-
حصريا/مسرحية الملك نقمد/عبد الإله الخاني
السلام عليكم
حصريا/مسرحية الملك نقمد في فرسان الثقافة
( الحقوق محفوظة باتحاد الكتاب العرب)
****************
الملك نقمد
مسرحية تاريخية من أوغاريت
الدكتور عبد الإله الخاني
((من أوغاريت إلى ميسلون..
((يسري حباب دم و نور..
((من قائد قدم قربانه على مذبح حرية شعبه.
((و من أوغاريت إلى ميسلون..
((تسير شعلة تنير السبيل..
((أما من يريدون أن يؤمنوا أن بوسع الأعزل أن يصرع المدجج بالسلاح.
((أن يصرع التنين.
((أمام من يريد أن يفتدي و أن يفتدي)).
الملك نقمد
الزمان : القرن الرابع عشر قبل ميلاد المسيح.
المدينة: مدينة أوغاريت.
المكان: ساحة في مفأ المدينة.
(يلاحظ على المسرح درابزون من أول المسرح إلى آخره من حجارة واقفة بين كل حجرة و التي تليها فراغ
بعرض الحجرة أيضا.هذه الحجارة ينظمها أفريز جامع يستقر عليها جميعها، كل ذلك حسب الطراز القديم المعروف في الحضارات المندثرة.
يطل منها على منها على واد صغير يليه من بعيد جدا جبل سافون(1)، يرى على وهج الفجر أسود باهتا، تعلو قمته هالة حمراء أرجوانية باهتة
ثم سحابة دخانية.
افتتاحية موسيقية يسمع فيها قرع طبول كأنه آت من أعماق الأرض كأنها انفجارات مخنوقة تتخللها فترات صمت).
********
هامش : (1) هو جبل الأقراع بلغة أوغاريت، بينه و بين المدينة ثلاثون كيلومترا لأن أوغاريت تقع على مسافة عشرة كيلومترات شمال مدينة
اللاذقية .و قد كان سافون جبلا بركانيا في الأساطير .لهذا كان أقرع.
*********
الفصل الأول
المشهد الأول
ياسيب.سينارانو.نقمد
(يبدأ الفجر بالبزوغ و يرى ضوؤه الباهت على ساحة مرفأ المدينة بجانب
الشارع الرئيسي. سور نشرت عليه شباك الصيادين. في الوسط تمثال للإله إيل (1)ذي القرون. و في يسار المسرح جانب من بناء متين يظهر جدار في
الوسط شبه متعامد مع خط وهمي يأتي من المسرح مارا بالصالة و المشاهدين. و يبدو الجدار دانبيا فيه نافذة ضيقة هي نافذة السجن الذي
يمثله هذا البناء).
(يظهر رجل نائم على قارعة الطريق قريبا من جدار ، و يرى زول رجل غير ظاهرة ملامحه يبدو و بيده سوط يتأرجح و هو يمشي مسرعا نحو السجن يبدو
أسود على الوهج الآتي من وراء المسرح. يدخل السجن و يبدو زول شخص آخر يدخل السجن و راءه.
يسمع صرير الباب الحديدي و القفل. يسمع صوت أحدهما يقول :
***********
هامش : (1) كبير أرباب أوغاريت و هو ذو الحكمة الكلية، و يملي أوامره على بقية أفراد الأهة و على الأبطال بواسطة الأحلام.
**
-جئت أقدم لك طعام الصباح.. يا نقمد أيها الوغد الزنيم.
(يسمع صوت ضرب بالسوط ..و أنين يتوجع و لكنه مخنوق).
-خذها يا أبن الفاعلة...سوف أقطع هذا السوط على جسدك الحيواني.. لك كل صباح هذا النوع من الطعام.
(يسمع صوت ضرب السوط داخل السجن..و لكن لا يسمع صوت صراخ بل أنين.. الرجل النائم يرفع رأسه لجهة السجن ثم يعود إلى وضعه.
الضرب ما زال مسموعا .ثم يتوقف.يخرج الشخصان و يذهبان. يسمع صوت مكنسة تكنس الأرض، أرض الساحة، دون أن يظهر من يمسك بها.
ثم يظهر الكناس قليلا قليلا إلى أن يكتمل منظره، فيتمطى ثم يعود إلى الكنس حتى يصل إلى الرجل النائم الذي اسمه ياسيب).
الكناس : ألم توجعك هذه النومة((المريحة)) على حجر الطريق، (يشير بيده بحركة موافقة لاتجاه الكنس..و بعد فترة)كفى قم!.
ياسيب: (يرفع رأسه قليلا) أراهن على أن انفجر قد بزغ. لا أعرف كيف يحدث هذا. أيا كان الوقت الذي أنام فيه، فأني استيقظ و جرس داغون(1)
يرن علامة على استيقاظ الآلهين الظيريفين((ساهر)) و ((سالم)).
*****
هامش : (1) معبد داغون هو أحد أعظم معبدين في أوغاريت هما معبد بمل و معبد داغون.
***
(يرن جرس الهيكل فعلا).
لقد حلمت الليلة بقصة غرام(نيكال بن يعل)) بابنة القمر ((يارة)).
و قد ترأي حفلة الزواج إله الصيف((حرحب)) و رعت هذا الزواج الآلهات ((كوزاروت)).
لقد كشف ((حرحب)) إيذانا ببدء الاحتفال، الظلام المحيط بمملكة الظلال، فذر نور الشمس على عالم الأموات
لتسهيل دخولهم إلى المعبد . أليس في هذا معجزة؟..(يخرج شيئا من ملابسه و يضعه في فمه و يأخذ في المضغ بوهن).
الكناس: هناك معجزة في مكان ما ، و لكن ليست فيما تقول. ربما كانت المعجزة في منظرك و أنت تمضغ.
ياسيب: (يقف و هو لا يكاد يتماسك ثم ينحني قليلا و يحدق في الأرض في بركة خلفها المطر و يطيل التحديق)
غريب!
الكناس: أين وجه الغرابة؟ ماذا وجدت؟
يتبع
-
لكناس: أين وجه الغرابة؟ ماذا وجدت؟
ياسيب:(لايجيب , مازال يحدق ) غريب حقا !
الكناس: (ينظر حيث نظر ياسيب) ايه , خير لك ان تذهب الى بيتك.
يا سيب: هذه .. هذه مسالة تحتاج الى بحث ..(يشاهد صورة القمر في بركة الماء التي خلفها المطر) هل نحن في تسريت(1) ؟
________
(1) تسربت هو تشرين الثاني اي الشهر السابع في التقويم الاوغاريتي وهو تقويم بلاد مابين النهرين نفسه.
********************
الكناس : بالطبع نحن في تسريت.
يا سيب: الا ترى؟.
الكناس: طبعا ارى ! هذا هو القمر.
يا سيب: ( وهو يشير بيد مضطربه الى البركة ) القمر! اهذا هو القمر؟ اذن ماذا جئت أفعل انا في هذه السموات ؟.
الكناس: أي سموات ؟ ماذا تقول ايها الرجل.
يا سيب: حسنا ! لم اقل شيئا حاول من فضلك ان تفهم ابذل بعض الجهد . ان لي انا طبعا مناكفا كما ترى , وقد .. تعودت ان اناكف نفسي
اذا لم اجد من اناكفه , ولكني لااستطيع ان افعل بدون راحة : بسيطة . وهذا مافعلته قبل ان تاتي انت وتوقظني ( بتفرس في وجه الكناس مليا وهو يهتز )
اين الصغير كاشير, اسالك اين الصغير كاشير ؟.
الكناس : ( محتدا ) لاأدري من ذلك شيئا.
يا سيب : اهذا كل ماوجدته لتجيبني به؟
الكناس: ( ينفذ صبره فيمسك بتلابيب يا سيب فجاة , يصبح الرجلان راسا لراس وانفا لانف , يبدو يا سيب ضعيفا بالنسبة للكناس)
اسمع ايها الاحمق ! من تراك تظنني ؟.
يا سيب : انت ؟ ..! ..! ؟ انت الجلاد!
الكناس: ( ينتفض ثم يأخذ في الضحك ) انه التباس في غاية الطرافة ( يترك تلابيب يا سيب ) الجلاد ! حقا ! لقد استيقظت من سكرتك فنظرت الي
وفكرت : انه الجلاد , ايه غرابة!الجلاد .. ماعاد ينقصني سوى ان اقدم اليك نفسي , انت ايها الثمل اربعا وعشرين ساعة في الاربع والعشرين ساعة
(ينحني في استهزاء ) انا سينارانو بن اخيانو كناس الشارع.
يا سيب: ( ينحني بدوره متظاهرا بانه ياخذ الموقف على سبيل الجد)
وانا يا سيب دره هذا العصر النحاسي.
الكناس : احمق ! (يهز كتفيه).
يا سيب :( لقبك جميل ( يفرحين يهم به سينارانو على مسافة ذراعين . يرجع سينارانو الى مكانه ) اني لافهم ان يزعجك حضوري
لو كنت في بيتك . اما في الشارع؟..
يا سيب: انك تنقص مساحة مااكنس ستة اقدام مربعة من اقدامي انا.. ثم اني لااتقاضى مرتبي منك بل من الحاكم كازوس افهمت؟.
يا سيب: اما من جهتي , فانني يجب ان انظم نفسي اذن واتخير المكان التالي الذي يجب ان انتقل اليه لتكنس انت مكاني الاول . وعلى كل حال
انا واثق ان بامكاننا ان نتدبر الامر بيننا , وفي سبيل الوصول الى هذه النتيجة لابد من المحافظة على تادب بكمية كبيرة فيما بيننا . هذا ماعلمنا اياه
كازوس كما تذكر ( يضحك استهزاء ) او هذا ماعمله الحاكم لاهل المدينة. وسيكون ذلك افضل.
سينارانو : انني لست متادبا . ولن اكون متادبا معك .
يا سيب: انني اذن ساكون مؤدبا بما يكفي شخصين ( يستمر في المضغ)
سينارانو:( مركزا نظره في ياسيب وبفراغ صبر يده في خصره يهز ركبته ) فمك!
يا سيب:عفوا! ماله فمي؟
سينارانو : ابدا بتادبك منذ الآن .
يا سيب : كيف؟.
سينارانو: الا تستطيع ان توقف فكيك؟ انهما يروحان ويجيئان مثل مكوك الحايك.
يا سيب:من فضلك ! هذا لايدخل في نطاق التادب المتفق عليه ( يضحك فجاة ضحكا شديدا متواصلا ويستانف الكلام قبل ان ينتهي تماما من الضحك)
لم يذهب عبثا ذلك الالتباس الذي افترضتك فيه انك الجلاد , فالواقع ان لك مزاجه . او قل انك شبيهه . انك تجرجر نفسك على ارض الشارع حين تكنس
وهو يصك نفسه على الجدران حين يجلد . لكل امرئ مزاجه . ان المهنة يا صاحبي تشوه صاحبها . انا اراهن انه لو طرد هو من وظيفته فلسوف
يستمر يمارس مهنته على اولاده , وانت اذا طردوك من وظيفتك لطفقت ... ( يتوقف قليلا) الان تذكرت . لقد رايته ..لقد رايته وهو يدخل السجن قبل وقت
ما وبيده السوط لم اسمع اي صراخ او شكوى على اثر ذلك . لقد انصرف تفكيري الى انه كان يعبث عبثا , او لعله يجرب سوطه على جدران السجن.
سينرانو: اصحيح ماتقول؟
يا سيب : كل الصحة .
سينارانو: بعيني راسي او بغير راسي . لماذا تسال؟
سينارانو: مسكين نقماد!
يا سيب: ماذا تقول ؟
سينارانو: مسكين نقماد .. مسكين نقماد.
يا سيب : لماذا مسكين ؟ ما الذي اضابه؟
سينارانو: انه في هذا السجن منذ اشهر . اذن فلا بد انه قاسى انواع العذاب والاهانه , كل يوم على هذا الشكل .
واكثر من ذلك انه لايشكو . مسكين . مسكين نقماد انه يقاسي مايقاسي من اجلي ومن اجلك . من اجل هذا الشعب المكدود.
يا سيب: ومن اخبرك بهذا .. بانه يتعذب من اجلنا؟
سينارانو:ولدي الصغير.
يا سيب: ولدك الصغير؟
سينارانو: انه لايكذب.
يا سيب :( بحزن)انك احزنتني !
سينارانو: اسمع يا سيب! هذا الحاكم الغازي وحش بلا ضمير , كل ما فعله هو انه دخل يطالبه بحرية الشعب . فسماه الحاكم
المتجرئ عليه ( يسمع صوت اقدام ) حذار! ان تتكلم اخفض صوتك هذه الاقدام اقدام اعالي القوم , لعله الحاكم كازوس .
يا سيب: : بصوت منخفض ) وهل ياتي بلا موكب ؟.
***********
يتبع
-
المشهد الثاني
ياسيب . سيارانو . كازوس . نقماد . تا خولينو . جنود
( الحاكم كازوس (1) متبوعا بحارسين ورئيس الجند والوزير تاخولينو يمشي على مهل الى يسار المسرح حيث يقوم السجن . يخاطب السجين نقماد ).
كازوس : كيف ترى نفسك في مقرك هذا يا نقماد؟.
نقماد : ليس هذا شيئا يصلح لان يكون سؤالا يساله حاكم بامره بل مغلوب على امره.
كازوس: لاباس ! يظهر ان السجن يصلح لك كمدرسة للتفكير .هاقد تعلمت شيئا على الاقل . شيئا له اهمية بالنسبة لامثالك وهو ان تصرف محدثيك عن حاجتهم الى المعرفة.
(1) تعرضت او غاريت لغزوات متتابعة بين قرن وقرن قبل الميلاد من شعوب تسمى " شعوب البحر" جاءت من سواحل البحر الاسود وساحل اليونان , وكازوس احد حكام هذه الشعوب واغلب الظن
ان كلمة " كازوس " تعني باللغة الاوغاريتية الحاكم الاجنبي , وقد جاء واقام مع جنده في اوغاريت في تلك الحقبة.
نقماد: على كل حال لن تفيدك معرفة ماتريد معرفته .
كازوس: بعض العارفين ببواطن الامور يسمي هذا الكلام اعترافا بالضعف .
نقماد:واغلب هؤلاء العارفين يسميه شموخا.
كازوس:ينقصك مرآة لتنظر كل يوم في وجهك ولترى ماآل إليه حالك .
نقماد : منطق العبيد دائما على لسان الغرباء .
كازوس: سحنتك لاتبشر بخير.
نقماد : إذن فانت تتبجح بانك تحل مشاكلك بحذفها... ماأعجز هذا الاسلوب.
كازوس : هذا ماسنفعله ان احوجنا الامر . حكمت على نفسك بنفسك.
نقماد: لاتكن واثقا من نفسك إلى هذا الحد.
كازوس: نقماد انت تعرفني.
نقماد: لن تشتطيع ان تحذفني انا.
نقماد: ( بحركة تعني تجاهل الكلمة التي قالها يا سيب ) وإذا فعلت؟
نقماد: ان في سيرتي مرىة حباة للفكرة التي امثلها . اقول لك لن تحذفني.
كازوس:ماذا يدريك ؟ من اخبرك بذلك؟
نقماد: اخبرني بذلك شهداء الحركات التحريرية.
كازوس:كلام ذكي ولكنه لايصلح للاختباء خلفه.
نقماد: اعترف انك وقعت بين نارين من نيران اشيرات .(1)
أشيرات الهه من الهات اوغاريت شريكة بعل.
نقماد : ( ضاحكا ) نيرانكم لاتهمني.
نقماد : انا الحرية . والحرية هي الظافرة دوما.
كازوس: ان تحذف على النمط القديم قد انقضى زمنه.
الحذف الآن يجري بطريقة حديثة وفنية اكثر . لكل زمان افكاره وادواته . اخطات الزمان الذي ظهرت فيه. جئت متاخرا .
نقماد: ماذا تعني؟
كازوس : أحذفك كمبدا . أحطم هدفك ..فلا تصل إلا إلى سراب . واحيلك الى جراب افرغ ما فيه فينهار .
نقماد: تبقى حرية الاختيار .عم ! تبقى الحرية.
كازوس: اواثق انت من نفسك الى هذا الحد؟
نقماد: لقد اخترت واسترحت.
( يهرول رجل اقصى المسرح الى الوزير تاخولينو ويسر في اذنه كلاما).
تاخولينو:سيدي الحاكم ! لقد وصلت فرقة المهرجين المشهورة من عاصمة المتروبول.
كازوس:لتحضر هنا ..انا حاكم متواضع , لا اريد ان افرح بمعزل عن الشعب . اقيموا الافراح للشعب.
(اهازيج واناس رائحون غادون . بائعون ينادون شتى النداءات على شتى المىكل والمنظور . موسيقى . صخب ) .
( تاخولينو يشير بيده تاتي مقدمة وهو يلبس لباس المهرجين المخطط وعلى راسه طنطورة من الجلد وافنه احمر وضخم جدا ).
الوزير: تاخولينو (1) : سيدي الحاكم ؟ لقد اتتك الالهه من العلم الكثير العميق .. ان الافراح تسل من النفوس السخائم , وتخفف الوزن النوعي للارواح ..
وتضعف لفح العاصفة .. ( متوجها الى الجموع ) لقد اتجهت ارادة الحاكم الصالح للى اقامة الافراح ابتهاجا بالعيد .. قدموا القرابين الى الالهة , الالهه عطشى.
صوت:الحكومات الصالحة هي التي تعلن افراح الشعب .. الحكومات التي تقيم الافراح هي الحكومات الثابتة.
( موسيقا موكب المهرجين كانت خافتة اثناء الحوار, وبسبب ان الموكب بعيد بحيث تسمع لسماع المحادثة السابقة الان اصبحت الموسيقى تقوى تدريجيا.
تنتهي بان تصبح صاخبة .. تقف الموسيقى , يتاهب البهلوان للعب . النور ينحسر عن جدران السجن بحيث لم تعد ترى . ينصب نور المسرح على باقي اجزائه. الحاكم اصبح في منتصف دائرة الضوء).
كازوس: ابنائي الاعزاء ! هاهي الدنيا مقبلة عليكم بقضها وقضيضها .. بافراحها وضحكاتها , فخذوها من الجانب الايمن من الجانب اللين . ولاتاخذوها من الجانب العقلاني . ان العقلاني هو الوحيد الخاسر في هذه الحياة
, لان الحياة كلها ساخرة . ان العقلانني هم اعداؤنا ( يشير الى مقر نقماد) طوبى للعاطفيين , لانهم اعواننا على التقدم والنجاح والارادة الصالحة , لاتنصتوا الى الاشاعات , لن يتبدل شيئ الدنيا في ابتهاج وفرح . ان ماسمعتموه من
انفجارات من باطن الجبل ليس الا غطيط النائم . وعما قريب سينتهي كل شيئ . لاشيئ يوقظ البركان النائم . ( يعطي الاشارة لفرقة المهرجين ..يبدا البهلوان باللعب بدون موسيقى , بينما هو جالس في سرادق يحيط به الوزير عن يمينه ورئيس الجند
عن يساره وبين يديه الحراس يسعون).
متكلم الفرقة : جلا!جلا!جلا! هنا البهلوان الرائع ,هنا الساحر العظيم الذي يمشي على الحبل الرفيع غير هياب الموت . الذي فاق لص سيمرا(1)
سيميرا اكبر مدن مملكة ارواد المتاخمة لمملكة اوغاريت والمعاصرة لها والتي بقيت مزدهرة رغم غزوات شعوب البحر للساحل السوري.
الرجاء الوقوف بنظام ! الوقوف في الصف . هنا البهلوان الرائع ! هنا الساحر العظيم الذي يمشي على الحبل الرفيع غير خائف الموت
الذي فاق لص سميرأ.
( البهلوان مازال يقوم بحركاته على حبل مشدود في الفضاء بين ساريتين . وتجته المهرج يقوم بحركات مضحكة , تصدر ضحكات من السجن الواقع بجانب المسرح . يتضخم النور فيشمل جانبا من جدار السجن يبدو الغضب على متكلم الفرقة ).
البهلوان : نحن هنا نقوم بمهمة خطرة . نحن هنا نخاطر بحياتنا . البهلوان يخاطر بحياته . هل في ذلك ما يدعو الى الضحك؟..
نقماد: ( من سجنه) الستم فرقة مرهجين .. ذلك ظاهر في الخطرة مدنة في اليافطة ايضا.
البهلوان :ولكننا نحافظ على كرامة المنهة .
نقماد : الجميع يحافظون على كرامة المهنة التي يمثلون فيها حتى اللصوص يدعون انهم يحافظون على شرف كهنة اللصوصية مهنتهم فلايوسخون ايديهم الا باخف وزن واغلا ثمن .. حتى سارقوا الشعوب ثم يتركون لها القشور . حقا انها لمهمة خطرة ..
لقد طرحوا الرساميل اليس في هذه مهمة خطرة ...المال يعادل الروح ( يضحك ) واذا لم تصدقوا اسالوا تاخولينو .
تاخولينو : هذا الوقح تجاوز الحدود باسم من يغمز وباي اعتبار؟..
نقماد : باعتبارك اوغاريتيا ووزيرا لكازوس.
الوزير: ( موجها للحاكم ) سيدي !..
كازوس : ادبوه!
( يسمع صوت سوط يهوي بيد الجلاد على نقماد ).
متكلم الفرقة:هنا البهلوان الرائع ..هنا الساحر العظيم ؟؟جلا ! جلا! جلا! رجاء الوقوف بنظام ..الوقوف بنظام.
نقماد: متى كان المهرج نظاما ؟ هذا من مبتدعات البهلوانات ( يشير الى كازوس).
البهلوان : نظام او لا نظام . السكوت خير من اساءة الادب.
نقماد:حتى الضحك اصبح مادة للتجارة يبدو ان للتهريج جانبه الحسن انه على الاقل ينشر اعماق النفوس جانبه بدائية النفوس العفنة وخصوصا في المسائل الدولية . ليس المتفرج الكبير كالتفرج الصغير ( يضحك)
الحاكم: كازوس : ( يبدو على سيمياه الضيق والغضب ) ادبوه !
( يسمع السوط يهوي بيد الجلاد على نقماد).
نقماد: ( بعد انتهاء الجلاد من عمله يغني ) غنيت في ماتمي هرجت في ماتمي.
كازوس : ( يضيق ظاهر يخرج ويشير الى تاخولينو الوزير بالبقاء ) وهو يتوكا على عصا).
الشحاذ : من مال الالهه . الالهه ترزقكم بغير حساب.
( يستمر في السير وئيدا حتى يصل الى جانب احد الحراس ).
الحارس: ( يصيح وهو يتلفت يمنة ويسرة) لقد سرقت .. سرق سوار الجلد النفيس من يدي.
تاخولينو: اقبضوا على السارق.
( الشحاذ يفر مسرعا).
نقماد : ( وهو يضحك ) السارق من السارق كالوارث من مال ابيه ..ميت يسرق ميتا. الجميع يسرقون ..الجميع يسرقون..
( تنتهي الاحتفالات الجميع يخرجون)
**********
يتبع
-
نقماد . ميلكا
( المسرح خال والضوء احمر شاعري ينصب بصورة رئيسية على جدار السجن , حيث يظهر الجدار جانبيا شبه عمودي بالنسبة للنظارة ولكن ايدي السجين المستبكة بحديد النافاذة ظاهرة للعيان .
يدلف شبح متشح بغلالة وردية فضفاضة من الجانب المواجه للنافذة من أقصى المسرح نحو النافذة وئيدا وئيدا هو زوال بنت الوزير تاخولينو . تتردد اولا ثم تسرع حين ترى حارس السجن قد ابتعد قليلا عن نقطة الحراسة لبعض شانه).
ميلكا: نقماد ! اين انت يانقماد ؟
نقماد: أهذا أنت يا ميلكا ؟ ما الذي اتى بك في هذا الوقت المتأخر من الليل؟.
ميلكا: حلم رهيب أيقظني ورماني بالحمى , حمى الرغبة في رؤيتك وتلمس جسمك لأطئن على انك بخير.
نقماد:احذري مخافة ان يشي بك الواشون.
ميلكا: ليفعلوا ! وماذا في ذلك مادام أحدنا يحب الآخر؟
نقماد: انا وباء . انا بالنسبة لابيك والحاكم طاعون . انا ثائر لاتنسي انك ابنة الوزير.
ميلكا : هل يمتنع على اينة الوزير ان يكون لها قلب ؟ ماذا يهمني ؟ يكفي انني احبك .كم اود تحطيم حديد هذه النافذة لارتمي بين ذراعيك . ان هذا السجن على شحه لابد وان يسمح بذلك على الاقل .
هات يدك ( لايتحرك ..) هات يدك.
نقماد :قلت لك انا طاعون . او رانا والدك على هذا الحال .انت عرفين قوته . اني لااخشى على نفسي . اني اخشى عليك . لكانه لم يرزق باولاد . عفوا يا ميلكا . ماقلت هذا الا بدافع حبي لك.
ميلكا:انني اموت ظمأ . انسيت امسياتنا على الشاطئ . ماذاجرى الآن؟
نقماد: اني مشفق يا ميلكا . كيف ترتبطين برجل هالك؟
ميلكا:هلك اعداؤك ولاعاش مبغضوك . انت فارسي . انت حبيبي . لم يتغير شيئ بيننا يا نقماد . مضت ساعات وانا افكر فيك.اجري عبر المدينة مذعورا لمجرد فكرة ان الحاكم قد يفكر بان يمسك بسوء وها انت الان وراء هذه القضبان.
آه !لو بامكاننا تحطيمها اذن لارتميت بين ذراعيك انت ذو السبعة عشر ربيعا .
نقماد:كم انت جميلة يا ميلكا . في عينيك يطل عمق النفس الكريمة وصفاء طبيعة بلادنا . انني دائم التفكير فيك , وانا في محبسي . اني احبك حبك رفيقيو انت سلواي . انني استمد منه صبري على القيد والغل.
فليكن قلبك معي ينير لي الطريق . انك لا تستطيعين ان تتصوري القوة التي يستمدها المقهورون من موقف صلب يقفه معهم آخرون ولو كانوا بعيدين عنهم بعد السماء عن الارض.
ميلكا:انا معك ! انا معك بكل قلبي وكياني . لن اقف عن التفكير معك ولو صبوا النحاس في عيوني.
نقماد:والقضية؟ والقضية يا ميلكا؟ اريد ان تجديني على حق في كل مافعلت .
ميلكا:الحق حيث تقف انت يا حبيبي . آه لو كان بوسعي ان اعمل من اجلك المستحيل اذن لفعلته ( تتوقف قليلا وتحك جبينها بيدها )ماذا لو هيات لك الهرب يا حبيبي.
نفر معا الى ارض حرة( باستعطاف) قل نعم يا حبيبي .
قل نعم فقط لنبعد الى الارض لاتطالنا فيها قوة غاشمة.
نقماد:هذه المدينة هي مربعنا . انها قدرنا . لانستطيع يا ميلكا لانستطيع . اما ان ننتصر فيها او نموت . الانسان بلا ارض نبات بلا جذر لا يلبث ان يموت ,
يتلاشى في غيره يعود مشروع انسان لاانسان . كلا تطأه كل قدم . لن اتحمل ان اشاهد كل الناس لها اوطان وانا وحدي بلا وطن . شذاذ الافاق ينتحلون اوطان غيرهم من اجل الاستقرار فقط . هذا أكبر درس لي .. لتكن
ارادة لانه لايفل الحديد سوى الحديد . ليس من السهل استبدال الارض ز لانه لايمكن استبدال الروح.
الارض ليست حفنة تراب يا ميلكا . انها تراب وحجر ولحم وفكر وحب وذكريات وحبيب واخ وام واب.
انها كل هذا , والا فلن تكون شيئا على الاطلاق.
ميلكا:صدقت صدقت .. كيف يتاتى لي ان افارق هذا الشاطئ الذي لعبنا عليه والشجرة التي تسلقناها معا .. يا لي من حمقاء . كيف تسنى لي ان انسى كل هذا . نقماد انت لاتستطيع ان تتصور كما انا شقية ( تمد يدها
من بين القضبان لتعانقه).
نقماد: لاتحاولي
ميلكا: لماذا؟
نقماد: تاتي علي شاعات اشك فيها بوجودي . ماخفت في حياتي وانت تعرفين . لقد نشانا معا وقضينا طفولتنامتلازمين , ولكن هذا الشعب النائم يحزنني.
ان ايقاظه يتجاوز طاقتي , واشعر بان العزيمة معه تخونني ( تمد ثانية بين القضبان ) لاتحاولي انتظري قليلا . دعيني اتنفس لاني اخشى ان يتسرب الياس الى نفسي ! يداي ترتجفان ويعشي الا شفاق عيني! اسمعي ( تنصت كما ينصت ).
ميلكا: لااسمع شيئا .
نقماد: بلى ! انني اسمع انين هذا الشعب وبكاء اطفاله العراة الجائعين وكانهم ينادونني , رغم انهم يغطون في نومهم . ومع ذلك يجب ان البي النداء . هذا قدري .لكل انسان قدره . ولكن اسصهري على نفسك ينتهي الامر نتيجة ولاريب.
ميلكا: اسكت يانقماد انك تخيفني.
*********
يتبع
-
المشهد الرابع
نقماد. ميلكا. مساعد البهلوان. العرافة
( يدلف من جانب المسرح زول رجل غامض يمشي ملتصقا بالجدار , حين يصبح على مسافة قريبة من ميلكا , يرتعش نقماد).
نقماد: ميلكا كوني على حذر واهربي.
ميلكا: لماذا ؟.
نقماد : هناك واش ٍ يرقبنا .
( يلتفت فترى فتفهق . يرتمي الزول ويقول :)
الزول: لا تخافا أنا صديق !
( تسكن ميلكا تتعلق نظراتها ونظرات نقماد بالرجل وبنتظران تفسيرا).
نقماد : كنت هناك قبل ساعات في النهار.
الزول: نعم وها أنذا !
نقماد : من انت ؟
الزول: انا من فرقة المهرحين
نقماد: اعرف ذلك ولكن من تكون فيها .. ( بعد فترة) آه ! انت مساعد البهلوان ز
الزول: جئت منسرقا على اطراف اصابع قدمي.
نقماد: مالداعي لمجئيك ؟ ( يصعد فيه نظرة ويثبته لحظة ).
الزول:لا لشيئ إلا انني جئت احييك .
نقماد: ماالذي يدعوك إلى هذه المغامرة ؟
الزول: انا من الجماهير مثلما انت تماما , وبين الجماهير قرابة طبيعية انهم في مستوى واحد .
نقماد: ظننتك حتى الان خصمنا.
الزول: لاتلتفت الى ماقاله متكلم الفرقة! اننا جميعا معك.
نقماد:ومن هذا الذي تعانقه تحت الغلالة؟.
الزول:انها العرافة الصغيرة . هذه عرافة الفرقة.
العرافة: جئت اليك قبل ان تطلبني.
نقماد: فهمتكما جيدا. انت بهلوان اصيل وهي عر افة حقيقية لاعرافة متطفلة.
ميلكا: نقماد ! انا خائفة . لاتفتح كفك للعرافة.
نقماد: لقد فهمت جيدا هذه العرافة . افهميها يا ميلكا.
ميلكا: لاوقت لدي .. ليس لدي الوقت الكافي.
نقماد : على كل حال , ليست العرافة قدرا . انها ترجمان القدر . والانسان سيد قدره.
ميلكا:( تسكت حين ترى نقماد يمد كفه للعرافة ) لااريد ان يتحقق حلمي لااريد لاتدع العرافة تقرا كفك . يانقماد لاتدعها
تقرا الكف . لقد ارسل الي ايل حلما مزعجا.
العرافة: ( وهي تمسك كف نقماد ) لست من عرافي دلف , فعرافة دلف للملوك . انا عرافة الشعب . ولست مؤمنة باتن برلن (1) . كان
بالامس على مائدة كازوس . ( تتفرس بكف نقماد ) كف جميل , ليس لخطوطه حد.النصر , النصر . هذا اول ماارى ..
ثم . ( تتوقف لحظة ) العمر .. كل عمر له نهاية.
نقماد: صدقت ايتها العرافة , صدقت هذا هو المهم . ( ميلكا تتنفس كمن عن صدره حمل ثقيل ) ارايت ياميلكا , لقد قرات الكف بيسر وصراحة وصدق.
هذه هي الاصالة,التقاليد والاساطير قالب جصي يحبس الحياة ويجردها من محتواها ويحطم الروح,ولكنها اذا كانت متظورة اصبحت سلاحا يا ميلكا ,ونحن مااحوجنا الى هذا السلاح,
اما التقاليد الجامدة القاسية فهي سلاح بيد كازوس.
(صوت اقدام آتية .. يضطرب الرجل والعرافة).
العرافة:الى اللقاء.
الرجل:الى اللقاء.
نقماد وميلكا:(بصوت واحد)الى اللقاء.
ميلكا:حان الوقت لاودعك يا حبيبي .لك حبي والى اللقاء.
نقماد:حافظي على نفسك ياملكا.
(المسرح خاليا بعد خروجهم).
********************
يتبع
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
المشهد الخامس
كازوس. نقماد. حارس
( يدخل كازوس الساحة وحده لايرافقه إلا حارس واحد).
الحاكم:نقماد ! جئتك وحدي كما ترى , رجل لرجل , مجردا عن الحرس والقوى,لا لشيئ إلا لكي احاول إقناعك لآخر مرة وقبل ان أضرب ضربتي.
نقماد : هل لديك القدرة الكاملة للفوز ؟..
كازوس: بكل تأكيد.
نقماد:( بهزء ظاهر) وكيف تراك فاعلا؟
كازوس: لاتستهزئ يانقماد . حسنا ! لست انا بحاجة إلى أن اكون محبوبا . ولكن يكفيني ان اكون مطاعا , وانت تعلم جيدا اني مطاع.
نقماد: بالطبع مطاع ! ليس عليك سوى ان تهز السوط لتطيعك النفوس الخرعة.
كازوس:لا تسع لان تكون محبوبا , بل اسع لتكون مطاعا هذا هو الاهم.
نقماد:نصيحة في غير محلها . انت ترى انني بست محبوبا من قسم من الجماهير.
كازوس:دعنا لانضيع وقتنا سدى ماذا تريد مني؟
نقماد:انت تعلم جيدا .ولاضرورة لاعادة ماسبق ان طلبته
كازوس:الم اعرض عليك مافيه الكفاية ؟
كازوس: كم تريد . قل لي كم تريد.
نقماد: ( ضاحكا)ظهر الطفل في عينيك واضحا ( مقطبا) اريد حريتهم!
كازوس: لاتبالغ ! انك في صحة جيدة وانت سمين بما فيه الكفاية . والحق اني انا الذي سعيت لتكون هكذا .
قلت لهم ان يوفروا لك الرفاه حتى هنا, انك سمين . والواقع انه شحم اميري ممتاز وجميل ذاك الذي تحمله تحت
اهابك. وانت ان شئت ستعيش بقدر ماتريد , وستكسب في كل يوم سيكلاتك (1)الثلاثة من اللحم.
(1) السيكل من الاوزان الاوغاريتية.
نقماد : وهل طلبت انا منك ذلك؟ كازوس : هل تتفضل وتشرح لي أسباب رفضك التعاون معي؟
نقماد: انني متعب ياكازوس فانصرف واتركني .
كازوس: لماذا ترفض؟
نقماد: ( صامت لايجيب)ز
كازوس: قل لي لماذا ترفض؟
نقماد: ( متاففا ) الم يكفك من تعاون معك حتى الىن ؟
كازوس: ان الفهم لايساوي نصفك . ارريدك انت! انت الذي تهمني , ان موافقة الآلهة , لانها موافقة الامراء .
لماذا تنظر إلى قدميك؟ أدر نحوي عينيك المخططتين بالدم . انك من عرق نبيل في هذه المدينة.
إنك نبيل وبليد مثل كركدن . ولكن مقاومتك ليست من تلك المقاومات التي تغيظني , إنها البهار الذي يجعل خضوعك بعد قليل الذ واطيب . ذلك اني واثق من انك ستخضع في ىخر الامر.
نقماد: أقول لك اني لن ادخل في مشروعاتك .
كازوس:قاوم ! قاوم! آه كم انا متعطش الة النفوس كنفسك . ان عينيك ترسلان بروقا وانت تحرق الأرم وتلقي برفضك . ولكنك ايها العنيد , ايها الكركدن الرديئ
ستطيعني .. اتظن انني اترك المدينة التي ترقد على كنز من النحاس وركائز من الفضة بسهولة وبدون سبب بلى !اني اتركها لتحكمها اذا وعدتني انك ستطيعني والا فستكون محاولتك اقصائي جريمة !اني احذرك من هذه الجريمة.
نقماد:تحذرني؟هذا غريب!
كازوس: اني اريد ان ابعد عنك الخطر.
نقماد:واين يكمن الخطر؟.
يتبع
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
كازوس: إذا نفضت يدي منك , ساتفق مع غيرك نهائيا . كل من حولي موقتون ينتظرون مجيئك ليتلاشوا . وغذا كنت انا رحيما حتى الآن , فلن يكون هذا الغير بمثل رحمتي تجاهك. لاتقل إنه ابن بلدك . إن الخطر يكمن
في ابن البلد . لقد ابصرتهم كيف أقاموا الأفراح ورقصوا امامي .. شعبك المفضل.
نقماد: من؟ رجال الشرطة السرية والمحتكرون و..
كازوس:( بحركة من يده توافق جوابه) او قل كل المدينة .
نقماد: أو تسمى هؤلاء كل المدينة.
كازوس:ياغبي هناك دائما الحكمة الذهبية لدى الجماهير ك لئن أجيئ انا خير من ان يجيئ غيري.
نقماد: (ساخرا) ياله من منطق مقنع . ألهذا الحد أفلست ياصاحب الرفعة؟
كازوس:اتراني اخترت هذه الساحة لافراحي عبثا؟
نقماد:كلا أبدا انا اوافقك على ذلك ( يضحك)
كازوس: أيها الشقي ! ىه ما أشقاك . امد إليك النعمة فترفضها.
نقماد:إن ماتعرضه علي : خير الأشياء لك وأسواها لي. قلت لك مرارا : لن ادخل في مشروعاتك .
كازوس:( مغيرا لهجته وجاعلا إياها لينة جدا)اسمع يانقماد ! انت من سلالة امير, وانا من طينة غير طينة الأامير, لانك تحب ان تحكم .. إنك تعتقد بأنهم يشقون .. وهم في شقائهم هذا ناعمون .
هل فهمت؟ غنك تحب ان تحكم ؟ يكفي ان تريد ليضاف إلى أسمك لفظ "الثالث" او "الرابع" . مالفرق بيني وبين الشمس؟(1)يانقماد(2)
(1) الشمس لقب ملك الحيثيين المتاخمة مملكة اوغاريت.
(2) نقمد او نقماد هو ملك لاوغاريت في القرن الثامن عشر قبل الميلاد ونقماد الثاني هو ملكها في منتصف القرن الرابع عشر ونقماد الثالث هو ملكها في اوائل القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
***
تكرهني وانا لايزعجني ذلك ابدا , اننا متشابهان , لقد صنعت انت على صورتي , ولكن مصلحتك هي في التعاون معي وان تظهر العداء لي في الوقت ذاته .
نقماد: تدعوني الى النفاق , الى الخيانة , ساكرهك سرا وعلنا امامهم وامام نفسي , فانت لاتستحق غير ذلك ولا اكثر منه.
كازوس: حسنا , فكر جيدا وافهمني . لاأستطيع ان توفق بين مصلحتي ومصلحتهم ؟
نقماد: هذا مستحيل.
كازوس: عبثا تحاول ان تضلل نفسك , نحن متشابهان : كلانا ينشد الحكم فلنتعاون . السر نفسه عندي وعندك .
نقماد: ليس عندي سر . انا صفحة بيضاء امام الجميع.
كازوس: بلى ! هو سري نفسه . السر المؤلم للحاكمين الغرباء جميعا على السواء . وهو ان البشر احرار. انهم احرار .. احراريانقماد . انت تعرف ذلك ولكنهم لايعرفونه
نقماد: آه ليتهم يعرفونه , بل ليتهم يفهمونه لو كانوا يعرفونه اذن لاحرقوا قصرك من اركانه الاربعة , لقد قصيت حياتي كلها في تعريفهم اياه.
كازوس: ها انك ترى اننا متشابهان.
نقماد : ( ضاربا الارض بقدمه) متشابهان؟ باية جراة وقحة يدعي حاكم اجنبي انني شبييهه . ان اقوالي وافعالي منذ بدات بايقاظهم تهدف الى استكمال صورتي , وانا اريد من كل واحد منهم ان يحملها في اعماق نفسه,
ان يكونها .. ان يعيشها . ومع هذا فانا لاادعي الكمال , ولو اعتقدته لكان علي : اموت انني لاادرى نفسي بعد الا كما يرونني , بل ان الامر اكثر من لاارى وجهي في مرآة نبعهم الصافي.
كازوس: ان في اقوالك هذه التناقض كله,وسترى في النستقبل انك اول ضحاياك , اذ ما عساك تكون الا الخوف والحسد الذي سيكنه لك الناس متى بلغوا سن الرشد.
وانا من تظنني اكون ( مشيرا الى الارض باصبعه )ان لي انا ايضا صورتي .. اتظن لاتحدث لي دوارا اذا انا ايضا الى الهامية السحيقة التي هي تحتي ؟ الفارق بيني انني لاانظر الى تحت ابدا .
وانما اشخص ببصري الى الاعالي . وسواء احتميت بداغون (1)
داغون :من آلهة اوغاريت ود ا معلا من آلهة المملكة الحيثية المتاخمة لاوغاريت والكائنة في الاناضول وابولو من آلهة شعوب البحر, ويلاحظ ان كل هذه الشعوب تتبادل الاحترام لكل الآلهة المحلية الاجنبية.
او دامعلا او ابولوا , فانني اذا اذا انضممت الى الشعب فساكسب غضب هذه الآلهة جميعها . ( يسكت قليلا ويمد بيده الى جبهته ) اتدري ما يمسك امثالي واقفين؟
هو الرقص الدائم الذي امثلة على مسرح المدينة ليل نهار الحاكمون الغرباء عن بلد ما هم راقصون ما هرون وممثلون مقتدرون ومحنكون والا قتلوا بين ليلة وضحاها .. انها رقصة بطيئة مظلمة يرقصونها امام
البشر وامام الآلهة على السواء , ويجب على هؤلاء ان ينظروا الي : تحت طائلة السوط . فما دامت عيونهم فمن اجل اي شيئ شرعت الدعاية ووكالات الانباء الاجنبية , اذا نسيت نفسي لحظة او اذا تركت
انظارهم تلتفت قليلا .. ( يسكت ويطرق ويلعب بقدمه على ارض المسرح ).
نقماد:ماذا يحدث ؟
كازوس:دعك من هذا . انه لايعني احدا سواي .
نقماد: من حكم عليك بهذا الرقص ؟.
كازوس:الانسان هو الذي يحكم على نفسه .
نقماد:لم تكن صادقا في يوم من الايام ومنسجما مع نفسك كما انت في هذه اللحظة .
كازوس:(بنفاذ صبر)واذن ؟..لماذا تكاير معي لماذا ؟. قل لي انهم حكموا على انفسهم.
نقماد:ولكن من هو الانسان وما تعريفه؟.
كازوس:صحيح ! اما ماهو تعريفة ؟
نقماد الانسان هو نفسه مضافا اليه اخوه , ابوه , امه بنو قومه . هل تراني احكم عليهم الا بما احكم به على نفسي .
كازوس: ولماذا هذا التعب كله ؟ احكم بالعدل وينتهي الامر. الم تتعب من تمثيل دور الفزاعة؟
كازوس: العدالة ؟ حسب اي مفهوم تريدها ؟.
كازوس:العدالة الانسانية , ويجب ان يكون مفهوما ان العدالة الانسانية لاتعترف بوجود الضعيف او المجرد من السلاح او المغلوب , وبالاختصار لاتعترف بوجود الضعيف او المجرد من نسميهم عميانا
( يغمز بيعينه ) انت لاريب تفهم من هم انهم الجماهير.
نقماد : من الذي جعلهم عميانا؟.
كازوس: ( متبجحا ) نحن !
نقماد : ( وهو يهز راسه ويتكلم كمن يكلم نفسه ) مفهوم تماما, مفهوم : نفسد البشر ثم نحتقرهم لانهم فسدوا ..
(يقلب شفتيه ثم يشير الى الحاكم باصبعه ) هل تلفظت بجملة عدالة انسانية؟..
كازوس: لم اعن في كل ماقلت الا اياها.
نقماد: انك تعني ولاشك العدالة حسب المابدئ العنصريةاو المصلحية او اذا شئت العدالة القومية .. اي قوميتك .
كازوس:هذا جانب العدالةالذي يشاهد في داخل المتروبول , هناك في العاصمة , اما هي نفسها فترتدي تسمية اخرى هنا
انسانية , هكذا تخرج من المتروبول فتصل هنا بهذا المفهوم.
نقماد: اريد من كل قلبي ان افهمك ! العدالة فعلا مسالة قومية ويجب ان تفهم هذا الاساس مادامت دولية , لانكم انتم لاتفهمونها
الا هكذا , نحن موافقون على هذا المفهوم بل ندعو شعوب الارض قاطبة لمعاملتكم عندنا على هذا الاساس في المستقبل.
كازوس:يبدو انك لاتريد ان تفهم كما يجب ان يكون الفهم .. ضربتي الحاسمة آتية لاريب فيها , وسترى من اي ميت آخر وستندم.
حتى آخر ذرة من نخاعك.
نقماد:سنرى.
"ستار"
*****
يتبع
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
الفصل الثاني
المشهد الاول
نقماد . رئيس الجند . جنود. رجال ونساء
( في سوق المرفا يبدو الموسيقية , يسمع فيها قرع طبول خافت كانه آت من اعماق الارض بشكل انفجارات مخنوقة تتخللها فترات صمت.
( في صدر المسرح صورة جبل سافون ( الاقرع) الذي على شكل مخروط بركاني خامد . يبدو بشكل اسود باهت على وهج ,
وتخرج من فوهته سحب خفيفة من الدخان بطيئ الحركة.
( يظهر في الوهج زول مجموعة من الأشخاص هيآتهم ووجوههم غير ظاهرة معالمها , يديرون ظهورهم للجمهور , يتحركون كانهم
يتنزهون , رؤوسهم متجهة الى قمة الجبل . يقفون مستندين على درابزون من اول المسرح الى آخره . وفي يسار المسرح بناء لا يظهر
سقفه بل جداره العمودي على الدرابزون وفيه نافذة ذات حديد تبدو فيها يدان متمسكتان بقضبان الحديد : النافذة هي نافذة سجن المدينة)
( يسمع لغط غير مفهوم . يرن جرس الهيكل من بعيد جدا وذلك عند وقت تقديم القرابين للاله أيل.ثم يتوضح اللغط حتى يصبح كلاما مفهوما.
-لقد استيقظ البركان .
-الا ترى ان الجبل خامد؟
-السحب الدخانية مقدمة الهيجان ز
اسكت يا رجل ! فأل ايل ولافالك.
-وماذنب البشر؟ ان الالهه تتراشق الضربات.
-الالهه تتراشق الضربات والبشر يتلقون المصائب.
-ان تتراشق الضربات بين بعل وموت هو سبب هيجان البركان .
-هو الرعد آت من مكان بعيد.
-إذا استيقظ موت (1) فنيت اوغاريت.
(1) موت اله العواصف والبراكين.
قل فنيت سطاموا وعرامو والدامات وخراصبو(1)
(1) اسم مدن مملكة اوغاريت في القرن الثاني عشر قبل الميلاد وربما قبل ذلك .. وهي ايضا اسماء قرى في محافظة اللاذقية حاليا.
-اسكت ! العالم كله الا خراصبو من فضلك.
قدموا القرابين .. هذا نذير الشر . ان " موت" يطلب القرابين.
( ينتقل بعض الاشخاص من مكان الى مكان على المسرح بدون سماع خطى وتقوى الانفجارات المكتومة والموسيقى وفيها جرس انذار ووعيد
يسمع صوت صراخ : يا لهمي . الموسيقى مازالت تدمدم . ينقطع الجبل عن ارسال الدخان من قمته دقيقة ثم يعود فيرسل دخانا بشكل غزير .
الكلام بين الاشخاص ).
-الجو محتبس.
-لعله بشير مطر غزير كما جرى في العام الماضي.
-انه نذير الحمم.
-هذه الدمدمة تقوى . انها تثقب الآذان.
-لننتظر الكارثة.
-اسكت يارجل ! لست تبالغ ؟
يتبع
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
( يسمع صوت قوائم دابة ثم تظهر دابة على المسرح محملة باثاث بيت يعلوه طفلان صغيران يقودها اوغاريتي وتتبعها امراة خلا سية نصف .
الرجل في الاربعين من عمره . مازال النور ضئيلا على المسرح).
صوت: الى اين يا عبد حقاب (1)
(1) اسم احد رعايا اوغاريت ورد اللوحات المكتشفة.
اراك مسرعا . وهذه العربة قد حملت متاع بيتك ركله .من اين انت آت؟
عبد حقاب : انا آت من سوفح الزيتون هذه السنة محصول جيد اليس كذلك؟
عبد حقاب:مالفائدة ؟ لقد كساه الدخان بكسائه الاسود ولفحته الريح اللاهبة فاتلفته.
الصوت: هل انت جاد فيما تقول؟
عبد حقاب:كل الجد . هذا ماوقع . لقد كنا نسمع طول الليل دمدمة صادرة من جوف الارض .وكان الجبل يقذف دخانا اسود تضيئه في الليل
شقائق اللهب ووميض البروق .لم ننم طيلة ليلة امس.
الرجل : اانت وحدك النازح من هناك؟
عبد حقاب:كل المزارعين رحلوا.
( يزداد عدد الجمهور على المشرح . وتظهر الدمدمة من جديد ويزداد الدخان ميض لهب).
-ياالهي الطف بنا.
- الكارثة آتية.
-ازداد عدد سكان اوغريت اربعة آلاف شخص.
-من سفوح جبل سافون.
-البركان ينذر بالانفجار.
-لاشك .
-كفى !
-محنة ستحل بالمدينة.
-اسكت ! اسكت.
( يخفت صوت الدمدمة والموسيقى ويظهر على المسرح اربعة او خمسة افراد من جيش السلطة. والسوط في يد كل منهم يلوح به).
جندي: يا الله ..كل واحد الى بيته.
جندي آخر: كل واحد الى بيته والا شغلنا السوط.
جندي : لا يسمح لاحمد بمغادرة المدبنة. دخان بسيط ثم ينقشع.
(يظهر رئيس الجند يتمشى على مهل من اول المسرح الى آخره في السوق وهو يقول وبطنه بارزة امامه):
رئيس الجند:يا ابنائي ان ماتسمعونه من هدير البركان ليس الا غطيط النائم, فاطمئنوا .السفينة كرواتا (1) قد اقبلت على اوغاريت
وهي تحمل قلل قبرص وستشحن زيت اوغاريت ,
استمروا في اهازيجكم واعيادكم .اليوم يوم العيد عيد كل الآلهه .لاتغضبوا الآلهه.
(1)كرواتا اسم رجل من رعايا اوغاريت ,اطلق اسمه على سفينته.
(محاورة بين الجنود بعد غياب رئيس الجند):
-افتستطيع السفينة ان تقلع الى جزيرة ارواد ثم تعود الى اوغاريت لتفرغ حمولتها؟.
-لااعتقد ! ذلك ان البضائع المرسلة الى قبرص موضوعة فوق بضائع ارواد.
-من العسير اذن افراغ حمولة الثانية قبل الاولى.
-لامناص من ان ينتظر الركاب حتى تفرغ الحمولة الموجهه الى قبرص.
(جندي يصيح):
-لاتتعجلوا ولا تتسلقوا ظهر السفينة .لن يسمح لها بالرحيل.
-حفظ حياة السكان في المدينة من شاننا لا من شانكم.
صوت : يريدون منا ان نتفرق . وان ننسى مصيرنا .
- الحكام لهم سفنهم التي تنتظرهم اذا جد جد البركان.
- ان للحاكم سيكلواته الخمسة عشر التي يكسبها من وزنه في كل سنة .اما نحن.
- اما نحن فلن يهتم بنا احد . سننام نومة ابدية تحت وكامه.
-انظروا نقماد في سجنه .ان تفكيره اصفى من تفكيرنا.
-ماذا تعني هذه الدمدمة يسانقماد ؟..
نقماد: تعني هذه ان الثورة طال سجنها وهي تتململ تحت ثقله.
صوت : هل فهمت ماقصد اليه نقماد؟.
( يدخل في تلك اللحظة الكاهن من جانب السجن ويكون قد سمع المحاورة).
******************
يتبع
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
الملك نقمد
مسرحية تاريخية من أوغاريت
الدكتور عبد الإله الخاني
---------------------------------------------------
الاستاذه ريم الموقره
احترامي
مابين الفن والادب والتاريخ والرمزيه السياسيه
عشنا مع نص مسرحي بكل ابجدياته في الراقيه
مشهدا تلو المشهد وحركة حركه بكل اقتدار ودقه
في الصراع بين الحاكم والمحكوم
والمعاناة بين السجين والسجان
ومغتصب ارض حجته انه بلا وطن
قراءه اوليه
ولي عوده ثانيه لنص له ابعاده وعمقه الفكري
كل الاحترام والتقدير للاديب القدير وبتقديمك الرائع
ودمت سالمه منعمه وغانمه مكرمه
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
اشكر لك اهتمامك فوالله آسف لرضى والدي بالظل وقد قضى عمره في عطاء مستمر
وخشيت ان يأكل القدم ما كتب...
ولم يبع مبداه النظيف والحمد لله.
جزاكم الله خيرا للمتابعة
ودمتم بخير
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
المشهد الثاني
كاهن . نقماد . جنود
( نقماد مغلول اليدين يمشي به اثنان من الجنود تشفيا منه وليكون عبره امام الجمهور).
الكاهن:( وهو يدخل المسرح وعلى الملأ من الناس بلهجة خطابية )
لتحتفظ برباطة جاشنا , فهذا خير وابقى ولنصل! للآلهة ونقدم القرابين.
( يسمع نقماد وهو يدمدم تجلدا وقد وقف لان الجنودالذين يخفرونه توقفوا يتحدثون مع شخص في السوق ).
صوت: نقماد يغني.
نقماد : أغني بالطبع ! انا الوحيد غير الخاسر في هذه المدينة مهمتي تتطلب دمي . انا الذي قدمته منذ زمن طويل .
لااخاف على محل تجاري ولا على نحاس او فضة لانني لااملك شيئا , ولست متعهدا الوعظ حتى اتمسك بمن أريد وعظهم تمسك التاجر ببضاعة يستربحها
لقد استيقظت هذه المدينة حين كان البركان نائما فلبست ثياب العيد. والآن تنام حيث يجب أن تستيقظ . انا لاذي حملتها في ضميري ووعيي وسجنت من اجلها .
لايجزع ولا يحثو التراب على راسه ( فترة صمت ). قدر احكم طوقه علينا وكنتم انتم من جملة خيوط الطوق .
لم تنتفعوا بحريتكم وكنتم بحاجة إلى سجين ليحذركم ويدلكم على طرق كسب الحرية . كنتم تنضجون لكي تاتي الكارثة وتحصدكم . لايوقي المدينة خطر البراكين
من لم يتعب ببنائها , وهو يلازمها ليستربحها فإذا غدت مصدر خسارته تركها للبركان ( فترة صمت) لقد نزل الغريب بالبر الاوغاريتي منذ خمسة وعشرين سنة
فهل تغير منذ ذلك الحين الشعب الاوغاريتي ؟.. هذا الشعب الخفيف ولكن مااقربه الان الى قلبي.
الكاهن: الى قلبك؟
نقماد:دعك من هذا ؟ دعك ايها الكاهن . كنت احدث نفسي . كان علي ان اقول : ما كان اقربه الى قلب الالهه اليس كذلك؟ ..( فترة صمت) جدران ملطخة بالدم
مئات من الذئاب ورائحة مجزرة وحرترة حشرات وشوارع مكتظة لا بالاجسام فقط ولكن بروائح الاجسام ايضا . والهة ذات وجه مسحوق , وبقايا مذعورة تضرب صدورها في جوف بيوتها .
اين ملك هذه المدينة الاصلي؟
الكاهن: ( بسذاجة ) قتله الغرباء حين نزلوا بهذا البر اما ولده فقد مات : اظنك تعرف الملك الاب انه حمورابي (1)
(1) حمورابي احد ملوك اوغاريت وهو غير حمورابي ملك من ملوك ا بين النهرين .
نقماد : ( بينه وبين نفسه وبصوت محنخفض)اماتوني هكذا بالمناسبة ( الى الكاهن ) مات ! عجبا !.
الكاهن: اجل انت تعلم جيدا انه مات . وقد روى لنا سكان المدينة المجاورة ان الحاكم كان قد امر بقتله , وبعد فترة قصيرة من مصرع والده . لقد ادعى البعض انه على قيد الحياة
وان من كانوا قد كلفوا بهذه المهمة كان عليه فتركوه في الغابة وعادوا ويقال ايضا ان الحاكم ذاته خباه لحين اتلحاجة واذاع انه مات.
نقماد: ولماذا من فضلك؟
الكاهن: لاادري من ذلك شيئا.
نقماد: وهل رضي سكان المدينة بهذا؟
يتبع
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
الكاهن: ( الذي يبدو انه لم يفهم كلام نقماد ومغزاه يتابع جملته الأولى) تصور ان يمثل يوم على أبواب هذه المدينة.
نقماد:وإذن ؟
رجل:(يتدخل في املحاورة ) عجبا ! إذن لو لقيته لقتلته أو قتلته واحد من هذا الشعب.
نقماد : بماذا تعمل انت.
الرجل: أعمل متعهدا ...انا من المتربول .
نقماد: الثأر تقتله ام ماذا؟
الرجل: لالشيئ إلا الآلهة غضبت عليه.
نقماد : من انبأك بهذا؟
الكاهن :( يعود إلى الدخول في المحاورة) هذا ماقاله الحاكم .لاأفهم ان تقول لي انك ما سمعته .لقد ألقى ذلك الكهنة في الهيكل درسا على الرعايا الاوغاريتيين.
نقماد: بالطبع ! وهل هناك درس نموذجي أبدع من هذا؟.. المغضوب عليهم من الآلهة درس ممتاز يؤلفه ويلحنه ويخرجه الحاكم والكهنة يتلقفونه ( بعد صمت ) وهل هناك دروس كثير من هذا النوع؟
الكاهن ( بسذاجة ) م..م..م.. ليس كثيرا ( بعد فترة صمت)وبالمناسبة هل تنوي بقية عمرك هنا؟ وهل طابت لك الاقامة؟
نقماد:هل تنوي ان تلقي مواعظ يوم الثلاثاء منذ الان ونحن في يوم الخميس ؟اظنك لاتهتم بالرعايا لامحبوسين؟
الكاهن:لابد وان تكون الالهة قد غضبت عليهم.
نقماد:(يضحك)هل تعتقد بذلك؟
الكاهن: هذا دأب بعل منذ وجدت له رعايا في هذه المنطقة يلزمهم ان تتجلى عليهم عشترت لتصلح حالهم .(بعد فترة صمت يصعد الكاهن فيها نظرة بنقماد)ايها الشاب اتراك لاتريد الاعتراف بهما كالهة .
في هذه الحالة اقول لك :امض ايها الشاب امض .. لماذا انت هنا؟وعم تبحث؟..عن المشاكل والمتاعب؟انك تريد ان تحقق حقوقك؟انك قوي ونشيط ,وامامك اعمال افضل من ان تحكم مدينة نصف ميتة,يعذبها
البركان ان السكان هنا هم خطاة كبار ولكنهم يسلكون الان درب التوبة على يد البركان..(نقماد يتمتم :هذه النقطة صحيحة وآمل ان تظل كذلك ) فدعهم ايها الفتى ,دعهم واحترم مشروعهم المؤلم.
وابتعد بكل تؤدة ودون ضجيج خوفا من ان توقظهم .انك حين ارتكبوا اعمالهم التي يكفرون عنها وهي اهمالهم الدفاع عن ملكهم الصريع.
(1) بعل اسم اله من الهة اوغاريت.
( نقماد يتمتم ماأعجب ما أسمع).
ان البراءة بالنسبة لهذه المدينة ثحة ظاهرة, ويقيني انك ستذهب من هنا ان كنت تحب اهلها حقا . ساخلي لك الطريق عند الحاكم فهو لايسره شيئ بقدره عهدناك له
قائلا تركت مشروعي وانا ذاهب. ان تندم هؤلاء الخطاة الكبار ضروري لهم كالزيت المقدس للآلهة وكالبخور في خياشم السدنة ,سدنة الهيكل . وللخوف وتبكيت الضمير
رائحة لذيذة اي انوف الالهة والسدنة على السواء . فهل تريد ان تنزع عنهم هذه الحظوة الالهية التي ينسجونها حول اجسامهم خيطا خيطا ؟ هل فكرت ببديل هو امن الانسان الكسول
وسأم العادة اليومي والتمطي اللزج . سينظرون اليك اول الامر نظرة المستيقظ البريئة بعيون خططها الدم , ثم لايلبثون ان يمزقون اربا اربا.
نقماد:لا شيئ ! كنت أفكر فيما قلته لي . انه يستدعي التفكير حقا.
الكاهن : أحقا كنت تفكر فيما قلته لك( في لهجة فرحة بشكل ظاهر) وعلى ماذا عولت؟
نقماد:(متجاهلا السؤال)وهل هذا راي كبير الكهنة؟
الكاهن:بالتاكيد!
نقماد:بالطبع انه موضوع كبيرة المواعظ التي يلقيها.
الكاهن : لم افهم قصدك.
نقماد:لم افهم قصدك.
نقماد: وماذا يحدث لو انني حققت لك ما تريد او ما يريدون بالحرى وجلوت عن هذه المدينة؟
الكاهن: لا شيئ ! سيبقى الناس عقلاء ,يفخرون بسعادتهم ,لاحسنة لاي جديد, يجب صيحة هدامة , وبقاء
ماكان على ما كان كل عاقل.
نقماد: واذا حصل جديد من الكوارث؟
الكاهن: سد اذنيك واغمض عينيك وحاذر لسانك..اتركك الان لتفكر مليا وساعود اليك.
نقماد:(بينه وبين نفسه بعد ان انسحب الكاهن وبصوت مسموع بينما الجنديان ينتظران ويستمعان)سياسة الحذف .الجميع يحلون المشاكل
بحذفها ,ليس فقط مشاكلهم ويحرمونني حق حلها لوحدي ؟..المطلوب خنق النزعات .. نزعات اولئك (يشير بيديه الى النظارة ).
(يغيب الرجال الجنود ومعهم نقماد).
***********
يتبع
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
المشهد الثالث
تاخولينو . الرجل ذو الشعلة . جلبين. بوربانو. بائعون وجمهور
( ناحية البحر من المسرح خالية ولكن الجانب الآخر فيه عدد من البائعين والشارين).
( نور جيد على المسرح , حيوية عامة ,ناحية السوق من ناحية البحر . موسيقى واهازيج .كانت ضعيفة أثناء الحوار الماضي وأصبحت قوية . الساحة تمتلئ بالناس .
بائعون متجولون ينادون على الأساور الجلدية والخواتم والمآكل الخفيفة .. يشاهد الوزير من بعيد.
( امراة تضع على كتفها شالا وعلى راسها عمامة ضخمة تعلوها فواكه ووردود وترتدي سراويل فضفاضة . في اذنيها أقراط ضخمة, وفي خياشيمها نقش من معدن النحاس
مقرنصة الاله موت على رمح في زاوية من زوايا الساحة مغروسة في الأرض . وامام المراة الجالسة منديل مفتوح فيه رمل احمر بكمية كبيرة , ركزت فيه انصابا وازلاما
صغيرة تمثل الاله ايل.
المراة : افتح الفال!..اقرا حظك باسم هيكل داغون باسم الاله بعل واليان بعل ..اخفف عذابك .(تتوارد البنات ,تاخذ كل واحدة زلمة وترمي للمراة قطعة نقد )قناع عشترت
قناع عشترت للمحبة (ياتي قطعة نقد) يرمي قطعة نقد وياخذ قناعا).
بائع الاشربة:(وقد صفت امامه على اصيص من الخشب اواني الشراب بصورة عمودية وهي بشكل كرات لها عنق طويل جدا من الزجاج الازرق والاحمر والاصفر )شراب مصنوع من الماء المقدس.
(يشاهدي زاوية المسرح ثلاثة اشخاص منهم رجلان وامراة منهم جلبين وبوريانو والياو).
جلبين:(بصوت عال وامام شاهدين )اعتبار من هذا اليوم اعتقت انا جلبين وكيل بيت المملكة الفتاة الياو عبدتي امام الشاهدين تسيرانو والكوبا (يتقدم منه الشاهدان) وازالت عنها صفة الخادمة ,وها اني اصب على
راسها الزيت (يصب زيتا على راس الياو) واحررها..فكالشمس الحرة الياو حرة والى الابد.
بوريانو:(بصوت عال وامام الشاهدين ) اعتبار من هذا اليوم وبما ان جلبين قد اعتق عبدته الياو وحررها وصب الزيت على راسها , فاني انا بوريانو اصلا من بيريت (1)
(1) هي مدينة بيروت الحالية.
قد اتخذتها لي زوجة واعطيت جلبين عشرين سيكلا من الفضة.
جلبين : قبضت من بوريانو عشرين سيكلا من الفصة , ومحوت صك شرائي للفتاة الياو الذي حرر في الاول منهيار (2)
(2) هيار يعني شهر ايار وهو الشهر الثاني في تقويم اوغاريت.
( يشاهد شخص لاحق بشخص آخر وكلاهما مسرع حتى يدرك الاول الثاني وهو يصيح : امسكوه . ياتي على صراخه
اثنان من الجند يسالونه ما الخبر فيقول : انا من نقابة مندوبي الفضة . وقد وجدت هذا الرجل يبيع سيكل فضة مغشوشا .. ارجو عونكم لنقدمه امام الحاكم . الجند يقبضون عليه ويخرجون به من المسرح)ز
( بائع ينادي سمك مشوي . سمك موي في البحر . امراة تقترب منه):
المراة: هل ناديت : سمك مشوي من البحر؟
البائع : انه مشوي بالفعل!.
**
يتبع
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
المراة : انت تكذب ولا شك .. هل شويته وجئت لتبيعه مشويا ؟
البائع:هلا جربت واحدة؟
المراة: هات
البائع : ليس قبل نقد الثمن.
المراة : ان كنت كاذبا! اودعت السجن.
البائع: ألا ترين شكله ؟ هل هذا الشكل إلا للسمك المشوي؟.
المراة: الغش يغير حتى الألوان والأشكال.
البائع: ومن تكونين؟
المراة: انا زوجة رئيس المنج.
البائع: هذا السمك لسس لأمثالك؟.
( تتردد قليلا لدى سماعها كلامه . ثم تتقدم وتنقده الثمن . في هذه الاثناء يكون تاخولينو مارا فيسمع المحاور . يتوقف).
المراة: صحيح والله! ( بعد تتذوقه) هل شويته في بيتك؟
البائع: كلا! بل استخرجه البحار من البحر مشويا.
المراة : رجعت إلى الكذب.
البائع: باعني غياه بحار قديم من مياه المرفأ الشمالي حيث يصب البركان حممه على البحر.
تاخولينو :( يستمع ويوقول لنفسه) اواه انها الكارثة ! ( ينظر في جميع التجاهات كالمعتوه ويهرب .. يمضي بعض الوقت والحوار مازال بين المراة
والبائع ثم يعود تاخولينو مع افراد عائلته الى الجهة المقابلة للسجن حيث شاطئ البحريونادي) هو..هو ..هو..هو..( يخلو المسرح من الناس تدريجيا)ز
( يظهر ربان زروق يتجاوز جدار المسرح براسه وقد ظهر بيده المجداف يجيب):
الربان : بماذا تأمر يا سيدي؟.
تاخولينو: ماذا تفعل؟.
الربان: انقل الاشخاص والبضائع.
تاخولينو: هل انت لآيب أم مغادر؟
الربان: انا مغادر . هل تامر بشيئ..؟
تاخولينو: خذ معك هاتين ( يشير ألى امراته وابنته).
الربان : من هما؟
تاخولينو: لاتخف ! هذه زوجتي وهذه ابنتي.
الربان: الى اين؟
تاخولينو: الى قبرص.
***
يتبع
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
***
الربان : هل تريد ان أهربهما نهريبا؟
تاخولينو: ولماذا تسأل؟.
الربان: يختلف السعر . اما إذا كان معهما بطاقات مغادرة فالسعر هو السعر العادي.
تاخولينو: لماذا هذا الاختلاف ؟ .. آه فهمت انت تطلب ثمن مغامرتك.
الربان لاأريد المشاكل .. الحاكم منع مغادرة المدينة .
تاخولينو: المنع كائن ولكن البطاقات موجودة ( يخرج من جيبه بطاقات ليسلمها إلى الربان فلا يجدها).
الربان :أي أن القانون هو الذي يهرب.
تاخولينو: وهل قرات القرار أو تبلغته؟.
الربان: انا لااأقرا ولا اكتب ويقيني ان هيئتي الرزية لاتسمح بالتبلغ . من انا حتى يبلغوني؟
أقول انني لم أسمع بالقانون من الجند سمعت به من رجل على راسه شعله .. المفروض ان يكون الامر هكذا.
تاخولينو:لابأس ادفع لك ما يلزم وتوصلهما وتعود . وتحمل الامر على وجدانك .ساحتاجك.
الربان : لتركيا فالسفر موافق والبحر موات في هذا الوقت .
(الوزير يحاول مساعدة زوجته على الركوب .يظهر خلفه رجل ضخم على راسه شعلة يلبس شعلة جلد نمر يظهر احد ذراعيه عاريا.)
الرجل: لا! لن يركب أحد.
تاخولينو: وما علاقتك انت بنا؟
الرجل: تنفيذ الاوامر خاص بي.
تاخولينو: ليس من قوة تمتعني من ترحيل عائلتي . لي رعايا هناك اريد ان اضم عاءلتي اليهم.
الرجل: وتترك رعاياك هنا؟
( تبرز امراة من الخلف تنادي):
المراة: سيدي !.
( الوزير يتجاهلها .. تصل إليه).
المراة : سيدي الوزير ! ابني في مرض شديد , هو بحاجة إلى دواء سمعت ان لادواء الا بترخيص منك, الصيدلي رفض ان يبيع.
تاخولينو: ليس هذا من اختصاصي.
المراة: ( تتعلق به وهي راجعة ) ارجوك .. سيدي اتوسل إليك رحماك رحماك.
( الوزير يخلص اردان ثوبه منها ويبتعد . تعود باكية).
***
تاخولينو: أيها الربان افعل ماامرك به.
الرجل: تكفي ارادتي لمنعك . واريد ان امنعك لان لي شغلا معك.
تاخولبينو: مامطلبك مني؟
الرجل: اعطى الحاكم الاهلين اجازة وهم موتى , اجازة من غير مسمى .
تاخولينو: اتركني!
الرجل: سترى ان شرف لمن يمدد هذه الاجازة . اتراك ترفض هذا الشرف؟.
تاخولينو: اتركني! ( يهم بالابتعاد متجها الى الشاطئ . يجذبه الرجل من الخلف ويجره).
تاخلينو: ( ينظريمينا ويسارا ) اني احتقرك!.
الرجل: هل هذا مدرج في قائمة واجباتك ؟.
تاخولينو: انت فضولي وقح.
الرجل: ستدفع ثمن هذه الشتيمة غالبا ( يهز راسه)لاريب ان الحديث الذي احيكه معك لايتفق مع النظام
تغيره انت في كل لحظة , لقد جعلني هذا جعلني هذا الجو القائظ عاطفيا , ومع كل هذه الحياة المملة , اترك نفسي على
سجيتها في امسيات كهذا المساء قلت لك ستدفع غاليا ( يشير بيده إلى قمة جبل سافون).
الربان: ( للوزير) افتضح امرك يا سيدي واصبح قاربي مهددا.
( حجارة ضخمة تسقط على البحر حول القارب).
الرجل: لقد ادرك هو ماهو واجبك على الاقل.
تاخلينو: لسانك ذو حدين , فمن انت؟
الرجل: ماذا يهمك؟.
تاخولينو: قل لي من انت؟
الرجل: صدقني إذا قلت لك انني احد سكان هذه المطقة وستعرفني عما قليل.
تاخولينوا: ماعادت معرفتك تهمني . انما اريد ان اعرف مصدر وقاحتك . ومن أي المواقع تتكلم؟
الرجل : المرتزقون كلهم سواء لايحرصون على كرامتهم بل على مصدر رزقهم . فمن ذلك حرصهم على " المواقع".
تاخولينو" ( ينظر جهة البحر ) لقد رحل القارب. اواه! لقد رحل.
( يغيب الرجل ذو الشعلة).
***
يتبع
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
المشهد الرابع
الرجل ذو الشعلة . كازوس. تاخولينو.الجمهور. رئيس الجند.الجند.
( موكب الحاكم يظهر .. تتقدمه الموسيقى والطبالون والشرطة يصل الى السوق . يعود الناس للتجمع ومشاهدة الموكب .
مناد ينادي : ايها الاوغاريتوين مارسوا سعادتكم , لان الحاكم الطيب هيأ لكم كل الوسائل لممارستها . افرحوا واهزجوا .لاتستمعوا
الى الشائعات . اوغاريت في عيد متواصل . خذوا من الحياة جانبها اللين واتركوا التعقيد . يستطيع كل فرد بما لديه او بما ليس لديه
ان يكون لنفسه سعادة على حجمه, الكمية لاتهم الشيئ الهام هو الكيفية .اخروجوا من صفوفكم من لايرضيه شيئ . انهم اعادء الالهة واعداء
البشرية قناعة مسالمة خير من طموح سيئ الادب ان سيادتكم يصفون لكم العلاجات المناسبة لدوام السعادة كما يحضر الصيادلة الدواء مقادير من التهريج
مع اخرى من بقاء ماكان على ماكان مقدارين مساويين من رضا الالهة).
( طول هذه الفترة كانت الموسيقى خافتة , فجاة تقف هذه الموسيقى وتبدا رتيبة وسريعة تنتهي بضربة طبل قوية جدا.
ويظهر اثناء ذلك رجل ضخم هو الذي كان يحاور الوزير وبدت على راسه شعلة " من ريش احمر" ويرتدي جلد نمر . غطى القسم الاعلى من
الفخذ الايمن والساعد الايسر , بينما بقي ساعده الايمن وفخذه الايسر عاريين . يخرس كل شيئ بعد تلك الضربة يكون الرجل ذو الشعلة قد وصل
الى موكب الحاكم).
الرجل: اوقف الركب يا صاحب الرفعة!
( الركب يستمر , الحاكم لايتلفت , الرجل حامل الشعلة يلقي بحجر بين ارجل الخيل كان يحمله , فتسمع له ضجة تصم الاذان , يتناثر الشرر وشظايا الحجر.
تجفل الخيل وتصهل يضطرب المرافقون ويتفرقون اي يتباعدون بعضهم عن بعض الآخر . يذعر الحاكم . يتوقف الموكب . الصمت يسود المسرح , كل العيون
في تلك اللحظة : البائعون الهازجون الاطفال .. النساء منصة على الرجل ومن الى جانبه . تمضي ثوان بصمت كامل).
الحاكم : ( وقد استعاد جاشه ) اتتدرأ؟
الرجل: أملك الوسائل.
تاخولينو: نحن لانعرفك !!
الرجل: هل انت على يقين من انك لم تشاهدني من قبل ؟.
تاخولينو: غريب عن هذه المنطقة.
الرجل: كلا لا مفاجاة انا ابن هذه المنطقة . ولكن ظهوري في هذا الوقت هو الغريب حقا.
شخص من الجمهور : اين هذه المنطقة؟ من عساه يكون.
آخر: ومن هذا الذي الى جانبه ؟ ىه ! لقد رايته مرة يتجول في الحقول.
ىخر: ان جراته اعجبتني.
آخر؟ لعله البشر الغزال الذي تكلم عنه الكاهن.
تاخولينو:جراتك هذه ستجر عليك الاذى والويل.
الرجل : هل انت جاد من هذا امرت باتخاذ الاجراءات المناسبة.
الرجل: ( يضحك ) صحيح؟.
كازوس: لقد تماديت أكثر مما ينتظر . ماذا تريد قل واجودز .
الرجل: المملكة كلها.
كازوس:وتاخولينو: ورئيس المند :( بكلمة واحدة متوافقة ) المملكة كلها؟
الرجل: هل هذا مطلب كبير؟ على رجل يحمل الشعلة؟ ( يتسم بسمة سخرية).
كازوس: اقبضوا على هذا الرجل !
( الرجل لايتحرك , يدنو منه جندي ويلحق به آخر.
ماان يصل الاول الى قربه حتى يصيح وهو يتلاشى على الارض وهو يقول : حرارة شديدة لاقبل للبشر بها.. ثم يسقد ميتا).
كازوس: ( بلهجة متلطفة) قل من انت يا اخي وما تبغي نقض حاجتك . فذلك خير من التحدي .
الرجل : يبدو انكم لاتريدون تلبية مطلبي . ليس ذلك غريبا .انا اعرفكم جميعا فانا ابن المنطقة واعرق نسبيا من اي كائن فيها.
ولكن الغريب ان لاتعرفوني . لعلكم تتجاهلونني ( بعد صمت) على كل حال انتم غرباء هنا.
( يشير الى رجل قصير القامة بجانبه يحمل مسبارا ومسطرة وخرائط ) افهم الحاكم من فضلك.
الرجل الثاني: ( ينظر الى الرجل ذي الشعلة بوجل ثم الى الحاكم ويردده بصره بينهما ) سيدي! انه كان لقد سيطر على الموقف.
**
يتبع
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
كازوس وتاخولينو:ورئيس الجند:(بكلمة واحدة وقد اتسعت عيونهم) البركان؟
كازوس (يتمالك وعيه ويوجه الكلام الى الرجل الثاني ) ماذا ؟خبيري الجيولوجي يكلمني بهذه اللهجة ؟ اخيانو ؟ انا ادفع لك للتنقيب عن النحاس لتكلمني بهذه اللغة؟
البركان:(مشيرا الى الرجل القصير )هو اول رجلين من رجالك آمنا بسلطتي وانضم الي لذلك منحته بركتي واعفيته من التثر بلهيبي . اما الآخر (ينظر الى الجندي الميت ) فقد اكتوى بهذا اللهيب,
كازوس: انا لا ابه لهذه الترهات.
الرجل الثاني :(بعجلة ظاهرة) لا تستصغر الامر سيدي ! اذهب الى الشاطئ الشمالي وشاهد االبه الساخنة تزحف من اعلى الجبل وتهدد الاراضي حول المدينة وتتلف كل حياة.
كازوس : (يوجه كلامه الى البركان ) ارايت يا صاحبي ؟ مقدمك ليس خيرا يا عزيزي . اللابة الداخنة (يبتسم ابتسامة سخرية).
البركان:انا بركان خير, اصهر النوازع , وانظم الحياة تنظيما جديدا واحل المشاكل حلا جذريا . اما اللاية الداخنة فهي حليفتك , لانها الخبث الذي اطرده امامي حيث اسير فهي مؤلفة من الغزاة المستوطنين
و من أعداء الحرية و ذوي الأغراض الخاصة و المستغلين و الإشاعات الضارة و العملاء و المشعوذين و المهرجين و المنافقين..(يشير بيده إشارات متتابعة كلما وصل إلى كلمة..الخ..)و الآن اذا ترى أني أستطيع
أن أفعل من أجلك؟.
كازوس: انا مستعد للتفاوض معك.
البركان : (كمن يكلم نفسه ) المساومة منتظرة .. امر معقول بالنسبة للمتنازل( يوجه كلامه الى الحاكم ) هل انت من هذا المستوى؟
كازوس : هناك نجاتي انا وافراد عائلتي . لا تنس ومغادرتي المنطقة ( تنفرج شفتا البركان للكلام .. يستدرك الحاكم )
لا..لا.. لا حاسب مغادرة صورية.
البركان : طبيعي جدا ومعقول ! ولكن على اي اساس ؟
كازوس : نستطيع ان تدبر الامر بما يرضيك .
البركان : كيف؟
كازوس : ابق الحاكم امام الشعب ظاهرا.. وتاتمر بامري وانا احكم من وراء حجاب.
البركان: انها الواجهة .. كان الامر هكذا منذ الازل ومازال..دائما بحاجة الى واجهة.
كازوس : الا تعتقد بعبقريتنا في الحكم؟ .. واذن؟
البركان:(منفجرا بالضحك) وهل تسمي هذا عبقرية؟ انها القاعجة منذ فجر التاريخ ( بعد فترة صمت ) ثم من انت حتى تفاوضني هل بقي لك وزن؟ انا ظاهرة طبعية من معدن , لا يتحقق اقل تماس بيننا
حتى تنصهر في ناري المطهرة . كل الواجهات من المرتزقة .. كلهم منصهرون , كلهم منصهرون . الم تفهم بعد؟..
كازوس: مازلت طامعا في ان تتفهم الموقف على حقيقته. نحن صابرون وذوو اناة..
البركان: من هم الاخرون؟ الكناس والمزارع والعامل!..
البركان : بالطبع لا شأن لهم عندك وليس لهم وزن.
كازوس : الفت نظرك نظرك بشيئ واللامنتمون .انهم من النوعية التي تفيدنا جدا.
البركان: ماذا عندك بعد؟
كازوس: انا افتش عن باطن الارض . وانت يهمك ان تخرج الى ظاهرها.. لانك مللت باطنها..
البركان: الى ماذا تريد ان تصل؟.
كازوس: لقد اتفقنا اذن! كل واحد له مجال ارضي محدد..لا يعتدي فيه على حقوق الاخرين . ارايت ؟ انا الحاكم المستتر وانت الحاكم الظاهر.. القسمة جائزة بطبيعة الحال. لا حاجة للمجاز , القسمة رضائية فهي حقيقية.
البركان: اقترع انا قبلك ! فانا بحاجة الى السجل العقاري والسجل المدني . قبل كل شيئ اني اخذهما
كازوس: اخذت اخطر شيئ في حياة الشعوب.
البركان: ومن ادرى منك بما هو اخطر شيئ في حياتهم.
كازوس : لا باس ! الانسان الناضج هو الذي يقبل بالامر الواقع المسلح .. انا موافق.
البركان: لقد بدات تعجبني , منذ ان طبقت على نفسك هذه الحكمة الذهبية , بعد ان كنت تنصح بها الجماهير المغلوبة على امرها . حقا انك تعجبني . ان التفكير اوصلني الى هذه النتيجة وهي حقيقة تاريخية
الفاتح الجديد هو الحاكم المستتر والفاتح القديم هو الحاكم الظاهري.
البركان : ارى انه لابد للحاكم من الحصول على رضاك .
كازوس: ( يشير الى احد افراد حاشيته).
المنادي ينادي : ايها الاوغاريتيون ! تعلمون الان ولاريب ان كل شيئ قد تغير في مدينتكم . الحياة اصبحت ذات مظهر آخر غير الذي كانت عليه . ان مزايا الحياة الجديدة ان مواصلاتها صارت اسهل لانها اصبحت اقصر ولان
الرقعة تصغر باستمرار . وقد يكون من مصلحتكم ان يكون هناك تنظيم جديد كل الجدة, تنظيم لم تعهدوه من قبل . فقد ظهر في السلطة ادارات جديدة لم يكن قد حسب حسابها من قبل . وتعدلت مصلحة المساحة في البلاد وتبعا لذلك
اصبح شان كبير للسجل العقاري .هو الذي سيقرر مصير كثير من الناس . لاتظنوا ان هذا ما يوحى الينا من سلطة اخرى فنحن مازلنا نصرف الامور العامة بذات اليد . وبما ان عدد الارغفة لن يتبدل , فان الايدي الصانعة والافواه هي
التي سيتغير عددها ويطور . واعتقد انه ما من حاجة لان اؤكد ان مصلحتنا الشخصية لم تكن عاملا على تطور السلطة بل ان ...
البركان: اود لو تعلن ان تطور الامور هو الذي خلق ضرورة لهذا التطور في الحكم.
كازوس: بالطبع !فان بقاء ما كان على قاعدة بالية ولا يجوز الركون اليها . وانا نفسي كنت دائما اردد هذا..
البركان: وهكذا تسهل مهمتي!..
كازوس: كيف؟
البركان: انا موقن ان هذا هو للاستهلاك الداخلي , فالواقع ان بقاء العنصر القديم في الحكم الحائز للثقة امر ضروري للنجاح .. لنجاح الحكم الجديد.
فهو يعطي للعناصر المتميزة التي كانت تخاف غضبة الجماهير وسيلة للاطمئنان على مصالحها . اليس هذا لسان حالك ياصاحب الرفعة؟..
كازوس: وهي بطبيعة الحال ستشارك في اراكم التخمر السابق .
البركان : ( بسخرية) هذا رائع ! مااعظم هذا الاكتشاف؟
***********
يتبع
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
المشهد الخامس
نقماد. البركان.عبدولانا.ياترمو.رئيس الجنود.يا سيب.جمهور.
(في هذه الاثناء يكون الرجال الجند قد رجعوا ومعهم نقماد مغلولا يخفرونه).
نقماد: ايها الاوغاريتيون احذركم مرارا . ان الحاكم الغريب لن يتم طريقة معكم.اذا صدمته الكارثة نجا بنفسه وترككم تتخبطون بقدركم او اتفق عليكم مع يد غالية جديدة .
لقد ترككم في العراء في ليلة باردة . ترككم ولا نصير لكم الا قلوبكم.
البركان:
(بدون ان يلتفت الى المتكلم يتم كلامه) يجب ان نقوم الان بتوزيع السلطات . وسنمارس ذلك المبدا الاثير عندكم وهو مبدا فصل السلطات..
نقماد:ايها الاوغاريتيون ! لافرق بين ان تكون الظاهرة الطبيعية خيرة كما هي في الواقع وبين ان تكون كارثة فالهام هو المبدا الجاكم الغريب الذي يترك من اعتبرهم رعية له يخون نفسه .
والخائن مرة لا يؤتمن ابدا.
البركان:(يستمر في حديثه دائما) وقد اخذ الحاكم الاجنبي الغريب على نفسه وعلى عاتقه السلطة التنفيذية وهي اخطر السلطات.
نقماد:ايها الاوغاريتيون !انهم يصفون تركتكم وانتم احياء .
لقد ورثوهم وانتم على قيد الحياة .لقد افتتح طابق التركة وعما قريب يبدا المزاد .ولا اعلم ا اذا كان سيسمح لكم بان تشتركوا فيه ام سترمون من هذا الحق ايضا.
البركان :هذا ما يريد الحاكم اما اعتراضنا فانه ياتي في حينه .
نقماد:لقد اوقفت عن العمل كل القوانين المعروفة .انهم الان يطبقون قانونهم الخاص.
البركان:(مشيرا بيده الى الحاكم وسط الساحة)انها سلطة لا كالسلطات . ان قانونها الاول هو : سرعة الانجاز سيترك لكل فرد ان يتصرف بارضه كما يشاء .
وبالطبع فان اللابة الساخنة زاحفة لاتتمهل ,فاذا غطت ارضه ولم يستعملها سقط حقه من الانتفاع بها ثم من تملكها (مشيرا الى ماسك السجل العقاري)وعندئذ يرقن قيدة في السجل
العقاري .وبما ان المدينة خالية من المرافق الصناعية التي هي احتكار للمتروبول وتقتصر على المرافق الزراعية . وبما ان الارض مقسمة على حسب الرؤوس ,
فلن يجد من رقن قيده مجالا للعيش ,لهذا سيصبح ميتا في اجازة , ويدون ذلك حذاء اسمه في سجله المدني (يشير بذلك الى ماسك السجل المدني)ولن يستطيع احدا سواه التصرف
في مدة الاجازة تحديدا وتمديدا. اما الذين لم يرقن قيدهم بعد , فهم وحدهم هي عنوان المساواة بين الناس , ولان اللابة الساخنة هي عنوان المساواة بين الناس , لان جميع الناس سينالون
حصتهم منها عما قريب , الجميع محرومون ومتمتعون : ذلك هو القانون الاعلى اما الافكار العقيمة او ما تسمونه المنافسة فيما ان كل واحد منكم ينافس جاره الىن فقد علق مبدا المنافسة في الانتاج .
هذه هي المثالية. الكل مجردون عن وسيلة الاثراء الفاحش والجميع يتمتعون بها على السواء , الجميع مالكون.
**
يتبع
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
انني مغرم بالتجمع . وسترون انه بطبيعة الحال سيصطف كل الموتى الذين في اجازة صفا واحدا , سيتجمعون . اتسمعونني؟يتمجمعون .ان التجمع يولد الاحتكاك . وهذا يثير البصيرة ويوحي
بالافكار المنتجة . كنتم قلما تجتمعون واذا اجتمعتم فانكم لاتكونون في صفوف , لان هذا النوع من التجمع يغيظ الحاكم . لهذا لاينكر تغير الاحكام بتغيير الازمان , لان الحرمان رابطة مقدسة.
كان حكامكم مغتبطين لان اصحاب الارض , اي المنتجين آلات ثقيلة بليدة لاتتجمع . فالان تغير كل شيئ.
سترون ايضا انني مغرم بالنظام والتنظيم , فهذا كله انما يحمل على التنظيم , ان البركان اصطفاء وتنظيم , هو اصطفاء لان المنافقين والمشعوذين والمتسلطين والمستغلين .... الخ...
لن يجدوا شيئا يأكلونه بعد الان كانت لهم حصة معلومة مما يجنيه الاخرون والان افقدتهم اللابة هذه الحصة.
لاتخادعوا انفسكم ايها الاوغاريتيون , في امر هذا الحكم لاني اذا كنت احكم فعلى طريقتي او الاصح ان تقول على طريقة الالهة . انني استمد سلطتي منها.
اني جئت لايقاظكم . كنتم من الزمرة البشرية المغفلة , تثورون اذا ما استثرتم , فاذا توقفت الاثارة عدتم الى نومكم المريح. فالان اوقظكم وامسك بكم يقظين يقظة دائمة , ولكن بدون اتفعال بل بتعقل وهدوء وتدبر.
والفائدة التي تجنونها من وراء ذلك هي ان الحاكم لن يستطيع ان يتلاعب بعواطفكم بعد الان , فيستثمرها . ويثيركم حين تكون مصلحته في ذلك وينومكم متى شاء .
(يظهر التبرم على وجه كازوس).
اني احب الاناس حاضري الذهن , ولا احب النسائيين , لذلك ساكون دائما مائلا هناك في اعلى سافون عند اقدام الالهة لتذكؤوني على الدوام مستعدا للهبوط اليكم في اية لحظة ,ولتكونو دائما على استعداد .
انا انذار من باطن الارض الى ظاهرها يقول لكم : ان مافي باطن الارض ينفذ . فاذا كان هذا الحاكم مقبلا عليكم الان يمنيكم باستثمار نحاسها ,فانه في واقع الامر يوفر موارده المحلية الى ان تفلسوا , وهو بذلك انما يسرقكم
لانه لايعوض عليكم عما يستخرج منها موردا اخر كالصناعة . وعندئذ اذا نفذ احتياطي الارض فانه سيتخلى عنكم فترككم او يجعلكم انتم احتياطيه الممثل في اللحم والدم.فتصبحون اقنانا او تعودون الى الخيم بعد ان تكونوا قد انفقتم
ماتفضل عليكم به في الكرنفالات والمساخر . وهكذا اضمن لكم انا فكرا فاعلا لامنفعلا.اني احب الفاعلين اني لاحب الفاعلين . واكره المنفعلين ,
(الان بلغ غضب الحاكم ذروته . ينفتل ويغادر المكان بدون ان يتفوه بكلمة)
صوت:لقد هرب الحاكم.
صوت: لاباس
نقماد:من حقه ان يفر . الحاكم من نقد والنقد دائما سريع الفرار.
صوت: ذهب وتركنا مع هذا الغريب ولا نعلم كيف نتدبر امرنا معه.
نقماد: افهموا هذا الغريب جيدا كما فهمته انا ... ايها الاوغاريتيون.
البركان :لاتكن واثقا من نفسك كثيرا !! اذا نحن التقينا الان كما هو الزاهر فلسوف نفترق يوما ما. ( مشيرا بيده الى ماسك السجل العقاري وماسك السجل المدني) ابداوا العمل!ليس لدينا وقت نضيعه .
الثانية الواحدة لها قيمة عظمى . ليصطف الجميع , الذين حضروا من سفوح الجبل ومن السهول ومن السواحل ومن راوا انفجار القمة , في جانب ولتفحص استمارة كل واحد منهم فاذا كان يستحق الاجازة فليتجاوز مكانه الى الجهة المقابلة مستندا
الى جدار السجن . وليوضع بين الفريقين حاجز كالحجز بين الحياة والموت.
انا ارى انكم قليلوا الخبرة بهذا الموضوع . ولكن عما قليل ستكتبون الخبرة اللازمة . وستتوازن حركاتكم وتنسجم خطواتكم .
( يخرج البركان . ينحسر الضياء عن نقماد والجند فيغيبون عن النظر).
*****
يتبع
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
المشهد السادس
نقماد . البركان . عبدولانا. ياترمو.رئيس الجند. مزارعون . جمهور . ياسيب.
ماسك السجل العقاري عبدولانا : ابعدوا من فضلكم . وافسحوا المجال ليتقدم المزارع الاول ( يخاطبه عند وصوله )
اسمك ؟ لقبك .. اسم امك...
المزارع : اسمي آداتو بن ازيرانو . امي بورانا .. لوني خلاسي
عبدولانا: هل سالتك عن لونك ؟.
المزارع: هكذا جرت العادة .. اننا لانتصور ايتجوابا مهما كان شانه بدون ان يدون لوننا الى جانب اسمنا.
عبدولانا:لان حكوماتكم نفسها كان لها الوان . اما الان فان الالوان جميعها سواء .. لانه عما قريب ستوحد اللاية الداخنة الالوان جميعا فتصبح جميعها سوداء ..هذا هو المبدا الذي يميز الحكومة الجديدة (بعد لحظات يقلب في دفاتره واوراقه)
سند التمليك من فضلك.
المزارع :اخذته الحكومة منذ زمن .
عبدولانا: لماذا ؟
المزارع : قالوا انهم يريدون ايتملاك الارض ستصبح مرفقا عاما للجميع.
عبدولانا: تعبير طريف عن نزع اليد القهري . وهل ادوا لك مقابلها.
المزارع:مجرد وعد . اقصد ان الحكومة لاتستطيع ان تعد لان المال من الشركة المستثمرة وهي شركة من المتروبول ولاتستطيع الحكومة احبارها.
عبدولانا: لماذا استملكت اذن ؟ مادامت ليست للمرفق العام؟
المزارع: لاادري.
( ضربات طبل متلاحقة صغيرة .. تنتهي بضربة قوية).
عبدولانا: ( موجها كلامه الى ماسك السجل المدني ) لامحل لاستجوابه عن حالته المدنية انتهى الامر.
ماسك السجل المدني ياترمو : اعطينا قيده الاشارة اللازمة.
عبدولانا: ( للمزارع ) انت ميت في اجازة بطبيعة الحال . تجاوز الحد وقف ظهرك لجدار السجن . الذي يليه. ( يتقدم آخر وهو يعرج ) اسمك لقبك اسم ابيك اسم امك.
المزارع : لااعرف اسم امي واسمي هو ياريمانو.
عبدولانا: غريب ! انا افهم ان يكون اسم الاب مجهولا ..اما ان يكون اسم الام مجهولا فهذا ما يحيرني.
المزارع : دخلنا في الحالة المدنية الم تتركوها للنهاية ؟
عبدولانا: هذا يتعلق بسير الاستجواب والحاجة الى المعلومات .
المزارع: حياتي ملكي.
عبدولانا: من ادخل في ذهنك هذا الوهم. لم تكن ملكك في زمن الحكومة السابقة وكانت النتيجة شرا فالان يحتج لان الامر اصبح خيرا؟.
المزارع: الم نتحرر ؟
عبدولانا: بلى ولكن لابد من دراسة الامر لئلا يستفيد منه من لايجب ان يستفيد.
المزراع: اذن لابد؟
عبدولانا: اذن لابد !
المزارع: خطفوني وانا صغيؤ وباعوني وحين اصبت بعاهة مستديمة في شبابي واصبحت عاجزا عن الانتاج جاؤوا بي الى احد المواطنين وقالوا له هذا ا ابنك .
عبدولانا: وهل هو ابوك بالفعل؟
المزارع: اعتقدانه ليس ابي.
عبدولانا: وهل رضي؟.
المزارع: وهل من اختصاثه ان يوافق او يرفض؟.
عبدولانا: ( الى ماسك السجل المدني ياترمو ) هل نحترم النظام القائم لمجرد انه قائم؟
ياترمو: مسالة قانوينة متاخرة تسال عنها الحكومة الجديدة.
عبدولانا: ( الى المزارع ) لاعادة النظر فيما بعد! انتظر هنا ( يشير اله ان يقف جانبا ) اقترب ( يخاطب بذلك من يليه) اقترب قلت لك . انت تعرف ماينبغي قوله.
المزارع:الارض ليست لي انها لزوجتي وانا اعمل فيها.
عبدولانا: مسالة جديدة ونموذجية . كان من الطبيعي ان تصبح العائلة كلها ميتة في اجازة حين يكون رب الاسرة مالكا للارض اما الان؟
رئيس الجنود: ( وقد كان واقفا يتفرج) هل تاذن بالكلام؟
البركان: ( وقد دخل في تلك اللحظة ) ىه ! انت تدافع عن النظام القديم.
رئيس الجند: احد اركانه في حالة اتفاق معكم (يشير بيده أشارة يريد القول ان ذلك طبيعي وينبغي قوله).
**
يتبع
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
البركان : أفهم ماتعني ( موجها كلامه الى ماسكي السجلات )
ولكن ألا يخلق هذا شيئا من الشك في نفوس الجماهير؟النظام الجديد يستبعد كل شيئ.
عبدولانا:الشك في بادئ الأمر لابد منه ثم ينجلي كل شيئ , اذ يفهم كل شيئ .
ياترمو: الشك دليل الوجود . ونحن بحاجة الى الاخير حتى يتجمع من هم موتى في إجازة .
البركان:حججكم مقنعة ( موجها كلامه الى رئيس الجند) الكلام مسموح لك به.
رئيس الجند: المراة بعد كل مورد رزق , لها مورد طبيعي ..الرجال كثيرون هنا.
البركان :المقصود؟..
رئيس الجند: ذلك مانع من اعتبارهم ميتة في إجازة .
البركان :النظام الجديد لا يعترف بوجود مثل هذه لمهنة ( يضحك) رئيس جند ويقول هذا؟
نقماد:( من سجنه يصيح) هل نحذفها ؟.
البركان: بالتأكيد.
نقماد: تحلون المشاكل بحذفها , مرحى ! هنا فقط يأخذ الحذف شكل الحل العادل النموذجي لها.
رئيس الجند:إذن تعتبر ميتة تبعا لزوجها ( باستهزاء) رائع !
نقماد: ذلك خير لها من ان تكون أكثر موتا من الموت.
البركان: أجبت عني ! ( يشير الى ماسكي السجلات إشارة استئناف العمل).
عبدولانا: في هذه الحالة لم يعد لسند التمليك أية قيمة.
( الطبل ينقر نقرات متتالية صغيرة وسريعة وتختتم بضربة قوية).
ياترمو: وضعت الإشارة.
( تتجاوز العائلة كلها الحد وتقف ظهرها لجدار السجن ) ( يتقدم مزارع آخر).
عبدولانا: كالعادة .. اسمك لقبك . اسم امك؟.
مزارع: اسمح لي ان الفت نظرك انا لاأخاطب بهذا .. ولست مجبرا على الإجابة.
البركان: اسمح لي ان الفت نظرك . انا لاأخاطب بهذا .. ولست مجبرا على الإجابة.
البركان:( باستهزاء وببسمة هزء) ولماذا ؟
المزارع: ألا ترى لوني ؟
البركان: آه ! لقد فهمت أنت تستعصي على اللابة الداخنة.انك من المتروبول. أنت من عاصمة المتروبول.
المزارع: ( مستبشرا ومبتسما ) نعم ( بغنجة نسوية).
البركان:لقد غمرت اللابة أرضك.
المزارع: وماذا في ذلك؟.
البركان:انت ترفض الاجازة التي نعطيها لهؤلاء ..بالطبع لك مل ء الحق ( بلهجة ممطوطة) انت من المتروبول ..
ليس اخذ الاجازة اجباريا . واذن ستسحب بين الاموات بدون اجازة.
المزارع:ليس ( مترددا)بهذه السهولة .
البركان:انا لا أفهمك أبدا.
المزارع: سأوضح إذا وزعتم أراضي جديدة فإني احتفظ بحقي في الحصول على بديل لارضي . ألفت نظركم ( بغمزة من عينيه ) إلى حقل السقال(1)
وحقل حواني.
(1) هذان اسما حقلين باللغة الاوغاريتية . ويوجد الان في قرية القلوف الواقعة شرقي رأس شمرة باسم السقال.
البركان:( وقد اهتاج وانفتحت عيناه يصيح صياحا مزعجا )احتج احتج .. انتم ظالمون نحن استعمرنا الارض فيجب ان يراعى خاطرنا .. نحن مستعمرون ز
( البركان يغمز ياترمو ليرقن قيده المدني ثم يقذفه ).
عبدولانا:بماذا تشير علينا؟
البركان: وضع خاص.
عبدولانا: تفريق في المعاملة تحت أي باب وفصل يصنف.
البركان: للامر تأويل.
عبدولانا: وماهو ؟
البركان:الغزاة دائما نافعون للارض التي يغزونها بشرط ان يموتوا فيها .. والا فكيف يمكن تسميدها.
عبدولانا: تقدم ( مشيرا لمزارع آخر) تقدم ياأخي قلت لك.
المزارع: اسمي عبدو بن عبدي نرغال(1) أمي حورية وهذا سند التمليك 0 يناوله لماسك السجل العقاري)
عبدولانا: ( يقلب السند على وجوهه مرات عديدة . يقرأه من فوق الى تخت ثم يعيد قراءته , يقلبه ثانية . ثم يقلب
شفتيه . ينظر في وجه المزارع ثم يرد بصره الى السند ) اهذا؟
المزراع: سند تمليك.
عبدولانا: أهذا سند تمليك ؟ أهذه حدود؟.
(1) نرغال: اسماء الاشخاص في هذه المرحلة كلها حقيقة اسماء اوغاريتية مستقاة من االالواح المكتشفة.
يتبع
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
المزارع : ومالها ؟
عبدولانا: ( يقرأ) قطعة أرض سليخ يحدها من قدام سياج ,ومن وراء رعش ( أي حائط من الحجارة المصفوفة)ومن اليمين يستان ومن اليسار ..
مز مز , مزار ,كذا بالتاكيد.
عبدولانا: اين المساحة؟.
المزارع: لالوزم للمساحة , ان حدود ارضي مرنة للغاية , لقد تحرك في العام الماضي حدي الكائن ( قدام) مرتين مرة باتجاه خارج ارضي ومرة باتجاه داخلها ,
وهكذا مشى في المرة الاولى ثلاثة اذرع وفي المرة الثانية مئة ذراع ,
عبدولانا: هل تعلم ان مساحة ارضك في المرة الثانية نقصت اربع مئة ذراع؟
المزارع : اعلم ذلك.
عبدولانا: وبالطبع لم يرجع حدك حالته الطبيعية بعد ذلك ,
المزارع: هذا ماحدث بالتاكيد.
عبدولانا: وماذا حدث بعد ذلك؟
المزارع: جاء احد المتعهدين من المتروبول فنصب آلة ضخمة جدا وصار يحفر بها الارض بعد ان غطاها بخيمة عظيمة , وحين سالته لماذا يفعل ذلك لم يفد سؤالي , واجابتي
اذهب الى الحاكم واساله ( بعد فترة صمت) ماذا تريدني ان افعل؟
عبدولانا: وهل اللابة ارضك؟
المزارع: وهل كنت تراني هنا لو لم يحدث ذلك؟
عبدولانا: ( لماسك السجل المدني ) هل له اسم؟.
ياترمو: ليس له عندي اي اسم ( يقلب طفاتره ثم يعيد تقليبها ) بين الاحياء , لقد دون بجانب اسمه كلمة فوت ( بتفرس في احدى الصفحات) اي موت ومعنى ذلك انه معتبر بحكم الميت.
عبدولانا:هذا عجيب ! عجيب ليكن اذن ميتا مرتين.
المزارع : من فضلك سند التمليك.
عبدولانا: ماذا ؟.
المزراع: كيف اثبت اني مالك ؟ ساكون عرضة للاعتداء على ملكيتي.
عبدولانا:وهل لهذا لزوم , سنعطيك مقابله اجازة.
المزارع: وهل تحل الاجازة محل سند التمليك؟.
عبدولانا: لكي تستطيع التصرف او التملك يجب ان يكون من الاشخاص غير المجازين . ومتى حصلت على الاجازة لم يعد من حاجة لسند التمليك والاجازة لايجتمعان.
المزارع: ويلي ! لم أفهم شيئا ( يضع يديه على رأسه في موضع صدغيه وهو يتلفظ بهذه الجملة).
عبدولانا: معنى ذلك انه يجب ان تقدم مبررات التملك .
المزراع: مبررات ؟ أي مبررات تريدني ان أقدمها إليك ؟.
عبدولانا: ( لماسك السجل المدني) أكتب ملاحظة بجانب اسمه انه يعترف بان ليس لديه مبررات التملك وبذلك تصبح اكثر جديه حين تدنو ساعة الصفر
وانت ايها المزارع ليكن في علمك ان الاجازة هي وثيقة حياة موقتة ولاجل وانك وحدك تستطيع ان تطيل امدها او تقصره.
المزارع:كيف ذلك؟.
عبدولانا:(يتلفت في كل الاتجاهات ) اما من رجل هنا يفهمه ؟ ( لا يرد احد) هه! يظنون ان النظام الجديد يصب المعرفة والعدالة في الادمغة بالمغرفة.لا والله ! ان من كان في النظام القديم
اعمى فهو في هذا النظام الجديد اعمى واضل سبيلا.. ابذلوا بعض الجهد لتفهموا ارجوكم ..( الى المزارع ) اذهب الى هناك ( يشير اليه بان يقف مع رفاقه . بينما دقات الطبل السريعة الصغيرة المتتالية
تنتهي بضربة طبل ضخمة).
( يشق جو المسرح فجاة صراخ بكلمة آخ ... آخ ... يلتفت الجميع , فيجدون الشخص الثمل " يا سيب" الذي كان في مقدمة المسرحية يحاور الكنائس وهو يحاول الخروج من بين الاشخاص المستندين
الى الجدار وهم المعتبرون موتى في اجازة ليعود فيجتاز الحد الى الطرف الاول . الجند تحاول منعه).
عبدةلانا: مالك تصرخ هكذا يا رجل ( يتوقف العراك بينه وبين الجند وهم مازالوا ممسكين به).
يا سيب:قلت لهم لست ميتا في اجازة . ومع ذلك القوا بي بين هؤلاء.
عبدولانا: هل تملك ارضا.
يا سيب:الان لا, ولكن لاادري اذا مت ساحصل على مساحة ذراعين بذراع ام متعهد التنقيب عن النحاس سينافسني عليها.
عبدولانا:لاتخف ! تعال الى هنا ( يحضر ويقف امامه ) انت الوحيد الذي فهم هنا ( مخاطبا الجند ) معها يكن الامر فان وجوده معهم يبشر يخير لعل عدوى المعرفة تتصل بهم ومع ذلك اذا لم يشا اطلقوه.
جندي: ليس الخوف منه على الاموات في اجازة بل على منسيصبحون موتى في اجازة اذا كان حرا طليقا.
عبدولانا: الخوف عندك لاعندي ( يطلقه الجندي)
يا سيب: وقع ماكنتم تريدون اجتنابه .
عبدولانا: ماالذي وقع ؟..
يا سيب: الكلام موجه للجند ولن أقول ( يشير الى المتجمهرين امام السجن من بعد استجوابهم).
عبدولانا: اصبح الموقف دقيقا.
"ستار"
*******
يتبع
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
الفصل الثالث
المشهد الاول
البركان. كازوس. كاهن. رئيس الجند. جنود . جمهور
( المكان هو ساحة المدينة كما في الفصل الاول).
( يدخل البركان وبصحبته الحاكم).
البركان: وماذا في الامر ؟ تقول ان الامر خطير . أين الخطر؟.
الحاكم: ألم تسمع الضجة بين هذه الجمهرة؟
البركان: ( مستهزئا ) منذ متى تزعجك الضجة؟
كازوس: مازال العزم في خلقي.
البركان : ربما.
( تحدث الدمدمة مرة اخرى تواكبها موسيقى ملائمة حجارة تمطر الساحة . يجول كاهن بين الجماهير. بضعة أفراد من الجمهور على المسرح).
الكاهن:اقتربوا ! وليعترف كل منكم بخطاياه . ادهروا باسراركم ايها الخاطئون . اعترفوا بها ايها الملعونون ! ليفصح كل واحد فيكم للآخر بما نصبه له من فخاخ وما اضمره له من مكائد .
وليستسمح كل واحد من الآخر قبل ان يعم البلاء ويجرفكم جميعا بنفس الطريقة التي يسيطر فيها البركان على بلدكم . الى الهيكل . الى الهيكل.
لقد جاءالعقاب بأسرع مما كنتم تتصورون . ان حساب إيل لعسير , فالبركان النائم يستيقظ أنه هذه الآفات هي التي كانت ومازالت السماء ترسلها منذ القديم الى المدن الفاسدة لتجعلها عبرة للبشر .
لسوف تنصب على السنتكم الحمم المحرقة لتخرسها عن الساقط من الكلام . ولسوف تخيم الادخنة الخانقة على قلوبكم لتخنق فيها النزعات الشريرة واحابيل المكر .
صلوا الآن للاله بعل العادل القادر كي يصفح عنكم . الى الهيكل . الى الهيكل .
(الحاكم والبركان ينظر كل منهما اليه صامتين , في الوقت ذاته يظهر موكب الكهنة كل واحد يحمل رمحا في رأسه جمجمة وهم حليقوا الرؤوس السوداء . قرون على جانبي رؤوسهم وريش في وسطهم .
وصدورهم وسيقانهم عارية وهم يهزجون ويرقصون ويهمهمون . الجميع ينظرون الى الموكب).
( ( تحدث الدمدمة من الجو مرة أخرى تواكبها الموسيقى الملائمة , حجارة تمطر الساحة . تسقط صخور على مبنى السجن فينهدم جداره . يخرج نقماد ).
كازوس: ( مضطربا ينظر يمينا ويسارا . ينادي الجنود ) اطلقت الحمم سراح نقماد .. او ثقوه من جديد و احبسوه !.
البركان:من اطلقت الحمم سراحه لن تحبسه الجدران ..
كازوس: كيف تقول هذا؟وانت مقبل على السلطة؟.
البركان: لم يعد في مدينتك جدار سليم.
( الجنود يركضون بعضهم وجهه الى يمين المسرح ويسيرون بغير نظام , يصطدم بعضهم ببعض . احدهم يقع الأرض . ثم يتوقفون ).
كازوس :( يصرخ ) أوغاد !
( يضطرب الجنود لهذا الصراخ ثم يبدأ المشهد من جديد يركضون بعضهم وجهة الى يمين المسرح وبعضهم الى يسار المسرح , يسيرون بغير نظام يصطدم بعضهم بالبعض الآخر).
كازوس: ( يصرخ) رئيس الجند أين رئيس الجند؟..
( يهرع رئيس الجند مسرعا).
رئيس الجند : سيدي!
كازوس: هل انت راض عما يحدث ؟
رئيس الجند : ماذا يحدث يا سيدي ؟.
كازوس: انا أعلف هذه العلوج منذ سنين وأدفع الوراتب لهؤلاء المهازيل ليقفوا مكتوفي الايدي امام هذا المخرب ؟..
( يشير الى نقماد الذي انتهى في تلك اللحظة من تخليص يديه ورجليه من القيود ثم اختفى مع الجمهرة التي كدسها عبدولانا).
رئيس الجند: لم نجد في المدينة بيننا سليما لنصنع منه سجنا .
كازوس: أي بيت!
رئيس الجند: أي بيت يا سيدي أرجو التوجيه.
كازوس: تحت الأرض.
رئيس الجند: فهمت! الويل له( يخرج باحثا عن نقماد).
كازوس: ( موجها كلامه الى البركان) هل نحن رشركاء في الحكم؟
البركان: قل شركاء في الأرض ( مستهزئا)انقلب الوضع الآن.ولكن مازلت انت مرصدا لباطن الأرض ان بقيت في المدينة..
الحاكم : ( بسرعة النبرات وبحزم ) النتيجة واحدة ( يبدو انه لايفهم غمز البركان به).
البركان :وكيف؟
كازوس: حفظ الأمن والنظام .
البركان: يختلف مفهومه في الزمان والمكان . وربما من إنسان لانسان.
كازوس: ليس للسلام إلا مفهوم واحد.
البركان: اتحداك ان تعرف هذا المفهوم وتحدد عناصره.
كازوس: هو ما يمسكني حاكما بلا معارض.
البركان: وانت تمد يديك إلى جيوب الآخرين.
كاوزوس: تغيرت لهجتك, وخوفي من ان يتغير تفكيرك.
البركان: انا لاأتغير تشهد بذلك السماء والأرض . ما الذي تقصده ؟.
كازوس: يجب ان تذكر انك حاكم.
البركان: ( ضاحكا) لن يتغير تفكيرك.
**
يتبع
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
كازوس : سواء تغير ام لم يتغير سا بسط لك أسلوبي ! ولا اعتقد انك تختلف عني . أنني انشر التلوين والتنوع في الاتجاهات والتلوين
مادة الفن الاولى . ولااعتقد ان في الدنيا كأننا واحدا يستطيع ان ينتقد عملي..وبسبب ذلك يأتي إلى صفي قسم , وينحاز خصومي إلى قسم آخر..
انني أعطي لكل حالة الوانها ومبرراتها . فاللون الموافق للاولين هو انهم متعدلون واقعيون وموزونون , انني منصف حقا كما ترى !
انني منصف لدرجة انني لا اقبل بوجود اعوان لي الا اذا وجد بمواجتهم من يناوؤونهم.
البركان:( يهم بالكلام فيقاطعه الحاكم).
كازوس : انا اعلم ماتريد ان تقوله . انك تريد ان تقول انه لاذنب لهؤلاء ان وجدوا . وانا معك في انهم ابرياء ومخلصون وانقياء حتى .ولكن وجودهم شرط
لازم لاطار الصورة ليس غير في رايي .. الصورة التي ارسمها فاذا طمحوا الى اكثر من ذلك حاربتهم بلا هوادة . الا ترى بعد هذا اننا نشترك في الصفات؟.
البركان:لقد ظهر الاختلاف بيني وبينك جليا .انت تهدم وتبني لتضعف الآخرين اخصامك , واذا نظمت فلمصلحتك مانعا سواك من التنظيم .
اهدم لافسح المجال امامهم لاعادة بناء اضخم واجمل وانفع . انا ثورة , اي انني نظام مخالف في صفاته للنظام القديم للنظام القديم .أنا تنظيم جديد يقوم بديلا للتنظيم
القديم. لقد سهوت انت عن ذكر فئة ثالثة ليست من العاطفيين الذين يخربون بدون شعور منهم , ولا من العملاء الذين يخربون باصرار وتصميم ,انها فئة العالماء ,
علماء في كل شيئ . كل منهم يختص بشأن , ومنهم علماء سياسة .. نعم!علماء سياسة . هؤلاء هم الباقون اما الآخرون فالى زوال انهم عاطفيون وانا اكره
العاطفيين .. انهم يسيئون من حيث لايدرون وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا . اما العملاء فهم عملاء وكفى..(يتوقف عن الكلام فجاة ويحملق في الحاكم ويصوب
سبابته اليه ويقترب منه .. يجفل الحاكم للمفاجاة ويتراجع قليلا). هل انت جاد في تعاونك مع العملاء ؟ هل انت واثق من انك لن تتخلى عنهم يوما ما؟
كازوس: ( يتقدم دائما وسبابته متجهه نحو الحاكم وعيناه تحملق فيه) قلت لك افصح هل انت واثق من انك لن تتخلى عنهم اذا استلزمت مصلحتك ذلك؟.
كازوس: لماذا تحب ان تخوض في هذا الحديث؟..
البركان:( مستسلما ) المصلحة هي المصلحة.
البركان: ( يضحك وهو يعود الى حالته الطبيعية) المصلحة هي المصلحة .
كازوس: بالطبع! وهل تريد منهم ان يتنازلوا عن مصلحتهم في التعاون معي؟ لا لاعلاقة للعواطف بالامر.
البركان: انا لاافهمك ابدا .
كازوس: انصحك بان لاتضرب على هذا الوتر لانه غير مطرب ( يقلب شفتيه اشمئزاز ا) انه يؤذيك انت انت نفسك.
سياتي عليك يوم تدرك فيه صدق مااقول .
البركان:ولكنك تضعه دائما على اليافطة.
كازوس: لم انف ذلك أبدا.
البركان: اذا فما هو الشرف في اعتقادك ؟.
كازوس: مايمسكني واقفا او غالبا يستوي في ذلك ان يكون بالخداع او الرشوة او الرذيلة احيانا وحتى بالحذف والقتل.
البركان:هكذا تحققون مفهوما جديدا للشرف , لقد سلمت احدى ملكاتكم نفسها لفاتح رجاء ان يعف عن فتح احدى مقاطعاتها ,
ولقد كان هذا الفاتح نذلا ذلك انه لو فكر قليلا لتوصل الى انه -حسب مفهومكم -لو كان الامر معكوسا وكان الفاتح من قواد تلك الملكة وللمقاطعة المفتوحة
من بلاد ذلك الفاتح النذل , لما عف عنها لانه يقدر بانه سياخذها اي الملكة سبية في نهاية الامر ..في نهاية المعركة ( بعد فترة صمت) على كل حال كان كل من الفاتح
والملكة يستحق صاحبه ( يضحك).
كازوس:الم تمسك ذاكرتك سوى ذلك عنا.
البركان: بلى ! استقامتكم وشرفكم في التعامل التجاري . بهذا على الاقل تطبقون المفهوم النظري المثالي للاخلاق.مااروع هذا!
كازوس: ( بسرور وابتسام) انك تدل على فضائلنا.
البركان: ( في ضحكة مدوية تدوم بضع ثوان وسبابته تشير الى الحاكم) بلى بلى ! لذلك بقيت الاستقامة والشرف في عرفكم اخلاقا تجارية( يستمر
في ضحكة والحاكم مشدوه ينظر اليه).
كازوس: كاني قد نقضت العهد الذي ابرمناه فيما بيننا.
البركان:اي عهد! ( والحاكم ينظر اليه ويبتسم بسمة هزء) انت مجنون يا رجل ! هل هناك عهد بين النار الآكلة وبين وبين المادة المنصهرة ؟ ان ذلك ليدهشني ان
حدث . ان العهود بالنسبة لك شيئ يحسب بالوزن في علاقتي به.
انا لااتعامل بالاوزان , ولماذا اعاهد شخصيا مثلك ؟ اني ان فعلت بغرض المستحيل -فسيكون ذلك على حساب فتى من اهل هذا البلد يعود مساء من عمله فيجد اباه حمورابي(1)
(1) حمورابي ملك اوغاريتي.
مقتولا بيد احد افراد جندك وامه اخت ملكو (2)في العبودية . ومن يدري ؟لعل هذا الجندي ذا الاظافر التي يقبع تحتها دم متجمد واحد من مواطني ذلك الفتى,
(2) اخت ملكو ملكة اوغاريتية في القرن الثالث عشر قبل الميلاد ونقماد ابنها او حفيدها اختلفت الرواية.
اشتريتموه بماله ذاته . اواه ! كم رقصت البشرية في مصرعها وكم غنت في مآتمها . أقول لك أني ان فعلت اكون مهرجا . وانت تعلم جيدا انه مامن بركان
حقيقي في الارض يمكن ان يكون مهرجا لانه ثورة.
كازوس:من تقصد بالفتى؟
البركان: نقماد! اليس هو ابن ملك هذه البلاد وكلتها الذي قتلتموه واستعبدتم امه ونصبتم منافسخ وزيرا ؟
كازوس: ماذا كنت تريد ان نفعل ؟ ان نحذف اين الملك ايضا؟
البركان: هذا ما لن تفعلوه؟
كازوس: لماذا ؟
البركان: انتم تريدون الاحتفاظ به في السجن .
الحاكم: ( بفراغ صبر يتلفت يمينا ويسارا فلا يجد نقماد,يصرخ لرئيس الجند ثم يقول للبركان ) لم يكن ينقصنا سوى ان تاتي في هذا الوقت الحرج.
رئيس الجند : امرك سيدي.
كازوس: اين نقماد؟.
رئيس الجند : مازلنا نبحث عنه.
كازوس: وغد !
رئيس الجند: امرك سيدي
كازوس: خنزير!
رئيس الجند: امرك سيدي.
كازوس: لماذا انت واقف في خلقتي؟
رئيس الجند: عندي اخبار .
كازوس: هاتها.
رئيس الجند : الناس الذي صنفهم ماسكوا السجلات من رجال البركان تجمهروا !
كازوس وماذا بعد!
رئيس الجند : انهم يحفرون الخنادق العريضة والعميقة.
( يخرج الحاكم ورئيس الجند , يبقى البركان يدخل المسرح جمهور مؤلف من نساء وطفل وبعض رجال).
**********
يتبع
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
المشهد الثاني
امراة. صبي. البركان. جمهور
( صبي يبكي وهو يفرك عينيه والى جانبه امه).
المراة: ( تركع امام ابنها تلاطفه) ما الذي يبكيك يا ولدي؟.
الصبي : انا خائف.
المراة: مم انت خائف؟
الصبي: اليس هذا الرجل هو البركان؟
المراة : بلى!
الصبي : انا خائف منه ( تواسيه تحاول قطع بكائه).
رجل : ( بصوت منخفض) لاتخففي روع الصبي يا اختاه ! اننا بحاجة الى طفل خائف.
رجل آخر : ( أصابعه مملوءة بالخواتم يضع على راسه شبه عمامة من حرير ويرتدي ثوبا فضفاضا مطرزا بخيوط من الفضة تبدو عليه جليا
مخايل الغنى الفاحش . يلكز الصبي بدون ان تشعر امه. يبكي الولد بشكل مؤلم)
ممن انت خائف يا بني قل مم انت خائف؟.
الصبي: ( يرفع صوته بالبكاء ويقول) اخاف من البركان.
( البركان ينظر بطرف عينه ولايتحرك).
رجل آخر : ماذا قلت يا بني ؟ ماذا قلت؟.
البركان: ( بدون ان ينظر الى مصدر الحوار) قال انه خائف من البركان الم تسمع؟ اما انا فقد سمعت.
(عجوز تتحاول على نفسها تتقدم متوكاة على عصا بيد معروقة وحسم منحن.الرجل الثري يضع بيدها مالا).
العجوز : هدم بيتي ايها الناس فاين انام؟... غاض ماءي فمن اين اشرب؟ هلك زادي فمن اين آكل؟.
رجل آخر: توجهي الى البركان فعليه ن يطعم ويسقي الجميع.
آخر: ليرحل عنا نغد بخير.
آخر: نذير الشؤم.
آخر: هو كارثة.
الاول: ليس هو وحده المسؤول . هو ونقماد شريكه.
( مظاهرة من رجال تبدو عليهم سيماء الغنى والبطنة والوجاهة).
-ليسقط نقماد الخائن.
-الموت لنقماد.
-اقبضوا عليه.
-اعدموه.
-اذبحوه.
-اعملوا ماشئتم وانما خلصونا من شروره وآثامه
-عجلوا ! عجلوا ما استطعتم .
-نستعطف الآلهة . ايها الإله ابل الكلي الحكمة . يارب عجل على المخرب والمعتدي.
-على الحاكم ان يتجاوب مع غضب الآلهة ويقضي عليه.
( يخرج البركان).
****
يتبع
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
المشهد الثالث
يا سيب . سينارانو. جمهور
( يظهر وراء المتظاهرين الثمل يا سيب والكناس سينارانو:
الاول يقلد المتظاهرين استهزاء ويشير بيديه وفمه بدون ان يسمع لكلامه صوت . والثاني ينظر الى المتظاهرين
سيرهم الى ان يغيبوا في الجانب الآخر من المسرح).
سيارانوا : ارى انه طاب لك التظاهر.
يا سيب : اني اتظاهر على طريقتي الخاصة.
سينارانو: انا افهم ان يتظاهر جمع كامل لانهم يطلبون شيئا واحدا . ولم أر في حياتي شخصا مفردا يؤلف مظاهرة.
يا سيب:يا عزيزي سينارانو . لكل شيئ بداية ولابد ان المظاهرة بدات بشخص واحد سايره اخوه ثم رفيقه ثم جاره.
اما الاول فلانه اخ واما الثاني فقد انتهز الفرصة للحصول على وظيفة واما الثالثة فلأن حزبه امره بان يندس في كل مظاهرة.
سيارانو: اذن فكل واحد منهم بغنى على ليلاه ! انهم مرتزقة .
يا سيب: هكذا دوما . لقد كنت انا يوما واحدا من هؤلاء . انهم اخطر الناس على الحرية لانهم آنية فارغة يملؤها من
يشاء , ولو كانوا جادين لنفذوا بشكل عقلاني عملا منتجا لتحقيق ما يصبون اليه.
سيارانوا: فاذا نجحوا؟
يا سيب: هذا شيئ آخر عندئذ يبداون التشاجر لقسمة الغنيمة . ويعود التظاهر.
سينارانوا:الا يعلم هؤلاء بحقيقة ماتقول به؟
يا سيب: كلا ! فان انوفهم ملاى بروائحهم الخاصة .
سينارانو:لماذا لاتنصحهم ؟
يا سيب:ان ما اقوله صعب على مسامعهم , ولا بد ان يسخروا منه . ذلك اني ثمل في نظرهم ان الانسان يلتزم بعض
الاحيان بما يقال عنه ولو لم يكن في الواقع كما قيل عنه. انا لم اشرب في حياتي قطرة خمر ولكني مريض بالرجفة ,
ومع ذلك فانا ثمل لمجرد ان تاخولينو ا رداني كذلك , قد اكون ثملا من المرض ومن الالم والشقاء كما هي الجماهير كافة.
( بعد فترة صمت ) , في البيئات البدائية : يكفي ان يفكر شخص او اكثر باغتصاب امراة ما حتى يقال عنها انها مومس ,
ولو اخفق في الوصول اليها ولو نجحت في صده عنها , فاين الحرية؟
سينارانو: اني لاعجب !
سينارانو: لماذا؟.
يا سيب: كنت قد انكرت معرفتك بنقماد بنقماد او هذا ما بدا لي.
يا سيب: نقماد من لداتي . ولكني قصدت ان انكره لئلا تتصل به عدواي . ان الجماهير بحاجة اليه , تكفي ضحية واحدة اما الان فقد اجتاز منظقة الخطر .
ولم يبق من اعترافي به خطر.
سينارانوا: ومعنى ذلك انك لا تتصف بالشجاعة.
يا سيب: وماذا كنت تريد مني ان افعل؟.
يا سيب: كان عليك ان تصارح الجمهور بكل هذا وباكثر منه.
يا سيب: هناك مواقف اذا كشفها صاحبها خسرها لان العدو هو الذي يثير شهية الطامعين في كشفها . ومتى كان التهور شجاعة؟ أانا شجاع حين
أغامر بمصلحة الجمهور ؟ ومتى كان فضح المواقف الصائبة والمنسوجة على مهل والمهياة ليوم الفصل شجاعة ؟ لا ريب ان الرزانة هي صفات الشعوب
المتفوقة ذات النسيج الضعيف . ولكن مامن موقف جيد لايمكن لشعب من الشعوب حفظه عن ظهر قلب. ان البشرية مسرح كبير فهي اذن معلم كبير
( بعد فترة صمت) قل لي ! ماالفرق بين التهور او الفضح وبين الخيانة من حيث النتيجة كلاهما يهدم شعبنا باكمله .
سينارانو: تهور وشجاعة وحسن نية او نية حسنة وفضح كلها مترادفة؟
يا سيب: آه ! الان فهمت.
يا سيب: الا تقيم وزنا للنوايا الحسنة؟
يا سيب: توقعت جوابك هذا! ( ببسمة سخرية) لقد اصطاد صياد عصفورا فلما صار في يده اعتذر عن فعله فساله العصفور: وما يمنعك عن اطلاق
حريتي؟ فاجابه الصياد : انت لاتزال صغيرا لتدرك انه لكي تكون نادما كبيرا يجب ان تكون مجرما كبيرا . وحين امتدت يده بالسكين الى عنق العصفور كان دمعه
يجري مدرارا.
اسمع يا صاحبي ! النية الحسنة تجاه الجماهير حصان خشبي كبير تركه فاتح امام سور مدينة مستعصية مملوءة بالجنود بانتظار انتفاح بوابة السور.
ان النية مخدر ذو مفعلو لذيذ مخدر وخطر . يجب ان تبتعد عن مدمني الندم والنوايا الحسنة كما تبتعد عن الاجرب لانه يعدي ولكن بسرعة مذهلة.
سينارانو: يلوح لي انك مقبل على مشروع خطير.
يا سيب: ومادليلك؟
سينارانو: عيناك . هلا جعلت لي نصيبا في مشروعك؟
يا سيب: اسمع ! انت رجل ذو حياة هادئة , وفي كل يوم تتنزه بمكنستك الشوارع تنفتح امامك وتنغلق خلفك كماء هادئ ,
فاذا تركت عملك وبيتك فما الذي سيبقى من نزهتك سوى خيبة قلبك المريرة؟
سينارانو: اريد المغامرة.
يا سيب: ان براءتك ستودي بمشروعاتي الى الاخفاق ابتهل اليك الا تقرن مصيري بمصيرك.
سينارانو: لن اذهب! هذا حظي الوحيد ولا تستطيع انت او اية قوة في الارض ان تحرمني منه.
يا سيب :...
(يعود المتظاهرة فيجتازون المسرح يعكس اتجاههم الاول وهم يهتفون الهتافات ذاتها حتى يغيبوا ).
(في الجهة الثانية من المسرح . يكون البركان قد عاد الى موضعه, الحاكم يدخل ويليه رئيس الجند).
********
يتبع
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
المشهد الرابع
كازوس . البركان . رئيس الجند . تاخولينو
( يعود الحاكم والبركان , الحاكم يبدو عليه التعب . يتبعهما رئيس الجند).
كازوس : هكذا إذن؟
البركان: هكذا.
كازوس:( يخاطب رئيس الجند ) ماالذي ينون ان يفعلوه ؟.
البركان: انا اقول لك ! سيحولون سير اللابة الساخنة الى البحر . والتي هي سلاحكم الرهيب.
كازوس:( يضحك ) إنك تضحكني .. هؤلاء المهازيل نعرفهم لايقوون على لف ساق على ساق .
رئيس الجند : أخشى ان يهددوا بذلك قصر سيدي الحاكم.
كازوس: وانت ايضا يا رعديد؟.. ( بعجرفة) ان يتجرؤوا ( يصعد تظره فجأة برئيس الجند ) ستخلق نقماد خلقا مثلما الله
خلقك هب تفهم؟. وتاتي به إلي حيا...الجماهير تطالب براسه ( ينظر الى البركان مستطلعا ما إذا كان بصدق مايقول فيجده يبتسم بسمة العارف ببواطن الامور المستهزئ بقوله )
فهو بسبب كل ماوصلت إليه المدينة .. وهو الذي اتى بالبركان . نعم ! هو الذي اتى به , لانه اغضب الالهة .
رئيس الجند: امرك سيدي ( يحيي التحية العسكرية ويخرج).
البركان: ألم أقل لك تريد الاحتفاظ به.
الحاكم: ( متجاهلا بمن؟
البركان : بنقماد , اظنك سمعتني .. واعتقد اني سمعتك تريده حيا لا ميتا.
كازوس: بالطبع ! كمشاغب ومخرب يجب ان يلقى جزاءه . ألم تسمع الجماهير تطالب براسه ؟.
البركان: الجماهير؟ مااصخم هذه الكلمة وماأضل ماتحتويه ذراعاك منها ! طبعا المؤتزرون بالذهب .
كازوس: الجماهير ! لهذا أريد الاحتفاظ به.
البركان: لا! بل كفزاعة للوزير , فاذا ما تمرد هذا كشفت الحقيقة امام نقماد وصارته بانه الحاكم الاصلي والوطني واغريته بتولي السلطة مكان تاخولينو.
كازوس: ( وقد احمرت عيناه ووقفت اذناه من الغضب يصيح ) هل تتجسس علينا؟
البركان: انا ابن المنطقة وهذا هو فهمي الغريزي ( يغمز بيعينه استهزاء) لم لا تنس نحن شركاء.
كازوس: اذا لم ترعو وتتحد معي كما تتحد اللحمة بالسدى عاقبتك .
البركان: ( وهو يضحك) بماذا من فضلك؟
كازوس: ساجعل منك الها! انت تعلم ان رئيس الكهنة في جانبي , وعندئذ تبطل ثورتك وتتعطل . ان لنا اسلحتنا كما ترى .
صحيح اننا نعلم ونثقف لتحسن سمعتنا ولكن بالقدر الذي تثبت الالهة فيه الحاجة الى وجودنا . فنحن نشجع نشوة الالهة . ان لكل شيئ
الهة ..للبحر للبرق , للرعد , وهكذا سيكون للبركان الهة سابطل مفعولك بان اجعلك معبود الجماهير ثم اسحب البساط من تحت قدميك ,
وهذا يسهل علي اعادة عواطفهم نحوي .. انهم سيحبون الهتهم الى درحة انهم سيخافون منها وسيلجأون الي وربما احبوني معها .. والنتيجة
في الحالين واحدة . وعندئذ يدركون اننا جزء من اتلنظيم الجديد الذي تدعو اليه ولاغنى به لهم غنى.
البركان: نستطيع ذلك بالتاكيد ! ولكنك ان تخرج عن دائرة مفعولي , فانا ثورة اعيد هذه الحقيقة ساجرفك وماتدبره في الظلام . وعلى كل حال فان الجماهير
اصبحت من الوعي بحيث تدرك كاترمي اليه وتبصرك وانت تحيك الاحابيل.
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
كازوس: اذا كان حقا ماتقول فلماذا تاتي ردود فعل هذه الجماهير وفق ما اخطط انا؟.
البركان: انت تغالط ... انت لاتستطيع ان تثير ردود فعلها .. ولكنك تحسن استغلال هذه الردود . وكانت الطريق هذه ذات نشاط ايجابي وعقلاني لقطعت عليك
الطريق . واستثمرتك استثمارا.
كازوس: ( بخبث) هل أنت على يقين مما تقول ؟..
البركان: سترى بام عينيك صدق ما أقول.
كازوس: ( بهزء) وهل ستصارحني حين تفاجأ با ستهزاء الجماهير كما أصارحك انا الىن. وه ستعلن كما أشتهي واتوقع ؟
البركان: أما هذه فلا! لانه لن يكون ثمة موضوع للمصارحة .سيحل الفعل محل الكلمة . وعلى كل حال لست انا من سيقول ذلك , أنهم هم..
لقد آن لهم ان يتكلموا , لا يشكل عندك أي مركب نقص نعت الجماهير لك بالمعتدي , بل انت على استعداد لاظهار الندم على رؤوس الاشهاد ندم الخاطئين تماما .
حتى لقد أدمنت الندم وتشعر بلذة أي لذة في اعلانه وترديده امام هذه الجماهيربحسبانه وسيلة لتركيز قبضتك أكثر فأكثر او لتهدئة حماستها , وقد رايتك تحرص على بحثه وتمحيصه باسم العلم .
إلا لا تأخذن احد الشفقة عليك فانت تتسلى بهذه اللعبة لعبة بحث مصير الاستعمار, لعبة الاعترافات العلنية , ةقد قلدك في ذلك المجرمون كل المجرمين . ان كل واحد متهم يصرح بآثامه في وجه الجميع
وليس من النادر ان يرى تاجر دولي كبير , بعد أن يسدل ستار حانوته الحديدي , وهو يجرجر نفسه على ركبتيه من قارة الى قارة , ويدلك شعره بالغبار ويهدر بانه آسف لانه مخالف لواجباته نحو الانسانية .
وفي الوقت ذاته يكون اما مرتزقا او متآمرا في الخفاء معك . ولكن حتى جمهرة المجرمين بدات تسام . ان كل فرد منهم يحفظ عن ظهر قلب اوصاف جرائم قوانين العقوبات , جرائم الىخرين , وجرائم الحكام الاجانب ,
بصورة خاصة لاتشلى احدا بعد لانها جرائم رسمية , جرائم اشتراعية . اذا صح التعبير ( يشير باصبعه في وجه الحاكم ) لا , لا ! لاتتكلم قبل ان اتم كلامي . اسمع ! هذه اللعبة لت تنتطلي علي, انا مهما اظهرت ندمك
اعرف موقفي , ولن يخفف ذلك من حدة ثورتي كما كنت تحلم , لن اشتجيب لك بان ادينك بالاخطاء التي تعترف بها فقط . انك تقصد اليس كذلك ؟.. انها هي بعينيهتا التي يعنيني ان اكتشفها . ويسوءك طبعا ان يكتشفها انا او تكتشفها
الجماهير.
كازوس: انك تتكلم كثيرا كانك تشفي رغبة مقهورة في السيكرة .
البركان:لقد كنت دوما تحتج بعهد موهوم بيني وبينك . وهذا يعني انك ترفض التخلي عن المدينة وسترى عما قريب ان المدينة في يدي . وانك لست سوى مشروع حاكم لم يتم ولن يتم.
( الحاكم يهم بان يصفع البركان على وجهه ثم تقف يده في الهواء في منتصف الطريق متيبسة . يتذكر ماحل بالشرطي حين هم بالقبض على البركان ).
البركان:( ببسمة صفراوية) لماذا توقفت ؟ ىه كم اشتهيت هذه الصفعة منك . وبالطبع فانا لا اعجز عن لمسك او الاحتكاك بك . ولكنني لااريد ان احذفك بالطريقة التي تحذف بها الآخرين
( يتوقف قليلا ويعيد نظره في الحاكم ويقول على مهل متلذذا ) احذفك كمبدا وتغدو جرابا أفرغ من محتوياته فينهار ..فينهار .. فينهار...
اتذكر قولك هذا؟..
كازوس: انت.. من اتى بك الى هذه المنطقة؟.
البركان: هو نقماد بعينه.
كازوس: باغضابه لالهة اوغاريت.
البركان : دعك من كلام الاطفال هذا , الالهة وجدت لمباركة افعال الرجال الرجال كيفما حدثت . لقد ارسل نقماد خلفي لانقذ هذا الشعب من الاستيطان الاجنبي ومع ان المملكة لاحثية على قيد اذرع من اوغاريت فلقد فضلني عليها
فضل اين منطقته .. انه وطني عظيم .. لنقل انه ارسل الالهة خلفي.
كازوس: سمعت نقمادا يندد بك.
البركان: وانت مالك؟ . لقد خشي من اساءة التصرف . لا الومه على شكه بي . ولا يجعل الشك في نفسي اي سخيمة , انه غيور على هذا الشعب . ىه ما أشد حبي للأناس الغيورين .
كازوس: ياله من داهية .
البركان :اراهن على انك تحترمه.
كازوس: ( بشرود وبجواب عفوي ) بلى ! انني احترمه ولهذا احاربه وساظل احاربه ( يستفيق من ذهوله وينتبه الى ماتفوه به ) كلا كلا انني لااحترمه وساحاربه.
****
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
المشهد الخامس
تاخولينو . كازوس. رئيس الجند.
تاخولينو:ايها الحاكم الطيب ! صح ماتوقعناه . ان نقماد هو الذي درب الجماهير على حفر الخنادق بدون اذن من السلطة . لقد كان على راسهم يحمسهم ويشرح لهم طرق العمل ويخطط لهم ويصحح خطواتهم.
كازوس: وبالاختصار ! لقد افهمهم معنى كونهم موتى في اجازة ! ( بعد فترة صمت وغضب ) الوغد !
( يدخل رئيس الجند مسرعا ملهوفا وحين يصل امام الحاكم ياخذ له تحية ويقول):
رئيس الجند : سيدي الحاكم ! اللابة الساخنة في فناء قصر مولاي وابهائه.
( يخرج الحاكم مسرعا دون ان يتكلم ).
"ستار"
***
الفصل الرابع
( المكان ساحة امام قصر الحاكم . يظهر جانب منه وقسم قليل من شاطئ البحر والبحر على يسار المسرح اي يمين المشاهدين . مازالت صورة الجبل وفوهته تقذف الحمم الحمراء واللابة الساخنة ظاهرة وهي تزحف من القمة .
الحاكم واقف في منتصف الساحة وحوله حاشيته وعلى بعد منهم البركان. يدخل رئيس الجند مسرعا وبشكل مضحك).
المشهد الاول
البركان . كازوس . رئيس الجند
رئيس الجند: سيدي ! لقد قبضنا على نقماد وعما قليل سيمثل بين يديك ( تظهر امائر السرور على الحاكم ويعرك كفيه ويتهيا).
البركان: رئيس الجند جندك هذا كرامته استار النوافذ , يشدها خيط فيطولها ويشدها آخر فينشرها . اما وزيرك فهو فهو اشد حمقا من اي واجهة يختبئ وراءها حاكم اجنبي . ان كان لايدري فتلك مصيبة وان كان يدري
فالمصيبة أعظم .
كازوس: وماذا أيضا ؟.
البركان:اما انت فكل شيئ وكل مخلوق صالح عندك كموضوع للعب . تعلب بمصائر الجماهير وانذار الناس فرادى وجماعات.
كازوس:ارتفاع حرارتك فجاة يلفت النظر.
البركان: اقتربت ساعة الفصل.
كازوس: اتظن انك تخيفني بهذه الدمدمة؟
البركان : انما اردت ان اخبرك انك متوحد في هه المدينة وستبقى كذلك , ولو بقيت فيها ألف عام . فلن تكون إلا غريبا , أشد توحدا معا لو كنت على طريق ضائع . نعم !
سيخفض الناس اصواتهم حين تمر بالقرب منهم,وسينظرون اليك بعينين نصف مغمضتين ,ولكنك لن تتوصل الى مزاملة نفوسهم , ثم الم تشاهد ماجرى لبيوت المدينة . ان المدينة تطردك بكل جدرانها وكل
سقوفها وكل ابوابها , وهي مع ذلك صابرة..
( الحاكم يروح ويجيئ في طول المسرح وعرضه يداه مشتبكتان وراء ظهره).
اسمع!
كازوس: لا اريد ان اسمع مزيدا منك بعد! ( يتوقف ) اعرف ماتريد قوله بلى اعرف انني خسرت المرحلة التي نحن فيها ولكن من كان من طينتنا يتعلق بخيط عنكبوت . اذا خرج من الباب دخل من النافذة ,
في الوقت الذي ينكسر بنا غصن نكون قد تعلقنا بآخر .وهكذا ستراني دائما واقفا على قدمي , أقول لك لم ينته كل شيئ , نحن هنا يجب ان تعلم اننا وحدنا الذين نعلم متى سنخسر ومتى ستربح . اما الجماهير التي تعتمد عليها
فلا تعلم من ذلك شيئا .
البركان: نسيت شيئا واحدا.
كازوس: ماهو؟.
كازوس : ماهو ؟.
البركان انك تضحكني .
البركان: لابأس ! ان من يضحك اخيرا يضحك كثيرا.
كازوس: لو كنت ملزما باداء حساب لقلت لك لست انا الذي قتلت الملك بيد تاخولينو.
البركان: لقد كان الوزير سيفا , مجرد سيف وكنت اليد التي ضربت به.
كازوس: على كل حال ساحرمكم جميعا من لذة الدقيقة الاخيرة.
البركان: بالحذف ؟ دائما بالحذف !.
********
يتبع
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
المشهد الثاني
كازوس . نقماد. البركان. جموع.
( يدخل الوزير يعظمة ويتبعه رئيس الجند يتبعهما جنديان يمسكان بتلابيب نقماد الذي بدا في غاية الانهاك الجسدي . خيط من الدم يسيل من شفته, شعره مشعث , حافي القدمين يقذفه الجنديان بقسوة , يكاد يقع على الارض
ثم يتوازن , يصبح بمواجهة الحاكم على يسار المسرح اي يمين المشاهدين , بينما الوزير والبركان فقط على يمين المسرح, على يمين المسرح جموع ظهورها للمشاهدين عليها آثار النعمة واليسار ).
كازوس: ( وقد ظهرت عليه دلائل التشفي والشماتة ) واخيرا وقعت يا نقماد ! لم أشأ أن أوقفك إلا متلبسا .
نقماد : شكرا على امهالك لي ... لقد افدتني فعلا.
جموع: يا للتشقي العربيد!
رجل :لقد وقع الشقي!
رجل: هل ادرك منذ البداية ما ينتظره؟.
نقماد: ( مخاطبا الحاكم ومشيرا إلى الجموع ) ماأتفه صيدك .
كازوس: تقول هذا وقد سمعت الجماهير ؟..
نقماد : هؤلاء من اشتريتهم انت بالمال.
كازوس:( يتجاهل ماتفوه به نقماد) إا غبت هذا الوقت كله لتعد مؤامؤة.
نقماد: دللت الجموع على طريق الخلاص.
كازوس: اتعتقد اننا غافلون عما تفعل؟
نقماد: ماكنت يوما اهتم بنفسي.
كازوس: لماذا قررت؟
نقماد: قمت بمهمة او اقل بواجب.
الجموع: نقماد الخائن.
رجل: هذا الوغد.
رجل: اقتلوه !.
رجل : أصلبوه!.
كازوس: اقطعوا رأسه.
*******
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
المشهد الثالث
كازوس. تاخولينو . ميلكا . نقماد . البركان.
( صرخة جاوية تهز المكان هزا . تبجوا ميلكا تشق صفوف الجماهير وتركض نحو نقماد وترتمي عليه بحضنها ).
ميلكا : لا ! لن تقتلوه أيها املجرمون .
( وجوم على الجميع . تاخولينو يمتقع لونه . يجمد بضع ثوان ثم يبدا رد فعله بحركة عنيفة من حوله ويخطو خطوات واسعة نحو ابنته).
تاخولينو: الشقيقية!
ميلكا: ( بحركة درامية تستل ختجرا) ابتعد ( تخاطب اباها ) او اطعن نفسي.
كازوس: دعها!
تاخولينو: لا! لن أدعها !
كازوس: دعها قلت لك , وعد الى مكانك سنتدبر امرها فيما بعد . الموقف أصبح موافقا لنا تماما, يجب ان لاتضيع الفرصة.
( الوزير يتراجع . حركات شفتيه وعينيه تنبئء عن الالم).
نقماد: ( هادئ تماما وهو يحتضن ميلكا) مم انت خائفة؟.
ميلكا: كنت خائفة ومادمت الى جانبك فقد زال خوفي.
نقماد: اسمعي يا ميلكا ! من كان مثلي لن يستطيع ان يندم على انه خلق موقفا صعبا لنا ملينا , فلك شأن الجبان . وانا اعلم انك لاتحبين جبانا .
لذلك لست نادما وان من الخير ان لانتحدث عما قمت به انا. ان لبعض الناس حياتين احدهما لاتشاطر . ( يكون قد وقف ووقفت بشكل عادي لا احتضان فيه).
ميلكا: خذني بين ذراعيك يا حبيبي وشدني بكل قواك ما اكثف الليل . ان الضوء مجهد وهو يحاول اختراق هذه الحلكة!.
نقماد: هذا ليس الليل نحني وضح النهار . النهار الكبير .. اننا احرار يا ميلكا رغم ما يبدو من دلائل العبودية والقهر , يخيل الي اني جعلتك تولدين , واني ولدت
معك . اني احبك وانت تخصينني.
كازوس: لتستمع .
ميكلا: اني لا المس يدك فاراها خشنة , هاتها ( تنظر في يده) لقد حفرت الارض طويلا ان اصابعك طويلة وقوية.
انها مصنوعة لكي تمسك وتاخذ . كم زادت قوتهما لتتصرف بالارض , كما يتصرف العجان بالعجين ؟ دعني اتفرس في وجهك وددت لو لم تطرف عيني لانظر اليك
نظرة لانهاية لها, انني احبك . مااشد ماتبدوا غريبا . ان نورا خفيا ينبعث من عينيك.
نقماد: ذلك انني حر.
ميلكا: حر ؟ اما انا فلا اجدني حرة . اكان بامكان هذا الا يحدث ؟ لقد وقع شيئ ما لسنا بعد احرارا في دفعه, فهل بوسعك ان تحول دونه الى الابد.
نقماد: اتظنين ان بودي ان احول دونه؟ لقد قمت يعطي وعما قريب تظهر نتائجه. وكان هذا العمل طيبا وسوف يتبعني اينما ذهبت كظلي. وسأزداد سرورا
ماازداد نقلا على كاهلي .ولو كان فيه هلاكي لانه بمثابة حريتي , اتعتقدين ان الحرية بدون وزن . انها اثقل وزنا من العبودية لان العبودية ياس وهو احدى الراحتين .
اما الحرية فهي تبعة وهي دائمة اليقظة . ان الشقاء هو ان يمسك المرء نفسه يقظا . آه لو اقدر على الاقل ان اربط نفسي اليك وان تنساب في رقدة ابدية وذراعانا مقعودتان.
كازوس:( ضاحكا)ىزعيم وعاشق.
نقماد: وماذا في ذلك؟.
كازوس : اعلمك ان كان سيفيدك ان تتعلم : الحب للزعماء كالصابون تحت ارجل متسلق الجبال.
نقماد: يبدا علمك هذا حيث يتحول الحب الى خيانة فقط.
كازوس: وحيث يصبح الحب ماء يجري محل الهواء في الرئتين.
نقماد: يبدو انك لاتستطيع ان تفهم.
كازوس:( متجاهلا الكلمات الاخيرة) اصبح عليك الاختيار: اما حياتك او حياة ميلكا. نحن لانطلب سوى حياة واحد’.
( البركان يكون قد وصل وسمع مادار من حديث . يخاطب الحاكم):
البركان: نظام الصفقات ذهب بعقلك .
كازوس: اعترف ايها البركان ان سحرك قد بطل هذا ( الى نقماد)
لسنا في عجلة من امرنا فكر في الموضوع.
نقماد: ومتى للتنفيذ؟
كازوس: لست انا من سينفذ بل تاخولينو . والامر له.
البركان: تخليت عن نقماد اذا كفزاعة للوزير.
كازوس: كل زمن له حكم.
البركان: خصوصا اذا كان الموقف موقف فضل.
كازوس: اخرج من الموضوع فقد ان لك ان تخرج.
البركان: بعد ان اسلم المدينة الى اهلها.
كازوس: لن يحدث هذا ابدا اقولها حتى الموت
البركان: قلها حتى الموت.
*********
يتبع
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
المشهد الرابع
كازوس . نقماد . البركان. ميلكا. رئيس الجند . المراقب. جموع
( يدخل رئيس الجند كالمجنون ينظر يمنة ويسرة وكانه لايشاهد احدا. اخيرا يستقر بصره على الحاكم يتجه اليه في عجلة).
رئيس الجند : سيدي! البلاء الاعظم.
كازوس : ( في هدوء مصطنع ) ماهو هذا البلاء الاعظم؟
رئيس الجند: لقد انتهت هذه المدينة.
كازوس: ( يبدو عليه الشرود) انتهت هذه المدينة ؟ ماذا يجري ؟
رئيس الجند: من اخبرك بهذا؟
رئيس الجند: هذا الرجل ( يشير الى رجل واقف بجانبه كان دخل معه) انه عائد من الشاطئ الشمالي ( الحاكم ينتقل ببصره بسرعة بين الرجل ورئيس الجند).
المراقب: ( دون ان ينتظر الاذن له بالكلام وبلهجة سريعة) لقد شاهدت ماء البحر يفور ويغلي . وشاهدت قائد السفينة الراسية " كرواتا" يخطف قطعة
من الجلد ويلف جسده بها, ومالت السفينة يمنة ثم يسرة . اما السفينة الثانية واظنها " كليبا " (1) فقد شاهدتها تشق الماء الى عرض البحر وكل ماعلى
سطحها يحترق.
( يرتعد الجميع والفزع باد على وجوههم وتسمع همهمة بينهم . البركان يضحك ضحكة مدوية).
(1) سميت كليبا على اسم صاحبها.
الجموع : ( يتوسلون الى البركان) رحماك!
المراقب: ( يتابع حديثه) اما القائد فقد مشى مترنحا الى حطام مرقبه, فراى شبح زميله , وقد استحال وجهه قناعا اسود , ثم سمع صوته الأجش
يدعو البحارة الى رفع المرساة , فلم يستجيب له سوى بحار واحد . فلقد شاهدت جثثا كثيرة على سطح السفينة.
الجموع:( يتوسلون الى البركان) رحماك!
المراقب: ( يتابع حديثه دائما) ثم اجلت بصري في السهل الساحلي فرايت غريبة, هذا رجل يحرث بمحراثه مال على المحراث ميتا , وهذا متسلق شجرة بقي على هيئته
راكبا على احد أغصانها الغليظة بدون حركة . جثث بقر في كل جهة , اغلب الظن انها احترقت من الدخان الساخن, اما انا فلكزت حصاني وفررت من الدخان والسحابة الدخانية
تمشي فوق راسي حتى تزحزحت عن المكان الذي ستحط عليه.
البركان: تاخرتم كثيرا . ابيتم ان تستيقظوا . ابيتم ان تستجيبوا لي فات الاوان وخرج الامر من يدي.
شخص: ( يخاطب آخر بجانبه) وجهك أصبح أسود.
الشخص الىخر: ( للاول) ووجهك أيضا أنه أسود.
شخص ثالث: ( لمن حوله) وجهك .. وجهك انت ..وجهه أيضا ..كل الوجوه سوداء( ينظر كل واحد الى جاره مندهشا).
الجميع: وجوهنا أصبحت سوداء.
البركان: ( مخاطبا الجميع) ألم اقل لكم ان لي فضيلة المساواة بين الناس في اللون؟
رئيس الجند: بماذا تامر يا سيدي ( يخاطب الحاكم ال1اهل).
كازوس: ( يستبعد جاشه) لاباس ! لن اغادر هذا المكان حتى انهي كل شيئ مع نقماد , ثم مع البركان . يستطيع ان يفرغكل مافي جعبته من ضجيج وعبث ثم نتحاسب .
الامر يتطلب الاناة , لن أضيع مصيرا يتقرر هنا من اجل عارض موقت يجري هناك.
(دمدمة واصوات البركان .. حجارة تسقط على المسرح ).
رجل: ( وصل لتوه وبلهجة صارخة ) اللابة تهاجم السوق .
( يلاحظ ان الجموع تفرقت وغادر كل واحد منهم المكان كالمجنون , يصيحون : دكاني .... تجارتي ).
نقماد: ( مخاطبا الحاكم) اعوانك غادروا المكان . هؤلاء من نعتمد عليهم.
كازوس: ( يشير الى الجنود ) هؤلاء هم رجالي .
نقماد : هل سيقفون الى جانبك حتى النهاية ظ..
كازوس: ( مخاطبا نقماد ) ليس لدينا وقت نضيعه , مازلنا بانتظار قرارك . اما تتخلى عن ميلكا او تستلم ,
يلزمنا حياة واحدة فقط , اقول لك لك واحدة فقط.
**********
يتبع
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
المشهد الخامس
كازوس . نقماد. تاخولينو. ميلكا . البركان . جموع. جنود
( تدخل الجموع . جموع حاشدة من الشعب تتجمع حول المسرح, الجنود يتاهبون لصدها).
صوت: ليذهب الحاكم وزبانيته الى الجحيم.
صوت: اطلقوا نقماد والا قتلناكم.
صوت: قتلة مجرمون انتم.
صوت: لصوص وقطاع طرق.
صوت: أيامكم انتهت وسيكون حسابكم عسيرا.
( تهجم الجموع لتخليص نقماد . تصطدم بالجند. تنشب معركة يتغلب فيها الجنود. تتراجع الجموع الى طرف المسرح).
كازوس: تاخر اعوانك بالظهور يا نقماد.
نقماد : كانوا ينفذون تعليماتي , وهذا يشرفني , هذا اعظم تكريم ودعم لي.
كازوس: وانت؟
نقماد: لاتقسي على نفسك , عندها ليس للفرد اية قيمة امام كيان المجموع.
كازوس: حياة واحدة اذكرك.
تاخولينو: (موجها كلامه الى نقماد ) لاتنظر الي انا قا بل بهذا الحكم , تخليت قبلك.
ميلكا: اتتخلى عني يا ابنتاه؟.
تاخولينو: (متجاهلا نداء ابنته ومتابعا ) اما ان تتخلى عن ميلكا فتسقط انت من اعين اعوانك واما ان تسلم نفسك فيسقطون بدون زعيم.
ميلكا: ( في استعطاف) اتتخلى عني؟ يا ابتاه؟..
تاخولينو: اخرسي ايتها الشقية.
ميلكا: لا يا ابي لن اخرس . كل شيئ من حولك ينطقني.
تاخولينو:من يجرؤ ان ينهض في وجه امر ابرمته ؟
ميلكا: لا تستطيع ان تبت بكل الامور , فالذي هو انساني يخرج عن نطاق سلطتك , ان منطقك هذا كان في العهد القديم لا في العهد ابجديد ( تشير الى البركان) . كنت اعلم
انك لاتحبني. انت لم تحبني في يوم من ايام حياتك .. انت تحب اختي كنت ستسافر بها الى قبرص ( تقول هذا وقد اصبحت واقفة مرة ثانية ملتصقة بنقماد).
تاخولينو: هذا صحيح انا لم اكن احبك.
ميلكا: ليست القوة سبب تصرفك بل الخوف.
تاخولينو: الخوف من ماذا؟
ميلكا: الخوف من ذهاب القوة.
كازوس:مازلنا بانتظارك يا نقماد .. هل تتخلى عنها؟.
نقماد: دعها تعيش واقتلني.
كازوس: غريب.
نقماد: لقد اخترت وهذا قراري.
ميلكا:لاتقل هذا يانقماد . لاتقله يا حبيبي.
نقماد: الحق بجانبي ولكن القوة..ورغم انني قمت بمهمتي او قولي بواجبي فلن يتغير شيئ بغيابي ولهذا تريثي اود الافول يا ميلكا انه السبيل الوحيد لافتداء حبيب وتدعيم مكتسباته في ىن واحد.
ميلكا: تهرب بتسليم نفسك!
نقماد: تسليم النفس بعد اداء الواجب كاملا احد اشكال الهرب من النفس.
ميلكا: لاتتركني . الواجب قرب من تحب . تجلد.
نقماد: لايمكنني ان اجمع قربك مع احترام نفسي.
ميلكا: من يمنعك من احترام نفسك.
نقماد: انت! وانا مغتبط بذلك , انت لاتهوين جبانا.
ميلكا: امرنا بيدنا.
نقماد: هل تعتقدين ؟
ميلكا: نموت معا او نحيا معا.
كازوس: نريد حياة واحدة لاحياتين.
ميلكا: ( توجه كلامها للحاكم) انني احتقرك.
كازوس:هذا موجود في تنبؤاتنا للمستقبل ( يخاطب نقماد) فكر قبل ان تختار , السلطة هدف كل انسان ناضج لاتنس ان السلطة امتيازاتها وجبروتها.
تاخولينو: ( يخاطب الحاكم) ماذا اسمع؟
كازوس: هذه مشكلة داخلية بيني وبين نقماد لن تستعصي على الحل . كل صعب يهون مع النية الايجابية ( الى نقماد)ماذا قلت؟
نقماد: اذا انا رضيت لم يعد ثمة مبرر لحياتي.
كازوس:( يغمز بعينيه) عينا ميلكا الشهلاوان تكفيان كمبرر , لاشيئ مطلق في شرعيتنا. في هذه الحالة حلمنا يتسع لاثنين اذا اراد الحياة مخلصين . اترك هذه المدينة
اسوي اموري معها.
نقماد: هذه المدينة افضل حياتها فعيشها خير مني.
نقماد:هذا اذا تابعت اهتمامك بالاخرين . اهتم بنفسك.
نقماد: لاتنس ان الطرق في بلادكم ذات اتجاه موحد وكذلك عروق جسدي.
البركان: ( صا ئحا) انا موجود وسأظل موجودا . وفي هذه الحالة لن تكون السيد المطلق. ان قانون السلطة وهو ايضا قانون الحرية الذي يؤمن به نقماد.
اذا كنت تظن انك تستطيع ان تتجاهلني فانت مخطئ .
تاخولينو: ( مخاطبا الحاكم) خير لنا ان اقتل هذه الشقية فمصرعها يحل هذا التعقيد الذي وصلنا اليه.
ميلكا: ان الخوف هو الذي يملي عليك ماتقول.
تاخولينو: رجعت الى نفمتك القديمة . الخوف ممن؟
ميلكا : من صاحب الحق . لاتنس اني رايتك ويداك ملطختان بالدم .. بدمه..
تاخولينو: لقد ولدت الخيانة والعقوق يوم ولدت في بيتي.
ميلكا: انت تهرف! ولو كنت مالكا لتمييزك لما لطخت نفسك بهذا الكلام . اني لاخجل منك حتى العظم.
***
يتبع
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
المشهد السادس
كازوس. يا سيب. تاخولينو. نقماد. البركان. ميلكا. سينارانو. جموع. جنود
( تتحرك الجموع مرة ثانية .. ثم تسكن بإشارة من نقماد يبرز كمن الجموع يا سيب وسينارانو ).
يا سيب: ميلكا قصدت بكلامها حمورابي والد نقماد ( يوجه كلامه الى تاخولينو ( انظر الى يديك , ان تحت اظافرك دما متجمدا ولا تزالان لزجتين . اذا بقيت حيا فلسوف تبقى فوق راسك شمس جامدة
تنهكك الى الابد.
ولسوف تحس على وجهك ويديك ثقل نظرات مئات الالوف من سكان هذه البلاد من العيون المحدقة التي لايرعشها يأس . نحن جميعا نعرفك . ونحن نراهن
انك تتفادى النظر في المرآة , إذا لو فعلت ونظرت وجهك لعلمت انك شخت في ليلة واحدة . تلك الليلة..
تاخولينو: عرفتك أيها المتطاول الزنيم. إنك مع هذا الشقي ( يشير إلى نقماد) بحكم الشخص الواحد . هذا الشخص الهالك . ولولا الالهة تمنع شتم الهالكين وايذائهم لفعلت . انت هالك معه. آه !
انه الانتقام يدفعك الى هذا التطاول . لقد حطمت كبرياءك اتذكر؟ انت الثمل الدائم.
يا سيب:ان عزتي نقطة من عزة هذه الجماهير التي تنكرت لها. اما عنفوانك فمستعار . هل بامكانك الان ان تنكر لعشرات السنين من الحقد والامل؟.
تاخولينو: من ذا الذي يتحدث عن الانكار؟ ان نهوضي كالعمود المستقيم هو أكبر دليل على عجز كما.
يا سيب: انت تنتظر اللحظة التي يقتل فيها نقماد او يخطف . لن تتمتع بهذه اللحظة ابدا.
تاخولينو: انت شرعت السلاح , وانا تخلصت من قسم الالهة ( يهم به).
يا سيب: خذها ( يتلقاها بسيفه . يصرخ الوزير من الالم . ثم يسقط عند قدمي يا سيب).
تاخولينو: ( وهو يتاوه ) فعلتها يا ابن الفاعلة... من اجل ان يخلو الجو لنقماد انت متامر معه.
نقماد: انا لا البس ثياب المهرج الذي قتله الشعب.
( ينبري سينارانو فيجهز على الوزير حين يلاحظ انه حاول ان يظفر بضربة سيف مودهة الى ياسيب الذي كان غير منتبه لانه ينظر الى نقماد).
كازوس: ( وقد هاله المنظر واتسعت عيناه يصرخ متصنعا الثورة ) اقبضوا عليهما واقتلوهما!
البركان: انهما في حمايتي , انظر ( اللابة الساخنة تتسرب فتفصل بين يا سيب وسينارانو من جهة وبين الحاكم وحاشيته وجنوده من جهة اخرى . لا يبقى الا نقماد وميلكا بامكانهما التراجع الى مكان الجماهير . ميلكا تخبئ وجهها بيديها وتبكي).
الحاكم:( مستهزئا ومودها كلامه إلى البركان ) هذا لايهمني سأقفز في اللحظة المناسبة لجهتكم .. وأعود فالتصق بالشعب , المهم الآن ان لايعود نقماد.
نقماد: انا آسف جدا ( يوجه كلامه هذا إلى ميلكا ) يا ميلكا , سبقتني هذه الكلمة ولم أردها , هو استفزني.
ميلكا: اعرف ذلك.
نقماد:في اعماق نفسك يا ميلكا بقية بنوة لهذا الرجل ( يشير الى تاخولينو ) لاتعدي هذه البقية عيبا فيك, فانا أعدها قوة خلق , الانسصان لحم ودم , لن يلومك أحد إذا وقفت بجانبه في نزعه الأخير , رغم إساءاته إليك,
ميلكا:اعرف ماتقصد . لا تدفعني عنك يانقماد ! ماذا فعلت انا لتصرفني؟
نقماد: لو كنت تعرفين مبلغ حبي لك لما تفوهت بما تفوهت به , سيكون خيالك رفيقي في العالم الثاني(1) .
(1) الديانة الوغاريتية تقول بوجود العالن الآخر
ميلكا: اسكت! انت تتكلم كجلاد.
نقماد: الجلادون حولي من كل جهة ( ينظر إلى الحاكم والبركان) لا أستطيع ان انتصر عليهم إلا بهذا.
البركان: الحب ممنوع في مملكتي إذا تعارض مع رغبات الشعب ومصيره.
نقماد: انت حبيبة رجل منقذ لجمهوره وهذا يكفيك.
ميلكا: رجلاي ترتجفان . قبلني لتخنق هذه الالهة التي تصعد من اعماقي ( تبكي , يقبلها ثم يقتلع نفسه منها.البركان ينتزعها ويرمي بها امام ابيها . تحاول اللابة الساخنة التسرب وقطع الطريق على الحاكم وجنوده ونقماد.
ميلكا: تصرخ صرخة مدوية . ينتبه الحاكم فجاة من ذهوله يحاول اللحاق بها ليبقى مع الجماهير بمنجاة من مد اللاية وليحتفظ بالحكم. نقماد يضع قدمه امام رجل الحاكم الذي يتعثر ويقع , يحاول الزحف يرمي نقماد عليه يحاصره بقوة.
اللابة الساخنة تحاصرهما من كل جهة ويرتفع جمرها الاحمر ويزداد عرضها ياستمرار حتى يتعذر تجاوزها او القفز فوقها فتقسم المسرح الى قسمين الاول في فناء المسرح فيه نقماد والحاكم ورئيس الجند وجنوده وحاشية والقسم الثاني القريب من النظارة فيه
جثة الوزير وميلكاراكعة فوقها تبكي والبقركان والجمهور يتحفز لانقاذ نقماد).
رجل : ارم نفسك الينا يانقماد.
رجل: نقماد هات يدك.
رجل نقماد يا حبيب الشعب لاتتركنا.
رجل: نقماد! ماذا دهاك لماذا انت ساكن.
( بعد أن يقوم نقماد والحاكم يقفان).
كازوس: فوت على نفسك مملكة أيها الاحمق ( يبصق) الم تر الى غريمك كيف مات.؟ كنت احسبك تنتظر موته.
نقماد: جمل ضخم تعلقت بر قبته فأرة قذرة هذا هو الحاكم وانت. ( يحاول الحاكم صفعه , نقماد يسرع فيتلقى يد الحاكم بيده ويلويها ويصفعه)لقد حان الوقت لنموت. فعلا لقد نضجت لتموت .
وانما فعلت انا مافعلت من اجل ذلك. اذا كنت لاتريد ان تموت الا معي فهاانذا اقدم نفسي من اجل هذا . انت تينة حمقاء نضجت ولقد حان قطافها.
كازوس:( مخاطبا نقماد) عليك اللعنة كان علي ان أقضي عليك من قبل( مخاطبا البركان) لقد خدعتنا يوم اقتسمنا الارض واخذت انت ظاهرها . لقد كنت مجمعا بارعا ( يبصق , ويضحك البركان
ضحكة عالية نقماد ينتصب تجاه الجمهور بعيدا عنه ويصيح باعلى صوته ليسمعهم ):
نقماد: أيهخا الاوغاريتيون!
ماانتم ياجماهيري , يا اخوتي , ويا اتباعي المخلصين انا نقماد ابن ملككم الصريع على ارض آبائه واجداده. اعلم انني قد ادخلت الاضطراب الى حياتكم بهذا الصراع بيني وبين الحاكم الاجنبي لا على الملك ولكن على الحرية ,
وهاانذا انتصب امامكم كقاتل ( يشير الى الحاكم) لا كالقاتلين , لاني قاتل القاتل ذي القفازين الاحمرين حتى المرفقين , قفازين من دم , دم ابي ودم اعتدتم عليه ولم تعودوا تشعرون بثقل رائحته , ولهذا كان لابد لسجين مثلي ان ينبه
انوفكم المخدرة اسمعوا ايها الاوغاريتيون!
ان جريمة هذا القاتل ( يشير الى الحاكم ) ضد أبي تخصني انا وحدي, ولقد اشتفيت اما جريمته الثانية فتخصكم انتم لانها ضد حريتكم , ومع ان هذا القاتل لايريد الجلاء بل يريد الاستيطان , فان اجدى وسيلة هي أن آخذه معي واريحكم منه ,
ومن اجلكم ها انا آخذه معي والى الابد لاني احبكم.
لقد صدق البركان حين وصفكم بانكم الموتى في اجازة , ان كل غاز مستوطن يفرض على الشعب المغزو موتا بطيئا , اذ يمتص موارده ويستعبده , فالشعب الشعب في اجازة لها حدود زمنية , فاذا حان اجلها سقط الشعب باكمله وفقد ارضه ثم فقد وجوده ,
وعلى الشعب اذا اراد الحياة ان يوسع حدود هذه الاجازة الى ان تصبح اجازة الى اجل غير مسمى , الى الابد , وذلك يتحويل الضعف وامراض الشعب والغزاة والمستوطنين وجمعية المنتفعين من الحاكم الاجنبي والمستثمرين والعملاء والخونة الى لابة ساخنة داخنة تحرق الحاكم.
وهذا عين مادربتكم عليه ونفذتموه حين حفرتم الخنادق العريضة العميقة لتصريف هذه اللابة ولتحيد عن ارضكم وبيوتكم وعائلاتكم واطفالكم , ثم لتحرق الحاكم في النهاية , لقد سماها الحاكم مؤامرة وسماني متامر معكم. ولقد سعدت انا بهذه التسمية.
ايها الاوغاريتيون!
لقد قدمتم لي عرش ضحيتي ( يشير الى الوزير)
ولكنني لن اجلس والدم يقطر مني على عرش هذه الضحية . لقد تدنس العرش وانتهى ومن الخير ان يتحطم. انا لم اثر لاسترد تاجا وانما لاسترد شعبا مسروقا . انتم لستم بحاجة الي : وداعا وحاولوا ان تعيشوا, فلقد اصبحتم احرارا . حذار من التألية.
لاتؤلهوا الاشخاص فتفقدوا حريتكم ويتجرأ الحاكم الغريب عليكم. ان كل شيئ جديد هنا وكل شيئ للبدء والحياة , يبدأ كذلك بالنسبة لي وان كنت ساغرق في هذه اللابة الساخنة.
وداعا ايها الاوغاريتيون!
( يبتعد بينما يغرق الحاكم في اللابة الساخنة ثم يسمع صراخ اليم يصم الآذان صادر عن الحاكم).
البركان:أيها الاوغارتيون!
لقد اوضح لكم نقماد كل شيئ ,وماكان له ان يفعل سوى مافعل , ولقد عرف كيف يموت جسمه ليبقى خالدا في قلوبكم . انتم موتى في اجازة والى الابد , تماما كأي شعب ناهض عظيم ىخر على وجه الأرض . انا ابن منطقتكم , كنت السبب الاول في كل ماجرى والآن
انتهى دوري وهدات ثائرتي وعاودتني البرودة وستسكن وتبرد اللابة عما قليل . وسأعود فاتسلق الجبل واقبع هناك في ذروته بانتظار اي غاز طارئ جديد يحاول غزو اراضينا لانحدر مرة ثانية واوقظكم.
لاتنسو ا ان تنادوني اذا احتجتم الى كما ناداني الراحل الحبيب نقماد فالوداع.
( الجماهيلا تسير وهي تنشد كلها معا بصوت حزين):
الوداع ايها البركان.
يا مظهر الادران.
ويامن صهرت النوازع وجمعت العزائم وحققت لنا النصر , الوداع يانقماد.
ياموقظ النيام وفادي الشعب.
لن تموت , فانت خالد في قلوبنا.
لان كل واحد منا سيكون نقماد.
ياعنات يا الهة التضحية( 1)
(1) ان الارباع الثلاثة الاخيرة من هذه القصيدة وجدت منقوشة على اللوحات المكتشفة في مكتبة من احدى مكتبات اوغرايت الفخارية الموجودة في احد قصورها.
ذري الندى على الشعير.
يامن تعرفين سير النجوم
واثمار الاشجار.
خاضعة لاشعة الشمس المحرقة.
ان غيث السحب يروي المزروعات.
والندى يبلل العنب.
ضحكت عنات وقالت:
اجلس بالقرب مني.
هل لي ان لاقيك على الطريق.
على طريق المجد.
لدي رسالة الحياة .
وهمس الحجر.
وانين السموات مع الارض.
والبحر مع النجوم.
ساخلق البرق لتعلم السموات.
توصل رسالة الكتابة والحياة الى البشر.
الى شعوب الارض.
" ستار"
**********
تمت
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
من الوفاء والبر الا نغفل جهد الآباء وكنت...
انتظر تحميل النسخة كاملة
بارك الله لنا بك وعافى والدك
ملدا
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
السلام عليكم
حاضر ملدا
هذا هو الملف للتحميل وينقل الموضوع للمكتبة
شكرا لاهتمامك اخيتي
http://www.up75.com/download.aspx?id=2391&code=3156
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
شكرا لك على الابدااااااااااااع
-
رد: حصريا/مسرحية الملك نقمد
شكرا لمرورك الكريم ناسف لذهاب الموقع وذهاب التحميل
نحمل من جديد
http://www.zshare.net/download/74709464efa2f483/
تحيتي