قال آبن القيم : " إن دور الجنة تُبنى بالذكر ،فإذا أمسك الذآكر عن الذكر أمسكت الملآئكة عن البنآء "
فكرر قول : ( لآحول ولآقوة إلآ بالله )
فإنهآ تشرح البآل ، وتُصلح الحآل
وتُحمل بهآ الأثقآل ،
وترضي الرحمن
وكنز من كنوز الجنة
عرض للطباعة
قال آبن القيم : " إن دور الجنة تُبنى بالذكر ،فإذا أمسك الذآكر عن الذكر أمسكت الملآئكة عن البنآء "
فكرر قول : ( لآحول ولآقوة إلآ بالله )
فإنهآ تشرح البآل ، وتُصلح الحآل
وتُحمل بهآ الأثقآل ،
وترضي الرحمن
وكنز من كنوز الجنة
لا حول و لا قوة إلا بالله
لا حول ولا قوة إلا بالله
ربّـِ
لآ أعلمُ أيّ كلامٍ في غيْبتي يقالُ عنِّي
ولأ أعلمُ أيّ ظنونٍ خاطئة تدورُ حوْلي
ربّـِ
أنتَ أعلمُ منِّي وَ منهم
فَ أحسن ياربّـِ ذكريْ فيماْ بينهم
فَ إنَّك الوحيد القادر على ذلك
www.riiam.com/quran
http://www.mp3quran.net/radio.html
قال الإمام ابن القيم رحمه الله
(لا تتم الرغبة في الآخرة إلا بالزهد في الدنيا, ولا يستقيم الزهد في الدنيا إلا بعد نظرين صحيحين: النظر في الدنيا وسرعة زوالها وفنائها واضمحلالها ونقصها وخسّتها, وألم المزاحمة عليها والحرص عليها, وما في ذلك من الغصص والنغص والأنكاد,
وآخر ذلك الزوال والانقطاع مع ما يعقب من الحسرة والأسف,
فطالبها لا ينفك من هم قبل حصولها, وهم في حال الظفر بها, وغم وحزن بعد فواتها.
فهذا أحد النظرين.
(النظر الثاني) في الآخرة وإقبالها ومجيئها ولا بد, ودوامها وبقائها, وشرف ما فيها من الخيرات والمسرات والتفاوت الذي بينه وبين ما ها هنا
فهي كما قال سبحانه:{ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } الأعلى 17.
فهي خيرات كاملة دائمة, وهذه خيالات ناقصة منقطعة مضمحلة.
فإذا تم له هذان النظران آثر ما يقتضي العقل إيثاره, وزهد فيما يقتضي الزهد فيه.
فكل أحد مطبوع على أن لا يترك النفع العاجل واللذة الحاضرة إلى النفع الآجل واللذة الغائبة المنتظرة, إلا إذا تبين له فضل الآجل على العاجل وقويت رغبته في الأعلى الأفضل فإذا آثر الفاني الناقص كان ذلك إما لعدم تبين الفضل له, وإما لعدم رغبته في الأفضل.
وكل واحد من الأمرين يدل على ضعف الإيمان وضعف العقل والبصيرة.
فإن الراغب في الدنيا الحريص عليها المؤثر لها إما أن يصدّق بأن ما هناك أشرف وأفضل وأبقى, وإما أن لا يصدّق, فإن لم يصدق بذلك كان عادما للإيمان رأسا, وإن صدّق بذلك ولم يؤثره كان فاسد العقل سيء الاختيار لنفسه.
وهذا تقسيم حاضر ضروري لا ينفك العبد من أحد القسمين منه.
فإيثار الدنيا على الآخرة إما من فساد الإيمان, وإما من فساد العقل.
وما أكثر ما يكون منهما.
ولهذا نبذها رسول الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهره هو وأصحابه وصرفوا عنها قلوبهم, وأطرحوها ولم يألفوها, وهجروها ولم يميلوا إليها, وعدّوها سجنا لا جنّة.
فزهدوا فيها حقيقة الزهد, ولو أرادوها لنالوا منها كل محبوب ولوصلوا منها إلى كل مرغوب.
فقد عرضت عليه مفاتيح كنوزها فردّها, وفاضت على أصحابه فآثروا بها ولم يبيعوا حظهم من الآخرة بها, وعلموا أنها معبر وممر لا دار مقام ومستقر, وأنها دار عبور لا دار سرور, وأنها سحابة صيف تنقشع عن قليل, وخيال طيف ما استتم الزيارة حتى آذن بالرحيل.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " مالي وللدنيا, إنما أنا كراكب قال في ظل شجرة ثم راح وتركها"
أخرجه الترمذي في الزهد 4\508(2377), وابن ماجه وأحمد.
وقال:" ما الدنيا في الآخرة إلا كما يدخل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بما ترجع".
أخرجه مسلم في الجنة 4\2193 رقم 55 [2858], والترمذي وابن ماجه.
وقال خالقها سبحانه:
{ إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ *
وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } يونس 24,25,
فأخبر عن خسة الدنيا وزهد فيها, وأخبر عن دار السلام ودعا إليها.
وقال تعالى:
{ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً * الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً } الكهف 45,46.
وقال تعالى:{ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } الحديد 20.
وقال تعالى:{ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ * قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } آل عمران 14,15.
وقال تعالى:{ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ } الرعد 26.
وقد توعّد سبحانه أعظم الوعيد لمن رضي بالحياة الدنيا واطمأن بها وغفل عن آياته ولم يرج لقاءه,
فقال:{ إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } يونس 7,8.
وعيّر سبحانه من رضي بالدنيا من المؤمنين,
فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ } التوبة 38.
وعلى قدر رغبة العبد في الدنيا ورضاه بها يكون تثاقله عن طاعة الله وطلب الآخرة,
ويكفي في الزهد في الدنيا قوله تعالى:{ أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ } الشعراء 205-207.
وقوله:{ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ } يونس 45.
وقوله: { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ } الأحقاف 35.
وقوله تعالى:{ يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا. فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا. إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا. إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا. كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا } النازعات 42-46.
وقوله:{ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ } الروم 55.
وقوله: { قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فاسْأَلِ الْعَادِّينَ * قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }المؤمنون 112-114.
وقوله:{ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً * يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً * نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً } طه 102-104.
والله المستعان وعليه التكلان.)
( الفوائد ص227)
عقبات الشيطان السبع
للإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله
الشيطان يريد أن يظفر بالمسلم في عقبة من سبع عقبات، بعضها أصعب من بعض، لا ينـزل منه من العقبة الشاقة إلى ما دونها إلا إذا عجز عن الظفر به فيها:
العقبة الأولى : عقبة الكفر بالله، وبدينه، ولقائه، وبصفات كماله، وبما أخبرت به رسله عنه، فإنه إن ظفر به في هذه العقبة بردت نار عداوته، واستراح.
فإن اقتحم هذه العقبة ونجا منها ببصيرة الهداية، وسلم معه نور الإيمان؛ طلبه على:
العقبة الثانية : وهي عقبة البدعة :
1- إما باعتقاد خلاف الحق الذي أرسل الله به رسوله وأنزل به كتابه،
2- وإما بالتعبد بما لم يأذن به الله من الأوضاع والرسوم المحدثة في الدين التي لا يقبل الله منها شيئا،
والبدعتان في الغالب متلازمتان قلَّ أن تنفك إحداهما عن الأخرى، كما قال بعضهم: تزوجت بدعة الأقوال ببدعة الأعمال فاشتغل الزوجان بالعرس فلم يفجأهم إلا وأولاد الزنا يعيثون في بلاد الإسلام، تضج منهم العباد والبلاد إلى الله تعالى، وقال شيخنا: تزوجت الحقيقة الكافرة بالبدعة الفاجرة فتولد بينهما خسران الدنيا والآخرة.
فإن قطع هذه العقبة، وخلص منها بنور السنة، واعتصم منها بحقيقة المتابعة، وما مضى عليه السلف الأخيار من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وهيهات أن تسمح الأعصارُ المتأخرة بواحد من هذا الضرب، فإن سمحت به؛ نصب له أهل البدع الحبائل، وبغوه الغوائل، وقالوا مبتدع مُحدِث.
فإذا وفقه الله لقطع هذه العقبة وكان العبد ممن سبقت له من الله موهبة السنة ومعاداة أهل البدع والضلال طلبه على:
العقبة الثالثة : وهي عقبة الكبائر فإن ظفر به فيها زينها له، وحسنها في عينه، وسوّف به، وفتح له باب الإرجاء، وقال له: الإيمان هو نفس التصديق فلا تقدح فيه الأعمال، وربما أجرى على لسانه وأذنه كلمة طالما أهلك بها الخلق وهي قوله: لا يضر مع التوحيد ذنب، كما لا ينفع مع الشرك حسنة.
فيستنيب منهم من يشيعها ويذيعها تدينا وتقربا بزعمه إلى الله تعالى وهو نائب إبليس ولا يشعر فإن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم، هذا إذا أحبوا إشاعتها وإذاعتها، فكيف إذا تولوا هم إشاعتها وإذاعتها.
والظفر به في عقبة البدعة أحب إليه؛ لمناقضتها الدين ودفعها لما بعث الله به رسوله، وصاحبها لا يتوب منها، ولا يرجع عنها، بل يدعو الخلق إليها، ولتضمنها القول على الله بلا علم ومعاداة صريح السنة ومعاداة أهلها، والاجتهاد على إطفاء نور السنة، وتولية من عزله الله ورسوله، وعزل من ولاه الله ورسوله، واعتبار مارده الله ورسوله، ورد ما اعتبره، وموالاة من عاداه، ومعاداة من والاه، وإثبات ما نفاه، ونفي ما أثبته، وتكذيب الصادق، وتصديق الكاذب، ومعارضة الحق بالباطل، وقلب الحقائق؛ بجعل الحق باطلا والباطل حقا، والإلحاد في دين الله، وتعمية الحق على القلوب، وطلب العوج لصراط الله المستقيم، وفتح باب تبديل الدين جملة، فإن البدع تستدرج بصغيرها إلى كبيرها حتى ينسلخ صاحبها من الدين كما تنسل الشعرة من العجين.
فمفاسد البدع لا يقف عليها إلا أرباب البصائر، والعميان ضالون في ظلمة العمى ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
فإن قطع هذه العقبة بعصمة من الله أو بتوبة نصوح تنجيه منها، طلبه على:
العقبة الرابعة : وهي عقبة الصغائر فكال له منها بالقفزان، وقال ما عليك إذا اجتنبت الكبائر ما غشيت من اللمم، أو ما علمت بأنها تُكَفّر باجتناب الكبائر، وبالحسنات، ولا يزال يهون عليه أمرها حتى يُصِرَّ عليها، فيكون مرتكب الكبيرة الخائف الوجل النادم أحسن حالا منه، فالإصرار على الذنب أقبح منه، ولا كبيرة مع التوبة والاستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إياكم ومحقرات الذنوب ثم ضرب لذلك مثلا بقوم نزلوا بفلاة من الأرض فأعوزهم الحطب فجعل هذا يجيء بعود وهذا بعود حتى جمعوا حطبا كثيرا فأوقدوا نارا وأنضجوا خبزتهم فكذلك فإن محقرات الذنوب تجتمع على العبد وهو يستهين بشأنها حتى تهلكه.
فإن نجا من هذه العقبة بالتحرز والتحفظ، ودوام التوبة والاستغفار، وأتبع السيئة الحسنة، طلبه على:
العقبة الخامسة : وهي عقبة المباحات التي لا حرج على فاعلها، فشَغَلَه بها عن الاستكثار من الطاعات، وعن الإجتهاد في التزود لمعاده، ثم طمع فيه أن يستدرجه منها إلى ترك السنن، ثم من ترك السنن إلى ترك الواجبات، وأقل ما ينال منه تفويته الأرباح والمكاسب العظيمة والمنازل العالية، ولو عرف السعر لما فوت على نفسه شيئا من القربات ولكنه جاهل بالسعر.
فإن نجا من هذه العقبة ببصيرة تامة، ونور هاد، ومعرفة بقدر الطاعات والإستكثار منها، وقلة المقام على الميناء، وخطر التجارة، وكرم المشتري، وقدر ما يعوض به التجار، فبخل بأوقاته، وضن بأنفاسه أن تذهب في غير ربح، طلبه العدو على:
العقبة السادسة : وهي عقبة الأعمال المرجوحة المفضولة من الطاعات، فأمره بها وحسنها في عينه، وزينها له، وأراه ما فيها من الفضل والربح ليشغله بها عما هو أفضل منها وأعظم كسبا وربحا، لأنه لما عجز عن تخسيره أصل الثواب طمع في تخسيره كماله وفضله ودرجاته العالية، فشغله بالمفضول عن الفاضل، وبالمرجوح عن الراجح، وبالمحبوب لله عن الأحب إليه، وبالمرضي عن الأرضى له.
ولكن أين أصحاب هذه العقبة فهم الأفراد في العالم، والأكثرون قد ظفر بهم في العقبات الأول.
فإن نجا منها بفقه في الأعمال ومراتبها عند الله، ومنازلها في الفضل ومعرفة مقاديرها، والتمييز بين عاليها وسافلها، ومفضولها وفاضلها، ولا يقطع هذه العقبة إلا أهل البصائر والصدق من أولى العلم، السائرين على جادة التوفيق، قد أنزلوا الأعمال منازلها، وأعطوا كل ذي حق حقه.
فإذا نجا منها لم يبق هناك عقبة يطلبه العدو عليها سوى واحدة لا بد منها، ولو نجا منها أحد لنجا منها رسل الله وأنبياؤه وأكرم الخلق عليه وهي:
عقبة تسليط جنده عليه بأنواع الأذى باليد واللسان والقلب على حسب مرتبته في الخير، فكلما علَت مرتبته أجلب عليه العدو بخيله ورجله، وظاهر عليه بجنده، وسلط عليه حزبه وأهله بأنواع الأذى والتكفير والتضليل والتبديع والتحذير منه، وقصد إخماله، وإطفائه؛ ليشوش عليه قلبه ويُشْغِل بحربه فكره، وليمنع الناس من الانتفاع به، فيبقى سعيه في تسليط المبطلين من شياطين الإنس والجن عليه، ولا يفتر ولا يني، فحينئذ يلبس المؤمن لأمة الحرب ولا يضعها عنه إلى الموت، ومتى وضعها أُسر أو أُصيب، فلا يزال في جهاد حتى يلقى الله.
وهذه العقبة لا حيلة له في التخلص منها؛ فإنه كلما جدَّ في الاستقامة والدعوة إلى الله والقيام له بأمره، جد العدو في إغراء السفهاء به، فهو في هذه العقبة قد لبس لأمة الحرب وأخذ في محاربة العدو لله وبالله فعبوديته فيها عبودية خواص العارفين، وهي تسمى عبودية المراغمة، ولا ينتبه لها إلاّ أولو البصائر التامّة، ولا شيء أحبَ إلى الله من مراغمة وليه لعدوه، وإغاظته له، وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم للمصلي إذا سها في صلاته سجدتين وقال: إن كانت صلاته تامة كانتا تُرغمان أنف الشيطان وفي رواية: ترغيماً للشيطانوسماها المرغمتين.
فمن تعبد الله بمراغمة عدوه فقد أخذ من الصديقية بسهم وافر، وعلى قدر محبة العبد لربه وموالاته ومعاداته لعدوه يكون نصيبه من هذه المراغمة، ولأجل هذه المراغمة حُمد التبختر بين الصفين.
وهذا باب من العبودية لا يعرفه إلا القليل من الناس ومن ذاق طعمه ولذته بكى على أيامه الأول.
فتأمل هذا وتدبر موقعه، وعظيم منفعته، واجعله ميزانك تزن به الناس وتزن به الأعمال ؛ فإنه يطلعك على حقائق الوجود، ومراتب الخلق، والله المستعان، وعليه التكلان
منقول
========
قال ابن عباس :"لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالسهم ممرضة للقلوب"
قال سفيان الثوري:" إن استطعت أن لا تحك رأسك إلا بأثر فافعل"
وقال يحي بن أبي كثير :" إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره"
عن أبي عمران الإصبهاني قال: سمعت إمام أهل السنة أحمد بن حنبل يقول:" لا تجالس صاحب كلام وإن ذب عن السنة, فإنه لا يؤول أمره إلى خير"
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:" قيل لأحمد بن حنبل : الرجل يصوم ويصلي ويعتكف, أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟
فقال إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه ,وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين ,هذا أفضل"
-
ﻳﻘـــــﻮﻝ ﺍﺑــــﻦ ﺍﻟﻘﻴــــــﻢ :
ﻻ ﻓـــﺮﺣـــﺔ ﻟــﻤــﻦ ﻻ ﻫـــﻢ ﻟـــﻪ ,،، ﻭ
ﻻ ﻟـــﺬﺓ ﻟـــﻤــﻦ ﻻ ﺻــﺒــﺮ ﻟــﻪ ,
ﻭَ ﻻ ﻧـــﻌــﻴــﻢ ﻟــﻤــﻦ ﻻ ﺷـــﻘـــﺎﺀ
ﻟـــﻪ ,،، ﻭ ﻻ ﺭﺍﺣـــﺔ ﻟـﻤـﻦ ﻻ ﺗـﻌـﺐ
ﻟـﻪ
ليحذر كُلَّ الحذر من طغيان «أنا»، و«لي»، و«عندي»،
فإن هذه الألفاظَ الثلاثةَ ابتُلي بها
إبليسُ، وفرعون، وقارون :
فـ «أنَا خَيْرٌ مِنْهُ» لإبليس،
... و«لِى مُلْكُ مِصْرَ» لفرعون،
و«إنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي» لقارون
وأحسنُ ما وُضِعَت «أنا» في قول العبد:
أنا العبدُ المذنب، المخطئ، المستغفر، المعترِف…
ونحوه.
و«لي»، فى قوله: لي الذنب، ولي الجُرم،
ولي المسكنةُ، ولي الفقرُ والذل.
و«عندى» فى قوله : «اغْفِرْ لي جِدِّي، وَهَزْلِي،
وخَطَئِي، وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذلِكَ عِنْدِي»
من روائع ابن القيم
يقول
ابن القيم: ان الله تعالى قد أنزل (104) كتب، جمع معانيها في ثلاثة كتب:
التوراة والإنجيل والقرآن، وجمع معاني هذه الكتب الثلاثة في القرآن، وجمع
معاني القرآن في الفاتحة، وجمع معاني الفاتحة في (إِيَّاكَ نَعْبُدُ
وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).
من كتاب خواطر قرأنية .. للدكتور عمرو خالد
كتير حلو
واذا حابة انا جاهزة للترجمة..
وأنت حاكيني وخبريني شو بدك بالضبط!!
شكراً لك!
( اشتر نفسك اليوم؛ فإن السوقَ قائمة، والثمن موجود، والبضائع رخيصة، وسيأتي على تلك السوق والبضائع يومٌ لا تصل فيه إلى قليل، ولا كثير ( ذلك يوم التغابن ) ، ( يوم يعض الظالم على يديه )
فيا سائلي عن اناس مضوا .. أما لك فيما مضى معتبر !!
https://sphotos-a.xx.fbcdn.net/hphot...58869044_n.jpg
لو كَشف الله الغطآء لِعبده و أظهر له كيف يُدبّر له أموره .. وَ كيف أن الله أكثر حرصًا على مصلحة العبد من نفسه ..
وَ أنه أرحم به من أمّه => لذآب قلب العبد محبة لله وَ لتقطّع قلبه شُكرًا لله ..
لـ ابن القيم
ن العبد الصادق لا يرى نفسه إلا مقصراً فمن عرف الله وعرف نفسه لم يرى نفسه إلا بعين النقصان
ابن القيم
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - :
من أعجب الأشياء أن تعرف ربك ثم لا تحبه وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الاجابة وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعمل غيره وان تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته .
بعض نتائج المعصية : قلة التوفيق ، وفساد الرأي ، وخفاء الحق ، وفساد القلب ، وخمول الذكر ، وإضاعة الوقت ، ونفْرة الخلق والوحشة بين العبد وبين ربه ، ومنع إجابة الدعاء ، وقسوة القلب ، ومحق البركة في الرزق والعمر ، وحرمان العلم ، ولباس الذل.
[الفوائد لابن القيم]
يقول ابن القيم رحمه الله :
إنَّ العبد اذا عصى الله سلط الله عليه جنديان , لا ينفكان عنه حتى يتوب إلى الله
الجندي الأول اسمه "الغم"
...
و الجندي الثاني اسمه "الهم"
اللهم ردنا إليك ردا جميلا
https://fbcdn-sphotos-c-a.akamaihd.n...18608088_n.jpg
قال ابن القيم:
لم يأت (الحزن) في القران
إلا منهيا عنه
كقوله تعالى: (ولا تهنو ولاتحزنوا)
أو منفيا كقوله: (فلاخوف عليهم ولا هم يحزنون)
وسر ذلك أن "الحزن" لا مصلحة فيه للقلب، وأحب شىء إلى الشيطان أن يحزن العبد المؤمن
ليقطعه عن سيره ويوقفه عن سلوكه.
وقد إستعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم: ٌاللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن)
لذا يقول ابن القيم:
الحزن يضعف القلب،
ويوهن العزم ويضر الإرادة،
ولا شئ إحب إلى الشيطان من حزن المؤمن...
لذلك افرحوا واستبشروا وتفائلوا وأحسنوا الظن بالله، وثقوا
بما عند الله وتوكلوا عليه وستجدون السعادة والرضا في كل حال
قــال ابن القيم فــي صفات المؤمن الراغب بالآخــرة :
1- هــو فـي وادٍ والنــاس فـي واد .
2- خاضع متواضع سليم القلب سريع القلب إلى ذكر الله .
3- زاهـد في كـل شيء سـوى الله .
4- راغـب في كـل ما يقـرب إلى الله .
5- لا يفرح بموجود ولا يأسف على مفقــــود .
6- لا يدخل فيما لا يعنيه ولا يبخل بما لا ينقصه .
7- وصفه الصدق والعفة والإيثار والتواضع والحلم والوقار .
8- لا يعاتب ولا يخاصم ولا يطالب ولا يرى له على أحد حقاً.
9- مقبل على شأنه ، مكرم لإخوانه ، بخيل بزمانه ، حافظ للسانه .
_________________________
[المرجع / طريق الهجرتين : 51]
هناك قلوب جميلةhttps://fbcdn-sphotos-c-a.akamaihd.n...49916965_n.jpg
لا يكافئ حبها الا الدعاء جعل الله أيامكم جميلة كأنفاس الطيبين.. نقية كأرواح الصالحين .. منيره كوجوه المتقين.. ومتعكم برضاه وزكاكم بتقواه ورفع ذكركم في أهل أرضه وسماه..
سبحان من أشرقت الشمس بقدرته و
سبحت المخلوقات لعظمته، نسألك أن تنير بصائرنا وتيسر أمورنا وتفرج همومنا و أن تغفر لنا ولوالدينا واحبتنا ولجميع المؤمنين. (( اللهم آمين ))
اسعد الله صباحكم بكل الخير
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴّﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
ﻟﻮ ﻛَﺸﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻐﻄَﺎﺀ ﻟِﻌﺒﺪﻩ ﻭ ﺃﻇﻬﺮ ﻟﻪ ﻛﻴﻒ ﻳُﺪﺑّﺮ ﻟﻪ ﺃﻣﻮﺭﻩ
ﻭ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﺣﺮﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ
ﻭ ﺃﻧﻪ ﺃﺭﺣﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﻣّﻪ ﻟَﺬﺍﺏ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﺤﺒﺔ ﻟﻠﻪ ﻭ ﻟﺘﻘﻄّﻊ ﻗﻠﺒﻪ ﺷُﻜﺮﺍ ﻟﻠﻪ,
زرعان يحبهما الله : زرع الشجر وزرع الأثر ..
فإن زرعت الشجر ؛ ربحت ظل وثمر ..
وإن زرعت طيب الأثر ؛ حصدت محبة الله ثم البشر .."إِلَيهِ يَصعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ"
حتى ولو لم يقدّر الآخرون طيبة كلماتك ،،
يكفيك أنها تصعد لربك !يقول ابن القيم " الدين كله خُلق ، فمن فاقك في الخلق فقد فاقك في الدين " ..
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: ( فَإِذا تصادمت جيوش الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فِي قَلْبك
وَأَرَدْت أَن تعلم من أَي الْفَرِيقَيْنِ أَنْت
فَانْظُر مَعَ من تميل مِنْهُمَا
وَمَعَ من تقَاتل
إِذْ لَا يمكنك الْوُقُوف بَين الجيشين
فَأَنت مَعَ أَحدهمَا لَا محَالة)
الفوائد
مااغلق الله على عبد بابا من بحكمته إلا وفتح له بابين برحمته.
يا فتاح يا عليم .. ..
قال ابن القيّم رحمه الله :
" فليس للقلب أنفع من معاملة الناس باللطف وحب الخير لهم
فإن معاملة الناس بذلك
* إما أجنبي فتكتسب مودّته ومحبته
* وإما صاحب وحبيب فتستديم صحبته ومودّته
* وإما عدوٌّ مبغض فتُطفئ بلطفك جمرته وتستكفي شره،
ومن حمل الناس على المحامل الطيبة وأحسن الظنّ بهم
- سلمت نيته
- وانشرح صدره
- وعوفي قلبه
-وحفظه الله من السّوء والمكاره
صباح المحبة والمودة
يقول إبن القيم رحمه الله :
إذا كنت تدعُو وضاقَ عليك الوقت وتزاحمت في قلبك حوائجُك فاجعل كل دُعائك أن يعفُو الله عنك ،،،،فإن عفَا عنك، أتتك حوائجُك من دون مسألة.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عنا يا كريم
يسعد صباكم جميعا
يقول ابن القيم :https://fbcdn-sphotos-a-a.akamaihd.n...9a20f412f0d704
"لا يزال العبد يعاني الطاعة ويألفها ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله سبحانه وتعالى برحمته عليه الملائكة تؤزّه إليها أزًّا ، وتحرّضه عليها وتزعجه من فراشه ومجلسه إليها ، ولا يزال يألف المعاصي ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله عليه الشياطين فتؤزه إليها أزًا ...
فالأول قوّى جند الطاعة بالمدد فصاروا من أكبر أعوانه ، وهذا قوّى جند المعصية بالمدد فكانوا أعوانًا عليه.
الجواب الكافي ص(82).
يا لله ما أجمل ما وصلوا إليه أهل لله في أقوالهم وأفعالهم
اللهم اجعلنا من أوليائك و عبادك الذين تباهي بهم
ملائكتك يا أكرم الأكرمين
اللهم نسألك محبة بلا عناء ومعرفة بلا ابتلاء
جزاكم لله جميعا كل خير وجعل ذلك في ميزان حسناتكم
من أعجب الأشياء
أن تعرف قدر الربح في معاملته ( سبحانه) ثم تعمل غيره ..
وأن تعرف قدر غضبه (جل جلاله) ثم تتعرض له ..
وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته..
وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته..
وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابة إليه ..
(ابن القيم)
كلام سيغير تفكيرك في الحياة !!من أروع ما قرأت من قول الإمام إبن القيّم رحمه الله : لن يقاسمك الوجع صديق ، ولن يتحمل عنك اﻷلم حبيب ، ولن يسهر بدﻻ منك قريب
، اعتن بنفسك ، واحمها ، ودللها وﻻتعطي اﻷحداث فوق ما تستحق .
تأكد حين تنكسر لن يرممك سوى نفسك ، وحين تنهزم لن ينصرك سوى إرادتك ، فقدرتك على الوقوف مرة أخرى لا يملكها سواك ، لا تبحث عن قيمتك في أعين الناس ..
ابحث عنها في ضميرك فإذا ارتاح الضمير ارتفع المقام .. وإذا عرفت نفسك فلا يضرك ما قيل فيك !.
لا تحمل هم الدنيا فإنها لله ، ولا تحمل همَّ الرزق فإنه من الله ، ولا تحمل هم المستقبل فإنه بيد الله
قولٌ جميلٌ لابن القيم
"أنزه الموجودات وأظهرها وأنورها وأشرفها وأعلاها ذاتا وقدرا وأوسعها "عرش الرحمن" جلّ جلاله.
ولذلك صلح لاستوائه عليه.
وكل ما كان أقرب إلى العرش كان أنور وأنزه وأشرف مما بعد عنه.
ولهذا كانت جنّة الفردوس أعلى الجنان وأشرفها وأنورها وأجلّها لقربها من العرش الذي هو سقفها،
وكل ما بعد عنه كان أظلم وأضيق.
ولهذا كان أسفل سافلين شرّ الأمكنة وأضيقها وأبعدها من كل خير.
وخلق الله "❤القلوب" وجعلها محلا لمعرفته ومحبّته وإرادته, فهي "عرش المثل الأعلى" الذي هو معرفته ومحبّته وإرادته.
قال الله تعالى:{ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } النحل60
وقال تعالى"{ وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } الروم 27
وقال تعالى:{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } الشورى 11.
فهذا من المثل الأعلى وهو مستو على قلب المؤمن فهو عرشه، وإن لم يكن أطهر الأشياء وأنزهها وأطيبها وأبعدها من كل دنس وخبث لم يصلح لاستواء المثل الأعلى عليه معرفةً ومحبةً وإرادةً، فاستوى عليه مثل الدنيا الأسفل ومحبتها وإرادتها والتعلّق بها، فضاق وأظلم وبعد من كمال هو فلاحه، حتى تعود القلوب على قلبين:
💚قلبٌ هو عرش الرحمن ففيه النور والحياة والفرح والسرور والبهجة وذخائر الخير،
و🖤قلبٌ هو عرش الشيطان، فهناك الضيق والظلمة والموت والحزن والغم والهم، فهو حزين على ما مضى، مهموم بما يستقبل، مغموم في الحال.
وقد روى الترمذي وغيره عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال:{إذا دخل النور القلب، انفسح وانشرح، قالوا فما علامة ذلك يا رسول الله؟ قال: الإنابة إلى دار الخلود، والتجاني عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزوله}
والنور ✨الذي يدخل القلب إنما هو من آثار المثل الأعلى، فلذلك ينفسح وينشرح، وإذا لم يكن فيه معرفة الله ومحبّته، فحظّه الظلمة والضيق".
#الفوائدلابنالقيم
http://omferas.com/vb/t63766/
حصل خطأ في تصنيف الموضوع فلاتؤاخذونا
قال ابن القيم رحمه الله :
حال العبد في القبر !..
كحال القلب في الصدر ..
نعيماً وعذاباً .. وسجناً وانطلاقاً ..
فإذا أردت أن تعرف حالك في قبرك !..
فانظر إلى حال قلبك في صدرك ..
فإذا كان قلبك ممتلئاً بشاشةً وسكينةً وطهارة ..
فهذا حالك في قبرك بإذن الله ..
والعكس صحيح ..
ولهذا تجد صاحب الطاعة، وحسن الخلق والسماحة ،
أكثر الناس طمأنينة ..
فالإيمان : يُذهب الهموم ..
ويزيل الغموم ..
وهو قرة عين الموحدين ..
وسلوة العابدين ..
من أدام التسبيح انفرجت أساريره ..
ومن أدام الحمد تتابعت عليه الخيرات ..
ومن أدام الاستغفار فُتحت له المغاليق ..
قال سفيان الثوري :
*عليك بكثرة المعروف؛ ليؤنسك الله في قبرك ..واجتنب المحرمات كلها تجد حلاوة الإيمان*
أسعد الله صباحكم وجميع أوقاتكم بكل خير وسعادة
قال ابن قيم الجوزية :
الذنب يحجب الواصل ، ويقطع السائر ، وينكس الطالب ،
والقلب إنما يسير إلى الله بقوته ،
فإذا مرض بالذنوب ضعفت تلك القوة التي ستسيره ، فإذا زالت بالكلية انقطع عن الله انقطاعًا يبعد تداركه
فالله المستعان .
الداء والدواء