الحدائق المنزلية/عبد الغفور الخطيب
http://www.arabicdream.com/forums/st...vet/spacer.gif
الحدائق المنزلية
تختلف الحدائق المنزلية عن الحدائق العامة، في أن الحدائق العامة تكون على مساحات أوسع، ومهيأة لاستقبال أعداد كبيرة من رواد الحديقة، كما أنها تكون غير محددة بجدران البيوت كما هي الحديقة المنزلية.
الحديقة المنزلية تكون محكومة بالمساحة المتاحة لتخصيصها للزراعة بالنباتات، فالمنزل تعبير فضفاض قد يكون قصرا أو بيتا فخما يتوسط مساحة كبيرة، وقد يكون بيتا من بيوت الجمعيات التي تكون مساحتها محدودة جدا، ومحاطة بجدران البنايات من حولها، مما يحكم مصمم الحديقة على اعتبار ساعات الضوء المتاحة للنباتات، وبالتالي فإنه سيكون اختياره محصورا بأنواع دون غيرها من النباتات.
سنتناول في هذه الزاوية، عدة أنواع من الحدائق والأهداف التي تزرع فيها النباتات (من أجل الزينة، أو من أجل المطبخ).
نظم تخطيط الحدائق
هناك نظامان معروفان في العالم: النظام المتناظر(الهندسي) Architectural
ونظام غير متناظر أو النظام الطبيعي Naturalistic.
النظام المتناظر(الهندسي) Architectural
وأساس هذا النظام هو التماثل أو التناظر، وقد يكون التماثل ثنائي أو رباعي أو ثماني، أو يكون دائري، ويعتمد المصمم على تقسيم الحديقة لمستطيلين في حالة التناظر الثنائي ويجعل بينهما ممرا مستقيما، ويكرر النباتات المزروعة في كل مستطيل.
أما في حالة التناظر الرباعي، فإن الأرض تقسم الى أربعة أقسام، يشقها ممران متعامدان، وتكرر النباتات في كل مربع بشكل متناظر مع المربعات الثلاثة، وهكذا، وتكون المشايات (الممرات) مرصوفة بحجارة أو بلاط خاص، ومنهم من يترك مسافات ضيقة بين الحجارة، تُعد لزراعة النجيل، فيبدو الممر وكأنه لوحة مثبتة على أرضية خضراء، للتناسق.
يُعاب على هذا النمط من الحدائق، أنه وإن كان يعتمد التكرار في نباتات قليلة، أنه يحتاج لمنشآت هندسية كلفتها عالية، ولا يصلح هذا النظام إلا على أرضيات مستوية جدا، خالية من الارتفاعات والصخور.
النظام الطبيعي Naturalistic.
أساس هذا النظام الابتعاد عن التكلف ومحاكاة الطبيعة بسحرها وجمالها، والابتعاد فيه عن الخطوط المستقيمة، وعدم المبالغة في الإنشاءات الهندسية. لكن قد يقع من يعتمد على هذا الأسلوب في سوء فهم طبيعة النباتات، فقد تحجب بعض النباتات المرتفعة ما وراءها من نباتات، وقد تغيب الزهور لمدد طويلة في بعض الأحواض فتبدو الحديقة خالية من جمالها.
الأسس العامة في إنشاء الحدائق
أهم أساس في إنشاء الحديقة، هو ربط البناء بالحديقة من خلال فهم الألوان وإتاحة الحركة للمشاة، والسماح للضوء أن يدخل من نوافذ المنزل، والتدرج في التنسيق بين (الشرفات) وما هو خارجها، وبالتالي فإن المصمم سيكون مطالبا بمعرفة ما يلي:
المسطحات الخضراء، والأسيجة والمتسلقات، والشجيرات، والأشجار (فاكهة أو زينة) ونخيل الزينة والنباتات المائية ونصف المائية والنباتات الشوكية والعصارية، ورغبة المالك في تزويد مطبخه بالنباتات الطبية والعطرية ومنكهات الطعام الخ.
قواعد يجب مراعاتها في التنسيق
1ـ الاستفادة من الوجوه الطبيعية واتخاذها كعناصر للتنسيق.
هناك بعض المدن العربية تربض فيها المنازل على سفوح جبال، كمدينة عمان في الأردن أو مدينة (عقرة) شمال العراق، أو الكثير من مدن لبنان وجبال الأطلس. هذه المناطق عندما يتم تصميم الحدائق في بيوتها، يكون المصمم معتبرا الوحدة الجمالية العامة للسفح.
2ـ البساطة
يجب على المصمم الابتعاد عن التعرجات الكثيرة والتعقيد في التصميم، وأن لا يلجأ لاعتماد الدوائر في التصميم إلا إذا كانت المساحة واسعة والأرض منبسطة.
كما أن حشر عشرات من الأصناف في بقعة واحدة يعتبر مثيرا لإرهاق النظر.
3ـ التوازن والتناسب
في المساحات الضيقة والبيوت الصغيرة، ليس من المحبذ إيجاد بركة سباحة، أو زراعة أشجار باسقة كنخل الزينة، في حين يكون ذلك مناسبا للفلل والقصور، والعمارات العالية التي تكون لأسر متقاربة، وليس لمستأجرين.
4ـ التوزيع
قد يكون في ذهن المالك أن يضع مساحة للنباتات العصارية ومساحة لدوائر زهور موسمية وبركة سباحة، فعلى المصمم أن يفصل بين تلك الوحدات بممرات أو أحواض تزرع فيها المسطحات الخضراء بعرض لا يقل عن متر، حتى يكتسب المنظر رونقه واستقلاليته.
5ـ الوحدة والتآلف
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة استخدام (القرميد) والذي هو بالأصل من مستخدمات الأبنية الموجودة في أقاليم تتعرض للثلوج والأمطار، ومع ذلك فإن لون القرميد، سيدفع مصمم الحديقة لتلوين جوانب الممرات بلون يتناسق مع لون القرميد، وأن لا يغفل مصمم الحديقة على اعتماد السقوف المتماثلة في شكل القرميد الخارجي، فإن أراد أن يصمم ظلة خشبية عليه اعتبار تآلفها مع (جملونات) القرميد.
6ـ الموافقة والملائمة
لكل وحدة في البناء وظيفتها، فحمام الضيوف مثلا، يكون قريبا من غرفة الضيوف، (لا في جنب المطبخ). في الحدائق، إذا أراد المالك أن يطلع ضيفه على حديقته، فإن الممرات يجب أن تتحمل السير فوقها ولا تغوص في الطين، أو أن يعترض غصن شجرة عين المارة.
7ـ العزلة
في كثير من الأحيان تحس نساء البيت أو حتى أفراده، بالضيق، أو يريدون أن يجلسوا بصحبة زوارهم جلسة هادئة، فلا يحبذ أن تكون تلك الجلسات تحت أعين المارة، أو تحت أعين من يرتقي سطوح الجوار، فاعتماد بعض الحواجز الشجرية، أو الاستفادة من جدار البناء ما يحجب رؤية المتطفلين.
8ـ التباين والتضاد
في اختيار ربطة العنق أو القميص، يعتمد مصمم الأزياء أو المتذوقون ممن يتقنون فن الأناقة، أن يكون هناك تباين بين لونين، فلا يختار من يلبس لون ربطة عنق بنفسجية على قميص بني مثلا. وكذلك في الحدائق فإن وعي المصمم بلون أزهار النباتات المزروعة وما حولها من نباتات أو ممرات أو البناء نفسه، سيجعله يختار ما يناسب.
يتبع
رد: الحدائق المنزلية/عبد الغفور الخطيب
نباتات الزينة في البيوت والفنادق والمكاتب
يعود تاريخ زراعة النباتات الداخلية (داخل الصالات) الى زمن قديم جداً، حيث دلت النقوش الفرعونية على أن المصريين القدماء اعتنوا بالنباتات الداخلية منذ آلاف السنين. وكذلك لا يمكن أن ننسى العراقيين القدماء وحدائق بابل المعلقة والتي إن دلت على شيء تدل على اهتمام البابليين في أعلى مستوياتهم بالنباتات المحيطة بقصورهم وحجراتهم.
لقد كان اهتمام الأوروبيون بنباتات الزينة متأخراً، وقد يكون بدأ في القرون الوسطى في عهد ملك بريطانيا (شارل) الذي أرسل البعثات الى الشرق لإحضار نباتات (ترمس الزهور) وأبصال (التيوليب) وغيرها.
ومن القصص الطريفة أن القسيس الفرنسي (بيير ديكارفيل) قد قام بخداع ملك الصين بإهدائه نبات (الست المستحية Mimosa) والتي أخذ بدلا منها مجموعات نادرة من نباتات الصين ليدخلها الى فرنسا ومن بعدها أوروبا.
ما يجب أن نهتم به عن نباتات الزينة الداخلية
الإضاءة
تلعب الإضاءة دوراً أساسياً في إنتاج وتجارة نباتات الزينة الداخلية، وقد أسهمت معرفة درجات الضوء ومصادره إسهاماً كبيراً في تلك المهنة. ولتقريب دور الضوء في إنتاج نباتات الزينة الداخلية، دعنا نصنع مقارنة بين الإنسان والنبات، فالإنسان يتناول غذاءه في صور معقدة كالبروتينات والدهون والكربوهيدرات وتحويلها داخل الجسم الى مواد بسيطة كالسكر والأحماض الأمينية والدهنية. في حين يأخذ النبات غذائه في صورة أولية أو بدائية ثم تتحول داخل النبات لصور معقدة، فيحتاج النبات الى الماء وثاني أكسيد الكربون والضوء بطول موجات معينة مع وجود الصبغات النباتية ثم يحولها الى سكريات بسيطة ومنها الى مركبات معقدة.
وقد تشكو سيدة البيت من أنها عندما اشترت نباتات الزينة من المشاتل أو صالات البيع كانت تلك النباتات تتمتع بنضارة ممتازة، لكن نضارتها لم تعد موجودة داخل بيتها! ويكون للإضاءة دور أساسي في ذلك.
ومعروف (كما قدمنا في عامل الضوء سابقاً) أن مصادر الضوء هي الشمس وهي (أرخص المصادر)، ولكنها داخل البيوت والمكاتب والفنادق تكون غير متوفرة باستمرار، فيستعاض عنها ببعض المصابيح (العادية والتي يستفاد 8% من إضاءتها فقط للنبات. ومصابيح (النيون) وفائدتها أكثر من الأولى وأكثر أمناً وأطول عمراً، ومصابيح الزئبق ولكنها غير مفضلة. ومصابيح (اليوديد المعدنية) ويستفاد من ضوئها للنبات 25%. ومصابيح الصوديوم ومصابيح أخرى متخصصة.
وتقوم الشركات الكبرى المتخصصة بإعطاء دليل متكامل عن نبات الزينة الذي تبيعه وحاجاته للظل والإضاءة والرطوبة وغيرها. وعموماً تحتاج نباتات الزينة الداخلية الى فترات إضاءة بين 15ـ18 ساعة يومياً.
الرطوبة
لا تقل الرطوبة أهمية عن الضوء، فنقصانها يؤدي الى ذبول الأوراق وتساقطها أولاً بأول، وعموما لا يحبذ أن تكون رطوبة بيئة نباتات الزينة الداخلية عن 35%. ويمكن زيادة الرطوبة بوضع الأصص فوق أحواض رقيقة تحتوي على الماء ولا تتصل بتربة أو بيئة النبات، أو زيادة أعداد النباتات الداخلية لتزيد من كمية الرطوبة، وفي الفنادق ومعارض الزهور توضع أجهزة خاصة لتوليد الرطوبة، وهناك أسلوب بدائي تعرفه الكثير من ربات البيوت وهو رش رذاذ من مضخة صغيرة بين فترة وأخرى خصوصا في أيام الصيف الحارة.
التهوية
تلعب التهوية دورا في حفظ الرطوبة وتعديل مستواها، كما أن تلعب دورا في تغيير مستوى الغازات في الهواء والذي يحتاجه النبات، كما أن التهوية يساعد على تهوية التربة، والتي يجب تركها دون ري بين كل فترة لمدة يومين ثم يتم خربشة سطح التربة، حتى لا تتعفن الجذور مع الزمن.
الري
زيادة الري وليس قلته تسبب 80% من المشاكل التي تعاني منها سيدات البيوت في فشل تربية نباتات الزينة الداخلية، وعلى سيدة البيت ملاحظة أنه لا يجب أن يبقى (لمعان الماء) أكثر من دقيقتين أثناء الري، وبعكسه فإن الإرواء يكون مبالغا فيه. ويراعى الري في الصباح الباكر، كما يراعى أن تكون فتحات تصريف الماء من الأوعية سالكة.
الحرارة
تتفاوت درجات تحمل نباتات الزينة وحبها للحرارة من نبات لآخر، فمنها ما يكون أميل لدرجات الحرارة المنخفضة مثل (الأسبرجس، والهيدرا، وحبل المساكين، ومعظم السرخسيات وشجرة عيد الميلاد) ودرجة الحرارة المفضلة لتلك الأنواع هي (13ـ 18 درجة مئوية) أما باقي نباتات الزينة الداخلية فتحتاج (18ـ 24 درجة مئوية). وإذا انخفضت درجة الحرارة عن 13 فهذا يؤدي الى انخفاض معدلات النمو وإذا وصلت الحرارة الى 3ـ4 فإن النبات سيدخل في مرحلة حرجة قد تؤدي الى موته، وإذا ارتفعت درجة الحرارة عن 25 درجة فإن النبات سيفقد معظم رطوبته وتذبل أوراقه ويموت.
التسميد
كل نبات يحتاج الى 16 عنصر منها الأساسية ومنها الثانوية، وقد يؤدي نقص عنصر مثل (النيتروجين) الى ضعف النمو العام وشحوب الأوراق، وقد يؤدي نقص الحديد الى ظهور عروق خضراء وحولها سطح مصفر باهت، وقد يؤدي نقص البوتاسيوم الى تشوه شكل الأوراق، ويؤدي نقص المغنيسيوم الى زوال الكثير من الألوان المرغوبة، وقد يؤدي نقص الفوسفور الى تقارب السلاميات في الفروع بشكل مشوه، وهكذا، كل عنصر له دور في شيء.
وتقوم الشركات ببيع تركيبات متكاملة لنباتات الزينة الداخلية وأكثرها فاعلية هي التي يتم رشها.
التفصيلات كثيرة في هذا المجال، وسنكتفي بهذا القدر الأساسي من المعلومات التي تحتاجها ربات البيوت.
أمثلة على نباتات الزينة الداخلية
أولاً: الصالات والمداخل
تحتاج نباتات تلك الأماكن لإضاءة قليلة، ويجب أن تنسق بعناية حيث أن الزائر يقع نظره عليها أول دخوله. مثل: (الفيلودندرون و False Aralia)
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:4...ilodendron.jpghttp://t2.gstatic.com/images?q=tbn:b...ges/croton.jpghttp://t2.gstatic.com/images?q=tbn:2...s/image003.jpg
ثانياً: غرف الجلوس والصالونات
ينصح أن تكون أحجام تلك النباتات كبيرة، وفي الغرف الضيقة توضع النباتات الورقية على الجدران، أو تعلق في أصص (أسبتة) ويراعى عدم تكديس النباتات في ركن واحد. ومن أمثلتها: السرخس ونخيل كاميدوريا والفيكس المتهدل والديفنباخيا
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:D...ephrolepis.jpghttp://t2.gstatic.com/images?q=tbn:r...-ferns-001.jpg
ثالثاً: غرف الاستحمام
توضع النباتات على مناضد أو أرفف وعندما لا تكون غرفة الحمام مزودة بنافذة يفضل تزويد الغرفة بإضاءة صناعية من أمثلتها: زبرينا والبنفسج الإفريقي والقشطة والبوتس.
http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:W...ia_zebrina.jpghttp://t2.gstatic.com/images?q=tbn:O...4488d05e77.jpg
رابعاً: المطبخ
توضع النباتات على الأرفف المنخفضة أو قرب النوافذ، ويراعى أن يكون بعضها من نباتات المطبخ كالريحان والنعناع وحصى البان (إكليل الجبل) والشيح والزعتر. كما يمكن وضع بعض نباتات الأسبرجس الناعم.
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:r...che2/10026.gifhttp://t3.gstatic.com/images?q=tbn:f...1218223200.jpghttp://t3.gstatic.com/images?q=tbn:g...23137b239f.jpg
خامساً: نباتات توضع على أرضية الغرفة
وهي من النوع الكبير، مثل: (شافيلارا، والفيكس البنغالي واليوكا والديفنباخيا والمارنتا)
http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:v...nghalensis.jpghttp://t0.gstatic.com/images?q=tbn:o...che2/14062.gifhttp://t0.gstatic.com/images?q=tbn:4...ma3/dieff1.jpghttp://t2.gstatic.com/images?q=tbn:b...ranta/9384.jpg
رد: الحدائق المنزلية/عبد الغفور الخطيب
مسألة خاصة قريبة من الحدائق
إذا كنا قد تحدثنا عن الحدائق المنزلية، فإننا الآن في مجال الحديث عن منزل الحديقة. والذي دفعني للحديث في هذا المجال هو ما انتشر في البلدان العربية خلال ثلاثة أو أربعة عقود مضت من مظاهر كان يصعب تفسيرها كما صَعُب علي وضع العنوان الفرعي لحديثي هذا.
والظاهرة التي نتحدث عنها في هذا الصدد هي بروز أشكال من المزارع الخاصة التي تنتشر في ضواحي المدن والأرياف، تدل عليها بواباتها الجميلة ومداخلها المنظمة، وبروز بناء متواضع ولكن صاحبه أراد إظهاره ليعلن عن فخامة ذوقه أو سعته المالية.
والسبب في إلحاقي لهذا الموضوع مع (الحدائق المنزلية) هو الصلة العضوية في متطلبات الزراعة من ضوء وتربة وماء وحرارة وغيرها، وحتى لا يتكرر الحديث في هذا المجال، حاولنا حشر هذا الموضوع مع ما سبقه. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، فحتى لا تذهب الأموال والجهود التي خُصصت لمثل تلك المشاريع سُدى، سنمر على الكيفية التي تجعل من تلك المشاريع شيئاً مفيداً اقتصادياً، ويحقق في نفس الوقت الأغراض التي أرادها من أنشأ مثل تلك المشاريع منها، وهي الجانب الترفيهي والاجتماعي إضافة الى الجانب الاقتصادي.
كيف يُفكر أصحاب مثل تلك المشاريع بتأسيسها؟
يختلف أصحاب مثل تلك المشاريع، من حيث دوافعهم وأهدافهم من تأسيسها فهم:
1ـ إما وزراء أو مدراء أو نواباً في البرلمان أو رجال أعمالٍ موسرين، يحاولون إيجاد أمكنة لاستراحاتهم الخاصة مع زوارهم أو أهلهم، وهم بذلك لا يهتمون بالمبالغ التي سَتُدفع لقاء إنجاز مثل تلك المشاريع، ولا يهتمون بعوائدها الاقتصادية، بل يكتفون بفخامة التصميم وجعل زوارهم يشعرون بالاندهاش والإعجاب.
2ـ وإما أن يكون أصحاب مثل تلك المشاريع، من أبناءٍ استأذنوا آباءهم لينفصلوا عنهم بعد تخصيص قطعة أرض من أملاك الأب، ليعيشوا فيها مع عائلتهم، واضعين المسألة الاقتصادية بالصدارة.
3 ـ وإما أن يكون أصحاب تلك المشاريع من المتقاعدين أو ممن قضوا فترة طويلة في غربتهم، أرادوا أن ينهوا مشوار حياتهم في بيت وبستان أو مزرعة على مشارف المدن، لينعموا بقسط من الراحة والتحرر من رتابة العمل الشاق الذي أمضوه في حياتهم السابقة، وهم بهذا لا يريدون أرباحاً كبيرة، ولا يريدون مزيداً من بذل الأموال لتحقيق الفخامة كما في الصنف الأول.
وأياً كان صاحب المشروع، فإن مطامعه أحياناً تتمثل برغيف خبزٍ ساخن، أو حليب بقرة طازج أو لحم طير يربيه هو أو (من ينوب عنه في النموذج الأول)، وقطف بعض ثمار الفاكهة والخضراوات الطازجة مع بعض زواره.
وبالطبع، فإن لكل رغبة أو إرادة، ما يوازيها ويعاصرها من متعهدين جاهزين لتنفيذ ما يرغب به الآخرون، فسينتشر الدلالون الذين يعلنون عن وجود قطعة أرض بمساحة كذا متر مربع وتقع على ربوة على الطريق الفلاني، وتتمتع بخدمة الماء والكهرباء والهاتف، والسعر يخالط الكذب من تدنيه وقلته.
ثم سيقرأ من يبحث في الجرائد ومجلات الإعلانات: مستعدون لتنفيذ أسيجة مزارعكم، لدينا شتلات فاكهة يونانية، قرميد إيطالي بسعر كذا، أفران شوي الخ.
نماذج كانت تحت المعاينة
أستاذ علوم سياسية ونائب في البرلمان:
قدم الأستاذ على قرضٍ من مؤسسة إقراض، ليزرع بستانا (كرماً) للعنب بأرض ورثها عن والده، وقد نصحه في ذلك أستاذٌ في كلية الزراعة يبدو أنه تدرج في علومه دون أن يتجول ببستان. عند معاينة الأرض كانت أبعادها 19م عرضا و800م طولاً، فنصحته الإقلاع عن الفكرة، لعدم صلاحية الأرض وأبعادها لمثل هذا الغرض، لم يستمع الى النصيحة، طلبني بعد عامين فحاولت أن أجعله يسلم بما خسره من أموال عند ذلك الحد، فلم يقتنع، وكان قد زرع بعض أصناف الزهور في المدخل حيث بنى وحدة سكنية لاستقبال زواره. خسرت صداقته كما خسر هو ما صرفه على مشروعٍ احتاج 9 سنوات ليقتنع أنه فاشل.
وزير سابق
من عادة السياسيين والوزراء والنواب إقامة الولائم والدعوات وتلبيتها أيضاً، فقد يحتاج أحدهم شهرا أو أكثر ليحظى بمقبالة مقتضبة لمديرٍ عام، ولكنه يستطيع أن يلتقي بعشرة وزراء على دعوة عشاء.
عندما أنشأ مزرعته واستراحته الخاصة، كان على رأس عمله، وكانت تعج بالزوار والمدعوين، ولكن المفاجأة كانت عندما أتى أحد أقاربه للبحث عن أعلاف لأبقار لوزير المتقاعِد، وعندما تم سؤاله عن أخبار الاستراحة، أجاب ضاحكاً: (يوم علمك، لقد انتهى كل شيء).
رجل أعمال ثري ونائب بالبرلمان سابق
ذُهلت عندما دخلت مزرعته التي قصدتها بغرض استئجار قاعات تربية الدجاج اللاحم، فقد كانت كلفتها تزيد عن 2 مليون دولار، فكان بها بئر ارتوازي، و8 قاعات لتربية الدجاج اللاحم تتسع ل 40 ألف طير. ومجهزة بمعالف ومشارب أوتوماتيكية. ومحلب أوتوماتيكي مهجور يستوعب 30 بقرة في آن واحد، وجناح للزوار من الغرف المؤثثة أقيم على 750م مربع بناء، فيه حتى المعالق والصحون وملابس نوم الزوار! وبركة سباحة أمام الجناح مساحتها تزيد على ألف متر مربع.
ومع ذلك فلم أنصح باستئجار المباني التي عُرضت بالشراكة، وبسعر زهيد لا يزيد عن 6 آلاف دولار، لاكتظاظ أشجار الزيتون حول المباني وانعدام تحريك الهواء في القاعات. لم أقابل صاحب المزرعة، ولكن قابلت وكيله الذي حاول ترغيبنا بالمشروع الفاشل!
يتبع
رد: الحدائق المنزلية/عبد الغفور الخطيب
كيف نجعل من النماذج الخاصة مكاناً مريحاً ونافعاً؟
بغض النظر عن الأسباب التي يتم فيها إنشاء النماذج الخاصة، سواء كانت للتسلية أو المباهاة أمام الآخرين، أو اعتبارها مشروعاً اقتصادياً يلجأ إليه الشباب الذين يودون الاستقلال عن أهلهم وبرضا أهلهم، فسنتعامل مع مثل تلك المشاريع بمهنية تامة متجردين من إعطاء الرأي فيها.
في الأراضي المنحدرة
يرغب المتباهون الذين ينشئون مثل تلك المشاريع في أن تكون قطع الأراضي التي يؤسسون فيها تلك المشاريع، منحدرة وقريبة من الطرقات العامة مما يبرز جمالية التصميم، من بوابة ومدخل بشكل ممر يفضي الى البيت الريفي يعتلي الربوة التي يربض فوقها البيت.
وتكون الرغبة مركبة عند المالك وغير واضحة المعالم لمن يريد تصميم وتنفيذ مثل تلك المشاريع، فالمالك يريد العودة الى الماضي ليحظى براحة مبسطة، يتناول فيها خبزاً يُصنع في نفس المكان ويتناول حليبا طازجا تم إنتاجه في نفس المكان، ويريد في بعض الأحيان أن يحتفظ بحصان أو أكثر، ويريد أن يقوم بحفلة شواء لأفراد أسرته أو زواره الخ.
لكن كيف سيكون له كل ذلك؟
إن هذه المطالب والرغبات، تحتاج في البداية الى تأسيس لمثل تلك الأمكنة، وتحتاج الى من يقوم بإدامتها ورعاية المزروعات والحيوانات الموجودة، في حالة غياب المالك، ومثل تلك الأعمال قد تحتاج الى أسرة تقيم في مثل هذا المكان أو الى عاملٍ أو أكثر للقيام بذلك، وهذا يتطلب تأمين سكن من يدير إدامة المكان وتأمين احتياجاته اليومية واحتياجات المزرعة (بصفتها المتنوعة).
اعتبارات يجب مراعاتها عند التأسيس
1ـ يجب أن يكون المردود الاقتصادي معادلاً لما يُبذل من جهد أو مال، أو حتى الحصول على المتعة والراحة، يجب أن لا تكون بثمن أغلى مما هو عليه في حالة الحصول عليها بعيداً عن امتلاك أسبابها. فأثمان المياه ونقلها، وأجور العاملين وأثمان المواد المبذولة لإدامة مثل تلك الأمكنة، يجب أن يتم الحصول على تلك الكُلف مما تنتجه تلك المشاريع أو جزء منه.
2ـ أن يبتعد مكان سكن الأسرة أو العامل، عن مبنى المبيت أو الاستراحة للمالك وزواره، لتأمين العزلة وأخذ الراحة.
3ـ أن تحجز حيوانات المزرعة، من خيول وأبقار للحليب أو خراف للذبح أو دجاج للبيض أو ديك رومي وغيره، عن الساحة المخصصة والمرفقة لبيت الإقامة، وذلك بعمل سياج كثيف من أشجار (السرو أو الديدونيا)، وأن لا يكون مكان إيوائها في المدخل العام لمكان الاستراحة.
4ـ كسر طول الممر في الأراضي المنحدرة بواسطة (لَيْ) الممر وجعله يتعرج بطريقة توحي للزائرين بسعة المكان وعدم محدوديته. وإذا كان عرض قطعة الأرض محدوداً وضيقاً، فعلى المصمم تجنب وضع البوابة في وسط القطعة، بل من الممكن وضعها على يمين القطعة، وجعلها تنحرف بعد عشرين متراً أو أكثر ليصبح الممر الرئيسي من جهة اليسار، وهذا يحقق مزيداً من العزلة والأمن المطلوبين في مثل تلك الأمكنة.
5ـ اعتماد أسلوب الخطوط (الكونتورية) بدلا من الخطوط الهندسية، في حالة الانحدار الذي يزيد ميلانه عن 6%.
6ـ إذا زادت مساحة قطعة الأرض المخصصة لمثل تلك المشاريع عن هكتار (10 آلاف متر مربع) وعرض القطعة لا يساوي أكثر من عُشر طولها، فعلى المصمم أن يقسم القطعة الى أجزاء تساوي أطوال كل قسم بما يعادل خمسة أضعاف العرض. وذلك بعمل صفوف متراصة من أشجار الغابات (كازورينا، سرو، جنار، يوكاليبتوس الخ).
في الأراضي المستوية
من الممكن أن يلجأ المصمم الى بعض الحيل، لإبراز جمالية بناء المسكن أو دار الاستراحة، برفعه على أعمدة، يحتفظ بأسفلها بمسكن للعامل أو للآلات، مع الانتباه لجعل اتجاه بوابة ذلك معاكسة لاتجاه البيت، وهذه الحيلة، تبقي البيت بعيداً عن الطريق العام، وبنفس الوقت تجعله بارزا وظاهرا من خلال نمو الأشجار التي تزرع أمامه والتي قد تحول دون رؤيته عن بعد.
رد: الحدائق المنزلية/عبد الغفور الخطيب
تخطيط وتنفيذ المزارع الخاصة في الأراضي المنحدرة
http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:3...s/image004.gifhttp://t2.gstatic.com/images?q=tbn:o...tL01132010.jpghttp://t2.gstatic.com/images?q=tbn:b...73/nadara9.jpg
لو ابتعدنا عن الرغبات في إضفاء طابع الفخامة وتحقيق جانب من الإشباع في المباهاة وتقضية أيام العطلات، على الرغم من أن تلك الحالة أصبحت حقيقة واقعة، منتشرة في مختلف ضواحي المدن العربية. فإننا نجد أنفسنا أمام الحديث عن تلك الرغبات وغيرها، أي المتعلقة في تحقيق ربحية معينة، أو اعتماد ذلك الأسلوب كمشروع إنتاجي للشباب الراغبين بشق طريق حياتهم في هذا المجال.
مراعاة طبوغرافية الأرض
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:e.../230remote.gifhttp://t0.gstatic.com/images?q=tbn:U...a_E32_LS_2.jpg
هناك مصطلح يعرفه المهندسون والمساحون، يسمى (بنش مارك Benchmark) وهي علامة معدنية مثبتة بعمق وقوة داخل التربة وسطحها الخارجي المعدني الذي لا يتأثر بالعوامل الجوية مكتوب عليه بخط واضح ارتفاع النقطة المثبتة عندها تلك العلامة عن سطح البحر، وتلك العلامات موزعة توزيعا مدروساً في كل أنحاء البلاد، يعرف أماكن تواجدها مختصون حكوميون.
وعلى من يريد تنفيذ الطرق،والجسور، أو المشاريع الإروائية والزراعية في الأراضي المنحدرة أن يطلب أقرب علامة من مكان مشروعه، ثم يحدد بواسطة جهاز المساحة (الليفل أو الثيودلايت أو غيرها) نقاط هامة لتحديد خطوط الأشجار الكونتورية أو مواقع خزانات الماء الفرعية التي تروي المزروعات.
توزيع مواقع الأشجار المثمرة على الخطوط الكنتورية
http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:u...y/Sozopol8.JPGhttp://t2.gstatic.com/images?q=tbn:b...ig/Sozopol.jpg
على المُنفذ أن يراعي في توزيع مواقع زراعة الشتلات ما يلي:
1ـ معرفة مقدرة الصنف أو النوع من الأشجار المثمرة على احتمال طبيعة الأرض والتربة، فأشجار الحمضيات مثلاً لا تجود في الأراضي الصخرية، في حين تجود فيها أنواع التفاحيات (تفاح، سفرجل، كمثرى) وأشجار التين والعنب، وتجود أصناف الفستق الحلبي في الأراضي الكلسية (البيضاء).
2ـ إفساح المجال للساحبات للعمل بين صفوف الأشجار، دون أن تسبب لها الأذى والخدش.
3ـ مراعاة عما إذا كانت الأشجار بحاجة الى زراعة أشجار (ذكرية) لضمان تلقيح الأزهار الخلطي، فالفستق الحلبي مثلاً تحتاج كل 10 أشجار أنثى الى شجرة (ذكر)، كما يراعى أن تكون تفتح الأزهار الذكرية ملائما لتفتح الأزهار الأنثوية، فأحياناً تتفتح بعض أصناف الفستق الحلبي الذكرية في حين لم تتفتح الأزهار الأنثوية، وعندها لن يكون تخصيب ولا ناتج.
4ـ إذا كانت المنطقة باردة جداً وتتأخر بها الثلوج، وأراد صاحب المشروع زراعة بعض الأنواع كالمشمش مثلاً، فعليه اختيار أصناف متأخرة في تزهيرها حتى يتجنب احتراق الأزهار وعدم عقدها، فلا يزرع (الحموي أو الملوكي) بل يزرع صنف مثل (نِكَتْ، أو كانينو).
5ـ أن تزرع أشجار الفاكهة التي يمكن أن تؤكل طازجة، قريبة من البناء ومحيطة به، في حين تُزرع أنواع مثل الزيتون بعيداً عن المبنى.
6ـ إذا وضع المُنفذ في نيته تربية بعض الحيوانات كالأبقار أو الأغنام أو الأرانب أو الخيول وغيرها، عليه وضع حدود حجرية أو من السلك الشائك بين البستان وتلك الحيوانات.
7ـ تجنب تحميل أشجار الفاكهة في الخطوط الكنتورية بمحاصيل الخضروات كالبقدونس والسلق وغيرها.