-
المنسيون في فلسطين المحتله
المنسيون في فلسطين المحتله
----------------------------------
مجموعة بحوث ودراسات حول اوضاع اهلنا عرب فلسطين تحت قهر الكيان الصهيوني المزعوم
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
المنسيون في فلسطين المحتله عام 1948
-----------------------------------
أولا : مقدمة الدراسة :
في عام 1882 م صدر كتاب أحباء صهيون للكاتب الصهيوني المتطرف " جابوتنسكي " أطلق فيه فكرة مفادها أن أرض فلسطين هي أرض الميعاد لليهود ولا بد أن يتم التحالف مع الشيطان من أجلها لقيام الوطن القومي اليهودي وفي عام 1896 م أصدر تيودور هرتزل كتاب الدولة اليهودية وضمنه باختصار الخطة الصهيونية لإقامة الدولة اليهودية في فلسطين وفي العام 1897م عقد أول مؤتمر للحركة الصهيونية في مدينة بازل بسويسرا حضره أكثر من مائتي عضو يمثلون اليهود في ستة عشرة دولة مختلفة وبوجود مئات المراقبين ويعتبر تيودور هرتزل المؤسس الأول للصهيونية وقد بذل جهوداً لدى السلطان عبد الحميد في تركيا عام 1904 م حيث توفي فى نفس السنة وتم نقل رفاته بعد قيام إسرائيل إلى القدس عام 1949 م .
وتولى قيادة الحركة الصهيونية من بعده الدكتور " حاييم وايزمان " الذي عين أول رئيس لدولة إسرائيل بعد قيامها وقد اتخذت الحركة الصهيونية من الدين ركيزة أساسية وكان هدفها إقامة إسرائيل الكبرى ذات الهوية اليهودية النقية ثم أصبح لها هدف سياسي بضمان بقاء الدولة العبرية في ظل تفوق عسكري واستراتيجي .
وقد استطاعت الحركة الصهيونية أن تؤسس لفكرة أرض الميعاد لدى اليهود في كل العالم وكان أهم أهدافها هو إزاحة السكان الأصليين الفلسطينيين عن أرضهم خاصة بعد إعلان وعد بلفور 2 نوفمبر 1917 م بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين حيث بدأت الهجرة اليهودية تتزايد إلى فلسطين وسط غفلة من العرب الذين صدقوا الوعد البريطاني لهم بالحرية والاستقلال لكن التأثير الصهيوني كان قوياً على الاستعمار البريطاني في تعيين الصهيوني هربرت صموائيل مندوباً سامياً بريطانياً على فلسطين منذ عام 1922 م ومع تزايد الهجرة اليهودية إلى فلسطين حدثت المواجهات بين عرب فلسطين والمهاجرين اليهود وكان أعنفها تلك التي حدثت عام 1929 م وقتل فيها وأصيب المئات من العرب واليهود ثم كانت الثورة العربية الشاملة في فلسطين أعوام 1936 – 1939 م لمواجهة ضياع الوطن الفلسطيني على أيدي المستعمر البريطاني المتواطئ مع الحركة الصهيونية في نفس الوقت الذي كان يتزايد فيه عدد القوات العسكرية اليهودية المسلحة خاصة بعد انفصال جابوتنسكي عن المنظمة الصهيونية العالمية بعد خلاف شديد بينه وبين حايم وايزمان في العام 1934م .
وخلال الحرب العالمية الثانية أعوام 1939 م – 1945 م كانت الأمور هادئة نسبياً في فلسطين لرغبة بريطانيا في إرضاء العرب وكسب مواقفهم بجانبها ضد دول المحور وأوقفت الهجرة اليهودية خلال تلك الفترة ثم عادت ابتداءا من العام 1946 م إلى التزايد مرة أخرى لدرجة أصبح فيها اليهود يشكلون خطراً واقعياً وحقيقياً على عروبة فلسطين وهو ما دفع الحكومة البريطانية إلى ترحيل القضية برمتها إلى الأمم المتحدة بعد أن اطمأنت لقوة الصهاينة اليهود في فلسطين .
وتتناول هذه الدراسة التوجهات السياسية لعرب 1948 وعلاقتهم بالدولة والمجتمع السياسي في إسرائيل دراسة تحليلية ونلقي نظرة علي ما قالته ابرز النظريات في علم الاجتماع السياسي الإسرائيلي بشان الدولة والمجتمع في إسرائيل كما تتطرق إلي الخلفية التاريخية للعرب عام 48م وتحليل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للأقلية العربية في إسرائيل ورصد ابرز التيارات السياسية لدي العرب ومناقشة أزمة الهوية للعرب وكذا أزمة العمل السياسي والعلاقة مع منظمة التحرير الفلسطينية.
ولا يفوتنا الإشارة هنا إلي نقطة ارتكاز في هذه الدراسة وهي المنطلقات والتوجهات السياسية لعرب 1948 والنشاط السياسي وأنماط التصويت في الانتخابات البرلمانية مع التوجهات الحزبية للخريطة السياسية للعرب في إسرائيل مع التركيز علي بروز التيارات القومية والأحزاب الإسلامية والنضج السياسي لتلك الأحزاب ولا بد من التأكيد علي محاور أخري في الدراسة تشمل الصراع علي الهوية بين القومية السياسية العربية والإسلامية في إسرائيل من خلال البرامج الانتخابية والأوزان البرلمانية.
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
المبحث الاول
ردة فعل عرب 1948 م على قيام إسرائيل
-------------------------------------------
اولا / التحول الى اقليه مضطهده
كانت الهيئة العربية العليا لفلسطين قد وضعت الأسس اللازمة لإنشاء أول حكومة فلسطينية في أول ديسمبر 1947 م لإدارة شؤون البلاد بعد نهاية الانتداب البريطاني في 15/5/1948م وطلبت الهيئة موافقة الدول العربية والجامعة العربية دون جدوى ، بل أن الحكومات العربية طلبت من الهيئة تأجيل إعلان حكومتها حرصاً على التفاهم العربي ، وظل عرب فلسطين بدون حكومة مع قيام حكومة إسرائيلية حين دخلت الجيوش العربية النظامية أرض فلسطين في 15/5/1948 م ، وفي فترة الهدنة الأولى وما بعدها شعرت الحكومات العربية بضرورة وجود حكومة وطنية فلسطينية أعلن عن قيامها في 23 سبتمبر 1948م عشية انعقاد الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة كرد فعل لقيام الدولة الإسرائيلية التي حظيت بالاعتراف الدولي .
- ودعيت حكومة عموم فلسطين لحضور مجلس الجامعة العربية ونالت اعتراف الدول العربية المستقلة وكان موقف الحكومة الفلسطينية رفض كل أنواع المفاوضات الخاصة بتقسيم فلسطين ، مما أدى إلى التعارض بين هذا الموقف وتصورات الحكومات العربية ، وترك ذلك بصماته على مسار العمل الفلسطيني حين صدر قرار مجلس الجامعة العربية في 11/3/1952 م بتصفية الحكومة الفلسطينية وتحويل رئيسها " أحمد حلمي عبد الباقي " رئيساً لإدارة فلسطين وممثلها في جامعة الدول العربية .
وفي ظل هذه الظروف السياسية المحيطة بعرب فلسطين ، كان ما يقارب 635 ألف فلسطيني قد تحولوا إلى مهاجرين خارج بلدهم ، ولم يبقى سوى 160 ألف فلسطين فقط تحت الحكم الاستيطاني الإسرائيلي وهم الذين أطلق عليهم اسم عرب فلسطين 48 أو عرب 48 أي الذين تم تجنيسهم بالجنسية الإسرائيلية بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948 م مع معاملتهم كمواطنين من الدرجة الرابعة ولم تمنحهم كافة الحقوق التي تمنحها للمواطنين اليهود الاشكناز والسفارديم بل انها فرقت في المعاملة بين عرب فلسطين أنفسهم ما بين الدرزي و المسلم و المسيحي وكان الأكثر حظوة لدى " إسرائيل " بينهم هم العرب الدروز
ومع الزيادة الطبيعية في المواليد بين عرب 1948 م بمعدل 4.4 % سنوياً – زاد عددهم خلال السنوات العشرة الأولى وحتى العام 1957 م إلى ما يقارب 225 ألف نسمة وهو معدل مرتفع وكان هذا المعدل سائداً لدى الفلسطينيين قبل قيام إسرائيل فقد كان تعداد الفلسطينيين الإجمالي 650 ألف نسمة عند بداية الانتداب البريطاني على فلسطين 1918 م وبلغ تعدادهم الإجمالي عام 1948 حوالي 1.7 مليون نسمة بقى عشرة في المئة منهم في ما سمي بدولة إسرائيل والباقون تم تهجيرهم إلى الدول العربية المجاورة في الأردن وسوريا ومصر ولبنان والعراق مع ما تبقى من أرض فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة .
وكانت هذه الزيادة في معدل مواليد عرب فلسطين التي تعيش تحت حكم الدولة العبرية ، يثير قلق الحكومة الإسرائيلية لأنه لا يعني تخلف العرب بقدر ما يعني تكريس لوجودهم وزيادة أعدادهم في دولة إسرائيل مما يخل بالتركيبة العددية للمجتمع اليهودي الصهيوني داخلها وهو الأمر الذي يعتبر منافيا لتعاليم " ثيودو رهرتزل " مؤسس الحركة الصهيونية.والتي يطالب فيها بدولة يهودية مئة في المئة فكيف يتحقق هذا الهدف مع وجود هذا العدد من العرب المسلمين والمسيحيين والدروز ، والذين يتزايد عددهم بمعدلات عالية ، تلك مشكلة كبرى مقلقة خاصة وأن نسبة المسلمين بينهم الغالبة ولا تزيد نسبة المسيحيين الفلسطينيين في إسرائيل عن 20% من إجمالي السكان العرب الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية ، علماً بأن معدل المواليد اليهود لا تزيد نسبته عن 1.3% فقط لكن عمليات استقدام المزيد من المهاجرين من اليهود إلى فلسطين كانت دائماً تحافظ على عدم تجاوز السكان العرب في إسرائيل نفس النسبة التي كانوا عليها عند قيام دولة إسرائيل عام 1948 م .
* وقد ساد في تلك الفترة توجهان رئيسيان لعرب 48 إزاء دولة إسرائيل ، أولهما يرى الأفضلية في الاندماج مع الدولة العبرية ، كموظفين أو مستخدمين وتجاهل البعد الوطني والقومي سعياً للحصول على المساواة مع اليهود في الدولة ، والتوجه الثاني يدعو للانفصال المرحلي والحصول على الحكم الذاتي .
* وعموماً فقد أصبحت الدولة العبرية أمراً واقعاً رغم الرفض و العداء العربيين لها ومن ثم لم يكن أمام عرب 48 سوى خيارات التعامل مع كيان قائم وخاصة أولئك الذين بدأوا الاندماج في الدولة ويطالبون بان تكون دولة لكل المواطنين وليست لليهود فقط
وعندما يطالب هؤلاء بحق المساواة في المواطنة فإنهم يريدون ذلك بشكل دستوري وأن توفر لهم الدولة نفس الفرص من العمل والخدمات وأن يحق لهم الوصول إلى مناصب حكومية عليا مع الاعتراف بهم كأقلية عربية ، وهذا التيار يرى أن النضال أو المواجهة مع الحكومة الإسرائيلية لتحقيق هذه الأهداف الإنسانية ستوفر لهم معاملة محترمة وراقية ، وهو يسعى لخلق لوبي عربي كوسيلة سياسية وليس استراتيجية انفصالية لا تتزاع حقوق المواطنة العادية مثلهم مثل اليهود الإسرائيليون ويرفضون النظرة الإسرائيلية لهم كأعداء لدولة يحملون جنسيتها بل كأقلية قومية لها احترامها لا تريد الانسلاخ عن الدولة او تطالب بحكم ذاتي مستقل عنها و في المقابل كان التوجه السياسي الآخر الذي يبحث عن الحكم الذاتي وبأي من أشكاله اسكاني أو جغرافي أو سياسي أو ثقافي ، ويقوم هذا التيار على أساس أن الأقلية العربية جزء من الشعب الفلسطيني ، وأقلية ما زالت تتمسك بقوميتها ودينها ولغتها داخل دولة ليس دولتهم .
وفي السنوات العشر الأولى كان هناك مؤيدون ومعارضون لهذا التيار أو ذاك ، وان كان تيار الاندماج قدبدأ الأكثر قبولاً لدى عرب 48 ، خاصة بعد العدوان الثلاثي على مصر وقطاع غزة 1956 حيث ساد المنطق الواقعي بأن المواطن العربي في إسرائيل ينبغي أن تكون توجهاته واقعية وقابلة للتطبيق وأن علاقته كمواطن يحمل الجنسية الإسرائيلية بالدولة لا بد أن تتسم بهذه الصفة الجغرافية دون أن ينسلخ حضارياً عن كونه مسلم وعربي ، يمكنه أن يعرف نفسه كذلك ، لكن يجب أن يبدأ بالنضال من أجل تأمين حقوقه الداخلية ، ثم يفكر في تحقيق ذاته وهويته الوطنية والقومية والدينية ...
ولقد ساد لدى عرب 48 ، الإعتقاد بأن الصراع مع إسرائيل ، طويل الأمد ، وهو صراع وجود وليس صراع حدود ولن ينتهي إلا بزوال أحد الطرفين وهو الأمر المستحيل في المستقبل المنظور وبالتالي يجب أن يسعى كل طرف للمحافظة على وجوده خوفاً من الزوال والاندثار داخل كيان تحكمه المؤسسة العسكرية وإجراءات الطوارئ القاسية ، والتي تمثلت في مذبحة ديرياسين في إبريل 1948 م أو مذبحة " كفر قاسم " عشية الحرب بين " مصر " و " إسرائيل " عام 1956 م . والتي تزايد بعدها الإحساس بأن " إسرائيل " كيان ودولة قوية ومسنودة من القوى العظمى ، وتضع قوات الطوارئ الدولية على حدودها مع " مصر " أكبر دولة عربية
وهكذا بدأ التكيف مع دولة إسرائيل من جانب الغالبية العظمى لعرب 48 وأمامهم الفرصة لإثبات الأفضلية في كافة الميادين كمواطنين يحملون الجنسية الإسرائيلية ، يحاولون الحفاظ على وجودهم .
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
ثانياً : الأحكام العسكرية الإسرائيلية :
------------------------------------
أن مبدأ إقامة دولة يهودية على أرض فلسطين كان معناه التهجير القسري لشعب بأكمله وهذا ما فعلته العصابات الصهيونية قبل إعلان دولة إسرائيل ونشوب حرب عام 1948 م مباشرة فقد كان يستوطن المناطق التابعة للدولة العبرية عند إعلان قرار التقسيم رقم 181 في 29/11/1947 م ما يقارب 634 ألف مواطن عربي فلسطيني يستوطنون 219 قرية وأربعة مدن رئيسية هي صفد وطبريا وحيفا وبيسان – لكن الشهور الستة التالية لصدور قرار التقسيم شهدت عملية تهجير قسرية وجماعية لمعظم هؤلاء السكان حيث تم تدمير وإخلاء أكثر من 180 قرية فلسطينية في تلك الفترة ، وتم تهجير كل الفلسطينيين في مدن / صفد وطبريا وبيسان وحيفا ، ولم يبق سوى 1950 فلسطيني في حيفا ، وتم تهجير معظم سكان بافا وعكا واللد والرملة – واستمرت عمليات التهجير بقسوة خلال فترة الحرب بين العرب وإسرائيل وبعد قيام الدولة العبرية وقد طالب مجلس الأمن الدولي إسرائيل في العام 1949 م بإعادة أولئك المهجرين لكنها لم تلتزم بالمطالب الدولية وراوغت وناورت ، وسط حزمة من الإجراءات والقوانين التي فرضتها للضغط على السكان العرب تحت وصايتها ، وأبرزها / أنظمة الطوارئ الإسرائيلية 1948 م التي تخول لوزير الزراعة الصهيوني وضع الأرض التي لا يزرعها صاحبها تحت تصرف الدولة ، ثم صدر قانون الطوارئ بشأن أملاك الغائبين لسنة 1948 م ، وتم وضع كافة أملاك المهجرين العرب تحت تصرف الدولة وتم تطوير القانون عام 1950 م لتوصيف الغائبين من المهجرين العرب ، وصدر مع قانون امتلاك الأراضي لسنة 1953 م بتعويض الغائبين مالياً بعد نقل ملكيتهم إلى القيم الإسرائيلي على أراضيهم ومساكنهم وواكب ذلك سلسلة من الخطوات العملية الميدانية ، لعملية نقل وتركيز الأقلية العربية في مناطق محدودة معزولة عن بعضها ، فأنشأت الحكومة الإسرائيلية سلطة إسكان اللاجئين وسلطة نقل السكان التابعين للسلطات العسكرية ، لخدمة الاستيطان اليهودي وأضعاف الوجود العربي ...
وصدرت عدد من القوانين الإسرائيلية التي شكلت ما يسمى بالوضع القانوني لعرب 1948 م وأهمها :
1- قانون العودة الذي يسمح لليهود فقط بحق العودة إلى إسرائيل والحصول على جنسيتها وقد صدر هذا القانون عام 1950 م ويعني وجود تمييزاً لصالح اليهود ضد العرب.
2- قانون المواطنة من حق أي يهودي في العالم ، لكنه بالنسبة للعرب محدد بشرط الولادة في إسرائيل .
3- الجنسية الإسرائيلية حق لكل يهود العالم داخل وخارج إسرائيل ، لأنها دولة يهودية أساساً والعرب مسلمين ومسيحيين ودروز مواطنون يحملون الجنسية الإسرائيلية بشكل مؤقت لا يحق لهم الخدمة في الجيش الإسرائيلي أو الوصول إلى مناصب سيادية عليا في رئاسة الدولة أو الحكومة .
4- إخضاع المواطنين العرب في إسرائيل لقوانين الحكم العسكري المستندة لقوانين الطوارئ البريطانية والتي سادت في فلسطين قبل قيام إسرائيل ، وقد عارض هذه القوانين الجائرة والموجهة ضد العرب مؤتمر لأربعمائة محامي في إسرائيل بتاريخ 7/2/1956 م واعتبر أن هذه القوانين تسلب المواطن العربي الفلسطيني الحقوق الأساسية للإنسان وأنها تشكل خطراً حقيقياً على حرية الفرد وحياته وتؤسس لنظام قاسي وعنيف دون أية رقابة قضائية .
5- تبعية المناطق العربية والمواطنين العرب في إسرائيل لوزير الدفاع الإسرائيلي الذي كان له الحق في تعيين حكام عسكريين تابعين له في الجليل والمثلث والنقب حيث يعيش أغلبية عرب 1948 م : بحيث يعاملون كمواطنون من درجة أدنى ، وليس حقيقة لأسباب أمنية ، ولكن لإجبارهم على الرحيل خارج إسرائيل ، أو البقاء تحت الشعور بعدم المواطنة الأصلية في ظل حكم عسكري جائر وقد شملت الممارسات الإرهابية للحكم العسكري طبقاً لهذه القوانين الجائرة الاعتقال الإداري دون الرجوع لأي سلطة قضائية وهو من صلاحيات الحاكم العسكري وحده بما في ذلك تقييد حق التنقل وفرض الإقامة الجبرية على أي مواطن عربي ، وتقييد حق التنظيم المدني ومنع إقامة أي جمعيات عربية ولو خيرية ....
وتشمل أنظمة الطوارئ الموجهة من إسرائيل ضد المواطنين العرب تقييد حرية التعبير ، وفرض الرقابة على المطبوعات وحظر المنشورات الغير مرغوب فيها ، كما يحق للحاكم العسكري أن يصفي أي جمعيات أو نوادي ولو كانت رياضية – يكون لها طابع سياسي او ديني – يخالف الدين اليهودي والدولة اليهودية ويحظر إصدار أي جريدة أو مطبوعة دون موافقة مسبقة من الحاكم العسكري وبالإضافة إلى هذه القوانين خضع العرب لقوانين الأراضي المهجورة والذي يجيز لسلطات الاحتلال وضع يدها عليها – فقانون أملاك الغائبين الذي يسحب ملكية الأراضي المهجورة أو التي يغيب عنها صاحبها – من العرب – لملكية الحكومة الإسرائيلية إذا دعت الضرورة إلى ذلك كما يفرض قانون ملكية الأراضي على عرب 48 إثبات ملكيته للأراضي بمستندات تثبت تسجيلها بإسمه لمدة عشرين سنة سابقة ، في وقت لم ينتبه العرب إلى التسجيل العقاري تبعاً لأحكام قبلية وعشائرية في ظل الحكم العثماني والانتداب البريطاني ، مما أتاح للسلطات الإسرائيلية فرض نفسها بالقوة الجبرية على اراضي عرب 48 ومصادرتها كما صدرت قوانين لاحقة تمنع استخدام المواطنين العرب في زراعة الاراضي اليهودية كما تمنعهم من حق التصرف بالبيع أو الشراء في اراضيهم وقد استمرت هذه القيود حتى صدر قرار " بن جوريون " في 5/8/1959 م لتخفيفها من أجل الاستفادة من الأيدي العاملة العربية في المزارع والمباني ، وهو ما يتطلب حرية الحركة والتنقل .
وقد كان لغياب مؤسسات قومية عربية داخل إسرائيل دور في استمرار اضطهاد الحكومة الإسرائيلية لعرب 48 ، بجانب إصرار الصهاينة على تقنين أوضاع العرب كمواطنين من الدرجة الرابعة . ولشدة الظلم الواقع على عرب 48 فقد تشكلت منظمات غير رسمية للدفاع عنهم في إسرائيل مثل اللجنة اليهودية العربية التي نجحت في الحصول على توقيع ممثلين عن كيبوتسات وشخصيات أكاديمية وفكرية وثقافية يهودية يؤيدون حق عرب 48 في الحياة الكريمة داخل إسرائيل وكان ذلك صيف العام 1958 م ، وقد جاء في البيان :
" أن حوالي مائتي ألف مواطن في دولة إسرائيل ينتمون إلى دين مختلف وإلى قومية أخرى لا يتمتعون بحقوق المساواة ويعانون وضعاً من التمييز العنصري – وأن الأغلبية العظمى من السكان العرب في إسرائيل يعيشون تحت نظام الحكم العسكري محرومين من حرية التنقل والسكني ولا يقبلون كأعضاء متساوون في الحقوق والواجبات داخل نقابة الهستدروت ولا كمواطنين في معظم المؤسسات ، ولذا فإن الأحزاب الممثلة في الكنيسيت تطالب بإلغاء الحكم العسكري أو تقليص المناطق الخاضعة له وقصر صلاحياته على الجانب الأمني فقط " .
ولم يكن هذا موقفا إنسانياً مطلقاً بقدر ما كان يشكل نوعاً من المناورات السياسية بين الأحزاب كما يمثل مصالح أصحاب الأعمال اليهود الذين يبحثون عن الأيدي العاملة الرخيصة بين عرب 48 لأنهم في النهاية ينكرون – جميعهم – مساواة المواطن العربي بالمواطن اليهودي ولو كأقلية قومية وتحرمهم من مزايا الدعم الحكومي الاقتصادي في مجالات / الصحة والتعليم والأشغال العامة الأخرى أنها تنظر إليهم كمجموعات من العمال والمستخدمين الذي يعملون في خدمتهم حيث عانى عرب 48 من العنصرية الأشد قوة من عنصرية البيض ضد السود في جنوب أفريقيا قبل أن تحصل على استقلالها .
وهذا التمييز جعل المواطنين العرب يعانون من البطالة إن فكروا في التعليم أو الجهل ان فكروا في العمل وليس للعرب في إسرائيل أكثر من نسبة ضئيلة في ميزانيات الحكومات الإسرائيلية التي يهمها الإنفاق على المهاجرين اليهود ، وحمايتهم في سوق الأعمال من منافسة الأيدي العاملة العربية التي خصصت لها الأعمال ذات المجهود البدني أما الوظائف التي تحتاج لمجهود عقلي فقد كانت لليهود ضمن ممارسات وسياسات تمييزية اقتضتها ضرورات اقتصادية تريد تأمين دولة إسرائيل اليهودية بما في ذلك من سياسات وممارسات تمييزية ضد عرب 48 ..!!
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
ثالثا : ثنائية القومية :
------------------------
كان العرب في إسرائيل ، وهم أقليه مضطهدة تعيش تحت نيران الحكم العسكري وإجراءاته التعسفية كانوا أكثر تقبلا لفكرة الوجود الاستيطاني الصهيوني ولعملية التعايش مع الواقع المفروض عليهم كمواطنين عرب يعيشون في دولة إسرائيل ويحملون جنسيتها وليس أمامهم سوى القبول بهذا العرض السخي الكريم من إسرائيل ، أو الرحيل إلي الدول العربية المجاورة – وهو ما تريده المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وتسعي إليه دوما مع اختلاف الرؤى الصهيونية حول هذه النقطة تحديداً التي تضم مجموعة من التيارات ، تختلف في الرؤى التكتيكية وإن كانت جميعها تتفق في إيمانها حق اليهود الثابت والشرعي في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين وبين هذه التيارات كان التيار الصهيوني الذي يؤمن بإنشاء دولة ثنائية القومية تجمع بين الحق اليهودي وحق الشعب العربي الفلسطيني في إقامة كيان يخص كلا من الطرفين وكان التيار الأضعف دائما بين كافة التيارات الصهيونية لأن تحقيق المشروع الصهيوني في فلسطين جاء ضمن التجربة الاستعمارية الغربية حيث ظهرت القومية اليهودية في أوربا وبالتالي قدمت نفسها علي أنها جزء من الحضارة الأوربية
وهذا ما عبر عنه هرتزل حين قال : بالنسبة إلي أوربا فإننا الدولة اليهودية في فلسطين وسوف نشكل حصنا من حصون الدفاع ضد آسيا وسوف نكون بمثابة موقع متقدم للحضارة ضد البربرية وباعتبارنا دولة محايدة سنظل علي صلة بكل أوروبا التي سيكون عليها ضمان وجودنا وهكذا فإن هذه الحقيقة الصهيونية مع هيبة القوة العسكرية في الدولة الإسرائيلية وبعد حربين عامي 1948 ثم 1956 م تنتفي إمكانية الاعتراف بالأقلية العربية فضلا عن قبولها علي قدر المساواة مع اليهود في دولة إسرائيل ، رغم قبول الغالبية من عرب 1948 بواقع كونهم يحملون الجنسية الإسرائيلية ويرغبون في الحصول علي حقوق المواطنة الكاملة داخلها بالاندماج الكامل .
لكن واقع دولة إسرائيل الأمني والعسكري هو الذي عبر عنه بن البعازر رئيس أركان حرب الجيش الإسرائيلي السابق قائلا: "إن إسرائيل دولة تحت السلاح ليس فقط في جيشها الوطني ولكن لأن حروبها تتم بمساعدة مختلف المنظمات المدنية مثل شركة الأتوبيسات"إيجيد " والإدارات المدنية والمستوطنين المزارعين المسلحين داخل مستوطناتهم – الكل في خدمة أمن إسرائيل" وهل تثق الإدارة العسكرية بعرب العام 1948م في أن يكونوا مواطنون عاديون ودولتهم كلها تحت السلاح .. و المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من القوة بحيث تستطيع فرض نفسها دون أن تتدخل في الانتخابات وتشكيل الحكومات الإسرائيلية والناتج النهائي هو أن إسرائيل دولة تجمع بين نظام التعددية الحزبية وبين أقوي تأثير عسكري في أي بلد آخر ، أو ما أطلق عليها بالدولة ، الحصن أو دولة الديمقراطية المعسكرة – وهذا – لا يتفق مع دمج الأقلية العربية في إسرائيل.
و الحركة الصهيونية لها أهدافها الذاتية والقومية ضد وجود أو اندماج الأقلية العربية في إسرائيل يتمثل ذلك بتشجيع الهجرة اليهودية والتحالف مع القوة العالمية الأعظم لدعم الدولة اليهودية فكانت مع بريطانيا حتى قيام دولة إسرائيل 1948 ثم بدأت تتجه إلى أمريكا بعدها وخاصة ما بعد هزيمة بريطانيا وفرنسا أمام مصر في حرب العام 1956 م وبإرادة أمريكية أثبتت خلالها أنها القوة الأعظم في العالم مع وجود الاتحاد السوفييتي كقوة عالمية ثانية وانتهاء قوة كلاً من فرنسا وبريطانيا وكان هذا التيار الرئيسي الصهيوني يمثله حزب الماباي أو العمل الإسرائيلي بقيادة / وايزمان – بن جوريون ، مقابل التيار اليمنى¬ التصحيحي بقيادة / جابوتنسكي الذى تشكل من منظمات التطرف الصهيوني التي أنشأت الليكود بقيادته التاريخية امثال /بيجن وشامير وشارون وهذا التيار يسعى إلى قيام دولة بني صهيون في الأردن وفلسطين وبالقوة العسكرية الجبرية ومع هذان التياران العلمانيان الرافضان لأى اندماج مع العرب ظهر دعاة الثنائية القومية في أحزاب اليسار الصهيوني وبعض رجال الدين من أصحاب مذهب المسالمة قبل وبعد قيام إسرائيل عام 1948 م.
وكانت أول جماعة صهيونية تدعوا إلي الدولة الثنائية القومية هي " جماعة بريت شالوم " وزعيمها هو " أحاد هاعم " – الذي نادى بالصهيونية الثقافية – بدلاً من الصهيونية الهرتزلية السياسية وكان " أحاد هاعم " يقول : أن اليهود يظهرون نزوعاً إلى الاستبداد ويعاملون العرب بقسوة وحقد وينتهكون حقوقهم بأساليب مخادعة ويهينوهم بلا سبب وبكل تبجح . ودعى لإقامة حكم يهودي عربي مشترك في فلسطين وجاء من بعده عالم الاجتماع والاقتصاد الصهيوني " أرثوروبين " و " اسحق اينشتاين "عام 1925 وهو يقول " إن الصهيونية يمكن أن تدوم إذا ما أعطيت قاعدة علمية أساسية – وينبغي علينا أن نندمج مع شعوب الشرق وإن نخلق مع اخواننا من نفس العنصر السامي أي مع العرب مجتمعاً ثقافياً جديداً " وإن المفتاح الحقيقي للنجاح الصهيوني ليس له علاقة كبيرة بعدد اليهود في فلسطين بقدر ما له علاقة بإقامة علاقة ودية بين الشعبيين المقيمين في البلاد لتنميتها على أساس المساواة الكاملة بينهما ..
وأمام حدة الصراع اليهودي الفلسطيني الذي ظهر بوضوح بعد صدامات العام 1929 خفت حدة الأصوات المؤيدة لجماعة " بريت شالوم " – الراعي لدولة ثنائية القومية وعزلوا عن الحركة الصهيونية باعتبارهم أقلية ضعيفة داخلها " وقد كانت المشكلة الأبدية أن الفلسطينيين يريدون اليهود ويعاملونهم كأقلية داخل فلسطين والصهاينة يريدون ويعاملون الفلسطينيين كأقلية أيضاً داخل إسرائيل وهذا الوضع لم يتغير ابداً . قبل وبعد قيام إسرائيل ان كان في إسرائيل او في العالم العربي وبقى حالةعرب 1948م تحت جبروت الحكم العسكري الإسرائيلي كما اضطرت الأقليات اليهودية في معظم الدول العربية بعد العام 1948 م إلى الهجرة إلى إسرائيل على مراحل .
في ذلك الحين كان دعاة الثنائية القومية الذين يرفضون إقامة دولة يهودية خالصة أو دولة عربية خالصة ينشرون أفكارهم من خلال عصبة التقارب وبالتعاون اليهودي العربي التي انشئت عام 1939 م ، وكان من ضمنها جماعة " إيجود " وحزب " هاشومير هاتسعير " وكان أبرز قادة " إيجود " ، " مارتن بوير " رئيس تحرير صحيفة" داي فيلت " المعبرة عن آراء المنظمة الصهيونية منذ سنة 1901 م ثم ترك التنظيم الصهيوني لدراسة اللاهوت سنة 1929 وكان يدعو مع جماعته إلى الوحدة بين اليهود والعرب على مستوى الدولة القطرية ، ثم وحدة بين فلسطين والاتحاد العربي على المستوى الإقليمي ونجد في لبنان أقرب الصور إلى هذه الفكرة الثنائية القومية وربما يكون المشهد العراقي بتقسيماته الطائفية بعد الغزو الأمريكي للعراق 2003 قريباً من ذات الفكرة التي يمكن تطبيقها على فلسطين أو كما وصفها القذافي بـ" اسراطين " لكن الحركة الصهيونية والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية ترفضان تحت غرور القوة جميع هذه التيارات المنادية بإقامة روابط قوية بين العرب واليهود في فلسطين .
وقد عبر حزب " هاشومير ها تسعير " الصهيوني عن الفكرة الطائفية وكان من الأحزاب اليهودية القوية في فلسطين قبل العام 1948 م ومعظم قادته وأعضاءه من أوروبا الشرقية وعلى رأسهم "مردخاي بنتوف" المولود في وارسو 1900 والذي أصدر كتاباً عام 1941 قال فيه / لا بد من دستور يطالب بإقامة طائفتين منظمتين تشمل إحداهما كل العرب والثانية لليهود ويكون الأساس الوحيد المقبول للتقسيم هو كون الفرد / عربياً أو يهودياً " وقدم الحزب مذكرة إلى لجنة التحقيق الأنجلو أمريكية سنة 1946 حول " الدولة الثنائية القومية " أكدت فيه على حق اليهود الشرعي في فلسطين ، وتبرئ العرب أخلاقياً من حالة البؤس الذي تعرض له اليهود في الشتات لكنها تؤكد على القرارات اليهودية في إنشاء دولة عصرية وسط الاتحاد الفيدرالي العربي وأن الدولة الثنائية القومية لو شملت الأردن فسوف تستوعب تلك القدرات الخلاقة دون تشريد أي مواطن عربي في الأردن أو فلسطين بل على العكس سوف ترفع مستوى معيشة المواطن العربي واليهودى في آن واحد وبالتأكيد فإن دولة الرفاهية الثنائية القومية ، كما ستفهم مصلحة المواطن العربي فسوف ترفع من شأن المواطن اليهودي ، وتمكنه من الاستيطان خارج الحدود الفلسطينية لأنها ستكون دولة مقبولة في الاتحاد الفيدرالى العربي الذي بدأ بإنشاء الجامعة العربية 1945 م لكن حزب " هاشومير هاتسعير " تراجع عن فكرة الدولة الثنائية القومية وقبل قرار التقسيم عام 1947 م ثم تحالف مع حزب الماباى الحاكم بعد قيام إسرائيل ، وتحولت أفكارهم عن حق عرب فلسطين الوطني والسياسي إلى مجرد مساندتهم في توفير حاجياتهم الإنسانية كأقلية عربية تعيش في ظل الدولة اليهودية مع تأييدهم للهجرة اليهودية إلى الوطن الموعود في فلسطين .. وظل الحال كذلك حتى العام 1966 عندما عاد حزب " هاشومير هاتسعير " يعترف بحقوق الفلسطينيين السياسية .
وعموماً فإنه خلال الفترة ما بين 1948 – 1967 كان الشاغل الوحيد لكل الإسرائيليين هو تنظيم دولتهم الجديدة واغفلوا تماماً حقوق الأقلية العربية بما في ذلك حاجاتهم الإنسانية ، في ما عدا مواقف غير مؤثرة للحزب الشيوعي الإسرائيلي " ماكي " أو بعض الهمهمات لحزب " هاعولام هذي " ويذكر للحزب الشيوعي الإسرائيلي أنه رفض قرار تقسيم فلسطين 1947 م إلا أنه عاد ليؤيد بعد تأييد الاتحاد السوفييتي للقرار على أساس أنه الحل الممكن الوحيد ، لكنه ظل على موقفه من ضرورة إنشاء دولة عربية فلسطينية على أساس هذا القرار ، مطالباً بوضع حد للحكم العسكري وتوفير فرص العمل لكل الفلسطينيين ومنحهم حقوق متساوية باليهود في إسرائيل وعند إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية 1964 م ، رفض الحزب الشيوعي الإسرائيلي موقفها من عدم الاعتراف بإسرائيل والمعروف أن الكثيرين من الحزب الشيوعي الفلسطيني في أوساط عرب 1948 باتوا أعضاء في الحزب الشيوعي الإسرائيلي وقد ، كان مؤيداً لفكرة الدولة الثنائية القومية قبل وبعد قيام إسرائيل وكان الأعضاء العرب في الحزب عام 1951 يشكلون نسبة 25.7 % من إجمالي أعضائه ، وقفزت في العام 1965 إلى 50% أي نصف أعضاء الحزب الشيوعي الإسرائيلي كانوا من العرب في العام 1965 م . وتعتبر التجربة العربية في الحزب الشيوعي الإسرائيلي ، دليلاً على عدم إمكانية تحقيق أي اندماج مع أي من التيارات الصهيونية ولو كانت على أرضية مذهبية سياسية ، حيث انفصل الشيوعيون العرب عن الحزب الإسرائيلي عام 1965 وكونوا قائمة الشيوعيين " راكاح" بقيادة " توفيق طوبى " " ومائير فيلنر " ، وجاء الانشقاق نتيجة للاختلاف في الرأي حول موقف الحزب من القومية العربية الناصرية ومن الاتحاد السوفيتي المؤيد انذاك لعبد الناصر في حملته ضد إسرائيل لكن تبقى أفكار الحزب الشيوعي في أن أرض إسرائيل أو فلسطين للعرب و اليهود معاً مقبولة لدى عرب 1948 خاصة الشيوعيين الفلسطينيين على اساس ان هذا الحل هو الضمانة الوحيدة للسلام بين العربي واليهودي في الشرق الأوسط.
وبالنسبة لحزب" هاعولام هزي " برئاسة الكاتب الصحفي " يوري أفنيري " الألماني المولد والذي هاجر مع أسرته إلى فلسطين سنة 1933 وعمره عشرة أعوام ، وانضم إلى منظمة " أرجون " المتطرفة النزعة ثم تركها وانضم إلى " الهاجاناة " وشارك في الحرب ضد العرب 1948 م قبل أن يترك الجيش عام 1949 للعمل في صحيفة " هارتس " حيث بدأ دعوته للتعايش السلمي بين العرب واليهود ، من خلال منظمة إقليمية شرق أوسطيه تشارك فيها إسرائيل ، وكان يعلن احتجاجه على معاملة إسرائيل السيئة لعرب 1948 م وهو ما أدى إلى فصله من " هارتس " ليؤسس مجله " هاعولام هزي " أو " هذا العالم " الأسبوعية منذ العام 1950 ويشكل أحد الأصوات الإسرائيلية التي تطالب بالعدل والمساواة بين العرب واليهود ...
وفي انتخابات الكنيست 1965 استطاع " يوري افنيري " من خلال حزبه أن يكسب مقعداً لنفسه ويعلن صراحة أنه جاء إلى الكنيست بأصوات الشباب والأقلية العربية المؤيدة لرؤيته السياسية ودافع عن أفكاره في خطة الحزب للوصول إلى تسوية للصراع العربي الإسرائيلي ، تتضمن الاعتراف بأن أرض إسرائيل هي موطن شعبين هما / العرب والعبرانيون ، ويجب إقامة دولتان متجاورتان يتم قيام اتحاد فيدرالي بينهما وينبغي على إسرائيل مساعدة الفلسطينيين لإنشاء دولتهم المستقلة فى الضفة الغربية وقطاع غزة على أن تنضم إليهما الأردن لاحقاً ويشكلون اتحاد فيدرالي مع دولة إسرائيل مستقبلاً وعندها تصبح القدس العاصمة الموحدة للاتحاد الفيدرالي مع حل عادل لمشكلة اللاجئين العرب واليهود في ظل هذه الدولة الواسعة الأرجاء (إسرائيل والأردن وفلسطين ) وقد نجح في كسب شعبية أكبر أهلته للفوز بمقعد إضافي آخر في انتخابات الكنيست 1969 كان من نصيب اليهودي المصري " شالوم كوهين " .
ورغم الإخفاق الشديد لكافة دعاة الدولة الثنائية القومية ، بين الإسرائيليين وخاصة حزب هاعولام هزي " و الحزب الشيوعي الإسرائيلي ، فلا بد أن نسلم بأنهما كانا نموذجاً لحالة استثنائية من الترابط والاندماج الضعيفة في دولة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية المضطهدة لحقوق الأقلية العربية والتي تنظر إليهم نظرة غير متساوية مع المواطنين اليهود وأن تركت لهم حق التمثيل البرلماني في انتخابات الكنيست لا تتجاوز 3% من إجمالي أعضائه مع حقهم في تشكيل مجالس بلدية وقروية محلية في أماكن تجمعهم داخل إسرائيل وظل هذا الوضع المزري والمهين لعرب 1948 م حتى تم تخفيف الإجراءات العسكرية بحقهم عام 1966 ، ثم تزايد الاهتمام بهم بعد ذلك وأصبحوا يشكلون نسبة لا باس بها من النظام السياسي الإسرائيلي وأن بقيت تمارس ضدهم الكثير من السياسيات والممارسات التميزية حتى الآن 2007 .
-إن المفتاح لفهم الهوية الفلسطينية يجب أن ينبعث من إدراكنا بأهمية الدول القطرية في المنطقة العربية والتي غلبت الحس الوطني علي ما عداه من الأحاسيس القومية والإسلامية خاصة بعد هزيمة العرب 1967 .
وعلي عكس الحال كان الإسرائيليون يزدادون تعلقا، بمفاهيم القومية التي جاءت بها الحركة الصهيونية ، علي تعاليم التوراة وأسس الديانة اليهودية . وهنا يحدث التناقض بين تيار عربي ينمو باتجاه القطرية منفصلا عن لغتة وتاريخه المشترك . وبين دولة واحدة تقوم علي أساس تجميعي صهيوني في إسرائيل للقومية الصهيونية والشعب اليهودي في الشتات ، ليكون القوه الدافعة مستقبلا في إقامة كيان بني صهيون من النيل إلي الفرات وسط تمزق عربي تزايدت حدته بعد حرب العام 1967و حيث يعاني العالم العربي من ديكتاتوريه الأنظمة القطرية الضيقة الأفق التي تنظر الي مصالحها الوطنية دون النظر الي المجموعة العربية فنشأت أقطار عربية لايزيد عدد سكانها عن الربع مليون نسمة مع امتلاكها لثروات ضخمة توازي موازنات أقطار عربية أخري يزيد عدد سكانها عن عشرات الملايين مما يهدر الأمكانيات العربية وبالمقابل نجد دولة اسرائيل وحدها توحد كل يهود العالم الصهاينة فتماثل بقوتهم مجتمعين قوة العالم العربي كله رغم التعددية السكانية للعرب واتساع المساحة الجغرافية .
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
رابعا: الهوية الوطنية الفلسطينية :
---------------------------------
بالنظر إلي الأديب والسياسي الروائي اليساري الفلسطيني " إميل حبيبى " كواحد من النخبة الفلسطينية ، والتي تمثل عرب 1948م والذي كان واحدا من الأعضاء القياديين في الحزب الشيوعي الإسرائيلي نجده يتخلي عن مقعده ، في الكنيست الإسرائيلي سنة 1972 ، ويتفرغ للكتابة معبراً عن ذاتيته الفلسطينية الوطنية بحرية واستقلاليه ، عن أي تأثيرات حزبيه ، وهو نموذج متميز للنخبة ، الفلسطينية سعى منذ العام 1948م ، علي دعوة الفلسطينيين بعدم الرحيل من مدنهم وقراهم رغم ، المذابح التي واجهوها ابتداء في دير ياسين سنة 1948 ثم كفر قاسم سنة 1956 ، وكان التشبث بالأرض والهوية هي محور نضاله السياسي ، كما كانت تمثل أفكاره الأدبية الأساسية مع قبوله ، الانضواء تحت لواء الجنسية الإسرائيلية بمفهوم " المتشائل" ، وليس المتفائل أو المتشائم ، بما تحمله هذه الكلمة من تناقض يعيشه عرب 1948م ، مابين الذاتية الوطنية الفلسطينية والجنسية الإسرائيلية ، ويمكن التعرف إلى هذه المعاني في روايته الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل " .
وكان الأدب والشعر لعرب 1948م هو المعبر عن همومهم الوطنية والقومية ، فلم يكن لهم أحزاب سياسة خالصة ، تتحدث باسمهم ، وان وجدوا الحزب الشيوعي الإسرائيلي – حاضنا لهم – فكان / محمود درويش ، وتوفيق زياد ، وسميح القاسم ، واميل حبيبى – في تلك الفترة ما قبل نكسه يونيه سنة 1967 قبل التواصل مع شعبهم الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية – يدركون ان هويتهم الوطنية والقومية ، الفلسطينية العربية هي الدرع الواقي لهم فكانوا ولازالوا لسان عرب المقاومة والتي عبر عنها " سميح القاسم " قائلا : طمئنوا كل مطاول .... ان قتلي محض باطل .فأنا باق ....إلي ما شئت .. أحيا وأقاتل" .. بل انهم ينددون بقمع الأنظمة العربية لحركة المقاومة ، فيقول " القاسم " في ديوان " سقوط الأقنعة " – جميع الأقنعة .. سقطت فإما رايتى تبقي .. وكأسي المترعة ...أو جثتي والزوبعة .. !! ومن " مفكرة أيوب " تقر لسميح ايضا:
"متتصب القامة امشي .. مرفوع الهامة امشي .. في كفي قصفه زيتون .. وعلي كتفي نعشى ..وانا امشي .. وهو الذي قال : "عنقي علي السكين ياوطني .. ولكني اقول لك انتظرني .. ويداي ، خلف ظهري .. مقيدتان ..ولكنى اغني .. لك .. أه ياجرحي " وهو الذي استخفض الإسلام قائلاً : " آن أن نبعث الثائر المصطفي. آن ان تشهر الثورة الرمح والمصحفا..آن أن يعلم اللص والقاتل . إنه زائل . زائل "
-هذه هي الهوية الفلسطينية للنخبة من شعراء عرب 1948م في ظل الحكم العسكري الإسرائيلي الذي حاول ودون جدوى ان يسلبهم هويتهم ، انها مسيرة وطنية أدبية – أنطلقت بشعراء ما قبل النكبة أمثال : عبد الكريم الكرمي – ابو سلمي – وابراهيم طوقان – وعبد الرحيم محمود – ثم ظهر أولئك المقيدين بالدولة الإسرائيلية – درويش والقاسم وزياد وأميل حبيبى ، علي نفس النسق الشعري الوطني المقاوم ، الذي كان يمثل النخبة ، المثقفة القائدة لعرب 1948م – بجانب القيادات التقليدية من الوجهاء والأعيان ، الذين لم يكن لديهم سوي رعاية أولئك الشعراء وحمايتهم من غدر الجلاد الصهيوني ، في ماساه الحياة المقيدة والحرية المقيدة والقصيدة المقيدة والقيادة المقيدة لهم .
لقد شددت السلطات الإسرائيلية سيطرتها علي المواطنين العرب ، ففرضت عليهم نظام الحكم العسكري الذي بقي ساريا حتى سنة 1966. وبموجب هذا النظام . قسمت القري العربية إلي عدد من " المناطق المغلقة " ومنع السكان العرب من التنقل بين هذه المناطق إلا بتصريح من الحاكم العسكري . وطبقت السلطات علي المواطنين العرب السياسة الاستعمارية القديمة نفسها ، سياسة " فرق تسد " فعززت الانقسامات الداخلية بينهم ، بحسب الدين والحمولة والمنطقة الجغرافية . ونجحت السلطات في تمزيق الأقلية العربية ، وفي تقليص الاتصال والتفاعل الاجتماعي فيما بينها وقد نتج من ذلك أن تعززت الهويات التقليدية الضيقة ، وخصوصا الحمائلية وإن ركدت في المقابل الهوية الوطنية الفلسطينية ، وليس غريبا في مثل هذه الأوضاع ان يتقبل المواطنون العرب الواقع الجديد ، أو ان يستسلموا له ، وأن يعرفوا أنفسهم بمصطلحات القاموس الإسرائيلي . ورموزه (مثل الشعار والعلم والنشيد) وردا علي سؤال وجه إلي عينة من القادة السياسيين العرب عن معني البعد الإسرائيلي في هويتهم ذكر القسم الأكبر منهم تفسيرات تتعلق بالمستوي القانوني الرسمي . أي أن البعد الإسرائيلي يعني ، بالنسبة إلي معظمهم ، السكن أو الإقامة أو المواطنة في دولة إسرائيل وما نجم عن ذلك من التزام تجاه قوانين هذه الدولة والتفاعل مع مؤسساتها ومواطنيها .
و ينعكس انتشار هوية " العربي – الإسرائيلي".في هذه المرحلة . بسلوك المواطنين العرب خلال انتخابات الكنيست فقد شارك في عملية الانتخابات ، بين سنة 1951 وسنة 1965 ، ما نسبته 86% - 92% من العرب أصحاب حق التصويت كما صوتت الأغلبية الساحقة من الناخبين العرب ( 76% - 84%) للأحزاب الصهيونية وخصوصا حزب ماباى والقوائم العربية المرتبطة به ، وصوتت أقلية صغيرة فقط ( 16%- 24%) للحزب الشيوعي وهو الحزب غير الصهيوني الوحيد في ذلك الوقت وعلي الرغم من تطبيق نظام الحكم العسكري علي الأقلية العربية ، وإضعاف هذه الأقلية ، وإحكام تبعيتها الاقتصادية للقطاع اليهودي فلا يصح استنتاج بعض الباحثين " انه لا يمكن اعتبار السلوك الانتخابي ، خاصة في هذه الفترة ، مؤشرا علي المواقف السياسية لعرب 1948 "
ويقول " أميل حبيبي " من قيادات النخبة العربية في إسرائيل :
" أذكر الدعاوي التي كانت تسمع في الماضي في بلادنا عن ان العرب ، من مؤيدي الشيوعية لا يفهمون الشيوعية إنما يؤيدون البرنامج السياسي للحزب الشيوعي الإسرائيلي ، فاعتبرت هذه الدعاوي من قبيل التعالي القومجى( اليهودي) فالحقيقة انه ليس العرب فقط بل كل العاملين والمسحوقين ، من مؤيدي الأحزاب الشيوعية ، إنما يؤيدونها لانهم يؤيدون برامجها السياسية ، ولأنهم أقتنعوا بأن الشيوعية هي أمتن سفينة وربما السفينة الوحيدة التي في إمكانها تحقيق أمانيهم العادلة فماذا علينا ان نفعل بعد ان اتضح لنا ، تاريخيا ، وعمليا . أن هذه السفينة متصدعة وغارقة ولن تصل إلا إلي الهاوية " . " فلا أنا وغيري ياشعبي الطيب " يتمناك" ولا الحركة الشيوعية إننا نثق بقدرتك يا شعبنا الصابر على التحليق في كل الأجواء ونبقي نتمني إلا يسقط طائر من الطيور التي تحن إلي حياة الأقفاص فلا أقفاص بعد اليوم قوموا وحلقوا في أجواء الفضاء لأن ما من بديل ولأن شعبكم عصي علي احتوائه في أي قفص .
وفي هذا الإطار يقول عزمي بشاره : " لقد مالت الأبحاث المختلفة بصورة عامة ، إلي التعامل مع الناحية السياسية وبتعبير أدق إلي رصد " السلوك السياسي" للعرب في إسرائيل" كما يظهر قبل انتخابات الكنيست والسلطات المحلية وبعدها وهكذا ربط موضوع الهوية بالسلوك السياسي وبالعكس ثم بدأنا نشهد اهتماما بالبحث في الحالة الاجتماعية والاقتصادية للعرب في إسرائيل وطليعة هذا التوجه والبارز فيه ، هو الإسرائيلي روزنفيلد . وأهمية هذه الأبحاث هي في انها توقف الهوية المزدوجة علي أرجلها بالكشف عن بعدها المادي في الواقع الاقتصادي – الاجتماعي . وبذلك لا تعتبر ازدواجية الهوية والسلوك السياسي شكلا من أشكال الأزمة النفسية بل تتعداه لتغدو صدعا في الواقع وتكمن في هذا الأدعاء ذرة من الحقيقة. فليس لدينا ( وأقصد لدي الأقلية الفلسطينية في إسرائيل) مفكرون واسعو الأفاق يتجاوبون مع التحديات السياسية والثقافية هنا وفي العالم . عندنا متعلمون يتخصصون بمجالات معينة من الحياة في القرية العربية ." و بعد أن حصل العرب في إسرائيل علي الحقوق الليبرالية للمواطنة- أي إقامة دائمة وإمكان التصويت – بدأ يتطور لديهم الوعي بالاضطهاد . وهو وعي من الصعب تعريفه بأنه وعي أقلية قومية . لم تكن هناك آنذاك قيادة قومية , أو نخبه قومية في وسعها أن تصوغ للعرب في إسرائيل وعي أقلية قومية .
إن الأغلبية الساحقة من النخبة الفلسطينية . التي تطورت في أخر المرحلة العثمانية وأيام الانتداب البريطاني ، كانت قد تشردت و تشمل تلك النخبة فئات الأرستقراطية والطبقة المتوسطة والمتعلمين والنخبة الثقافية – التي بدأت تنظم أحزابا سياسية في ظل الانتداب البريطاني . وبقي تحت حكم إسرائيل هامش المجتمع الفلسطيني في الجليل والمثلث ، ويتكون من سكان قرويين تلخصت مساهمتهم في الحركة القومية الفلسطينية بمشاركتهم في ثورة 1936 – 1939 ولم يكن لهم دور بارز في الحركة الثقافية الفلسطينية في المراكز المدنية ( القدس وحيفا ونابلس وعكا ويافا......) هذه الحركة تابعت تطورها بعد سنة 1948 في الأوضاع الجديدة أوضاع التشرد الفلسطينى ، اما فرصة الألتقاء معها فقد سنحت بعد سنة 1967 . ويمكن القول ان السكان الفلسطينين الذين بقوا في إسرائيل بعد سنة 1948 كانوا بقية مهزومة من مجتمع مهزوم .وتجلت هذه الحقيقة في نظرة هؤلاء السكان إلي انفسهم وإلي الحكم العسكري الإسرائيلي ، وكذلك طموحهم في ذلك الحين إلي احراز الأمن لا المساواة . وقد رأوا ضمان ذلك في السلوك السياسي " الحسن " والمحاولة المشوهة للاندماج – أي ان يقبلوا في مؤسسات الدولة : الكنيست والهستدروت وحزب ماباي ( الذى كان يصعب آنذاك تمييزه من مؤسسات الدولة )ولم تكن ردة الفعل الإسرائيلية تجاه محاولة القبول أو الاندماج هذه قبولا ولا دمجا .
وحول التناقض بين عضوية بشارة للكنيست ورفضه للدولة العبرية قال عزمي بشاره :
" صحيح . هذا هو تناقض العرب في إسرائيل هذا هو تناقض عزمي بشارة في دولة إسرائيل .وإذا قال لك عزمي بشاره إنه لا يوجد هنا تناقض فقل له : أنت كاذب . إذ لا يمكن القول " أنا عربي فخور وإسرائيلي مخلص في الوقت ذاته هذا هراء يوجد تناقض هنا وهو ليس تناقضا عقليا وإنما تناقض يفرضه الواقع .مع ذلك فأنا أعتقد أن دورنا هو تحويل هذا التناقض إلي دافع بناء يتعين علينا أن نتناول هذا التناقض وأن نجعله قاطرة ، قوة دينامية قوية جدا تغير وجه الواقع ، السير حتى النهاية في القضية الفلسطينية من جهة والسير حتى النهاية في القضية المدنية الإسرائيلية من الجهة الأخرى علينا أن ندفع إلي الأمام قضيتنا والقضية الليبرالية – والديمقراطية في الوقت نفسه . وعدم التباكي علي أننا ممزقون بين هويتنا أو أننا نسقط بين كرسيين بل علي العكس يجب ان نتنازل وألا نتلوى وأن نطالب بالمساواة المدنية الكاملة وأن نكون كعرب جزءا فاعلا في الديمقراطية الإسرائيلية ." " يوميا . أشعر بهذا التناقض وأحيانا عدة مرات في اليوم ذلك بأنني في الواقع من جهة مفعم بالتقدير للكنيست إذ يجري هنا عمل برلماني مدهش ومرتب وأعتقد أن ثمة القليل من البرلمانات مثلة في العالم . وأنا أقدر هذا وفي مقاطع معينة فإن الديمقراطية الإسرائيلية مدهشة وهناك ما يمكن تعلمه منها لكن من جهة أخري فإن اغترابي هائل وهو أساسي تماما ذلك بأن كل شئ هنا غارق في هذه الرمزية اليهودية التي تنبذني خارجها في : آيات من التوراة والأحاديث عن القدس وصورة هيرتسل وأحيانا في الجلسات الاحتفالية بالذات أجد نفسي مضطرا إلي ان أتمسك بالطاولة كي لا أنفجر وأصرخ وإلي أن أتمالك رباطة جأشي . أنا لا أحب من يفسد الاحتفالات فهذا لا يخلف سوي طعم مر ولا يغير في الأمر شيئا لكن هذا صعب علي أنت لا تتصور كم هو صعب ."
ورغم ان عرب 1948 م حاولوا التعايش مع قدرهم في ظل دولة عنصرية صهيونية ، وان يحتملوا قوانينها ويحملوا جواز سفرها في معادلة غريبة تتبادل فيها الحرية والقيود ، المواقع – لانه لم يفز بحريته فوق ارضه الا لانه ارتضى القيد الإسرائيلي الذى لازمه صباحا ومساء وهو ما أشار اليه " اميل حبيبى " وهو يتحدث عن الكأس المرة التي تجرعها حتى الثماله 0 وعبر عنها الشاعر ، "سميح القاسم " من أرض الجليل قائلا : صبري ينمو علي كل الجهات ......" فأشهدوني .....!! ها انا انفض أكفاني واتي .....وانا اعلم إني ، ما دفعت الثمن الكافي لغير في الوطن ... ليس حبي اضعف الإيمان ...لكني اغني .... نحن مازلنا ...... ومازال الزمان . وفى شهادة الأديب الشهيد " غسان كنفانى " عن شعراء الأرض المحتلة عام 1948 قال في كتابه" ادب المقاومة " سنة 1965 توجه الشباب العربي للاحتفال بذكري مذبحة كفر قاسم التى تمت عام 1956 م وراح ضحيتها أكثر من خمسين امرأة وطفل ومنعهم الحاكم العسكري الصهيوني وهو ينشىء أسلاكا شائكة حول القرية المنكوبة فانطلق شعر المقاومة من عرب 1948 وكانوا الأبرز والأفضل بين اقرانهم من شعراء العربية وهم يبدعون في ظل جنسيتهم الإسرائيلية بأنهم عرب مقيدون وحريتهم في قيودهم لكنهم لا ينسون عروبتهم
----------------------------------------
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
المبحث الثاني
تأثير الهزيمة العسكرية عام 1967م علي عرب 1948:
---------------------------------------
علي الرغم من صدمة العرب في إسرائيل بالهزيمة العسكرية العربية فإن احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة كانت له تأثيرات مهمة فيهم فاستعادة صلتهم بشعبهم الفلسطيني هناك وجهت ضربة قاصمة إلي العنصر الإسرائيلي المكتسب في هويتهم وعززت وعيهم وهويتهم العربيتين وإحساسهم بالارتباط الفلسطيني والانتماء العربي – وفي الواقع كان عرب 1948م مستعدون إلي حد ما لعودة الصلة هذه فالانقطاع لم يكن تاما بفضل أجهزة الإعلام المتطورة ففي العام 1967م وقبل ان تنشئ إسرائيل التلفزة الخاصة بها كان عرب 1948 م يملكون عددا من أجهزة التلفاز اكبر مما كان عليه اليهود الإسرائيليين لأنهم كانوا يلتقطون البث التليفزيوني اللبناني والمصري والسوري وفيما بعد الأردني ايضا وأثارت عودة الصلة مسألة الانتماء لأن النشاط الوطني الفلسطيني في الضفة والقطاع كان يرافقه افتقاد لدرجة ولاء عرب 1948 للقضية الفلسطينية فقوة إسرائيل العسكرية التي ألحقت بالعرب هزيمة نكراء في حرب 1967 م عززت وجهه النظر البراغماتية وسط عرب 1948م في مواجهة القوميين – وخصوصا أن الخيبة من إخفاقات الدول العربية وجهت ضربة إلي ذلك الأمل الذي كان يراودهم بتطورات عربية تحررهم من وضعهم المأساوى الانعزالي وهو الأمل الذي كان يساعدهم في الماضي علي الاستقرار والانتظار لكن التماس المتجدد مع فلسطيني الضفة والقطاع جعلهم عرضة للتأثر بجمهور عربي فلسطيني وقومي متقدم ، وأصبحوا شهودا علي نشاطات نضالية ميدانية – وبدأت تثور التساؤلات لديهم مجددا بشأن المسائل المتعلقة بمكانتهم كأقلية عربية في الدولة اليهودية وهل يقبلون بهذه المكانة ويسعون لتحسينها بالنضال السياسي – أم يتركوا هذا المجال ويهتمون بشئون الفرد والعائلة ؟ أم يرتفعون إلي درجة تعزيز روابطهم بالعرب وفلسطين – مرة أخري وهنا ستكون المواجهة مع النفس بحثا عن الهوية وكان افضل من عبر عن هذه الحالة الفلسطينية بين عرب 1948 وعرب الضفة الغربية وقطاع غزة بعد ذلك الشاعر "محمود درويش" ابن الأرض الفلسطينية المحتلة منذ نكبة سنة 1948 الذى عالج هذه القضية في قطعة نثرية ، تعبر عما يجيش في صدره من آلام ضد المجتمع الدولي الذي لا يريد أن يرضى به كفلسطيني بقصيده عنوانها:
ذاهب إلى العالم …غريب عن العالم … قال فيها
هكذا يستيقظ العالم …هكذا ينساني …
لا يذكرني إلا في حالتين :حين أجرب الموت ،وحين أجرب الحياة ..
ولقد مت لمدة ربع قرن ، وشبعت موتا …
واليوم …اليوم لم يذهب العالم إلى غرفة النوم ،وقف على حافة الكرة الأرضية ، وأمرني بالخروج من دائرة الإنسانية ، لأنني حاولت أن أقذف الدائرة حاولت الدخول .
-ماذا يعنيك من تاريخي أيها العالم …ماذا يعنيك ..؟؟
-التاريخ هو الماضي وأنا أدرسه في المعاهد - وأين رأيتني أول مرة ؟
-كنت دائما أراك على تراب فلسطين حتى خرجت وعاد السلام والصفاء إلى الأرض فلماذا تعود الآن ؟لماذا تكسر الصفاء ؟
هكذا يفهمني العالم ، وهكذا يريدني .لقد انتهى صراعنا ما دمت قد خرجت من فلسطين وما عاد للنار من حارس .واكتملت معادلة سلام العالم ،وصار الأمن الدولي مشروطا بغيابي عن فلسطين وعن الإنسانية . لم أودع أحدا ، ولم أودع شيئا ودحرجني كعب بندقية من الكرمل إلى الميناء .
ويكمل محمود درويش بروح الأديب الشاعر :-
-للمرة الأولى سأل العالم نفسه :من أخبره أنه قنبلة ؟
-من كثرة ما ضربوه بالرصاص ،تراكمت الشظايا على الشظايا ،فولدت الطاقة ،وصار قابلا للانفجار . أخرجوه من دائرة العالم ... لقد أخرجناه …وعاد .
-انصبوا له كمينا على حافة الأرض ..وادفنوه في الفراغ .
-لا يمكن الاقتراب منه ، لأنه مدمج بربع قرن من المأساة والغضب والانفجار .
-إرهابي ، نعم إرهابي وبائس ..ولكني فلسطيني وسأظل للأبد فلسطيني .
إن محمود درويش الذي عانى ربع قرن من الاحتلال الصهيوني لفلسطين في حيفا ،مدلول قضية الإنسان في الأرض المحتلة الفلسطينية إنها عملية قتل الإنسان روحيا مع البقاء على حياته جسديا . وعندما يفكر هذا الإنسان في أن يعيش يفكر الأخرون في إبادته جسديا ..
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
المبحث الثاني
مواقف وأراء قادة العدو لمستقبل الأرض المحتلة 1967م :
---------------------------------------------
يقول دايان فيما يشبه الكشف الذاتي ملخصاً مشاعر الصهيونية تجاه نتائج الحملة العسكرية الثالثة : " إنه لمدة عشرين عاماً من عام 1948 وحتى حرب الأيام الستة سنة 1967 ، عشنا الشعور بأننا نحيا في القمة ، نتنفس هواء صافياً ، قاتلنا حتى وصلنا القمة واكتفينا بما حصلناه .. ولكن بالنسبة لمشتهانا بيننا وبين أنفسنا لم نكن في الحقيقة سعداء أو مكتفين ولكننا قبلنا في أنفسنا أن إيلات هي حدنا الجنوبي ، وأن عرض دولة إسرائيل هو المدى بين قلقيلية والبحر البالغ أقل من عشرين كيلو متراً ، وأن القدس القديمة خارج الحدود وأن هذه هي الدولة ، وعشنا فيها .. وفي حياة الواقع اليومية عقدنا سلمنا الخاص مع كل هذا .إن مصدر الهزة الكبيرة التي نحياها اليوم كامن في إدراكنا للحقيقة بأننا كنا مخطئين وعلينا أن نعترف لأنفسنا بذلك . حسبنا أننا بلغنا القمة ولكن اتضح لنا أننا ما زلنا في مراقي الجبل .. القمة أعلى . إيلات لن تكون حدنا الجنوبي وإنما شرم الشيخ وليست المطلة حدنا الشمالي وإنما القنيطرة ، وغزة ستكون جزءاً من إسرائيل ، والحد الغربي مكاناً ما في سيناء ، هذه قمة جديدة ..!! وطبقاً لهذا الذي يرسمه وزير الدفاع الصهيوني ، ترسم شخصية الحكم العسكري للاحتلال في الأرض المحتلة بعد عام 1967 …!! و في هذا المجال تجدر الإشارة إلى الحمائم والصقور بين قادة العدو في عرض لسياسة الاحتلال في المناطق المحتلة ، وقد انقسمت حكومة الائتلاف الصهيونية إلى فئتين : فئة تطالب بإبقاء المناطق المحتلة تحت الحكم الإسرائيلي بشكل رسمي ، وتدعو إلى عدم إعادة شبر واحد من الأراضي المحتلة إلى الدول العربية ، وفئة ثانية تدعو إلى إعادة بعض المناطق العربية المحتلة مقابل سلام دائم مع العرب
ومع اشتداد الصراع بين هاتين الفئتين في الثلث الأخير من عام 1968 ، حول مصير المناطق المحتلة ، استطاعت فئة الصقور إحراز نصر جزئي في الصراع الداخلي . حيث ظهر أن معظم "الحمائم" أصبحت تؤمن أنه لا مناص من إبقاء المناطق التالية إلى الأبد في حدود دولة إسرائيل :
1. قطاع غزة ، العريش وضواحيها .
2. هضبة الجولان .
3. القدس الشرقية وضواحيها .
4. الخليل والقرى المحيطة بها وقلقيلية
والأمر الذي يسترعي الانتباه عند التحقق في مواقف صقور إسرائيل وحمائمها ؛ أنها لا تستقر دائماً على فكرة معينة باستثناء ، ففي بعض الأحيان تتغير المواقف ، وتأخذ الحمامة الوديعة بـ"التصقر" ويأخذ ريش الصقر بالتحول إلى ريش حمامة . وعلى سبيل المثال نجد أن "موشيه ديان" من الصقور لا يتخوف من التكاثر الطبيعي لدى السكان العرب في المناطق المحتلة ويدعو إلى دمجهم في اقتصاد إسرائيل ، بينما نجد "تيماس سبير: يتصدى له ويعارض دمج سكان المناطق المحتلة باقتصاد إسرائيل خوفاً من التكاثر لدى السكان العرب ، وبالتال خوفاً على الصبغة اليهودية لدولة إسرائيل ، كما وأنه يعارض تشغيل السكان العرب داخل إسرائيل وذلك لحماية "العمل العبري" من التلوث . والجدير بالملاحظة أن فئتي الحمائم والصقور تؤيدان فكرة الاستيطان اليهودي في المناطق المحتلة ، ولا يوجد فارق بينهما إلا في الأسلوب تجاه هذه المسألة . وهذا الأمر يتنافى ومطالب فئة الحمائم التي تسعى إلى جعل المناطق العربية قابلة للمساومة حين إجراء مفاوضات مباشرة مع العرب
ولا يقتصر اصطلاح الحمائم والصقور في إسرائيل على أولئك الذين يعملون في حقل السياسة فحسب ؛ بل يشمل أيضاً الجمهور الإسرائيلي ، ففي استفتاء أجراه "رفائيل جيل" مدير مؤسسة يوري لاستقصاء الرأي العام في إسرائيل ، تبين أن 54,5% من الخاضعين للاستجواب قالوا أنهم من الصقور في سياسة العدو ولم يفصح 19,6% عن آرائهم .
إن فريق الحمائم في الحكومة الإسرائيلية ، وممثلو حزب السلام ، بدا ميالاً للتخلي عن مساحات أكبر من الأراضي المحتلة مقابل سلم حقيقي ، وعارض مبدأ الإستيطان الواسع أو تقرير خارطة محددة لإسرائيل قبل استئناف فرص السلام . وأظهر أنه يكتفي بالجولان وقطاع غزة وشرم الشيخ إضافات للخريطة ، ويترك الضفة الغربية وصحراء سيناء مجالاً قابلاً للأخذ والرد في مباحثات مقبلة ، بينما طالب فريق الصقور بالمقابل وأبرز عناصره في الحكومة : ديان و آلون ، بإستيطان الضفة الغربية ، إضافة للجولان وغزة وأجزاء من سيناء ، إستيطاناً حثيثاً وعلى نطاق واضح.
إن فريق الصقور كان يخشى –كما يبدو- من أن تؤدي عوامل معينة إلى ازدياد الضغط على إسرائيل لكي تنسحب من معظم المناطق ، ومن أن يغير فريق الحمائم والرأي العام الإسرائيلي موقفه تحت الضغط في اللحظة الأخيرة من مسألة إحداث تغيير جذري في خريطة إسرائيل ، ومن هنا وضع تشديده على ضرورة خلق وقائع جديدة . و إن عبارة خلق وقائع جديدة من العبارات التي يكثر فريق الصقور في إسرائيل من استخدامها ، والوقائع الجديدة لا تتمثل في الإستيطان وإنما أيضاً في الدمج الإقتصادي التدريجي ، وفي إنشاء القواعد والمراكز العسكرية ، وفي توسيع شبكة الطرق وتحسينها .
إن نظرية إيجال آلون في هذا المجال تضع التأكيد في الإستيطان على المجال الأمني بالمعنى السياسي-العسكري له ، وأن الجدل الأساسي حول الإستيطان والدمج الإقتصادي كان يمس الوضع في الضفة الغربية ، وربما غزة وليست الجولان بالتأكيد ، حيث أن الجولان اعتبرت جزءاً من إسرائيل . و إن الإستيطان في الجولان كان يسير بسرعة حثيثة كما تظهر المخططات الموضوعة لتطوير الإستيطان ومصادر المياه والزراعة في الهضبة ؛ هذا بالنسبة للجولان . ولم يكن الأمر كذلك بالنسبة للضفة الغربية . إن التصورات بشأنها ما زالت غامضة ، وإن كان هذا لا يعني أن حركة فرض الوقائع الجديدة فيها غير جارية . إن إسرائيل لم تصرح حتى الآن أنها معنية بضم الضفة الغربية ، وما زال القانون الأردني ساري المفعول والعملة الأردنية معمولاً بها . والسبب الرئيسي هو أن الضفة الغربية عامرة بالسكان ومن الصعب جداً ؛ ضمن الظروف السائدة الآن في المنطقة والعالم تفريغها من سكانها الفلسطينيين العرب .
إن آلون يصرح بأنه مهما كان الحل السياسي للمناطق المأهولة بالسكان في القرى العربية في الضفة الغربية ، فإن نهر الأردن وغور الأردن وسلسلة الجبال العالية التي تمتد بمحاذاة نهر الأردن بما في ذلك الصحراء الواقعة بين البحر الميت والخليل يجب أن تبقى كلها بيد إسرائيل .وقد دعا إلى إقامة سلسلة من المستوطنات تغلب عليها الصفة العسكرية في المناطق الإستراتيجية غير المأهولة كثيراً بالسكان لتمثل حزاماً أمنياً يمتد على طول نهر الأردن ويساعد إسرائيل على محاربة التسلل الفدائي ومنع دخول أي جيش عربي إلى الضفة في المستقبل .
إن مهندس سياسة الوقائع المفروضة والدينامو المحرك لها في الحكومة الإسرائيلية هو كما ولا بد أنه وضح من كلامنا ، موشي ديان . إنه يصر على أن السؤال الوحيد الواقعي والمطروح أمام الحكومة ليس برنامج السلام هذا أو ذاك ، وإنما "ما العمل؟ إبقاء الاختبارات مفتوحة ، والامتناع عن فرض وقائع حتى لا تصبح عائقاً في طريق المفاوضات والسلام .. أو الانطلاق بجهد متواصل على مدى الـ24 ساعة لخلق وقائع جديدة ، وتحطيم القديمة وتغيير الواقع .. تغييره بشكل يقربنا من الوضع الذي نطمح إليه …
إن المهم عند ديان ليس الجانب الأمني-العسكري في الإستيطان ، كما يرى آلون ، وإنما المهم عنده هو خلق وقائع سياسية جديدة ، ولذلك لا يكتفي ديان بمستوطنات آلون الدفاعية وإنما يطالب بإقامة مدن يهودية في الضفة الغربية في أماكن مشرفة على الطرق الإستراتيجية .
ويعتقد دايان أنه متى تم إنشاء المدن ، فإن دمج اقتصاد الضفة الغربية باللإقتصاد الإسرائيلي سوف يتحقق تلقائياً . وإن هذا الدمج يمثل في الحقيقة المطلب الثاني لدايان بالنسبة لخلق الوقائع المفروضة ، وهو مطلوب لتقليل اعتماد الضفة الغربية على الدول العربية المجاورة ، وزيادة اعتمادها على إسرائيل . و إنه يقول في خطاب علني ألقاه في بئر السبع بتاريخ 6/11/1968م بأن على اليهود أن يتعلموا الحياة مع السكان العرب ما دام ليس في نيتهم طردهم من الضفة والقطاع ، وليس في نيتهم التخلي عن حقهم في الحياة في الخليل وإستيطانها .و إنه يدعوهم للعمل على تغيير مشكلة العلاقة النائمة بحيث يصبح الواقع واقع تعايش –كما يفهم هو طبعاً- لا واقع حواجز وعداء . إنه يطرح السؤال : ما معنى الحياة سوية؟ ونجيب عليه : "شيئان: أولاً بمقدار ما يتعلق الأمر بنا سحق الحواجز والتغلب على مشاعر العداء . ثانياً : تحقيق الدمج الإقتصادي ، ربط شبكات الكهرباء الرئيسية ، ربط شبكات المياه ، إقامة شبكة مواصلات مشتركة ووضع برنامج زراعي مشترك للمنطقة كلها .. وأكثر من ذلك بجب إتاحة الفرصة لعرب الخليل للعمل في بئر السبع لأنه يوجد هناك في الخليل بطالة مقابل نقص في الأيدي العاملة في بئر السبع ، كما هو الأمر بالنسبة لسكان رام الله والعاملين في القدس "
إن استيطان الضفة الغربية ودمجها اقتصادياً بالإقتصاد الإسرائيلي يحقق لدايان أمر من أمرين : بقاء الضفة منطقة أمنية عسكرية ومفتوحة لليهود للزيارة والعيش والإستيطان ، وخلق أوضاع مادية وأنماط حياة جديدة بين الفلسطينيين العرب واليهود من جهة أخرى ".
أما بالنسبة للوضع السياسي فإن دايان يقول بأنه لا يهمه كثيراً إذا اختار سكانها أن تكون جزءاً من الأردن مع شيء من الاستقلال الذاتي إو اختاروا لها البقاء مستقلة ، أو قرروا بكل بساطة أن تكون جزءاً من الأردن ولكن بشرط أن تقبل مطالب إسرائيل وهي كما يلي على حد رأيه :-
1. أن يكون للإسرائيليين كحق وليس كمنة أن يزوروا ويعيشوا ويستوطنوا .
2. أن يكون للإسرائيليين قواعد عسكرية في الضفة الغربية وأن يكون الجيش الإسرائيلي قادراً على العمل بحرية ، سواء في الحرب الصغيرة الآن ضد الفدائيين أو في حالة وقوع حرب أكثر شمولاً ، ويجب أن يكون بالطبع قادر على العمل بحرية لمنع دخول أي جيش عربي للضفة الغربية . و إن دايان لا يريد فرض الجنسية الإسرائيلية على عرب الضفة والقطاع لما تتبعه من حقوق سياسية ولا يسمح لهم بالتوطن داخل حدود ما قبل حزيران لأنه يريد الحفاظ على الطابع اليهودي لدولته ولكنه يدرك في الوقت ذاته أنه من المستحيل إبقاء مجتمع بأكمله قاصراً سياسياً . إذن ما الحل؟ إن منطلق الحل الذي يتوصل إليه دايان هو :
إبقاء الاتصال بين السكان العرب في المناطق والدول العربية مستمراً ، وتمكينهم من الاحتفاظ بروابط قومية وثقافية وثيقة مع الدول العربية ومن الذهاب إلى هناك للدراسة .
إن مثل هذا الحل بالطبع ليس حلاً وإنما مجرد "لعب" لا أكثر ولا أقل ، ومن هذا الإطار تحسب الخطوات التي لم يتم تنفيذها حتى الآن : المستوطنات التي أنشئت والمخطط لإنشائها ، الإستيطان اليهودي في مدينة الخليل والمخطط لإنشاء خليل اليهودية ، مصادرة الأراضي ، القواعد العسكرية ، شبكة الطرقات التي دمرت أو وسعت أو حسنت توعيتها ، شبكة كهرباء غزة التي ارتبطت بإسرائيل والمركز الصناعي الذي أقيم في شمالها هذا العام ، وأكثر البحث العلمي والزراعي لدرس التربة والمناخ والتنقيب عن مصادر المياه ، العمل العربي في إسرائيل ، الاستثمارات اليهودية في المناطق المحتلة ، والجسور المفتوحة ، إنها كلها تسير في طريق واحد ، فرض وقائع جديدة تكون محصلتها العملية فيما لو استمرت الحركة ، قيام إسرائيل أكبر تحكم ، شعباً فلسطينياً ليس قاصراً سياسياً وإنما مغلوباً على أمره ، مسموحاً له بالاحتفاظ بروابط قومية وثقافية مع البلدان العربية تحرزاً لمشاعره حتى لا يثور . و مباشرة بعد حرب الأيام الستة أقيمت في المناطق المحتلة حكومة عسكرية لتتولى مهام الأمن وإعادة الحياة إلى مجاريها الطبيعية ، وقد قسمت المناطق المحتلة إلى أربع وحدات إدارية ، وعين على رأس كل وحدة حاكم عسكري . والوحدات الإدارية الأربع هي :
1. الجولان.
2. الضفة الغربية .
3. قطاع غزة وشمال سيناء.
4. منطقة شرم الشيخ في جنوب سيناء ويطلق عليها المحتلون اسم منطقة شلومو .
وقد كان الدافع لهذا التقسيم اختلاف القوانين المعمول بها في كل من المناطق المذكورة من جهة وتسهيل إدارتها من جهة أخرى . وبينما ظل القانون الساري في الضفة الغربية هو القانون الأردني ، ألغي القانون السوري في الجولان عام 1968 وحل محله القانون الإسرائيلي . واعتبرت الجولان جزءاً من إسرائيل ومنطقة تطوير واستيطان.
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
المبحث الثاني
-------------------
القومية العربية والصهيونية :
--------------------------------------
كانت مرحلة 1948 – 1967 مرحلة عزلة لكن حتى في بداية توطد وتميز ملامح المجتمع العربي في إسرائيل حافظ السكان العرب علي صلة بالعالم العربي الواسع عبر أجهزة الراديو ( وصوت العرب من القاهرة ....) ومنذ ذلك الحين صيغ نمط السلوك المتميز للعربي مواطن دولة إسرائيل وهو السير علي حبل دقيق بين الانتماء إلي الأمة العربية وبين الشعور بالضعف المقترن بمطمع تحقيق الأمن في إطار دولة إسرائيل . وعلي الرغم من ان أغلبية العرب البالغين صوتت في حينه للاحزاب الصهيونية ، وعلي الرغم من ان ما نظم علاقة هذه الأغلبية بالسلطة كان قانون الخوف ، فإنها أيدت عبد الناصر ومطمحي الوحدة العربية والتحرير من نير الأستعمار اللذين أعرب عنهما وكان شعور تأييد عبد الناصر وكل ما يمثله مشتركا في حينه لدي " التيارات السياسية " كلها وقد أظهر أن " التعاون " مع السلطة كان في الواقع شكلا من أشكال الغربة لا دليلا علي الانتماء " وعن القومية الصهيونية قال عزمي بشاره في مقابلة معه 1998 : " الصهيونية في الأساس لم تكن حركة تحرير قومي ، وإنما حركة وضعت لنفسها هدف إقامة دولة بأغلبية يهودية في بلد فيه أغلبية عربية لقد كانت حركة أرادت أن تحول اليهود إلي أمه من خلال إقامة دولة يهودية ولهذا الغرض فقد اعتمدت ممارسات كولونيالية وكانت جزءا من المشروع الكولونيالي ( الاستعماري) في الشرق الأوسط صحيح أن الاستعمار الصهيوني كان يختلف عن الاستعمار البريطاني أو الفرنسي أو الألماني إلا إن الممارسات الصهيونية كانت استعمارية ، كما أن الصهيونية رأت نفسها جزءا من المشروع الاستعماري من الواضح تماما أنك إذا كنت تستوطن بلدا ليس بلدك وإذا كنت تريد أن تحقق حقوقك السياسية علي حساب شعب أخر فإنك ملزم بأن تستخدم العنف فأنت لا تستطيع أن تحول بلدا ذا أغلبية عربية إلي بلد ذى أغلبية يهودية من دون عنف وفي هذه الحالة فإن العنف يغدو جزءا لا يتجزاء من مشروعك وينبع من ذلك ، طبعا أن يقاوم السكان العرب الأصليون بالعنف .في هذا الجانب ، كان زئيف جابوتنسكي من جهته محقا تماما في مقالته عن الجدار الحديدي ومن هنا فإن فكرة دولة اليهود في رأيي هي من الناحية التاريخية غير شرعية .وإذا كنت تسألني فأنا لست مستعدا لأن أمنح إسرائيل شرعية تاريخية ومع أن الفكرة الصهيونية لم تكن عنصرية بمعني التمييز بين العناصر المختلفة إلا إنها كانت تقوم بالتأكيد علي أساس تجاهل السكان الأصليين والنظر إلي الآخرين ككائنات دونية والمقصود ليس الفلسطينيين فقط بل أيضا الشعوب العربية بـأسرها والشرق بأسره بل حتى اليهود الشرقيين . لكن وفضلا عن ذلك فأنا ملزم اليوم بالاعتراف بحقيقة ان الصهيونية نجحت في ان تبلور هنا جمهورا يهوديا إسرائيليا له اليوم الحق في تقرير المصير وهكذا فإنه حتى لو لم يكن لإسرائيل قبل 50 عاما حق في الوجود – وفي رأيي لم يكن لها حق في الوجود – فإن لها اليوم شرعية ما تنبع من حقيقة أنه تبلورت هنا قومية يهودية – إسرائيلية محورها اللغة العبرية . " انا لا أعترف بوجود شعب يهودي واحد في كل العالم .وأعتقد أن اليهودية دين لا قومية وليس للجمهور اليهودي في العالم أي مكانة قومية ، ولا أعتقد أن لهذا الجمهور الحق في تقرير المصير كما أني لا أعتقد أنه كان هناك قومية يهودية في أوروبا قبل ظهور الصهيونية فيهودية ذاك الحين لم تكن حتى مجموعة سكانية دينية موحدة لقد كانت سلسلة من المجموعات السكانية الدينية حاولت الصهيونية تحويلها إلي شعب من خلال إقامة هذه الدولة .لكن ما أعترف به ، فعلا هو ذاك الشعب اليهودي – الإسرائيلي الذي أوجدته الصهيونية هنا وأنا لا أقبل التاريخ الصهيوني لكني ملزم بالاعتراف بثماره فلا مفر لقد ولدت هنا أجيال ونشأت هنا لغة وأدب وثقافة وعلي الرغم من أن الطفل القومي الإسرائيلي ولد بصورة غير مشروعة فإنه لا يسعني أن أقول عنه إنه غير موجود ، وإن لا حقوق له وأنا لا أصر إلا علي ألا تجد حقوقه تعبيرها بشكل عدواني وألا يستغلها كى يمس الأطفال الآخرين ويضر بهم ويأتي علي حسابهم ."
ويقول عزمي بشاره حول تعلقه بمبادئ الناصرية والقومية العربية :-
عندما نشأت في الناصرة في بداية الستينات كنا أناسا مهزومين ومهانين وكان كثيرون منا لاجئين في بلدهم وكنا كلنا معزولين عن العالم العربي عن محيطنا الثقافي الطبيعي كنا نعيش داخل نوع من الحصار المهين داخل البقايا التي خلفها المجتمع الفلسطيني في اثر ضربة سنة 1948 عندها وعلي حين غرة ظهر هذا الصوت من الخارج والذي أنصت إليه الناس يدوي من المذياع الصغير في قراهم التي لم تصل إليها الكهرباء في كل أرجاء العالم العربي وقد قال هذا الصوت إننا جزء من أمة قوية وعظيمة من المحيط إلي الخليج وكان هذا الصوت ذاته قويا ومدهشا وفجأة شعرنا بأننا لسنا ذاك الطفل المضروب المسكين بل لدينا أخا كبيرا يمكن الاعتماد عليه أخا كبيرا تخافه إسرائيل نفسها خوفا شديدا ولعله هو الذي سيعلمها الدرس أخيرا وهكذا فقد تماثلت جدا مع شخصية عبد الناصر وأقواله ." " وعندما كان عبد الناصر يخطب كان بيتنا الذي كان فيه التلفاز الوحيد في الحي يبدو كالسينما ما كانت أمي لتستطيع الاستماع إليه من دون أن تذرف الدموع ربما كان من ناحية نوعا من صلاح الدين بالنسبة إلينا . لقد كان لي عدة أبطال : صلاح الدين ، عبد الناصر ، ولينين كما كانت لدي تصورات أن يأتي الجيش الأحمر فيحررنا . وقبل سنة 1967 م تعززت هذه التوقعات جدا ولا أعتقد أني حلمت في حينه بأن تمحي إسرائيل أو بأن يختفي اليهود لكني رغبت جدا في أن ينتصر العرب في أن تتغلب القومية العربية علي إسرائيل في ان تصلح الظلم رغبت في ان ينتصر الطيبون علي الأشرار .
ولهذا السبب فإن الصدمة بعد هزيمة سنة 1967 كانت عظيمة جدا وأتذكر أبي محبطا تماما ولا يذهب إلي العمل عدة أيام وأتذكر الإحساس الحقيقي بالحداد الذي ساد البيت " فجأة بات واضحا انه انتهي . خلاص لن تختفي إسرائيل وأنها ليست ظاهرة إمبريالية بسيطة كالجزائر أو فيتنام وأن الأمة العربية لا تزال أمة متخلفة وعندما أعلنت الأخبار أن عبد الناصر مات أخذ والدي المذياع الصغير الذي أذيع النبأ منه وألقي به إلي الأرض فحطمه وشتم وعندئذ إلي حين وفاته لم يرغب في الحديث عن إسرائيل علي الإطلاق ما كان ليحتمل كل هذه الهزائم العربية أراد فقط أن يموت بهدوء."
كان لابد أن تمر الأعوام قبل أن يعرف الجميع بأن قيام إسرائيل عام 1948م لم يؤد إلي تصفية المشكلة القومية الفلسطينية بل زادت من حدتها وعقيدتها لأن الصهاينة أرادوا ولا زالوا يريدون أرض بلا شعب وشعب بلا أرض فلم يكن أمام عرب 1948م سوي البحث لأنفسهم عن هوية ذاتية وطنية قومية – خاصة مع تنامي وتزايد قوة الحركة القومية العربية بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر في الفترة ما بين(1956 – 1967) إضافة إلي أن الصراع العربي – الصهيوني حول فلسطين بدأ مع بدايات تنامي الحركة القومية العربية ضد الدولة التركية العثمانية والاستعمار البريطاني – الفرنسي لمعظم الدول العربية وفلسطين منها.....
وكان أمام الصهاينة وهم يواجهون الحركة الوطنية الفلسطينية قبل وبعد قيام إسرائيل 1948 أن يتعاملوا معهم علي ثلاثة أبعاد رئيسية هي/ البعد الدولي للعداء القومي العربي الإسلامي للغرب بوجه عام – ثم التعامل مع قادة العرب من رؤساء وملوك الدول العربية الأكثر ميلا لحل القضية الفلسطينية سلما مثل مطالبة الرئيس التونسي بورقيبة بقبول العرب لقرار التقسيم الصادر سنة 1947 أو استغلال النزاع المصري السعودي حول اليمن أعوام (1962- 1967) وهذا كان يشجع الإسرائيليين دائما بالبحث عن قائد عربي يسلم لهم بعيدا عن الرفض الفلسطيني وعلي أساس أن عرب فلسطين يمكنهم الحياة في الوطن العربي الواسع الأرجاء ، حيث لا يوجد لليهود الصهاينة نفس البديل سوي أرض فلسطين وفي بداية الصراع العربي الصهيوني كان هناك مشهد اتفاق مكتوب بين "وايزمان" والشريف"حسين" وابنه"فيصل" حول فلسطين سنة1919
* وكان عرب 1948 وتحت القبول الصهيوني بفكرة القومية العربية لحل المشكلة الفلسطينية يعبرون عن ذاتهم الوطنية بأحلام القومية العربية خاصة الناصرية
التي وجدت في أكبر دولة عربية والتي أعلنت عن نفسها مع بداية القرن العشرين بالثورة العربية علي الإمبراطورية العثمانية وتعود جذور الفكر القومي العربي إلي عدد من المفكرين الذين نظروا إلي التنافس بين الدول الكبرى علي السيطرة والتوسع بعمق في معني الأمة التي تتحدث لغة واحدة ولم تندثر رغم انهيار الإمبراطورية الإسلامية العربية بعد الدولة العباسية ،حيث انهال علي المنطقة العربية فيض من الأفكار وشرع الباحثون المسيحيون من العرب يبحثون عن الشخصية العربية بعيدا عن الاعتبارات الدينية للأمة والقومية واختلطت المفاهيم ما بين الوطن الذي يعني المكان الذي يعيش فيه الإنسان وكلمه قوم التي تعود بالعرب إلي أيام البداوة في الصحراء والأمة كانت تعني جماعة المؤمنين في العالم العربي وخارجه وكان هذا يشكل صعوبة عند البحث عن تعريف خاص بالقومية أو الأمة العربية ، وقد اغتصبت فرنسا الجزائر سنة 1830 ثم تونس سنة 1881 ثم المغرب سنة 1912 وبريطانيا احتلت مصر 1882 ثم السودان سنة 1898 واحتلت إيطاليا ليبيا سنة 1911 بينما كانت دول الجزيرة والعراق والشام تحت الحكم التركي العثماني وفي الوقت الذي توحدت خلاله الأمة الهندية أمام عدو واحد دون وجود روابط لغوية ودينية مشتركة كانت الشعوب العربية مرغمة علي التفرق أمام أعداء متعددين وحدود مصطنعة رغم اللغة والتاريخ الواحد المشترك فضلا عن الغالبية العظمي من المسلمين والتي عبر عنها ميشيل عفلق مؤسس البعث العربي قائلا :
أن الإسلام يمثل عبقرية العرب وقد جاء برسالة سماوية حملها الرجل العربي الأمي محمد صلي الله عليه وسلم ،
وبينما كان الزعيم الوطني المصري سعد زغلول 1919 يقول في مؤتمر فرساي " أن مشكلتنا مصرية وليست عربية"
و كان الدكتور "عبد الوهاب عزام" يقول :
"ان هذا الأدب الذي نقرأه وندرسه ونحفظه ونستمع إليه ونستمتع به ونفخر ونربى أبناءنا عليه والذي نـأخذ من أفضاله أمثالنا ومن رذائله عبارات قذفنا هذا الأدب الذي نرجع إليه كمرشد في السراء والضراء هو الأدب العربى أدبنا المصري " وعندما اندلعت نواه الحرب العالمية الأولي كان هدف العرب التحرر من كل حكم أجنبي وهنا جاء الاتفاق البريطاني مع الشر يف حسين للحرب ضد تركيا بوعد من بريطانيا علي استقلال الدول العربية مقابل اشتراكهم في الحرب معها وعندها أعلنت الثورة العربية الكبرى وكانت باهظة التكاليف بالنظر إلي ما قام به الأتراك من أعمال الشنق والتعذيب والتجويع ضد أهل الشام كلهم وكانت النتيجة مخيبة لآمال العرب وخان الحلفاء (بريطانيا وفرنسا) العرب واقتسموا ما بينهما التركة باتفاقية سايكس بيكو" سنة 1916 ثم وعد بلفور لإعطاء وطن قومي لليهود في فلسطين سنة 1917 في الوقت الذي بدأ فيه بروز الفكرة القومية العربية
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
المبحث الثالث
الأوضاع المعيشية والتوجهات السياسية لعرب 1948م
مقدمة :
ظلت النظرة للفلسطينيين طوال عشرين عاما تقريبا تقوم علي تصورات إنسانية فمن فترة لأخري كان يجري الحديث عن ظروف حياتهم السيئة لحث الأفراد والمنظمات علي زيادة تبرعاتهم ومساعداتهم لهم وإذا حدث وأثارت المناقشات بعض التساؤلات فإن هذه التساؤلات لم تكن تخرج عن بعض المسائل الفنية مثل التساؤل عما إذا كان الفلسطينيون قد غادروا بلادهم بمحض إرادتهم أم لا أو التساؤل عن دقة تقديرات ألا ونروا لأعدادهم وحينما كانت هذه المناقشات تزداد عمقا فإنها كانت لا تتعدي التساؤل عن العدد الفعلي لمن يمكنهم العودة منهم إلي إسرائيل في حالة التوصل إلي تسوية سياسية وما هو الأسلوب الأمثل لتوطين من سيبقي منهم في البلاد العربية.
وإذا كانت المرحلة الأولي قد انتهت بإنكار الحقيقة السياسية لفلسطين وتبعثر الفلسطينيون في أقطار الوطن العربي وأنحاء العالم المختلفة فإن المرحلة الثانية تشهد تأكيد الوجود الفلسطيني والسعي لإيجاد صيغة سياسية يتمكن من خلالها الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه السياسية وتقرير مصيره وإذا نظرنا لهذه العملية التاريخية من منظور جدلي يمكن القول بأن الحركة الصهيونية كانت تمثل أطروحة تضمنت بحكم منطلقاتها الفكرية والهدف الذي سعت لتحقيقه نفيا وإنكاراً للشعب الفلسطيني أما حركة الأحياء السياسية والقومية الفلسطينية المعاصرة فهي الأطروحة المضادة وسوف ندرس هنا الأوضاع المعيشية والإنسانية والسياسية لعرب 1948م .
أولاً : الأوضاع الاجتماعية :
والفلسطينيون في إسرائيل هم أصحاب الثقافة الأم ، ثقافة الأغلبية أضحوا بفعل الظروف أصحاب ثقافة فرعية تحيا في ظل الأغلبية الإسرائيلية وديناميات العلاقة بين الثقافتين تعكس بلا شك الموقف البنائي لكل من الأغلبية والأقلية وطبيعة العلاقة بينهما فضلا عما تطرحه من مشكلات ذات طبيعة خاصة كمشكلة الهوية Identify ونعني بها محاولة تجسيد هوية الأقلية وإبرازها ككيان مستقل عن طغيان هوية الأغلبية .
والمجتمع الفلسطيني قبل حرب 1948 مجتمع تقليدي محافظ عاش أسير عهدين الأول عهد الحكم العثماني الذي ترك آثارا واضحة من التخلف الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وخلف بناءا اجتماعيا وطبقيا تتربع علي قمته جماعات الوجهاء والأشراف وبعض الإقطاعيين فضلا عن بعض رجال الدين وهؤلاء جميعا يشكلون القوي الاجتماعية ذات النفوذ السياسي والاقتصادي في المجتمع أما في قاع هذا البناء فيركد الفلاحون والحرفيون والعمال وهم لا يشكلون أي نفوذ داخل المجتمع نتيجة للظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشون في ظلها أما العهد الثاني وهو عهد الانتداب البريطاني فلم يكن أفضل حالا من سابقه فلقد اتسم المجتمع الفلسطيني آنذاك بالتناقضات الاجتماعية الحادة ويتضح ذلك إذا ما تعرفنا علي الوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي عاش في ظله الفلاح الفلسطيني , وقد أشرنا فيما سبق إلي أنه بانتهاء حرب 1948 بقي في فلسطين المحتلة 170 ألفا عربي منهم 119 ألفا من المسلمين و35 ألفا من المسيحيين و16ألفا من الدروز والبهائيين والشركس.ويشكل العرب المسلمون حوالي 70% والعرب المسيحيون20% والعرب الدروز10% من مجموع السكان العرب وبلغ مجموع السكان العرب عام 1967 حوالي 297ألفا يقطن حوالي 70%(أو 208ألفا) منهم المناطق الريفية بالتوزيع التالي: 116 ألفا في القري الكبيرة و 54 ألفا في القري الصغيرة و 31 ألفا في مضارب البدو ، فلقد شاءت إرادة القدر أن يتبدل حال الفلسطينيين من أغلبية ساحقة لها السيادة في وطنها إلي أقلية شبه عاجزة تحيا غريبة في ظل حكم أغلبية وافدة تحكم في ضوء نظام سياسي واجتماعي صارم .
وتميزت علاقات عرب 1948 باليهود بالجفاء ويمكن رصد وتحليل عدد من الدراسات الميدانية التي أجريت في هذا الشأن ففي استطلاع أجرى عام1970 علي عينة من الشباب اليهودي من طلبة المدارس الثانوية وكان حجم العينة 4085 مفردة جوال إمكانية قيام صداقة مع العرب أجاب 31% من العينة بأنه "مستعد طبعا" وتردد في الإجابة 34% من مفردات العينة وأبدي 16% من المبحوثين عدم استعداده لإقامة صداقة مع العنصر العربي كما رفض 19% منهم هذه العلاقات رفضا مطلقا،وفي أستطلاع آخر أجراه الدكتور سامي سموحة أستاذ الاجتماع بجامعة حيفا تبين أن 68% من اليهود يطالب بسحب حق التصويت من العرب الذين يؤيدون قيام دولة فلسطينية و58% ينظرون بسلبية لإعطاء العرب داخل الخط الأخضر حق التصويت في انتخابات الكنيست و75% يرفضون العمل تحت رئاسة مسئول عربي وأخيرا هناك تك الدراسة التي أجرتها الدكتورة ديبورا كرميل علي عينة من الشباب اليهود قوامها 800 مفردة حول الميول العنصرية لدي الشبيبة اليهودية في إسرائيل والتي نشرت نتائجها في صحيفة يديعوت أحر ونوت في 23يوليو1997 وقد أكدت الدراسة أن الشباب اليهود يكرهون عرب 1948 في إسرائيل وأنهم يكرهون المهاجرين اليهود أيضا لكن كراهيتهم تتركز قبل كل شئ ضد هؤلاء العرب ويعتبرونهم عنصر خطر على أمن الدولة وحضارتها كما يعتبرونهم معنيون بتدمير دولة إسرائيل ومن هذه العينة رأي 60 % أن عرب إسرائيل لا يستحقون المساواة في الحقوق مع اليهود وأكد 74% من العينة أن تمثيل عرب إسرائيل في الكنيست الإسرائيلي يعرض الطابع اليهودي للدولة للخطر وأجاب 65% من العينة انه لا يمكن الثقة بأي عربي إسرائيلي حتى لو كان صديقك كما أن 75% من العينة أعتقد أنه من الأفضل أن يعيش في إسرائيل اليهود فقط أما فيما يتعلق بعلاقات العرب مع الدروز فهي تقوم علي تماثل الظروف من المعاناة التي يلاقيها كل من العرب والدروز من الجانب الإسرائيلي وبالتالي حدة المصالح والأهداف وقد حاولت إسرائيل التفريق بين العرب والدروز من خلال الإيهام بتمييز الدروز علي العرب فقد كانت تضع المجندين الدروز في حرس الحدود في الضفة الغربية والقطاع وكلما هوجمت قرية عربية من جانب القوات الإسرائيلية سارعت وسائل الإعلام لإبراز أن الجنود الدروز هم الذي تصدوا للتخريب ومعني ذلك أن تفضيل إسرائيل للدروز كان بهدف استغلالهم ضد العرب كما كان نوعا من التفريق بينهم وبين العرب وبالتالي ورغم ذلك وجد الدروز أن مصالحهم مع العرب هي الأقوي . ففي 25 أبريل 1974 هاجم شباب دروز رجال الشرطة اليهود خلال الاحتفال بمناسبة دينية وقد أعلن هؤلاء الشباب أثناء احتجاجهم أنهم يطالبون بإلغاء الخدمة الإلزامية والاعتراف بعيد الفطر عيدا رسميا للدروز وأكدوا أن الدروز جزء لا يتجزأ من أبناء الشعب العربي ، وبعد ذلك تشكلت لجنة المبادرة الدرزية في غضون بداية النصف الثاني من السبعينات وذلك بهدف التصدي للسياسة التي انتهجتها إسرائيل ضد السكان العرب عموما وضد أبناء الطائفة الدرزية خصوصا.
إذا بحثنا عن محور الكشف عن طبيعة علاقة الأغلبية بالأقلية ونعني بها العدالة والحرية نلاحظ أن إعلان إنشاء الدولة الإسرائيلية المعلن في 14 ما يو 1948 يتضمن النص علي مبادئ إنسانية حيث يذهب الإعلان إلي (أن إسرائيل ستسعي لتطوير البلاد ولصالح جمع مواطنيها وستحافظ علي المساواة الإجتماعية والسياسية بين جميع رعاياها بدون تمييز بالجنس والدين والعنصر وستكفل حرية التفكير والعبادة والتعليم والثقافة, والملاحظة لطبيعة البناء الاجتماعي للمجتمع الإسرائيلي يري أن حدة التناقضات الاجتماعية في إسرائيل لا ترجع فقط إلي طبيعة الصراع الطبقي الذي يسود المجتمع بل ترجع أيضا إلي عوامل الصراع العنصري الطائفي فالطوائف الغربية أو يهود المجتمعات الغربية يحتلون قمة البناء الاجتماعي بينما يرقد الطوائف الشرقية في قاع هذا البناء فالتمييز بين الطائفتين قائم وتتضاءل حدة التمييز بين الطوائف الشرقية والطوائف الغربية في إسرائيل إذا ما نظرنا إلي ما تعانيه الأقلية العربية من مظاهر التمييز في كل مجال من مجالات الحياة في إسرائيل.
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
ثانياً: الأوضاع القانونية والرسمية :
إذا كانت للطوائف الغربية اليد الطولي علي الطوائف الشرقية فإن للطائفتين الغربية والشرقية السيادة والغلبة كممثلين للأغلبية علي الطوائف العربية الفلسطينية في إسرائيل حيث نجد أن الظلم والتمييز سمتان تميزان علاقتهما معا فإذا ما تناولنا المحور الأول وهي العدالة أو نقيضها الظلم نستطيع أن نكشف عن الأسلوب الذي تحكم به السلطات الإسرائيلية العرب في إسرائيل الذين كانوا يخضعون لثلاث دوائر مستقلة هي:
(أ)مكتب مستشار رئيس الحكومة للشئون العربية في القدس.
(ب)الدائرة العربية في الهستدروت وفي الشمال تختلط سلطة مجلس العمال وحزب الماباي الذي كان يتزعمه عند قيام الدولة آبا حوشي رئيس الدائرة العربية في الماباي.
(ج) المخابرات (شين بيت) وذراعها المنفذ للحكم العسكري ويساعدها قسم المهمات الخاصة في الشرطة المدنية.
وحيث أن خلق إسرائيل وتفكك المجتمع السياسي الفلسطيني لم يكن الفصل الأخير يقدر ما كان إيذانا ببدء مرحلة جديدة من الصراع حيث أصبحت الدول العربية وإسرائيل هي الأطراف الرئيسية في صراع شهد اشتعال أربع حروب خلال ما يقرب من ربع قرن من الزمن فقط وبرغم فرض إسرائيل لنظام الحكم العسكري علي العرب الذين استمروا يعيشون فيها حتى عقد مضي إلا أن هذا الأمر لم ينجح في عزلهم عن الإطار الإقليمي المحيط كما لم ينته إلي الحيلولة دون تأثرهم بتطوراته بشكل أو آخر ، ومن ناحية أخرى فإن استمرار حالة الحرب بين إسرائيل والدول العربية قد أعطي الكيان الصهيوني فرصة لطرح وجود الأقلية العربية في إسرائيل كمل لو كانت قضية أمن ذات تأثير وثيق علي سلامته واستقراره ومن هنا نلحظ تردد اتهامات لهؤلاء العرب في أوقات الحروب وبعدها بالعمل كطابور خامس للدولة العربية داخل إسرائيل وبأنه في حالة غزو الدول العربية لإسرائيل فسوف يقف أبناء الأقلية العربية إلي جانب الغزاة ضد الدولة وسكانها من اليهود واستنادا إلي هذا المنطق الذي روجت له أدوات الأعلام الصهيونية وتصريحات المسئولين في إسرائيل جري تبرير فرض الحكم العسكري علي العرب بكل ما حفل به من قيود وإجراءات للاضطهاد والتمييز ما لبث أن أصبحت بدورها سببا رئيسيا لاحساسهم بهويتهم كفلسطينيين عرب , وكانت سياسة القمع هي الأداة الرئيسية لإسرائيل في التعامل مع الوجود العربي سواء إرتبط بالقمع العسكري السياسي أو بالقمع الاقتصادي باشكاله المختلفة وكان نظام الحكم العسكري الذي فرض علي العرب بصورة رسمية منذ إعلان الدولة وحتي أول ديسمبر عام 1966 صورة متكاملة الجوانب لهذا القمع تتعين دراستها حتي نتعرف علي ثلاث حقائف أساسية تنصرف أولاها إلي ضخامة القيود التي فرضت في وجه مشاركة سياسية حقيقية تعبر عن الوجود الفلسطيني داخل إسرائيل وترتبط الحقيقة الثانية بدور نظام الحكم العسكري بإجراءاته المتعسفة وسلطاته شبه المطلقة في تذكير العربي باستمرار هويته وبكونه مستهدفا للتميز لمجرد كونه عربيا بالأساس أما الحقيقة الثالثة التي يشير إليها التعرف علي مضمون نظام الحكم العسكري كما جري تطبيقه فهي زيف ما رددته الدعاية الإسرائيلية والصهيونية عن المضمون التحديثي لسياسة السلطات الإسرائيلية تجاه الأقلية العربية وهو الأمر الذي أصبح مطروحا للنقاش في إسرائيل بصورة متزايدة مع نهاية الخمسينات وأدي بعد عدة سنوات إلي إصدار قانون بإلغاء هذا النظام ولكن مع إسناد كثير من وظائفه إلي الشرطة المدنية. ووفقا لسياسية الحكم العسكري قسمت المناطق التي يسكنها العرب إلي ثلاث عين لكل منها حاكم عسكري يختص بإدارتها وهذه المناطق هي الجليل والمثلث والنقب وقد استند الحكم العسكري من الناحية القانونية علي قانونين أساسيين أولهما قانون الدفاع في حالة الطوارئ الذي أصدرته الحكومة البريطانية إبان عهد الانتداب عام 1945 وثانيهما قانون الطوارئ في مناطق الأمن الذي قامت الحكومة الإسرائيلية بإصداره بعد عام واحد من قيام الدولة وبناء علي هذين القانونين أصبح الحكم العسكري سيفا مسلطا علي رقاب العرب بحكم صلاحيات ضخمة أخرى تم إسنادها للحكام العسكريين, وفي أول ديسمبر عام 1966 تم إلغاء جهاز الحكم العسكري وجري نقل اختصاصاته إلي البوليس الذي أنشأ إدارات خاصة لممارستها وذلك مع بقاء القوانين المنظمة للحكم العسكري وإن كان أسلوب تطبيقها من جانب الشرطة المدنية قد جعلها أقل فجاجة عما سبق وفي مناقشات الكنيست الإسرائيلي حول هذا الموضوع ثارت ضجة كبيرة حول مغزي هذه الخطوة وما تنطوي عليه من تنازل ومخاطرة بالنسبة لأمن إسرائيل إلا أن أحد ممثلي حزب راكاح وهو توفيق طوبي أوضح أن المعني الوحيد الذي انطوي عليه بيان رئيس الوزراء تحت عنوان إلغاء الحكم العسكري إنما يتمثل في تحويل المهمات التي كانت ملقاة علي الحكم العسكري إلي الهيئات المدنية وبشكل أكثر تحديدا فيما يتعلق فقط بالحصول علي تصاريح مع التنقل بالنسبة للمواطنين العرب داخل مناطق الحكم العسكري , وفي سعي السلطات الإسرائيلية نحو تحقيق أهداف سياسة التذويب فإنها قد اعتمدت أدوات رسمية تشمل النظام التعليمي و أدوات الأعلام وجماعات متخصصة مرتبطة بالحكم العسكري وأدوات اقتصادية .
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
ثالثا : الأوضاع الاقتصادية :
لعل مقارنة حجم الملكية الزراعية لكل من العرب واليهود قبل قيام دولة إسرائيل وبعدها تكشف لنا عن الوضع الحقيقي الذي يحيا في ظله الفلاح الفلسطيني فبعد نزوح عدد كبير من الفلسطينيين من الأراضي المحتلة ارتفعت ملكية اليهود من5.6 % من مجموع أراضي فلسطين إلي 77% إذ استولوا علي 1.300.000 دونم من الأراضي الصالحة للزراعة تعود ملكيتها إلي فلسطينيين نازحين كما صادروا جزءا كبيرا من الأراضي الخصبة التي تخص مزارعين عربا بقوا في فلسطين كذلك سيطروا علي جميع الأراضي التي ترجع ملكيتها للدولة هذا في الوقت الذي كان حجم ملكية اليهود وبالذات في عام 1945 حوالي 1.176.645 دونما أي 12.8% من مجموع المساحة المرزوعة في فلسطين بينما كان العرب يملكون 84.2% منها وعلي أية حال فإن مقارنة الأوضاع المادية والمعيشية لكل من العربي واليهودي لا تظهر بجلاء طبيعة التمييز الذي تتجه السلطات الإسرائيلية في علاقتها بالعرب الفلسطينيين. فمن اللافت أن نسبة الوظائف التي يشغلها العرب في إسرائيل 1.5% وهم في هذه المناصب التي يشغلونها في البلاد لا يرتقون إلي المناصب العليا،بالرغم من توفر الكفاءات التي تؤهل بعضهم لذلك وبالرغم من أن نسبتهم العددية تساوي 12% من مجموع سكان إسرائيل وعلي سبيل الدقة فإن عدد الموظفين العرب برتب عالية في الدوائر الرسمية بلغ بموجب إحصائيات أجريت بعد عام 1967 أربعة موظفين عرب فقط .)
وحيث أن الاحتواء الاقتصادي فتح أمام العمال العرب باب انتساب محدود للهستدروت يمنحهم عضوية ثابتة وفر لهم بعض الخدمات الاجتماعية ، وفي عام 1959 سمح للعمال العرب بعضوية الهستدروت وأصبحت تلك المؤسسة إحدى الأدوات الهامة في تنفيذ السياسة الإسرائيلية . فقد شجعت السلطات الإسرائيلية على الهجرة الداخلية العربية من القرى إلى المدن ، ففي المدن يندمج العمل العربي في الاقتصاد الإسرائيلي بدرجة أكبر وفي فترة زمنية قصيرة ، أما بقاء القرية مركزاً رئيسياً للتجمع العربي فكان يحمل في طياته خطر تحول القرى إلى وحدات اقتصادية واجتماعية وثقافية يصعب اختراقها ويصعب التأثير في عملية تنشئة الأجيال العربية الجديدة داخلها ، أما الهجرة إلى المدن فيقترن بها اكتساب القدرة على التكلم بالعبرية والعمل في إطار المؤسسات الاقتصادية الإسرائيلية والتعرض بدرجة أكبر عن ذي قبل لتأثير أدوات الإعلام الصهيونية ، ونشوء الأجيال الجديدة أقل تأثراً بقيم ومفاهيم المجتمع العربي بكل ما يترتب على هذا من إضعاف تماسك هذا المجتمع ككل في النهاية وازدياد إمكانية تذويب أعضائه في إطار الكيان الصهيوني. وفي معرض تحقيق أهداف هذه السياسة لجأت السلطات إلى نموذجين للمعاملة التفضيلية أولهما على أساس طائفي إزاء الدروز ، وثانيهما على أساس سياسى تجاه عدد من الوجهاء والمثقفين قبلوا أن يكونوا بمثابة الواجهة العربية للأحزاب الصهيونية السائدة في هذا الكيان .
وفي موازنات التطوير تحصل المناطق العربية علي مبالغ ضئيلة أيضا مقارنة بالمناطق اليهودية التي تشهد تطويرا مستمرا لمرافقها الأساسية فلم يحظ العرب بأي مشروع إسكاني منذ قيام الدولة العربية و حتى عام 1985 وقد اعتمد المواطنون العرب طوال هذه الفترة علي الجهود الذاتية لإقامة مساكن ومرافق وقد وصل التمييز في مجال الإسكان إلي حد تحجيم مساحات المدن العربية مقابل توسيع المدن اليهودية المجاورة وعلي سبيل المثال لم يتجاوز مسطح مدينة الناصرة 7500 دونم(يقطنها 50 ألف نسمة) بينما وصل مسطح مدينة الناصرة العليا اليهودية إلي الضعف رغم أن سكانها أقل من نصف سكان الناصرة العربية .
أيضا في مجال السياسة الزراعية هناك تمييزا واضحا في إطار سعي هذه السياسات للحيلولة دون وجود تجمع عربي موحد فقد أنشأت السلطات الإسرائيلية مستعمرة الناصرة العليا بالجليل العربي الذي يتركز فيه 60% من العرب كما أقامت مزرعة يهودية في منطقة المثلث الذي يتركز فيه 20% من السكان العرب وقصدت السياسة الزراعية تخفيض المياه المخصصة للأراضي العربية مما جعل عائد الدونم الواحد منخفضا قياسيا بالأراضي اليهودية وقد وصل الفارق بينهما 289% لصالح الدونم اليهودي خلال الفترة من 1920إلي 1970 وذكرت دراسة أجراها هنري روز عالم الأجناس البشرية والمحاضر في الجامعة العبرية أن سياسة الري الإسرائيلية المنحازة للأراضي اليهودية قد أدت إلي نزوح الشباب العربي من قراه وعدم قدرة العمال العرب علي العودة إلي قراهم والاستقرار فيها .
أيضا يمكن القول إن التمييز يعود أساسا إلي الانتماء القومي غير اليهودي سواء كان عربي أو غير عربي ومما يؤكد هذه الحقيقة أن مجموعة من الجنود الدروز المسرحين من الجيش الإسرائيلي كانوا يعانون من أزمة سكن عام 1989 وطالبوا بالحصول علي قطعة أرض هجرها اليهود في إحدى القرى لكنهم فوجئوا برفض طلبهم لأن الوكالة اليهودية هي التي تقوم بالإشراف علي سكان المنطقة والدروز ليسوا يهودا.
والعرب يعانون من إهمال متعمد (خصوصا المثقفون منهم)في مجالات التشغيل الحكومي ففي عام 1961 مثلا كان الموظفون العرب 500 موظفا من بين 48792 موظفا حكوميا أي بنسبة 1% وجدير بالذكر أن أول عربي يعين في وظيفة قاض كان في عام 1957 واحتاج الأمر بعدها عشر سنوات أخرى لكي يتم تعيين قاض عربي في المحكمة العليا ولم ينفذ هذا الوعد ويعانون أيضا من الحصار في الجامعات فعلي سبيل المثال قدم الوزير جدعون اقتراحا تبنته حكومة الليكود في 17مايو 1987 نص علي التمييز بين الطالب الذي أدي الخدمة في الجيش والذي لم يؤديها و يذكر أن الجامعات لا تعترف باللجان الطلابية العربية
وبخصوص إفساح الفرصة للمهجرين اليهود إلي إسرائيل والتي تزداد معها الممارسات التمييزية ضد العرب تؤكد الدلائل علي أن السلطات الإسرائيلية تتعامل مع الجماهير العربية علي أنها البطن الرخو الذي تستطيع من خلاله فتح منافذ لأماكن سكن وفرص عمل للمهاجرين الجدد وعلي سبيل المثال ما تحدثت عنه صحيفة الإتحاد في عددها الصادر في 30 يناير 1990 عن حالات رفض إعطاء رسائل الموافقة للعمال العرب من جانب السلطات الإسرائيلية وعلى هؤلاء العمال أن يجدوا أماكن عمل بأنفسهم والتي كان يجب الحصول عليها من مكتب العمل المحلي وقد أخبروا بأن الأولوية للقادمين الجديد وكان يوشي بيلين نائب وزير المالية آنذاك أكثر صراحة عندما قال إن هناك مائة وثلاثين ألف عامل من سكان المناطق (يقصد العرب) يعملون في إسرائيل ومن الممكن طردهم لتوفير عمل للمهاجرين وقد أعلن "شلومو لاحظ"رئيس بلدية تل أبيب إسكان مئات العائلات المهاجرة في مدينة يافا (التي يقطنها نحو 16ألف عربي)وذلك ضمن مخطط لتهويد المدينة وفي رده علي المعارضة العربية ذكر "لاحظ" أن دولة إسرائيل ذات أكثرية يهودية تماما وبمثل ما أؤيد توطين اليهود في الجليل والنقب يجب ذلك علي يافا ، ومن الجدير بالذكر أن انتخاب مجالس عمالية في القرى العربية لم يبدأ إلا عام 1984 بقرار أصدرته اللجنة التنفيذية للهستدروت عير أن ذلك لم يحقق الهدف كاملا فبقاء السيطرة اليهودية علي تلك اللجنة وعلي القطاعات الأهم حرم العرب من الفوز بمساواة واقعية،
-------------------------------
رابعاً : الأوضاع الثقافية والتعليمية :
يتبع
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
رابعاً : الأوضاع الثقافية والتعليمية :
إذا ما تناولنا الأوضاع الخاصة بالحالة التعليمية والثقافية لكل من الجماعتين الفلسطينية واليهودية لوجدنا أنصع نموذج للتمييز ومن ثم الظلم الواقع علي العرب الفلسطينيين فليس من الغريب إذن أن تولي السلطات الإسرائيلية تعليم اليهود اهتماما خاصا كما وكيفا فيكفينا أن نعلم أنه سنة 62/1963 كان عدد المدارس الثانوية العربية في إسرائيل عشر مدارس يتعلم فيها 1425 طالبا عربيا مقابل 132 مدرسة يهودية تضم41425 طالبا يهودية ويعد اضطهاد المعلمين العرب وإرهابهم من بين الوسائل التي تتبعها السلطات الإسرائيلية لإعاقة العملية التعليمية والتربوية للتلاميذ العرب فيكفي أن نعرف أن عملية التفتيش التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية علي المعلمين العرب توجه أساسا لإرهابهم ولإرغامهم علي الامتثال للمناهج التي وضعتها السلطات وعدم التدخل في الشئون السياسية أو الإدلاء بآراء تتعارض والسياسة العامة للسلطات الإسرائيلية ومن لا يمتثل لذلك يهدد بالفصل أو ينقل من قريته إلي قري اخرى نائية كنوع من العقاب وترفض السلطات الإسرائيلية عادة التعاون مع الشباب العربي المثقف .
وإمعانا في تعميق الهوة بين الطوائف العربية اتجهت السلطات الإسرائيلية نحو سياسة تعليمية متميزة للطائفة الدرزية منها التشديد في تنفيذ قانون التعليم الإلزامي وهو عكس ما وجدناه لدي الطائفة العربية برمتها حيث تتساهل السلطات الإسرائيلية في تنفيذ هذا القانون كما تقوم السلطات أيضا بتوجيه شباب وشيوخ الطائفة الدرزية وإرشادهم حول وحدة الطائفة الدرزية في إسرائيل والشرق الأوسط وتوطيد علاقتها بالمجتمع اليهودي عن طريق تعليم اللغة العربية للصغار والكبار فضلا عما تقوم به من دورات في المواطنة وتاريخ إسرائيل وجغرافيتها .ويمكن القول أن النظام التعليمي كان من أهم الأدوات التي استخدمتها السلطات الإسرائيلية لتنشئة الأجيال العربية الجديدة في إطار يقوم علي احتقار الثقافة العربية والتاريخ العربي ويزخر بعرض نواحي عظمة التاريخ اليهودي والإسهام الحضاري لليهود في تطور الإنسانية من ناحية وفي تحقيق معجزة إنمائية علي أرض فلسطين من ناحية أخرى وقد لجأ هذا النظام إلي تبني رؤية انتقائية مبتسرة للتاريخ تستهدف دفع الطالب العربي للتنصل من الانتماء إلي أمته وإلي الإحساس بالإعحاب تجاه الكيان الصهيوني والتسليم ليس فقط بمشروعيته بل واستحالة تغيير الأوضاع التي برزت بقيامه علي مستوي المنطقة ذاتها أيا كانت الوسائل .
وبتحليل مضمون المادة التعليمية التي يجري تدريسها للعرب في إسرائيل وخاصة في سنوات التعليم الابتدائي والثانوي ذات التأثير الملموس في تشكيل الاتجاهات السياسية للفرد يبدو أن أهم المحاور التي تتمركز حولها هي التالية:
أ-تشويه التاريخ العربي ب-تمجيد التاريخ اليهودي
جـ-تأكيد مشروعية دولة إسرائيل د- مآثر إسرائيل علي الأقلية العربية
مما سبق يبدو أن النظام التعليمي للعرب في ظل الكيان الصهيوني يستهدف تنشئة جيل يرفض الانتماء إلي الإطار العربي المحيط به تحت دعوى أنه متخلف وتقليدي ولا يتفق مع ما يطلق عليه في الكتب الدراسية "القيم الجديدة لبلادنا" وبذا يصبح الارتباط بالمجتمع العربي وبالهوية العربية مرادفا للارتباط بالتخلف ويصبح واجب الطالب هو العمل علي التأثير في اسرته وأهله ومحاولة انتزاعهم من الإطار المتخلف الذي يعيشون فيه.وإلي جانب النظام التعليمي اعتمدت السياسة الإسرائيلية في مجال تذويب الأقلية العربية والتأثير علي اتجاهات وعيها الوطني والقومي علي أداة أخرى هي المادة الإعلامية والثقافية التي تقدم للمواطنين العرب ويشمل هذا بصفة خاصة الصحف التي تصدرها الأحزاب والمنظمات في إسرائيل باللغة العربية وفي إحدي الدراسات العربية قدر عدد هذه الصحف بـ16 صحيفة يومية و18 أسبوعية و7شهرية ومن بين هذه الصحف علي سبيل المثال حتي العام1986: صحيفة اليوم وهي صحيفة يومية تصدر باللغة العربية ترتبط بحزب الماباي ويتولي الهستدروت تمويلها منذ إقامة الدولة. و مجلة المرصاد:وهي أسبوعية ناطقة بلسان المابام وتظهر مرتين أسبوعيا في فترات ما قبل الانتخابات بهدف ممارسة مزيد من التأثير علي اتجاهات التصويت لدي العرب وهي تعكس كما يبدو للوهلة الأولي روح الانتقاد لسياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه العرب رغم حقيقة أن المابام كان دائما شريكا في الائتلاف الحكومي .
و تشير متابعة العديد من الاعمال الأدبية التي عبرت عنها الاقلية العربية في إسرائيل إلى مضمون سياسي ووطني واضح ، ولم يكن التزام الأدب الفلسطيني في ظل الكيان الصهيوني بمضمون سياسي قضية تحتمل النقاش على حد قول الكاتب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني بحكم وجود التحدي الصهيوني والمحاولات والسياسات الواضحة لتذويب الهوية العربية ، وبذا أصبح الأدب والثقافة سلاحين من أسلحة المقاومة العربية ضد هذه المحاولات ، ولعل أهم معالم هذه المقاومة في جانبها الثقافي الحرص على الحفاظ على اللغة العربية ، في وجه محاولات مستمرة من السلطات الإسرائيلية لفرض اللغة العبرية . فقد عكس هذا الأدب الإحساس بالهوية لدى الاقلية الفلسطينية وأكدت أعماله على معاني خصوبة التاريخ الفلسطيني في الكفاح ضد المستعمر ، ضد محاولات التذويب وضرورة الارتباط بالأرض والتمسك بالجذور ، ومواجهة التحدي وتأكيد الخصوصية الفلسطينية ، والاغتراب عن القيم الصهيونية ، كما قام الأدباء الفلسطينيون في إسرائيل بالتأريخ للأحداث الهامة التي مر بها شعبهم ولأشكال المعاناة التي تعرض لها . فسجل محمود درويش وحبيب قهوجي وراشد حسين بشاعة مجزرة كفر قاسم في قصائد لهم جرى تداولها وترديدها بين الفلسطينيين داخل الكيان الصهيوني ، شأنها في ذلك شأن قصائد أخرى لهم ولتوفيق زياد وسميح القاسم عن الحكم العسكري ، وسلب الأرض وتهوية المدن العربية .وهو ما يبدو في قول محمود درويش : قصائدنا .. بلا لون ، بلا طعم ، بلا صوت إذا لم تحمل المصباح .. من بيت إلى بيت وهي معان تبدو جميعا في قصيدة توفيق زياد " المستحيل " التي قال فيها : هنا على صدوركم باقون كالجدار . نجوع ، نعري ، نتحدى .. ننشد الاشعار . ونملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات .. ونملأ السجون كبرياء ونصنع الاطفال جيلاً ناقماً .. وراء جيل .. كأننا عشرون مستحيل في اللد والرملة والجليل و كتب توفيق زياد أيضاً قائلاً / في قصيدة له بعنوان " ثلج على المناطق المحتلة " : أي شيء يقتل الإصرار .. في شعب مكافح ؟ وطني – مهما نسو مر ولو مر عليه ألف فاتح .
و في المجال التعليمي تنحاز السياسة التعليمية لليهود وضد العرب ويمكن تحديد أهم مظاهر التمييز في هذه السياسات فيما يلي: لا تتلقي رياض الأطفال العربية دعما يذكر من وزارة المعارف كما أنها لا تخضع لرعاة أو إشراف من جانب هيئات تعليمية علي مستوي لائق هذا رغم وجود معاهد مختصة بذلك أقامتها وزارة المعارف. وفي مجال التعليم العالي تذكر بعض المصادر أن المتاح أمام العرب حتى عام 66-1967 كان هو الالتحاق بكلية واحدة مقابل 62 كلية لليهود وأن نسبة الطلاب العرب إلي اليهود خلال الفترة من 56إلي 1967 كان حوالي 1.4%رغم أن نسبة السكان العرب إلي اليهود كان حوالي 11.2% .
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
خامساً : الأوضاع السياسية :
يعد حزب الماباي أول حزب نجح في تشكيل قائمة عربية من بين أعضائه حيث استطاع في أول انتخابات للكنيست عام 1949 أن يشكل هذه القائمة العربية بل وتم انتخاب عضوين من مرشحي هذه القائمة بالكنيست الإسرائيلي أما الحزب الشيوعي الإسرائيلي المعروف بأسم ماكي MAQI فقد حاول منذ بداية نشأته ان يجمع بين العرب وهم أغلبية سكان فلسطين واليهود وهم الأقلية في حزب واحد وكان لابد للحزب أثناء الانتداب البريطاني من الالتفات إلي الأوساط العربية في فلسطين لكسب الأنصار والمؤيدين , وتمثل الأعوام التي سبقت عام 1967 مرحلة النضال السلبي للعرب الفلسطينيين ومنذ أن اندلعت حرب 1967 شعر الفلسطينيون أن هناك ضرورة لكي يتجاوزوا مرحلة النضال السلبي إلي المرحلة الإيجابية من هذا النضال حيث بدأت هذه المرحلة بالمظاهرات والاضرابات ولقد سجلت الصحف الإسرائيلية والمحاكم عدة حوادث داخل البلاد وكان أبطالها عربا في إسرائيل ، فالصراعات الحادة والدائمة بين الدول العربية وإسرائيل فضلا عن التصعيد الدائم للمقاومة الفلسطينية لقد اتخذت بعد عام 1967 أشكالا أكثر إيجابية قد أدت إلي تأكيد الذات الجماعية أو الهوية الكلية للأقلية الفلسطينية في إسرائيل لأن تلك الصراعات سواء قائمة بين الدول العربية وإسرائيل أو بين السلطات الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية تعمل علي الإحياء الدائم للذات الفلسطينية وللهوية العربية وفي دراسة أجريت علي عينة من الاقلية العربية في إسرائيل للكشف عن مدي الإحساس بالهوية الفلسطينية العربية يشير حبيب قهوجي إلي أن تحديد الهوية بالإسرائيلي قد هبط بعد حرب يونيو 1967 بينما ارتفع نوعا ما تحديد الشخصية بالعربي مقارنة بين عامي 1967-66 فنجد أن الاقلية العربية في إسرائيل قد أجابت علي سؤال خاص بالانتماء للهوية وفقا للاستجابات الآتية عام 1966:
1-إسرائيلي 2-إسرائيلي عربي 3 –عربي 4-فلسطيني
أما الإجابات كما وردت عام 1967 كانت كالتالي :
1-عربي2-مسلم أو مسيحي3-إسرائيلي عربي 4-فلسطيني 5-إسرائيلي .
ونلاحظ ان الانتماء الإسرائيلي قد ورد أولا عام 1966 بينما هبط هذا الانتماء نفسه إلي آخر القائمة عام 1967 وبرز مكانه الانتماء العربي أما المرحلة التي تبدأ من عام 1967 إلي عام1973 فقد ازدادت النزعة النضالية للفلسطينيين في إسرائيل وتصاعدت حركات المقاومة ضد العدو الإسرائيلي الأمر الذي ساعد على بلورة الهوية الفلسطينية والإحساس بها ولعل البحث السابق يؤكد هذه الحقيقة ومن أبرز ملامح هذه المرحلة زيادة حركات المقاومة والمعارضة وهو الأمر الذي دعا توليدانو أحد المسئولين عن الشئون العربية في إسرائيل أن يصرح (أنه وفقا لتقييمنا فإن المعارضة قد ازدادت بين السكان العرب ومن الآن فصاعدا فإن الحكومة والهيئات العامة سوف تبذل أقصي جهودها لتدعيم العناصر الإيجابية ومن جهة أخرى فأننا سوف نحارب القوي الوطنية. ويمكن إجمالاً التمييز بين ثلاثة أنواع من محددات خصوصية الوضع السياسي للأقلية العربية في إسرائيل بعد عام 1948 : المحدد الأول وهو يتعلق بالمجتمع الفلسطيني في ذاته وحقائقه الديموجرافية وبتنظيمه الاجتماعي والسياسي وفي هذا الصدد لا يوجد خلاف بين الدارسين بغض النظر عن انتمائاتهم القومية أو مناهج البحث التي استخدموها , وفي هذا الصدد يمكن الإشارة كذلك إلى أن الكاتب اليهودي جوزيف شلوسيرج في معرض تحليله لأوضاع العرب في إسرائيل قد اعتبر أن أهم ما فقدوه بعد حرب 1948 هو وضع الأغلبية وأن أهم ما يميز وضعهم الجديد هو تحولهم هو تحولهم إلى أقلية سيما وأن الفارق بين الشعور بالانتماء إلى جماعة أغلبية سائدة ، والشعور بالانتماء إلى أقلية خاضعة يأخذ في التعاظم في ظل ظروف التوتر والمواجهة بين الجماعتين . فالانتماء إلى الأغلبية في هذه الحالة يعطي الفرد حتى ولو كان فقيراً إحساساً بالأمن وشعوراً بالكرامة الوطنية , المحدد الثاني وهو يعود إلى الأساس الأيديولوجي لدولة إسرائيل ، وهو الصهيونية ونظرتها إلى الوجود العربي والإسرائيلي ، ومحور هذا الأساس الأيديولوجي أن إسرائيل تنطلق من دعوى أنها دولة يهودية تتحمل مسئولية " جمع المنفيين " من اليهود أينما كانوا يعيشون في هذا العالم , بطبيعة الحال فإن اكتساب العربي الفلسطيني – وهو صاحب الأرض الأصلي – نفس الصفة لا يتم بنفس هذه السهولة ، بل يتعين عليه ان يثبت تسجيل اسمه في أول مارس 1952 وقبل ذلك كله أنه كان موجودا في إسرائيل منذ 14 مايو 1948 حتى أول مارس 1952 أو أن دخوله إلي إسرائيل خلال تلك الفترة تم وفقا للأسلوب القانوني . ثم سرعان ما أصبحت المسائل أكثر تعقيدا فأصبح يتعين علي الفلسطيني حتى يكتسب صفة المواطنة أن يثبت أنه ولد علي هذه الأرض وأنه عاش فيها طيلة الخمس سنوات السابقة علي تقديمه لطلبة بالحصول علي هذه الصفة وأنه مؤهل للإقامة الدائمة ولديه إلمام باللغة العبرية . كما سعت لاحداث الفتنة حين أصدرت الحكومة الإسرائيلية قراراً يقضي بعدم عرض القضايا الإدارية للدروز من خلال مكاتب الأقليات كما هو الحال بالنسبة لأعضاء المجتمع العربي الأخرين إنما تعرض على الإدارات الحكومية مباشرة كما هو الحال بالنسبة لسكان إسرائيل من اليهود. ومن الواضح أن السماح للدروز بالانضمام إلى الجيش الإسرائيلي يعني أيضاً خروج الشاب الدرزي عن نطاق مجتمعه المحلي في سن صغيرة ، وتعرضه لتاثير التنشئة الصهيونية في الجيش الذي يعد إحدى الأدوات الرئيسية في تحقيق تكامل الجماعات الأثنية في الكيان الإسرائيلي.وفي عام 1972 أوفدت إسرائيل قنصلاً عاماً درزيا إلى مدينة نيويورك تولى رئاسة مكتب الإعلام الإسرائيلي هناك .
وحاولت السلطات الإسرائيلية في نفس الوقت أن تقيم صلات مع نخبة فلسطينية محلية تقبل التعاون مع السلطات ، وتكون بمثابة امتداد لها داخل المجتمع العربي ، وواجهة مقبولة لهذا المجتمع ، ومن خلال عضوية هؤلاء في الكنيست أو في بعض مستويات الأحزاب الصهيونية يدلل الكيان الإسرائيلي على مدى ما يتمتع به العرب من علاقات ديموقراطية ومشاركة سياسية , ومقابل تأييدهم لقرارات وممارسات الحكام العسكريين ، فإن هؤلاء الأعيان ، قد حصلوا على بعض المغانم والامتيازات لأنفسهم ولأنصارهم. غير أن التطورات والتي كان من بينها تنظيم اضراب شامل في 30 مارس 1976 ، والذي سمي " بيوم الأرض " ، قد أثارت المناقشة من جديد في إسرائيل حول مدى نجاح سياسة حكومتها في تبني نخبة عربية ذات فعالية ومصداقية تعمل بالتفاهم مع السلطات الإسرائيلية . مما يستدعى البدء فوراً في خلق قيادات جديدة ذات مستوى ثقافي مرتفع ومساعدتهم على إنشاء حزب سياسي عربي جديد يعمل بالتنسيق مع حزب العمل.
كما قام حزب المابام بتشكيل ما اسمى بالشباب الطليعي العربي ARAB Pioneer Youth وفي إطار هذه الحركة جرت محاولة لتلقين العرب " قيم الريادة " ، لتكون النظير العربي لمنظمة " هاشومير هاتسعير" الصهيونية التابعة للمابايم ، وقد تضمن برنامج التدريب الخاص بالأعضاء العرب الإقامة لفترات في الكيبوتزات والموشاف ، كما جرى ترتيب منح تسهيلات معينة في مجال العمل لمن يتجاوزون هذا التدريب . كما تولى مكتب مستشار رئيس الحكومة للشئون العربية الإشراف على تنظيم ما يسمى دورات دراسية للمواطنة الصالحة تحدد فيها خصائص المواطن الصالح من وجهة النظر الإسرائيلية الحكومية . وحين أخذت حركة التحرر والاتجاهات القومية في المنطقة العربية تتصاعد ، وتدخل في مواجهات مع الاستعمار في أكثر من موقع ، وتحقق الانتصار تلو الانتصار على نحو لم يكن بمقدور أحد عزل الفلسطينيين العرب داخل الكيان الصهيوني عنه ، حتى أن مجلة " الرابطة " التي تصدر في إسرائيل قد أشارت في افتتاحيتها لعدد نوفمبر 1961 إلى الارتباط بين هؤلاء الفلسطينيين والإطار العربي المحيط في فترة صعود حركة القومية العربية ، وذهب إلى " أن كثيرين من العرب قد تأثروا خلال السنوات الأخيرة باتجاهات القومية العربية وعلق البعض منهم آمالهم في انتهاء المشاكل الراهنة على تدخل منقذ منتصر يأتي من خارج إسرائيل . ويسوق الكاتب الشهيد غسان كنفاني في دراسته عن الأدب الفلسطيني المقاومي نماذج تعكس تفاعل هذا الأدب مع أحداث الوطن العربي من حوله ، ومتابعته لحركة التحرر في الوطن العربي ، سواء كان التحرر أو الاستقلال السياسي كما في حالة الحزائر ، أو خطوات التحرر الاقتصادي والتنمية المستقلة كما في حالة بناء السد العالي ، وتشير النماذج التي كتبها محمود درويش وسميح القاسم وحبيب قهوجي ، وغيرهم إلى إحساس بالفخر لهذه الإنجازات ، وإيمان عميق بقدرة الشعوب العربية على تحقيق الانتصارات في معارك تحررها الوطني من خلال الاستعداد والتعبئة المناسبين. كذلك فمن بين الظواهر المعبرة عن استمرار الإحساس بالهوية العربية لدى الفلسطينيين في إسرائيل تعرض الإئتلاف الشيوعي العربي المسمي " الجبهة الشعبية " للانشقاق في أعقاب الخلاف الذي وقع بين الرئيس جمال عبد الناصر – وكان يتزعم حركة القومية حينئذ – وبين الأحزاب الشيوعية في المنطقة والاتحاد السوفيتي مما أدى إلى تبادل حملات إعلامية عنيفة بين الجانبين ، وقد انعكس ذلك على الفلسطينيين في إسرائيل وقد بدا هذا النزوع القومي بوضوح من خلال ميثاق منظمة الأرض الذي جاء فيه أن مؤسسيها يرون أن الشعب الفلسطيني يكون جزءاً لا يتجزأ من الأمة العربية ، ولذا كان من الطبيعي أن يقيم هذا الشعب الوزن للأماني والمصالح العربية في حال تقرير مصيره ، كذلك فإن المادة الرابعة من ميثاق الجبهة تشير إلى تأييد الحركات التحررية والوحدوية والاشتراكية في العالم العربي بجميع الطرق المشروعة ، والنظر إلى هذه الحركات كقوة حاسمة في العالم العربي ، وتأييد حركة القومية العربية التي تعتبر قوة تقدمية بناءة. وبرغم محاولات إسرائيل المستمرة لاعتبار الدروز شعباً منفصلاً ، والتشكيك في انتسابهم للأمة العربية وبرغم بعض الامتيازات التي اسبغتها عليهم الحكومات الإسرائيلية ، إلا أن غالبية المثقفين والشباب الدروز كما يذكر الأستاذ صبري جريس – يرفضون النظر إلى أنفسهم إلا كجزء من الأمة العربية ، ويعتبرون تاريخهم في الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي جزءاً من تاريخ نضال العرب ، ويزداد تعرفهم على أهداف السياسة الإسرائيلية الرامية إلى محاولة خلق قومية جديدة لهم في تناقض مع القومية العربية ، ويدركون أن أراضيهم قد صودرت مثل أراضي بقية العرب في الجليل حينما أرادت السلطات الصهيونية تنفيذ مشاريع التهويد والاستيطان . وحتى بالنسبة للجيل الفلسطيني الشاب الذي تلقى تنشئته في ظل الكيان الصهيوني ، فإن الشواهد تشير إلى استمرار إحساسهم بالانتماء إلى الأمة العربية ، التي يتحدثون لغتها ، ويشتركون معها في الإيمان بنفس المعتقدات الدينية ، والتي تضم دولها أفراداً من أسرهم وعائلاتهم الفلسطينية شردوا بعد خلق دولة إسرائيل .
وفي المجال السياسي وضعت السلطات الإسرائيلية عددا من الخطوط الحمر لمنع العرب من مزاولة أي نشاط سياسي ومنعت العرب من إقامة أي تنظيم سياسي ومن ذلك منع حركة الأرض عام 1964 كذلك استخدمت جهاز إدارة الشئون العربية وهو جهاز يتعامل بتمييز واضح بحيث يقدم الخدمات لمن يرضي عنهم من العرب والعكس صحيح أيضا أفسحت المجال أمام الأحزاب الصهيونية للتغلغل بين العرب والعمل علي اجتذابهم لعضويتها لكن عرب 1948 على لسان نخبة من قاداتهم قالوا :- لقد عشنا وما زلنا نعيش في الخارج بأرواحنا وأفكارنا حتى ولو كانت أجسادنا داخل إسرائيل مرتبطة بمصالحنا الحيوية ، ورزقنا اليومي ومشاكلنا الحقيقية .
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
المبحث الرابع
اولا
التوجهات السياسية لعرب 1948 م
تقديم
إن دراسة أشكال وطبيعة المشاركة السياسية للفلسطينيين في إسرائيل تقتضي تناول مسائل ثلاث :
المسألة الأولى : تتعلق بموقف العرب في التصويت لانتخابات الكنيست ، والمجالس البلدية والمحلية ، وكذلك الاتحادات الطلابية.
المسألة الثانية : تتعلق بموقف العرب من الأحزاب الإسرائيلية القائمة سواء الأحزاب الصهيونية كالماباي والمابام أو غير الصهيونية في الحزب الشيوعي ( راكاح ).
المسألة الثالثة : وتنصرف إلى المحاولات التي بذلت لتشكيل تنظيم سياسي عربي في استقلال كامل عن الأحزاب الإسرائيلية.
المسألة الأولى : تصويت العرب في الانتخابات العامة والمحلية : -
1- الكنيست :
بالرجوع إلى الإحصائيات المنشورة عن انتخابات الكنيست يبدو ارتفاع نسبة العرب الذي يدلون بأصواتهم بالنسبة لإجمالي من لهم حق التصويت ، فحين كانت هذه النسبة عند أدنى مستوى لها في انتخابات الكنيست الأولى عام 1949 ، فإنها بلغت 79.3% ، في انتخابات الكنيست الثاني 1951 . وفي انتخابات الكنيست الرابع عام 1959 بلغت 88.9 % وفي انتخابات الكنيست الخامس 1961 كانت النسبة في المدن العربية 85.8 % ، وفي القرى العربية 89% وبلغت نسبة تصويت العرب في انتخابات الكنيست السادس عام 1965 بلغت 87.1% في المدن العربية و 87.9 % في القرى العربية الكبيرة , ويمكن تحديد العوامل التي تفسر نسبة تصويت العرب في انتخابات الكنيست متمثلة في الأتي : أن الانتخابات تعد فرصة لأعضاء هذه الأقلية كي يعبروا عن مواقفهم من السياسات المتبعة إزاءهم . ولأن سياسة السلطات الإسرائيلية ذاتها الرامية إلي رفع مستوي تصويت العرب من خلال اختيار أعضاء قوائمها العربية من عائلات وطوائف ذات نفوذ اجتماعي كبير ، وعادة ما كان التنافس بين مرشحي هذه العائلات سببا . ولأن اتساع نطاق المصالح العربية التي تؤثر عليها التشريعات والقوانين المختلفة التى تصدر في دولة إسرائيل, وبخاصة فيما يتعلق بملكية الأراضي والأوضاع للقري العربية . ولازدياد عدد سكان المدن بين الأقلية العربية منذ عام 1948
2- المجالس المحلية :
اكتسبت الانتخابات المحلية أهمية مضافة بالنسبة للعرب بصفة خاصة ، لأن تركزهم الجغرافي يمكنهم من التعبير عبر هذا الانتخابات عن إرادتهم السياسية بدرجة أعلي مما هو متاح في الانتخابات العامة .ويمكن التمييز بصدد الانتخابات المحلية بين أوضاع المدن ذات الأغلبية العربية ، وبين القري او المدن العربية الصغيرة ، ففي المدن تعكس الانتخابات المحلية – بدرجة عالية – التنافس بين الأحزاب الرئيسية في الحياة السياسية الإسرائيلية ، أما في المدن والقري الصغيرة ، فيجري التنافس بين أنواع ثلاثة من القوائم : قوائم محلية تستند إلي أوضاع وعلاقات عائلية ، أو ترتبط بعضوية جماعة دينية معينة. و قوائم ترتبط بأحد الأحزاب النشطة علي مستوي الدولة . و قوائم لا ترتبط أساسا بالأوضاع العائلية أو الجماعات الدينية او الأحزاب الكبري بل تستند إلي أساس شخصي. ولعل أهم نماذج الانتخابات المحلية التي حظيت دراستها بإهتمام واسع هي تلك الخاصة بمدينة الناصرة ، ذلك ان الناصرة تعد أكبر مدينة عربية في اسرائيل من حيث عدد السكان ، كما تعود أهميتها إلي تركز النشاط ذلك ان الناصرة تعد أكبر مدينة عربية في اسرائيل من حيث عدد السكان ، كما تعود أهميتها إلي تركز النشاط الثقافي والفكري العربي فيها بدرجة كبيرة ولارتفاع درجة " تسيس" المواطنين العرب فيها ومن هنا فإن من يحصل علي الأغلبية في المجلس المحلي للناصرة ، لابد أن يتمتع بنفوذ كبير في اوساط الأقلية العربية في اسرائيل ككل ، لأن المزاج السياسي في الناصرة علي حد قول الاستاذ لانداو يحدد بدرجة كبيرة السلوك السياسي للعرب داخل الكيان الصهيوني .
3- الأتحادات الطلابية :
أن دراسة هذه الانتخابات وتلك الأنشطة تتيح مجالا لتبين الاتجاهات السياسية وأشكال المشاركة التي يتبناها الجيل العربي الشاب ويمكن أن تعد أحد المصادر الرئيسية لتزويد الأقلية العربية بقيادات الحاضر والمستقبل خاصة مع ارتفاع نسبة التعليم بين الشباب العربي والضعف التدريجي للبنية الاجتماعية التقليدية في المجتمع العربي تحت الاحتلال والذي كانت القرية تعد أهم معاقلة . ولعل أهم نماذج المشاركة السياسية العربية علي المستوي الطلابي تتمثل في اللجنة الطلابية العربية في الجامعة العبرية وتكمن أهميتها في حقيقة أنها تعد أقدم الأشكال التنظيمية المعبرة عن المشاركة الطلابية العربية من ناحية وأنها عبرت في انشطتها عن مضمون سياسي بارز يحظي بتأييد غالبية الطلاب العرب الذين قاموا بتشكيلها من خلال انتخابات منظمة ويبدو المضمون السياسي لهذه اللجنة بالنظر الي ميثاقها الذى تعمد إغفال ذكر كلمة إسرائيل .واستعاض عن ذلك بكلمة " البلاد " وفي مقابل ذلك فقد أكثر من الإشارة إلى مصطلح " الأمة العربية " . وفي عام 1971 قامت جماعة من خريجي الجامعات من العرب بتشكيل اتحاد خاص بهم تحت اسم " اتحاد الجامعيين العرب " ، يبدو بوضوح من النظر إلى الأهداف المحددة له التزام الطلاب بالتصدي للمشكلات التي تواجه الاقلية العربية في ظل دولة إسرائيل ، وللسياسة التي تتبناها السلطات إزاء تلك الاقلية أيضاًُ ، فقد كانت هذه الأهداف على النحو التالي : تنظيم جميع الجامعين العرب في إسرائيل من أجل الدفاع عن حقوقهم وحل مشاكلهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والمهنية . و العمل على رفع المستوى الثقافي والاجتماعي للمواطنين العرب والقيام بحركة ثقافية واسعة بينهم . والعمل على رفع المستوى التعليمي في المدارس العربية . و العمل على محو الأمية على المستوى العربي. و تشجيع التعليم الثانوي والعالي بين العرب. و تشجيع تعليم الفتاة العربية وتحريرها من القيود . والدفاع عن حقوق المواطنين العرب في البلاد في سائر المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية .
4- العرب والأحزاب الإسرائيلية .
وفي مجال دراسة موقف العرب من الأحزاب الإسرائيلية يجدر التمييز بين الأحزاب الصهيونية من ناحية والأحزاب غير الصهيونية من ناجية أخرى . حيث تفاوت موقف العرب من كليهما ، وتباينت مبررات وأشكال مشاركتهم في أنشطة هذه الأحزاب ، ولكن يمكن القول بصفة عامة أن مشاركة بعض العرب في الأحزاب الإسرائيلية قد استندت إلى عدم وجود بديل أخر لأن نظم الكيان الصهيوني قد حظرت أي خيار غير هذا ، وبذا لها البعض أنه يتعين العمل من خلال القنوات والأطر التي تعد " مشروعة " وفقاً لنظم هذا الكيان من أجل التعبير عن المطالب الخاصة بالاقلية العربية وعرض مشكلاتها ، وأن كان كثير من هؤلاء قد أدرك بالتجربة محدودية النتائج التي يمكن تحقيقها .
( أ )- المشاركة في الأحزاب الإسرائيلية الصهيونية :
من بين الأشكال التقليدية لمشاركة العرب في الأحزاب الإسرائيلية الصهيونية ، تكوين قوائم منفصلة خاصة بالمرشحين العرب تضاف أو تلحق بقوائم الحزب في الانتخابات العامة وعادة ما تلجأ هذه الأحزاب إلى ترتيب أسماء المرشحين العرب على نحو يأخذ في الاعتبار انتماءاتهم إلى جماعات أو طوائف دينية بعينها، ومثال هذا ما حدث في انتخابات الكنيست عام 1955 حين رتب الماباي قائمة مرشحيه من العرب فجعل الأول مسلماً والثاني مسيحياً كاثوليكيا والثالث درزيا كما تخضع مشاركة العرب في تلك القوائم إلى اعتبار أخر وهو تمثيل المناطق الجغرافية المختلفة .
ونظراً لأن حزب المابام كان من أول الأحزاب الصهيونية التي وجهت بعض الانتقادات لنظام الحكم العسكري ورفعت شعارات تدعوا إلى وقف عملية التمييز التي تمارس ضد الأقلية العربية في إسرائيل فقد أقدم بعض العرب على المشاركة في صفوفه ، وخاصة أنه قد سمح للعرب بالحصول على عضوية كاملة فيه منذ عام 1954 . إلا أن درجة المشاركة العربية في المابام ظلت محدودة للغاية إذا ما قيست بالحجم الضخم من المادة الدعائية التي تصدر عن هذا الحزب والتي يبدو فيها باعتباره مدافعاً عن مصالح العرب في إسرائيل، ولعل السبب الأول وراء هذا يعود إلى حقيقة أن المابام كان شريكاً دائماً في جميع الإئتلافات الحكومية في إسرائيل ، إلى جانب أن المابام كان بحكم موقفه منافسا لكل من الماباي ذي النفوذ والسطوة التقليديين والحزب الشيوعي الذي تبنى موقف المعارضة المبدئية لسياسات الحكومة تجاه العرب بل إن معارضة الحزب المتكررة والمعلنة لسياسات مصادرة الاراضي العربية ، لم تحل بينه وبين الشروع في إقامة كيبوتزات له عليها كما في حالة قرية كفر برعم ، وهذا يفسر أيضاً محدودية تأثير الماباي في أوساط العرب في إسرائيل
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
(ب)- المشاركة في الأحزاب الإسرائيلية غير الصهيونية :
لعل النموذج الوحيد لحزب غير صهيوني يتمتع بالشرعية في إسرائيل هو الحزب الشيوعي ، وقد كانت هذه السمة للحزب الشيوعي أحد أسباب حصوله على تأييد الكثير من المثقفين العرب بصفة خاصة وإقبالهم على اكتساب عضويته والمشاركة في أنشطته السياسية والاجتماعية والثقافية وخاصة في ظل حظر إنشاء أحزاب أو تنظيمات سياسية عربية مستقلة " وهكذا فإن الفئات التي ارادات القيام بنشاط سياسي أو التعبير عن مرارتها لم تجد أمامها سبيلاً لذلك سوى إمكانية واحدة هي الانضمام إلى الحزب الشيوعي أو التعاون معه " . وحين حدث الانقسام في صفوف الحزب الشيوعي عام 1965 وظهر راكاح " القائمة الشيوعية الجديدة " إلى جانب ماكي الذي اتجه بشكل متزايد إلى قبول بعض وحهات النظر والمواقف الصهيونية انضم جميع الأعضاء العرب في الحزب الشيوعي تقريباً إلى راكاح وقدرت نسبتهم بحوالي 70 % من مجموع أعضائه ، وتتكون قاعدة الحزب الانتخابية بين العرب بصفة خاصة من العمال والمثقفين والطلاب. ومن الملاحظ أن مشاركة العرب النشطة في حزب راكاح قد انعكست بوضوح على الصحيفة الناطقة باسمه وهي صحيفة الاتحاد التي يعمل بها عدد كثير من العرب حيث يبدو من متابعة مقالاتها وأسلوب عرض الأنباء على صفحاتها اهتمام كبير بالتطورات السياسية على المستوى العربي والعمل على اذكاء الارتباط بين العرب في إسرائيل والشعب العربي في البلدان المجاورة إلى جانب كشف سائر صور التمييز ضد الاقلية العربية في إسرائيل.
وقد تمسكت السلطات الصهيونية في إسرائيل دائماً بموقف المعارضة والرفض لتكوين أحزاب أو منظمات عربية مستقلة ، واستندت في ذلك إلى مجموعة من الحجج دأب المسئولون على تكرارها ولخصت دائماً في الإشارة إلى أن هذا يشكل تهديداً لأمن إسرائيل ومصالحها واستقرار الأوضاع فيها ، ولأن قيام حزب عربي غير مرتبط بحزب صهيوني لا بد أن ينتهي إلى تغليب كفة العناصر القومية في هذا الحزب ، وبذا فلن ينتمي إلى دولة إسرائيل ، بل سيرتبط بالدول العربية التي تحيط بها وتهدد أمنها. وقد جرت عدة محاولات خلال السنوات السبع الأولى التي أعقبت إنشاء إسرائيل لتكوين تنظيمات سياسية عربية ، إلا أن هذه المحاولات لم يقدر لها النجاح سواء لحدوث بعضها في مواقع بعيدة عن مراكز التركز السكاني العربية ،أو لتشكك العرب في وقوف حزب صهيوني وراء إحدى هذه المحاولات أو مقاومة السلطات الصهيونية لها .
إلا أن أهم المحاولات التي بذلت لتشكيل تنظيم سياسي عربي مستقل كانت ولا شك تلك الخاصة بحركة الأرض في نهاية الخمسينات ، وقد حظيت دراسة هذه التجربة باهتمام كبير من الباحثين ، نظراً لطبيعة البرنامج الوطني للحركة ، وتنوع أشكال الكفاح السياسي الذي خاضته ضد السلطات الإسرائيلية ولدلالتها على على استمرار الإحساس بالهوية العربية لدى الفلسطينيين في إسرائيل ، برغم كافة السياسات التي اتبعت للقضاء على هذا الإحساس. وفي الأول من مايو عام 1958 ، وأثناء الاحتفال بعيد العمال خرجت الجماهير العربية بمدينة الناصرة في مظاهرة ضخمة ، رفعت شعارات أثارت حنق السلطات الإسرائيلية لأنها تضمنت المطالبة بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ، وتأييد حركات التحرر والثورة في العالم العربي ، فحدث صدام واسع النطاق مع الشرطة أعقبته موجة من الاعتقالات والمحاكمات الصورية السريعة . وكانت هذه الأحداث مدعاة للتفكير في تشكيل جبهة تضم العناصر الوطنية الفلسطينية والعناصر الشيوعية وسرعان ما تشكلت لجنة تحضيرية لهذا الغرض وعقدت مؤتمرين في وقت واحد في عكا والناصرة وأسفر المؤتمران عن تكوين الجبهة العربية ، وإقرار دستورها المتضمن لأهدافها وأهمها إلغاء الحكم العسكري بجميع صوره وأشكاله وتحقيق المساواة بين العمال العرب واليهود ، وإيقاف عمليات مصادرة الأراضي العربية وإعادة ما صودر منها لأصحابه ، وتحسين التعليم في المدارس العربية واستعمال اللغة العربية كلغة رسمية في البلاد ، وإلغاء جميع مظاهر التمييز بين العرب واليهود ،وأخيراً المطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين وتمكينهم من ممتلكاتهم . إلا أن السلطات الإسرائيلية رفضت تسجيل الجبهة العربية تحت دعوى أن هذا الإسم ينطوي على عنصرية فما كان من قيادات الجبهة إلا أن غيرت اسمها إلى " الجبهة الشعبية الديمقراطية .وفي إبريل عام 1959 عقدت العناصر العربية التي اتسحبت من الجبهة الشعبية اجتماعاً تأسيسيا انتهت فيه إلى قرار بتكوين تنظيم سياسي وإصدار صحيفة تعبر عن خط هذا التنظيم وتساعد في نشر الوعي القومي لدى المواطنين العرب ، وقرروا أن يطلقوا على هذه الصحيفة اسم " الأرض " تعبيراً عن تصميم العربي على الدفاع عن وجوده في وطنه وفوق أرضه ، ومنذ ذلك الحين أصبحت تلك المجموعة باسم " جماعة الأرض " . لذا لم يكن من الغريب في شيء ان تحاول السلطات الصهيونية وقف نشاط الحركة بكل الوسائل الممكنة فرفضت هذه السلطات إضفاء صفة المشروعية عليها استناداً إلى أنها قد تشكلت للنيل من وجود دولة إسرائيل وسلامها .وبرغم هذه القيود والصعوبات والإجراءات التعسفية فقد تبلورت لدى قيادة الحركة فكرة محاولة خوض معركة الكنيست عام 1965. ولكن السلطات أقدمت على اعتقال قيادات " القائمة الاشتراكية " وأبعدتهم عن مدنهم وقراهم ووضعت عشرات العناصر النشطة المؤيدة لها قيد الإقامة الجبرية ،ودفعت لجنة الانتخابات المركزية إلى رفض تسجيل القائمة. وبانتهاء محاولة تشكيل قائمة انتخابية تعبر عن حركة الأرض في انتخاب الكنيست هذه النهاية توقف نشاطها على مستوى جماعي وانحصر ذلك على مستوى فردي مثل التوعية بقضية العرب في إسرائيل من خلال المقالات والدراسات والكتب وهذا ما اسهم به الأستاذان صبري جريس وحبيب قهوجي ، حتى وقعت حرب يونيو 1967 ، فقامت السلطات الإسرائيلية باعتقال بعض عناصر حركة الأرض واتهمتهم بتكوين خلية مرتبطة بمنظمة فتح جرت عليهم في يناير 1968 أحكام بالسجن لسنوات طويلة كما جرى إبعاد بعض قيادات الحركة . وهكذا انتهت أهم محاولة لإقامة تنظيم سياسي عربي مستقل في إسرائيل حتى ذلك الوقت .
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
ثالثا : تفاعل عرب 1948 م مع عرب 1967 :
يري البعض أن العلاقات بين عرب 1948 وفلسطيني الضفة الغربية وغزة قد بدأ بعد 1967 كتعبير عن التحول في الهوية من الهوية القومية (العربية) إلي الهوية الوطنية (الفلسطينية) حيث بدأ شعورهم بالهوية الفلسطينية يؤثر أو ينعكس علي سلوكهم السياسي وقد ساعد علي ذلك عاملان أحدهما تنامي دور منظمة التحرير الفلسطينية علي الساحة السياسية (مع بداية تراجع الدور العربي إزاء القضية الفلسطينية) والثاني هو حالة الحرمان الاقتصادي التي بدأ عرب 1948 يشعرون بها ويعانون منها،ولم يقتصر الأمر علي ذلك فقد كانت هناك ترجمة عملية لهذا التواصل بين عرب 1948 والفلسطينيين في الضفة والقطاع فقد شهدت الفترة من يناير 1985 إلي ديسمبر 1987 العديد من المظاهرات والاحتجاجات في الوسط العربي وقد استهدف القائمون بهذه العمليات التأكيد علي وحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده كذلك تفاعل عرب 1948 مع أحداث الانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث بتشكيل لجان إغاثة وجمع تبرعات مادية وعينية وقاموا بتنظيم إضراب شامل في يوم السلام في 21 ديسمبر 1987 وقد سبقه إضراب آخر في يوم الأرض في 30 مارس 1987 ونظموا تظاهرات طوال شهر يناير 1988 ورغم أن رد فعل السلطات الإسرائيلية كان عنيفا ورغم أنه جرى تذكير الأقلية العربية من جانب هذه السلطات بأن وجودها في البلد ليس أمرا مسلما به وأن مكتسباتها ما هي إلا منحة من السلطات الإسرائيلية إلا أن ذلك لم يثن عزم الأقلية العربية. وهنا يري البعض أن أحد أهم سمات الانتفاضة الفلسطينية الكبرى بالأراضي المحتلة هي مشاركة عرب 1948 فيها وتحت شعار الانتفاضة نفسها وإن لم يكن إعلان الإضراب والتظاهر جديدا فإن الجديد هو أن يوم السلام في 21 ديسمبر 1987 قد شهد أول إضراب لا يتضمن أية مطالب خاصة بعرب 1948 وأن هذا الإضراب تبني أسلوب الانتفاضة نفسها في مواجهة السلطة الإسرائيلية وكان شعاره "التضامن مع الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع والقدس المحتلة " في هذا اليوم:يوم السلام نجح عرب1948 في مواجهة قوات الأمن الإسرائيلية ومدوا احتجاجاتهم إلي جميع أرجاء الجليل بل وامتدت هذه الاحتجاجات للمرة الأولي إلي مدينتي اللد والرملة وذلك بعد هدوء استمر قرابة أربعين عاما علي حد قول بعض المصادر اليهودية وقد أعلن القادة العرب صراحة أنهم يشاركون أهلهم حربهم من اجل الحرية والاستقلال،وبنفس هذا المستوي من التواصل أو من التعاون والترابط تقريبا كانت علاقات عرب 1948 بمنظمة التحرير الفلسطينية ويمكن في هذا الصدد استعراض مواقف (عدد من قيادات) القوي السياسية في الوسط العربي حيث يقول عبد الوهاب الدراوشة "إن علاقاتنا بالشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية متينة وقديمة" وقد حاول عبد الوهاب المشاركة في المجلس الوطني المنعقد في الأردن عام 1948 لكن الملك حسين منعه من ذلك كذلك حاول إجراء محادثات مع منظمة التحرير الفلسطينية في عام 1985 وتوجه إلي تونس وقد أحدث ذلك ضجة في إسرائيل وأثار غضب حزب العمل وهو الحزب الحاكم في إسرائيل آنذاك. ويتميز الحزب العربي الديمقراطي(أحد أحزاب الأقلية العربية في إسرائيل)بأنه حزب عربي صرف وله علاقات متميزة مع السلطة الفلسطينية فقد تم تأسيس الحزب بعد مشاورات مع القيادة الفلسطينية ولا قي الحزب تأييدا واسعا في الصراع العربي الفلسطيني. أما عبد الله نمر درويش فيقول "إن العلاقات القائمة بين القيادات السياسية العربية في داخل إسرائيل من ناحية والسلطة الفلسطينية من ناحية اخرى تلاقي بعد النقد فخلال زيارتي للأردن وفي محاضرة ألقيتها في مؤسسة شومان وجهت إلي انتقادات عديدة لأنني ممثل الحركة الإسلامية في عرب إسرائيل ويضيف/ يجب علي الفلسطينيين في الضفة والقطاع الاهتمام بتصويت الفلسطينيين في إسرائيل كذلك يهمنا نحن عرب 1948 أمر الانتخابات في الضفة والقطاع وأوضاع السلطة الوطنية والمعارضة ولا يصح لفلسطيني أن يقول لفلسطيني آخر لا تتدخل في أمورنا
ويقول هاشم محاميد / أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني فقد كنت أول من التقي بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية حين كان اللقاء محظورا ومحرما ولم يتطرق أبو مازن وللأسف في كتابه حول المفاوضات إلي دورنا بشكل واضح بل علي العكس كانت هناك محاولة لتهميشه وتعيب الجبهة علي السلطة الوطنية قيام بعض قياداتها مثل نبيل شعث ونصر يوسف وغيرهم أمام وسائل الإعلام الإسرائيلية بمقارنة عرب 1948 مع المستوطنين موضحين أن إسرائيل تحتمل 800 ألف فلسطيني في داخلها مثلما نحتمل 170 ألف مستوطن في الضفة الغربية وقطاع غزة وتري الجبهة أن عرب 1948 ليسوا أداة بيد أي شخص وترفض مثل هذه المقارنة وبشكل قطعي فعرب 1948 ليسوا مستوطنين ولم يأتوا من خارج إسرائيل فهم في وطنهم ولدوا فيه وفيه عاشوا علي أرضهم وعموما فإن الجبهة تعيب علي البعض في السلطة الوطنية الذين يتبنون توجهات تخدم اليمين الإسرائيلي من حيث أنها تذهب في اتجاه إن تصبح إسرائيل يهودية نقية أو خالصة لليهود
في المقابل يقول الدكتور أحمد الطيبي وكان مستشار الرئيس عرفات/ فيما يتعلق بدور السلطة الفلسطينية فإنها تريد لعرب 1948 في إسرائيل أن يتوحدوا قدر الإمكان لكي لا تتشتت أصواتهم وحتى ينجحوا في إيصال أكبر عدد ممكن من النواب إلي الكنيست لأن في ذلك مصلحة مباشرة للجماهير العربية في إسرائيل وله أيضا انعكاسات علي العملية السياسية الفلسطينية الإسرائيلية ويضيف أن السلطة الوطنية لم ولن تتدخل بهذا الحزب أو تلك الحركة. ويري أحمد الطيبى وهو يتحدث هنا باسم السلطة الوطنية الفلسطينية أن السلطة ترفض المقارنة بين عرب 1948 والمستوطنين وما يرتبط بهذه المقارنة من مخططات أهمها المقايضة:مقايضة أرتيل بأم الفحم ويري أنه لا يمكن سياسيا ولا أخلاقيا عقد هذه المقارنة أو وضع عرب 1948 في إسرائيل في نفس مستوي المستوطنين .
الخلاصة :
لقد كانت العلاقة بين عرب 1948 والقوي السياسية في إسرائيل علاقات مصالح من الدرجة الأولي حيث يحاول كل طرف استغلال الطرف الآخر لتحقيق أهداف معينة لا تخرج عن حدود نظرة كل طرف للآخر ففي نقاشات حزب الماباي مثلا للشئون العربية في يناير 1952 قدم أمنون لين الذي أصبح خبيرا في الشئون العربية لسنوات اقتراحا بتأسيس حركة سلام ووحدة الشرق من أجل الاستفادة من وجود العرب داخل إسرائيل وعلاقاتهم بالبلدان العربية وعلي حد قوله فإن هؤلاء العرب يمكن أن يكونوا الأداة الملاءمة من أجل تحرير الشعوب العربية من حكامها الرجعيين ورأي أن يتم ذلك من خلال أساليب عدة منها تدريب هؤلاء العرب علي الأنشطة السرية وراء الحدود . ويري البعض في هذا المقام أن تصويت عرب 1948 للحزب الشيوعي لم يكن يعني أنهم ماركسيون بقدر ما كان يعني أنهم يرفضون الأحزاب الأخرى والأيديولوجيا الصهيونية والدولة اليهودية والأرجح أنه التصويت علي المصالح الأعلي أيديولوجيا.
ولقد كان حزب مابام أول حزب صهيوني يقبل عربا ضمن صفوفه كأعضاء عاملين عام 1954 والحقيقة أن حزب المابام قد وقع إشكالية أثرت علي موقف عرب 1948 تجاهه فهو أولا يؤيد حركات التحرر لكنه لم يستطع إقناع أعضاءه العرب بصحة موقفه من القومية العربية وهو ثانيا يؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها لكنه لا يقر بهذا الحق للأقلية العربية في تقرير مصيرها هي أيضا . وقد برز ذلك بوضوح في صحيفتي الحزب علي همشمار وكذلك المرصاد والمعروف أن هناك قسم بحزب المابام خاص بالعرب وله فروع في المناطق العربية تعمل تحت إشراف الإدارة العربية اليهودية . لكن هناك أحزاب اختلفت مناهجها في التعامل مع عرب 1948 ففي حزب الماباي نوقشت لأول مرة في عام 1952 شئون عرب 1948 في اللجنة السياسية للحزب وفيما بعد أدمج هذا البند إحدي عشرة مرة علي جدول أعمال كل من اللجنة السياسية واختلفت حزبا المفدال والهمل في توجيهاتهما بالنسبة لعرب 1948 فكانا من أبرز الأحزاب التي دعمت الوضع العائلي والقبلي في القرى العربية فالمفدال مثلا استغل وزارتي الشئون الاجتماعية والداخلية لتجنيد بعض العملاء من الأقلية العربية وأمام هذا الظلم فقد ظهرت الحركات السياسية العربية بدءاً بحركة أبناء البلد وحركة الأرض واللجان الطلابية ووصولاً إلى إنشاء أحزاب سياسية عربية مستقلة . منذ العام 1988 بعد انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والتي تفاعل معها عرب 1948 الأمر الذي هدد استقرار النظام السياسي الإسرائيلي ككل وحطم عقيدتهم الصهيونية من أساسها حيث الخلط الشائع في مفاهيم الحركة الصهيونية العلمانية ما بين الحضارة والديانة والدولة والتي حاولت بثها في أذهان اليهود منذ قيامها على يدي هرتزل بدعوتهم إلى شد الرحال إلى فلسطين وعقدت المؤتمرات الصهيونية بدءاً من المؤتمر الأول في بازل عام 1897 ثم الثاني في بازل عام 1898 والثالث أيضاً في بازل عام 1899 ثم في لندن عام 1900 للنظر في المشكلة اليهودية والثقافة اليهودية وللتأسيس لقيام الدولة اليهودية في فلسطين والتي نجحت في إقامتها عام 1948 م . على أن تكون 100% دولة يهودية تجمع كل اليهود في الشتات داخل كيانها المنقسم إلى طوائف وفئات ولكن هذا لم يتحقق بفضل النضال الوطني للشعب الفلسطيني إن كان في حدود 1948 أو 1967.
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
المبحث الخامس
------------------
( المتغيرات السياسية علي الساحة الفلسطينية )
اولاً / انتفاضة الحجارة وفلسطنة عرب 1948
1-انتفاضة الحجارة اعوام1987/1993:-
*سيظل التاسع من ديسمبر 1987م واحد من التواريخ ذات الدلالة العظيمة في تاريخ النضال الفلسطينى وبنظرة شاملة يمكن القول ان العنف الفلسطينى استهدف مخاطبة السياسة الدولية ولفت انتباهها وكانت البدايات الحقيقة لممارسة الفعل الفلسطينى العسكرى في اعوام الثورة الكبري الفلسطينية التي بداها الشيخ عز الدين القسام عام 1935 واستمرت من بعد استشهاده اعوام 1936- 1939 ثم بدا الكفاح المسلح الفلسطينى بعد احتلال اسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزه عام 1967 وجاءت العمليات الخارجية ضمن هذا التاريخ النضالى الطويل حتى بدا الميل العربى للحلول الانفرادية باتفاقية كامب ديفيد وطرد الثورة الفلسطينية من لبنان وعزلها في تونس لتنطلق الصحوة الفلسطينية من داخل الارض المحتلة حين صدمت شاحنة اسرائيلية سيارة تقل عمال فلسطينيين من جباليا في الثامن من ديسمبر عام 1987 وقتلت اربعة عمال فلسطينيين فجرت اول مواجهة اثناء تشييع جثمانهم في 9/12/1987 بين جماهير المشيعين والجنود الاسرائيليين وانتشرت بعدها المواجهات لتشمل جميع انحاء قطاع غزة وامتدت الي مدن وقري الضفة الغربية لتتزايد يوماً بعد يوم واسبوع تلو الاخر وسجلت خلال الشهور الستة الاولى ما يقارب 42355 حادث ما بين العفوى والمنظم علي ايدي شبان مراهقين هم اطفال الحجارة الذين لا يتجاوز عمر معظمهم الثامنة عشرة عاماً وجوههم مغطاة بالاقنعة والكوفيات لا يخشون المواجهة مع جنود مدججين بالاسلحة الرشاشة وسلاحهم الوحيد هو الحجر وكان الشهيد هو عنوان تلك الفترة من الزمن .
والي جانب الاشادة بالشهيد والمقاتلين الشبان بشكل عام ، حملت المنشورات تعليمات خاصة الى القوات الضاربة و اللجان الشعبية التي تنظمت في كافة ارجاء المناطق المحتلة لتنفيذ مخططاتها، وكذلك الي السكان بشكل عام . كانت الغاية الاولى المنعكسة في المنشورات محاولة الغاء تعلق سكان المناطق المحتلة باسرائيل كمقدمة لاقامة دولة فلسطينية فنادوا بقطع الاتصال بالادارة المدنية الاسرائيلية واعلنوا عن مقاطعة البضائع الاسرائيلية وطالبوا باستقالة جماعية لرجال الشرطة وجباة الضرائب الفلسطينيين والتوقف عن العمل في المستوطنات وسعوا للبحث عن بدائل للعمل في اسرائيل وخاصة المشاريع الزراعية ونادوا بالامتناع عن دفع الضرائب وباضراب تجاري جزئي وبتصفية المتعاونين ومهاجمة المستوطنات الاسرائيلية كذلك حاولوا اقامة مشاريع فلسطينية بديلة في الصناعة والزراعة ولم تكن النتائج قاطعة ، صحيح ان رجال الشرطة وموظفي الادارة المدنية استقالوا ازاء ذهول الاسرائيليين الشديد الذين لجأوا عبثاً الي مختلف الوسائل لمحاولة منع الاستقالات الجماعية ، ودفع اصحاب الحوانيت الذين لبوا النداء واغلقوا حوانيتهم ودكاكينهم في الساعات المحددة في المنشورات ثمنا اقتصادياً باهظا ً ونجحت مقاطعة البضائع الاسرئيلية جزئيا فقط لكنها حملت الازدهار لبعض الورش المحلية حيث ازداد الطلب علي منتجاتها ، وعدا الاضرابات العامة المعلن عنها والتي كانت فعالة للغاية واصل قسم كبير من العمال العمل في اسرائيل في ضوء ضائقة العيش وان تناقص عددهم بالتدريج وعكست هذه الظاهرة النجاح الجزئى للانتفاضة فازدادت الثقة بالنفس جراء ذلك ، وعندما اغلق الاسرائيليون المدارس لفترات متواصلة فتح فلسطينيون كثيرون غرف تدريس سرية وواصلوا التعليم ، ومن الناحية الاقتصادية قل تعلقهم بالاخرين بصورة متزايدة في عدة مجالات .
في الوقت ذاته اضرت الانتفاضة باقتصاد اسرائيل الذي بدا يشهد الفشل قبل ذلك واعلن بنك اسرائيل ان الثمن المباشر بعد سنتي انتفاضة والذي دفعته اسرائيل وصل الي 1.4% من الثروة القومية اى اكثر من ملياردولار بينما كانت الاثمان غير المباشرة اعلي بكثير، لكن الفلسطنيين في ختام سنوات من الانتفاضة مقرونة بالتضحية والشجاعة وبضغوط اقتصادية ونفسيه وقتلي وجرحى واعتقالات وتعذيبات . لم ينجحوا علي المدي القريب بوضع حد للاحتلال او بتحقيق الاستقلال القومي لكن الاسرائيليين ايضاً لم يشعروا انهم حققوا انتصاراً ساحقاً في الحرب وما بدا للفلسطنيين كفشل ذريع كلف دماء كثيرة ادى الى اعادة تعريف غاياتهم التي تلخصت في اعادة القضية الفلسطينية الى جداول الاعمال السياسية الدولية واعادة التاكيد على الهوية الفلسطينية .
ولم يكن مفاجئا ان تفقد الانتفاضة بعدها جزءاً من عفويتها واستقلاليتها حيث نجحت اسرائيل فى تصفية القيادة الموحده الاصلية ورحلت 69 قائد و قتلت 600 فلسطيني بالرصاص واعتقلت 40.000 شخص وذلك حتى منتصف عام 1991 . ونجحت منظمة التحرير برئاسة عرفات بالاشراف علي القادة المحليين الذين احتلوا اماكن المبادرين الي الانتفاضة . وقد اكتشف اولئك القادة ان عليهم تقليص قسم من مطالبهم تجاه السكان وعمدت منشورات نشرت لاحقاً الي التخفيف من حدة ادانتهم للعمال الذين واصلوا العمل في اسرائيل وبدلاً من ذلك فرضت حظراً انتقائياً علي المنتجات الاسرائيلية . وفرضت فقط علي منتجات كان لها بديل محلى
بعد الانتفاضة نشأ وضع من التعادل احس فيه كل طرف انه مهزوم وانه لم يكن مستعداً للاعتراف بذلك، تجاه نفسه،وبالتاكيد ليس تجاه الطرف المقابل . و في اوساط الفلسطينيين تبدلت بعد حوالي السنتين حالة النشوة العامة باليأس المتجدد إزاء الطاقة المحدودة في الانتفاضة وغياب المقدرة علي استبدال منجزاتها بالتقدم علي الحلبة السياسية . واوصلهم هذا الاحساس للعودة الي البحث عن طريق بديل لانهاء الاحتلال .
في صيف 1990طلبت منشورات القيادة الموحدة بوضوح مساعدة وتدخل خارجيين بعد انقضاء مدة من الزمن حيث عكس تأييد الفلسطينيين لصدام حسين في حرب الخليج املهم اليائس بانهم سيتمكنون من وراء ذلك من تحقيق ما كان واضحاً ان الانتفاضة لم تحققه . وبعد هزيمة العراق كتبت "سارة روي" عن قطاع غزة وقالت : "الفلسطينيون الجدد معزولون تماماً لا حول لهم وتتناوبهم المخاوف . الجيش يضايقهم يوميا وهم لا يملكون طريقة قانونية يدافعون بها عن انفسهم والحياة اليومية محبطة الي حد لايطاق والمخلوقات يائسة حقاً من امكانية العثور علي ملاذ"
كذلك تضاءلت موارد الفلسطينيين الاقتصادية الي حد كبير،بعد ان حولهم تأييد منظمة التحرير الفلسطينية وسكان المناطق المحتلة والفلسطينيين في الغربة لصدام حسين الي اناس غير مرغوب بهم في اجزاء كثيرة من الشرق الاوسط وانهارت الجالية المزدهرة في الكويت التي كان فيها قرابة 400.000 نسمة مع هزيمة العراق واعادة تشكيل حكومة الكويت ،وفي اواخر 1991 بقي اقل من ربع الجالية هناك ،وفي الاردن عاني الاقتصاد كثيراً وقد اثر ذلك علي الفلسطينيين هناك وعلي فلسطينيي الضفة الغربية ايضاً
مع بداية الازمة في الخليج في آب 1990 تعمقت الازمة ايضاً في الارض المحتلة ذاتها، فالحالة الاقتصادية التي كانت صعبة بطبيعة الحال في الفترة التي سبقت الانتفاضة ساءت مرة واحدة : وبلغت نسبة البطالة في بعض المناطق من 30% الي 40% وازداد الوضع سوءا مع بدء قصف قوات التحالف "العراق" ،وبدء هجمات صواريخ "سكود" العراقية علي اسرائيل في شهر كانون الثاني 1991 .وساهم الجمود في اقتصاد اسرائيل وطرد العمال الفلسطينيين منها في تعميق الازمة الشديدة التي نشأت بعد ان اوقفت دول عربية مساعدتها لمنظمة التحرير ،التي كان جزء منها مخصصاً لسكان الارض المحتلة . وتذمر اصحاب المصالح الاقتصادية الصغيرة من هبوط اعمالهم بنسبة 80% تقريباً . ولم يحسم أى صراع علي ماهية وصورة المجتمع الفلسطيني المستقبلية في سني الانتفاضة ولا مع افولها ، طالما ان اسس العناصر الاسلامية فيها تتقوى من يوم ليوم . حتى اشد الناس علمانية وقوميـة تبنوا رموز ثقـافية ذات دلالات اسلامية واضحة . لكن النـزاع كان اعـمق بـكثير تمـاماً كمـا في ثورة 1936-1939 ، فان عدم اليقين بخصوص التمرد اعادمسألة الدين الي وعي الجماهير .
ففي الثلاثينيات استخدم المفتي وظيفته الدينيه ومؤسسة المجلس الاسلامي الاعلي كجسر للعبور الي القيادة القومية . واستخدم الشيخ عزالدين القسام مكانته كخطيب دينى لكي يثير الاضراب العام وانتفاضة الفلاحين وكشف التمرد العربي ذاته عن مشاعر عداء قوى للمسيحية في اوساط قسم المحرضين ضد البريطانيين واليهود انذاك . وفي العقدين الاخيرين من القرن العشرين لعب الاسلام دوراً اكثر مركزية في سياسة الشرق الاوسط ، في كل من / الجزائر ومصر والسودان وايران . ومع ان الدين بنظر قسم من السكان المدينين المثقفين كان بمثابة طفرة مشاعر ، ففي زمن الانتفاضة بدا انه بديل واثق بنفسه وفعال . وفي قطاع غزة علي وجه الخصوص رفضت تنظيمات اسلامية تصورات التيارات المختلفة التي كونت منظمة التحرير و القيادة الموحدة بشكل قاطع . ووضعت اهم مجموعة اسلامية ،"حماس" حركة المقاومة الاسلامية الفرع الفلسطيني – الغزي لـ "الاخوان المسلمين" المؤسس فى فلسطين العام 1945، وفصيل اصغر هو"الجهاد الاسلامى" كان هدفهما اقامة دولة اسلامية في "فلسطين" وكان على راس "حماس" شخصية متميزة هى شخصية الشيخ "احمد اسماعيل ياسين" من غزة ، وكانت محكمة عسكرية اسرائيلية قد حكمت عليه بالسجن 13 سنة في سنة 1984 بعد ان اكتشفت السلطات في بيته ستين بارودة ، لكنه خرج من السجن بعد عام تقريباً في صفقة تبادل اسرى فى 20 آيار 1985 ليُسجن مجددا في العام 1989 . وبدا تاثيره من خلال النشاط المتزايد للاسلام في قطاع غزة بنجاحه في السيطرة علي الجامعة الاسلامية ، وابعاد القوى المؤيدة لمنظمة التحرير الفلسطينية منها . وعندما اندلعت الانتفاضة عمل الشيخ ياسين علي افشال السيطرة التامة لمنظمة التحرير عليها . وقام بتوسيع قاعدته في الضفة الغربية وخلافاً لعادته سمح لحركته باستخدام قسم من الرموز و الخطابات الجارية علي لسان القوميين العلمانيين لكنه لم ينضم الى القيادة الموحدة ووزع المناشير والتعليمات المستقلة الخاصة بحركة حماس . و قد اسهمت رغبة ياسين وعرفات معاً فى مواصلة اذكاء نار المقاومة وتوجيه غضب الفلسطينيين ضد الاسرائيليين وليس الوحدة ضد الاخر بالتقليل بشكل ملحوظ من الصدامات العلنية بين انصارهم ، وشجعت القوى الاسلامية والقوى القومية معا مقاومة الاسرائيليين ونادى الاسلاميون بشكل عام بنشاطات اكثر عنفاً ، اما القيادة الموحدة فقد ابتعدت عن استخدام السلاح الناري . ونشأت هذه الرؤية عن الرغبة بعدم توفير سبب للاسرائيليين لتفعيل سلاحهم وخاصة للحفاظ علي الطابع الشعبي للانتفاضة ، والصورة المريحة لجيش يحارب سكاناً مدنيين . لكن الحملات المتبادلة تواصلت ، وكانت الخلافات واضحة مباشرة بعد اقامة السلطة وشنت جماعة ياسين التي تاثرت عميقاً بالاخوان المسلمين في مصر – حملة كلامية وجسدية علي منظمة التحرير وحلفائها ، والتي كانت منافسة لها فعليا داخل المجتمع .
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
المبحث الخامس
------------------
( المتغيرات السياسية علي الساحة الفلسطينية )
اولاً / انتفاضة الحجارة وفلسطنة عرب 1948
1-انتفاضة الحجارة اعوام1987/1993:-
*سيظل التاسع من ديسمبر 1987م واحد من التواريخ ذات الدلالة العظيمة في تاريخ النضال الفلسطينى وبنظرة شاملة يمكن القول ان العنف الفلسطينى استهدف مخاطبة السياسة الدولية ولفت انتباهها وكانت البدايات الحقيقة لممارسة الفعل الفلسطينى العسكرى في اعوام الثورة الكبري الفلسطينية التي بداها الشيخ عز الدين القسام عام 1935 واستمرت من بعد استشهاده اعوام 1936- 1939 ثم بدا الكفاح المسلح الفلسطينى بعد احتلال اسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزه عام 1967 وجاءت العمليات الخارجية ضمن هذا التاريخ النضالى الطويل حتى بدا الميل العربى للحلول الانفرادية باتفاقية كامب ديفيد وطرد الثورة الفلسطينية من لبنان وعزلها في تونس لتنطلق الصحوة الفلسطينية من داخل الارض المحتلة حين صدمت شاحنة اسرائيلية سيارة تقل عمال فلسطينيين من جباليا في الثامن من ديسمبر عام 1987 وقتلت اربعة عمال فلسطينيين فجرت اول مواجهة اثناء تشييع جثمانهم في 9/12/1987 بين جماهير المشيعين والجنود الاسرائيليين وانتشرت بعدها المواجهات لتشمل جميع انحاء قطاع غزة وامتدت الي مدن وقري الضفة الغربية لتتزايد يوماً بعد يوم واسبوع تلو الاخر وسجلت خلال الشهور الستة الاولى ما يقارب 42355 حادث ما بين العفوى والمنظم علي ايدي شبان مراهقين هم اطفال الحجارة الذين لا يتجاوز عمر معظمهم الثامنة عشرة عاماً وجوههم مغطاة بالاقنعة والكوفيات لا يخشون المواجهة مع جنود مدججين بالاسلحة الرشاشة وسلاحهم الوحيد هو الحجر وكان الشهيد هو عنوان تلك الفترة من الزمن .
والي جانب الاشادة بالشهيد والمقاتلين الشبان بشكل عام ، حملت المنشورات تعليمات خاصة الى القوات الضاربة و اللجان الشعبية التي تنظمت في كافة ارجاء المناطق المحتلة لتنفيذ مخططاتها، وكذلك الي السكان بشكل عام . كانت الغاية الاولى المنعكسة في المنشورات محاولة الغاء تعلق سكان المناطق المحتلة باسرائيل كمقدمة لاقامة دولة فلسطينية فنادوا بقطع الاتصال بالادارة المدنية الاسرائيلية واعلنوا عن مقاطعة البضائع الاسرائيلية وطالبوا باستقالة جماعية لرجال الشرطة وجباة الضرائب الفلسطينيين والتوقف عن العمل في المستوطنات وسعوا للبحث عن بدائل للعمل في اسرائيل وخاصة المشاريع الزراعية ونادوا بالامتناع عن دفع الضرائب وباضراب تجاري جزئي وبتصفية المتعاونين ومهاجمة المستوطنات الاسرائيلية كذلك حاولوا اقامة مشاريع فلسطينية بديلة في الصناعة والزراعة ولم تكن النتائج قاطعة ، صحيح ان رجال الشرطة وموظفي الادارة المدنية استقالوا ازاء ذهول الاسرائيليين الشديد الذين لجأوا عبثاً الي مختلف الوسائل لمحاولة منع الاستقالات الجماعية ، ودفع اصحاب الحوانيت الذين لبوا النداء واغلقوا حوانيتهم ودكاكينهم في الساعات المحددة في المنشورات ثمنا اقتصادياً باهظا ً ونجحت مقاطعة البضائع الاسرئيلية جزئيا فقط لكنها حملت الازدهار لبعض الورش المحلية حيث ازداد الطلب علي منتجاتها ، وعدا الاضرابات العامة المعلن عنها والتي كانت فعالة للغاية واصل قسم كبير من العمال العمل في اسرائيل في ضوء ضائقة العيش وان تناقص عددهم بالتدريج وعكست هذه الظاهرة النجاح الجزئى للانتفاضة فازدادت الثقة بالنفس جراء ذلك ، وعندما اغلق الاسرائيليون المدارس لفترات متواصلة فتح فلسطينيون كثيرون غرف تدريس سرية وواصلوا التعليم ، ومن الناحية الاقتصادية قل تعلقهم بالاخرين بصورة متزايدة في عدة مجالات .
في الوقت ذاته اضرت الانتفاضة باقتصاد اسرائيل الذي بدا يشهد الفشل قبل ذلك واعلن بنك اسرائيل ان الثمن المباشر بعد سنتي انتفاضة والذي دفعته اسرائيل وصل الي 1.4% من الثروة القومية اى اكثر من ملياردولار بينما كانت الاثمان غير المباشرة اعلي بكثير، لكن الفلسطنيين في ختام سنوات من الانتفاضة مقرونة بالتضحية والشجاعة وبضغوط اقتصادية ونفسيه وقتلي وجرحى واعتقالات وتعذيبات . لم ينجحوا علي المدي القريب بوضع حد للاحتلال او بتحقيق الاستقلال القومي لكن الاسرائيليين ايضاً لم يشعروا انهم حققوا انتصاراً ساحقاً في الحرب وما بدا للفلسطنيين كفشل ذريع كلف دماء كثيرة ادى الى اعادة تعريف غاياتهم التي تلخصت في اعادة القضية الفلسطينية الى جداول الاعمال السياسية الدولية واعادة التاكيد على الهوية الفلسطينية .
ولم يكن مفاجئا ان تفقد الانتفاضة بعدها جزءاً من عفويتها واستقلاليتها حيث نجحت اسرائيل فى تصفية القيادة الموحده الاصلية ورحلت 69 قائد و قتلت 600 فلسطيني بالرصاص واعتقلت 40.000 شخص وذلك حتى منتصف عام 1991 . ونجحت منظمة التحرير برئاسة عرفات بالاشراف علي القادة المحليين الذين احتلوا اماكن المبادرين الي الانتفاضة . وقد اكتشف اولئك القادة ان عليهم تقليص قسم من مطالبهم تجاه السكان وعمدت منشورات نشرت لاحقاً الي التخفيف من حدة ادانتهم للعمال الذين واصلوا العمل في اسرائيل وبدلاً من ذلك فرضت حظراً انتقائياً علي المنتجات الاسرائيلية . وفرضت فقط علي منتجات كان لها بديل محلى
بعد الانتفاضة نشأ وضع من التعادل احس فيه كل طرف انه مهزوم وانه لم يكن مستعداً للاعتراف بذلك، تجاه نفسه،وبالتاكيد ليس تجاه الطرف المقابل . و في اوساط الفلسطينيين تبدلت بعد حوالي السنتين حالة النشوة العامة باليأس المتجدد إزاء الطاقة المحدودة في الانتفاضة وغياب المقدرة علي استبدال منجزاتها بالتقدم علي الحلبة السياسية . واوصلهم هذا الاحساس للعودة الي البحث عن طريق بديل لانهاء الاحتلال .
في صيف 1990طلبت منشورات القيادة الموحدة بوضوح مساعدة وتدخل خارجيين بعد انقضاء مدة من الزمن حيث عكس تأييد الفلسطينيين لصدام حسين في حرب الخليج املهم اليائس بانهم سيتمكنون من وراء ذلك من تحقيق ما كان واضحاً ان الانتفاضة لم تحققه . وبعد هزيمة العراق كتبت "سارة روي" عن قطاع غزة وقالت : "الفلسطينيون الجدد معزولون تماماً لا حول لهم وتتناوبهم المخاوف . الجيش يضايقهم يوميا وهم لا يملكون طريقة قانونية يدافعون بها عن انفسهم والحياة اليومية محبطة الي حد لايطاق والمخلوقات يائسة حقاً من امكانية العثور علي ملاذ"
كذلك تضاءلت موارد الفلسطينيين الاقتصادية الي حد كبير،بعد ان حولهم تأييد منظمة التحرير الفلسطينية وسكان المناطق المحتلة والفلسطينيين في الغربة لصدام حسين الي اناس غير مرغوب بهم في اجزاء كثيرة من الشرق الاوسط وانهارت الجالية المزدهرة في الكويت التي كان فيها قرابة 400.000 نسمة مع هزيمة العراق واعادة تشكيل حكومة الكويت ،وفي اواخر 1991 بقي اقل من ربع الجالية هناك ،وفي الاردن عاني الاقتصاد كثيراً وقد اثر ذلك علي الفلسطينيين هناك وعلي فلسطينيي الضفة الغربية ايضاً
مع بداية الازمة في الخليج في آب 1990 تعمقت الازمة ايضاً في الارض المحتلة ذاتها، فالحالة الاقتصادية التي كانت صعبة بطبيعة الحال في الفترة التي سبقت الانتفاضة ساءت مرة واحدة : وبلغت نسبة البطالة في بعض المناطق من 30% الي 40% وازداد الوضع سوءا مع بدء قصف قوات التحالف "العراق" ،وبدء هجمات صواريخ "سكود" العراقية علي اسرائيل في شهر كانون الثاني 1991 .وساهم الجمود في اقتصاد اسرائيل وطرد العمال الفلسطينيين منها في تعميق الازمة الشديدة التي نشأت بعد ان اوقفت دول عربية مساعدتها لمنظمة التحرير ،التي كان جزء منها مخصصاً لسكان الارض المحتلة . وتذمر اصحاب المصالح الاقتصادية الصغيرة من هبوط اعمالهم بنسبة 80% تقريباً . ولم يحسم أى صراع علي ماهية وصورة المجتمع الفلسطيني المستقبلية في سني الانتفاضة ولا مع افولها ، طالما ان اسس العناصر الاسلامية فيها تتقوى من يوم ليوم . حتى اشد الناس علمانية وقوميـة تبنوا رموز ثقـافية ذات دلالات اسلامية واضحة . لكن النـزاع كان اعـمق بـكثير تمـاماً كمـا في ثورة 1936-1939 ، فان عدم اليقين بخصوص التمرد اعادمسألة الدين الي وعي الجماهير .
ففي الثلاثينيات استخدم المفتي وظيفته الدينيه ومؤسسة المجلس الاسلامي الاعلي كجسر للعبور الي القيادة القومية . واستخدم الشيخ عزالدين القسام مكانته كخطيب دينى لكي يثير الاضراب العام وانتفاضة الفلاحين وكشف التمرد العربي ذاته عن مشاعر عداء قوى للمسيحية في اوساط قسم المحرضين ضد البريطانيين واليهود انذاك . وفي العقدين الاخيرين من القرن العشرين لعب الاسلام دوراً اكثر مركزية في سياسة الشرق الاوسط ، في كل من / الجزائر ومصر والسودان وايران . ومع ان الدين بنظر قسم من السكان المدينين المثقفين كان بمثابة طفرة مشاعر ، ففي زمن الانتفاضة بدا انه بديل واثق بنفسه وفعال . وفي قطاع غزة علي وجه الخصوص رفضت تنظيمات اسلامية تصورات التيارات المختلفة التي كونت منظمة التحرير و القيادة الموحدة بشكل قاطع . ووضعت اهم مجموعة اسلامية ،"حماس" حركة المقاومة الاسلامية الفرع الفلسطيني – الغزي لـ "الاخوان المسلمين" المؤسس فى فلسطين العام 1945، وفصيل اصغر هو"الجهاد الاسلامى" كان هدفهما اقامة دولة اسلامية في "فلسطين" وكان على راس "حماس" شخصية متميزة هى شخصية الشيخ "احمد اسماعيل ياسين" من غزة ، وكانت محكمة عسكرية اسرائيلية قد حكمت عليه بالسجن 13 سنة في سنة 1984 بعد ان اكتشفت السلطات في بيته ستين بارودة ، لكنه خرج من السجن بعد عام تقريباً في صفقة تبادل اسرى فى 20 آيار 1985 ليُسجن مجددا في العام 1989 . وبدا تاثيره من خلال النشاط المتزايد للاسلام في قطاع غزة بنجاحه في السيطرة علي الجامعة الاسلامية ، وابعاد القوى المؤيدة لمنظمة التحرير الفلسطينية منها . وعندما اندلعت الانتفاضة عمل الشيخ ياسين علي افشال السيطرة التامة لمنظمة التحرير عليها . وقام بتوسيع قاعدته في الضفة الغربية وخلافاً لعادته سمح لحركته باستخدام قسم من الرموز و الخطابات الجارية علي لسان القوميين العلمانيين لكنه لم ينضم الى القيادة الموحدة ووزع المناشير والتعليمات المستقلة الخاصة بحركة حماس . و قد اسهمت رغبة ياسين وعرفات معاً فى مواصلة اذكاء نار المقاومة وتوجيه غضب الفلسطينيين ضد الاسرائيليين وليس الوحدة ضد الاخر بالتقليل بشكل ملحوظ من الصدامات العلنية بين انصارهم ، وشجعت القوى الاسلامية والقوى القومية معا مقاومة الاسرائيليين ونادى الاسلاميون بشكل عام بنشاطات اكثر عنفاً ، اما القيادة الموحدة فقد ابتعدت عن استخدام السلاح الناري . ونشأت هذه الرؤية عن الرغبة بعدم توفير سبب للاسرائيليين لتفعيل سلاحهم وخاصة للحفاظ علي الطابع الشعبي للانتفاضة ، والصورة المريحة لجيش يحارب سكاناً مدنيين . لكن الحملات المتبادلة تواصلت ، وكانت الخلافات واضحة مباشرة بعد اقامة السلطة وشنت جماعة ياسين التي تاثرت عميقاً بالاخوان المسلمين في مصر – حملة كلامية وجسدية علي منظمة التحرير وحلفائها ، والتي كانت منافسة لها فعليا داخل المجتمع .
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
2- فلسطنة عرب 1948م:-
كان للانتفاضة تاثيرها الكبير علي فلسطينيي 1948 ويتضح ذلك من مواقف واراء ممثلي عرب 1948 حيث يقول "حنا ابرهيم" – الناطق الرسمي باسم الحزب الديمقراطي العربي :-
تأثرنا كثيرا بالأنتفاضة ، لكن الشعوب الاسكندنافية تأثرت ايضآ : فأي فخرلنا ؟ لا أتحدث عن شعبنا الطيب، بل عمن يعتبرون قادة لهذا الشعب لقد سبق أن غالينا في مديح الذات قبل نشوب الأنتفاضة ، وليست الأنتفاضة بحاجة إلى أن ننشغل بامتداحها والتغني بها ولنتذكر قول شاعرنا محمود دوريش لاتقتلوني بالنشيد وخلدوني بالصمود ومعلوم ان الأنتفاضة لا تطلب منا أكثر من أن نكون موحدين فقط ضد السياسة التي تقمع شعبنا أينما وجد. قلت مرة انني أعتبر الكلام عن الأنتفاضة أشبه بالصلاة لدى المسلم لا تجوز إلا للمطهرين، أو بالصلاة لدى المسيحي لا تقبل ممن هو على خلاف مع اخيه .
ويقول "الشيخ خالد" مهنا – رئيس تحرير صحيفة الصراط الناطقه باسم الحركه الاسلاميه :-
اولا : عمقت الأنتقاضة روح التلاحم بين أبناء الشعب الفلسطيني اكثر من اي وقت مضي ، واصبح ما يؤلم ابن غزة او نابلس أو القدس يؤلم ابن ام الفحم ويافا وطمرة بصورة اكبر . وثانيا :عملت الأنتفاضة على تفتيت بعض مظاهر الخلاف بين مختلف التيارات السياسة داخل الخط الأخضر، وأوجدت خطوطا عريضة تلتقي هذه التيارات عليها . وثالثا: أن الأنتفاضة الفلسطينية التي اوجدت الكثير من القيم والأخلاق الرفيعة، وقضت على الكثير من مظاهر الفساد في الضفة والقطاع ،نقلت عدواها الطيبة والأصيلة إلى الفلسطينين داخل الخط الأخضر ورابعا: استعادت الجماهير الفلسطينية داخل الخط الأخضر ثقتها بنفسها . وخامسا: كشفت الأنتفاضة وحدة الشعب الفلسطيني ، على الرغم من محاولات التفرقة عبر شعارات "عرب الضفة"و"عرب القطاع"و"عرب1948 " .
ويقول "عزيز شحاده" – محامي والناطق بلسان الحرمه التقدميه – رئيس تحرير الوطن :- الانتفاضة " بلاشك ، وضعت (فلسطينية) الفلسطيني فى المكان الأول والأعتبار السباق من خلال الأعتزاز بهذه الفلسطينية هوية وانتماء ، الانتفاضة اعادت الي الفلسطينى ثقته بقدرته النضالية والاستعداد للعطاء والتضحية فى سبيل الوطن والقضية والمصير بأغلى مايملك الانسان والأنتفاضة ساعدت فى عزل العملاء والاعوان الذين دأبت الصهيونية على رعايتهم وتنصيبهم على جماهير العرب داخل أسرائيل منذ نكبة1948ولابد من الاشارة هنا الى أن اوضاع العالم العربى السيئة، انظمة وشعوبا ، وهذه الأوضاع تترك اثراً سلبياً محبطاً فى نفوس فلسطينى الداخل و اذهانهم ,يكاد يوازى تأثير الأنتفاضة فيها ويعادله وهكذا يعيش عرب48فى اوضاع سياسية لايحسدون عليها,تتقاذفهم المشاعر والأحداث والمواقف المتضاربة المشجعة والمحبطة فى أن واحد
ويقول "عوض عبدالفتاح" – رئيس تحرير الميدان وعضو اللجنه المركزيه لحركة ابناء البلد : ان تشخيص تأثيرالأنتفاضة و أنعكاساتها العملية والمعنوية على جماهير منطقة48,تتناوله عدة طروحات متباينة فى التقويم ، لكنها جميعاً تلتقى حول نقطة واحدة:
هى ان الأنتفاضة عمقت الألتحام الوجدانى والوطن بين هذه الجماهير والأهل في المنطقة المحتلة منذ سنة 1967 وهو مايعنى تسديد ضربة جديدة إلى مجمل الأستراتيجية الصهيونية الهادفة إلى فصل الأنسان الفلسطينى فى الجليل والمثلث والنقب عن محيطه الفلسطينى والعربى ففى ايام الأضراب التى أعلنت منذ أنفجار الأنتفاضة حتى الأن ، في تواريخ21/12/87 و22/5/1990 و9/10/1990 رداً على مجازر الأحتلال ، أرتسمت صور حقيقيه للأنتفاضة الشعبية فى الناصرة والطيبة وام الفحم والطيرة شفاعمرو وغيرها من قرى الجليل والمثلث ومدنهاوبناء عليه يستدعى هذا الوضع إدراج الجماهير الفلسطينية فى إسرائيل ضمن برنامج واضح ومتكامل ،شرط أن يحظى بدعم فعلى لتمكين هذا الجزء من شعبنا من الحفاظ على وجوده وضمان تطوره،وذلك لكى يتسنى له القيام بدوره تجاه المعركة المركزية التى يخوضها ، وهى اقامةالدولة الفلسطينية المستقلة على طريق اقامة المجتمع الديمقراطى العلمانى في فلسطين ، بحيث يستوعب اللاجئين ويضمن المساواة الحقيقية للجميع
ويقول :- سالم جبران- عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الاسرائيلي – راكاح – ورئيس تحرير صحيفة الاتحاد اليوميه الحيفاويه :-
لقدأثبتت الأنتفاضة أمرين اساسيين هما :
أولا : الشعب الفلسطينى فى الوطن والشتات،قيادة وجماهير ، مصمم على مقاومة الأحتلال حتى أسقاطه ، وبالتالى تحقيق تقرير المصير و أقامة دولة فلسطين المستقلة .
وثانياً : الشعب المقاتل الموحد ، حتى وهو أعزل من السلاح ،قادر دائماً على اجتراح البطولات وإيلام العدو ، وأقناعه بأن استمرار الأحتلال غير ممكن ولقد أثرت الأنتفاضة فى أسرائيل داخلياً وسياسياً وأقتصادياً وفكرياً وأجتماعياً ونفسياً ، أكثر من جميع ((جيوش العرب)) ودولها ، وأكثر من المقاطعة الأقتصادية العربية منذ سنة 1948 إلى الأن وقلنا ونقول : إننا لسنا ((متضامنين)) مع الأنتفاضة ، فالشعب يتضامن مع شعوب أخرى ،نحن نتضامن مع كوبا او نيكاراغوا او مع النضال ضد العنصرية فى جنوب افريقيا . هنا القضية قضيتنا.الدم الذى يسفك هودمنا .دم إهلنا قومياً واهلنا بالمعنى المباشر للكلمة . أحباؤنا الشهداء الذين يسقطون على طريق الشرف والكرامة والحريةهم لحمنا ودمنا ، والنضال للأستقلال الوطنى الفلسطينى هو قضية في صميم ضميرنا ووعينا وكرامتنا وشرفنا القومى والأنسانى . ومع الأختلاف الجوهرى فى الأوضاع ، فان المواطنين العرب ، العرب الفلسطينون داخل اسرئيل عبروا عن مواقفهم ونشطوا تفاعلاً مع الأنتفاضة بعدة صور :-
منها النضال السياسى الجماهيرى ضد الأحتلال وفظائعه ، وقدأنعكس هذا بالأضرابات الوطنية و بالمؤتمرات والندوات والتعبئة السياسية عامة . مع تأثيرنا المتزايد فى الرأى العام اليهودى . فى الأحزاب والشخصيات السياسية و الفكرية والثقافية والفنية . وفى الرأى العام البسيط . وأن اختراق الوعى اليهودى وتأليبه على الأحتلال ، تاًييداً للسلام اليهودى – الفلسطينى ، كان ويبقي مهمة اساسية واستراتيجة . وقد قامت بين أهلنا داخل أسرائيل حركة مباركة هى حملات الأغاثة . ومع أن لهذه الحملات طابعاً أنسانياً عاماً,وشارك فيها بعض اليهود ايضاً، إلا أن لحملة الأغاثة بعداًوطنياً فلسطينياً واضحاً ايضاً
* الراي العام الاسرائيلي :-
وتبدوالصورة من وجهة النظر الأسرائيلية، قاتمة وباعثة على القلق ففى تقرير لمركز المعلومات ((عافوداه)) جاء ان عدد الحوادث - مثل رجم الحجارةوقطع الطرق - ارتفع الى الضعفين تقريباً :
اذقفز من 39,411 حادثة في سنة 1989 إلى 71,754 حادثة فى سنة1990. وارتفع عدد المصابين الاسرائيلين ،من جنود ومستوطنين، في هذه الحوادث من1274 شخصا إلى2926 شخصا . كما ازدادالعبوات الناسفة المزروعة من 55 عبوة إلى 99 عبوة ، في حين ازدادت حوادث إطلاق النار من 82 حادثة إلى 153 حادثة في العام الثالث .
ووفقا لمصدر آخر، بلغ عدد العبوات الناسفة التي زرعت ضد الجيش الاسرئيلي 83 عبوة في عام الانتفاضة الأول ، قياسا بـ 55 عبوة في عامها الثاني، 90 عبوة في العام الثالث اما حوادث إطلاق النار عاى الجيش وقوات الأمن الاسرائيلية ، فبلغت 15و77و79 حادثة في الأعوام الثلاثة، على التوالي ومن جهة اخرى، ارتفع عدد "العملاء" القتلى من21 عميلا سنة 1988، إلى 134 عميلا سنة 1989 ، ثم إلى 155 عميلا سنة 1990. ومنذ بداية الانتفاضة / الثورة يتابع المراقبون والساسة الاسرائيليون عن كثب - وبقلق - انعكاساتها القائمة والمرتقبة على فلسطينيى الداخل ، باحثين عن إجابة عن السؤال المركب الخطر : هل تفرض الانتفاضة إعادة((الخط الأخضر)) الذى حاولت الحكومات الأسرائيلية المتعاقبة محوه بسياستها التوسعية المنهجية . فتفرض_بالتالى_ انفصالا ًواقعيًًًا للأراضي المحتلة عن اسرائيل ، وتعيد تقسيم "القدس الموحدة"؟ ام تمحو الانتفاضة ذلك الخط ، بزحفها عبره وتوحيدها الشعب الفلسطيني على جانبيه تحت لوائها، فتهدد الوجود الصهيوني برمته؟ ومن هنا، كان الاهتمام دائما منصبا على الظواهر المتصلة بهذا السؤال الأساسي، مثل : انتقال الممارسات الانتفاضية إلى داخل اسرائيل ، ومسار الفلسطنة الذي يمر عرب هذه المنطقة به ، وعلاقة هذا المسار بالانتفاضة
ويبدو الاهتمام الاسرائيلي في أقوال المستشارين الرسمية التي تجد ترجمتها من أرشيف صحافي ، عن " أعمال العنف والتخريب داخل حدود اسرائيل " من جانب عرب الداخل خلال أول شهرين من سنة 1990 في ما يلي:-
يوم7/1 : اكتشاف مجموعة من الشبان في عكا تعمل على تخريب سيارات ومركبات اليهود والعملاء العرب.
ويوم 8/1 : إلقاء قنابل حارقة على منزل شرطي في بلدة الطيبة
ويوم 29/1: قدم قائد منطقة الشمال في الشرطة الى لجنة الداخلية في الكنيست تقريرا عن زيادة ،نسبتها 54% ، في انتهاكات عربيه على خلفية وطنية خلال نصف العام الاخير.
ويوم 2/4: اختطاف احد سكان عكا القديمة العرب واحتجازه في مخزن وضربه، بدعوى مشاركته في رجم سيارات اسرائيلية بالحجارة.
وفي يوم 2/7 : جاء في تقرير لشرطة النقب ان 118 حادث إلقاء حجارة ورفع أعلام فلسطينية وقطع طرق جرت خلال سنة 1989.وفي السنة نفسها واوائل سنة 1990، تم اعتقال 91 شخصا بتهمة تنفيذ هذه الأعمال ، قدم منهم 15 إلى المحاكمة .
وفي2 /8 : صدر الحكم بالسجن 20 عاما على احد ابناء البدو في منطقة بئر السبع ، لمحاولته قتل سائق اسرائيلي في الرملة لأسباب وطنية .
وفي25/12: تقدمت مجندة اسرائيلية بشكوى ضد فتى عربي هاجمها بسكين ، وتزايدت " أعمال العنف " خلال العام ، وتصاعدت في اواخر أيار/مايوعام 1991
واعتبر المستشرق الباحث فى معهد ترومان . "ماتى شتانبرغ" ، الجدال الدائر فى اسرائيل بشأن كيفية فصل المناطق (المحتلة) عنها . بعد أن أسقطت الأنتفاضة اى إمكان للتعايش فى ظل السيطرة الأسرائيلية
أما المحلل العسكرى "زئيف شيف" فركز فى مقاله له عن الانتفاضة فى الجيش الأسرائيلى، الذى تحول إلى جيش شرطة، كما يوحى عنوان المقالة المعبرة قائلا فالأنتفاضة تحرف هذا الجيش عن مهمته الأساسية ، وهي ( حولت وحدات عديدة إلى شرطة امن كبيرة ) صحيح ان الجنود يتحولون إلى شرطة محترفين لكن ليست هذه مهمتهم . كما ان الكثيرون من سلك كبار الضباط ، مثل قائدى المنطتقين الجنوبية والوسطى و قياداتهما ، يكسرون جزءاً كبيراًمن وقتهم وتفكيرهم للأنتفاضة .وهذا ما يشغلهم اكثر من إى موضوع عسكرى أخر . أما "يسرائيل هارئيل" ، رئيس مجلس مستعمرات الضفة والقطاع ، فينحو منحى جديراً بزعيم مستوطنين وهو يقول :-
" فمن جهة ، حققت الأنتفاضة إنجازات بارزة على صعيد الراى العام العالمى ، والحوار مع الولايات المتحدة على الرغم من تجميده ،وقيام مناطق محررة ( حيث تتدرب كادرات جديدة من جنود الانتفاضة على مواصلة النضال ضد الجيش الأسرائيلى والمستوطنين اليهود وسكان اسرائيل كلهم ) ، لكن من جهة اخرى ، هناك إنجاز رئيسى مضاد ، هو الأنجاز الحقيقى الوحيد - فى رأى هارئيل - الذى حققه أى طرف فى الأنتفاضة :
بازدياد عدد المستوطنين اليهود من نحو 78او80 ألف مستوطن الى ما يقارب100 ألف مستوطن خلال الأعوام الثلاثة الماضية . ويضرب أمثلة فى ذلك . ازدهار المستعمرات التالية :براخا،حومش ،معاليه ليفونا ، عومريم ، ألفيه منشيه ، ارينيل .ويربط هارئيل هذا الأزدهار بهجرة مايتراوح بين 20 ألف فلسطينى و 40 ألف من الأراضى المحتلة ، معظمهم شخصيات مرموقة فى الأقتصاد والتعليم الي خارج الضفة الغربية وقطاع غزة
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
2- فلسطنة عرب 1948م:-
كان للانتفاضة تاثيرها الكبير علي فلسطينيي 1948 ويتضح ذلك من مواقف واراء ممثلي عرب 1948 حيث يقول "حنا ابرهيم" – الناطق الرسمي باسم الحزب الديمقراطي العربي :-
تأثرنا كثيرا بالأنتفاضة ، لكن الشعوب الاسكندنافية تأثرت ايضآ : فأي فخرلنا ؟ لا أتحدث عن شعبنا الطيب، بل عمن يعتبرون قادة لهذا الشعب لقد سبق أن غالينا في مديح الذات قبل نشوب الأنتفاضة ، وليست الأنتفاضة بحاجة إلى أن ننشغل بامتداحها والتغني بها ولنتذكر قول شاعرنا محمود دوريش لاتقتلوني بالنشيد وخلدوني بالصمود ومعلوم ان الأنتفاضة لا تطلب منا أكثر من أن نكون موحدين فقط ضد السياسة التي تقمع شعبنا أينما وجد. قلت مرة انني أعتبر الكلام عن الأنتفاضة أشبه بالصلاة لدى المسلم لا تجوز إلا للمطهرين، أو بالصلاة لدى المسيحي لا تقبل ممن هو على خلاف مع اخيه .
ويقول "الشيخ خالد" مهنا – رئيس تحرير صحيفة الصراط الناطقه باسم الحركه الاسلاميه :-
اولا : عمقت الأنتقاضة روح التلاحم بين أبناء الشعب الفلسطيني اكثر من اي وقت مضي ، واصبح ما يؤلم ابن غزة او نابلس أو القدس يؤلم ابن ام الفحم ويافا وطمرة بصورة اكبر . وثانيا :عملت الأنتفاضة على تفتيت بعض مظاهر الخلاف بين مختلف التيارات السياسة داخل الخط الأخضر، وأوجدت خطوطا عريضة تلتقي هذه التيارات عليها . وثالثا: أن الأنتفاضة الفلسطينية التي اوجدت الكثير من القيم والأخلاق الرفيعة، وقضت على الكثير من مظاهر الفساد في الضفة والقطاع ،نقلت عدواها الطيبة والأصيلة إلى الفلسطينين داخل الخط الأخضر ورابعا: استعادت الجماهير الفلسطينية داخل الخط الأخضر ثقتها بنفسها . وخامسا: كشفت الأنتفاضة وحدة الشعب الفلسطيني ، على الرغم من محاولات التفرقة عبر شعارات "عرب الضفة"و"عرب القطاع"و"عرب1948 " .
ويقول "عزيز شحاده" – محامي والناطق بلسان الحرمه التقدميه – رئيس تحرير الوطن :- الانتفاضة " بلاشك ، وضعت (فلسطينية) الفلسطيني فى المكان الأول والأعتبار السباق من خلال الأعتزاز بهذه الفلسطينية هوية وانتماء ، الانتفاضة اعادت الي الفلسطينى ثقته بقدرته النضالية والاستعداد للعطاء والتضحية فى سبيل الوطن والقضية والمصير بأغلى مايملك الانسان والأنتفاضة ساعدت فى عزل العملاء والاعوان الذين دأبت الصهيونية على رعايتهم وتنصيبهم على جماهير العرب داخل أسرائيل منذ نكبة1948ولابد من الاشارة هنا الى أن اوضاع العالم العربى السيئة، انظمة وشعوبا ، وهذه الأوضاع تترك اثراً سلبياً محبطاً فى نفوس فلسطينى الداخل و اذهانهم ,يكاد يوازى تأثير الأنتفاضة فيها ويعادله وهكذا يعيش عرب48فى اوضاع سياسية لايحسدون عليها,تتقاذفهم المشاعر والأحداث والمواقف المتضاربة المشجعة والمحبطة فى أن واحد
ويقول "عوض عبدالفتاح" – رئيس تحرير الميدان وعضو اللجنه المركزيه لحركة ابناء البلد : ان تشخيص تأثيرالأنتفاضة و أنعكاساتها العملية والمعنوية على جماهير منطقة48,تتناوله عدة طروحات متباينة فى التقويم ، لكنها جميعاً تلتقى حول نقطة واحدة:
هى ان الأنتفاضة عمقت الألتحام الوجدانى والوطن بين هذه الجماهير والأهل في المنطقة المحتلة منذ سنة 1967 وهو مايعنى تسديد ضربة جديدة إلى مجمل الأستراتيجية الصهيونية الهادفة إلى فصل الأنسان الفلسطينى فى الجليل والمثلث والنقب عن محيطه الفلسطينى والعربى ففى ايام الأضراب التى أعلنت منذ أنفجار الأنتفاضة حتى الأن ، في تواريخ21/12/87 و22/5/1990 و9/10/1990 رداً على مجازر الأحتلال ، أرتسمت صور حقيقيه للأنتفاضة الشعبية فى الناصرة والطيبة وام الفحم والطيرة شفاعمرو وغيرها من قرى الجليل والمثلث ومدنهاوبناء عليه يستدعى هذا الوضع إدراج الجماهير الفلسطينية فى إسرائيل ضمن برنامج واضح ومتكامل ،شرط أن يحظى بدعم فعلى لتمكين هذا الجزء من شعبنا من الحفاظ على وجوده وضمان تطوره،وذلك لكى يتسنى له القيام بدوره تجاه المعركة المركزية التى يخوضها ، وهى اقامةالدولة الفلسطينية المستقلة على طريق اقامة المجتمع الديمقراطى العلمانى في فلسطين ، بحيث يستوعب اللاجئين ويضمن المساواة الحقيقية للجميع
ويقول :- سالم جبران- عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الاسرائيلي – راكاح – ورئيس تحرير صحيفة الاتحاد اليوميه الحيفاويه :-
لقدأثبتت الأنتفاضة أمرين اساسيين هما :
أولا : الشعب الفلسطينى فى الوطن والشتات،قيادة وجماهير ، مصمم على مقاومة الأحتلال حتى أسقاطه ، وبالتالى تحقيق تقرير المصير و أقامة دولة فلسطين المستقلة .
وثانياً : الشعب المقاتل الموحد ، حتى وهو أعزل من السلاح ،قادر دائماً على اجتراح البطولات وإيلام العدو ، وأقناعه بأن استمرار الأحتلال غير ممكن ولقد أثرت الأنتفاضة فى أسرائيل داخلياً وسياسياً وأقتصادياً وفكرياً وأجتماعياً ونفسياً ، أكثر من جميع ((جيوش العرب)) ودولها ، وأكثر من المقاطعة الأقتصادية العربية منذ سنة 1948 إلى الأن وقلنا ونقول : إننا لسنا ((متضامنين)) مع الأنتفاضة ، فالشعب يتضامن مع شعوب أخرى ،نحن نتضامن مع كوبا او نيكاراغوا او مع النضال ضد العنصرية فى جنوب افريقيا . هنا القضية قضيتنا.الدم الذى يسفك هودمنا .دم إهلنا قومياً واهلنا بالمعنى المباشر للكلمة . أحباؤنا الشهداء الذين يسقطون على طريق الشرف والكرامة والحريةهم لحمنا ودمنا ، والنضال للأستقلال الوطنى الفلسطينى هو قضية في صميم ضميرنا ووعينا وكرامتنا وشرفنا القومى والأنسانى . ومع الأختلاف الجوهرى فى الأوضاع ، فان المواطنين العرب ، العرب الفلسطينون داخل اسرئيل عبروا عن مواقفهم ونشطوا تفاعلاً مع الأنتفاضة بعدة صور :-
منها النضال السياسى الجماهيرى ضد الأحتلال وفظائعه ، وقدأنعكس هذا بالأضرابات الوطنية و بالمؤتمرات والندوات والتعبئة السياسية عامة . مع تأثيرنا المتزايد فى الرأى العام اليهودى . فى الأحزاب والشخصيات السياسية و الفكرية والثقافية والفنية . وفى الرأى العام البسيط . وأن اختراق الوعى اليهودى وتأليبه على الأحتلال ، تاًييداً للسلام اليهودى – الفلسطينى ، كان ويبقي مهمة اساسية واستراتيجة . وقد قامت بين أهلنا داخل أسرائيل حركة مباركة هى حملات الأغاثة . ومع أن لهذه الحملات طابعاً أنسانياً عاماً,وشارك فيها بعض اليهود ايضاً، إلا أن لحملة الأغاثة بعداًوطنياً فلسطينياً واضحاً ايضاً
* الراي العام الاسرائيلي :-
وتبدوالصورة من وجهة النظر الأسرائيلية، قاتمة وباعثة على القلق ففى تقرير لمركز المعلومات ((عافوداه)) جاء ان عدد الحوادث - مثل رجم الحجارةوقطع الطرق - ارتفع الى الضعفين تقريباً :
اذقفز من 39,411 حادثة في سنة 1989 إلى 71,754 حادثة فى سنة1990. وارتفع عدد المصابين الاسرائيلين ،من جنود ومستوطنين، في هذه الحوادث من1274 شخصا إلى2926 شخصا . كما ازدادالعبوات الناسفة المزروعة من 55 عبوة إلى 99 عبوة ، في حين ازدادت حوادث إطلاق النار من 82 حادثة إلى 153 حادثة في العام الثالث .
ووفقا لمصدر آخر، بلغ عدد العبوات الناسفة التي زرعت ضد الجيش الاسرئيلي 83 عبوة في عام الانتفاضة الأول ، قياسا بـ 55 عبوة في عامها الثاني، 90 عبوة في العام الثالث اما حوادث إطلاق النار عاى الجيش وقوات الأمن الاسرائيلية ، فبلغت 15و77و79 حادثة في الأعوام الثلاثة، على التوالي ومن جهة اخرى، ارتفع عدد "العملاء" القتلى من21 عميلا سنة 1988، إلى 134 عميلا سنة 1989 ، ثم إلى 155 عميلا سنة 1990. ومنذ بداية الانتفاضة / الثورة يتابع المراقبون والساسة الاسرائيليون عن كثب - وبقلق - انعكاساتها القائمة والمرتقبة على فلسطينيى الداخل ، باحثين عن إجابة عن السؤال المركب الخطر : هل تفرض الانتفاضة إعادة((الخط الأخضر)) الذى حاولت الحكومات الأسرائيلية المتعاقبة محوه بسياستها التوسعية المنهجية . فتفرض_بالتالى_ انفصالا ًواقعيًًًا للأراضي المحتلة عن اسرائيل ، وتعيد تقسيم "القدس الموحدة"؟ ام تمحو الانتفاضة ذلك الخط ، بزحفها عبره وتوحيدها الشعب الفلسطيني على جانبيه تحت لوائها، فتهدد الوجود الصهيوني برمته؟ ومن هنا، كان الاهتمام دائما منصبا على الظواهر المتصلة بهذا السؤال الأساسي، مثل : انتقال الممارسات الانتفاضية إلى داخل اسرائيل ، ومسار الفلسطنة الذي يمر عرب هذه المنطقة به ، وعلاقة هذا المسار بالانتفاضة
ويبدو الاهتمام الاسرائيلي في أقوال المستشارين الرسمية التي تجد ترجمتها من أرشيف صحافي ، عن " أعمال العنف والتخريب داخل حدود اسرائيل " من جانب عرب الداخل خلال أول شهرين من سنة 1990 في ما يلي:-
يوم7/1 : اكتشاف مجموعة من الشبان في عكا تعمل على تخريب سيارات ومركبات اليهود والعملاء العرب.
ويوم 8/1 : إلقاء قنابل حارقة على منزل شرطي في بلدة الطيبة
ويوم 29/1: قدم قائد منطقة الشمال في الشرطة الى لجنة الداخلية في الكنيست تقريرا عن زيادة ،نسبتها 54% ، في انتهاكات عربيه على خلفية وطنية خلال نصف العام الاخير.
ويوم 2/4: اختطاف احد سكان عكا القديمة العرب واحتجازه في مخزن وضربه، بدعوى مشاركته في رجم سيارات اسرائيلية بالحجارة.
وفي يوم 2/7 : جاء في تقرير لشرطة النقب ان 118 حادث إلقاء حجارة ورفع أعلام فلسطينية وقطع طرق جرت خلال سنة 1989.وفي السنة نفسها واوائل سنة 1990، تم اعتقال 91 شخصا بتهمة تنفيذ هذه الأعمال ، قدم منهم 15 إلى المحاكمة .
وفي2 /8 : صدر الحكم بالسجن 20 عاما على احد ابناء البدو في منطقة بئر السبع ، لمحاولته قتل سائق اسرائيلي في الرملة لأسباب وطنية .
وفي25/12: تقدمت مجندة اسرائيلية بشكوى ضد فتى عربي هاجمها بسكين ، وتزايدت " أعمال العنف " خلال العام ، وتصاعدت في اواخر أيار/مايوعام 1991
واعتبر المستشرق الباحث فى معهد ترومان . "ماتى شتانبرغ" ، الجدال الدائر فى اسرائيل بشأن كيفية فصل المناطق (المحتلة) عنها . بعد أن أسقطت الأنتفاضة اى إمكان للتعايش فى ظل السيطرة الأسرائيلية
أما المحلل العسكرى "زئيف شيف" فركز فى مقاله له عن الانتفاضة فى الجيش الأسرائيلى، الذى تحول إلى جيش شرطة، كما يوحى عنوان المقالة المعبرة قائلا فالأنتفاضة تحرف هذا الجيش عن مهمته الأساسية ، وهي ( حولت وحدات عديدة إلى شرطة امن كبيرة ) صحيح ان الجنود يتحولون إلى شرطة محترفين لكن ليست هذه مهمتهم . كما ان الكثيرون من سلك كبار الضباط ، مثل قائدى المنطتقين الجنوبية والوسطى و قياداتهما ، يكسرون جزءاً كبيراًمن وقتهم وتفكيرهم للأنتفاضة .وهذا ما يشغلهم اكثر من إى موضوع عسكرى أخر . أما "يسرائيل هارئيل" ، رئيس مجلس مستعمرات الضفة والقطاع ، فينحو منحى جديراً بزعيم مستوطنين وهو يقول :-
" فمن جهة ، حققت الأنتفاضة إنجازات بارزة على صعيد الراى العام العالمى ، والحوار مع الولايات المتحدة على الرغم من تجميده ،وقيام مناطق محررة ( حيث تتدرب كادرات جديدة من جنود الانتفاضة على مواصلة النضال ضد الجيش الأسرائيلى والمستوطنين اليهود وسكان اسرائيل كلهم ) ، لكن من جهة اخرى ، هناك إنجاز رئيسى مضاد ، هو الأنجاز الحقيقى الوحيد - فى رأى هارئيل - الذى حققه أى طرف فى الأنتفاضة :
بازدياد عدد المستوطنين اليهود من نحو 78او80 ألف مستوطن الى ما يقارب100 ألف مستوطن خلال الأعوام الثلاثة الماضية . ويضرب أمثلة فى ذلك . ازدهار المستعمرات التالية :براخا،حومش ،معاليه ليفونا ، عومريم ، ألفيه منشيه ، ارينيل .ويربط هارئيل هذا الأزدهار بهجرة مايتراوح بين 20 ألف فلسطينى و 40 ألف من الأراضى المحتلة ، معظمهم شخصيات مرموقة فى الأقتصاد والتعليم الي خارج الضفة الغربية وقطاع غزة
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
ثانياً / الطريق الي السلام :-
1- بوابة السلام :-
اعطت الانتفاضة مبرراً لاستبدال الفئة العليا التقليدية المكونة من اصحاب الاراضى بقيادة جديدة تحت رعايتها فى مدارس وجامعات الضفة الغربية وقطاع غزة وعمليا، فهى شقت الثغرة امام تغيرات بعيدة المدى فى التفكير السياسي لدى الفلسطينيين . ومع اندلاع اعمال العنف توجه الحكام المدنيون الاسرائيليون الى مخاتير القرى وقيادة الوجهاء التقليدية ، لكن ما اذهل الاسرائيليين – وربما اذهل القادة التقليديين انفسهم – انهم لم يكونوا قادرين علي تقديم شئ يذكر لوقف موجة المقاومة ، ولعلهم ايضا لم يكونوا راغبين بذلك .
فقد تمتع محاضرون فى الجامعات وصحفيون واصحاب مهن حرة آخرون بقدر كاف من الاحترام والدعم السياسي ، لكن مطالبة سكان المناطق المحتلة بتمثيل لهم ازدادت قوة من مطلع التسعينيات نتيجة انعدام الثقة الذى اثارته قيادة منظمة التحرير الخارجية في العالم ، بعد ان دعمت صدام حسين ، وانعدام قدرتها علي استبدال انجازات الانتفاضة بانجازات سياسية . واسهم في احداث هذا التحول الجذرى الدور الذي لعبه قادة الداخل في دورة المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائرسنة 1991 ولعل اهم شئ – نتيجة للدور الذي ادوه كوفد فلسطيني الى محادثات السلام المتجددة في مدريد
كان فيصل الحسينى من بين شخصيات (( الداخل)) البارزة وهو ابن الشهيد عبد القادر الحسينى ، الذى ترأس القوات الفليسطينية المقاتلة فى حرب 1948 ويرى الكثيرون ان الحسينى ،المسؤول عن مصالح منظمة التحرير فى القدس الشرقية ، وريثا محتملا لعرفات عندما يحين الاوان اما حنان عشراوى الشخصية الفلسطينية المعروفة فكانت ناطقة باسم القضية الفلسطينية في الحلبة الدولية افضل من أي وقت مضى . وهناك استاذ جامعي آخر من جامعة بير زيت هو "سري نسبية" ، ابن عائلة فلسطينية معروفة كان والده وزير الدفاع في الاردن ،وادار اهم مؤسسة اقتصادية فلسطينية ((وطنية)) هى شركة كهرباء القدس الشرقية الي ان انتهت مدة امتيازها . والدكتور حيدر عبد الشافي من غزة ، الذي يؤيد وينقد في نفس الآن تحركات عرفات وفتح . و قد اكتسب د . حيدر عبد الشافي احتراماً كبيرا لكونه احد مؤسسى منظمة التحرير الفلسطينية ، ومؤسس الهلال الاحمر ورئيس الوفد الفلسطيني الي محادثات مدريد .
منذ اللقاء المتجدد بين المجتمع الاسرائيلي ( اليهودي والعربي علي السواء ) وبين فلسطيني الضفة الغربية وقطاع غزة تحطم جزء من القوالب التي نظر العرب والفلسطينيون من خلالها الي المجتمع والدولة اليهودية . اتضح لهم انها متعددة المشارب والاصوات اكثر بكثير مما بدت عليه ((صنيعة الامبريالية )) التي تخيلوها عندما كانوا في انقطاع تام بين 1948و1967 . فعلى سبيل المثال عرض السرطاوى في 1977 تعايشا بين دولة فلسطينية تقام في المناطق المحتلة في حدود 1967 وبين اسرائيل ؛ وقد اغتاله متطرفون قوميون قبل ان يستكمل طرح خطته امام المجلس الوطني الفلسطيني ، وبعد ان اجري سلسسة من اللقاءات مع ناشطى سلام اسرائيليين . لكن سلسلة من التحركات والاحداث حملت قسما من الفئة العليا في التيار المركزى في الحركة القومية الفلسطينية للامتناع عن معارضة الاقتراح عندما طرح في 1992 مع بداية تفكك الدولة السوفيتية العظمي ، التي اعتبرت حامية العالم العربي عموما والقضية الفلسطينية بشكل خاص
وفي غضون ذلك ، كان حوالي 700.000 مهاجر من الاتحاد السوفيتي وروسيا جاءوا خلال سنوات قليلة لاسرائيل ، غيروا تماما النظام الديموغرافي في فلسطين بصورة لا تخدع مصالح العرب
وحملت الانتخابات التي جرت في اسرائيل عام1992 الي الحكم تحالف اقلية بقيادة اسحق رابين ، الذى توصل بنفسه بعد ان اندلعت الانتفاضة وحاول قمعها باستخدام القوة العسكرية ( كونه وزير دفاع ) الي استنتاج انه لا يوجد حل بالقوة لتزايد روح التمرد التي حلت بالفلسطينيين وان تحويل الجيش الي شرطة قامعة لابد ان يمس بقدراته القتالية في حرب حقيقية وبمعنويات مقاتليه
وايد رابين مبادرة خاصة غير رسمية لعدد من الاكاديميين الاسرائيليين ( وخاصة يئيرهيرشيفلد و رون بونداك ) الذين اجروا محادثات مع رجالات القيادة في منظمة التحرير الفلسطينية ( احمد قريع "ابو علاء" – محمود عباس "ابومازن" ) برعاية حكومة النرويج ووزير خارجيتها يوهان يورغن هولست ، وهى مبادرة حظيت لاحقا بتصديق وزارة الخارجية الاسرائيلية حين واصل "اورى سافير" ونائب وزير الخارجية "يوسي بيلين" ووزير الخارجية ( شمعون بيرس ) نفسه المفاوضات عندما تبين استعداد الفلسطينيين لتسوية مرحلية ، وبموجب ما تكشفت عنه محادثات النرويج ، كانت منظمة التحرير الفلسطينية مستعدة لاخذ السيطرة على القطاع وعلى قسم رمزى اضافى من الضفة الغربية ، كجزء من اتفاق مرحلى تقوم فى اطاره سلطة وطنية فلسطينية مستقلة على هذا القسم ، وعلى اجزاء اخرى من هذه المناطق التى ستنقل الى منظمة التحرير ، من دون تحديد الاهداف النهائيه للتسوية الدائمة
وفي آب 1993 اخذت هذه الموافقة شكلاً رسميا عبر اعلان المبادئ بخصوص التسوية المرحلية لحكم ذاتى ، تم توقيعة فى واشنطن فى 13 آيلول . وقد جاء فى مدخل الاعلان : (( حكومة اسرائيل وطاقم منظمة التحرير الفلسطينية التى تمثل الشعب الفلسطينى ، متفقتان على انه قد حان الاوان لوضع حد لعشرات السنين من المجابهة و النزاع ، وتتبادلان الاعتراف بحقوقهما المشروعة والسياسية ، وتتطلعان لعمل كل ما تسطيعان للتعايش معا ، بسلام واحترام وامن متبادلين ، وللتوصل الى تسوية سلام عادلة ، دائمة وشاملة لتصالح تاريخى بواسطة عملية سياسية متفق عليها .
2- السلطة الوطنيه
لم يكن المقابل الاساسى الذى وعد به الفلسطينيون ، عدا الاعتراف باسرائيل ، نهاية فحسب لحرب الفدائيين ضد اسرائيل ، بل خطوة فاعلة لمنع هجمات عسكرية ضدها ايضاً وضد الاسرائيليين وحتى ضد سكان المستوطنات اليهودية فى المناطق المحتلة . لهذه الغاية اتفق على اقامة شرطة فلسطينية و اذرع امن مختلفة مثل "الامن الوقائى " ، كجزء من السلطة . وكان الجيش الفلسطينى بزيه وسلاحه الخفيف حتى المتوسط جزءا مركزيا من الرموز التى كان على اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية توفيرها للسكان ، ومن مؤشرات الدولة التى سعت السلطة الى خلقها بموجب الاتفاقات . وكان من المفروض ان يصل عدد افراد هذه الميليشيات الى تسعة الاف شخص ، لكن الرقم الحقيقى تدريجيا كان اكبر من ذلك بكثير ، وطمست الحدود بين الميلشيات الرسمية وبين الجماعات المسلحة المختلفة ذات محاور القوة والولاء المتعددة . وكثير من الفلسطينيين عارضوا الاتفاقيه .
وقدم "ادوارد سعيد" تعبيرا حاداً عن هذه الرؤية . باعتباره المثقف الفلسطينى الابرز ، الذى يعد اشهر نقاد الشرق و الاستشراقيين فى الثقافة الغربية ( من خلال الثقافة الغربية ذاتها ) . حيث تبنت السلطة الوطنية الفلسطينية اسلوب ومراسيم الدولة ، فالقائد يسمى "رئيساً" وحملة الحقائب المختلفة يسمون "وزراء" والاقسام المختلفة "وزارات " وتبنت السلطة الوطنية الفلسطينية علم ونشيد منظمة التحرير الفلسطينية الوطنى ، وكذلك ممثليها الدبلوماسيين فى خارج البلاد واقيمت محطة اذاعة رسمية وعدد من محطات التليفزيون المحلية ، التى تبث كلمة السلطات وحتى التقارير المباشرة من المجلس التشريعى ، الذى كان دوره تمثيليا فى الاساس وتم كذلك تشكيل الجهاز القضائى الذى حاول ان يظهر بمظهر المستقل عن السلطة التنفيذية ، دون ان ينجح فى ذلك
بعد توقيع الاتفاقيات بوقت قصير ، فى 25 كانون الثانى 1996 ، جرت فى مناطق السلطة الفلسطينية ، وتحت انظار المراقبين الاجانب ، انتخابات لـ 88 مقعداً فى مجلس السلطة ، الذى اعتبره الفلسطينيون برلمان فى كل شئ ، وفازت فتح ومرشحون مستقلون متماثلون معها باغلبية ساحقة ، لكن هذه التجربة الانتخابية لم تتكرر الا بعد مضى احد عشر عاما منذ ذلك الحين ، وبدات السلطة بتشغيل خيرة المثقفين والباحثين المحليين فى بلورة البرامج التعليمية وكتابة الكتب المدرسية ، لكنها عملية اخذت وقتا طويلا وموارد كثيرة . وجرى تجنيد وسائل الاعلام من صحافة واذاعة وتليفزيون فى بناء الهوية الوطنية الفلسطينية
كان هناك من رغب بالاندماج بـ ((النظام الجديد)) الذى اسسه عرفات ، وحظى بدعم جماهيرى فى البداية على الاقل فى مرحلة الفورة العاطفية والامال الكبار ، وكذلك من سعى للتمسك بالاهداف التقليدية ، أى : بمواصلة ((حرب الجهاد )) ضد اليهود حتى تحرير كافة الاراضى المقدسة ، لتتلوها اقامة دولة الشريعة الاسلامية .و رغب معارضوالاتفاقية بتجديد حرب الفدائيين بتفجير الاتفاقات مع اسرائيل وتقديم البراهين على ان السلطة الوطنية الفلسطينية لا تسيطر فى المناطق المحتلة وغير قادرة على توفير اهم ما تحتاجه اسرائيل – الامن الداخلى فى داخلها . وبين السادس من نيسان 1994 و21 آب 1996 نفذت "حماس" و"الجهاد الاسلامى" سلسلة من الاعمال النضالية ، وخاصة داخل مدن اسرائيل المركزية ، وتسببت بسقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى ، من خلال استخدام استشهاديين يحملون على اجسامهم المواد المتفجرة . لكن الاضرار الجماعية اللاحقة بالمواطنين الاسرائيليين فى مراكز المدن الكبرى هددت بانحراف الراى العام الايجابى المتبلور فى اسرائيل تجاه اتفاقات اوسلو والقاهرة ، موفرة الذريعة لادعاءات المعارضة بان ذلك ليس سلاما . وكلما تجددت الاعمال الفدائية ، لجأت اسرائيل الى فرض "الاغلاق" وغير ذلك من العقوبات على مناطق السلطة الفلسطينية وعمدت الى تعليق تنفيذ المراحل الاخرى من الاتفاقات . وظهر مصطلح جديد فى القاموس السياسي الاسرائيلى ، كانت الغاية منه توفير ما يشبه الغطاء الايديولوجى و الواجهة السياسية العقلانية لتبرير اللجوء الى الاغلاق ، المتواصل من يوم ليوم . كان ذلك المصطلح هو "الفصل" وكانت الغاية منه تقليص اى صلة مادية بين الفلسطينيين والاسرائيليين بقدر الامكان .
وكان تحسين مستوى الحياة من بين مجمل الامال التى توقعها السكان الفلسطنيين ، والذين تقلصت مصادرهم كثيرا منذ ايام الانتفاضة وطرد الفلسطينيين العاملين فى الكويت . كان هذا الامل مؤسسا على عناصر خارجية تحول رؤوس الاموال على شكل منح وقروض لتطوير البنى الاقتصادية وكذلك لدعم المؤسسات الاجتماعية ايضا . دول ووكالات كثيرة ( اربعون دولة بينها الولايات المتحدة ودول اوربا و الدول العربية و اليابان وغيرها و وكذلك البنك الدولى ) وعدت بتحويل سنوى للسلطة بقيمة 2.3 مليار دولار (حتى 1998 كان من المفروض ان يصل المبلغ الى 3 مليار دولار )
مع الوقت تقلصت هذه التحويلات ، وخاصة مع انتهاء السنوات الخمس من التزام البنك الدولى بتمويل الخدمات العامة الفلسطينية كانت الغاية من تحويل هذه الاموال تمويل مشاريع محددة خاضعة لرقابة الممولين الدائمة . لكن احداً لا يعرف من الناحية العملية ، كيف تم صرف هذه الاموال وبموجب الاتفاق الموقع فى نيسان 1994 فى بروتوكول اقتصادى تم توقيعه فى باريس بين اسرائيل و منظمة التحرير الفلسطينية قرر ان يتم تحويل 75% من اموال الضرائب المجبية من العاملين الفلسطينيين فى اسرائيل للسلطة الوطنية
لم يتحقق الامل برفع مستوى الحياة مع ارساء الحكم ذاتى ( باستثناء طبقة دقيقة من الفئات العليا بدات تزدهر بعد نقل الصلاحيات من السلطة العسكرية الاسرائيلية للسلطة الفلسطينية ) . وما وقع هو العكس ، ذلك ان مستوى حياة اجزاء كبيرة من السكان الفلسطينيين ( وخاصة فى قطاع غزة ) انخفض ، وتسجل هبوط بنسبة 25% من مستوى الحياة ، منذ ان بدئ فرض الاغلاقات المتواصلة . وخرج حوالى 95.000 – 150.000 عامل فلسطينى بصورة شبه نهائيه من سوق العمل فى اسرائيل ، وبموجب مفهوم ((الفصل)) ، احضر بدلا منهم عمال من اسيا وشرق اوروبا ،عدا ذلك ، اقامت السلطة الوطنية جهازا فعالا لجباية الضرائب ، لتمويل مصاريف السلطة الجديدة . كل ذلك ، ومع البيروقراطية المتكونة ، وضع الصعوبات الاضافية امام رعايا السلطة الوطنية الفلسطينية ، كذلك فان الشائعات بشان اعمال الفساد الذى ازدهر واتصل باسماء قسم من مسؤولى السلطة الفلسطينية ذاتها ، لم تشجع التطوير من الاسفل وخفضت معنويات السكان ورفعت مستوى الجريمة كثيرا .
وبغياب الدولة ، اعتنى الفلسطينيون باجهزة بديلة تمثلت في الجمعيات والمؤسسات الخيريه جاء تمويلها من مصادر اجنبية وهي التي وفرت ومنذ منتصف التسعينيات 60% من العيادات والمساعدات الاولية ، وحوالى نصف خدمات المستشفيات ، وما يقارب 30% من جهازالتعليم ، وجميع خدمات المساعدة والتاهيل للعاجزين والمعتقلين سابقا ، اضافة الى الارشادات والابحاث الزراعية . . حيث اشتغل فى هذه المنظمات مطلع التسعينيات ما بين 20.000 – 30.000 مهني
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
البعد القومي للانتفاضه الفلسطينيه :-
وكان الشعب الفلسطينى يقدم انذاك الاستجابة المثلى لتجاهل النظام العالمي لقضيته من خلال انتفاضته التى بدات فى ديسمبر 1987 مباشرة وقدمت اجابات مبسطة ولكنها شافية ومقنعة على كافة الاسئلة التى كانت تحير المحللين العرب بخصوص التفوق الاسرائيلى على العرب خاصة فى ظل وجود ترسانة نووية اسرائيلية ، وبخصوص كيفية تنشيط المواقف الدولية بل والعربية لصالح القضية الفلسطينية . فقد كانت تحدي انساني للترسانه العسكرية الاسرائيليه ، تجاوبت معه قوى الداخل الفلسطيني واستثمرته جيدا للصعود الى التمثيل السياسي الرسمي لها بتزايد عدد الاحزاب والتنظيمات العربيه داخل اسرائيل ابتداء من العام 1988م وصولا الى الحصول على عدد قياسي من الاعضاء العرب في الكنيست الاسرائيلي بعد قيام السلطة الوطنيه الفلسطينيه عام 1994م كما بينا ذلك تفصيلا في المبحث السابق .
توجهات فلسطينيوا 1948 القوميه :-
كان على الفلسطينيين فى فترة ما بعد الحرب ان يواجهوا واقعا جديداً سواء من كان منهم داخل الاراضى المحتلة او فى دول المنطقة العربية ، واختلفت ردة الفعل على هذا الواقع الجديد بين الداخل والخارج ، بحكم التحديات والاوضاع المحيطة بالوجود الفلسطينى اينما كان .
ففى الاراضى المحتلة ، ما ان انتهت الحرب في الخليج ، وبدا الفلسطينيون يستفيقون من صدمة نتائجها التى جاءت مخالفة تماما لامالهم وتوقعاتهم بدا النقاش فى شان اعادة تقويم المرحلة والاستفادة من الاخطاء وتصحيح عدد من الامور لمنع تكرار ماساة اخرى كماساة حرب الخليج ؛ والاهم من ذلك لمواجهة نظام عربى ودولى جديد اصبح يشكل خطرا على القضية الفلسطينية بمختلف جوانبها .
وقامت صحيفة "الفجر" التى تصدر فى القدس الشرقية المحتلة بدور مهم فى اطلاق الحوارات على صفحاتها ؛ وهى الصحيفة المؤيدة لمنظمة التحرير الفلسطينية ولرئيسها ، وكان احد المحررين فى الصحيفة ويدعى "راضى الجراعى" قد كتب فى اذار / مارس 1991 : - " ان الهزيمة العسكرية التى لحقت بالعراق اخلت بميزان القوى فى المنطقة لصالح اسرائيل وبالتالى فقد تبدد خوفها من حرب مكلفة ولم يعد هناك اى عامل ضغط استراتيجى يحملها على التخلى عن الاراضى المحتلة ، والولايات المتحدة ثبتت اقدامها فى المنطقة واصبحت القوة الوحيدة على ساحة الشرق الاوسط ، والموقف الاوربى اصبح مرتبطا بشكل اشد اكثر من اى وقت مضى بالموقف الامريكى بسبب سيطرة امريكا على منابع البترول فى الخليج واصبح وزن الاتحاد السوفيتى وحجم تاثيره فى المنطقة معادلا للصفر " وعن الوضع الفلسطينى ما بعد الحرب فى الخليج ، كتب / بالنسبة لنا كفلسطينيين فقد تلقينا ضربة سياسية نتيجة هزيمة العراق ادت الى ضعف موقف م ت ف . على الصعيد الدولى ولم يبق فى ايدينا سوى ورقة الانتفاضة " .
وشهدت الاراضى المحتلة فى اشهر ما بعد انتهاء حرب الخليج حوارا ساخنا بشان واقع الانتفاضة ومستقبلها ، وظهرت اول مرة انتقادات علنية على صفحات الجرائد فى ندوات عامة للظواهر السلبية التى سيطرت على الانتفاضة وباتت تهدد وجودها ولم يكن ظهور السلبيات احدى نتائج حرب الخليج ، بل كانت موجودة طوال العام الثالث للانتفاضة ، وحتى قبل ان تبدا ازمة الخليج غير ان شعور الفلسطينيين بالحصار بسبب نتائج تلك الحرب جعل التمسك بالورقة الوحيدة الباقية (الانتفاضة) امرا لا مفر منه ، لكن شرط ان تكون تلك الورقة رابحة ونقية ولا ضعيفة اومهددة . وتطرقت العملية النقدية الى نقد غياب الممارسة الديمقراطية فى المؤسسات الفلسطينية ، وفى التنظيمات السياسية نفسها ، التى يعود اليها احد اسباب ضعف المشاركة الجماهيرية فى فعاليات الانتفاضة ومع الدعوة الى ممارسة الديمقراطية ، جاءت دعوات الى المحاسبة والرقابة فى تلك المؤسسات الوطنية ، وفى التعامل السياسى داخل الحركة الوطنية .
وفى ظل حلول سلمية تلوح فى الافق قالت "حنان شعراوى " ، الاستاذة فى جامعة بير زيت :
" يجب ان لا تكون الانتفاضة والعملية السياسية مرتبطتين بشكل عكسى وانما كتحرك شعبى متكامل تخلق عملية تفاعل وتطوير لنفسها بحيث لا تكون معتمدة على عامل واحد فقط وهو العامل الخارجى والا سيكون هذا خطئا تاريخيا " وهى ترى ان الموقف الخارجى للفلسطينيين ضعيف فلا سلاح ولا اموال ولا مصادر ولا دعم ولاحتى حلفاء او عمق عربى . ولكن فى المقابل لدينا قضية عادلة و مشروعة وقوة ارادة وتصميم فلسطينى و استعداد للنضال يجب ان نتعامل معه بشكل شمولى تميزه الحركة والمرونة لان الجمود بحد ذاته هو ضد الحياة . وفى ظل واقع متحرك ومعطيات تتغير باستمرار ، ولا نستطيع ان نغلق الابواب امام العمل السياسى وريثما نستجمع قوتنا ونرص صفوفنا . وكان دائما للنضال الفلسطينى اكثر من وجه ونحن نختار التركيز على احدها ضمن ظروف موضوعية معينة " . وتابعت عشراوى قائله :
"ان الموقف السياسى للدول العربية سيؤثر تاثيرا مباشرة فى الانتفاضة ، لانه اذا لمس الفلسطينيون لدى هذه الدول استعدادا للدخول فى مسيرة منفصلة من اجل عقد اتفاقيات منفردة مع اسرائيل وتطبيع علاقتها بالعالم العربى ، فان هذا يعنى نجاح مخطط "شامير" وهو تحويل القضية الفلسطينية الى قضية اسرائيلية داخلية فمن ناحية سيتم تحييد الدول العربية عسكريا عن طريق القضاء على اى خطر عسكرى يهدد اسرائيل ومن ناحية اخرى سيتم تحييد المقاطعة الاقتصادية للحصول على شرعية اقتصادية لاسرائيل كى تهيمن على المنطقة . واذا تحقق كل ذلك ولاسيما ان استطاعت الولايات المتحدة ان تنفرد حتى الان بالدول العربية وتحصل من العديد منها على اجابات مقترحاتها بصورة منفردة ومن دون تنسيق ، عندها سيتصاعد القمع بشكل رهيب ويؤدى الاحباط الى بداية فكر انهزامى رفضه الفلسطينيون عبر تاريخهم وحتى الان بشدة ، واما الى التوجه نحو الكفاح المسلح ولو بشكل انتحارى . وهو ما تحقق فيما بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية"
وقال "إميل حبيبى" حول نفس الموضوع :-
" ان حجة توزيع الثروة العربية على فقراء العرب ليست سوى خمار اسود اسدل على وجه بشع لاخفاء تحوله – من زمان – الى جمجمة على هيكل عظمى . وان معركة فقراء العرب معركة قديمة جدا وما خلع سيد وقام مكانه سيد اخر فى ارض العرب الا وكان فقراء العرب علما براقا من اعلام هذا التغير فالغى المكوس واطلق من فى الحبوس مثلما جاء فى الف ليلة وليلة . ولم يعد سرا الان قيام الامريكين انفسهم بجر القيادة العراقية الى الشرك الكويتى ونلاحظ من موقعنا هنا وجود رغبة محمومة لدى اوساط اسرائيلية وامركية حاكمة فى زج الشعب العربى الفلسطينيى فى هذا الشرك وربما غيره ايضا – الاردن مثلا- وذلك على اعتبار قتل عصفورين بحجر واحد وربما عصافير . يقينا اننا بحاجة الى ماساة الى شحذ اذهاننا لاستشفاف انعكاسات حرب الخليج الثانية – الحالية – بعيدة المدى على المنطقة العربية وعلى الصراع العربى – الاسرائيلى ، فليس من اللائق ان نترك هذا الامر المصيرى للاجانب من مستشرقين . فاية نتيجة ينتظرها الناس زيادة على النتائج التى ظهرت حتى الان ؟ ماذا دهى القوميون و الوحدويون العرب فاستخفوا بمصير جامعة الدول العربية وبالوحدة العربية وبالتضامن العربى ، وانزلو بهذه الاقانيم من شتائم ونعوت " ، ويتابع قائلاً :-
" يكفيكم فى هذا الباب فقرة وردت فى مقال للمعلق السياسى الاسرائيلى المعروف "ران كسليف" فى صحيفة "هارتس" بتاريخ 27/1/1991 ، وجاء فيها ما ترجمته الحرفيه ما يلى : " لقد نجح صدام حسين فى نهاية الامر فى ان يفعل بالانتفاضة ما عجز عن فعله رابين و ارنس ، وحقق فعلا ما طالب به المستوطنون واليمين المتطرف : اليد القاسية حتى من دون حاجة الى الاعتقالات الجماعية وعمليات الابعاد . ولم تظهر الحاجة الى مزيد من التلميحات حتى يدرك الجميع ما سيحدث اذا القيت زجاجات حارقة فى نابلس فى الوقت التى تسقط فيه الصواريخ على تل ابيب " ويتباهون فى اسرائيل بان حرب الخليج الثانية هى اول حرب انتصرت اسرائيل فيها من دون ان تطلق اية رصاصة ، وانهم استدروا عطف العالم ماديا وسياسيا اكثر مما كان لهم من هذا العطف اثر "شرك حرب حزيران / يونية " الذى اوقعوا فيها جمال عبد الناصر سنة 1967 وحيث قامت المجموعة الاوربية بالغاء الحظر الاقتصادى والعلمى الذى كانت قد فرضته على اسرائيل بسبب رفضها يد السلام الفلسطينية الممدودة اليها وانقلبت فرنسا على الفلسطينيين . وحين استمعنا الى رئيس لجنة الخارجية والامن فى الكنيست ،النائب الليكودى "الياهوبن اليسار " وهو يتشفى منا ويقول :"مرة اخرى اختار الفلسطينيون ، الجانب الخاسر ولذلك خسروا قضيتهم مرة اخرى" .
ويتابع اميل قائلا:- " نحن لم نولد من الحائط ولم نهبط على احد من المريخ او زحل فما نحن سوى افراد من هذا الشعب الفلسطينى وذاكرة من ذاكرته ولذلك من حقنا ان نرى فى تشفى "الياهو بن اليسار" مجرد تعبير عن مخطط لا غير يتحقق اذا نجح المخططون الاسرائيليون والامريكيون فى ايقاعنا فى الشرك الكويتى . واشد ما يبعث على القلق هو المحاولات الاستفزازية الجارية لتحميل الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة وزر هذه الحرب التعيسه فهو لا يقف فى هذه الحرب الا على راس قائمة ضحاياها الطويلة – جنبا الى جنب مع شعب العراق الطيب . ونتمنى ان يكف اى مسؤول عربى ، ان فى هذا الجانب او فى ذاك الجانب عن التعامل مع شعبنا الفلسطينى تعامل الرهائن او اعتباره "كبش الفداء" فانهم لن يسيئوا الا الى انفسهم ان اعتقدوا ان غوغائية الاصوليين الدنيويين والدينيين تمثل ضمير هذا الشعب او تستطيع ان تقدمه اليهم ، ايضا هذه المرة ، لقمة سائغة ، فهذا الشعب شعب مؤمن حقا ، لا يلدغ من حجر مرتين ". "هناك انطباع بأنه لا يكاد يوجد دور او راى لفلسطيني الداخل فى العملية التفاوضية الجارية اوريما ان صوتهم غير مسموع وان هدف المفاوضين الفلسطينين من المناطق المحتلة والخارج هو دولة فلسطينية مستقلة او داخلة فى اتحاد كونفدر الى مع الاردن فما هو تصور فلسطينين الداخل لمستقبلهم السياسى من زاوية العلاقة بهذة الدولة ان قدر لها ان نشهد النور ؟ "
ويقول احمد سعد " من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والمسؤول الاعلامى فيها : - "هل يعيش عرب 1948ازمة متعددة الجوانب ؟ يطرح هذا السؤال نفسه وبصورة حادة منذ اواسط الثمانينيات التى اعتبرها بداية مرحلة جديدة فى تطور الجماهير العربية فى اسرائيل . وجاء طرح هذا السؤال بفعل بروز العديد من الظواهر والتفاعلا ت فى ساحة تطور الجماهير العربية وفى المنطقة والعالم . ومن ابرز هذه الظواهر : بداية تبلور تيارات التعدية السياسية بين الجماهيرالعربية وبداية مظاهر الاحباط والياس جراء الاحداث الجارية فى اوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتى وتاثير ذلك فى الحزب الشيوعى الاسرائيلى وفى الجماهير الردة فى العالم العربى وحالة التشرذم العربية والفلسطينية ، ويتابع " احمد سعد " قائلا :
اما الاسباب الحقيقة الجذرية فاستطيع ايجازها في التالي : -
اولا : عدم ادراك العديد من التيارات السياسية الفعالة بين الجماهير العربية الفلسطينية فى اسرائيل لحقيقة التغيرات الجارية فى البنية الاجتماعية الاقتصادية الثقافية للجماهير . ان التطور الموضوعى فى ظل مقاومة سياسية القهر القومى والمبيز العنصرى قد افرز العديد من الشرائح الاجتماعية التى اصبحت لها قضاياها ومصالحها وتوجهاتها المحددة . ففى اواسط الثمانينات تكونت على السطح فئة اكاديمية تضم اكثر من 15الف اكاديمى واصبحت شريحة البورجوازية الصغيرة والمتوسطة فئة مبلورة اجتماعيا تقريبا ولكل قطاع فيها قضاياه ومشكلاتة المميزة
ثانيا : التأثير السلبى للردة وحالة التشرذم فى العالم العربى وفى الساحة الفلسطينية.قبل الاتتفاضه وبعد قيام السلطة فى شان الانتماء الفلسطينى لا يوجد نقاش لكن هنالك نقاش خاص مع الحركة الاسلامية التى لا تضع الانتماء الفلسطينى فى المقام الاول انسجاما مع فكرها الدينى السياسى اما بالنسبة الى الحزب الشيوعى الاسرائيلى والجبهة الديمقراطية والمساواة فان نقطة الانطلاق هى ان الاممى الصادق هو الوطنى الصادق وحماية الهويةالقومية وتطويرهاوالدفاع عنها لست قمة الوطنية فحسب بل الاممية .
اما حنا ابراهيم الناطق باسم الحزب الديقراطى العربى الناصرة فقال :-
"هناك من يطلق علينا اسم عرب الداخل او عرب 48 . لا افهم معنى لهذين الاسمينالامحاولة لتجنب لفظ اسم اسرائيل . و الا ماذا يعنى الداخل ان لم يكن داخل اسرائيل ؟ ورقم 48يذكرنا برقم 67ونحن لانريدربط المصير فيما بينهما لان كل ربط هو ما تريده اسرائيل فقط . وازماتنا ليست امرا خاصا بنا ولا يمكننا التخلص منها ما دامت ازمة الشرق الاوسط اى قضية فلسطين قائمة لذلك يظل البند الاول فى برامجنا السياسية الحل العادل لقضية فلسطين اما با لنسبة الينا فنحن اقلية قومية عربية فلسطينية تعيش فى اسرائيل بحكم تطورات تاريخية لم يكن لنا فيها حيلة ولا يمكننا تغييرها . اما هويتنا القومية فلا خوف عليها . وحتى اذا اراد احدنا ان ينسى قوميتة فان السلطة تذكره بها صباح مساء . وحتى عديم الشعور القومى لا يستطيع الانتساب الى القومية الاخرى" .
اما "رجا اخبارية" الامين العام لحركة ابناء البلد فقال : -
" نعتقد ان الجماهير العربية الفلسطينية داخل الخط الاخضر تعيش ازمة انتماء شاملة منذ سنة 1948فمنذ ان حسم الصراع بين الشعب الفلسطينى من جهة والحركة الصهيونية والا ستعمار البريطانى من جهة اخرى لمصلحة المعسكر الاخير الامر الذى نتج منة قيام دولة اسرائيل مع اقلية قومية تشكل حتى اليوم 17% من عدد سكان الدولة العبرية نشات ازمة الانتماء وازمة الهوية والازمة التنظيمية وازمة القيادة . بعد ان انفصلنا عن باقى قطاعات شعبناء وبعد ان شردت قيادتنا الوطنية التقليدية وبعدان فرض علينا الحكم العسكرى الاسرائيلى حتى سنة 1966 اصبحنا عمليا نعيش داخل غيتو معزول لا يربطنا بشعبنا الفلسطينى وبامتنا العربية الاجهاز الراديو لقد حولت اسرائيل فلا حى هذا القطاع الى عما ل عبيد يخدمون الاقتصاد الصهيونى بعد ان صودرت اراضينا الزراعية مصدر رزقنا الاساسى حتى سنة 1948. ان كل تلك الاسباب وغيرها مهدت الطريق الى تصفية هويتنا الوطنية . لقد اطلقوا علينا اسم عرب اسرائيل وساهموا بذلك فى عملية تصفية حقوقنا السياسية المستندة الى هويتنا الوطنية والقومية المتمايزة من الاغلبية اليهودية فى اسرائيل . وللا سف ساهم الحزب الشيو عي الاسرائيلى فى عملية تفتيت ودفن هويتنا الوطنية عبر قبولة المبدئى والرسمى لدولة اسرائيل التى اعتبرها تجسيدا لحق تقريرالمصير للشعب اليهودى فى البلد وان مصيرنا السياسى يرتبط بدولة اسرائيل فقط برروا هذا النهج تارة بالاممية وتارة بالواقعية واخرى بقبول قرار التقسيم واخرى بالانسجام مع قرارات الامم المتحدة
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
اما "رجا اخبارية" الامين العام لحركة ابناء البلد فقال : -
" نعتقد ان الجماهير العربية الفلسطينية داخل الخط الاخضر تعيش ازمة انتماء شاملة منذ سنة 1948فمنذ ان حسم الصراع بين الشعب الفلسطينى من جهة والحركة الصهيونية والا ستعمار البريطانى من جهة اخرى لمصلحة المعسكر الاخير الامر الذى نتج منة قيام دولة اسرائيل مع اقلية قومية تشكل حتى اليوم 17% من عدد سكان الدولة العبرية نشات ازمة الانتماء وازمة الهوية والازمة التنظيمية وازمة القيادة . بعد ان انفصلنا عن باقى قطاعات شعبناء وبعد ان شردت قيادتنا الوطنية التقليدية وبعدان فرض علينا الحكم العسكرى الاسرائيلى حتى سنة 1966 اصبحنا عمليا نعيش داخل غيتو معزول لا يربطنا بشعبنا الفلسطينى وبامتنا العربية الاجهاز الراديو لقد حولت اسرائيل فلا حى هذا القطاع الى عما ل عبيد يخدمون الاقتصاد الصهيونى بعد ان صودرت اراضينا الزراعية مصدر رزقنا الاساسى حتى سنة 1948. ان كل تلك الاسباب وغيرها مهدت الطريق الى تصفية هويتنا الوطنية . لقد اطلقوا علينا اسم عرب اسرائيل وساهموا بذلك فى عملية تصفية حقوقنا السياسية المستندة الى هويتنا الوطنية والقومية المتمايزة من الاغلبية اليهودية فى اسرائيل . وللا سف ساهم الحزب الشيو عي الاسرائيلى فى عملية تفتيت ودفن هويتنا الوطنية عبر قبولة المبدئى والرسمى لدولة اسرائيل التى اعتبرها تجسيدا لحق تقريرالمصير للشعب اليهودى فى البلد وان مصيرنا السياسى يرتبط بدولة اسرائيل فقط برروا هذا النهج تارة بالاممية وتارة بالواقعية واخرى بقبول قرار التقسيم واخرى بالانسجام مع قرارات الامم المتحدة .
" إن الإضافة النوعية التى حدثت فى عقد التسعينات جراء عملية الفلسطنة التى غمرت جماهير48هى استبدال مصطلح عرب اسرائيل بفلسطينين إسرائيل الذى تبنتة الحركة التقدمية والحزب الشيوعى والديمقراطى العربي والاطراف الثلاثة المذ كورة تنتهج الطريق البرلمانى الاسرائيلي وسيلة اساسية وشبه وحيدة لترجمة شعاراتها الاندماحية فى دولة اسرائيل وهى تبرر ذلك بالواقعية السياسية والظروف الموضوعية ودعم القيا دة المتنفذة ل .م.ت.ف.لها فى نهجها المذكور وتعمل جاهدة على تعزيز الوهم لدى المنظمة بان اليسار الصهيونى وعلى راسة حزب العمل سيحقق السلام المنشود اذا ما تسلم دفة الحكم ثانية فى اسرائيل . غير ان البديل عن التيار الفكرى السياسى المذكور اعلاه لم يكن غائبا تماما بل كانت هناك محاولة حركة الارض التى دعت الى حل قضيتنا الوطنية كفلسطينين عبر النهج القومى العربى وتحديدا الناصرى وقد حالت اسرائيل دون تبلور هذاالتيار الا ان التعاطف معه لا يزال ملموسا جدا فى اوساط الجماهير ووصل الى ذروته بعد الازمة فى الخليج و عشية العدوان الامبريالى على العراق البطل . وشكلت ابناء البلد التى ظهرت براعمها او اخر الستينات واوائل السبعينات امتدادا لحركة الارض وتعبيرا منظما لروح منظمة التحرير والمد الوطنى الفلسطينى الذى غمر الشعب الفلسطينى برمته فى الستينات والسبعينات والى يومنا هذا لكن نهج ابناء البلد الذى استمد قوته معنويا وسياسيا فى الماضى من حركة التحرير الفلسطينية والعربية وحتى المعسكر الاشتراكى اصبح هو الاخر يعانى ازمة سياسية وذلك بسبب الانهيار الذى حدث اولا فى موقف ( م . ت . ف ) .
وحركة التحرير الوطنى العربية اضافة الى الانهيار الاساسى الذى حدث للمنظومة الاشتراكية وعلى راسها الاتحاد السوفياتى الا ان عهد السقوط والتردى وهيمنة الامبريالية الاميركية لايغير من الحقائق الواقعة فعلا اى شى ؛ فازمة هويتنا لا تختلف كثيرا عن ازمة هوية شعبنا باسره .على هذه الخلفية فقط يمكن تحديد معالم ازمة الهوية التى نعيشها منذ سنة 1948. اما ملامحها الظاهرة اليوم وطرق حلها فيمكن عرضها على النحو التالى :
اننا حقيقة نعيش ازمة انتماء و هوية ، وان مستقبلنا السياسى استنادا الى ما يجرى من مفاوضات فى هذه الايام غير و اضح الا مر الذى يزيد فى احباط جماهيرنا ويدفعها الى التسليم بتيارات الاسرلة حتى المتصهينة وكذلك يدفعها فى اتجاه تاييد الاسلامية كمايجرى تماما فى كل و طننا العربى ، غير ان سقف عمل واستراتيجية الحركة الاسلامية محكوم بموقف السلطات الاسرائيلية ومدى مسايرة الحركـة الاسلامية لدولة اسرائيل وحكامها وعليه فان البديل الوحيد فى راينا هو تشكيل قيادة وطنية موحدة تشتمل على الحركة الاسلامية فى اطار جبهة وطنية كفاحية غير برلمانية تاخذ على عاتقها جميع القضايا اليومية والقومية لجماهيرنا وتسير فى نهج وطنى ديمقراطى كفاحى يتمسك بالهوية الوطنية الفلسطينية ويتصارع مع الاسرلة وتهويد ارضنا وانتمائنا وهذه مهمة كبيرة تحتاج الى تبني من الخارج يستند الى استراتيجية عربية فلسطينية واوروبية ودولية عبر الامم المتحدة تقوم على اساس معالجة المسالة القومية داخل اسرائيل وتحول دون تصفية ارضنا نهائيا عبر توطين المهاجرين اليهود عليها وتضييق الخناق على رقاب عمالنا و سلطاتنا المحلية و مجالات حياتنا كافة
وهناك شبه اجماع بين الفلسطينيين داخل اسرائيل واقترح هنا ان نستقر على هذه التسمية من الان فصا عدا على انهم : جزء لا يتجزا من الشعب الفلسطينى الذي يعتبر جزء لا يتجزا من الامة العربية ؛ بانهم مواطنون فى دولة اسرائيل وجزء لا يتجزا منها . فهم بحسب هذا التحديد فلسطينيون عرب من حيث الانتماء الى شعب وامة وحضارة واسرائيليون من حيث المواطنة والاقامة .
ان الازمة او الاشكالية على الاصح تكمن اساسا فى تحديد متطلبات هذا الانتماء المزدوج لكن غير المتناقض على صعيد العمل السياسى النضالي فمن ناحية يطالب الفلسطينيون عن طريق الاندماج داخل اسرائيل بتحقيق شروط المواطنة المتساوية فى دولة ومجتمع قائمين على التمييزوالاستثاء .ومن ناحية ثانية يعبرالفلسطينيون داخل اسرائيل عن بعدهم الفلسطينى والعربى عن طريق المطا لبة الدؤوبة بحل عادل للقضية الفلسطينية تتمخض عنه دولة فلسطينية فى جوار دولة اسرائيل لا يكونون جزءا منها . واذا كان الامر كذلك فان انتماء هم الفلسطينى لم يتبلور عنه تصور محدد المعالم بشان العلاقة المستقبلية بين الفلسطينيين داخل اسرائيل وبين الدولة الفلسطينية المجاورة لها حين تقوم.
بكلمات اخرى:
ان مقولة ان الفلسطينيين داخل اسرائيل جزء لا يتجزا من الشعب الفلسطينى ظلت فارغة من المحتوي السياسى اوالنضالي، الى ان بدا دورهم السياسي يتفاعل مع اشقائهم الفلسطينيين فاصبحوا بالتالي فاعلين في القضايا الاقليميه والقوميه وكان هذا ما يعبرون عنه اثر ازمة الخليج التي ضربت ما تبقى من احاسيس الفخر بالانتماء القومي لحساب الاعتزاز بالانتماء الوطني الفلسطيني .
وليس سرا على احد ان التعبير عن هذا الجانب الانتمائي ظل مقتصرا على سلسلة من افعال وايام التضال من ذات الطابع الاعلامي . ومن ناحية اخرى كان ضغط متطلبات الحيا ة اليومية ولا يزال هاجسا اقوى من مسالة تا كيد الانتماء بشقيه المذ كورين سابقا. ما يعني ان الازمة ليست جديدة كما يظن البعض . انها ملازمة للعمل السياسي ضمن شروط اللعبة كما تحددت / اسرائيليا بما لها من نفوذ اقليمي ودولي صهيوني وعلى كل المستويات .
اما لماذ ا تفجرت فبانت للعيان والاذهان بحدتها بعد ازمة الخليج / فلاسباب خارجية تتعلق بانحسار الغطاء الخارجى وعرقوبية الوعود بالمنقذ القادم عبر الحدود وانهيار المعسكر الاشتراكى والعجز العربى كما كشفت عنه حرب الخليج ، وتنامي الدور الوطني الفلسطيني الذي تعاظم بالانتفاضه ، ثم وصل الى انشاء السلطة الوطنيه الفلسطينيه عبر اتفاق سلام اسرائيلي فلسطيني ، كان يدعم مطالبهم الوطنيه لدى الجانبين / وطنيه ومواطنه شرعيه .
ان المتغير الاقليمي والدولي لا يمكن تجاهله في قضية عرب العام 1948م فهم بالتسمية التي التصقت بهم ينتمون الي الوطن العربي ، ويرتبطون بعام النكبة وقيام الدولة العبرية الصهيونية التي تمثل بكل رموزها قوي الاستعمار الغربي الذي يظهر واضحا في اللوبي الصهيوني – الامريكي واللوبي اليهودي داخل اروبا واي حل يتجاهل هذا الارتباط الاقليمي والدولي بالساحة الداخلية الفلسطينية والاسرائيلية يكون وهما في ظل وجود المشروع الشرق اوسطي الذي سيتم من خلاله تنصيب اسرائيل – الدولة المحورية والمركزية للمنطقة وما يتبع هذا من تبعية الفلسطينين والاردنيين خاصة لهذه الدولة المحورية التي تدعم وجودها وبقائها الدولة القائدة للعالم في امريكا.
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
عرب 1948م والتسوية مع اسرائيل:-
اندفع ممثلي الاحزاب العربية في اسرائيل للتعامل مع الواقع السياسي ، بشكل كانوا فيه متحمسين لمنظمة التحريرالفلسطينية ووصل الامر الي ان يكون احمد الطيبي مستشارا لياسر عرفات، بجانب تاييد كافة القوي هناك للسلام الفلسطيني الاسرائيلي ، فلم يكن عرب 1948م بعيدين عن هذه الاجواء في الضفة والقطاع ومنذ ان عقدت الاتفاقات الرسمية بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية ، برزت بين الفلسطينيين داخل الخط الاخضر ثلاث مدارس ، او ثلاث اتجاهات رئيسية هي :- 1- مؤيد ومتفائل 2- انتقادى ومتشائم 3- متشائل .
وترى الاتجاهات المؤيدة والمتفائلة :
(وتضم الحزب العربى الديمقراطى بزعامة عبد الوهاب دراوشة ، الحزب الشيوعى ، ورؤساء البلديات العرب ) يمنح المؤيدون لهذا الاتجاه المتفائل تاييدهم الكامل او المتحفظ للاتفاقات المعقودة . ويفكر انصار هذا الاتجاه على النحو التالى :
1- لقد ايد الفلسطينيون داخل الخط الاخضر طوال اعوام كثيرة " حل الدولتين " . وتعد الموافقة على هذا الحل اعترافا بوضعهم الحالى والمستقبلى كمواطنيين فى اسرائيل
2- بما ان ارتباط هؤلاء الفلسطينيين بوطنهم فى الجليل والمثلث الصغير و النقب قوى جداً ، فانه يستبعد اى رحيل طوعى باعداد كبيرة بين هؤلاء الفلسطينيين الى الكيان الفلسطينى الجديد الناشئ فى الضفة الغربية وغزة .
3- الانتهاء المتوقع للحكم الاسرائيلى فى المناطق المحتلة واقامة الدولة الفلسطينية هناك يمثلان – الى حد بعيد وان لم يكن كليا – تحقيقا للتطلعات الوطنية للشعب الفلسطينى . كما يمثل ذلك تحقيق بعض تطلعات الفلسطينيين داخل الخط الاخضر .
4- ستكون النتيجة بالنسبة الى الفلسطينيين فى اسرائيل ، تخفيضا كبيرا لمستوى حالة الضيق والتناقض الناجمة عن كونهم مواطنين فى دولة تحتل الضفة الغربية وغزة و تضطهد شعبهم فيها .
5- سيكون لاقامة دولة فلسطينية فى المناطق المحتلة تاثيرا نفسيا فى الوضع النفسى والاعتزاز الوطنى والهوية الشاذة للفلسطينيين داخل الخط الاخضر كما انها ستعزز نضالهم من اجل الديمقراطية والحقوق المدنية فى اسرائيل على اساس المواطنة المتساوية كما ستساهم شروط السلام الجديدة فى تخفيف التوتر بين المواطنين اليهود و العرب فى اسرائيل اذ لن ينظر للفلسطينيين داخل الخط الاخضر من عدسة اسرائيل الامنية فقط ، وستعزز قوة قوى الديمقراطية وحقوق الانسان والتقدم فى المجتمع الاسرائيلى – اليهودى المدنى . وستصبح بؤرة الصراع المواطنة المتساوية والديمقراطية
أما الاتجاه الانتقادى المتشائم :
(و تعبر عنه فى الاساس الاوساط القومية الراديكالية ، وقسم كبير من ابناء البلد ، وبعض المسلمين المتطرفين ) . هذا الاتجاه ينتقد جذريا الاتفاقات المعقودة بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية . وينحو واحدا من خطوط التفكير الرئيسية لهذا الاتجاه المنحى التالى : من المستبعد جدا ان تحاول اسرائيل تفادى صراع عرقى متنام داخل الخط الاخضر بعرضها مناطق حكم ذاتى فلسطينى فى الجليل و المثلث الصغير ، فاسرائيل لا تعترف اصلا بالفلسطينيين داخل اسرائيل كاقلية قومية ، وتهدف فى اسوا الاحوال ، بحسب مؤيدى هذا الاتجاه ، ان تاتى الشاحنات فى النهاية لترحيل المشاغبين وفئات كثيرة من المواطنين العرب عبر الحدود الى الكيان الفلسطينى الجديد الناشئ فى الضفة الغربية وغزة . وسيكون هذا الكيان بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية التى تم تحييدها ، والتى لها مصلحة المحافظة على الوضع القائم الجديد . كيانا ضعيفاًُ جداً ومقيدا بحيث لا يتمكن من مقاومة السياسات القميعة ضد الاقلية الفلسطينية التى ستمارسها الحكومات الاسرائيلية المصرة على اتباع السياسة نفسها . وهكذا سيترك الفلسطينيين داخل الخط الاخضر لمصيرهم ، ليواجهوا وحدهم دولة اسرائيلية متجددة بالغة القوة .
ويرون ان احزاب اقصى اليمين وانصارهم فى اسرائيل ( تسومات ، موليدت ، هتحيا ) . بالاضافة الى قطاع المؤسسات الاسرائيلية ستؤيد فى النهاية ، بحسب اعتقاد انصار هذا الاتجاه حل ترحيل الاقلية الفلسطينية كليا او جزئيا ومن اللافت ان احد الحمائم الاسرائيليين البارزين ، أ . ب يهوشع الذى يؤيد اقامة دولة فلسطينية فى الضفة الغربية وغزة ، قال لانطوان شماس وهو روائى عربى من الجليل يكتب بالعبرية ، انه اذا كانت شخصية اسرائيل الصهيونية اليهودية لا تعجبه فما عليه الا ان يذهب الي الكيان الفلسطينى فى الضفة الغربية و غزة .
ويرى الاتجاه المتشائل :
ان مستقبل الفلسطينيين داخل الخط الاخضر يعتمد الى حد بعيد ، على النتيجة النهائية للصراع بين الفلسطينيين ككل والصهيونية / اسرئيل . ومازال من المبكر الحكم على النتيجة النهائية . ففى سنة 1992 وحتى بعد موجة هجرة اليهود السوفيات الضخمة ، كان الفلسطينيون داخل الخط الاخضر يشكلون اكثر من 18% من مجمل عدد السكان فى الدولة ، وفى سنة 2000 يصل عددهم الى 1.2 مليون . وفى سنة 2005 قد يشكلون ما نسبته 21% الى 22% وبحلول سنة 2020 سيشكلون على الاقل ربع عدد السكان فى اسرائيل . وما لم ينخفض عدد الولادات السنوى الذى يبلغ حالياً 3.2% بين الاغلبية المسلمة ، انخفاضاً حاداً ،وقد يتراوح عددهم بحلول منتصف القرن الحادى والعشرين بين 30% و 35% او هذا الاستشراف البعيد المدى يكشف ثورة ديموغرافية حقيقية ، لكن حتى فى المدى القريب او المدى المتوسط ، فمن المرجح ان يتغير الوضع الديمغرافى لمصلحة اقلية فلسطينية كبيرة العدد فى اسرائيل ، اقلية قومية كبيرة العدد فى اسرائيل ، اقلية قومية كبيرة من المستبعد ان تدمج على اساس المساواة فى دولة صهيونية يهودية ؛ اقلية ستظل محصورة فى هامش المجتمع الاسرائيلى
واذا كان من المرغوب فيه تشجيع وتعزيز مسارئ التسيس والفلسطنة ، فانه يتوجب اذ ذاك وضع تصور يرتكز الى تفكير استراتيجى ومبدع وكمساهمة فى نقاش نحن فى امس الحاجة اليه يتمخض عن تفكير واقعى فيما يتعلق بمستقبل الفلسطينيين فى اسرائيل يمكن طرح ما يلى : اولاً : الاعتراف بالفلسطينيين داخل الخط الاخضر كاقلية عرقية وقومية ، لها حقوق مدنية وثقافية ووطنية .
ثانيا : الاعتراف بامكان عدم اندماج مثل هذه الاقلية القومية المتنامية كلياً فى دولة يهودية صهيونية على اساس المساواة ، وخصوصا اذا اخذنا فى عين الاعتبار حقيقة الشخصية اليهودية للدولة التي يجرى تعزيزها اكثر فاكثر. وهناك فكرة ناشئة حديثا جديرة بدعم قوى ، وهى استقلال ذاتى ثقافى – مؤسساتى – قومى ، للفلسطينيين داخل الخط الاخضر
ومنذ سنة 1989 فان ثلاث مثقفين فلسطينيين اسرائيليين يدرسون فى جامعة بيرزيت فى الضفة الغربية وهم : سعيد زيدانى ، وعزمى بشارة ، وعزيز حيدر ، طرحوا بشجاعة فكرة الاستقلال الذاتى ، وحجتهم فى ذلك ان انسحاب اسرائيل من الضفة الغربية قد يؤدى الى تقوية شخصية اسرائيل اليهودية اكثر فاكثر ، وبالتالى فانه يتوجب على الدولة الاسرائيلية ان تعوض مواطينها الفلسطينيين بان تعرض استقلالاً ذاتياً عليهم . وقد اثارت افكارهم جدلاً حاميا فى الصحف العبرية والعربية المحلية ، واثارت مخاوف كثيرة بين اليهود الاسرائيليين
بعد انتخاب ايهود باراك لرئاسة حكومة اسرائيل عن حزب العمال فى 17 ايار 1999 ، قدم فى المؤتمر الذى بادر به الاميركان لعقده فى "كامب ديفيد" مقترحات وتضمنت : اعترافا بدولة فلسطينية على 95% تقريباً من مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة والاحياء العربية بالقدس ، طرح ايضا اقتراحاً لتبادل الاراضى : مقابل 5% من مساحة الضفة الغربية التى كانت اسرائيل تعتزم ضمها ، كان الفلسطينيون سيحصلون على مساحة مماثلة بالحجم فى شمال غرب النقب
وعلى مقترحات باراك هذه رد الفلسطينيون فى الحال بالمطالبة بفرض السيادة الفلسطينية على جميع منطقة المساجد والكنائس ، بما فى ذلك "حائط المبكى" الغربى ، والمطالبة بالعودة لحدود الرابع من حزيران 1967 (هناك من طالب بالعودة لحدود التقسيم 1947 ) ، وحق العودة الكامل الى الاماكن التى اقتلع منها اللاجئون وابناؤهم (الذين يعدون اليوم قرابة الـ 3.5مليون لاجئ ) . وتيقن المزاج العام الفلسطيني من عقم المفاوضات وعدم قدرتها على توليد حلول تلبى الحقوق الثابتة غير القابلة للتصرف .
وفى 28 سبتمبر من العام نفسه (2000) ، اندلعت الانتفاضة الفلسطينية ، احتجاجا ورفضا لتعمد تغييب حقوق الشعب الفلسطيني ، والانتصار لخيار المقاومة ومشروعيتها ونتيجة لذلك تعمدت إسرائيل اعتبار( ياسر عرفات ) غير شريك في عملية التسوية ، وتبنى خيار تهميشه وتحويله إلى رئيس فخري للسلطة وتقليص دوره وعدم تفرده بصنع القرار والمستقبل الفلسطيني وبالتداعي ، المنطقي ، فرض عزلة إقليمية ودولية عليه ، وحصاره في مقر المقاطعة برام الله . ومع استمرار رفضه ، كان لابد من التغييب الكلى لعرفات بموته في 10/11/2004م
وبرزت تحديات مرحلة ما بعد عرفات ، على اكثر من صعيد. واضطرت اسرائيل والأطراف الدولية ذات العلاقة، الى اعتماد إلية ديموقراطية لانتخاب رئيس جديد للسلطة الفليسطينة ، وفاز فيها محمود عباس ( أبو مازن ) وسط ترحيب وقبول اسرائيلى واقليمى ودولي ، في وقت رسخت فيه حماس من حضورها و حقيقة كونها، جزء هام من النسيج الاجتماعي الفليسطينى الأصيل، بمؤسساتها الاجتماعية المتعددة وما تقوم به من مجهودات على صعيد التكافل والتضامن الاجتماعي ودعم الصمود الوطني فى مواجهة مخططات الاحتلال ومراميه وفي الانتخابات البلديه كان تقدم الصوت الحمساوي واضحا في العام 2005م وأسفرت النتائج الرسمية عن فوز حركة فتح بنحو 50مجلسا بلديا بينما فازت حماس بنحو 30 مجلسا منها مدينة رفح فى غزة وبلدة قلقيلية بالضفة الغربية،
وبالنسبة للانتخابات الرئاسية ، فى 9يناير 2005 ، فقد فاز مرشح حركة فتح ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس بنسبة 72.3% من الأصوات فى حين حصل اقرب منافسيه ، مصطفى البرغوثي (مستقل) على 19.8% ، اما على صعيد موقف حركة حماس من الانتخابات التشريعيه فقد قررت حماس دخول المعترك هذة المرة جنبا الى جنب مع حركة فتح والفصائل الوطنية واليسارية والتي أفرزت نتائجها عن فوز ساحق لحركة حماس وخسارة حركة فتح ولاول مرة منذ نشأتها قبل أربعة عقود هيمنت خلالها على الساحة السياسية الفلسطينية كانت مرجعيتها جميعا فى شخص الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات ثم خليفته محمود عباس بدرجة اقل .
وعلى الفور أعلن الرئيس الامريكى وقف كافة المساعدات وطلب من جميع الشركات والأفراد مقاطعة هذه الحكومة ، وبالمثل اوقفت كندا كافة مساعدتها على الفور للفلسطينيين طالما حكمتهم حماس وكذالك فعلت المجموعة الأوروبية . فى حين اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلى المؤقت انذاك "ايهود اولمرت" وزعيم حزب كاديما اصرارة على انتهاج سياسة أحادية الجانب مع الفلسطينيين بعد صعودحماس واتخاذ قراره تجميد دفع الأموال الفلسطينية المستحقة من الضرائب والجمارك
فلسطينيو الداخل
و لم يكن عرب 1948 بالغائبين عن هذه التطورات وانقسموا ايضا ما بين مؤيد ومعارض لمسيرة السلطة الوطنية الفلسطينية والحقيقة ان حجم المعارضة والتاييد كان مستترا في وجود الرئيس الفلسطيني "ياسر عرفات" لكنه بات واضحا بعد وفاته خاصة من جانب الاحزاب القومية العربية التي انتقدت الكثير من المسلكيات السلطوية الفلسطينية وانعكس ذلك عل درجة التفاعل ما بين عرب 1948م ومستقبل السلطة الفلسطينية التي انخفضت لمصلحة البحث عن حقوق المواطنة العربية داخل اسرائيل ، خاصة بعد الخلاف الدامي بين فتح وحماس في قطاع غزه ، مع ارتفاع اصوات الحركة الاسلامية المعارضة للدولة الصهيونية والتي يحتلها الشيخ "رائد صلاح" وارتفاع درجة التحدي التي اعلنها " عزمي بشارة " ضد الكيان الاسرائيلي واستقالته من الكنيست والخروج من اسرائيل بما يمثله هذا من ردود فعل علي انهيار التلاحم الفلسطيني الذي تحقق حتى وفاة عرفات .
وانقطع الكثير منهم عن التردد على مقر المقاطعه كما كانوا يفعلون مع الرئيس / عرفات – خاصة " احمد الطيبي " الذي فضل الانزواء على ان يبقى كما كان مستشارا سياسيا للرئيس / عرفات – وبالكاد كانت اصوات قيادات الداخل تسمع وسط خلافات ارتفعت وتيرتها بين فتح وحماس كانت ستنعكس اثارها السلبيه على الساحة الفلسطينيه داخل الخط الاخضر لو انهم تدخلوا في الخلاف القائم والذي انتهى بانقلاب – او حسم – الامر في قطاع غزه لمصلحة حركة حماس ابتداء من 10/6/2007م . وبدات بالتلي مرحله جديده يدخل فيها التيار الاسلامي بكل ثقله على الساحة الفلسطينيه وما يرتبط بها من تاثيرات اقليميه وكونيه هزت العالم منذ تدمير البرج الامريكي اواخر2001 م . وعندما طال امد الحصار على قطاع غزه بدات قوافل مساعدات فلسطينيو الخط الاخضر بالتقدم الى معبرايريز تضامنا معهم .
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
الخاتمه والتوصيات
----------------
الاستنتاجات البحثيه
مقدمه :-
تطرقنا الى الافكار والاوضاع والتوجهات السياسيه المتعلقه بعرب العام 1948 والاصح ان نقول فلسطينيو 1948الذين اضطرتهم ظروف الحرب عام1948 على البقاء تحت سلطه الاحتلال الاسرائيلى العسكرى وهذا يعنى البحث فى ماهيه الدوله الاسرائيليه وعقيدتها السياسيه مما يعنى بالضرورة الحديث عن الحركه الصهيونيه الام الموسسه للكيان الاسرائيلى وفى ظل هذه الحركه العنصريه وتحت علم الدوله العبريه عاش الفلسطينيون مرغمون على حمل الجنسيه الاسرائيليه وهم يعانون من اوضاع بالغه الصعوبه تحت الاحكام العسكريه الجائره يعاملون معامله المواطنين من الدرجه الرابعه فى دوله يحملون جنسيتها ولم يحصلوا على حقوق المواطنه فيها وتركزت توجهاتهم السياسيه فى البحث عن حقوق المواطنه الاساسيه وارقى ماكانوا يتطلعون اليه الحصول على الدرجات العلميه العاليه والغير متاحه للغالبيه العظمى منهم فكانوا يبحثون عن لقمه العيش الكريمه فى اعمال غير مرهقه وايضا كان صعبا على معظمهم ان يحصلوا عليها دون مهانه او اذلال فى اعمال شاقه حتى تم تخفيف الاحكام العسكريه عليهم عام1966 ثم بدا اتصالهم بابناء جلدتهم من فلسطينيى الضفه الغربيه وقطاع غزة المحتلين منذ العام 1967 حين بداوا يشعرون بالتميز الاثنى داخل دوله عنصريه هزمت احاسيسهم القوميه العربيه واعطتهم حق التميز عن ابناء الضفه والقطاع من الفلسطينيين الذين قرروا انتهاج اسلوب الكفاح المسلح والمقاومه الشعبيه ضد الاحتلال الاسرائيلى الذى لم ينجح فى تطويع الفلسطينيين تحت سلطاته طوال عشرين عام من الاحتلال العسكرى الذى بدا يواجه انتفاضه شعبيه عارمه بدئا باواخر العام1987 وانتهاء باتفاق اوسيلو عام1993وقيام السلطه الوطنيه الفلسطينيه عام1994م مع بدايات التكوين السياسى الحزبى المنظم لعرب 1948م والذى انطلق يعبر عن نفسه بالفلسطنه التى اندمجت مع قوى الشعب الفلسطينى تحت قياده منظمه التحرير الفلسطينيه تبحث عن المستقبل – وهنا ينقسم استعراضنا البحثى الى النتائج البحثيه التاليه :-
اولا:- الاهداف الصهيونيه وطبيعه الدوله الصهيونيه الاسرائيليه الاستكباريه0
ثانيا:- الاقليه العربيه فى اسرائيل وتوجهاتها السياسيه بين الاسرله والفلسطنه 0
ثالثا:- اهميه ومكانه فلسطينيى 1948م فى الحلول السياسيه للقضيه الفلسطينيه 0
رابعا:- المستقبل واحتمالاته العمليه والنظريه لاوضاع عرب- فلسطينيى- 1948م
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
اولا:- الاهداف الصهيونيه الاستكباريه :-
ان مايعنينا هنا هو الفلسفه العدوانيه والروح الحاقده والنزعه المتطرفه والفوقيه الارهابيه للحركه الصهيونيه ولايوجد خلاف بين التيار المتطرف او المعتدل فيها لان الاعتدال عند منظرى الحركه الصهيونيه لا يعنى سوى التخفى وراء جدران التكتم والسريه دون اعلان عن الاهداف الصهيونيه التى تسعى الى الاستيطان وتهجير العرب من اراضيهم وان لزم الامر بالقوه بتطبيق الاساليب الفاشيه العنصريه .
وان كان جابوتنسكى هو صاحب الفكره العلنيه فى البطش بالعرب والتنكيل بهم قبل قيام اسرائيل فان تلاميذه امثال/ شارون ونتنياهو واولمرت يطبقون نفس السياسه الان وبحذافيرها فهم يقتلون ويدمرون كل شى امامهم دون تمييز بين مدنى او عسكرى مستمدين عناصر سياساتهم العدوانيه من فلسفه التفوق العرقى والصور الاستكباريه عن الشعب المختار لان هدف الصهيونيه الرئيسى فى خلق دوله يهوديه لا يقف عند حدود جغرافيه مادامت يد البطش الصهيونيه والتها العسكريه ودوائر نفوذها الماليه والاقتصاديه قادره على التوسع والانتشار لذا فانها اهداف ثابته لا تتغير فى كل الظروف والاحوال باتجاه /
هجره يهوديه متزايده واستيطان مستمر وقروض ماليه تسددها الجاليات الصهيونيه مسنوده بحملات اعلاميه تغطى على الفلسفه العنصريه والارهابيه للحركه الصهيونيه فى الدوله الاسرائيليه التى لا يوحدها سوى الدم والقتل والحرب المستمره ضد العرب مستمده تعاليمها من الاله الخاص بتكوينها الارهابى والمسمى "يهوه" القاسى المرعب الحاقد المنتقم الغيور الطماع المتعالى ورب الجنود الذى يقول لاتباعه:-
" ان ملاكى يسير امامك ويجى بك الى الاموريين والحثيين والفرزيين والكنعانيين والحويين واليبوسيين فابيدهم00اطردهم من امامك الى ان تثمر وتملك الارض 000"
هذه هى الصهيونيه وتلك هى اهدافها الحقيقيه والجوهريه ولايمكن تجاهلها خاصه مع سيطره اليمين الصهيونى على سده الحكم فى اسرائيل بدئا من بيجين ثم شامير ونتنياهو ووصولا الى كاديما شارون واولمرت وكل منهم له فى الذاكره الفلسطينيه والعربيه مجزره او مذبحه من ديرياسين الى قبيه وكفرقاسم وغزه وخانيونس ووصولا الى مذبحه قانا فى الجنوب اللبنانى والحرب الهمجيه على الشعب اللبنانى صيف العام2007 حتى مذبحه جباليا فى بدايه مارس عام2008 وسط تهديدات باراك العمالى ونائبه بمحرقه للفلسطينيين فى غزه وتهديدات اولمرت رئيس الحكومه الصهيونى المتطرف للفلسطينيين فى غزه بهولوكوست تصب نيرانها عليهم قائلا بنبره متعاليه/ ان اهل غزه لايعرفون مانخبئه لهم0
هذا هو التوحد مع الذاكره الهولوكوستيه التى توحد الصهيونيه بالنازيه 00التوحد مع البطش والتهجير والتدمير هو هدف الصهيونيه 00
واين يقف عرب – فلسطينيو 1948- من هذه الاهداف الصهيونيه00وهل هم بمناى عن الوحشيه الصهيونيه00
تلك هى المساله التى ندرس فيها رويه التيارات الصهيونيه بين العلنيه والسريه فى تحقيق اهدافها 000
ففضلا عن التمييز العنصرى ضد العرب الفلسطينيين الذين يحملون الجنسيه الاسرائيليه فى كل نواحى الحياه والتى تتفق مع نظره التعالى والفوقيه الصهيونيه مع غير اليهود فانهم ايضا لا ينتظرون لحظه اذا ما دعت الحاجه لان يمارسوا البطش والارهاب مع هولا العرب الذين يحملون الجنسيه الاسرائيليه والامثله كثيره منذ قيام دوله اسرائيل وحتى هذه اللحظه حيث يستولى اليهودى القادم من الاتحاد السوفييتى ومثله الذى جاء من اثيوبيا على ارض العربى صاحب الارض وياخذ نصيبه فى العمل دون اى اعتبار لحقوق المواطنه حتى مع اولئك الذين سلموا لاسرائيل بشرعيتها00وحذارى من التخيل لمره واحده ان يشعر المواطن العربى بانه مواطن له نفس حقوق اليهودى الاثيوبى ولو كان الاخير جاهلا0
فان العربى ولو كان فيلسوفا مثل/ عزمى بشاره لا يحق له ترشيح نفسه لمنصب سيادى فى رئاسه الحكومه مثلا او حتى وزيرا فى وزاره ، لانه يتخطى حدوده مع الجاهل اليهودى الاثيوبى00
تلك هى الفاشيه العنصريه الصهيونيه التى تلاحق الفيلسوف وتعتقل الشيخ/ رائد صلاح وتحقق مع/ احمد الطيبى ان لم يرتدع كل منهم ويحفظ دوره ومكانه فى المعادله الاسرائيليه الصهيونيه 00
فهم ليسوا الا اتباعا كما سيكون مصير كل العرب اتباعا لليهود الصهاينه فى كل البقاع التى تدخل ضمن حدود تفكيرهم الصهيونى والذى يشمل كل العرب من النيل الى الفرات 00
اليست المسيحيه الصهيونيه الامريكيه التى جعلت اهل الفرات اتباعا واعدمت قائدهم فى يوم عيدهم ، اليست هى الموتمرات الاقتصاديه التى ستاخذ كل العرب مستهلكين لبضائعهم خداما لمنتجاتهم 00 وضمن هذه العقليه الفوقيه يتم التعامل الاسرائيلى الصهيونى مع المواطنين العرب الفلسطينيين الذين يحملون الجنسيه الاسرائيليه 00 والتى تفسر الاهداف الصهيونيه فى الاستكبار والتعالى والتسيد بالمال ان نفع وبالقوه ان لم يكن المال مجديا 00
فالتوسع بقانون السمو الصهيونى هو الهدف الصهيونى الرئيسى 0
وكلنا نذكر كيف تم قتل ثلاثه عشر وجرح المئات منهم لمجرد تعاطفهم مع بنى قومهم فى انتفاضه الاقصى 00
واخيرا طالبوا فى موتمر انابوليس بكل وضوح انهم يريدون دوله يهوديه مئه فى المئه داخل حدود اسرائيل وهم يقصدون بهذا التلميح طرد الفلسطينيين او التلويح بطردهم او المقايضه بهم مع المستوطنين فى الضفه الغربيه 00
هذه هى حقيقه النظام الصهيونى العنصرى وتلك هى اهدافه العلنيه والسريه والتى تتلخص فى اباده كل ماهو عربى وفلسطينى يعترض طريق توسعهم من النيل الى الفرات 00
اما ان نكون تابعين لهم اولا نكون00
هى المحرقه الصهيونيه التى يتم الاعداد لها من قبل حكام اسرائيل لكل من تسول له نفسه ان يفكر بالمواطنه الكامله او الشراكه السياسيه القائمه على المساواة الكامله بين مواطنين فى دوله واحده حتى لو قبلنا بها ثنائيه القوميه او كونفدراليه تضم الاردن مع الفلسطينيين وتنطلق الى الشرق الاوسط الكبير بعباءه اسرائيل00
هى اذن اسرائيل الصهيونيه العرقيه التى تشرع العنصريه بموافقه غالبيه المجتمع اليهودى السامى اللعين وكاننا لسنا ساميين 00
وكان خطئا كبيرا من العرب والمسلمين التراجع عن القرار الدولى الذى يعتبر الصهيونيه شكل من اشكال العنصريه والذى اتخذته الجمعيه العامه للامم المتحده فى 10/11/1975م وعلينا السعى مجددا لاستعاده هذا القرار ضد دوله تبنى جدارا عنصريا عازلا ولا تهتم لقرارات الامم المتحده
وفى هذا السياق نعيد التذكير بما قاله الفيلسوف الفلسطينى / عزمى بشاره رئيس التجمع الوطنى الديمقراطى فى فلسطين 1948م فى انه يرفض الافكار القوميه الصهيونيه التى اثمرت عن قيام دوله اسرائيل وعلى حساب الشعب العربى الفلسطينى وانه يعيش التناقض الكريه بالنسبه اليه فى كونه يحمل الجنسيه الاسرائيليه ويحتل مقعدا فى الكنيست الاسرائيلى فى حين انه لا يشعر بان العلم والشعار الذى يرتفع على قبه الكنيست يمثلانه ولن يمثلانه وانتفض الكتاب الاسرائيليين ضد عزمى بشاره منذ ذلك الوقت وارسلوا اليه كلمات حاقده بدات بالمطالبه بطرده من الكنيست ووصلت الى المطالبه بطرده من اسرائيل وحرمانه من الجنسيه الاسرائيليه وهو مافعله بنفسه اختيارا حرا حين قدم استقالته من الكنيست وقرر الخروج من اسرائيل والاقامه فى دوله عربيه كمفكر ومجلل سياسى استثنائى عام2007 م
وان اعتبر الدكتور/ قدرى حفنى فى مقاله نشرت له بالاهرام يوم 13/12/2007م ان "عزمى بشاره" برحيله من اسرائيل حقق لها هدفها فى تهجير المواطنين العرب وهى تسعى لتحقيق هدف الصهيونيه فى الدوله اليهوديه .
لكنه يذكرنا بخروج الشاعر/ محموددرويش فى العام 1969م مطرودا لانه عشق فلسطين العربيه وهو يعلم تماما ان التماهى اليهودى على اساس دينى هو الخطر الحقيقى على الاقليه العربيه الفلسطينيه فى اسرائيل كما انها الخطر على دوله اسرائيليه مقبوله فى المنطقه العربيه تتطابق فيها القوميه مع العقيده الدينيه فى سابقه عنصريه لم يشهد لها التاريخ مثيلا وان هذا التطابق ادى وسيودى الى قيام دوله عنصريه فاشيستيه توكد التناغم التاريخى بين الصهيونيه والنازيه ، والذى كتب فيه الدكتور/ عبدالوهاب المسيرى بتوسع اشار خلاله الى التعاون بين اليهود والنازيه فى الفصل الثالث من كتابه/ الصهيونيه والنازيه ونهايه التاريخ وقد اثبت ان قاده الحركه الصهيونيه لم يكن مهما لديهم انقاذ اليهود من الهولوكست بقدر ما كان يهمهم اقامه الوطن القومى الصهيونى وان بقره واحده لصهيونى فى فلسطين اثمن بكثير من كل اليهود فى اى دوله اوربيه .
وان دوله قامت على هدى هذه الاهداف الصهيونيه لا يمكن ان تسلم لعربى ايا كان موقفه باى حق فى فلسطين التاريخيه كلها والمساله بالنسبه للصهاينه مساله وقت طال الزمن او قصر ولابد لنا كعرب وفلسطينيين ان نخطط للزمن الاتى مع صهيونيه اشتد عودها فى اسرائيل خاصه بعد هجرة ثلاثة ملايين يهودى من روسيا واوربا الشرقيه يقولون ان قوميتهم يهوديه وان اسرائيل يهوديه ولليهود فقط وان الوجود العربى فيها مساله وقت الى ان تبدا عمليه تهجير كل اليهود الى فلسطين حيث تبقى الصهيونيه هى المشكله وازالتها هو الشرط الاساسى لمصالحه عربيه – يهوديه فى فلسطين والامل فى وجود اصوات يهوديه ترفض الصهيونيه لايزال باقيا 0
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
ثانيا:- الاقليه العربيه بين الاسرله والفلسطنه:-
مرت الاقليه العربيه الفلسطينيه فى اسرائيل بعده مراحل بداتها بمرحله الصدمه اثر نكبه العام 1948 والحياه فى ظل احكام عسكريه اسرائيليه جائرة حتى نشوب حرب يونيه 1967كانوا خلالها يعيشون حياتهم مع الحلم العربى الذى تم تقويضه وانتهى امره بالهزيمه العسكريه لثلاث جيوش عربيه واهمها انكسار الحلم العربى الناصرى عند الطبقه المثقفه الواعيه بينهم حيث اتسمت هذه المرحله بالعروبيه الفلسطينيه داخل اسرائيل وربما تجاهلوا خلالها انهم فلسطينيين وايضا لم يصلوا الى درجه الوعى بحقوقهم كمواطنين اسرائيليين وارتضوا ان يكونوا عربا فقط فى دوله تنظر اليهم بعداء شديد وهم ينظرون اليها بخوف وقلق اشد وهم يستمتعون بالاذاعات العربيه واجهزه التلفاز التى تنقل اليهم اناشيد النصرالعربى واغانى الوحده المصريه السوريه وخطابات جمال عبدالناصرالناريه ويبحثون عن فيلم عربى يشاهدونه وينتظرون يوم ان تاتى اليهم الجيوش العربيه لكى تحررهم من عذاب الاحكام العسكريه وقهر العنصريه الصهيونيه الاسرائيليه 000
وبدات المرحله الثانيه فى حياة الاقليه العربيه الفلسطينيه داخل اسرائيل بعد هزيمه يونيه 1967 وامتدت عشرون عاما اخرى حتى اندلاع الانتفاضه الفلسطينيه عام1987م تحولوا خلالها من الهويه العربيه الى البحث عن هويه اقرب الى الاسرائيليه وبدرجات متفاوته ما بين الريفيين والحضر واهل الباديه وبتناسق مختلف النغمات بين المتعلمين والاميين والمبدعين المثقفين 00 هى مرحله البحث عن الذات فى ظل واقع يعيشونه 00
واقع البحث عن المواطنه الكامله فى دوله يحملون جنسيتها وقد اثبتت جدارتها على كل العرب واصبحت حقيقه ثابته لامجال لانكارها ولايمكن لهم التعامل مع غيرها بمنطق القوميه العربيه التى انهارت دعواتها داخل العالم العربى ذاته وتلاشت منهاره بعد وفاة الزعيم العربى جمال عبد الناصر فى العام1970 00
خاصه وان فلسطين كلها قد اصبحت تحت الاحتلال الاسرائيلى وان ثلثى الشعب الفلسطينى الذى يضم معهم اهل الضفه الغربيه وقطاع غزه يعيش تحت رحمه هذا الاحتلال الذى يميزهم عن سكان الضفه والقطاع ويومن لهم الارزاق ولبعضهم الوظائف ويمنحهم معونه البطاله ويعطى الحق لهم فى الانضمام الى الهستدروت بينما يعانى العمال القادمين من الضفه وعزه سوء المعامله والملاحقه الدائمه والاقامه المهينه المزريه فى مبانى تحت التشييد وتحت ظروف تجعلهم يقبلون باجور متدنيه ولا يستطيعون التقاضى امام المحاكم فى اى خلاف ينشب بينهم وبين اصحاب العمل الصهاينه 00
وهكذا جاء اللقاء بين الاقليه الفلسطينيه فى اسرائيل وبين سكان الضفه والقطاع وهم فى اتجاه الاسرله اى البحث عن حقوق المواطنه الكامله وفى حدود ما يعيشونه من مزايا اقتصاديه ان لم تكن سياسيه تجعلهم فى مرتبه ارقى واوضاع افضل عن ابناء جلدتهم من فلسطينيى الضفه والقطاع وان كانوا بالتاكيد اقل درجه عن اليهود الاسرائيليين فى مجتمع عنصرى منقسم على نفسه مابين اليهود الغربيين واليهود الشرقيين يحرم التعليم العالى عليهم كما يجور على امكانياتهم فى الوظائف العامه ويحجر على اتجاهاتهم السياسيه ويمنعهم من تشكيل تنظيمات واحزاب سياسيه خاصه بهم تجعل الغالبيه منهم ينضمون الى الحزب الشيوعى الاسرائيلى اوحزب العمل الاشتراكى الذى يعاملهم بالقليل من التعاطف الذى لايجدون له مثيلا فى الاحزاب الدينيه اواليمينيه الصهيونيه المتطرفه 00
وهكذا نجد ان الاتجاه الى الاسرله كان طاغيا عند الاقليه العربيه فى اسرائيل وربما لو وجدت المساواه الكامله لهم فى الحقوق والواجبات 00 ربما تاثرت بها لدرجه الانصهار الكامل 00 وهنا يمكننا البحث فى تجربه المفكر والروائى / اميل حبيبى كنموذج مثالى يعبر عن تلك الحاله التى عاشها عرب 1948 مابين(1967- 1987) :-
وينتمى "اميل حبيبى" الى جيل المثقفين والسياسيين الفلسطينيين الذين ولدوا فى مطلع العشرينات عام1920 حين اصطدم وعيه السياسى بثوره العام1936وجعلته ينظر الى الاستعمار وصنيعته الصهيونيه بانهم اصل الداء فى كل ماسى العرب والفلسطينيين فانضم الى الحزب الشيوعى الفلسطينى عام1940م ثم شكل مع بعض رفاقه / عصبه التحرر الوطنى عام1943وتبنى الحل الديمقراطى للمساله الفلسطينيه الذى يومن بفصل اليهود فى فلسطين عن الحركه الصهيونيه ودعى الى حكم ديمقراطى يضمن لجميع السكان فى فلسطين حقوقا متساويه وعندما لم يكتب النجاح لهذا الحل وافق مع قياده عصبه التحرر الوطنى على قرار التقسيم الصادر من الامم المتحده عام1947رافضا الوصايه العربيه وتدخل جامعه الدول العربيه فى القضيه الفلسطينيه حيث انتقل هاربا من رام الله الى حيفا مع قيام اسرائيل عام1948وانضم الى الحزب الشيوعى الاسرائيلى فيها ورفع شعارا واحدا امن به وهو:-
بناء حزب شيوعى اممى يناضل بالتعاون مع القوى الديمقراطيه اليهوديه من اجل انشاء الدوله العربيه فى حدود قرار التقسيم الصادر من الامم المتحده عام1947 .
وخلال مرحله طويله منذ العام 1948 وحتى نهايه الحركه الشيوعيه فى نهايه الثمانينات تبوا "اميل حبيبى" مواقع قياديه بارزه فى الحزب الشيوعى الاسرائيلى وكان عضوا فى مكتبه السياسى ومثله لعشرين عام فى الكنيست الاسرائيلى وراس تحرير صحيفه / الاتحاد العربيه التابعه للحزب اعوام عديده كثيره 00
وكان اشد الانتقادات التى وجهت اليه عندما قبل جائزه الابداع الاسرائيليه من حكومه شامير فى ربيع العام1992 وكان رده ان تبرع بقيمه الجائزه لجمعيه الهلال الاحمر الفلسطينى التى كان يراسها الدكتور/حيدعبدالشافى المعروف انتمائه للحزب الشيوعى الفلسطينى خلال سنوات انتفاضه الحجاره الاولى وقد كان مويدا لاتفاقيات اوسلو قائلا:-
انه اتفاق مجحف بحق الفلسطينيين لكن البديل فى اعتقادى سيكون الاسوا 00 وان كان يعتقد ان اسرائيل سوف تمد امد المفاوضات الى مالانهايه ودون الوصول الى نتائج ملموسه على ارض الواقع حتى يتم اعاده رسم خريطه الشرق الاوسط بالمفاهيم الامريكيه والاسرائيليه لمستقبل المنطقه على ان يكون الاتفاق الفلسطينى الاسرائيلى هوراس الرمح او موطى القدم لهذا التنظيم العالمى الامريكى 00
وهو يبقى فى النهايه النموذج الفلسطينى المثالى لوضع الاقليه العربيه فى اسرائيل حيث ناضل من موقعه الحزبى لكى يحصل العرب على حقوق المواطنه والجنسيه وواجه المقولات الصهيونيه فى ان الاقليه التى يمثلها وينتمى اليها تفتقر الى الملامح القوميه التى يمكن الاعتداد بها وبرزت مساهماته الادبيه والسياسيه مع جيل جديد ظهر على اثره من الشعراء والكتاب والروائيين الفلسطينيون ليدحضوا هذه الدعايه الصهيونيه العنصريه ضدهم .
وقد صدرت روايته الاولى"سداسيه الايام السته"فى العام 1968 واثارت اهتمام الادباء والنقاد العرب واعتبروه واحدا من ادباء المقاومه الفلسطينيه – ادباء الارض المحتله عام1948م – الذين عبروا بصدق اكثر من غيرهم عن الكفاح المسلح الفلسطينى الذى اشعله سكان الضفه الغربيه وقطاع غزه بما يحمله هذا من التواصل والالتحام ما بين الفلسطينيين فى كل مكان وتعتبر روايته الثانيه" الوقائع الغريبه فى اختفاء سعيد ابى النحس المتشائل" نقله نوعيه فى كتابه الروايه العربيه وبدت كاكتشاف ادبى مختلف ومميز بعد صدورها عام1974م ومع هذا التميز والتفوق فانه يبقى محيرا فى مايختص بقضيه الاسرله والفلسطنه 00
ويبدو منها متقلبا غريبا عن الافكار القوميه العربيه بصفته شيوعيا اشتراكيا لم يهتم للقوميه قدر اهتمامه بقضايا العدل والمساواة التى كان يدافع عنها مع اصدقائه من الشيوعيين اليهود وغير اليهود 00
حيث برز تيار اخر مختلف بين الفلسطينيين عبر عنه / محمود درويش وسميح القاسم بحده اكثر وانتماء وطنى اشد هو تعبير حى وصادق عن حيويه الاقليه الفلسطينيه فى اسرائيل والتى نقلتها من مرحله الصدمه حتى العام 1967 الى مرحله الانصياع حتى العام 1987 لكى تنطلق بعد الانتفاضه الى مرحله التحدى والاعلان عن الذات الفلسطينيه وهى المرحله التى بدات تظهر فيها الاحزاب والتنظيمات الفلسطينيه داخل اسرائيل والتى تتصل بالبرامج والخطط التى تحدد اهدافها الوطنيه والاقليميه بوعى كامل .
ويمكن النظر الى تجربه المفكر القومى العربى "عزمى بشاره" كنموذج اخر ومثالى لمرحله الفلسطنه بين الاقليه العربيه فى اسرائيل ابتداء من العام1988وحتى الان عام 2008م ، مع الاعتراف بافضليه واسبقيه المرحله العاطفيه الادبيه لرموز هذه الاقليه من ادباء وسياسيين حملوا على عاتقهم قضيه التواصل مع هموم الشعب العربى والفلسطينى خارج اسرائيل كما ساهموا ايضا فى انشاء اول حزب عربى مستقل داخل اسرائيل عام 1988وهو الحزب العربى الديمقراطى برئاسه/ عبد الوهاب الدراوشه الذى كان ينجح فى انتخابات الكنيست عبر حزب العمل الاسرائيلى و كان يمثل البرجوازيه الفلسطينيه والتى تعاملت مع الدوله العبريه كحقيقه ثابته واصيله لا يمكن الاعتراض عليها بل يجب التعامل معها للحصول على حقوق افضل وهذا التيار البرجوازى لا يختلف كثيرا عن التيار الشيوعى الباحث عن مكان امين للاقليه الفلسطينيه فى الدوله العبريه ولكنه اذا ما وجد الفرصه للتعبير عن نفسه وانتمائه الاثنى القومى فهو لن يفرط فيها والعبره بالنتائج سياسيا .
وهو ماعبر عنه"عزمى بشاره" مبشرا بسقوط مرحله الاسرله معبرا عن الفلسطنه الموثره وربما يكون/محموددرويش/ الشاعر العظيم الذى حمل الجنسيه الاسرائيليه حتى العام 1969 متوحدا مع الفلسطنه فى مواجهه الاسرله فى قصيدته / حاله حصار / وهو يقول :-
الشهيد يوضح لى : لم افتش 000 وراء المدى / عن عذارى الخلود 000 فانى احب الحياة/ على الارض: بين الصنوبر والتين 000 لكننى ما استطعت اليها سبيلا000 ففتشت عنها باخر مااملك : الدم فى جسد اللازورد000 !!
ذلك نماما ماعبر عنه الاستشهادى الفلسطينى الذى يحمل الجنسيه الاسرائيليه ويعيش فى القدس الشرقيه حين حمل بندقيه سريعه الطلقات وتوجه بها الى المدرسه الدينيه اليهوديه فى جبل المكبر وبكل رباطه جاش دخل المكتبه العامه للمدرسه واطلق النيران على كل من قابله فيها وخرج يقتل حتى اخر طلقه اولئك الذين كان بنى جلدتهم قبل يومين فى بدايه مارس 2008م يقتلون مائه وخمسون طفلا وامراه ورجل عجوز من معسكر جباليا شمالى قطاع غزه الذى كان يطبق الصهاينه الاسرائيليين عليه حصارا شديدا منذ ان استقرت السلطه فى قطاع غزه لحركه حماس دون رحمه اوشفقه بالوضع الانسانى لمليون ونصف المليون مواطن فلسطينى تحت خط الفقر، وهذا هو ماقصده محموددرويش فى قصيدته عن الاستشهادى الفلسطينى الذى يعشعش عند كل الفلسطينيين داخل اسرائيل اوفى الضفه الغربيه وقطاع غزه و القدس الشرقيه التى تصر اسرائيل على تجاهلهم كما تصر على تجاهل حقوق الفلسطينيين فى التعبير السياسى الحر لهم وهم يهددون عرب – فلسطين1948- بالطرد الجماعى من اسرائيل ان ظلوا على تعاطفهم مع اخوانهم الفلسطينيين ، والرد كان دائما بالتحدى والعناد والكبرياء ذاته .
وقد تجمع قاده الاحزاب الفلسطينيه داخل اسرائيل ينددون بالمحرقه الصهيونيه التى بشر بها مسئولين صهاينه فى حكومه اولمرت ضد ابناء قطاع غزه في مارس 2008م ، واقتربوا بشاحنات الاغاثه والتموين والاعلام الفلسطينيه مرفرفه من الحدود الاسرائيليه مع قطاع غزه هى اذن مرحله الفلسطنه وهى اذن مرحله التحدى والعناد والكبرياء الفلسطينى القادر وحده على لجم الاستكبار الصهيونى ضد العرب الفلسطينيين فى اسرائيل وخارج اسرائيل 0
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
ثالثا:-اهميه دور عرب فلسطين 1948 فى القضيه الفلسطينيه :-
السوال الذى يمكن طرحه فى مايختص بدور ومكانه عرب فلسطين 1948 من حل المشكله الفلسطينيه هو الذى ينطبق على مرحليه طرح القضيه الفلسطينيه ابتداء بالغاء الدور الفلسطينى ككل فى مرحله المد القومى العربى حتى نكسه يونيه عام 1967م والتى شهدت احتواء النظام القومى العربى الناصرى خصوصا للقضيه الفلسطينيه والتى شملت ايضا احتواء النشاة الاولى لمنظمه التحرير الفلسطينيه بقرار من القمه العربيه الاولى فى القاهره عام1964م الى ان سجلت اسرائيل انتصارها العسكرى على الجيوش العربيه وابطلت مفهوم الوحده العربيه وبالتالى قضت على الوصايه العربيه الرسميه على الشعب الفلسطينى والقضيه الفلسطينيه فى ظل تحمل الشعب الفلسطينى لمسئولياته النضاليه وتحوله من شعب لاجى يعيش مشتتا فى العديد من الدول العربيه او تحت الاحتلال العسكرى الاسرائيلى الى شعب اعلن المقاومه الشعبيه المسلحه فى الضفه الغربيه وقطاع غزه المحتلان وفى معسكرات اللجوء والتشرد فى الدول العربيه المجاوره لاسرائيل وحصل على شرعيته من النظام الرسمى العربى بقرار القمه العربيه فى ان تكون منظمه التحرير الفلسطينيه هى الممثل الشرعى للشعب الفلسطينى الذى كان قد بدا يواجه حروبا عسكريه من الاخوه الاعداء للمقاومه الفلسطينيه فى الاردن عامى 1970/1971 وفى لبنان ابتداء من العام 1974م وحتى الغزو الاسرائيلى للبنان عام 1982 ثم اعقبه الهجمه العسكريه السوريه على ما تبقى من مواقع للمقاومه الفلسطينيه فى طرابلس عام 1983م وترحيل كوادرها الى عدة دول عربيه حين اتخذت من تونس مقرا رسميا لقيادتها حيث كان مقر الجامعه العربيه فى تونس بعد خروج مصر من الصف العربى بمعاهده الصلح المصريه – الاسرائيليه عام 1979م
فاين كان عرب – فلسطيين 1948م- من هذه التطورات التى سبقت الانتفاضه الفلسطينيه فى قطاع غزه والضفه الغربيه عام 1987 000 وهل لعبوا دورا مهما فى الاحداث التحوليه الجذريه ...؟
الحقيقه ان عرب فلسطين 1948 لم يكونوا بعيدين عن كل هذه التطورات 00 لكنهم مثل كل فئات الشعب الفلسطينى عانوا من الوصايه والاحكام العسكريه الاسرائيليه حتى العام 1967والفرق بينهم وبين اخوانهم فى الشتات العربى او فى الضفه الغربيه وقطاع غزه انهم كانوا ينتظرون هذا المد القومى العربى قادما اليهم لينتشلهم من جور الاحكام العسكريه الاسرائيليه فى حين كان يعانى اخوانهم فى الشتات العربى من كافه الممنوعات التى تحرمهم من حمل السلاح والتوجه الى فلسطين ولو باعمال فدائيه .
فالكل مغيب ان كان تحت الاحتلال الاسرائيلى او تحت الوصايه العربيه الرسميه والكل يبحث عن تحسين اوضاعه المعيشيه ان كان بالعمل فى دول الخليج العربى او بالسعى لتحسين حقوق المواطنه العربيه داخل اسرائيل 00
وان لم يكن هناك دور يذكر لعرب فلسطين 1948 مما كان يجرى من تطورات سياسيه قبل عام 1967 فان الكل الفلسطينى كان تابعا ولم يكن فاعلا فى اى احداث سياسيه عربيه 00 وحقيقه كانت هناك تنظيمات فلسطينيه سياسيه ابرزها حركه القوميين العرب بقياده الحكيم / جورج حبش وبدايات ولاده حركه التحرير الوطنى الفلسطينى / فتح الا انهما لم يساهما بالقدر الفعال والموثر فى الاحداث السياسيه تماما كما كانت هناك حركات سياسيه فلسطينيه داخل اسرائيل من حين لاخر ابرزها حركه الارض واللجان الطلابيه الفلسطينيه الشعبيه– غير موثره وغير فاعله – على مستوى القرار السياسى الذى يمكنه خلق حاله تعبويه شامله وعلنيه وغير تابعه لوصايه السلطه هنا اوهناك والامر سيان حتى توحد الفلسطينيون كلهم تحت الاحتلال الاسرائيلى فى الضفه الغربيه وقطاع غزه وفى داخل فلسطين المحتله عام1948 – توحدوا تحت حكم اسرائيل فى الداخل ، لكنهم تفرقوا فى الاتجاهات السياسيه رغم التفاعل الانسانى الذى حدث لكنه تفاعل الابتعاد عن الهزيمه او مايمكن تفسيره سيكولوجيا بالدافع الفطرى المتخوف من هزيمه اخرى وعقاب اكبر 00
ففى الوقت الذى اعلنت فيه جماهير الضفه الغربيه وقطاع غزه المقاومه المسلحه كانت قطاعات الشعب الفلسطينى داخل اسرائيل تبحث عن حقوق المواطنه والمساواة الكامله فى ظل كونها تحمل الجنسيه الاسرائيليه لدرجه مشاركه الشباب الدرزى فى قمع التظاهرات الفلسطينيه فى الضفه والقطاع ووقفت باقى الفئات الفلسطينيه موقفا سلبيا من اعمال المقاومه الفلسطينيه وان كان البعض منهم تعاطف منددا بالاجراءات الاسرائيليه .
الا ان افضل من كتب عن المقاومه هم شعراء من عرب فلسطين 1948 الذين يحملون الجنسيه الاسرائيليه امثال/ محموددرويش وسميح القاسم وتوفيق زياد / وربما لم يظهر مبدعا على نفس الهامه الشعريه المعبره عن المقاومه الفلسطينيه مثلهم لكن التفاعل بالمقاومه المسلحه لم يكن واردا ولم يكن مطلوبا فى الوقت نفسه ولم تشجع منظمه التحرير الفلسطينيه ذلك عبر تنظيماتها المسلحه فى الداخل الا فى ما ندر من اتصالات سياسيه واعمال لوجيستيه مهمه للاعمال الفدائيه خاصه تلك التى تحتاج لنوعيه معينه من المساعدات او المعلومات لاختراق الداخل الاسرائيلى وكانت نادره بين فئات الشعب الفلسطينى داخل اسرائيل الذى صدم بالواقع العربى العاجز عن احداث نصر عسكرى حاسم على دوله يحمل جنسيتها ورغم كراهيته لها لانها تصنفه فى المرتبه الدنيا بين مواطنيها فانه اصبح عاريا امامها من اى دوافع عربيه تجعله ينحاز ضدها وهو يعيش المجازر العربيه للفلسطينيين فى الاردن ولبنان و يرى اكبر دوله عربيه تصالح اسرائيل وتعلن تنصلها عن الحق الفلسطينى فى تقرير مصيره اواقامه دولته المستقله 00
فاين يقف وهو تحت الحصار ولم يهتم بامره احد من المسئولين العرب او الفلسطينيين 00 لم يكن امامه سوى تحسين اوضاعه الاقتصاديه والاجتماعيه والثقافيه والنضال من اجل اكتساب حقوقه السياسيه بالتعبير عن نفسه كمواطن يحمل الجنسيه الاسرائيليه واذا ما تحسن وضعه يمكن ان يدافع بالتالى عن حقوق بنى قومه الجاثمين تحت الاحتلال العسكرى فى الضفه وغزه 00
وكانت الطائفه الدرزيه العربيه اول الطوائف التى اعلنت انتمائها للدوله العبريه وحصلت على حقوق واسعه فى مجال الوظائف العامه المدنيه والسياسيه والعسكريه ايضا مع تهميش كامل للاقليه العربيه الفلسطينيه فى ذيل المجتمع الاسرائيلى والقبول بحل المشكله العربيه فى اسرائيل بالانضواء تحت لواء حزب العمل اوحزب الليكود او فى الاحزاب الشيوعيه واليساريه وهى فى النهايه احزاب اسرائيليه لن تقف ضد الدوله اليهوديه من اجل ان تكون دوله للاسرائيليين وتلك هى مشكله الاقليه العربيه فى اسرائيل انهم يعيشون فى دوله لليهود وليس للاسرائيليين كمواطنين من درجه متدنيه فى هامش المجتمع الاسرائيلى .
ومشكلتهم ان البديل العربى الفلسطينى المطروح امامهم حتى اندلاع الانتفاضه عام1987 كان ايضا يضعهم فى ذيل القائمه وعليهم بالتالى ان يناضلوا للبحث عن مايخصهم ويجعل لهم صوتا ودورا ومكانه فى الاهتمامات الاقليميه والفلسطينيه وحتى الاسرائيليه وهذا ما توصلوا اليه بعد ان وجدوا اخوانهم فى الضفه والقطاع يصنعون لانفسهم ولقياده منظمه التحرير الفلسطينيه دورا ضاع ومكانه فقدت واهميه زالت على شواطى تونس وفى غابات السلفانا السودانيه ووسط الصحراء الجزائريه وغيرها من الدول العربيه التى همشت القضيه الفلسطييه وقيادتها فجاء الرد من اهل الضفه وغزه ليقول كلمته ويعيد لقيادته ولقضيته الدور والمكانه والاهميه بانتفاضه الحجاره عام 1987 .
ولم لايكون لللاقليه العربيه فى اسرائيل نفس الدوافع وقد بداوا فعلا بتنظيم انفسهم فى احزاب عربيه مستقله اعلنت عن مرحله الفلسطنه بين صفوفهم والباحثه عن حقوقها الكامله اما بالاندماج فى دوله ثنائيه القوميه لكل الاسرائيليين اوبحكم ذاتى يضمن لهم حقوقهم الكامله فى دوله يهوديه وكما اجبرت الانتفاضه اسرائيل بتوقيع اتفاق اوسلو مع منظمه التحرير الفلسطينيه وسلمته قطاع غزه واريحا لينشى عليها سلطه وطنيه فلسطينيه فان القوى العربيه داخل اسرائيل قادرة على ان تحقق لنفسها بعدا وطنيا فلسطينيا جغرافيا بجانب البعد المادى الفعلى كاقليه لها حقوقها الكامله فى دوله اسرائيليه 0
و المستقبل الذى بدات تتضح صورته اخيرا وبعد مضى اربعون عام من النكبه الفلسطينيه عاشتها الاقليه العربيه على الهامش اصحت ومنذ العام 1988م جزءا من الصورة الفعليه وجزءا من الواقع المعاش سياسيا على الساحه الاسرائيليه والساحه الفلسطيتيه ولم تعد شعراء مبدعون اواعضاء فى حزب شيوعى بل اصبحوا قاده تنظيمات اسلاميه وليبراليه وقوميه يوجهون دفه الانتخابات الاسرائيليه ويشكلون اداه ضغط سياسيه ويلعبون دورا مهما على مستوى القياده الوطنيه والاسلاميه والقوميه الفلسطيتيه والعربيه .
واصبح/ احمد الطيبى مستشارا للرئيس عرفات وعزمى بشاره ضيفا على كافه المنتديات القوميه العربيه بل فيلسوف الفكر القومى الجديد كما اطلق عليه مناوئيه الصهاينه وتمرد الدروز على التبعيه المذله لعروبتهم فى هامش الحياه السياسيه الاسرائيليه كما عبر محمد بركه عن التلاحم اليومى الشعبى بين عرب فلسطين 1948 وعرب فلسطينيى الضفه وغزه والشيخ رائد صلاح وقاده الحركه الاسلاميه باتوا عنوانا للصحوه الاسلاميه داخل اسرائبل وهم امتداد مشابه للحركات الاسلاميه الفلسطينيه والعربيه 0
لقد تجاوزت الاقليه العربيه فى اسرائيل منطق البحث عن الذات والهويه وعبرت عن كينونتها الفلسطينيه الاصيله فى احزاب وتنظيمات تخوض فيها الانتخابات ويصل عدد ممثليها الى ثلاثه عشر عضو فى الكنيست بل يتقدم فيلسوف فلسطين / عزمى بشاره/ لترشيح نفسه على كرسى رئيس الحكومه دون خوف من النتيجه ويعلن صراحه انه يرفض اسرائيل الصهيونيه وان قبل بثمرتها على شرط ان تقبل بالحقوق الاساسيه الفلسطينيه 00 هذا هو التحول الفلسطينى الذى يجمع اوراقه وربما يكون بحاجه لان يدفع بها فى وقت لاحق لكى تعبر عن مجموع الشعب الفلسطينى فى حل مشكلته الازليه مع يهوديه اوصهيونيه الدوله الاسرائيليه
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
رابعا:- المستقبل السياسى لعرب فلسطين 1948:-
البحث عن مستقبل عرب فلسطين 1948 لم يكن مطروحا على البحث الى ما قبل اتفاقيه اوسلو عام 1993م بين منظمه التحرير الفلسطينيه وبين اسرائيل لان الخيارات كانت امامهم محدده ومحسومه فى ظل دوله اسرائيل العبريه كاقليه عربيه فلسطينيه تطالب بخقوق المواطنه او تسعى لحكم ذاتى لايعترف لها باكثر من السلطات المحليه البلديه وان كان هذا الطرح او ذاك فهو لايقبل الشطط القومى العربى ويرفض الوطنيه الفلسطينيه لانه اصلا لا يعترف فى اسرائيل الا بالقوميه اليهوديه الصهيونيه ولم يكن يومن بشى اسمه فلسطين او شعب فلسطينى فكيف يعترف للاقليه العربيه باى توجه سياسى يحمل فى طياته تعبير قومى غير صهيونى او تمثبل وطنى فلسطيتى فى ظل جنسيته الاسرائيليه وعليه فى النهايه ان يقبل بوضعه على هامش المجتمع الاسرائيلى بلا هويه وانتماء مثل / البدون المنتشرون فى دول الخليج العربى وربما يكون هذا اقرب تشبيه لحاله الاقليه العربيه فى اسرائيل :
فهم مواطنون يحملون الجنسيه الاسرائيليه دون ان يترتب على ذلك اى حقوق مدنيه اوسياسيه لهم وبالتالى هم معرضون فى اى لحظه لخطر النفى والترحيل وربما الاباده فى حاله التوحد مع الهولوكوست النازيه حتى جاء الاعتراف الاسرائيلى بوجود الشعب الفلسطينى وبقيادته المتمثله فى منظمه التحرير الفلسطينيه وانتقل هذا كله الى عرب – فلسطين 1948- ليعترف بوجودهم الاثنى القومى والوطنى داخل اسرائيل ويعزز بالتالى مطالبهم فى المساواه الكامله مع الشعب اليهودى فى دوله لكل الاسرائيليين وان لم يحققوا اهدافهم الوطنيه والقوميه داخل اسرائيل فقد اصبح لديهم رديف فلسطينى يمكنهم من خلاله التعبير عن توجهاتهم السياسيه من خلال احزاب مستقله تخصهم وتحمل فى طياتها تكوينهم الفكرى والوجدانى فى الحركات القوميه واليساريه والاسلاميه والتى يمكنها بعد الصلح الفلسطينى- الاسرائيلى ان تتواصل مع مثيلاتها على الساحه الفلسطينيه وتمتد الى الساحه العربيه كتشكيل متقدم يستطيع زمنيا ان يقلب عمليه التطبيع الثقافى والسياسى والاقتصادى لمصلحه العرب والفلسطينيين على اساس ان الغالبيه العظمى من عرب – فلسطين 1948- ستفضل البقاء فى اسرائيل جسديا بينما تتعلق الروح بالعرب والفلسطينيين وربما يكونوا جسرا لسلام تاريخى ابدى ان اختارت اسرائيل التكوين الجغرافى وفضلته على التكوين القومى الصهيونى .
وكما يعيش المسيحيون اللبنانيون بعيدا عن التيارات القوميه العربيه او التحزب للعقيده الاسلاميه ويتسيدون لبنان المجاورة لاسرائيل يمكن لاسرائيل ان تعيش بنفس القوانين اللبنانيه ويكون لليهود فى دوله ثنائيه القوميه مناصب القياده السياسيه السياديه فى رئاسه الحكومه ووزارارات / الداخليه والخارجيه والدفاع الوطنى على ان يكون لغير اليهود الحق فى اعتلاء المناصب الوزاريه العليا الاخرى وايضا البرلمانيه والقضائيه وهى امور باالمصداقيه السياسيه فى تحقيق مصالحه تاريخيه يمكن ان تتم فى حدود دوله علمانيه متعدده الاديان والاعراق / ببرلمانين وحكومتين / تصلان الى برلمان واحد وحكومه مركزيه امر لاباس به فى ظل الحريه السياسيه لكل الاطياف وكل الاحزاب العربيه والاسرائيليه / الاسلاميه واليهوديه / والكل حر فى ارائه ومواقفه مادامت فى نطاق التعبير بالكلمات وبعيدا عن القهر والاجبار او التراشق بالمدافع والدبابات والرد عليها بالعمليات الاستشهاديه التى تضمن توازن القوى بين الاقوياء والضعفاء 000
- ولكن المساله لا تبدوا بهذا التبسيط او تلك المثاليه المفرطه فى التخيل ووضع الافكار بعيدا عن واقع مادى ملموس يجتر العداء بالاستكبار الصهيونى ويقابله العناد والتحدى الفلسطينى الى مانراه من حاله العداء المستمرة والتى تجعلنا نفكر فى المستقبل بطريقه اكثر واقعيه لحلول تضع الاقليه العربيه الفلسطينيه فى اسرائيل ضمن اجندتها الرئيسيه وبقوة الدفع المتولده عن رغبات وتوجهات عرب – فلسطين 1948- انفسهم والتى تعزز بالتالى من قدرات الشعب الفلسطينى كله للوصول الى حلول مشرفه لكل فئات الشعب الفلسطينى فى عده سيناريوهات يمكن اجمالها فى ما يلى :-
1- سيناريو اندماج الاقليه العربيه بالدوله الاسرائيليه 0
2- سيناريو الحكم الذاتى للاقليه العربيه فى اسرائيل 0
3- سيناريو العزل والتهميش للاقليه العربيه فى اسرائيل 0
4- سيناريو الترحيل الى الضفه الغربيه فى دويله فلسطينيه 0
5- سيناريو الطرد الجماعى الى خارج فلسطين التاريخيه بالكامل 0
6- سيناريو الدوله ثنائيه القوميه فى حدود فلسطين التاريخيه 0
7- سيناريو الدوله ثنائيه القوميه فى اتحاد كونفيدرالى مع المملكه الاردنيه 0
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
- سيناريو الاندماج :-
- الاندماج العربى باسرائيل يعنى / تحول عرب فلسطين 1948 الى مواطنين اسرائيليين بالحد الادنى من الولاء والتبعيه لدوله اسرائيل 00 فهل هذا ممكن فكريا وعقائديا بل وقانونيا فى قوانين العوده والمواطنه اليهوديه الخاصه بالدوله الاسرائيليه 00 يبدو مستحيلا00 لان العقيده الصهيونيه ترفض غير اليهود فى دولتها وتعتبر وجودهم خطرا على الطابع اليهودى للدوله 00 فهو يحتاج الى القبول بمبدا المواطنه المتساويه لجميع السكان داخل حدود الدوله وهو مارفضته الموسسه الحاكمه فى اسرائيل عبر موتمر انابوليس فى ديسمبر2007م 00 وبالمقابل فان الغالبيه العظمى من عرب فلسطين 1948م لن يقبلوا الانحناء للفكر الصهيونى واليهودى اخوان لهم فى العروبه والاسلام فهم ليسوا يهودا وليسوا صهاينه ولن يكونوا ممثلين للصهيونيه الاسلاميه يوما من الايام وهذا مايجعل عمليه الاندماج التى تتطلب انصهارا فى العقيده واقتناعا بها وتوحدا معها امر صعب حدوثه ان لم يكن مستحيلا لدى الطرف العربى ولدى الدوله الاسرائيليه ايضا والتى تنظر اليهم كاتباع فقط عليهم الطاعه والخضوع لقوانينها وان سمحت لهم بممارسه الحياه السياسيه لكن تحت الشعار الصهيونى والعلم الاسرائيلى الذى رفضه / عزمى بشاره رئيس التجمع الديمقراطى الفلسطينى فى اسرائيل وجعله يترك اسرائيل وهو عضو فى الكنيست منذ العام 1996م وبعيش حباه مرفهه لم تفنعه فى نهايه الامر بالاستمرار معها وفى ظل عنصريتها 00 وهكذا لن يكون الاندماج مقبولا دون التخلى الاسرائيلى عن عقيدتها الصهيونيه العنصريه وهو امر مستحيل الان
سيناريو الحكم الذاتى :-
مع انلاع الانتفاضه الفلسطينيه عام 1987م وتزايد الشعور بالانتماء الفلسطينى لدى القوى العربيه فى اسرائيل بدات الدعوة بتشكيل هيئه عربيه للاداره الذاتيه فى فلسطين تمتص تلك اليقظه الوطنيه والقوميه لدى العرب فى اسرائيل وتبنى هذه الفكره الحزب الشيوعى الاسرائيل وبعض التقارير الامنيه للجيش الاسرائيلى التى شعرت بقوه التيار الوطنى القومى للعرب فى اسرائيل والذى ظهر على السطح مع تشكيل الاحزاب العربيه المستقله والتى تزايدت بظهور الحزب الديمقراطى العربى برئاسه / عبد الوهاب الدراوشه – والتجمع الوطنى الديمقراطى – بلد- برئاسه / عزمى بشاره / والحركه الاسلاميه بجناحيها بقياده كلا من الشيخ / رائد صلاح والشيخ / ابراهيم صرصور والحركه العربيه للتغيير برئاسه / احمد الطيبى 00 والجبهه الديمقراطيه للسلام والمساواه – حداش – والتى قامت بالتعاون مع الحزب الشيوعى الاسرائيلى وكلها تسعى للاستقلال عن التبعيه العربيه للاحزاب الاسرائيليه فى ما كان يمثل اتجاه قوى للمطالبه بالحكم الذاتى اوالاداره الذاتيه لفلسطينيى 1948 الذين بداوا يتجاوبون مع توجهات القياده الفلسطينيه فى الادلاء باصواتهم الانتخابيه والتى اسقطت باراك بالامتناع عن التصويت له ضد شارون فى انتخابات العام 2001 الاستثنائيه بسبب سياسه باراك العدوانيه اتجاه انتفاضه الاقصى التى اندلعت فى 28/9/2000م
فالامور كلها كانت تدفع الى التوجه نحو قيام هيئه عربيه للاداره الذاتيه فى قلب اسرائيل تطالب بكامل حقوق الاقليه العربيه وببرلمان مستقل عن الكنيست يدير شوونها الذاتيه مع ميزانيه مستقله تومن احتياجات الاقليه العربيه داخل دوله اسرائيل وهى بهذه الطريقه تقفز على سياسه الاندماج بدوله يهوديه وتواجه عمليه النفى والترحيل التى ينادى بها بعض المتطرفين الصهاينه فى اسرائيل لكن الامر ليس بهذه البساطه التى تقبل بها الموسسه الحاكمه فى اسرائيل ان تقسم املاكها الى اجزاء وكانتونات متناثره داخلها وهى التى تخطط لحكم ذاتى للضفه وقطاع غزه ضمن حدودها الامنيه وتنقل اليها عرب فلسطين 1948 مستقبلا ضمن تصورات الحل النهائى للقضيه الفلسطينيه ولذا فان سيناريو اقامه حكم ذاتى لعرب فلسطين 1948 سيبقى موجلا الى ان يتم الاتفاق على الحل النهائى بين اسرائيل والقياده الفلسطينيه فى الضفه الغربيه وقطاع غزة فهى لن تفرط باى ورقه ضغط تمتلكها مثل تحديد مستقبل العرب داخلها فى حكم ذاتى ياخذ من حدودها دون ان يقدم لها شيئا بالمقابل وربما كان موتمر هرتسليا السنوى لعام 2008م والذى يخطط لمستقبل اسرائيل فى المنطقه يعر بدقه عن النوايا الاسرائيليه فى المقايضه والتبادل الديموجرافى والجغرافى بينها وبين جيرانها من الدول العربيه ولم يكن فى تفكير المخططين لمستقبل اسرائيل ان يتركوا الجليل الاعلى للفلسطينيين كما انهم لن يتركوا الضفه الغربيه كامله فضلا عن القدس الشرقيه تحت دعاوى الاداره الذاتيه التى لن تتحقق قبل الوصول للحل النهائى 0
- سيناريو العزل والتهميش :-
وهذا السيناريو يعود بالوضع الفلسطينى داخل اسرائيل الى ماكانت عليه الحال فى ظل الاحكام العسكريه والتعامل مع الاقليه العربيه كاعداء محتملين كما كانوا حتى تم السماح لهم انشاء احزاب مستقله فى العام 1988م وربما يتطور الامر للعوده بعرب- فلسطين 1948م – الى ماكانوا عليه قبل العام 1966م ايضا بحيث يتحولوا الى مواطنين غير مرغوب فيهم ومعادين للدوله الاسرائيليه وهذا ما يمكن ان تلجا اليه اسرائيل فى مفاوضات الحل النهائى مع الفلسطينيين اذا ماتزايدت حده العداء بين الموسسه الاسرائيليه الحاكمه وبين الاحزاب العربيه فى اسرائيل والتى خفت حده معارضتها للسياسات الاسرائيليه منذ ان تولى الرئيس الفلسطينى / ابومازن الحكم بعد وفاه الرئيس / عرفات واصبح اتصالها بالقياده الفلسطينيه وتدخلها فى مستقبل الحلول النهائيه سطحيا خاصه بعد انقسام الفلسطينيون فى الضفه والقطاع على انفسهم بظهور قيادتين فلسطينيتين مختلفتين على اطار الحل النهائى وهنا يصبح الرهان على قيادات الضفه والقطاع خاسرا بالنسبه للاقليه العربيه فى اسرائيل التى بدات تنضج بدرجه تجعلها على نفس القدر من المكانه والقوة فى التاثير على مجريات الامور السياسيه المستقبليه وبالتالى فان عزلها اوتهميشها من الطرفين بات امرا غير مقبول بالمره لديها وهذا يعنى بالضرورة ان تكون صاحه قرارها الوطنى المستقل عن قرار الرئاسه فى رام الله او قرار الشرعيه البرلمانيه لحماس فى غزه فضلا عن سعيها لتحسين اوضاعها فى داخل اسرائيل واذا ماوصلت قيادات فلسطين 48 الى التكتل فى وحده واحده وجسم سياسى واحد لن يستطيع احد ان يهمشها اويتجاهل دورها فى اى حل نهائى والاصل عندها هو التمسك بالمكانه التى وصلت اليها داخل اسرائيل والسعى لتطويرها وليس عزلها اوتهميشها والذى لن يتم من جانب اسرائيل الا فى حاله الغاء الاتفاقيات السلميه مع الجانب الفلسطينى كله وينتقل الى سياسه الطرد او الترحيل التى تهدم المعبد على ساكنيه بالعوده الى عصر الحروب العسكريه 0
سيناريو الطرد والترحيل :-
يدخل ضمن هذا السيناريو امران وهما/ الحل السلمى النهائى اقامه دوله فلسطينيه على ارض الضفه الغربيه وقطاع غزة – او التحول من السلام الى الحرب التى قد تندفع اليها اسرائيل فى ظل ظروف الانهيار العربى والانقسام الفلسطينى – ففى الحل السلمى ستكون اى مناقشه حول مستقبل المستوطنات فى الضفه الغربيه مدخلا للحديث عن ترانسفير سلمى للاقليه العربيه فى اسرائيل وهنا يصبح ضروريا ان تكون للاقليه العربيه فى اسرائيل جسمها السياسى المستقل تماما عن جسم السلطه فى الضفه وغزه لكى لاتساوم عليها او تبحث مستقبلها حيث ستزداد الامور تعقيدا عند بحث مشكله اللاجئين الفلسطين البالغين عدة ملايين ويعيشون فى معسكرات اللجوء والتشرد خارج حدود اسرائيل وفلسطين حيث لايوجد حل تاريخى حسب مايقول الدكتور/ عزمى بشاره دون حل عادل لقضيه اللاجئين الفلسطينيين المقيمين فى الاردن وسوريا والعراق ولبنان – والتالى فاى حل سلمى دون حل مشكله اللاجئين سيقى حلا موقتا ولن يدوم طويلا وسيكون الحل العسكرى مطروحا امام الموسسه العسكريه الخاكمه لاسرائيل وعندها سوف تنفذ خطط الاباء فى تطهير فلسطين كامله من العرب بما فى ذلك المقيمين فى اسرائيل وفى الضفه والقطاع حسب الرويه الصهيونيه التاريخيه لدوله اسرائيل الكبرى 0 وهذا الطرح بعيد عن التخيل حتى الان وان كان اللجوء اليه واردا بالنظر الى مافعلته امريكا بالعراق ومايمكن ان تطبقه اسرائيل على الفلسطينيين فى اسرائيل والضفه والقطاع وكثيرون امثال "كاهانا" الذين طالبوا باعداد الشاحنات لترحيل العرب الى لبنان والاردن وسوريا ومصر حيث راى البعض ان حصار قطاع غزه مدخلا لتهجير سكانه الى مصر وان اراء قاده اسرائيل فى موتمر هرتسليا عام2008م الداعى لتبادل الاراضى بين الدول المجاوره لها لحل المشكله الفلسطينيه هو دعوه لسياسه الطرد والترحيل القائمه فى الفكر الصهيونى والتى لايمكن تطبيقها عمليا دون حرب اباده ربما جربتها اسرائيل فى حربها على لبنان صيف العام2007م حين هجرت 750000 مواطن لبنانى من الجنوب الى الشمال فى غضون ايام فليله وهى لاتحتاج لمثل هذا العناء مع الفلسطينيين الذين يعيشون فى مساحات ضيقه يمكن ترحيلهم منها فى وقت اسرع وهو ماحاولت تجربته مع سكان جباليا فى قطاع غزه اوائل مارس 2008م ولم تفلح فى اجبار احد على ترك بيته ولو الى بيت اخيه وفضل الجميع الموت على الرحيل 000 ولذا فان سيناريو الطرد والترحيل وان كان واردا عند الصهاينه فان تنفيذه غير واقعى ويقابله تشبث عرب فلسطين 1948م بالارض والبيت والحى والمزرعه كماهو الحال فى الضفه وغزه وما لا يمكن تطبيقه بالحرب لايمكن تحقيقه بالسلام ايضا 000
سيناريو الدوله ثنائيه القوميه :-
ليس امام جميع الاطراف المتنازعه على فلسطين سوى الجلوس على قدم المساواة والتفكير معا وسويه فى حلول سلميه تضمن للجميع البقاء دون عنف وكراهيه فى حلول تاريخيه سلميه واقربها الى الحل المنطقى والمقبول قيام دوله ثنائيه القوميه فى ارض فلسطين التاريخيه عبر خطوات متدرجه تضمن قيام الدوله الفلسطينيه على ارض الضفه الغربيه وقطاع غزه معاهده سلام تاريخيه يشارك فى توقيعها قاده الاقليه العربيه مع قاده الضفه وقطاع غزه كممثلين عن الفلسطينيين المقيمين فى حدود فلسطين التاريخيه يرتط مستقبلهم الواقعى باى حل مستقبلى للصراع الفلسطينى الاسرائيلى الذى لن يتحقق دون الوصول الى الدوله ثنائيه القوميه ويمكن الرحوع الى اراء الدكتور/ عزمى بشاره فى هذا الخصوص والتى تتمثل فى قيام دولتين وبرلمانين يتفقان على تشكيل برلمان اعلى وحكومه مركزيه يمكن التوصل اليها للتغلب على القضايا المتفرعه عن المشكله الرئيسيه فى القدس واللاجئين والمستوطنات وهويه عرب فلسطين 1948القوميه والدينيه الغير متعصه والتى تضمن للجميع اقامه الاحزاب والتنظيمات بحريه كامله والوصول عبر الانتخابات الشعبيه الى كراسى الحكم فى دوله ثنائيه القوميه موجوده على الساحه اللبنانيه وفى مناطق اخرى تم حلها على غرار تسويه المشكله العنصريه فى جنوب افريقيا – المهم ان يتخلى كلا الطرفين عن غقيدته العنصريه اتجاه الاخر وباتى الحل الثنائى القوميه سهلا وميسورا 0
سيناريو الكونفدراليه الاردنيه مع الثنائيه القوميه :-
هذا السيناريو المحتمل والنموذجى لسلام تاريخى فى المنطقه رغم مثاليته سوف يحل جميع المشاكل المتصله بالقضيه الفلسطينيه ويرى المحللون السياسيون انه يحقق المصالح الاسرائيليه وربما الصهيونيه كما يحقق المعادله الاردنيه الفلسطينيه فى ثوبها الداخلى والاقليمى والدولى ويحقق لعرب فلسطين 1948م قوة اضافيه وزخم اكبر لتاكيد جدارتهم فى داخل اسرائيل وعلى الساحه العربيه الفلسطينيه وفضلا عن امكانيه حل مشكله اللاجئين الفلسطينيين حلا اقتصاديا وانسانيا وسياسيا فى جميع انحاء العالم فهو ايضا يحقق للاردن الرخاء الاقتصادى وربما يجد بعض المعارضه العربيه الاقليميه اذا ما احتوى فى طياته على بذور احياء للفكره الصهيونيه فى غزو المنطقه العربيه على ان تكون الدوله الاقوى والاكبر والاغنى فى المنطقه وان تقتحم تحت العباءه الفلسطينيه الاردنيه / جامعه الدول العربيه مثلا لتعيد ترتيها وما يترتب على هذا كله من تباديل راسيه وافقيه على مستوى التجمعات والاقطار العربيه وهذا السيناريو يتطلب بدايه قيام الدوله الفلسطينيه ثم يتبعها اتحاد كونفيدرالى اردنى فلسطينى ينشا بعده معاهده صداقه وتعاون مع الكيان الاسرائيلى توطئه لقيام الكونفيدراليه الثلاثيه بين الاردن واسرائيل وفلسطين على اساس ان الفلسطينيين عامل مشترك فى الحياة الاسرائيليه والاردنيه وهنا يقف عرب فلسطين 1948 على قمه الهرم السياسى فى مثل هذا النظام السياسى الجديد لانهم الاكثر خبره عن غيرهم باطراف هذا التجمع والاكثر رغبه ومصلحه فى قيامه وهم يراهنون ايضا ويثبتون بانهم عاشوا كاسرائيليين تحت نير الاحتلال الاسرائيلى منذ العام 1948 ولم يغير هذا من انمتمائهم لفلسطين والعالم العربى والدين الاسلامى وانهم يثبتون بان التغيير السكانى ايا كانت حجم الهجرات اليهوديه سيكون لصالح العرب الذين يشكلون الان عشره ملايين فلسطينى من اللاجئين اوحمله الجنسيه الاردنيه او حمله الجنسيه- الاسرائيليه او من سكان الضفه والقطاع مع مليون او مليونيين من عرب الاردن الاصليين فى اردنيتهم ويقابلهم على اكثر تقدير خمسه عشر مليون يهودى فى كافه ارجاء العالم بتقديرات العام2008م
ولكن بحساب الزياده فى المواليد فسوف يكون العرب فى الكونفيدراليه المقترحه اكثر من اجمالى اليهود فى العالم خلال عشر سنين فقط وسوف يتم التحول النوعى لدى السكان العرب بالمساعدات العربيه والاستثمارات الخليجيه مثلا ليكونوا الاكثر تاثيرا على مستوى القرار السياسى والاقتصادى الامر الذى لايتوجب معه التخوف من ان تتسيد اليهوديه او الصهيونيه عبر هذه البوابه المشرق العربى مع وجود القوة الناعمه فى مصر وبلاد المغرب العربى وقوه الاقتصاد العربى فى المشرق واظن ان هذا الحل ربما يكون بدايه لتاريخ جديد على المستوى الدولى والاقليمى والوطنى الفلسطينى وربما يكون بدايه لنهايه التاريخ على الارض التى بدا فيها التاريخ وسينتهى عندها التاريخ فى كل الاحوال حسب ماجاء فى الشرائع السماويه كلها
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
التوصيات
الحقائق والوقائع :-
ان التمييز الذى تعرض له ولا يزال يتعرض له عرب – فلسطين 1948م يحتاج الى توثيق للكشف عن ابعاد السياسه التمييزيه العنصريه للدوله اليهوديه وهو ما يمكن ان نجده فى تقرير صدر عن الامم المتحده عام 1998م تحدث عن وجود سبعه عشر قانون تمييزى ضد فلسطينيى 48 توكد كلها على عدم وجود اى حمايه دستوريه لهم بدئا بالقانون الاساسى لدوله اسرائيل الذى ينكر عليهم حق المساواه مع المواطنيه اليهود وبالتالى ينتقص من حق المواطنه بالنسبه اليهم والتى تشمل حريه التعبير عن انتماءاتهم القوميه والدينيه التى تتعارض مع القوميه الصهيونيه والديانه اليهوديه وتشمل الحقوق الاقتصاديه بقوانين مقيده لهم مثل قانون املاك الغائبين المطبق فقط على السكان العرب والذى يخول للسلطات الاسرائيليه الاستيلاء على هذه الاملاك بدعوى النفع العام والتى تكون فى معظمها متعلقه باستيعاب المهاجرين اليهود الجدد وبالنسبه لقوانين التطوير والاعمار فان قانون التخطيط والبناء القومى الاسرائيلى يحظر تقديم الخدمات الاساسيه من كهرباء وماء وطرق للقرى العربيه كما نجد ان الحكومه الاسرائيليه لاتعترف باى موسسات ثقافيه اوتعليميه للعرب وتحدد نصيبهم فى الجامعات والمعاهد العليا بما لايزيد عن 3% من تعداد الدارسين رغم انهم يشكلون مايقارب من 18% من تعداد السكان فى اسرائيل وتوكد الميزانيات المخصصه للشوون الدينيه والتعليميه للعرب ما يتعرض له العرب فى اسرائيل من اجحاف ولا تزال اسرائيل تسعى الى التفرقه والتمييز بين الطوائف العربيه وتضخيم الخلافات بين الاحزاب السياسيه العربيه فضلا عن التمييز الاساسى بين العرب ككل وبين اليهود ويصل التمييز الى تطبيق القوانين العسكريه على المواطنين العرب فى اى حوادث جنائيه وبالطبع يشمل ذلك التظاهر والتعبير السياسى المعادى لليهوديه والصهوينيه او المويد لحركه المقاومه الفلسطينيه وتتضح هذه السياسه التمييزيه فى ملاحقه المفكر والزعيم السياسى الفلسطينى / عزمى بشاره على ارائه ومواقفه الفكريه من الصهيونيه واليهوديه وحق العوده للاجئين الفلسطينيين واستخدام السلطات الاسرائيليه للعنف المسلح حين قتلت ثلاثه عشر مواطن فلسطينى فى الجليل اثناء مظاهره لفلسطينيى 48 تويد انتفاضه الاقصى فى اكتوبرعام2000م وكلما تزايد العنف الاسرائيلى وتزايدت اعداد المهاجرين اليهود الجدد تزيد حده الممارسات العنصريه الاسيرائيل ويزداد الانتماء العربى فى اسرائيل للوطنيه الفلسطينيه مع تزايد الوجود الحزبى والتنظيمى الفلسطينى وشموليته بالحركات الاسلاميه والقوميه والوطنيه والتى اصبحت قادره على التعبير عن نفسها ولم تعد تتعامل مع الوقائع بردود الافعال التى كانت تعيشها فى الخمسين عام الاولى من قيام الدوله الصهيونيه حيث كانت تحجم مطالبها مع فترات الانحسار القومى والتراجع الوطنى العربى – الفلسطينى الى المطالبه بالعدل والمساواة مع المواطنين اليهود فى اسرائيل وترتفع مع تبلور الوطنيه الفلسطينيه الى حد المطالبه بدوله ثنائيه القوميه خاصه مع نجاح الانتفاضه الفلسطينيه وقيام السلطه الوطنيه الفلسطينيه واحتمالات قيام دوله فلسطينيه مستقله حيث كان التواصل مع قياده منظمه التحرير الفلسطينيه علنيا وميسورا ضمن افاق العمليه السياسيه لدرجه اصح فيها الصوت الانتخابى العربى داخل اسرائيل مجيرا لخدمه القرار الوطنى الفلسطينى وقيادته المتمثله فى الرئيس/ ياسرعرفات وقد تكون تراجعت الى حدودها الدنيا بعد وفاته لعده اسباب يمكن تلخيصها فى ان القيادات الفلسطينيه داخل اسرائيل وصلت الى درجه نضج ووعى كافيين لاداره شوون مستقبلهم بانفسهم خاصه مع غياب القياده الفلسطينيه المتفق عليها من الاغلبيه الفلسطينيه اضافه الى الانشطار الفلسطينى فى الضفه وغزه مابين الحركه الاسلاميه – حماس – وبين الحركه الوطنيه – فتح – وما يمكن ان يشكله هذا الانقسام من تاثيرات على واقع الحركات الفلسطينيه فى اسرائيل والتى تضم بينها/ الحركه الاسلاميه والتيارات القوميه واليساريه والوطنيه الليبراليه وقد اصح تعدادهم الان يربوا على المليون وربع المليون نسمه بجانب خمسه مليون يهودى نصفهم من الصهاينه او اليهود المرتزقه الذين باتوا يشكلون خطرا عنصريا اكبر بما يمثلونه من افكار ومسلكيات عنصريه اجتماعيه جاءت مع الزحف اليهودى السوفييت وتشكلت فى حزب / اسرائيل بيتنا الذى يراسه العنصرى / افيجدور ليبرمان / والذى لاينفك يطالب بطرد وترحيل العرب من اسرائيل ليفسح المجال لمهاجرين جدد من اوربا الشرقيه معظمهم التمسوا الانتماء العرقى اليهودى رغم عدم اعتناف\قهم بالديانه اليهوديه ولذا هم الاخطر فى تشكيل المجتمع الصهيونى الاسرائيلى عن غيرهم لانهم يبحثوا عن فرصه عمل ومسكن ومزرعه يريدون سلبها ولو بالقوه من الفلسطينيين المقيمن فى اسرائيل 0
مما سبق ذكره فان الحقائق والوقائع المنسجمه مع الاستنتاجات البحثيه فى مجملها توكد على مايلى :-
1- ان مليون وربع المليون فلسطينى او اكثر يعيشون الان داخل اسرائيل ويشكلون نسبه 18% من مجمل سكان اسرائيل ونفس النسبه ايضالى بين اجمالى التعداد الفلسطينى لازالوا يعانون من الانقسام الاثنى والتعبير الحر والمتكافى مع امثالهم لدى الجانبين للاسف الشديد فهم لازالوا مواطنين من الدرجه الاقل داخل اسرائيل وفى نفس الوقت لا يعاملون على نفس الدرجه من الاهميه فى مايتعلق بمستقبل الحلول السياسيه للقضيه الفلسطينيه والتى ترسمها القياده الفلسطينيه فى منظمه التحرير الفلسطينيه وهم فى هذا التشكيل يعانون من التجاهل الرسمى الفلسطينى نفس معاناه اللاجئين الفلسطيمنيين فى الاردن وسوريا ولبنان والخوف ان يكونوا جزءا من قضيه الحل النهائى المطروح على ارضيه موتمر انابوليس 2007والذى طالب فيه الصهاينه بدوله يهوديه اسرائيليه تهدد وجود فلسطينييى 48 الاسرائيليين كما ترفض التعامل بشفافيه مع قضيه اللاجئين الفلسطينيين خارج حدود 1967م حيث عبر قاده الفكر فى اسرائيل عن نواياهم الحقيقيه باحداث تغييرات جغرافيه وديموجرافيه على الحدود المشتركه بين اسرائيل والدول العربيه كما جاء فى موتمر هرتسليا 2008م مما يتطلب ضروره التفكير الجدى الرسمى والشعبى لمستقبل فلسطينيى 1948م من الجانب القومى العربى والوطنى الفلسطينى ومن جانبهم انفسهم وهم اصحاب المشكله الانسانيه والاكثر درايه بحقوقهم عن غيرهم من اطراف المعادله السياسيه الرسميه 0
2- ان فلسطينيى 1948م منذ اللحظه الاولى وقفوا موقفا متزنا مع مسيرة النضال القومى والوطنى ولم يكونوا بعيدا عنها يوما من الايام رغم التناقضات الجذريه التى عاشوها ولازالوا يعيشونها فى ظل تمتعهم بالجنسيه الاسرائيليه والتخوف الرسمى العربى من الاقتراب نحوهم ويمكن الاشاره هنا الى الفيلم السينمائى المصرى / ارض السلام/ تمثيل :- عمر الشريف وفاتن حمامه / والذى تحدث عن لجوء فدائى مصرى الى قبيله بدويه فلسطينيه بعد ان قام بتفجير مستوطنه اسرائيليه فى انتاج تم عرضه عام 1956م مما يعنى ان البدو الفلسطينيين فى النقب رغم ماقيل عنهم كانوا حماه للفدائى والمقاوم العربى وعلى هذا الجانب الثقافى لايمكن ان ننسى الدور الابداعى لشعراء فلسطينيى 1948م والادباء / محموددرويش- واميل حبيبى – وتوفيق زياد –وسميح القاسم –واميل كما لايمكن تجاهل الدور السياسى والوطنى لقاده الاحزاب السياسيه لفلسطينيى 1948م ايضا وعبر كل التيارات ابتداءا / بهاشم المحاميد وعبد الوهاب الدراوشه ومحمد بركه واحمد الطيبى والشيخ رائد صلاح وابراهيم صرصور وعزمى بشاره ووصولا الى روساء واعضاء المجالس البلديه المحليه والمفكرون واساتذه الجامعات والمبدعين الذين وصلوا الى العالميه امثال/ المخرجون السينمائيون والرياضيون الموهوبين وان ظهروا تحت اى مسميات فهم فى النهايه يعبرون عن حيويه الانسان الفلسطينى وقدراته العالميه التى تجعلنا نوصى بالزيد من الاقتراب والمزيد من الوعى بجماعيه الحل الذى لابد ان يطرح على كافه المستويات الرسميه وهنا نطالب فلسطينيى 1948 انفسهم بتشكيل هيئه قياديه تضم كافه التيارات السياسيه التى تمثلهم وتنتخب القياده الرسميه لهم والتى توحدهم فى كافه المنتديات الداخليه والاقليميه والدوليه والمشاركه بالموقف والراى الملزم لاى حل نهائى لمستقبل القضيه الفلسطينيه لان مصيرهم مرتبط بها جمله وتفصيلا وعليه فان وجود هيئه عربيه تكون القياده لفلسطينيى 1948م اصبح امرا ملحا وضروريا ولازما لضمان الحقوق السياسيه لهم عند كل الاطراف المتنازعه 0
3- ان مفاوضات الحل الدائم والنهائى لن تتحقق لانها لاتتعامل مع المشكله الفلسطينيه الانسانيه بقدر ماتتعامل مع الحدود السياسيه التى ينضوى تحت لوائها نصف الشعب الفلسطينى او اقل من النصف واى حل يتعامل مع هذه الحقيقه هو حل ناقص جمله وتفصيلا لانه لايشمل اكثر من نصف الشعب الفلسطينى المقيمين فى اسرائيل والاردن وسوريا ولبنان والخليج العربى ومصر والعراق ومن حق الشعب الفلسطينى كله ان يعرف بل ويشارك فى الحل الدائم والنهائى دون وصايه من اركان السلطه الوطنيه الفلسطينيه التى لن تحقق لنصف الشعب الفلسطينى حقوقه ومطالبه التاريخيه والتفاوض عليها هو من حق ممثليها فى الاقطار السابقه الذكر وكيفيه تحديد ممثلى الشعب الفلسطينى خارج الضفه والقطاع يتطلب وجود الهيئه القياديه لفلسطينيى الداخل والخارج وهذا يعنى وجود ثلاث هيئات قياديه فلسطينيه وربما اربعه واحده فى الضفه والثانيه فى القطاع والثالثه فى اسرائيل والرابعه خارج فلسطين للمقيمن فى العالم العربى وانطلاقا من هذه الحقيقه السكانيه طالبنا فى التوصيه السابقه بضرورة وجود كيان ذاتى وموحد للتنظيمات السياسيه الفلسطينيه فى اسرائيل وهنا نوصى بضرورة ان يكون لهذا الكيان القيادى دور وراى فى مستقبل الحل النهائى والدائم ونوصى الجهات ذات الصله بضرورة الاستماع الى هذا الراى قبل توقيع اى معاهده سلام دائم بين اسرائيل والفلسطينيين لان الدور المحايد انتهى ولايجب ان يظن احدا ان وضع فلسطينيى الداخل باحسن حالا من وضع اللاجئين فى الدول العربيه المجاورة لفلسطين ابدا والحل التاريخى يتطلب بالضرورة اعاده تشكيل منظمه التحرير الفلسطينيه واعاده تسميتها الى الهيئه الفلسطينيه العليا والتى تتضمن نسب متساويه للتواجد السكانى الفلسطينى فيها تتفق على ادارة الحوار وصولا الى الحل النهائى والدائم الذى يضمن حقوق جميع الفلسطينيين 0
استراتيجيه الحل الدائم:-
ان الحقائق والوقائع والتوصيات كلها تنصب فى سله واحده مفادها ان السلام الكامل لاياتى دون ان يشمل كل الفلسطينيين وكل اليهود وبالمساواة والعدل والتكافؤ نظرا لقبول الاغلبيه بمبدا التفاوض لحل المشكله حلا سلميا دائم نهائى وتاريخى وهذا يتطلب من الطرفين رويه استراتيجيه لا تنتقص حقوق اى طرف من الاطراف تحت شريعه موازين القوة الماديه والعسكريه فلا يوجد بديل لكلا الشعبين سوى القبول بالحل التاريخى اما القبول بانصاف الحلول على غرار اتفاق اوسلو ووجود السلطه الوطنيه الفلسطينيه على ارض الضفه والقطاع فى مايشبه الحكم الذاتى لهما فلا يشكل سوى خطوه اولى اجرائيه للوصول منها الى الحل الدائم والتى لم يتحقق منها شى بعد خمسه عشر عام على توقيع اتفاقيات اوسلو- واشنطن – القاهره وهذا يعنى ان امامنا خمسون عام اخرى لاستيعاب استراتيجيه الحل الدائم والنهائى والتى تتطلب ضرورة تبنيها سريعا للوصول الى الحل التاريخى سريعا لان فيها من المعطيات ما يحتاج الى الكثير من الوقت والكثير من النقاش والكثير من التغييرات قبل ان تتحول الطرق والمسالك الى كارثه حرب مدمره يسقط فيها الاف القتلى والشهداء فى ظل غياب القياده التاريخيه عند الاطراف المتنازعه ونعتقد ان غياب الرويه التاريخيه لدى قياده السلطه الوطنيه الفلسطينيه للحل التاريخى واحدا من الاسباب الهامه والرئيسيه لعدم الوصول الى استراتيجيه ثابته فى التفاوض مع الاسرائيليين الذين يعجبهم هذا السقوط فى شبكه السلطه التى لاتملك سوى اداره وتوزيع المنح الدوليه ولا تبحث فى حقائق المستقبل الفلسطينى لكل الشعب الفلسطينى وهو الموقف الذى انعكست اثاره على فلسطينيى الداخل والخارج الذين ينظرون الى تلك السلطه فى الضفه وغزه بعين الشك والريبه دون ان يقفوا ضدها وان كان بات لزاما الان ان يشكلوا القياده التى تمثلهم جنبا الى جنب مع قياده السلطه فى الضفه وغزه لضمان حقوقهم فى اسرائيل وفى مشروع الدوله الفلسطينيه المقبله على اساس ان قيام دوله فلسطينيه على الضفه والقطاع سيكون كافيا لكل الشعب الفلسطينى وهل سيقبل فلسطينيى الداخل بالحياه فى ظل الاداره الاسرائيليه اليهوديه الصهيونيه وباى شكل وعلى اى مستوى وهل سياتى الحل لما يقارب الثلاثه مليون ونصف المليون من اللاجئين المقيمين خارج فلسطين مع قيام هذه الدوله السلطويه ام لايقبلون واذا قبلوا/فماالبديل السياسى والقانونى لوجودهم الانسانى فى دول الشتات العربى القريبه والبعيده وماهى المواقف العربيه الاقليميه والاسرائيليه الاخلاقيه والقانونيه اتجاههم وما الذى سينعكس على هذا الحل النصفى من آثار سياسيه اقليميه ودوليه فى ما يمكن تسميته بالاعصار الذى سيغير ملامح النمنطقه كلها لغير صالح العرب والفلسطينيين فى النهايه وكل هذا لاننا فلسطينيا لم نضع التصور الاستراتيجى المستقبلى لحل القضيه الفلسطينيه 0
فماهو الحل الاستراتيجى الذى نسعى لتقديمه فى نهايه هذا المبحث الختامى 000؟؟؟؟؟؟؟؟
اذا وعينا المشكله الفلسطينيه الحقيقيه فى التفاوض مع اسرائيل سوف نعرف الطريق الى الحل الاستراتيجى الشامل معها واكثر الذين يفهمون اسرائيل هم اولئك الذين عاشوا فى ظلها ستون عاما ويحملون جنسيتها ولم يصلوا معها الى حل يسمح لهم بالتعبير الحر عن انتماءاتهم الدينيه والقوميه بالاعتراف بهم كاقليه قوميه او بقبول اندماجههم فى المجتمع الاسرائيلى كمواطنين متساوون فى الحقوق والواجبات مع اقرانهم اليهود مع رفض اسرائيل الكامل منحههم الجكم الذاتى وهو ايضا ما يفعلونه الان مع اهل الضفه الغربيه وقطاع غزه ولدرجه دفعهم الى الاقتتال الداخلى دون ان يمنحوهم اى حق سياسى او يعترفوا بهم كاصحاب حق شرعى فى الضفه والقطاع فالى متى يستمر هذا التوهان الذى يدفعنا الى الهاويه عام تلو العام بعيدا عن التصميم والاصرار على المطالبه بالحقوق التى لا تقبل التنازل او المساومه 000؟؟؟
الحل الاستراتيجى الوحيد هو الدعوة لتشكيل هيئه فلسطيتيه عليا تمثل كافه التجمعات الفلسطينيه يكون لفلسطيتيى الداخل الذين يحملون الجنسيه الاسرائيليه نسبه فيها تتناسب وعددهم الذى يشكل خمسه عشر بالمئه من اجمالى تعداد الفلسطينيين فى العالم حيث لايقلون بهذا الحجم كثافه عن اهل قطاع غزه الذين تبلغ نسبه تعداد سكانه خمسه عشر بالمئه من اجمالى الفلسطينيين مثلهم اما اللاجئون فى سوريا ولبنان والعراق مجتمعين قيشكلون ايضا نسبه خمسه عشر بالمئه و الفلسطينيون المقيمون فى الاردن والضفه الغربيه فيشكلون ما نسبته خمسه واربعون بالمائه والباقى عشره فى المئه للفلسطينيين فى باقى انحاء العالم يختارون ممثليهم ويجلسوا للتشاور وتدبر امرهم والخروج بشفافيه ومصداقيه ليقولوا كلمه واحده عن كيان فلسطينى واحد يرضى الجميع ويصرون عليه ويصممون على تنفيذه دون اجحاف لاى تجمع منهم وهناك حلول تعنى الحرب وحلولا اخرى تعنى السلام وحلول تعنى الاستسلام لكن ما تتفق عليه الاغلبيه الفلسطينيه بثلثى اعضائها المنتخبون حسب توزيعهم الجغرافى هو ما يجب ان يلتزم به الجميع حربا او سلاما وهو الذى يبدا باعلى سقف فلسطينى يتطلع الى دوله علمانيه فلسطينيه يعيش فيها اليهودى مع المسلم والدرزى والمسيحى على نفس الدرجه من التكافو ويكون شبيها للنظام السياسى الطائفى اللبنانى او السويسرى المحايد وهو بالتاكيد ما لايمكن ان تقبله اسرائيل اليهوديه الصهيونيه وياتى الحل الثانى بدوله ثنائيه القوميه ببرلمانين وحكومتين ينشا عنهما برلمان اعلى واحد وحكومه مركزيه واحده وهو اشبه بوضع الاكراد الحالى فى العراق المنقسم الى ثلاث طوائف بعد الاحتلال الامريكى وهو امر قد تقبل به اسرائيل اذا لم يشمل حق العوده للاجئين الفلسطينيين الى هذه الدوله مع تقاسم القدس كعاصمه مركزيه لجميع الطوائف مع حريه الجميع فى البناء والاستيطان حيث يشاؤون وهذا الحل سيجد مصاعب كثيره لنصل الى الحل الذى نتفاوض حوله الان ومنذ توقيع اتفاقيه اوسلو بقيام دويله فلسطينيه منزوعه السلاح فى الضفه الغربيه وقطاع غزه تستوعب كافه الفلسطينيين خارجها مقابل اندماج الفلسطينيين فى اسرائيل بالمجتمع الاسرائيلى وهو ما سينتهى الى اداره ذاتيه للفلسطينيين فى الضفه والقطاع واسرائيل على امل ان يتطور مستقبلا فى اتحاد كونفيدرالى مع المملكه الاردنيه الهاشميه يمكن لاسرائيل اليهوديه الاندماج معه ضمن معاهده صداقه وتعاون تعيد ترتيب المنطقه العربيه بما يرضى التوجه السياسى الامريكى لاقامه نظام شرق اوسطى تندمج فيه اسرائيل كدوله محوريه قائده للمنطقه وهو الهدف النهائى للمسيحيه الصهيونيه الامريكيه التى تسعى لاعلاء مكانه اسرائيل بعد تثبيتها ككيان اقوى من كل الكيانات المجاورة لها فى العالم العربى والشرق الاوسط 0
والمشكله فى اننا لانتعامل مع هذا الهدف الصهيونى الاستكبارى بجداره واستحقاق ولم تتوحد مواقفنا واراءنا حوله حيث يبدو فى النهايه ان مصير الفلسطينيين واحد ولابد من مواجهته بكيان فلسطينى واحد يعبر عنه جسم سياسى موسساتى فلسطينى موحد ولا يمكن للسلطه الوطنيه القائمه فى الضفه وغزه ان تعبر عن هذا الجسم الموحد لان نظره اسرائيل لهذه السلطه ومستقبلها لا يزيد عن نظرتها لحكم ذاتى يطالب به الفلسطينيون فى اسرائيل منذ ستون عاما ولم يصلوا اليه داخل اسرائيل لكنهم قد يحصلون عليه فى نطاق اتفاق يشملهم عند الاعتراف بدوله فى الضفه والقطاع تكون اشبه بدوله تحت الوصايه الدوليه والاسرائيليه معا والى ان يتحسن احوال العرب والمسلمين لاقامه دوله فلسطينيه كامله السياده يعيش فيها المسلم مع المسيحى والدرزى واليهودى متساوون فى الحقوق والواجبات
لكن الامر فى مايتعلق بالفلسطينيين فى اسرائيل يحتاج الى وجود تلك الهيئه العليا التى تمثلهم وتناقش قضاياهم وتعبر عنهم بعيدا عن التهميش العربى والاسرائيلى وقد اصبحوا قوه يعتد بها ولا بد ان يبادروا بتوحيد انفسهم وطاقاتهم عبر هذه الهيئه التى قد تكون النواه لتشكيل هيئه فلسطينيه عليا لكل الفلسطينيين تصل الى حل استراتيجى ومثالى بعيد عن الوصايه الدوليه والامريكيه والعربيه التى قبلت بها السلطه الوطنيه الفلسطينيه وتعمل على برنامجها السياسى الغير متوازن خاضعه طائعه ولا يمكن ان تكون قائده لكافه فئات الشعب الفلسطينى عامه او للفلسطينيين فى اسرائيل خاصه 0 واذا كان قمه الابداع الفلسطينى جاء من شعراء وادباء فى فلسطين المحتله فان ابداع القياده قد ياتى من هناك ايضا اذا ما شكلوا قياده موحده لهم تدعو الى دوله المساواه والعداله فى دوله علمانيه موحده واحده ولكل الفلسطينيين والاسرائيليين / مسلمون ومسيحيون ودروزا ويهود / دون تفرقه وتضمن لكل مواطنيها حقوقا متساويه بحل تاريخى لاكبر مشاكل القرن العشرين ومابعده صعوبه وتعقيدا0
تم بحمد الله
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
اهم المراجع
---------------
سليمان مظهر – فلسطين العربية في التاريخ – ص 117 – دار الحرية للصحافة والنشر – القاهرة سنة 2000
باروخ كميرلنج / صيرورة شعب – ترجمة محمد حمزه – ص337 – مؤسسة الايام – رام الله 2000
خالد عابد- تقويمات اسرائيلية للانتفاضة الفلسطينية ص130- مجلة الدراسات الفلسطينية – العدد7 بيروت سنة 1991
ربي الحصري – العام الثالث للانتفاضة ص 178- العدد 1 – مجلة الدراسات الفلسطينية بيروت سنة 1990
سليم تماري – مخاطر الرتابة - العصيان المحدود والمجتمع المدني- ص12- مجلة الدراسات الفلسطينية عدد3 بيروت سنة 1990
نديم روحانا – الانتفاضة الفلسطينية وعرب 1948 – ص70- مجلة الدراسات الفلسطينية عدد2 بيروت سنة 1990
وليد العمري – اثر الانتفاضة علي عرب 1948-ص209 - المرجع السابق الذكر
نديم روحانا - تاثير الانتفاضه الفلسطينيه على اسرائيل – ص 75 – العدد2 – مجلة الدراسات الفلسطينيه – بيروت 1990م
راسم خمايسي – نحو النهوض بالاقتصاد العربي الفلسطيني في اسرائيل – ص67- العدد7- مجلة الدراسات الفلسطينية- بيروت سنة1991
عبد الكريم مزعل- مواقف الاتجاهات السياسية من اتفاقيات اوسلو – ص311- العدد 20 – مجلة الدراسات الفلسطينية – بيروت سنة 1994
غازي فلاح – التعددية وتوزيع الموارد بين العرب واسرائيل – مجلة الدراسات – العدد24 – ص115- بيروت - 1995
عبد الكريم مزعل – الاتهات السياسيه حول اتفاقية اوسلو – ص 309 – العدد20- مجلة الدراسات الفلسطينيه – بيروت 1995
نور الدين مصالحه – الخط الاخضر والاتفاقات الفلسطينيه الاسرائيليه – ص71- العدد20 – مجلة الدراسات – بيروت 1995
37فهمي هويدي / صحيفة الدستور المصريه بتاريخ 15/6/2007
--------------------------------------------------
نعومي شبرد – يهود الاتحاد السوفيتي في اسرائيل – العدد 38- مجلة الدراسات الفلسطينية - بيروت
اسامة حلبي – حقوق المواطنين العرب ومكانتهم في اسرائيل – العدد 7 مجلة الدراسات الفلسطينية
رضي سليمان- عرب 1948 ومرحلة النهوض – ص145 – العدد2 – مجلة الدراسات – بيروت
موشيه ليساك – الانتلجتسيا الروسية في اسرائيل – ص109- العدد38 – مجلة الدراسات الفلسطينية -
نور الدين مصالحة – التصور الصهيوني للترحيل ص17 – العدد7 – مجلة الدراسات الفلسطينية –
وليد العمري – فلسطينيو الداخل بين الهجرة والتهجير –ص201-العدد2- مجلة الدراسات الفلسطينية
وليد العمري – ترانسفير هاديء للعرب في يافا – ص201- العدد2 – مجلة الدراسات الفلسطينيه – بيروت 1990
احمد خليفة – الانتخابات الاسرائيلية – ص14-العدد27 – مجلة الدراسات الفلسطينية – بيروت 1996م
احمد خليفة – ملف الانتخابات الاسرائلية – ص104 – العدد 39 – مجلة الدراسات الفلسطينية – بيروت سنة 1999
خالد عايد – الفلسطنه تعمق مسارها وسط ازمات – العدد37– مجلة الدراسات الفلسطينيه - بيروت – بيروت 1999
عزمي بشاره – في الانتخابات الاسرائيليه 1999 – ص 15 – العدد39- مجلة الدراسات الفلسطينيه – بيروت 1999م
نديم روحانا – الفلسطينيون في دولة اسرائيل - ص 51 - العدد 35 – مجلة الدراسات الفلسطينيه بيروت 1998م
جميل هلال – المشروع الاقليمي الاسرائيلي – ص29- العدد22- مجلة الدراسات – بيروت سنة 1995
شريف الموسي – البروتوكول الاقتصادي – ص39- العدد21- مجلة الدراسات – بيروت سنة1995
ربي الحصري – الارض المحتلة ما بعد حرب الخليج – ص119- العدد7- مجلة الدراسات – بيروت سنة1991
مروان درويش – تاثير قيام دولة فلسطينية – ص29- العدد28- مجلة الدراسات – بيروت سنة1991
اميره حسن – مقابله مع / دوري جولد – صحيفة الاهرام المصريه – القاهره في 7/12/1993م
وليد العمري – فلسطينيو 48 وازمة الخليج – ص50 - العدد 14 – مجلة الدراسات الفلسطينيه – بيروت 1993م
وليد العمري – في / الداخل الفلسطيني يحلل اومة الخليج – العدد10 – مجلة الدراسات الفلسطينيه – بيروت 1992م
اميل حبيبي – اخرجوا من شرك الكويت – ص195- العدد5- مجلة الدراسات الفلسطينية – بيروت سنة1991
وليد العمري – لماذا نختلف سياسيا – ص143- العدد10- مجلة الدراسات الفلسطينية- بيروت سنة1994 /
محمود ميعاري – هوية الفلسطينيين في اسرائيل – ص46- العدد12- مجلة الدراسات الفلسطينيه – بيروت 1992م
-
رد: المنسيون في فلسطين المحتله
موضوع موسوعي من عمق الالم الفلسطيني
بوركت استاذ يسري مرور اولي واتمنى ان عود اكمل قراءتي
فراس