِيرِ حَنِينٌ
أينَ يا وَصْلُ عَطْفَةُ الأُمْلُودِ
لا أغاريدَ لا نَسائمَ تَلهُو
واجماتٌ خَمَائلي وَ بُرُودي
أنا رَوْضٌ وَ لَمْ يتمَّ جَمالاً
ذابلٌ بعدَ ظِلِّهِ الْمَمْدُودِ
أنا نَهْرُ و ما بِهَا غُدُواتِي
مِنْ عَذارَى و مِنْ لُقىً معقودِ
أوَ تَهْدِينَ بِي لأقرَبِ وَهْمٍ
ثُمَّ تَرْنِينَ مِنْ مَكانٍ بَعيدِ ؟
طَالَ يا شَوْقُ أن يَضُمَّكِ قَلْبي
حالِماً بالوِصالِ عَذْبَ النَّشِيدِ
أنتِ مَنْ أطْلَقَ المُنى تَتَهادَى
كَالْفَراشَاتِ لاثِمَاتِ الوُرُودِ
أنتِ أرسَلْتِها عَلى سَابِحَاتٍ
هَائِماتٍ في عَبْقَرِيٍّ فَرِيدِ
شعر
زياد بنجر
رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر
إلى صديقِ الصِّبا
ذِكراكَ تعبقُ يا شَرِيفُ ، يا أيُّها الْبَرُّ الْعَفِيفُ
تَنْآى وَ تَحْفَظُكَ القُلُوبُ وَ يُرْفَعُ الْقَدْرُ الْمُنِيفُ
حَتَّامَ نَسْألُكَ اللقاءَ بِنا و تَمْنَعُكَ الظُّرُوفُ ؟
بُورِكتَ تَشْغلُكَ التُّقى وَ الذِّكْرُ وَ الْهَدْيُ الشَّرِيفُ
الْباقِياتُ الصَّالِحاتُ فَبُورِكَ الأَرَبُ الْحَصِيفُ
رَاجَعْتُ أيَّامَ الصِّبا ، فَتَهَلَّلَ الْبَالُ الْكَسِيفُ
أيَّامَ يَجْمَعُنا النَّقاءُ وَ ظِلُّ حارَتِنا الْوَرِيفُ
كانتْ كَرَوْضٍ مُؤْنِقٍ رَقَّ النَّسِيمُ بِهِ اللَّطِيفُ
آهَاتُ "حمدي" أينَهُنَّ وَ ذلكَ السَّمَرُ الْخَفِيفُ ؟
وَ الشَّدْوُ مِنْ "عَوَّادِهِ" يَشْكُو الْحَنِينَ وَ مَا يَحِيفُ
بَاحَ الشَّجِيُّ بِسِرِّهِ وَ الليْلُ يَسْمَعُ وَ الرَّصِيفُ
أيَّامَ تَكْفِينا الْحَصِيرَةُ وَ النَّوَاشِفُ وَ الرَّغِيْفُ
أَ ذَكَرْتَ مَشْهَدَنا الْجَمِيلَ وَ الِابْتِداعَ وَ مَا يُضِيفُ ؟
ذاكَ التُّرَابيَّ الأنِيقَ وَ حَوْلَنَا الْجَمْعُ اللفِيفُ
غِبْنا فَغَابَ الْمُلْهَمَانِ وَ حِسُّ مَلْعَبِنَا الرَّهِيْفُ
نَتَنَاقَلُ الْكُرَةَ الْجَمِيلَةَ كَالْخَيَالِ إذا يَطِيفُ
وَ نُحَبِّذُ اللِعْبَ النَّظِيفَ فحبَّذا اللِعْبُ النَّظِيفُ
أيَّامَ تَقْدُمُ أوَّلاً أبَداً فَيَأتَلِقُ الْوَصِيفُ
لَمْ أنْسَ عَهْدَ بَراءَةٍ حَتَّى أتى الْعهدُ الْمُخِيفُ
عَصْرٌ يَمُورُ بِأهْلِهِ وَ أذىً يُغَمَّ بِهِ الشَّفِيفُ
فَهَوى النُّفُوسِ مُقَدَّمٌ وَ الدَّمْعُ مِنْ رَشَدٍ ذَرِيفُ
يَتَهَافَتُونَ إلى مَنَابرِهِمْ فَكُلُّهُمُو عَرِيفُ
مَا الآنَ يُشْهَرُ كَالهُرَاءِ وَ فِي كِنَانَتِهِ الثَّقِيفُ
يا مَجْدُ أيْنَ طَريقَةٌ لِلْمَجْدِ تَالِدُها طَرِيفُ ؟
لَوْلا الْجُنوحُ لِغَيْرِهِ لَأقامَ عزَّتَنا الْحَنِيفُ
شعر
زياد بنجر
رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر
إلى رُوحِ الفقيدةِ الغاليةِ
( بسمة بنت غازي بنجر )
رحمَها اللهُ تَعَالى
اِسْتَبْشِرُوا أحِبَّتي = إلى النَّعيمِ بَسْمَتي
بَشائِرٌ تقدَّمَتْ = تَمْلَأُ بِشْراً دَمْعَتي
تُشِيرُ أنْ بَسْمَتُنا = فَائزَةٌ بالجَنَّةِ
آثَرَها جَمِيعُنا = في الْقَدْرِ وَ الْمَنْزِلَةِ
لَهَا القَبُولُ ههُنا = فَكَيْفَ في الآخِرَةِ
بَسْمَةُ آلِ بَنْجَرٍ = في شَمْلِنَا والأُلْفَةِ
مَنِ الْعَفَافُ خُلْقُهَا = تُصَانُ كَاللُؤْلُؤَةِ
لَهَا سَريِرَةُ الرِّضَا = سَريرةُ المُؤْمِنَةِ
مَنِ اطْمَأَنَّ قَلْبُهَا = بِاللهِ رَبِّ العِزَّةِ
مَنْ أَشْرَقَ ابْتِسَامُهَا = بِصَادِقِ الْمَحَبَّةِ
مَنِ اسْتَنَارَ دَرْبُهَا = بِالْحِكْمَةِ الْمُشْرِقَةِ
بِالنُّورِ مِنْ قُرْآنِنَا = وَ مِنْ سَنَاءِ السُّنَّةِ
مَنْ زَيَّنَتْ صَاحِبَها = غُصْناً زَهَا بِزَهْرَةِ
مَنْ رَقْرَقَتْ دُمُوعَهَا = فِي اللَيْلِ وَ النَّاشِئةِ
مَنْ أيْقَظَتْ صِغَارَهَا = لِلْفَجْرِ فَجْرِ أُمَّتِي
لِلهِ سَعْيُ نُورِهِمْ = بَيْنَ الْأَيادِي الْغَضَّةِ
يَا رَبُّ أَنْتَ نُورُهُمْ = إِذَا مَشَوْا فِي الظُّلْمَةِ
أَحِبَّتِي لا تَهِنُوا = كُونُوا كِبَارَ الْهِمَّةِ
كُونُوا رِجَالَ أحْمَدٍ = وَ حَلِّقُوا لِلقِمَّةِ
مَنْ مَحَّضَتْ عَطَاءَهَا = بِالصَّبْرِ وَ الْمَرْحَمَةِ
مَنْ لَجَأَتْ لِرَبِّهَا = فِي الصَّفْوِ قَبْلَ الغُمَّةِ
يَا رَبُّ يَا إلهَنا = يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ
تَعْلَمُ مَا بِصَدْرِنَا = مِنَ الأسَى وَ الْكُرْبَةِ
وَ لا نَقولُ غَيْرَ مَا = يُرْضِيْكَ يَا ذَا الْمِنَّةِ
كُلٌّ إلَيْكَ رَاجِعٌ = رَبَّاهُ لِلمَيْمَنَةِ
اِرْجِعْ بِهَا بَسْمَتَنَا = رُجُوعَ مُطْمَئِنَّةِ
رَاضِيَةٍ مَرْضِيَّةٍ = تَحْتَ ظِلالِ الرَّحْمَةِ
وَ نقِّهَا آمِنةً = إلى نَعِيمِ الْجَنَّةِ
شعر
زياد بنجر
رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر
أيُّها الطَّيْف ..
هاجعٌ بعـدَ سُهـدِهِ و ضِـرارهْ =و من الطَّيـفِ زورةٌ لاختبـارهْ
لمْ يجـدْهُ كمـا أحـبَّ سقيمـاً =أيُّ سقـمٍ ينـالُـهُ بـمـزارِهْ
أيُّها الطَّيـفُ لا سُلـوَّ و لكـنْ =كانَ هذا اللقـاءُ مـن أوطـارِهْ
طلـبَ النَّـومَ جاهـداً لتُواتـي =فابقَ تجزِ القليلَ عـن إكثـارِهْ
وَارْضَ عن حيلةِ الوصالِ و إلاَّ =قالَ يا نـومُ إنَّنـي لـك كـارِهْ
و متى طافَ بالرقادِ سناً منـ =كَ رأى الليـلَ مبصـراً كنـهـارِهْ
طبتَ مجرىً لأدمعـي بدياجيـ =هِ ومسرىً لهـنَّ فـي أسحـارِهْ
نُبتَ عن شخصِكَ اللطيفِ فدمعي =هانـئٌ بعـدَ هتكِـهِ بـقـرارِهْ
رقَّ أهـلاً لـذكـرهِ و هــواهُ =و رقـا أهـلَ قدرِكـم و وَقـارِهْ
نَبِّني عنْ مُعذِّبي أيُّهـا الطَّيـ =فُ و هاتِ الجديـدَ مـنْ أخبـارِهْ
و ارْوِ عنِّي لـهُ قصائـدَ حـبٍّ =غارَ منهـا الرَّبيـعُ فـي آذارِهْ
حُبَّ إيمانَ قـد غَنِيـتَ بقلـبٍ =فقـدُ إيمـانَ منتهـى إقتـارِهْ
لو تسلَّيتُ مـا تقـرَّحَ جفنـا =يَ لِشـوقٍ و لا اصطليـتُ بنـارِهْ
أيَّ سحرٍ أرى بطرفِـكِ إيمـا =نُ إذا مـا أعرتِـنـي لِـغِـرارِهْ
أنتِ في الحسنِ جَنَّـةٌ و خيـالٌ =ما وعَيتُ الأقـلَّ مـن أسـرارِهْ
أنتِ روضٌ حوى المحاسنَ زاهٍ =شَجـوُ قلبـي عُلالـةٌ لِهَـزارِهْ
لا يُجاريهِ في الملاحةِ شعـري =علـمَ اللهُ لـم أقـلْ : لنُجـارِهْ
إنَّما هُـذِّبَ الرَّجـاءُ علـى أنْ =يَدعَ الوصـفُ فقـرَهُ لِيَسـارِهْ
شعر
زياد بنجر
رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر
قدوةٌ غربيَّة
قَدْ ترعرعْتُ في تلالِ أوربَّا = فَتحرَّرتُ لَمْ أعُدْ عَربيَّة
أعشَقُ الرَّقصَ و الرِّياضةَ جَمًّا = و ارتيادَ الشَّواطئِ البَحريَّة
صحباني هُناكَ أضخمُ كلبَيـْـ =نِ عُلُوًّا و جُرأةً و حَميَّة
أتزَيَّا بقطعَتَينِ و أغفُو = حيثُ تغفُو وَسائدي الرَّمليَّة
إنَّ شمسَ الضُّحى تُحبُّ بياضي = لا سَوادَ العباءةِ الشَّرقيَّة
و انطلاقِي بالجِينزِ يُفلتُ أسري = و يتيحُ النَّشاطَ و الحَيويَّة
فَتعالَينَ يا نِساءُ فَخبِّرْ = نَ أأبدُو كَقدوتي الغَربيَّة ؟
ما لذِي اللحيةِ العظيمةِ يهذي = يذكرُ النَّارَ جفوةً و أذيَّة ؟
ليتَهُ راءَ وردَ مبسميَ الزَّا = هِي و أحْيا الغَياهبَ الغَجريَّة
شعر
زياد بنجر
رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر
حَلِيمة*
ألا يَذرِفـانِ الدَّمـعَ طَرْفَـا حَليـمَـةِ ؟
كَـمـا أسقَمـانـي بالـكِـلالِ السَّقيـمَـةِ
و قـــدْ وعَـدانــي بالنَّـعـيـمِ فأخـلـفـا
فأُبـتُ بـروحٍ فــي الجحـيـمِ مُقيـمَـةِ
حَليمـةُ مــا لِلـبَـدرِ رَوعــةُ وَجهِـهـا
و تحسُدُهـا الحَسْنـاءُ قبـلَ الدَّميـمَـةِ
مضى الليلُ ما أغفلتُ ذكرك برهةً
فـأيُّ علامـاتِ السَّمـاءِ رتيمَـتـي ؟
مـعـذِّبـتـي زارَ الـمـسـهَّـدَ طـيـفُـكـم
فَـرُوِّعَ مـن حـالِ المُـحـبِّ الأليـمَـةِ
يُغَيِّبُـهُ طُـولُ الدُّجـى عــن صَـوابِـهِ
و يَخْتَـصُّـهُ بالمُـوبِـقـاتِ العظـيـمَـةِ
تَـأثَّــمَ لـــي مِـمَّــا جَـنــاهُ جـمـالُـكُـمْ
علـيَّ و لمَّـا يَـدْرِ جـانـي الجريـمَـةِ
و أعـذرَ لـي عَـنْ كُـلِّ ليـلٍ قضيتِـهِ
مُنـعَّـمَـةَ الإغــفــاءِ غــيــرَ أثـيـمَــةِ
أيـا قمـرَ الزَّهْـراءِ هَــلْ أنــا فـائـزٌ
بعاقـبـةٍ شـمـلٍ بـكــم لا وخـيـمَـةِ ؟
رأيـتُـكِ فاحْـتَـدَّ الـهـوى بجَوانـحـي
و حَلَّتْ بيَ الأشـواقُ غيـرَ رحيمَـةِ
تجرِّدُنـي مـن كــلِّ صـبـرٍ عهـدتُـهُ
و تُوهِنُ يـا زَيْـنَ النِّسـاءِ شَكيمَتـي
فــــلا تَـدَعِـيـنـي لِـلـحـيـاةِ رتـيـبــةً
تَـمــرُّ بقـلـبـي كـالـرِّيـاحِ العَـقـيـمَـةِ
أرانـي بـدا لـي أن تُـرى بِــيَ رِقَّــةٌ
إليكِ فَهَلْ أهْـدَرْتُ عِنـدكِ قيمَتـي ؟
و أعجبُ ما جَدَّ ارتباكي و حَيْرَتي
فَمُنْـذُ مَتـى كـانَ التَّهَـوُّرُ شِيمَـتـي ؟
لَئِنْ أقصَرَا حلمي و رشـدي فَإنَّنـي
لَأوَّاهٌ اسْتَـهْـدى الـنُّـهـى بالعَـزِيـمَـةِ
إذا مـا بَلَـوْتِ الشَّـأنَ مِنِّـي حَمِدْتِنِـي
فَلَـمْ يَتَمـارَوْا فـي صِفاتـي الكَريمَـةِ
رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر
احْفظْ عليكَ أخاً أمينا = و تَحَلَّ خاتمَك الثـَّـمينا
يُحييكَ لا مُتكلِّفاً = و الزَّينُ يُلهَمُ أنْ يَزينا
مُستغرِقٌ منهُ الحِجا = يَستوضحُ الرَّأي الرَّصينا
تلقاهُ يُسمعُك البيانَ .. = و يَنْبَري فعلاً مُبينا
عُليا يَديْكَ إذا اعترا = كَ الدَّهرُ تشهرُهُ يَمينا
أنْ يا صِعابُ من انْتَضى .. = عَزماً إليكِ فَلَنْ يَلينا
متفرِّدُ العزماتِ لا = يُشقي بعارضِهِ الخدينا
متدفِّقٌ كالنَّهر يـعـ = ذبُ لذَّةً للشَّاربينا
مستبشرٌ كالرَّوضِ تر = حاباً و مؤتلقٌ جبينا
تشدوُ بأيكتِهِ الطُّيو = رُ فطابَ أنسُ الواردينا
و الزَّهرُ يبسمُ في الضِّفا = فِ و يُشربُ الحسنُ العيونا
فانعمْ به الظِّلَّ الظليـ= لَ و جاورِ الماءَ المَعينا
وأبحْ فؤادكَ للنَّقا = ءِ و أدركِ السرَّ الدفينا
فبمثلِ صاحبِكَ المُبَرّأِ = يُرتضى الإسلامُ دينا
من لي بقارئِ لوعةٍ = فأجيبَهُ دمعاً سخيناً
إقرأهُ و ارقَ مرتِّلاً = و أقم صلاةَ الخاشعينا
لَنُحبُّ منك سماعَهُ = فَتَقَدَّمَنْ ما دُمتَ فينا
يَتقدَّمونَ فَلَيْتَهُمْ .. = رَفَعُوا المَظَالمَ و الشُّؤونا
و يغرِّدون فليتهم ..= فَرَقُوا الفَصاحةَ و اللُّحونا
و يُزَمجِرونَ فليتهم ..= أسْدُ الوغى حَمَوُا العَرينا
صِفةُ الشُّموخِ ظننتُها= دَكَّتْ على الجَوْرِ الحُصونا
لكنَّها العشواءُ ترْ = غُو في الأُهَيْلِ و تَزْدرينا
يا أرضُ حَرَّركِ الهُرا= ءُ فرجِّعي اللحنَ الحَزينا
أمِنَ الشُّموخِ على المَسَا = رحِ تُنشِدونَ و تَرقُصونا
أمِنَ المُروءةِ بالإشا = رةِ تَهْمِزونَ و تَلمِزُونا
أمِنَ العفَافِ القهَقْهَا =تُ و جائِلٌ طَرْفاً خَؤُونا
هذا و آخرُ إفكِهِمْ = دعوى اليَقينِ فمنْ يَقِينا
رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر
إلاَّ تُحَدِّثْني المُنى = فَلأسلُوَنَّ غرامَها
و لأهجُرنَّ دروبَها = هجرَ النُّفوسِ وئامَها
و لأحجُبنَّ رسائلي = و لأطفِئنَّ ضِرامَها
و لأوقظنَّ قصائدي = فإليكِ يا أوهامَها
و لأرجِعنَّ سوابحي = أنْ لا تهيمَ هُيامَها
و لأبدِلَنَّ سواهدي = حالاً تطيلُ مَنامَها
فيكونَ زجرُ كرامتي = يومَ القطيعةِ عامَها
يا لوعَتي و سناكِ ما = يُنْسي البدورَ تمامَها
كم بتُّ آملُ أن تعا = نقَ مُهجتي أحلامَها
أن يعقبَ النفسَ اقتبا = لُكِ أمنَها و سلامَها
أإذا أخافضُ لَوْعةً = بَرَزَ الأسى فأقامَها ؟
إنِّي دفعتُ بمُهجتي = و هَتَفتُ هاكِ زِمامَها
فَصَددتِ إلاَّ فتنةً = ذَهِلَ الْمُحِبُّ أمامَها
رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر
أيُّها الليلُ إنَّها لَعَبيرُ = ليتَ أنِّي كَمِثلِ قلبي أطيرُ
فأحلُّ الغداةَ ضَيْفاً عليها = و على رَملِ شاطئيها أسيرُ
فإذا الدَّوْحُ و النَّخيلُ ظليلٌ = و إذا ملعبُ المِراحِ حَبيرُ
و إذا البحرُ آهتي و تهاديَّ = حنيناً كما تهادى الهديرُ
و كما ينقرُ الدَّلالُ فؤادي = فانقُرِ الجِذْعَ أيُّها العُصفورُ
وَهَجُ الشَّمسِ يا عبيرُ اعْتَرانا = كَلَظى الهَجْرِ طالَ هذا الهَجِيرُ
فتعالَيْ لِنستَريحَ قليلاً = يَشرحِ الشوقَ قلبيَ المَفطورُ
فإذا هفَّتِ الرِّياحُ نَشِطْنا = نَقذفُ القُرصَ يَعتلي و يَدورُ
نصنعُ القصرَ بالرِّمالِ جميلاً = نَحنُ فيه أميرةٌ وَ أميرُ
شعبنا لا يَكادُ يُنِكرُ أمْراً = مُفْعَمٌ بالحياةِ و هو فقيرُ
و أوَيْنا قبل الأصيلِ إلى المَو = جِ فغِبنا به و غابَ الشُّعورُ
غالبيهِ عبيرُ فالمَوجُ عاتٍ = دونَهُ لجَّةٌ و عُمقٌ غزيرُ
تَحْتَ هذا العُبابِ خَلقٌ بديعٌ = حُسنُهُ لا يُرى و حَيْدٌ مُثير
انظري الشمسَ إنَّها لدُلوكٍ = سَوف تخفى هُناكَ والأصْلُ نُورُ
هكذا تُخطئُ الظُّنونُ و لكن = يَعلمُ الله ما تُكنُّ الصُّدورُ
فَلْنَعُدْ يا عبيرُ يحتضنِ الليـ = لُ هوانا و يَستبدَّ الحُبورُ
مِثلُهُ فوقَ مَنْكِبَيْكِ مَديدٌ = فاحِمٌ مُرسَلٌ كَثِيفٌ وَفيرُ
لمع البدرُ في الظلامِ أمامي = فارفقِ الآنَ أيّهذا المُنِيرُ
و ظبىً أوردت فؤادي المَنايا = سَلَّها جُرأةً عليَّ المُغيرُ
و ضمينٌ بأن أقبِّلَ وَرداً = إنْ أقبِّلْهُ مُشْرَبٌ و نَضيرُ
أتمرَّدتِ أم تمرَّهتِ كِبراً = بُدِّلت حالُكم فما التَّبريرُ ؟
ما لهذينِ يقفزانِ كثيراً = لا ينامانِ و النِّيامُ كثيرُ
ضَحِكي أن أبيتَ أحسُدُ كَلبيـ = نِ هما منكِ أوَّلٌ و أخيرُ
و يضجَّانِ للدُّعابةِ و اللهـ = وِ عراكاً من الحبيب الأثيرُ
ليتَ شعري أتلثمينَ حبيبيـ = ـكِ كما يلثمُ الخبيثَ الغريرُ ؟
لا تلوميهِ فهْيَ غَيْرةُ صَبٍّ = ضلَّ عنهُ الصَّوابُ و التقديرُ
خَطَلٌ قولُهُ فلا تأبَهي إنْ = ذابَ قلباً فَخانَهُ التَّعبيرُ
رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر
مُهداة إلى سلسبيلِ الشعر الشاعر الكبير
" محمّد العرافيّ "
حَلَّقَ العُصْفورُ
لَمْ يَأْوِ حَتَّى حَلَّقَ العُصْفُورُ
فالقَلبُ يَصْدَحُ إِثْرَهُ وَ يَطِيرُ
عَذُبتْ إشارَتُهُ إِلى صَبَواتِنا
أ تُرَاهُ يَقْصِدُ ما إلَيهِ يُشيرُ ؟
لَوْ كُنْتُ أعْلَمُ صِدقَهُ لأطَعْتُهُ
فَتَبِعْتُهُ وَ لَقَلَّ فِيهِ كثيرُ
يَرنُو إليّ وَ إِنَّ مِنْ أجْفانِهِ
جَيْشاً عَلى مُلْقِي السِّلاحِ يُغِيرُ
مُتَعَجِّلٌ وَ صَريعُهُ مُغْرىً بِهِ
ما الْفَجْرُ وَصْلُك أيُّها الدَّيْجُورُ
يا صَاحبي لا زِلْتُ أذكرُ لَمْعَةً
خَلْفَ الْغُيُومِ تَغِيبُ ثُمَّ تُنِيرُ
ذاكَ الصَّبوُحُ الطَّلْقُ سُرَّ بِأسْرِنِا
شَتَّانَ ما الْمَسْرُورُ وَ الْمَأسُورُ
لَوْ ضَمَّه قلبي لَطَافَ بِجَنَّةٍ
لاعْتادَ بَهْجَتَها فَليْسَ يَحُورُ
لاختالَ وَ الأنهارُ تَجري تَحْتَهُ
وَ الحُسْنُ يَرْغَدُ حَوْلَهُ وَ يَمُورُ
خُذْهَا إلَيْكَ كُؤُوسَنا مِنْ فِضَّةٍ
يَسْعَى بِهِنَّ اللؤلؤُ الْمَنْثُورُ
يا صَاحبي طَابَ السِّجَالُ فَشِعْرُكمْ
يَسْمُو بِهِ قَبْلَ الْمَقَالِ شُعُورُ
تَهفُو فننعَمُ بالرَّبيعِ وَ دِفْئِهِ
وَ إذا نَأيْتَ أملَّنا الْمَقرُورُ
علَّقتَ في جِيدِ الْبَيانِ قَلائِداً
وَ الْخافِقاتُ إلى سَنَائِكَ صُورُ
أَ سَئِمْتَ دُنْيَا السَّادِرِينَ فَإنَّها
لهُمُ وَ تُنكرُ مَنْ حَدَاهُ النُّورُ
عَهْدٌ عَلَيْها أنْ تُخِلَّ بِمَنْ صَفا
وَ تُجِلَّ من يَطْغى بِها وَ يَجُورُ
واهاً لِأحوالِ الرِّجَالِ بِأمَّتي
فَالسَّيْفُ يَرْقُصُ وَ الرُّؤُوسُ تَدُورُ
وَ مِنَ الشُّمُوخِ عَباءَةٌ بَرَّاقةٌ
وَ عَلى الْيَقِينِ الْكَاذِباتُ الْقُورُ
بَيْنَا يُسَجَّى الطِّفْلُ مِلْءَ دِمائِهِ
يَتَشَدَّقُونَ وَ يَهْتِفُ الْجُمْهُورُ
نَمْ يا خَلِيَّ الْبَالِ عنْ أهْوالِنا
حَتَّى يُدَكَّ عَلى النِّفاقِ الطُّورُ
لَمْ نَشْدُ لِلأقْذَاءِ يا أنْهارَنا
لَمْ نَرْعَ نَاشِزَةً وَ أنْتِ هَدِيْرُ
سَتَظَلُّ لِلنَّهْرِ الْمَحَبَّةُ في الرُّبى
وَ أخُو الْغَزَالَةِ عَانَقَتْهُ الدُّورُ
وَ سَتُدْفِئُ الْعُرْيانَ حَانِيَةُ الدُّجى
وَ الْقَصْرُ في رَجَفاتِهِ وَ السُّورُ
شعر
زياد بنجر
رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر
مَنْ فاضَ بالشَّنَآن غَاضا
يـــــــا نَــــظْــــرةً لِـحَـبـيـبَــتــي
جَمَـعَـتْ سُـــرُوراً و انقِـبـاضـا
لــــــــمْ أدرِ أيَّــهـــمـــا أعُــــــــدُّ..
فَـعُـدْتُ أَفْـتَــرِضُ افـتـراضـا
أأجــــــدِّدُ الأحْـــــــزانَ بَـــعْــــدَكِ
أمْ أمَـــانـــيَّ الــعِــراضـــا ؟
لا زالَ وَصْـــلُـــكِ كــالــوَمـــيـضِ
فكـمْ تَخَـافـتَ حِـيـنَ نـاضـا
دَهِــــــمَ الـــسَّــــوَادُ فَـمَــزِّقِــيــهِ..
هَــبِــي غَمـامَـتَـنـا الـبَـيَـاضـا
لِـيَـسِـيـلَ قَــطْــرٌ مِـــــنْ نـــــدىً
و الزَّهْـرُ مــن خَـجَـلٍ تَغَـاضـى
قـالــت أُجِــيــبُ وَ لَــــمْ تُــجِــبْ
هَــلْ يُمْـهِـلُ الأَمَــدُ الغِمـاضـا ؟
لِـــــــمَ لا يُــغَــامِـــرُ سَـــابــــقٌ
وَ سـواهُ فـي مَسْـعـاهُ خـاضـا ؟
أ تَـــخـــونُ خَـــيـــلاً سُــوقُــهــا
أمْ يجهـلُ الصَّقـرُ انقضـاضـا ؟
قــلـــتُ الـمَـنَــاهِــلُ صَــفْــوُهــا
يَـسَــعُ الأكــــارِمَ لا الْـبِـغـاضـا
يَـتَـهـافَـتــونَ عـــلـــى الـــقَـــذى
كَـالْـهِـيـمِ تَـعْـتَــرِكُ الْـحِـيـاضــا
أيَــطــيــبُ ظِــــــلُّ مُـسَـقْــسِــقٍ
يَـعْـتَـادُ بـالـدَّنَــسِ الـوِفـاضــا ؟
قــالـــت كَـحـلْــمِــكَ مــــــا
رَأَيْـتُ فـقـلــتُ لـيـثــاً و ارتـبـاضــا
قـــالـــتْ حَــديــثُــك كـــالــــزُّلالِ
رَوَى الحَـدائـقَ وَ الـرِّيـاضـا
قُـــلــــتُ الْــمَــحَــبَّــةُ رُبَّــــمــــا
مَــنْ فَــاضَ بالـشَّـنـآنِ غَـاضَــا
مَــــاذا غَـنِـيْــتُ بِــمَـــا ألِــمْـــتُ..
و قيلَ رَاضَ الشِّعْرَ رَاضا ؟
يَــــا لَــيْــتَ لــــي عَــــنْ هــــذِهِ..
الأبْيـاتِ بِالْوَصْـلِ اعْتِيَـاضـا
شعر
زياد بنجر
رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر
أنا و ذنبي
أنا و ذنبي و ميلُ قلبي
إلى قضاءٍ يراه ربِّي
فدعكَ منِّي هراءَ صحبي
توردني النَّارَ قبلَ نحبي
فقد نرى توبةَ المُكِبِّ
يكون منها جلاءُ كربي
أُبعثُ مُضطـبعاً أُلبِّى
إلى ظليلٍ عليَّ سهبِ
رضاك ربِّي هناكَ حسبي
و راعني ههُنا فقلبي
يمورُ في ظبيةِ التَّأبِّي
أيا حنيني و شعرَ حُبِّي
و يا هُتافاً أطار لُبِّي
أمن سناءٍ سعى بدربي
إلى سرابٍ يُضلُّ ركبي
أراهُ شرقي أراهُ غربي
و يا نفوراً رشيقَ وثبِ
مبتدراً مُهجتي بعَضبِ
يسخرُ من كبـوةِ المُخِبِّ
يعجبُ من لوعةِ المُحبِّ
تبرعُ أعذارُه لِعَتبي
وافقَ دأبَ الدَّلالِ دأبي
كنتَ لِيَ الدَّاءَ فاغْدُ طبِّي
فما نعمنا معاً بقربِ
فضمَّني و اسْـقِني بعذبِ
يا أيُّها النَّهـرُ طالَ جدبي
أيَّتُها الرِّفـعةُ اشرَئبِّي
أيَّتها الرِّيـحُ فَلْتَـهُبِّي
يا بحرُ يا مائجاتُ عُبِّي
زياد بنجر