-
الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
تعـــددت الكراسي والمقعد واحد !
http://farm3.static.flickr.com/2253/...5c420261da.jpg
في الماضي سمعت أغنية ماجنة فرنسية يصرخ في مطلعها المغني ( أتمنى أن أكون كرسيا في صالة كوافير نسائية !) ... ولم أتفهم شعور هذا المطرب إلا حينما وقعت عيني على محل كوافير للنساء !.
تجلس الواحدة منهن بكل لطف منتظرة دورها ..لتصبح أجمل ، ولا تترك الكرسي إلا بعد أن تملأه عطرا ..والعكس صحيح في بعض صالات حلاقة الرجال والتي تكاد تكون الكراسي فيها أشبه بمقاعد المراحيض أكرمكم الله .
دعاني الحلاق للجلوس على كرسي الحلاقة حاملا في يده ( الموس) فكان أشبه بذباح خروف العيد ..تقدمت بخطوات متثاقلة ، وارتميت فجأة على الأريكة التي كانت تبدو لي منتفخة ، وما إن جلست عليها حتى وجدت نفسي وجها ..ل..ل..لوج..ه مع حديدة كادت أن تدخلني إلى عالم الزاهدين في الزواج لولا أن ستر الله !.
بلا شك فإن الكرسي الذي أجلس عليه عند طبيب الأسنان يختلف كليا عن ذلك الذي عند الحلاق ...
دعاني الطبيب للجلوس على الكرسي حاملا في يده شيئا يشبه المفتاح الإنجليزي .فجلست..وللأمانة كراسي أطباء الأسنان هي خمس نجوم ...
وعلى غير العادة طلب مني الطبيب أن أفتح فمي ..ففتحته وأنا أحمد الله لأنني سمعت أن هناك بلادا يخلع فيها الضرس عبر فتحتي الأنف ! .
كان الجلوس على الكرسي مريحا لولا ذلك الألم الذي يصاحب قلع الضرس المسوس ..خرجت من العيادة وأنا أمني نفسي بكرسي مريح ..ولأنني مواطن من الدرجة الثالثة فإن قدري أن أجلس على كرسي الأتوبيس ..
بعد أن لفحت الشمس رأسي وأنا في انتظاره ..تمكنت من أخد مكاني وكعادتي حجزت المقعد الذي جنبي لأجمل فتاة كانت تقف في المحطة ، لأنني لا أتفاءل بالمشوار إلا إذا جلست بقربي فتاة جميلة ، وفي كثير من الأحيان يقتحم المقعد الذي بجنبي رجل يفرض نفسه بالقوة ..فأستسلم للأمر الواقع صاغرا ..! .
ألقيت بثقلي على كرسي الأتوبيس والذي حديدته تقطع الخلف ، من أجل ذلك أنصح أصدقائي من الرجال أن يتفحصوا الكراسي قبل أن يجلسوا عليها و قبل أن تقع الفاس على ال ..الرا..س ...وتصبح فضيحتهم بجلاجل ..
لم أنس تلك الآلام المزمنة إلا عندما جلست بقربي فتاة ..( عيناها سبحان المعبود ، فمها مرسوم كالعنقود ) ..اقتربت منها وهمست في بلاهة منقطعة النظير : ( كم الساعة ؟) ، فأجابت في رقة ( الساعة الواحدة والنصف )..
قلت :- الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف النهار أم بعد منتصف الليل ؟
ضحكت وكانت ضحكتها أنغام وورود ثم قالت
- وأنت ما رأيك ؟.
فأجبت في غزل صريح " يبدو لي أنها الواحدة بعد منتصف الليل لأن القمر كله يجلس على الكرسي بقربي "..ثم سألتها بمناسبة الكرسي " هل تشعرين بشيئ ما ؟" ..مع أنه يبدو لي أن النساء لا يعانين من كراسي أتوبيسات هذه الأيام كالرجال ! .
وعند نزولي في المحطة لم يشأ الكرسي أن يتركني دون أن يمزق أحد أسلاكه الشائكة مؤخرة سروالي ..!!.
كرسي آخر من الكراسي المهمة المقدرة على المواطن ..كراسي مكاتب التحقيق والشرطة ...
يستقبلك الضابط ..ويدعوك للجلوس على كرسي الاعتراف والذي يبعث فيك الشعور بأنه مكهرب دون أن يوصل بالكهرباء !...فبمجرد أن تجلس عليه حتى يقف شعر رأسك ، وترتعد أوصالك ..ويرتخي رأسك كاشفا عن قفاك التي يتفنن ( عمي المخبر) في ضربها بكفه المتين !.
وتحت الضربات الترجيحية لعمي المخبر ( حفطه الله) ..يسألني الضابط :
- أين كنت في الساعة الواحدة والنصف ؟.
فأسأله ببراءة لا تختلف عن براءة سؤالي لفتاة الأتوبيس ..( الواحدة والنصف بعد منتصف النهار أن بعد منتصف الليل ؟ ) ...يصرخ الضابط غاضبا ..( وما الذي يجعلك تخرج بعد منتصف الليل ؟) ..
فأجيبه يائسا ..
( في كثير من الأحيان نفعل نحن المواطنون أشياء نستحق عليها ضرب الجزمة !) ...;ويسترسل صاحبي المخبر في ضربي على القفا الذي انكشف بمجرد جلوسي على الكرسي ! .
هناك أنواع أخرى من الكراسي يعتبر مجرد الجلوس عليها بدعة منكرة ..
وهي تلك الكراسي التي تدور في مكانها ..
حدث وأن انصرف مديري في العمل إلى الحمام فجأة بعد أن أصابه تلبك معوي تاركا مكتبه ..فقررت أن أجرب الجلوس على كرسيه الدوار !.
والذي يراني جالسا على ذلك الكرسي يقول أنني سيناتور في الكونجرس ..حتى أنني رسمت على ورقة حيزين كتبت على أحدهما إيران والآخر سوريا ..لأقدم اقتراحا لأعضاء الكونجرس لضرب الدولتين ، ورسمت خارطة طريق لحل القضية الفلسطينية وذلك بحرمان حركة حماس من الجلوس على الكراسي ...ما أفخم كراسي المديرين ، على العكس من كراسي الموظفين التي تتسبب فيما يسمى بالبواسير !!.
حقا إن الكراسي تختلف ليس بأشكالها فقط ، ولكن في الشعور الذي يصاحبك طوال الجلوس عليها ..فأنا مثلا لا أكتب إلا حينما أجلس على كرسي محدد ، وإذا حدث أن اختفى ذلك الكرسي فأغلب الظن أنني سوف أعتزل عالم الكتابة إلى الأبد .
كرسي آخر مهم في حياتي بصفتي مواطن .. وهو كرسي المقهى الخشبي والذي بمجرد أن أجلس عليه أشعر بتنميل في كافة أنحاء جسمي مما يدفعني لطلب كأس من الشاي وسيجارة ...أو شيشة ...ثم أنطلق في تقديم التحاليل ..تحليل الأحداث السياسية ، وتحليل أسهم البورصة ، وتحليل مباريات الدوري ، وتحليل البول ...كل شيئ قابل للتحليل بمجرد أن أجلس على هذا الكرسي .
أضع رجلا على رجل ..لأتحول إلى حسنين هيكل ..
إن ما يحدث في الساحة هو أزمة سياسية ألقت بظلالها على الاقتصاد الذي يتاثر عكسا وطردا بالمتغيرات التي تعرفها المنطقة ، خاصة وأن مؤشرات التنمية البشرية في تنازل مستمر في العالم العربي الذي يتفاعل كقطعة الدومينو مع بقية العالم ، وأرجوكم لا تسألوني لأنني شخصيا لا أفهم شيئا ...
ثم أخرج غائبا في الزحام ...مخلفا ورائي الجريدة ..!!.
هناك كراسي ..لا يمكنك أن تجلس عليها حتى يأذن لك الشعب بالتصويت ...كرسي نيابة البرلمان ، وكرسي الرئاسة ...تلك الكراسي التي بمجرد أن تجلس عليها يطلق عليك لقب الفخامة ..
أعود وأتذكر الأغنية الفرنسية لأصرخ ( ليتني أكون كرسيا في قصر الرئاسة ) ...لأنه إذا قدر لي أن أكون كذلك ..فسأكون حتما الحديدة التي تقطع الخلف !.
مصطفى بونيف
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
موستافا ( محامي الشيطان !)
http://www.law.kuniv.edu/images/ist2_1399122-lawyer.jpg
كان موكلي الشرير ينظر إلي والرعب يسكن أحداقه بعد أن أسمعنا المدعي العام مرافعته مطالبا بتوقيع أقصى العقوبة على المتهم بعد ثبت بأنه أصدر شيكا بدون رصيد ..وهي جريمة تؤدي إلى ستين داهية في ظل الاقتصاد المفتوح والأزمة الاقتصادية العالمية .
وما إن أعطاني القاضي المجال للترافع عن موكلي زكريا ..ووقفت على المنصة ، كبس علي السعال .. حتى قدم لي أحد الجالسين كوبا من الماء وهو يقول ( صحة وعافية يا أستاذ ).
شربت الماء وأنا أقول ( أية صحة وأنفلونزا الخنازير تنتشر في البلاد ؟).
وما إن استمع القاضي إلى كلامي حتى وضع يده على أنفه وفمه ..وتكلم بصوت مكتوم ..( تفضل يا أستاذ ماهي أوجه دفاعك وخلصنا؟ ) .
وفجأة ارتفع صوتي مجلجلا ليهز أركان قاعة الجلسات :
" سيادة القاضي ، يجب أن يكون سيف العدالة صارما ليقطع يد كل من تمتد يده إلى أموال الناس بغير حق ، وبأن لا نكتفي بأقصى العقوبات التي ينص عليها القانون الوضعي التي أصبحت لا تخيف المجرمين ، هذا القانون الوضعي الذي تمت صياغته في برلمان يتشكل أساسا من ..."
قاطعني القاضي بصوته المكتوم بيده (وما دخلك أنت في البرلمان ؟، تكلم في صلب الموضوع وإلا حبستك بتهمة القذف في سلطة رسمية ) .
تنحنحت بعد أن لفت انتباهي وعيد القاضي ...وواصلت مرافعتي ( بلا شك فإنني أشاطر النيابة في طلبها لتوقيع أقصى العقوبة على كل من تسول له أصابع يده توقيع شيك بدون رصيد لأكل أموال الناس بالباطل ) .
صرخ موكلي خلف القفص ( الله يخرب بيتك ، كان يوما أسودا عندما اخترتك محاميا لشركاتي ) ..
دنوت من قفصه وهمست له ( لقد ذهبت إلى البنك لسحب أتعابي عن طريق الشيك الذي أعطاه لي مدير مكتبك ، ولم أجد في رصيدك دينارا واحدا ، تريد أن تستغفلني ، سوف أقدم لهم الشيك إذا لم تخرس وتتركني أكمل مرافعتي ) .
وبصوت غاضب مكتوم صرخ القاضي ( ماذا تقول للمتهم يا أستاذ ؟، قسما بالله لو اقتربت منه مرة أخرى لوضعتك معه ) .
تأسفت للقاضي وواصلت مرافعتي ( لو لاحظنا الشيك المقدم إلى عدالتكم سوف نجده أنه مستحق الدفع بعد ثلاثة أشهر ، وهذا ما نسميه بالائتمان الذي تقوم عليه التجارة والأعمال ) .
قاطعني المدعي العام قائلا ( الشيك أداة للوفاء وليس للائتمان يا سيدي وعليه فلا قيمة لأي تاريخ يوضع عليه ) .
نظر إلى القاضي مبتسما ولسان حاله يقول ( وقعت يا جميل ، لماذا لا تذاكر دروسك جيدا قبل أن تأتي إلى المحكمة؟ ).
صرخ موكلي خلف قفصه مرة أخرى ( الله يخرب بيتك ، الله يخرب بيتك ضيعتني ) .
ولم يسكته سوى أن رآني أخرج من جيبي الشيك الذي هددته به ..عاد وجلس في مكانه كمن تلقى ضربة على فمه .
تقدمت بالشيك إلى القاضي ..قائلا ( هذا الشيك كتبه لي موكلي بأتعابي في قضيته ، وبطبيعة الحال لن أذهب إلى البنك لأقبض أتعابي قبل أن أطمئن إلى براءة موكلي الذي يثق ثقة مطلقة بأنني سوف أبذل قصارى جهدي لأثبت لعادلتكم طهارة يده ...أتمنى أن تنظر سيدي القاضي جيدا في الشيك الذي أضعه بين يدي عدالتكم ..مستحق الدفع بعد ثلاثة أشهر ، لاحظ معي القيمة المالية الموضوعة على الشيك هي نفسها التي هي في الشيك محل الدعوى ، وهذا إن دل على شيئ إنما يدل على الثقة المتبادلة بيني وبين هذا الرجل ، رغم أنني لست تاجرا مثله وليس لنا مصالح مشتركة ، فكيف سيكون الحال مع زملائه التجار ، إذن كيف نقول بأن الشيك ليس وسيلة للائتمان والثقة ؟ ،والعرف بين التجار هو الثقة وعلى هذا الأساس أصدر موكلي الشيك ، لكن خصومه افترضوا سوء النية ، واشتكوه إلى عدالتكم ) .
قاطعني المدعي العام : ( إن النص أولى من العرف يا أستاذ ) .
وقف موكلي من مقعده خلف القفص وهو يبلع ريقه ، بينما أجبت المدعي العام ( المعروف عرفا كالمشروط شرطا ، ومع ذلك ليس هذا الوجه الوحيد الذي أستند فيه للدفاع عن موكلي ..لو تأملت عدالتكم الشيك محل الدعوى ، ستجد أنه حرر بخطين مختلفين ، وبقلمين مختلفين أيضا ، خط بالأزرق القاتم ، والمبلغ كتب بالأزرق الباهت ..وهذا يدفعني إلى التشكيك في صحة هذا الشيك أساسا ، وأطلب من عدالتكم إحالته إلى المخبر للكشف عن صحته ..إذ كيف يكتب شيكا واحد بقلمين مختلفين ، خاصة أن موكلي لا يكتب شيكاته إلا بقلم الحبر الأسود ..) .
صرخ موكلي فرحا ( الله ينصرك ، ويحفظك ..يا أستاذ ) .
دنوت من قفصه وهمست ( حتى تعرف بأنني شهم ولست مثلك نذل يا لص يا سارق يا آكل البلد في بطنك ، قسما بالله لو خرجت من المحكمة قبل أن يعطيني مدير مكتبك أتعابي كاش سوف أشتكيك في محكمة مختصة أخرى وأقدم لهم الشيك المضروب الذي أعطيته لي ..) .
نطق القاضي بحكم يقضي بإعادة فحص الشيك ، مما يعني مبدئيا براءة موكلي ..اللص !.
وفي جلسة أخرى ...
كانت موكلتي تقف خلف القفص ، وهي شابة في منتصف العشرينات من العمر ، حسناء ..فمها مرسوم كالعنقود ، ضحكتها أنغام وورود ، وشعرها غجري مجنون ...ياويلي يا ويلي !!...لكن للأسف تم ضبطها في قضية إخلال بالآداب العامة .
قرأ وكيل النيابة مرافعته ( إن هذه الماثلة أمام العدالة لهي واحدة ممن يخربن المجتمع بالفسق والانحلال ، وإن سلوكها المشين سيعود بالوبال على البلاد والعباد ، فلقد تم ضبطها في شقة مشبوهة يمارس فيها المنحرفون كل ألوان الرذيلة ..).
أعطى القاضي الكلمة للدفاع وما إن رآني أتقدم إلى المنصة حتى عاد ووضع يده على أنفه وفمه خوفا من أنفلونزا ....!
فورا وعلى غير العادة انطلقت في مرافعتي ( سيادة القاضي ، إني أستسمحكم أن تنظروا معي إلى هذا الوجه الملائكي..إنه وجه قال عنه الشاعر يوما وجه مثل الصبح مبيض ..وشعر مثل الليل مسود
ضدان لما اجتمعا حسنا ..والضد يظهر حسنه الضد
أستسمح عدالتكم أن تنظروا إلى هذا القوام الممشوق كأنه ذلك القوام الذي قال عنه العندليب قدك المياس يا عمري ...
لا يجب أن نخجل من النظر إليها ، ونحن نرى كل يوم ألوان الدعارة في بيوتنا ..هل يستطيع النائب العام أن ينكر بأنه شاهد يوما كليبات ميلودي ومزيكا وروتانا ، هل تنكر يا سيادة القاضي بأنك شاهدت ولو على سبيل الفضول كليب الفنانة روبي وهي تركب البسكتله وتقول ليه بيداري كده وكده ..محركة أجزاء حساسة من جسمها تجعل من الديك حمارا ؟ ) .
زمجر القاضي وقال بصوته المكتوم : "احترم نفسك وإلا قسما بالله وضعتك في السجن بتهمة قلة الأدب مع المحكمة ! ".
واصلت مرافعتي : ( إن الشرع يقول لا تعاقب الزانية إلا بحضور أربعة شهود عدول ، فأين هم الشهود العدول ؟ ).
زمجر القاضي مرة أخرى ( هذا إذا كنا سنعاقبها بالجلد مئة جلدة ، قل كلاما عدلا وإلا جلدتك بحزامي مئة جلدة ) .
اعتذرت من القاضي وواصلت مرافعتي قائلا ( سيدي القاضي إن القانون الذي وضعه نواب شرفاء في برلماننا الشريف تحت إشراف حكومة شريفة عفيفة طاهرة ..إنه ذلك البرلمان الذي يضم أكثر الناس عفة وشرفا قد أصدر قانونا يقول بأن التلبس بجريمة الزنا لا يكون إلا إذا وجد المتهم في مكان عام أو مقهى أو ملهى ..وموكلتي تم القبض عليها في شقة خاصة ) .
قاطعني وكيل النيابة قائلا ( لكنها كانت تمارس نشاط الفحش في شقتها الخاصة ..) .
دنوت من قفص المتهمة ..ورميت بها قصاصة صغيرة من الورق كتبت عليها هذا رقم هاتفي ، عندما يحكم لك بالبراءة كلميني أو أرسلي رنة وسأتصل بك فورا ) .
وواصلت مرافعتي : ( إن تقارير شرطة الآداب تقول بأنها ضبطت في غرفة مغلقة ، بينما كان الزبون المحترم ينتظر في الصالون ، وهذا يعني بأن التلبس بالجريمة غير موجود ، أستطيع أن أدفع بأن الرجل جاء ليأخذ حقنة في عضلة مؤخرته ..).
نطق القاضي خلف يده : ( تأدب !) .
واصلت قائلا : ( إن القانون يمنع تفتيش البيوت بعد الساعة الثامنة مساءا إلى الخامسة صباحا ، والشرطة اقتحمت المسكن على الساعة التاسعة ليلا ، أي في توقيت غير قانوني بما يعني انتهاك حق أساسي من حقوق المواطن وهو حق الراحة ...فأين حقوق الإنسان ؟ )
ورحت أصرخ .. "أين حقوق الإنسان؟ ، أين حق المواطن في الراحة ؟..لك الله يا بلدي ..لك الله يا بلد ! ".
أسكتني القاضي ..وحكم للمتهمة بالبراءة ...
ثم حكم علي بالسجن لمدة خمسة عشر يوما بتهمة الإساءة لهيئة المحكمة ! .
ولك الله يا بلد !!.
كان معكم الأستاذ مصطفى بونيف من سجن الليالي السوداء
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
موستافا ( محامي الشيطان !)
http://www.law.kuniv.edu/images/ist2_1399122-lawyer.jpg
كان موكلي الشرير ينظر إلي والرعب يسكن أحداقه بعد أن أسمعنا المدعي العام مرافعته مطالبا بتوقيع أقصى العقوبة على المتهم بعد ثبت بأنه أصدر شيكا بدون رصيد ..وهي جريمة تؤدي إلى ستين داهية في ظل الاقتصاد المفتوح والأزمة الاقتصادية العالمية .
وما إن أعطاني القاضي المجال للترافع عن موكلي زكريا ..ووقفت على المنصة ، كبس علي السعال .. حتى قدم لي أحد الجالسين كوبا من الماء وهو يقول ( صحة وعافية يا أستاذ ).
شربت الماء وأنا أقول ( أية صحة وأنفلونزا الخنازير تنتشر في البلاد ؟).
وما إن استمع القاضي إلى كلامي حتى وضع يده على أنفه وفمه ..وتكلم بصوت مكتوم ..( تفضل يا أستاذ ماهي أوجه دفاعك وخلصنا؟ ) .
وفجأة ارتفع صوتي مجلجلا ليهز أركان قاعة الجلسات :
" سيادة القاضي ، يجب أن يكون سيف العدالة صارما ليقطع يد كل من تمتد يده إلى أموال الناس بغير حق ، وبأن لا نكتفي بأقصى العقوبات التي ينص عليها القانون الوضعي التي أصبحت لا تخيف المجرمين ، هذا القانون الوضعي الذي تمت صياغته في برلمان يتشكل أساسا من ..."
قاطعني القاضي بصوته المكتوم بيده (وما دخلك أنت في البرلمان ؟، تكلم في صلب الموضوع وإلا حبستك بتهمة القذف في سلطة رسمية ) .
تنحنحت بعد أن لفت انتباهي وعيد القاضي ...وواصلت مرافعتي ( بلا شك فإنني أشاطر النيابة في طلبها لتوقيع أقصى العقوبة على كل من تسول له أصابع يده توقيع شيك بدون رصيد لأكل أموال الناس بالباطل ) .
صرخ موكلي خلف القفص ( الله يخرب بيتك ، كان يوما أسودا عندما اخترتك محاميا لشركاتي ) ..
دنوت من قفصه وهمست له ( لقد ذهبت إلى البنك لسحب أتعابي عن طريق الشيك الذي أعطاه لي مدير مكتبك ، ولم أجد في رصيدك دينارا واحدا ، تريد أن تستغفلني ، سوف أقدم لهم الشيك إذا لم تخرس وتتركني أكمل مرافعتي ) .
وبصوت غاضب مكتوم صرخ القاضي ( ماذا تقول للمتهم يا أستاذ ؟، قسما بالله لو اقتربت منه مرة أخرى لوضعتك معه ) .
تأسفت للقاضي وواصلت مرافعتي ( لو لاحظنا الشيك المقدم إلى عدالتكم سوف نجده أنه مستحق الدفع بعد ثلاثة أشهر ، وهذا ما نسميه بالائتمان الذي تقوم عليه التجارة والأعمال ) .
قاطعني المدعي العام قائلا ( الشيك أداة للوفاء وليس للائتمان يا سيدي وعليه فلا قيمة لأي تاريخ يوضع عليه ) .
نظر إلى القاضي مبتسما ولسان حاله يقول ( وقعت يا جميل ، لماذا لا تذاكر دروسك جيدا قبل أن تأتي إلى المحكمة؟ ).
صرخ موكلي خلف قفصه مرة أخرى ( الله يخرب بيتك ، الله يخرب بيتك ضيعتني ) .
ولم يسكته سوى أن رآني أخرج من جيبي الشيك الذي هددته به ..عاد وجلس في مكانه كمن تلقى ضربة على فمه .
تقدمت بالشيك إلى القاضي ..قائلا ( هذا الشيك كتبه لي موكلي بأتعابي في قضيته ، وبطبيعة الحال لن أذهب إلى البنك لأقبض أتعابي قبل أن أطمئن إلى براءة موكلي الذي يثق ثقة مطلقة بأنني سوف أبذل قصارى جهدي لأثبت لعادلتكم طهارة يده ...أتمنى أن تنظر سيدي القاضي جيدا في الشيك الذي أضعه بين يدي عدالتكم ..مستحق الدفع بعد ثلاثة أشهر ، لاحظ معي القيمة المالية الموضوعة على الشيك هي نفسها التي هي في الشيك محل الدعوى ، وهذا إن دل على شيئ إنما يدل على الثقة المتبادلة بيني وبين هذا الرجل ، رغم أنني لست تاجرا مثله وليس لنا مصالح مشتركة ، فكيف سيكون الحال مع زملائه التجار ، إذن كيف نقول بأن الشيك ليس وسيلة للائتمان والثقة ؟ ،والعرف بين التجار هو الثقة وعلى هذا الأساس أصدر موكلي الشيك ، لكن خصومه افترضوا سوء النية ، واشتكوه إلى عدالتكم ) .
قاطعني المدعي العام : ( إن النص أولى من العرف يا أستاذ ) .
وقف موكلي من مقعده خلف القفص وهو يبلع ريقه ، بينما أجبت المدعي العام ( المعروف عرفا كالمشروط شرطا ، ومع ذلك ليس هذا الوجه الوحيد الذي أستند فيه للدفاع عن موكلي ..لو تأملت عدالتكم الشيك محل الدعوى ، ستجد أنه حرر بخطين مختلفين ، وبقلمين مختلفين أيضا ، خط بالأزرق القاتم ، والمبلغ كتب بالأزرق الباهت ..وهذا يدفعني إلى التشكيك في صحة هذا الشيك أساسا ، وأطلب من عدالتكم إحالته إلى المخبر للكشف عن صحته ..إذ كيف يكتب شيكا واحد بقلمين مختلفين ، خاصة أن موكلي لا يكتب شيكاته إلا بقلم الحبر الأسود ..) .
صرخ موكلي فرحا ( الله ينصرك ، ويحفظك ..يا أستاذ ) .
دنوت من قفصه وهمست ( حتى تعرف بأنني شهم ولست مثلك نذل يا لص يا سارق يا آكل البلد في بطنك ، قسما بالله لو خرجت من المحكمة قبل أن يعطيني مدير مكتبك أتعابي كاش سوف أشتكيك في محكمة مختصة أخرى وأقدم لهم الشيك المضروب الذي أعطيته لي ..) .
نطق القاضي بحكم يقضي بإعادة فحص الشيك ، مما يعني مبدئيا براءة موكلي ..اللص !.
وفي جلسة أخرى ...
كانت موكلتي تقف خلف القفص ، وهي شابة في منتصف العشرينات من العمر ، حسناء ..فمها مرسوم كالعنقود ، ضحكتها أنغام وورود ، وشعرها غجري مجنون ...ياويلي يا ويلي !!...لكن للأسف تم ضبطها في قضية إخلال بالآداب العامة .
قرأ وكيل النيابة مرافعته ( إن هذه الماثلة أمام العدالة لهي واحدة ممن يخربن المجتمع بالفسق والانحلال ، وإن سلوكها المشين سيعود بالوبال على البلاد والعباد ، فلقد تم ضبطها في شقة مشبوهة يمارس فيها المنحرفون كل ألوان الرذيلة ..).
أعطى القاضي الكلمة للدفاع وما إن رآني أتقدم إلى المنصة حتى عاد ووضع يده على أنفه وفمه خوفا من أنفلونزا ....!
فورا وعلى غير العادة انطلقت في مرافعتي ( سيادة القاضي ، إني أستسمحكم أن تنظروا معي إلى هذا الوجه الملائكي..إنه وجه قال عنه الشاعر يوما وجه مثل الصبح مبيض ..وشعر مثل الليل مسود
ضدان لما اجتمعا حسنا ..والضد يظهر حسنه الضد
أستسمح عدالتكم أن تنظروا إلى هذا القوام الممشوق كأنه ذلك القوام الذي قال عنه العندليب قدك المياس يا عمري ...
لا يجب أن نخجل من النظر إليها ، ونحن نرى كل يوم ألوان الدعارة في بيوتنا ..هل يستطيع النائب العام أن ينكر بأنه شاهد يوما كليبات ميلودي ومزيكا وروتانا ، هل تنكر يا سيادة القاضي بأنك شاهدت ولو على سبيل الفضول كليب الفنانة روبي وهي تركب البسكتله وتقول ليه بيداري كده وكده ..محركة أجزاء حساسة من جسمها تجعل من الديك حمارا ؟ ) .
زمجر القاضي وقال بصوته المكتوم : "احترم نفسك وإلا قسما بالله وضعتك في السجن بتهمة قلة الأدب مع المحكمة ! ".
واصلت مرافعتي : ( إن الشرع يقول لا تعاقب الزانية إلا بحضور أربعة شهود عدول ، فأين هم الشهود العدول ؟ ).
زمجر القاضي مرة أخرى ( هذا إذا كنا سنعاقبها بالجلد مئة جلدة ، قل كلاما عدلا وإلا جلدتك بحزامي مئة جلدة ) .
اعتذرت من القاضي وواصلت مرافعتي قائلا ( سيدي القاضي إن القانون الذي وضعه نواب شرفاء في برلماننا الشريف تحت إشراف حكومة شريفة عفيفة طاهرة ..إنه ذلك البرلمان الذي يضم أكثر الناس عفة وشرفا قد أصدر قانونا يقول بأن التلبس بجريمة الزنا لا يكون إلا إذا وجد المتهم في مكان عام أو مقهى أو ملهى ..وموكلتي تم القبض عليها في شقة خاصة ) .
قاطعني وكيل النيابة قائلا ( لكنها كانت تمارس نشاط الفحش في شقتها الخاصة ..) .
دنوت من قفص المتهمة ..ورميت بها قصاصة صغيرة من الورق كتبت عليها هذا رقم هاتفي ، عندما يحكم لك بالبراءة كلميني أو أرسلي رنة وسأتصل بك فورا ) .
وواصلت مرافعتي : ( إن تقارير شرطة الآداب تقول بأنها ضبطت في غرفة مغلقة ، بينما كان الزبون المحترم ينتظر في الصالون ، وهذا يعني بأن التلبس بالجريمة غير موجود ، أستطيع أن أدفع بأن الرجل جاء ليأخذ حقنة في عضلة مؤخرته ..).
نطق القاضي خلف يده : ( تأدب !) .
واصلت قائلا : ( إن القانون يمنع تفتيش البيوت بعد الساعة الثامنة مساءا إلى الخامسة صباحا ، والشرطة اقتحمت المسكن على الساعة التاسعة ليلا ، أي في توقيت غير قانوني بما يعني انتهاك حق أساسي من حقوق المواطن وهو حق الراحة ...فأين حقوق الإنسان ؟ )
ورحت أصرخ .. "أين حقوق الإنسان؟ ، أين حق المواطن في الراحة ؟..لك الله يا بلدي ..لك الله يا بلد ! ".
أسكتني القاضي ..وحكم للمتهمة بالبراءة ...
ثم حكم علي بالسجن لمدة خمسة عشر يوما بتهمة الإساءة لهيئة المحكمة ! .
ولك الله يا بلد !!.
كان معكم الأستاذ مصطفى بونيف من سجن الليالي السوداء
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
مسابقة ملكة الجمال !
http://www.egvip.com/images-news/1248863896-image.jpg
كنت أجلس أمام التلفزيون أتنقل من محطة إلى أخرى حتى استقر نظري على إحدى المحطات التي كانت تذيع مسابقة ملكة جمال العالم ، اعتدلت على الأريكة وأنا أمني نفسي بمشاهدة أجمل ما خلق الله ، لاحظت زوجتنا حماسي الشديد لمتابعة الحدث الذي هو أهم عندي من مباراة كرة القدم لفرقتنا الوطنية ..
أعلنت المذيعة انطلاق المسابقة ..قلت في نفسي ( والله إن المذيعة تستحق لقب ملكة الجمال حقا ، إذا كانت المذيعة حسناء بهذا الشكل فكيف سيكون الحال مع المتسابقات ؟ )
وتحت أنغام الموسيقى دخلت الفتيات المسرح ...أربعون حسناء ..تتقدمهن فتاة بولونية شقراء فارعة الطول ، شعرها الأشقر يلهث خلفها كسنابل تركت بغير حصاد ..اسمها شاشتولينا ، أخذ لها المصور لقطة من أصابع قدميها إلى الساق الطويلة المكشوفة ، ثم الخصر ..إلى الشفتين والأنف القرنفلي الصغير إلى العينين الزرقاوين ..ابتسمت شاشتولينا للكاميرا ولوحت بيدها لتحيي الجماهير ، فابتسمت أنا الآخر ..وكأنها كانت تبتسم لي !.
أطلقت زوجتنا تعليقا سخيفا مفاده أن شاشتولينا نحيفة جدا وأشبه بالكلب السلوقي ، والكلب السلوقي لمن لا يعرفه هو ذلك الذي يستخدم في الصيد !.
ثم تقدمت المتسابقة الفرنسية ، فتاة طويلة خضراء العينين ، بنية الشعر ، بيضاء كالثلج ..فمها مرسوم كالعنقود ضحكتها أنغام وورود ، اسمها برجيت ..وتعمد المصور الشقي التركيز على مناطق محددة من جسمها مما جعلني أشرب كل زجاجة الماء التي كانت أمامي ..تأففت زوجتنا ثم أطلقت صاروخا آخر قائلة ( هذا النوع من النساء يزول جماله بعد سن الخامس والعشرين ، وبشرتها تتكرمش كالقماش المحترق )..لم أول اهتماما بما تقوله هذه السيدة !...
ثم تقدمت المتسابقة الروسية ..صاروخ روسي مزود برأس نووي ، راحت الفتاة الروسية تمشي على المسرح وأنا أحوقل وأهلل ، فتاة خرافية الحسن اسمها ناتاشا ..ابتسمت في لطف للكاميرا ثم وقفت في الطابور إلى جانب شاشتولينا وبرجيت ..وقلبي ..
أطلقت زوجتنا تعليقا آخر ومفاده ( يع !) .
وتوالت الفتيات الحسان على الشاشة ، وكأنها ماسورة نسوان ضربت ..حتى تقدمت البرازيلية راكيل ...كان كل شيئ بارزا في راكيل وينم على أنوثة صارخة ، تذكرت حينها صديقي جعفر الذي أصيب بالجنون ليلة دخلته ، وخرج إلى الشارع يقول ( زوجوني ابنة عمي ، ولما دخلت عليها وجدت أنها ابن عمي ) .
صالت راكيل وجالت في المسرح . بينما كانت زوجتنا تتأفف وتقول ( إف إف ..يا قليلة الأدب ..كل هذا سيليكون ، يفترض أن يعاقبوا المترشحات لمسابقة ملكات الجمال إذا اكتشفوا أنهن دخلن المسابقة بعد إجرائهن لعمليات التجميل والنفخ ، مثلما يعاقبون الرياضيين الذين يتعاطون المنشطات في الأولمبياد ) .
حتى دخلت المتسابقة الكينية..فتاة سوداء كقطعة الفحم ، ونحيفة جدا أكبر ما فيها فمها ..وشعرها أشبه بسلك المواعين ...
انبسطت أسارير زوجتنا التي هتفت ( هذا هو الجمال الحقيقي ، بلا مكياج ولا عمليات تجميل ولا تصنع ) ..ثم راحت تمتدح جمال هذه الفتاة الكينية التي كان اسمها سالي ..بينما رحت أتأفف وأقول ( كيف يسمحون بدخول مثل هاته إلى المسابقة ...؟) .
تابعت المسابقة على أعصابي منتظرا تتويج شاشتولينا أو برجيت أو راكيل ،بينما كانت زوجتنا واثقة في فوز سالي التي قالت بأن دمها خفيف ومثل العسل ...
كانت لجنة التحكيم تتكون من كبار الأدباء والشعراء والفنانين وملكات الجمال السابقات ..
تداولت اللجنة ...أعلنوا الوصيفة الأولى ..شاشتولينا البولونية .
صعقت ..هل يعقل أن تكون شاشتولينا وصيفة ؟ ..ولكن الحق يقال برجيت أكثر منها هدوءا وجمالا ..وغنجا ودلالا !.
ثم أعلنوا الوصيفة الثانية ..برجيبت الفرنسية .
أصابني الذهول : هذه المزة وصيفة ؟ يبدو أن أعضاء لجنة التحكيم عمي .
كانت شاشتولينا تبكي بحرقة لضياع اللقب منها ، وكنت أبكي معها في داخلي ...
ثم قلت وأنا أفكر ( إن إمكانيات راكيل تؤهلها أن تكون ملكة للجمال بقوامها المتناسق وصدرها الذي يبدو وكأنها أرضعت "أبو الهول" ..).
وتحت قرع الطبول والقلوب ، أعلنوا اسم ملكة الجمال ... سالي !.
قفزت زوجتنا من السرير فرحا وطربا ..بينما رحت أندد بقرارات لجنة التحكيم ..وأشكك في مصداقيتها ، وبأن اللوبي اليهودي الكيني قد أعطاهم رشوة ..ورحت أهدد برفع عريضة احتجاج إلى هيئة الأمم ، واليونسكو ، والفيفا ...لا بد من أخد ملف إلى الفيفا لأن الذي حدث ليس رياضيا بالمرة ..وغير مقبول ، بل هو شكل من أشكال الإرهاب ...
ولم أشعر بنفسي حين رحت أهتف بعلو الصوت ( تحيا شاشتولينا ..).
لم يخرص صوتي سوى الفازة التي أرسلتها زوجتنا على رأسي .
مصطفى بونيف
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
مسابقة ملكة الجمال !
كنت أجلس أمام التلفزيون أتنقل من محطة إلى أخرى حتى استقر نظري على إحدى المحطات التي كانت تذيع مسابقة ملكة جمال العالم ، اعتدلت على الأريكة وأنا أمني نفسي بمشاهدة أجمل ما خلق الله ، لاحظت زوجتنا حماسي الشديد لمتابعة الحدث الذي هو أهم عندي من مباراة كرة القدم لفرقتنا الوطنية ..
أعلنت المذيعة انطلاق المسابقة ..قلت في نفسي ( والله إن المذيعة تستحق لقب ملكة الجمال حقا ، إذا كانت المذيعة حسناء بهذا الشكل فكيف سيكون الحال مع المتسابقات ؟ )
وتحت أنغام الموسيقى دخلت الفتيات المسرح ...أربعون حسناء ..تتقدمهن فتاة بولونية شقراء فارعة الطول ، شعرها الأشقر يلهث خلفها كسنابل تركت بغير حصاد ..اسمها شاشتولينا ، أخذ لها المصور لقطة من أصابع قدميها إلى الساق الطويلة المكشوفة ، ثم الخصر ..إلى الشفتين والأنف القرنفلي الصغير إلى العينين الزرقاوين ..ابتسمت شاشتولينا للكاميرا ولوحت بيدها لتحيي الجماهير ، فابتسمت أنا الآخر ..وكأنها كانت تبتسم لي !.
أطلقت زوجتنا تعليقا سخيفا مفاده أن شاشتولينا نحيفة جدا وأشبه بالكلب السلوقي ، والكلب السلوقي لمن لا يعرفه هو ذلك الذي يستخدم في الصيد !.
ثم تقدمت المتسابقة الفرنسية ، فتاة طويلة خضراء العينين ، بنية الشعر ، بيضاء كالثلج ..فمها مرسوم كالعنقود ضحكتها أنغام وورود ، اسمها برجيت ..وتعمد المصور الشقي التركيز على مناطق محددة من جسمها مما جعلني أشرب كل زجاجة الماء التي كانت أمامي ..تأففت زوجتنا ثم أطلقت صاروخا آخر قائلة ( هذا النوع من النساء يزول جماله بعد سن الخامس والعشرين ، وبشرتها تتكرمش كالقماش المحترق )..لم أول اهتماما بما تقوله هذه السيدة !...
ثم تقدمت المتسابقة الروسية ..صاروخ روسي مزود برأس نووي ، راحت الفتاة الروسية تمشي على المسرح وأنا أحوقل وأهلل ، فتاة خرافية الحسن اسمها ناتاشا ..ابتسمت في لطف للكاميرا ثم وقفت في الطابور إلى جانب شاشتولينا وبرجيت ..وقلبي ..
أطلقت زوجتنا تعليقا آخر ومفاده ( يع !) .
وتوالت الفتيات الحسان على الشاشة ، وكأنها ماسورة نسوان ضربت ..حتى تقدمت البرازيلية راكيل ...كان كل شيئ بارزا في راكيل وينم على أنوثة صارخة ، تذكرت حينها صديقي جعفر الذي أصيب بالجنون ليلة دخلته ، وخرج إلى الشارع يقول ( زوجوني ابنة عمي ، ولما دخلت عليها وجدت أنها ابن عمي ) .
صالت راكيل وجالت في المسرح . بينما كانت زوجتنا تتأفف وتقول ( إف إف ..يا قليلة الأدب ..كل هذا سيليكون ، يفترض أن يعاقبوا المترشحات لمسابقة ملكات الجمال إذا اكتشفوا أنهن دخلن المسابقة بعد إجرائهن لعمليات التجميل والنفخ ، مثلما يعاقبون الرياضيين الذين يتعاطون المنشطات في الأولمبياد ) .
حتى دخلت المتسابقة الكينية..فتاة سوداء كقطعة الفحم ، ونحيفة جدا أكبر ما فيها فمها ..وشعرها أشبه بسلك المواعين ...
انبسطت أسارير زوجتنا التي هتفت ( هذا هو الجمال الحقيقي ، بلا مكياج ولا عمليات تجميل ولا تصنع ) ..ثم راحت تمتدح جمال هذه الفتاة الكينية التي كان اسمها سالي ..بينما رحت أتأفف وأقول ( كيف يسمحون بدخول مثل هاته إلى المسابقة ...؟) .
تابعت المسابقة على أعصابي منتظرا تتويج شاشتولينا أو برجيت أو راكيل ،بينما كانت زوجتنا واثقة في فوز سالي التي قالت بأن دمها خفيف ومثل العسل ...
كانت لجنة التحكيم تتكون من كبار الأدباء والشعراء والفنانين وملكات الجمال السابقات ..
تداولت اللجنة ...أعلنوا الوصيفة الأولى ..شاشتولينا البولونية .
صعقت ..هل يعقل أن تكون شاشتولينا وصيفة ؟ ..ولكن الحق يقال برجيت أكثر منها هدوءا وجمالا ..وغنجا ودلالا !.
ثم أعلنوا الوصيفة الثانية ..برجيبت الفرنسية .
أصابني الذهول : هذه المزة وصيفة ؟ يبدو أن أعضاء لجنة التحكيم عمي .
كانت شاشتولينا تبكي بحرقة لضياع اللقب منها ، وكنت أبكي معها في داخلي ...
ثم قلت وأنا أفكر ( إن إمكانيات راكيل تؤهلها أن تكون ملكة للجمال بقوامها المتناسق وصدرها الذي يبدو وكأنها أرضعت "أبو الهول" ..).
وتحت قرع الطبول والقلوب ، أعلنوا اسم ملكة الجمال ... سالي !.
قفزت زوجتنا من السرير فرحا وطربا ..بينما رحت أندد بقرارات لجنة التحكيم ..وأشكك في مصداقيتها ، وبأن اللوبي اليهودي الكيني قد أعطاهم رشوة ..ورحت أهدد برفع عريضة احتجاج إلى هيئة الأمم ، واليونسكو ، والفيفا ...لا بد من أخد ملف إلى الفيفا لأن الذي حدث ليس رياضيا بالمرة ..وغير مقبول ، بل هو شكل من أشكال الإرهاب ...
ولم أشعر بنفسي حين رحت أهتف بعلو الصوت ( تحيا شاشتولينا ..).
لم يخرص صوتي سوى الفازة التي أرسلتها زوجتنا على رأسي .
مصطفى بونيف
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
تعالوا معي لكي (نبوس الواوا !)
http://img10.glitterfy.com/graphics/134/kiss_me.gif
معلومة مذهلة تلك التي قرأتها مؤخرا عن فوائد (القبلة ) أي (البوسة !)
والمعلومة تفيد بأن البوسة هي العلاج الناجع والسريع للصداع !.
الله ...كم أذهلتني هذه الدراسة ، وجعلتني أقف احتراما للطب المتقدم في الغرب .
عندما يفتك بك صداع رهيب ..لا تطلب أقراص الصداع ، أطلب بوسة .
يقال أن القبلة هي تطور لعملية كان يقوم بها أجدادنا في العصور الغابرة ، وهي أن الرجال كانوا يقضمون شفاه النساء عندما يصيبهم الجوع ...ثم تطورت هذه العملية لتصبح بالشكل الذي قدمه لنا عبد الحليم مع مريم فخر الدين في فيلم حكاية حب ..وربما يكون عبد الحليم قد فعلها وقضم قطعة من شفتيها !.
تخيل معي لو أن الناس يصدقون هذه الدراسة...الكل يبوس بعضه في كل مكان ...
وأنت جالس في أتوبيس ..هاجمك صداع رهيب ..ماذا ستفعل ؟.
أنظر في تلك التي تجلس بقربك ، و في ظروفها ..ثم قل لها برشاقة
"ممكن بوسة ؟" ...
وإذا حدث أن خلعت نعلها وضربتك به على رأسك وهي تصرخ " يا قليل الأدب !" .. فلا تتردد في طلب البوسة مرة ثانية ..وستجدها تضربك بحقيبة يدها على كتفك وهي تقول بغنج " ليس أمام الناس يا شقي !" .
أنصحك أن تأخذ البوسة في مكانك بالأتوبيس ، لا أحد سيقول لك شيئا ..لأن الجميع شاهد أغنية هيفاء وهبي "بوس الواوا " ولم يفعلوا شيئا !!.
فكرت ..وفكرت كثيرا في مسألة البوس هذه فوجدت أنها مفيدة جدا من الناحية الاقتصادية ..وتغنينا عن تكاليف الأطباء والصيدليات ..بالإضافة إلى فوائدها الاجتماعية في ترسيخ أواصر المحبة بين أفراد الأسرة والمجتمع .
بلا شك أن الكثير من المتزوجات يشتقن إلى ذلك السؤال السحري الذي يطلقه الزوج .." هل نام الأطفال ؟ " .
بعد نشر هذه الدراسة سيتغير السؤال إلى شكوى مريرة يطلقها الزوج وهو يشاهد مسلسل الساعة السابعة والربع مساءا .." آه صداع سيفرق رأسي !"
فتفهم أم العيال ..لتنوم أطفالها من المغرب !.
هل رأيتم العظمة في مثل هذه الدراسات ؟
لنفرض أنك لست متزوجا ماذا ستفعل ؟ ...
اذهب وقبل يد السيدة الوالدة ...ومن المؤكد أن دفء يد الأم أفضل من دفء شفايف الست هيفاء ...وستجد أن والدتك تدعو لك ...
فائدة أخرى ..للشباب العاطل عن العمل ...
الشاب العاطل عن العمل يفتح (مبوسة ) ...
( المبوسة العمومية ) سيتحول إلى مشروع قومي بكل تأكيد ...
والأسعار ستكون بالعداد..حسب طول وعمق البوسة ...المصاب بالصداع يدخل يبوس ..والعداد يحسب ..3 كيلو في الساعة ب 20 دولار !.
مع مراعاة السن والخبرة ...
إذا كان البوس يقع على من هن في سن 18 إلى 25 سنة البوسة ب 10 دولارات ...يا بلاش !.
أما إذا كان يقع على من هن في سن 30 إلى 40 فالسعر يصل إلى 5 دولارات .
فوق الأربعين ...نكتفي بتقبيل الأيادي !!.
و البوسة فأنواع ...
هناك البوسة المستعجلة ، كتلك التي تطبعها على خد من تبوسه ، وأنت ذاهب إلى العمل . وعادة لا تصدر هذه البوسة صوتا .
هناك بوسة العطف والحنان كتلك التي تطبعها على خد طفل يتيم ، وعادة ما تفر الدمعة من عينك وأنت تفعلها ..وصوتها يكون أشبه بسقوط ورقة من شجرة في فصل الخريف ..
هناك بوسة الصلح خير ..وعادة ما تكون في أقسام البوليس وغرف الأحوال الشخصية في المحاكم ..عندما يطبع الزوج قبلة على خد زوجته التي تريد خلعه بالثلاث ...فيصدر صوت أشبه بصوت زرزقة الباب ..فضيحة !!.
وهناك بوسة بقرف ..تطبعها ويكون في نفسك شيئ من طلب الانتحار ..يعني تبوس من هنا ، وتطلق عيار ناري على دماغك من هنا ...
وهذا عندما تمسك عليك الحرم المصون زلة ..أو تكون وافرة الصحة أكثر منك .
وهناك بوس أشبه بالتطعيم ... أي مجرد حصانة من الوقوع في الخطيئة فقط !.
حسنا ...
ماذا لو كنت عازبا وأصابك صداع رهيب ، قفررت أن تبوس يد الوالدة الكريمة ، فوجدت أن والدك هو الآخر يشتكي من الصداع .؟.
ليست مشكلة ...بوس نفسك في المراية .
والله العظيم ..يا جماعة ..
سمعت أحد روؤساء الجمهورية ..يشكو من الصداع .
وأعتقد أنه وطبقا للوصفة البلجيكية ..لا بد أن يبوس الشعب فردا فردا ومن الفم !.
أموووووواح
كان معكم / مصطفى بونيف
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
موستافا في الخرطوم !!
http://www.almolltaqa.com/vb/images/.../wol_error.gifهذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 800x533 الابعاد 169KB.http://i84.servimg.com/u/f84/12/54/90/12/hjffdf11.jpg
البلاد العربية سنة 2050
يقف موستافا الثامن عشرأمام صور جذوره من الأجداد المعلقة على حائط الصالون ..بينما تشرح له والدته الحاجة ياسمين ظروف كل صورة ..
- هذه صورة جدك موستافا الكبير وهو يشارك في حرب تحرير الجزائر سنة 1954 ، كان مسؤولا على نقل السلاح إلى الثوار باستخدام الحمار ، من أجل ذلك سرى العرف في عائلتنا أن لا نشتم أو نسخر من الحمير ، لأنها شاركت في الثورة يا ابني ...عندما ترى حمارا يمر أمامك يجب أن تقف له احتراما وتقديرا .
يبستم موستافا الثامن عشر في هدوء ، ثم ينظر إلى صورة أخرى ويسأل جدته
- من هذا البطل الذي في الصورة ؟ .
تجيبه الجدة : - هذه صورة جدك موستافا الخامس وهو يشارك في حرب 1967 ، عندما خرج مع لواء مدرع أرسله الزعيم الراحل هواري بومدين إلى مصر ..رغم ظروف النكسة حينها جدك عاد يا بني من هناك بعروسة مصرية ..من أجل ذلك تجد أن عائلتنا يحبون مصر كثيرا .
يسألها موستافا الثامن عشر في استغراب :
- وما هي النكسة يا ماما ؟ .
- النكسة يا ابني هي أنك تشعر فجأة وأنت ذاهب إلى الأمام بأنك تعود إلى الخلف ، وبأن قفاك أصبح يحتوي عينيك ..
وقف موستافا أمام صورة أخرى ، وتسائل ..
- من هذا الأسد الشجاع الذي يظهر في هذه الصورة يا ماما ؟.
تتحسر الجدة :
- هذه صورة جدك موستافا السادس ، عندما شارك في حرب أكتوبر 1973 ، خرج مع لواء جزائري كامل إلى سيناء ، كان من ضمن الذين اجتازوا خط برليف ..أيام أكتوبر لا يمكن أن تنسى يا ولدي ..
قاطعها موستافا الثامن عشر :
- وهل عاد جدي بعروس مصرية من هناك أيضا ؟ .
ابتسمت الجدة :
- لم يتزوج جدك هذا بمصرية لأنه غضب مع جامعة الدول العربية من إتفاقية كامب ديفد ..سنة 1979 أصيب بجلطة أخذته وتخلص من الدنيا .
واصل موستافا الثامن عشر المشي في الرواق وهو يتأمل الصور ...
- لمن هذه الصورة يا جدتي ؟ .
- هذه صورة جدك موستافا العاشر يا ولدي وهو يتوجه إلى العراق سنة 1983 للمشاركة في حرب القادسية ، ضد إيران ..كرمه في حينها الزعيم الراحل صدام حسين وأعطاه وسام البطولة ..وعاد من هناك متزوجا !!
- تزوج بعراقية يا جدتي ؟.
ضحكت الجدة حتى سالت دموعها ..
- لا عاد بزوجة إيرانية يا ولدي !.
ضحك موستافا الثامن عشر هو الآخر ...وواصل يتسائل عن الصور واحدة تلو الأخرى ..
" هذه صور جدك موستافا 11 الذي ذهب إلى الجهاد في البوسنة والهرسك سنة 1990 ".
وقف الحفيد موستافا الثامن عشر طويلا أمام صورة أحد جدوده ...
- ألاحظ يا جدتي أن جدي في هذه الصورة يربي ذقنا ..ما قصته ؟
- هذه صورة جدك موستافا ال12 الذي ذهب إلى ..( خفضت صوتها وهي تقول الشر برا وبعيد ) ..هذا الذي ذهب إلى أفغانستان للجهاد ضد السوفيات ، وبعد الانتصار تزوج من امرأة أفغانية ..لم تكتمل فرحته بها لأنها قامت بعملية فدائية وفجرت نفسها في نقطة تفتيش أمريكية رغم أنها كانت حامل ...ونشرت المخابرات صور جدك في كل مكان على أنه عضو خطير في تنظيم القاعدة ..لكنه توفي قبل أن تصل إليه المخابرات الأمريكية .
سأل موستافا الثامن عشر جدته بحزن شديد :
- كيف توفي جدي المسكين ؟.
أجابته الجدة بسرعة :
- توفي نتيجة تسمم أكل علبة تونا دون قبل أن يقرأ تاريخ انتهاء صلاحيتها .
وقف موستافا الثامن عشر أمام صورة أحد جدوده وهو يحمل علم العراق ..
- من هذا يا نينا .؟
- هذا جدك موستافا 13 الذي ذهب ليجاهد في العراق سنة 2003 ويقاوم الاحتلال الأمريكي ...دخل إلى العراق ليحارب الأمريكان فوجد أن الأمركييين لا يحاربون ..ولكن العراقيين يقتلون بعضهم ..سنة وشيعة ..
اختصر جدك الطريق وعاد بزوجتين عراقيتين واحدة سنية وأخرى شيعية !.
- تسمر موستافا الثامن عشر أمام صورتي ؟
- من هذا يا نينا ، إنه يختلف عن الآخرين ، يضع كفيه على خديه ويبستم للكاميرا ..هل كان مطرب راي ؟ .
- هذا موستافا الرابع شعر يا ولدي ، كاتب ساخر ...هذا أكثر جدودك بطولة ...شارك في عدة حروب يا ولدي ...معركة زامبيا ضد الزامبيين ، ومعركة القاهرة الشهيرة ضد المصريين ، ومعركة أم درمان الأشهر ضد المصريين أيضا ...
استغرب موستافا الثامن عشر ..
- كل أجدادي شاركوا في حروب مع مصر ، إلا هذا خرج ليحاربها ما معنى هذا يا نينا ؟.
- جدك هذا يا ولدي ، خرج إلى موقعة القاهرة ، عندما هزم المنتخب الجزائري لكرة القدم 2 مقابل صفر أمام منتخب المصري . كاد أن يتقله غيظه فخرج مع المنتخب إلى أم درمان في العاصمة السودانية الخرطوم ..
واستطاع أن يواجه ألوية الجماهير المصرية التي كان يقودها آنذاك علاء مبارك ، وحسن شحاته ..يومها هاجم الإعلام المصري بلادك يا موستافا يا ابني ..كانت حربا كلامية لم يسبق لها مثيل في التاريخ ، وكان جدك موستافا أكبر كلمنجي في العالم في حينها ..
- وفلسطين يا نينا ، ماذا كان يحل بها في تلك الأثناء ؟ .
- كان أبناء غزة يموتون تحت الحصار ...
- والعراق يا نينا ؟ .
- كانت العراق لا تزال تحت الاحتلال الأمريكي .
- وأفغانستان يا نينا ؟ .
- كانت هي الأخرى لا تزال تحت الاحتلال يا ولدي ...
- كل حروب أجدادي كانت هزائم في هزائم ...!!
قاطعته الجدة ياسمينة ..
- إلا جدك هذا يا ولدي ، فقد انتصر المنتخب الجزائري في الموقعة وعاد بتأشيرة الذهاب إلى مونديال 2010 ...في جنوب إفريقيا .
نظرالحفيد موستافا الثامن عشر ، إلى صورتي أنا موستافا الرابع شعر وهو يقول
-( حقا أنت الوحيد يا جدي كنت بطل الأبطال ) !!.
مصطفى بونيف
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
أحبك ..أحبك والخبز سيأتي !
http://www.elcinema.com/photo/photol...1080002927.jpg
فتح صاحبي ديوانا لنزار قباني ثم قرأ بعلو صوته
" وإني أحبك ..لكن أخاف التورط فيك
أخاف التقمص فيك .."
نظر إلي صاحبي وهو يكاد يذوب كالأيسكريم ...ثم سألني وهو يتنهد
- هل هناك شيئ أهم من الخبز يا موس ؟
وسرعان ما صعقته بإجابتي
- طبعا ، إن اللحم أهم من الخبز بكثير !
انتفض صاحبي وثار في وجهي " هكذا أنت دائما همك على بطنك ، أليس لقلبك هموم كبقية الشباب ..الحب أهم من الخبز .."
ثم عاد ليقرأ على مسامعي قصائد العشق والغرام ..بينما رحت أغط في نوم عميق ، لأنني تعودت أن يكبس علي النوم لو جاء أحدهم على سيرة الحب ، ولا أجد منوما خيرا من أغاني عبد الحليم ( بحلم بيك أنا بحلم بيك) ، وقصائد الغرام إذا أصابني أرق !!.
رأيت فيما يرى النائم ..خير اللهم اجعله خيرا ..أنني أركب حصانا أبيضا
كأنني أحمد مظهر في فيلم الناصر صلاح الدين ...
لحقني صاحبي قائلا : - إلى أين تمضي يا موستافا ؟
فأجبته بثقة الفرسان : - أنا ذاهب إلى ديار سوسو العامرية ، لقد أرسلت لي مساج على المهتاف ، تطلب مني أن أذهب إليها .
- سأرافقك يا فارس العرب ويا حامي الحمى ، إن أهلها قوم جهالة ، فلو تمكنوا منك قطعوك إربا إربا ، ورموا بلحمك إلى كلاب السكك !.
- لا ترافقني ثكلتك أمك ، وإذا شعرت بخطر سوف أرسل لك رنة . هيا يا رونو
( رونو هو اسم الحصان ) .
وبعد ساعة ..وصلت إلى حديقة الزيتونة حيث تواعدت مع محبوبتي .
أرسلت إليها رنة ..( أكثر حاجة بحبها فيك هي ده ) ...، فارسلت هي الأخرى رنة على محمولي ( حبيبي على نياتو ..كل البنات إخواتو ) .
انطلقت مسرعا إلى شجرة الزيتون ، فوجدتها تجلس تحتها وقد وضعت على أذنيها سماعات الأيبود .
اقتربت منها وصرخت : - حبيبتي سوسو العامرية !.
وما إن رأتني حتى وقفت واللهفة في عينيها :
- موستافا ابن عمي حاج عندنا ....أمبوسيبل ..أمبوسيبل !!
أخذت أنظر في عينيها ، ورحت أدنو من وجهها بشفتي لأسرق منها قبلة على طريقة أفلام زمان ...لكنها أفلتت بخفة ، ليرتطم وجهي بجذع الشجرة ، حتى كاد أن يقع الصف الأول من أسناني ..
وراحت تبكي ..
- هناك خبر سيئ يا موس ...
- ماذا هل رفعت الحكومة الأسعار مرة أخرى ؟، لن يهدأ لها بال حتى يشتغل الشعب كله في الدعارة !.
- أبي يا موس أبي ..
كنت أمسح أنفي بمنديل ورق بعد أن تهشم في حادث الاصطدام بالشجرة .
- ما به والدك يا حبيبتي هل ارتفع سكره ، أم هل طفحت بواسيره مرة أخرى ؟
مسحت دمعة كبيرة فرت من عينيها : - أبي يريد أن يزوجني عنوة من ابن خالي لا لشيئ سوى أنه يعمل في الإمارات .
ثارت ثائرتي واشتد غضبي وارتفع صوتي
- وماذا يعني أن ابن خالتك يشتغل في الإمارات ؟، إن الحب لا يقدر بالمال ، ولا بالدراهم ، إن ما في قلبي أغلى من كل كنوز الدنيا .
هدأت من روعي وقالت مبتسمة :
- لا تقلق يا حبيبي ، لقد رفضت رفضا قاطعا ، وقلت له لن أتزوج إلا بمن أحب !.
رمقتها بنظرة عاشقة و أنا واثق بأن الأخ روميو لم ينظر بمثلها إلى الدلوعة جولييت ، وحاولت أن أمسك يدها بيدي على طريقة كليبات الأغاني العربية ، لكن يدي اصطدمت بجذع الشجرة ...
وسرعان ما أرسلت محبوبتي حزنا آخر وقالت بصوت جريح
- أمي يا موس يا أمي !
- ما بها أمك هل ارتفع ضغطها أم أن أزمة الصرع قد عادت إليها بعد التعديلات الدستورية الأخيرة وفضيحة تقرير غولدستون . فقناة الجزيرة لن تقفل إلا بعد أن تصاب الشعوب العربية كلها بالزهايمر !.
- أمي تريد أن تزوجني من ابن خالتي الآخر عنوة ، لا لشيئ سوى لأنه يشتغل في السلك الدبلوماسي .
- بدأت أشعر أن خالتك هذه خلقها الله لتنغض علي عيشي ..هي وهذه الشجرة المفترية .
هدأت محبوبتي من غضبي وقالت مبتسمة
- لا تقلق يا حبيبي ، لقد رفضت وقلت لها لن أتزوج إلا بمن أحب ، وإلا سأقطع شراييني بالموس !.
نظرت إلى وجهها الملائكي ، وابتسمت ابتسامة لم يبتسمها الأخ قيس لمحبوبته الدلوعة ليلى ...حتى أصابه الجنون . وقمت بتطويقها بغتة بذراعي محاولا عناقها على طريقة أفلام الحب عند العرب والعجم ...لكنها تملصت بخفة ورشاقة فوجدت نفسي أحتضن جذع النخلة ، ليتهشم وجهي ، وأشياءا أخرى من جسمي !
صرخت متألما :
- ما هذه الشجرة التي قفزت على حظي الأسود ..؟ أشعر بأنني لن أخرج من هذا المكان إلا على نقالة ...لم يفشل قصص الحب في التاريخ إلا مثل هذه الشجرة ..
ضحكت محبوبتي ..واقتربت مني ..بدأت تدنو مني ..تقترب ..تقترب أكثر ..لتسمح لي أخيرا أن أطوقها بذراعي ..وما إن دنوت منها ..حتى استيقظت على ارتطام وجهي بالطاولة التي كنت أجلس عليها بينما كان صاحبي يقرأ على مسامعي قصيدة ( أحبك ، أحبك والبقية تأتي ) ...
توجهت إلى الحمام لأغسل أنفي الذي بدأ ينزف وأنا ألعن سنسفيل العشق وقصص العشق !!.
مصطفى بونيف
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
رشدي أباظة المسنجري ..احذروه !
http://www.m0dy.net/vb/imgcache/7641.imgcache
يقف (عمي رشيد) أمام المرآة ساعة ..ليضبط الشعرتين الوحيدتين في رأسه .
حتى يصعقه صوت زوجته الحاجة أم نعيمة
- إلى أين تنوي الذهاب بأناقتك هذه ؟ .
يستعيذ بالله من شر ما خلق ، ويتأفف ...ثم يرد بضجر
- لن أذهب إلى أي مكان يا أم أربعة وأربعين ، جهزي لي فنجان قهوة !
ثم يمضي إلى غرفة المكتب ، ويفتح الكمبيوتر ليدخل إلى عالم الأنترنت ..
(ماسنجر ، ياهو ، سكايب ..ومختلف صروف الدهر وبلاويه ) .
تدخل (لئيمة بنت الشعرين ) على الخط ، فيرقص قلب عمي رشيد فرحا.
- أهلا بالقمر !
ويسرع إلى تشغيل السماعات ، فيبدو كالمطرب الذي يسجل شريطا غنائيا خلف جهاز الكمبيوتر ...
يهمس كاللص في الميكروفون : - ألو يا قمر !
فترد عليه ( لئيمة بنت العشرين ) بضحكة أشبه بضحكة راقصات الأفلام
- يووووه ، يا اسمك إيه ... أنت القمر كله .
- أنت القمر الحقيقي ، أما أنا فمجرد قمر صناعي جنبك يا أحلى لئيمة !
تدخل عليه زوجته كالقضاء المستعجل ، فيسرع إلى إقفال أجهزة الصوت..بلا فائدة ...ويبقى صوت ضحكات لئيمة يملأ الغرفة ...
يبتسم عمي رشيد في وجل : - هذا من أفلام فيفي عبده قبل أن تتحول إلى الست أصيلة .
ترمقه الحاجة أم نعيمة بنظرات الشك : - هذه القهوة ، اشربها مع الست أصيلة .
تخرج وهي تتمتم بكلام غير مفهوم .
يفتح عمي رشيد الميكرفون وهو يلعن سنسفيل الزواج وأيامه .
- يا قمر ، يا قمر حقيقي هل أنت هنا ؟
تجيبه لئيمة : نعم أنا هنا يا قمري الصناعي ، من تلك التي كانت تتكلم معك .
يتنحنح : - لا تأخذي في بالك مجرد جهاز تشويش كان هنا وصرفته .
ويواصل غزله ...: - هل ممكن أن أرى وجهك الجميل على الكاميرا ؟
تجيبه في غنج : - بشرط أن نرى بعضنا ، يعني كام تو كام !
يرش العطر على نفسه ، ثم يفتح كاميرته .
تتنهد (لئيمة بنت العشرين ) : - الله ، كم أنت جميل ، أنا من عشاق الرجال الذين هم في مثل سنك ، خبرة ، ومعرفة بالحياة ، ليس مثل الشباب الطائش في هذه الأيام كل خبرته في المسخرة والجل على الشعر ، والجينز الذي ينزل عن مؤخراتهم ...أنت رجل أوريجينال !!.
تقتحم السيدة أم نعيمة الغرفة فجأة مثل (تسونامي ) فيسرع عمي رشيد إلى إقفال السماعات بلا فائدة ..ليخرج صوت لئيمة هي تقول ( وريني شعر صدرك ) .
يحمر وجه وجهه ويتلعثم لسانه :
- أنا أشاهد فيلم ( امرأة فوق اللهب ) ، ماذا تريدين ؟ .
تجيبه ونظرات الشك تلتهمه التهاما : - أريد أن أكنس الغرفة ! .
- أكنسيها فيما بعد ، أنا مشغول ومتشوق مع أحداث الفيلم .
تنصرف الحاجة أم نعيمة وتغلق الباب وهي تتمتم بكلام غير مفهوم .
يرجع إلى تشغيل أجهزة الاتصال وهو يدعو على زوجته بأنفلونزا الخنازير .
- ألو يا قمر ، ألو يا لئيمة بنت العشرين !.
تجيبه بدلع : - نعم يا رشدي أباظة ...يا أحلى من دونجوان !، من تلك التي كنت تتحدث معها ، أخاف أن تكون متزوجا .
- لا ، لا تخافي ، هذه الشغالة ، يعني طائرة تجسس يا قمر !.
يضحكان ضحكا هستيريا .
تواصل (لئيمة ) : - سوف تراني لكن بشرط !
يجيبها : - أشرطي يا حياتي ..
- أريد أن أرى شعر صدرك ..
يتلعثم عمي رشيد :
- الجو برد ، ولو أكشف عن شعر صدري سأصاب بالأنلفونزا ، أعدك بذلك فيما بعد .
تتكلم (لئيمة بدلع وكأنها طفلة تريد قطعة شكولا ) : - الآن ، أريد أن أرى شعر صدرك الآن ، هيا انزع القميص !.
ينزع عمي رشيد قميصه ...ويستوي أمام الكاميرا مبرزا صدره المكسو بالشعر .
تصرخ ( لئيمة ) : - واو ..واو أنت شامبانزي .
تقتحم الحاجة أم نعيمة عليه الغرفة ، وتصعق لمنظر زوجها وهو عار أمام كاميرا الكمبيوتر .
يحاول جاهدا أن يقفل الأجهزة بلا فائدة ! ..
تسأله الحاجة : - أين الشامبانزي ؟ .
يجيبها العم رشيد والدنيا تلف حوله بسب السكر الذي ارتفع في دمه فجأة
- أنا أشاهد برنامج عالم الحيوان ...يتكلمون عن القردة . وبينما كنت اشاهد البرنامج فإذا ببرص ملعون تسلل داخل القميص . أخرجي واقفلي الباب وراءك لأن البرص يبدو انه تسلل إلى السروال !.
تخرج الحاجة ، وهي تدعو على زوجها بصوت غير مفهوم .
يرجع إلى (لئيمة بنت العشرين ) وهو يقول في الميكروفون
- الحمد لله !.
تواصل لئيمة دلعها :
- أريد أن أرى البرص الذي تسلل داخل سروالك وإلا سأخاصمك .
يهمس عمي رشيد :
- شغلي كاميرتك ، ;واعتبري غرفتي أصبحت حماما ! .
تجيبه (لئيمة ) بصوت خجول :
- أنا ألبس ملابس البيت ، عيب أنا أخجل .
بلهفة : - ماذا تلبسين ؟.
- قميص نوم أحمر ..
بشقاوة : - أموت أنا في اللون الأحمر . هيا شغلي الكاميرا !.
بخجل : - أغمض عينيك ، وافتحهما بعد أن أنهي العد إلى ثلاثة .
أغمض رشيد عينيه
وبدأت لئيمة في العد
- 1 ، 2 ...ثلاثة
فتح الحاج عينيه على الشاشة ليجدني أنا موستافا ...
قلت له والضحكة تكاد أن تخنقني :
- أنا موس ...أنا موس !. ..
صرخ عمي رشيد صرخة ملأت الحي كله ..وسقط مغشيا عليه إثر غيبوبة سكر ، لم يستفق منها إلى اليوم .
كان معكم / مصطفى بونيف
من المستشفى البلدي .
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
مع موستافا في سجنه !
http://www.5star.co.il/UploadedFile/...100sne7bes.jpg
كنت أجلس مع عمي رشيد في مقهى الحارة ..عندما سألني عن رأيي في مستوى رئيس الجمهورية الدراسي ...فأجبته " رؤساء الجمهورية في العالم العربي دائما من خريجي المدارس العسكرية .."
سحب عمي رشيد نفسا كبيرا من السيجارة التي يحملها في يده دائما ثم أطلق دخانها في الهواء و قال لي " وهل تمنحهم هذه المدارس دبلون رئاسة الدولة "
فقلت له : - من ناحية أنهم يأخذون دبلونا نعم ، أما دبلون تسيير الدولة فأشك في ذلك .
سخر مني قائلا : - لماذا لم تلتحق بمدرسة عسكرية لتصبح رئيسا للبلد بدل ليسانس الحقوق الذي قلبت به دماغنا !
فأجبته غاضبا : - لمعلوماتك أغلب رؤساء العرب لا يعرفون القراءة والكتابة ووصلوا إلى سدة الحكم بالافتراء وقوة السلاح ،هم لا يفرقون بين الألف وأصبع الموز !.
رفعت رأسي لم أجد عمي رشيد...لست أدري كيف تبخر أمامي فجأة ...هو دائما يورطني في ثمن المشاريب التي يطفحها في المقهى ويهرب !
وقف (سكرة) القهوجي أمام طاولتي يطالبني بثمن أكواب الشاي والقهوة والعصير ...حاولت أن أشرح لسكرة القهوجي ظروفي المادية الصعبة لكنه لم يتفهم ..وبلغ الشرطة عني ...
- سوف تدفع ثمن المشاريب في مركز الشرطة يا موس ..مادمت لست قادرا على دفع ثمن ما تشربه لماذا تجلس في المقهى وتدعو أصحابك !.
رفعت يدي إلى السماء وأنا أدخل (بوكس) الشرطة : " إلهي وأنت جاهي أرى عمي رشيد أعمى يمد يده في الشارع ..".
عصب أحد العساكر عيني بقماشة سوداء ... " هل سيتم إعدامي بسبب عدم دفعي لمشاريب في القهوة ؟ " ..
دفعني العسكري إلى داخل البوكس قائلا ..( أدخل وأنت ساكت ) .
ولم أفتح عيوني إلا على قاعة مظلمة ..ينزوي فيها مكتب ...دخل الضابط يحمل في يده ملفا ...جلس على مكتبه ، أشعل سيجارة ...رمقني بنظرات ثاقبة ثم قال لي : " لماذا لم تدفع ثمن القهوة والشاي التي تشربها في المقهى كل يوم ، ألا يكفي أنك شخصية مشاغبة يشتكي منها الناس ، لتشرب أموالهم بالباطل أيضا ؟".
أجبته بصوت متقطع : " أين عمي رشيد ، أريد عمي رشيد ؟ ".
فأجابني : " عمك رشيد عند ضابط زميل آخر يحقق معه " .
فأجبته ودموعي تسيل أنهارا " أين المحامي ، أريد محاميا ، ولن أتكلم إلا في وجوده " .
- ألست خريج كلية الحقوق ؟، تستطيع أن تدافع عن نفسك ، ثم إنك تعرف جيدا الفرق بين الألف وإصبع الموز . قل لي ماهو الفرق بين الألف وإصبع الموز ؟.
بلعت ريقي وأدركت بأنني وقعت في شر أعمالي ...( سيدي أنا لا أعرف الموز أصلا ..لم يدخل بيتنا إلى يومنا هذا ) .
صرخ الضابط طلبا لأحد المخبرين وكان اسمه (سلومة ) : تعال يا سلومة وأر موس أصابع الموز .
وقفت من مكاني وأنا أتراجع إلى الجدار بينما سلومة يتقدم نحوي وهو يفتح قميصه ، فكان الموقف أشبه بمشهد سعاد حسني في فيلم الكرنك .
" ماذا ستفعل يا سلومة ؟ ..عيب ، هذا سلوك ضد الديمقراطية...أليس عندك بنات ..أنا أعرف أعمالكم السوداء في المخافر ..".
حملني سلومة من قفايا ..وأخذني إلى السجن وقذفني إلى الداخل .
حمدت الله على أن سلومة اكتفى بحملي من القفا ..فقط .
وجدت نفسي في غرفة ضيقة ...وحولي عشرات من المسجونين .
سألني الذي عن يميني ( ماهي قضيتك يا أخ ؟) .
فأجبته : أنا هنا في قضية اختلاس يا عم . وأنت ما هي قضيتك ؟
فأجابني :- أنا هنا في قضية اغتصاب .
هربت منه ، ودنوت إلى المسجون الذي يجلس شمالي وسألته " وأنت ماهي قضيتك ؟ ".
فأجابني أيضا : " أنا هنا في قضية اغتصاب " .
وقفت من مكاني ، ونظرت في جمع المسجونين .." يبدو أنكم جميعا هنا في قضية اغتصاب ..اسمعوا أنا مجرم مختلس ..الذي سيقترب مني سأضيعه .."
حتى وصلت إلى باب الزنزانة ..وصرخت ( النجدة ، النجدة ) ! .
تم تحويلي إلى النيابة ، ثم إلى المحكمة بتهمة اختلاس أموال الشعب وعدم دفع مستحقات المشاريب في مقهى ( سكرة) ...وحكم علي القاضي بالسجن لعشر سنوات نافذة .
دخلت العنبر ، وألقيت التحية على زملائي ..( السلام عليكم يا حثالة الأمة يا زبالة المجتمع ) .
فردوا التحية بأحسن منها ( وعليكم السلام يا مجرم يا حرامي الشاي والقهوة ) .
وأصبح اسم شهرتي في السجن ( حرامي الشاي والقهوة) .
كنت ألقي المحاضرات حول حقوق السجين على زملائي في السجن وأنا أتربع على سريري في الطابق العلوي ..
" زملائي المساجين ..يا حثالة المجتمع ، أتعس الله مساءكم ، سوف نتناول في درسنا اليوم ، حق السجين في الزواج والإنجاب ..."، تذكرت بأنني سوف أقضي مدة السجن لأجد قطار الزواج قد فاتني ...وأنا طوال عمري أحلم بأن يكون لي زوجة وأطفالا .
طلبت مقابلة مأمور السجن ، فاستقبلني كعادته عابس الوجه يتأفف :
" نعم ماذا تريد أيضا يا موس ، طالبت بحق مشاهدة التلفزيون للسجناء ، أحضرنا لكم تلفزيونا بثلاثين محطة فضائية ، وأصبحتم تشاهدون قناة الجزيرة ، وكليبات نانسي عجرم وهيفاء وهبي ... ثم طالبت بحق السجين في التواصل مع العالم الخارجي فأحضرنا لكم الأنترنت إلى زنازينكم ...كل سجين معه كمبيوتر شخصي مربوط بالشبكة العالمية ، ثم طالبت بحق السجناء في استخدام الهواتف المحمولة ...أحضرناها لكم ..ماذا تريد أيضا ؟ " .
- أريد امرأة يا سيدي المأمور !
انتفض من مكانه مذعورا : ماذا تقول ، امرأة ، أنت وقح وقليل الأدب !.
هدأت من روعه قائلا : المادة 150 من قانون حقوق السجين تنص على حق المسجون في الزواج ، ولقاء زوجته مرة كل خمس وأربعين يوما في زنزانة مفروشة . معدة لهذا الغرض .
زاد غضب المأمور الذي كاد أن يصاب بالشلل وهو يستمع إلى كلامي ..ثم صرخ " أنت مخبول ...هذا لن يكون "
شعرت بالاستفزاز وقلت له متحديا :- سوف أبلغ عنكم هيئة الأمم ، وبانكي مون شخصيا ...سأرفع عريضة إلى منظمات حقوق الإنسان ، ومنظمات سجناء الرأي ، واليونسكو ، ومنظمة حماية المرأة ...سأقول لهم بأنني في الزنزانة بلا زواج ..وبأنني رجعت إلى عادات المرحلة الإعدادية ...!.
جلس المأمور على مكتبه ثم قال : - هل لديك عروس معينة أم نبحث لك عن واحدة ...وما هي مواصفاتها ؟ .
- أريدها عملاقة ...طول وعرض تملأ علي الزنزانة ..يقولون أن سجن النساء يضج بالحسان .
سخر المأمور قائلا : - نعم ، ولكنهن محبوسات في قضايا دعارة .
ضحكت وأنا أضع رجلا على رجل : - والذي نحن فيه أليس دعارة أيضا ،هل يعقل أن أدخل السجن في قضية شاي وقهوة !.
انفجر المأمور ضاحكا : - شاي و قهوة ؟ ، أنت هنا مسجون سياسي .
نزلت كلمة سياسي على دماغي كالصاعقة ...
- و ما علاقة السياسة بالقهوة والشاي .؟
ابتسم المأمور وواصل حديثه : - مكتوب أمامي في الملف بأنك سخرت من رموز الدولة ، في مكان عام ، وقلت بأن رمز الدولة لا يفرق بين الألف وأصبع الذرة !.
قاطعت المأمور هامسا -" أصبع الموز ..و ليس الذرة يا سيدي !".
مصطفى بونيف
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
موستافا ..دخل الجيش !!
http://superstition005.googlepages.com/arm.jpg
كنت في موعد غرامي مع بنت من بنات الجامعة احتفالا بالتخرج عندما فضحني (ابن الجيران) في الحرم الجامعي :
- يا موس ، يا موس ..لقد جاء الدرك إلى بيتكم ، ومعهم أمر أداء الخدمة وإلا سيكون يومك أسود في المحاكم العسكرية ، وهناك (ماعندهمش يا ماما ارحميني !)...
التفت إلى صديقتي كمن يريد أن يرمي يمين الطلاق على زوجته ..وقلت لها بصوت مبحوح ( جاءك الموت يا تارك الصلاة !)...
وقفت عن المقعد الخشبي الذي كانت تجلس عليه ، وارتفعت بقامتها تماما مثلما في أفلام الأبيض والأسود الرومانسية ، تنهدت وقالت ( سأنتظرك يا موس ، وإن تمكنت من زيارتك سوف أحضر لك خبزا وبيضا وجبنا قديما ) .
أجبتها مفزوعا : - خبز وبيض ، هل أنا ذاهب إلى المعتقل ؟ ، روحي وأنت طالق بالثلاث .
وما إن دخلت الحارة حتى بدأت النساء بالزغاريد ، والرجال يصرخون "الله أكبر"...ركض عمي رشيد وهو يبشرني ( لقد جاء الدرك وأحضروا لك أمر الالتحاق بالجيش وإلا سوف يكون يومك أسود في المحكمة العسكرية ..)
فقاطعته قائلا :- وهناك (ما عندهمش ياماما ارحميني )
فقال لي مصححا : - لا طبعا (ماعندهمش يا بابا ارحمني !) ..
دخلت إلى البيت ، فوجدت والدتي تجهز لي الحقيبة ودمعتها تفر من عينها .
ابتسمت ساخرا : - يا أمي تضعين العباية في الحقيبة ، هل أنا ذاهب للختان ؟، في الجيش لا نأخذ شيئا سوى الملابس الداخلية ..
وفي الخيوط الأولى من الفجر ، خرجت من البيت متسللا حتى لا يراني الجيران ، ووالدتي تمشي ورائي وتدعو " روح يا ابني ، الهي يجعلها أمامك خضراء ووراءك خضراء ..روح يا ابني إلى جنة الخلد يا موس يا ابن بطني "
فأجبتها ساخرا : - جنة الخلد ، هل أنا ذاهب إلى الشيشان لأستشهد ؟.
لا شيء كان يحز في نفسي سوى البنت التي سيعلقها مني الغرماء والمنافسون .( تأخذونها على صحتكم وعافيتكم ، إلهي من يقترب منها يسخط إلى قرد ) .
كان السفر طويلا إلى الثكنة ، وكانت رسائل العزاء تصل إلى هاتفي المحمول
( يا موس يا جامد خليك في خدمة الوطن ) ، ( يا موس يا أسد المعارك هل أخذت صورة بشعرك قبل أن يحلقوه لك عالزيرو .؟..يا أقرع ) .
أما عمي رشيد فكتب لي ( يا موس لا تشرب لبنا في الجيش لأنهم يضعون فيه مادة تجعل منك ياء ياء ياء ..) .
وصلت إلى الثكنة العسكرية ، استقبلني جندي عند البوابة ..تلقف هويتي وحقيبتي ، وقال في لهجة حازمة ( مالك تنظر إلى البوابة ؟، هيا فوت ، يبدو أنك فوضوي ، سوف نقوم بنفخك ) ..
قادني أحد الجنود إلى العيادة ..حتى لمحت طابورا من الشباب يقفون عرايا ..
- هيا انزع ثيابك وقف في الطابور !
- لا طبعا ، أهلي لو يعرفون سيقطعونني ، أهلي من الفلاحين والشرف عندنا لا يكيل بالناذنجان !!.
- هيا اخلع ملابسك ، وإلا خلعناها لك بالقوة !
- سأبلغ عنكم مجلس الأمن ، وجامعة الدول العربية ، وقناة الجزيرة ، ثم إني أخاف أن يلتقط أحدهم صورتي وأنا طرزان ، وينشرها في الهواتف المحمولة ومواقع النت ، ويكتب شاهدوا فضيحة موستافا الملط !.
- يا ابني من تظن نفسك ، نانسي عجرم؟ ، انزع ملابسك وخلصنا في يومك الأسود .
طلب مني الطبيب أن أقرأ لوحة الحروف المعلقة على الجدار ..( اقرأ) .
فسألته ( ماذا اقرأ ؟).
-اقرأ الحروف المكتوبة على اللوحة ؟
-أية لوحة يا دكتور .؟
- اللوحة المعلقة على الجدار .
- أين الجدار يا دكتور .؟ ..أنا كفيف قديم .
ورغم الاستهبال ولعب العيال ، كتب الطبيب ، في تقريره أن نظري 10/10.
سألني طبيب آخر : - ما فصيلة دمك يا ابني ؟
فأجبته بصوت مختنق - أنا ماعنديش دم يا دكتور !.
ثم لا أدري أين وضع طبيب آخر يده وقال لزميله ( اثنتان ..أكتب عندك ).
ومن كونصولتو الأطباء ..توجهوا بي إلى الحلاق ..
جثوت على ركبتي أمام قامته كأنني خادم بين يدي الملك . أخرج آله عجيبة أشبه بالمنشار الكهربائي ...ررررررر..رررررر..كان شعري يتساقط ، وأنا أنظر إليه وأغني ( أي دمعة حزن لا لا لا لأ) .
لبست البزة العسكرية ، ووقفت شامخا وسط الساحة ، وتخيلت نفسي للحظات بأنني أنا الوحيد الذي بإمكانه أن يحرر الأقصى ..ورحت أمشي متبخترا ، وأنا أفكر في انقلاب عسكري ضد النظام ..ووسوس لي شيطاني الرجيم أن أسطو على دبابتين وقطع سلاح ، وأتوجه إلى مقر الرئاسة في العاصمة ، ثم أتلو البيان رقم 1 ، على شاشات روتانا سنيما ( أيها الشعب العزيز بيان رقم 1 / لقد قمنا بتطهير بلدنا بعد أن حكمه إما مرتش أو فاسد أو قليل أدب ، وقررنا نحن جماعة الضباط العزاب تصحيح الأوضاع ..) حتى قاطعني أحد ضباط التدريب ( إلى أين أنت ذاهب يا حيوان ؟، خذ مكانك في الطابور واستمع إلى كلمة السيد النقيب أبو كلوة بلوة ) .
كانت بطن حضرة النقيب تسبقه بيومين ، كأنه بلع بطيخة كبيرة بمعرفته ، وتساءلت كيف لنقيب في الجيش أن يكون بمثل هذه البطن العجيبة ، ما الذي سيفعله بها عندما تشب معركة حقيقية .؟ ، وسرعان ما قادني ذكائي إلى إجابة مقـنعة وهو أن هذه البطن واقية من الرصاص ) .
راح النقيب يخطب فينا خطبة ابليس في أهل جهنم ( اليوم أنتم هنا ، لا ينفعكم شيئ ، سوى حبكم للوطن ، سوى إخلاصكم للوطن الذي قدم لكم كل الخير ولقد حان الوقت لكي تردوا شيئا من جميله ، فأنتم حماته ، وبواسله ، عليكم أن تذودوا عنه بأرواحكم ، وشبابكم...من أجل ذلك عليكم أن تودعوا شهواتكم ، امسحوا من ذاكرتكم الجامعة وبنات الجامعة ، هنا عندكم زملائكم الجنود من رجال الصاعقة ، انظر إليهم فقط سوف تنسى بأن الله قد خلق الإناث أصلا...
لا مجال لنانسي عجرم أو روبي ..هنا الالتزام ...أحذركم أن كل من معه شريحة هاتف محمول سوف نجعله يبلعها ...)
فخطر في بالي أن كل من سيحاول الاتصال بي ستقول له الرسالة الصوتية ( إن مراسلكم قد يكون ممسكا أو مسهلا ..اقفل أنفك ) .
واصل النقيب خطبته العصماء في حب الوطن الذي هو من الإيمان ، وذكرنا بمآثر جدودنا وجدود جدودنا وبطولاتهم التي لم يورثوا شيئا منها إلى الأجيال التي لحقتهم .
رفعت صوتي فجأة بعد أن فقدت السيطرة على نفسي ( أين هي بطولات الشهداء الذين ماتوا لرفع الظلم عنا ونحن مظلومون ليل نهار ، ماتوا ليرفعوا الجوع والفقر عن الشعب ..فأصبحنا أكثر فقرا ؟ ، عن أي وطن وكرامة تتحدثون ونصف الشعب يمد يده للتسول والنصف الآخر يركب قوارب الموت هربا إلى أوروبا ؟ ، عن أي وطن سندافع وهو يدار بكعب حذاء عاهرة .؟ ، عن أي كرامة ووطن تتحدث والغني يزداد غنى ، والفقير يزداد فقرا ؟ ، هل تتصورون بأن الشعب سيحمل السلاح حقا ليدافع عن الوطن بعد الذي رآه من القهر والظلم والبؤس والجوع ؟..هل تتوقعون من شباب يركبون قوارب الموت هربا إلى أوروبا أنهم سيحملون السلاح دفاعا عن الوطن .؟)
نظر إلى النقيب نظرة الكافر لمن صبأ ..وأمر الجنود بسحبي إلى السجن ثم ترحيلي إلى المحكمة العسكرية ..وهناك (مفيش يا ماما ويابابا ارحماني ) .
حين خرجت من المحكمة .. وضع الطبيب يده لا أدري أين ، وقال لصاحبه أكتب
(واحدة فقط ) .
مصطفى بونيف
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
موستافا ..دخل الجيش !!
http://superstition005.googlepages.com/arm.jpg
كنت في موعد غرامي مع بنت من بنات الجامعة احتفالا بالتخرج عندما فضحني (ابن الجيران) في الحرم الجامعي :
- يا موس ، يا موس ..لقد جاء الدرك إلى بيتكم ، ومعهم أمر أداء الخدمة وإلا سيكون يومك أسود في المحاكم العسكرية ، وهناك (ماعندهمش يا ماما ارحميني !)...
التفت إلى صديقتي كمن يريد أن يرمي يمين الطلاق على زوجته ..وقلت لها بصوت مبحوح ( جاءك الموت يا تارك الصلاة !)...
وقفت عن المقعد الخشبي الذي كانت تجلس عليه ، وارتفعت بقامتها تماما مثلما في أفلام الأبيض والأسود الرومانسية ، تنهدت وقالت ( سأنتظرك يا موس ، وإن تمكنت من زيارتك سوف أحضر لك خبزا وبيضا وجبنا قديما ) .
أجبتها مفزوعا : - خبز وبيض ، هل أنا ذاهب إلى المعتقل ؟ ، روحي وأنت طالق بالثلاث .
وما إن دخلت الحارة حتى بدأت النساء بالزغاريد ، والرجال يصرخون "الله أكبر"...ركض عمي رشيد وهو يبشرني ( لقد جاء الدرك وأحضروا لك أمر الالتحاق بالجيش وإلا سوف يكون يومك أسود في المحكمة العسكرية ..)
فقاطعته قائلا :- وهناك (ما عندهمش ياماما ارحميني )
فقال لي مصححا : - لا طبعا (ماعندهمش يا بابا ارحمني !) ..
دخلت إلى البيت ، فوجدت والدتي تجهز لي الحقيبة ودمعتها تفر من عينها .
ابتسمت ساخرا : - يا أمي تضعين العباية في الحقيبة ، هل أنا ذاهب للختان ؟، في الجيش لا نأخذ شيئا سوى الملابس الداخلية ..
وفي الخيوط الأولى من الفجر ، خرجت من البيت متسللا حتى لا يراني الجيران ، ووالدتي تمشي ورائي وتدعو " روح يا ابني ، الهي يجعلها أمامك خضراء ووراءك خضراء ..روح يا ابني إلى جنة الخلد يا موس يا ابن بطني "
فأجبتها ساخرا : - جنة الخلد ، هل أنا ذاهب إلى الشيشان لأستشهد ؟.
لا شيء كان يحز في نفسي سوى البنت التي سيعلقها مني الغرماء والمنافسون .( تأخذونها على صحتكم وعافيتكم ، إلهي من يقترب منها يسخط إلى قرد ) .
كان السفر طويلا إلى الثكنة ، وكانت رسائل العزاء تصل إلى هاتفي المحمول
( يا موس يا جامد خليك في خدمة الوطن ) ، ( يا موس يا أسد المعارك هل أخذت صورة بشعرك قبل أن يحلقوه لك عالزيرو .؟..يا أقرع ) .
أما عمي رشيد فكتب لي ( يا موس لا تشرب لبنا في الجيش لأنهم يضعون فيه مادة تجعل منك ياء ياء ياء ..) .
وصلت إلى الثكنة العسكرية ، استقبلني جندي عند البوابة ..تلقف هويتي وحقيبتي ، وقال في لهجة حازمة ( مالك تنظر إلى البوابة ؟، هيا فوت ، يبدو أنك فوضوي ، سوف نقوم بنفخك ) ..
قادني أحد الجنود إلى العيادة ..حتى لمحت طابورا من الشباب يقفون عرايا ..
- هيا انزع ثيابك وقف في الطابور !
- لا طبعا ، أهلي لو يعرفون سيقطعونني ، أهلي من الفلاحين والشرف عندنا لا يكيل بالناذنجان !!.
- هيا اخلع ملابسك ، وإلا خلعناها لك بالقوة !
- سأبلغ عنكم مجلس الأمن ، وجامعة الدول العربية ، وقناة الجزيرة ، ثم إني أخاف أن يلتقط أحدهم صورتي وأنا طرزان ، وينشرها في الهواتف المحمولة ومواقع النت ، ويكتب شاهدوا فضيحة موستافا الملط !.
- يا ابني من تظن نفسك ، نانسي عجرم؟ ، انزع ملابسك وخلصنا في يومك الأسود .
طلب مني الطبيب أن أقرأ لوحة الحروف المعلقة على الجدار ..( اقرأ) .
فسألته ( ماذا اقرأ ؟).
-اقرأ الحروف المكتوبة على اللوحة ؟
-أية لوحة يا دكتور .؟
- اللوحة المعلقة على الجدار .
- أين الجدار يا دكتور .؟ ..أنا كفيف قديم .
ورغم الاستهبال ولعب العيال ، كتب الطبيب ، في تقريره أن نظري 10/10.
سألني طبيب آخر : - ما فصيلة دمك يا ابني ؟
فأجبته بصوت مختنق - أنا ماعنديش دم يا دكتور !.
ثم لا أدري أين وضع طبيب آخر يده وقال لزميله ( اثنتان ..أكتب عندك ).
ومن كونصولتو الأطباء ..توجهوا بي إلى الحلاق ..
جثوت على ركبتي أمام قامته كأنني خادم بين يدي الملك . أخرج آله عجيبة أشبه بالمنشار الكهربائي ...ررررررر..رررررر..كان شعري يتساقط ، وأنا أنظر إليه وأغني ( أي دمعة حزن لا لا لا لأ) .
لبست البزة العسكرية ، ووقفت شامخا وسط الساحة ، وتخيلت نفسي للحظات بأنني أنا الوحيد الذي بإمكانه أن يحرر الأقصى ..ورحت أمشي متبخترا ، وأنا أفكر في انقلاب عسكري ضد النظام ..ووسوس لي شيطاني الرجيم أن أسطو على دبابتين وقطع سلاح ، وأتوجه إلى مقر الرئاسة في العاصمة ، ثم أتلو البيان رقم 1 ، على شاشات روتانا سنيما ( أيها الشعب العزيز بيان رقم 1 / لقد قمنا بتطهير بلدنا بعد أن حكمه إما مرتش أو فاسد أو قليل أدب ، وقررنا نحن جماعة الضباط العزاب تصحيح الأوضاع ..) حتى قاطعني أحد ضباط التدريب ( إلى أين أنت ذاهب يا حيوان ؟، خذ مكانك في الطابور واستمع إلى كلمة السيد النقيب أبو كلوة بلوة ) .
كانت بطن حضرة النقيب تسبقه بيومين ، كأنه بلع بطيخة كبيرة بمعرفته ، وتساءلت كيف لنقيب في الجيش أن يكون بمثل هذه البطن العجيبة ، ما الذي سيفعله بها عندما تشب معركة حقيقية .؟ ، وسرعان ما قادني ذكائي إلى إجابة مقـنعة وهو أن هذه البطن واقية من الرصاص ) .
راح النقيب يخطب فينا خطبة ابليس في أهل جهنم ( اليوم أنتم هنا ، لا ينفعكم شيئ ، سوى حبكم للوطن ، سوى إخلاصكم للوطن الذي قدم لكم كل الخير ولقد حان الوقت لكي تردوا شيئا من جميله ، فأنتم حماته ، وبواسله ، عليكم أن تذودوا عنه بأرواحكم ، وشبابكم...من أجل ذلك عليكم أن تودعوا شهواتكم ، امسحوا من ذاكرتكم الجامعة وبنات الجامعة ، هنا عندكم زملائكم الجنود من رجال الصاعقة ، انظر إليهم فقط سوف تنسى بأن الله قد خلق الإناث أصلا...
لا مجال لنانسي عجرم أو روبي ..هنا الالتزام ...أحذركم أن كل من معه شريحة هاتف محمول سوف نجعله يبلعها ...)
فخطر في بالي أن كل من سيحاول الاتصال بي ستقول له الرسالة الصوتية ( إن مراسلكم قد يكون ممسكا أو مسهلا ..اقفل أنفك ) .
واصل النقيب خطبته العصماء في حب الوطن الذي هو من الإيمان ، وذكرنا بمآثر جدودنا وجدود جدودنا وبطولاتهم التي لم يورثوا شيئا منها إلى الأجيال التي لحقتهم .
رفعت صوتي فجأة بعد أن فقدت السيطرة على نفسي ( أين هي بطولات الشهداء الذين ماتوا لرفع الظلم عنا ونحن مظلومون ليل نهار ، ماتوا ليرفعوا الجوع والفقر عن الشعب ..فأصبحنا أكثر فقرا ؟ ، عن أي وطن وكرامة تتحدثون ونصف الشعب يمد يده للتسول والنصف الآخر يركب قوارب الموت هربا إلى أوروبا ؟ ، عن أي وطن سندافع وهو يدار بكعب حذاء عاهرة .؟ ، عن أي كرامة ووطن تتحدث والغني يزداد غنى ، والفقير يزداد فقرا ؟ ، هل تتصورون بأن الشعب سيحمل السلاح حقا ليدافع عن الوطن بعد الذي رآه من القهر والظلم والبؤس والجوع ؟..هل تتوقعون من شباب يركبون قوارب الموت هربا إلى أوروبا أنهم سيحملون السلاح دفاعا عن الوطن .؟)
نظر إلى النقيب نظرة الكافر لمن صبأ ..وأمر الجنود بسحبي إلى السجن ثم ترحيلي إلى المحكمة العسكرية ..وهناك (مفيش يا ماما ويابابا ارحماني ) .
حين خرجت من المحكمة .. وضع الطبيب يده لا أدري أين ، وقال لصاحبه أكتب
(واحدة فقط ) .
مصطفى بونيف
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
موستــافا ...مجروح وحزيـــن !!
http://www.arabsvip.com/vb/imgcache2/13522.gif
حتى الحزن لم يعد متاحا مثل الزمن الماضي ، زمن أفلام الأبيض والأسود ، عندما كان البطل الحزين يتوجه إلى أقرب حانة ، ويضرب بها كأسين كوكتيل ، ويخرج إلى شاطئ البحر مترنحا وهو يغني ( ظلموه ، القلب الخالي ، ظلموه ) !
حدث لي أن قلدت عبد الحليم في فيلم ( حكاية حب ) ، عندما أخبره محمود المليجي بأنه مصاب في قلبه ولا بد له من عملية جراحية لا يمكن أن تنجح بأي حال ..ولا بد أن يقطع علاقته بمريم فخر الدين ...توجه عبد الحليم وهو يلبس معطفا أسودا إلى شاطئ الإسكندرية ، وراح يغني في جو دراماتيكي ( في يوم ، في شهر ، في سنة ..تهدى الجراح وتنام ..وعمر جرحي أنا أطول من الأيام ..) .
أما أنا عندما أخبرني والد خطيبتي بأنه سيفسخ الخطوبة إذا استمر وضعي على ما هو عليه لأسبوع آخر ..لبست معطفا أسودا استلفته من جاري محمود ، وتوجهت إلى الشاطئ...لم أستطع أن أهنأ بجلسة رومانتيكية ..بسبب روائح المزابل المنبعثة من هنا وهناك ..ومع ذلك دست على قلبي المجروح ، وجلست على صخرة عالية ، وبدأت أجتهد في إخراج الدموع ..ورحت أغني للبحر الذي كان منظره زبالة ..ويرمي إلى الشاطئ علب سردين ..لدرجة أنني اقتنعت بأن السمك يأتينا معلبا ومصبرا من البحر ..أمسكت أنفي ورحت أغني ( في يوم ..في شهر ..في سنة ..)...وعشت دور موستافا الحزين ...حتي سمعت صوتا من أسفل الصخرة .." أتركنا ننام وإلا سأرسم على وجهك شوارع بهذه السكينة ..يا ابن ال..وال...وال..."...كان صوتا لرجل سكير ينام تحت الصخرة .
نزلت وأنا ألعن سنسفيل حظي التعس .." ماهذا البلد الذي لا نجد فيه مكانا نحزن فيه ! "
جلست في مكان آخر أمام الشاطئ ، ورحت أتلقى نسائم البحر التي هي أقرب إلى رائحة الأحذية القديمة ...أغمضت عيني ورحت أغني ( جبار ...في قسوته جبار )..ولم أنته من المقطع الأول حتى كسر على رأسي أحدهم زجاجة سبرتو ..
أين كان يذهب رشدي أباضة ، وفريد شوقي عندما يلم بهما حزن عميق كحزني ؟
الحانة...هل سأذهب إلى الخمارة ..وأجلس بين السكارى ، أمسك كأس الكوكتيل وأنا أغني ( تخونوه ، وعمره ما خانكم ، ولا انشغل عنكم ).؟.
دخلت الحانة ..وأطلقت السلام على الجالسين كمن يدخل عرسا ..( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا جماعة (
فرد الجميع في نفس واحد ( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ) .
وقف عجوز طاعن في السن ، أكل الدهر على ظهره وشرب ، ثم قال لي " تعال يا حاج اشرب معنا ، الخير كثير هنا ، من هنا الطريق السريع إلى جهنم ..ادخل جهنم وأنت تغني وسعيد )...ثم سقط مغشيا عليه !
اقترب مني النادل: " ماذا ستشرب يا مولانا ؟ "..
همست له " أعطني أذنيك أريد أن أقول لك شيئا " ...
دنا منى بذقنه ..قائلا " نعم ماذا تريد في يومك اللي مش فايت ؟" ، فأدركت أن الرجل لم يعد قادرا على التفريق بين أذنيه وذقنه ...فقلت له " هات ذقنك كي أقول لك شيئا "
فوضع النادل أذنه في فمي قائلا في ضجر " نعم ، ماذا ستشرب ؟".
تنتحنحت قائلا : " أريد شاي بنعناع من غير سكر " ..انتفض النادل كأنني شتمت أمه " هل تحسب نفسك جالس على مقهى شعبي ؟..أنت في حانة محترمة ".
هدأت من روعه : - آسف أنا آسف يا عمي الشيطان ، احضر لي كوكتيلا شاي بنعناع بقرنفل على حلبة حصى ..على الحب الأسود كأيامك السوداء !
وفجأة أطلق كائن كأنه أنثى قهقة هستيرية ..نظرت إليها فإذا بها امرأة عجوز.." دمك مثل العسل يا مضروب !"...تأسفت على حظي التعس ، رشدي أباضة يصادف في الحانة سامية جمال ، أما أنا في أول دخلة لي إلى هذا المكان أصادف العجوز التي حضرت طهور كريستوف كولمبس ....(نعم ماذا تريدين أيتها الحيزبون ؟).
- احكي لي آخر نكتة !
استغربت لهذا الكائن العائد من التاريخ والذي ارتسم عليه غضب الله ثم قلت لها " يقولون أن عجوزا طاعنة في السن ضحكت فماتت مختنقة ، لماذا ؟" ..
وضعت يدها على كتفي ثم قالت : - لماذا ؟ .
فأجبتها : - لأنها بلعت طقم أسنانها !.
أطلقت العجوز ضحكة هستيرية ، ثم سقطت ..يبدو أنها بلعت طقم أسنانها !!
وما هي إلا سويعة حتى وجدت كل السكارى يتحلقون حولي يستمعون إلى قصة حياتي .
" أنا مؤدب ، أنا مثقف ، أنا ابن عائلة ، لست مثلكم من زبالة القوم ، درست في أحسن الجامعات ، كان الأساتذة يقولون لي مستقبلك زاهر يا موس !، لا لم يكونوا يقولون لي يا موس ..كانوا يقولون يا موستافا .." ، أتوقف وأنظر حولي ، ثم أسألهم " أين توقفنا ؟"
فيقولون في نفس واحد " مستقبلك زاهر يا موستافا !".
أواصل " أنا محامي ..ومستواي لا يسمح لي بأن أجلس مع حثالة من أمثالكم ، عندما كنت في الجامعة كنت أخرج مع ملكات الجمال ، ثم جار علي الزمان لأجد نفسي أجلس مع هذه الولية التي حضرت ختان عباس العقاد ...لولا أن نقابة المحامين ..أستغفر الله العظيم ، لا مش أستغفر الله العظيم ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " أتوقف وأنظر إليهم ثم أسألهم " أين توقفنا ؟ " ..فيقولون في نفس واحد " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ! "
أواصل مستهزئا " أنتم تعرفون الله يا لقاطة المجتمع يا حثالة البشر ، عندما تخرجت من الجامعة خطبت فتاة مثل القمر ، أحببتها أكثر من حب قيس بن الملوح لابنة عمه عبلة ، وأكثر من حب عنترة لابنة عمه ليلى .."
استفاقت العجوز من غيبوبتها وصححت الخطأ " أنت تقصد حب قيس لابنة عمه ليلى العامرية ، وعنترة لابنة عمه عبلة "
ابتسمت ساخرا : - ألم أقل لكم بأنها ولية قادمة من العصر الحجري ؟ .
أواصل " كنت أشتري لها آخر ألبومات تامر حسني ، وأجمل العطور ، كنت أذهب معها إلى مطعم البيتزا ، وأطعمها بيدي الشمال هذه ...لا..لا ..لا حتى لا أكذب عليكم كنت أطعمها بيدي اليمين هذه ، لكن والدها الشرير يريد أن يتراجع عن الخطوبة ويزوجها لابن عمها قيس ..تيس ..حمار معه مليار ..حمار مثلكم يا حثالة ، أنتم لا تساوون كلكم فردة حذائي اليمنى ..لا مش اليمنى ..اليسرى " ..أتوقف وأنظر إليهم ثم أسألهم " أين توقفنا ؟ "
فيجيبون في نفس واحد " حذاء رجلك اليسرى .. "
ثم أخرج من الحانة مترنحا ، على الرغم من أنني لم أشرب شيئا ...
أقف في وسط ميدان البلد .." أنا مؤدب ، أنا مثقف ..أيام زمان كان الناس كلهم مثلي مؤدبون ، مثقفون ، كان مالك بن نبي يقدم محاضراته في الجامعات وكان الطلبة يجتمعون حوله ، الآن الجامعات أصبحت كلها ساحات وكافيتريات والأستاذ الجامعي بدل أن يدرس طلابه ، يتحرش بهم جنسيا ، أيام زمان كان الناس مؤدبين ، كانت المساجد مفتوحة في الليل والنهار ، تدخلها فتجد علماء وأئمة يفرجون الكرب والهم عن الناس ، كانت وجوههم تشع نورا ، تشع حبا وأملا ..كان الشيخ محمد الغزالي يطبطب على الناس ويزوج الشباب من ماله الخاص ، أما الآن أصبحت المساجد مغلقة ، وإذا دخلتها فغالبا ما تجد إماما ، يشتغل مخبرا عند الدولة ..وأشجع إمام منهم يعترض على ثبوت رؤية هلال العيد ...
أنا مؤدب أنا مثقف ...أيام زمان كان الناس مؤدبين ومثقفين ، كان الأخ يحب أخاه ، يزوره ، ينصره بماله وبقوته ..الآن الأخ يذبح أخاه من أجل جهاز هاتف محمول ، أو فتاة ليل ،ويرمي أمه في دار المسنين ...كان الناس يحبون فلسطين ويدعمون المقاومة الآن الناس يبيعون القدس من أجل السلطة ، ليتها كانت سلطة كاملة ..نصف رجال لنصف سلطة ..
أنا مؤدب أنا مثقف ..أيام زمان كان رئيس الدولة يطمئن على الناس بنفسه ، يتجسس عليهم في بيوتهم فيطعم الفقير ويعطي المحتاج ويداوي المريض ، كان صديقا للفقراء ..الآن رئيس الدولة أصبح رئيس عصابة من اللصوص يسرق أموال الناس وفرحة الناس ويبيع الوطن قطعة قطعة ، وأفراد الشعب فردا فردا .. كان رجال الشرطة كالأطباء ملائكة للرحمة ..الآن صاروا بلطجية وزبانية عذاب .."
حتى توقفت أمامي سيارة شرطة ..أخذوني إلى المخفر ، وحرروا محضر ضبط مواطن مثقف في حالة سكر ، مع أنني والله لم أشرب سوى كوكتيل شاي بنعناع وقرنفل وحلبة حصى ...
مصطفى بونيف
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
موستــافا ...مجروح وحزيـــن !!
http://www.arabsvip.com/vb/imgcache2/13522.gif
حتى الحزن لم يعد متاحا مثل الزمن الماضي ، زمن أفلام الأبيض والأسود ، عندما كان البطل الحزين يتوجه إلى أقرب حانة ، ويضرب بها كأسين كوكتيل ، ويخرج إلى شاطئ البحر مترنحا وهو يغني ( ظلموه ، القلب الخالي ، ظلموه ) !
حدث لي أن قلدت عبد الحليم في فيلم ( حكاية حب ) ، عندما أخبره محمود المليجي بأنه مصاب في قلبه ولا بد له من عملية جراحية لا يمكن أن تنجح بأي حال ..ولا بد أن يقطع علاقته بمريم فخر الدين ...توجه عبد الحليم وهو يلبس معطفا أسودا إلى شاطئ الإسكندرية ، وراح يغني في جو دراماتيكي ( في يوم ، في شهر ، في سنة ..تهدى الجراح وتنام ..وعمر جرحي أنا أطول من الأيام ..) .
أما أنا عندما أخبرني والد خطيبتي بأنه سيفسخ الخطوبة إذا استمر وضعي على ما هو عليه لأسبوع آخر ..لبست معطفا أسودا استلفته من جاري محمود ، وتوجهت إلى الشاطئ...لم أستطع أن أهنأ بجلسة رومانتيكية ..بسبب روائح المزابل المنبعثة من هنا وهناك ..ومع ذلك دست على قلبي المجروح ، وجلست على صخرة عالية ، وبدأت أجتهد في إخراج الدموع ..ورحت أغني للبحر الذي كان منظره زبالة ..ويرمي إلى الشاطئ علب سردين ..لدرجة أنني اقتنعت بأن السمك يأتينا معلبا ومصبرا من البحر ..أمسكت أنفي ورحت أغني ( في يوم ..في شهر ..في سنة ..)...وعشت دور موستافا الحزين ...حتي سمعت صوتا من أسفل الصخرة .." أتركنا ننام وإلا سأرسم على وجهك شوارع بهذه السكينة ..يا ابن ال..وال...وال..."...كان صوتا لرجل سكير ينام تحت الصخرة .
نزلت وأنا ألعن سنسفيل حظي التعس .." ماهذا البلد الذي لا نجد فيه مكانا نحزن فيه ! "
جلست في مكان آخر أمام الشاطئ ، ورحت أتلقى نسائم البحر التي هي أقرب إلى رائحة الأحذية القديمة ...أغمضت عيني ورحت أغني ( جبار ...في قسوته جبار )..ولم أنته من المقطع الأول حتى كسر على رأسي أحدهم زجاجة سبرتو ..
أين كان يذهب رشدي أباضة ، وفريد شوقي عندما يلم بهما حزن عميق كحزني ؟
الحانة...هل سأذهب إلى الخمارة ..وأجلس بين السكارى ، أمسك كأس الكوكتيل وأنا أغني ( تخونوه ، وعمره ما خانكم ، ولا انشغل عنكم ).؟.
دخلت الحانة ..وأطلقت السلام على الجالسين كمن يدخل عرسا ..( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا جماعة (
فرد الجميع في نفس واحد ( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ) .
وقف عجوز طاعن في السن ، أكل الدهر على ظهره وشرب ، ثم قال لي " تعال يا حاج اشرب معنا ، الخير كثير هنا ، من هنا الطريق السريع إلى جهنم ..ادخل جهنم وأنت تغني وسعيد )...ثم سقط مغشيا عليه !
اقترب مني النادل: " ماذا ستشرب يا مولانا ؟ "..
همست له " أعطني أذنيك أريد أن أقول لك شيئا " ...
دنا منى بذقنه ..قائلا " نعم ماذا تريد في يومك اللي مش فايت ؟" ، فأدركت أن الرجل لم يعد قادرا على التفريق بين أذنيه وذقنه ...فقلت له " هات ذقنك كي أقول لك شيئا "
فوضع النادل أذنه في فمي قائلا في ضجر " نعم ، ماذا ستشرب ؟".
تنتحنحت قائلا : " أريد شاي بنعناع من غير سكر " ..انتفض النادل كأنني شتمت أمه " هل تحسب نفسك جالس على مقهى شعبي ؟..أنت في حانة محترمة ".
هدأت من روعه : - آسف أنا آسف يا عمي الشيطان ، احضر لي كوكتيلا شاي بنعناع بقرنفل على حلبة حصى ..على الحب الأسود كأيامك السوداء !
وفجأة أطلق كائن كأنه أنثى قهقة هستيرية ..نظرت إليها فإذا بها امرأة عجوز.." دمك مثل العسل يا مضروب !"...تأسفت على حظي التعس ، رشدي أباضة يصادف في الحانة سامية جمال ، أما أنا في أول دخلة لي إلى هذا المكان أصادف العجوز التي حضرت طهور كريستوف كولمبس ....(نعم ماذا تريدين أيتها الحيزبون ؟).
- احكي لي آخر نكتة !
استغربت لهذا الكائن العائد من التاريخ والذي ارتسم عليه غضب الله ثم قلت لها " يقولون أن عجوزا طاعنة في السن ضحكت فماتت مختنقة ، لماذا ؟" ..
وضعت يدها على كتفي ثم قالت : - لماذا ؟ .
فأجبتها : - لأنها بلعت طقم أسنانها !.
أطلقت العجوز ضحكة هستيرية ، ثم سقطت ..يبدو أنها بلعت طقم أسنانها !!
وما هي إلا سويعة حتى وجدت كل السكارى يتحلقون حولي يستمعون إلى قصة حياتي .
" أنا مؤدب ، أنا مثقف ، أنا ابن عائلة ، لست مثلكم من زبالة القوم ، درست في أحسن الجامعات ، كان الأساتذة يقولون لي مستقبلك زاهر يا موس !، لا لم يكونوا يقولون لي يا موس ..كانوا يقولون يا موستافا .." ، أتوقف وأنظر حولي ، ثم أسألهم " أين توقفنا ؟"
فيقولون في نفس واحد " مستقبلك زاهر يا موستافا !".
أواصل " أنا محامي ..ومستواي لا يسمح لي بأن أجلس مع حثالة من أمثالكم ، عندما كنت في الجامعة كنت أخرج مع ملكات الجمال ، ثم جار علي الزمان لأجد نفسي أجلس مع هذه الولية التي حضرت ختان عباس العقاد ...لولا أن نقابة المحامين ..أستغفر الله العظيم ، لا مش أستغفر الله العظيم ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " أتوقف وأنظر إليهم ثم أسألهم " أين توقفنا ؟ " ..فيقولون في نفس واحد " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ! "
أواصل مستهزئا " أنتم تعرفون الله يا لقاطة المجتمع يا حثالة البشر ، عندما تخرجت من الجامعة خطبت فتاة مثل القمر ، أحببتها أكثر من حب قيس بن الملوح لابنة عمه عبلة ، وأكثر من حب عنترة لابنة عمه ليلى .."
استفاقت العجوز من غيبوبتها وصححت الخطأ " أنت تقصد حب قيس لابنة عمه ليلى العامرية ، وعنترة لابنة عمه عبلة "
ابتسمت ساخرا : - ألم أقل لكم بأنها ولية قادمة من العصر الحجري ؟ .
أواصل " كنت أشتري لها آخر ألبومات تامر حسني ، وأجمل العطور ، كنت أذهب معها إلى مطعم البيتزا ، وأطعمها بيدي الشمال هذه ...لا..لا ..لا حتى لا أكذب عليكم كنت أطعمها بيدي اليمين هذه ، لكن والدها الشرير يريد أن يتراجع عن الخطوبة ويزوجها لابن عمها قيس ..تيس ..حمار معه مليار ..حمار مثلكم يا حثالة ، أنتم لا تساوون كلكم فردة حذائي اليمنى ..لا مش اليمنى ..اليسرى " ..أتوقف وأنظر إليهم ثم أسألهم " أين توقفنا ؟ "
فيجيبون في نفس واحد " حذاء رجلك اليسرى .. "
ثم أخرج من الحانة مترنحا ، على الرغم من أنني لم أشرب شيئا ...
أقف في وسط ميدان البلد .." أنا مؤدب ، أنا مثقف ..أيام زمان كان الناس كلهم مثلي مؤدبون ، مثقفون ، كان مالك بن نبي يقدم محاضراته في الجامعات وكان الطلبة يجتمعون حوله ، الآن الجامعات أصبحت كلها ساحات وكافيتريات والأستاذ الجامعي بدل أن يدرس طلابه ، يتحرش بهم جنسيا ، أيام زمان كان الناس مؤدبين ، كانت المساجد مفتوحة في الليل والنهار ، تدخلها فتجد علماء وأئمة يفرجون الكرب والهم عن الناس ، كانت وجوههم تشع نورا ، تشع حبا وأملا ..كان الشيخ محمد الغزالي يطبطب على الناس ويزوج الشباب من ماله الخاص ، أما الآن أصبحت المساجد مغلقة ، وإذا دخلتها فغالبا ما تجد إماما ، يشتغل مخبرا عند الدولة ..وأشجع إمام منهم يعترض على ثبوت رؤية هلال العيد ...
أنا مؤدب أنا مثقف ...أيام زمان كان الناس مؤدبين ومثقفين ، كان الأخ يحب أخاه ، يزوره ، ينصره بماله وبقوته ..الآن الأخ يذبح أخاه من أجل جهاز هاتف محمول ، أو فتاة ليل ،ويرمي أمه في دار المسنين ...كان الناس يحبون فلسطين ويدعمون المقاومة الآن الناس يبيعون القدس من أجل السلطة ، ليتها كانت سلطة كاملة ..نصف رجال لنصف سلطة ..
أنا مؤدب أنا مثقف ..أيام زمان كان رئيس الدولة يطمئن على الناس بنفسه ، يتجسس عليهم في بيوتهم فيطعم الفقير ويعطي المحتاج ويداوي المريض ، كان صديقا للفقراء ..الآن رئيس الدولة أصبح رئيس عصابة من اللصوص يسرق أموال الناس وفرحة الناس ويبيع الوطن قطعة قطعة ، وأفراد الشعب فردا فردا .. كان رجال الشرطة كالأطباء ملائكة للرحمة ..الآن صاروا بلطجية وزبانية عذاب .."
حتى توقفت أمامي سيارة شرطة ..أخذوني إلى المخفر ، وحرروا محضر ضبط مواطن مثقف في حالة سكر ، مع أنني والله لم أشرب سوى كوكتيل شاي بنعناع وقرنفل وحلبة حصى ...
مصطفى بونيف
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
لماذا أصبحت ساخرا ؟
http://pms.panet.co.il/online/images...8fd4c85vu2.JPG
بلا شك فأنا أعرف تماما أنني لست (كاتبا كبيرا) ، ولا ( كاتبا صغيرا) ، ولم يسبق لي بأنني تصورت في نفسي العقاد ولا طه حسين .
بعد حصولي على الليسانس بدأت رحلة ( الصيف والشتاء) ، البحث عن وظيفة ...
قال أصدقائي وهم ينصحون :
- يا موس العب كرة قدم ، فنحن في بلد يعيش فيه اللاعب حياة أعز وأكرم من حياة دكتور في الفيزياء النووية .
وبعد وساطات وعلاقات هنا وهناك ..نجحت في الدخول إلى أحد نوادي كرة القدم.
كنت ألعب لدرجة أن الفريق الخصم كان يعتبرني واحدا منهم.
أمسكني المدرب من رقبتي قائلا ( يا موس يا ابني هل تعرف بأن كلتا قدميك شمال ؟، ابحث عن قدمك اليمين وتعال لتلعب معنا ) .
وكاد المدرب أن يكسر قدمي لولا أنني خرجت مسرعا من الملعب .
نصحني الأصدقاء ( يا موس ، الغناء مكسبه جيد ، نحن في زمن يعيش المغني حياة كلها عزة وكرامة ، أفضل من العلماء والمفكرين ) .
- ولكن صوتي ، من أنكر الأصوات ..أكرمكم الله !.
- يا موس ، عن أي صوت تتحدث ، الغناء هذه الأيام يكون بالجسم الجميل والقوام المتناسق ...و برامج الكمبيوتر بإمكانها أن تجعل من صوت الحمار كصوت البلبل !
- ولنفرض أن برامج الكمبيوتر نجحت في تحويل صوتي إلى عندليب ، ماذا نفعل في حكاية الجسم المتناسق ..لا أحب أن ينصحني أحد أن أضحي بختم جودة الرجولة لأغيرها بمؤهلات نانسي أو روبي !!.
وبعد أخذ ورد ...أخرجوني بنيو لوك ..على طريقة حيلة أمه ( تامر حسني)..
وإذا كان العندليب قد بدأ مشواره بأن قذفته الجماهير بالبيض الفاسد والطماطم لأن الجماهير في حينها كانت مرفهة ...فأنا الجماهير المستضعفة في القرن 21التي تحارب في لقمة عيشها ضربتي بالجزم والشباشب القديمة !!.
خرجت من المسرح وأنا أغني ( فطريقك مسدود مسدود مسدود ) .
وقفت إحدى الفنانات على المسرح وهي ( لابسة من غير هدوم) ..تحت هتاف الجماهير ..ثم أدارت لهم ظهرها ...
صرخت ( ما الذي ستفعله هذه المجنونة ..؟؟)
فقال لي صاحبي ( لا شيئ ستغني لنا رائحة ليه بيداري كده ).
انحنت الفنانة ..إلى الجماهير ووجهها نحو الفرقة الموسيقية التي بدأت تعزف بشكل هستيري ...
- يا ست ، الحمام من هناك ...ما الذي ستفعله بالضبط هذه المجنونة ؟.
خرجت من المسرح هاربا ..بعد أن وصل ريح الأغنية إلى أنفي قبل أن يصل إلى أذني !!....لأننا في زمن نعرف فيه الأغنية من رائحتها ، لا من كلماتها ولا ألحانها ، وكلما كانت الرائحة أقرب إلى رائحة الحمام ، كانت الأغنية أفضل ، ويوزع لها أكبر عدد من الأشرطة ( الورقية طبعا ) .
نصحني أصدقائي ( لماذا لا تعمل داعية ؟، يقولون أن المكسب منها مثل الشهد ، وأنت شاب مثقف ، ومهنة الداعية في هذه الأيام لا تتطلب سوى صوتا قويا يخرم الميكروفون ..ورأس مالها لحية كثيفة ، وعباءة ..لا داعي للمسبحة لأنها بدعة ).
- يا جماعة ، هل تعرفون ما الذي يحدث للدعاة ، هل قرأتم كتاب ( البوابة السوداء )؟ ، وماذا حصل للدعاة أيام الكشك ، والقرضاوي والغزالي ، كان الأمن ينتف لحاهم بمقص الأظافر ...ثم أنا شاب على باب الله ، عندما أرى عسكري المرور يصفر ، يصفر وجهي و أصاب بتلبك معوي ...ولو طلب مني أحدهم بطاقة الهوية في لجنة تفتيش يرتفع لي الضغط والسكر ...واحتمال لو قالوا لي قل ( يعلوا هبل ) سأقولها من الخوف ...العمل في الدعوة يقتضي الشجاعة والتضحية وأنا شاب لا يريد أن يقابل الله بدون زواج ..!!.
ضحك أصحابي وقالوا : " إطلاقا ..الدعاة اليوم في رخاء ونعيم ، يمتلكون الفضائيات ...كل الحكاية أن تجلس على مكتب وخلفك صورة للكعبة المشرفة ، وتحتك شريط لرسائل الجوال ..وأنت تفتح كتابا وتقرأ منه ...
فإذا ربطوا الاتصال بالخليج العربي ..وسألك المتصل في مسألة فابتسم في وجهه وقل له حلال ...أما إذا سالك متصل من مصر أو المغرب كشر في وجهه و اقفل الخط وقل له حرام وبدعة ...ولك نصف مداخيل رسائل الجوال ، وعقاقير القوة الجنسية ، وعسل السدر الجبلي ...الذي ستقوم بالترويج له ، وإياك أن تذكر الحكام بسوء ...أو أن تدعو عليهم ، أدع على أهلك ، على هذا الشعب الفاسق المارق ..أما الحكام ورجال الأعمال ..فلا ! " .
عزيزي القارئ ...أنا هنا لا أعمم ...!
طبعا ...لا أستطيع أن أكون داعية دون أن أدعو على الحكومات العربية ،إلهي وأنت جاهي ننام في الليل ونصحو في الصبح فنجدك قد أخذتها أخذ عزيز مقتدر !
ذهبت إلى المقهى ...وجلست أتأمل التلفزيون ...وبينما كان صاحب المقهى يقلب القنوات الفضائية ...أدركت أن الشعب العربي إما لاعبون ، أو مطربون بخلفياتهم...فالمطرب الجيد يعرف بخلفيته الحضارية ، أو دعاة فضائيات !!
ومن يومها ...قررت أن أصبح ساخرا .
مصطفى بونيف
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
لماذا أصبحت ساخرا ؟
بلا شك فأنا أعرف تماما أنني لست (كاتبا كبيرا) ، ولا ( كاتبا صغيرا) ، ولم يسبق لي بأنني تصورت في نفسي العقاد ولا طه حسين .
بعد حصولي على الليسانس بدأت رحلة ( الصيف والشتاء) ، البحث عن وظيفة ...
قال أصدقائي وهم ينصحون :
- يا موس العب كرة قدم ، فنحن في بلد يعيش فيه اللاعب حياة أعز وأكرم من حياة دكتور في الفيزياء النووية .
وبعد وساطات وعلاقات هنا وهناك ..نجحت في الدخول إلى أحد نوادي كرة القدم.
كنت ألعب لدرجة أن الفريق الخصم كان يعتبرني واحدا منهم.
أمسكني المدرب من رقبتي قائلا ( يا موس يا ابني هل تعرف بأن كلتا قدميك شمال ؟، ابحث عن قدمك اليمين وتعال لتلعب معنا ) .
وكاد المدرب أن يكسر قدمي لولا أنني خرجت مسرعا من الملعب .
نصحني الأصدقاء ( يا موس ، الغناء مكسبه جيد ، نحن في زمن يعيش المغني حياة كلها عزة وكرامة ، أفضل من العلماء والمفكرين ) .
- ولكن صوتي ، من أنكر الأصوات ..أكرمكم الله !.
- يا موس ، عن أي صوت تتحدث ، الغناء هذه الأيام يكون بالجسم الجميل والقوام المتناسق ...و برامج الكمبيوتر بإمكانها أن تجعل من صوت الحمار كصوت البلبل !
- ولنفرض أن برامج الكمبيوتر نجحت في تحويل صوتي إلى عندليب ، ماذا نفعل في حكاية الجسم المتناسق ..لا أحب أن ينصحني أحد أن أضحي بختم جودة الرجولة لأغيرها بمؤهلات نانسي أو روبي !!.
وبعد أخذ ورد ...أخرجوني بنيو لوك ..على طريقة حيلة أمه ( تامر حسني)..
وإذا كان العندليب قد بدأ مشواره بأن قذفته الجماهير بالبيض الفاسد والطماطم لأن الجماهير في حينها كانت مرفهة ...فأنا الجماهير المستضعفة في القرن 21التي تحارب في لقمة عيشها ضربتي بالجزم والشباشب القديمة !!.
خرجت من المسرح وأنا أغني ( فطريقك مسدود مسدود مسدود ) .
وقفت إحدى الفنانات على المسرح وهي ( لابسة من غير هدوم) ..تحت هتاف الجماهير ..ثم أدارت لهم ظهرها ...
صرخت ( ما الذي ستفعله هذه المجنونة ..؟؟)
فقال لي صاحبي ( لا شيئ ستغني لنا رائحة ليه بيداري كده ).
انحنت الفنانة ..إلى الجماهير ووجهها نحو الفرقة الموسيقية التي بدأت تعزف بشكل هستيري ...
- يا ست ، الحمام من هناك ...ما الذي ستفعله بالضبط هذه المجنونة ؟.
خرجت من المسرح هاربا ..بعد أن وصل ريح الأغنية إلى أنفي قبل أن يصل إلى أذني !!....لأننا في زمن نعرف فيه الأغنية من رائحتها ، لا من كلماتها ولا ألحانها ، وكلما كانت الرائحة أقرب إلى رائحة الحمام ، كانت الأغنية أفضل ، ويوزع لها أكبر عدد من الأشرطة ( الورقية طبعا ) .
نصحني أصدقائي ( لماذا لا تعمل داعية ؟، يقولون أن المكسب منها مثل الشهد ، وأنت شاب مثقف ، ومهنة الداعية في هذه الأيام لا تتطلب سوى صوتا قويا يخرم الميكروفون ..ورأس مالها لحية كثيفة ، وعباءة ..لا داعي للمسبحة لأنها بدعة ).
- يا جماعة ، هل تعرفون ما الذي يحدث للدعاة ، هل قرأتم كتاب ( البوابة السوداء )؟ ، وماذا حصل للدعاة أيام الكشك ، والقرضاوي والغزالي ، كان الأمن ينتف لحاهم بمقص الأظافر ...ثم أنا شاب على باب الله ، عندما أرى عسكري المرور يصفر ، يصفر وجهي و أصاب بتلبك معوي ...ولو طلب مني أحدهم بطاقة الهوية في لجنة تفتيش يرتفع لي الضغط والسكر ...واحتمال لو قالوا لي قل ( يعلوا هبل ) سأقولها من الخوف ...العمل في الدعوة يقتضي الشجاعة والتضحية وأنا شاب لا يريد أن يقابل الله بدون زواج ..!!.
ضحك أصحابي وقالوا : " إطلاقا ..الدعاة اليوم في رخاء ونعيم ، يمتلكون الفضائيات ...كل الحكاية أن تجلس على مكتب وخلفك صورة للكعبة المشرفة ، وتحتك شريط لرسائل الجوال ..وأنت تفتح كتابا وتقرأ منه ...
فإذا ربطوا الاتصال بالخليج العربي ..وسألك المتصل في مسألة فابتسم في وجهه وقل له حلال ...أما إذا سالك متصل من مصر أو المغرب كشر في وجهه و اقفل الخط وقل له حرام وبدعة ...ولك نصف مداخيل رسائل الجوال ، وعقاقير القوة الجنسية ، وعسل السدر الجبلي ...الذي ستقوم بالترويج له ، وإياك أن تذكر الحكام بسوء ...أو أن تدعو عليهم ، أدع على أهلك ، على هذا الشعب الفاسق المارق ..أما الحكام ورجال الأعمال ..فلا ! " .
عزيزي القارئ ...أنا هنا لا أعمم ...!
طبعا ...لا أستطيع أن أكون داعية دون أن أدعو على الحكومات العربية ،إلهي وأنت جاهي ننام في الليل ونصحو في الصبح فنجدك قد أخذتها أخذ عزيز مقتدر !
ذهبت إلى المقهى ...وجلست أتأمل التلفزيون ...وبينما كان صاحب المقهى يقلب القنوات الفضائية ...أدركت أن الشعب العربي إما لاعبون ، أو مطربون بخلفياتهم...فالمطرب الجيد يعرف بخلفيته الحضارية ، أو دعاة فضائيات !!
ومن يومها ...قررت أن أصبح ساخرا .
مصطفى بونيف
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
"موستــــافا "في دولته العباسية !
http://www.orientalistart.net/1Harem.jpg
ما الذي سيحدث لو أن أحدا حدث وأن ثقل في الأكل ..( طول عمرنا جيعانين)؟
وضع أمامي صاحبي صحنا من الفواكه موز وعنب ورمان ..كتلك التي نشاهدها في الأفلام أمام ملوك العصر العباسي ...ضربت الصحن ، واستلقيت على السرير ..ثم غطست في نوم عميق !.
أجلس على العرش وحولي القوم ...يأكلون ويشربون .
( أهلا بكم في مجلس موستافا ابن الحاج حسين !)
دنت مني جارية حسناء ، وهمست في أذني ،" شاعرنا الكبير يستأذنك في الدخول" .
- أدخليه أيتها الجميلة !
دخل الشاعر يحمل في يده (هيدورة ) ..والهيدورة هي الجلد الداخلي في فرو النعجة...
فرد الشاعر هيدورته وراح يقرأ
الخيل والليل والبيداء تعرفني *** والسيف والرمح والقرطاس والقلم !
انتفضت من مكاني ..( هل هذا أنت المتنبي ؟ )
فأجاب بكل كبرياء :
أنا من نظر الأعمى إلى أدبي *** وأسمعت كلماتي من به صمم .
فصرخت : " الله يخرب بيتك يا شيخ مثلما خربت بيتي في امتحان الإعدادية ، أنت سبب سقوط كثير من الطلبة في امتحان اللغة العربية !"
أمرت الحرس بإخراجه من مجلسي ..
دخلت الجارية مطرقة الرأس وهمست في أذني ، لدينا مفاجأة لك يا مولاي !
- هل جئتني بأبي تمام ...أرجوك دعينا من شعراء المقرر !.
ضحكت الجارية وقالت : " جئناك بمطربة من الشام ، اسمها نانسي ، من قبيلة بني عجرم .
دخلت المطربة وفي يدها العود ، وانحنت ..ثم قالت في خجل ( مولاي !) ..
فاضت من عيني الدموع ..
- ما بك يا مولاي ، خير إن شاء الله ؟
- صعبت علي نفسي ، هذه أول مرة يقال لي يا مولاي ، طوال عمري وأنا يا مولاي كما خلقتني .
جلست مطربة بني عجرم ، ووضعوا أمامها طشت غسيل ، وراحت تغني ( مفيش حاجة تيجي كده ) .
أخرجت من حزامي صرة( دنانير ) ورميتها في الصحن الذي بين يديها ..أخذت
الصرة وانحنت ثم خرجت بعد أن أخذت رقم موبايلها ...( خليك يا رنة يا ابنة عجرم ..) .
دخلت الجارية ..هديتنا الآن هي غلام جميل .
فهمست لها : وما معنى (غلام ) يا امرأة !
ابتسمت : - شاب جميل ، فأنت لا تستغني عنهم في مجلسك دائما ، وهاهم حولك يخدمونك ويسهرون على راحتك .
صرخت مذعورا : - أعوذ بالله ، سيفهمني الناس بالغلط ( الله يخرب بيوتكم ) ..هذا يعني أن كل هؤلاء الشباب الذين حولي ( بينهم بينهم فيهم فيهم )
غيري طاقم العمال في القصر حالا ، لا أريد جنس ذكر ...( نهز عرش الرحمن ، لتهتز عروشنا نحن أيضا ، مشيها نظام جواري ، لا داعي لنظام الغلمان جاتك القرف ) ....هؤلاء الغلمان أرسليهم للعمل في دائرة المخابرات وأمن الدولة فورا .
دخلت الجارية وهمست : - هناك رسول من دولة الروم في الانتظار خارجا .
فهمست لها : - هل هذا الرسول غلام أيضا ؟.
- إنها امرأة ، السيدة هيلاري كلينتون .
- كلينتون ، صاحب قضية مونيكا ، الرئيس الذي فضحه بنطلونه ؟.
- نعم يا مولاي .
- مع أنني نصحته أن لا يلبس البنطلون ويكتفي بالعباية ..هذا من حيل أصحابنا في الجزيرة العربية ،( البس العباية ولا يهمك ) ...أدخليها علينا .
دخلت السيدة هيلاري ...( جود ايفنينغ يا مولاي موستافا !)
- أجبتها ..وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
ثم همست للجارية : ( هل هذه السيدة هيلاري ، كأنني شاهدتها ترقص وراء عاصي الحلاني في فيديو كليب !)
واصلت السيدة كلامها : - جئنا للنقاش حول التعاون في قضية التوسع الفارسي ، والتهديد الذي يشكله أحمدي نجاد على المنطقة ...
- عن أي تعاون تتحدثين يا سيدة كلينتون ؟ ، دولة نصفها جواري والنصف الآخر غلمان ..تريدون منها تعاونا ...كل الذي نستطيع أن نعاونكم به هي دعواتنا ، و كتيبة رفع معنويات ...
استغربت كلينتون : ( كتيبة رفع المعنويات ..وااات ؟؟)
ناديت الجارية ..يا مرجانة ، يا مرجانة !
- نعم يا مولاي !
- جهزي الغلمان ..للذهاب مع كلينتون ..إلى قطر والكويت ، وحدودنا مع دولة الفرس .، ولفي لها فراخ وبطاطس وكوكا كولا وفواكه تأخذها معها ، لأن الأخ أبوماما ..في أزمة مالية عالمية ...
ابتسمت للسيدة كلينتون " طبعا الخنازير حرام ، أنتم ربيتم الخنازير لتأكلونها ، حتى أصابها دور أنفلونزا خربت بيوتكم .." .
وفجأة ...
اهتزت الأرض تحتي ، المزهريات تسقط هنا وهناك ، ومصابيح النجف تتأرجح في السقف ..انفض المجلس هلعا ..( زلزال ، زلزال ..)
صرخت مذعورا : - منذ أن عرفت أن هناك ( غلمانا) في القصر تأكدت بأننا لن نرسو إلا على مصيبة ...هذا ليس إلا من أفعال رئيس الوزراء ووزرائه ..هزوا عرش الرحمن ...فاهتزت الأرض من تحت أقدامنا ...!
أيقضني صاحبي ..من نومي ، وقال لي ( يبدو أنك ثقلت في الأكل يا موس )!!
مصطفى بونيف
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
البارح كان في عمري ( عشرين) !!
http://www.aawsat.com/2005/07/29/ima...sad.314749.jpg
أقف أمام المرآة أتأمل ملامحي الثلاثينية المرهقة ...هل سأحلق لحيتي التي جعلتني أشبه رجلا يطارده الدائنون فلم يجد حق موس حلاقة ، أم أتركها ؟
قررت أن لا أحلقها !!.
توجهت إلى دولاب ملابسي ..هل سألبس القميص الأبيض ، أم الأسود...؟
وقررت أن ألبس الأسود !!.
خرجت إلى المقهى كعادتي ، حيث يجلس عمي رشيد .
- لماذا لا تتزوج يا موس ؟
- إذا عندك بنت زوجها لي ، المهم أن لا تكون شبيهة لك .
أطلق عمي رشيد قهقة عالية : عندي ابني جعفر ، هل تحب أن أزوجه لك ؟.
ثم راح يحكي لي عن زواجه في سنوات الرخاء ، عندما كان كيلو اللحم بدينار ، عندما كان الفقير ابن محظوظة .
" ..يا ابني في زمننا كان الزواج سهلا ، أتذكر بأن والدي كان مزواجا ، يطلق أربعة في الخريف ، ويتزوج أربعة في الربيع ..لدرجة أنني لا أعرف من هي أمي من ضمن زوجات أبي ...لدرجة أنني سألته ( من هي ماما من ضمن جيش النساء الذي تزوجته يا أبي ؟) ، فقال لي ( أمك زليخة يا ابني )...بحثت فوجدت أن أبي تزوج سبع نسوة كلهن باسم زليخة !!.
وذات صباح عندما بلغت سن العشرين ، وبينما أنا ذاهب للعمل في الحقل ، أخبرني أبي أنه يرغب في أن يزوجني ..وبأنه اختار لي العروسة ...
رجعت في آخر اليوم مهدود الحيل ..فوجدته في انتظاري عند الباب ..
- لماذا تأخرت يا رشيد ، اذهب فورا إلى غرفة نومك ؟
دخلت غرفة نومي فوجدت - خير اللهم اجعله خيرا- فتاة تلبس أبيضا في أبيض ،
- سلاما قولا من رب رحيم من أنت ؟
فأجابت في خجل : أنا زوجتك سعدية ابنة عمك سعيد ، سأجهز لك الحمام !
.."
نظرت إلى عمي رشيد وعيوني ترمي شررا من الحسد ( يا ابن المحظوظة ، دخلت غرفة نومك وجدتها مقشرة ...! ).
ولكي يغيظني أكثر واصل عمي رشيد " ليس الزواج الذي كان سهلا فقط ، حتى الإنجاب ..في زماننا كان الرجل ينفخ في وجه الست ، تنتفخ بطنها بالحمل .."
-تصدق وتآمن بالله يا موس يا ابني !
- آمنت بالله يا عمي رشيد !
- كنت نائما مع زوجتي سعدية ، استيقظنا صباحا وجدنا بيننا رضيعا يصرخ .
سألت سعدية عنه ، فقالت لي : مبروك جاء لك ولد .
سحب نفسا من السيجارة : - إنه ابني البكر محمود البغل الذي يعمل في البنك .
نظرت إلى عمي رشيد وأنا أتمنى أن تصيبه عيني بسكتة قلبية تأخذه .
واصل قائلا " ولأننا عائلة مزواجة .، وتعدد الزوجات من مبادئ عائلتنا ..
تزوجت أربعة ...!"
صرخت مذهولا : - أنت تزوجت أربعة بوجهك الذي يشبه المروحة ! ، أين البقية ، أنا لا أعرف سوى زوجتك خالتي سعدية أم محمود ؟؟
فأجاب : - قضين في حادث انتحار جماعي ...
ثم سحب نفسا من السيجارة وواصل وهو يضحك " تزوجت أنا أربعة ، ووالدي متزوج هو الآخر من أربعة ...فيختلط عليه الأمر أحيانا ...
يصرخ : " يارشيد يا ابني ضع إشارة على زوجاتك حتى لا أقع على حقك ، ضع بين عيونهن نقطة حمراء مثل النساء الهنديات مثلا "
فأجيبه :- يا أبي النساء البيض زوجاتي ، والسمر زوجاتك يا بابا .
فرد غاضبا : - لماذا تتزوج أنت بنساء بيض وأنا لا؟ ، فرمى عليهن يمين الطلاق ، وتزوج من أربعة نساء بيض .
لدرجة أنني كنت أمشي في البيت واسأل : ( هل أنت زوجتي أم زوجة أبي ؟).
- يا ابني يا رشيد ، النساء النحيفات زوجاتك أما السمينات زوجاتي . "
وحتى لا أصاب بجلطة ..دفعت ثمن الشاي الذي طفحه عمي رشيد وذهبت إلى مقهى آخر ، حيث يجلس عمي الطاهر .
سألني : " هل وجدت وظيفة ، أم لا تزال عالة على أبيك ؟"
- لا أزال عالة على أبي يا عمي الطاهر والله لو يفتون لي بأن الانتحار حرام في مثل هذه الحالة لانتحرت .
سحبا نفسا من سيجارته وقال :- الانتحار في مثل حالتك حلال ، حلال ، حلال .
قالها وكأنه يغني قارئة الفنجان ( فطريقك يا ولدي مسدود ، مسدود ، مسدود ) .
وراح يحكي لي عن فرص العمل في زمنه " فرص العمل في زمننا يا موس يا ابني كانت متاحة للجميع ...كان المسؤولون يأتون إلينا في البيوت ويقبلون أقدامنا للعمل في مصالحهم ...كان الوزير ينزل إلى الشارع ، ويجلس بين الشاب والفتاة في الحديقة ويقول ( سنوفر لكما راتبا محترما ، وسكنا لائقا ، وسيارة خاصة ، ورحلة شهر العسل ..إذا قبلتما العمل أنت مدير عام وأنت مديرة عامة ...
وكانت الحكومة تعلن عن منصب عمل إضافي لكل من يقبل منصب عمل يعرض عليه ..لقد كنت مساعدا لوزير المالية ، ومديرا للجامعة ، وسفيرا في نفس الوقت ثم اشتغلت مديرا لتحرير إحدى الصحف ، ومديرا عاما لشركة بترول ، ومحافظا للشرطة ، قبل أن يأتيني وزير الخارجية ويقبل أقدامي كي أمسك منصب سفير البلد في باريس ..لكنني رفضت لأني كنت حريصا على دكان البقالة الذي ورثته عن أبي الحاج سليط رحمه الله " .
وقبل أن يرتفع ضغطي ...دفعت ثمن القهوة التي طفحها عمي طاهر ابن الحاج سليط ..
ذهبت إلى المسجد ، صليت ركعتين ، وجلست في انتظار صلاة العصر .
اقترب مني عمي مبروك ، وقال بصوت خافت مليئ بالوقار :- تقبل الله منكم يا ابني .
أجبته : - منا ومنكم صالح الأعمال .
- ما شاء الله أنت بدأت الصلاة في شبابك ، عندما كنت في سنك كنت شابا طائشا ، أقضي كل وقتي في المجون واللهو ...كنت أذهب إلى ( حانة اشرب واهرب)
أشرب الكونياك والفودكا والويسكي والشامبانيا ..وكل الموبقات .
تنهد وقال : أستغفر الله العظيم . ثم واصل : وأحيانا أطلب من النادل أن يخلط لي كل هذه الأصناف في كأس واحد ..كوكتيل . ، أشرب الكوكتيل من هنا ، أتحول إلى صاروخ من هنا ...كانت كل الحارة تحسب لي ألف حساب .
تنهد وقال : - أستغفر الله العظيم .
واصل قائلا : - كنت أذهب إلى الكباريهات ، كانت هناك مطربة اسمها الشيخة جنية .
سألته مستغربا : شيخة جنية ، هل هي إنسان أم عفريت ؟
فأجاب : الشيخة جنية في وقتنا مثل نانسي عجرم في وقتكم .
تنهد وقال : رحمها الله هي صاحبة أغنية ( قلبي وقلبك عند الجزار معلقين ) ..
أستغفر الله العظيم .
وواصل : أما الراقصات ،....
خفت أن يسقط علينا سقف المسجد ...صرخت في وجه عمي مبروك مقاطعا" هل أنت شيطان ، كونياك وشيخة جنية ، وراقصات ..أستغفر الله العظيم "
خرجت إلى الشارع وأنا أفكر ...لم أشهد يوما جميلا في هذا الوطن منذ ولادتي ، فتحت عيوني على الحرب الأهلية ...والأزمات ...الفقر ، والعنوسة ، والبطالة لم أحضن في حياتي سوى الوسادة الخالية ..
دخلت على والدتي : - أمي أريد أن أتزوج !
فأجابت مصعوقة : - ومن أين ستطعمها يا روح أمك ، هل جننت ؟، وهل ستسكن معها في الحمام ، فلا نجد أين نقضي حاجتنا ؟ .
خرجت إلى الشارع وأنا أقول في نفسي...صدق عمي طاهر حين أفتى بجواز الانتحار .
مصطفى بونيف
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
اخلع ملابسك واقرأ هذا المقال !
http://www.azooz.net/data/media/32/fat_men.jpg
درجة الحرارة أخرجت الناس من ملابسها ، لا أحد يستطيع أن يضع قطعة قماش فوق جسمه ..الجو حر جدا ..جدا ! ، والذي يستطيع أن يلبس الشورت في مثل هذا الجو سيكون هو البركة !.
خرجت إلى الشارع وصدمني منظر الناس وهم عراة كما ولدتهم أمهاتهم يتنقلون هنا وهناك ..في الأسواق ووسائل المواصلات والمصالح الحكومية ..لا أحد يستر عورته ...كلهم ( يا مولاي كما خلقتني) .
دخلت إلى أحد المقاهي الشعبية ، الجميع هناك (ملط) ، سألت عمي السعيد صاحب القهوة " هل قلبت المقهى إلى حمام ؟ " .
فأجابني : " الجو حر يا أخي ، لست أدري كيف استطعت أن تخرج بملابسك "
جلست على طاولتي المعتادة ، وطلبت شاي بنعناع ...فصرخ (فلفة ) النادل : " شاي في مثل هذا الحر يا أستاذ ، لا يوجد لدينا إلا المشروبات الباردة ، الكولا والبيبسي ..والأرونجينيا ".
خرجت من القهوة وأنا أحوقل ...ولم يضحكني سوى منظر بطن عمي سعيد وهو يتدلدل أمامه ( كنت أعتقد في السابق أنه يضع مخدة تحت ملابسه حتى يرعب الناس ، ولكنني الآن فقط تحققت بأنها بطن حقيقية ، وكأنه ابتلع بطيخة بكاملها ).
ذهبت إلى صديقي يوسف أبو نجاة ، فتح علي الباب ..طرزان .
نظرت إليه مندهشا..( حتى أنت يا أبو نجاة استغنيت على ملابسك ؟).
ابتسم في بلاهة ، ثم قال لي : " أدخل يا موس ، ودعك من البحلقة في جسمي بهذه الطريقة ".
- أنا أبحلق في جسمك ، هل تعتقد نفسك نانسي عجرم ؟.، لم أكن أعرف بأنك أجريت عملية على كليتك اليمين .
فقال : - نعم أجريتها قبل سنتين .
فقلت متعجبا : على الرغم من صداقتنا القديمة ، لكنني لم أسمع أبدا بأنك أجريت عملية جراحية . عموما حمدا لله على سلامتك .
- تشرب حاجة يا موس ، بيبسي ، كولا ، أورانجينا ؟
- شاي بالنعناع من فضلك .
- أعوذ بالله ، شاي بالنعناع في مثل هذا الجو ، هل أنت مجنون ؟ .
- أريد شاي بنعناع ، مزاجي وأنا حر .
صرخ يوسف ( شاي بالنعناع يا أم العيال !) .
فأجابت زوجته "حاضر يا أخويا !".
فهمست له ساخرا : " هل جميع من في البيت ملط مثلك ؟"
فأجابني " استيقضت من النوم وجدتهم عراة ، قلت أنزع ملابسي أنا أيضا ".
وقبل أن تدخل علينا زوجته بصنية الشاي ، قفزت إلى الباب ، وسلم البيت ، ونزلت مهرولا .."عيني تجي على عورتك أوكيه ، لكن عورة زوجتك لأ " .
خرجت إلى الشارع أقلب كفا على كف .." لا حول ولا قوة إلا بالله ، ماذا جرى في الدنيا يارب ؟ ".
وفجأة صدح الآذان من المسجد " الله أكبر ، الله أكبر " ....إنه آذان العصر .
دخلت إلى الجامع ، فوجدت المصلين بثيابهم ، ساترين عوراتهم وهم بين يدي الله . صلينا العصر ، ورفع الإمام يديه بالدعاء " اللهم استرنا بسترك يوم القيامة ". فقلت في نفسي " يسترنا في الدنيا قبل الآخرة ".
خرجت مع الإمام من باب المسجد ، وأنا أستنكر ظاهرة العري ، فمن المفترض أن يتحمل الناس الحرارة ، بدلا من كشف عوراتهم ، " أليس كذلك يا شيخ ؟".
لكن الشيخ كان يتجاهلني تماما ، كأنني لست موجودا ، وقبل أن يفتح باب سيارته ، خلع عباءته ، وبقي " يا مولاي كما خلقتني " ...هالني منظر جسم الشيخ الذي يغطيه شعر كثيف ، فقلت له في قرف " هل توحمت أمك على قرد شامبانزي ؟".
وقبل أن يشق رأسي بالعصا التي كانت يحملها ، أسرعت إلى قسم الشرطة ، لأبلغ عن حالة فضح علني في الشوراع العربية .
قسم الشرطة كله سلط ملط ...حتى أنني لم أستطع التفريق بين المخبر ، والضابط والشرطي ..بل لم أستطع التفريق بين الشرطي واللص .
سألت الشرطي الذي يقف عند البوابة " هل من الممكن أن أكلم الضابط ، وإذا كان ممكنا خذني إليه؟ "...فجأة وقف الشرطي احتراما لرجل طويل عريض ، عضلاته مفتولة ..ومضروب بغزتين سكين على مؤخرته . فأدركت بأنه اللواء أمين القسم .، خرجت من القسم وأنا أتمنى أن أعرف سر ضربتي السكين على مقعد هذا الرجل الفخم .
الشباب في الشوارع ، عراة ..كنت أتوقع أنهم سوف يستغلون الموقف في النظر ومعاكسة البنات ...تمر أمامهم الفتاة كما خلقها الله ، لا أحد يتجرأ ويقول لها كلمة ...وأقصى ما يمكن أن يفعله (أجدع شاب) ..هو أن يقول صباح الخير لفتاة تمر أمامه ...يطأطأ رأسه بعد أن كشفت عورته ، والمستخبي بان .
وعلى صفحات الجرائد الأولى ، صور مجلس الوزراء ، وهم يجتمعون بغير ملابسهم الرسمية .
ينفجر رئيس الوزراء ضاحكا على مجلسه : " أنتم وزراء ، هل هذه أجسام تقابلون بها ربنا ؟" .
دخلت إلى البيت ..مهدودا ، مهزوما مكسور الوجدان .
توجهت إلى الحمام ، ووقفت أمام المرآة ، ورحت أتحاور معها " الوزارة خرجت من ثيابها ، المجتمع كله نساءا ورجالا خرجوا إلى الشارع يا مولاي كما خلقتني ، إمام المسجد ونزع ثيابه كلها بعد الصلاة ، ومن المحتمل أن عمرو موسى يقرأ بيانه وهو عار ...ثم لماذا ترفض يا موس أن تخلع ثيابك ، هل هناك عيب تريد أن تخفيه عن الأنظار ؟ ...لا لا يوجد أي عيب في جسمي سوى ال15 ضلع التي تستطيع أن تحسبها على بعد 18 كيلو ...وال..."
نزعت قميصي ، وبنطلوني ...وغرقت في البانيو ...حقا شعور مختلف وأنت تكتب للناس عاريا .
مصطفى بونيف
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
عندما صافحت رئيس الجمهورية !!
http://www.newpressphoto.com/Newpres...uteflika21.JPG
حدث سنة 2001 عندما كنت طالبا في الكلية أن صافحت السيد رئيس الجمهورية ...بعد أن دفعتني جموع الطلاب الراغبين في النظر إليه ، كنت أصرخ ( ذراعي يا بهايم ، ذراعي ..آآآي ) ، لا أحد يسمعني كلهم يهتفون ( بالروح بالدم نفديك يا بو ..) !.
شعرت بأن ذراعي سوف يطير مني ، كنت أطارده و أصرخ ( ذراعي يا بهايم ، يلعن أبوكم وأبو ال...) ، فجأة ...شعرت بيد ناعمة تمسك يدي ...رفعت رأسي لأجدها يد الرئيس شخصيا !!
يا إلهي كيف عرفني ؟؟ ، وصافحني أنا بالذات !
هذه فرصة لا يمكن أن تتكرر ...قررت أن أستغلها ...أمسكت في يد الرئيس ...رغم ضربات عناصر الحراسة ليدي بأجهزة الإتصال التي بأيديهم .
وأخيرا أنا أقف أمامه ويدي تمسك يده بحرارة ، لدرجة ان الذي يرانا يعتقد بأننا أصدقاء أنتيم من زمان !!
وفجأة ...
فجأة ...
ما هذا ...لقد نسيت كل الكلام الذي كنت أنوي أن أقوله للسيد الرئيس !؟
- الحمد لله كل شيئ تمام يا سيادة الرئيس ، بفضل حكمتكم !
ابتسم الرئيس وقال لي : هل لديكم مشاكل معينة ؟
حاولت أن أتذكر مشكلة واحدة من ضمن الثلاثين مليون مشكلة التي كانت في رأسي ، لم أتذكر منها ولا واحدة !..
- مشاكل ؟؟ لا توجد أية مشاكل طالما أنت رئيسنا !
سحرتني رائحة عطره الجميلة . فهمست له ( رائحة برفانك رائعة !).
ابتسم الرئيس خجلا لمغازلتي المباغتة ، ثم كرر وهو يحاول أن يسحب يده الناعمة من يدي الخشنة ( هل لديكم مشاكل ؟ ) ..
فقلت بلهجة الواثق ( ومن أين تأتي المشاكل طالما أنت موجود في قصر الرئاسة ؟...يا سيدي الخير لم يأت إلا على يديك ) وضممت يده بحرارة .
سحرني لون الكرفتة التي يضعها ...
( لون كرافتكك أحمر ، أوروجينال ...يسلم ذوقك يا سيادة الرئيس ) .
ابتسم الرئيس وهو يحاول سحب يده التي كانت تبدو في يدي كعصفورة رقيقة وقعت في الفخ !.
كنت أعصر مخي عصرا ، ومع ذلك لم أستطع أن أتذكر جزءا من المشاكل التي كانت تطحنني طحنا ...أين ذهبت المشاكل ، طوال عمرها تكتم على أنفاسي ، وتطير النوم من عيني ، كانت لا تفارق رأسي حتى عند الأكل فتسد نفسي ، أو في الحمام ..فترفع من حالة الإمساك ...أين ذهبت تلك المشاكل التي كانت تخنقني ، فجأة طارت ولم يعد لها وجود ؟ ) .
نظرت إلى وجهه فوجدته يشع نورا ( من شدة العز والدلال الذي يعيشه ) ثم قلت له : - أنت أجمل من صور التلفزيون ، والله إن الصور ظلمتك !
ضحك الرئيس وقال لي : - الله يسلمك يا ولدي .
لم أجد ما أقوله للرئيس ..الذي أخيرا استطعت أن أراه جسما حقيقيا وأمسك يده ، بينما كان ينتظر مني أن أشتكي له عن مشاكلنا ...
فقلت له : ما رأيك في التطبيع ؟
فأجابني بسرعة : - الطبيعة في بلادنا جميلة ، يجب أن نحافظ عليها ، وأنتم يا معشر الشباب من يجب أن تسهموا في الحفاظ على البيئة ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...ثم سحب يده بقوة وبسرعة ، ولسان حاله يقول ( الحمد لله ) !
اختفى سيادة الرئيس بين الجموع التي كانت تهلل وتهتف بحياته ...
فجأة ...
فجأة ...
صفعتني إحدى مشاكلي ..( ستتخرج من الجامعة إلى المقهى ، يا عاطل عن العمل يا بطال ، وستقضي بقية حياتك يا ولدي تطارد خيط دخان ..)
فصرخت ..البطالة يا سيادة الرئيس ...البطالة !
لا أحد يسمعني .
ثم ضربتني المشكلة الثانية على قفايا .. غلاء السلع وارتفاع الأسعار ، ( لن تجد نقودا تكفيك لشراء رغيف الخبز ، ولا لشراء كتاب أبيض ينفعك في اليوم الأسود للتخرج ..)
فصرخت ..( غلاء الأسعار ..!) ...لا أحد يسمعني !
مشاكل السكن ، الصحة ، الأمن ، الأكل ، ال...وال .... كلها تجمعت حولي تضربني ، في كل ناحية .
حتى شعرت بضربة قوية أخرى على قفايا ...لم تكن مشكلة بل كان صاحبي حسين ...وهو يقول لي ( سوف نرى صورتك مع رئيس الجمهورية في أخبار الثامنة ، هنيئا لك يا عم !) .
فأجبت صاحبي حسين وأنا أمسح قفايا ( الكهرباء مقطوعة عن الحي منذ ثلاثة أسابيع !).
مصطفى بونيف
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
يا أمي الناموس على الباب !
http://2.bp.blogspot.com/_EhFTDoavxN...0/mosquito.gif
سألني صديقي الذي ضربته الشمس ،( أيهما أفضل ، الصيف أم الشتاء ؟ ) ، فأجبته وأنا أغز بأسناني ( عاجبك العرق والحر والعطش والحشرات العجيبة التي تلتصق بنا ، الشتاء طبعا أفضل وأفضل بكثير !)...، وأكثر ما يضايقني في فصل الصيف هو الناموس ..أعوذ بالله من شر ما خلق ...
يخرج الناموس في مظاهرة مهولة عند بداية فصل الصيف ، بل ومن شدة قلقي من هذه الظاهرة الصيفية ، أصبحت أفكر في تأليف فيلم رعب تحت عنوان ( الناموس مصاص الدماء ) بدلا من رواية ألفرد هيتشكوك ( الطيور ) .
أشعر بأن الناموس تعيش في مجتمع منظم . في شكل عصابات .
يقف رئيس العصابة على مقلب زبالة ، ويخطب في جماهير الناموس .
( أيها القوم ، اليوم يومكم ، أريدكم أن تقهروا الإنسان ، أن تمتصوا دماءهم ، طيروا النوم من أعينهم ...هجووووم )...ويهجم الناموس تماما مثل جيش التتار.
زززززز..ززززززز ...تحوم الناموسة فوق رأسي مثل طائرة البي 52 الأميركية ...فأتكلم من تحت الشرشف ( يوووه ارحميني يا توتو ، هذا ذراعي خذي منه الدم الذي تعوزينه ولكن أوقفي هذا الموتور ..أرجوك ).
زززززززززز تستمر الناموسة توتو في الزن عند أذني .
أقوم مسرعا من سريري ، وأنا أتوعدها ( إذن هكذا ، تريدينها حربا لا هوادة فيها ، وأنا من الصبح أقول حرام يا موس ، ولا أريد أن أغضب منظمة حقوق الحشرات ...) ، أرش المبيد الحشري على الغرفة ، وأتباهى بسلاح الردع ، كأنني من كوريا الشمالية أو إيران ....وفجأة يتوقف صوت الزن ، وأرتمي على سريري ...(الحمد لله أن وكالة الطاقة الذرية لا تعتبر المبيدات الحشرية سلاحا محظورا ، وإلا لكانوا قد اتهموني بالإبادة الجماعية لجنس الناموس ، وأعدموني في صبيحة العيد الأضحى ) .
وفجأة ...ززززززززز ، زززززز ، عادت توتو إلى الزن مرة أخرى .
أتكلم بصوت خافت مبحوح بعد أن تمكن مني النعاس ( حتى المبيد الحشري تغشونه ، أعوذ بالله من هذه بلد ، يبدو أن الناموس هذه الأيام لا تنفع معه المبيدات الحشرية وإنما غاز الأعصاب ..) .
زززززز ، ززززززز ،
- ( يا توتو ، لقد وضعت لك فنجان من دمي هناك على المائدة ، اشربي منه أنت و عائلتك كلها ، لكن أرجوك أوقفي هذا الموتور ) .
لا فائدة !
فجأة ...أصرخ ( أي ! ) ، لأكتشف أن توتو المنحرفة ، غرست إبرتها بين أصابع قدمي ، وتركت المكان متورما وبه حكة شديدة ...
أنتفض من سريري ...وأنا أتوعدها بليلة سوداء .
أقفل باب الغرفة بإحكام ، وأبلل فوطة ، وأدخل في حرب مع هذه الناموسة المزعجة ، أطاردها من جدار إلى جدار ، ( طاخ ، طوخ ، طيخ ).
- والله والله لن أتركك تعيشين لحظة واحدة بعد الآن ، تمصين دمي من بين أصابع قدمي ...
ولم أضع الفوطة حتى تأكدت بأنني قتلها ، ومن فرحتي تمنيت لو أن خبر مقتلها يذاع في خبر عاجل على قناة الجزيرة . ( هل الذين أعلن مقتلهم في قناة الجزيرة أفضل منها ، كله إرهاب وكله ناموس ؟) .... .
استلقيت على سريري مرة أخرى ، كأنني محارب انتصر في معركة خطيرة ومهمة . وبينما كنت بين النوم واليقظة ..جائني طيف الناموسة توتو ، بشكل ناموسة كبيرة ، صوتها رقيق تماما مثل صوت العجائز اللاتي تجاوزن التسعيين (
قتلتني يا موس ؟ ، لأنني مخلوق ضعيف يتغذى على دمك الشريف ، مع أن هناك من يمص دمك ليل نهار بغير حق ، رئاسة الجمهورية ، الحكومة ، الوزارات ، المجالس المحلية والبرلمان بغرفيته ، رجال الأعمال الفاسدين ، الضباط غير الأحرار ، التجار غير الشرفاء ، النقابات بأنواعها ، كلهم يمصون دمك ، وأنت تصفق لهم ، أما أنا الحشرة الضعيفة ..تقتلني وتيتم عيالي ).
وفجأة..صرخت ( أي!)
استيقظت ووجدتها قد لسعتني في مكان ... لا أعرف كيف وصلت إليه !
مصطفى بونيف
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
وجهك مخطوف مش عاجبني !
http://www.ammannet.net/images/cms-image-000009385.jpg
خرجت بكامل أناقتي بعد أن وقفت ساعة أمام ( المراية) أضبط الشعرتين في مقدمة الرأس ، وأضع عليهما مسحة ( جل) ، حتى أبدو كالفنان حسين فهمي ، مع مراعاة فروق لون الشعر والعينين ..طبعا !.
أنظر إلى المرآة وأنا فخور بسحنتي : - قمر يا موس ، قمر ! ، ثم أطلق قبلة الهواء...أمواااه ...(عين الحسود فيها عود ) .
ثم أسمع والدتي تقول : " - يا موس يا ابني قل ( اللهم حسن خلقي كما حسنت خلقي ) ...فأذهب إليها وأطبع قبلة على رأسها قائلا : " - إن الدعاء تخصصك يا أمي ، وأنا أعتمد عليك في هذا الأمر .".
خرجت من باب البيت لأجد جارنا عمي رشيد في وجهي " صباح الخير يا عم ، كيف الحال ؟" ..
- صباح النور يا موس ، الله ينورك .
وسرعان ما يتفرسني بنظراته ، وهو يقلبني تماما مثلما فعلت ماري منيب مع لبنى عبد العزيز في فيلم هكذا هو الحب .
ثم قال في فزع : - موس ، وجهك مخطوف مش عاجبني ! .
فأجبته : - ومن الذي خطف وجهي ، وجهي معي والحمد لله !
- لا ، أنا أقصد أن التعب والإرهاق يبدوان على وجهك ، كأنك لم تنم طوال الليل .
- لا والله ، أنا نائم من بعد صلاة العشاء ، إلى غاية الساعة السابعة صباحا .
فقال لي وكأنه طبيب يفحص حالة ميؤوسا منها ..: " أنت مريض يا ابني عليك بالراحة التامة ، وتناول الفيتامينات ".
- لا والله يا عم ، صحتي مثل الحصان ، أنا مستعد أن أدخل في هذا الجدار أنفذ من الناحية الثانية .
فقال لي في يأس : " لا يا ابني ليست كل الأمراض نشعر بها ، هناك أمراض باطنية من الداخل ليس فيها ألم ، هي التي تؤذي حقا ، ولا تشعر بها حتى تجد ملك الموت قد وقف لك يطلب أمانته ، ألا تسمع عن موت الفجأة ؟"
فأجبته بارتباك وأنا أبلع ريقي بصعوبة : نعم ! ( قررررم صوت حلقي بعد أن نشف منه الريق ) .
واصل عمي رشيد : " موت الفجأة يا موس يا ابني يكون بسبب هذه الأمراض الخفية التي لا يعرف لها الطب تشخيصا ، فالواحد مننا يحمل مرضا كهذا حتى يجد السر الإلهي قد طلع ، ومن أعراض هذا النوع من المرض هو خطفان الوجه ، ترى الشخص المريض في وجهه ، فتجده كأنه مصعوق بتيار كهربائي ، لون أصفر على أزرق ...مع يبس في الشفتين ، وأنا أرى أن شفتيك قد يبستا ".
لعقت شفتي بلساني وقلت له بعد أن قعدت على سلم العمارة : " فمي يبس بعد كلامك عن الأمراض المستورة ، بدأت أشعر بأن الموت يرن على هاتفي المحمول قبل أن يأخذني ...آه يا ركبتاي لا تستطيعان حملي ".
رن هاتفي المحمول في جيبي ...ففزعت !
نظرت إلى شاشة المحمول ، فوجدته رقم زميلي محمود في العمل ، فطلبت من عمي رشيد أن يرد عليه ...وأن يخبره بأنني مريض ، واحتمال بعد دقائق سأصبح ميتا .
أنهى عمي رشيد المكالمة وقبل أن يعيد إلى المحمول قال بملامح جادة " هل تحب أن أكلم لك الإسعاف ؟ ".
فأجبته بنفس متقطع : " -لا داعي للإسعاف ، أريد أن أموت في غرفتي بين أهلي ..اسندني يا عمي رشيد يا رجل يا طيب إلى البيت ".
رجعت إلى البيت ..مهزوما مكسور الوجدان ..فتحت والدتي الباب وصرخت بعد أن رأتني مستندا كالميت على كتف عمنا رشيد " ولدي !".
ولم استفق من إغمائي إلا على صوت الطبيب ، وهو يقول " موس يا موس ، هل تسمعني ؟"
رفعت رأسي ...ونظرت إليه وهو يلبس المئزر الأبيض فاعتقدت بأنه من الذين جاؤوا لاستلام الأمانة .." نعم ، أصلي الفروض ، وأصوم رمضان ، أما الزكاة والله ما عندي فلوس أزكي بيها ، أما الحج فلم استطع إليه سبيلا ، أما الجهاد فو الله كنت أنوي الجهاد ، لكن الشيخ القرضاوي أخبرنا أن الجهاد بالقلم هو أسمى أنواع الجهاد ، جاهدت به ، كتبت ألف مقالة في شتم شارون ، وعشرين ألف قصيدة شعر في حب القدس ، وسبعين قصة في الحث على رجم الصهاينة بالطوب ، وبهدلت البيت الأبيض الذي أصبح أسودا بسبب مقالاتي ...أشهد أن لا إله إلا الله ، و أشهد أن محمدا رسول الله " .
وسرعان ما سمعت الطبيب يقول لأمي " ابنك بخير ، كل ما في الأمر أن ضغطه ارتفع قليلا ، قولي له دعك من العصبية ، هل هو متزوج ؟" .
فأجابته والدتي " والله غلبنا فيه ، كلما يسمع سيرة الزواج يركبه 600 عفريت ".
وسرعان ما تدخل عمي رشيد هامسا للطبيب : " ربما عنده عجز ، هذه الأشياء خفية ولا تظهر ، عندما يصاب الرجل بهذا المرض يكتمه ، حتي يصبح ياء ياء ياء .."
فسأله الطبيب : - ما معنى ياء ياء ياء ؟
أجابه عمي رشيد هامسا " معناها يجي يوقف يقع !".
انتفضت من سريري ، وقفزت ، " لا يا باشا ، لا يا عمي ، أنا سليم ، أنا ألف فاء تاء ، يعني أنظر إلى الفرخة تبيض ".
شعرت ببرد شديد ، و بأن دماغي أصبح ثقيلا على أكتافي ...وإبرا توخز كامل جسمي ..فوقعت مرة أخرى مغشيا على سريري .
مصطفى بونيف
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
مبـــروك جاء لك صفر !
http://blogs-static.maktoob.com/user...ges/261001.jpg
صرخت وصوتي وصل إلى آخر الشارع ( ماما ، بابا لقد نجحت ، لقد نجحت )..فأنطلقت من بيتنا الزغاريد ..كأنني عريس في ليلة دخلته !
ووفيت بنذري الذي أطلقته أثناء المذاكرة في الثانوية العامة ( نذر عليا أذبح أرنب وأفرق لحمه على كل الحارة! )...
أما والدتي ..فكانت تقول ( ابني الدكتور ، ابني الدكتور ) ، لأنها كانت تعتقد بسذاجتها بأن نجاحي في الثانوية العامة معناه أنني أصبحت طبيبا وبإمكاني أن أفتتح عيادة ...وفي الحقيقة مجموعي الذي تحصلت عليه لا يؤهلني حتى أصبح ( مطاهرا ) يختن الأولاد في ليلة ال27 من رمضان !!.
معها حق والدتي ..فمسيرة دراسة أكثر من 14 سنة ، ليست مسيرة بسيطة !
وجاءت الورقة السوداء ..ورقة الرغبات الجامعية ...وأقسم والدي يمين طلاق بالثلاثة أن أدخل كلية الحقوق ، وإلا سيكنس علي مساجد البلد ، ويغضب طوال العمر .
ودخلت كلية الحقوق بعد أن عصرت على نفسي ليمونا حامضا !
وكانت المحاضرة الأولى التي دخلتها في حياتي ، عن كيفية (البصبصة للبنات ، والتسبيل ، والغزل بنوعيه ) ..لأن الأستاذ المحاضر دخل ساخنا بعد عطلة صيف ساخنة ...( أهلا يا حلوة !) ، ( تسريحة شعرك جميلة !) ، ولم ينه محاضرته حتى تجمعت حوله الطالبات ..تماما كالذباب حول ( شيئ ما) !!.
كان الأساتذة الجامعيون يشبهون فتيان وفتيات الإعلانات ..
( اشتروا كتابي في المقرر ، كتابي هو مصدر النجاح ، والاسئلة ستكون من مقدمته ) !
وآخر رفع لنا السيف في المحاضرة تماما كأبي جهل عندما رفعه في وسط كفار قريش ( سأذبح كل من يصبأ ولا يشتري كتابي ، ولا يقتني ملخصاتي ) !
ولا تنتهي السنة الدراسة حتى أتسبب في حالة إفلاس في البيت ..( رفعت ضغط وسكرالوالد الكريم )...حتى أنه انفجر ذات مرة كنت أتصل به فيها ليحول لي مبلغا لشراء سلسلة من كتب المقرر ( شوف يا موس إذا كنت تصرف على صديقاتك في الجامعة بيتزا وهامبرجر بلاش ، مشيها سندوتشات فلفل أحمر حار !) ..
أما في فترة الامتحانات ..( أجاركم الله ) ...
دخل علينا أحد كبار المحاضرين في مجال ( التحرش )..وزمجر في القاعة حتى اهتزت أركانها ( سؤال اليوم..!) وقبل أن ينهي كلامه همست في أذن زميلي ساخرا ..( هه سؤال اليوم ، هل نحن في مسابقة ؟ ، شوية وسيقول لنا اتصلوا ب زيرو 900 ..)
واصل الأستاذ ( لا يعرف إجابته إلا الله وأنا ..) فواصلت هامسا ( و سوسو صاحبة الجيبة الحمراء ..) .
لطمت إحدى الزميلات المغلوبات على أمرهن على خدها ..فقلت لها ساخرا ( مالبستهاش حمرا ليه ؟ ، جاية بفستان أسود ، وخمار أسود في يوم أسود ، كانت سنة سوداء عليك وعلينا ، هل أنت قادمة إلى جنازة وتشبعي فيها لطم ؟ ) .
طرح السؤال الأستاذ الذي كان مفعوله علينا كقنبلتي هيروشيما وناكازاكي !.
السؤال يقول في مادة القانون الدولي ( ما هو حل القضية الفلسطينية ؟) ..
انفجرت ضاحكا ( الجيبة الحمراء ..هي الحل )..
اشمأز الأستاذ في وجهي وكش قائلا ( ماذا ؟) ، قلت له مرتبكا ( العين الحمراء ، أقصد أن العرب يجب أن يوروا إسرائيل وأمريكا العين الحمراء حتى تحل القضية الفلسطينية ..) ، ولطمت على طريقة صاحبتنا صاحبة الجبة السوداء ..!
التفت إلي صديقي ( نادي حمزة) قائلا " خافير سولانا قال أن القضية الفلسطينية ليس لها حل ! "
فقلت له هامسا " خافير سولانا هذا الذي يلعب مع فريق ريال مدريد ؟"
ضحك وقال لي " لا يلعب مع كوفي أنان " ..
لست أدري كلما ذكر أمامي اسم ( كوفي أنان ) أشعر بكرشة نفس ، و حالة غثيان..وكنت سأبهدل المدرج لولا أن الله ستر ! .
- يا نهار أسود ، هل مقرر علينا (كوفي أنان) في القانون الدولي ؟
ثم إذا خافير سولانا قال أنها لن تحل ، والجماعة المطربون العرب غنوا
ده حلمنا طول عمرنا ...حلم يضمنا كلنا كلنا !
سنحلها نحن شباب دوت كوم ، والأستاذ عاشق اللون الأحمر !؟.
بينما كان زميلي الآخر يغوص في نظرات هيام وحب مع صديقته ..
نظرت إليه مبستما بعد ان قطعت عليه الفيلم العاطفي الذي يعيشه
" وأنت يا عبد الحليم حافظ ، ألا تعرف ما هو حل اقضية الفلسطينية ، أم أن طريقك مسدود مسدود مسدود ؟" .
فأجابني - والحب يلوح من عينيه - " وستعرف بعد رحيل العمر ، بأنك كنت تطارد خيط دخان آه آه آه !" . وهو يدنو بوجهه مني ، فصرخت في وجهه " مابك يا ولدي ، هل تريد أن تبوسني في وسط المدرج ؟ ، خلي بالك أنا عندي أهلي يقطعوك ..هل الشرف لعبة عندكم ؟ " ..
نظرت إلى صاحبي الآخر ..وهو من أولئك الشباب المتدين ، الذي يطلق لحيته ، ولا تغادر المسحبة يده ...كان كالعادة يمسك المسبحة وشفتاه تتحركان كأنه موصول بسلك كهربائي ..
( يا سيدنا الشيخ ، بركاتك ، هل تعرف حلا للقضية الفلسطينية ؟ ) ..
فهب منتفضا في وجهي ( من غشنا فليس منا ) وكررها 17 مرة ، وكاد أن يهدر دمي ، لولا أن أولاد الحلال تدخلوا ...!
من أسال يارب ؟
حملت ورقتي وذهبت إلى ناحية اليسار ، حيث كان يجلس صاحبي مسعود الخراط ، بعد أن ضرب سيجارتين حشيش ...سقط مغشيا عليه على طاولته ..
- مسعود ، استيقظ !
استيقظ مسعود وعيناه زائغتان .
- نعم من بالباب ؟
- أنا صديقك الأنتيخ ( موس) !
- نعم يا موس أي داهية رمتك علينا في هذه الساعة ، تطرقون الباب في كل وقت دون مراعاة للظروف يا أخي ، ربما أنا مع زوجتي ، ربما انا في الحمام ..؟
- هل لديك حلا للقضية الفلسطينية ؟
فأجابني بقرف ..( لا معندناش ، لا حل للقضية الفلسطينية ولا بصل ولا كوب رز ) ..ثم أقفل الباب في وجهي ..وواصل إغماءه !
رجعت إلى مكاني وأنا ألعن سنسفيل اليوم الذي دخلت فيه هذه الكلية .
ولم أجد أمامي إلا صاحبة الجيبة الحمراء .
- ما هو حل القضية الفلسطينية ؟
والحق أقول الفتاة كانت متعاونة جدا معي ...وحلفتني بكل الغالين أن لا أقول الجواب لأحد ...وأنا ملتزم بحلفاني ..
وعندنا علقوا النتائج ..جاءني صديقي حمزة والبشر يلوح من عينيه ...كأنه يبشرني بمولود جديد ( مبروك ..جالك صفر ) .
مصطفى بونيف
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
خدعــــوه بقولهم ( أنت مبدع !)
http://www.mbc.net/mbc.net/Arabic/Im...dfgdryty_l.jpg
عندي صديق ، أكاد أن أجن منه ، مشكلته أنه يعتبر نفسه أديب زمانه ، وشاعر عصره ...وهو في حقيقة الأمر يكاد لا يفرق بين الألف وكوز الذرة ..
وأكثر المصائب التي تلم بي حينما يراني أقطع الشارع بالصدفة ( يا مصطفى تعال دقيقة ...عندي لك خاطرة جديدة ، كتبتها بالأمس ، عندما كانت السماء تمطر)...
فأجيبه وأنا أغز بأسناني ( معلش ، أنا مضطر عندي موعد هام جدا ، انتظرني عندما يأتي المساء ) ..ولكن صاحبي يتيس رأسه ..ويمسكني من يدي ، كالشرطي الذي يمسك لصا متلبسا بسرقة بطيخة في السوق ..( تعال هنا ) .
ويرميني على الكرسي ...نسيت أن أخبركم بأن صاحبي هذا ..حلاق !
يخرج صاحبي من جيبه ورقة ثم يقول في ثقة ( اسمع يا سيدي !) ...ولا يلقي علي مسامعي خاطرته حتى يذلني بالانتظار ( هيا يا عندليب ، هل ستغني قارئة الفنجان ..؟) ...
وفجأة يصعقني بعنوان الخاطرة ( أنا لست مهندا ، وأنت لست لميسا ! ) ..
استلقيت بطولي على كرسي الحلاقة ، لأن الخاطرة على ما يبدو من عنوانها مسلسلا تركيا ..ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
دخل صاحبي في المسلسل ...أقصد الخاطرة ...
( لست مهندا يا غزالي الشارد ، ولست لميسا بل أنت أجمل من لميس ..) فأعلق في قرارة نفسي ( عبلة الهبلة أجمل من لميس ...؟ روح يا شيخ ربنا يهدك )
ثم أقول له وأنا أهز رأسي ( برافو ، ممتاز بداية قوية ) .
يواصل صاحبي قراءة خطابه ( لميس ليست كستنائية الشعر والعيون مثلك يا محبوبتي ..يا كستنائية الشعر والعيون يا غزالتي ) ...فأهمس بين نفسي وبيني ( عبلة كستنائية الشعر والعيون ، أنا أعرفها جيدا قرعة وعمشاء ) ..
وواصل صاحبي يقرأ ، وينفعل كأنه في أمسية شعرية بدار الأوبرا ، والقاعة مكتظة بالجماهير ..( لا يا حبيبتي الغالية الرائعة ، إن الجمال هو جمال الأخلاق ، ولميس لا أخلاق لها ، لأنها خانت حبيبها مع عشرين رجلا ، أما أنت يا غزالتي منذ أنا ولدتك أمك تحبينني وأحبك )
فأعلق في قرارة نفسي لأنني لا أجرؤ على البوح بتعاليقي أمام معدات الحلاقة ..
( عبلة الهبلة عندها أخلاق ، ماشية مع نصف شباب البلد ، والنصف الثاني يشاور عقله ، ويتبادل معها الرنات ، شحال إذا لم تمسك في خمس قضايا آداب ،وحالة اغتصاب ، طبعا ليس هي الضحية ، بل وجدوها تهم باغتصاب شابين ..)
ثم أصرخ : " الله عليك يا فنان ...هذا من أقوى المقاطع التي سمعتها في حياتي ، للدفاع عن الأخلاق ..برافو حقيقة برافو يا شاعر يا فنان !
وبحماس واصل صاحبي خاطرته ، وقال عبارة خرمت طبلة أذني ( وأنا أوسم من مهند !) ...
لا أريد أن أقول شيئا عن صاحبي الذي هو أوسم من مهند بمراحل ، فصاحبي سبحان الله يتمتع بعينين كلتاهما يمين ..واحذر إذا حلقت عنده أن يقطع شحمة أذنك ..
ثم واصل ( حسبي الله ونعم الوكيل ، على الناس أصبحوا يؤمنون بالمظاهر فقط ، إن المظاهر خداعة ، أنظروا إلى القلب أيها البشر ، فالقلب هو العنصر الحقيقي عند الإنسان ، يجب أن ننظر إلى الأخلاق ، وأنا لست مهندا في الشكل ، ولكنني مهند في القلب ...) ثم واصل متأثرا ( أنا لست مهندا ، وأنت لست لميسا ، أنا عبد القادر وأنت عبلة ..أنت عبلتي صاحبة الأخلاق العالية ) .
وما إن أنهى صاحبي خاطرته البديعة ..قلت له ( احلق لي ذقني ) ..نظر إلي وقال ( ليس قبل أن أعرف رأيك في خاطرتي ) ..قلت له ( خاطرتك هذه المرة ممتازة ، تفوقت فيها على نفسك ، ولكنني أنصحت أن تكثر من المطالعة ، وبما أنك كاتب عاطفي ، أنصحك بقراءة دواوين نزار قباني ، وكتب جبران ..).
نظر إلي صاحبي نظرة الكافر لمن صبأ ...( أنت تنصحني أن أطالع ، أنا عبد القادر شاعر الدنيا وشاغل الناس ، عندما كنت أطالع كنت أنت تدرس في الحضانة ..) ، وكاد أن يذبحني بالموسى التي بين يديه !
يبدو أن أديبنا لا يحب النقد ...
ثم قال لي ، أنا عضو في أهم المنتديات الالكترونية على شبكة الأنترنت ، وقال لي أعضاء المنتدى بعدما قرأوا خاطرتي ما قبل الأخيرة ( أنا لست نور الشريف ، وأنت لست بوسي ) ..قالوا لي ( أنت مبدع !) ...فعلقت ( هل ستقول لي ، أنا أعرفهم ..؟!) ...
العجيب حقا أن صاحبي أخذ في نفسه مقلبا ، وعقد العزم أن يطبع كتابا يحتوي مجموعة من خواطره ...ووعدني بنسخة هدية عليها توقيعه !
مصطفى بونيف
__________________
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيـــــف
معاكسات زمان!!
http://www5.0zz0.com/2008/08/12/10/575655173.jpg
افتقدت في شوراعنا هذه الأيام إلى منظر الجزار ( أبو كرش) ..وهو يحك بطنه التي تبدو وكأنه بلع بطيخة كاملة بمعرفته ...عندما تمر أمامه ، فتاة جميلة..فيصرخ ويصل صوته إلى الميدان .." وين كنتو يا خرفان لما كنا جزارين ؟! " ...
كانت الفتاة أيامها تشعر بأنها في أمان ..طالما أن هذا الصنف من الرجال موجود في الحارة ..
تمر الفتاة أمام المقهى ..فيهمس شاب ثانوي .." يا أرض احفظي ما عليك !"
ترفع الفتاة عينيها ..لاستراق النظر إلى الشاب القادم نحوها ...المهندس عبد القادر ..ابن الجيران ..يبتسم في وجهها " صباح الورد يا أحلى وردة !"..
كانت الفتاة إلى وقت قريب ..لا تستمع إلى مجرد معاكسات ..بل كانت تستمع إلى قصائد غـــزل !..
حتى أغاني الغزل القديمة ، كانت تشعرنا بنوع من الذوق والدفء ، فلا أروع من المطرب الشعبي سيد متقال ...وهو يقول بكل بساطة " وأنا أعمل إيه..البنت بيضا بيضا بيضا !!؟" ...، ولا أجد لهذه العبارة نظيرا سوى ما جاء في الشعر العباسي :
وجه مثل الصبح مبيض ** والشعر مثل الليل مسود
ولا شيئ يعجبني أكثر من معاكسة شاهدتها في أحد الأفلام المصرية القديمة ، عندما مرت سامية جمال وهي تتلوى في مشيتها أمام ..اسماعيل ياسين ..فقال لها ...في وسط الحارة الشعبية " يا صفايح الزبدة السايحة ، يابراميل القشطة النايحة !"...
في أيامنا هذه لا أثر للمعاكسات الطيبة...بل إننا نرى تحرشا جنسيا ..في كل مكان ..في الشارع ، في الجامعة ، في الفضائيات ، في السوق ...ووصل الأمر إلى درجة التحرش الجنسي الجماعي ..
كنت في أحد الأسواق الشعبية ، وسمعت شابا يعاكس فتاة ..." يا ترى مقاس جزمتك كم ؟" ..فقال له صديقه " أعتقد أنها تلبس 45 !" ، فرد عليه صديقه .." أعتقد أنها 44 فقط "
قلعت الفتاة جزمتها ...وعلى دماغهما بالكعب ، وهي تلعن سنسفيل آبائهما !
أعتقد بأن "أدب المعاكسات " ..هو لون أدبي متفرد ، كأدب الرسالة ، وأدب القصة ، و شعر الغزل ، وأدب قلة الأدب ...وفي هذا المجال لكل فولة كيال ...
عندما تعاكس طالبة في كلية الطب ، لا يجب أن تخرج التعابير عن مجال الطب ... " شرحت قلبي ، عيناك جابولي القرحة ...آه يا نبضات قلبي "
وعندما تعاكس طالبة كلية حقوق ..أفضل ما يقال لها " خطواتك دستور ، أدخلني حبك السجن ، أنت جناية عمري ، وجنحة حياتي ..."
أما طالبة كلية الجيولوجيا .." أنت زلزال هز كياني ، بركان في قلبي ، مشيتك إعصار اقتلعني .."
عاكس شاب أستاذة اللغة العربية في الثانوية ، وقال لها " أعرب ما تحته خط ، تمشي الأستاذة مشية الغزال .." ، توقفت الأستاذة وقالت له : " أين الخط ؟" فقال لها الشاب .."المرسوم في جاكتتك"...وبالمسطرة على دماغه ، جعلته يفقد ذاكرته !
وآخر ..كان يبتع فتاة طول الشارع ..
- أنا غني ابن غني ، نظارتي راي بان أصلية ، وساعتي سايكو سويسرية ..عندي ثلاث سيارات ...آخرهم طوارق اشتريتها بخمسين ألف دولار ، عندي ثلاث فيلات أمام البحر ، وشقة في باريس وأخرى في مدريد ، أبي لديه مزرعة بن في البرازيل ، وفندق سبع نجوم في هونغ كونغ ، ومصنع حلويات في إيطاليا ...
لم تلتفت إليه الفتاة ..ركبت الأتوبيس ...ركب ورائها وواصل حديثه :
- هذا الأتوبيس من ضمن أسطول أتوبيسات ، فوالدي صاحب شركة نقل كبيرة جدا ، هذا فضلا عن شركة السياحة ..زلا تورس ...
الفتت الفتاة إلى الشاب ...وابتسمت ، العينان الاثنتان .يمين ...أنف كأنه كوز ذرة ...وشفتان كأنها سرقتهما لناقة ...
وقالت له في بلاهة وهي تضحك ضحكة كرتونية ...سمعت ثريط تامل حسني ..أكمل حاكة بحبها فيك هي ده ..
اشمئز الشاب وصرخ مذعورا : بعنا كل شيئ ، بعنا كل شيئ ! ، ورمى نفسه من شباك الأتوبيس !!.
مصطفى بونيف
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
وأخيرا تزوجت ...!!
http://www.w7m.org/2007/Apr/1175941159.jpg
كنت قد قلت لكم في حلقة سابقة بأنني مضرب عن الزواج ...
يؤسفني اليوم أن أقول لكم بأنني تراجعت عن إضرابي ، وقررت أن أتزوج ..وبدلا أن أستمع إلى أغنية " العزوبية " لصباح فخري ، سأستمع إلى أغنية أمينة .." وأخيرا اتجوزت " والتي ستتحول إلى السلام الرسمي الذي أشغله في كل مكان ..عندما أكتب ، أو في السيارة ...وأخيرا اتجوزت ...محدش له كلمة علي !
ولأنني أحب أن أدخل البيوت من أبوابها ، وليس من النوافذ ، أو عبر أثير أمواج الهاتف النقال أو الأرضي ...ولا عن طريق الأنترنت ..توجهت بعزيمة مثل الحديد إلى باب بيتها ، وطرقته مثل الأسد ...
فتح والدها الباب ..ألقيت عليه السلام فرد باشمئزاز : " نعم ، ماذا تريد ؟ " ..
- أنا لست محصل الكهرباء !
فرد مشمئزا : - إذن محصل الغاز أو الماء ، لأنه لا يطرق أبوابنا في هذه الأيام غيركم !
- أنا مصطفى ابن الحاج ..الذي يسكن في أول الحارة !
ومع ذلك رد وهو يحافظ على نفس التكشيرة : وما هي البلوى التي رمتك علينا في هذه الساعة يا أخ مصطفى ؟
تنحنحت في خجل : خير إن شاء الله ، جئت أطلب الحسب والنسب
وفجأة ...انبسطت أسارير الرجل ، وعانقني بحرارة ..كأنني عائد لتوي من الحجاز ..
- زواج ...أهلا وسهلا ومرحبا !
طبعا استطعت أن أدرك بغبائي العلمي أن الرجل لا يرحب بي حبا في شخصي لا سمح الله ، أو احتراما لي لا قدر الله ...ولكنه شبح العنوسة ...لأن الحاكم الشرعي في بلادنا ..هو البطالة ، ورئيسة وزرائه العنوسة ..!
فجأة انفجرت زغرودة من عمق البيت ، وخرجت أمامي فتاة تحمل في يدها الشربات ...لا حول ولا قوة إلا بالله !
اعتدل حمايا في جلسته ..وقال لي : "طبعا الزواج ليلة وتدبيره في عام " ؟
- قلت له : نعم يا عمي !
- نريد أن ننتهي من هذا الزواج في أقل من ثلاثة شهور ..هل تستطيع ؟.
- ألم تقل لي تدبيره عام ..فكيف لي أن أنهيه في ثلاثة أشهر ؟
وبعد أخذ ورد استطاع ابن الذين أن يقنعني بوجهة نظره.
ثم اعتدل في جلسته مرة أخرى وقال لي : الزواج عنده أصول ، وأنت ابن أصول ..أليس كذلك ؟
فأجبته في قرارة نفسي : - طبعا ابن الأصول ، هل أنا ابن كلب ؟
- ماهي أصول الزواج ؟
شعرت وكأنني أمتحن في مادة التربية الإسلامية ...
فأجبته : - أركان الزواج يا عمي ، وجود العاقلين البالغين ذكر وأنثى ، وولي الزوجة الذي هو أنت يا عمي ، والشاهدان عمو لطفي دوت كوم ، وعمو سعيد دوت نت ، و ال...
فقاطعني قائلا : والمهر ...الله ينور عليك يا ابني !
" شوف يا ابني ، أنا لست ممن يطلب المهر الكبير ، فأنا أعرف ظروفكم صعبة جدا كان الله في عونكم "
فقلت له : " من الواضح أنك أنت ابن أصول حقا "
ابتسم في ثقة وقال " سأزوجك ابنتي بمهر وقدره 1500 دولار مثلما تزوجت ابنة عمها حبيبة العمشة ! "
سحبت منه صفة ابن أصول وغيرتها بابن كلب ...حبيبة العمشة مهرها 1500 دولار بأمارة ماذا ..بأمارة أنها عمشة وتشبه اللاعب البرازيلي رونالدينو ..؟
ومع ذلك وافقت ..قلت أبيع السيارة ب 1000 وأستلف ال 500 من عمي شعبان الموجي أو أبو صالح أو عبد الرحيم محمود !
ثم همس وقال لي ما رأيك ..؟
فأجبته : - الله يخلي حبيبة العمشة ، وينصر رونالدينو على من يعاديه يارب !
ثم قالي لي والأصول تقتضي طبعا أن تشتري لها شبكة ..سلسلة ذهب ، ومناقش ، وخاتم ، وخلخال ..عيار 24 ، تماما مثل ابنة عمها حبيبة العمشة ...
أمسكت نفسي وقلت في قرارتها : - خلخال يا عم ، لماذا خلخال ، هل سترقص في فيلم " عنترة ابن شداد " ؟
اعتدل عمي في جلسته ...- وأنا أتشاءم من اعتداله في الجلسة - ثم قال : وأصول الزواج يا ابني تقتضي أن يكون الفرح محترما !
فأجبته : طبعا يا عم ... أنا أيضا لا أحب الغناء والرقص والمسخرة التي تحدث في الأعراس هذه الأيام !
- شوف يا ابني ...سنقيم لها فرحا في فندق الهيلتون ..مثل ابنة عمها حبيبة بالضبط !
قلت له : وبالمرة ..نقضي شهر العسل في باريس مثل ابنة عمها ...إذا كانت عمشة و قد تزوجت بهذه الطريقة فماذا ستفعل لو كانت سليمة؟...وإذا كان الحمار الذي تزوج حبيبة العمشة لص من عصابة الأربعين حرامي ..فأنا لست علي بابا ...
يا سيدي ..أنا مصطفى ...مووس ..ولست مدير البنك الوطني ، ولست ابن وزير ، ولا ابن رئيس بلدية ، او ابن محافظ ..أو ابن كلب ...
أنا قلت منذ البداية ...لا داعي للزواج ...تسونامي ، واحتباس حراري ، وغزو أمريكي ، وأنفلونزا الطيور ، وتعديل دساتير ، وتخصيب يورانيوم في إيران وكوريا ...والقطب الشمالي يذوب وسنغرق جميعا ...وشيخ المسجد قال ..يأجوج ومأجوج قادمون ..
لقد عدلت عن فكرة الزواج ...وسمعني سلام ..." العازب سهران مش من الحب ..ولكن الناموس قراص ! "
مصطفى بونيف
__________________
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
أنفلونزا الموبيـــــلات !!
http://www.terredisrael.com/Images/I...portable-2.jpg
..رن موبايل أحدهم وهو يصلي العصر في الجامع ، فتلقفه الذي يصلي عن يمينه ...ورد على المتصلة التي كانت زوجة صاحب الموبايل ، وقال لها : "اتصلي في وقت لاحق زوجك بين يدي الله !"
، أغمي على الزوجة فورا حين اعتقدت بأن زوجها قد مات في حادث مفاجئ !
ما أجمل حضارة الهواتف النقالة ...ففي كل يوم تخرج علينا الشركات بأشكال وألوان وخصائص عجيبة وغريبة ..وأكثر الخصائص فظاعة هي خاصية الهاتف المرئي ...أي أن أي زوج تعود أن يلعب بذيله خارج بيت الزوجية سيجد نفسه قد وقع في شر أعماله ... سابقا كانت الزوجة تتصل بزوجها : - ألو ، أي أنت ، لماذا تأخرت ؟
فيرد الزوج مذعورا : أنا في القهوة ، أجلس مع بعض أصحابي !
فتسأله الزوجة : ألا يوجد في الجلسة "ستات " ؟
تقهقه واحدة من إياهن ...يغلق صاحبنا فمها بكفه ، ثم يقول مرتبكا :
لا ستات ولا سبعات ، أنا مع صديقي جعفر !
- طيب يا نبيه ، أعط الهاتف لصديقك جعفر ، أريد أن أتكلم معه !
وزوج آخر ، اتصلت به زوجته ، بينما كان غارقا في سهرة مسخرة مع إياهن ...
رفع الزوج السماعة مذعورا : - نعم يا حبيبتي خير !
- أين أنت يا ( مكسور الرقبة) ؟
- أنا في الطريق ، أسوق السيارة !
فقالت له زوجته في خبث : - سمعني صوت ( الكلاكس ) يا حاذق !
أما الآن وفي ظل خاصية التلفون المرئي ...صاحبنا إذا قال لزوجته أنه في قهوة ..ستقول له زوجته : - وريني أصحابك واحد واحد بالكاميرا !
ثم تتصل به واحدة من إياهن بينما هو سارح في قناة الجزيرة ، ويعب دور المثقف ، والثقافة ستقطع بعضها عنده ...وزوجته المسكينة منهمكة في غسيل المواعين ... يفتح الهاتف المرئي ليرى البنت إياها على شاشة المحمول وهي بقميص النوم البنفسجي ، لتقول له بخبث وغنج: أين أنت ، ساعة كاملة وأنا أنتظرك ، حضرت لك طبق لحمة رأس بنفسجي من الذي يحبه قلبك !
يقفز صاحبنا إلى دولاب الملابس ...تلحقه زوجته : ما بك يا رجل ؟
فيرد قائلا : - أين القميص البنفسجي ، المدير العام طلبني في اجتماع مهم جدا ، المصنع يحترق ...أين القميص البنفسجي يا امرأة ؟
..ومن ضمن الخواص التي يتفنن فيها أصحاب الهواتف المحمولة هي الرنات ... "رنتك باسم حضرتك " ...
تستيقظ من النوم فجأة والمحمول يقول لك " يا سعيد ، انهض يا ابني ، حان وقت العمل ، والمدير سيخرب بيتك وبيت من خلفك "
والناس من هطلها طوال اليوم تدعبس في الهواتف المحمولة ، في الأتوبيسات ، في المكاتب ، في المطاعم ، في الساحات العامة ..
لفت انتباهي أحدهم لم يرفع رأسه عن محموله ..وهو يصرخ ساعة كاملة ..."حذار حذار حذار ....ستدخل في الجدار ..لالالالا"..
اقتربت منه وسألته : - ما بك يا أخ ، هل هناك مشكلة ، أستطيع أن أساعدك ؟
فرد علي : - لا ، أنا فقط ألعب لعبة الدودة !
اتصلت امرأة بزوجها الموظف : ألو يا محمد ، لا تنس أن تحضر معك إلى البيت ، سمنا وزيتا وسكرا وبنا ، كيلو بطاطس لأن ابننا إسلام لا يأكل إلا البطاطس ، وكيلو خيار ، ...
بقي الزوج صامتا لبرهة ثم قال : نعتذر ، ربما يكون هاتف مراسلكم مغلقا ، أو خارج نطاق الخدمة ، الرجاء معاودة المحاولة لاحقا !
وأطرف استخدام للهاتف المحمول ، هو أن الحكومة أصبحت ترسل للشعب مسجات ..مثلما حصل عندنا ...السيد وزير التضامن يحيي الشعب على روح التضامن . والسيد وزير التربية يشجع أبناءه الطلبة والتلاميذ على المذاكرة والنجاح في امتحانات آخر السنة ، ويطمئن المعلمين على أن رواتبهم ستزيد ...
أطرف الرسائل الحكومية التي وصلتني هي تلك التي تشجع الشعب على الذهاب للانتخابات بقوة ..وأعتقد أن سر إقبال الشعب الأخير على الانتخبات هو خوفهم أن يقطعوا عليهم الخط ، أو يحرقوا لهم الشريحة ..." ويا شريحة ما بعدك شريحة !"...وأنا من يومها ضبطت موبايلي على رنة " خلي السلاح صاحي !" ..
عزيزي المشترك : إذا وجدت موبايلك قد ارتفعت درجة حرارته ، وبدل أن يرن "بوس الواوا " يعطس لك " أَكَادُ أَشُكُّ في نَفْسِي لأَنِّي أَكَادُ أَشُكُّ فيكَ وأَنْتَ مِنِّي " وهو يهتز ...ووجدت شاشة المحمول "مزغللة "...ربما يكون جهازك مصاب بأنفلونزا الموبيلات ...!...اذهب به إلى أقرب طبيب بيطري ، ليكشف لك عنه ...!!!
مصطفى بونيف
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
إنها مجرد دوخة !!
http://www.amrkhaled.net/galleryimages/DSC_0148.JPG
آآآه يا رأسي ...الصداع سيفرق دماغي ...أنام ممدا وقربي عشرات من علب الأدوية ..وحولي الأهل والأصدقاء .." يا موس عليك بالصبر ، هذا هو البرد ، كلها ساعات وستقوم من مكانك مثل الحصان ..!".
يستبد بي الصداع والحمى فأصرخ " سأموت ...لا إله إلا الله !"
فيضحك القوم من حولي ..ويقول صديق عمري خالد ساخرا " أي موت يا رجل ، هل تظن بأن الموت سهل ؟، إنها مجرد دوخة ، هيا قم من سريرك ويكفي من الدلال ! ".
فأرد متوجعا " يا خالد ، الموت يبدأ بالدوخة ، والصداع ..!".
حتى تفرق الجمع من حولي ..عندما لاحظوا بأنني بدأت أغط في نوم عميق ...لكنه لم يكن نوما ، بل كانت غيبوبة سوداء !!.
سرحت بفكري بعيدا ...
بعد دقائق سوف يأتي ملك الموت ليستلم أمانته ...وأكثر الذين يحبونني في العائلة ، سوف يغمض عيني ..وفي الحقيقة لا زلت لا أفهم ، لماذا يفضل الناس أن يذهبوا إلى الآخرة مغمضي العيون ؟..
ويتنافس الأحبة ..في رمي التراب على قبري ...مات موس !
وفي العزاء ..يشرب أصدقائي القهوة ..
يحتسي خالد فنجان القهوة .." الله يرحمه ، مات في مقتبل العمر ، وكانت أقصى أمنية لديه هي سيارة يذهب بها الحقول لجني (الترفاس) ..وهو نوع من الفطريات ...هاهو قد مات وذهب إلى الفطريات بنفسه !
فيرد عليه سليمان وهو الآخر من أعز أصدقائي : " يقولون أن كيلو (الترفاس) ب 200 يورو في فرنسا ...
وينغمس الأصدقاء في الحديث عن الأسواق ..وكأنهم في مقهى ..وتختلط أصواتهم بصوت قارئ القرآن الكريم ..." فنجان قهوة يا صابر لعمك عبد السلام !"..
وينتهي العزاء ...بعد أن يقرأ الجميع الفاتحة على روحي ...
يتوجه صديقي " عمور " إلى والدي ..ويتنحنح ، ممثلا دور الخجول .." عظم الله أجركم !"...
فيرد الوالد : "شكر الله سعيكم يا ولدي "
- في الحقيقة ، لقد اشترى مني موس جهاز استقبال فضائي بنظام الكروت ...بالتقسيط المريح ، لقد ارتاح هو الآن ، فكيف سأرتاح أنا ؟؟.
- لا بأس يا ولدي تعال غدا !
يتقدم رضا فون ، وهو أحد أصدقائي المقربين وهو صاحب محل هواتف نقالة ..
- عظم الله أجركم يا حاج !
- شكر الله سعيكم يا ابني ...
- هناك موضوع محرج نوعا ما أريد أن أتحدث معك حوله .
- نعم تفضل يا ولدي !
- لقد اشترى مني مصطفى عشرات كروت الشحن ولم يسدد ثمنها ..الكروت بحوالي 1500 دولارا ...
يصرخ والدي : 1500 كروت شحن ، حسبي الله ونعم الوكيل ، هل كان رحمة الله عليه يتكلم مع سكان القمر ؟
يجيبه رضا فون : لقد كان له أصدقاء في الهند ، وروسيا ، والصين ..
- لا بأس تعال غدا يا ولدي !
يتقدم رضوان ، أعز أصحابي ..نحو الوالد ودمعته تفر من عينه " عظم الله أجركم يا حاج !".
- شكر الله سعيكم يا ولدي !
- في حقيقة هناك موضوع أردت أن أتكلم فيه ولكنني خجل ..
- تفضل يا ولدي ، أنت ومصطفى كنتما أكثر من الإخوة !
- لقد استلف مني مصطفى مبلغا من المال ليشتري به "شبكة عرسه " ..وقدمه إلى خطيبته ..لكنه زف إلى الآخرة ..
فيرد الوالد : - لا بأس يا ولدي تعال غدا !
يتقدم إلى والدي ، صديق العمر لطفي دوت كوم وهو تاجر أجهزة الكمبيوتر ..
- عظم الله أجركم يا حاج !
-شكر الله سعيكم يا ولدي ، بارك الله فيك ...
ثم يلتفت إلى عمي عبد السلام ...قائلا : " هذا لطفي دوت كوم ، كان هو ومصطفى الروح بالروح .."
يتنحنح لطفي : الله يخليك يا حاج !
فيقول له الوالد : تفضل يا ولدي !
- في الحقيقة .أحمم ..أحمم .. لقد اشترى مني مصطفى جهاز كمبيوتر وطابعة ، لأنه كان مدمنا...
يرتعد الوالد : ماذا مصطفى كان مدمنا ، ما الذي تقوله يا ولدي ؟!
يرتبك لطفي ، ويهدأ من روع والدي : أقصد بأنه كان مدمن أنترنت بعيد عنك !
يطلق الوالد تنهيدا طويلا ...
- لقد اشترى مصطفى هذا الجهاز بالتقسيط المريح ، وبقي عليه نصف الثمن ..
تأسف أبي ، ثم التفت إلى عمي عبد السلام : " الله يرحمه ، كان طيب واجتماعي .."..ليقول في قرارة نفسه : " آه لو كان حيا لأطبقت على زمارة رقبته ، وطلعت روحه ، كان مقرفا في حياته ، ولا يزال يقرفني حتى في موته .."
ولا ينتهي العزاء إلا بعد أن يكون الوالد قد مضى على شيكات لنصف البلد ...
أما خطيبتي العزيزة ...فلا يدوم حزنها أكثر من ثلاثة أيام بلياليها ..
لتطلق والدتها زغرودة خطوبتها من صديق عمري "خالد" ..الذي كان يكتم حبه لها ...وكنت أقف حجر عثر في طريقه !
فجأة أصحو من غيبوبتي ..لأجد الجميع حولي ..يتقدم أبي .."هيا يا موس دعك من الدلال ، إنها مجرد دوخة برد ، يعني انفلونزا ، واللي يشوفك يقول عندك انفلونزا الطيور ..."
يضحك الجميع ..بينما أتأملهم وقد صحوت من كابوس مرعب ...وأقول في قرارة نفسي " كل هذا وتقولون لي مجرد دوخة !! "
مصطفى بونيف
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
أعلن استقالتي !!!
http://forum.te3p.com/uploaded4/264065_01214288473.jpg
أنا أعرف أنك يا عزيزي القارئ "مش مصدق " ...ليس حبا في شخصي لا سمح الله ، ...ولكن عبارة أعلن استقالتي صدمتك وجعلتك مش مصدق نفسك من الفرحة !!! ، وأخيرا كتب الله لك أن تسمعها ، بعد أن يئست ...
ولماذا كل هذه الدهشة ...؟؟؟ ، لقد فعلها ملك أنجلترا إدوارد الثامن وأعلن استقالته من العرش ليتفرغ لقصة حبه مع المطلقة الأميركية المسز سمبسون ، وقال في خطابه الشهير " أعلن استقالتي من العرش لأنني سأكون ملكا تعيسا ، فكيف لملك تعيس أن يسعد شعبه ؟"..
دعونا نعترف بأن الاستقالة هي عمل جبار ، هل تستطيع أن تنطقها بسهولة ...أنا مستقيل ....وتترك مكتب سيادة المدير بعد أن تلعن سنسفيل أجداده ...؟
طالب أحد النواب في البرلمان في بلادنا العربية وزير التربية بالاستقالة بعد أن رسب ثلاث أرباع الطلبة في امتحانات نهاية السنة ، فقال له الوزير " على جثتي !!"....
لم أسمع في حياتي عن وزير عربي قدم استقالته عن طيب خاطر ، بل إنني أعرف وزيرا لا يزال متشبثا بمنصبه لأكثر من 35 عاما ، على الرغم من تعاقب سبعة رؤساء جمهورية ...والسبع رؤساء تركوا الحكم بسبب الوفاة ...يكثر خير ملك الموت .
ويبدو لي بأن الدساتير العربية سوف تعدل جميعها ، ليصبح من صلاحيات الرئيس أن يحكم شعبه حتى من القبر .
قرأت أن معدل عمر الإنسان يتقلص جيلا بعد جيل ...ونحمد الله على هذه النعمة ...فأكبر معمر في التاريخ أكثم بن حيفي الذي عاش 360 سنة ..تخيلوا له أنه كان وزيرا ...وأمسك الوزارة عندما بلغ سن المئة عام ...هل كان سيعلن استقالته ؟؟؟..طبعا لا !!!
أكثر الاستقالات روعة في التاريخ تلك التي قدمها رئيس ماليزيا مهاتير محمد ...بعد أن لعن إسرائيل على أبو أمريكا ومن يتشدد لها ...
أعتقد بأن علاقة العرب بمناصبهم ..تشبه الزواج الكاثوليكي ..لا طلاق فيه !!
ذهب أحد الديناصورات المترشحة للانتخابات البرلمانية من الحزب الوطني لأحد الشيوخ وقال له " يا شيخ اكتب لي حجاب ، لأن المترشح المنافس يحبه الناس ، وسيكتسح ، وأنت تعرف يا سيدنا الشيخ أنا لا أستطيع أن أعيش دقيقة واحدة بغير حصانة برلمانية .."
فسأله الشيخ : وأنت مرشح أي حزب ؟؟؟
فأجابه : الحزب الوطني يا سيدنا الشيخ ...
فقال له الشيخ ساخرا : مرشح الحزب الوطني وتريد حجابا ، اذهب وأنت ناجح بالثلاثة !!!!
وأنا شخصيا لا أستطيع أن أنام إلا على صوت وزير السكن وهو يتكلم في البرنامج الإذاعي " موعد مع الحكومة " ....وأتصور بأنه لو فكر -لا قدر الله - أن يتسقيل ، سأضطر إلى استخدام حبوب البيرياكتين للنوم !!
أعرف جارا أنجب ستة أطفال كلهم يشبهون وزير التربية ، شبه متطابق ..الخالق الناطق وزير التربية ...
فسألته بعد أن تأكدت بأن سيادة الوزير لم يزر بلدتنا في حياته وبأن زوجته لم تعتب أرض العاصمة أو قصر الحكومة أو الوزارة يوما ...
"لماذا لا يشبهك أبناؤك ، ويشبهون السيد وزير التربية ؟" فقال لي
زوجتي تشاهد التلفزيون كثيرا ..خاصة في فترة الوحم ، ولا أحد يظهر في التلفزيون غيره ..."
من أجل ذلك قررت أن أحضر ورقة وقلم لأكتب استقالتي ....سأذهب وبغير رجعة ....ستسألني ..ومما ستسقيل ؟
سأجيبك ....والله لا أعرف !!!!
مصطفى بونيف
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
هذا ما قاله لي الحلاق !!
http://www..org/forums/imgcache/5622.imgcache.jpg
لم يسبق لي أن صادفت حلاقا يمارس مهنته في صمت ، فالحلاق وهو يأخذ ذقنك ، أو شعر رأسك ...يجب أن تبقى صامتا وهو يتحدث إليك لأن رأسك بين يديه ...!!!
قال لي الحلاق بعد أن أحكم أصابع يده على رأسي ، ووضع الموس على رقبتي : " هناك علاقة أكيدة بين ما حدث في غزة ، والحذاء الذي ضرب به الرئيس الأميركي جورج بوش .."
ابتلعت ريقي وقلت له مستسلما : " بالتأكيد ، هناك علاقة مادمت ترى ذلك "
أحكم أصابعه جيدا ، وحرك الموس في هدوء ، ثم قال : " يريدون إعدام منتظر الزيدي دون أن يثيروا الفوضى حولهم ، فصرفوا أنظار الناس إلى غزة ....لقد نسي الناس منتظر الزيدي منذ أن بدأ الضرب في غزة ...إن الحكومة العراقية لم تقل شيئا عن غزة لأنها مشغولة بضرب الزيدي ، ريثما يتم إعدامه ودفنه !!"
فقلت له مستسلما : معك حق ، وأنا أيضا لاحظت ذلك !!
ومن عادة الحلاقين عندنا أنهم يقومون بتشغيل الأغاني الشعبية أثناء أداء مهامهم ، شغل حلاقي أغنية "البارح كان في عمري عشرين "
وراح يتحسر على أيام الشباب ..حينما كان اللحم في جميع البيوت ، وكان الناس يعتبرون لحوم الدجاج عيبا لا يجوز تقديمها إلى الضيف ، وحينما كانت حبة التفاح بحجم رأسي التي بين يديه ...
عاد الحلاق ووضع موسه على رقبتي ، ثم سألني مباغتا : "ما اسم الرئيس الذي يحكم أمريكا ؟ " ..فأجبته مرتبكا " بوش الواوا !"
أحكم وضع الموس على رقبتي ، وقال لي : "بوش الواوا ، انتهت ولايته ...ما اسم الرئيس الأميركي الكحلوش الجديد ؟ "
فأجبته : " أنت تقصد باراك أوباما ..."
انبسطت أساريره ...وهنأني على إجابتي النموذجية في رأيه ...ثم قال : " أوباما ..رجل طيب ، جده الحاج حسين كان يصلي في مسجد الموسكي مع جدي الحاج عثمان الله يرحمه "
ابتسمت مستسلما للموس : " يا ماشاء الله !"
ثم واصل قائلا " جدته كانت تستلف كوب الرز وحبة البصل من بيت جدي ...أوباما حينما كان صغيرا كان يعاني من المروحة وهي نوع من أنواع الصرع ، فيذهب به الحاج حسين إلى الزاوية فيرقون له في قنينة زيت الزيتون ..فيدهن بها سائر جسمه ، وعندما تنتهي قنينة الزيت تعود إليه المروحة - بعيد عنك - !"
فأرد يائسا : يا سبحان الله !
ثم شغل أغنية " قلبي وقلبك عند الجزار معلقين " ، وراح يحكي لي عن زمن الرحمة واللحمة ، وعن زمن كان يقول فيه لوالدته "كل يوم لحمة لحمة ، ألا يوجد يوم تطبخين لنا فيه العصيدة !"
ثم عاد ليضع الموس على رقبتي ، وقال لي " أظنك لا تعرف سر تسيبي ليفني ؟؟؟ "
فأجبته : " الله أعلم !"
همس في أذني : " ليفني كانت في الأصل ذكرا منحرفا ، ثم قامت بعملية تبديل جنس ...والوحيدة التي تعرف السر هي كونداليزا رايس ..لأنهما أجريتا العملية معا بمنتهى السرية .." ثم صرخ : أعوذ بالله من غضب الله !!!
ثم شغل أغنية " عملنا موعد في الغابة وما خفنا من الذئب !"
وراح يحكي لي عن أيام زمان عندما كان والده يقول له خذ عشرين دينارا واشتري لنا ثلاثة كيلو لحمة ، والباقي اشتري به بطيخة !!
ثم وضع الموس على رقبتي وقال : " أظنك تعرف سر حسن نصر الله ؟؟؟"
فقلت له " إياك أن تقول لي بأنه عمل عملية هو الآخر !!"
ابتسم واثقا : " طبعا لا ..حسن نصر الله ، و اسماعيل هنية ، وعزت الدوري ...هؤلاء هم الرجال حقا ، وكل حكام العرب هم نساء في أثواب رجال ..."
مسحت الصابون من على وجهي ورقبتي بالفوطة ..ووضعت خمسين دينارا في يد الحلاق ....وخرجت مسرعا !!!
وفي طريقي ركبت سيارة أجرة ....
سائقو التاكسيات لا يختلفون عن الحلاقين ....فهم لا يمارسون مهامهم في صمت ...
شغل السائق أغنية " عملنا موعد في الغابة وما خفنا من الذئب !"
وقال لي : بعد الذي رأيناه في غزة ...لا أظن أن هناك حاكم عربي سيقول بأنه رجل "
قلت لسائق التاكسي : " أوقفني هنا من فضلك ، فأنا رجل يخاف من الذئاب ...والتاكسيات لها آذان !"
مصطفى بونيف
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
كتب مصطفى بونيف
تعالوا إلى التيتانيك.... !!!!
http://22.img.v4.skyrock.com/22a/fan.../788293717.jpg
أخبرني صاحبي ذات يوم أن فيلما مهما يعرض في صالات السينما اسمه "تيتانيك" ....وأتذكر بأنني قلت له مشمئزا .." ألا تخجل يا رجل ، ماهذا العنوان القليل الأدب ؟؟" ...لكنه أقسم لي بأنه فيلم رومانسي ممتاز...فقطعنا تذكرتين ..ودخلنا لمشاهدة الفيلم ...فظهرت في بدايته عجوز طاعنة في السن ، وجهها يشبه الأرض التي لم يسقط عليها المطر منذ سنوات طويلة ...همس صاحبي في أذني وقال لي : " هذه هي البطلة ؟؟" ، استعذت بالله من الشيطان الرجيم ، وهممت بالانصراف ...الواحد دخل للسنيما ليكحل عينيه بالشباب والحلاوة ...وإذا كان هذا شكل بطلة الفيلم ، لماذا لا نذهب إلى دار المسنين والعجزة أحسن !!! ، أمسكني صاحبي من طرف بنطلوني وقال لي وهو يزمجر " اجلس ولا تفضحنا ...الفيلم لم يبدأ بعد " ، جلست وأنا أتأفف .
أخرجت العجوز رسما تظهر فيه امرأة عارية ...
حتى سمعت شابين يجلسان خلفنا ، أحدهما يقول لصاحبه " بطل الفيلم رسام بارع وسيرسم اللوحة إياها في الدقيقة 52 و 16 ثانية من الفيلم " .
فرد عليه الآخر : " لقد شربت عشرين سيجارة بحشيش تمهيدا لهذا المشهد الرائع ، أمريكا بلد جميل ، لو أن رساما فكر في رسم لوحة كهذه يروح في ستين داهية ...فكرة بوليس الآداب فكرة بايخة ، وضد الحريات الشخصية " .
وبدأت قصة الحب في الفيلم ....الفتاة لا تحب خطيبها الغني ، ووقعت في حب شاب بائس فقير ، رث الملابس ، لكنها فتنت بزرقة عينيه وشعره الأشقر ، أما خطيبها ..فكان غنيا يشبه العرب ...شاب أسمراني ، بعيون سوداء ، وشعر أسود ، وبدلة سوداء ، وحظ أسود ....الشاب الفقير كان في أقبية السفينة مع طبقة الكادحين والسجناء والفئران ...ساقه القدر إلى الفتاة الارستقراطية ....وأحبته من أول نظرة ...
همست في أذن صديقي " لو أن مخرجا عربيا أو هنديا قدم لنا هذا الفيلم ، لسخرنا منه ، وطلعنا من جثته القطط السوداء ، مع أن قصصنا العربية رومانسية حقا وأكثر واقعية ، والله إن فيلم دعاء الكروان ، وحسن ونعيمة أكثر واقعية ...لكننا مبهورون بكل ما هو أمريكي ..."
رد صاحبي غاضبا " تابع الفيلم وأنت ساكت !!"
ومن قلة أدب الفتاة ...نزلت إلى القبو ...ودخلت مع عشيقها في سيارة ...
أغمضت عيني ...والتفتت إلى الوراء مغمض العينين وأنا أقول لصاحبي " عندما ينتهي هذا المشهد أخبرني ، فأنا لا أطيق مشاهدة الخيانة بهذا الشكل ، لو كانت زوجته لكنا قلنا – ماعليش- ، لكنها محرمة عليه .."
سمعت الشاب الذي يجلس خلفي يقول لصاحبه : " يا حلاوة ..شايف النساء اللي على حق ، وليس مثل اللي عندنا ، يزوجونك بابن عمك ويقولون لك مبروك عليك بنت عمك .. !!!"
مر المشهد ...واعتدلت في جلستي وأنا ألعن سنسفيل قصص الحب المستوردة ...مابها قصص الحب العربية ؟؟؟
عنترة بن شداد الذي عاش في العصر الجاهلي كان يقول
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي *** حتى تواري جارتي مأواها
والمسكين قيس الذي أصابه الجنون ، ومات دون أن يرى كعب رجل ليلى .
ورحت أتابع أحداث الفيلم ...يبدو بأنني الوحيد الذي كان يدافع عن شخصية خطيب البطلة الذي طعن في عمق شرفه بعد أن لقفها منه شاب لمجرد أنه أزرق العينين ...ثار خطيبها وطاردهما بالرصاص....ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أصرخ " سلمت يدك يا رجل ، اغسل شرفك ...الدم ولا العار ! "
أمسكني صاحبي من طرف بنطلوني وزمجر "اجلس لقد فضحتنا "
وللأسف العيارات لم تصب الخائنين ....
وجاء مشهد الرسم ...الذي صفق له الجمهور المتعطش !! إلا أنا ، ليس تأدبا مني ، ولكن تضامنا مع خطيب البطلة ، الذي كان يتقطع غيرة . هذا الشاب أنا أحببته من أول مرة لأنني شعرت بأنه فيه شيئ من العروبة ...
السفينة ستغرق ...
أصبح هم ركاب السفينة جميعهم هو الوصول إلى قوارب النجاة ...إلا صاحبنا الذي كان يريد أن يغسل شرفه بيده ...وما إن تذكر بأن غريمه فقير من طبقة الكادحين ، حتى رمى بنفسه داخل قارب نجاة ، بعد أن وضع في يد الشرطي بقشيشا محترما ...
غرقت السفينة .....
ومات الجميع ...الفقراء و الكادحين ....ولأن الله يمهل ولا يهمل ، مات البطل متجمدا ...كان ذلك الصقيع ، نارا وسلاما على قلبي ....
كانت البطلة الخائنة تصرخ وعشيقها يغرق بعد أن أزرقت جثته من البرد " جااااااك ...جاااااك ..آي لوف يو ...يعني بحبك بالمصرية "
ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أعلق بعلو صوتي " جاك يا فاجرة ...ها قد مات مثل الكلب .. خلي الرسم ينفعه .عندما يصل إلى القاع ، كل الناس تعذب عذاب القبر ، وجاك سوف يعذب عذاب القاع ..."
فجأة ...كل القاعة قالت في نفس واحد ..."اخرس يا متخلف ..." ...
انتهى الفيلم ..واشعلت الأضواء ....صعقني المنظر ...الناس كلها تبكي ، وعيونها منتفخة من البكاء حزنا على الشاب الخائن ..."
أما أنا فكنت سعيدا لأن خطيبها قد نجا ، وتزوج بسيدتها ....في حين بلغت هي من العمر أرذله ....دون زواج ....لأنها بقيت متعلقة بحب من رسمها عارية ، وبالـتأكيد لو بقي حيا ...ووصل إلى شواطئ أمريكا كان سيشهر بها ، ويطلب منها مليون دولار ، مقابل أن يرجع لها صورتها...
بعد أيام من مشاهدتي للفيلم أخبرني صاحبي بأنه أخذ خطيبته ....لمشاهدة فيلم تيتانيك ...
يعني يا جماعة ....الأجيال القادمة لن تحرر القدس !!!
مصطفى بونيف
__________________
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
الكاتب مصطفى بونيف
ملف كامل ..احسنت بجمعه كاملا .سأقرؤه فيما بعد بتروي وباستمتاع
سدد الله خطاك ...انت تصيب كبد الحقيقة بطريقة ساخرة
سلم قلمك
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
الأستاذ والصديق العزيز ظميان غدير ...
أشكرك على الوفاء والصداقة المستمرة معي ومع حروفي .
اليوم هو بمثابة الإعلان هم إقامتي الدائمة في فرسان الثقافة .
شكرا صديقي العزيز
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
ياعيني عليك اخي مصطفى
اذا انت اديب مخضرم في عالم النصوص الساخرة ...
إذن ننتظر استعراضك للمواضيع وهمتك معنا
اهلا وسهلا بك ومرحبا
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
موستافا
امير الادب الساخر
انت عنوان في اي مكان
بكل اللهجات وبذات اللغه تمتعنا على الدوام
من مكان الى مكان ذكاءك اللماح وموهبتك الطاغيه شدت الى موقعك الاف الزائرين ومئات المثقفين وعشرات المبدعين
الكل يحاول ان يكونك ويقلدك فكنت لهم بالاحتكاك مرشدا وموجها
مرور اولي للتحية والترحاب
ودمت سالما منعما وغانما مكرما
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراس الحكيم
ياعيني عليك اخي مصطفى
اذا انت اديب مخضرم في عالم النصوص الساخرة ...
إذن ننتظر استعراضك للمواضيع وهمتك معنا
اهلا وسهلا بك ومرحبا
أخي وصديقي فراس الحكيم .
همتكم أنت ، أريد يا سيدي الكريم أن تعملوا نشرة لمواضيعي حتى أصبح مشهورا .
على الأقل أجد من سيبكي علي في جنازتي ذات يوم .
محبتي وودي وتقديري
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يسري راغب شراب
موستافا
امير الادب الساخر
انت عنوان في اي مكان
بكل اللهجات وبذات اللغه تمتعنا على الدوام
من مكان الى مكان ذكاءك اللماح وموهبتك الطاغيه شدت الى موقعك الاف الزائرين ومئات المثقفين وعشرات المبدعين
الكل يحاول ان يكونك ويقلدك فكنت لهم بالاحتكاك مرشدا وموجها
مرور اولي للتحية والترحاب
ودمت سالما منعما وغانما مكرما
حبيب قلبي يسري راغب :
والله أنا سعيد جدا بإقامتي الجديدة والدائمة إن شاء الله في الفرسان .
بس وصيهم عليا !!
محبتي يا رجل يا طيب
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
حقيقة من دواعي سروري ان ارى قلمك وراية حرفك الرائعة ترفرف في سماء الفرسان فقد عقدت العزم الا اناشد احدا الا لو اتى بمحبته الحقيقية الصادقة فكنت منهم.
وفقك الله واهلا ومرحبا
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
ابن بلدي و ملك الساخر بلا منازع..
دعني أرحب بك باسم كل عاشقي الأدب الساخر الهادف.
أمتعتنا.
-
رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)
حــــــيّـــا الله المـــوســـتــافــا
زعــيـــم الآدب الـســـاخـــــــر
وأمـــيـــر أحـرفــه المـشـفـرة
وبـطــل رســائــلـه المـمـــررة
مـتـخـيّــل واســـع ألـــمـــعـــي
وخــيـــال فـــيـــاض لـــمـــاح حــاد
يـاســي مـــوســـــــــــــــــــــــــــــــــتـــافــــا
ذكـــرتـنـي بـالـصــحــفــي القديرحبيب راشدين
ولـم أنـتــبـــه أنـــك مــن مــوطـنــه إلا آخـيـرا
فلك ودي مع ردي بكامل إحتراماتي وتحياتي