الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود
الدراسه مشروع ماجستير في معهد البحوث العربيه بالقاهره
-----------------------------------------
المبحث الأول :
مقدمة عن الصهيونية واسرائيل
أولاً : الوعد الصهيوني
سبق قيام دولة إسرائيل – الصهيونية – تاريخ طويل من الإعداد والتمهيد – بدأ بإصدار كتاب " تيودورهرتزل" لكتابة " الدولة اليهودية " عام 1896م ، وقال إن عملية التنفيذ ستكون عن طريق إنشاء وكالتين يهوديتين هما/ الجمعية اليهودية والوكالة اليهودية حيث تكون مهمة الجمعية التخطيط والتمهيد- ومهمة الوكالة التنفيذ من خلال تأسيس منظمة يهودية صهيونيه تنظم هجره اليهود إلي فلسطين. وفي 29 أغسطس عام 1897 م عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا وانتخب تيودور هرتزل رئيسا للمؤتمر الذي حدد غايته في خلق وطن قومي للشعب اليهودي ، ووضع البرنامج ، التأسيسي لقيام الدولة الصهيونية من خلال العمل علي استعمار فلسطين بالعمال الزراعيين والصناعيين اليهود وتنظيم اليهود في العالم وتقويه الوعي لديهم واتخاذ الخطوات اللازمة للحصول علي موافقة الدول المعنية في تحقيق هدفهم لاستيطان الوطن الفلسطيني غير عابئين ، بكون فلسطين أرضا مأ هوله بأهلها منذ عده قرون
- ومابين العام 1897م والعام 1917م بذلت الحركة الصهيونية جهودا جبارة للحصول علي وعد من الحكومة البريطانية ، بقيام وطن قومي لليهود في فلسطين وصدر وعد بلفور – وزير الخارجية البريطاني – في 2/11/1917م الذي نص علي أن حكومة جلاله الملك تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين، وسيبذل جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية على أن يفهم جليا أنه لن يهمل ما من شأنه ان يغير الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلاد الأخرى .
وأقرصك الانتداب البريطاني لفلسطين في موارده الظالمة للعرب ، ضرورة وجود وكالة يهودية تقدم النصح لحكومة الانتداب واعتبار المنظمة الصهيونية العالمية هي الوكالة الملائمة للقيام بهذا الغرض مع التأكيد مجددا – بعدم إلحاق الضرر بحقوق ووضع الفئات الأخرى المقيمة في فلسطين – وتم تعيين اليهودي الصهيوني البريطاني " هربرت صموئيل " مندوبا ساميا علي فلسطين منذ العام 1922م بموافقة " وايزمان " رئيس المنظمة الصهيونية حيث شرع " هربرت صموئيل " في تهويد الإدارة التابعة له في فلسطين وتهيئة البلاد لقيام الوطن القومي اليهودي بدعم من الدول العظمي وعصبة الأمم وعلي رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ، وتم تقديم نصف مليون دونم من الأراضي الفلسطينية للمنظمة الصهيونية ونقلت ملكية أراضي 22 قرية عربية في مرج ابن عامر لليهود وعملت سلطات الانتداب علي فرض الضرائب ومضايقة المزارعين الفلسطينين مع تسليم اليهود موارد الثروة الرئيسية في البلاد وحصر الصناعات بهم ومنحهم حق لاستغلال نهر الأردن ونهري اليرموك والعوجه ونص الامتياز الممنوح لهم بتوليد الطاقة الكهربائية واصدرت قوانين تسهل الهجرة اليهودية إلي فلسطين .
في نفس الوقت كان الصهاينة يجيشون رجالهم منذ انشاء منظمة " هاشومير" شبة العسكرية عام 1907م والتي تحولت إلي فرقة " أبناء صهيون" لخدمة الجيش البريطاني في الحرب العالمية الأولي وقد بلغ عددها ، خمسة وعشرون ألف رجل مسلح من اليهود الصهاينة حين اختلف " جابوتنسكي " مع " وايزمان" عام 1934م حول سرية هذا الجيش الصهيوني القومي الذي تحول إلي ماعرف باسم الهاجاناه" تحت رئاسة " وايزمان " ,و انفصل " جابوتنسكي " بمنظمة " ارغون تسفائى لئومي " أو ماعرف بالمنظمة العسكرية القومية التابعة له سنه 1934 .
وخلال الحرب العالمية الثانية كررت بريطانيا خداعها للعرب بإعلان تأييدها لحكامهم ومشايخهم مع الاستمرار في استكمال مقومات الدولة اليهودية – بإصدارها الكتاب الأبيض أو تقييد هجرة اليهود – رسميا مع التغاضي عنها سراً خاصة بعد الثورة العربية الكبرى التي شهدتها فلسطين خلال السنوات الثلاثة السابقة للحرب العالمية الثانية بين أعوام 1936-1939 بقيادة الحاج أمين الحسيني الذي استجاب لنداءات القادة العرب وأوقف الثورة الشعبية الفلسطينية أملا في منح بريطانيا الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني الذي وعدت به القادة العرب ولكن بعد الانتهاء من الحرب مع ألمانيا ، حيث نقلت الحركة الصهيونية مقرها الرئيسي من لندن في بريطانيا إلي نيويورك في أمريكا منذ العام 1942م ، بينما قامت " بريطانيا " بتدريب وحدات عسكرية يهودية خاصة عرفت باسم " البالماخ" لمواجهة قوات روميل الزاحفة إلي " مصر " ووافقت علي اشتراكها بوحدات يهودية مستقلة ترفع العلم اليهودي منذ العام 1942م
وفي المقابل كان الحاج " أمين الحسيني" يشعر بالظلم البريطاني، وسلطات الانتداب في فلسطين تلاحقه وتقهر شعبه ففر هاربا إلي سوريا ومنها إلي تركيا حتى وصل إلي " ألمانيا " ليعلن عدائه للمستعمر البريطاني الذي ضيع حقوق شعبه إلا أنه عاد مرة أخري بعد نهاية الحرب بعفو بريطاني عام لكي ، يكون ممثلا لعرب فلسطين في المفاوضات التي بدأتها بريطانيا لحل المشكلة الفلسطينية علي أساس قيام دولتان / واحدة عربية والثانية يهودية – ومع قيام هيئة الأمم المتحدة وظهور أمريكا كقوة عالمية عظمي تساند اليهود الذين باتوا يعتمدون علي دعمها اكثر من " بريطانيا " كعهدهم دائما بالتقرب إلي الدولة الأقوى في العالم فقد تم تحويل القضية الفلسطينية إلى هيئة الأمم المتحدة بعد إعلان وزير خارجية بريطانيا في 28/2/1947 م أن الانتداب البريطاني لم يعد قادراً على التوفيق بين الطرفين المتنازعين وأنها تعلن التخلي عن انتدابها لفلسطين وتحيل المشكلة إلى هيئة الأمم المتحدة التي أرسلت لجنة تقصى حقائق دولية وصلت لتقسيم فلسطين إلى دولتين مع إنهاء الانتداب البريطاني وصدر إعلان التقسيم في 29/11/1947م – وكان القرار الدولي رقم 181 بتقسيم فلسطين بأغلبية 33 دولة و عارضه 13 دولة ، وامتنع عن التصويت عشرة دول .
وبدأت عمليات التنكيل اليهودي الصهيوني بالعرب الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين لإجبارهم على الهجرة والرحيل من أراضيهم ووقعت مذابح كثيرة أشهرها مذبحة " دير ياسين " في ابريل 1948 وسط غفلة وعدم قدرة العرب الفلسطينيين على المواجهة بسبب القيود التي كانت تفرضها سلطات الانتداب البريطاني عليهم والتي سمحت لليهود الصهاينة بحشد قواتهم وتنظيمها لكي تكون قادرة على فرض نفسها ودولتها في 15/5/1948م .
ثانياً : قيام دولة إسرائيل عام 1948 م :
فور صدور قرار تقسيم فلسطين في 29/11/1947م بدأت اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية في استلام السلطات الإدارية لحكومة الانتداب البريطاني ، خاصة وأن معظم الموظفين الإداريين ، في تلك الحكومة من اليهود الصهاينة ، وفي 1/3/1948 م قررت الوكالة اليهودية إنشاء الأقسام المحلية والمركزية للإدارة الحكومية وميليشيا رسمية والتحضير لانتخابات المجلس التأسيسي للدولة ثم شكلت مجلس الشعب من سبعة وثلاثين عضو انتخب إدارة تنفيذية من ثلاثة عشر عضو برئاسة " بن غوريون " . وفي 14/5/1948 م ثم تشكيل الحكومة المؤقتة الصهيونية الإسرائيلية أيضاً برئاسة "بن غوريون" وكانت " أمريكا " أول دولة تعترف بها بعد أحد عشر دقيقة من تشكيلها وتبعها اعتراف الاتحاد السوفيتي القائم على مبادئ الشيوعية العالمية أو الاشتراكية الدولية ، وفي 15/5/1948 م انتهى الانتداب البريطاني رسمياً على فلسطين وانسحب المندوب السامي البريطاني من فلسطين وعمت الفوضى أرجاء فلسطين في حرب سجال بين القوات الفلسطينية المدعومة بكتائب عسكرية عربية رسمية حققت تقدماً عسكرياً ملحوظاً . وبين القوات الصهيونية المنظمة منذ زمن بعيد فتدخل مجلس الأمن الدولي لفرض الهدنة على الطرفين دامت شهراً واحداً فقط ، ما بين 10/6/1948 م إلى 8/7/1948 م . تم خلالها إمداد الصهاينة بالسلاح والقادة والرجال ، ثم استؤنف القتال مرة أخرى في 9/7/1948 م حيث أحرز اليهود تقدماً على كافة الجبهات . ثم قتلوا الكونت " برنادوت " مبعوث الأمم المتحدة إلى فلسطين لأنه طالب بضم " النقب " إلى الدولة العربية الفلسطينية ، التي تقلصت في حدود الضفة الغربية وقطاع غزة فقط وهو ما يساوي 21% من مساحة فلسطين الكلية وأقل من المساحة المقررة للدولة الفلسطينية في قرار التقسيم الدولي والذي حدد للعرب نسبة تصل إلى 45 % من مساحة فلسطين الكلية ، ولم تفعل الأمم المتحدة شيئاً أمام هذا التحدي الصهيوني بل لجأت إلى تجميد الوضع على الجانبين لمصلحة الدولة الصهيونية الإسرائيلية باتفاقيات رودس التي وقعت ما بين كلاً من مصر والأردن مع إسرائيل 1949 م
وفي 11/5/1949 م تم قبول إسرائيل عضواً دائماً في الأمم المتحدة ، ولم يتم الاعتراف بوجود دولة فلسطينية رغم وجود حكومة عموم فلسطين المعترف بها من الجامعة العربية وسارت الوكالة اليهودية قدماً في الخطوات الدستورية لإنشاء دولتها على حساب الشعب الفلسطيني تحت دعاوي تاريخية بعودة اليهود إلى وطنهم التاريخي القديم – وطن أجدادهم – كما يقولون منذ ولادة سيدنا اسحق ابن إبراهيم عليهما السلام- وحتى قيام إسرائيل 1948 م ، معلنة عن فتح أبوابها للهجرة اليهودية ، وهى تدعى مراعاتها المساواة التامة في الحقوق والواجبات اجتماعياً وسياسياً بين جميع رعاياها دون تمييز في الدين أو العنصر أو الجنس ومستعدة للتعاون مع مؤسسات وممثلي الأمم المتحدة لتنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتقسيم فلسطين في 29/11/1947 م ، كما تدعو أبناء الشعب العربي الفلسطيني للقيام بنصيبهم في إقامة الدولة على اساس المساواة التامة في المواطنة والقيام بنصيبهم في بناء دولة إسرائيل ، كما تدعو جميع البلدان العربية المجاورة إلى التعاون مع الشعب اليهودي المستقل في قيام شرق أوسط قائم على السلام وحسن الجوار ، معتمدة على التفاف يهود العالم حول الدولة اليهودية كما جاء في نص وثيقة إعلان قيام إسرائيل الذي وقع عليه أعضاء مجلس الشعب الصهيوني السبعة والثلاثين برئاسة بن جوريون في 14/5/1948 م .....
وكان قد تزايد عدد السكان اليهود في فلسطين من 84 ألف صهيوني عام 1922 م إلى 650ألف عام 1948 م وبعد قيام دولة إسرائيل راحت المنظمة الصهيونية والأجهزة التابعة لها تضاعف جهودها لحمل المزيد من يهود العالم على الهجرة إلى فلسطين فبلغ عدد المهاجرين اليهود إلى فلسطين مائة ألف مهاجر في عام 1948 م ثم وصل إليها 239 ألف مهاجر عام 1949 ثم وصلها 246 ألف آخرون عامي 1950 / 1951 م وهكذا خلال ثلاثة أعوام مابين 1948 – 1951م زاد عدد اليهود في فلسطين 585 ألف ليكون مجموعهم ما يقارب المليون وربع المليون مقابل 160 ألف عربي فلسطيني مسلم ومسيحي لا أكثر يشكلون نسبة تقل عن 15% من جميع السكان ، وليتحولوا إلى أقلية مضطهدة في بلدهم بعد أن كانوا هم الأغلبية قبل قيام إسرائيل
رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود
المبحث الثاني
اولا
التمييز العنصري في المجتمع الإسرائيلي :
------------------------------
- كانت المشكلة التي تواجه الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة دائماً هي في تحقيق الاندماج بين فئات المهاجرين المختلفة القادمين إلى إسرائيل من بلدان مختلفة وأجناس عدة والمهاجرون اليهود بعد قيام إسرائيل كان معظمهم من نزلاء معسكرات الاعتقال النازي وينتمون إلى أوساط اجتماعية اضطهدت في أوربا وهي التي دفعت الأوربيين ثم الأمريكيين لإقامة وطن قومي لهم وحسب رغبة قياداتهم الصهاينة في فلسطين عام 1948 م .
ويلاحظ انتماء القادة الأوائل للحركة الصهيونية لدول أوربا الشرقية حيث التجمعات من اليهود هناك بدرجة ثقافية عالية بل أن مؤسس الاشتراكية والشيوعية الدولية " كارل ماركس " فأعتنق معظم اليهود من أوربا الشرقية المذهب الاشتراكي لذا كان الاتحاد السوفيتي ثاني دولة تعترف بإسرائيل الاشتراكية وبات حزب العمل الإسرائيلي المابام من مؤسسي الاشتراكية الدولية . وعموماً ينقسم اليهود في إسرائيل إلى ثلاث فئات هي :
1- السفارديم من اليهود الشرقيين الذين يشكلون 60% من المستوطنين اليهود وهم الذين جاءوا من الدول العربية وشمال أفريقيا وأكثرهم تشدداً اليهود العراقيين .
2- الاشكنازيم وهم اليهود القادمين من أوروبا الشرقية وأوربا الغربية ويشكلون 30% من إجمالي تعداد السكان الذين تجاوزوا المليون وربع المليون في العام 1951 م .
3- الصابرا من اليهود الذين ولدوا في فلسطين قبل قيام دولة إسرائيل 1948 م . أو أولئك الذين ولدوا فيها بعد قيامها .
ويأتي العرب في الدرجة الرابعة من حيث الحقوق والواجبات كمواطنين يحملون الجنسية الإسرائيلية وبدورهم ينقسمون إلى عرب مسلمين وعرب مسيحيين والدروز حيث يعتبر الاشكنازيم في أعلى درجات السلم الاجتماعي الصهيوني الإسرائيلي ثم يأتي من بعدهم الصابرا والسفارديم من اليهود الشرقيين ثم العرب الدروز ثم العرب المسيحيين وفي الترتيب الأخير يأتي العرب المسلمين بما يمثله هذا من تمييز عنصري في السياسات والممارسات الإسرائيلية على هذا التصنيف ويلاحظ التمييز العنصري بصورة فاضحة في الجيش والحكومة ، حيث لا نجد في قيادة الجيش سوى القليل من اليهود الشرقيين ومعظم القادة في الجيش والدوائر الحكومية والمؤسسات الكبيرة والإعلام والهستدروت من اليهود الغربيين ، فكيف يكون الحال بالنسبة لعرب 48 وهم من ديانة مختلفة ويشكلون أقلية قومية معادية تدخل في نطاق دولة صهيونية تسعى لإقامة مجتمع يهودي عنصري بنسبة 100% كما تسعى لتحقيق الانسجام بين أطرافه المختلفة من اليهود الشرقيين واليهود الغربيين كما يلاحظ التمييز العنصري في المجتمع الإسرائيلي ما بين المتدينين الذين يشكلون نسبة 20 % من اليهود في إسرائيل وغير المتدينين الذي يشكلون نسبة 80% من السكان ويصطدم المتدينون مع غير المتدينين في قضايا اجتماعية عديدة فضلاً عن السياسة التي تجعل الأحزاب الدينية ترفض الانضمام لأي ائتلاف حكومي دون تنفيذ مطالبهم الدينية ويمتد التعصب الديني إلى قضايا زواج اليهودية أو اليهودي بغير اليهودي أو بغير اليهودية وهي مشكلة واجهت آلاف المهاجرين اليهود الجدد المتزوجين من مسيحيات ، فكيف يكون حال العرب من غير اليهود لكي يكون مواطن إسرائيلي له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات ..؟! وسط هذا التفتيت العرقي والديني . وخاصة إذا ما عرفنا أن الأحزاب الدينية الإسرائيلية لا تعترف بأي يهودي من أم غير يهودية فكيف يكون الوضع القانوني لعرب 48 إذا ما وصل حزب ديني لرئاسة الحكومة الإسرائيلية ...
ثانيا
دولة توسعية بدون دستور أو حدود :
عندما أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع تقسيم فلسطين ضمنت قرارها وجوب التزام كلاً من الدولتين العربية أو اليهودية بتشكيل جمعية تأسيسية ووضع دستور ديمقراطي يكفل حماية الأماكن المقدسة وحقوق الأقليات القومية المختلفة داخلهما مع الحقوق الدينية وحقوق الإنسان ، وهو ما لم يتحقق تنفيذه لاختلاف الرأي بين الأحزاب القائمة وإن كانت قد تشكلت هيئتان رئيسيتان عند قيام إسرائيل وهما مجلس الدولة المؤقت ليكون بمثابة البرلمان لاسرائيل أو الكنيست . والحكومة المؤقتة لتكون الجهاز التنفيذي للدولة وكان كلاهما برئاسة بن " غوريون " حتى قيام إسرائيل 1948 م . ثم أصبح " حايم وأيزمان " رئيساً لمجلس الدولة المؤقت و أول رئيس لدولة اسرائيل 1948 ثم أجريت اول انتخابات اسرائيلية للبرلمان في 25/1/1949 م ليكون الجمعية التأسيسية التي حدد عدد أعضائها بمائة وعشرين عضو ، تم انتخابهم من اثنى عشر حزب سياسي بينهم اثنى عشر إمرأة كانوا جميعهم من اليهود ما عدا ثلاثة من العرب فقط لتمثيل السكان العرب في اسرائيل كغطاء قانوني أمام الأمم المتحدة وهم لا يشكلون سوى 2.5 % من أعضاء الكنيست في حين أن تعداد العرب كان في ذلك الوقت يصل إلى ما يقارب 15% من إجمالي السكان وفي ظل هذه الانتخابات الأولية ظهر الخلاف واضحاً حول مشروع الدستور الذي نشرته الحكومة المؤقتة ووضعه " ليوكوهين " المستشار القانوني " لبن غوريون " حيث أعلنت الأحزاب الدينية معارضتها للمشروع لأنه لم يجعل من التوراة أساساً للتشريع ورفضته الأحزاب السياسية لأنه نص على قيام محاكم دينية للنظر في قضايا مدنية .
لكن المبادئ الأساسية لهذا المشروع هي التي قامت على أساسها دولة إسرائيل وتم تقويم هذا المشروع الدستوري لإقراره من أول برلمان إسرائيلي وانقسم الرأي حوله ما بين قيام دولة على أساس ديني وأن يحكمها مجلس من الحاخاميين يطبق الشريعة اليهودية وما بين / دولة مدنية انقسم الرأي حولها حسب النظام الذي تتبعه ما بين الرأسمالية أو الاشتراكية واستمر الخلاف قائماً إلى ما قبل إجراء الانتخابات التالية للكينيست 1951 م ، لعدة أسباب أهمها :
1- وضع دستور علماني غير مطابق للتوراة سيكون عقبة أمام تعبئة اليهود في العالم لمصلحة الدولة .
2- وضع دستور يكفل المبادئ العالمية لحقوق الإنسان و الحريات العامة سوف يكون عقبة أمام اسرائيل في سعيها لتهجير عرب 48 ونفيهم عن إسرائيل ، ويمنع تحقيق الانصهار الكامل للسكان اليهود في مجموعة متجانسة .
3- عدم رغبة المؤسسة العسكرية ذات النفوذ القومي في أن تتبع القوى السياسية بنص دستوري
4- صعوبة الاتفاق حول تعريف محدد ودستوري لليهودي والصهيوني والإسرائيلي أمام العالم
وهكذا كان صعباً على إسرائيل وضع دستور مكتوب قبل أن تستقيم لها الأمور وتستقر فيها الظروف
وهناك قضية أخرى بالغة الخطورة تتعلق برسم الحدود لدولة إسرائيل وهي تشكل عقبة دستورية أخرى لدولة أقامت سلطتها السياسية دون وجود إقليم أو أرض معينة ومحددة لها دولة ليس لها شعب متجانس وتعتمد على الهجرة اليهودية من أجناس وأقطار متعددة دولة فيها الأفريقي والأسيوي والأوروبي والأمريكي ولا يجمعهم لغة أو عادات واحدة، ولا يشتركون إلا في الديانة الواحدة – اليهودية – فقط - و هي دولة عنصرية قولاً وعملاً ونصاً وروحاً فكيف يكون لها حدود وشريعتها تقوم على أن دولة اسرائيل تتسع لتشمل كل الدول المجاورة لها من النيل إلى الفرات
وظهر ذلك واضحاً في خطاب " بن غوريون " أمام الكنيست بعد احتلال اسرائيل لأراضي سيناء المصرية في العدوان الثلاثي الذي تم 1956 م قائلاً :
(( أن قواتنا المسلحة أنجزت حملة صاعقة استمرت أقل من سبعة ايام لتطهير شبه جزيرة سيناء من القوات المعادية وتمت لها السيطرة على خط يمتد من رأس النقب إلى شرم الشيخ ومن ايلات إلى رفح بعمق يصل إلى قناة السويس وخليجها الجنوبي)) هكذا يعترف " بن غوريون " بحدود الدولة الصهيونية المرسومة منذ العام 1919 م والتي تشمل الجنوب اللبناني ونهر الليطاني والجولان السورية وجميع مدن شرق الاردن – متجاوزة الضفة الغربية الفلسطينية ، إضافة إلى قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء )) وهو ما يعني عدم الاعتراف بالحدود الدولية التي رسمت لها في قرار التقسيم الصادر 1947 م على 55 % من مساحة فلسطين الكلية ، ولم تلتزم به في حرب العام 1948 لكي تستولي على 79 % من مساحة فلسطين وسعت للتوسع باحتلال قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء عام 1956 م – وتحاول ضمها – بحجة أنها الحدود الآمنة لها من عمليات الفدائيين الفلسطينيين بمساندة القوات المصرية العاملة في قطاع غزة ، التي كان يقودها العقيد الشهيد " مصطفى حافظ " الذي اغتالته أيدي الموساد الصهيوني في رسالة متفجرات قبل العدوان الثلاثي بعدة أشهر مع العقيد " صلاح مصطفى " الملحق العسكري المصري في الأردن والضفة الغربية الفلسطينية آنذاك .
وإجمالاً :-
كانت سنوات عصيبة مرت على عرب 48 ما بين أعوام 1948 – 1956 عانوا فيها قسوة الحياة في ظروف مرحلة اثبات الوجود للكيان الصهيوني الوليد في ما سمي بإسرائيل تحولوا خلالها إلى أقلية مضطهدة تعيش تحت قوانين الحكم العسكري الاسرائيلي الذي يعاملهم كمواطنين غير مرغوب فيهم ، رغم أنهم يحملوا – صوريا – جنسية الدولة الإسرائيلية التي يمثلها الحاكم العسكري ضدهم . في ظل دولة توسعية لم ترسم لها حدوداً ولم تضع دستوراً وتتطلع إلى الهدف الأكبر في التوسع عبر الحدود العربية ، تحت تأثير الأحلام الدينية والتاريخية عن أرض إسرائيل الكبرى أرض الميعاد من النيل إلى الفرات والتي كانت تعشعش في عقول زعماء إسرائيل من أمثال " بن جوريون " و " حايم وليزمان " حيث لاحت الفرصة بالاتفاق مع فرنسا وبريطانيا لكي تحصل إسرائيل على شبه جزيرة سيناء التي تضم عدداً من الرموز المهمة عند اليهود وبينها الجبل الذي يعتبر محور التاريخ اليهودي ومنبعه جبل موسى عليه السلام – وقد ذكر " بن غوريون " صراحة أمام الكنيست أن أهداف الحملة العسكرية الإسرائيلية تحرير هذا الجزء من الوطن في شبه جزيرة سيناء وكانت تعليقات الإذاعة الإسرائيلية منذ بدء الهجوم على " مصر " وقطاع غزة 1956 م تمضي في غيها على أن سيناء جزء من أرض إسرائيل المسلوبة وأنها امتداد لأرض النقب الفلسطينية والتي أصبحت إسرائيلية
- لقد كانت ولا تزال المشكلة الكبرى أمام كل الفلسطينيون بل كل العرب في مصر وسوريا والأردن ولبنان أنهم أمام دولة معادية أحلامها بلا حدود تحكمها المؤسسة العسكرية وتعيش حالة التغير الدائم والمستمر بسبب الهجرات المتتالية من اليهود القادمين إليها من أرجاء العالم وتطمع في نقل كل يهود العالم إليها كما تحلم بدولة يهودية صرفه ولا يمكن على هذا المنوال أن تترك عرب 48 أو غيرهم من العرب الفلسطينيين بسلام وأمان .
رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود
المبحث الثالث
الصهيونية بين القوميه والدين :
----------------------------
التقت البدايات الصهيونية مع الخدع الاستعمارية في بدايات القومية العربية لتعلن عن جريمة العصر في القرن العشرين تمثلت في وجود بلاد مأهولة تفتح أبوابها سرا لهجرة جماعية من غرباء عرف عنهم أنهم يسعون لإقامة دولة لهم بينما يحرم أهلها الأصليين حقهم في تقرير مصيرهم داخل فلسطين وكأن الغرب الأوربي يريد أن ينتقم من الأمة العربية الإسلامية التي زحفت إلي غرناطه واقتربت من الحدود الفرنسية في سنوات ازدهارها والتي امتد زحف جيوشها من صخرة جبل طارق في المغرب إلي شواطئ اللوار ولو استمر هذا الزحف كما قال المؤرخ البريطاني جيبسون في كتاب : انحلال وسقوط الإمبراطورية البريطانية لو استمر الزحف لأوصل جيوش العرب إلي بولندة واسكتلنده دون أن يشتبك في معركة حربية بسبب ضعف الجيوش الأوربية فكان من المحتمل أن يدرس القرآن العربي والتاريخ العربي الإسلامي كمادة أساسية في مدارس أكسفورد وكمبردج وانطلاقا من خوف المستعمر الغربي الأوربي علي وجوده توحدت جيوشهم وكونوا أمة غربية هزمت علي أيدي صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين عام 1187 وطردت من القدس ليعودوا مرة أخري وعلي صهوة جواد الجنرال اللينبى عام 1918م ليقول بكل غرور وتبجح (لقد عدنا إلى القدس ولن نخرج منها أبداً ! واحتج زعماء العرب من الفلسطينيين لتبدأ بعدها سلسلة الأحداث الصراعية لإثبات الهوية القومية العربية لدي الشعب الفلسطيني الذي كان قد بدأه يواجه المستعمر البريطاني والمستوطن الصهيوني مابين نهاية الحرب العالمية الأولي وبداية الحرب العالمية الثانية مع ذيوع وانتشار فكرة الوحدة العربية التي أرست قواعد إنشاء جامعة الدول العربية لتكون بديلة عن الولايات العربية المتحدة ومتزامنة مع إنشاء هيئة الأمم المتحدة سنة 1945 والأخيرة باركت في نهاية المطاف تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية سنة 1947 وباركت الاعتداءات الصهيونية علي الحق العربي الفلسطيني في إنشاء حكومته ودولته علي المساحة المقررة له في قرار التقسيم لأن الصهاينة كانوا قد استولوا علي 79% من مساحة فلسطين الكلية في حرب 1948 . وطردوا مئات الآلاف من الشعب الفلسطيني خارجها والدول العربية لم تفعل شيئا خوفا من بريطانيا وفرنسا علي عروشها ذاتها ووسط هذا الضعف كان عرب فلسطين الذين اضطروا لحمل الجنسية الإسرائيلية لا يستطيعون أن يغيروا جلدهم لأنهم عرب تلك هي هويتهم والتي يرفض الصهاينة الذين أسسوا دولتهم علي العقيدة اليهودية والفكر الصهيوني العنصري أن يعترفوا بهم كمواطنين عاديين فهم أقلية عربية منبوذة ليست أمامها سوي التشبث بهذه الهوية لأنهم في كل الأحوال لن ينجحوا مع الغطرسة الصهيونية في أن يكونوا مواطنين لهم نفس الحقوق ونفس الواجبات لذا كان محمود درويش يغني في أشعاره التي كتبها تحت ظروف الحكم العسكري الإسرائيلي قائلا
سجل أنا عربي ...... نعم عربي في وجه هذه الهجمه الصهيونية العنصريه
--------------
لقد استندت الحركة الصهيونية عند قيامها سنة 1897 برئاسة "هرتزل" إلي قواعد دينية فضلا عن كونها حركة سياسة مفادها"العودة إلي الأرض "الموعودة" في هذا الإطار مثلت إقامة دولة إسرائيل وما أعقبها من أصدار قانون العودة الذي فتح أبواب الدولة الوليدة علي مصراعيها أمام كل يهودي يرغب في العودة إلي أرض الأجداد أرض فلسطين أو إسرائيل وكان التيار الصهيوني المتشدد برئاسة "فلاديمير زييف جابوسكي" يطالب بكل فلسطين علي اعتبار أن هذا حق تاريخي لليهود ويمثل العودة الطبيعية العادلة لليهود إلي فلسطين (أرض إسرائيل) .وكان الرفض العربي لخطة التقسيم التي أقرتها الأمم المتحدة سنة 1947 يعني رفض ، فكرة قيام الدولة اليهودية في فلسطين إلا أن جامعة الدول العربية ، طرحت فكرة إقامة كيان سياسي واحد يستند إلي التعايش اليهودي العربي وفي هذا السياق قدم أمين جامعة الدول العربية " عبد الرحمن عزام " ، خطة أعدتها اللجنة السياسية للجامعة إلي وسيط الأمم المتحدة " برنادوت" سنة 1948 تضمن خطة تشكيل حكومة مؤقتة في فلسطين تضم كافة المجموعات السكانية البارزة المقيمة في البلاد بنسب تتفق مع إعدادها ، وتصدر هذه الحكومة قانون انتخابي لتشكيل لجنة تأسيسه تتولي مهمام السلطة التشريعية إلي حين انتخاب الجمعية التشريعية وتصدر دستورا يكفل المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والحريات الأساسية دون تميز علي اساس العرق او الجنس أو اللغة أو الدين وحق استخدام اليهود للغة العبرية كلغة رسمية ثانية في البلاد ولكن الحركة الصهيونية رفضت الخطة العربية لانها تتعارض مع قيام دولة اسرائيل التي الهبت مشاعر عميقة في صفوف المستوطنين اليهود علي ارض فلسطين .
ويعتبر " دافيد بن جورين " الذي أصبح أول رئيس لحكومة إسرائيلية سنة 1948 من رواد الحركة الصهيونية وهو الذي ولد في بولندا سنة 1886 ثم هاجر إلي فلسطين سنة 1906 ليكون واحدا من الرواد الذين كونوا الجمهوريات العبرية الصغيرة علي شكل مستوطنات زراعية في فلسطين، وامتلك بندقية ليقتل بها من يجرؤ علي الاقتراب من جمهوريته الزراعية ، وقد اختير عضوا في اللجنة المركزية لحزب العمال العبرانيين الديمقراطي الأشتراكى في فلسطين، منذ العام 1906م وقد استطاع من خلال هذا الحزب أن يقود الصهيونية الي الاستيلاء علي فلسطين بترويج الأساطير ، وكان يلعب علي موضوع ، المسيح المنتظر كأسطورة يؤمن بها اليهود ولكنه في الوقت ذاته ، كان ينكر الدين كقوة أصلية في القومية اليهودية الحديثة – الصهيونية-وكان مؤمنا تماما بالعلم والعقلانية لكنه لم يكن ملحدا بل صهيونيا – وقد تحدث عن أرض للشعب اليهودى يفرض فيها اللغة العبرية والدين اليهودي – وقد تحدث بن جوريون دائما عن مجتمع نموذجي – وخلط بين شخصية المسيح المنتظر وبين الحركة الصهيونية المسيحية إلي مسيحية صهيونية ... !! القادرة علي بناء مجتمع نموذجي سوف يكون نورا بين الأمم
و تظهر العقيدة الصهيونية جلية واضحة لدي " بن جوريون" عيشه العدوان الثلاثي 1956وهو يقول إن قواتنا احتلت جزيرة تيران في خليج العقبة ، التي كانت مركز دولة عبرية قديمة انتهت قبل ألف وأربعمائة عام – تأكيدا لمقولته السابقة بعد قيام إسرائيل سنة 1951 حين قال :- إن إسرائيل دولة لا تحدد شخصيتها بأرضها ولا شعبها فقد أقيمت علي جزء من ارض إسرائيل الكبرى وحتى اولئك الذين التبس عليهم الأمر لا ينكرون ما في حدودها الراهنة من شذوذ .
هذا الرجل اليهودي الصهيوني الإسرائيلي " بن جوريون " هو المعبر قولا وفعلا ، عن الصهيونية التي حددت مسار اليهودية باتجاه فلسطين والعالم العربي ، علي مبادئ مهمة تطالب بهجره يهود العالم إلي فلسطين ، لأقامه دولة ، يهودية مئة في المئة تحمل اسم إسرائيل ، وتسعي لتحقيق التجانس بين أفرادها وتسعي لهجرة كل اليهود إلي اسرائيل وتحويل جميع اليهود الي صهاينة
وتجاهلت هذه المبادئ ان هناك قومية عربية اخري تعيش في نفس المكان ، ومنذ الاف السنين وانها لن تسلم بسهوله وان الصراع معها سيستمر زمان طويلة. * فقد قامت الصهيونية كحركة سياسية تسعى لخلاص الشعب اليهودي وتجميعه في أرض الميعاد لبناء دولة علمانية تفصل بين الدين والدولة وكان لأقطاب الحركة تعريفاتهم لليهودية التي تتناقض مع ما يقوله المتدينون ، وقد جاءت لحل مشكلة اليهود بوصفهم شعباً وليس بوصفهم أصحاب ديانة فقد واجهت الحركة الصهيونية عداء كثير من الأوساط الدينية اليهودية التي تؤمن بأن قيام الدولة اليهودية سوف يتم على أيدي المسيح المنتظر الذي سيرسله الرب لإنقاذ اليهود، ولا يجب أن يتدخل البشر في إرادة الإله . و أن الشخصية المميزة لليهودي لا تنشأ من الديانة وحدها ، وصحيح أن هذا العرق وهذه الديانة متصلان برباط لا ينفصم لكن أيا كان سبب ربط فكرة العرق بالدين فمن المؤكد أن الدين وحده لا يشكل الشعب ، فالمؤمن بالعقيدة اليهودية لا يصبح يهودياً لكن اليهودي بالمولد يظل يهودياً حتى لو أنكر دينه وهناك أمور مهمة في هذا الخصوص يمكن تحديدها بأن اليهودي يعارض أي تشريع يقيد حريته كما يرفض الخضوع لأي تصنيف عرقي بعد دخوله أي بلد ، بينما يقدم نفسه للأغيار على ان اليهودية دين – لا عرق – فلدى اليهودي دائماً رؤيتان واحدة لأبناء طائفته وأخرى لسلطات الأغيار ويعرف ( هرتزل الأمة ) قائلاً : بأنها جماعة تاريخية تتألف من إناس يجمع بينهم نظام حياة مستقر ويوحدهم عدو مشترك، ويمكن إضافة كلمة يهودي إلى هذا التعريف لكي يتضح ما أقصده بالأمة اليهودية ) ويقول " لنقر جميعاً بأننا معشر اليهود أمة متفردة ينتمي إليها كل يهودي بالضرورة أيا كان بلده أو مسكنه أو درجة إيمانه.
* أن الديانة اليهودية قومية وأن القومية جزء لا يتجزأ من الديانة والخلاص لا يعني بالنسبة لليهود مجرد إقامة السلام على الأرض والنوايا الطيبة للإنسان وأنما بالاعتراف العالمي بتفرد اليهودي وهذه التعاليم ليست مجرد إيمان بكنيسة تسمح للمؤمن بها بالدخول في كنفها – إنها إيمان أمة بماضيها ومستقبلها. وأن هناك برنامجين لليهود في العالم : واحداً معد للأغيار والآخر قاصراً على اليهود ولتقرير أي البرنامجين هو الحقيقي فمن الأصوب اتباع البرنامج الذي ترعاه الحركة الصهيونية أن القول بأن اليهود يؤلفون أمة هي الأكثر شيوعاً بين اليهود وهي ليست أمة ذات ماض فحسب بل لها مستقبل أيضاً والأكثر من هذا أنها أمة عظمى " وأنه من المهم إلهاء الأغيار السذج بمجموعة من الاشياء المسلية- ذلك هو البرنامج الحقيقي الذي يناضل دعاة الصهيونية من أجله بالفعل العرقي والقومي لليهود. لقد عاش اليهود في الشتات كما حكم الله عليهم حتى ظهرت الصهيونية وزعم دعاتها أن الله قد منحهم فلسطين وما يليها من النيل إلى الفرات وزعموا أن هيكل سليمان ما زال في المسجد الأقصى واختاروا له مكاناً وزعموا أنه حائط المبكى ، وقد خططوا لوضع دستور للخلافة العثمانية يبتعد فيه عن شريعة الإسلام حتى حصلوا على وعد بلفور لإقامة وطن قومي لهم في فلسطين وحرفوا لذلك نصاً في التوراة يقول : " يا إبراهيم انظر إلى المشارق والمغارب لسوف أعطيك هذه الأرض وأورثها لذريتك من بعدك وسيجعل الله في ذريتك الأمم والنبوة والكتاب
ومما سبق يتضح الخلط والتناقض بين كون اليهودية كديانة قومية وهو مالا يمكن التسليم به بالنسبة الينا كموحدين ومؤمنين بعداله وتسامح الأديان والدين اليهودي الذى نزل علي سيدنا موسي عليه السلام بكل تعاليمه لايمكن ان يتطابق مع اليهودية الصهيونية بأي حال لانها حركة عنصرية توسعية تبحث عن وطن علي حساب موحدين ساميين مثل الفلسطينيون المسلمون وهو ما ثبت عبر التاريخ اليهودي فقد كتبوا أن نبي الله سليمان مات كافراً وكذبهم القرآن الكريم بالآية79 في سورة البقرة : " فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون " وفي الآية 70 من سورة المائدة " لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلاً كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون " وفي سورة النساء الآيات 155-157 كان الرد على افتراءاتهم الموجهة لمريم العذراء وسيدنا عيسى عليه السلام "فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا (155) وبكفرهم وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً (156) وقولهم إنا قتلنا عيسى بن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وأن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا إتباع الظن وما قتلوه يقينا (157) بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً " صدق الله العظيم
ولقد جاء الإسلام لكل البشر كافة دون إجبار أو إكراه ، وفتح فلسطين وبيت المقدس بوثيقة الأمان إلى أهلها من المسيحيين وجاء في نصها:
" بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أعطى عبد الله / عمر بن الخطاب أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم ، وسقمها وبريئها وسائر ملتها لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من خيرها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم ولا يكرهون على دينهم ولا يغار أحد منهم ، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود وعلى أهل إيلياء أن يعطو الجزية ، كما يعطي أهل المدائن وعليهم ان يخرجوا منها الروم واللصوص فمن خرج منهم فإنه أمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأ منهم ، ومن أقام منهم فهو آمن وله مثل ما على أهل إيلياء من الجزية "
فأين هذا العدل والتسامح من اليهود والصهاينة في فلسطين ؟ وما فعلوه ويفعلوه بعرب 1948 م وأهل الأرض المحتلة الفلسطينية على حد السواء من إرهاب وتنكيل ؟ . ولقد كان إنهيار الخلافة العثمانية وقيام تركيا العلمانية نهاية الخلافة الإسلامية وحيث تم تقسيم الوطن العربي إلى ولايات صغيرة في الوقت الذي ظهرت فيه فكرة القومية العربية وبدأ الصراع الأيديولوجي بين الإسلاميين والقوميين ، ولم يكن في العالم العربي كله باستثناء مصر هيكلية الدولة القطرية . وهنا كان الأمر صعباً في قيام دولة فلسطينية مستقلة تحمل الهوية العربية الإسلامية في ظل الهجمة القومية الدينية من اليهودية الصهيونية ، وقد أدت الحركة الإسلامية في فلسطين منذ بداية الانتداب البريطاني دوراً بالغ الأثر في استقطاب أهل فلسطين حول هوية وطنية ، وقد كان الرد الوطني الأول على الاحتلال البريطاني هو في إنشاء جمعيات إسلامية - مسيحية مشتركة ، وعلى امتداد الحكم البريطاني الذي استمر ثلاثون عاماً قاد الحركة الوطنية الفلسطينية زعيمان ، كان كلاهما من رجال الدين وهما / المفتي " أمين الحسيني " . والشيخ " عز الدين القسام " السوري الجنسية ومنذ العام 1935 دخلت حركة الأخوان المسلمين إلى فلسطين وأسست أول فروعها فيها عام 1945 م، وعين المفتي رئيساً فخرياً للحركة ، وتبدو واضحة امتدادات الحركة الإسلامية في جذور النشأة الأولى لتنظيم حركة "فتح" خلال الخمسينات والتي تحولت إلى حركة وطنية علمانيه في السبعينات بقيادة " ياسر عرفات " – لكن النموذج الحي لجذور الإخوان في فلسطين الآن هو في حركة حماس التي أعلنت عن نفسها منذ العام 1987 م . مجمل القول أن الهوية الوطنية الفلسطينية المستقلة لسكان فلسطين كانت ما بين العروبة والإسلام وظلت كذلك حتى نشوب حرب يونيه 1967 م ما بين الانتماء للحركة الإسلامية أو الولاء للقومية العربية التي قادها جمال عبد الناصر في الستينات
أن الصراع على أرض فلسطين في نهاية الأمر هو صراع على الهوية الدينية في كونها تمثل الهوية القومية للمتصارعين أحياناً . وكان قادة الصهيونية دائماً يربطون بين اليهودية والصهيونية ، الذي جاء على لسان " حايم وايزمان " أمام المؤتمر الصهيوني العشرين 1937م قائلاً : " لقد وعد الله اليهود منحهم أرض إسرائيل وهذا الوعد هو وثيقتنا المهمة " ولأن الحركة الصهيونية حركة علمانية رفضتها كافة التيارات الدينية اليهودية في بداية تأسيسها ثم اضطرت للتعامل معها بعد قيام إسرائيل على أساس أن الصهيونية جاءت من نفس الإرادة الإلهية وأن تجسدت على شكل حركة علمانية دورها يتلخص في تنفيذ إرادة الله للشعب اليهودي الذي ينتظر الخلاص مع ظهور المسيح المنتظر وفي ما عدا جماعة " ناتوري كارتا " أو حراس المعبد فإن كافة التيارات الدينية اليهودية تنظر إلى إسرائيل باعتبارها شكل من اشكال المنفى الروحي وليس الجغرافي فكل واقع لا يعبر عن انتظار الخلاص على ايدي المسيح المنتظر ، هو واقع المنافي بالنسبة لليهودي المتدين الذي يشارك أحياناً في النظام السياسي الإسرائيلي فقط لكي يضفي الصفة الدينية اليهودية على دولة إسرائيل كون قيامها نوع من أنواع العناية الإلهية لإنقاذ أرواح اليهود الذين اضطهدوا وعذبوا في الشتات. ولا يمكننا اعتبار اليهود الحاليين الورثة الشرعيين للديانة اليهودية التي تبعثرت مواثيقها ومزاميرها عبر ألاف السنين فانقرضت جذورها وأصولها إلي تيارات معظمها صهيوني والقليل منها الديني الذى يرفض الصهيونية كحركة توسعية تنذر بالدمار علي الشعب اليهودي وهذا مانجده في إسرائيل برفض المؤسسة الدينية و الرسمية الحكومية الاعتراف بوجود أمة إسرائيلية جغرافية ، وإصرارهما على أن إسرائيل تمثل الأمة اليهودية في أنحاء العالم كل حسب منطقة القومي العلماني والديني الروحي وفي المقابل فإننا نجد العجز العربي الرسمي منذ قيام الثورة العربية الكبرى ضد الإمبراطورية العثمانية وخديعة بريطانيا للعرب عن طريق " لوراتس " الذي ذكر في كتابه " أعمدة الحكمة " أن بريطانيا أعطت وعوداً للشريف حسن بخلافة عربية هاشمية بديلة للخلافة العثمانية كانت نهايتها تنازل الأمير فيصل ابن الحسين عن فلسطين في مؤتمر السلام الذي عقد في فرنسا 1919 م مرحباً بوطن قومي لليهود فيها مقابل أن يكون ملكاً على الأردن والعراق فقط ، بينما وقعت المملكة العربية السعودية موقفاً سلبياً من المؤامرة الصهيونية الاستعمارية على فلسطين.
وللأسف الشديد فإن الصراع داخل العالم العربي بعد قيام إسرائيل اتسم بالحدة والعنف ما بين النظم الرسمية وبعضها ، وما بين الأيديولوجيا القومية والحركة الإسلامية والتي تلعب القوى الاستعمارية والصهيونية على أوتارها ما بين هؤلاء وأولئك في الوطن العربي.
رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود
المبحث الرابع
النظام السياسي والحكم في إسرائيل
أولا : قيام الدولة العبرية :
علي أثر مناقشة قضية فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة أوفدت هيئة الأمم المتحدة لجنة دولية خاصة إلي فلسطين بتاريخ 15 أيار 1947 وكلفتها باعداد تقرير بشأن مسألة فلسطين للنظر فيه في دورة الجمعية العادية المقبلة حيث قررت تلك اللجنة تقسيم فلسطين إلي دولتين أحداهما عربية والأخرى يهودية كما أوصت ان توضع مدينة القدس تحت حكم دولي خاص وذلك بعد جلاء القوات المسلحة التابعة لسلطات الانتداب في فترة لا تتجاوز الأول من تشرين أول عام 1948.
وفي 29 تشرين الثاني 1947 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثانية القرار رقم 181 والخاص بتقسيم فلسطين وقد فاز القرار بأغلبية 33 صوتا هي : أستراليا ، بلجيكا ، بوليفيا ، البرازيل ، بيلوروسيا ، كندا ، كوستاريكا ، تشيكوسلوفاكيا ، الدانمرك الدومينيكان ، أكوادور، فرنسا ، غواتيمالا هايتي ، ايسلندا ، ليبريا ، لوكسمبرغ ، هولندا نيوزيلندا ، نيكاراغوا ، النرويج ، بنما ، باراغواي ، بيرو ، الفلبين ، بولندا ، السويد ، أوكرانيا ، جنوب افريقيا ، الاتحاد السوفياتي ، الولايات المتحدة ، اوراغواي ،وفنزويلا . وعارض القرار 13 دولة هي افغانستان كوبا ، مصر ، اليونان ، الهند ،إيران ،العراق ،لبنان ،باكستان ، السعودية سورية، تركية ، اليمن .وامتنع عن التصويت عشر هي الأرجنتين ، تشيلي، الصين ، كولومبيا ، السلفادور ، الحبشة هندوراس ، المكسيك ، بريطانيا ، يوغسلافيا . وجاء في خطة التقسيم :
( أولا: ينتهي الانتداب علي فلسطين في أقرب وقت ممكن علي ألا يتأخر في حال عن الأول من آب 1948.
ثانيا : يجب أن تجلوا القوات المسلحة التابعة للسلطة المنتدبة عن فلسطين بالتدريج ويتم الانسحاب في أقرب وقت ممكن علي ألا يتأخر في أي حال عن 1/8/ 1948. ويجب أن تعلم السلطة المنتدبة اللجنة في أبكر وقت ممكن بنيتها إنهاء الانتداب –الجلاء عن كل منطقة , تبذل السلطات المنتدبة أفضل مساعيها لضمان الجلاء عن منطقة واقعة في أراضي"الدولة" اليهودية تضم ميناء بحريا وأرضا خلفية كافيين لتوفير تسهيلات لهجرة كبيرة وذلك في أبكر وقت ممكن علي ألا يتأخر في أي حال عن الأول من آب 1948.
ثالثا: تنشأ في فلسطين الدولتان المستقلتان العربية واليهودية والحكم الدولي الخاص بمدينة القدس وذلك بعد شهرين من اتمام جلاء القوات المسلحة التابعة للسلة المنتدبة علي أن لا يتأخر ذلك عن الأول من تشرين الأول 1948. اما حدود الدولة العربية و"الدولة" اليهودية ومدينة القدس .
رابعا:تكون الفترة ما بين تبني الجمعية العامة توصيتها بشأن مسألة فلسطين وتوطيد استقلال الدولتين العربية واليهودية فترة انتقالية .)(1)
وفور إعلان هذا القرار بدأت اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية في الحال بنقل السلطات الإدارية إلي المكاتب والمؤسسات التابعة لها ، ولم تجد صعوبة كبيرة في استلام السلطة الإدارية بسبب توافق تشكيلاتها الإدارية مع التشكيلات الإدارية لحكومة الانتداب وكون غالبية الموظفين الإداريين في حكومة الانتداب هم من الصهاينة , وعلي الصعيد الدستوري قررت اللجنة التنفيذية للوكالة في أول آذار 1948 بناء علي اقتراح الدائرة السياسية في الوكالة تشكيل مجلس وإدارة الشعب ليقوم بالمهام التالية:إنشاء الأقسام المحلية والمركزية للإدارة الحكومية وإنشاء ميليشيا رسمية ، والتحضير لانتخاب المجلس التأسيسي بقصد تكريس الشكل الرسمي للوجود اليهودي في فلسطين قبل انتهاء الانتداب. وتم تشكيل مجلس الشعب من سبعة وثلاثين عضوا كهيئة تشريعية وإدارة الشعب من ثلاثة عشر عضوا برئاسة بن غوريون وبتاريخ 14 أيار 1948 أعلنت إدارة الشعب أمام مجلس الشعب قيام دولة إسرائيل وقد تشكلت الحكومة المؤقتة برئاسة بن غوريون وقد اعترفت الولايات المتحدة بإسرائيل بعد أحدي عشرة دقيقة من قيامها وأعقبها الاتحاد السوفيتي.
نص وثيقة إعلان "قيام إسرائيل" في 14/5/1948
( نشأ الشعب اليهودي في (أرض إسرائيل)وفيها اكتملت صورته الروحانية والدينية والسياسية وفيها عاش حياة مستقلة في دولة ذات سيادة وفيها أنتج ثرواته الثقافية القومية والإنسانية وأورث العالم أجمع كتاب الكتب الخالدة , ولما أجلي الشعب اليهودي عن بلاده بالقوة حافظ علي عهده لها وهو في بلاد مهاجره ولم ينقطع عن الصلاة والتعلق بأمل العودة إلي بلاده وتجديد حريته السياسية فيها , وبدافع هذه الصلة التاريخية التقليدية أقدم اليهود في كل عصر علي العودة إلي وطنهم القديم والاستيطان فيه وفي العصور الأخيرة اخذوا يعودون إلى بلادهم بآلاف مؤلفة من طلائعيين ولاجئين ومدافعين فاحيوا القفار وبعثوا لغتهم العبرية وشيدوا القرى والمدن وأقاموا مجتمعا آخذ في النمو ، سيد اقتصادياته وثقافته ينشد السلام ويحمي ذماره ويزف التقدم إلي جميع سكان البلاد متطلعا إلي الاستقلال الدولي, وفي عام 1897 عقد المؤتمر الصهيوني تلبية لنداء صاحب الفكر"الدولة اليهودية" ثيودور هرتزل وأعلن حق اليهود في النهضة الوطنية في بلادهم وقد اعترف تصريح بلفور يوم 2/11/1917 بهذا الحق وصادقت عصبة الأمم علي هذا الحق بموجب صك الانتداب الذي اكسب بصفة خاصة مفعولية دولية للصلة التاريخية التي تربط الشعب اليهودي بأرض إسرائيل وبحق الشعب اليهودي في إعادة تشييد وطنه القومي , إن الكارثة التي حلت باليهود في الآونة الأخيرة والتي كان من ضحاياها الملايين من يهود أوروبا ، أن هذه الكارثة قد عادت وأثبتت بالفعل ضرورة حل مشكلة الشعب اليهودي المحروم من الوطن والاستقلال بتجديد "الدولة " اليهودية في أرض إسرائيل لتفتح باب الوطن علي مصراعيه لكل يهودي وتؤمن للشعب اليهودي حياة امة متساوية الحقوق مع سائر الأمم في العالم, أن البقية الباقية التي أنقذت من المجزرة النازية في أوروبا مع يهود سائر البلدان لم يكفوا عن اللجوء إلي "أرض إسرائيل" رغم جميع الصعاب والعراقيل والأخطار ولم ينقطعوا عن المطالب بحقهم في حياة من الكرامة والحرية والعمل الشريف في وطنهم , وفي الحرب العالمية الثانية ساهم المجتمع اليهودي في أرض إسرائيل بنصيبه كاملا في نضال الأمم نصيرة الحرية والسلام ضد قوي الظلم النازية وقد اكتسب اليهود بدماء جنودهم وبجهودهم الحربية حق اعتبارهم من الشعوب التي وضعت الأسس لميثاق الأمم المتحدة, وبتاريخ 29/11/1947 اتخذت الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة قرارا يقضي بإقامة دولة يهودية في فلسطين وطالبت الجمعية العمومية للأمم المتحدة أهالي فلسطين باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتنفيذ هذا القرار بأنفسهم , أن اعتراف الأمم المتحدة بحق الشعب اليهودي في إقامة دولته غير قابل للإلغاء أنه لمن الحق الطبيعي للأمة اليهودية في أن تكون أمة مستقلة في دولتها ذات السيادة مثلها في ذلك مثل سائر أمم العالم .
وعليه فقد اجتمعنا نحن أعضاء مجلس الشعب ممثلوا المجتمع اليهودي في البلاد والحركة الصهيونية في يوم انتهاء الانتداب البريطاني علي فلسطين وبحكم حقنا الطبيعي والتاريخي وبمقتضي قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة نعلن عن إقامة دولة يهودية في أرض إسرائيل هي دولة إسرائيل, وأننا لنقرر أنه ابتداء من اللحظة التي ينتهي فيها الانتداب الليلة ليلة 15 أيار 1948 وإلي ان تقام سلطات الدولة المنتخبة والنظامية طبقا للدستور الذي يضعه المجلس التأسيسي المنتخب في موعد أقصاه شهر تشرين الأول 1948 يقوم مجلس الشعب مقام مجلس الدولة المؤقت وتكون هيئته التنفيذية أي الإدارة الشعبية هي الحكومة المؤقتة للدولة اليهودية التي تسمي إسرائيل
تكون دولة إسرائيل مفتوحة الأبواب للهجرة اليهودية ولجمع الشتات ، تدأب علي ترقية البلاد لصالح سكانها جميعا ، و تكون مرتكزة علي دعائم الحرية والعدل والسلام مستهدية بنبوءات أنبياء إسرائيل ، و تقنن المساواة التامة في الحقوق اجتماعيا وسياسيا بين جميع رعاياها دون تمييز في الدين والعنصر والجنس وتؤمن حرية الأديان والضمير والكلام والتعليم والثقافة وتحافظ علي الأماكن المقدسة لدي كل الديانات وتكون امينة لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة , أن دولة إسرائيل مستعدة للتعاون مع مؤسسات وممثلي الأمم المتحدة علي تنفيذ قرار الجمعية العمومية الصادر بتاريخ 29تشرين الثاني 1947 وللعمل علي إنشاء اتحاد اقتصادي يشمل أرض إسرائيل برمتها , أننا نناشد الأمم المتحدة أن تمد يد المساعدة للشعب اليهودي في تشييد دولته وقبول دولة إسرائيل ضمن أسرة الأمم , أننا ندعو ابناء الشعب العربي سكان دولة إسرائيل رغم الحملات الدموية علينا منذ شهور إلي المحافظة علي السلام والقيام بنصيبهم في إقامة الدولة علي أساس المساواة التامة في المواطنة والتمثيل المناسب في جميع مؤسساتها المؤقتة والدائمة , أننا نمد يد السلام وحسن الجوار لجميع البلدان المجاورة وشعوبها وندعوهم إلي التعاون مع الشعب اليهودي المستقل في بلاده ، وأن دولة إسرائيل مستعدة لأن تسهم بنصيبها في مجهود مشترك في الشرق الأوسط بأسره , اننا ندعو الشعب اليهودي في جميع مهاجره إلي التكاتف والالتفاف حول يهود هذه البلاد في الهجرة والبناء والوقوف إلي جانبهم في كفاحهم العظيم لتحقيق أمنية الأجيال إلا وهي تحرير إسرائيل
وبتاريخ 15أيار 1948 انتهي الانتداب البريطاني رسميا علي فلسطين وانسحب المندوب السامي البريطاني والإدارة البريطانية من البلاد ولم تتخذ الأمم المتحدة أية إجراءات لضمان النظام بانتظار قرار نهائي بصدد مستقبل الحكم في فلسطين فعمت الفوضي واتجاه المذابح والهجمات الإرهابية الصهيونية علي السكان العرب والمشاكل التي نجمت عن تدفق اللاجئين الفلسطينين دخلت الجيوش العربية فلسطين دون أن تكون قد استعدت عمليا لمثل هذا التدخل ، إذ كانت تخضع جميعها للنفوذ البريطاني وحققت التقدم في الجولة الأولي لكن سرعان ما قرر مجلس الأمن فرض الهدنة وخلال فترة الهدنة(10 حزيرات إلي 8تموز 1948) وصل المزيد من المتطوعين المدربين والأسلحة إلي إسرائيل واستؤنف القتال يوم 9 تموز لمدة أسبوع ثم دعا مجلس الأمن إلي وقف إطلاق النار ولم يتردد اليهود في قتل الكونت برنادوت الوسيط الدولي الذي تقدم باقتراح ضم منطقة النقب إلي الدولة الفلسطينية خلال ذلك الوقت( وبتاريخ 9/12/1948 نشرت الحكومة الإسرائيلية المؤقتة مشروع دستور مؤقت ودعت إلي انتخاب الجمعية التأسيسية وأجريت هذه الانتخابات يوم 25/1/1949 واجتمعت الجمعية التأسيسية في 14 /2/1949 واصدرت الدستور الصغير لتنظيم شؤون الحكم وتحولت يوم 8/3/1949 إلي هيئة تشريعية اسميت الكنيست واستقالت الحكومة المؤقتة وقام بن غوريون بتشكيل الوزارة الأولي ونال ثقة الكنيست وتم انتخاب رئيس الدولة وبذلك تمت يوم 10/3/1949 الخطوات الدستورية لإنشاء جمهورية إسرائيل ويوم 11/5/1949 قبلت إسرائيل عضوا في الأمم المتحدة
وبموجب هذا النظام أيضا أنشئت هيئتان رئيسيتان هما :
1-مجلس الدولة المؤقت ليحل محل مجلس الشعب ويكون بمثابة البرلمان لإسرائيل.
2-الحكومة المؤقتة لتحل محل الإدارة الشعبية ، وتكون الجهاز التنفيذي للدولة المسؤولة عن أعمالها امام مجلس الدولة المؤقت ومع أن هذا النظام لم يشر إلي وجوب انتخاب رئيس للدولة لكن الشخص الذي انتخب رئيسا لمجلس الدولة المؤقت (وكان حاييم وايزمان) اعتبر رئيسا لدولة إسرائيل في تلك الفترة .
( وكان نظام الجمعية التأسيسية ينص علي أن يكون عدد أعضاءها 120عضوا حيث أسفرت الانتخابات التي اجريت للجمعية التأسيسية عن تمثيل 12 حزبا سياسيا في الجمعية وكان من بين الـ120عضوا المنتخبين(108 رجال و12 امرأة) جميعهم من اليهود باستثناء ثلاثة من العرب وكان تصنيف الأعضاء المنتخبين حسب مهنهم كما يلي: 35مزارعا، 19نقابيا ،5حرفيين ، 3 مديري بنوك ، مدرسان ومختاران واستاذ جامعي ولم يتجاوز عدد أعضاء الجمعية الذين ولدوا في فلسطين اكثر من 20 عضوا فقط
رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود
وكانت اول قضية واجهتها الجمعية التأسيسية بعد انتخابها وضع دستور دائم لإسرائيل ومما يذكر أن محاولة لوضع دستور دائم قد جرت قبل قيام هذه الدولة حينما كلفت الوكالة اليهودية في فلسطين يوم 30 تشرين الثاني 1947 وهو اليوم التالي لقرار التقسيم لجنة خاصة من علماء القانون برئاسة الدكتور ليوكوهين المستشار لبن غوريون لوضع مشروع الدستور وقد عرض هذا المشروع علي الحكومة المؤقتة التي تألفت بموجب إعلان قيام إسرائيل ، وقد أعلنت الأحزاب الدينية معارضتها لمشروع الدستور لأنه لم يجعل من التوراة أساسا للتشريع اليهودي كما أعلنت الأحزاب اليسارية معارضتها للمشروع لأنه نص علي قيام محاكم ذات صبغة دينية للنظر في القضايا المتعلقة بالأحوال المدنية ( ومع أن هذا المشروع لم ينل موافقة الجمعية التأسيسية ، إلا أن كثيرا من المبادئ الأساسية التي قام عليها تعد اساس الأحكام الدستورية القائمة الآن في إسرائيل فقد نص ذلك المشروع علي :
1-أن تكون اللغة العبرية هي اللغة الرسمية للدولة .
2-أن تتخذ الدولة شكلا دستوريا جمهوريا.
3-نص علي الأخذ بالنظام البرلماني .
4-يكون رئيس الجمهورية ذا سلطات محدودة وينتخب من قبل البرلمان .
5-وزارة ذات اختصاصات واسعة تتألف من إعطاء البرلمان.
6-برلمان يمثل السلطة العليا وقمة التنظيم السياسي.
7-الأخذ بنظام المجلس الواحد فيما يتعلق بالبرلمان .
8-الأخذ بنظام التمثيل النسبي فيما يتعلق بالانتخابات .
9-منح المحاكم القضائية حق رقابة دستورية القوانين .
10-النص علي المبادئ التي تتضمنها عادة إعلانات حقوق الإنسان والحريات العامة ، والحقوق الاقصادية والاجتماعية وواجب الدولة في وضع تشريع التأمين الاجتماعي .
11-أتخاذ أيام السبت والأيام ذات الصبغة الدينية ايام راحة وعطل رسمية .
12-النص علي الصبغة العالمية اليهودية للدولة أي ان تكون دولة إسرائيل دولة للأفراد اليهود في جميع أنحاء العالم.)(5)
ثانيا : الكنيست " البرلمان الأسرائيلي"
أخذت إسرائيل بنظام المجلس الواحد ولهذا تتكون السلطة التشريعية فيها من مجلس واخد أطلق عليه منذ الثامن من أزار 1949 اسم الكنيست . وبما ان الكنيست هو بمثابة البرلمان في الدول البرلمانية ، فإنه يتمتع بأهمية كبيرة ويلعب دورا هاما في الحياة السياسية في " اسرائيل" .
( أ- أهم بنود قانون تأسيس " الكنيست " ما يلي:
1- الكنيست هي المكان الذى يضم المنتخبين من قبل الشعب .
2- يجب ان يكون محل الكنيست في القدس .
3-يتم انتخاب 120 عضوا للكنيست .
4-يتم انتخاب الأعضاء عبر انتخابات شاملة ، قطرية، مباشرة،متساوية،نسبية وسرية.
5-حق الانتخاب :يعطي حق انتخاب أعضاء الكنيست لكل مواطن يزيد عمره عن ثمانية عشر عاما ما لم تكن المحكمة قد سحبت منه هذا الحق والقانون الانتخابي هو وحده الذي يحدد متي يعتبر المواطن قد وصل إلي سن الثامنة عشرة كي يكون له الحق في الانتخاب وتقوم وزارة الداخلية بإعداد جداول الناخبين وهو عبارة عن قائمة بأسماء أصحاب حق الانتخاب للكنيست حيث يكون هذا الجدول معدا للاستعمال في أي وقت تقرر فيه الكنيست إجراء الانتخابات .)(6)
ب- التنظيم الداخلي للكنيست :
( يتكون الكنيست من 120 عضو منتخبين لمدة أربع سنوات تبدأ من يوم اول اجتماع يعقده الكنيست بعد انتهاء الانتخابات العامة وللكنيست لجنة رئاسة تتكون من رئيس الكنيست ونوابه الذين يصل عددهم إلي ثمانية نواب من أجل إتاحة الفرصة للأحزاب الكبيرة التمثيل في هذه اللجنة, ورئيس الكنيست ونوابه ينتخبون في أول اجتماع له بعد انتهاء الانتخابات ويتمتع رئيس الكنيست باختصاصات واسعة من اهمها إدارة جلسات الكنيست ومناقشاته ودعوة الكنيست لانتخاب رئيس الدولة كما أنه يتولي رئاسة الدولة عند غياب رئيس الدولة أو مرضه أو خلو الرئاسة لأي سبب حتي الانتهاء من انتخاب الرئيس الجديد ، وتضم الكنيست تسع لجان دائمة تمثل كل واحدة منها اختصاصا من الاختصاصات وهذه اللجان هي :
لجنة التنظيم والرئاسة و اللجنة المالية و الدستور والقانون والقضاء ولجنة العمل واللجنة الاقتصادية و الشؤون الخارجية والأمن ولجنة الخدمات العامة ولجنة التعليم والثقافة والشؤون الداخلية )(7)
ويتم اختيار المرشحين لرئاسة هذه اللجان وعضويتها من قبل لجنة التنظيم التي تتكون من ممثلي الأحزاب علي أن تمثل الأحزاب في هذه اللجان بنسبة عدد أعضائها في الكنيست من اجل استبعاد اشتراك الشيوعيين والعرب في عضوية اللجنة المالية ولجنة الشؤون الخارجية والأمن اشترط لعضويتها من أحزاب لا يقل عدد ممثليها عن 5 أعضاء في الكنيست .
حـ : الانتماء السياسي لأعضاء الكنيست :
أن طريقة الانتخابات المتبعة في إسرائيل هي طريقة التمثيل النسبي وبما أنه من مزايا هذه الطريقة أنها تساعد علي تمثيل الاتجاهات السياسية في الكنيست بنسبة تأثير كل منها علي الرأي العام ، فأنه يمكن القول بأن الكنيست هي صورة مصغرة لتوزيع الاتجاهات السياسية في الكيان الصهيوني وبما أن الكيان الصهيوني قد احذ بنظام تعدد الأحزاب فإنه يوجد حاليا عدد كبير من الأحزاب السياسية وتكون نسبة كبيرة من هذا الأحزاب ممثلة في الكنيست ( واهم الكتل الحزبية في الكنيست :
1) كتلة الأحزاب العمالية وتشمل الاحزاب والحركات التي يتشكل منها "المعراخ" التجمع الذي ظهر علي مسرح الحياة السياسية في فلسطين المحتلة عام 1969 والذي يتكون من الأحزاب والحركات السياسية التالية : (مباي ،أحدوت ، عفواده ، ،ومبام) وقد حصل في انتخابات الكنيست عام 69 علي 56 مقعدا وفي عام 1973 علي 51 مقعدا وعام 77 علي 32 مقعدا وعام 81 علي 47 مقعدا وعام 1984 علي 44 مقعدا في الكنيست .
2) كتلة الأحزاب اليمينية وتعود جذورها إلي أوائل القرن الحالي عندما قامت بين اليهود الصهاينة فئات تعارض الاتجاهات الدينية والاشتراكية في الحركة الصهيونية وقد انتظمت هذه الفئات في أحزاب سياسية عشية أنشاء الكيان الصهويني 1948 وأهم الأحزاب اليمينية: (حزب الصهيونيين العموميين ، حزب التقدميين وحزب حيروت)
وفي عام 1973 انتظمت الأحزاب اليمينية في كتلة جديدة عرفت بأسم التكتل الليكود وحصل الليكود في انتخابات عام 1973 علي 39 مقعدا وفي عام 1977 (43)مقعدا وعام 1981 (48) مقعدا وعام 84(41) مقعدا ، وقد تشكل تكتل الليكود من الأحزاب والحركات السياسية التالية (جاحال-حيروت +الأحرار – حركة "أرض إسرائيل" الكاملة ، كتلة رافي وقائمة المركز الحر).
3) كتلة الأحزاب الدينية وتشمل الحزب القومي الديني (المفدال) وحزب اغودات يسرائيل وبوعلي اغودات يسرائيل وتتضمن مبادئ الأحزاب الدينية عموما إقامة مجتمع مبني علي الأسس الأخلاقية والاجتماعية المستمدة من التوراة .
4) المجموعات والحركات السياسية وأهم هذه الأحزاب والكتل : الحزب الشيوعي ، الحركة الديمقراطية للتغيير، داش، حزب المركز (شينوي) حركة السلام الآن ، حركة السلام والمساواة .....الخ)(8)
د- اختصاصات الكنيست :
بما أن النظام السياسي الذي أخذت به إسرائيل هو النظام البرلماني فإن الاختصاصات التي تتمتع بها البرلمانات في الدول ذات النظم البرلمانية ، لا تقتصر وظيفة البرلمان علي تشريع القوانين والموافقة علي الميزانية العامة وإقرار القروض العامة وإنما تشمل ايضا مراقبة السلطة التنفيذية ومحاسبتها علي أعمالها وعلي هذا الأساس يمكن تقسيم اختصاصات الكنيست إلي ثلاثة انواع رئيسية : الاختصاصات التشريعية و الاختصاصات المالية والاختصاصات السياسية . إضافة إلي ذلك فإن الكنيست هي التي تنتخب رئيس الدولة وتبت في أمر تعيين أعضاء المحكمة العليا وحق الكنيست في حل نفسها قبل انتهاء المدة المحددة لها .
1- الاختصاص التشريعي:
( ينطوي القيام بهذا الاختصاص علي أمرين متعاقبين الأول :حق اقتراح القوانين والثاني : مناقشة القوانين والتصويت عليها فحق اقتراح القوانين هو اول مرحلة من مراحل العملية التشريعية . وفي إسرائيل اعطي هذا الحق للحكومة بالإضافة إلي كل عضو من اعضاء الكنيست وكل لجنة من لجانه الدائمة ومع ذلك فالملاحظ أن معظم اقتراحات القوانين التي تقدم إلي الكنيست صادرة عن الحكومة وليس عن اعضاء أو لجان الكنيست وهذا يعود لسببين : أحدهما : أن الحكومة أدري من أعضاء الكنيست ولجانه بحاجة البلد إلي القوانين والثاني : هو أن اقتراحات القوانين الصادرة عن الحكومة تحظي مقدما بتأييد ودعم الأحزاب الداخلة في الائتلاف الحكومي الذي يملك عادة الأغلبية في الكنيست .)(9)
2-الاختصاص المالي: ويتضمن الاختصاص المالي للكنيست أمرين هامين هما القوانين المالية والميزانية العامة.
3- الاختصاص السياسي : ويقصد بالاختصاص السياسي للكنيست حقه في مراقبة ومحاسبة رئيس وأعضاء مجلس الوزراء ومن أهم الوسائل التي تملكها الكنيست لمراقبة ومحاسبة الوزراء هي حق السؤال وحق الاستجواب وحق إجراء التحقيق وحق سحب الثقة من الوزارة وإسقاطها .
4- التحقيق البرلماني : ويجري التحقيق البرلماني في الكنيست أما بناء علي طلب عضو أو أكثر من أعضائه شرط موافقة الكنيست علي هذا التحقيق بعد إتهام الوزارة أو الوقوف علي عيوب مصلحة من المصالح العمومية أو لفحص حادثة سياسية خطيرة أو سوء تصرف إداري أو فضيحة مالية أو سياسية فالغاية من إجراء التحقيق هي الوقوف علي عيوب الجهاز الحكومي سواء من الوجهة الإدارية أو المالية او السياسية .
هـ - انتخابات الكنيست :
-أجريت الانتخابات للكنيست الأولي بتاريخ 25/1/1949 و الثانية بتاريخ 30/7/1951
و الثالثة بتاريخ 26/7/1955 والرابعة بتاريخ 3/11/1959 و الخامسة بتاريخ 15/8/1961
و السادسة بتاريخ 2/11/1965و السابعة بتاريخ 28/10/1969 والثامنة بتاريخ 31/12/1973 والتاسعة بتاريخ 17/5/1977 و العاشرة بتاريخ 30/6/1981 والحادية عشر بتاريخ 23/7/1948 و الثانية عشر بتاريخ 1/11/1988 ...... الخ.
رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود
تابع المبحث الرابع
--------------
ثالثا : السلطات المحلية
تعتبر إسرائيل دولة ذات نظام وإدارة مركزية حيث لا يوجد بها مناطق تتمتع بالحكم الذاتي أو مناطق نقلت إليها صلاحيات واسعة من المركز وعلي الرغم من ذلك تنتهج إسرائيل نظام الحكم الأولي ويسمي نظام الحكم المحلي للمدن والمجالس المحلية أو المجالس الإقليمية وتتلخص مهمة السلطات المحلية بتقديم الخدمات الأساسية مثل الماء والمجاري والإنارة والنظافة وتعبيد الشوارع وإنشاء الحدائق العامة وما شابه ذلك كما تقوم السلطات المحلية مساهمة منها في عمل السلطات المركزية بجزء من الاعمال التي تقع ضمن إطار التعليم والخدمات الاجتماعية , ( والمسئول المباشر عن أعمال السلطات المحلية هي وزارة الداخلية حيث تقوم بتحديد الضرائب البلدية وميزانية السلطات وسن القوانين المساعدة الخاصة بها , ويوجد الآن في فلسطين المحتلة 37 بلدية اثنتان منها فقط عربيتان و120 مجلسا محليا منها 53 في المحيط العربي وتنتخب المجالس البلدية والمجالس المحلية في انتخابات عامة حسب النظام النسبي الذي يشبه النظام المتبع في انتخابات الكنيست حيث تقوم الأحزاب كالعادة بالتنافس علي السلة في السلطات المحلية وبالإضافة إلي الأحزاب خاض مواطنون عاديون الانتخابات بقوائم محلية ونجحوا في بعض الأحيان في الوصول إلي منصب إدارة شئون بعض المناطق وقد سنت الكنيست عام 1975 قانونا يقضي بأن تنتخب رئاسة السلطات المحلية بشكل شخصى مباشر وذلك من خلال انتخابات فردية وليس علي طريقة الانتخاب النسبي والمبدأ الذى تتم وفقه هذه الأنتخابات يتميز عن انتخابات المجالس بانتخاب سكان القرية أو المدينة وبشكل مباشر الرجل المناسب لتسلم مصالحهم .
والهدف من ذلك الخروج من اطار الصراع السياسي العادي إلي معالجة الضرورات العملية المشتركة لكل مدينة أو قرية وخلال انتخابات السلطات المحلية عام 1980م تم انتخاب رؤساء السلطات المحلية في انتخابات فردية فعلي النقيض من انتخابات الكنيست يسمح لمواطن لايحمل الجنسية بالتصويت في انتخابات المجالس المحلية (ويتواجد في فلسطين المحتلة ( 53 مجلسا اقليميا) منها مجلس عربي واحد في الجليل ، غير ان وزير الداخلية اصدر بتاريخ 28/8/88 أمرا بحل هذا المجلس بزعم فشله والخلافات القائمة بين اعضائه الذين يمثلون عددا من القري المجاورة ويضم كل مجلس مجموعة من المستوطنات وينتخب اعضاء مجلس المنطقة كممثلين لسكان المستوطنات المختلفة وتتشابه صلاحيات مجلس المنطقة مع صلاحيات المجالس المحلية .)رابعا : السلطة التنفيذية
1- رئيس الدولة : مهمة رئيس الدولة في النظام الإسرائيلي هي مهمة تمثيلية في الاساس إذ لا يتمتع رئيس الدولة بأية صلاحيات مهمة وقد أصدرت الكنيست يوم 19 حزيران 1964 القانون الأساسي الخاص برئيس الدولة ذلك القانون الذي حدد طريقة انتخابه كما حدد طريقة إقصائه والقيــــــــــــــام بأعماله بصورة مؤقتة كما بين امتيازاته وحصانته وتعويضاته وقد أكد هذا القانون أن المركز الرسمي للرئيس في مدينة القدس المحتلة وأن لكل مواطن إسرائيلي الحق في ترشيح نفسه للرئاسة.
( 2-كيفية انتخاب رئيس الدولة : ينتخب رئيس الدولة في إسرائيل من قبل الكنيست لمدة خمسة سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة ولكل عشـــــــــرة أعضاء في الكنيست حق طرح مرشح لرئاسة الدولة ويعتبر فائزا بالانتخاب من ينال الأغلبية المطلقة لمجموع أعضاء الكنيست البالع عددهم 120 عضوا, ويعتبر رئيس الكنيست نائبا لرئيس الدولة فهو الذي يتولي الدولة عند غياب الرئيس أو مرضه كما أنه يتولي رئاسة الدولة عند خلوها بسبب وفاة الرئيس أو استقالته أو عزله إلي حين انتخاب رئيس دولة جديد.
3-مركز رئيس الدولة واختصاصاته: يحتل رئيس الدولة في إسرائيل مركزا ضعيفا وهو أضعف بكثير من منصب رئيس الدولة في الدول البرلمانية بصورة عامة ومن أهم الاختصاصات التي حرم منها رئيس الدولة في إسرائيل والتي يتمتع بها رؤساء الدول في النظام البرلماني هما حق حل الكنيست وحق الاعتراض علي القوانين فقد حرم رئيس الدولة في إسرائيل من حق حل الكنيست رغم أن هذا الحق هو الحق المعادل لحق الكنيست بسحب الثقة من الوزارة وإسقاطها , بالإضافة إلي ذلك وعلي الرغم من أن رئيس الدولة في إسرائيل يعتبر رئيسا للسلطة التنفيذية فإنه لا يملك حق ترؤس مجلس الوزراء الذي هو جزء من السلطة التنفيذية إلا بناء علي رغبة رئيس الوزراء أما بالنسبة لعلاقته بالحكومة فتقتصر علي ما يلي:
1-تعيين رئيس الحكومة وتكليفه تشكيلها.
2-تسلم استقالة رئيس الحكومة والوزراء .
3-توقيع الأوراق الرسمية الخاصة بالحكومة .
4-الإطلاع علي التقارير الرسمية عن أعمال الحكومة المقدمة إليه من أمين سر الحكومة
خامسا الحكومة :
حسب القوانين المعمول بها في إسرائيل يمثل رئيس الدولة مع الحكومة السلطة التنفيذية الوحيدة والحكومة هي الجزء الفعال من السلطة التنفيذية لأنها هي التي تمارس هذه السلطة من الناحية الفعلية ويقوم بإدارة شئون الدولة وتحديد سياستها الداخلية والخارجية , وقد تم إقرار القانون الأساسي الخاص بالحكومة في الكنيست في 31 آب1966 وقبل هذا التاريخ كانت الحكومة تخضع في تنظيماتها إلي قانون الانتقال الصادر سنة 1949 وتعديلاته ( ويتضمن القانون الأساسي للحكومة الذي وافقت علي الكنيست يوم 31/8/1966 المواد التالية:
1-ماهية : الحكومة هي السلطة التنفيذية للدولة .
2-المقر : مقر الحكومة هو مدينة القدس .
3-مصدر القوة : تعمل الحكومة بفضل ثقة الكنيست .
4-المسئولية : الحكومة هي مسئولة أمام الكنيست مسئولية مشتركة ،الوزير مسئول أمام
رئيس الحكومة
5-تشكيل ومؤهلات: تضم الحكومة رئيس الحكومة ووزراء آخرين .
6-إسناد مهمة تشكيل الحكومة: عندما تستدعي الحاجة يسند رئيس الدولة بعد التشاور مع ممثلي كتل الكنيست مهمة تشكيل الحكومة إلي أحد أعضاء الكنيست والذي عليه بدوره أن يبلغ رئيس الدولة خلال ثلاثة أيام من عملية التكليف أنه مستعد لتولي المهمة خلال المدة المحددة لتشكيل الحكومة .
7-يمنح عضو الكنيست المكلف بتشكيل الحكومة مدة 21 يوما لتحقيق ذلك ويحق
لرئيس الدولة تمديد 21 يوما آخر إسناد المهمة من جديد
8-إجراءات مسبقة لتشكيل الحكومة: عند انتخاب كنيست جديدة ويحق لرئيس الدولة
البدء بإجراءات تشكيل الحكومة بعد أن تنشر نتائج الانتخابات.
9-قيام الحكومة: بعد تشكيل الحكومة تمثل أمام الكنيست وتعلن الخطوط العامة لسياستها وعن تركيبتها وتوزيع الحقائب علي وزرائها وتطلب منحها الثقة وتعتبر الحكومة قائمة منذ حصولها علي ثقة الكنيست ومنذ تلك اللحظة يتسلم الوزراء مناصبهم ,وتتألف الوزارة الإسرائيلية من رئيس الوزراء وعدد من الوزراء تحدده الحاجة ومقتضيات التحالف الحزبي ويكون الوزراء برئاسة رئيسهم مجلسا يسمي مجلس الوزراء وتقع علي عاتق هذا المجلس مهمة إدارة شئون الدولة ووضع سياستها العامة .
10-استقالة الحكومة : تنهي الحكومة عملها في عدة حالات هي :
-عند إجراء انتخابات للكنيست و في حالة حجب الثقة عن الحكومة من قبل الكنيست. و في حالة استقالة رئيس الحكومة او وفاته.
11-ووفق النظام الإسرائيلي تعتبر الكنيست هي السلطة العليا الأمر الذي يتم التعبير عنه في ثلاث مجالات : هي التي تحدد توزيع المهام بين السلطات المختلفة وهي قادرة علي تغيير هذا التوزيع عن طريق التشريع ، وأيضا هي السلطة التي تمارس الإشراف والمراقبة علي أعمال الحكومة ويمكنها أن تتدخل في هذه الأعمال من خلال التشريع
وهي التي يتم من خلالها تشكيل الحكومة ولا تعمل الحكومة إلا بقوة الثقة التي منحا إياها الكنيست .
رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود
[ ملف الحكومات المتعاقبة 1948 -1988 :
الحكومة المؤقتة عرضت في 14 أيار 1948
* دافيد بن غوريون "مباي " رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع .
الحكومة الأولي حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 10 آذار 1949
* دافيد بن غوريون "مباي " رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع .
الحكومة الثانية حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في تشرين ثان 1950
*دافيد بن غوريون "مباي " رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع .
الحكومة الثالثة حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 8 تشرين أول 1951
*دافيد بن غوريون "مباي " رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع .
الحكومة الرابعة حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 23 كانون أول1952
*دافيد بن غوريون "مباي " رئيا للحكومة ووزيرا للدفاع .
الحكومة الخامسة حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 26 كانون ثان 1954
* موشيه شريت "مباي"رئيسا للحكومة ووزيرا للخارجية
الحكومة السادسة حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 29 حزيران 1955
* موشيه شريت "مباي" رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع
الحكومة السابعة حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 3 تشرين ثان 1955
*دافيد بن غوريون "مباي " رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع .
الحكومة الثامنة حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 7 تشرين ثان 1958
* دافيد بن غوريون "مباي " رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع .
الحكومة التاسعة حكومة ائتلافية فازات بثقة الكنيست في 17 كانون الأول 1959
*دافيد بن غوريون "مباي " رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع .
الحكومة العاشرة حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 2 تشرين ثان 1961
* دافيد بن غوريون "مباي " رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع .
الحكومة الحادية عشر حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 26 حزيران 1963
* ليفي اشكول "مباي"رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع
الحكومة الثانية عشرة حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 23 كانون أول 1964
* ليفي اشكول "مباي"رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع
الحكومة الثالثة عشرة حكومة اتحاد وطني للمرة الأولي فازت بثقة الكنيست في 12 كانون الثاني 1966 * ليفي اشكول "مباي"رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع
الحكومة الرابعة عشرة فازت بثقة الكنيست في 17 آذار 1969
* غولدا مئير "معراخ"رئيسة للحكومة
الحكومة الخامسة عشرة اتحاد وطني فازت بثقة الكنيست في 12 كانون أول 1969
* غولدا مئير "معراخ"رئيسة للحكومة
الحكومة السادسة عشرة حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 10 آذار 1947
* غولدا مئير "مغراخ"رئيسة للحكومة
الحكومة السابعة عشرة حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 3 حزيران 1974
الحكومة الثامنة عشرة حكومة ائتلافية برئاسة الليكود لأول مرة فازت بثقة الكنيست في 20 حزيران 1977 * مناحيم بيغن "ليكود"رئيسا للحكومة
الحكومة التاسعة عشرة حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 5آب 1981
* مناحيم بيغن "ليكود"رئيسا للحكومة
الحكومة العشرون حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 11 تشرين أول 1983
* يتسحق شامير "ليكود" رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع .
الحكومة الحادية والعشرون حكومة وحدة وطنية وفازت بثقة الكنيست يوم 14 ايلول 1984
وفيها اتفق التجمع والتكتل علي تطبيق مبدأ التناوب في رئاسة الحكومة علي أن يتولى شمعون بيرس اولا من التجمع مدة سنتين يتخلي بعدها عن منصب رئيس الوزراء ليتسحق شامير من التكتل.
الحكومة الثانية والعشرون حكومة وحدة وطنية وفازت بثقة الكنيست بتاريخ 21/12/1988
1-يتسحق شامير رئيسا للحكومة ووزيرا للعمل والرفاه الاجتماعي (الليكود)
2-شمعون بيريز قائما بأعمال رئيس الحكومة ووزيرا للمالية (العمل)
3-دافيد ليفي نائبا لرئيس الحكومة في حالة غياب رئيس الحكومة والقائم بأعماله
سادساً: نقابة العمال العامة الهستدروت
لمحة عامة عن الهستدروت
( الهستدروت هو اختصار الاتحاد العام للعمال اليهودي وقد تأسس هذا الاتحاد عام 1920 أي في عهد الانتداب البريطاني وذلك بعد ان اتحد الفريقات الاشتراكيان إذ كانت الحركة العمالية في إسرائيل مكونة من مجموعتين أو فريقين المجموعة الأولي وهي تؤيد اشتراكية ماركس والمجموعة الثانية وتؤيد اشتراكية جوردن وهو يهودي روسي من تلاميذ تولستوي وكانت اشتراكية تنادي باتباع المحبة والسلام والسيطرة علي البلاد عن طريق العمل الزراعي أما الفريق الذي يتبع مبادئ ماركس فكان ينادي بالعمل الثوري وبعنف. عند تكوين الهستدروت لم يكن يضم أكثر من 4500 عضو لكنه أصبح فيما بعد من القطاعات الرئيسية قي فلسطين المحتلة وعند نهاية فترة الانتداب البريطاني كان عدد أعضاء الهستدروت يزيد علي 200ألف أي نحو 75% من مجموع اليهود ذوي الرواتب والأجور. وعلي الرغم من ان العمال المنضمين لنقابات الهستدروت لم يكن يفرض عليهم اي اتجاه سياسي معين إلا أن معظم هؤلاء كانوا ذوي ميول صهيونية متطرفة كما كان الأغلبية ينتمون إلي حزب الماباي وهو ما جعل حزب الماباي أقوي الأحزاب الإسرائيلية قبل الانتداب وبعده .)دور الهستدروت في الاقتصاد الإسرائيلي:
( يأخذ الاقتصاد الإسرائيلي ثلاث صور من النشاط الاقتصادي وتسير هذه النظم الثلاثة جنبا إلي جنب طبقا للأسس والأهداف الخاصة بكل منها داخل الإطار الرئيسي وهذه النظم هي:
1-القطاع التعاوني وهو الكيان الاقتصادي للهستدروت ممثلا في شركاته وجمعياته التعاونية المملوكة جماعيا لأعضاء الهستدروت بما في ذلك الكيبوتسات.
2-القطاع العام المتمثل في المؤسسات الحكومية والعامة التي تمتلكها الحكومة والمجالس المحلية والسلطات الإقليمية .
3- القطاع الخاص:ويمثل المشروعات الفردية والاستثمارات الخاصة المملوكن للأفراد والشركات من أصحاب رأس المال الخاص.
وقد تمكن الهستدروت أساسا بنظامه التعاموني من توسيع نشاطه ومد سيطرته إلي مختلف القطاعات الاقتصادية عن طريق شركاته وجمعياته ومؤسساته التعاونية بحيث أصبحت المنافسة الحرة ضعيفة أمام مركزه الاحتكاري للاقتصاد الإسرائيلي.
الهستدروت نري أنه نقابة عمالية مثل أي نقابة أخرى غير أن هدفه غير المعلن والدور الحقيقي الذي انيط به هو تحقيق أهداف زعماء الحركة الصهيونية في إيجاد منظمة لهم داخل فلسطين في ذلك الوقت لتمهد لفكرة قيام الدولة علي المستوي الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ولتنقل هذا التمهيد إلي مجالات التبيق العملي علي مختلف القطاعات الانتاجية بحيث تصبح واقعا حيا لمساندة الدولة ويؤكد ذلك تعريف بن غوريون للهستدروت فيقول ليس الهستدروت نقابة عمالية ولا هي حزب سياسي ولا هي تعاونية أو جمعية لتبال المنفعة مع أنها تقوم بنشاط في جميع هذه الحقول أنها أكثر من ذلك الهستدروت هي اتحاد شعب يقوم ببناء وطن جديد ودولة جديدة وشعب جديد ومشاريع ومستوطنات جديدة وحضارة جديدة انها اتحادالمصلحين الاجتماعيين لا تمتد جذوره إلي بطاقة عضويته الخاصة بل إلي المصير المشترك والمهمات المنشتركة لجميع أعضائه في الموت والحياة
رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود
تابع المبحث الرابع
-------------
سابعاً : المنظمة الصهيونية العالمية
(في عام 1919 كانت المنظمة الصهيونية العالمية تضم الهيئات والجمعيات التالية:
-المؤتمر الصهيوني العالمي والذي يعقد مرة كل عامين منذ عام 1901 ويتفرع عنه :-
-لجنتا العمل الصهيوني الكبرى والصغرى والاتحاد الصهيوني البريطاني وجمعية المكابين القدامى و جمعية فلسطين في لندن وجماعة عمال صهيون و حركة همراحي الدينية الصهيونية والجمعيات والمنظمات الصهيونية النسائية
أما علي صعيد المؤسسات المالية التابعة للحركة الصهيونية والعاملة في حقل الاستيطان الصهيوني فهي كثيرة لعل أبرزها:
-صندوق الائتمان اليهودي وشركة انجلو فلسطين المحدودة وشركة انجلو ليفانتين المصرفية المحدودة. و الصندوق القومي اليهودي وشركة تطوير أراضي فلسطين والصندوق الثقافي اليهودي. وذي فيرست لندن اخوزاه كومباني وشركة المكابي للأراضي المحدودة وغيرها.
ولم تنته مهمة المنظمة الصهيونية العالمية بإعلان قيام الكيان الصهيوني. ففى يوم 24تشرين الثاني 1952صدر القانون التشريعي الذي يحدد العلاقة بين إسرائيل والمنظمة الصهيونية العالمية والذي أقرته الكنيست في صورة قانون أساسي في نهاية نوفمبر 1952 ويتألف من اثنتي عشرة مادة تؤكد المواد الثلاث الأول علي أن إسرائيل تعتبر نفسها صنيعة الشعب اليهودي بأكمله وأن أبوابها مفتوحة أمام يهود العالم كافة وأن المنظمة الصهيونية العالمية التي أخذت عل عاتقها عبء المسئولية الرئيسية في إقامة إسرائيل لتنذر نفسها لدفع عملية الهجرة وإدارة مشاريع الاستيعاب والاستيطان. وتنص المادة الرابعة:تعترف إسرائيل بالمنظمة الصهيونية العالمية علي أنها الوكالة المخولة السلطات والتي سوف تتابع عملها في إسرائيل لتوطين فلسطين المحتلة وتطويرها لاستيعاب المهاجرين من الشتات ولتنسيق النشاطات التابعة للمؤسسات والجمعيات اليهودية العاملة في هذه الحقول)(17). وهكذا تبدو لنا المنظمة الصهيونية العالمية والكيان الصهيونية ككيان موجد وأن ظهر في شكلين مختلفين .
ثامناً : المؤسسة العسكرية الإسرائيلية :
لأن القوة هي وسيلة بلوغ هدف الصهيونية كان أول عمل منظم مارسته الصهيونية في فلسطين خلال مرحلة الغزو تأسيس البناء العسكري الصهيوني وقد بدأت هذه الحقبة في عام 1907 بإنشاء المنظمات العسكرية في فلسطين وكانت فكرة إنشاء قوة عسكرية ترددت في المؤتمر الصهيوني الأول (بال 1897)حين نادي احد زعماء الصهيونية بتأسيس فرقة يهودية يعهد إليها بغزو فلسطين.ونشأت المنظمات العسكرية الصهيونية الارهابية وأهمها : (الهاجاناه ، البالماخ ، شتيرن ، أرغون ) التي قد اندمجت في إطار "جيش الدفاع الإسرائيلي" أثر إعلان قيام الدولة وأصبحت مهمة هذا الجيش :
حماية دولة إسرائيل الوليدة ورد الجيوش العربية المهاجمة. وتوسيع حدود الدولة قدر استطاعة القوة العسكرية الصهيونية .
- ولم تكن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية راضية عن حدود الدولة كما رسمتها اتفاقيات الهدنة (1949) وبخاصة المنطقة الوسطي ذات الضيق الجغرافي الشديد والحدود البرية التي بلغ طولها 1063 كم بالإضافة إلي 188 كم هي الحدود البحرية علي البحر المتوسط.(وكان أبرز ما يرسم شكل إسرائيل هو فقدانها أي عمق استراتيجي لهذا صممت إسرائيل بالتعاون مع أنصارها من الدول الغربية الاستعمارية علي أن تخلق الظروف والعوامل لشن حرب توسعية). كما حدث في العدوان الثلاثي علي مصر وقطاع غزة عام 1956م وكما بادرت إسرائيل إلي شن حرب حزيران/يونيو1967 لتبدأ مرحلة
جديدة من مراحل التوسع والسيطرة الصهيونية) حيث تعززت إرادة التوسع بعد حرب 1967 باستعمار الأرض الجديدة المحتلة ونشوء منظمات مسلحة وسياسية صهيونية ترسخ التوسع وتنشئ وقائع استيطانية جديدة فوق الأرضي المحتلة بدعم من جيش الدولة وسلطاتها (18). وقد شكلت تقارير المخابرات ومعلوماتها وتقويماتها القاعدة التي بنت القيادة الصهيونية / الإسرائيلية عليها خططها في حروبها ومعاركها الاحتلالية التوسعية .
من هنا كان اهتمام إسرائيل بإنشاء جهاز ضخم للمخابرات السياسية والاقتصادية والعسكرية . ولا يتوقف دور هذا الجهاز الضخم علي جمع المعلومات فحسب وإنما يتعداه إلي ممارسة التخريب السياسي والاقتصادي والعسكري بغرض التأثير في القدرات العربية والنيل منها قبل استدراجها إلي عمليات عسكرية في الزمان والمكان اللذين يناسبان إسرائيل. وأصبح جهاز المخابرات الإسرائيلي ذا شهرة واسعة وهو في الأصل جهاز قديم عمره من عمر الحركة الصهيونية (وعلي هذا فإن نشأة المخابرات الصهيونية سبقت نشأة الدولة فقد تأسست الموساد (المخابرات العامة)في عام 1917 وكانت أجهزة المخابرات هذه أحد الأسلحة المهمة في إقامة الدولة وترسيخ زعمائها).
(ونظرا إلي تنوع أجهزة المخابرات هذه فقد تم ربطها بإدارة خدمات أمن الدولة في مكتب رئيس الوزراء تحقيقا لوحدة التخطيط والعمل ويرتبط بهذه الإدارة الجهاز المركزي للمخابرات والأمن(الموساد)والمخابرات العسكرية (أمان)وجهاز الأمن الداخلي شاباك،وإدارة الأبحاث والوثائق(وزارة الخارجية)وإدارة الأبحاث الذرية والمكتب السياسي بالوكالة اليهودية).ولمراقبة الجيوش العربية ومعرفة نياتها المستقبلية وشؤون التنظيم والتسليح والتدريب والتخطيط والمذاهب العسكرية بالإضافة إلي تحديد عناصر القدرات العسكرية العربية بجوانبها الاقتصادية والسياسية والبشرية العلمية والمعنوية.
رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود
تطور الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية:
طور الفكر الإسرائيلي إستراتيجيته العسكرية في إثر كل متغير أو حرب وعلي هذا فقد
مرت الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية بأربعة أطوار هذه ملامحها الرئيسية:
-في الطور الأول:بدءا من عام 1948 حين تأسس جيش الدفاع حتى حرب 1967: اعتمدت الإستراتيجية علي المفاجأة والحركة والحرب الخاطفة والحرب الإجهاضية ونقل الحرب إلي العدو.
-وفي الطور الثاني:بعد حرب 1967 حتى حرب 1973 حيث توافر لإسرائيل عمق استراتيجي في الأراضي العربية المحتلة:أضيف إلي الإستراتيجية مبدأ مباشرة الدفاع حتى تتم تعبئة القوات الاحتياطية ثم الانتقال إلي الهجوم ونقل الحرب إلي أرض العدو.
-وفي الطور الثالث:منذ حرب 1973 حتى بدء عملية التسوية في مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط(30/10/1991) :أحيت القيادة العسكرية الإسرائيلية بعض مبادئ الطورين الأول والثاني وبخاصة المبادأة والحرب الإجهاضية أو الوقائية والردع تحديدا و تتجسد هذه المبادئ في أمثلة متعددة أبرزها غزو إسرائيل للبنان عام 1982 وفي قصف المفاعل النووي العراقي عام 1981والغارة علي مقر منظمة التحرير الفلسطينية بتونس عام 1985م. (20)
وفي إطار هذه الأطوار والوقائع والدروس المستفادة منها جاء خطاب إسحق رابين يوم 18/2/1991 حين كان رئيسا للحكومة الإسرائيلية ليكون احد المراجع وهي كثيرة ومتنوعة لمعالم الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية فقد رسم رابين ثلاثة معالم رئيسية هى:
-أن إسرائيل محكوم عليها أن تبقي في حالة حرب مع العرب إلي الأبد.
-يتوجب علي إسرائيل أن تقوم في جميع حروبها بالدور الهجومي.
-إذا ما هوجمت احدي المدن الإسرائيلية بالصواريخ فسوف تمحو إسرائيل مدنا عربية.
وفي الوقت نفسه يري سياسي إسرائيلي هو إسرائيل شاحاك أن الاستراتيجيات الإسرائيلية لا تتأثر كثيرا بالنخبة السياسية الحاكمة ذلك أن الخطط بعيدة المدى يقررها جنرالات الجيش ورجال المخابرات وكبار المسئولين في المؤسسة العسكرية ففي جميع الحروب التي بدأتها إسرائيل أبلغت الحكومة بقرار الهجوم بعد أن شغلت القوات مواقعها الهجومية بالفعل وفي هذه الأحوال لا تفعل الحكومة أكثر من المصادقة علي قرارات بدأ تنفيذها. (21)
وهناك مفاهيم ومبادئ كثيرة تسيطر علي الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية وفي دائرة الاستراتيجيات العسكرية تشارك فيها قوي الهيمنة الغربية بعامة والولايات المتحدة الأمريكية بخاصة التي تحتل منزلة العضو الملتحم/المستقل، فإسرائيل تخدم أغراض قوي الهيمنة الغربية وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط وتخدم أغراضها المستقلة في الوقت نفسه وتتناغم في ذلك كله مع الاستراتيجيات العسكرية الغربية بما يحقق أغراض القوي الغربية وأغراض المشروع الصهيوني وسوف نجمع أبرز تلك المفاهيم والمبادئ التي تسيطر علي الاستراتيجيات العسركرية الإسرائيلية وبخاصة في المرحلة الراهنة في أربعة مفاهيم ومبادئ هي :
1-الأمن :
(وهو مشكلة إسرائيل الأولي بل هو المشكلة المسيطرة علي الفكر الاستراتيجي في جميع مجالات الحياة السياسية والدبلوماسية والعسكرية). و(تحكم الأمن الإسرائيلي الحكمة القديمة التي تقول"كل ما قام بالسيف،بحد السيف يزول" و (إن مفهوم الأمن في الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية مفهوم حركي مجاله الحيوي خارج إسرائيل لذا فهو مفهوم عدواني هجومي ووسيلته أن يكون لإسرائيل قوة عسكرية جد قوية وجد متفوقة علي مجموع القوات المسلحة للدول العربية وبخاصة تلك المحيطة بفلسطين (دول الطوق) وتلك التي يمكن أن تدعم دول الطوق بقوات مسلحة وقد استطاعت إسرائيل بمعونة الدول الغربية أن تصنع سلاحها النووي فغدت بذلك الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي تنفرد حتي الآن بامتلاك سلاح نووي. و(يستتبع التفوق وطبيعة إسرائيل الجغرافية ووضعها الديمغرافي أن تسعي إسرائيل دائما إلي تحقيق مبدأ"نقل الحرب إلي أرض العدو" ذلك لأن إسرائيل تدرك أن حربا واحدة فقط تجري علي أرضها تعني تعريضها للانهيار) و (تعتمد إسرائيل لنقل الحرب إلي الأرض العربية المعادية علي تفوقها العسكري وبخاصة المدرعات والطائرات المقاتلة والصواريخ بعيدة المدي والمظليين كما تعتمد علي مبدأ المفاجأة والمبادرة).(22)
2-الاحتلال والتوسع:
(ومن أجل السعي إلي تحقيق المشروع الصهيوني بصورة تدريجية سيطر مبدأ الاحتلال والتوسع علي الفكر الاستراتيجي الإسرائيلي وقد ارتبط مبدأ الاحتلال والتوسع بثلاثة مبادئ أخرى هي المفاجأة ،والحرب الصاعقة،والحرب الوقائية (أو الحرب الإجهاضية أو الحرب المسبقة).وإذا ما استقرأنا الصراع العربي الصهيوني ، فإننا نستنتج أن إسرائيل تشن حرب احتلال وتوسع تحت غطاء حماية أمنها ووقايته من أن يتعرض لهجوم أو خطر عربي وذلك كلما حدث أمر من الأمور الآتية:
(أ)إذا ما اختل ميزان القوي بينها وبين مجموع قوي الدول العربية وبخاصة قوي دول الطوق.
(ب)إذا ما امتلكت دول عربية سلاحا نوويا أو خشيت إسرائيل من أن تمتلك دولة عربية سلاحا نوويا صنعا أو شراء أو دعما من دولة إسلامية.
(ج)إذا ما قامت وحدة عربية عسكرية أو سياسية بين دولتين أو أكثر من دول الطوق.
(د)إذا ما عادت الدول العربية كلها أو معظمها إلي إحياء معاهدة الدفاع العربي المشترك وتنشيط أجهزتها وآلياتها.
(و)إذا ما بلغ تأثير المقاطعة العربية لإسرائيل حدا يهدد الاقتصاد الإسرائيلي.
(ز)إذا ما بلغ جيش عربي وبخاصة من دول الطوق حدا من القوة يقرب من تحقيق التوازن العسكري مع إسرائيل.(23)
3-المرحلية :
استخدمت الصهيونية وإسرائيل هذا المبدأ في تنفيذ المشروع الصهيوني الذي ابتدأ منذ حوالي مائة عام بمستعمرة واحدة ليتسع ويقوي ويتسلح ويطغي حتى أصبح علي ما هو عليه اليوم من قوة وجبروت وبخاصة في المجال العسكري. تضمنت الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية الكاملة الشاملة(أي ما يسمي الإستراتيجية العليا)الأهداف القصوى للمشروع الصهيوني وهي تلك الأهداف التي توزعتها الاستراتيجيات العسكرية المرحلية فكانت استراتيجيات حرب 1956 وهذه تختلف عن إستراتيجية حرب 1967 وهكذا فإن الاستراتيجيات العسكرية الإسرائيلية المرحلية تعمل وتتحرك بدينامية مستمرة وتنتقل من مجال جغرافي أو سياسي أو اقتصادي أو عسكري إلي مجال آخر في حركة دائبة.
وقد عرف وزير الدفاع السابق موشي ديان هذه المرحلية العسكرية بقوله إن أقدامنا تقف علي أرض الواقع ونحن نتقدم من مرحلة إلي أخرى من أرض الواقع نحو آفاق الأهداف الواسعة"(24)
4-الارتباط العضوي بقوة إمبريالية كبري:
إن تلاحم الاستعمار والصهيونية يتجسد في تاريخ تجاوز عمره مائة عام أما أسانيده الفكرية فكثيرة جدا.ومبثوثة في مختلف وثائق الاستعمار والصهيونية ومراجعهما ولكننا نكتفي بثلاث قولات أولا لمؤسس الصهيوينية ثيودور هرتزل حين أعلن ان الهدف هو أن "نقيم هناك (أي في فلسطين)جزءا من حائط لحماية أوربا في آسيا يكون عبارة عن حصن منيع للحضارة في وجه الهمجية" والثانية لكاتب يهودي ذي مقام عالي هو مكسيم رودنسون الذى قال "إن تشكيل دولة إسرائيل علي أرض فلسطين هو نتيجة لتطور يمكن إدراجه تماما في حركة التوسع الأوروبية الأمريكية الكبري في القرنين التاسع عشر والعشرين للاستيطان أو للسيطرة اقتصاديا وسياسيا علي الشعوب الأخرى "
أما المقولة الثالثة فهي لرئيس المؤتمر اليهودي العالمي "ناحوم جولدمان الذى ذكر "إن اليهود لا يريدون علي الإطلاق سوي فلسطين،لا لاعتبارات دينية بل لأن فلسطين ملتقي الطرق بين أوروبا وآسيا وأفريقيا ولأنها هي المركز الحقيقي للقوة السياسية العالمية والمركز الاستراتيجي للسيطرة علي العالم .(25) وإذا كانت بريطانيا في مرحلتها الاستعمارية أدت دور القوة الإمبريالية الخارجية،فإن قوي أخرى،كفرنسا وألمانيا أسهمت في هذا الدور في مرحلة من المراحل وبعد الحرب العالمية الثانية وبزوغ الولايات المتحدة الأمريكية كقوة اقتصادية وعسكرية عظمي ،انضوت إسرائيل تحت جناحها واستمرت الحماية والرعاية والتسليح والمعونات المالية والاقتصادية الأمريكية منذ ذلك الحين حتى بلغت في حرب 1973 حدا قوامه أن تضمن الولايات المتحدة لإسرائيل عدم الهزيمة بأن مدتها بجسر جوي نقل إليها أثناء القتال أحدث أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية ولا تزال تدافع عن إرهابها ضد أطفال فلسطين العزل .
رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود
المبحث الخامس
الاحزاب والقوى الضاغطه في اسرائيل
-------------------------------
لمحة عامة :
تعتبر الأحزاب الإسرائيلية الركيزة الأساسية التي بني عليها النظام الســـــياسي الاسرائيلى كما انها مثلت دورا مهما في الحياة السياسية والدســـــــــــــــــتورية ومما تجدر ملاحظته بالنسبة للأحزاب الإسرائيلية أن معظم هذه الأحزاب قد أسس قبل إقامة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة فحزب اغودات إسرائيل تألف عـــــــــــام 1912 في اوروبا وحزب مزراحي الديني تأسس في المجر عام 1902 وحزب الماباي ظهر عام 1930 وهو ثمرة اندماج حركة" هابوعيل هاتسعير" – العامل الفتي الذي تأسس عام 1909 واتحاد عمل "احدوث هاعفوداه" الذي تأسس عام 1919 وحزب المابام يرجع في أصله إلي حركة الحارس الفتي – "هاشومير هاتسعير" التي تأسست عام 1913 في فينا , ومع أن العقيدة الصهيونية تعتبر القاسم المشترك بين جميع الأحزاب إلا أنه يمكن تصنيف الأحزاب الإسرائيلية علي أساس مبادئها كما يلي : الاحزاب العمالية و الأحزاب اليمينية و الأحزاب الدينية .والأحزاب الشيوعية و كتل وحركات سياسية تتضمن القوائم العربية.(26)
أولا :- الأحزاب العمالية
وتشمل الحركات والأحزاب الصهيونية الاشتراكية التالية :
1- "حزب الماباي":
في عام 1946 تأسس حزب العمال الموحد (ماباي) الذي ضم هشومير هتسعير" الحارس الشاب وحركة "أحدوث عغفوداه بو علي تصيون" التي انفصلت عن المباي مع "هشومير هتسعير " وشكل الاثنان حزب العمال الموحد "ماباي" الذي ضم جميع العناصر اليسارية في الحركة العمالية االصهيونية وأصبح القوة الثانية في دولة إسرائيل .
وكان الوقت ملائما في بداية الستينات لأن يطرح الماباي فكرة توحيد جميع الأحزاب العمالية وذلك في عام 1963 وعشية حرب حزيران 1967 اختفت معظم الخلافات بين الأحزاب العمالية وكذلك بين الأجسام السياسية الصهيونية من اليمين واليسار فتشكلت حكومة التكتل القومي التي اشتملت على أقصي اليمين وأقصي اليسار.(27)
وفي عام 1969 وقبيل الانتخابات بفترة قصيرة اقيم حزب التجمع "المعراخ" وذلك باتحاد حزب العمل الإسرائيلي وحزب المبام الذي ترك شعار البديل لسلطة مباي وقد أعلنت حكومة المعراخ التي فازت بأغلبية صغيرة في انتخابات لكنيست الثامنة عام 1973 بأنها علي استعداد للدخول في مفاوضات مع الدول العربية المجاورة (مصر، الأردن ،سورية ولبنان)للوصول إلي سلام شامل ونهائي ولم تعترف حكومة المعراخ بالوجود الفلسطيني , وفي مؤتمر حزب العمل الرابع الذي عقد في الفترة ما بين
8-10/4/1986 وبحضور 3100 مندوب و 25 وفدا اجنبيا أقر حزب العمل برنامجه السياسي الجديد وقد تحدث البرنامج لأول مرة عن دولة أردنية – فلسطينية وعن ضرورة إنهاء السيطرة الإسرائيلية علي 1.300.000 عربي ويؤكد البرنامج السياسي إصرار حزب العمل علي الاحتفاظ بالمستوطنات القائمة في الأراضي العربية المحتلة كما يعرب عن استعداده للانسحاب من المناطق المكتظة بالسكان فقط وليس من جميع الأراضي العربية المحتلة واعتبار القدس عاصمة إسرائيل الموحدة. (28)
2- اتفاق ياحد / العمل :
في انتخابات الكنيست الحادية عشرة ظهرت قائمة انتخابية جديدة تحمل اسم ياحد(معا)بزعامة عيزرا وايزمن وقد فازت هذه القائمة بثلاثة مقاعد في الكنيست وكان لهذه القائمة الفضل الأكبر بعدم استطاعة الليكود تشكيل وزارة بزعامة شامير رغم أن وايزمن كان من زعماء الليكود في الماضي وشغل منصب وزير الدفاع في حكومة مناحم بيغن بعد انتخابات عام 1977 .(29)
3- مبام - حزب العمال الموحد :
يعتبر حزب العمل الموحد مبام حزب اليسار الصهيوني في إسرائيل ومحسوب علي اليسار الإسرائيلي ويري أن الاعتراف المتبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير يشكل مفتاح الحل الوحيد لازمة الشرق الأوسط علي أن تقوم منظمة التحرير إلي جانب اعترافها بإسرائيل وبقراري مجلس الأمن 242 و 338 بوقف التعامل مع الإرهاب وفي المقابل توقف إسرائيل مصادره الأراضي والمياه العربية وتوقف عملية الاستيطان في هذه الأراضي المحتلة وتفتح الآفاق أمام قيام دولة فلسطينية بين إسرائيل والأردن.(30)
ثانيا الأحزاب اليمينية :
تعود جذور معظم الفئات التي يتألف منها الليكود إلي العشرينات فحركة "حيروت" التي تشكل العمود الفقري "لليكود" هي امتداد لحركة الإصلاحيين التي تأسست عام 1925 بزعامة "جابوتنسكي" والتي انبثقت عنها المنظمة العسكرية القومية الإرهابية "اتسل" والتي كان "مناحيم بيغن" من أبرز قادتها ومحاربو "حرية إسرائيل الليحي" والتي كان شامير من أبرز قادتها وكان هذا اليمين الإسرائيلي قد عارض قرار مجلس الأمن رقم 181 والقاضي بتقسيم فلسطين إلي دولتين لأن الأيديولوجية التي يقوم عليها هذا اليمين تعتبر فلسطين الكاملة ملكا للشعب اليهودي دون منازع بل أن تطلعاته التوسعية تفوق ذلك (31)وبعد قيام إسرائيل تم الاتفاق بين جميع التنظيمات الإرهابية والعسكرية علي حل نفسها وأن تتحول إلي أحزاب سياسية إذا أرادت ذلك فشكلت كوادر الاتسل والليحي حزب حيروت وفي منتصف الستينات تلاقت أهداف حزب حيروت مع أهداف حزب الاحرار حيث شكل الحزبان كتلة واحدة عرفت باسم كتلة "حيروت الأحرار"التي عرفت باسم "جاحال"وخاضت "جاحال" انتخابات عام 1965 حيث حصلت علي 26 مقعدا وشكلت بذلك معارضة قوية ضد الحكومة العمالية وفي عام 1968 انسحب شموئيل تامير من جاحال وشكل قائمة مستقلة عرفت باسم قائمة "المركز الحر ", وفي عام 1973 (32)وبعد حرب أكتوبر شكلت جاحال وحركة أرض إسرائيل الكاملة بالإضافة إلي عضوين من القائمة الرسمية التي كانت تعرف باسم قائمة رافي وقائمة المركز الحر شكلت كتلة جديدة عرفت بكتلة الليكود التي حصلت في انتخابات عام 1973 علي 39 مفعدا وقبيل انتخابات عام 1977 عادت قائمة المركز الحر وانفصلت عن الليكود وبعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد انفصلت مجموعة من أعضاء مركز حزب حيروت الذين عارضوا الاتفاقية وشكلت حزبا جديدا بزعامة غيئولا كوهين عرف باسم هتحياه وفي عام 1981 انسحبت قائمة رافي من الليكود وبعد هذه المقدمة السريعة عن الليكود نحاول ان نلقي نظرة علي كتله وأحزابه المختلفة :
حزب حيروت:
حركة حيروت هي امتداد لحركة الإصلاحيين التي تأسست عام 1925 بقيادة فلاديمير جابوتنكسي , وفي عام 1940 انفصلت مجموعة بقيادة يائير شتيرن عن الاتسل بسبب معارضتها للتعاون العسكري بين الاتسل والقوات البريطانية واسست بعد عامين المنظمة العسكرية محاربي حرية إسرائيل "الليحي" واعتبرت هذه المنظمة اقصي اليمين وقد عرفت هذه المنظمة باسم جماعة "شتيرن" نسبة إلي أسم قائدها . وبعد الإعلان عن قيام إسرائيل أعلن مناحيم بيغن قائد منظمة " الاتسل" أن منظمته العسكرية قد حلت نفسها وأن العسكريين منها قد انضموا إلى " جيش الدفاع الإسرائيلي" بينما أسست العناصر المدنية بالاشتراك مع بعض عناصر " الليحي " حركة جديدة اسمها " حيروت " الحرية .(33)
حزب الليبراليين – الأحرار :
وتعود جذور حزب الأحرار-الليبراليين إلى بداية الثلاثينات حيث لم تستطع الأحزاب العمالية أو حركة الإصلاحيين بقيادة جابوتنسكي احتواء جميع قطاعات المهاجرين والمستوطنين في فلسطين , وفي عام 1965 كما سبق وذكرنا أقام حزب الأحرار مع حركة حيروت كتلة جاحال وقد عارضت عناصر " البروغرسيفيم " في حزب الأحرار هذا الاتحاد وانشقت عن الحزب وأقامت حزب " الأحرار المستقلين " الذي لا زال مستقلاً حتى اليوم , وانضم شارون لعضوية حزب الأحرار وتبنى عملية توسيع قاعدة جاحال الحزبية والشعبية . وقد نجح بضم المركز الحر والقائمة الرسمية وعناصر أخرى إلى جاحال . واستبدل الاسم بحزب التكتل , ومع نجاح الليكود في الانتخابات العامة للكنيست العاشره عام 1981 حصل الأحرار على 18 مقعداً في الكنيست وبعد تشكيل الحكومة حصلوا على 6 حقائب وزارية وظهرت بعض الخلافات بين الأحرار وحيروت حول مسائل السياسة الخارجية والأمن لكن في نهاية شهر آب 1988 تم الاتفاق من جديد بين قيادتي حيروت والأحرار للانصهار مع بعضهما البعض ليصبحا حزباً واحداً .(34)
حركة الشعب " لاعام " :
في مطلع عام 1976 أعلن عن تشكيل حزب جديد يحمل اسم " لاعام " وذلك باندماج ثلاث فئات أو حركات سياسية هي " رافي – القائمة الرسمية " التي تعتبر بقايا من قائمة بن غوريون الذي خاض من خلالها انتخابات الكنيست السادسة في قائمة مستقلة عام 1965 بعد انشقاقه عن المباي ، " والمركز المستقل " و " حركة أرض اسرائيل الكاملة ", وفي عام 1983 دار نقاش في أوساط " الليكود " و " لاعام " حول " تكتيل التكتل " وذلك كرد على حالة الوهن التي أصابت الليكود كاطار ، خاصة بعد عملية غزو لبنان عام 1982 . لكن هذا الاتفاق لم يدخل حيز التطبيق وبقيت " لاعام " كتلة مستقلة حتى ذابت بشكل تلقائي داخل الليكود ، والحركات الثلاث التي تتكون منها حركة لاعام هي القائمة الرسمية والمركز المستقل وأرض اسرائيل الكاملة http://www.almolltaqa.com/vb/images/smilies/frown.gif35)
القائمة الرسمية : وبدأ ظهورها : في الانتخابات التي جرت للكنيست السادسة سنة 1965 ، وبعد انشقاق دافيد بن غوريون عن حزبه مباي ، خاض المذكور تلك الانتخابات بقائمة مستقلة سميت قائمة رافي ، وترأس بن غوريون القائمة وتلاه موشي ديان فشمعون بيرس . (36)
المركز المستقل : وهم في الأصل جزء من المركز الحر والذي سيأتي ذكره .
" أرض اسرائيل الكاملة " :
برئاسة الجنرال المتقاعد وعضو الكنيست ابراهام يافه . وهو من عائلة عريقة ، ولقد استطاعت هذه الحركة إظهار نفسها كحركة كبيرة وواسعة الجذور . وتعمل بين يهود أميركا ، وقد اقامت لها عدة فروع هناك . ولها نفوذها بين الشببية الألمانية . (37)
المركز الحر :
في النصف الثاني لدورة الكنيست السادسة انشق عن حزب جاحال الذي كان مشكلاً من حزبي حيروت والأحرار أربعة أعضاء كنيست ، برئاسة عضو الكنيست شموئيل تمير وهو محام مشهور في إسرائيل ، وأعلنوا اقامتهم كتلة مستقلة في الكنيست أطلقوا عليها اسم المركز الحر . وقد كان ذلك سنة 1967 وفي أعقاب حرب تشرين عام1973 أصيبت إسرائيل بهزة عنيفة لم يعرف لها مثيل من قبل, أعطت الضوء الأخضر لإقامة حزب جديد بزعامة مناحيم بيغن منحته فرصة تاريخية نادرة للفوز في انتخابات الكنيست . ومن هذا المنطلق جرى تشكيل الحزب الجديد باسم " الليكود " أي " التكتل " من حزبي حيروت والأحرار ( بعد تصفية حزب جاحال ) إضافة إلى الأحزاب الصغيرة التي أشرنا إليها سابقاً وهي : المركز الحر ( و حركة أرض إسرائيل الكاملة ) و ( حركة لاعام ) .
- وفي شهر أيار 1976 تقدم حزب التكتل بمشروع قانون لحل الكنيست . وفي تشرين أول 1976 تقدم حزب التكتل باقتراع لحجب الثقة عن الحكومة وكانت ذروة هذه الحملة العنيفة التي شنها حزب التكتل لاسقاط حكومة العمال وإجراء انتخابات جديدة قبل موعدها القانوني قد أوصلت حزب التكتل إلى الحكم برئاسة مناحيم بيغن بعد مرور 30 عاماً من حكم العمال للكيان الصهيوني وأدت إلى زيادة التطرف اليميني والفاشي .
وقد تميزت فترة حكومة التكتل الثانية بتوقيع معاهدة الصلح المصرية – الاسرائيلية سنة 1979 وبغزو لبنان عام 1982 وما تمخض عنها من مجازر وخاصة مجازر صبرا وشاتيلا وبعدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي وبازمات برلمانية متتالية كان أبرزها اختفاء مناحيم بيغن عن الحلبة السياسية واستبداله باسحق شامير وبإلغاء اتفاق 17 أيار مع لبنان في أواخر عقد الثمانينات
رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود
ثالثا : الأحزاب الدينية
تعود جذور الأحزاب الدينية إلى أوائل القرن العشرين حين تأسست عام 1902 حركة المتدينين اليهودية الصهيونية " همزراحى" الشرقي . وفي العشرينات تفرع عن " همزراحي" التنظيم العمالي " هبوعيل همزراحي" أي العامل الشرقي الذى سعي إلي تنظيم وتوحيد صفوف العمال المتدينين الذين رفعوا شعار " التوراه والعمل" وأكد الحزب علي انه حزب صهيونى قومي الي جانب كونه دينيا ومن هذا المنطلق عارض الحزب الديني القومي " همزراحي" فرضية الحركة الصهيونية العلمانية بأن الدين موضوع شخصي ، ورأي أن مهام الحزب الأساسية تتلخص في تعميق روابط المستوطنين مع تعليم فرائض الدين اليهودي فانشقت فئة من " همزراحي" عن الكونغرس الصهيوني العالمي عام 1911 اثر قرار الكونغرس بأن شئون التربية والتعليم للمجتمع اليهودي في فلسطين منوطه بالمنظمة الصهيونية ، (39)اما التيار الديني المناهض للصهيونية فقد تجسد في " اغوادت يسرائيل" اي رابطة اسرائيل ، ففى عام 1901 باشر اليهود " الحرديم" أي المتطرفين دينيا بنشر الكتابات بشأن الحركة الصهيونية وكتب أحد زعمائهم انه لا يجوز التعامل مع حركة تيودور هرتسل ، وفي عام 1909 اقيم اجتماع شبة سري في المانيا حضرته المجموعات المتطرفه دينيا وقررت إقامة " اغودات يسرائيل" العالمية . لكن المتطرفين دينيا لم يباشروا العمل ضد الحركة الصهيونية حتي عام 1911 بعد ان قرر الكونغرس الصهيوني الذى انعقد في بازل ان يعرف جوهر القومية بالمعني المدني العلماني كما قرر ان شؤون التربية في " ارض اسرائيل" تقع ضمن صلاحيات واعمال الهستدروت ، فانشقت عقب هذا الكونغرس مجموعة من المتدينين المتعدلين الذين شاركوا في اعمال الكونغرس وعقدوا مع عناصر رابطة اسرائيل اجتماعا تأسيسيا في كاتوبيتش عام 1912 وبعد ذلك باشرت " اغودات يسرائيل" العمل (40)، وفي عام 1937 اجتمع مجلس حكماء التوراة وقرر انه يمكن اقامة " دولة يهودية " فقط اذا ماكانت التوراه تشكل دستورها الأساسي وان أي شكل من اشكال الحكم الأخري لا يمكن تسميته" بدولة يهودية " وبدأت " أغودات يسرائيل " تري في بناء وطن قومي لليهود ملجأ مؤقت يقى اليهود شر كوارث المهجر ، وعلي أثر ذلك انشقت مجموعة متطرفي " اغودات يسرائيل" عام 1939 واطلقت علي نفسها اسم " ناطوري كارتا " أي حراس المدينة ، وقد عارضت هذه الحركة قيام اسرائيل وهي لا تعترف بها حتي يومنا هذا وتعتبر ناطوري كارتا الصهيونية ومشروعها " دولة اسرائيل " اكبر كارثة للشعب اليهودي .ومنذ عام 1944 تغير ت وجهه نظر " اغودات اسرائيل" وفرعها العمالي " بوعلي" اغودات يسرائيل" من اقامة " دولة اليهود " وبدأت تري في "دولة اليهود" بداية الخلاص وان واجبها يتمثل في السعي لضمان طابع ديني في الحياة اليومية لمواطني هذه " الدولة " وقد عارضت اغودات اسرائيل وبوعلي اغودات يسرائيل مشروع التقسيم من منطلقات دينية محضة والاستيطان فريضة دينية لليهود المتدينين بينما يعني الأستيطان لليهود الصهيونيين دعما لبناء الوطن القومي. وقبيل الانتخابات للكنيست الأولي عام 1949 توحدت جميع الأحزاب والحركات الدينية همزراحي وهبوعيل همزراخي واغودات اسرائيل وبوعلي اغودات يسرائيل في جبهة دينية موحدة وخاضت الانتخابات وحصلت علي 16 مقعدا ثم انقسمت الجبهة الدينية عام 1951 الي اغودات يسرائيل وبوعلي اغودات يسرائيل وحصلت علي خمسة مقاعد لانتخابات الكنيست الثانية بينما حصل همزراحي الموحد علي عشرة مقاعد .(41)
وفي عام 1956 اتحد همزراحي مع هبوعيل وأسس الحزب الوطني الديني " المفدال" الذى حصل علي 12 مقعدا في انتخابات الكنيست من عام 1959 – 1973 وشكل طوال هذه الفترة الشريك الأساسى في الائتلافات الحكومية التي قادها حزب المباى وبعده المعراخ منذ قيام اسرائيل وحتي عام 1977 . (42)
الحزب الوطني الديني : ( المفدال)
هو الجناح الإسرائيلي لمنظمة مزراحي العالمية التي يعود تاريخ إنشاءها إلى عام 1902 وفي الدستور المشترك للحزب الديني القومي – المفدال وهستدروت هبوعيل همزراحي الذى صودق عليه عام 1979 وضعت المبادىء الأساسية للحزب ومن أهمها " ان الحزب يصبو الي تجديد حياة شعب اسرائيل في ارض اسرائيل بموجب توراة اسرائيل " ويري الحزب في وحدة الشعب والرابطة المشتركة بين الشعب في صهيون والمهجر ولم الشتات والاستيطان علي الأرض المبدأ الأساسي لليهودية ويؤكد المفدال ان واجب الفرد والمجموع هو دعم كيان هذا الشعب في أرضة الي جانب ذلك يؤكد المفدال علي ان الحاخامية الكبري هي السلطة الدينية العليا في " الدولة " أما بالنسبة لسياسة الحزب المتعلقة بالمواطنين العرب في فلسطين المحتلة عام 1948 فإن الحزب يعمل علي ضمان الحقوق المدنية لهؤلاء دون وجود لاية هوية قومية لهؤلاء العرب وقد واجه حزب المفدال تحديات كبيرة كان لها مردود سلبي علي قواعده الانتخابية ومن بين هذه التحديات موضوع " السيادة اليهودية " علي جميع أرجاء " أرض اسرائيل" بحيث لم يستطع الحزب الخروج بموقف موحد بشأن مصير الأراضي العربية المحتلة ، فانشق عن الحزب حاييم دروكمان وأسس كتلة " متساد" عام 1983(44) ، كذلك فقد المفدال قواعده في اوساط حركة " غوش ايمونيم" بعد قيام حركة " هتحيا " التي كانت نشيطة في التعبير عن رفضها لأي انسحاب أو تنازل عن الأراضي العربية المحتلة وبذلك انتزعت هذه الحركة لنفسها دور الحارس الأمين " للاراضي المحررة " وبعد دخول " اغودات يسرائيل" الائتلاف الحكومي عام 1977 وفي حكومة الليكود فقد المفدال طابعة كحزب ديني وحيد مدافع عن مطالب ومصالح المتدينين من الحكومة كذلك صعد ظهور حركة " تامي " حدة المسألة الطائفية.(45)
أغودات يسرائيل- وبوعلي اغودات يسرائيل :
واغودات يسرائيل حركة يهودية عالمية تأسست عام 1909 بعد انسحاب بعض الأعضاء من منظمة مزراحي ، وأعتمدت التوراه مبدأ أساسيا لحل جميع القضايا اليهودية وحتي الحرب العالمية الثانية عارضت هذه الحركة الصهيونية وحاربتها بشدة وفي عهد الانتداب البريطاني عارضت اغودات يسرائيل مؤسسات الاستيطان العبري المنظم وقاطعت الكنيست الاسرائيلي وحاربت المؤسسات التعليمية العبرية وفرض اللغة العبرية كلغة حديثة وفي عام 1947 عقدت اغودات يسرائيل اجتماعا عاما شكلت في نهايته المجلس المركزي لها برئاسة الرابي ليفين ، وقد حصل تقارب نسبي بين الحركة والصهيونية في الفترة التي اعقبت الحرب العالمية الثانية حيث توطدت العلاقة بين الحركة ورئيس الوكالة اليهودية انذاك دافيد بن غوريون وقد اشتركت هذه الحركة في الانتخابات الأولي للكنيست بائتلاف مع قائمة هبوعيل همزراحي حصل علي 16 مقعدا في الكنيست وكانت القوة الحزبية الثالثة انذاك . وفي اواخر عام 1982 انشق عن " اغودات يسرائيل" مجموعة من اليهود المعصبين دينيا من طوائف الشرق واقاموا حركة " شاس" بمعني شرقيين محافظين عن التوراه وجاءت اقامة هذه الحركة تعبيرا عن الاضطهاد الذى يشعر به الشرقيون .(46)
حركة شاس :
وفي الانتخابات للكنيست الحادية عشرة خاضت حركة شاس الانتخابات بقائمة مستقلة ونجحت في تحقيق نجاح غير متوقع حيث حصلت علي اربعة مقاعد في الكنيست ، وقد شاركت حركة شاس في الائتلاف الحكومي وانتدب عن الحركة عضو الكنيست يسحق بيرتس وزيرا للداخلية ، الا ان هذا الحزب ترك الحكومة واستقال بيرتس من وزارة الداخلية بسبب اقرار محكمة العدل العليا الأسرائيلية تسجيل سيدة يهودية من ام مسيحية في سجل السكان بأنها يهودية وكان علي وزير الداخلية ان يوقع علي قرار التسجيل بوصفه الوزير المسؤول عن سجل السكان ولهذه الأسباب وكما ذكرنا انسحبت شاس من الحكومة . (47)
عمال أغودات يسرائيل :
تأسس حزب العمال اغودات يسرائيل في بولندا سنة 1922في مدينة لودج الصناعية التي يشكل العمال فيها الأغلبية ، وقد خاض عمال اغودات اسرائيل معركة انتخابات الكنيست الأولي في جبهة دينية موحدة بينما خاض انتخابات الكنيست الثانية في قائمة مستقلة وفي انتخابات الكنيست الثالثة – 1955 دخل الانتخابات في قائمة مشتركة مع اغودات يسرائيل وشكلا معا جبهة دينية توراتية ثم حلها بعد دخول عمال اغودات اسرائيل في حكومة بن غوريون وذلك عندما اصدر مجلس حكماء التوراه فتوى بمقاطعة الحكومة ، وفي انتخابات الكنيست الثامنة عام 1973 خاض الحزبان الانتخابات بقائمة موحدة واكدا في برنامجهما الانتخابي انهما يعملان بتوجيه من مجلس حكماء التوراة الذى يري في التوراه وتعاليمها الحارس الأمين لكيان واستمرارية شعب اسرائيل لكن عمال اغودات اسرائيل واغودات يسرائيل انفصلا ثانية في انتخابات الكنيست التاسعة عام 1977 فحصل أغودات يسرائيل علي أربع مقاعد بينما حصل عمال أغودات يسرائيل على مقعد واحد وفي المجال الداخلي شكل فرض الطابع اليهودي الديني علي المجتمع في " الدولة " أحد أهم اهداف " عمال اغودات يسرائيل" في برنامجهم الانتخابي وذلك من خلال سن القوانين المدنية في الكنيست .(48)
حزب الوسط الديني " مماد"
يأتي تشكيل هذا الحزب من الذين انشقوا عن المفدال وبتأييد من حزب العمل ويعتبر الحاخام يهودا عميطال رئيس المدرسة الدينية في " الون شقوت " في غوش عتصيون ورئيس الحزب الديني الجديد الذي عقد اجتماعا يوم 28/4/1988 في البلدة القديمة بالقدس مع رؤساء الجماعات الدينية المعتدلة " طرق السلام" والشجاعة من اجل السلام لاقامة حزب الوسط الديني الجديد وخوض انتخابات كينيست عام 1988
رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود
رابعاً : كتل وأحزاب سياسية اخري:
حزب الأحرار المستقلين :
وينحدر حزب الأحرار المستقلين من بعض عناصر حزب الصهيونيين العموميين ومن الحركة التي عرفت " بالهجرة الجديدة" اللذان شكلا ما عرف بحزب " البروغرسيفيم" أي التقدميين ، والذي شكل مع حزب الصهيونيين العموميين – حزب الأحرار – وعندما اتحد حزب الأحرار مع حركة حيروت عام 1965 في حزب " جاحال" انفصلت مجموعة صهيونية معتدلة مع حزب الأحرار وشكلت حزب الأحرار المستقلين وفي الواقع لا يوجد لهذا الحزب تأثير في الحياة السياسية .(50)
حركة التجدد الوطني – تيلم
في أوائل عام 1981 انفصلت " القائمة الرسمية " وهي من بقايا قائمة " رافي" عن الليكود وذلك باستقاله يغثال هورفيتش من منصبه كوزير للمالية الأمر الذى عجل في اجراء الانتخابات العامة التي تقرر ان تتم في 30 حزيران 1981 بدلا من تشرين الثاني وقبيل المعركة الانتخابية للكنيست قررت ادارة " رافي " الانضمام الي حركة " تيلم " حركة التجدد الوطني " بقيادة موشى ديان وبعكس التوقعات حصلت " تيلم " علي مقعدين فقط في الكنيست اشغلهما موشي ديان ومردخاي بن بورات ولم تنضم " تيلم " الي الائتلاف الحكومي بقيادة الليكود عام 1981 ومع وفاه ديان بدأ هذا الأطار بالتفكك بسبب الخلافات حول استمرارية العمل في هذا الأطار والانضمام للائتلاف الحكومي او الانضمام للمعراخ أو الانضمام الي الليكود .(51)
الحركة الصهيونية المتجددة – تسوميت
بعد عملية غزو لبنان في اواخر عام 1983 وبعد اعتزال رئيس الاركان الاسرائيلي رفائيل ايتان الخدمة العسكرية عقدت حلقات سياسية تبلور عنها اقامة حركة جديدة بزعامة ايتان اطلق عليها اسم تسوميت – الحركة الصهيونية المتجددة وعقدت هذه الحركة في تشرين ثان عام 1983 اجتماعا قطريا لنشيطيها في شمال " البلاد " برئاسة رفائيل ايتان
الذي قرر خوض الانتخابات في اطار سياسي يوحد جميع قوي اليمين المتطرف التي تضم قادة " هتحيا " و " تسوميت " وأعلن عن توحيد الحركتين يوم 22/ 5/1984 حتى تم انفصالهما عام 1987 لكن إيتان نفسه نجح في انتخابات الكنيست عام 1988.(52)
حركة هتحيا :
يطلق الخصوم السياسيون لحركة هتحيا علي اعضائها لقب الفاشيين أما الخصوم الأكثر حذرا فقد اعتادوا القول بأن جوهر هتحيا فاشي وقد تكونت حركة هتحيا من المنشقين والغاضبين والمصابين بخيبة أمل من حركة العمل وهم من الرجال الذين عاشوا في الظل داخل حزب العمل وقد حصلت حركة هتحياه علي ثلاثة مقاعد في انتخابات الكنيست العاشرة أشغلها يوفال نئمان زعيم الحركة وغيئولا كوهين التي انفصلت عن حيروت عام 1979 وحنان بورات الذي انفصل عن المفدال وقد جاء هؤلاء الثلاثة من جذور مختلفة فحنان بورات جاء بجذوره المتدينة وغيئولا كوهين من تيار المحافظين علي التقاليد بينما يعتبر يوفال نئمان من العلمانيين وقد انضمت حركة هتحياه إلي حكومة بيغن وحصل يوفال نئمان زعيم هذه الحركة علي عضوية الحكومة بمنصب وزير دولة سنة 1982.(53)
حركة التغيير –شينوي-
تشكلت هذه الحركة بعيد حرب تشرين 1973 نتيجة للاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة الإسرائيلية وتشكلت الحركة بزعامة البروفسور امنون روبنشتاين وهو من مواليد عام 1933 وينتمي لأسرة ميسورة ويعتبر رجلا سياسيا وأقام حركته التي أطلق عليها اسم التغيير شينوي بالتعاون مع شخصيات مثقفة ومعتدلة ومع سقوط حكومة شامير خاضت الحركة شينوي الانتخابات العامة للكنيست الحادية عشرة لعام 1984 وحصلت علي ثلاثة مقاعد .(54)
حزب الوسط
حركة المركز وهي الحزب الجديد المكون من شينوي والحزب الليبرالي المستقل وبضعة أعضاء منشقين عن الليكود تهدف إلي السيطرة علي ميزان القوي في الكنيست من الأحزاب الدينية . ويرأسها موشي كول من الحزب الليبرالي المستقل عند التوقيع علي الاتفاقية الموحدة في بيت سوكولوف بتل ابيب يوم 2/8/1987 .(55)
الحركة الديمقراطية للتغير –داش-
كان هدف الحركة منذ البداية اشغال مكانة حزب مركزي بحيث يشكل الكفة المرجحة للائتلاف حكومي يميني وعشية الانتخابات التاسعة للكنيست عام 1977انتظمت حركة داش برئاسة يغتال يادين البروفيسور في علم الآثار ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي عام 1950 وشكلت مزيجا من حركات سياسية واجتماعية صغيرة وحاولت الانضمام للائتلاف الحكومي بهدف خلق قاعدة برلمانية عريضة للحكومة التي شكلها الليكود آنذاك –لكن-وأثر قرارها الانضام للحكومة حصلت في صفوفها خمسة انشقاقات أدت إلي بقاء الحركة الديمقراطية للتغيير بثلاثة أعضاء كنيست ووزيرين وقد أعلنت الحركة في مطلع عام 1981 عن حل نفسها.(56)
حركة حقوق المواطن راتس
هي الحركة من أجل حقوق المواطن راتس هي اسم لحركة صغيرة ليس في عمرها فحسب بل وفي عدد أعضائها وهي ليست في حاجة إلي العديد من الأعضاء لأنها حركة شخصية لعضو الكنيست شلوميت الوني. وفي برنامجها السياسي الذي صاغته في أعقاب مؤتمرها الذي عقدته يوم3/7/1988 أعلنت أن الخيار الفلسطيني هو الطريق الوحيد للتوصل إلي السلام والهدوء في المنطقة فيما طالب البرنامج إسرائيل بالاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وطلب من منظمة التحرير الفلسطينية الاعتراف بحق الوجود السيادي لإسرائيل وذلك حتي تستطيع المنظمة الاشتراك في المفاوضات .(57)
حركة تامي
بعد الاتهامات المتعددة التي وجهت لوزير الأديان السابق اهارون ابو حصيرة الذي كان ينتمي إلي الحزب الوطني الديني المفدال والتي أدت إلي تقديم أبو حصيرة إلي القضاء بتهمة الأختلاس والرشوة والإهمال ولجأ أبو حصيرة واتباعه للدفاع عن أنفسهم والقول بأن كل ما يتعرض له أبو حصيرة من إهانات يرجع لأنه شرقي ومن هنا ولدت فكرة إقامة هذا الحزب الجديد في محاولة لكسب أصوات أكبر عدد ممكن من اليهود الشرقيين وقد كان ذلك عشية انتخابات الكنيست العاشرة عام 1981 والتي اسفرت عن فوز تامي بثلاثة مقاعد في الكنيست انضم علي أثرها أبو حصيرة للائتلاف الحكومي واسند إليه منصب وزير العمل والاستيعاب والرفاه الاجتماعي .(58)
حركة موليدت (الوطن)
لم يحظ بيت الصحافة المعروف باسم ناحوم سوكولوف بمثل هذه الحراسات الأمنية سابقا لحماية المؤتمر التأسيسي الأول لحركة موليدت حركة امناء أرض إسرائيل الذي جري بتاريخ 23/8/1988 . وسط ملصقات كتب عليها اطردوا العرب إلى الخارج . (59)
حركة كاخ رابطة الدفاع اليهودية
حركة كاخ هي حركة عنصرية أسسها الإرهابي مئير كهانا عام 1972 وتعتبر امتدادا طبيعيا للحركة التي أسسها مئير كهانا عام 1969 في أعقاب هجرته من الولايات المتحدة إلي إسرائيل في نفس العام وحركة كاخ تمثل أحد أكثر الأطراف والكتل السياسية تطرفا في إسرائيل حيث أنها تدعو إلي قيام دولة إسرائيل الكبري خالصة أي أن يكون مواطنوها من اليهود فقط وطرد العرب إلي الخارج بل وقتلهم .(60)
حركة غوش ايمونيم
وهي حركة استيطانية تكونت في بداية الفترة التي أعقبت حرب تشرين 1973 وبتأثير من حركات الاحتجاج الكثيرة التي سادت أوساط المجتمع في ضوء نتائج تلك الحرب ومنذ تأسيسها تعمل هذه الحركة بصفتها الروح الشريرة للسياسة الصهيونية ويتصرف عناصرها في الأراضي العربية المحتلة وكأنها دولة لهم يتجاهلون القانون ويبثون الإرهاب والرعب بين المواطنين العرب
-------------------------------
التالي
خامساً : الأحزاب الشيوعية والقوائم العربية :
رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود
خامساً : الأحزاب الشيوعية والقوائم العربية :
كان في فلسطين أيام الانتداب البريطاني حزبان شيوعيان أحدهما عمال شيوعي فلسطيني وأغلبيته من اليهود والثاني عصبة التحرر الوطني وأغلبيته من العرب وبعد قيام إسرائيل ونزوح معظم السكان العرب لم يبق إلا عدد ضئيل من عصبة التحرر الوطني فاتحد الحزبان في حزب واحد باسم الحزب الشيوعي الإسرائيلي . وكانت أهداف الحزب الشيوعي الإسرائيلي ترتكز علي إقامة نظام اشتراكي في إسرائيل . وتثبيت سيادة إسرائيل وإعطاء المواطنين حقوقهم التامة وتحسين معاملة العرب . وفي السنوات الأول لقيام إسرائيل أيدت أغلبية هذا الحزب المظاهرات التي نظمتها الأقلية العربية في فلسطين المحتلة عام 1948 ولاقي الحزب الشيوعي تأييدا كبيرا لدي الأقلية العربية. غير أن الحزب وبمرور الوقت أخذ يتحول عن خطه واخذ يدافع عن إسرائيل في المحافل الدولية الأمر الذي أحدث انقساما في صفوفه فانقسم إلي قسمين :
الأول :ويكاد يكون عربيا صرفا يتزعمه توفيق طوبي واميل حبيبي ومئير فلنر.
والثاني ويكاد يكون يهوديا صرفا وتزعمه شموئيل ميكونيس وموشي سنية واستير فلانسكه
وخاض الحزبان انتخابات الكنيست السادسة بلوائح منفصلة واتخذ القسم اليهودي اسم الحزب الشيوعي الإسرائيلي بينما اتخذ القسم العربي اسم الحزب الشيوعي الجديد(راكاح). والذي فاز بثلاثة مقاعد في الكنيست عام 1965 وحده وصلت إلى أربعة مقاعد في انتخابات عام 1974 . (62)
الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة –حداش
في مؤتمر الثامن عشر الذي عقد في كانون اول عام 1976 دعا حزب الشيوعي الإسرائيلي إلي إقامة جبهة عريضة لخوض الانتخابات العامة التاسعة للكنيست لتكون المدافع عن الحريات الديمقراطية والأقلية العربية ولقيت هذه الدعوة تجاوبا من عدد من الهيئات والتنظيمات السياسية والشخصيات العامة حيث تم تشكيل الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وضمت كل من :الحزب الشيوعي الإسرائيلي راكاح و جناح من الفهود السود و اليسار الإسرائيلي –شاي- و جبهة اليسار و رؤساء سلطات محلية عربية و اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي و جبهات ديمقراطية محلية و لجنة المبادرة الدرزية و شخصيات وهيئات اجتماعية عربية ويهودية وخاضت هذه الجبهة انتخابات عام 1977 وحصلت علي خمسة مقاعد في انتخابات الكنيست عام 1981 علي أربعة مقاعد شغل أحدها ممثل عن الفهود السود. ثم فازت بأربع مقاعد في انتخابات عام 1984م. (63)
القائمة التقديمية للسلام والمساواة
القائمة التقديمية للسلام والمساواة هي قائمة مشتركة عربية يهودية شكلت عام 1984 وخاضت انتخابات الكنيست الحادية عشرة عام 1984 لأول مرة وفازت بمقعدين في الكنيست الأول لرئيس القائمة المحامي محمد ميعاري والثاني للدكتور ماتي بيلد .(64)
الحزب الديمقراطي العربي "مداع":
قرر عبد الوهاب دراوشة الانسحاب من حزب العمل حيث أعلن عن ذلك أثناء مظاهرة السلام التي أقيمت في مدينة الناصرة تأييدا لسكان الاراضي العربية المحتلة وقرر إقامة أول حزب سياسي عربي في فلسطين المحتلة عام 1948 ويعمل علي أسس ديمقراطية ويكون أعضاؤه من الفلسطينيين الذين سيكون بمقدورهم من خلال هذا الحزب زيادة عدد ممثليهم في الكنيست وقد ضم الحزب في صفوفه منذ اليوم الأول للإعلان عنه وقبوله كشعبة سياسية مستقلة في الكنيست(16) رئيس مجلس محلي و20 نائبا لرؤساء مجالس محلية و120 عضوا في مجالس محلية إضافة إلي عدد كبير من رجال الدين والأعمال والثقافة في الوسط العربي زاد عددهم عن 650 عضوا . خلال المؤتمر التأسيسي الذي عقد يوم 9/4/1988 م. (65)
حركة السلام والمساواة شيلي
تتألف حركة السلام والمساواة - شيلي - التي شكلت في العام 1977 من بقايا الحزب الشيوعي الإسرائيلي ماكي وحركة هعولام هزه وتعني هذا العالم وبعض عناصر من الفهود الأسود بالإضافة إلي شخصيات مثل آرييه ألياف وظهر معظم عناصره في الانتخابات الثامنة للكنيست عام 1973 في قائمة موكيد التي تأسست في صيف 1973 والتي حصلت علي مقعد واحد شغله الجنرال الاحتياطي مئير بعيل .(66)
اليسار الاشتراكي الإسرائيلي شاي
شاسي إحدي الحركات المتعددة التي قامت في الوسط اليهودي في أعقاب حرب حزيران 1967 وباشرت عملها منذ عام 1969 تحت اسم اليسار الإسرائيلي الجديد سياح.
وخلال عام 1975 تبلورت حركة سياح كتنظيم يساري معاد للامبريالية الأمريكية . يدعو إلي سياسة خارجية لإسرائيل تتوافق ومفهوم الحياد الإيجابي . وانضمت إلى قائمة الجبهة الديمقراطية للسلام في الانتخابات العامة للكنيست عام 1977 م. (67)
المنظمة الاشتراكية متسبين
في أعقاب النقاش والخلاف الحادين داخل الحزب الشيوعي الإسرائيلي حول جوهر الصهيونية وكيفية توجه الحزب إلي هذه المسألة انفصلت مجموعة عن الحزب وبادرت إلي تأسيس تنظيم خاص بها عام 1963 وانضم إلي هذا التنظيم مجموعة من التروتسكيين غير المنظمين والذين كان لهم نشاط في العمل خلال الثلاثينات والأربعينات ومن أبرزهم جبرا نقولا عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي الفلسطيني في الثلاثنيات. ولم يتعد عدد المنتظمين في المنظمة عام 1963 بضع عشرات وفي عام 1972 انشقت الأقلية في فرع ماتسبين في تل ابيب وكونت مع فروع ماتسبين في القدس وحيفا العصبة الشيوعية الثورية متسبين ماركسي ولسان حالهم صحيفة ماتسين بينما بقيت الأكثرية تعمل في فرع تل ابيب تحت اسم المنظمة الاشتراكية في إسرائيل. وفي عام 1979 اتحدث العصبة الشيوعية الثورية مع المجموعة الشيوعية الفلسطينية الشرارة . وأخيراً انضمت إلى قائمة الجبهة الديمقراطية في انتخابات عام 1984 م (68)
حركة السلام الآن
في أعقاب زيارة الرئيس المصري أنور السادات لإسرائيل في شهر تشرين الثاني عام 1977 بادر نحو 348 ضابطا وجندي احتياط بعقد مؤتمر صحفي أعلنت خلاله أنها ستباشر بالعمل الجماهيري من أجل السلام تحت شعار السلام أفضل من أرض إسرائيل الكاملة وقد وجدت هذه الحركة تجاوبا جماهيريا مع نشاطاتها التي تجند لخا أعضاء كنيست كتاب،أدباء،محاضرون، رجال أعمال. وقد أصدرت حركة السلام الآن نشرة تحت عنوان السلام الآن أكدت فيها أنها حركة صهيونية في دولة لم تعد صهيونية. وفي كانون ثان 1984 أصدرت الحركة ورقة بعنوان موقفنا أكدت فيه مجددا علي أربعة أهداف رئيسية تسعي لتحقيقها: إسرائيل التي تجسد الصهيوينية كحركة تحرر قومي للشعب اليهودي في وطنه. - هي التي تعيش بأمن وسلام مع جاراتها وهي التي يتمتع مواطنوها بالمساواة والحرية بلا فرق بين الدين والقومية وهي التي تستطيع أن تكون مركزا لهجرة وتضامن يهود المهجر معها. وهذا يتطلب اعتراف متوازن بين إسرائيل والفلسطينيين. (69)
حركة الفهود السود
حركة الفهود السود هي الحركة الوحيدة التي قامت في إسرائيل علي خلفية التمييز الطائفي والحقيقة أن جذور الحركة ترجع إلي ممارسات الحركة الصهيونية قبل قيام الدولة فقد عملت المؤسسات الصهيونية علي تشجيع هجرة اليهود غلي فلسطين خصوصا يهود اليمن ليشكلوا يدا عاملة رخيصة بدل اليد العاملة العربية في قطاع الاقتصاد اليهودي قبل قيام إسرائيل علي أمل ان يتسني للحركة تحقيق فكرة العمل العبري الصرف وتجسيدها وقد نشرت الصحف اليومية عن شباب أسمتهم عاطلين عن العمل وجانحين قالوا:"سنكون فهودا سودا في إسرائيل وسنقيم تنظيما ليعمل ضد الحكومة الإشكنازية أي اليهود الغربيين هذا وقد أشارت الدراسات الاجتماعية إلي أن 50 بالمئة من سكان الأحياء الفقيرة أكدوا أن مجموعة الفهود كانت محقة في جميع أو قسم كبير من ادعاءاتها وحركة الفهود السود هي الحركة الوحيدة في إسرائيل التي لم تستعمل تعريف صهيوني أو مناهص للصهيونية في برامجها ومناشيرها وأعمالها فقد قال أحد قادة الحركة :أبرجيل قد لا نكون مخلصين لقوانين الدولة التي تخدم طائفة معينة وقد لا نقبل بدولة في ظل حكومة تخدم مصالح الأقلية ولكن نحن أبناء مخلصون للدولة وللاسم اليهودي.
رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود
المبحث السادس
-------------
المتغيرات السياسية على الساحة الاسرائيلية
مقدمة:-
لقد انتهي عقد الثمانيات والمشاكل السياسية علي اسرائيل والعالم العربي تتزايد حدتها ولكن انهيار النظام العربي شجع النظام السياسي الاسرائيلي علي توطيد اركانه وتثبيت كيانه مما رفعه الي التعامل مع عرب 1948م كجزء من المعادلة الاقليمية التي سيكون في نهاية المطاف هو القائد لها – وبالتالي يحتاج الي مواطنية هذه الاقلية بصورة او باخري وهذا ما سوف نلمسه في المتغيرات السياسية علي الساحة الاسرائيلية.
اولا / هجرة اليهود الروس وتهجير عرب فلسطين :-
1- اليهود الروس فى اسرائيل:-
خلال السنوات الاربع (1990 – 1993) هاجر اكثر من نصف مليون مواطن من الاتحاد السوفيتى سابقاً الى اسرائيل الامر الذى ادى الى ازدياد عدد سكانها بنسبة 10% ، وكانت اكثرية المهاجرين الراشدين من خريجى الجامعات السوفيتية او المعاهد التكنولوجية .
كما كانت الفئة الاكبر بين هؤلاء مهندسين ومهندسين معماريين ومن المفترض نموذجيا الا يكون القادمون الجدد زيادة رقمية فى عدد سكان اليهود فى اسرائيل فحسب ، بل ان يوفر ايضا (لجيل واحد على الاقل) المواهب والكفاءت التى تحتاج اليها اسرائيل لتوسيع الانتاج فى الاقتصاد الموجه نحو التصدير والقائم على تكثيف العمل والتكنولوجيا المتطورة . لكن العدد انخفض بصورة دراماتيكية ، ليستقر على 6000 مهاجر شهريا فى سنة 1993 كما تراجع بصورة ملحوظة مستوى مؤهلات المهاجرين وكفاءاتهم وبدلا من الاكثرية الساحقة من خريجى العلوم والفنون ، كان العدد الاكبر من القادمين ، خلال سنة 1994 من الفنيين و الحرفيين
لذا يدور هناك جدال علنى بشأن ما اذا كان عبء استيعاب المهاجرين ليس اكبر من الفوائد الكامنة فى اعدادهم ومهارتهم وتشير الاستطلاعات الدورية للاراء ، منذ عام 1989 الى انه فى حين يؤيد معظم الاسرائيلين القدامى لفظيا مبدا الهجرة فان اغلبيتهم وخصوصا اولئك الذين ينتمون الى الشرائح الاجتماعية الاقتصادية والاقل تحصيلا علميا تعتقد ان القادمين الجدد يتعاملون بمعاملة تفضيلية على حسابهم وهم غير مستعدين للقيام بدور ناشط من اجل استيعابهم ، اما الاقلية العربية فى اسرائيل التى يتدنى مستوى الكثير من الخدمات فى قراها ومدنها الى ما دون المعدل ، فهى ممتعضة بصورة خاصة من القادمين الجدد
ان الدور الذى تقوم به الحكومة الاسرائيلية والمؤسسات شبه الحكومية تاريخيا وتقليديا ، حيوى فيما يسمى "استيعاب المهاجرين" فالمهاجرون الجدد كلهم تقريبا ينقلون الى اسرائيل على حساب الوكالة اليهودية . وهى منظمة صهيونيه شبه حكومية يديرها جزئيا يهود الشتات والدائرة الحكومية المعنية ، اى وزارة الاستيعاب ، فبموجب قانون العودة الزمت اسرائيل نفسها عقب قيام دولتها بان تستقبل اى يهودى او اى فرد فى اسرة يهودية يطلب المواطنية الاسرائيلية ومن الصعب تصوران تقدم اية دولة اخرى بحجم اسرائيل اقل تكريسا لمبدا الهجرة كوسيلة انقاذ على استقبال مثل هذه الاعداد الضخمة من المهاجرين ، الذين لم يحملوا معهم شيئا سوى مهارتهم خلال مثل هذه الفترة القصيرة . وفى اية حال اتيح لاسرائيل فى الاعوام التى سبقت البريسترويكا فرصة كافية لدراسة المشكلات والصعوبات بالنسبة الى الدمج الاجتماعى لليهود الذين ترعرعوا فى ظل الحكم السوفيتى فقد استطاع الوصول الى اسرائيل منذ السبعينيات وما بعدها نحو 150.000 يهودى من الاتحاد السوفيتى ومع ان الكثيرين من هؤلاء واجهوا الصعوبات نفسها التى يواجهها المهاجرون اليوم فان اندماجهم فى المجتمع كان ناجحا
ان نجاح اسرائيل فى استيعاب المهاجرين الروس الاوائل بصرف النظر عن كونهم اقل عدد بكثير يعود جزئيا على الاقل الى ان الوضع الاقتصادى الاسرائيلى فى السبعينيات ، وخصوصا بعد حرب "يوم الغفران" سنة 1973 كان راكداً وصناعتها غير متطورة نسبيا والمهارات التى حملها المهاجرون معهم كانت مطلوبة اكثر ومع التحديث المتدرج للاقتصاد واقترابه اكثر الى المستويات الغربية ازداد انتشار البطالة حتى تراوحت نسبتها سنة 1989 ، ما بين 4% و7% وهى اليوم اكثر من 10% وبوصول المهاجرين من اتحاد الجمهوريات المستقلة ، ازدادت القوى العاملة بنسبة 8% خلال ثلاث اعوام اى اكثر مما يمكن للاقتصاد الاخذ فى التغير ان يستوعبه ، ومن اجل تلبية الحاجات السكنية التى تضاعفت اربع مرات بسبب وصول المهاجرين فى سنتي 1991 و1992 ، عكست الحكومة توجها عمره عشرون عاما نحو خصخصة سوق الاسكان ( من 28% فى ميزانية تطوير المشاريع الانشائية سنة 1975 الى 2% سنة 1989 ) .
وهكذا قفزت مشاريع البناء من معدل قدرة 1000 وحدة سكنية سنة 1989 الى 120.000 وحدة خلال السنتين الاوليين من الهجرة من اتحاد الجمهوريات المستقلة وبالتزامن مع ذلك عادت الحكومة الى اتباع الساسية الرامية الى توزيع السكان فى المناطق الواقعة فى الاطراف : الجليل والنقب و القدس اى المناطق التى تقع على الحد الفاصل بين اسرائيل والاراضى المحتلة . ويعود تاريخ هذه السياسة الى قيام الدولة نفسها فالجهود المبذولة لبناء مدن تطوير " فى منطقة الجليل ذات الاغلبية العربية وفى مناطق النقب الخالية ، كانت فى البداية تدبيرا امنيا اما اليوم فانها تقوم على تبريرات اقتصادية . وقد وفر ازدهار سوق البناء فرص عمل للاسرائيليين القدامى وللمهاجرين على السواء . كما ساهم فى تطوير بقى متاخرا فى مجال التكنولوجيا بسبب استخدام العمالة العربية الرخيصة من الاراضى المحتلة .
ويعانى جميع المهاجرين صدمة ثقافية فالهجرة من مجتمع ديكتاتورى واقتصاد مقنن الى ديمقراطية راسمالية حديثة ، ومن وضع اقلية اثنية الى العيش فى دولة يهودية هى نقلة قاسية بصورة خاصة ذات انعكاسات سلبية وايجابية على الاندماج فى المجتمع الجديد فبالاضافة الى المشكلات الاساسية المتمثلة فى ايجاد المسكن والعمل واجه المهاجرون مشكلة اخرى بشان هويتهم اليهودية و جهلهم النسبى للتقاليد والعادات اليهودية وبغض النظر عن السؤال عما اذا كان يمكن للدولة اليهودية ان تصبح تعددية بالمفهوم الاوسع هناك من المشكلات التطبيقية التى تبدا مع تسجيل مثل هؤلاء المهاجرين باعتبارهم روساً لا يهوداً والزوج الروسى ليهودية او الزوجة الروسية ليهودى يمكن ان يصبحا مواطنين تلقائيا ( وذلك لا ينطبق على الاقرباء البالغين للشريك غير اليهودى ) ، مثل هؤلاء المواطنين لا يمكنه ان يتزوج اسرائيلية يهودية فى اسرائيل (حيث لا تزال الزيجات خاضعة للسلطات الدينية ) ، كما لا يستطيع العمل فى صناعة متصلة بالامن ، وهذه امور تزعج اولئك المهاجرين الذين اعتبروا انفسهم دائما يهوداً، ومع ذلك فانهم بداوا يساهمون لا فى المجال العلمى بل ايضا فى الفنون والحياة الرياضية . لقد رفع المهاجرون الموسيقيون مستوى الفرق الموسيقية الاسرائيلية ، وسيرفع المهاجرون الرياضيون كذلك مستويات التدريب الجسمانى فى بلد لم يعرف رياضة سوى مشاهدة مباريات كرة القدم على شاشة التلفاز والمراهنة عليها
ان الموسيقين والممثلين يمثلون تقليدا عريقا من الانجاز الرفيع يعود الى عمق التاريخ الروسى الامر الذى جعلهم اعضاء فى نخبة مميزة فى ظل الشيوعية . اما الرياضيون وعلماء الرياضة شانهم شان رواد الفضاء ، فقد تمتعوا بالدعم المالى لانهم عززوا انجازات روسيا على الصعيد الدولى ومن السهل على الموهوبين فى الموسيقى والرياضة الانتقال الى حيث يشاؤون . اما بالنسبة الى الثقافة الادبية فقد شكل المهاجرون نوعا من الجيب المعزول داخل اسرائيل ، فالثقافة الروسية الضخمة (إذاعة ، وتلفاز ، وعشرات الصحف والمجلات ) ، جعلت من الممكن للمهاجرين ان يعيشوا حياة موازية لحياة الاسرائيليين الناطقين بالعبرية لكنها منفصلة عنها بالمعنى الثقافى ، فالروس الذين يميلون الى العيش معا يعملون معا فى الغالب وينتمون الى مجموعات ادبية وثقافية تعتمد اللغة الروسية وهم فى الغالب لا يجدون حاجة او حافز على دراسة اكثر من العبرية الاساسية . ويمكن ابراز دليل مؤسساتى واضح على نمو الجيب الثقافى الروسى فى اسرائيل فى الاندية الثقافية والصحافة الروسية ، وفى المركز الثقافى لليهود من اتحاد الجمهوريات المستقلة ينظم هذا المركز محاضرات متنوعة عن التاريخ اليهودى والاسرائيلى ، وعن الاحداث الجارية فى المجتمع الاسرائيلى فضلا عن الموضوعات الثقافية والفن الاسرائيلى , وتلقى تلك المحاضرات باللغة الروسية او باللغة الييديشية . وتجدر الاشارة الى ان اعضاء النخبة الفكرية الروسية فى القدس لا يزورون المركز الانادرا ، فهو يخدم المهاجرين الروس المحبين للثقافة والذين لا يندرجون تحت العنوان الحصرى "النخبة الفكرية" ويقوم بتمويل المركز بلدية القدس ، والمنتدى الصهيونى ومؤسسة crb وجمعية المسيحيين من اجل اسرائيل
و النوع الثانى منظمات ذات رغبة متعمدة فى ان تبقى منفصلة ثقافيا . وتعمل هذه المنظمات منفصلة على العموم ، لكن بالتعاون فيما بينها، فعلى سبيل المثال هناك نشاط مستمر يجرى تنفيذه منفصلا بين النخبة الفكرية فى موسكو ومنظمة سانت بيتر سبرغ ، وهذه المنظمة التى تضم اكثر من 500 عضو فى القدس وحدها هى احدى اكثر المنظمات نشاطا ، وقد ترافق تكوين هذه الاطر التعليمية مع انتقادات قاسية لنوع المدارس الاسرائيلية من حيث الفلسفة التربوية العامة والطرائق التعليمية .وهناك منتدى ثقافى اخر هو المكتبة الروسية وهو ليس مجرد مكتبة فقط بل هو ايضا مركز للانشطة الثقافية يحظى بتغطية واسعة فى الصحافة الروسية اليومية والاسبوعية . و فى اسرائيل اليوم نحو 50 صحيفة ومجلة روسية وهذا العدد يشمل اربع صحف يومية كبرى مع 14 ملحقا لها و 10 صحف اسبوعية ، وعشر صحف محلية فضلا عن مجلات شهرية او كل شهرين ومنشورات غير منتظمة الامر الذى يجعل افراد هذه النخبة يتوجهون الى قنوات اخرى للتعبير كالاندية
ويعتبر ( يسرائيل بعلياه) نفسة كحزب وسط حزبا للمهاجرين الروس وقد ايد مواصلة عملية السلام اسوة بما فعله الحزبين الكبيرين (العمل والليكود) لكنه لم يؤيد اى تنازلات كبرى عن الارض مثلما فعل حزب العمل كما لم يؤيد سياسة عدم التنازل التى تبناها حزب الليكود وعارض هذا الحزب قيام دولة فلسطينية مستقلة مثلما فعل حزب الليكود وحزب الطريق الثالث فضلا عن عدد كبير من اعضاء حزب العمل .
وبعكس حزب "الطريق الثالث" الذى انسجمت قيادته وناخبوه عقائديا مع الموقف الوسطى للحزب بالنسبة الى السياسة الخارجية وعملية السلام فان موقف "يسرائيل بعلياه" فى الوسط شكل القاسم المشترك الاصغر المقبول لدى ناخبية وفى محاولة منه لكسب الدعم الاوسع من المجتمع قلل الحزب اهمية الاختلافات العقائدية ، وركز على الاتحاد بشان المسائل المحلية . وفى المسائل المتصلة بالدين والدولة سار حزب "يسرائيل بعلياه" فى الوسط بحذر . وكان هناك عدة موضوعات تهم المهاجرين السوفيات اثارها الحزب اذ عارض معارضة تامة اى تغيير فى قانون العودة قد يودى الى الحد من حق الاقرباء غير اليهود فى المجئ الى اسرائيل وفقا لبنود ذلك القانون وبصفة عامة فالحزبان الممثلان للمهاجرين الروس هما / تحديدا "يسرائيل بعلياه" بزعامة ناتان شرانسكى ، ثم "يسرائيل بيتنو"او" اسرائيل بيتنا" الذى اسسه عام 1999 افيغدور ليبرمان ، المدير السابق لمكتب مدير الحكومة بنيامين نيتياهو
و فى انتخابات سنة 1988 صوت اغلبية المهاجرين الروس لحزب الليكود وفى انتخابات سنة 1992 لحزب العمل وفى سنة 1996 لـ" يسرائيل بعلياه " فى الكنيست ولبنيامين نيتياهو فى رئاسة الحكومة ، وكان تصويت سنة 1992 عاملا رئيسا فى انتصار حزب العمل انذاك وتصويت سنة 1996عاملا مهما فى انتصار بنيامين نتنياهو على منافسه شمعون بيرس ، ويترقب المحللون السياسيون فى اسرائيل الانتخابات لمعرفة اتجاه هبوب الرياح فى هذه الكتلة السكانية الضخمة ، التى يتفق الجميع على اهمية تاثيرها ودورها لا فى الانتخابات النيابية فحسب بل ايضا فى جميع نواحى الحياة العامة فى اسرائيل
2-سياسة التهجير لعرب فلسطين:-
فى مواجهة الهجرة اليهودية الجديدة الى ارض فلسطين يجد فلسطينوا الداخل انفسهم بين مطرقة الهجرة وسندان البطالة وفى وضع ماساوى يتجدد وجودهم وتطورهم معا ويخطف لقمة العيش من افواههم فهذا الغزو البشرى الواسع سيرافقه تصعيد لسياسة القهر القومى والتمييز العنصرى وتهويد ما تبقى من ارض عربية . وفى ظل موجات القادمين اليهودسيزداد الوضع الاقتصادى والمعيشى لجماهير فلسطينيى الداخل سوءا . فاستيعاب هولاء المتدفقين لا يضع علامة استفهام كبيرة حول مصير ما تبقى من ارض عربية فحسب , بل ان العربى هو اول الضحايا .. وفى الافق يلوح خطر تفعيل مبدا الممارسة الصهيونية " احتلال العمل " او "العمل العبرى" بصورة لم يسبق لها مثيل
ان من شان هذه الهجرة مفاقمة الوضع المتفاقم اصلاً ، وهو ما توكده المعطيات التالية :
- البطالة : تبلغ البطالة فى الوسط اليهودى 8%- 9% ، بينما وصلت فى الوسط العربى الى 20% وفي التعليم : يعانى الوسط العربى نقصا مستمرا فى غرف التدريس قدره 1200 غرفة وخمس الغرف المستعملة غير صالحه للتعليم . وفي الخدمات البلدية : تفتقر 26 بلدة عربية من مجموع 38 بلدة فيها سلطات محلية معترف بها الى شبكات المجارى .
وبالنسبة لخط الفقر : يعيش فى اسرائيل قرابة نصف مليون (بحسب الاحصاءات الرسمية ) تحت خط الفقر ، نسبة العرب منهم 50% ، علما بان نسبة العرب فى اسرائيل هى نحو 17% ، وفى الوقت الراهن هناك مخططات لابتلاع الاراضى العربية المتبقية والتى لم تعد تسد رمق اصحابها ، وتلجا اسرائيل الى ذلك اما بالمصادرة واما بحرمانهم من الرى واما بعرقلة تسويق منتوجاتهم وفرض ضرائب باهظة على اصحابها .
وتوكد الدلائل كلها ان السلطات الاسرائيلية تتعامل مع الجماهير الفلسطينية فى الداخل على انها "البطن الرخو" الذى تستطيع من خلاله فتح منافذ لاماكن عمل وسكن جديدة للمهاجرين الجدد ولعل فى مشاعر التململ التى بدات بالظهور فى اوساط العمال والاكاديميين العرب بعد ان تلقوا اخطارات بقرب الاستغناء عن خدماتهم ، ما يوكد ان اخطار هذه الهجرة على فلسطينى الداخل اشد كثيرا مما اعتقده البعض
و الهستدروت هو الاخر يساهم فى تعزيز الفصل العنصرى ضد العرب ، وقد رفض طلبا للقائمة المشتركة فى المؤتمر الهستدروتى للبحث فى قضية استفحال البطالة . وفسرت القائمة المشتركة على لسان النقابى سهيل دياب عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر الهستدروت ذلك :-
بانه تهرب صريح من مواجهة الازمة على خلفية الحماس للهجرة واهمال العرب والعاطلين عن العمل ، فبدلا من ان تقوم هذه المؤسسة بدورها العمالى عينت مسؤولا فى كل لجنة عمالية للاهتمام بالعمال المهاجرين الذين يرغبون فى الاندماج فى اماكن عمل معينة. وفى الوقت الذى تعد اسرائيل قسائم الاراضى لتشييد المبانى وتوفير المساكن للمهاجرين فى شتى انحاء اسرئيل وفلسطين المحتلة ايضا فانها فى المقابل تواصل عمليات هدم البيوت العربية وتضييق الخناق على القرى والمدن والوجود العربى فى المدن المختلفة وتاتى مصادرة الاراضى العربية تحت ستار ما يسمى " المنفعة العامة" او "منفعة الجمهور " والتى ليست سوى وسيلة اخرى لمصادرة الاراضى العربية ; اذ دابت السلطات فى الماضى على تنفيذ مخططاتها تحت اقنعة من هذا النوع لمصلحة المستعمرات وفى الوقت الذى تجرد اسرائيل العرب من اراضيهم ، يعلن اكثر من وزير واكثر من مصدر توفير الاراضى والتشجيع المادى للمهجرين
وقد نشرت صحيفة "الاتحاد" (20/2/1990 )بيانا لوفد من الحزب الشيوعى الاسرائيلى يندد فيه بتوطين المواطنين الجدد من الاتحاد السوفيتى كما اعلن عضو الكنيست محمد ميعارى رئيس الحركة التقدمية للسلام ان هذه الهجرة ليست بريئة وهى مرفوضة من اى انسان يؤيد حق الشعوب فى العيش على اراضيها . وقال عبد الوهاب دراوشة رئيس الحزب العربى الديمقراطى :-
ان اى هجرة تمس حقوقنا كمواطنين هى مرفوضة واعلنت الحركة الاسلامية من جهتها انها ستطرح الامر على اجتماع لروساء السلطات المحلية العربية وستقترح ارسال وفد الى الاتحاد السوفيتى للمطالبة بوقف الهجرة الى اسرائيل واعلن الشيخ رائد صلاح رئيس بلدية ام الفحم / انه يجب منع هجرة اليهود السوفيت بكل الوسائل واعلن توفيق زياد رئيس بلدية الناصرة / انه لا يعارض الهجرة بشرط ان لا تضر العرب فى مصادر معيشتهم
وفى اواسط يولية عام 1990 افاق العرب فى يافا على مشروع هدفه النهائى ترحيلهم عن يافا وهو المشروع الذى يقضى بتهويد المدينة العربية ولا تخفى السلطات المسؤولة على لسان رئيس بلدية تل ابيب نيتها فى تفريغ يافا من سكانها العرب حين قال بان دولة اسرائيل يهودية ويافا مثلها مثل اى مدينة اخرى يشملها هذا التكوين . والملاحظ ان سكان يافا من عرب فلسطين الذى كان بعد الهجرة عام 1948 3000 نسمة قد بلغ بحسب تقديرات اسرائيلية 12.000 نسمة عام 1990 يعيشون فى مناطق محاصرة بالجرافات ومهددة باعلان تهويدها وطرد سكانها العرب منها الى المجهول
رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود
المبحث السادس
-------------
المتغيرات السياسية على الساحة الاسرائيلية
مقدمة:-
لقد انتهي عقد الثمانيات والمشاكل السياسية علي اسرائيل والعالم العربي تتزايد حدتها ولكن انهيار النظام العربي شجع النظام السياسي الاسرائيلي علي توطيد اركانه وتثبيت كيانه مما رفعه الي التعامل مع عرب 1948م كجزء من المعادلة الاقليمية التي سيكون في نهاية المطاف هو القائد لها – وبالتالي يحتاج الي مواطنية هذه الاقلية بصورة او باخري وهذا ما سوف نلمسه في المتغيرات السياسية علي الساحة الاسرائيلية.
اولا / هجرة اليهود الروس وتهجير عرب فلسطين :-
1- اليهود الروس فى اسرائيل:-
خلال السنوات الاربع (1990 – 1993) هاجر اكثر من نصف مليون مواطن من الاتحاد السوفيتى سابقاً الى اسرائيل الامر الذى ادى الى ازدياد عدد سكانها بنسبة 10% ، وكانت اكثرية المهاجرين الراشدين من خريجى الجامعات السوفيتية او المعاهد التكنولوجية .
كما كانت الفئة الاكبر بين هؤلاء مهندسين ومهندسين معماريين ومن المفترض نموذجيا الا يكون القادمون الجدد زيادة رقمية فى عدد سكان اليهود فى اسرائيل فحسب ، بل ان يوفر ايضا (لجيل واحد على الاقل) المواهب والكفاءت التى تحتاج اليها اسرائيل لتوسيع الانتاج فى الاقتصاد الموجه نحو التصدير والقائم على تكثيف العمل والتكنولوجيا المتطورة . لكن العدد انخفض بصورة دراماتيكية ، ليستقر على 6000 مهاجر شهريا فى سنة 1993 كما تراجع بصورة ملحوظة مستوى مؤهلات المهاجرين وكفاءاتهم وبدلا من الاكثرية الساحقة من خريجى العلوم والفنون ، كان العدد الاكبر من القادمين ، خلال سنة 1994 من الفنيين و الحرفيين
لذا يدور هناك جدال علنى بشأن ما اذا كان عبء استيعاب المهاجرين ليس اكبر من الفوائد الكامنة فى اعدادهم ومهارتهم وتشير الاستطلاعات الدورية للاراء ، منذ عام 1989 الى انه فى حين يؤيد معظم الاسرائيلين القدامى لفظيا مبدا الهجرة فان اغلبيتهم وخصوصا اولئك الذين ينتمون الى الشرائح الاجتماعية الاقتصادية والاقل تحصيلا علميا تعتقد ان القادمين الجدد يتعاملون بمعاملة تفضيلية على حسابهم وهم غير مستعدين للقيام بدور ناشط من اجل استيعابهم ، اما الاقلية العربية فى اسرائيل التى يتدنى مستوى الكثير من الخدمات فى قراها ومدنها الى ما دون المعدل ، فهى ممتعضة بصورة خاصة من القادمين الجدد
ان الدور الذى تقوم به الحكومة الاسرائيلية والمؤسسات شبه الحكومية تاريخيا وتقليديا ، حيوى فيما يسمى "استيعاب المهاجرين" فالمهاجرون الجدد كلهم تقريبا ينقلون الى اسرائيل على حساب الوكالة اليهودية . وهى منظمة صهيونيه شبه حكومية يديرها جزئيا يهود الشتات والدائرة الحكومية المعنية ، اى وزارة الاستيعاب ، فبموجب قانون العودة الزمت اسرائيل نفسها عقب قيام دولتها بان تستقبل اى يهودى او اى فرد فى اسرة يهودية يطلب المواطنية الاسرائيلية ومن الصعب تصوران تقدم اية دولة اخرى بحجم اسرائيل اقل تكريسا لمبدا الهجرة كوسيلة انقاذ على استقبال مثل هذه الاعداد الضخمة من المهاجرين ، الذين لم يحملوا معهم شيئا سوى مهارتهم خلال مثل هذه الفترة القصيرة . وفى اية حال اتيح لاسرائيل فى الاعوام التى سبقت البريسترويكا فرصة كافية لدراسة المشكلات والصعوبات بالنسبة الى الدمج الاجتماعى لليهود الذين ترعرعوا فى ظل الحكم السوفيتى فقد استطاع الوصول الى اسرائيل منذ السبعينيات وما بعدها نحو 150.000 يهودى من الاتحاد السوفيتى ومع ان الكثيرين من هؤلاء واجهوا الصعوبات نفسها التى يواجهها المهاجرون اليوم فان اندماجهم فى المجتمع كان ناجحا
ان نجاح اسرائيل فى استيعاب المهاجرين الروس الاوائل بصرف النظر عن كونهم اقل عدد بكثير يعود جزئيا على الاقل الى ان الوضع الاقتصادى الاسرائيلى فى السبعينيات ، وخصوصا بعد حرب "يوم الغفران" سنة 1973 كان راكداً وصناعتها غير متطورة نسبيا والمهارات التى حملها المهاجرون معهم كانت مطلوبة اكثر ومع التحديث المتدرج للاقتصاد واقترابه اكثر الى المستويات الغربية ازداد انتشار البطالة حتى تراوحت نسبتها سنة 1989 ، ما بين 4% و7% وهى اليوم اكثر من 10% وبوصول المهاجرين من اتحاد الجمهوريات المستقلة ، ازدادت القوى العاملة بنسبة 8% خلال ثلاث اعوام اى اكثر مما يمكن للاقتصاد الاخذ فى التغير ان يستوعبه ، ومن اجل تلبية الحاجات السكنية التى تضاعفت اربع مرات بسبب وصول المهاجرين فى سنتي 1991 و1992 ، عكست الحكومة توجها عمره عشرون عاما نحو خصخصة سوق الاسكان ( من 28% فى ميزانية تطوير المشاريع الانشائية سنة 1975 الى 2% سنة 1989 ) .
وهكذا قفزت مشاريع البناء من معدل قدرة 1000 وحدة سكنية سنة 1989 الى 120.000 وحدة خلال السنتين الاوليين من الهجرة من اتحاد الجمهوريات المستقلة وبالتزامن مع ذلك عادت الحكومة الى اتباع الساسية الرامية الى توزيع السكان فى المناطق الواقعة فى الاطراف : الجليل والنقب و القدس اى المناطق التى تقع على الحد الفاصل بين اسرائيل والاراضى المحتلة . ويعود تاريخ هذه السياسة الى قيام الدولة نفسها فالجهود المبذولة لبناء مدن تطوير " فى منطقة الجليل ذات الاغلبية العربية وفى مناطق النقب الخالية ، كانت فى البداية تدبيرا امنيا اما اليوم فانها تقوم على تبريرات اقتصادية . وقد وفر ازدهار سوق البناء فرص عمل للاسرائيليين القدامى وللمهاجرين على السواء . كما ساهم فى تطوير بقى متاخرا فى مجال التكنولوجيا بسبب استخدام العمالة العربية الرخيصة من الاراضى المحتلة .
ويعانى جميع المهاجرين صدمة ثقافية فالهجرة من مجتمع ديكتاتورى واقتصاد مقنن الى ديمقراطية راسمالية حديثة ، ومن وضع اقلية اثنية الى العيش فى دولة يهودية هى نقلة قاسية بصورة خاصة ذات انعكاسات سلبية وايجابية على الاندماج فى المجتمع الجديد فبالاضافة الى المشكلات الاساسية المتمثلة فى ايجاد المسكن والعمل واجه المهاجرون مشكلة اخرى بشان هويتهم اليهودية و جهلهم النسبى للتقاليد والعادات اليهودية وبغض النظر عن السؤال عما اذا كان يمكن للدولة اليهودية ان تصبح تعددية بالمفهوم الاوسع هناك من المشكلات التطبيقية التى تبدا مع تسجيل مثل هؤلاء المهاجرين باعتبارهم روساً لا يهوداً والزوج الروسى ليهودية او الزوجة الروسية ليهودى يمكن ان يصبحا مواطنين تلقائيا ( وذلك لا ينطبق على الاقرباء البالغين للشريك غير اليهودى ) ، مثل هؤلاء المواطنين لا يمكنه ان يتزوج اسرائيلية يهودية فى اسرائيل (حيث لا تزال الزيجات خاضعة للسلطات الدينية ) ، كما لا يستطيع العمل فى صناعة متصلة بالامن ، وهذه امور تزعج اولئك المهاجرين الذين اعتبروا انفسهم دائما يهوداً، ومع ذلك فانهم بداوا يساهمون لا فى المجال العلمى بل ايضا فى الفنون والحياة الرياضية . لقد رفع المهاجرون الموسيقيون مستوى الفرق الموسيقية الاسرائيلية ، وسيرفع المهاجرون الرياضيون كذلك مستويات التدريب الجسمانى فى بلد لم يعرف رياضة سوى مشاهدة مباريات كرة القدم على شاشة التلفاز والمراهنة عليها
ان الموسيقين والممثلين يمثلون تقليدا عريقا من الانجاز الرفيع يعود الى عمق التاريخ الروسى الامر الذى جعلهم اعضاء فى نخبة مميزة فى ظل الشيوعية . اما الرياضيون وعلماء الرياضة شانهم شان رواد الفضاء ، فقد تمتعوا بالدعم المالى لانهم عززوا انجازات روسيا على الصعيد الدولى ومن السهل على الموهوبين فى الموسيقى والرياضة الانتقال الى حيث يشاؤون . اما بالنسبة الى الثقافة الادبية فقد شكل المهاجرون نوعا من الجيب المعزول داخل اسرائيل ، فالثقافة الروسية الضخمة (إذاعة ، وتلفاز ، وعشرات الصحف والمجلات ) ، جعلت من الممكن للمهاجرين ان يعيشوا حياة موازية لحياة الاسرائيليين الناطقين بالعبرية لكنها منفصلة عنها بالمعنى الثقافى ، فالروس الذين يميلون الى العيش معا يعملون معا فى الغالب وينتمون الى مجموعات ادبية وثقافية تعتمد اللغة الروسية وهم فى الغالب لا يجدون حاجة او حافز على دراسة اكثر من العبرية الاساسية . ويمكن ابراز دليل مؤسساتى واضح على نمو الجيب الثقافى الروسى فى اسرائيل فى الاندية الثقافية والصحافة الروسية ، وفى المركز الثقافى لليهود من اتحاد الجمهوريات المستقلة ينظم هذا المركز محاضرات متنوعة عن التاريخ اليهودى والاسرائيلى ، وعن الاحداث الجارية فى المجتمع الاسرائيلى فضلا عن الموضوعات الثقافية والفن الاسرائيلى , وتلقى تلك المحاضرات باللغة الروسية او باللغة الييديشية . وتجدر الاشارة الى ان اعضاء النخبة الفكرية الروسية فى القدس لا يزورون المركز الانادرا ، فهو يخدم المهاجرين الروس المحبين للثقافة والذين لا يندرجون تحت العنوان الحصرى "النخبة الفكرية" ويقوم بتمويل المركز بلدية القدس ، والمنتدى الصهيونى ومؤسسة crb وجمعية المسيحيين من اجل اسرائيل
و النوع الثانى منظمات ذات رغبة متعمدة فى ان تبقى منفصلة ثقافيا . وتعمل هذه المنظمات منفصلة على العموم ، لكن بالتعاون فيما بينها، فعلى سبيل المثال هناك نشاط مستمر يجرى تنفيذه منفصلا بين النخبة الفكرية فى موسكو ومنظمة سانت بيتر سبرغ ، وهذه المنظمة التى تضم اكثر من 500 عضو فى القدس وحدها هى احدى اكثر المنظمات نشاطا ، وقد ترافق تكوين هذه الاطر التعليمية مع انتقادات قاسية لنوع المدارس الاسرائيلية من حيث الفلسفة التربوية العامة والطرائق التعليمية .وهناك منتدى ثقافى اخر هو المكتبة الروسية وهو ليس مجرد مكتبة فقط بل هو ايضا مركز للانشطة الثقافية يحظى بتغطية واسعة فى الصحافة الروسية اليومية والاسبوعية . و فى اسرائيل اليوم نحو 50 صحيفة ومجلة روسية وهذا العدد يشمل اربع صحف يومية كبرى مع 14 ملحقا لها و 10 صحف اسبوعية ، وعشر صحف محلية فضلا عن مجلات شهرية او كل شهرين ومنشورات غير منتظمة الامر الذى يجعل افراد هذه النخبة يتوجهون الى قنوات اخرى للتعبير كالاندية
ويعتبر ( يسرائيل بعلياه) نفسة كحزب وسط حزبا للمهاجرين الروس وقد ايد مواصلة عملية السلام اسوة بما فعله الحزبين الكبيرين (العمل والليكود) لكنه لم يؤيد اى تنازلات كبرى عن الارض مثلما فعل حزب العمل كما لم يؤيد سياسة عدم التنازل التى تبناها حزب الليكود وعارض هذا الحزب قيام دولة فلسطينية مستقلة مثلما فعل حزب الليكود وحزب الطريق الثالث فضلا عن عدد كبير من اعضاء حزب العمل .
وبعكس حزب "الطريق الثالث" الذى انسجمت قيادته وناخبوه عقائديا مع الموقف الوسطى للحزب بالنسبة الى السياسة الخارجية وعملية السلام فان موقف "يسرائيل بعلياه" فى الوسط شكل القاسم المشترك الاصغر المقبول لدى ناخبية وفى محاولة منه لكسب الدعم الاوسع من المجتمع قلل الحزب اهمية الاختلافات العقائدية ، وركز على الاتحاد بشان المسائل المحلية . وفى المسائل المتصلة بالدين والدولة سار حزب "يسرائيل بعلياه" فى الوسط بحذر . وكان هناك عدة موضوعات تهم المهاجرين السوفيات اثارها الحزب اذ عارض معارضة تامة اى تغيير فى قانون العودة قد يودى الى الحد من حق الاقرباء غير اليهود فى المجئ الى اسرائيل وفقا لبنود ذلك القانون وبصفة عامة فالحزبان الممثلان للمهاجرين الروس هما / تحديدا "يسرائيل بعلياه" بزعامة ناتان شرانسكى ، ثم "يسرائيل بيتنو"او" اسرائيل بيتنا" الذى اسسه عام 1999 افيغدور ليبرمان ، المدير السابق لمكتب مدير الحكومة بنيامين نيتياهو
و فى انتخابات سنة 1988 صوت اغلبية المهاجرين الروس لحزب الليكود وفى انتخابات سنة 1992 لحزب العمل وفى سنة 1996 لـ" يسرائيل بعلياه " فى الكنيست ولبنيامين نيتياهو فى رئاسة الحكومة ، وكان تصويت سنة 1992 عاملا رئيسا فى انتصار حزب العمل انذاك وتصويت سنة 1996عاملا مهما فى انتصار بنيامين نتنياهو على منافسه شمعون بيرس ، ويترقب المحللون السياسيون فى اسرائيل الانتخابات لمعرفة اتجاه هبوب الرياح فى هذه الكتلة السكانية الضخمة ، التى يتفق الجميع على اهمية تاثيرها ودورها لا فى الانتخابات النيابية فحسب بل ايضا فى جميع نواحى الحياة العامة فى اسرائيل
2-سياسة التهجير لعرب فلسطين:-
فى مواجهة الهجرة اليهودية الجديدة الى ارض فلسطين يجد فلسطينوا الداخل انفسهم بين مطرقة الهجرة وسندان البطالة وفى وضع ماساوى يتجدد وجودهم وتطورهم معا ويخطف لقمة العيش من افواههم فهذا الغزو البشرى الواسع سيرافقه تصعيد لسياسة القهر القومى والتمييز العنصرى وتهويد ما تبقى من ارض عربية . وفى ظل موجات القادمين اليهودسيزداد الوضع الاقتصادى والمعيشى لجماهير فلسطينيى الداخل سوءا . فاستيعاب هولاء المتدفقين لا يضع علامة استفهام كبيرة حول مصير ما تبقى من ارض عربية فحسب , بل ان العربى هو اول الضحايا .. وفى الافق يلوح خطر تفعيل مبدا الممارسة الصهيونية " احتلال العمل " او "العمل العبرى" بصورة لم يسبق لها مثيل
ان من شان هذه الهجرة مفاقمة الوضع المتفاقم اصلاً ، وهو ما توكده المعطيات التالية :
- البطالة : تبلغ البطالة فى الوسط اليهودى 8%- 9% ، بينما وصلت فى الوسط العربى الى 20% وفي التعليم : يعانى الوسط العربى نقصا مستمرا فى غرف التدريس قدره 1200 غرفة وخمس الغرف المستعملة غير صالحه للتعليم . وفي الخدمات البلدية : تفتقر 26 بلدة عربية من مجموع 38 بلدة فيها سلطات محلية معترف بها الى شبكات المجارى .
وبالنسبة لخط الفقر : يعيش فى اسرائيل قرابة نصف مليون (بحسب الاحصاءات الرسمية ) تحت خط الفقر ، نسبة العرب منهم 50% ، علما بان نسبة العرب فى اسرائيل هى نحو 17% ، وفى الوقت الراهن هناك مخططات لابتلاع الاراضى العربية المتبقية والتى لم تعد تسد رمق اصحابها ، وتلجا اسرائيل الى ذلك اما بالمصادرة واما بحرمانهم من الرى واما بعرقلة تسويق منتوجاتهم وفرض ضرائب باهظة على اصحابها .
وتوكد الدلائل كلها ان السلطات الاسرائيلية تتعامل مع الجماهير الفلسطينية فى الداخل على انها "البطن الرخو" الذى تستطيع من خلاله فتح منافذ لاماكن عمل وسكن جديدة للمهاجرين الجدد ولعل فى مشاعر التململ التى بدات بالظهور فى اوساط العمال والاكاديميين العرب بعد ان تلقوا اخطارات بقرب الاستغناء عن خدماتهم ، ما يوكد ان اخطار هذه الهجرة على فلسطينى الداخل اشد كثيرا مما اعتقده البعض
و الهستدروت هو الاخر يساهم فى تعزيز الفصل العنصرى ضد العرب ، وقد رفض طلبا للقائمة المشتركة فى المؤتمر الهستدروتى للبحث فى قضية استفحال البطالة . وفسرت القائمة المشتركة على لسان النقابى سهيل دياب عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر الهستدروت ذلك :-
بانه تهرب صريح من مواجهة الازمة على خلفية الحماس للهجرة واهمال العرب والعاطلين عن العمل ، فبدلا من ان تقوم هذه المؤسسة بدورها العمالى عينت مسؤولا فى كل لجنة عمالية للاهتمام بالعمال المهاجرين الذين يرغبون فى الاندماج فى اماكن عمل معينة. وفى الوقت الذى تعد اسرائيل قسائم الاراضى لتشييد المبانى وتوفير المساكن للمهاجرين فى شتى انحاء اسرئيل وفلسطين المحتلة ايضا فانها فى المقابل تواصل عمليات هدم البيوت العربية وتضييق الخناق على القرى والمدن والوجود العربى فى المدن المختلفة وتاتى مصادرة الاراضى العربية تحت ستار ما يسمى " المنفعة العامة" او "منفعة الجمهور " والتى ليست سوى وسيلة اخرى لمصادرة الاراضى العربية ; اذ دابت السلطات فى الماضى على تنفيذ مخططاتها تحت اقنعة من هذا النوع لمصلحة المستعمرات وفى الوقت الذى تجرد اسرائيل العرب من اراضيهم ، يعلن اكثر من وزير واكثر من مصدر توفير الاراضى والتشجيع المادى للمهجرين
وقد نشرت صحيفة "الاتحاد" (20/2/1990 )بيانا لوفد من الحزب الشيوعى الاسرائيلى يندد فيه بتوطين المواطنين الجدد من الاتحاد السوفيتى كما اعلن عضو الكنيست محمد ميعارى رئيس الحركة التقدمية للسلام ان هذه الهجرة ليست بريئة وهى مرفوضة من اى انسان يؤيد حق الشعوب فى العيش على اراضيها . وقال عبد الوهاب دراوشة رئيس الحزب العربى الديمقراطى :-
ان اى هجرة تمس حقوقنا كمواطنين هى مرفوضة واعلنت الحركة الاسلامية من جهتها انها ستطرح الامر على اجتماع لروساء السلطات المحلية العربية وستقترح ارسال وفد الى الاتحاد السوفيتى للمطالبة بوقف الهجرة الى اسرائيل واعلن الشيخ رائد صلاح رئيس بلدية ام الفحم / انه يجب منع هجرة اليهود السوفيت بكل الوسائل واعلن توفيق زياد رئيس بلدية الناصرة / انه لا يعارض الهجرة بشرط ان لا تضر العرب فى مصادر معيشتهم
وفى اواسط يولية عام 1990 افاق العرب فى يافا على مشروع هدفه النهائى ترحيلهم عن يافا وهو المشروع الذى يقضى بتهويد المدينة العربية ولا تخفى السلطات المسؤولة على لسان رئيس بلدية تل ابيب نيتها فى تفريغ يافا من سكانها العرب حين قال بان دولة اسرائيل يهودية ويافا مثلها مثل اى مدينة اخرى يشملها هذا التكوين . والملاحظ ان سكان يافا من عرب فلسطين الذى كان بعد الهجرة عام 1948 3000 نسمة قد بلغ بحسب تقديرات اسرائيلية 12.000 نسمة عام 1990 يعيشون فى مناطق محاصرة بالجرافات ومهددة باعلان تهويدها وطرد سكانها العرب منها الى المجهول
رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود
ثانيا / انتخابات الكنيست (1992 – 1996) : -
على صعيد انتخابات رئاسة الحكومة ، اسفرت نتائج الانتخابات الاسرائيلية عام 1996م عن هزيمة مرشح حزب العمل ، رئيس الحكومة السابق" شمعون بيرس" وفوز مرشح الليكود بنيامين نتنياهو برئاسة الحكومة وكانت هذه اول مرة ينتخب فيها الشعب رئيس الحكومة بطريقة مباشرة ، تطبيقا لتعديل القانون الاساسى الخاص بالحكومة الذي اقره الكنيست فى اذار / مارس 1992 ، مع ارجاء تطبيقة الي انتخابات سنة 1996 وعلى صعيد انتخابات الكنيست اسفرت النتائج عن هزيمة ما يسمى " معسكر اليسار " او "معسكر السلام " فى اسرائيل وفوز معسكر اليمين القومى والدينى واعادة تشكيل الخريطة الحزبية على نحو ابرز بوضوح اكثر مما فى اى وقت مضى عمق الانقسامات فى المجتمع الاسرائيلى وتطور التعبير عنها سياسياً ، وعلى الرغم من انه لم يكن من المفروض ان تكون هناك عقبات من شانها عرقلة تاليف الحكومة الجديدة ، فقد واجه رئيس الحكومة المنتخب صعوبات شديدة فى تاليفها ، وكانت محصلة جهوده حكومة شديدة التطرف
وقد صدرت فى تفسير اسباب هزيمة بيرس وفوز نتنياهو تصريحات وتحليلات على ساسة ومحللين يهود وعرب حملت الناخبين العرب المسؤولية عنها استنادا الى حسابات مفادها انه لو صوتت نسبة اعلى من الناخبين العرب ( الذين بلغت نسبة مشاركتهم نحو 80% ) ، ولو يمنح 5.2 % منهم اصواتهم لنتنياهو ، ولو لم يحجب الـ 10.000 ناخب عربى اصواتهم عن بيرس احتجاجا على اغلاق المناطق الفلسطينية المحتلة وتجويعها وعلى العدوان على لبنان ومجزرة قانا ، لفاز بيرس فى الانتخابات . لكن هذا النمط من التفسيرات يتسم بالسطحية ، ويبقى اصح من التحليلات التى ارجعت هزيمة بيرس الى عوامل متعددة ، منها انحسار التاييد لاتفاقات اوسلو وسياسة بيرس السلمية فى اثر العمليات الاستشهادية فى القدس وعسقلان وتل ابيب فى شباط / فبراير و اذار / مارس الماضيين ومنها الصورة السلبية المرتسمة لبيرس فى اذهان كثير من الناخبين
ويمكن تلخيص ابرز هذه النتائج بعناوين ثلاثة عريضة :
انزلاق باتجاه اليمين والتطرف السياسى ؛ ضمور فى قوة الحزبين الكبيرين فى مقابل الاحزاب الصغيرة مع تعاظم فى قوة الاحزاب الاثنية / القومية والدينية .
فقد انخفض تمثيل حزب العمل من 44 مقعدا فى الكنيست السابق الى 34 مقعدا . وانخفض تمثيل الليكود من 40 مقعدا الى 32 مقعدا ، وبلغ تمثيلهما معاً الى مستوى متدن لا سابق له – 66 مقعدا مقارنة بـ 76 مقعدا فى الكنيست السابق و 95 مقعدا فى انتخابات سنة 1981
مع حصول المعسكر الدينى ( شاس + المفدال + يهدوت هتوراه ) ، اول مرة فى تاريخ الانتخابات الاسرائيلية ، على 23 مقعدا ، بعد ان كانت اعلى ذورة بلغها فى السابق 18 مقعدا ، وحصول الاحزاب العربية ( حداش / التجمع الوطنى الديمقراطى / القائمة العربية الموحدة ) ، اول مرة ايضا فى تاريخ الانتخابات الاسرائيلية ، على 9 مقاعد بعد ان كانت اعلى ذروة بلغتها فى السابق 6 مقاعد . مع نجاح حزب المهاجرين السوفيات " يسرائيل بعلياه " فى الحصول على 7 مقاعد ، على الرغم من انه تاسس قبل الانتخابات بفترة قصيرة وعلى الرغم من افتقاره الى الاداة الحزبية والخبرة التنظيمية والاموال المتاحة .
وترجع اسباب ضمور قوة حزب العمل الى العوامل التى ذكرناها اعلاه فى حديثنا عن اسباب هزيمة بيرس فى انتخابات رئاسة الحكومة ونضيف اليها ازدياد شدة تاثير عامل التصويت الاثنى / القومى فى انتخابات الكنيست 1999 عما كانت عليه فى الانتخابات السابقة ، وهو الامر الذى افقده كثيرا من اصوات المهاجرين السوفيات والناخبين العرب الذين صوتو له فى الانتخابات الماضية .
ونجاح حزب " الطريق الثالث " الذى اسسته مجموعة منشقة من الحزب ، فى جذب اصوات الناخبين من ذوى الميول " الصقرية " بمعايير حزب العمل وأما الاْحزاب الاثنية/الدينية/القومية الصغيره (شاس،المفدال ،"يسرائيل بعلياه"، الحزبان العربيان :حداش والقائمة العربية الموحدة)، فيرجع تعاظم قوتها الي تضافر العامل المتمثل في قانون انتخاب رئيس الحكومة المشار إليه أعلاه، مع تحويلات اجتماعية _ سياسية بعيدة المدي في المجتمع الاسرائيلي لا يتسع المجال للحديث عنها،ادت في محصلتها الراهنة إلي تعميق الانقسامات الاثنية والدينية والثقافية،وإلي بروز وتعاظم القوي السياسية المعبرة عنها.ويري العالم الاْجتماعي الاسرائيلي، "باروخ كيمر لينغ" أن اهم الدلالات الاجتماعية – السياسية للانتخابات، أنها كشفت بوضوح عن وجود ست ثقافات فرعية واضحة المعالم والحدود الاجتماعية، تمثلها الاْحزاب الصغيرة التي نجحت في تعزيز أو تثبيت قوتها في الانتخابات، في مقابل الثقافات الاسرائيلية الصهيونية العامة ، التى يمثلها حزب العمل والليكود والتى يدل ضمور قوتيهما فى الكنيست الجديد ، على انحسارها كما يري" كمير لينغ" ان نتائج الانتخابات الحالية تؤذن بنهاية مرحلة في الحياة السياسية الاسرائيلية وبدء مرحلة جديدة عنوانها حرب ثقافات
موقف الاحزاب العربيه :-
وفى بداية الحملة الانتخابية كان ثمة ثمانى قوى سياسية عربية او عربية – يهودية تستعد لخوض معركة الانتخابات وهذه القوى هى : الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة – حداش ( برئاسة هاشم محاميد ) ، التجمع الوطنى الديمقراطى ( عزمى بشارة ) الحزب الديمقراطى العربى ( عبد الوهاب درواشة ) الحركة الاسلامية ( عبدالله نمر درويش ) الكتلة العربية الاسلامية ( عاطف خطيب ) ، الحركة العربية للتغيير ( احمد طيبى ) ، التحالف الديمقراطى ( محمد زيدان ) منظمة العمل الديمقراطى ( اساف اديب ) . وقد تمت محاولات حثيثة لتوحيد القوائم العربية ، واجريت مفاوضات شاقة لهذا الهدف اسفرت عن تحقيقه بصورة جزئية . وبعد انسحاب الحركة العربية للتغيير من حلبة التنافس فى شان الاصوات العربية ، وتوصل عدد من القوى الى قوائم مشتركة استقر الحال على اربع قوائم خاضت الانتخابات ، منها قائمتان رئيسيتان هما حداش والقائمة العربية الموحدة وقائمتان لم تفلحا فى تجاوز نسبة الحسم المطلوبة لدخول الكنيست ( 1.5% من اصوات المقترعين ) وهما التحالف الديمقراطى ومنظمة العمل الديمقراطى
وفيما يلى لمحة عن القائمتين اللتين تمثلتا فى الكنيست :
قائمة حداش من اجل " دولة لكل مواطنيها " وضمت هذه القائمة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والتجمع الوطنى الديمقراطى وقد قامت الشراكة بين الجبهة والتجمع كما جاء فى برنامجهما الانتخابى ، على اساس برنامج سياسى واجتماعى مشترك يتلخص فى النضال المثابر لتحقيق السلام الفلسطينى – الاسرائيلى و الاسرائيلى – العربى العادل والشامل والمستقر ، من اجل جعل دولة اسرائيل ديمقراطية ولكل مواطينها ومن اجل مساواة قومية ومدنية كاملة لمواطنى دولة اسرائيل ، يهودا وعربا ، وللدفاع عن حقوق العاملين ومساواة المراة ومن اجل المساواة الطائفية والاعتراف بالعرب مواطنى اسرائيل كاقلية قومية
القائمة العربية الموحدة : " وحدتنا ولدت يا عربى " : تالفت هذه القائمة من الحزب الديمقراطى العربى والحركة الاسلامية والكتلة العربية الاسلامية . و قد خاض انتخابات الكنيست وفاز بمقاعد فيه منذ سنة 1988 ، فان هذه المرة الاولى التى يشارك مع الاسلاميين فى هذه الانتخابات . اما فى الانتخابات السابقة فقد برزت داخل الحركة الاسلامية خلافات فى هذا الشان ، بين داع الى المقاطعة ، واخر يقول بالاشتراك فى قائمة عربية موحدة على راسها زعيم الحركة " عبدالله نمر درويش " وثالث يدعوا الاسلاميين الى دعم المرشحين العرب ..
وتجددت الخلافات هذه المرة واصر تيار المشاركة على راية وكان له ذلك ففاز اثنان من الاسلاميين فى القائمة الموحدة بعضوية الكنيست لكنها لقاء ثمن باهظ تمثل فى انشقاق الحركة الاسلامية ، وقد ضم الجناح الداعى الى المشاركة كل من " عبدالله نمر درويش " وعضوى الكنيست الجديدين " عبد المالك دهامشة " و "توفيق خطيب " ورئيس المجلس المحلى لكفر قاسم ابراهيم صرصور ، بينما ضم الجناح الاخر رئيس بلدية ام الفحم "رائد صلاح" ، وكلاً من " كمال خطيب و حسام ابو الليل ومنير ابو الهيجا و هاشم عبد الرحمن " ويبقى السؤال مطروحاً هل يتعمق هذا الانشقاق ويصبح نهائيا ام سيكون مجرد انقسام انتخابى يتبعه تصحيح المسار بحسب "حسن الخطيب" ، رئيس تحرير صحيفة الحركة ( صوت الحق والحرية ) ايا يكن الامر فان التركيب الشخصى للقائمة العربية الموحدة هو الذى يميزها من غيرها اكثر كثيرا مما يميز برنامجها الانتخابى فهى خلافا لقائمة الجبهة – التجمع ، كانت قائمة عربية محضة باعضائها المرشحين العشرة ، الذى احتل اربعه منهم مقاعد فى الكنيست الحالى . وهى بذلك تعتبر امتداد للتقليد الذى بداه الحزب الديمقراطى العربى سنة 1988 .
ويلاحظ ان نسبة مشاركة العرب كانت الاعلى فى تاريخ انتخابات الكنيست منذ اواخر الستينيات فقد بلغت هذه النسبة نحو 78% ( اى 340 الف مقترع تقريبا ) ، قياسا بـ 69.7% سنة 1992 و70% سنة 1988 و 72% سنة 1984 و 68% سنة 1981 . ويعود هذا الارتفاع الى مشاركة ناخبين من الحركتين القومية والاسلامية فى هذه الانتخابات لاول مرة كما انه يعود الى تعزز وضع القوائم العربية ، والاستقطاب الجارى بين القائمتين الرئيسيتين فيها ، واحتدام التنافس فى شان رئاسة الحكومة بين مرشح حزب العمل " شمعون بيرس " ومرشح الليكود بنيامين نتنياهو .
رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود
ثالثا / انتخابات الكنيست 1999 :-
فى 17 آيار/مايو ، جرت الانتخابات الاسرائيلية المبكرة لرئيس الحكومة وللكنيست الخامس عشر بعد ثلاث اعوام من تسلم الليكود ، بزعامة نتنياهو ، مقاليد السلطة فى اسرائيل . وقد فاز رئيس حزب العمل ايهود باراك بمنصب رئيس الحكومة كما فازت القائمة التى يتزعمها (اسرائيل واحدة ) باكبر عدد من الاعضاء فى الكنيست . واستطاع باراك بعد مفاوضات ائتلافية شاقة كادت تستنفد المهلة القانونية الممنوحه له ، تاليف الحكومة الجديدة
وكانت اهم اهداف الحكومة:
الامن القومى والشخصى من خلال الكفاح الذى لا يكل ضد الارهاب وستعمل الحكومة الاسرائيلية من اجل إنها الصراع العربى – الاسرائيلى بالوسائل السلمية ، من خلال التمسك بثبات بامن اسرائيل القومى والعمل على تحقيق الوحدة الوطنية مع تاليف القلوب بين جميع مواطنى اسرائيل ، من اجل ضمان ان تظل اسرائيل دولة يهودية ، ديمقراطية وصهيونية مع وجود حقوق متساوية لجميع مواطنيها وتنظر الحكومة الى السلام بصفته قيمة حقيقية للحياة فى اسرائيل ، تستمد جذورها من رؤيا الانبياء ، كما وجدت لها تعبيراً فى اعلان الاستقلال وستطور الحكومة منعة الجيش الاسرائيلى باعتباره قوة اسرائيل الدفاعية والردعية وستشن الحكومة حربا شاملة على المنظمات الارهابية وستحترم الحكومة الاتفاقات التى وقعتها اسرائيل مع الفلسطينيين وستنفذها ، مع الاصرار فى الوقت نفسه على ان تقوم السلطة الفلسطينية ايضا باحترام هذه الاتفاقات وتنفيذها .وستستانف الحكومة المفاوضات مع سورية بهدف إبرام معاهدة سلام معها – سلام كامل يعزز امن اسرائيل ويقوم على اساس قرارى مجلس الامن الدولى 242، 338 .
وستعمل الحكومة من اجل اخراج الجيش الاسرائيلى من لبنان مع ضمان رفاه سكان الشمال وامنهم والتطلع لابرام معاهدة سلام مع لبنان و تعتبر حكومة مصر والاردن والحكومة الفلسطينية شركاء مهمين فى الجهد المبذول لاحلال السلام فى منطقتنا وستقيم حواراً سياسياً مستمراً مع كل منها وستعمل الحكومة على تعميق الصداقة المميزة بين الولايات المتحدة واسرائيل وعلى استمرار التعاون الاستراتيجى مع الولايات المتحدة وتطويره وستعمل الحكومة على تقوية وتعزيز العلاقات بالاتحاد الاوربى والدول الاعضاء فيه .
وستعمل الحكومة ايضا على تقوية العلاقات بروسيا ودول رابطة الدول المستقلة والصين ، وكذلك بالاسرة الدولية بكاملها .و ان القدس الكبرى ، عاصمة اسرائيل الابدية ستبقى موحدة وكاملة تحت سيادة اسرائيل ، سيضمن لابناء كل الاديان الوصول بحرية الى الاماكن المقدسة ، وحرية العبادة وستعمل الحكومة من اجل تطوير القدس وازدهارها ، واستمرار البناء فيها – لما فيه رفاه لجميع سكانها .
وسوف تؤمن السكان اليهود فى يهودا والسامرة وغزة ، وتقدم لهم الخدمات الحكومية والبلدية والاعتيادية ، بما يتساوى مع الخدمات المقدمة الى سكان جميع المستوطنات الاخرى فى اسرائيل . وستلبى الحكومة حاجات التنمية المتواصلة للمستوطنات .وستسعى الحكومة للتشجيع على الهجرة واستيعاب المهاجرين . ولن يتحقق اندماج المهاجرين فى المجتمع الاسرائيلى . الا عبر الحوار والتعاون مع المهاجرين انفسهم .
وتدرك الحكومة الحاجة الى وضع حل ملائم للعلاقة بين الدين الدولة ، عبر الحوار وتاسيس ميثاق بين القطاعات الدينية والعلمانية – يقوم على اساس الاجماع والتسامح المتبادل والتاليف بين قلوب جميع اجزاء الامة .و ستعمل الحكومة على ايجاد حقوق كاملة ومتساوية لجميع العرب والبدو والدروز والشركس وسواهم من مواطنى اسرائيل . وستعمل من اجل المساواة فى التعليم والتشغيل والاسكان والبنية التحتية ومن اجل تصحيح التفاوتات السابقة فيما يتعلق بتخصيص الموارد وتيسير الخدمات العامة وعلى تحسين وضع السلطة المحلية العربية وايجاد فرص عمل ، من خلال المناطق العربية والدرزية ، وكذلك ردم الفجوات بالتدريج بين مختلف القطاعات السكانية فى اسرائيل فيما يتعلق بالبنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية
ويمكن دراسة اثار انتخابات الكنيست عام 1999على الكتل الحزبية فىالنقاط التاليه :-
1- الادعاء ان اليسار انتصر والذهاب الى حدوث انقلاب سياسى فى اسرائيل ،والزعم ان قوى السلام فى اسرائيل هزمت قوى الحرب ، كلها تفسيرات لهذه الحقيقة وليس الحقيقة فى حد ذاتها . فعند القاء نظرة الى تركيبة الكنيست الخامس عشر نجد ان اليمين التقليدى والجديد ، مازال يحافظ على اغلبية كبيرة فيه بجموع المقاعد الاتية : ليكود (19) + مفدال (5) + شاس (17) + ليبرمان (اسرائيل بيتنا) ( 4) + لبيد ( شينوى ) (6) + الاتحاد الوطنى (4) + اسرائيل بعلياه (6) + يهدوت هتوراه (4) = 65 مقعد ، ومع هذا لايجوز التقليل من عامل مهم مثل اغتيال رابين واثره فى المجتمع الاسرائيلى . فقد تركت مرحلة نتيناهو جرح مقتل رابين مفتوحا ينزف ، وبدا ان اولئك الذين قتلوا رابين قد ورثوه ، تذكيراً فى سؤال الله الابدى الى قايين فى التوراه " اقتلت ووررثت؟ " وقد اطالت حقبة نتيناهو فترة حداد اتباع معسكر رابين فى المجتمع الاسرائيلى الى درجة تحويل الاخير الى رمز واسطورة استثمرت فى الصراع ضد نتيناهو. ومن هنا لم تعد المسافة قصيرة للتحول من صورة الاب الى صورة الطوطم الذى يعيد انتاج وحدة القبيلة كدين جديد .
2- تغيرت طريقة الانتخابات فى اسرائيل من طريقة برلمانية نسبية يشكل فيها البلد كله منطقة واحدة ، وتتمثل من خلالها الاحزاب فى الكنيست بنسبة مساوية لنسبتها فى الاصوات ، ويقوم فيها الكنيست لانتخاب رئيس الحكومة وحكومته ، الى انتخابات مباشرة لرئيس الحكومة ، عن الانتخابات البرلمانية الموازية لها فى الوقت ذاته ، جرت اول انتخابات من هذا النوع سنة 1996 ، وقد وجد المواطن الاسرائيلى نفسه لاول مرة مضطرا الى اتخاذ قرارين والتعبير عنهما ببطاقتين : واحدة لرئاسة الحكومة و الثانية للكنيست ، وقد غاب عن القائمة الفائزة حزبان كانوا ممثلين فى الكنيست 13 او الكنيست 14 وهما : هو تسومت اليمينى العلمانى بزعامة رئيس الاركان السابق رفائيل ايتان والثانى هو " الطريق الثالث الذى قام نتيجة الانشقاق عن حزب العمل فى اتجاه يمينى علمانى لمقاومة اى انسحاب من الجولان وازداد عدد الكتل المشكلة للكنيست من عشرة كتل سنة 1992 الى 11 كتلة سنة 1996 والى 15 كتلة سنة 1999 ونلاحظ الارتفاع المستمر فى قوة حزب شاس ،على حساب الليكود ثم المفدال فى اوساط اليهود الشرقيين . وفى سنة 1999 يكاد حزب شاس يوازى فى قوته الليكود .
3- زادت قوة الاحزاب العربية من 5 نواب سنة 1992 الى 9 نواب سنة 1996 ثم الى 10نواب سنة 1999، وانخفضت قوة حزب المهاجرين الرووس مابين سنة 1996 وسنة 1999 ، والذى يبدو انه يناقض النزعة التى توجها طريقة الانتخابات الجديدة اوانه يعود فى الواقع الى الانشقاق فى صفوفه وتوجه اصوات عديدة الى حزب "اسرائيل بيتنا" المؤلف اساسا من المهاجرين الرؤوس المؤدلجين
4- ان اليهودى الشرقى خلافا للعربى ابن الاقلية القومية العربية ، يطالب بحصته من الدولة عن طريق التشديد المبالغ فيه على صهيونيته بما فى ذلك باسقاطها على التاريخ باثر رجعى عبراعادة كتابة التاريخ ، وقد نشأ تاريخيا لدى ابناء النخبة السياسية اليهودية الشرقية ثلاث انماط فيما يتعلق بمواجهة واقعها المتردى فى حالة تحسين موقعها فى المؤسسات الدولة القائمة ، بالاندماج فى حزب مباى العمل ، واداء دور اليهودى الشرقى فى بلاط هذا الحزب . وقد نجحت الاستراتيجية ، بصورة خاصة لدى اليهود من اصل عراقى . والحركات الاجتماعية : الفهود السود فى نهاية الستينيات وبداية السبعينيات : حركة عمال ميناء اشدود فى 8/10/1975 ؛ تمرد وادى الصليب سنة 1959 ؛ حركة اوهليم ؛ ومؤخرا جدا حركة " هيكشت همرزحيت " القوس الشرقى . وقد دمجت هذه الحركات الاحتجاج الطبقى الاجتماعى فى التشديد عن ان طابع الدولة هو طابع اوروبى يميز ضد اليهود الشرقيين . ثم تجاوزت الطابع الاحتجاجى الاجتماعى فى فترة انقراض حركة الفهود السود بعد ان فقدت قواعدها الاجتماعية ، اذ حاولت الربط بشكل هش ومصلحى بين الاحتجاج الاجتماعى والتاكيد المشترك مع العرب هوية وقضية . ونلاحظ هذا التوجه بصورة اكثر جذرية حاليا لدى "هيكشت همرزحيت " مع الاشارة الى كونها حركة سياسية ثقافية نخبوية الطابع ، وساهم استثمار براك لمسألة الصراع بشان طابع الحياة فى الدولة العبرية بين المتدينين والعلمانيين الى حد بعيد ، فى انتقال اصوات يمينية علمانية ، التوجه من معسكر نتنياهو الى معسكره .
وقد ادرك خبراء الدعاية الذين احاطوا به اهمية هذا الموضوع بالنسبة الى الراى العام الاسرائيلى العلمانى مع ازدياد قوة وتاثير الاحزاب الدينية فى الكنيست ، وخصوصا بعد انتخابات سنة 1996 ، اذ بلغ عدد نواب الاحزاب الدينية فى الكنيست فى مرحلة نتنياهو ، الكنيست الرابع عشر 23 نائبا ، وكان عددهم فى الكنيست الثالث عشر 16 نائبا . وزادوا الى 27نائبا بعد انتخابات الكنيست الخامس عشر 1999 .
5- تميزت السنوات الثلاث من حكم نتنياهو 1996- 1999 بتمحور النقاش السياسي والثقافى فى اسرائيل حول موضوع العلاقة بين المتدينين والعلمانيين فى المجتمع والدولة بصورة لم يسبق لها مثيل ، فالصراع العلمانى الدينى لم يفك اسار الهوية اليهودية ، ولايزال يتطور داخلها ويطورها فى آن واحد ، وقد تحول الى محور الصراع الاساسى فى المجتمع الاسرائيلى ، وشهدت السنوات التى سبقت انتخابات سنة 1999 عددا لا يحصى من الاصدارات و المؤتمرات والندوات بشأن الموضوع وبذل منظرون من اليسار الصهيونى جهداً فائقا فى تطوير مفهوم جديد للامة اليهودية لا يحتكر رجال الدين لرسم حدوده كما حاول اخرون تحديد الصراع مع الغيبية الدينية بانه الخطر الاساسى الذى يهدد اسرائيل و المواطنين العرب فى اسرائيل فاذا ولج هؤلاء معركة الديمقراطية الاسرائيلية فعلا بمشروع دولة المواطنين ، كمعركة علمنة للكيان الاسرائيلى ستختلف قواعد الصراع وبالتالى وحدة الاضداد القائمة ، اذ لا يمكن ان يعيد الصراع فى هذه الحالة انتاج وحدة الهوية اليهودية الجامعة . لكن سلوك الاقلية العربية كقطاع . عندما تتبنى الاقلية العربية فى اسرائيل مشروع دولة لجميع مواطنيها فيما يتجاوز التقليعة الدارجة والضريبة الكلامية ستثار عدة اسئلة تلامس الاسئلة اعلاه .
لكن الاقلية العربية فى اسرائيل لا يمكنها ان تتحول بذاتها لتصبح اليسار الاسرائيلى الذى يطالب بفصل الدين عن الدولة والذى يناقش الاحزاب الدينية اليهودية من منطلق يختلف عن منطلق حزبى العمل وميرتس:-
اولا : لانها غير قادرة على اداء هذا الدور من حيث موقعها فى الكيان الصهيونى .
ثانيا : لاننا لا يمكن ان نسمى هذه الاقلية من حيث موقعها وتاثيرها فى المجتمع الاسرائيلى بالمجمل – بصفة اليسار لمجرد انها تتبنى شعارات تتلاءم مع مصالحه القطاعية كاقلية عربية ، فى حين لا تعتبر هذه الشعارات عن مشروع اسرائيلى شامل مناقضة لمشروع اليمين فى المجتمع الاسرائيلى . وينطبق ايضا على الموقف من القضية الفلسطينية ، فموقف العرب فى اسرائيل دفاعا عن حق تقرير المصير للشعب الفلسطينى ودفاعا عن ارضة ، ليس موقفا يساريا مناقضا نوعيا لموقف اليمين الاسرائيلى على الرغم من انه يتميز عن مواقف حزب ميرتس وحزب العمل وغيرهما ، فالفارق الجوهرى هو ان موقف المواطنين العرب ابناء الشعب الفلسطينى ، لا ينطبق بطبيعة الحال من مصلحة اسرائيل او امنها .
والقوة اليسارية نفسها الغائبة فى القضية اعلاه غائبة ايضا فى الموقف من القضية الفلسطينية ، مسقطه بغيابها الموقف الذى يؤكد ان لا حل بمفاهيم الامن وموازين القوى من دون مفاهيم العدالة النسبية والانصاف وغيرها ومع تحول العرب فى اسرائيل الى مجرد قطاع من قطاعات المجتمع الاسرائيلى المشددة على مصالحها ضمن التركيبات الائتلافية الممكنة ، يصبح من الممكن دخول عربى لجنة الخارجية والامن فى الكنيست حيث لا يمكن ان تناقش القضايا الا ضمن التسليم بالامن الاسرائيلى كمنطلق .
والحالة البائسة التى قصرت الاستراتيجية العربية طوال فترة نتنياهو على انتظار سقوطه ، وطوال فترة الانتخابات الاسرائيلية (6 اشهر لم يسبق لها مثيل فى طولها ) على انتظار فوز باراك / ومنذ 17 آيار / مايو 1999 على انتظارتحركات باراك الدولية وزياراته وتصريحاته بعد الزيارات هذه الحالة سلمت باراك زمام المبادرة بشان العملية السياسية . ولن ندخل هنا فى تحليل ابعاد هذه الحالة الذهنية او اسقاطاتها على الثقة السياسية العربية بالتعادل الذى تفرضه بين اكثر من 150مليون عربى مسلوبى الارادة وبين 50 – 100الف اسرائيلى قد يغيرون موقعهم من هذا المعسكر الى ذاك لاسباب اقتصادية او اجتماعية اسرائيلية داخلية ، قد يكون لها علاقة مباشرة بالصراع وقد لايكون ، لكننا نشير الى ان تسليم زمام المبادرة للمخلص المنتظر يعنى منحه هامشاً سياسياً كافياً لا ليجمع العرب على تاييده فحسب ، بل ايضا لتفريقهم اذا دعت الحاجة الى ذلك .
وبات مراسلو الاعلام العربية يداومون فى الكنيست ، وقد تعودوا اعتبار اتفه التصريحات او المشادات البرلمانية ، ذات الطابع الحزبى الداخلى الصرف ، خبرا مهما لوسائل الاعلام التى يعملون فيها . وكنا فى السابق نتوسل اهتماما عربيا باسرائيل وبما يجرى داخلها من منطلق ضرورة معرفة اسرائيل فى غياب استراتيجية عسكرية واضحة ومعرفة الاليات الساسية والاجتماعية الداخلية الاسرائيلية وتوظيف هذه المعرفة فى عملية الضغط عليها و التاثير فى رايها العام ضمن المفاوضات . لكن الاهتمام الراهن باسرائيل والذى يفوق كل التوقعات لايعكس عجزا عربيا ينم عن اعتماد كلى على موازين القوى الاسرائيلية الداخلية ومبالغة فى تقويمها / تبدا بمقولة باراك اسوا من نتنياهو "وتنتهى بـ "باراك رجل السلام"
كيف يمكن مواجهة هذه الحالة ؟
الاجابة عن هذا السؤال لا تنتظر نشوء راى عام عربى ديمقراطى ، مستقل عن الاعلام الاسرائيلى ومحصن امامه لا بفعل عداء لكل ما هو يهودى او لكل ما ياتى من اسرائيل وانما بفعل اليته الديمقراطية الداخلية وثقته باعلامه هو لو توفر كما ان الاجابة عن هذا السؤال لا تنتظر الوحدة العربية او التكامل العربى اونشوء انظمة عربية تنتظر اسرائيل نتائج انتخاباتها بدلا من العكس ، وتضع بعض زمام المبادرة فى يدها بدلا من انتظار سقوط نتنياهو وتصريحات باراك بعد جولة امريكية – اوربية ، وتستطيع ان تؤثر فى الراى العام الاسرائيلى بدلا من انتظار تفتت اسرائيل بعد اتفاقيات سلام معها ، مهما يكن ثمن هذه الاتفاقيات بناء على وهم مفادة ان ما يوحد اسرائيل هو الحرب مع العرب .
الاجابة عن هذا السؤال لا تنتظر هذا التطور المرغوب فيه والذى لابد منه فى المدى البعيد . انها تتطلب حدا ادنى من التنسيق العربى والاصرار على الموقف فاذا اصر الطرف الفلسطينيى على تنفيذ الالتزمات الموقعة ، لن يستطيع باراك ان يقاومها على مستوى الراى العام المحلى والدولى فهى التزامات تعهد بها اليمين الاسرائيلى ، واذا ما تمسك الطرف السورى بالانسحاب الى حدود الرابع من حزيران / يونيه ، لن يكون فى امكان باراك ان يناور بشان تناقض مختلق مع الطرف الفلسطينى . والمطلوب هو الثقة المتبادلة والتنسيق الملائم
رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود
رابعا / الانتخابات الاسرائيلية 2003
انسحب حزب العمل من حكومة شارون فى الثلاثين من اكتوبر 2002 وراهن عدد من قادة الحزب على العودة بالحزب الى السلطة من جديد جريا على قاعدة ان تدهور الاوضاع الامنية والاقتصادية منذ تجمد عملية التسوية السياسية عمليا بمقتل رابين فى نوفمبر 1995 ، يودى الى خسارة رئيس الوزراء لمنصبه باستمرار، فى اى انتخابات جديدة ، فقد حدث ذلك مع بيريز عام 1996 ، ونتنياهو 1999 ، وباراك 2001 ، ومن ثم توقع بعض قادة حزب العمل ان تنتهى الانتخابات بفوز حزبهم باكبر عدد من المقاعد يعود بموجبها الى الحكم ، ويتولى زعيمه تشكيل الحكومه الجديدة . وقد لعب حزب العمل سواء تحت قيادة " بن اليعازر " الذى اتخذ قرار الانسحاب او " متسنع " الذى خاض الانتخابات على راس قائمة الحزب ، لعبته التقليدية بانه حزب التسوية السياسية او حزب الحل الوسط الاقليمى . وبدا واضحا ان الراى العام الاسرائيلى قد قدم الامن فى الانتخابات الاخيرة على ما عداه من اعتبارات ، ومن ثم فقد نظر الى شارون باعتباره الجنرال الذى يعتمد عليه لواد الانتفاضة وتفكيك المنظمات الارهابية وجلب الامن للمواطن والدولة معا
ان انتخابات الكنيست السادس عشر التى جرت فى الثامن و العشرين من يناير 2003 ، قد كشفت عن تحولات كبرى فى المجتمع الاسرائيلى ، فاليمين بقيادة تكتل الليكود الذى صعد الى السلطة لاول مرة عام 1977 ، بات منفردا وبفارق كبير فى تكوين راى الناخب والتاثير فى نمط تصويته ، فالاولوية كانت للامن على ما عداه من اعتبارات. وكان واضحا ايضا ان الناخب الاسرائيلى ارجع مجمل عوامل التردى الى تدهور الاوضاع الامنية بفعل الانتفاضة ، ومن ثم راهن على ان يؤدى واد الانتفاضة وتفكيك البنية التحتية للمنظمات الفلسطينية الى تحسن الاوضاع الامنية ومن ثم تحسن عام فى مجمل جوانب الحياة فى اسرائيل . وبدا واضحا ايضا ان الانتخابات شهدت تحولات كبرى فى ترتيب الاحزاب السياسية الاسرائيلية وفق ثقلها البرلمانى ، فقد تقدم " شينوى – العلمانى " وتراجع "شاس – الدينى " ، وتلاشت ظاهرة احزاب اليهود الروس ، وبدات واضحه حيرة اصحاب البلاد الاصليين ، اى عرب 1948 .
وقد كانت الانتخابات برلمانية فقط وذلك بعد قانون الانتخاب المباشر لرئيس الوزراء . وبلغ عدد الاحزاب والقوائم التى خاضت الانتخابات سبع وعشرين قائمة ، تمكنت ثلاثة عشر قائمة من نسبة الحسم وهى واحد ونصف فى المائة من مجموع الاصوات الصحيحة من اجل دخول البرلمان . حيث بلغ عدد سكان اسرائيل 6.029.529 نسمة احصاء يولية 2002 وبلغ عدد من له حق التصويت فى هذه الانتخابات 4.7 مليون ناخب شارك منهم 3.200.772 بنسبة 68% ، وبلغ عدد العرب الذين شاركوا فى الانتخابات 230.669 ، وتوزعت اصواتهم على حداش 93 الف صوت والتجمع الوطنى 71 الف صوت ، والقائمة العربية الموحدة 65 الف صوت . ويعد الليكود الكاسب الاول فى هذه الانتخابات ، قد تمكن من مضاعفة عدد مقاعده التى وصلت الى 38 مقعد مقابل 18 مقعد فى الانتخابات السابقة وتمكن بعد اندماج حزب اسرائيل بعاليا معه من رفع عدد مقاعده الى 40مقعدا . ويعد حزب شينوى ثانى الاحزاب الكاسبة حيث رفع حصته من ستة مقاعد الى خمسة عشر مقعدا بعد ان حصل على تسعة مقاعد اضافية واحتل الحزب المكانة الرابعة على حساب الد اعداه حزب شاس الذى يمثل المتدينين من يهود الشرق والمغاربة منهم تحديدا ، كما يعد حزب العمل الخاسر الاول فى هذه الانتخابات فقد تراجعت مقاعده من 26 مقعدا فى الانتخابات السابقة الى 19 مقعدا ، وكانت المرة الاولى فى تاريخ الحزب الذى تتراجع فيه مقاعده ما دون العشرين مقعدا .
وواصلت حصة الاحزاب الصهيونية من الاصوات العربية تراجعها حيث بلغت فى الانتخابات الاخيرة حوالى 27% بعد ان كانت 30% فى الانتخابات السابقة ، وكانت الاحزاب العربية ضمن القوى الخاسرة ، حيث فقدت القائمة العربية الموحدة ( 3 مقاعد ) وحصلت على مقعدين مقابل خمسة مقاعد فى انتخابات 1999 وبينما توزعت مقاعد العرب البرلمانية عام 1999 عن الاحزاب غير الصهيونية على القائمة العربية الموحدة ( 5 مقاعد ) ومقعدان لكل من التجمع الديمقراطى الوطنى وحركة " حداش " والاخيرة فازت بثلاثة مقاعد بينها مقعد يهودى ، هذه اضافة الى اربعة اعضاء اخرى من الاحزاب الصهيونية ، اثنين عن العمل والثالث عن الليكود والرابع عن كتلة ميرتس وبذلك وصل عدد الاعضاء العرب فى الكنيست السابق الى 13 عضوا ، فان الانتخابات الاخيرة شهدت تراجع عدد النواب العرب اجمالا حيث لم يفز اى عربى على قوائم الاحزاب الصهيونية وكان هناك درزى على قائمة الليكود حيث شغل الموقع الثانى والعشرين على قائمة الحزب الانتخابية وبلغ اجمالى النواب العرب من الاحزاب غير الصهيونية تسعة نواب ، و الواقع ان فلسطينى 48 كما يتضح من خطاباتهم السياسية الاكثر رواجا ، باتوا على دراية كافية بان التجمع اليهودى الاستيطانى ليس بوارد التعاطى الايجابى مع غايتهم الكبرى المذكورة
وقد تاكدوا من رؤية الغلبة الصهيونية الاصولية على يمين هذا التجمع ومعظم يساره من التجربة الممتدة مع النخب الحاكمة سواء تلك المدعوة باليمين او باليسار غير ان سياسة القتل عبر الهوية التى مارستها معهم حكومة العمل بقيادة ايهود باراك فى اكتوبر 2000 قطعت بهم المسافة الى اليقين الكامل بانهم يعيشون فى دولة ليست لهم ، وانها تخصهم بالعداء وتساوى فى هذا العداء بينهم وبين شعبهم الفلسطينى فى المناطق المحتلة عام 1967 وفى بلاد اللجوء ، وسوف نلاحظ ان فترة ما بين انتخابات الكنيست الخامس عشر ( مايو 1999 ) وانتخابات الكنيست السادس عشر ( يناير 2003) قد حفلت بالوقائع و الاحداث الموضحة لسقف علاقة العرب بالنظام الاسرائيلى
وفى هذا الاتجاه ذكر " اهرون ياريف " رئيس الاستخبارات العسكرية السابق : -
ان هناك اراء تدعوا الى استغلال حالة الحرب على العراق من اجل طرد ما بين سبعمائة وثمانمائة الف عربى من داخل اسرائيل .. وقد اعدت الوسائل لتنفيذها ، وهذا يعنى ان فلسطينى 48 لم يكونوا استثناء من فكر الترانسفير الذى تتبناه احزاب وحركات صهيونية ناشطة ، وبالنسبة لشق من هذا الفكر فان العراق الجديدة عراق ما بعد الحملة الامريكية مرشح لاستقبال من تسمح الظروف بطردهم من فلسطينى 67 ولاجئى فلسطينى 48 ، وفى اقتراح عملى دعا عدد من الشخصيات العامة والادباء والفنانين ، فضلا عن لجنة المتابعة العربية العليا الى تبلور القوى العربية المشاركة فى قائمتين انتخابيتين ، تضم اولاهما الاحزاب اليسارية العلمانية وفى مركزها الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وتاتلف فى الثانية الحركات الاسلامية . ففى 19/12/2002 اعلن تحالف بين ما يسمى حركة الاحرار وبين حزب التجمع الوطنى . وتضم هذه الحركة نشطاء فى التيار القومى ، وفى السياق ذاته ، جرت مفاوضات وحوارات بين الحركة العربية للتغيير والقائمة العربية الموحدة ( التى تتالف من الجناح الجنوبى للحركة الاسلامية والحزب الديمقراطى العربى ) ، بهدف دخول الانتخابات بقائمة موحدة . لكن المحاولة فشلت ، ونجحت المباحثات بين الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حداش) بزعامة محمد بركة وبين الحركة العربية للتغيير فى تشكيل قائمة موحدة ، ومن التحالفات التى نشات فى غمرة انتخابات عام 1999 ولم تصمد بتكوينها السابق فى انتخابات 2003 . تحالف القائمة العربية الموحدة والذى تشكل عن الحركة الاسلامية (الجناح الجنوبى) وجبهة العمل الوطنى والحزب الديمقراطى العربى وكان ممثلا فى الكنيست الخامس عشر بخمسة نواب . فقد انسحبت جبهة العمل الوطنى من التحالف الذى بقى محتفظا باسمه على ان يظل مكونا من الحركة الاسلامية والحزب العربى الديمقراطى .
ومهما يكن من امر فقد انتهت المفاوضات بما فيها من مزايدات ومناقصات بين القوى السياسية العربية الى دخول العرب الانتخابات باربع قوائم وذلك من اصل 28 قائمة شاركت على مستوى الدولة وبلغ عدد الناخبين العرب نحو 17فى المئة من مجموع الناخبين وهو 4.7 مليون ناخب كان يمثلها القوائم العربية التاليه وهى :
• التجمع الوطنى برئاسة عزمى بشارة
• قائمة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة مع الحركة العربية للتغير برئاسة محمد بركة واحمد الطيبى على التوالى .
• القائمة العربية المحدة .. من تحالف الحركة الاسلامية ( الجناح الجنوبى) بزعامة عبد المالك دهاشة مع الحزب العربى الديمقراطى ومثله طلب الصانع .
• التحالف الوطنى الديمقراطى بزعامة هاشم محاميد .
وقد تمكنت القوائم الثلاثة الاولى من الحصول معا على 8 مقاعد بالكنيست السادس عشر ، اما القائمة الاخيرة فلم تتجاوز نسبة الحسم .
وفيما يلى موجز حول القوى العربية الممثلة فى الكنيست السادسة عشر :-
1- التجمع الوطنى الديمقراطى :- وهو حزب تطور عن ما عرف عام 1992 بميثاق المساواة الذى اسسه عزمى بشارة زعيم الحزب الحالى . ويتبنى الحزب افكاراً قومية عربية ويعتبر الانشط والاكثر حضوراً وجماهيرية فى الوسط العربى ، وسجل رئيس الحزب بشارة سابقة فى الحياة السياسية لفلسطينى 48 حين رشح نفسه لانتخابات رئيس الوزراء عام 1999 . الامر الذى احدث جدلاً واسعاً بين العرب حول دلالات الخطوة وتداعياتها ، ولكنه سلط اضواء اعلامية على كل من الحزب وزعيمه وافكاره وبرنامجه .
2- الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حداش) : وهى بمثابة ائتلاف واسع بين قوى عربية ويهودية يقف على راسها الحزب الشيوعى (راكاح) ، وقد نشات فى غمرة انتخابات الكنيست 1977 . وتقوم الجبهة على برنامج سياسى محدد ، بغض النظر عن الهوية القومية والدينية للمنضمين اليها ، وهى تنادى باحلال السلام بين العرب عموما وفقا لمقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالصراع الاسرائيلى العربى .
3- الحركة العربية للتغير : تنهض منذ عام 1996 على برنامج اساسه السعى للمساواة والمطالبة بالمواطنة الكاملة للعرب داخل اسرائيل وتوحيد صفوفهم خلف هذا المطلب ، فضلا عن تاييد التسوية العادلة للقضية الفلسطينية ، فى وجود الاهداف التى تتبناها السلطة الوطنية الفلسطينية . ولان زعيمهااحمد الطيبى مقرب من ياسر عرفات الذى عينه مستشارا له فانها تبدوا مرفوضة من الوسط اليهودى السياسى ، اليمينى بالذات . لكن الطيبى لا يحظى فى الوقت ذاته بالثقة الكاملة داخل اوساط فلسطينى 48 ، بزعم انه يسهل وصاية منظمة التحريرالفلسطينية عليهم وفى انتخابات الكنيست الخامس عشر تمكنت الحركة مع حزب التجمع الديمقراطى من ايصال ثلاث نواب الى الكنيست من بينهم الطيبى نفسه . غير ان هذا الائتلاف انفض بعد وقت قصير .
4- الحركة الاسلامية (الجناح الجنوبى ) : وهى احد فرعى التيار الاسلامى الذى تاسس فى بداية سبعينيات القرن الماضى على برنامج وعظى وارشادى ، لكنه اخذ ابعادا سياسية فى مرحلة لاحقة ، وكان زعيم الحركة ومنشؤها "عبدالله نمر درويش" قد تاثر فى تكوينه الفكرى الدينى و السياسى بحركة الاخوان المسلمين . وفى باكورة نشاطها العام كانت الحركة اميل الى مقاطعة الحياة النيابية الاسرائيلية ، مع تفضيل الانخراط فى العملين البلدى والاهلى الخيرى بصفتهما يقدمان خدمات مباشرة للجماهير العربية . غير ان هذا التوجه اعترته تطورات افضت الى انقسام الحركة جناحين كبيرين احدهما يدعى الجناح الشمالى بزعامة " الشيخ رائد صلاح" الذى اعتصم بمواقف وافكار الحركة عند نشاتها رافضا النشاط السياسى والمشاركة النيابية .. مفضلا هذا النشاط عبر المدخل الاعلامى واثارة القضاية المتعلقة بامقدسات الاسلامية لاسيما المسجد الاقصى . واخر يعرف بالجناح الجنوبى بزعامة " عبدالله نمر درويش " الذى تلاه الان على راس الجناح الشيخ " ابراهيم صرصور " . هذا الجناح هو الذى عدل من موقف الحركة واتجه الى تاييد المشاركة النيابية الى جانب النشاط البلدى وفى انتخابات الكنيست الخامس عشر تحالف هذا الجناح مع كل من الحزب الديمقراطى العربى وجبهة العمل الوطنى فى قائمة حصلت على خمسة نواب .
5- الحزب العربى الديمقراطى : وهو اول حزب عربى ينشأ فى مناطق 48 وينشط بشكل شرعى منذ العام 1988 ، وقد خاض انتخابات الكنيست منذ ذلك العام وحتى انتخابات 2003 بالائتلاف مع حركات واحزاب اخرى ، وقبل ان يؤسس هذا الحزب كان" عبد الوهاب الدرواشة " عضوا فى حزب العمل الصهيونى إبان زعامة اسحق رابين له .
وبعيدا عن الصراع الفلسطيني بين القضايا الاقتصادية والاجتماعية لدي الاحزاب العربية في اسرائيل الباحثة عن حق المواطنة الكاملة في الدولة العبرية العنصرية.نعرض فى ما يلى :
اهم مواقف الاحزاب الاسرائيلية من القضايا الاقتصادية :-
( انتخابات 2003) البرنامج الاقتصادى – الاجتماعى
الليكود 38
منح الحرية للقطاع الخاص – تقليص دور الدولة لاستمرار بدعم الاستيطان ومخصصات المتدينين .
العمل 19
دعم تقليص نفقات الاستيطان والمتدينين
تعزيز دور النقابات وتخصيص المشاريع المتعثرة
تخصيص مبالغ اكبر للتعليم والخدمات العامة
شينوى 15
الغاء امتيازات المتديننين ودعم برامج التخصيص
شاس 11
الابقاء على مخصصات المتدينين والعائلات الكبيرة
دعم تخصيص مشاريع القطاع العام بقدر ما يدعم ذلك معايير الكفاءة الاقتصادية
الاتحاد الوطنى 7
زيادة مخصصات المهاجرين ما امكن
زيادة مخصصات الرفاه الاجتماعى
زيادة مخصصات الاستيطيان ودعم برامج تخصيص مؤسسات القطاع العام وبشكل عام الحفاظ على العلاقة القائمة بين الدول والاحزاب الدينية
ميرتس 6
الدعوة الى مزيد من مخصصات الرفاه الاجتماعى غير المخصصة للمتدينين بهدف تحقيق المزيد من المساواة الاجتماعية
دعم برامج التخصيص بموافقة العاملين فى تلك المؤسسات وتسوية اوضاعهم
يهدوت هتوراه 5
دعم الجماعات الدينية ، والمهاجرين والاستمرار بدعم المستوطينين
المفدال 6
دعم الاستيطان والمتدينين و دعم برامج التخصيص
حداش – التغير 3
يدعو الى المساواة بين المواطنين وعدم توجيه مخصصات اكبر للاستيطان او النفقات الدفاعية
شعب واحد 3
لم يصادق اعضاء الحزب فى الكنيست على اى من الميزانيات خلال الاعوام الثلاثة الماضية بحجة انه كانت تسئ للفئات الاقل حظا فى المجتمع ويدعم الحزب برنامج التخصيص بشروط معينة تاخذ وضع العاملين بعين الاعتبار ، وبشكل عام يدعم الحزب برنامج الرفاه الموسع
التجمع 3
دعم مخصصات العائلات الكبيرة ، تخفيض مخصصات الاستيطان والنفقات الدفاعية ، التوسع فى برنامج الرفاه والدعم المباشر ومخصصات البطالة
اسرائيل بعليا 2
3يدعم الحزب المخصصات التى تخلق ظروفا افضل للمهاجرين الجدد
القائمة العربية الموحدة 2
دعم مخصصات العائلات الكبيرة ، تخفيض مخصصات الاستيطان والنفقات الدفاعية ، التوسع فى برنامج الرفاه والدعم المباشر ومخصصات البطالة
رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود
خامسا / الانتخابات الاسرائلية (كنيست) عام 2006 :
جاءت انتخابات الكنيست الاسرائيلية السابعة عشرة ، والتى جرت فى الثامن والعشرين من مارس 2006 ، فى سياق تطورات محلية واقليمية ودولية مغايرة . حيث شهدت هذه الانتخابات تحرك الراى العام الاسرائيلى باتجاه الوسط بشقية اليمينى (كاديما) واليسارى (العمل) ، فبعد ان كان اليمين الاسرائيلى مهيمنا على الساحة منذ انتخابات رئاسة الحكومة فى فبراير 2001 بدا الراى العام يتحرك ياتجاه الوسط وقد تاثرت الاجواء الانتخابية الاسرائيلية بنتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية التى جرت فى الخامس والعشرين من يناير 2006 والتي اسفرت عن فوز حركة المقاومة الاسلامية "حماس" بالاغلبية وتشكيل الحكومة الجديدة .
وقد فرض الواقع الاقليمى الجديد نفسه على الساحة الاسرائيلية عبر مزيد من الدعم لمبادرة رئيس الوزراء الاسرائيلى السابق " اريئيل شارون " بالانسحاب من جانب واحد من قطاع غزة ، واسفرت الانتخابات عن فوز كاديما بالمرتبة الاولى (29 مقعدا ) فى سابقة لم تحدث من قبل ، وهى فوز حزب لم يمر على تاسيسه اكثر من اربعة شهور بالمرتبة الاولى ومن ثم تكليف رئيسه بتشكيل الحكومة .
وقد شهدت الساحة السياسية الاسرائيلية تفاعلات مكثفة ومتسارعة ، بدات فى العاشر من نوفمبر عام 2005 مع اعلان نتائج الانتخابات على رئاسة حزب العمل الاسرائيلى وفوز عمير بيرتس على منافسة شمعون بيريس وتسارعت الاحداث والتطورات بقرار رئيس الوزاراء الاسرائيلى " اريئيل شارون " تقديم موعد الانتخابات البرلمانية ، ثم الخروج من حزب الليكود وتشكيل حزب سياسى جديد ثم فوز بنيامين نتنياهو برئاسة الليكود فى العشرين من ديسمبر 2005 . عموما حظى حزب شارون الجديد بتاييد واسع النطاق من الراى العام الاسرائيلى حيث قفز الحزب بعد اعلانه مباشرة الى المرتبة الاولى على حساب الليكود ، ووضع سقفا لتصاعد التاييد لحزب العمل .
وفى هذا الاطار ، تعددت التحديات التى واجهتها السلطة الوطنية الفلسطينية ، وابرزها حالة الانقسام الشديد التى سادت موقف الفصائل الفلسطينية المختلفة من مرحلة ما بعد الانسحاب من القطاع ، حيث كانت هناك حالة من الترقب للحظة الانسحاب الاسرائيلى من القطاع ، وسعى من قبل الفصائل الفلسطينية ، كل على حدة ، لوضع خطة ذاتية لادارة او المشاركة فى ادارة القطاع بعد خروج قوات الاحتلال الاسرائيلى . ومع تاكيد الرئيس الفلسطينى محمود عباس تمسكه باجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية فى موعدها المحدد وحق حماس فى خوض هذه وفق الصيغة التى تمت فى الانتخابات التشريعية الاولى عام 1996 وايضا الانتخابات الرئاسية التى جرت فى التاسع من يناير 2005 ، واكدت الحكومة الاسرائيلية انها لن تتعامل مع اى حكومة فلسطينية تشكلها حماس او تشارك فيها وقد بادر "ايهود اولمرت" خلفا لشارون بعد اعلان النتائج ، وقبل ان يكلفه رئيس الدولة رسمياً بتشكيل الحكومة ، بالتحرك من اجل وضع اساس واضح للائتلاف الحكومى الجديد وفى هذا السياق ، اكد على انه يفضل التوصل الى تسوية سياسية من خلال التفاوض مع الفلسطينيين . وكانت انتخابات 2006 بمثابة نهاية مسيرة مترددة نحو الاستقرار للاحزاب الدينية الكبرى فى اسرائيل دامت عشر سنوات ، فقد انتهت الانتخابات باستقرار سيطرة حزب "شاس" السفاردى الحريدى على المعسكر الدينى وتراجع الحزب الدينى القومى "المفدال" ممثل الصهيونية الدينية ،الى ذيل القوى الدينية ، مقابل استمرار تقدم كتلة "يهدوت هاتوراه" الحريدية الاشكنازية بثبات الزيادة فى عدد الاصوات التى تحصل عليها من الوسط الحريدى . وقداعتاد جميع المراقبين والمتابعين للانتخابات الاسرائيلية طرح سؤال عما سيفعله فلسطينيوا 1948 حيث لم يتمكن هؤلاء من تكوين تنظيمات مستقلة حتى العام 1988 حين انسحبت الكتلة البرلمانية من حزب العمل وتكتلت مع عدد كبير من وجهاء واثرياء عرب 48 ليشكلوا الحزب الديمقراطى العربى برئاسة عبد الوهاب دراوشة وق فاز الحزب فى اول انتخابات بمقعد واحد فى الكنيست ثم فاز بمقعدين فى انتخابات عام 1992 ثم تحالف مع الحركة الاسلامية فى القائمة العربية الموحدة منذ العام 1996وقد فتح هذا الحزب الطريق الى امام قيام احزاب عربية اخرى اهمها :-
1- التجمع الوطنى الديمقراطى (البلد) والذى تاسس عام 1996 تحت شعار هوية قومية ومواطنة كاملة وكان تطويرا لاسهامات عزمى بشارة فى ميثاق المساواة عام 1992 حيث خاض التجمع انتخابات 1996 وحقق الفوز بخمسة مقاعد وفى عام 1999 تحالف مع الحركة العربية للتغيير برئاسة الدكتور احمد الطيبى وفاز بمقعدين اثنين ثم انهار التحالف فى انتخابات عام 2003 ليفوز وحده بثلاثة مقاعد حيث يتبنى الحزب افكارا قومية عربية وكان لرئيسه عزمى بشارة سابقة فى ترشيح نفسه لمنصب الرئاسة فى اسرائيل ليطرح وبقوة افكاره الثورية فى مواجهة الفكر الصهيونى والذى دفعه فى نهاية الامر الى الاستقالة والهجرة من اسرائيل فى العام 2007 .
2- القائمة العربية الموحدة والحركة العربية للتغيير (رعام – تاعل) : وهى تحالف بين الحركة الاسلامية الجناح الجنوبى بقيادة الشيخ ابراهيم صرصور مع الحزب الديمقراطى العربى الذى يمثله النائب طلب الصانع منذ العام 1996 مع الحركة العربية للتغيير بقيادة الدكتور احمد الطيبى الذى فك تحالفه السابق مع التجمع الوطنى ليخوض الانتخابات عام 2006 ضمن هذا التحالف الجديد .
3- الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حداش) : تاسست عام 1977 ، عندما اعلن الحزب الشيوعى الاسرائيلى وشخصيات وطنية اخرى ، اقامة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وحتى ذلك العام كان الحزب الشيوعى بتركيبته اليهودية – العربية الخيار الوحيد امام فلسطينى 48 الذين رفضوا التصويت لاحزاب صهيونية او لقوائم عربية تابعة لها . لكن مع نشوء حركات سياسية عربية جديدة مثل "القائمة التقدمية " فى بداية ثمانينيات القرن الماضى برئاسة محمد ميعارى ، ثم الحزب الديمقراطى العربى برئاسة عبد الوهاب درواشة ، تراجعت قوة الجبهة الديمقراطية بعض الشئ .. لكنها حافظت على قيادتها لفلسطينى 48 حتى انتخابات 2003 كقوة سياسية اولى .
وقد خاضت الجبهة الانتخابات الاخيرة منفردة بعد فض الشراكة مع الحركة العربية للتغير برئاسة النائب احمد الطيبى . وجاءت مغادرة الطيبى بعد اصرار قيادة الحزب الشيوعى منحه المكان الرابع بدل الثالث التى خصصته لمرشح يهودى هو الدكتور " دوف حنين " وذلك على الرغم من ان الجبهة لا تحصل على اكثر من بضع مئات من اصوات اليهود بعد ان كانت تحظى فى السابق بالاف . وقد تم اختيار حنين للمكان الثالث بعد خسارة الامين العام للحزب النائب عصام مخول المنافسة مقابل الدكتور" حنا سويد" على المكان الثانى ولمنع حصول شرخ داخل الجبهة وانسحاب الحزب الشيوعى ( الذى يشكل العمود الاساسى للجبهة ) منها الذى اشترط منح المركز لمرشح يهودى . وفى النتيجة النهاية حصلت الاحزاب العربية على عشرة مقاعد اى بزيادة مقعدين عن انتخابات عام 2003 وقد حافظ حزب التجمع الوطنى الديمقراطى على عدد مقاعده وحصل تقريبا على على نفس عدد الاصوات التى حصل عليها فى الانتخابات السابقة عام 2003 مع زيادة نسبة المصوتين له .
اما الجبهة الديمقراطية فتراجعت قوتها نسبة للانتخابات الماضية من حيث عدد الاصوات وكانت مفأجات هذه الانتخابات هى القائمة العربية الموحدة التى كانت استطلاعات الراى دائما ما تمنحها المركز الثالث فى الترتيب بين الاحزاب العربية ، الا انها حصدت اربعة مقاعد . واخيرا ، فانه لابد من القول انه اذا كان الواقع يقول ان فلسطينيى 48 فى الكنيست السبعة عشرة لن يمكنهم التاثير المباشر فى توجهات حكومة اولمرت ، فانهم يبقون فى النهاية اقلية برلمانية تدافع عن اقلية عربية ترفض التهميش وتسعى الى زيادة قواتها وفاعليتها فى النظام الاسرائيلى ، وعليها ان تعمل من اجل زيادة قوة تلك الاقلية ، على الاقل داخل الكنيست ، بما يتوافق وحجم الاقلية العربية فى اسرائيل .
لقد تاثرت الاجواء الانتخابيه الاسرائيليه بنتائج الانتخابات التشريعيه الفلسطينيه التي سبقتها في 25/1/2006م اضافة الى الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزه على اساس عدم اعتراف اسرائيل بوجود شريك فلسطيني وتبع ذلك مرض شارون لدرجة الشلل الكامل وتولي ايهود اولمرت رئاسة الحكومه رئيسا لحزب كاديما الذي فاز بتسعة وعشرين مقعد ولم يكن قد مر على تاسيسه اكثر من اربعة اشهر وشكل حكومة ائتلاف وطني لمواجهة الضغوط الاقليميه والدوليه الهادفه للتوصل الى اتفاقية سلام مع الفلسطينيين .
لكن يبقى السؤال دائما :-
اين هو موقع فلسطينيو الداخل من أي اتفاق سلام
لم يطرح احد اجابة صريحه وواضحه لهذا التساؤل
الكل يهرب من الاجابه .!!!
رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود
المبحث السابع
----------------------------------------------
الهواجس الصهيونيه :-
- سجل شارون في كتابة عام1999 أي بعد مضى ستة اعوام على توقيع اتفاقية اوسلو ، بانه يرى ان الفلسطينيين جميعاً ارهابيون لا يستثنى منهم احداً لقد كان شارون بمثابة القاسم المشترك الاعظم فى كافة المذابح التى ارتكبتها اسرائيل ضد الفلسطينين عبر تاريخهم منها مذبحة مخيم البريج فى غزة فى اغسطس 1953 ،وهو اول من يعلم ان تلك المذابح لم تكفل امنا للا سرائيلين . فهل يعتقد شارون حقاً ان نتيجة المذابح الجارية هذه الايام ستكون مختلفة عما سبقها؟ لقد كان شارون المعلن لمذابحه الاخيرة هو القضاء على البنية التحتية الاساسية لما يسميه الارهاب!! فماذا فعل شارون ؟ لقد بدأ بحصار عرفات صاحب اوسلو والحائز على جائزة نوبل.وهدم بيديه كل مستوطنات الصهاينه في قطاع غزه ايضا .
- ان مراجعة تاريخية وفكريه لهذا الفهم الشاروني ، يدعونا للتذكير بان اسرائيل قامت منذ البداية كمجتمع استيطانى عسكرى يضم ابناء قوميات عديدة يتباينون فى اصولهم الحضارية ، ولم يكن ثمة ما يمكن ان يوحدهم تمهيداً لصهرهم سوى زرع الاحساس بالخطر فى اعماقهم بحيث يستشعرون دوما بأن العالم المحيط بهم _ اى العالم العربي _يهددهم بالفناء مع تاكيد مواز للقدرة العسكرية الاسرائيلية على التصدى لذلك التهديد . ونشر في صحيفة دافار 5/8/1992مقالا له بعنوان ((تأملات مع أنتهاء المؤتمر الصهيوني))جاء فيه:
"هناك من يقولون أن الحركة الصهيونية قد أستنفذت أغراضها بتحقيق هدفها الأساسى ألا و هو إقامة دولة اليهود في فلسطين .و لو نظرنا لأحداث المؤتمر الصهيونى الثاني والثلاثون الذى انعقد في القدس مؤخراً ,فقد يحق لنا القول أنه قد حان الوقت لإطفاء الأنوار فى الحركة الصهيونية ,وأن يذهب كل إلى حال سبيله . لقد كان افتتاح المؤتمر الصهيونى فيما سبق بمثابة حدث حقيقى فى حياة الشعب اليهودى ، تخصص له الصحف صحفاتها الأولى ...فى حين انزوت أخبار المؤتمر الحالى و أصبحت على الهامش.
- ولقد روجت الصهيونية طويلاً و ما زالت لفكرة أن اليهود كياناً واحد متجانس ممتد فى الزمان والمكان، بمعنى أن اليهود وفقاً لهذا المفهوم _ يمثلون كياناً حضارياً ممتد زمنياً دون أن يتأثر جوهره بما طرأ أو يطرأ على العالم المحيط به من تغيرات ،و ان كل ما يبدو من أختلاف بين يهود اليوم ، ويهود الأزمان الغابرة ، إنما هو قشور لا تتجاوز السطح إلى الجوهر . كذلك فأن ثمة ما يربط دائماً بين اليهود جميعاً فى شتى أنحاء الأرض ، مهما تباينت الظروف المحيطة بهم قد تتمثل تلك الرابطة لدى البعض فى الديانة اليهودية ،وقد يراها غيرهم متمثلة فيما يلقاه اليهود من عنت و اضطهاد وقد يراها أخرون متمثلة فى غير هذا وذاك ،إلا أن الصهاينة جميعاً يتفقون على أن ثمة رابطة أقوى وأعلى من تباين الظروف المادية تربط بين اليهود جميعاً .
وكان دائما التهديد السكاني هو الهاجس الصهيوني الدائم ، خاصة وان الفلسطينيين بلغ عددهم فى اسرائيل ، نهاية عام 2002،نحو 1,25 مليون نسمة ، وهم بهذا التعداد يشكلون نسبة 19% من مجمل السكان فى إسرائيل ، وهي نفس النسبه منذ قيام إسرائيل ، وكان هذا التوازن النسبي يعود دائما الى الهجره اليهوديه القادمه واخرها كان الطوفان اليهودي السوفييتي ، فاذا ما توقفت الهجره سينقلب التوازن القائم لمصلحة الفلسطينيين ، وذلك لان نسبة الزيادة الطبيعية لدى اليهود التي بلغت خلال عام2003 حوالى 1,3% ، اقل من مثيلتها بين الطوائف العربيه والتي بلغت لدى الدروز 2,1%وعند المسلمين الى 3% .
ولذا فان السلطة الاسرائيلية تواجه هذا الخطر بامرين وهما :-
1- اضعاف الانتماء العربى والاقليمي للفلسطينيين وتمثل في الشواهد التاليه :-
* اثر زيارة عبد الوهاب دراوشه أحد الاعضاء العرب البارزين فى الكنيست الاسرائيلى لسوريا عام 1993 كانت افتتاحية الجيروزاليم بوست تحمل كعنوان رئيسى "خيانة دراوشة" مشيرة إلى إنه قد صرح خلال زيارته بأنه يتحدث بأسم العرب "..فى المناطق المحتلة... والفلسطينيون فى الجليل والنقب والمثلث .
* وفى مؤتمر بعنوان "الفلسطينيون يطرقون ابواب العالم العربي " عقد فى القاهرة، ورد فى الكلمة الافتتاحية للسيد عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية (( أرى انه من الخطأ مقاطعة جزء من الشعب الفلسطينى ..رغم إحكام الحصار الذى ساهمنا فيه دون ان ندرى ونراهم يواجهون ذلك بروح قومية عربية )) . وقد اعترض أحد الحضور من الشعب الفلسطينى ..على استخدام تعبير عرب اسرائيل فى الاشارة اليهم فقال مقاطعاً كلمة عمرو موسى التى القاها نيابة عنه السيد سعيد كمال الامين العام المساعد للجامعة العربية وقال ((نحن عرب فلسطين ..وهذه كلمة الامين العام لجامعة الدول العربية تقول اننا عرب اسرائيل للمرة العاشرة ))فما كان من سعيد كمال الذى تلا الكلمة إلا ان قال ((..حسناً .. فلسطينيو الداخل)).
* وقال "امير مخول" الامين العام لمؤسسة <اتجاه> التي هي اتحاد لجمعيات اهلية عربية ومقرها حيفا <<إننا نطلق على أنفسنا أسم فلسطينيين>> وأضاف إن << علاقتنا بالدولة العبرية ليست علاقة أنتماء .. نحن لا نشعر بالانتماء لإسرائيل.. نشعر بشئ أقيم على انقاض شعبنا .. مواطنتنا فرضت علينا .. وعلاقتنا بالدولة قانونية وتشكل بالنسبة لنا تذكرة البقاء في الوطن>>
* وقال محمد كمال الأمين العام لحركة <أبناء البلد > وهي حركة سياسية عربية داخل اسرائيل لرويترز تعليقاً على تسميتهم بعرب اسرائيل (( هذا مصطلح شائع للأسف ...لكن هذه المصطلحات غير طبيعية )) وجاءت نتيجة لوضع غير طبيعي واشار الى ان مصطلح (( فلسطينى الداخل هو الادق ..والهدف منه هو التعريف عن اى جزء نتحدث عنه بين افراد الشعب الفلسطينى ))
* وفى ندوة لاحقة عقدت أيضاً بالقاهرة فى ابريل 2003 بعنوان (( ندوة استراتيجية التواصل مع فلسطينيي الداخل)) حاول فيها المشاركون التوصل الى تشخيص دقيق وتفصيلى لأوضاعهم فى ظل سياسات التميز الا سرائيلية ضد حقوقهم القومية والسياسية والمدنية ،ومغزى هذه السياسات بالنسبة لطبيعة الدولة الاسرائيلية ورؤيتها لوضع الفلسطينيين وما يمثلون من تهديد لامن هذه الدولة وطبيعتها.
وقد اوضح المشاركون من الفلسطينيين كيف ان اسرائيل تعتبر الاقلية العربية تهديداً امنياً وقنبلة ديموجرافية ومن ثم فأن سياستها التميزية تتجه للانسان الفلسطينى والارض الفلسطينية ،وكيف ان الجزء من الشعب الفلسطينى يمثل الضلع الثالث من المثلث الفلسطينى حيث يمثل اللاجئون الفلسطينيون واحداً من اضلاعه وفلسطينو الضفة وغزة ضلعه الثانى .كما اشارالمشاركون الى ان دور الفلسطينيين يعد دوراً استراتيجياً حتى بدون ان يفعلوا شيئاً ، وبغض النظر عن كفاحهم المدنى ،اذ يكفى وجودهم وبقائهم فى اسرائيل .
والامر الثاني / يتمثل في حرب اباده للعرب والمسلمين في فلسطين تحت مسمى محاربة الارهاب الدولي ، الذي ينساق بعض العرب خلفه بانانيه الخوف من العقاب الصهيوني الدولي ، ويظهر في الشواهد التاليه :-
*اعتبر نتنياهو في محاضرة له ألقاها امام منتدى تناول قضايا الامن في "هرتسيليا" قرب تل ابيب يوم 17_12_2003 ان "مشكلة اسرائيل الديموجرافية " لا تكمن فى فلسطينيى الضفة الغربية وقطاع غزة ، انما فى فلسطينى الداخل.
كذلك عبر الوزير جدعون عيزرا من الليكود عن تأييده لما ذهب إليه نتنياهو فقال فى تصريحات صحفية فى اليوم التالى : "اذا لم يكن هناك هجرة لأسرائيل وتواصلت الزيادة الطبيعية لعرب اسرائيل فسنخسر دولة يهودية "
كما هدد وزير الداخلية الاسرائيلي في نفس المؤتمر بتجريد الفلسطينيين من الهوية الاسرائيلية لمشاركتهم فى الهجمات التضامنية مع الانتفاضة ، واكد انه يريد تجميد طلبات لم الشمل بين الفلسطينين الى ان يتم وضع سياسة رسمية بشأن هذه المسألة . واعرب عن أمله فى ان تدرس المحكمة الاسرائيلية العليا مسألة جنسية المواطنين العرب . وذلك اثر التظاهرات الفلسطينيه داخل الخط الاخضر تضامنا مع انتفاضة الاقصى في الضفة الغربيه وقطاع غزه – ومن بعدها ضد بناء الجدار العازل وقبلها لمكافحة تهويد القدس .
*وقد اعتقل " رائد صلاح " بسبب دفاعه عن عروبة القدس مرارا لعدة شهور " كما هدد "عزمي بشاره " بالسجن والاعتقال لارائه القوميه العربيه والمناهضه للصهيونيه ، وتم التحقيق مرات عديده مع " احمد الطيبي " لقبوله منصب المستشار السياسي لياسر عرفات – هذه هي الهواجس ذات البعد الاقليمي التي لن تجد لها اسرائيل حلا ابديا الا بحرب اباده تستعين فيها بقوى عظمى دوليه بوزن امريكا للقضاء على الافكار القومية العربيه والغاء العقيده الاسلاميه .
والخلاصه :-
ان البعد الوطني والاقليمي والدولي في القضية الفلسطينية ببعضه بالنظر الي كون اسرائيل صنيعة الاستعمار الغربي القديم والجديد وان النظام العالمي الجديد بقيادة امريكا انتقل بعد زوال الشيوعية الي محاربة واضطهاد العرب والمسلمين ويصر علي ان تكون اسرائيل الدولة المحورية المركزية القائدة لمنطقة الشرق الاوسط وان يكون لمنظمة الشرق الاوسط الكبير الاولوية علي اي نظام اقليمي اخر مثل جامعة الدول العربية والفلسطينيون جزء لا يتجزا من الامة العربية ومن الشعب الفلسطيني ويحملون الجنسية الاسرائلية وهم بهذه الابعاد يربطون المحلي بالاقليمي والدولي الذي يسعي منذ مؤتمر مدريد 1991وحتي مؤتمر انابوليس عام 2007 لحل القضية الفلسطينية علي حساب حقوق الشعب الفلسطيني من ناحية ولمصلحة تضخيم مكانة اسرائيل في النظام الاقليمي من ناحية اخري وفي كلا الامرين يمسك بقضية فلسطينيي الداخل لتحقيق اهدافه من خلال :-
ان تقوم دولة اسرائيل اليهودية بنسبة 100% وهذا يعني في نهاية المطاف ترحيل فلسطينيوا الداخل الي خارج اسرائيل ، ولو بمقايضتهم مع سكان المستوطنات القائمه في الضفة الغربيه . او ان يحدث ما يشبه الاتحاد الكونفدرالي ما بين دولة ثنائية القومية في فلسطين تجمع العرب واليهود وبين المملكة الاردنية الهاشمية ليكون هذا الاتحاد واجهة لاختراق اسرائيل للنظام الاقليمي العربي والدخول من خلاله الي جامعة الدول العربية. وان كان هذا الهدف او ذاك فهو مرتبط بالمعادلة الاقتصاديه العالميه التي تجعل اسرائيل الدولة القائده في اي نظام اقتصادي عالمي جديد ومن اهم امثلته المنتديات الاقتصادية الدولية التي تعقد سنويا ما بين دبي وقطر وشرم الشيخ في قلب العالم العربي و اسرائيل عضوا فاعلا فيها .
http://www.almolltaqa.com/vb/orange/...er_offline.gif
رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود
المبحث الثامن
-------------
الفكر الصهيوني في الدوله ثنائية القوميه
----------------------------
كان العرب في إسرائيل ، وهم أقليه مضطهدة تعيش تحت نيران الحكم العسكري وإجراءاته التعسفية كانوا أكثر تقبلا لفكرة الوجود الاستيطاني الصهيوني ولعملية التعايش مع الواقع المفروض عليهم كمواطنين عرب يعيشون في دولة إسرائيل ويحملون جنسيتها وليس أمامهم سوى القبول بهذا العرض السخي الكريم من إسرائيل ، أو الرحيل إلي الدول العربية المجاورة – وهو ما تريده المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وتسعي إليه دوما مع اختلاف الرؤى الصهيونية حول هذه النقطة تحديداً التي تضم مجموعة من التيارات ، تختلف في الرؤى التكتيكية وإن كانت جميعها تتفق في إيمانها حق اليهود الثابت والشرعي في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين وبين هذه التيارات كان التيار الصهيوني الذي يؤمن بإنشاء دولة ثنائية القومية تجمع بين الحق اليهودي وحق الشعب العربي الفلسطيني في إقامة كيان يخص كلا من الطرفين وكان التيار الأضعف دائما بين كافة التيارات الصهيونية لأن تحقيق المشروع الصهيوني في فلسطين جاء ضمن التجربة الاستعمارية الغربية حيث ظهرت القومية اليهودية في أوربا وبالتالي قدمت نفسها علي أنها جزء من الحضارة الأوربية
وهذا ما عبر عنه هرتزل حين قال : بالنسبة إلي أوربا فإننا الدولة اليهودية في فلسطين وسوف نشكل حصنا من حصون الدفاع ضد آسيا وسوف نكون بمثابة موقع متقدم للحضارة ضد البربرية وباعتبارنا دولة محايدة سنظل علي صلة بكل أوروبا التي سيكون عليها ضمان وجودنا وهكذا فإن هذه الحقيقة الصهيونية مع هيبة القوة العسكرية في الدولة الإسرائيلية وبعد حربين عامي 1948 ثم 1956 م تنتفي إمكانية الاعتراف بالأقلية العربية فضلا عن قبولها علي قدر المساواة مع اليهود في دولة إسرائيل ، رغم قبول الغالبية من عرب 1948 بواقع كونهم يحملون الجنسية الإسرائيلية ويرغبون في الحصول علي حقوق المواطنة الكاملة داخلها بالاندماج الكامل .
لكن واقع دولة إسرائيل الأمني والعسكري هو الذي عبر عنه بن البعازر رئيس أركان حرب الجيش الإسرائيلي السابق قائلا: "إن إسرائيل دولة تحت السلاح ليس فقط في جيشها الوطني ولكن لأن حروبها تتم بمساعدة مختلف المنظمات المدنية مثل شركة الأتوبيسات"إيجيد " والإدارات المدنية والمستوطنين المزارعين المسلحين داخل مستوطناتهم – الكل في خدمة أمن إسرائيل" وهل تثق الإدارة العسكرية بعرب العام 1948م في أن يكونوا مواطنون عاديون ودولتهم كلها تحت السلاح .. و المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من القوة بحيث تستطيع فرض نفسها دون أن تتدخل في الانتخابات وتشكيل الحكومات الإسرائيلية والناتج النهائي هو أن إسرائيل دولة تجمع بين نظام التعددية الحزبية وبين أقوي تأثير عسكري في أي بلد آخر ، أو ما أطلق عليها بالدولة ، الحصن أو دولة الديمقراطية المعسكرة – وهذا – لا يتفق مع دمج الأقلية العربية في إسرائيل.
و الحركة الصهيونية لها أهدافها الذاتية والقومية ضد وجود أو اندماج الأقلية العربية في إسرائيل يتمثل ذلك بتشجيع الهجرة اليهودية والتحالف مع القوة العالمية الأعظم لدعم الدولة اليهودية فكانت مع بريطانيا حتى قيام دولة إسرائيل 1948 ثم بدأت تتجه إلى أمريكا بعدها وخاصة ما بعد هزيمة بريطانيا وفرنسا أمام مصر في حرب العام 1956 م وبإرادة أمريكية أثبتت خلالها أنها القوة الأعظم في العالم مع وجود الاتحاد السوفييتي كقوة عالمية ثانية وانتهاء قوة كلاً من فرنسا وبريطانيا وكان هذا التيار الرئيسي الصهيوني يمثله حزب الماباي أو العمل الإسرائيلي بقيادة / وايزمان – بن جوريون ، مقابل التيار اليمنى¬ التصحيحي بقيادة / جابوتنسكي الذى تشكل من منظمات التطرف الصهيوني التي أنشأت الليكود بقيادته التاريخية امثال /بيجن وشامير وشارون وهذا التيار يسعى إلى قيام دولة بني صهيون في الأردن وفلسطين وبالقوة العسكرية الجبرية ومع هذان التياران العلمانيان الرافضان لأى اندماج مع العرب ظهر دعاة الثنائية القومية في أحزاب اليسار الصهيوني وبعض رجال الدين من أصحاب مذهب المسالمة قبل وبعد قيام إسرائيل عام 1948 م
وكانت أول جماعة صهيونية تدعوا إلي الدولة الثنائية القومية هي " جماعة بريت شالوم " وزعيمها هو " أحاد هاعم " – الذي نادى بالصهيونية الثقافية – بدلاً من الصهيونية الهرتزلية السياسية وكان " أحاد هاعم " يقول : أن اليهود يظهرون نزوعاً إلى الاستبداد ويعاملون العرب بقسوة وحقد وينتهكون حقوقهم بأساليب مخادعة ويهينوهم بلا سبب وبكل تبجح . ودعى لإقامة حكم يهودي عربي مشترك في فلسطين وجاء من بعده عالم الاجتماع والاقتصاد الصهيوني " أرثوروبين " و " اسحق اينشتاين "عام 1925 وهو يقول " إن الصهيونية يمكن أن تدوم إذا ما أعطيت قاعدة علمية أساسية – وينبغي علينا أن نندمج مع شعوب الشرق وإن نخلق مع اخواننا من نفس العنصر السامي أي مع العرب مجتمعاً ثقافياً جديداً " وإن المفتاح الحقيقي للنجاح الصهيوني ليس له علاقة كبيرة بعدد اليهود في فلسطين بقدر ما له علاقة بإقامة علاقة ودية بين الشعبيين المقيمين في البلاد لتنميتها على أساس المساواة الكاملة بينهما ..
وأمام حدة الصراع اليهودي الفلسطيني الذي ظهر بوضوح بعد صدامات العام 1929 خفت حدة الأصوات المؤيدة لجماعة " بريت شالوم " – الراعي لدولة ثنائية القومية وعزلوا عن الحركة الصهيونية باعتبارهم أقلية ضعيفة داخلها " وقد كانت المشكلة الأبدية أن الفلسطينيين يريدون اليهود ويعاملونهم كأقلية داخل فلسطين والصهاينة يريدون ويعاملون الفلسطينيين كأقلية أيضاً داخل إسرائيل وهذا الوضع لم يتغير ابداً .
قبل وبعد قيام إسرائيل ان كان في إسرائيل او في العالم العربي وبقى حالةعرب 1948م تحت جبروت الحكم العسكري الإسرائيلي كما اضطرت الأقليات اليهودية في معظم الدول العربية بعد العام 1948 م إلى الهجرة إلى إسرائيل على مراحل .
في ذلك الحين كان دعاة الثنائية القومية الذين يرفضون إقامة دولة يهودية خالصة أو دولة عربية خالصة ينشرون أفكارهم من خلال عصبة التقارب وبالتعاون اليهودي العربي التي انشئت عام 1939 م ، وكان من ضمنها جماعة " إيجود " وحزب " هاشومير هاتسعير " وكان أبرز قادة " إيجود " ، " مارتن بوير " رئيس تحرير صحيفة" داي فيلت " المعبرة عن آراء المنظمة الصهيونية منذ سنة 1901 م ثم ترك التنظيم الصهيوني لدراسة اللاهوت سنة 1929 وكان يدعو مع جماعته إلى الوحدة بين اليهود والعرب على مستوى الدولة القطرية ، ثم وحدة بين فلسطين والاتحاد العربي على المستوى الإقليمي ونجد في لبنان أقرب الصور إلى هذه الفكرة الثنائية القومية وربما يكون المشهد العراقي بتقسيماته الطائفية بعد الغزو الأمريكي للعراق 2003 قريباً من ذات الفكرة التي يمكن تطبيقها على فلسطين أو كما وصفها القذافي بـ" اسراطين " لكن الحركة الصهيونية والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية ترفضان تحت غرور القوة جميع هذه التيارات المنادية بإقامة روابط قوية بين العرب واليهود في فلسطين .
وقد عبر حزب " هاشومير ها تسعير " الصهيوني عن الفكرة الطائفية وكان من الأحزاب اليهودية القوية في فلسطين قبل العام 1948 م ومعظم قادته وأعضاءه من أوروبا الشرقية وعلى رأسهم "مردخاي بنتوف" المولود في وارسو 1900 والذي أصدر كتاباً عام 1941 قال فيه / لا بد من دستور يطالب بإقامة طائفتين منظمتين تشمل إحداهما كل العرب والثانية لليهود ويكون الأساس الوحيد المقبول للتقسيم هو كون الفرد / عربياً أو يهودياً " وقدم الحزب مذكرة إلى لجنة التحقيق الأنجلو أمريكية سنة 1946 حول " الدولة الثنائية القومية " أكدت فيه على حق اليهود الشرعي في فلسطين ، وتبرئ العرب أخلاقياً من حالة البؤس الذي تعرض له اليهود في الشتات لكنها تؤكد على القرارات اليهودية في إنشاء دولة عصرية وسط الاتحاد الفيدرالي العربي وأن الدولة الثنائية القومية لو شملت الأردن فسوف تستوعب تلك القدرات الخلاقة دون تشريد أي مواطن عربي في الأردن أو فلسطين بل على العكس سوف ترفع مستوى معيشة المواطن العربي واليهودى في آن واحد وبالتأكيد فإن دولة الرفاهية الثنائية القومية ، كما ستفهم مصلحة المواطن العربي فسوف ترفع من شأن المواطن اليهودي ، وتمكنه من الاستيطان خارج الحدود الفلسطينية لأنها ستكون دولة مقبولة في الاتحاد الفيدرالى العربي الذي بدأ بإنشاء الجامعة العربية 1945 م لكن حزب " هاشومير هاتسعير " تراجع عن فكرة الدولة الثنائية القومية وقبل قرار التقسيم عام 1947 م ثم تحالف مع حزب الماباى الحاكم بعد قيام إسرائيل ، وتحولت أفكارهم عن حق عرب فلسطين الوطني والسياسي إلى مجرد مساندتهم في توفير حاجياتهم الإنسانية كأقلية عربية تعيش في ظل الدولة اليهودية مع تأييدهم للهجرة اليهودية إلى الوطن الموعود في فلسطين .. وظل الحال كذلك حتى العام 1966 عندما عاد حزب " هاشومير هاتسعير " يعترف بحقوق الفلسطينيين السياسية . وعموماً فإنه خلال الفترة ما بين 1948 – 1967 كان الشاغل الوحيد لكل الإسرائيليين هو تنظيم دولتهم الجديدة واغفلوا تماماً حقوق الأقلية العربية بما في ذلك حاجاتهم الإنسانية ، في ما عدا مواقف غير مؤثرة للحزب الشيوعي الإسرائيلي " ماكي " أو بعض الهمهمات لحزب " هاعولام هذي " ويذكر للحزب الشيوعي الإسرائيلي أنه رفض قرار تقسيم فلسطين 1947 م إلا أنه عاد ليؤيد بعد تأييد الاتحاد السوفييتي للقرار على أساس أنه الحل الممكن الوحيد ، لكنه ظل على موقفه من ضرورة إنشاء دولة عربية فلسطينية على أساس هذا القرار ، مطالباً بوضع حد للحكم العسكري وتوفير فرص العمل لكل الفلسطينيين ومنحهم حقوق متساوية باليهود في إسرائيل وعند إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية 1964 م ، رفض الحزب الشيوعي الإسرائيلي موقفها من عدم الاعتراف بإسرائيل والمعروف أن الكثيرين من الحزب الشيوعي الفلسطيني في أوساط عرب 1948 باتوا أعضاء في الحزب الشيوعي الإسرائيلي وقد ، كان مؤيداً لفكرة الدولة الثنائية القومية قبل وبعد قيام إسرائيل وكان الأعضاء العرب في الحزب عام 1951 يشكلون نسبة 25.7 % من إجمالي أعضائه ، وقفزت في العام 1965 إلى 50% أي نصف أعضاء الحزب الشيوعي الإسرائيلي كانوا من العرب في العام 1965 م .
وتعتبر التجربة العربية في الحزب الشيوعي الإسرائيلي ، دليلاً على عدم إمكانية تحقيق أي اندماج مع أي من التيارات الصهيونية ولو كانت على أرضية مذهبية سياسية ، حيث انفصل الشيوعيون العرب عن الحزب الإسرائيلي عام 1965 وكونوا قائمة الشيوعيين " راكاح" بقيادة " توفيق طوبى " " ومائير فيلنر " ، وجاء الانشقاق نتيجة للاختلاف في الرأي حول موقف الحزب من القومية العربية الناصرية ومن الاتحاد السوفيتي المؤيد انذاك لعبد الناصر في حملته ضد إسرائيل لكن تبقى أفكار الحزب الشيوعي في أن أرض إسرائيل أو فلسطين للعرب و اليهود معاً مقبولة لدى عرب 1948 خاصة الشيوعيين الفلسطينيين على اساس ان هذا الحل هو الضمانة الوحيدة للسلام بين العربي واليهودي في الشرق الأوسط.
وبالنسبة لحزب" هاعولام هزي " برئاسة الكاتب الصحفي " يوري أفنيري " الألماني المولد والذي هاجر مع أسرته إلى فلسطين سنة 1933 وعمره عشرة أعوام ، وانضم إلى منظمة " أرجون " المتطرفة النزعة ثم تركها وانضم إلى " الهاجاناة " وشارك في الحرب ضد العرب 1948 م قبل أن يترك الجيش عام 1949 للعمل في صحيفة " هارتس " حيث بدأ دعوته للتعايش السلمي بين العرب واليهود ، من خلال منظمة إقليمية شرق أوسطيه تشارك فيها إسرائيل ، وكان يعلن احتجاجه على معاملة إسرائيل السيئة لعرب 1948 م وهو ما أدى إلى فصله من " هارتس " ليؤسس مجله " هاعولام هزي " أو " هذا العالم " الأسبوعية منذ العام 1950 ويشكل أحد الأصوات الإسرائيلية التي تطالب بالعدل والمساواة بين العرب واليهود ...
وفي انتخابات الكنيست 1965 استطاع " يوري افنيري " من خلال حزبه أن يكسب مقعداً لنفسه ويعلن صراحة أنه جاء إلى الكنيست بأصوات الشباب والأقلية العربية المؤيدة لرؤيته السياسية ودافع عن أفكاره في خطة الحزب للوصول إلى تسوية للصراع العربي الإسرائيلي ، تتضمن الاعتراف بأن أرض إسرائيل هي موطن شعبين هما / العرب والعبرانيون ، ويجب إقامة دولتان متجاورتان يتم قيام اتحاد فيدرالي بينهما وينبغي على إسرائيل مساعدة الفلسطينيين لإنشاء دولتهم المستقلة فى الضفة الغربية وقطاع غزة على أن تنضم إليهما الأردن لاحقاً ويشكلون اتحاد فيدرالي مع دولة إسرائيل مستقبلاً وعندها تصبح القدس العاصمة الموحدة للاتحاد الفيدرالي مع حل عادل لمشكلة اللاجئين العرب واليهود في ظل هذه الدولة الواسعة الأرجاء (إسرائيل والأردن وفلسطين ) وقد نجح في كسب شعبية أكبر أهلته للفوز بمقعد إضافي آخر في انتخابات الكنيست 1969 كان من نصيب اليهودي المصري " شالوم كوهين " .
ورغم الإخفاق الشديد لكافة دعاة الدولة الثنائية القومية ، بين الإسرائيليين وخاصة حزب هاعولام هزي " و الحزب الشيوعي الإسرائيلي ، فلا بد أن نسلم بأنهما كانا نموذجاً لحالة استثنائية من الترابط والاندماج الضعيفة في دولة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية المضطهدة لحقوق الأقلية العربية والتي تنظر إليهم نظرة غير متساوية مع المواطنين اليهود وأن تركت لهم حق التمثيل البرلماني في انتخابات الكنيست لا تتجاوز 3% من إجمالي أعضائه مع حقهم في تشكيل مجالس بلدية وقروية محلية في أماكن تجمعهم داخل إسرائيل وظل هذا الوضع المزري والمهين لعرب 1948 م حتى تم تخفيف الإجراءات العسكرية بحقهم عام 1966 ، ثم تزايد الاهتمام بهم بعد ذلك وأصبحوا يشكلون نسبة لا باس بها من النظام السياسي الإسرائيلي وأن بقيت تمارس ضدهم الكثير من السياسيات والممارسات التميزية حتى الآن 2007 .
-إن المفتاح لفهم الهوية الفلسطينية يجب أن ينبعث من إدراكنا بأهمية الدول القطرية في المنطقة العربية والتي غلبت الحس الوطني علي ما عداه من الأحاسيس القومية والإسلامية خاصة بعد هزيمة العرب 1967 . وعلي عكس الحال كان الإسرائيليون يزدادون تعلقا، بمفاهيم القومية التي جاءت بها الحركة الصهيونية ، علي تعاليم التوراة وأسس الديانة اليهودية . وهنا يحدث التناقض بين تيار عربي ينمو باتجاه القطرية منفصلا عن لغتة وتاريخه المشترك . وبين دولة واحدة تقوم علي أساس تجميعي صهيوني في إسرائيل للقومية الصهيونية والشعب اليهودي في الشتات ، ليكون القوه الدافعة مستقبلا في إقامة كيان بني صهيون من النيل إلي الفرات وسط تمزق عربي تزايدت حدته بعد حرب العام 1967
حيث يعاني العالم العربي من ديكتاتوريه الأنظمة القطرية الضيقة الأفق التي تنظر الي مصالحها الوطنية دون النظر الي المجموعة العربية فنشأت أقطار عربية لايزيد عدد سكانها عن الربع مليون نسمة مع امتلاكها لثروات ضخمة توازي موازنات أقطار عربية أخري يزيد عدد سكانها عن عشرات الملايين مما يهدر الأمكانيات العربية وبالمقابل نجد دولة اسرائيل وحدها توحد كل يهود العالم الصهاينة فتماثل بقوتهم مجتمعين قوة العالم العربي كله رغم التعددية السكانية للعرب واتساع المساحة الجغرافية .
رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود
جاك الله خيرا لنشرك تلك الدراسة القيمة مشرفنا واديبنا المميز.
وترسل بريديا