http://omferas.com/vb/t21807-13/#post216077
الموضوع السابق.
عرض للطباعة
http://omferas.com/vb/t21807-13/#post216077
الموضوع السابق.
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 26 آذار 2015
ريفلين لنتنياهو: من يخاف من اوراق الاقتراع، مصيره تلقي الحجارة في الشوارع
قالت صحيفة "هآرتس" ان رئيس الدولة رؤوبين ريفلين، كلف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، امس الاربعاء، مهمة تشكيل الحكومة القادمة. وقال ريفلين خلال استقباله لنتنياهو: "لقد اجتزنا معركة انتخابات صعبة. وفي خضم الخلافات بيننا قيلت من جانب كل الأطراف كلمات ما كان يجب أن تقال، لا في دولة يهودية ولا في دولة ديموقراطية. سقف اللهيب لا يخدم احدا. النار تزداد تأججا فقط، ويمكنها ان تحرق. هذا هو الوقت لبدء معالجة الجراح، هذا هو الوقت للبدء بلئم الشرخ. يجب ان نستعد حتى لأيام أصعب يمكنها أن تأتي. كي نتمكن من القتال دفاعا عن البيت، يتحتم علينا مواصلة بناءه معا، جميع المواطنين في اسرائيل. المسؤولية تقع على كاهلنا جميعا، وعلى كاهلك يا سيادة رئيس الحكومة".
واعتبر ريفلين "لئم الشرخ" احد ثلاثة مهام "مصيرية" ستواجه نتنياهو وحكومته القادمة، الى جانب "تحصين العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة، اكبر واهم صديقاتنا"، و"تحقيق استقرار الجهاز السياسي". وقال: "يمنع علينا العودة الى الانتخابات بعد عامين".
وتطرق نتنياهو، بشكل غير مباشر، الى الموضوع، وقال: "اعتبر نفسي رئيس حكومة لكل واحد وواحدة منكم. سأعمل على لئم الشرخ الذي حدث بين اجزاء المجتمع المختلفة خلال الانتخابات. علينا جميعا وضع الانتخابات من خلفنا والتركيز على ما يوحدنا. انا ملتزم بمواصلة هذا الطريق، طريق الدولة اليهودية الديموقراطية التي تمنح المساواة لكل مواطنيها، بدون تمييز في الدين والعرق والجنس. هكذا كان وهكذا سيكون". وقام نتنياهو الذي قال بأنه يشعر بتأثر كما لو كانت المرة الاولى، بتعداد عدد من التحديات المتوقعة امام حكومته: "تحصين امننا وتحسين رفاهيتنا، تخفيض اسعار السلع الاستهلاكية، وتفكيك الاحتكارات، وكذلك الأمل بالسلام مع جيراننا".
وقال ان "يدنا ممدودة للسلام مع الفلسطينيين". واوضح انه سيعمل على ترسيخ العلاقات مع الولايات المتحدة، لكنه اضاف: "سنواصل العمل من اجل منع الاتفاق مع ايران والذي يشكل خطرا علينا وعلى جيراننا وعلى العالم". وكان ريفلين قد انتقد تصريحات نتنياهو ضد العرب خلال استقباله لرئيس لجنة الانتخابات المركزية القاضي سليم جبران، الذي سلمه نتائج الانتخابات الرسمية، امس. وقال ريفلين "ان ارتفاع نسبة التصويت هو بركة للديموقراطية، ويل لنا اذا اعتبرنا أداء الواجب الديموقراطي في التصويت لعنة. من يخاف من اوراق الاقتراع في الصناديق، مصيره أن يتلقى الحجارة التي يتم رشقها في الشوارع".
وكان القاضي سليم جبران قد تطرق في كلمته امام ريفلين الى ارتفاع نسبة التصويت في الانتخابات (72.4%)، وقال "ان نسبة التصويت ارتفعت بشكل ملموس مقارنة بالانتخابات السابقة، وهي اعلى نسبة منذ عشرين سنة، وكلما ارتفعت نسبة التصويت، هكذا تعكس تركيبة الكنيست تعدد الآراء والمجموعات في الدولة وهذا هو ما نفاخر فيه في لجنة الانتخابات".
"سافاج" الفرنسية تلغي مشاركتها في مشروع القطار المعلق في القدس
كتبت صحيفة "هآرتس" ان الشركة الفرنسية "سافاج" قررت الغاء مشاركتها في مشروع انشاء القطار المعلق (تلفريك) في القدس، بعد تحذيرها من ابعاد هذا المشروع، من قبل وزارتي الخارجية والمالية الفرنسية. ومن المتوقع ان يثير هذا المشروع الذي كشفت "هآرتس" تفاصيله قبل ثلاثة أسابيع، معارضة شديدة، بسبب معانيه السياسية وابعاده البيئية والتخطيطية. وفي ضوء القرار الفرنسي يشكك الكثير من اصحاب الشأن بإمكانية تنفيذ المشروع.
وقال ناطق بلسان شركة Suez Environnement ، الشركة الأم لـ"سافاج" لصحيفة "لافيغارو"، انه "في سبيل منع أي تفسير سياسي، قررت الشركة عدم مواصلة (الخطة)". كما تنصلت شركة "بوما" الفرنسية من المشروع، بعد ان ذكر اسمها كمشاركة فيه. وحسب الصحيفة الفرنسية، فقد توجه المسؤول الفلسطيني صائب عريقات، في العاشر من آذار، الى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، واشتكى استعداد المجتمع الفرنسي للمشاركة في انشاء القطار المعلق في الجانب الشرقي من القدس.
وكتب عريقات في رسالته ان "الخطة ستقود الى مصادرة غير قانونية لأملاك، بعضها يعود لملكية الأوقاف". وفي اعقاب رسالة عريقات، دعت الادارة الفرنسية اصحاب شركة "سافاج" الى لقاء سري، في الثاني عشر من آذار، وتم تحذيرهم من قبل وزارة المالية، من المخاطر القانونية المرتبطة بالمشروع. وحسب ما قاله رجال الشركة فقد تم طلب وجهة نظر قانونية في هذه المسألة.
اليوم: مسيرة احتجاج عربية من النقب الى القدس
تنشر صحيفة "هآرتس" تقريرا حول المسيرة التي ستنطلق من النقب الى القدس، اليوم، احتجاجا على سياسة عدم الاعتراف بالكثير من القرى العربية في النقب. وستستغرق المسيرة اربعة أيام، بمشاركة رؤساء سلطات محلية وقياديين من الوسط العربي، على رأسهم رئيس القائمة المشتركة النائب ايمن عودة، الذي سيرافق المسيرة حتى نهايتها امام ديوان رئيس الدولة في القدس.
وكان عودة قد وعد خلال الحملة الانتخابية بطرح مسالة دفع الحقوق المدنية للمواطنين العرب في مقدمة جدول اعماله، وقيادة مسيرة الى القدس من الناصرة ومن القرى غير المعترف بها في النقب. وبعد فوز القائمة بـ 13 مقعدا في الكنيست، ستشكل قيادة النضال من اجل الاعتراف بالقرى غير المعترف بها في النقب، اختبارا آخر للقائمة المشتركة. وقالوا في القائمة المشتركة وفي المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، امس، ان هدف المسيرة هو اثارة الوعي على واقع الحياة غير المحتمل لسكان 46 قرية غير معترف بها، وطرح خطة للاعتراف بكل هذه القرى على طاولة الكنيست.
وكان من المفترض ان يستقبل رئيس الدولة المسيرة امام ديوانه، ولكنه بسبب سفره الى سنغافورة، تم الاتفاق على طرح مطالبها امامه بعد عودته الى البلاد. ومن المنتظر ان يشارك في المسيرة الى جانب عودة، عدد آخر من قادة القائمة المشتركة، ورؤساء السلطات المحلية في رهط وكسيفة وحورة، وممثلي لجنة المتابعة العليا للجمهور العربي، والمجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها، ومواطنين من اليهود والعرب، اضافة الى سكان من القرى البدوية في النقب.
وستنطلق المسيرة من قرية وادي النعم، وتتوقف في اليوم الاول في السوق البدوي في بئر السبع وفي قرية العراقيب غير المعترف بها، والتي تم هدمها عشرات المرات من قبل السلطات. وهناك سيبيت المشاركون في المسيرة، ومن ثم يواصلون في اليوم التالي الى قرية بيت جبرين. ويوم السبت ينتظر وصولهم الى قرية ابو غوش على مداخل القدس، ومن ثم مواصلة المسيرة يوم الاحد حتى ديوان الرئاسة في القدس. وقال المدير العام لمجلس القرى غير المعترف بها، فادي مسامرة، انه يتوقع مشاركة مئات المواطنين ووفود اجنبية في المسيرة. واضاف: "نلاحظ اهتماما كبيرا بالمسيرة على الشبكات الاجتماعية، وستكون الاولى من نوعها من حيث رسالتها الواضحة وطابعها الذي يشبه المسيرة التي قادها مارتن لوثر كينغ". يشار الى ان السلطات بلورة قبل ثلاث سنوات، خطة لتسوية اراضي البدو في النقب، مقابل خطة برافر التي تقوم على اخلاء عشرات آلاف البدو من اماكن سكناهم ونقلهم الى بلدات اخرى. وتم لاحقا تعليق هذه الخطة.
اما الخطة التي يطرحها البدو فتشمل مقترحات عملية لتسوية القضية، وتعتمد في أساسها على الاعتراف بالقرى العربية غير المعترف بها، التي يعيش فيها حوالي 100 الف مواطن في ظل ظروف حياتية قاسية، وبدون ارتباط بالخدمات الأساسية كالماء والكهرباء وخدمات الصحة والشوارع والمؤسسات التعليمية. وبسبب ذلك تضطر العائلات المقيمة في هذه القرى لإرسال اولادها الى المدارس في مناطق بعيدة، واحيانا بشكل غير محتمل.
يشار الى ان القرى التي تشملها هذه الخطة تتجاوب مع معايير منظومة التخطيط الاسرائيلية، ما يجعل المبادرين اليها يدعون عدم وجود أي مبرر لعدم الاعتراف بهذه القرى. وحسب الخطة التي تعتمد على دراسة شاملة اعدها المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها، وجمعيتي "بمكوم" و"سيدرا" فان الاعتراف بهذه القرى في مواقعها الحالية، افضل بكثير من الخطة الحكومية التي تعتمد على ترحيل عشرات آلاف المواطنين، وستوفر الكثير من الموارد المطلوبة لتغيير جغرافية المنطقة ووسائل تطبيقها وستمنع تعمق الصراع بين الدولة والبدو.
وتشمل الخطة تقديم خدمات بلدية ومدنية كاملة لسكان القرى، وانشاء بنى تحتية والموازنة الملائمة بين التطوير والوجود، وبلورة آليات لتصحيح الغبن الطويل بحق هذه القرى. ويتوقع منظمو المسيرة ان تساهم الخطة ومسيرتهم بتحريك عملية الاعتراف بالقرى.
يشار الى ان المخططات الحكومية، والتي كان اخرها مخطط غولدبرغ ومخطط برافر، قوبلت بمعارضة شديدة من قبل الجمهور البدوي والمواطنين العرب الذين خرجوا للتظاهر ضدها. ورغم ذلك تواصل السلطات التخطيط لانشاء احياء جديدة في القرى المعترف بها في النقب، لنقل سكان القرى غير المعترف بها اليها. لكن سكان هذه القرى يعارضون هذه المخططات، وسيطرحون امام رئيس الدولة مطلبهم بالاعتراف بقراهم والامتناع عن فرض المخططات الحكومية قسرا على السكان.
اللجنة القطرية للرؤساء العرب رفضت التقاء نتنياهو
اعلنت اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، امس، انها رفضت دعوة للقاء نتنياهو على خلفية تصريحاته في يوم الانتخابات ضد المصوتين العرب. وجاء في بيان صدر عن اللجنة التي توحد 63 رئيس سلطة محلية عربية، ان اللجنة مستعدة لالتقاء نتنياهو بعد تشكيل الحكومة. واعلنت اللجنة رفضها للاعتذار الذي قدمه نتنياهو امام عدد من نشطاء الليكود العرب والدروز والشركس.
وقالت مصادر في اللجنة لصحيفة "هآرتس" ان رئيس مركز السلطات المحلية، حاييم بيبس، عرض في اليوم التالي للانتخابات تنظيم لقاء بين رئيس الحكومة ورؤساء السلطات المحلية، لكن اللجنة رفضت ذلك لأن هدف اللقاء كان واضحا. وقالت اللجنة: "ليست لدينا مشكلة في عقد لقاء عمل مع رئيس الحكومة ومع كل وزرائه، ولكن بعد تشكيل الحكومة وليس قبلها". واعلنت اللجنة ان اعتذار نتنياهو امام نشطاء الليكود لم يتجاوب مع مطالب الجمهور العربي الذي يتوقع تغييرا في العمل وليس في التصريحات. واضافت ان الذين شاركوا في اللقاء مع نتنياهو لا يمثلون المواطنين العرب ولا مؤسساتهم التمثيلية.
"مصادر في المشتركة قلقة من احتضان عباس لها"!
تدعي صحيفة "هآرتس" ان اعضاء في القائمة المشتركة ابلغوها شعورهم بالقلق ازاء ما اسموه "عناق الدببة" من جانب السلطة الفلسطينية، على خلفية نية الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعوتهم الى لقاء احتفالي بعد ادائهم لليمين الدستوري كأعضاء في الكنيست!
وقال مسؤول في ديوان عباس لصحيفة "هآرتس" ان الرئيس عباس ينوي خلال اللقاء مناقشة التطورات السياسية في إسرائيل ومجالات عمل النواب العرب في الكنيست. وكان عباس قد تابع تشكيل القائمة عن قرب، والتقى مع عدد من شخصياتها ودعم تشكيلها كقوة سياسية مركزية تطرح المسألة الفلسطينية الاسرائيلية على جدول الأعمال. واوضح مسؤول في ديوان الرئيس عباس ان السلطة لا تتوقع من القائمة الانشغال في الموضوع الفلسطيني فقط. وحسب اقواله فان "المسألة الهامة هي ابراز موضوع السلام وانهاء الاحتلال على مستوى الجمهور الاسرائيلي، وهو مسالة غابت في الانتخابات الاخيرة حتى عن جدول المعسكر الصهيوني".
وتم مناقشة هذا الموضوع، ايضا خلال اللقاء الذي عقد في المقاطعة، امس الاول، بين عباس وممثلي الاحزاب الاربعة التي تؤلف القائمة المشتركة، ايمن عودة ومسعود غنايم وجمال زحالقة واسامة سعدي. وعلمت "هآرتس" انه شارك في اللقاء، ايضا، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، محمد المدني، المسؤول عن العلاقة بين عباس والجمهور الاسرائيلي. لكنه يوجد في القائمة من يتخوف من ابعاد العلاقة مع السلطة، وفضل المشاركون في اللقاء التكتم عليه وتحفظوا من البيان الرسمي الذي نشرته السلطة في هذا الشأن.
وقال مسؤول رفيع في القائمة: "لا شك ان انهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية تشكل اهدافا رئيسية، ولكن اولا هناك الكثير من القضايا التي يتحتم علينا معالجتها في المجتمع العربي. نحن نحترم عباس ونقدر نضاله من اجل السلام، ولكن في نهاية الامر فان من يجب ان يتخذوا القرارات هم الحكومة الإسرائيلية والمجتمع الدولي وليس نحن. قوتنا محدودة ونحن لسنا في وضع يشبه وضعنا ايام حكومة رابين". وجاء من القائمة المشتركة ان "اعضاء القائمة على استعداد لمقابلة كل جهة في اسرائيل والسلطة الفلسطينية والعالم وبذل كل جهد من اجل دفع السلام العادل على أساس قرارات الامم المتحدة، خاصة في قضايا الشعب الفلسطيني التي لا تجد شريكا لها في الجانب الاسرائيلي".
بدء المفاوضات الائتلافية في اسرائيل
اشارت الصحف الاسرائيلية الى المفاوضات التي ستبدأ في الكنيست، رسميا، اليوم، لتشكيل ائتلاف حكومي. وكتبته انه من المتوقع ان يجري طاقم المفاوضات من حزب الليكود، لقاءات مع طواقم الاحزاب الخمسة المتوقع مشاركتها في الائتلاف. ويضم طاقم الليكود النائبين ياريف ليفين وزئيف الكين والمحامي دان شومرون المقرب من نتنياهو، ويوآب هوروبيتش.
وفي هذه الأثناء تتضح صورة الحكومة القادمة، حسب الصحف، ويتعزز الاعتقاد بأنه سيتم توسيع صفوفها لتضم 24 وزيرا. وكتبت "هآرتس" ان نتنياهو استكمل امس، جولة اللقاءات مع قادة الكتل المتوقع انضمامها الى الحكومة، حيث اجتمع برئيس شاس ارييه درعي، وممثلي يهدوت هتوراه يعقوب ليتسمان وموشي غافني. وحسب درعي فقد خرج بانطباع يشير الى انه سيتسلم حقيبة الداخلية، فيما قال ليتسمان وغافني ان نتنياهو سيطمح الى منح حزبهما المناصب التي طلباها: نائب وزير الصحة لليتسمان، ورئيس لجنة المالية لغافني. لكن الليكود اوضح ان نتنياهو لم يلتزم بتسليم أي منصب لهما واشترط طرح الموضوع في المفاوضات الائتلافية.
في هذه الاثناء يبدو ان العقبة الرئيسية التي ستواجه نتنياهو هي مطالبة نفتالي بينت بحقائب الامن والمعارف والاديان. وقدر الليكود بأنه سيتم تسليم حزب بينت وزارة المعارف فقط. وقال مسؤول في الليكود "ان بينت لم يستوعب بعد نتائج الانتخابات، وسيضطر الى استيعاب مكانته الجديدة في المفاوضات الائتلافية. نحن نرى فيه وزيرا للمعارف او الاقتصاد، مع صلاحيات واسعة، ولن يحصل على حقيبة رفيعة اخرى. ومن جانب آخر نحن مستعدون لتعويضه ومنحه ثلاث حقائب.
ويعارض درعي وليبرمان توسيع عدد الوزراء الى 24، لكن هذه المعارضة ستمس بالذات بحزبيهما، ذلك ان الليكود يريد الاحتفاظ بعشرة حقائب، وسيتم منح ثلاث حقائب لحزب كلنا، ومثلها لحزب بينت، ما يعني انه سيتبقى لشاس ولإسرائيل بيتنا حقيبة واحدة لكل منهما، في حال عدم زيادة عدد الوزارات.
ويريد الليكود زيادة عدد وزرائه الى 13 ومنح وزارتين لكل من اسرائيل بيتنا وشاس، ولذلك يسعى الى زيادة عدد الحقاب من 18 الى 24. وفي موضوع حقيبة الامن، ورغم مطالبة بينت وليبرمان بالمنصب، الا ان الليكود يقدر بأن يعلون سيواصل تسلم هذه الحقيبة. ومن المتوقع ان يعرض نتنياهو على ليبرمان البقاء في وزارة الخارجية. وينوي الليكود الاحتفاظ بحقيبة القضاء ايضا، ويحتمل ان يتم تسليمها لغلعاد اردان او ياريف ليفين. ويتوقع تعيين بيني بيغن وزيرا للاستخبارات، فيما يتوقع تسليم حقيبة الاتصالات لوزير من الليكود ايضا، وكذلك حقيبة الرفاه.
كما يتوقع بقاء حقيبة الاديان في الليكود لأن شاس تعارض تسليمها لبينت وتطالب بها لنفسها. والحقيبة الوحيدة التي تم الاتفاق عيلها حتى الان هي حقيبة المالية التي وعد نتنياهو بتسليمها لموشيه كحلون.
هل صدرت اوامر عليا بوقف البناء على جبل ابو غنيم؟
كتبت "هآرتس" ان وزارة الاسكان تدعي تسلمها "اوامر عليا" تقضي بوقف دفع خطة بناء واسعة في حي "هار حوماه" على جبل ابو غنيم، الواقع خلف الخط الاخضر، جنوب القدس. وكانت وزارة الإسكان قد استكملت مؤخرا هذه الخطة، التي تستهدف بناء 1500 وحدة اسكان. وقالت الوزارة انه كان يفترض مناقشة الخطة خلال الايام القريبة في لجنة التنظيم والبناء في القدس، وانه تم منع ذلك بمبررات غير مهنية.
يشار الى ان البناء على جبل ابو غنيم يعتبر نقطة خلاف حقيقية في المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين. وطوال السنوات اصر الفلسطينيون على انه في اطار أي اتفاق في العاصمة سيتم اخلاء الحي الذي اقيم في مطلع التسعينيات. ويشار الى ان ديوان رئيس الحكومة دأب على التدخل في المخططات الحساسة سياسيا في القدس، وفي السنوات الأخيرة تم في اللحظة الأخيرة الغاء عدة نقاشات في الموضوع خشية حدوث مواجهة مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
وتنضوي خطة "حومات شموئيل هـ" في اطار الخارطة الهيكلية للقدس ويفترض ان تخلق تواصلا بين الحي وبين طريق الخليل، والشارع الرئيسي الممتد من القدس الى الجنوب، باتجاه غيلو وبيت لحم. ويشار الى ان الخطة في صيغتها السابقة والتي تضم 400 وحدة اسكان، مجمدة منذ العام 2008، وتم تعليقها قبل سنة ونصف. وقالوا في لجنة التخطيط لصحيفة "هآرتس" انه تم مؤخرا استئناف محاولات دفع الخارطة، لكن اوامر عليا منعت ذلك. وجاء من ديوان رئيس الحكومة انه لم يتم تحويل خطة "حومات شموئيل هـ" الى الديوان، وسيتم بعد تشكيل الحكومة اجراء نقاش حول مخططات البناء التي لم تناقشها لجنة التنظيم هذا الأسبوع.
امنستي تتهم فصائل فلسطينية بارتكاب جرائم حرب
اتهمت منظمة امنستي في تقرير نشر امس، فصائل فلسطينية مسلحة بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب في قطاع غزة في الصيف الماضي. وحسب "هآرتس" جاء في التقرير ان اطلاق الصواريخ من القطاع والذي لم يميز بين المدنيين والقوات العسكرية يخرق القانون الدولي. ويحدد التقرير انه في بعض الحالات اطلق فلسطينيون قذائف هاون على اهداف عسكرية اسرائيلية، ولكن بما ان المقصود ليس سلاحا دقيقا، فانه يمنع استخدامه لأن القواعد العسكرية تقوم الى جانب مناطق مدنية. واضاف "ان الهجمات التي لا تميز وتقتل او تجرح المدنيين تشكل خرقا خطيرا للقانون الانساني الدولي وتعتبر جرائم حرب".
النيابة ترفض فرض الاعتقال الاداري على مجرم يهودي
رفض النائب العام للدولة شاي نيتسان طلب الشاباك والجيش الاسرائيلي فرض الاعتقال الاداري على مئير اتينغر، (نجل مئير كهانا، مؤسس حركة كاخ)، والذي يعتبر هدفا رئيسا للواء اليهودي في الشاباك. واشارت "هآرتس" الى ان اتينغر المقيم في بؤرة جبعات رونين في الضفة، هو ناشط يميني له ماض جنائي غني. وكان قد اعتقل قبل سنتين لمدة نصف سنة بعد ادانته مع اربعة اشخاص بتهمة جمع معلومات حول تحركات الجيش بهدف تشويش عمليات اخلاء البؤر الاستيطانية. ونشر اتينغر مؤخرا عدة مقالات حول افكاره، ادعى فيها ان على الدولة العودة للعمل حسب الشريعة اليهودية وليست القومية.
وينشط اتينغر في حركات "الهيكل" التي تطالب بفتح الحرم القدسي لصلاة اليهود. وفي مقالة نشرها في تشرين الثاني الماضي، كتب: "ما الذي سيحدث اذا قرر الاف اليهود عدم العودة الى البيت حتى يتم بناء الهيكل. ما الذي يمكن للسلطة ان تفعله؟ كيف يمكن وقف الحريق الكبير الذي سيندلع ولن يهدأ وسيحرق ويجر المزيد من اليهود الذين لن يكون بالامكان وقفهم بتاتا، ومن يتم وقفه سيقوم بدله اصدقاء لن يرجعوا الى بيوتهم. يمكن التعمق في الخيال، ولكن هذه مسألة بسيطة جدا. فليحترق بيت يعقوب. ماذا ننتظر؟؟"
يشار الى ان اتينغر تورط ايضا في عمليات رشق زجاجات حارقة على منزل فلسطيني في قرية خربة ابو فلاح في تشرين الثاني الاخير. وتمكن اصحاب المنزل من الهرب قبل اشتعال البيت والنجاة. كما يقوم اتينغر بحث الشبان اليهود على ارتكاب اعمال عنف ضد الفلسطينيين. وقبل شهر طلب الشاباك والجيش اعتقاله اداريا بتهمة تشكيل خطر على الامن. وتقديم مثل هذا الطلب بشأن يهودي يعتبر نادرا في اسرائيل. وقد عارض نيتسان هذا الطلب، وتم الاتفاق على ابعاده لمدة سنة من الضفة، ولمدة نصف سنة من القدس، والاعتقال المنزلي لمدة ثلاثة اشهر. وقد التمس اتينغر ضد هذه الاوامر الى المحكمة العليا لكنها رفضت طلبه.
استشهاد فتى فلسطيني متأثرا بجراحه
توفي امس، الفتى الفلسطيني محمود صافي (17 عاما) من مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين، متأثرا بجراح اصابته بها قوة عسكرية من لواء كفير الاسرائيلي. واعلنت الشرطة العسكرية انها ستحقق في الموضوع. ونقلت "هآرتس" عن مصادر في مستشفى رام الله ان صافي اصيب بجراح يائسة جراء اطلاق النار على صدره، وبعد اسبوع من فقدان الوعي تدهورت حالته امس. وكان الجيش قد اطلق النار على تظاهرة نظمها سكان المخيم احتجاجا على اغلاق الطريق بين المخيم ومستوطنة بيت ايل.
مقالات
مصوتو اليمين، ايضا، يعيشون في فقاعة
يكتب اري شبيط، في "هآرتس" ان اكثر تعبير شاع في شمال شمال تل ابيب خلال الأسبوع الأخير، هو دولة واحدة للشعبين. الاسرائيليون الذين يتناولون "السوشي" استيقظوا صبيحة يوم الاربعاء الماضي، واكتشفوا انهم يعيشون حقا داخل فقاعة. الكثير منهم لا يعرفون ولو مصوتا واحدا لليكود، والكثيرين منهم لم يسمعوا ابدا عمير بنيون، والكثير منهم لم يفكروا بأن ابناء شعبهم سيصوتون مرة اخرى، وبنسبة كبيرة، لبنيامين نتنياهو، اكثر شخصية يكرهونها. لقد اتاح اقتصاد التكنولوجيا الفائقة والغاز والتركيز لحوالي مليوني اسرائيلي العيش جيدا في عالم مغلق، يقوم على قيم كاليفورنيا.
المستعمرة الليبرالية المزدهرة التي أقاموها على شاطئ البحر الأبيض المتوسط سمحت لهم بالعيش في حاضنة وهمية للتكنولوجيا الفائقة، المنفصلة تماما عن الواقع، وعن الدولة والبلاد. بين فلورنتين وأرسوف، وبين رعنانا ومركز بيرس للسلام اناس اخترعوا الشركات الرائدة وشاهدوا القناة العاشرة، ولم يعرفوا المكان الذي يعيشون فيه. لم يكن لديهم اتصال مع الشرقيين والتقليديين والناطقين بالروسية الذين يواجهون مصاعب الحياة، ولا مع المتزمتين اليهود والعرب (الذين تحدثوا كثيرا عنهم بالذات).
لقد كانت ديموقراطية الكثير من سكان الحلم الكاليفورني – الاسرائيلي في العقود الاخيرة، بمثابة ديموقراطية مؤسسات غير منتخبة: محكمتنا، وسائل اعلامنا، جمعياتنا في القطاع الثالث. وفجأة تجرأ الأساس الآخر للديموقراطية على اظهار وجهه: شعب. شعب إسرائيل حي ويركل. لقد قال كلمته بصوت عال. الشعب انتفض على الفقاعة وتمرد عليها، وفجر الفقاعة الى شظايا.
لكن الفقاعة الشمالية ليست الفقاعة الوحيدة في اسرائيل. فالشعب المتحمس والحيوي والتقليدي والمثقف الذي يعيش جنوب فلورنتين وشمال ارسوف، يعيش ايضا في الوهم المنقطع عن الواقع. مصوتو الليكود على حق: اسرائيل تقوم في قلب شرق اوسط فوضوي وعنيف. انصار نتنياهو يقولون الحقيقة: المتطرفون الفلسطينيون لن يتوقفوا عن ملاحقتنا، حتى اذا انسحبنا الى حدود 1967، ولكن رجال اليمين يتجاهلون ان مصدر قوة إسرائيل هو علاقتها العميقة مع الغرب. التحالف الحميمي مع الولايات المتحدة، والقدرة النادرة لفقاعة الهايتك. انها ستفقد الغرب، الولايات المتحدة والهايتك.
صحيح ان هناك سببا للتخوف من ايران وحزب الله وحماس وداعش. ولكن لكي يتم محاربتهم بنجاعة، يتحتم على اسرائيل وقف الاستيطان فورا وتقليص الاحتلال قدر الامكان، والعودة الى احضان الغرب. رفض المتعصبين فهم هذه الحقيقة الأساسية يجعلهم يعيشون في هذيان اكثر من هذيان من يأكلون السوشي. فبينما يتعالون في الوسط الاسرائيلي على سكان البلدات الطرفية، يتعالى سكان البلدات الطرفية على الغرب ويخرجون بفخر ضد روح العصر. لبالغ السخرية، فان القبة الحديدية السياسية والأمنية التي منحتها الولايات المتحدة لإسرائيل تسمح للكثير من الاسرائيليين بتجاهل ارتباطهم الكبير بالولايات المتحدة، والتناقض المتعاظم بين قيمهم وقيم امريكا في القرن الحادي والعشرين.
لعبة الفقاعات تحولت الى لعبة خطيرة، وهي التي حسمت انتخابات 2015 بشكل بالغ الخطورة، وهي التي ستقودنا الى صدام مباشر مع المجتمع الدولي. محاولة تضميد الجراح واستئناف الامل النازف تحتم البدء بالخروج من الفقاعتين. اذا خرج الشِبَاعُ من منطقة شمال شمال تل ابيب واكتشفوا اخيرا شعب اسرائيل، واذا فتح شعب اسرائيل، أخيرا، عينيه واكتشف العالم، سيكون من الممكن بدء التصحيح.
نتنياهو يزيف ديموقراطية
تكتب كارولاينا لاندسمان في "هآرتس" عن دعوة رام فرومان، رئيس المنتدى العلماني في مقالته "لا يزالون يرفضون الاعتراف بالانقلاب" – ("هآرتس 20.3) لمعسكر اليسار – الوسط "لتبني اجندة مختلفة تماما، والتخلي عن افكار رائعة لم يعد بالإمكان تحقيقها". وتسأل: ما هي هذه الأفكار الرائعة؟ انهاء الاحتلال والسلام مع الفلسطينيين.
لقد اثبتت الانتخابات مرة اخرى لفرومان ان "الطبقات المستضعفة والمناطق الطرفية" ليست شريكة في هذه الافكار الرائعة، ولذلك فان كل ما تبقى هو الانطواء داخل حدودنا الايديولوجية، أي الاقتصادية – الاجتماعية (تل ابيب، شمال غوش دان وجنوب الشارون – جيبان في حيفا وموديعين، والكيبوتسات) و"مع كل الأسف الذي ينطوي عليه الامر، الاهتمام بمصالحنا". يمكن الفهم من مقالة فرومان، ان النضال ضد الاحتلال هو جزء من الأجندة، التي يتبناها انسان او معسكر، ويتعلق بالحالة النفسية، وان المفاهيم تبدو في مقالته كما لو كانت مركبات سلطة يتم اعدادها شخصيا في المطعم.
بل اكثر من ذلك، لقد اغفل مقال فرومان تفصيلين صغيرين: هل ينوي رعايا كانتون غرب السهل الساحلي، او ليس مهما كيف يسمون انفسهم، الخدمة في الجيش؟ هل ينوون مواصلة دفع الضرائب؟ واذا كان الجواب نعم، فما الذي يعنيه اعلانه، باستثناء محاولة الانعزال الاخلاقي عن الجرائم (المستقبلية) للدولة؟
يقترح فرومان على الخاسرين في الانتخابات الأخيرة، تبني استراتيجية الأقلية السياسية. يبدو ان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لم يكن واضحا بما يكفي في كل ما يتعلق بمفهومه للديموقراطية اليهودية، كشكل لنظام سلطة ليس لديه أي التزام بحماية الاقليات، فقط، لا بل يحاربهم. هل يعتقد فرومان انه كان من قبيل الصدفة فقط، اتفاق الشركاء الطبيعيين للائتلاف الحكومي، قبل قيام الحكومة، على دفع قانوني القومية والجمعيات؟ ما الذي يجب ان يحدث هنا ايضا، كي نفهم كلنا، وجميع المحاربين من اجل الحريات الاقتصادية، ان نتنياهو واليمين المتطرف افرغوا الديموقراطية من قيمها، واحتفظوا بها كآلية اجرائية فقط، تتيح العمل ضد القيم الديموقراطية، من خلال الكبح غير العنيف للمعارضين؟
المعسكر الخاسر يخضع الآن الى قوانين اللعبة السارية المفعول في رأسه فقط. بعبارة اخرى: من سيحترمك كأقلية؟ أي جوهر ملموس ينطوي عليه مصطلح "اقلية" في الدولة التي تسخر على الملأ بقيم الديموقراطية؟ سيما ان الوجود كأقلية يمكنه ان يستخدم كمنهاج عمل محمي سياسيا، يمكن النمو منه فقط في اطار الالتزام بالدفاع عن الأقلية.
نتنياهو واليمين المتطرف فازوا في الانتخابات بالخداع، ليس لأنهم زيفوا صناديق الاقتراع، وانما لأنهم زيفوا معاني مصطلح الديموقراطية. والان، اما ان نحارب على الطابع الديموقراطي للدولة او لا نفعل ذلك.
من حظ فرومان انه ينتمي الى مجموعة كبيرة (طبعا ليست كبيرة بما يكفي) لأناس يتمتعون بموارد تسمح لهم بالتحصن في احيائهم والاهتمام فقط بسلامتهم. ولكنه يتحتم عندها التساؤل: أي حياة هذه؟ أي، ليس فقط كسؤال اخلاقي (يكون على صلة عندما يقرر شخص التنكر للمجتمع الذي يعيش فيه ويهتم فقط بمصالحه ومصالح رفاقه)، ولكن أيضا بوصفه عملي: أليس هذا ضربا من الوهم فقط (حتى لأولئك الذين يعتقدون أنه يتمتع باحتياطيات اقتصادية)، واحتمال أن يكون ما يصفه في مقالته هو مسالة قائمة فعلا؟
اذا تم تفريغ الديموقراطية الإسرائيلية من جوهرها فعلا، ونحن نتواجد فقط في معركة خاسرة مسبقا، وفي مواعيد ثابتة (كل اربع سنوات) حول سيطرة رغبة الغالبية، فانه ومهما كانت هذه الرغبة، قد يتحتم على المجتمع الاسرائيلي – او على الاقل الناس الذين يعتقد فرومان انه يتحدث باسمهم – اعادة التفكير بما يمكن عمله. لا حاجة لتذكير احد بأن الاسرائيليين حاربوا دائما في الحروب التي تمت دعوتهم اليها، من خلال التضحية اللامتناهية وبشجاعة كبيرة. السؤال الان هو: في سبيل أي هدف سيبدون استعدادهم للمحاربة.
.(((((((((((((((( سقف اللهيب لا يخدم احدا. النار تزداد تأججا فقط، ويمكنها ان تحرق. هذا هو الوقت لبدء معالجة الجراح، هذا هو الوقت للبدء بلئم الشرخ. يجب ان نستعد حتى لأيام أصعب يمكنها أن تأتي. كي نتمكن من القتال دفاعا عن البيت، يتحتم علينا مواصلة بناءه معا، جميع المواطنين في اسرائيل. المسؤولية تقع على كاهلنا جميعا، وعلى كاهلك يا سيادة رئيس الحكومة"))))))))))))))))
هذا كلام إسرائيلي , يخشى على بيته وأطفاله من الضياع , كل أمنياتي أن أسمع هذا الكلام من فم عربي له رتبة هذا الإسرائلي ,
شكراً لك أخي جريح فلسطين , نعرف الحقيقة من خلال أخبارك الصباحية , تحياتي
نعم والله معك حق أستاذ غالب .فامرنا محزن جدا:
**************
أضواء على الصحافة الإسرائيلية 3-4 نيسان 2015
إسرائيل: "اوباما باعنا بحفنة عدس"
هاجمت اسرائيل اطار الاتفاق الذي تم التوصل اليه بعد 18 شهرا من المفاوضات، واسبوع مكثف من المحادثات في لوزان السويسرية، بين ايران والقوى العظمى، بشأن المشروع النووي الايراني. واعتبرت اوساط إسرائيلية رسمية ان الرئيس الامريكي باع اسرائيل وحلفاء امريكا الاخرين في المنطقة "بحفنة عدس".
ونشرت صحيفة "هآرتس" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم ان "المقصود اطار اتفاق سيء سيقود الى اتفاق سيء وخطير". وحسب اقوالهم فان اتفاق الاطار يمنح شرعية دولية للمشروع النووي الايراني الذي يهدف فقط الى انتاج قنبلة نووية". وهاجم المتحدثون ايران والقوى العظمى وادعوا ان الصفقة التي تم التوصل اليها مع ايران تعني "الاستسلام لاملاءات ايرانية، وهو لن يحقق النووي لأغراض سلمية وانما لأغراض حربية".
ونقل موقع المستوطنين (القناة السابعة) تصريحا لعضو الكنيست الاسرائيلي اييلت شكيد (البيت اليهودي) قالت فيه ان "الرئيس الامريكي باع إسرائيل وحلفائه في الشرق الاوسط بحفنة عدس". وادعت ان القوى العظمى تراجعت امام الايرانيين الذين لقنوا الغرب درسا في المفاوضات.
وقالت شكيد: "في كل جيل وجيل يقومون علينا لابادتنا، وهذه المرة نحن نعرف ذلك وبعد 2000 سنة توجد لدينا مرة اخرى دولة وقوة عسكرية".
هل يلمح ايشل الى ضربة جوية؟
ونشرت "يسرائيل هيوم" في هذا الصدد انه في الوقت الذي تعلن فيه القوى العظمى عن التوصل الى تفاهمات مع ايران، يوجد في اسرائيل من يلمح الى اتجاه آخر. فقد اعلن قائد سلاح الجو، الجنرال امير ايشل، خلال مؤتمر عقد امس الأول، انه "من ناحية عسكرية يكمن التفوق الكبير في توجيه الضربة الاولى، لأنها تحقق الانجازات عندما تملك القدرات".
وقد عقد المؤتمر في معهد "كنيرت" على اسم دان شومرون في بيت بن غوريون في تل ابيب، تحت شعار "هل سيتمكن سلاح الجو من تحقيق المفاجأة في عملية "موكيد" جديدة – نسبة الى الهجوم الذي شنته اسرائيل في بداية حرب الايام الستة والذي اطلقت عليه "عملية موكيد".
وقال الجنرال ايشل ان "هناك من يدعي انه بسبب امتلاك العدو لقدرات افضل مما امتلكه في السابق، لضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فان المسألة اصبحت اكثر أهمية. لكن إسرائيل، وخلافا لتلك الفترة، تعتبر قوية. عملياتنا العسكرية تحتاج الى الشرعية الدولية. فهل يمكن لعملية كهذه – مفاجئة، ان تحقق الشرعية؟ اعتقد ان هذا يعتبر تغييرا ملموسا. في حينه كنا ضعفاء، اما اليوم فنحن في مكان آخر".
اوباما: "الاتفاق صفقة جيدة"
وكتبت "هآرتس" ان الرئيس براك اوباما اعتبر الاتفاق انجازا، وقال ان مبادئه تضمن ان ايران ستحتاج طوال العشر السنوات القادمة الى سنة عمل على الأقل اذا ما قررت تحقيق اختراق وانتاج مواد مشعة تكفي لانتاج قنبلة نووية، علما ان ايران لا تحتاج اليوم الا لشهرين او ثلاثة لتحقيق ذلك. واعتبر اوباما، في مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض، ما تم التوصل اليه مع ايران بمثابة "صفقة جيدة"، وقال ان القوى العظمى ستشرف بشكل دقيق على تطبيق الاتفاق وستفحص كل اشتباه بخرقه. واضاف انه اذا حاولت ايران الخداع فستكتشف القوى العظمى ذلك وتتحرك ضدها.
واجرى اوباما، الخميس، اتصالا مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وتحدث معه بشأن الاتفاق. وقال اوباما: ليس سرا انني ونتنياهو لا نتفق في المسألة الايرانية، ولكن اذا كان يبحث عن الطريق الأنجع للتأكد من أن ايران لن تحقق سلاحا نوويا فهذا هو افضل خيار".
يشار الى ان اتفاق الاطار سيسمح لايران بمواصلة تخصيب اليورانيوم في منشأة نتنز بواسطة 5060 جهاز طرد مركزي فقط من بين 19 الف جهاز طرد مركزي تملكها، وذلك على مدار عشر سنوات. وسيسمح لها باستخدام اجهزة الطرد المركزي من النوع القديم فقط. وستقوم ايران بتسليم 1000 جهاز طرد مركزي من الطراز الحديث والتي يمكنها تخصيب اليورانيوم بكميات تصل الى اربعة اضعاف، الى مراقبي الوكالة الدولية للطاقة النووية.
والتزمت ايران بعدم تخصيب اليورانيوم لنسبة تتجاوز 3.5%، طوال 15 سنة، وهي نسبة لا يمكن استخدامها لانتاج سلاح نووي. كما التزمت ايران بعدم بناء أي منشأة نووية جديدة خلال هذه الفترة. والتزمت، ايضا، بتخفيف كل كمية اليورانيوم التي قامت بتخصيبها حتى الآن، الى نسبة 3.5%، علما ان هذه الكمية تبلغ عشرة اطنان ويمكنها ان تنتج مواد مشعة تكفي لانتاج خمسة او ستة قنابل نووية. وحسب الاتفاق ايضا لن يسمح لايران طوال 15 سنة بحيازة اكثر من 300 كلغم من اليورانيوم المخصب بنسبة طفيفة. كما سيتم بموجب الاتفاق اجراء تغييرات في مفاعل بوردو وعدم اجراء اية تجارب فيه او أي تطوير في مجال تخصيب اليورانيوم.
كذلك سيتم اعادة بناء وتخطيط مفاعل المياه الثقيلة في أراك بشكل لا يتيح انتاج البلوتونيوم. وتعهدت ايران بعدم بناء أي مجمع للمياه الثقيلة خلال فترة الاتفاق. وحدد الاتفاق آلية مراقبة للخطة النووية الايرانية، وفتح الباب امام المفتشين الدوليين لدخول المنشآت النووية وتعقب ما يحدث فيها لمدة 20 سنة. ويشمل ذلك حق المراقبين الدوليين بتنظيم زيارات مفاجئة الى كل المنشآت النووية الايرانية بدون أي تنسيق سابق. وبعد ان يتأكد المراقبون من التزام ايران بالاتفاق سيتم رفع كل العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها، في المجالات البنكية والتأمين والنفط. وفي المقابل سيتم تقديم مشروع قرار الى مجلس الامن يلغي القرارات السابقة التي فرضت عقوبات على ايران، ويحدد العقوبات التي ستبقى سارية.
"أخطر المعتقلين في اسرائيل"!
ينشر موقع "واللا" تقريرا حول من يعتبرهم اخطر معتقلين في السجون الإسرائيلية، فيخلط الجنائي بالسياسي، والمجرم بالمقاوم، ويضعهم في خانة واحدة، معتبرا ان القاسم المشترك بينهم هو انهم "ارتكبوا جرائهم هزت اركان الدولة كلها". ويشير التقرير الى فرض حراسة مشددة على هؤلاء المعتقلين في السجون، وانهم يسببون للسجانين وقادة السجون وجع رأس متواصل. وتطرح ادارة السجون خطة حراسة خاصة بكل منهم، علما ان بعضهم يعتقلون في عزل انفرادي.
وحسب الموقع فان يغئال عمير، قاتل رئيس الحكومة يتسحاق رابين، في 4 تشرين الثاني 1995، يتربع على رأس القائمة، يليه عباس السيد مخطط "مذبحة ليلة عيد الفصح العبري" في عام 2002، والتي اسفرت عن قتل 30 شخصا واصابة 160. اما المكان الثالث فيحتله الاسيران حكم وامجد عواد، من قرية عورتا، قاتلا عائلة فوغل الإسرائيلية في مستوطنة ايتمار في 11 آذار 2011.
ويحتل المكان الرابع دميان كارليك، قاتل عائلة اوشرانكو في 17 تشرين الاول 2009، في ريشون لتسيون. وفي المكان الخامس يجلس عامي بوبر، الارهابي اليهودي الذي قتل في 20 ايار 1990 سبعة عمال فلسطينيين في عيون قارة (ريشون لتسيون). يليه في المكان السادس الاسير الفلسطيني مروان البرغوثي، الذي اعتقلته إسرائيل في 15 نيسان 2002، وحكمت عليه بالسجن المؤبد لخمس فترات بالإضافة الى 40 سنة اخرى، بادعاء مسؤوليته عن تخطيط خمس عمليات قاتلة. علما ان المحكمة برأته من 32 عملية اخرى.
ويلي البرغوثي، في المكان السابع تسفي غور خاطف وقاتل الطفل اورن يردين في حزيران 1980. ويخصص المكان الثامن في القائمة للمعتقلين سيجاليت حيموفيتش وريعي حورب، قاتلا الفتي اساف شطايرمان في الرابع من كانون الاول 1996. وفي المكان التاسع المعتقل بيني سيلع، الذي ادين باغتصاب 13 امرأة، واعتقل في 1999. وفي المكان العاشر يتسحاق زوزيشفيلي ورافي نحامي، قاتلا القاضي عيدي ازار في 19 تموز 2004.
العثور على الشاب اليهودي الذي زعم اختطافه قرب الخليل
اشارت الصحف الاسرائيلية الصادرة الجمعة، الى اللعبة التي قام بها شاب اسرائيلي ورفيقه، حيث ادعيا انه تم اختطاف الاول قرب الخليل، واستنفرا الجيش والشرطة لساعات طويلة، كان الفلسطينيون في المنطقة ضحايا لتوابعها طوال ليلة الخمسس الجمعة.
وكتبت الصحف انه "بعد تخوف الجهاز الامني على حياة الشاب نيف اسراف (22 عاما) من بئر السبع، الذي "اختفى" في منطقة الخليل، بعد ظهر الخميس، تم العثور عليه بعد منتصف ليلة الخميس الجمعة. وكانت قوات الامن قد تجندت بعد ظهر الخميس وبدأت باجراء تمشيط في قرية بيت عانون ومحيطها، بعد التبليغ عن دخول الشاب اليها. وقام الجيش بنشر قوات كبيرة في الخليل لحماية الزوار اليهود الذين يتوقع وصولهم الى المدينة بمناسبة عيد الفصح الاسرائيلي. وبعد التبليغ عن غياب الشاب تم تعزيز هذه القوات، وتم نشر الحواجز في المنطقة.
كما عقد وزير الامن جلسة مشاورات مساء الخميس لتتبع التقارير الميدانية حول البحث عن الشاب. لكنه تبين لاحقا ان صديق الشاب اجرى بعد ظهر الخميس اتصالا مع مركز الطوارئ في الشرطة وزعم انه وصديقه تركا سيارتهما على الشارع بين كريات اربع وبيت عانون بعد حدوث ثقب في احد اطاراتها، وان صديقه ذهب الى القرية لطلب المساعدة على اصلاح الثقب، لكنه لم يرجع.
وحسب ما قالته الشرطة فقد كان البلاغ كاذبا، ولم يتم العثور على أي ثقب في عجلات السيارة، وساد الاعتقاد بأن الشاب توجه الى القرية على خلفية جنائية. وقال الناطق العسكري الميجر موطي الموز انه ليس من الواضح ما اذا كانت خلفية الحادث قومية او جنائية، لكنه من الواضح ان بدايته تختلف عن أي عملية اختطاف واضحة".
طعن جندي في الضفة
كتبت "هآرتس" ان جنديا اسرائيليا تعرض، الخميس، لحادث طعن من قبل قاصر فلسطيني بالقرب من حاجز عابر السامرة القريب من مستوطنة اورانيت، ما اسفر عن اصابته بجراح طفيفة. وحسب الشاباك الاسرائيلي فان قاصرا من طولكرم هاجم الجندي، وانه لا توجد لهذا القاصر أي اسبقيات امنية.
وحسب تقرير للجيش فقد اوقفت قوة عسكرية عدة "متواجدين غير قانونيين" بالقرب من منطقة راس العين، وخلال ذلك قام احدهم بطعن الجندي يوآب لايتمان من الكتيبة 101 في لواء المظليين. واصيب الجندي في رأسه وكتفه. وتم تقديم العلاج الاولي له ونقله الى المستشفى في بيتح تكفا.
وقال الجندي المصاب انه قام بعد اكتشاف الفلسطينيين بالقاء قنبلة دخانية باتجاههم، فتوقفوا، وتم اقتيادهم الى سيارة الجيب العسكرية لتسجيل تفاصيلهم، وبعد الحصول على هوياتهم وتلفوناتهم، هاجمه الفلسطيني وطعنه.
اتهام جندي من دالية الكرمل بتقديم معلومات لصدقي المقت
كتبت "يديعوت احرنوت" ان الشاباك الاسرائيلي يشتبه بقيان الجندي الدرزي هلال حلبي من قرية دالية الكرمل بتقديم المساعدة "لجاسوس الفيسبوك" صدقي المقت من مجدل شمس، الذي اعتقل مؤخرا بشبه التجسس لصالح سوريا.
وحسب لائحة الاتهام التي تم تقديمها ضد الجندي، فقد سلم معلومات سرية الى المقت تتعلق بمنظومة الحراسة على الحدود الاسرائيلية – السورية. ولم تسمح المحكمة بناء على طلب النيابة، بنشر جانب من لائحة الاتهام، لكنه يستدل مما سمح بنشره ان الجندي اتصل بالمقت عدة مرات وسلمه معلومات حول اخلاء المصابين على المنطقة الحدودية. وحسب لائحة الاتهام فان الجندي دعا المقت خلال احدى المحادثات بينهما، لمشاهدة "نشاط عسكري" في المكان – كما يبدو عملية لاخلاء المصابين. وتدعي لائحة الاتهام ان المعلومات التي تم نقلها الى المقت "تلحق مسا بأمن الدولة".
وكتبت "هآرتس" ان المحامي باسل فلاح، الذي يترافع عن الجندي، قال للصحيفة ان موكله نقل المعلومات الى المقت، لكنه شاب في التاسعة عشر من عمره ولا يخدم في وحدة سرية، واذا قام بنقل معلومات فالمقصود خطوة بريئة لا تهدف الى المس بأمن الدولة".
وقال رئيس بلدية دالية الكرمل، رفيق حلبي انه "تم تضخيم هذه القضية، وانه اذا تم نقل معلومات فانه لم يتم تحويلها الى جهة معادية وانما الى جهة مدنية بشكل بريء وربما بسبب عدم الوعي، ولكن ليس بنوايا سيئة". كما قال الزعيم الروحي للطائفة الدرزية الشيخ موفق طريف ان "الحديث عن شاب تجند مؤخرا فقط، واعتقد انه يمكنه مساعدة اخوته الدروز المحاصرين في قراهم وراء الحدود، وتم اغواؤه من قبل جهات معادية استغلت براءته".
وقال طريف "اننا نرى في عمله هذا ممنوعا، رغم انه لم تكن لديه أي نية للمس بأمن الدولة. نحن نأسف على كل عمل يمس بأمن دولة اسرائيل".
وقال قفطان حلبي، رئيس الجمعية من اجل الجندي الدرزي، ان عائلة الجندي "اعتزلت داخل بيتها وتبكي كأنها في حالة حداد، وان الجندي هو "ملح الارض" وشارك في الجرف الصامد واجتاز الامتحانات لدورة طيران، لكن المقت استغله ولعب على عواطفه وقال له انهم يقتلون الدروز هناك".
يشار الى ان النيابة قدمت، الأسبوع الماضي، لائحة اتهام ضد المقت تتهمه فيها بالتجسس. ورفضت المحكمة العليا، يوم الخميس، التماسه اليها ضد وزير الامن، على خلفية قرار الاخير منع تمثيله الا من قبل محام يوافق عليه الجهاز الامني. وقال المحاميات يامن زيدان ولبيب حبيب ممثلا المقت في الالتماس انه من المؤسف ان المحكمة لم تأخذ في الاعتبار ادعاءهما بأن لقرار وزير الامن دوافع سياسية ومستهجنة. واعتبرا القرار يمس بالحق الأساسي للمعتقل باختيار من يمثله.
العليا تأمر بوقف العمل في الجدار قرب بيت جالا
كتبت "هآرتس" ان المحكمة العليا امرت دولة اسرائيل بتجميد العمل في بناء الجدار الفاصل في منطقة بيت جالا، جنوب القدس، ورفضت كل البدائل التي تم تقديمها في اطار التماس الفلسطينيين والأديرة في المنطقة، الذين ادعوا ان مسار الجدار يمس بنمط حياتهم.
ويصارع الفلسطينيون في المنطقة ضد مسار الجدار منذ تسع سنوات، ويدعون ان الهدف الحقيقي للجدار هو ضم مستوطنة "هار جيلو" الى القدس، ولا توجد له أي حاجة امنية، ناهيك عن ان الجدار يفصل بينهم وبين اراضيهم، وبين الأديرة ورعاياها المسيحيين.
وحسب المخطط الأصلي الذي عرضه الجيش فان مسار الجدار المقترح سيفصل بين دير الرجال، الذي سيبقى في الجانب الاسرائيلي ودير النساء الذي سيبقى في الجانب الفلسطيني. وكانت وزارة الامن قد قامت بشق طريق التفافي عبر المدرجات الزراعية لقرية الولجة وتسببت باضرار كبيرة للطبيعة.
يشار الى ان المحكمة امرت الدولة قبل سنة بالعثور على بدائل تبقي على دير الرجال في الجانب الفلسطيني، ايضا، لكن العمل في شق الشارع تواصل، رغم انه لن تكون اليه حاجة في حال تحويل مسار الجدار. وقد رفضت المحكمة في حينه المسار المقترح للجدار والبدائل التي قدمها الجيش مؤخرا.
بينت يشن هجوما على نتنياهو
كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان حالة الاحباط المتزايد لدى رئيس البيت اليهودي، نفتالي بينت ازاء المفاوضات الائتلافية، حققت مفعولها. فخلال لقاء مغلق للنشطاء، شن بينت هجوما كاسحا على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومنافسيه الرئيسيين على الحقائب الرفيعة التي يطالب بها لحزبه في الحكومة القادمة. واعرب بينت عن غضبه ازاء الاستهتار به وبحزبه.
وقال بينت: "افيغدور ليبرمان مع ستة مقاعد يعتبر مسألة مفهومة ضمنا لمنحه حقيبة الخارجية. ما الذي حدث؟ هل تم تسجيل ذلك في الطابو؟ ما الذي يبنيه رئيس الحكومة؟ هل يبني على اننا جمهور احمق ويقول لنفسه انه يمكن الركوب على ظهورهم هذه المرة ايضا، فيأتي ويقول "أو، أو"، او الخارجية او التعليم. لماذا، ما الذي حدث؟ ما الذي حدث؟".
ومن خلال الشريط المسجل والذي تم بثه في اذاعة الجيش، الخميس، يسمع بينت في حالة هيجان، وهو يقرص قادة الاحزاب الذين من شأنه الجلوس معهم حول طاولة الحكومة. ومما قاله: "هل كتب في الطابو ان ارييه درعي يجب ان يكون وزيرا للداخلية؟ هل كتب في الطابو ان ليبرمان سيكون هناك؟ اين كتب ذلك؟ هل كتب ان شاس يجب ان تدوسنا في المجال الديني؟ ما الذي حدث؟ كل شيء مدون في الطابو الا البيت اليهودي، لأننا اصحاب قيم، واننا ندخل تحت الحمالة. لا، هذا ليس أو، أو".
واستغل بينت المنبر كي يوضح ان البيت اليهودي لن يكون مسؤولا في حال تم تشكيل حكومة وحدة. وقال: اذا كان نتنياهو يريد حكومة وحدة، فلتكن حكومة وحدة، ولن نسمح لاحد بأن يحملنا المسؤولية. وتذمر بينت من انهم يحاولون اجباره على تلقي حقيبة المعارف، وكرر مطالبته بحقيبة رفيعة، وقال: "نريد ان نكون في الاعلى، نريد التأثير على الامور الرئيسية للدولة".
وقال بينت انه اجتمع مرتين مع نتنياهو، وامتنع الاخير في المرتين عن الدخول معه في مفاوضات جوهرية. وفي تعقيبهم على اقوال بينت قال المقربون من نتنياهو ان "بينت محبط وسقط عن الخطوط". واضاف احد المسؤولين الكبار في الليكود: "لقد خسر بينت في الانتخابات، ولكنه لسبب ما يشعر بأنه تبرع لنا بالمقاعد ولذلك يجب علينا تعويضه. عليه ان يهدأ".
مقالات وتقارير
يساريون بدون كرامة.
تحت هذا العنوان يكتب اوري مسغاف، في "هآرتس" ان هناك ثلاثة أسباب على الأقل تمنع اليسار الاسرائيلي من الانضمام الى حكومة نتنياهو. منذ انقلاب 77 نجح حزب العمل بالعودة الى السلطة فقط في اعقاب ولاية حكومة يمينية ضيقة، ومن المعارضة فقط يمكن طرح بديل واضح لطريق اليمين، وفي المعارضة فقط يمكن اعادة بناء الذات كقوة سياسية جارفة. ولكن هذه كلها أسباب منطقية في طابعها، وفي كل الحالات تعتبر هامشية.
السبب الاول والاهم، والأكثر وضوحا هو انه يمكن للناس الذين يفتقدون للكرامة فقط ان يطرحون امكانية الانضمام الى حكومة نتنياهو الجديدة بعد كل ما حدث خلال الأشهر الأخيرة هنا. ولكنه يتضح ان هناك اناس كهؤلاء، يحكون دماغهم ويفحصون هذه الامكانية ويعرضون ادعاءات كهذه او تلك. وحقيقة النقاش، مهما كان نظريا، تحلل النجاسة. وهذه المسألة يمكن ان تقوم فقط في عالم يفتقد الى الكرامة، الكرامة الشخصية وعدم احترام الآخر، وعدم احترام الطريق. الخطاب اليساري يعتبر الكرامة قيمة متدنية، شيء مشرقي، بدائي، بقايا من العالم القديم، ولا مكان له في العالم النخبوي والفكري، وغالبا الاشكنازي. ولكن هذا خطأ كبير. فللكرامة أهمية ودور. ويمكن للكرامة ان تطرح توجها، واحيانا طعما للحياة.
وفي الحالات القصوى، يمكن للكرامة ان تكون كل ما تبقى للإنسان والمجموعة التي ينتمي إليها. لا توجد أي حاجة الى القتل والموت من اجلها، ولكن من الجيد استخدامها كالبوصلة. لقد ذكّر المحرر الراحل لمجلة "شارلي هبدو"، حين كان مهددا بالقتل أنه "من الأفضل أن تموت على أن تعيش راكعا على ركبتيك."
ما الذي يدور اذن في عقول تلك المحاريات التي تتآمر على جعل اليسار يزحف على بطنه الى أحضان نتنياهو؟ ألم يكونوا هنا خلال الحملة الانتخابية، التي كرر رئيس الوزراء خلالها الهجوم على اليسار وطريقه وممثليه؟ وعندما داس على رفات الديمقراطية، وزرع الخوف والكراهية تجاه المواطنين العرب، وعاد وأعلن بنشوة انه يتجه نحو حكومة قومية"؟ ألم يروا ان من دعي في ليلة الانتصار في الانتخابات، وخلال حفل البلورة الذي عقد هذا الاسبوع لأعضاء الليكود، كان عمير بنيون، مؤلف مزامير التحريض المتدنية والسافلة؟ كيف يمكن لقادة هذا المعسكر الذي يتعرض للهجوم ان لا يعقدوا مؤتمرا صحفيا قصيرا ويعلنون فيه بشكل قاطع: لن ننضم اليه في أي ظرف، دون ان يقوموا بأي مناورة او التواء. وحتى يتم ذلك، سيبقون لُقَطاءُ بدون أي كرامة. ربما لا يكون فقدان الكرامة هذا نتيجة الخسارة في الانتخابات فقط، وانما يؤثر عليهم، لأن الناس يشمون من بعيد من لا كرامة له.
ربما يشخصون ما الذي يقف وراء حزب له ماض مجيد، وبات يخجل بهويته ويسمي نفسه فجأة "المعسكر الصهيوني". وما الذي يقف وراء هذا التمسك المذعور بـ"الوسط"، وتعتيم المواقف، والهرب من المسائل الامنية والسياسية، والشلل الرهيب امام خوض كل نقاش حول انهاء الاحتلال واخلاء المستوطنات والحلول المتعلقة بمسألتي القدس واللاجئين. وطبعا، التهرب من رفض حكومة الوحدة، قبل وبعد الانتخابات.
حزب العمال البريطاني لا ينضم الى حزب المحافظين فور هزيمته في الانتخابات، والحزب الديموقراطي الامريكي لا ينضم الى الجمهوريين في اليوم التالي للهزيمة. اذا كان اليسار الاسرائيلي يريد اعادة بناء نفسه، فليبدأ بترميم كرامته المفقودة اولا.
ايها اليهود، ابقوا في اوروبا.
يكتب ابراهام بورغ، في "هآرتس" ان العالم اليهودي يشهد نقاشا مثيرا حول مستقبل يهود اوروبا. ويضيف: "تساءل جفري غولدبرغ بشكل استفزازي، عبر صحيفة "اتلانتيك"، عما اذا لم يحن الوقت كي يغادر اليهود اوروبا؟ وفي المقابل وقف مثقفون من يهود اوروبا، مثل طوني لرمان وديانا فينتو وغيرهما، وطالبوا بلطافة بالكف عن التدخل. وكما كان متوقعا، فان الحوار العام الاسرائيلي انشغل بشكل طفيف جدا في هذه المسألة.
لقد ازيل الكثير من العبء عن كاهل اوروبا الكلاسيكية منذ منتصف القرن العشرين وحتى اليوم. وتحملت الولايات المتحدة المسؤولية عن سلامة العالم والغرب، ووصلت الثورات الصناعية والتجارية الى اسواق جديدة، وباتت اوروبا المحررة من اعباء الماضي اكثر اهمية بالمفاهيم الجديدة، ويتحلى اليهود فيها بدور أهم بكثير من السابق. حوالي 80% من يهود العالم يعيشون اليوم في إسرائيل والولايات المتحدة، ويبدو ان يهود اوروبا تحولوا بالنسبة لهم الى فريسة ايديولوجية.
انا لا اشعر بوجود نوايا صادقة في القلق الاسرائيلي والامريكي على مستقبل يهود اوروبا. بل على العكس. يهود الولايات المتحدة يغوصون في ماضيهم، يحاولون تصحيح اكبر فشل لليهودية في الولايات المتحدة – العجز في فترة الكارثة. والإسرائيليين؟ كيف يمكن تصديق دعوة بنيامين نتنياهو لليهود لترك اوروبا الموحدة، التي لا يوجد فيها حتى 5% من المسلمين (وهؤلاء بغالبيتهم انصار خير) والهجرة الى إسرائيل التي يعاني 20% من سكانها، المسلمين، من التمييز بسبب أصلهم، ويشكلون في المناطق الخاضعة لسيطرتها بين الأردن والبحر، حوالي 50% من السكان؟
الإسرائيليون يريدون اوروبا خالية من اليهود كي يثبتوا مصداقية طريق الصهيونية. كي يعودوا الى اثبات مدى اهمية "الصهيونية الكارثية". المآزق النفسية ليهود إسرائيل والولايات المتحدة تبحث عن متنفس لها في المكان الوحيد الذي لا يحتاجها على الإطلاق - في أوروبا. هؤلاء الوعاظ الذين يحلمون بالهجرة من اوروبا في عام 2015، هم أكلة لحوم بشر يسعون الى الشبع من لحم الجاليات القديمة في اوروبا.
قلة يكلفون انفسهم التعمق بما يحدث في اوروبا حاليا. رغم ان اقل من مليون ونصف مليون يهودي يعيشون هناك الا ان الدعامة اليهودية الاوروبية القديمة لا تقل اهمية عن الدعامتين الامريكية والإسرائيلية، الحديثة. وهذا ليس فقط بسبب التاريخ اليهودي في اوروبا الذي يرجع الى الاف السنين، وليس بسبب اللغات والتعابير الدينية وواجهاتها مع الثقافة الاوروبية. وانما لأنه بعد مئات السنين من سفك الدماء، والحروب الرهيبة والجرائم ضد الانسانية، وبعد الاستعمار والحروب الدينية، فعلت اوروبا ما يصعب تصديقه. لقد حطمت الحراب وتحولت الى اهم قارة للحريات والتسامح والمساواة والعلمانية.
ان النماذج الانسانية التي تتطور امام اعيننا بين الدول الاسكندنافية وشبه الجزيرة الايبيرية، وبين المانيا واليونان، هي الدليل على ان القارة العجوز لم تفقد قدرتها على التجدد. هذا ليس بسيطا، هناك جهات لاسامية وفاشية واسلامية خطيرة، ولكنها الهامش وليست الجوهر. وكما كان الامر دائما، لا يتم بناء كل شيء في يوم واحد، لكنه في هذه الأثناء يحدث شيئا كبيرا هناك. في اوروبا سيتم تحديد مستقبل الغرب والعلاقات مع كل ما ليس غربيا، سواء كان ذلك في الضراء أو السراء. كل الحكومات الاوروبية، في الوسط والغرب، ملتزمة وتعمل بإصرار ضد جرائم الكراهية والتحريض، ليس فقط التي تستهدف اليهود (ويجب الاعتراف بألم، ان تلك الحكومات تعمل اكثر مما تعمله حكومات اسرائيل ضد جرائم كهذه تحدث في اسرائيل).
لقد ساهم اليهود في بلورة اوروبا العلمانية، في الحقوق والحريات. لقد تأثر الحرص على المساواة وقدسية الحياة، بشكل كبير، من مصير اليهود. وفي مفاهيم كثيرة اصبحت اوروبا "يهودية". واذا اصبحت اوروبا نقية من اليهود، فسيعني ذلك الانتصار الاستراتيجي لأعداء اليهود واعداء قيم التسامح والاستيعاب في الغرب. في الجيل الذي نسينا فيه نحن كإسرائيليين كيف نتعامل بحساسية وتعاطف مع الاقليات، مع الآخر والمضطَهد، وانغمس الكثير من يهود الولايات المتحدة في المجالات المريحة للمجتمع الأبيض، وتخلوا عن الشراكة مع "الآخرين" الامريكيين.
تعرض "الدول المتحدة في اوروبا" نموذجا آخر للهوية – الوحدة بين المختلفين و"الآخرين". هذا نموذج لا يخلط ويختلف عن النموذج الأمريكي الذي يسعى الى غمس الجميع داخل الامريكية الأحادية (ومفهوم ضمنا الاختلاف عن الديموقراطية الإسرائيلية، الديموقراطية العرقية).
بالإضافة الى ذلك يجري في اوروبا اليوم اللقاء الهام بين الإسلام والغرب. بعضه مواجهة والبعض الآخر تعلم. القارة المسيحية تتعلم اخلاء مجالات للهويات الاخرى المنوعة والمثرية. اصدقائي زايا من بنغلادش، وشايدا التي جاءت عائلتها من تركيا، وروف من جمايكا، هم اوروبيون يثيرون الاعجاب، ومعهم تصبح اوروبا افضل بكثير. تماما مثل شاؤول من فينيسيا ويوب من امستردام وبريان من لندن، الذين لا يوجد أي تناقض بين أصلهم اليهودي وبين انتمائهم الاوروبي.
الحوار القائم بين اوروبا البيضاء والمسيحية، وبين من ليس مثلها مثير. والاهم من ذلك الحوار بين اوروبا الغربية والقوى الاسلامية فيها. العالم الاسلامي وبعض مؤمنيه ينطلقون في طريق طويلة نحو قيم الحرية والمساواة والأخوة الغربية. ولذلك فانه بالذات من خلال مأسسة الاسلام الغربي في كل اوروبا – الذي يتقبل قيم الديموقراطية الى جانب اخلاصه للتقاليد الاسلامية الرائعة – تكمن محفزات الجسر الاستراتيجي الهام لسلامة العالم في الاجيال القادمة. هذا لا يحدث في الشرق الاوسط او امريكا الشمالية. وانما فقط في اوروبا، وبالذات فيها. هناك تقوم جبهة الانسانية. واذا كان هناك زمان يمنع فيه على يهود العالم المغادرة، فهذا هو الزمان وهذه هي المعركة.
التحديات امام اوروبا والغرب لم تعد عسكرية او اقتصادية، وانما اخلاقية وثقافية. لقد قال الفيلسوف هانز جورج جادامير ان الثروة البشرية هي أثمن كنز نجحت أوروبا بإنفاذه من جهل الماضي الكبير، وهو ما تعرضه للعالم اليوم. "العيش مع الآخر، والعيش كآخر بالنسبة للآخر، هو الهدف الانساني الأساسي – على المستويات المنخفضة والعالية معا. من هنا قد يأتي التفوق المميز لاوروبا، التي استطاعت تعلم فن العيش مع الآخرين.. ان مهمة اوروبا هي تعليم الجميع فن التعلم من بعضهم" (هكذا تم اقتباس جادامير في كتاب زيغموند باومان "ثقافة الحداثة السائلة".) ان الوعظ على مستقبل الغرب المتجدد بدون الشركاء اليهود يعتبر شبه مأساة يتحتم معارضتها بكل الطرق.
الساعة النووية لا تقرع
يكتب تسبي برئيل، في "هآرتس" ان صحفيا ايرانيا كتب في رسالة الكترونية بعث بها الى "هآرتس"، أن "هناك فائدة واحدة من استمرار المحادثات بين ايران والقوى العظمى. فطالما كان الرفاق يجلسون في الفندق في لوزان، طالما توقفت اجهزة الطرد المركزي عن انتاج اليورانيوم المخصب. ولكن كلما تواصلت المحادثات، كلما تضخم حسابي في السوبر ماركت، فكيلو الرز اصبح يساوي دولارين، وزجاجة الكولا نصف دولار، وادفع اكثر من 50 دولار شهريا لقاء خدمات الكهرباء والماء".
من حظه انه يعيش في بيت بملكيته ولا يدفع اجرة منزل يمكن ان تصل في طهران الى 1500 دولار. حسب تقديرات المؤسسات المالية في ايران، فقد ارتفع غلاء المعيشة هناك في السنة الأخيرة فقط بنسبة اكثر من 30%، ويصل التضخم المالي الى حوالي 17%. واضاف الصحفي الايراني في رسالته ان "المماطلة في المحادثات زائدة، نحن نشعر ان الخلاف بين النظام والقوى العظمى لم يعد يتمحور على اجهزة الطرد المركزي او كمية اليورانيوم المخصب، وانما على الكرامة. هذا وضع خطير تقرر فيه قيادتنا ما هي الكرامة القومية بالنسبة لنا، وما الذي سيعتبر انتصارا قوميا في المفاوضات. ولكننا لا نشتري الطعام بواسطة اليورانيوم".
عندما شرح وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف (يوم الاربعاء)، خلال لحظة غضب، ان "على الامريكيين اتخاذ قرار سياسي" وان "ايران قدمت كل التنازلات السياسية المطلوبة، والان جاء دور الطرف الثاني"، اوضحت لهجته الضغط الذي يواجه امام الخصوم الذين ينتظرونه في طهران. ومن المفارقات، أن وضع ظريف يشبه وضع جون كيري. فكلاهما تنتظره مواجهة صعبة مع برلمان وكونغرس صداميان يلوحان لهما بالعصا.
ثور العقوبات الهائج
في واشنطن يمكن للكونغرس ان يخترق ابواب حلبة مصارعة الثيران وترك ثور العقوبات ينفلت هائجا، وفي طهران ينتظر الحرس الثوري وحكماء الشريعة الراديكاليين كي يلفوا الرئيس حسن روحاني بالزفت والريش. الخطاب العام في إيران يماثل الخطاب الجاري في إسرائيل: هل يعتبر الاتفاق جيدا أو سيئا؟ هل يتم التوقيع على اتفاق أقل جيدا لإيران أو ترك طاولة المفاوضات؟ ولكن هذا بالذات هو نقاش النخبة الذي يتبادل الحرس الثوري من خلاله الضربات الاعلامية مع النظام، الذي لا يتخوف ولا يتردد في خوض حرب مماثلة، وفي المقابل تعلو أصوات من البرلمان الإيراني، تطالب، كما يحدث في الكونغرس الأمريكي، بطرح كل اتفاق نهائي امام البرلمان للمصادقة عليه.
هذا هو مصدر القلق المزدوج لظريف وكيري، فكل واحد منهما يُطالَب بالتوصل الى نتيجة لا يمكن تمريرها في برلمانه البيتي فقط وانما في برلمان خصمه. وكما يواجه كيري واوباما جبهة جمهورية، يحارب روحاني على جبهة الحرس الثوري. قبل حوالي عشرة ايام وصف روحاني الحرس الثوري، دون أي يذكر اسمه، بـ"اخوتنا المهربين" و"الابطال الفاسدين".
في شهر نيسان الماضي، اكد روحاني ان "الجيش الايراني هو المكلف بالدفاع عن حدود الدولة"، الجيش وليس الحرس الثوري. ورد عليه محمد فاكفور، ممثل خامنئي في الحرس الثوري ان "هناك من يتلقون الاوامر من جهات اجنبية". وهي تهمة يتم توجيهها عادة الى روحاني الذي يتم وصفه في تصريحات لمنافسيه كخادم لمصالح الامريكيين. عندما احتدم الانتقاد للمفاوضات وفقد روحاني صبره، قال لخصومه "يمكنكم ان تذهبوا الى الجحيم، فهناك ستجدون مكانا دافئا ومريحا. الله خلقكم جبناء".
ان الامر الخفي الكامن في هذه الادعاءات هو ان الانتقادات الموجهة الى روحاني في الموضوع الايراني موجهة ايضا ضد خامنئي، الذي منح حتى الآن الدعم الكامل لطاقم المفاوضات. وهنا يكمن مأزق المرشد الأعلى، الذي اتخذ القرار ببدء المفاوضات حول المشروع النووي وإدارتها مباشرة مع الولايات المتحدة، في حين أنه يجب عليه إظهار النصر الذي سيحافظ على شرعيته امام العناصر المتطرفة ولا يسبب شرخا بينه وبين الحرس الثوري، الذي يعتبر القاعدة العسكرية التي تعزز النظام. ولذلك يضطر خامنئي إلى المشي بحذر بين مصالح الحرس، خاصة الاقتصادية منها وما يسميه "مصالح إيران" أي الحفاظ المستمر على نظام الحكم الذي يمكن أن يضمنه الاتفاق النووي.
مصالح الحرس الثوري
المفارقة الاخرى هي انه توجد للحرس الثوري مصلحة في رفع العقوبات عن ايران، لأنه على الرغم من سيطرته على اكثر من نصف الاقتصاد الايراني بواسطة المنشآت المدنية الخاضعة لسيطرته، كالمطار الدولي في طهران، والقسم الاكبر من منشآت النفط ومصانع انتاج المواد الاستهلاكية ومواد البناء، فان العقوبات تمنعه من تحقيق المحفزات الاقتصادية الكامنة في هذه المشاريع. ولكنه في المقابل نجح الحرس الثوري بجرف القسم الاكبر من رأسماله خلال فترة العقوبات بالذات في ظل سلطة محمود احمدي نجاد، عندما نجح بتسويق النفط بطرق التفت على العقوبات وحققت له الارباح المباشرة.
رفع العقوبات سيفتح مسار الاتجار الحر بالنفط والمنتجات الاخرى، وستصبح قنوات المدفوعات والارباح اكثر علانية وتحت اشراف حكومي، ويمكن ان يتم تسليم استيراد البضائع لجهات تجارية خاصة لا ترتبط بالحرس الثوري، طالما كان يترأس البلاد حسن روحاني، خصمه السياسي الذي يعتبر الحرس الثوري عقبة امام التطور الاقتصادي المناسب. ومن هنا تأتي الاهمية الكبرى التي توليها ايران للجدول الزمني لرفع العقوبات.
حسب جدول المواعيد يفترض توقيع الاتفاق حتى نهاية شهر حزيران. وبعد سبعة اشهر من ذلك ستجري انتخابات البرلمان وبعد سنة ستجري انتخابات الرئاسة. هذا الجدول يمكنه ان يمنح روحاني فترة زمنية طويلة بما يكفي حتى انتخابات البرلمان، كي يثبت النجاعة الاقتصادية الكبيرة للمسار الدبلوماسي الذي اختاره، الامر الذي قد يجعله وانصاره يفوزون بنقاط استحقاق هامة ستؤثر على نتائج الانتخابات.
صحيح ان مبنى النظام في ايران يسمح للجنة الدستور بتصنيف المرشحين وتحديد تركيبة البرلمان، ولكن في خضم الصراع السياسي المتوقع، سيخدم الاتفاق النووي والتحسين الكبير للوضع الاقتصادي الحركة الاصلاحية بشكل جيد. وامام المكاسب السياسية التي يمكن للاتفاق تحقيقها لروحاني، يسعى الحرس الثوري الى تقوية مكانته على الجبهة العسكرية في العالم العربي.
وسائل الاعلام تعج في الاشهر الاخيرة بالتقارير القادمة من الجبهات المختلفة، من العراق وسوريا واليمن، وفي جميعها يجري وصف نشاط قاسم سليماني، قائد قوات القدس. صوره وهو يتحدث ويعانق او يرشد المحاربين في العراق وسوريا تزين كافة الصفحات الرئيسية للصحف، وفي كل يوم يتم نشر خبر عن انتصار الحرس الثوري في حرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
المثير هو انه بالذات الحرب التي يقودها الحرس الثوري ضد داعش، تحوله، ظاهريا، الى حليف للولايات المتحدة والتحالف العربي، والذي يحظى بالتجذيف حين يتعلق الامر بحربه ضد الحوثيين في اليمن. ورغم التناقض الذي يرافق التدخل العسكري للحرس الثوري على الحلبة العربية، فانه يرسخ مكانة ايران كقوة وحيدة في المنطقة يمكنها حل الصراع بشكل لا يسمح بعد للقوى الغربية، خاصة الولايات المتحدة، بتجاهله.
وهكذا، اذا تم توقيع الاتفاق النهائي، لن تختفي ايران عن جدول الاعمال الدولي والاقليمي، ولكن لكي تتمكن من مواصلة التمسك بهذه المكانة، تحتاج الى مصادر تمويل جديدة. ان الاعتماد غير المحدود الذي تقدمه لسوريا، وتمويل حرب الحوثيين في اليمن، وتدعيم تنظيم حزب الله والاستثمار في الباكستان وافغانستان، ينهك الخزينة القومية، التي تعاني اصلا من ازمة عميقة.
ومن هنا فان رفع العقوبات يتوقع ان لا يعيد ترميم الاقتصاد الايراني فحسب، وانما يضع في خدمة الدولة الرافعة المالية المطلوبة من اجل منافسة السعودية ودول الخليج على حلبات الصراع المختلفة. هذه المعايير تدعم ايضا الحاجة للتوصل الى الاتفاق النووي عاجلا. ومن هنا جاءت التنازلات الايرانية التي جعلت حتى فرنسا تعترف بأنه تبقت عدة امتار فقط حتى يتم التوصل الى. اتفاق نهائي
أهون الشرور
يكتب ناحوم برنياع في "يديعوت احرونوت" أنه لا يمكن لإسرائيل أن تكون سعيدة باتفاق الاطار الذي تحقق امس مع ايران: ولا توجد جهة في العالم تتوقع منها ان تكون سعيدة. فالاتفاق يوفر شرعية دولية لمكانة ايران كدولة على الحافة النووية، وهذا سيء لإسرائيل، وسيء للدول السنية في المنطقة، وسيء للاستقرار الاقليمي. فهذا الاتفاق يبشر بإعادة بناء الاقتصاد الايراني وبتعزيز نظام آيات الله. ويمكن للنظام ان يواصل دعم المنظمات الارهابية بدون عائق، ومهاجمة الدول المجاورة والوعظ على ابادة اسرائيل.
كما ينطوي الاتفاق على ثلمة اخرى تقلق اسرائيل: انه يستدعي الدخول في سباق التسلح النووي، حيت تسعى السعودية، تركيا، وربما مصر، ايضا، لأن تصبح على حافة التسلح النووي مثل ايران. وحتى لو اقنع الامريكيون هذه الدول بالانتظار، فانه سيتعين عليهم تعويضها عن ذلك ببيعها منظومات أسلحة متطورة. وقد وافق البيت الابيض منذ الان على عمل ذلك. وستخشى اسرائيل، وبحق، فقدان تفوقها النوعي على جيرانها وستنضم رغم أنفها الى سباق التسلح.
لقد عرض الرئيس اوباما الاتفاق على أنه أهون الشرور: فالبدائل – قصف المنشآت النووية في ايران، والتسبب بالتالي بفتح حرب اخرى في الشرق الاوسط او مواصلة العقوبات، وبالتالي ترك ايران تحقق القنبلة – كانت ستجعله يستعد لواقع أشد خطورة. أما الاتفاق، كما اكد الرئيس، فلا يعتمد على الوعود وانما على التأكد من التنفيذ. وسيتم اخضاع ايران للمراقبة والفحص، بشكل لم تخضع له أي دولة في العالم حتى اليوم.
الخطاب الذي القاه اوباما في حديقة الورود كان مبنيا بشكل جيد. ويمكن الافتراض بانه أقنع معظم سامعيه الامريكيين.
أعتقد أن معظم الاسرائيليين تعاملوا بتشكك مع خطابه: فخطوات ادارة اوباما في المنطقة انتهت في معظم الحالات بالفشل. لقد عانت من السذاجة، الانهزامية، سوء فهم الواقع في المنطقة والخوف الدائم من الالتزام العسكري. ويجد الاسرائيليون صعوبة في تصديق أن ايران ستتخلى حقا عن برنامجها النووي. فلو كانت اسرائيل في وضع مشابه، لما كانت ستتنازل: وانما كانت ستتحذلق. فلماذا تتصرف ايران بشكل يختلف عنا؟
من الصعب ايضا التصديق بأنه اذا ما خرقت ايران الاتفاق سيسارع الغرب الى فرض عقوبات عيلها. الغاء العقوبات اسهل بكثير من اعادتها. ولكن حان الوقت للكف عن الخيال والارتباط بالواقع: اسرائيل لا تملك الخيار العسكري لتدمير النووي الايراني. وحتى لو كانت تملك مثل هذا الخيار في الماضي، فقد انتهى. الولايات المتحدة لن تقصف ايران: فالامتناع عن تنفيذ عملية عسكرية ضد ايران بات مسألة تحظى باتفاق في الحزبين.
يمكن للجمهوريين في الكونغرس مهاجمة اوباما. هذا سيبدو جيدا لدى سماعه في الأذن، لكنه ليست لديهم أي مصلحة في اعتبارهم مسؤولين عن حرب جديدة. في هذه الظروف، تعتبر التفاصيل التي نشرت امس (الخميس) مفاجئة ايجابا. اذا كان وزير الخارجية الامريكي كيري صادقا، فان الاتفاق يعيد البرنامج النووي الايراني الى الوراء – من فترة زمنية مداها شهرين – ثلاثة اشهر، لانتاج القنبلة الاولى، الى فترة سنة تقريبا. لقد دخلت ايران الى فترة اختبار ستتراوح بين 10 الى 25 سنة. وسيتم تدمير قسم من البرنامج النووي، فيما سيتم تجميد قسم آخر. هذا افضل بكثير مما قدر المتشائمون في اسرائيل.
لقد طرح نتنياهو الصراع ضد النووي الايراني على رأس جدول أعمال حكومته. وقال ان هذا الصراع، هو “الحياة الحقيقية”. ايران هي المانيا في زمن هتلر، والاتفاق معها يشبه اتفاق ميونخ. واعرب عن أمله بان تستسلم ايران وتتخلى عن المشروع، أو تتراجع تحت ضغط العقوبات، او يتم هزمها من خلال ضربة عسكرية امريكية. لكن هذا كله لم يتم. وينبغي قول الحقيقة: لقد منيت اسرائيل هنا بفشل ذريع. وكلما احتدمت المواجهة بين نتنياهو واوباما في الموضوع الايراني، قل التأثير الاسرائيلي على سياق المفاوضات وعلى نتائجها. الامريكيون لم يطلعوا اسرائيل على التفاصيل. كما حذروا شركاءهم في المفاوضات من التجسس الاسرائيلي.
صحيح أن ظهور نتنياهو في الكونغرس أثار تحمس الناخبين في امريكا والناخبين في اسرائيل، لكن اوباما وكيري رفضا التراجع. ان المعضلة التي تواجه نتنياهو اليوم ليست بسيطة. يمكنه دفع زعماء الاغلبية الجمهورية في مجلسي الكونغرس على محاولة عرقلة الاتفاق. ويمكن للكونغرس، ظاهرا، ان يصر على استمرار العقوبات. وستكون خطوة كهذه شاذة في اطار السياسة الامريكية وتنطوي على مخاطر مختلفة، ولكنها ممكنة. الا انه من المشكوك فيه أن هذه الخطوة ستحقق هدفها.
تصفية بالجملة
يكتب اليكس فيشمان، "في يديعوت احرونوت" ان إسرائيل ستضطر الى اعادة تعلم المقولة القديمة: "احرسني ممن يحبني، اما اعدائي فسأحرس نفسي منهم". فالأصدقاء في واشنطن باعونا نحن والحلفاء الآخرين في الشرق الأوسط بحفنة عدس.
الاتفاق الذي تم التوصل اليه في لوزان، والذي وقعه افضل اصدقاء لنا في العالم، لا توجد أي علاقة بينه وبين التطوير النووي للأغراض السلمية. ولا يشير أي بند من وثيقة المبادئ الى تحويل المشروع النووي العسكري الايراني الى اهداف مدنية وعلمية. بل على العكس. هذه الوثيقة تدل على مدى محاربة الايرانيين ونجاحهم في الحفاظ على المركبات الحيوية لإنتاج السلاح النووي. وهذا يدل على الاهمية الاستراتيجية التي توليها ايران لمشروعها النووي العسكري، وما هو الثمن الذي ابدت استعدادها لدفعه في سبيل الحفاظ على مشروعها.
...
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 9 نيسان 2015
انتشار الشرطة الفلسطينية في مناطق محيطة بالقدس
كتب موقع "واللا" ان إسرائيل سمحت للشرطة الفلسطينية بتوسيع سيطرتها الأمنية في المناطق المحيطة بالقدس، والخاضعة للمسؤوليات الامنية الإسرائيلية منذ عقدين. وقال الناطق بلسان الشرطة الفلسطينية، لؤي زريقات، انه في اعقاب الاتفاق بين الشرطة الفلسطينية وإسرائيل تم نشر 90 شرطيا فلسطينيا في بلدات ابو ديس والرام وبدو.
وقال مسؤول عسكري اسرائيلي لوكالة رويترز ان القائد الرفيع المسؤول عن القوات الإسرائيلية في الضفة، قرر فتح محطات للشرطة الفلسطينية في هذه القرى كي تتعامل مع القضايا الجنائية وتحافظ على النظام في اوساط الفلسطينيين. ومن جانبه اكد المتحدث الفلسطيني ان قواته ستركز على محاربة الجريمة. وقال زريقات ان نشر قوات الشرطة الفلسطينية يأتي في اطار اتفاق قديم يجري تطبيقه الان.
طعن جنديان في الضفة
كتبت "يسرائيل هيوم" ان جنديين من كتيبة تابور التابعة للجبهة الداخلية تعرضا لعملية طعن على يد فلسطيني في الضفة، وقام أحد الجنود الإسرائيليين بإطلاق النار على الفلسطيني وقتله. ووقعت عملية الطعن في الساعة العاشرة من صباح الأربعاء (8 نيسان 2015)، عندما كانت قوات الجبهة الداخلية تقوم بعمليات حراسة أمنية على شارع 60، بين مفرق شيلو وقرية سينجل الفلسطينية، فقد اقترب فلسطيني يحمل سكينًا، وقام بطعن أحد الجنود، الملازم أول تومر لان، في ظهره، واصابته بجراحٍ طفيفة، وتابع الفلسطيني باتجاه سيارة الإسعاف العسكرية التي وقفت جانبًا، وفتح الباب ثم طعن المضمد العسكري الذي جلس في المركبة. وحاول الجندي من جهته الدفاع عن نفسه لكنه لم ينجح بذلك، وتعرض للطعن بصورة خطيرة في رأسه ورقبته ويده، وفي هذا الأثناء استعاد لان قوته واطلق النار على الفلسطيني وأرداه قتيلاً.
وتبين أنّ مُطلق النار كان يحمل سكينًا وقرآن. وتم نقل الجرحى بواسطة مروحية الى مستشفى "شعري تسيدك" في القدس. وتمّ تقديم الإسعاف الأولي للجندي المصاب بجراح خطيرة، حيثُ تمّ وصله بجهاز التنفس، وهو فاقد للوعي، وليست هناك خطورة على حياته. أما الجندي الآخر فتمت معالجته وتسريحه من المستشفى.
يشار الى ان طواقم كبيرة من الجيش وصلت إلى مكان الحادث، وبدأت بإجراء تحقيق وتمشيط المنطقة، بعد وصول أنباء عن خلية تابعة لحماس تخطط لتنفيذ عملية كبيرة. وتمّ إغلاق المنطقة بصورة جزئية، وفرض الاغلاق على الطرق المؤدية لعدد من القرى الفلسطينية في المنطقة. ولاحقًا تبيّن أنّ الفلسطيني هو محمد قراقرة، من سكان قرية سينجل، ويبلغ من العمر 29 عامًا، وله ماضٍ في السرقة والإتجار بالمخدرات.
ودخلت قوات الجيش إلى القرية، ووصلت إلى بيت المخرب واستجوبت والده، لكنه لم يُعتقل. وقالت مصادر فلسطينية أنه تمّ التحقيق مع الوالد وشقيقه وأفراد من عائلته. وتفحص طواقم التحقيق ما اذا كان الفلسطيني قام بعملٍ فردي، أم أنه حصل على دعمٍ من آخرين. ولم يعلن أي تنظيم فلسطيني مسؤوليته، الا أن الجبهة الشعبية وكتائب الأقصى (فتح) أشادتا بالعمليا ودعتا الى المزيد منها. وصرّح المتحدث باسم المكتب السياسي لحماس: "العمليات البطولية هي أمرٌ طبيعي ورد على ممارسات الاحتلال".
قطر حولت 100 مليون دولار الى السلطة
كتبت "يسرائيل هيوم" ان قطر حولت قرضًا بمبلغ 100 مليون دولار، للسلطة الفلسطينية بهدف دفع أجور الموظفين وحل الضائقة المالية التي تمر بها السلطة، والناجمة عن تجميد اموال الضرائب من قبل إسرائيل. وقام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي يزور عاصمة قطر، الدوحة، بتقديم الشكر للحكومة القطرية على الدعم. يُشار الى أنّ إسرائيل حوّلت أموال الضرائب للسلطة، بعد تجميدها لثلاثة أشهر. مع ذلك، صرّح أبو مازن أنّ إسرائيل رفضت تحويل المبلغ بكامله، وحولت ثلثي المبلغ فقط. ولهذا السبب أمر وزارة المالية في رام الله بإعادة الأموال إلى إسرائيل، وهدّد بالتوجه الى التحكيم الدولي في هذه المسألة، واعلن ايضا أنه سيتوجه إلى المحكمة الدولية في لاهاي.
ازدياد المخاوف في اليرموك امام سيطرة داعش
كتبت "يسرائيل هيوم" انه ازدادت المخاوف في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق من إمكانية سيطرة داعش على المخيم بكامله. وأفادت أنباء تناقلتها وسائل الإعلام أمس، أنّ الجيش السوري الذي يُحيط بمخيم اليرموك، قام بفتح نيران المدفعية الثقيلة باتجاه معاقِل داعش في المخيم. وأفاد شهود عيان أنّ هناك أعداد كبيرة من القتلى والجثث المنتشرة في الشوارع. بينما أفادت مصادر فلسطينية في منظمة التحرير الفلسطينية أنه تم الغاء زيارة البعثة التي كان من المفترض أن تصل إلى المخيم للوقوف على أوضاع المواطنين الذين بقوا فيه، وذلك لأنّ السلطات السورية لا يمكنها توفير الحماية لها.
وحذرت الأمم المتحدة من ارتكاب المجازر بحق الأبرياء في مخيم اليرموك. وقال المتحدث باسم الاونروا كريس جونس، ان "انعدام الإنسانية في المخيم ليس له ما يبرره، الوضع صعب جدًا، ونحنُ نحتاج إلى دعم إنساني عاجل، للمواطنين الباقين، والذين يعانون من الجوع والنقص الحاد بالأدوية والمعدات الطبيّة".
وطالب جونس كل من يستطيع دعم اللاجئين الفلسطينيين أن يقوم بذلك بشكلٍ عاجل، وأشار الى أنّ قوات الأونروا لا يمكنها الدخول إلى المخيم بسبب تبادل النيران الثقيلة والخوف على حياة الموظفين في الأونروا. وقال مصدر كبير في السلطة الفلسطينيين في رام الله أنّ رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، مطلّع على خطورة الوضع في المخيم، وأنه ينوي توجيه دعوة لعقد قمة عربيّة وسيطلب تدخل القوات العسكريّة التي تمّ تشكيلها مؤخرًا في القمة، بهدف مساعدة اللاجئين الفلسطينيين.
جنرال اسرائيلي يهدد بتدمير لبنان واعادته 200 سنة الى الوراء
وجه قائد الكتيبة 91 في الجيش الاسرائيلي، العميد موني كاتس، تهديدات صارمة الى لبنان، حيث قال في اطار لقاء اجراه معه موقع "واللا"، "انني لا أشك بقدرة اسرائيل على تحقيق الحسم في مواجهة مع حزب الله، وعندما اقول الحسم فانا اقصد التسبب للجانب الآخر بالتوقف عن الحرب، بشكل يجعله لا يرغب بالحربب بتاتا. اذا بدأت الحرب فان لبنان لن يرجع 30 سنة الى الوراء وانما 200 سنة".
وكان كاتس يرد على تصريحات الامين العام لحزب الله حسن نصرالله التي نشرت في صحيفة سورية في مطلع الأسبوع، والتي جاء فيها ان الحرب ستقع وسيكون الثمن باهظا، وسينتصر فيها من يملك الاستعداد لتقديم تضحيات اكبر. وحسب اقوال كاتس فان نصرالله على حق، بل انه ينطلق من فرضية ان حزب الله يحفر انفاقا في المنطقة، ويقول: "ستكون حرب اخرى، حتى اذا لم يفهم ذلك، فسيفهم في النهاية انه لا بديل امام شعب اسرائيل. وعندما نتواجد في موقف اللابديل، سيكون شعبنا على استعداد لدفع الثمن الباهظ جدا. وهكذا فاننا اذا فهمنا انه لا يوجد مفر، وستكون العملية مبررة في لبنان، ونفهم اننا على استعداد لدفع الثمن، لن يمنعنا أي شيء من العمل هناك، ولن تستطيع أي قرية لبنانية وقف هذه الآلية المشحونة".
ويضيف: "لا اواجه أي مازق في كوننا سنضطر الى القيام بمناورات برية كبيرا جدا في لبنان. اما اذا كانت الظروف السياسية تسمح بذلك فهذه مسألة أخرى. انا اعتقد انه يجب اتخاذ القرار ولن يكون سهلا وسنضطر الى دفع الثمن".
وفي رده على سؤال حول فشل إسرائيل بتحقيق الانتصار في غزة في الصيف الأخير، قال كاتس: "اعتقد ان حماس كانت في حالة انكسار. انا اقول الامور بناء على ما افهمه وعلى ما يتوفر امامي، وحسب تقديري لقوة وقدرات الجيش والاستعدادات وجودة القيادة والمحاربين والمعلومات الاستخبارية، وجودة سلاح الجو ووسائل القتال وروح الحرب".
ويستعين كاتس بالتاريخ لتدعيم ادعاءاته، ويقول: "يمكن المرور على العمليات وتقديم امثلة على عدم تحقيق الحسم، لكننا لم نقم منذ 1983 بتفعيل كل قوتنا العسكرية. لا يمكن العودة الى الوراء طوال الوقت، وتحديد مثال في وقت ما والقول "انظروا". هذا ليس على صلة. اذا قامت اسرائيل والجيش بتفعيل كل هذه المنظومة في لبنان فلن يكون هناك من يستطيع ايقافها.
وحسب اقواله فان نصرالله يعرف ذلك ايضا، ولذلك يتخوف من المواجهة العسكرية. "مشكلة نصرالله هي ان كل قواعده العسكرية تتواجد في قلب البنية التحتية المدنية في لبنان. وبكلمات اخرى، اذا جرنا الى الحرب فسيقود الى تدمير لبنان. اذا قام الجيش الاسرائيلي بمناورات برية في لبنان فانه سيدمره. القانون الدولي يسمح لي بمهاجمة كل قاعدة عسكرية للعدو. اذا نجحت بالإثبات بأن بناية ما هي اصول عسكرية، فإنني املك تفويضا بمهاجمتها. ولذلك فان لبنان سيتدمر بكل بساطة. وحسب رايي فان نصرالله يفهم ذلك".
رئيس الاستخبارات الامريكية: "من يهاجم الاتفاق مع ايران ليس صادقا"
كتبت "هآرتس" ان رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي. أي. ايه)، جون بيرنان، دعم أمس الاول، اتفاق الاطار الذي تم التوصل اليه مع ايران خلال محادثات لوزان، وقال ان المعارضين للاتفاق "غير صادقين" عندما يقولون ان الصفقة تبقي على الطاولة امكانية قيام ايران بانتاج اسلحة نووية.
وحسب أقواله، فان الاتفاق الذي تم التوصل اليه، والذي يحدد بأنه سيتم ازالة العقوبات بالتدريج مقابل تراجع ايران عن مشروعها النووي – هو اكثر اتفاق واقعي يمكن التوصل إليه. وأضاف: "حسب رأيي ان من يقول ان هذه الصفقة تترك امام ايران مجالا للوصول الى القنبلة ليس صادقا تماما، لو كان يعرف الحقائق ويفهم ما هو المطلوب من أجل الوصول الى ذلك. لقد فوجئت بشكل ايجابي من موافقة الايرانيين على هذه المطالب الكبيرة".
وقال برنان إنه يفهم بأن بعض المعارضين للاتفاق يشعرون بالقلق من أنه مع الاتفاق، أيضا، يمكن لإيران امتلاك القدرة على التسبب بأضرار اخرى في الشرق الوسط. هذا تخوف شرعي، ولكن هذا هو سبب قولي إنه لا يجب محاولة عرقلة هذا الاتفاق. إنه أكثر اتفاق مستقر يمكن التوصل إليه".
في المقابل قال رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ان اسرائيل تعتقد بأن "الوقت الذي ستحتاجه ايران للوصول الى القنبلة، بعد انتهاء موعد الاتفاق بينها وبين القوى العظمى هو فترة صغيرة جدا". وبتصريحه هذا اتفق نتنياهو مع التصريح الذي أدلى به الرئيس الأمريكي باراك أوباما، خلال اللقاء الذي منحه للراديو القومي (إن. بي. آر)، والذي وصف خلاله الفترة الزمنية التي ستحقق ايران خلالها الاختراق نحو القنبلة، بعد انتهاء الاتفاق هو فترة زمنية قصيرة جدا.
وقال نتنياهو خلال جولة قام بها مع أسرته في النقب، ان تقليص الفترة الزمنية للوصول الى الاتفاق سيكون "النتيجة الحتمية لرفع القيود بشكل تدريجي عن ايران، لأن ذلك سيسمح لإيران بتحقيق قدرة انتاجية بحجم صناعي".
رفع مستوى الحرب الاعلامية
في هذا الشأن كتبت "يديعوت احرونوت" ان اسرائيل رفعت من مستوى الحرب الاعلامية ضد الاتفاق مع ايران، حيث نشر وزير الامن موشيه يعلون مقالة في "واشنطن بوست" حذر فيها من ان التفاهمات مع ايران ستزيد من فرص الحرب.
وكتب يعلون "ان اتفاق الاطار الذي تم الاتفاق عليه في الاسبوع الماضي محكوم عليه بعدم الاتفاق الأساسي، حتى بين الذين وقعوا عليه". واضاف ان "المؤيدين للاتفاق عرضوا ثلاث فرضيات أساسية لتبرير المخاطر الكامنة فيه: ان البديل الوحيد هو الحرب، وان الايرانيين سيرتدعون بسبب "الرقابة غير المسبوقة"، وانه في حال خرق الاتفاق يمكن العودة الى فرض العقوبات. لكن ما يجمع كل هذه الادعاءات هو انها كلها مخطئة".
ويؤكد يعلون ان إسرائيل ليست معنية بالمواجهة العسكرية وانما تشديد العقوبات كي تعالج دعم ايران للارهاب وعدوانيتها في المنطقة. وكتب "لا توجد أي دولة تريد الحل السلمي امام ايران اكثر منا. لكن معارضتنا للاتفاق ليست لأننا نبحث عن الحرب، وانما لأن شروط الاتفاق التي ستترك ايران غنية اكثر وقوية اكثر وتملك طريقا اسرع للحصول على القنبلة – تجعل الحرب محتملة بشكل اكبر".
تمديد اعتقال جندي سرب معلومات امنية للمستوطنين
ذكرت "هآرتس" ان المحكمة العسكرية في يافا مددت اعتقال الجندي يعقوب سيلع، لمدة يوم واحد، بشبهة خرق الصلاحيات الى حد المس بأمن الدولة، وذلك بعد قيامه بتسريب معلومات سرية الى نشطاء اليمين. وسيتم اليوم، تقديم تصريح من قبل النيابة تمهيدا لتقديم لائحة اتهام ضد الجندي.
يشار الى أن سيلع، من مستوطنة بات عاين، يخدم في الجيش النظامي في منطقة "عتسيون"، وقد اعتقل في العاشر من آذار بعد الاشتباه بقيامه بتسريب معلومات حول نية الشرطة تنفيذ اعتقالات في بات عاين. ولدى وصول الشرطة الى المكان تعرض لهجوم من قبل المستوطنين.
مقالات وتقارير
لنساعد لاجئي اليرموك
تكتب صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها، ان مأساة انسانية لا يمكن استيعابها تحدث خلف حدود دولة اسرائيل. ذلك أن اكثر من 230 الف نسمة قتلوا في الحرب المتواصلة منذ أربع سنوات في سوريا؛ وهناك من يقدر بان عدد القتلى بلغ 300 الف. أما عدد اللاجئين فيثير الفزع: لقد فر نحو ثلاثة ملايين سوري من بلادهم، ونزح نحو ستة ملايين ونصف مواطن سوري من منازلهم وانتقلوا للسكن في مناطق اكثر محمية في سوريا. وتقوم دول مجاورة، مثل تركيا، الاردن ولبنان، بمنح ملجأ لمعظم اللاجئين، سواء في مخيمات مؤقتة للاجئين أم بتقديم المساعدة المالية والمنتجات الغذائية. وتبذل المنظمات الدولية جل جهودها، ولكن صناديقها الهزيلة، وبشكل خاص الظروف الصعبة تجعل من الصعب جدا، واحيانا تحبط نقل المنتجات الاساسية.
داخل هذا الفخ السوري يحاصر، أيضا، عشرات آلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين لا يجدون ملجأ في دول اخرى. ومن بينهم نحو 20 الف لاجئ في مخيم اليرموك للاجئين جنوب دمشق، معظمهم من الشيوخ والمقعدين، او الذين لا يملكون القدرات الاقتصادية ويعيشون منذ نحو سنتين تحت الحصار. ومع سيطرة تنظيم داعش على المخيم، باتت حياتهم في خطر، ليس فقط نتيجة النيران وانما بسبب الجوع والنقص الخطير في الادوية –لأن ارساليات المساعدات لا يمكنها أن تدخل إلى المخيم، الذي تحول الى ميدان حرب.
ويحاول الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الان مساعدة المحاصرين الفلسطينيين من خلال اختلاق طرق انقاذ محمية تسمح لهم بالخروج من المخيم. ولا يمكن لهذا الجهد أن يبقى فقط بمسؤولية عباس؛ بل يتحتم على الأسرة الدولية بان تتجند على عجل كي تمنع القتل المرتقب في المخيم وتنقذ من يمكن انقاذه.
وكجزء من هذه الجهود الدولية، يجب على إسرائيل المساهمة والفحص مع عباس، ما هي الطرق والوسائل الممكنة لمساعدة اللاجئين، الذين تجمعهم علاقات عائلية، واحيانا من الدرجة الأولى مع المواطنين العرب في إسرائيل. يمكن لإسرائيل ان تعرض على عباس، استيعاب جزء من اللاجئين في نطاق السلطة الفلسطينية والمساعدة في تمويل قسم من نفقات انتقالهم واستيعابهم وعرض خدمات طبية لمن ينجحوا في الوصول. وفي هذا الوقت ينبغي دحر كل الاعتبارات السياسية والخلافات مع السلطة الفلسطينية جانبا. هذه مهمة انسانية من الدرجة الاولى لا يمكن لإسرائيل التنصل منها.
صواريخ حزب الله أشد خطورة
يكتب يسرائيل هرئيل، في "هآرتس" أن قائد الجبهة الداخلية، الجنرال أيال ايزنبرغ، حذر عشية العيد من أن حزب الله سيتمكن خلال المواجهة القادمة من اطلاق بين ألف و1500 صاروخ يوميا على اسرائيل. ونتيجة للدمار الرهيب، حسب ايزنبرغ، سيتحتم على اسرائيل ايجاد اماكن سكن بديلة لعشرات آلاف المدنيين. ولطمأنة المواطنين قال انه "يمكن من خلال السلوك الصحيح للمواطنين تقليص عدد المصابين". لقد أثار ايزنبرغ في توقعاته الممتعة هذه أسئلة ثاقبة: أين كانت القيادات المدنية والعسكرية خلال العقد الأخير؟ لماذا جلسوا مكتوفي الأيدي؟ لماذا لم يمنعوا حزب الله من الحصول على عشرات الآلاف من الصواريخ المتطورة القادرة على ضرب أي مكان في إسرائيل؟
خلال حرب لبنان الثانية، قتل 155 جنديا ومدنيا، غالبيتهم نتيجة قصف الجبهة الداخلية. لقد انتهت الحرب في 12 آب 2006، بعد صدور قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي ينص في الأساس على انسحاب حزب الله من جنوب لبنان وفرض حظر على نقل السلاح اليه. وتقرر ان يتولى 15 ألف جندي دولي تطبيق هذا الحظر، بالإضافة الى الجيش اللبناني الذي سينتشر في الجنوب. لقد ادعت وزيرة الخارجية في حينه، تسيبي ليفني انها صاحبة الفضل واعلنت: "حققنا التغيير في جنوب لبنان". وهدأت المتشككين بقدرة الامم المتحدة على تطبيق الحظر قائلة: "اذا طولبنا بعملية أخرى، فان هذا القرار ولّد شرعية لم تكن قائمة من قبل من أي جهة". ووعدت بأن "القرار لن يبقى حبرا على ورق".
لقد تحمل ايهود اولمرت وعمير بيرتس وليفني ودان حالوتس مسؤولية عدم بقاء القرار 1701 "حبرا على ورق". لو كانوا قد نفذوا آنذاك قرار مجلس الأمن (سيما انهم حظوا بالشرعية التي لم تكن سابقا")، ليمكن الافتراض ان الخطر الآتي من الشمال كان سيتقلص بنسبة كبيرة. ولكن عندما فشلوا في الحرب، فقد فشلوا، ايضا، في منع الحرب القادمة.
منذ تزود حزب الله بحوالي 100 الف صاروخ لم تحرك أي حكومة اسرائيلية ضجة، كما تفعل الحكومة الأخيرة وبنجاح نسبي في الموضوع النووي الايراني، كي يطبق مجلس الأمن الحظر – ولو خشية قيام إسرائيل بعملية ردع. من المهم التذكير ان غالبية الصواريخ وصلت الى حزب الله خلال السنوات الست الأخيرة، السنوات التي ترأس الحكومة خلالها بنيامين نتنياهو.
ان خطر الصواريخ اشد خطورة من النووي الايراني. يمنع انتظار قيام العدو بالخطوة الأولى – وهذا سيتم عاجلا أم آجلا – ويمكن أن يسبب آلاف القتلى وتدمير البنى التحتية والمواقع الاستراتيجية وآلاف المساكن. خلافا للوضع بين الدول فانه لا يمكن ان يصمد ميزان الرعب مع التنظيمات الارهابية لفترة طويلة، بل سينهار في اللحظة التي تقررها ايران.
هناك من يعزيهم السحر – سحر القباب، الأسهم والعصي السحرية. امام 1500 صاروخ يوميا – حتى امام 150- يعتبر ذلك عزاء الحمقى. يمكن لهجوم مانع – ومفاجئ - فقط ان يقلص الى حد كبير، عدد القتلى والضرر المعنوي والاقتصادي ويحسم المعركة بشكل كبير. يمنع السماح بقتل المواطنين الإسرائيليين كي "نخلق الشرعية" للرد.
كما في الماضي، حتى ان كنا الجهة التي ترد – سنتحول بسرعة الى المهاجمين والمشجوبين. حسب سلوكيات رئيس الحكومة الموعود، من شبه المؤكد أنه في هذه المرة ايضا – وبثمن اكثر رهيبا من الماضي – ستتلقى إسرائيل الضربات على رأسها. صحيح ان الانتقام الفوري سيكون أصعب، ولكن فور ذلك – وأثبت ذلك "الجرف الصامد" والعمليات السابقة – سيسارع الى الموافقة على وقف اطلاق النار. وهذه المرة، ايضا، لن يقضي الجيش على العدو وصواريخه.
النائب العسكري الرئيسي: لن تسمعوا مني أنّ الجيش الإسرائيلي هو الأكثر أخلاقية في العالم
يكتب عاموس هارئيل وغيلي كوهين، في "هآرتس" أنه في تشرين الثاني الماضي، وتحديدًا بعد شهرين من الحرب الأخيرة على قطاع غزة، أدلى الضابط مارتين ديمبسي، قائد القوات المشتركة في الجيش الأمريكي، بتصريحات قد تبدو مفاجئة. لقد ادعى ديمبسي في خطابه خلال مؤتمر عُقد في نيويورك، أن "إسرائيل بذلت جهدًا كبيرًا"، لمنع إصابة الأبرياء في غزة. وأضاف: "الجيش الاسرائيلي غير معني بالمس بالمواطنين، بل يرغب بتقليص إطلاق القذائف من غزة".
من المشكوك فيه أن تصريحات ديمبسي سترضي لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، التي تعمل في هذه الأيام على صياغة التقرير النهائي حول الاتهامات المتبادلة بشأن جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل وحماس، خلال المواجهة التي وقعت في الصيف الماضي. لكنّ تصريحات القائد العسكري الأمريكي تعكس تفهمًا كبيرًا لدى الجيوش الغربية للمبررات التي تواجه إسرائيل، خلال النزاعات مع تنظيمات إرهابية أو حرب العصابات في الأماكن المكتظة بالسكان. وهذا التفهم هو نتيجة للجهد الإسرائيلي المضاعف: على الحلبة القانونية، الذي يترافق بالدعم المتواصل من قبل النيابة العسكرية لقرارات تمّ تبنيها خلال الحرب، وفي التحقيق حول الشبهات بشأن المخالفات التي وقعت بعد الحرب؛ وعلى الحلبة الاعلامية، وبالأساس بشأن الاتصالات مع جيوش أخرى.
فور انتهاء الحرب أرسل البنتاغون طاقم خبراء الى إسرائيل، لسماع العِبر التي استخلصتها مِن الحرب، وبشأن إصابة المدنيين بشكلٍ خاص. وفي المقابل وصل وفد من كبار الضباط برئاسة الجنرال نوعم تيفون، رئيس طاقم الفحص في القيادة العسكرية والنائب العسكري الرئيسي، الجنرال داني عفروني، في زيارة عمل إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، للتباحث في الحرب الأخيرة على غزة.
وفي شباط بادر النائب العسكري الى استضافة مؤتمر في إسرائيل بحضور عشرات كبار رجال القانون العسكري من 14 دولة، لمناقشة الحرب التي تقودها الديمقراطية ضد الإرهاب. يشار أنّ النيابة العسكرية تواجه حاليًا ضغوطًا متناقضة. فمنذ انتهاء الحرب، يتوقع المجتمع الدولي الحصول على توضيحات من اسرائيل - ومعاقبة ضباط - بسبب قتل مدنيين خلال الحرب، علماً أنه حتى حسب الرواية التي تقلل من عدد الضحايا، فانها تقول أن أكثر من 1000 مدني فلسطيني قتلوا بنيران الجيش الاسرائيلي، بينهم مئات الأطفال. وتأمل القيادة السياسية في إسرائيل أن يسمح لها عمل النائب العسكري وطاقمه بصد الانتقادات الموجهة الى اسرائيل على الحلبة الدولية.
لكنه في الأحزاب اليمينية، وبصورة كبيرة، في صفوف الضباط الميدانيين في الجيش الإسرائيلي، ظهرت معارضة لسياسة التحقيقات، وتساءلوا هناك: لماذا على النيابة بالأساس أن تفحص وجهة نظر الضابط المقاتل وقت الحرب؟
أما الشخص الذي يقف في مواجهة العاصفة فهو النائب العسكري الرئيسي، الجنرال عفروني. في محادثات منفصلة مع "هآرتس" في الأسابيع الأخيرة، قام كلٌ من عفروني والمدعي العسكري الرئيسي في الجيش العقيد أودي بن اليعزر، برسم سياسة النيابة العسكرية في أعقاب الحرب. وأظهر عفروني وبن اليعيزر حذرا في توفير تفاصيل حول قرارات لم يتم تبنيها بعد، وعلى رأسها أسئلة تعتبر دراماتيكية: منها: هل يجب فتح تحقيق من قبل الشرطة العسكرية في قضية معركة رفح، التي حظيت باسم "يوم الجمعة الأسود". لكن ما قالاه فعلا يعكس الجهود الحثيثة للحفاظ على حرية عمل النيابة حتى في فترة سياسية مضطربة، سمح وزير الأمن موشيه يعالون لنفسه خلالها – في خضم معركة الانتخابات - بالتحذير من فتح تحقيق جنائي ضد الضباط في قضية رفح. وادعى يعالون: "هذه حملة عسكرية. وليست شيئا يمكن فحصه بأدوات جنائية". وفي تلك الفترة وقع مئات الضباط وجنود الاحتياط على عريضة بهذه الروح.
عفروني الذي من المفترض أن ينهي في الخريف مدة أربع سنوات، عاد إلى الجيش من الحلبة المدنية، كي يتم تعيينه لمنصب النائب العسكري الرئيسي. وخلال فترة قصيرة بعد عودته نجح باستفزاز معسكر قوي (والمؤيدين له في وسائل الإعلام)،عندما أعاد فتح التحقيق في ملف هيربز، القرار الذي دفع الشرطة في النهاية لتقديم ملف جنائي ضد القائد العام السابق للجيش جابي اشكنازي وعدد من الضباط الكبار المقربين منه. وفي قضيّة غزة، بدا أنّ عفروني يتواجد على مسار خلافي مع يعلون وضباط كبار. إذا كان هذا الأمر يزعجه، فإنّ النائب العسكري لا يعترف بذلك. من ناحيته، وظيفته هي الكشف عن الحقيقة والتحقيق في شبهات بارتكاب مخالفات، دون علاقة بالضغوط الخارجية.
"لن تسمعوني أبدًا أقول بأنّ الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقيًا في العالم"، قال عفروني، الذي يرفض اعتماد الشعار الذي فرضه رئيس الأركان السابق شاؤول موفاز في بداية الانتفاضة الثانية وتم اعتماده منذ ذلك الوقت وكأنه توراة نزلت في سيناء، من قبل القيادتين الرفيعتين في الجيش الإسرائيلي والحكومة. "أنا أعتقد أنّ الجيش يحمل قيمًا، لكن بعض القيم يرتبط بمسألة التحقيق وفحص الشبهات المتعلقة بالتجاوزات بصورة مهنيّة. وإذا لم نقم بذلك، فستطرح علامة استفهام كبيرة حول قيمه".
منذ الحرب يفحص طاقم التحقيق برئاسة الجنرال تيفون (بعد استقالته من الجيش استبدله الجنرال احتياط يتسحاق ايتان)، حوالي 120 حادثة، ثارت فيها شبهات بارتكاب مخالفات لقوانين الحرب. وتم تحويل 65 حالة منها للفحص في النيابة العسكرية، التي فتحت تحقيقا في ستة أحداث وأغلقت من دون اجراء تحقيق جنائي 17 ملفًا تعالج أحداث إضافية. وهناك 13 تحقيقًا تجري بمبادرة النيابة، دون أن تمر أولا عبر لجنة التحقيق في قيادة الأركان العامة. وتعالج هذه التحقيقات أيضًا شكاوى حول النهب، التنكيل بالمعتقلين والمس بمواطنة رفعت راية الاستسلام. ومن المتوقع قريبًا، وبما يتفق مع التحقيقات في النيابة العسكرية، تقديم لوائح اتهام أولية، ضد جنود من وحدة غولاني، متهمون بالنهب بعد المعركة القاسية التي وقعت في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة.
لقد بدأ التحقيق في جزء كبير من هذه القضايا بعد الشكاوى التي تم تقديمها الى النيابة من قبل منظمات حقوق الإنسان. كما وصل 17 فلسطينيًا إلى حاجز ايرز، وهناك تمّ التحقيق معهم مِن قبل الشرطة العسكرية، في قضايا مختلفة. وفي حادثين تمّ إغلاق التحقيق حول النهب، بسبب عدم حضور المشتكين الفلسطينيين ورفضهم تقديم إفادتهم. وحتى الآن تمّ التحقيق مع عشرات الضباط والجنود، وفي بعضها تحت طائلة الانذار. وكان كبار الضباط الذين تمّ التحقيق معهم قادة في كتائب الجيش، ولكن يمكن أن يتم في المستقبل استدعاء ضباط أعلى منهم للتحقيق.
وحسب أقوال عفروني: "كلنا يعرف أنّنا سنحاكم ضابطا أو جنديا ارتكب حدثا تظلله راية سوداء، وليس على خطأ معقول خلال الحرب، كإطلاق النار لإصابة مخرب ولكنها وبسبب وقوع خطأ اصابت مواطناً. لدينا عدة تحقيقات لا أعرف كيف ستنتهي في النهاية، لكننا لن نتردد بتقديم لائحة اتهام إذا ألحت الحاجة. ولن نقدّم الجنود للمحاكمة، كي نسترضي وسائل الإعلام، القلقة بسبب العدد الكبير من المواطنين الذين قتلوا وقت الحرب. أنا لا أحقق كي ارضي أحدا، ولن أقدم لوائح اتهام كي أرتب المعطيات لدى منظمة "بتسيلم" (التي انتقدت العدد المنخفض للوائح الاتهام في الماضي).
وعندما تم سؤاله عما إذا كان عمل النيابة العسكرية يجري في ضوء امكانية قيام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي (icc) بتقديم لوائح اتهام ضد ضباط في الجيش في أعقاب انضمام الفلسطينيين إلى المحكمة، رد النائب العسكري بالنفي: "إذا عملنا كما يجب، فلا حاجة للقلق. ولن تقوم محكمة الجنايات باستبدال النيابة العسكرية، في الوقت الذي لا يتحيز فيه الجهاز القضائي للدولة، ويقوم بواجبه". ويضيف: التفسير الذي أسمعه في بعض الأحيان، وكأننا نعمل فقط من أجل حماية الجنود من المحاكمة في لاهاي- هو مقولة خاطئة. فتحقيق الشرطة العسكرية لا يشكل شهادة تأمين للجنود. إذا كانت هذه التحقيقات مزيّفة وليست حقيقيّة، فإنّ أي شيءٍ لن يصد محكمة الجنايات الدولية".
القرار المتعلق بقضية رفح، بعد مقتل عشرات الفلسطينيين أثناء تفعيل نظام "هانيبال"، لاحباط اختطاف الضابط المقتول هدار غولدين، سيتم اتخاذه على الغالب بعد عدة أسابيع. بن اليعزر الذي سيستقيل من عمله في الجيش الإسرائيلي خلال الصيف، يبدو كأنه نسّق الأمر تمامًا مع قائده عفروني. لن تؤثر الأصداء الإعلامية والخلافان السياسية، حسب ادعائه: "يجب علينا أن نكون مخلصين لوظيفتنا. ولن يتم اتخاذ القرار كي نرضي نزوات احد. وليس كل خطأ في وجهة النظر، أو التجاوز، يبرر التوجه الى الوسائل الجنائية. الوقائع الفظة – هي الحالات التي سيتم فتح تحقيقات جنائية فيها".
إحدى العمليات التي تثير النقاش والتي قام بها الجيش خلال الحرب هي الهجمات المنهجية على بيوت قادة تنظيمي حماس والجهاد الإسلامي، بادعاء أنها استخدمت "للقيادة والسيطرة"، لأنّ القادة حولوا بيوتهم لغرف للحملات العسكريّة، وهكذا هدمت عشرات البيوت، وفي عدة وقائع قتل الكثير من المواطنين، بسبب إشكالية العمل بنظام "اطرق السقف" الذي استعمل لإخلاء منازل المواطنين قبل تفجيرها، ويوافق عفروني على أنّ النيابة العسكرية "تفحص سياسة الهجوم في "الجرف الصامد". وفق مبادئ القانون الدولي، يسمح بمهاجمة هدف إذا كان عسكريا، والبيت لا يتحول إلى هدف بسبب خط هاتفي يُستخدم للحملة الإعلامية للعدو، لكن إذا كان القائد يقوم من هناك بإدارة منظومة الحرب ويأتي اليه اتباعه لاجراء مشاورات فإنّ هذا يعتبر هدفًا عسكريًا. ولم نقرر تدمير جميع بيوت القادة. هناك بيوت رفضنا مهاجمتها".
ويضيف النائب العسكري أنّ الهجوم الذي يحظى بشرعية عالية نسبيًا، لا يتفق في بعض الأحيان مع قوانين الحرب. وحسب أقواله فان هدم البيوت المتعددة الطبقات، خلال عمليات القصف التي سبقت الحرب، تمّت المصادقة عليه قانونيًا فقط بعد إثبات جود غرف حرب لحماس داخل هذه المباني. "لم نهدم بيوتًا دون وجود سبب عسكري".
السحر الايراني
يكتب ناحوم برنياع في "يديعوت احرونوت" ان الرئيس اوباما دعا توماس فريدمان، صاحب الزاوية الهامة في "نيويورك تايمز" الى البيت الابيض، يوم السبت. ولم تكن هذه الدعوة مجرد صدفة، ولا التوقيت. لقد رأى اوباما صوب عينيه جمهورين مستهدفين: اعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الديموقراطي والرأي العام في اسرائيل. ويعتبر فريدمان من الشخصيات المقروءة جدا من قبل هذين الجمهورين. الإسرائيليون كانوا يهمون اوباما بفضل هويتهم، ولكنهم يهمونه بشكل لا يقل عن ذلك بسبب تأثيرهم غير المباشر على المعركة في مجلس الشيوخ.
كما في كل عملية سياسية، فان الارقام هي التي تتحدث في نهاية الأمر. 54 من بين 100 عضو في مجلس الشيوخ ينتمون الى الحزب الجمهوري، وليست لديهم أي مشكلة في تمرير قانون يعرقل، عمليا، الاتفاق مع ايران. وسيفرض الرئيس الفيتو، وسيعاد القانون الى مجلس الشيوخ. ولكي يتم التغلب على الفيتو، سيحتاج الحزب الجمهوري الى غالبية الثلثين، أي الى دعم 13 عضوا من الديموقراطيين. والمعركة تدور الآن على هؤلاء.
لقد حاولت الحكومة الإسرائيلية تجنيد مجلسي النواب والشيوخ ضد البيت الابيض عدة مرات في السابق. وآلت تلك المحاولات الى الفشل غالبا. ولكن معركة كهذه لم تحدث، لا من حيث اهمية الموضوع للجانبين ولا من حيث عمق تغلغلها في السياسة الامريكية الداخلية. الرئيس الامريكي ورئيس الحكومة الإسرائيلية يلعبان بشد البساط: كل واحد منهما يحاول جذب البساط الذي يقف عليه الآخر. هذه اللعبة غير متسقة: لقد بدأت بتفوق كبير لنتنياهو. الغالبية الجمهورية في الكونغرس تخضع لسلطته: الاثرياء اليهود على استعداد لإغراق كل عضو ديموقراطي في مجلس الشيوخ بالمال لتغطية حملته الانتخابية ومعاقبة كل من يتغيب. إسرائيل ونتنياهو يتمتعان بتأييد اساسي في الرأي العام الأمريكي خلافا للتعامل الساسي للراي العام الاسرائيلي مع اوباما.
عدم الاتساق هذا يعمل في الجانب الآخر، ايضا. نتنياهو يقف على رأس حكومة دولة صغيرة نسبيا، ترعاها الولايات المتحدة. هناك من يرى في محاولته هزم الرئيس الحالي عملا بطوليا، والبعض يعتبر ذلك جنون عظمة وصفاقة وانحلال. الجهة الاولى التي تشعر بعدم الارتياح هم اعضاء الحزب الديموقراطي في مجلس الشيوخ، الجهة المستهدفة في الحملة. هناك فجوة عميقة بين اوباما ونتنياهو. ما يفصل بينهما في المسالة الايرانية يتجاوز جوهر بنود اتفاق لوزان. ويتضح من تصريحات اوباما، خلال ظهوره العلني والمحادثات المغلقة، ان امكانية التوصل الى تسوية مع ايران، تسحر اوباما.
هناك جانب رومانسي في خطوته ازاء ايران. جانب عاطفي. هذه المقولة تبدو غريبة، تأملية، تتعلق بسياسي عقلاني جدا وبارد جدا. وسأحاول التفسير. لقد بدأ اوباما دورته الاولى بخطوة كبيرة ازاء العالم العربي، خطوة وصلت الى قمتها في خطاب جامعة القاهرة في حزيران 2009. لقد كنت هناك، امام الوجوه الذاهلة للمدعوين، وامام تأثر الجامعيين. لقد سعى اوباما الى تبشير الملايين في العالم العربي ببداية جديدة – هذا كان عنوان الخطاب – بداية تقوم على الديموقراطية الليبرالية، العادلة، المتساوية، الغربية والعلمانية. خطابه كان يحمل الكثير من الرومانسية، الكثير من التفاؤل، وقليلا من فهم تاريخ الشرق الاوسط. ما حدث منذ ذلك الوقت في العالم العربي سبب له الخيبة. انه لا يتأثر من الجنرال السيسي الذي وصل الى السلطة على حراب جنوده ويسيطر حتى اليوم بمساعدتهم. انه يستهتر بالحكام في السعودية ودول الخليج الذين يغوصون في ثراءهم المصطنع، وبالفساد. لقد جذبته ايران بسبب تاريخها الطويل، الذي يعود الى خمسة آلاف سنة. وبسبب الظلم الذي سببته لها الولايات المتحدة، عندما اقصت في عام 1953 الحكومة الشرعية لمصدق واعادت الشاه الى الحكم فيها.
لقد شخص الايرانيون هذه اللهجة لدى اوباما وعرفوا كيف يعزفون عليها. والأهم من ذلك ان ما يسحره هو امكانية ان يترك بصماته في التاريخ الامريكي.
بعد اقل من عامين سيمضي في طريقه، وايران هي فرصته الأخيرة. في محادثات مع شخصيات امريكية أسألهم عما اذا كان هناك وجه شبه بين الخطوة التي قام بها الرئيس نيكسون ازاء الصين في سبعينيات القرن الماضي، والخطوة التي يقوم بها اوباما ازاء ايران. لقد فجر نيكسون بضربة واحدة ثلاثة عقود من العداء غير المساوم. وعلى طريق ذلك تخلى عن تايوان، الدولة التي كان تحالفها مع الولايات المتحدة وثيقا وملزما اكثر من التحالف معنا، وكان تأثيرها في الكونغرس لسنوات طويلة اكبر من تأثيرنا.
اذا كانت ايران تلعب في ظل الادارة الحالية دور الصين الشعبية، فمن يلعب دور تايوان، الحليف الذي تمت خيانته؟ مصر؟ السعودية؟ اسرائيل؟ كلها معا؟ من المفضل ان ننظر الى وضع تايوان اليوم، قال لي باقتضاب مسؤول امريكي. انها تعيش بثراء وسعادة، اموالها تستثمر في الصين واموال الصين تستثمر فيها. نتنياهو يسمع خامنئي ويتخيل نفسه تشرتشل الذي يواجه هتلر؛ اوباما يراسل خامنئي ويتخيل نفسه نيكسون الذي التقى مع ماوتسي تونغ. وهذه هي الخطوة الأولى نحو الهاوية.
على شفا حرب اقليمية
يكتب د. رؤوفين بركو في "يسرائيل هيوم" أنّ الشرق الاوسط دخل في هذه الايام الى وضع يمكن وصفه باللامعقول، وكل ذلك بدعمٍ من أمريكا. فالاتفاق الذي وقّع عليه الغرب مع إيران يقود ايران في الواقع إلى دولة نووية، بتصريحٍ من الأمم، وفي منطقتنا يصعب استيعاب ما لا يمكن استيعابه، ففي الوقت الذي تواصل فيه إيران تحريك عجلة الحرب وامتدادها في مراكز القتل المختلفة في الشرق الأوسط، وعندما تقف في اليمن في مواجهة الائتلاف العربي الذي خرج في عاصفة "الحزم"، يعلن الناطقون باسمها أنهم نجحوا باخضاع الغرب ويواصل قادتها التصريح بأنهم سيقومون بإبادة إسرائيل.
وعلى ما يبدو فإنّ إيران تستطيع السماح لنفسها، مقابل ضعف الرجل المتصالِح براك اوباما، والذي بفضله تبدو إيران مبتهجة- فبينما انهارت الدول العربية المحيطة بها كبرجٍ من ورق، بقيت صامدة، هي ومصر، التي على ما يبدو كانت ستنهار هي أيضًا ، لو ان الرئيس عبد الفتاح السياسي خضع للحظر وللتنكر الأمريكي، كما حصل لشاه إيران وفيما بعد لحسني مبارك.
من حسن حظ الدول العربية، التي تتعرض للهجوم حاليًا في الجناح اليمني من قبل إيران، أنّ أحد ما في الادارة الامريكية تشجع أخيرا وعمل على ازالة الحصار الامريكي عن القاهرة التي تصارع على بقائها الاجتماعي والاقتصادي. وقد أتاح هذا التغيير للسيسي إسماع صوت واضح وحاسم بشكل أكبر في التحالف العربي في الوقت الذي تعهد فيه بالحفاظ على أمن دول الخليج كجزء من أمن مصر. لقد عتّم بذلك على اعلان باكستان بأنها ستقف الى جانب السعودية في الازمة مع ايران. هذه الازمة ليست سهلة. فألاعيب ايران كان باستطاعتها أن تثير الضحك لدى الكثيرين لو لم تكن مشبعة بدماء آلاف الأبرياء في الشرق الاوسط.
لقد تحولت المنطقة الى مملكة اللامعقول، حيث تقوم المليشيا الايرانية “الحشد الشعبي” التي تضم مقاتلين من حرس الثورة بضرب داعش بالتعاون مع الجيش العراقي وبمساعدة غير مباشرة من الولايات المتحدة. وفي المقابل تقوم قوات ايرانية بمساعدة الشيعة العراقيين بذبح المواطنين السنّة في العراق وسرقة ممتلكاتهم، وهذا أيضا يتم بدعم امريكي. انهم يتحركون وهم يحملون صور المرشد الاعلى علي خامنئي في شوارع تكريت “المحررة” ويحتفلون بصورة وحشيّة.
في سوريا أيضا، يلمسون الذراع الايرانية الطويلة، فالرئيس بشار الأسد صنيعة طهران، يواصل ذبح المواطنين المدنيين وقوات المتمردين. ومنذ انهارت التزامات أوباما بالقضاء على النظام السوري، إذا قام باستخدام السلاح الكيماوي، يقوم الأسد بقصف معارضيه بغاز الكلور، ويستفيد من الفشل في اخلاء بلاده من المواد الكيميائية بل ويقوم بتكثيف استعمالها. هذا الوضع الذي يجري تحت أعين امريكية مغلقة يُذكر بالتعهد الامريكي في التسعينيات بأن كوريا الشمالية التي قامت في حينه بدور ايران كتهديد نووي، سيتم تجريدها من قنابلها. وازاء حقيقة انهيار هذا التعهد ما الذي على اسرائيل أن تفهمه من السوابق (البعيدة والقريبة) التي أمامنا؟
المحور المشترك
لاعب إضافي في ملعب الشرق الأوسط هي روسيا، التي تدعم عسكريًا المحور الايراني-السوري. إن الحفاظ على مكانة الاسد هو مصلحة روسية يقف على رأسها ميناء المياه الدافئة للاسطول الروسي في طرطوس. هذه اليد موجودة ايضا في اليمن. فهناك وبشكل مفاجئ يطالب الروس بوقف اطلاق النار وكذلك يطالبون بممرات انسانية للانقاذ. ويتطلع الروس الى مضائق باب المندب متشجعين من انجازات الحوثيين المنتدبين من إيران.
وزير الخارجية الايراني رياض ياسين يوجه إصبع اتهام مباشرة. وحسب رأيه فان روسيا تُهرب السلاح للحوثيين في طائراتها “الانسانية” التي تهدف ظاهريا الى انقاذ رعاياها في اليمن. وينضم الى هذه الاتهامات العميد مسعود عسيري، المتحدث باسم التحالف العسكري لـ“عاصفة الحزم” ويحذر: روسيا تعمل لصالح ايران في اليمن كما في سوريا. وهكذا فان بصمات روسيا ظاهرة في المنطقة، سواء من خلال المبادرة الى تسليح ايران ببطاريات متطورة مضادة للطائرات أو من خلال العروض لانشاء مفاعلات نووية “للاغراض السلمية” في الدول المختلفة.
يبدو أن الرئيس فلادمير بوتين نقل الحرب الباردة الى الشرق الاسط كجزء من تحقيق حلمه بإعادة روسيا الى مكانة الدولة العظمى، ورغبته بالثأر من الولايات المتحدة على موقفها من قضية شبه جزيرة القرم والازمة في اوكرانيا. التحالف العربي يدرك ما هي المصلحة الروسية، وقد سبق للسعودية أن أعلنت: اذا حاول بوتين وقف عملية “عاصفة الحزم” عن طريق قرار في الامم المتحدة، وقامت الولايات المتحدة بالوقوف جانبا (لم تستخدم الفيتو)، فسيواصل التحالف العملية بدعم من باكستان وتركيا، التي التقى رئيسها اردوغان أول أمس مع روحاني، ولكنه لم يتطرق الى الصراع في اليمن.
اذا لم يتغير شيء حقا في توازن القوى فسيتضح شيئا فشيئا أن اليمن سيكون الدولة الاولى التي سيتم فيها افشال جهود الامتداد الايراني على أيدي الدول العربية السنية. مع ذلك ومن اجل تحقيق حسم كهذا يصبح التدخل البري في اليمن مسألة حتمية. الانجاز السني الذي يتحقق في الجبهة اليمنية هو الاول، ولكنه الوحيد حتى الوقت الحالي.
اذا عدنا الى سوريا فان الكفة ما زالت تميل لصالح التعاون بين ايران وروسيا، اللتان تعملان في صالح نظام الاسد. في هذه الجبهة تحظيان بدعم مقاتلي “أكناف بيت المقدس″ الفلسطينية. هؤلاء الذين يتركز معظم نشاطهم في مخيم “اليرموك” (الذي يسمى عاصمة الشتات الفلسطيني)، وجدوا أنفسهم بين المطرقة والسندان. فمن جهة فان المخيم الذي فرغ تقريبا من سكانه يتعرض للقصف من قبل النظام السوري، ومن جهة اخرى يعاني من مواجهة مباشرة وعنيفة مع مقاتلي داعش عديمي الرحمة.
“اليرموك” المجاور لمواقع السلطة والامن في دمشق، آيلٌ للسقوط من أيدي النظام الى أيدي المتمردين، وفي الوقت ذاته يفقد الاسد السيطرة على المعابر الحدودية التي ستؤدي سيطرة المتمردين عيلها الى خنق ما تبقى من اقتصاد الدولة واضعاف النظام.
ويبدو حاليًا أنّ دعم "أكناف بيت المقدس"، للأسد يلغي محاولة الفلسطينيين عرض صورة عدم التماثل مع أحد أطراف النزاع السوري الداخلي. بل يشير إلى أن الطلاق بين النظام السوري وتنظيم حماس، الذي دعمٍ في البداية المتمردين الإسلاميين، لم يكن نهائيا. فقصة الغرام المتجددة تشمل الدعم الايراني لحماس في غزة: السلاح واعادة ترميم الانفاق وتمويل العمليات الارهابية.
لا شك في أن الأحلام المشتركة التي يتم حياكتها في الملاجئ المحصنة لحماس في غزة وحزب الله في بيروت من اجل تدمير اسرائيل بقيادة طهران، تواصل تغذية أوهام آيات الله بمضامين قاتلة.ويحدث ذلك كله في اوقات الهدنة الفاصلة بين نكتة واخرى على حساب الامريكيين في ضوء اتفاق الاطار المضحك الذي تم التوصل اليه في لوزان.
بين اليمن وغزة
الآن، وفي هذا الوقت بالذات، في ظل الفوضى وانهيار الدول العربية في المنطقة، تصر امريكا على مطالبة اسرائيل باقامة دولة ارهاب فلسطينية في الضفة الغربية اضافة لتلك القائمة في غزة. هذه رغبة امريكية مستغربة تتساوق مع مطالبة اسرائيل بالاستجابة الى “المبادرة العربية”.
هذه المبادرة تشكل عمليا، طريقة جديدة لضخ مسلحي داعش الى الضفة الغربية والجولان وطبرية، وكذلك أحفاد اللاجئين من “اليرموك” الى داخل اسرائيل في اطار “حق العودة”. مع اصدقاء كهؤلاء – من يحتاج الى أعداء؟ وبشكل عام، يبدو أنه في الادارة الامريكية هناك من يعتقد (بهدف الانتقام؟) بأن النموذج التدميري لحماس الذي يعمل من غزة وسيناء ضد اسرائيل ومصر، هو ناجح بما يكفي الى درجة أنهم يريدون تطبيقه ايضا ضد أمن الاردن واسرائيل في الضفة الغربية.
...
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 9 نيسان 2015
انتشار الشرطة الفلسطينية في مناطق محيطة بالقدس
كتب موقع "واللا" ان إسرائيل سمحت للشرطة الفلسطينية بتوسيع سيطرتها الأمنية في المناطق المحيطة بالقدس، والخاضعة للمسؤوليات الامنية الإسرائيلية منذ عقدين. وقال الناطق بلسان الشرطة الفلسطينية، لؤي زريقات، انه في اعقاب الاتفاق بين الشرطة الفلسطينية وإسرائيل تم نشر 90 شرطيا فلسطينيا في بلدات ابو ديس والرام وبدو.
وقال مسؤول عسكري اسرائيلي لوكالة رويترز ان القائد الرفيع المسؤول عن القوات الإسرائيلية في الضفة، قرر فتح محطات للشرطة الفلسطينية في هذه القرى كي تتعامل مع القضايا الجنائية وتحافظ على النظام في اوساط الفلسطينيين. ومن جانبه اكد المتحدث الفلسطيني ان قواته ستركز على محاربة الجريمة. وقال زريقات ان نشر قوات الشرطة الفلسطينية يأتي في اطار اتفاق قديم يجري تطبيقه الان.
طعن جنديان في الضفة
كتبت "يسرائيل هيوم" ان جنديين من كتيبة تابور التابعة للجبهة الداخلية تعرضا لعملية طعن على يد فلسطيني في الضفة، وقام أحد الجنود الإسرائيليين بإطلاق النار على الفلسطيني وقتله. ووقعت عملية الطعن في الساعة العاشرة من صباح الأربعاء (8 نيسان 2015)، عندما كانت قوات الجبهة الداخلية تقوم بعمليات حراسة أمنية على شارع 60، بين مفرق شيلو وقرية سينجل الفلسطينية، فقد اقترب فلسطيني يحمل سكينًا، وقام بطعن أحد الجنود، الملازم أول تومر لان، في ظهره، واصابته بجراحٍ طفيفة، وتابع الفلسطيني باتجاه سيارة الإسعاف العسكرية التي وقفت جانبًا، وفتح الباب ثم طعن المضمد العسكري الذي جلس في المركبة. وحاول الجندي من جهته الدفاع عن نفسه لكنه لم ينجح بذلك، وتعرض للطعن بصورة خطيرة في رأسه ورقبته ويده، وفي هذا الأثناء استعاد لان قوته واطلق النار على الفلسطيني وأرداه قتيلاً.
وتبين أنّ مُطلق النار كان يحمل سكينًا وقرآن. وتم نقل الجرحى بواسطة مروحية الى مستشفى "شعري تسيدك" في القدس. وتمّ تقديم الإسعاف الأولي للجندي المصاب بجراح خطيرة، حيثُ تمّ وصله بجهاز التنفس، وهو فاقد للوعي، وليست هناك خطورة على حياته. أما الجندي الآخر فتمت معالجته وتسريحه من المستشفى.
يشار الى ان طواقم كبيرة من الجيش وصلت إلى مكان الحادث، وبدأت بإجراء تحقيق وتمشيط المنطقة، بعد وصول أنباء عن خلية تابعة لحماس تخطط لتنفيذ عملية كبيرة. وتمّ إغلاق المنطقة بصورة جزئية، وفرض الاغلاق على الطرق المؤدية لعدد من القرى الفلسطينية في المنطقة. ولاحقًا تبيّن أنّ الفلسطيني هو محمد قراقرة، من سكان قرية سينجل، ويبلغ من العمر 29 عامًا، وله ماضٍ في السرقة والإتجار بالمخدرات.
ودخلت قوات الجيش إلى القرية، ووصلت إلى بيت المخرب واستجوبت والده، لكنه لم يُعتقل. وقالت مصادر فلسطينية أنه تمّ التحقيق مع الوالد وشقيقه وأفراد من عائلته. وتفحص طواقم التحقيق ما اذا كان الفلسطيني قام بعملٍ فردي، أم أنه حصل على دعمٍ من آخرين. ولم يعلن أي تنظيم فلسطيني مسؤوليته، الا أن الجبهة الشعبية وكتائب الأقصى (فتح) أشادتا بالعمليا ودعتا الى المزيد منها. وصرّح المتحدث باسم المكتب السياسي لحماس: "العمليات البطولية هي أمرٌ طبيعي ورد على ممارسات الاحتلال".
قطر حولت 100 مليون دولار الى السلطة
كتبت "يسرائيل هيوم" ان قطر حولت قرضًا بمبلغ 100 مليون دولار، للسلطة الفلسطينية بهدف دفع أجور الموظفين وحل الضائقة المالية التي تمر بها السلطة، والناجمة عن تجميد اموال الضرائب من قبل إسرائيل. وقام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي يزور عاصمة قطر، الدوحة، بتقديم الشكر للحكومة القطرية على الدعم. يُشار الى أنّ إسرائيل حوّلت أموال الضرائب للسلطة، بعد تجميدها لثلاثة أشهر. مع ذلك، صرّح أبو مازن أنّ إسرائيل رفضت تحويل المبلغ بكامله، وحولت ثلثي المبلغ فقط. ولهذا السبب أمر وزارة المالية في رام الله بإعادة الأموال إلى إسرائيل، وهدّد بالتوجه الى التحكيم الدولي في هذه المسألة، واعلن ايضا أنه سيتوجه إلى المحكمة الدولية في لاهاي.
ازدياد المخاوف في اليرموك امام سيطرة داعش
كتبت "يسرائيل هيوم" انه ازدادت المخاوف في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق من إمكانية سيطرة داعش على المخيم بكامله. وأفادت أنباء تناقلتها وسائل الإعلام أمس، أنّ الجيش السوري الذي يُحيط بمخيم اليرموك، قام بفتح نيران المدفعية الثقيلة باتجاه معاقِل داعش في المخيم. وأفاد شهود عيان أنّ هناك أعداد كبيرة من القتلى والجثث المنتشرة في الشوارع. بينما أفادت مصادر فلسطينية في منظمة التحرير الفلسطينية أنه تم الغاء زيارة البعثة التي كان من المفترض أن تصل إلى المخيم للوقوف على أوضاع المواطنين الذين بقوا فيه، وذلك لأنّ السلطات السورية لا يمكنها توفير الحماية لها.
وحذرت الأمم المتحدة من ارتكاب المجازر بحق الأبرياء في مخيم اليرموك. وقال المتحدث باسم الاونروا كريس جونس، ان "انعدام الإنسانية في المخيم ليس له ما يبرره، الوضع صعب جدًا، ونحنُ نحتاج إلى دعم إنساني عاجل، للمواطنين الباقين، والذين يعانون من الجوع والنقص الحاد بالأدوية والمعدات الطبيّة".
وطالب جونس كل من يستطيع دعم اللاجئين الفلسطينيين أن يقوم بذلك بشكلٍ عاجل، وأشار الى أنّ قوات الأونروا لا يمكنها الدخول إلى المخيم بسبب تبادل النيران الثقيلة والخوف على حياة الموظفين في الأونروا. وقال مصدر كبير في السلطة الفلسطينيين في رام الله أنّ رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، مطلّع على خطورة الوضع في المخيم، وأنه ينوي توجيه دعوة لعقد قمة عربيّة وسيطلب تدخل القوات العسكريّة التي تمّ تشكيلها مؤخرًا في القمة، بهدف مساعدة اللاجئين الفلسطينيين.
جنرال اسرائيلي يهدد بتدمير لبنان واعادته 200 سنة الى الوراء
وجه قائد الكتيبة 91 في الجيش الاسرائيلي، العميد موني كاتس، تهديدات صارمة الى لبنان، حيث قال في اطار لقاء اجراه معه موقع "واللا"، "انني لا أشك بقدرة اسرائيل على تحقيق الحسم في مواجهة مع حزب الله، وعندما اقول الحسم فانا اقصد التسبب للجانب الآخر بالتوقف عن الحرب، بشكل يجعله لا يرغب بالحربب بتاتا. اذا بدأت الحرب فان لبنان لن يرجع 30 سنة الى الوراء وانما 200 سنة".
وكان كاتس يرد على تصريحات الامين العام لحزب الله حسن نصرالله التي نشرت في صحيفة سورية في مطلع الأسبوع، والتي جاء فيها ان الحرب ستقع وسيكون الثمن باهظا، وسينتصر فيها من يملك الاستعداد لتقديم تضحيات اكبر. وحسب اقوال كاتس فان نصرالله على حق، بل انه ينطلق من فرضية ان حزب الله يحفر انفاقا في المنطقة، ويقول: "ستكون حرب اخرى، حتى اذا لم يفهم ذلك، فسيفهم في النهاية انه لا بديل امام شعب اسرائيل. وعندما نتواجد في موقف اللابديل، سيكون شعبنا على استعداد لدفع الثمن الباهظ جدا. وهكذا فاننا اذا فهمنا انه لا يوجد مفر، وستكون العملية مبررة في لبنان، ونفهم اننا على استعداد لدفع الثمن، لن يمنعنا أي شيء من العمل هناك، ولن تستطيع أي قرية لبنانية وقف هذه الآلية المشحونة".
ويضيف: "لا اواجه أي مازق في كوننا سنضطر الى القيام بمناورات برية كبيرا جدا في لبنان. اما اذا كانت الظروف السياسية تسمح بذلك فهذه مسألة أخرى. انا اعتقد انه يجب اتخاذ القرار ولن يكون سهلا وسنضطر الى دفع الثمن".
وفي رده على سؤال حول فشل إسرائيل بتحقيق الانتصار في غزة في الصيف الأخير، قال كاتس: "اعتقد ان حماس كانت في حالة انكسار. انا اقول الامور بناء على ما افهمه وعلى ما يتوفر امامي، وحسب تقديري لقوة وقدرات الجيش والاستعدادات وجودة القيادة والمحاربين والمعلومات الاستخبارية، وجودة سلاح الجو ووسائل القتال وروح الحرب".
ويستعين كاتس بالتاريخ لتدعيم ادعاءاته، ويقول: "يمكن المرور على العمليات وتقديم امثلة على عدم تحقيق الحسم، لكننا لم نقم منذ 1983 بتفعيل كل قوتنا العسكرية. لا يمكن العودة الى الوراء طوال الوقت، وتحديد مثال في وقت ما والقول "انظروا". هذا ليس على صلة. اذا قامت اسرائيل والجيش بتفعيل كل هذه المنظومة في لبنان فلن يكون هناك من يستطيع ايقافها.
وحسب اقواله فان نصرالله يعرف ذلك ايضا، ولذلك يتخوف من المواجهة العسكرية. "مشكلة نصرالله هي ان كل قواعده العسكرية تتواجد في قلب البنية التحتية المدنية في لبنان. وبكلمات اخرى، اذا جرنا الى الحرب فسيقود الى تدمير لبنان. اذا قام الجيش الاسرائيلي بمناورات برية في لبنان فانه سيدمره. القانون الدولي يسمح لي بمهاجمة كل قاعدة عسكرية للعدو. اذا نجحت بالإثبات بأن بناية ما هي اصول عسكرية، فإنني املك تفويضا بمهاجمتها. ولذلك فان لبنان سيتدمر بكل بساطة. وحسب رايي فان نصرالله يفهم ذلك".
رئيس الاستخبارات الامريكية: "من يهاجم الاتفاق مع ايران ليس صادقا"
كتبت "هآرتس" ان رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي. أي. ايه)، جون بيرنان، دعم أمس الاول، اتفاق الاطار الذي تم التوصل اليه مع ايران خلال محادثات لوزان، وقال ان المعارضين للاتفاق "غير صادقين" عندما يقولون ان الصفقة تبقي على الطاولة امكانية قيام ايران بانتاج اسلحة نووية.
وحسب أقواله، فان الاتفاق الذي تم التوصل اليه، والذي يحدد بأنه سيتم ازالة العقوبات بالتدريج مقابل تراجع ايران عن مشروعها النووي – هو اكثر اتفاق واقعي يمكن التوصل إليه. وأضاف: "حسب رأيي ان من يقول ان هذه الصفقة تترك امام ايران مجالا للوصول الى القنبلة ليس صادقا تماما، لو كان يعرف الحقائق ويفهم ما هو المطلوب من أجل الوصول الى ذلك. لقد فوجئت بشكل ايجابي من موافقة الايرانيين على هذه المطالب الكبيرة".
وقال برنان إنه يفهم بأن بعض المعارضين للاتفاق يشعرون بالقلق من أنه مع الاتفاق، أيضا، يمكن لإيران امتلاك القدرة على التسبب بأضرار اخرى في الشرق الوسط. هذا تخوف شرعي، ولكن هذا هو سبب قولي إنه لا يجب محاولة عرقلة هذا الاتفاق. إنه أكثر اتفاق مستقر يمكن التوصل إليه".
في المقابل قال رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ان اسرائيل تعتقد بأن "الوقت الذي ستحتاجه ايران للوصول الى القنبلة، بعد انتهاء موعد الاتفاق بينها وبين القوى العظمى هو فترة صغيرة جدا". وبتصريحه هذا اتفق نتنياهو مع التصريح الذي أدلى به الرئيس الأمريكي باراك أوباما، خلال اللقاء الذي منحه للراديو القومي (إن. بي. آر)، والذي وصف خلاله الفترة الزمنية التي ستحقق ايران خلالها الاختراق نحو القنبلة، بعد انتهاء الاتفاق هو فترة زمنية قصيرة جدا.
وقال نتنياهو خلال جولة قام بها مع أسرته في النقب، ان تقليص الفترة الزمنية للوصول الى الاتفاق سيكون "النتيجة الحتمية لرفع القيود بشكل تدريجي عن ايران، لأن ذلك سيسمح لإيران بتحقيق قدرة انتاجية بحجم صناعي".
رفع مستوى الحرب الاعلامية
في هذا الشأن كتبت "يديعوت احرونوت" ان اسرائيل رفعت من مستوى الحرب الاعلامية ضد الاتفاق مع ايران، حيث نشر وزير الامن موشيه يعلون مقالة في "واشنطن بوست" حذر فيها من ان التفاهمات مع ايران ستزيد من فرص الحرب.
وكتب يعلون "ان اتفاق الاطار الذي تم الاتفاق عليه في الاسبوع الماضي محكوم عليه بعدم الاتفاق الأساسي، حتى بين الذين وقعوا عليه". واضاف ان "المؤيدين للاتفاق عرضوا ثلاث فرضيات أساسية لتبرير المخاطر الكامنة فيه: ان البديل الوحيد هو الحرب، وان الايرانيين سيرتدعون بسبب "الرقابة غير المسبوقة"، وانه في حال خرق الاتفاق يمكن العودة الى فرض العقوبات. لكن ما يجمع كل هذه الادعاءات هو انها كلها مخطئة".
ويؤكد يعلون ان إسرائيل ليست معنية بالمواجهة العسكرية وانما تشديد العقوبات كي تعالج دعم ايران للارهاب وعدوانيتها في المنطقة. وكتب "لا توجد أي دولة تريد الحل السلمي امام ايران اكثر منا. لكن معارضتنا للاتفاق ليست لأننا نبحث عن الحرب، وانما لأن شروط الاتفاق التي ستترك ايران غنية اكثر وقوية اكثر وتملك طريقا اسرع للحصول على القنبلة – تجعل الحرب محتملة بشكل اكبر".
تمديد اعتقال جندي سرب معلومات امنية للمستوطنين
ذكرت "هآرتس" ان المحكمة العسكرية في يافا مددت اعتقال الجندي يعقوب سيلع، لمدة يوم واحد، بشبهة خرق الصلاحيات الى حد المس بأمن الدولة، وذلك بعد قيامه بتسريب معلومات سرية الى نشطاء اليمين. وسيتم اليوم، تقديم تصريح من قبل النيابة تمهيدا لتقديم لائحة اتهام ضد الجندي.
يشار الى أن سيلع، من مستوطنة بات عاين، يخدم في الجيش النظامي في منطقة "عتسيون"، وقد اعتقل في العاشر من آذار بعد الاشتباه بقيامه بتسريب معلومات حول نية الشرطة تنفيذ اعتقالات في بات عاين. ولدى وصول الشرطة الى المكان تعرض لهجوم من قبل المستوطنين.
مقالات وتقارير
لنساعد لاجئي اليرموك
تكتب صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها، ان مأساة انسانية لا يمكن استيعابها تحدث خلف حدود دولة اسرائيل. ذلك أن اكثر من 230 الف نسمة قتلوا في الحرب المتواصلة منذ أربع سنوات في سوريا؛ وهناك من يقدر بان عدد القتلى بلغ 300 الف. أما عدد اللاجئين فيثير الفزع: لقد فر نحو ثلاثة ملايين سوري من بلادهم، ونزح نحو ستة ملايين ونصف مواطن سوري من منازلهم وانتقلوا للسكن في مناطق اكثر محمية في سوريا. وتقوم دول مجاورة، مثل تركيا، الاردن ولبنان، بمنح ملجأ لمعظم اللاجئين، سواء في مخيمات مؤقتة للاجئين أم بتقديم المساعدة المالية والمنتجات الغذائية. وتبذل المنظمات الدولية جل جهودها، ولكن صناديقها الهزيلة، وبشكل خاص الظروف الصعبة تجعل من الصعب جدا، واحيانا تحبط نقل المنتجات الاساسية.
داخل هذا الفخ السوري يحاصر، أيضا، عشرات آلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين لا يجدون ملجأ في دول اخرى. ومن بينهم نحو 20 الف لاجئ في مخيم اليرموك للاجئين جنوب دمشق، معظمهم من الشيوخ والمقعدين، او الذين لا يملكون القدرات الاقتصادية ويعيشون منذ نحو سنتين تحت الحصار. ومع سيطرة تنظيم داعش على المخيم، باتت حياتهم في خطر، ليس فقط نتيجة النيران وانما بسبب الجوع والنقص الخطير في الادوية –لأن ارساليات المساعدات لا يمكنها أن تدخل إلى المخيم، الذي تحول الى ميدان حرب.
ويحاول الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الان مساعدة المحاصرين الفلسطينيين من خلال اختلاق طرق انقاذ محمية تسمح لهم بالخروج من المخيم. ولا يمكن لهذا الجهد أن يبقى فقط بمسؤولية عباس؛ بل يتحتم على الأسرة الدولية بان تتجند على عجل كي تمنع القتل المرتقب في المخيم وتنقذ من يمكن انقاذه.
وكجزء من هذه الجهود الدولية، يجب على إسرائيل المساهمة والفحص مع عباس، ما هي الطرق والوسائل الممكنة لمساعدة اللاجئين، الذين تجمعهم علاقات عائلية، واحيانا من الدرجة الأولى مع المواطنين العرب في إسرائيل. يمكن لإسرائيل ان تعرض على عباس، استيعاب جزء من اللاجئين في نطاق السلطة الفلسطينية والمساعدة في تمويل قسم من نفقات انتقالهم واستيعابهم وعرض خدمات طبية لمن ينجحوا في الوصول. وفي هذا الوقت ينبغي دحر كل الاعتبارات السياسية والخلافات مع السلطة الفلسطينية جانبا. هذه مهمة انسانية من الدرجة الاولى لا يمكن لإسرائيل التنصل منها.
صواريخ حزب الله أشد خطورة
يكتب يسرائيل هرئيل، في "هآرتس" أن قائد الجبهة الداخلية، الجنرال أيال ايزنبرغ، حذر عشية العيد من أن حزب الله سيتمكن خلال المواجهة القادمة من اطلاق بين ألف و1500 صاروخ يوميا على اسرائيل. ونتيجة للدمار الرهيب، حسب ايزنبرغ، سيتحتم على اسرائيل ايجاد اماكن سكن بديلة لعشرات آلاف المدنيين. ولطمأنة المواطنين قال انه "يمكن من خلال السلوك الصحيح للمواطنين تقليص عدد المصابين". لقد أثار ايزنبرغ في توقعاته الممتعة هذه أسئلة ثاقبة: أين كانت القيادات المدنية والعسكرية خلال العقد الأخير؟ لماذا جلسوا مكتوفي الأيدي؟ لماذا لم يمنعوا حزب الله من الحصول على عشرات الآلاف من الصواريخ المتطورة القادرة على ضرب أي مكان في إسرائيل؟
خلال حرب لبنان الثانية، قتل 155 جنديا ومدنيا، غالبيتهم نتيجة قصف الجبهة الداخلية. لقد انتهت الحرب في 12 آب 2006، بعد صدور قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي ينص في الأساس على انسحاب حزب الله من جنوب لبنان وفرض حظر على نقل السلاح اليه. وتقرر ان يتولى 15 ألف جندي دولي تطبيق هذا الحظر، بالإضافة الى الجيش اللبناني الذي سينتشر في الجنوب. لقد ادعت وزيرة الخارجية في حينه، تسيبي ليفني انها صاحبة الفضل واعلنت: "حققنا التغيير في جنوب لبنان". وهدأت المتشككين بقدرة الامم المتحدة على تطبيق الحظر قائلة: "اذا طولبنا بعملية أخرى، فان هذا القرار ولّد شرعية لم تكن قائمة من قبل من أي جهة". ووعدت بأن "القرار لن يبقى حبرا على ورق".
لقد تحمل ايهود اولمرت وعمير بيرتس وليفني ودان حالوتس مسؤولية عدم بقاء القرار 1701 "حبرا على ورق". لو كانوا قد نفذوا آنذاك قرار مجلس الأمن (سيما انهم حظوا بالشرعية التي لم تكن سابقا")، ليمكن الافتراض ان الخطر الآتي من الشمال كان سيتقلص بنسبة كبيرة. ولكن عندما فشلوا في الحرب، فقد فشلوا، ايضا، في منع الحرب القادمة.
منذ تزود حزب الله بحوالي 100 الف صاروخ لم تحرك أي حكومة اسرائيلية ضجة، كما تفعل الحكومة الأخيرة وبنجاح نسبي في الموضوع النووي الايراني، كي يطبق مجلس الأمن الحظر – ولو خشية قيام إسرائيل بعملية ردع. من المهم التذكير ان غالبية الصواريخ وصلت الى حزب الله خلال السنوات الست الأخيرة، السنوات التي ترأس الحكومة خلالها بنيامين نتنياهو.
ان خطر الصواريخ اشد خطورة من النووي الايراني. يمنع انتظار قيام العدو بالخطوة الأولى – وهذا سيتم عاجلا أم آجلا – ويمكن أن يسبب آلاف القتلى وتدمير البنى التحتية والمواقع الاستراتيجية وآلاف المساكن. خلافا للوضع بين الدول فانه لا يمكن ان يصمد ميزان الرعب مع التنظيمات الارهابية لفترة طويلة، بل سينهار في اللحظة التي تقررها ايران.
هناك من يعزيهم السحر – سحر القباب، الأسهم والعصي السحرية. امام 1500 صاروخ يوميا – حتى امام 150- يعتبر ذلك عزاء الحمقى. يمكن لهجوم مانع – ومفاجئ - فقط ان يقلص الى حد كبير، عدد القتلى والضرر المعنوي والاقتصادي ويحسم المعركة بشكل كبير. يمنع السماح بقتل المواطنين الإسرائيليين كي "نخلق الشرعية" للرد.
كما في الماضي، حتى ان كنا الجهة التي ترد – سنتحول بسرعة الى المهاجمين والمشجوبين. حسب سلوكيات رئيس الحكومة الموعود، من شبه المؤكد أنه في هذه المرة ايضا – وبثمن اكثر رهيبا من الماضي – ستتلقى إسرائيل الضربات على رأسها. صحيح ان الانتقام الفوري سيكون أصعب، ولكن فور ذلك – وأثبت ذلك "الجرف الصامد" والعمليات السابقة – سيسارع الى الموافقة على وقف اطلاق النار. وهذه المرة، ايضا، لن يقضي الجيش على العدو وصواريخه.
النائب العسكري الرئيسي: لن تسمعوا مني أنّ الجيش الإسرائيلي هو الأكثر أخلاقية في العالم
يكتب عاموس هارئيل وغيلي كوهين، في "هآرتس" أنه في تشرين الثاني الماضي، وتحديدًا بعد شهرين من الحرب الأخيرة على قطاع غزة، أدلى الضابط مارتين ديمبسي، قائد القوات المشتركة في الجيش الأمريكي، بتصريحات قد تبدو مفاجئة. لقد ادعى ديمبسي في خطابه خلال مؤتمر عُقد في نيويورك، أن "إسرائيل بذلت جهدًا كبيرًا"، لمنع إصابة الأبرياء في غزة. وأضاف: "الجيش الاسرائيلي غير معني بالمس بالمواطنين، بل يرغب بتقليص إطلاق القذائف من غزة".
من المشكوك فيه أن تصريحات ديمبسي سترضي لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، التي تعمل في هذه الأيام على صياغة التقرير النهائي حول الاتهامات المتبادلة بشأن جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل وحماس، خلال المواجهة التي وقعت في الصيف الماضي. لكنّ تصريحات القائد العسكري الأمريكي تعكس تفهمًا كبيرًا لدى الجيوش الغربية للمبررات التي تواجه إسرائيل، خلال النزاعات مع تنظيمات إرهابية أو حرب العصابات في الأماكن المكتظة بالسكان. وهذا التفهم هو نتيجة للجهد الإسرائيلي المضاعف: على الحلبة القانونية، الذي يترافق بالدعم المتواصل من قبل النيابة العسكرية لقرارات تمّ تبنيها خلال الحرب، وفي التحقيق حول الشبهات بشأن المخالفات التي وقعت بعد الحرب؛ وعلى الحلبة الاعلامية، وبالأساس بشأن الاتصالات مع جيوش أخرى.
فور انتهاء الحرب أرسل البنتاغون طاقم خبراء الى إسرائيل، لسماع العِبر التي استخلصتها مِن الحرب، وبشأن إصابة المدنيين بشكلٍ خاص. وفي المقابل وصل وفد من كبار الضباط برئاسة الجنرال نوعم تيفون، رئيس طاقم الفحص في القيادة العسكرية والنائب العسكري الرئيسي، الجنرال داني عفروني، في زيارة عمل إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، للتباحث في الحرب الأخيرة على غزة.
وفي شباط بادر النائب العسكري الى استضافة مؤتمر في إسرائيل بحضور عشرات كبار رجال القانون العسكري من 14 دولة، لمناقشة الحرب التي تقودها الديمقراطية ضد الإرهاب. يشار أنّ النيابة العسكرية تواجه حاليًا ضغوطًا متناقضة. فمنذ انتهاء الحرب، يتوقع المجتمع الدولي الحصول على توضيحات من اسرائيل - ومعاقبة ضباط - بسبب قتل مدنيين خلال الحرب، علماً أنه حتى حسب الرواية التي تقلل من عدد الضحايا، فانها تقول أن أكثر من 1000 مدني فلسطيني قتلوا بنيران الجيش الاسرائيلي، بينهم مئات الأطفال. وتأمل القيادة السياسية في إسرائيل أن يسمح لها عمل النائب العسكري وطاقمه بصد الانتقادات الموجهة الى اسرائيل على الحلبة الدولية.
لكنه في الأحزاب اليمينية، وبصورة كبيرة، في صفوف الضباط الميدانيين في الجيش الإسرائيلي، ظهرت معارضة لسياسة التحقيقات، وتساءلوا هناك: لماذا على النيابة بالأساس أن تفحص وجهة نظر الضابط المقاتل وقت الحرب؟
أما الشخص الذي يقف في مواجهة العاصفة فهو النائب العسكري الرئيسي، الجنرال عفروني. في محادثات منفصلة مع "هآرتس" في الأسابيع الأخيرة، قام كلٌ من عفروني والمدعي العسكري الرئيسي في الجيش العقيد أودي بن اليعزر، برسم سياسة النيابة العسكرية في أعقاب الحرب. وأظهر عفروني وبن اليعيزر حذرا في توفير تفاصيل حول قرارات لم يتم تبنيها بعد، وعلى رأسها أسئلة تعتبر دراماتيكية: منها: هل يجب فتح تحقيق من قبل الشرطة العسكرية في قضية معركة رفح، التي حظيت باسم "يوم الجمعة الأسود". لكن ما قالاه فعلا يعكس الجهود الحثيثة للحفاظ على حرية عمل النيابة حتى في فترة سياسية مضطربة، سمح وزير الأمن موشيه يعالون لنفسه خلالها – في خضم معركة الانتخابات - بالتحذير من فتح تحقيق جنائي ضد الضباط في قضية رفح. وادعى يعالون: "هذه حملة عسكرية. وليست شيئا يمكن فحصه بأدوات جنائية". وفي تلك الفترة وقع مئات الضباط وجنود الاحتياط على عريضة بهذه الروح.
عفروني الذي من المفترض أن ينهي في الخريف مدة أربع سنوات، عاد إلى الجيش من الحلبة المدنية، كي يتم تعيينه لمنصب النائب العسكري الرئيسي. وخلال فترة قصيرة بعد عودته نجح باستفزاز معسكر قوي (والمؤيدين له في وسائل الإعلام)،عندما أعاد فتح التحقيق في ملف هيربز، القرار الذي دفع الشرطة في النهاية لتقديم ملف جنائي ضد القائد العام السابق للجيش جابي اشكنازي وعدد من الضباط الكبار المقربين منه. وفي قضيّة غزة، بدا أنّ عفروني يتواجد على مسار خلافي مع يعلون وضباط كبار. إذا كان هذا الأمر يزعجه، فإنّ النائب العسكري لا يعترف بذلك. من ناحيته، وظيفته هي الكشف عن الحقيقة والتحقيق في شبهات بارتكاب مخالفات، دون علاقة بالضغوط الخارجية.
"لن تسمعوني أبدًا أقول بأنّ الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقيًا في العالم"، قال عفروني، الذي يرفض اعتماد الشعار الذي فرضه رئيس الأركان السابق شاؤول موفاز في بداية الانتفاضة الثانية وتم اعتماده منذ ذلك الوقت وكأنه توراة نزلت في سيناء، من قبل القيادتين الرفيعتين في الجيش الإسرائيلي والحكومة. "أنا أعتقد أنّ الجيش يحمل قيمًا، لكن بعض القيم يرتبط بمسألة التحقيق وفحص الشبهات المتعلقة بالتجاوزات بصورة مهنيّة. وإذا لم نقم بذلك، فستطرح علامة استفهام كبيرة حول قيمه".
منذ الحرب يفحص طاقم التحقيق برئاسة الجنرال تيفون (بعد استقالته من الجيش استبدله الجنرال احتياط يتسحاق ايتان)، حوالي 120 حادثة، ثارت فيها شبهات بارتكاب مخالفات لقوانين الحرب. وتم تحويل 65 حالة منها للفحص في النيابة العسكرية، التي فتحت تحقيقا في ستة أحداث وأغلقت من دون اجراء تحقيق جنائي 17 ملفًا تعالج أحداث إضافية. وهناك 13 تحقيقًا تجري بمبادرة النيابة، دون أن تمر أولا عبر لجنة التحقيق في قيادة الأركان العامة. وتعالج هذه التحقيقات أيضًا شكاوى حول النهب، التنكيل بالمعتقلين والمس بمواطنة رفعت راية الاستسلام. ومن المتوقع قريبًا، وبما يتفق مع التحقيقات في النيابة العسكرية، تقديم لوائح اتهام أولية، ضد جنود من وحدة غولاني، متهمون بالنهب بعد المعركة القاسية التي وقعت في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة.
لقد بدأ التحقيق في جزء كبير من هذه القضايا بعد الشكاوى التي تم تقديمها الى النيابة من قبل منظمات حقوق الإنسان. كما وصل 17 فلسطينيًا إلى حاجز ايرز، وهناك تمّ التحقيق معهم مِن قبل الشرطة العسكرية، في قضايا مختلفة. وفي حادثين تمّ إغلاق التحقيق حول النهب، بسبب عدم حضور المشتكين الفلسطينيين ورفضهم تقديم إفادتهم. وحتى الآن تمّ التحقيق مع عشرات الضباط والجنود، وفي بعضها تحت طائلة الانذار. وكان كبار الضباط الذين تمّ التحقيق معهم قادة في كتائب الجيش، ولكن يمكن أن يتم في المستقبل استدعاء ضباط أعلى منهم للتحقيق.
وحسب أقوال عفروني: "كلنا يعرف أنّنا سنحاكم ضابطا أو جنديا ارتكب حدثا تظلله راية سوداء، وليس على خطأ معقول خلال الحرب، كإطلاق النار لإصابة مخرب ولكنها وبسبب وقوع خطأ اصابت مواطناً. لدينا عدة تحقيقات لا أعرف كيف ستنتهي في النهاية، لكننا لن نتردد بتقديم لائحة اتهام إذا ألحت الحاجة. ولن نقدّم الجنود للمحاكمة، كي نسترضي وسائل الإعلام، القلقة بسبب العدد الكبير من المواطنين الذين قتلوا وقت الحرب. أنا لا أحقق كي ارضي أحدا، ولن أقدم لوائح اتهام كي أرتب المعطيات لدى منظمة "بتسيلم" (التي انتقدت العدد المنخفض للوائح الاتهام في الماضي).
وعندما تم سؤاله عما إذا كان عمل النيابة العسكرية يجري في ضوء امكانية قيام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي (icc) بتقديم لوائح اتهام ضد ضباط في الجيش في أعقاب انضمام الفلسطينيين إلى المحكمة، رد النائب العسكري بالنفي: "إذا عملنا كما يجب، فلا حاجة للقلق. ولن تقوم محكمة الجنايات باستبدال النيابة العسكرية، في الوقت الذي لا يتحيز فيه الجهاز القضائي للدولة، ويقوم بواجبه". ويضيف: التفسير الذي أسمعه في بعض الأحيان، وكأننا نعمل فقط من أجل حماية الجنود من المحاكمة في لاهاي- هو مقولة خاطئة. فتحقيق الشرطة العسكرية لا يشكل شهادة تأمين للجنود. إذا كانت هذه التحقيقات مزيّفة وليست حقيقيّة، فإنّ أي شيءٍ لن يصد محكمة الجنايات الدولية".
القرار المتعلق بقضية رفح، بعد مقتل عشرات الفلسطينيين أثناء تفعيل نظام "هانيبال"، لاحباط اختطاف الضابط المقتول هدار غولدين، سيتم اتخاذه على الغالب بعد عدة أسابيع. بن اليعزر الذي سيستقيل من عمله في الجيش الإسرائيلي خلال الصيف، يبدو كأنه نسّق الأمر تمامًا مع قائده عفروني. لن تؤثر الأصداء الإعلامية والخلافان السياسية، حسب ادعائه: "يجب علينا أن نكون مخلصين لوظيفتنا. ولن يتم اتخاذ القرار كي نرضي نزوات احد. وليس كل خطأ في وجهة النظر، أو التجاوز، يبرر التوجه الى الوسائل الجنائية. الوقائع الفظة – هي الحالات التي سيتم فتح تحقيقات جنائية فيها".
إحدى العمليات التي تثير النقاش والتي قام بها الجيش خلال الحرب هي الهجمات المنهجية على بيوت قادة تنظيمي حماس والجهاد الإسلامي، بادعاء أنها استخدمت "للقيادة والسيطرة"، لأنّ القادة حولوا بيوتهم لغرف للحملات العسكريّة، وهكذا هدمت عشرات البيوت، وفي عدة وقائع قتل الكثير من المواطنين، بسبب إشكالية العمل بنظام "اطرق السقف" الذي استعمل لإخلاء منازل المواطنين قبل تفجيرها، ويوافق عفروني على أنّ النيابة العسكرية "تفحص سياسة الهجوم في "الجرف الصامد". وفق مبادئ القانون الدولي، يسمح بمهاجمة هدف إذا كان عسكريا، والبيت لا يتحول إلى هدف بسبب خط هاتفي يُستخدم للحملة الإعلامية للعدو، لكن إذا كان القائد يقوم من هناك بإدارة منظومة الحرب ويأتي اليه اتباعه لاجراء مشاورات فإنّ هذا يعتبر هدفًا عسكريًا. ولم نقرر تدمير جميع بيوت القادة. هناك بيوت رفضنا مهاجمتها".
ويضيف النائب العسكري أنّ الهجوم الذي يحظى بشرعية عالية نسبيًا، لا يتفق في بعض الأحيان مع قوانين الحرب. وحسب أقواله فان هدم البيوت المتعددة الطبقات، خلال عمليات القصف التي سبقت الحرب، تمّت المصادقة عليه قانونيًا فقط بعد إثبات جود غرف حرب لحماس داخل هذه المباني. "لم نهدم بيوتًا دون وجود سبب عسكري".
السحر الايراني
يكتب ناحوم برنياع في "يديعوت احرونوت" ان الرئيس اوباما دعا توماس فريدمان، صاحب الزاوية الهامة في "نيويورك تايمز" الى البيت الابيض، يوم السبت. ولم تكن هذه الدعوة مجرد صدفة، ولا التوقيت. لقد رأى اوباما صوب عينيه جمهورين مستهدفين: اعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الديموقراطي والرأي العام في اسرائيل. ويعتبر فريدمان من الشخصيات المقروءة جدا من قبل هذين الجمهورين. الإسرائيليون كانوا يهمون اوباما بفضل هويتهم، ولكنهم يهمونه بشكل لا يقل عن ذلك بسبب تأثيرهم غير المباشر على المعركة في مجلس الشيوخ.
كما في كل عملية سياسية، فان الارقام هي التي تتحدث في نهاية الأمر. 54 من بين 100 عضو في مجلس الشيوخ ينتمون الى الحزب الجمهوري، وليست لديهم أي مشكلة في تمرير قانون يعرقل، عمليا، الاتفاق مع ايران. وسيفرض الرئيس الفيتو، وسيعاد القانون الى مجلس الشيوخ. ولكي يتم التغلب على الفيتو، سيحتاج الحزب الجمهوري الى غالبية الثلثين، أي الى دعم 13 عضوا من الديموقراطيين. والمعركة تدور الآن على هؤلاء.
لقد حاولت الحكومة الإسرائيلية تجنيد مجلسي النواب والشيوخ ضد البيت الابيض عدة مرات في السابق. وآلت تلك المحاولات الى الفشل غالبا. ولكن معركة كهذه لم تحدث، لا من حيث اهمية الموضوع للجانبين ولا من حيث عمق تغلغلها في السياسة الامريكية الداخلية. الرئيس الامريكي ورئيس الحكومة الإسرائيلية يلعبان بشد البساط: كل واحد منهما يحاول جذب البساط الذي يقف عليه الآخر. هذه اللعبة غير متسقة: لقد بدأت بتفوق كبير لنتنياهو. الغالبية الجمهورية في الكونغرس تخضع لسلطته: الاثرياء اليهود على استعداد لإغراق كل عضو ديموقراطي في مجلس الشيوخ بالمال لتغطية حملته الانتخابية ومعاقبة كل من يتغيب. إسرائيل ونتنياهو يتمتعان بتأييد اساسي في الرأي العام الأمريكي خلافا للتعامل الساسي للراي العام الاسرائيلي مع اوباما.
عدم الاتساق هذا يعمل في الجانب الآخر، ايضا. نتنياهو يقف على رأس حكومة دولة صغيرة نسبيا، ترعاها الولايات المتحدة. هناك من يرى في محاولته هزم الرئيس الحالي عملا بطوليا، والبعض يعتبر ذلك جنون عظمة وصفاقة وانحلال. الجهة الاولى التي تشعر بعدم الارتياح هم اعضاء الحزب الديموقراطي في مجلس الشيوخ، الجهة المستهدفة في الحملة. هناك فجوة عميقة بين اوباما ونتنياهو. ما يفصل بينهما في المسالة الايرانية يتجاوز جوهر بنود اتفاق لوزان. ويتضح من تصريحات اوباما، خلال ظهوره العلني والمحادثات المغلقة، ان امكانية التوصل الى تسوية مع ايران، تسحر اوباما.
هناك جانب رومانسي في خطوته ازاء ايران. جانب عاطفي. هذه المقولة تبدو غريبة، تأملية، تتعلق بسياسي عقلاني جدا وبارد جدا. وسأحاول التفسير. لقد بدأ اوباما دورته الاولى بخطوة كبيرة ازاء العالم العربي، خطوة وصلت الى قمتها في خطاب جامعة القاهرة في حزيران 2009. لقد كنت هناك، امام الوجوه الذاهلة للمدعوين، وامام تأثر الجامعيين. لقد سعى اوباما الى تبشير الملايين في العالم العربي ببداية جديدة – هذا كان عنوان الخطاب – بداية تقوم على الديموقراطية الليبرالية، العادلة، المتساوية، الغربية والعلمانية. خطابه كان يحمل الكثير من الرومانسية، الكثير من التفاؤل، وقليلا من فهم تاريخ الشرق الاوسط. ما حدث منذ ذلك الوقت في العالم العربي سبب له الخيبة. انه لا يتأثر من الجنرال السيسي الذي وصل الى السلطة على حراب جنوده ويسيطر حتى اليوم بمساعدتهم. انه يستهتر بالحكام في السعودية ودول الخليج الذين يغوصون في ثراءهم المصطنع، وبالفساد. لقد جذبته ايران بسبب تاريخها الطويل، الذي يعود الى خمسة آلاف سنة. وبسبب الظلم الذي سببته لها الولايات المتحدة، عندما اقصت في عام 1953 الحكومة الشرعية لمصدق واعادت الشاه الى الحكم فيها.
لقد شخص الايرانيون هذه اللهجة لدى اوباما وعرفوا كيف يعزفون عليها. والأهم من ذلك ان ما يسحره هو امكانية ان يترك بصماته في التاريخ الامريكي.
بعد اقل من عامين سيمضي في طريقه، وايران هي فرصته الأخيرة. في محادثات مع شخصيات امريكية أسألهم عما اذا كان هناك وجه شبه بين الخطوة التي قام بها الرئيس نيكسون ازاء الصين في سبعينيات القرن الماضي، والخطوة التي يقوم بها اوباما ازاء ايران. لقد فجر نيكسون بضربة واحدة ثلاثة عقود من العداء غير المساوم. وعلى طريق ذلك تخلى عن تايوان، الدولة التي كان تحالفها مع الولايات المتحدة وثيقا وملزما اكثر من التحالف معنا، وكان تأثيرها في الكونغرس لسنوات طويلة اكبر من تأثيرنا.
اذا كانت ايران تلعب في ظل الادارة الحالية دور الصين الشعبية، فمن يلعب دور تايوان، الحليف الذي تمت خيانته؟ مصر؟ السعودية؟ اسرائيل؟ كلها معا؟ من المفضل ان ننظر الى وضع تايوان اليوم، قال لي باقتضاب مسؤول امريكي. انها تعيش بثراء وسعادة، اموالها تستثمر في الصين واموال الصين تستثمر فيها. نتنياهو يسمع خامنئي ويتخيل نفسه تشرتشل الذي يواجه هتلر؛ اوباما يراسل خامنئي ويتخيل نفسه نيكسون الذي التقى مع ماوتسي تونغ. وهذه هي الخطوة الأولى نحو الهاوية.
على شفا حرب اقليمية
يكتب د. رؤوفين بركو في "يسرائيل هيوم" أنّ الشرق الاوسط دخل في هذه الايام الى وضع يمكن وصفه باللامعقول، وكل ذلك بدعمٍ من أمريكا. فالاتفاق الذي وقّع عليه الغرب مع إيران يقود ايران في الواقع إلى دولة نووية، بتصريحٍ من الأمم، وفي منطقتنا يصعب استيعاب ما لا يمكن استيعابه، ففي الوقت الذي تواصل فيه إيران تحريك عجلة الحرب وامتدادها في مراكز القتل المختلفة في الشرق الأوسط، وعندما تقف في اليمن في مواجهة الائتلاف العربي الذي خرج في عاصفة "الحزم"، يعلن الناطقون باسمها أنهم نجحوا باخضاع الغرب ويواصل قادتها التصريح بأنهم سيقومون بإبادة إسرائيل.
وعلى ما يبدو فإنّ إيران تستطيع السماح لنفسها، مقابل ضعف الرجل المتصالِح براك اوباما، والذي بفضله تبدو إيران مبتهجة- فبينما انهارت الدول العربية المحيطة بها كبرجٍ من ورق، بقيت صامدة، هي ومصر، التي على ما يبدو كانت ستنهار هي أيضًا ، لو ان الرئيس عبد الفتاح السياسي خضع للحظر وللتنكر الأمريكي، كما حصل لشاه إيران وفيما بعد لحسني مبارك.
من حسن حظ الدول العربية، التي تتعرض للهجوم حاليًا في الجناح اليمني من قبل إيران، أنّ أحد ما في الادارة الامريكية تشجع أخيرا وعمل على ازالة الحصار الامريكي عن القاهرة التي تصارع على بقائها الاجتماعي والاقتصادي. وقد أتاح هذا التغيير للسيسي إسماع صوت واضح وحاسم بشكل أكبر في التحالف العربي في الوقت الذي تعهد فيه بالحفاظ على أمن دول الخليج كجزء من أمن مصر. لقد عتّم بذلك على اعلان باكستان بأنها ستقف الى جانب السعودية في الازمة مع ايران. هذه الازمة ليست سهلة. فألاعيب ايران كان باستطاعتها أن تثير الضحك لدى الكثيرين لو لم تكن مشبعة بدماء آلاف الأبرياء في الشرق الاوسط.
لقد تحولت المنطقة الى مملكة اللامعقول، حيث تقوم المليشيا الايرانية “الحشد الشعبي” التي تضم مقاتلين من حرس الثورة بضرب داعش بالتعاون مع الجيش العراقي وبمساعدة غير مباشرة من الولايات المتحدة. وفي المقابل تقوم قوات ايرانية بمساعدة الشيعة العراقيين بذبح المواطنين السنّة في العراق وسرقة ممتلكاتهم، وهذا أيضا يتم بدعم امريكي. انهم يتحركون وهم يحملون صور المرشد الاعلى علي خامنئي في شوارع تكريت “المحررة” ويحتفلون بصورة وحشيّة.
في سوريا أيضا، يلمسون الذراع الايرانية الطويلة، فالرئيس بشار الأسد صنيعة طهران، يواصل ذبح المواطنين المدنيين وقوات المتمردين. ومنذ انهارت التزامات أوباما بالقضاء على النظام السوري، إذا قام باستخدام السلاح الكيماوي، يقوم الأسد بقصف معارضيه بغاز الكلور، ويستفيد من الفشل في اخلاء بلاده من المواد الكيميائية بل ويقوم بتكثيف استعمالها. هذا الوضع الذي يجري تحت أعين امريكية مغلقة يُذكر بالتعهد الامريكي في التسعينيات بأن كوريا الشمالية التي قامت في حينه بدور ايران كتهديد نووي، سيتم تجريدها من قنابلها. وازاء حقيقة انهيار هذا التعهد ما الذي على اسرائيل أن تفهمه من السوابق (البعيدة والقريبة) التي أمامنا؟
المحور المشترك
لاعب إضافي في ملعب الشرق الأوسط هي روسيا، التي تدعم عسكريًا المحور الايراني-السوري. إن الحفاظ على مكانة الاسد هو مصلحة روسية يقف على رأسها ميناء المياه الدافئة للاسطول الروسي في طرطوس. هذه اليد موجودة ايضا في اليمن. فهناك وبشكل مفاجئ يطالب الروس بوقف اطلاق النار وكذلك يطالبون بممرات انسانية للانقاذ. ويتطلع الروس الى مضائق باب المندب متشجعين من انجازات الحوثيين المنتدبين من إيران.
وزير الخارجية الايراني رياض ياسين يوجه إصبع اتهام مباشرة. وحسب رأيه فان روسيا تُهرب السلاح للحوثيين في طائراتها “الانسانية” التي تهدف ظاهريا الى انقاذ رعاياها في اليمن. وينضم الى هذه الاتهامات العميد مسعود عسيري، المتحدث باسم التحالف العسكري لـ“عاصفة الحزم” ويحذر: روسيا تعمل لصالح ايران في اليمن كما في سوريا. وهكذا فان بصمات روسيا ظاهرة في المنطقة، سواء من خلال المبادرة الى تسليح ايران ببطاريات متطورة مضادة للطائرات أو من خلال العروض لانشاء مفاعلات نووية “للاغراض السلمية” في الدول المختلفة.
يبدو أن الرئيس فلادمير بوتين نقل الحرب الباردة الى الشرق الاسط كجزء من تحقيق حلمه بإعادة روسيا الى مكانة الدولة العظمى، ورغبته بالثأر من الولايات المتحدة على موقفها من قضية شبه جزيرة القرم والازمة في اوكرانيا. التحالف العربي يدرك ما هي المصلحة الروسية، وقد سبق للسعودية أن أعلنت: اذا حاول بوتين وقف عملية “عاصفة الحزم” عن طريق قرار في الامم المتحدة، وقامت الولايات المتحدة بالوقوف جانبا (لم تستخدم الفيتو)، فسيواصل التحالف العملية بدعم من باكستان وتركيا، التي التقى رئيسها اردوغان أول أمس مع روحاني، ولكنه لم يتطرق الى الصراع في اليمن.
اذا لم يتغير شيء حقا في توازن القوى فسيتضح شيئا فشيئا أن اليمن سيكون الدولة الاولى التي سيتم فيها افشال جهود الامتداد الايراني على أيدي الدول العربية السنية. مع ذلك ومن اجل تحقيق حسم كهذا يصبح التدخل البري في اليمن مسألة حتمية. الانجاز السني الذي يتحقق في الجبهة اليمنية هو الاول، ولكنه الوحيد حتى الوقت الحالي.
اذا عدنا الى سوريا فان الكفة ما زالت تميل لصالح التعاون بين ايران وروسيا، اللتان تعملان في صالح نظام الاسد. في هذه الجبهة تحظيان بدعم مقاتلي “أكناف بيت المقدس″ الفلسطينية. هؤلاء الذين يتركز معظم نشاطهم في مخيم “اليرموك” (الذي يسمى عاصمة الشتات الفلسطيني)، وجدوا أنفسهم بين المطرقة والسندان. فمن جهة فان المخيم الذي فرغ تقريبا من سكانه يتعرض للقصف من قبل النظام السوري، ومن جهة اخرى يعاني من مواجهة مباشرة وعنيفة مع مقاتلي داعش عديمي الرحمة.
“اليرموك” المجاور لمواقع السلطة والامن في دمشق، آيلٌ للسقوط من أيدي النظام الى أيدي المتمردين، وفي الوقت ذاته يفقد الاسد السيطرة على المعابر الحدودية التي ستؤدي سيطرة المتمردين عيلها الى خنق ما تبقى من اقتصاد الدولة واضعاف النظام.
ويبدو حاليًا أنّ دعم "أكناف بيت المقدس"، للأسد يلغي محاولة الفلسطينيين عرض صورة عدم التماثل مع أحد أطراف النزاع السوري الداخلي. بل يشير إلى أن الطلاق بين النظام السوري وتنظيم حماس، الذي دعمٍ في البداية المتمردين الإسلاميين، لم يكن نهائيا. فقصة الغرام المتجددة تشمل الدعم الايراني لحماس في غزة: السلاح واعادة ترميم الانفاق وتمويل العمليات الارهابية.
لا شك في أن الأحلام المشتركة التي يتم حياكتها في الملاجئ المحصنة لحماس في غزة وحزب الله في بيروت من اجل تدمير اسرائيل بقيادة طهران، تواصل تغذية أوهام آيات الله بمضامين قاتلة.ويحدث ذلك كله في اوقات الهدنة الفاصلة بين نكتة واخرى على حساب الامريكيين في ضوء اتفاق الاطار المضحك الذي تم التوصل اليه في لوزان.
بين اليمن وغزة
الآن، وفي هذا الوقت بالذات، في ظل الفوضى وانهيار الدول العربية في المنطقة، تصر امريكا على مطالبة اسرائيل باقامة دولة ارهاب فلسطينية في الضفة الغربية اضافة لتلك القائمة في غزة. هذه رغبة امريكية مستغربة تتساوق مع مطالبة اسرائيل بالاستجابة الى “المبادرة العربية”.
هذه المبادرة تشكل عمليا، طريقة جديدة لضخ مسلحي داعش الى الضفة الغربية والجولان وطبرية، وكذلك أحفاد اللاجئين من “اليرموك” الى داخل اسرائيل في اطار “حق العودة”. مع اصدقاء كهؤلاء – من يحتاج الى أعداء؟ وبشكل عام، يبدو أنه في الادارة الامريكية هناك من يعتقد (بهدف الانتقام؟) بأن النموذج التدميري لحماس الذي يعمل من غزة وسيناء ضد اسرائيل ومصر، هو ناجح بما يكفي الى درجة أنهم يريدون تطبيقه ايضا ضد أمن الاردن واسرائيل في الضفة الغربية.
...
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 15 نيسان 2015
نتنياهو لبوتين: رفع الحظر عن بيع صواريخ لياران يقوض امن المنطقة
كتبت صحيفة "هآرتس" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اجرى ، امس، محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اعرب خلالها عن انزعاج اسرائيل من قرار روسيا الغاء الحظر على بيع صواريخ s-300 لإيران. وحسب بيان صدر عن الكرملين فقد اكد بوتين لنتنياهو ان الصواريخ هي منظومة سلاح دفاعية ولا تهدد أمن اسرائيل. اما ديوان نتنياهو فقال في بيان صدر عقب المحادثة ان "نتنياهو ابلغ بوتين بأن القرار الروسي سيزيد من عدوانية ايران في المنطقة ويقوض الأمن في الشرق الأوسط". ونشر نتنياهو بيانا في اعقاب المحادثة قال فيه ان قرار ازالة الحظر هو نتيجة للاتفاق النووي المرتقب بين ايران والدول العظمى. وتساءل: "هل بعد صفقة الأسلحة هذه لا يزال هناك من يدعي بجدية ان الاتفاق مع ايران سيزيد من الامن في الشرق الأوسط؟"
معطيات امريكية تبين القطيعة الكبيرة بين دريمر والبيت الابيض
كتبت "هآرتس" انه يتبين من معلومات جديدة نشرتها الادارة الامريكية عمق القطيعة بين البيت الأبيض والسفير الاسرائيلي لدى واشنطن، رون دريمر. فمن بين قرابة مليون تصريح دخول الى البيت الابيض، تم فحصها، يتبين ان دريمر لم يجر تقريبا أي لقاء مع مستشاري الرئيس اوباما خلال العام 2014. وكان البيت الأبيض قد نشر في 27 آذار حوالي مليون تصريح دخول منحت للضيوف الذين دخلوا الى المقر الرئاسي وبناية مجلس الأمن القومي المجاورة، في عام 2014، علما ان هذه التصاريح لا تشمل الزيارات السرية التي جرت في البيت الابيض او المباني المجاورة له.
يشار الى ان دريمر الذي بدأ بشغل مهامه الدبلوماسية في كانون الاول 2013، تحول خلال سنوات خدمته في ديوان رئيس الحكومة نتنياهو الى "شرشف أحمر" بالنسبة للإدارة الامريكية، وذلك على خلفية علاقاته الوثيقة مع المسؤولين الكبار في الحزب الجمهوري. ومؤخرا اصبح دريمر شخصية غير مرغوب فيها في البيت الأبيض على خلفية دوره في ترتيب خطاب نتنياهو في الكونغرس الشهر الماضي.
ويشار الى ان وسائل الاعلام نشرت عدة مرات خلال العام الماضي، عن رفض المسؤولين الامريكيين استقبال دريمر. ويتضح من الوثائق التي نشرها البيت الابيض، ان دريمر لم يلتق تقريبا مع مستشاري اوباما. فمنذ الثالث من كانون الاول 2013 وحتى نهاية 2014، زار دريمر البيت البيض 11 مرة فقط، كان من بينها لقاء واحد مع المستشار الرئيسي لاوباما لشؤون الشرق الاوسط، فيليب غوردون.
بعد اكثر من عامين: الجيش يقرر محاكمة جنديين بتهمة قتل فتى فلسطيني
قالت "هآرتس" انه بعد اكثر من عامين على مقتل الفتى الفلسطيني سمير عوض بنيران الجيش الاسرائيلي، في قرية بدرس في الضفة الغربية، سيتم تقديم لائحة اتهام ضد الجنود الذين تورطوا في الحادث، وذلك بعد الاستماع الى ادعاءاتهم. ويتهم الجنود بالتسرع والاهمال باستخدام السلاح. وفي اطار المداولات التي تجريها المحكمة العليا في الالتماس الذي قدمه والد الفتى، احمد عوض، ومنظمة بتسيلم، ابلغت الدولة المحكمة بأن نيابة لواء المنطقة الوسطى قررت تقديم الجنود الى المحاكمة. وعلم انه سيتم تقديم لائحة الاتهام من قبل النيابة العامة، وليس من قبل النيابة العسكرية، لأنه تبين خلال المداولات التي جرت في نهاية العام الماضي، بأن المشبوهين الرئيسيين في القضية انهيا خدمتهما العسكرية الالزامية، ولم تعد النيابة العسكرية مسؤولة عنهما. يشار الى ان الشرطة العسكرية كانت قد توصلت خلال التحقيق في حينه الى ان الفتى قتل بنيران اكثر من جندي واحد، وادعت الشرطة انها لم تتمكن من تحديد من اطلق النار.
الليكود يفكر بتقسيم الخارجية بين ليبرمان وبينت
يدرس حزب الليكود امكانية اجراء تناوب في حقيبة الخارجية بين افيغدور ليبرمان ونفتالي بينت، في محاولة لحل ازمة الحقائب الوزارية في الحكومة المقبلة. وقال مسؤول في الليكود لصحيفة "هآرتس"، امس، "اننا نبحث عن حلول خلاقة لإرضاء بينت وليبرمان". يشار الى ان ليبرمان وبينت يطالبان بحقيبة الخارجية كشرط لانضمام حزبيهما الى ائتلاف نتنياهو. ويعتبر الخلاف حول هذه الحقيبة احد المشاكل الرئيسية التي تواجه التوصل الى اتفاقيات بين الليكود والاحزاب المرشحة للائتلاف. وكان الليكود قد حاول ثني بينت عن المطالبة بالخارجية بسبب ضعف قوته الانتخابية، واقترح عليه حقيبة التربية والتعليم، لكن بينت رفضها. في المقابل قال نتنياهو لرجال حزبه، مؤخرا، انه لم يقرر بعد تسليم حقيبة الخارجية لأي من الشركاء، ويفكر بالاحتفاظ بها لحزبه الليكود. لكن مصدرا رفيعا في الحزب قال امس انه "يجب عدم التعامل مع هذه التصريحات بجدية بالغة. فمن الواضح للجميع ان نتنياهو سيتوصل الى تسوية وسيسلم الحقيبة لاحد الحزبين". واوضح ان الابقاء على حقيبة الخارجية في الليكود سيفاقم ازمة المفاوضات الائتلافية.
جبعاتي يعتبر هانيبال في غزة مسألة معقولة
كتبت "هآرتس" ان التحقيق الذي اجراه لواء جبعاتي في احداث الاول من آب الماضي في رفح، والذي عرف بـ"يوم الجمعة الأسود" يحدد ان الدورية العسكرية التي تعرضت الى كمين خرجت لتمشيط المنطقة من دون أن يتم احتلالها وتأمينها. وكتب قائد اللواء، العقيد عوفر فاينتر في ملخص التحقيق انه "خلافا للحرب الواضحة خلال العملية، فان اللواء نجح بارباك الجنود وادخالهم في حالة غير معقولة".
ويتعلق التحقيق بقتل عشرات الفلسطينيين، غالبيتهم من المدنيين، خلال محاولة احباط عملية ااختطاف اشلاء الجندي هدار غولدين. وحسب التقرير فان تفعيل النيران خلال العملية كان مدروسا ومنع خلية الخاطفين من الهرب من المنطقة. ويحدد التقرير ان عملية الاختطاف "كانت سريعة جدا وتم تنفيذها بمهارة وبهدوء".
وجاء في التقرير ان الجيش استخدم خلال الحرب في رفح حوالي 800 قذيفة مدفعية وقرابة 260 قذيفة هاون. كما قصفت الطائرات الحربية 20 هدفا خلال الحرب فيما قصفت المروحيات الحربية 14 هدفا آخر. وحسب التقرير فقد اسفر اطلاق النار عن مقتل 41 شخصا. ويدعي الجيش ان 12 منهم كانوا مخربين و13 مدنيين، اما البقية فيعرفهم التقرير بأنهم "في جيل القتال ولكنهم ليسوا نشطاء ارهاب"!
الشاباك يدعي احباط عملية في عيد المساخر
ذكرت هآرتس ان الشاباك الاسرائيلي يدعي انه احبط خلال فترة عيد المساخر العبري، الشهر الماضي، عملية كانت مخططة ضد قوات الجيش الاسرائيلي في قرية ابو ديس. وقال ان الجيش اعتقل اسيرين سابقين من حركة حماس بشبهة التخطيط للعملية، وسيتم قريبا تقديم لائحة اتهام ضدهما. وحسب الشاباك فان رئيس الخلية هو معن الشاعر، (26 عاما)، وهو اسير سابق ادين باطلاق النيران. اما المشبوه الثاني فهو داود عدوان. وحسب الشاباك فقد وصل الشاعر وعدوان الى مرحلة متقدمة في التخطيط للعملية عندما تم اعتقالهما. وقال ان شاعر خطط لعملية في القدس وجند عدوان، الا انهما وجدا صعوبة في تنفيذها هناك، فقررا تنفيذها عند حاجز "الكيوسك" على مدخل المدينة، وقاما لهذا الغرض، بجمع معلومات حول اماكن تواجد قوات الجيش، ومسار العبور في الحاجز.
الكونغرس سيراقب الاتفاق الايراني
كتبت يسرائيل هيوم ان لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، صادقت بالإجماع، امس، على السماح للكونغرس بمراقبة الاتفاق مع إيران ومسألة العقوبات. وكان الرئيس الأمريكي قد قال إنّ الكونغرس لا يملك الصلاحية للتدخل، فكان رد السيناتور بوب كوركر، الذي سعى لفرض القرار أن "الكونغرس- صديق لإسرائيل". وعلى عكس رغبة أوباما بأن يلعب لوحده في الملعب الإيراني، إلا أنّ 19 عضوا في لجنة الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ قرروا التدخل في قرار إزالة العقوبات ضد إيران، في حال تمّ التوصل إلى اتفاق. وحين رأى البيت الأبيض أنه غير قادر على منع الأغلبية الداعمة لقانون كوركر ومينندز، قرر في اللحظة الأخيرة التعاون مع اللجنة وعرض القانون المخفف الذي تمّ قبوله بالإجماع.
مصدر مطلّع في مجلس الشيوخ قال لـ"يسرائيل هيوم"، انه "لم تكن هنالك مفاوضات بين لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ والبيت الأبيض، لقد طلب البيت الأبيض الحفاظ على مكانته عندما رأى أنه سيخسر، ففضل الوصول إلى حل وسط. وما جرى في مجلس الشيوخ يعتبر إنجازا كبيرا لمجلس الشيوخ وخسارة فادحة للبيت الأبيض، الذي بذل جهدا كبيرا لمنع منتخبين ديمقراطيين من الانضمام إلى اقتراح القانون". من جهته أعرب ماركو روبيو، المرشح للرئاسة عن أسفه لعدم وجود صيغة في القانون تطالب إيران الاعتراف بإسرائيل، وأثنى روبيو على وجود بند في القانون يشدد على أهمية الحفاظ على أمن إسرائيل.
وبموجب اقتراح القانون، فإن مصير الاتفاقية سيبدأ بعد 52 يومًا وسيمنع القانون إزالة العقوبات. ويمنح القانون للكونغرس إمكانية فحص الصفقة من جديد بعد 90 يوما، للتأكد من أنها تنفذ كما يجب من قبل إيران. وحسب رأي كوركر فقد دعم البيت الأبيض مشروع القانون لتأكده من أن صيغته مقبولة على معظم الأعضاء في مجلس الشيوخ. وقال كوركر أنّ الشعب الأمريكي هو الذي فاز، وجميع من لا يرغبون برؤية إيران النووية. من جهته صرّح السيناتور الجمهوري ليندزي غرهام يوم أمس لـ"يسرائيل هيوم" أنّ تمرير القانون يشكل ضربة قاسية لإيران، ويوم جيد للذين شعروا بالقلق ازاء اتفاقي سيئ". فالكلمة الأخيرة وصلت إلى الكونغرس، وخطاب رئيس الوزراء نتنياهو أمام الكونغرس كان مفيد جدا".
مقالات
الوحدة من أجل الحكم.
يكتب الجنرال احتياط شلومو غازيت في "هآرتس" انه يتابع نتائج الانتخابات "والمساومة" الدائرة منذ ذلك الوقت في محاولة لتشكيل حكومة جديدة، ويشعر بالاحباط والقلق، لأنه يرى كيف تتم دهورة وضع إسرائيل في كل مجال ومجال، وبأعين مفتوحة. ويضيف ان ما يره هو ليس نقاشا بين الاحزاب حول اتجاه معين للدولة، وانما مساومة تتمحور كلها حول انانية رؤساء الأحزاب الذين لا تسندهم حركات وبرامج فكرية ومشاريع يسعون الى تطبيقها. كلهم يفهمون جيدا انه في الوضع الحالي، لن تكون هناك أي اهمية للطريق او البرنامج او المشروع لأنه من الواضح ان الحكومة التي ستقوم لن تصمد طويلا. ويرى انه من اجل مصلحة الدولة ومستقبلها يجب على الإسرائيليين الانفصال عن الطريق التي يسيرون عليها واختيار طريق جديدة، يمكنهم من خلالها أن يضمنوا للمواطنين بان الحكومة التي ستقوم ستكون قادرة على الحكم. ويدعو غازيت رئيس المعسكر الصهيوني يتسحاق هرتسوغ الى مد يده والمبادرة الى التوجه لنتنياهو واقتراح تشكيل حكومة وحدة على ان لا تكون حكومة وحدة قومية. وانما حكومة لها هدف مصيري واحد: الموافقة على تغيير طريقة الانتخابات بشكل يضمن استقرار السلطة، وان تكون الطريق التي تطرحها هي التي ستخضع للاختبار طوال السنوات الأربع.
لماذا يحذرنا الجيش من حزب الله؟
هذا السؤال يطرحه يغيل ليفي في "هآرتس" في ضوء التحذيرات التي يطلقها قادة الجيش بشأن العدد الكبير من الضحايا الذين سيسقطون في الجبهة الداخلية في حال اندلاع حرب قادمة مع حماس وحزب الله. ويقول ان هناك عدة سوابق لهذه الظاهرة، اولها ان قادة الجيش يبلغون الجمهور بانخفاض مستوى الامن الذي سيوفرونه له. ووصل الأمر الى قمته في تصريحات قائد سلاح الجو، الذي قال "اننا لن نتمكن من الدفاع عن اسرائيل بشكل مطلق، وهذا لن يحدث". ثانيا، لا يكتفي رجال الجيش بما يقولونه للمسؤولين السياسيين خلال الجلسات المغلقة، وانما يتقاسمون علانية مسالة وجود فجوة بين توقعات الجمهور وقدراتهم. ويرى ان هذا السلوك هو جزء من صراع الجيش من اجل موارده. وكلما فهم الجيش ان السياسيين لا يوفرون له الحماية امام هجوم الجمهور على موارده، فانه يلتف على السياسيين ويتوجه مباشرة الى الجمهور من خلال عرض التهديدات، وهذه ظاهرة معروفة منذ التسعينيات، ولكن التجديد هذه المرة يكمن في الالتزام بعدم توفير الأمن الكافي. ويعمل الجيش على تخفيض التوقعات منه امام الانتقادات التي وجهت اليه في اعقاب الجرف الصامد لأنه لم يخرج من غزة بإنجازات تزيد من مستوى الأمن. ثالثا: لقد ادرك رجال الجيش في الماضي كيف يعرضون قيود استخدام القوة، عندما دفعوا، مثلا، من اجل الانسحاب الاول من لبنان، وكبح الجيش نسبيا خلال الانتفاضة الاولى، ودعم التوصل الى تسوية في الجولان، بل حتى رفض الهجوم الجوي على المنشآت النووية الايرانية. وفي ظروف اخرى اجاد الجيش عرض فوائد استخدام القوة امام البدائل المعتدلة، لكنه التزم، ايضا، بتحسين الأمن، اذا "سمحوا للجيش بالانتصار". والتجديد هذه المرة يكمن في الدمج: الجيش يبث بأن هناك حدود لقوته، ولكن باسم هذه الحدود يسعى الى اعداد الرأي العام للتضحيات المستقبلية المطلوبة من اجل تحقيق الانتصار. وليس هناك اكثر ما يصيب الهدف من التصريحات التي ادلى بها قائد عصبة الجليل، العميد موني كاتس خلال لقاء مع "واللا"، حيث قال: "ستقع حرب اخرى.. وعندما نتواجد حقا في وضع اللامفر، فان هذا الشعب سيكون مستعدا لدفع الثمن الباهظ جدا.. اذا قامت اسرائيل والجيش بتفعيل هذه المنظومة في لبنان، فلن يتمكن احد من وقفها.. وسيرجع لبنان 200 عام الى الوراء". اما الميزة الرابعة، فهي ان تحذيرات رجال الجيش تخدم سعي السياسيين (من اليمين والوسط) الى حرمان الجمهور من اختيار مستقبله. ويتم عرض الحرب كظاهرة غير ممنوعة ترتبط فرص اندلاعها بقدرة اعداء اسرائيل على استيعاب الضرر الذي يمكنها ان تسببه لهم. لكنه يتم عرض اسرائيل كلاعب سلبي لا تملك قدرة على عمل ما يمنع الحرب. ويكمن التجديد هنا في مساهمة الجيش بمنع الحوار السياسي في سبيل خدمة قضاياه، من خلال الانحراف عن المعايير التي تحتم اقصاء الجيش عن السياسة.
التصريحات شيء والصواريخ شيء آخر
يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت احرونوت" انه يتضح بأنه من السهل على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اجراء محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي بوتين، على اجراء محادثة مع الرئيس الامريكي اوباما. وربما من المناسب ان تسجل الادارة الأمريكية أمامها بأن اسرائيل تملك عددا كبيرا من قنوات الحوار مع الروس، بطرق مختلفة. لقد شكلت المحادثة الهاتفية التي اجراها نتنياهو مع بوتين، امس، قمة الجهود التي بذلتها اسرائيل لفحص ما الذي قصده الرئيس الروسي عندما الغى الحظر المفروض على بيع صواريخ s-300 لإيران. لكن الروس غير معتادين على الرد بنعم او لا او الالتزام الواضح، وبشكل عام يردون قائلين انهم يأخذون التحفظات في الاعتبار. ربما لهذا السبب لم يكن الرد الاسرائيلي على بيان الكرملين شاذا في حدته. كما يبدو فهموا في القدس ان بوتين قرر الغاء الحظر على الصفقة الموقعة مع ايران منذ 2007، لكن الطرفان لم يجريا حتى الآن مفاوضات حول صفقة اخرى، وليس من الواضح متى سيتم توقيعها وما هي الأسلحة التي ستشملها. وبشكل عام يبدو انهم فهموا في اسرائيل بأن الاعلان الروسي هو في الاساس خطوة تصريحية تنطوي على مغزى سياسي كبير، وليست عملية في المدى المنظور. وبما ان التأثير الاسرائيلي على الكرملين هو قليل في كل الاحوال، فقد تقرر هنا الحفاظ على الأوتار الصوتية لأيام أخرى، وتوجيه غالبية الغضب للاتفاق المرتقب في لوزان ولخطوات البيت الأبيض. فلماذا تدير صراعا مع قوتين عظميين اذا كان يمكن الصراع مع احداهما فقط؟ خاصة وان الروس يفعلون من اجلنا نصف العمل ويصعبون على اوباما الحصول على تصديق من الكونغرس على الاتفاق مع طهران. اوباما والمرشحين الديموقراطيين للرئاسة سيعانون كثيرا من وجع الرأس الروسي، وليس فقط في مسالة بيع صواريخ s-300 التي سيستغلها خصومهم الجمهوريين، وانما في كل ما يتعلق بمواجهة استهتار بوتين المتواصل بالادارة الامريكية، وعلى سبيل المثال، ارسال طائرات روسية لازعاج طائرات التجسس الامريكية في سماء اوروبا. خصوم اوباما الجمهوريين يملكون ذخيرة اكبر في هذه المعركة: الوثيقة التي وقعت عليها ايران والقوى العظمى، والتي لم يتم نشرها بعد. السؤال الكبير هو من الذي يقول الحقيقة: ايران التي تدعي انه حسب الاتفاق سيتم رفع العقوبات فور توقيع الاتفاق، او الادارة الامريكية التي تدعي ان المقصود عملية تدريجية. التقدير السائد هو ان كشف الوثيقة سيحرج ادارة اوباما بالذات، ذلك انه باتت مطروحة على طاولة مجلس الأمن، مسودة قرار يلغي كل العقوبات المفروضة على ايران، خاصة الغاء القيود الاقتصادية التي تقلق نظام آيات الله بشكل خاص. بالإضافة الى ذلك، فان الوثيقة السرية ستظهر كما يبدو، عندما يتم كشفها، ان الامريكيين مضوا نحو ايران اكثر مما كانت تحلم طهران. وهكذا، مثلا، سمح بالنشاط المحدود في منشأة اراك، رغم ان ايران كانت مستعدة لاغلاقها. كما ان الوثيقة لا تشمل أي موافقة ايرانية على مراقبة منشآتها العسكرية. وبالإضافة الى الثقوب الكثيرة، من المتوقع ان تكون هذه الوثيقة غير واضحة، ومن المشكوك فيه ان الكونغرس سيسمح لاوباما بتمرير اتفاق كهذا من دون تعديله.
بيع الطائرات لإيران: دليل على خطورة الاتفاق
كتب عومر دوستري، في يسرائيل هيوم أنه في السنوات الأخيرة تمّ منع روسيا من تزويد إيران بنظام طائرات استراتيجية s-300، وكان من بين أسباب عدم تنفيذ الصفقة، الجهود الإسرائيلية الجدية التي بذلت والنابعة من معرفة اسرائيل بان تمرير الصفقة سيصعب القيام بحملة عسكرية على ايران بهدف ضرب النظام النووي.
في حينه زار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، روسيا في شباط 2010، لإقناعها بعدم بيع منظومة الصواريخ المتطورة لإيران. ورغم ان روسيا كانت قد وقعت على اتفاقية لبيع منظومة الصواريخ المتطورة لإيران، الا انها الغتها في فترة الرئيس ديمتري مدينديف، حتى وإن لم تكن إسرائيل هي السبب المباشر أو الاساسي للقرار الروسي، لكنه من المؤكد ان جهودها ساهمت في الغاء الاتفاقية. واليوم تعود روسيا عن قرارها بالاتجاه المعاكس.
يمكن ربط تغيير الرؤية الروسية، بتقوض العلاقات بينها وبين الدول الغربية، والتوتر الناجم عن الحرب الأهلية في أوكرانيا. فهناك يحارب الطرفان على تحصيل ما أمكن من نقاط تأثير. لكن هذا الربط يساوره الشك خاصة اذا اخذنا في الاعتبار تصريحات كبار القادة في روسيا. فهؤلاء يعترفون بملء افواههم بأن قرار تجديد صفقة الأسلحة مع ايران نجم عنه أمر واحد- اطار الاتفاق الدائم في مسألة النووي الإيراني، الذي أبرم الأسبوع الماضي في لوزان بحضور ايران، والدول الست العظمى.
ويجب التذكير أن الروس أعلنوا في العام 2010 أنهم ألغوا صفقة الأسلحة مع ايران بسبب العقوبات التي فرضت على ايران. وقد فرضت تلك العقوبات من قبل مجلس الأمن والتي منعت ايران من امكانية نقل وسائل قتالية من نوع نظام s-300. في هذا السياق صرّح سرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، يوم الاثنين الماضي، أن قرار السماح بتنفيذ صفقة الأسلحة مرتبط مباشرة بالمحادثات حول النووي وقال: "لم عد هناك حاجة لحظر بيع صواريخ s300 لإيران، والذي صادقت عليه روسيا بمبادرتها". ويعتبر قرار روسيا نتيجة حتمية لسياسة الخارجية المتسامحة التي تظهرها ادارة ابواما، والتي تسمح الآن بتفكك وتبخر العقوبات التي تم الاتفاق عليها من قبل الدول العظمى. كل هذا يجري رغم أنّ الاتفاقية الرسمية مع ايران لم توقّع بعد، فالتفاهمات التي تحققت هي تفاهمات شفوية. ناهيك عن مطالبة الأمريكيين بتقليص نظام العقوبات بصورة تدريجية، في حال أظهر الإيرانيون التزامهم بالبنود المنصوص عليها. وتظهر نتائج بنود الاتفاق الخطيرة منذ الآن، قبل ان يطلب من الايرانيين التوقيع على بند واحد منه.
في الأسبوع الماضي، تحدث وزير الدفاع الأمريكي، اشتون كارتر عن ضربة امريكية ممكنة ضد ايران، في حال لم تحترم الاتفاق النووي. لكن الشرعية الدولية التي حصلت عليها ايران من الاتفاقية والنظام المتطور للصواريخ المضادة للطائرات بالاضافة الى الرعاية الروسية والصينية، تحوّل التهديد الأمريكي الى مسألة فارغة المضمون.
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 17-18 نيسان 2015
16 وزير خارجية اوروبية يطالبون بتطبيق العقوبة على منتجات المستوطنات
كتبت صحيفة "هآرتس" ان 16 وزير خارجية من بين وزراء خارجية 28 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، بعثوا برسالة إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، يطالبونها فيها الإسراع بوضع علامة فارقة على منتجات المستوطنات التي تباع في شبكات التسويق في الاتحاد الاوروبي. وقد وقع الرسالة التي وصلت نسخة منها لصحيفة "هآرتس"، معظم وزراء الخارجية في الاتحاد: فرنسا، بريطانيا، اسبانيا، ايطاليا، بلجيكا، السويد، مالطا، النمسا، ايرلندا، البرتغال، سلوفانيا، هنغاريا، فنلندا، الدنمارك، هولندا ولوكسمبورغ.
وجاء في الرسالة: "نحن نعتقد أنّ نشر التوصيات في كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي بخصوص العلامة الفارقة على منتجات المستوطنات في الضفة الغربية هي خطوة مهمة استعدادًا لتنفيذ كامل لسياسة طويلة الأمد للاتحاد الأوروبي للإبقاء على حل الدولتين". وجاء في رسالة الوزراء الستة عشر، أيضا، أنّ "استمرار توسيع الاستيطان غير القانوني في مناطق السلطة الفلسطينية المحتلة وفي مناطق أخرى احتلتها اسرائيل منذ العام 1967، يهدد احتمال الوصول إلى اتفاق سلام نهائي وحقيقي".
ويعتقد وزراء الخارجية أنه يجب فرض التشريعات والإجراءات في الموضوع لمنع تمويه التجار في العالم. وكتبوا: "على التجار في أوروبا أن يكونوا واثقين بأنهم يعرفون مصدر السلع التجارية التي يشترونها"، "المنتجون الإسرائيليون والفلسطينيون داخل الخط الأخضر سيسعدون بذلك". يشار الى أن المبادرة لتسريع تطبيق التوجيهات العامة للاتحاد الأوروبي حول الإشارة إلى منتجات المستوطنات في العالم بدأ منذ عدة سنوات.
ففي نيسان 2013 ارسل 13 وزير خارجية من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي برسالة مشابهة الى وزيرة الخارجية السابقة كاترين اشتون والتي بدأت بتسريع الموضوع، لكنها جمدت هذه الخطوة في صيف 2013، بناءً على طلب وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، على خلفية المفاوضات التي دارت بين اسرائيل والفلسطينيين. ومنذ انهيار محادثات السلام بين الطرفين في آذار 2014، والجمود السياسي الذي حدث بعد ذلك، انضمت دول اخرى للمبادرة. مع ذلك، في الأشهر الأخيرة امتنعت الدول الأوروبية عن العمل في الموضوع، حتى لا تبدو هذه الدول بأنها تتدخل في الانتخابات الإسرائيلية.
وأشارَ دبلوماسيون أوروبيون أنّ الوقت قد حان – بعد الانتخابات في إسرائيل وعلى ضوء تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ضد حل الدولتين – للعودة الى المبادرة. وكتب الوزراء في رسالتهم:"نريد أن نبارك التحرك داخل المفوضية الأوروبية لاستكمال العمل المهم بشأن وضع علامة على المنتجات والمواد التي تصل من المستوطنات". وقال كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية وبعض الدبلوماسيين الأوروبيين البارزين إنّ هذه المبادرة، ونص الرسالة كتبها وزير الخارجي البلجيكي ديديا رندر.
وكانت بلجيكا قد نشرت في آب 2014، توصيات تلزم جميع شبكات التسويق في الدولة بوضع علامة فارقة على منتجات المستوطنات في الضفة الغربية، شرقي القدس وفي هضبة الجولان. ووفق التوصيات، يجب أن تتم الإشارة إلى الفواكه والخضروات الطازجة، زيت الزيتون، الأسماك، العسل، لحمة البقر، منتجات الدجاج، البيض، المواد العضوية وأيضًا مواد التجميل.
وزير خارجية ألمانيا، فرنك فالتر شطاينماير، كان الوحيد بين وزراء الخارجية في الدول الخمس العظمى في اوروبا الذي لم يوقع على الرسالة. فألمانيا تعترض على المبادرة، أيضًا بسبب الارتباط التاريخي والرمزي لمسار كهذا. ويوضح الألمان أنهم يعارضون ذلك ويشددون بأنهم سيكونون آخر الأوروبيين الذين سيوقعون على ذلك.
يشار الى انه منذ استلامها لمنصبها قبل عدة أشهر، شددت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي موغريني على أنها تنوي دفع مسار السلام الإسرائيلي-الفلسطيني، نحو مكان مرموق من حيثُ الأفضلية. موغريني المحسوبة كصديقة مقربة لإسرائيلي أكثر من سابقتها أشتون، أرادت أن تدفع المسار السياسي من جديد، مباشرة بعد انتهاء الانتخابات في إسرائيل، وأرسلت مبعوثا خاصا من قبلها بخصوص هذا الموضوع، وأرادت أن تحاول تطوير علاقات ثقة مع نتنياهو.
في المقابل، فإنّ الكثير من الدول في الاتحاد الأوروبي تحمل إسرائيل المسؤولية عن الجمود السياسي، على ضوء استمرار البناء في المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية، هذه الدول معنية بزيادة الضغط على اسرائيل وتطالب موغريني بالقيام بخطوات مثل وضع علامات على منتجات المستوطنات.
وأشار دبلوماسيون اوروبيون واسرائيليون الى النقاشات الداخلية بين الدول العضو في الاتحاد الأوروبي، والتي جرت قبل الانتخابات في إسرائيل، اذ ادعى ممثلو دول كثيرة ان نتنياهو سينجح في اقامة سلطة يمين – وعندها لا مفر الا فرض عقوبات ضد المستوطنات، والمباشرة بنشاطات تمنع اسرائيل من تخطي الخطوط الحمراء التي قد تجعل حل الدولتين، غير ممكن.
النشاطات التي قد تعتبربمثابة تجاوز للخطوط الحمراء بالنسبة للأوروبيين هي تطوير البناء في منطقة رقم E1 بين منطقة معاليه ادوميم في القدس، والبناء في حي غفعات همتوس والبناء الاضافي في حي "هار حوما"- وكلتاهما خارج الخط الاخضر في القدس. الاتحاد الأوروبي يرى ان البناء في هذه المناطق سيسبب خطرا على امكانية اقامة دولة فلسطينية تحافظ على التواصل الجغرافي، ومنع اسرائيل من التصرف في القدس باعتبارها عاصمة للدولتين.
في تشرين الثاني 2014 كشفت "هآرتس" ورقة عمل داخلية تم صياغتها في مؤسسات الاتحاد الاوروبي في بروكسل اعدها ممثلو 28 دولة عضو فيه، وشمل قائمة عقوبات ممكنة ضد اسرائيل في حال تخطى "الخطوط الحمراء". الملف، وهو مسودة للنقاش لوزراء الخارجية، شمل خطوات مثل المباشرة بتدابير ضد الاوروبيين الذين يتعاونون مع المستوطنات؛ رفض اللقاء او الحديث مع رجالات من المجتمع الاسرائيلي يمثلون المستوطنات او مع الذين يعارضون تماما حل الدولتين؛ وكذلك إعادة السفراء الأوروبيين من إسرائيل وأمور اخرى.
حرس الحدود اغلق مداخل حزمة واعلن صراحة فرض العقاب الجماعي على السكان
ذكرت "هآرتس" ان جنود حرس الحدود، أغلقوا الأسبوع الماضي، جميع المداخل والمخارج في قرية حزمة الفلسطينية، من الشمال وحتى القدس، كعقاب على رشق الحجارة من المكان. وقام الجنود بوضع لافتة موقع من قبل الجيش الإسرائيلي تطالب السكان بالتبليغ عن " الذين يخرقون النظام". ولم ينكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي وضع اللافتة في البلدة، لكنه ادعى أنّ الجيش لم يستعمل وسائل عقاب جماعية.
وكان الجيش قد قام يوم الاثنين الماضي، في أعقاب عدد من حوادث إلقاء الحجارة من قبل الأولاد والقاصرين في البلدة، باغلاق جميع المداخل والمخارج. ووضع الجنود عند المدخل الشرقي لافتة كبيرة كتب عليها بهذه اللهجة: "إلى سكان المنطقة، قلة منكم مسؤولون عن أعمال الشغب، وبسببهم أغلق هذا الحاجز. انتم ملزمون بعدم التعاون معهم! اوقفوا جميع هذه النشاطات التي تمس بمسار حياتكم. من أجل سلامتكم وإعادة الهدوء والأمن لمنطقتكم، ارسلوا أية معلومة عن هؤلاء الذين يمسون بالنظام وعن نشاطاتهم في المنطقة عبر هاتف: 0722587990 أو عبر البريد الالكتروني:makeitstop2015@gmail.com. أبو سلام ضابط جيش الدفاع الاسرائيلي.
وظهر في أسفل اللافتة رمز الجيش. يشار الى أن الاتصال هذا الرقم يقود إلى جهاز صوتي بالانجليزية. وقامت الناشطة الإسرائيلية تمار فلايشمان، بتوثيق هذه اللافتة، قائلة: "السكان ابلغوني أنّ اللافتة وضعت قبل يوم، وعندما رأى أفراد الشرطة أنني أصورها قاموا بإزالتها ووضعها في الجيب العسكري. انا أعرف ممارسات العقاب الجماعي، الكل ممكن، لكنني أبدا لم أرّ هذا الأمر بشكل واضح وبارز كهذه المرة".
يشار الى أن أحد الفلسطينيين من سكان القدس الشرقية، الذي وصل الى حزمة في الوقت الذي قام فيه الجيش بإغلاق المداخل والمخارج، لم يسمح له بالخروج منها والعودة إلى بيته.
ورد الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي قائلا: "بلدة حزمة تشكل مصدرا متزايدا لإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة باتجاه المواطنين الإسرائيليين، الذين يتنقلون على المسار الرئيسي القريب. ويتخذ الجيش الإسرائيلي عدة وسائل لحماية العابرين في المنطقة. والحديث عن إغلاق محدود وجزئي لمدة 24 ساعة، وجاء في أعقاب ارتفاع عدد الأحداث في المنطقة". وفي رده على سؤال "هآرتس" عما اذا كان يعتبر هذه الإجراءات عقابًا لجميع سكان القرية، ادعى الجيش الإسرائيلي انه لم يغلق جميع مداخل البلدة، ونفى قيام الجيش بخطوات عقابية جماعية.
الشرطة تعتبر حادث الطرق في القدس عملية هجوم
كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" نقلا عن مصادر في الشرطة ان حادث الدهس الذي وقع يوم الاربعاء في حي التلة الفرنسية في القدس والذي اسفر عن مقتل المواطن الاسرائيلي شالوم يوحاي، كان من شبه المؤكد عملية دهس متعمدة على خلفية قومية. هذا في وقت قررت فيه محكمة القدس تمديد اعتقال السائق الفلسطيني خالد قطينة (37 عاما) من قرية عناتا، لمدة خمسة ايام. واصدرت محكمة الصلح في القدس أمرا يمنع نشر تفاصيل اضافية عن الشبهات. وكانت قوة من الشرطة قد اقتحمت منزل قطينة في بلدة عناتا لجمع أدلة، فدخلت في مواجهة مع السكان. وحسب التفاصيل فقد كانت القتيل وصديقته شيرا كلاين يقفان في محطة الباصات عند مفترق التلة الفرنسية، حين وصلت سيارة قطينة مسرعة من جهة مقر الشرطة القطري، واصابتهما. وقد تدهورت السيارة بعد ذلك واصيب سائقها بجراح طفيفة، وتم اعتقاله.
الجيش ينشر معطيات حول عدد قتلاه
كتبت "يسرائيل هيوم" ان 116 جنديا اسرائيليا، قتلوا خلال السنة الأخيرة من بينهم 67 قتلوا خلال حرب الجرف الصامد في غزة. ومن بين هؤلاء لم يتم دفن جندي واحد بعد، هو اورون شاؤول الذي قتل خلال كارثة المصفحة في غزة والذي اختطفت حماس أشلاء جثته.
ومن بين الموتى 35 جنديا اعتبروا من "شهداء الجيش" كونهم توفوا متأثرين باصاباتهم التي ابقتهم عاجزين. وانضمت الى قائمة العائلات الثكلى 131 عائلة اسرائيلية، و11 أرملة و26 يتيما، و178 شقيقا ثاكلا. ويبلغ عدد قتلى حروب إسرائيل، عشية يوم الذكرى الذي سيحل يوم الاربعاء القادم، 23.320 قتيلا، من بينهم 553 لا يعرف مكان دفنهم. وتعيش في إسرائيل اليوم 9753 عائلة ثاكلة، و4958 ارملة، و2049 يتيما حتى جيل 30 عاما.
يعلون: الجيش عاد الى تدريباته بشكل كامل
كتبت "يسرائيل هيوم" ان لواء المظليين انهى هذا الأسبوع، تدريبا كبيرا شمل طلعات جوية بالطائرات والمروحيات، والسيطرة على مطار معاد، وذلك في اطار مهام المظليين التي تشمل العمل في أعماق العدو في حال وقوع مواجهة. وقد زار وزير الامن موشيه يعلون، التدريب الخاص بمرافقة نائب القائد العام للجيش الجنرال يئير غولان.
وتلقى يعلون استعراضا قدمه قائم اللواء اليعزر طوليدانو وقائد الكتيبة امير برعام. وقال يعلون خلال الزيارة ان الجهاز الامني اضطر في عام 2013 -2014 الى وقف بعض التدريبات، خاصة الجيش الاحتياطي، بسبب الضائقة المالية. ولكنه عاد خلال العام الحالي وجدد التدريبات بكامل القوة. وهذا مهم للوحدات النظامية ولوحدات الاحتياط، كي يصبح الجيش على جاهزية عالية في كل وقت.
الهاكرز اخترقوا منظومة محوسبة للجيش الاسرائيلي
نشر موقع والل انقلاع ن معطيات كشفها جهاز الابحاث الأمنية Blue Coat ، ان الهاكرز تمكنوا من اختراق منظومات محوسبة في الجيش الاسرائيلي في اطار هجوم السيبر وتجارب التجسس التي قامت بها جهات عربية مجهولة.
وحسب التقرير الذي نشر امس الجمعة، فقد زرع الهاكرز برامج تجسس من خلال رسائل الكترونية، شملت دعوة لمشاهدة المجندات الاسرائيليات.
وتظهر هذه الحملة المتواصلة منذ اربع سنوات كيف تحول الشرق الاوسط الى دفيئة لتجسس السيبر، وتدل على انتشار القدرة على تنفيذ هجمات من هذا النوع حسب الباحثين في جهاز الدراسات الامريكي.
وقال فيلون غرانج، احد الباحثين الذين اكتشفوا الحملة الحالية، ان البرنامج يقوم في الأساس على حصان طروادة Poison Ivy. وحسب اقواله فان الهاكرز لم يستخدموا وسائل متطورة وغالية الثمن، وانما "مصائد" جعلت المستخدمين يقعون في الاغواء ويقومون بتفعيل الفيروس بأنفسهم.
وحسب المعلومات فقد ارسل الهاكرز رسائل الكترونية الى عناوين عسكرية كثيرة، كان موضوعها "اخبار عسكرية" او "اغنية حول "بنات الجيش". وشملت بعض الرسائل ملفات خلقت ثغرات في الحواسيب، وسمحت بالتالي بالوصول اليها، ومكنّت الحواسيب من تحميل برامج مضرة اخرى دون أي تدخل خارجي.
وقالت شركة الابحاث ان غالبية البرامج المضادة للفيروس لم تكتشف الفيروسات الضارة، وتمكنت بعض هذه الفيروسات من اختراق حواسيب حكومية، لأنه تبين للباحثين ان الهاكرز تمكنوا من نسخ معلومات رسمية.
سكان جبع يأملون بأن يكون اعتقال الجندي سيلع فرصة لتحقيق العدالة!
كتب موقع "واللا" انه بعد يوم واحد من تقديم لائحة الاتهام ضد الجندي المستوطن العاد يعقوب سيلع من بات عاين، بتهمة التجسس الخطير، اثر قيامه بتسريب معلومات امنية حساسة وسرية الى المستوطنين المطلوبين للقانون، اعرب فلسطينيون يقيمون في بلدة جبع المجاورة لبات عاين عن املهم بأن يقود اعتقال العاد الى تحقيق العدالة. وقال عبد الرحيم طوس ونعمان حمدان ان السكان يتعرضون يوميا لموبقات المستوطنين من بات عاين. فقد قام المستوطنون بالاعتداء على اراضي الفلسطينيين وقطع الاشجار وهي مسائل يعتبرها طوس وحمدان مسائل تتكرر بشكل عادي.
وكمثال على ذلك اشار حمدان الى الاعتداء الذي تعرض له من قبل المستوطنين في 24 شباط عندما تواجد في ارضه قرب بات عاين. وتم اعتقال سيلع في اليوم التالي لاعتقال مشبوهين من المستوطنة بالاعتداء على حمدان. وحسب الشبهات فقد نقل سيلع الى المشبوهين معلومات مسبقة حول نية الشرطة اعتقالهما. وقال حمدان لموقع "واللا" ان الشرطة التي وصلت الى المكان اشتبهت بأنه من الجانب المعتدي وقامت باعتقاله، ومن ثم اطلقت سراحه بعد عدة ساعات. ورغم اعتقال عدد من المشبوهين بالاعتداء عليه الا ان الشرطة تواصل التحقيق حتى اليوم. وحسب حمدان فقد وصل بعد اعتقاله الى قطعة ارض اخرى تابعة له، لكن الجنود منعوه من دخولها!
اقصاء ضابط رفيع بسبب تسريب معلومات امنية
كتب موقع المستوطنين (القناة السابعة) ان الجيش اقصى من صفوفه ضابطا كبيرا برتبة مقدم، وتم الغاء ترقيته المرتقبة لرتبة عقيد، بسبب سلسلة من مخالفات تأمين المعلومات الأمنية. فقد تم خلال الفحص الذي اجراه الجيش حدوث خروقات خطيرة، وفي اعقاب ذلك قرر القائد العام الجنرال غادي ايزنقوط، اقصاء الضابط من الجيش والغاء ترقيته. وعلمت القناة السابعة ان الضابط الرفيع قام بنقل معلومات عسكرية الى وسائل الاعلام خلافا للأوامر. نذكر انه خلال شهر شباط الاخير فتحت الشرطة العسكرية تحقيقا ضد ضابط آخر، بعد ان اتضح بأنه اخذ مواد سرية الى بيته، خلافا للاوامر
مقالات وتقارير
العليا قررت السماح بمصادرة ممتلكات فلسطينيين في القدس – فقط بموافقة المستشار القضائي
كتب نير حسون في "هآرتس" ، أنّه في اليوم الذي صادق فيه قضاة المحكمة العليا على قانون المقاطعة، صادقت المحكمة على قانون إضافي، يعتبر محل خلاف، وهو تطبيق قانون الوصي على املاك الغائبين في القدس الشرقية. ويعني هذا القرار الذي صودق عليه الأربعاء، أنّ الدولة تستطيع أن تسيطر على أملاك المواطنين في القدس الشرقية، فقط لأنّ أصحابها يقيمون في الضفة الغربية. مع ذلك حذر القضاة برئاسة غرونيس ورئيسة المحكمة مئير ناؤور، من كون القانون يخلق مصاعب كثيرة، ويجب استخدامه فقط في حالات نادرة جدًا.
وقرر القضاة أنّ على المستشار القضائي للحكومة أن يقرر في كل حالة يتم فيها اللجوء إلى القانون بهدف السيطرة على ممتلكات الفلسطينيين. وأضاف غرونيس أن تطبيق القانون على الفلسطينيين مواطني الضفة الغربية بالذات، يمكن أن يؤدي الى سيطرة الدولة على ممتلكات تابعة للمستوطنين اليهود داخل منطقة إسرائيل. "هكذا مثلاً، وفق هذا القانون فإنّ الممتلكات الموجودة في تل أبيب وأصحابها يقيمون في مستوطنة اريئيل أو بيت إيل، خاضعة للوصي على الأملاك"، كتب غرونيز. وفي مثال أكثر تطرفا، أشار غرونيس الى أنّ غير المعقول في نص هذا القانون قد يصل إلى درجة أنّ جندي تم نقله إلى المناطق الفلسطينية أو منطقة دولة معادية، يمكن ان تتم اعتبار ممتلكاته كممتلكات غائب.
لقد تم سن قانون املاك الغائبين في عام 1950، بهدف معالجة مشكلة الممتلكات التي تركها اللاجئون الفلسطينيون في البلاد بعد حرب عام 1948. وتم نص القانون بشكل واضح ومفصّل، يحدد أنّ كل شخص له أملاك في إسرائيل ويقيم في دولة عدو يمكن اعتباره غائبا، وتحويل املاكه الى الوصي على "أملاك الغائبين" لصالح "تطوير البلاد". ومنذ العام 1967 يطبق هذا القانون في القدس رغم أنّه في حالة القدس لم يجر الحديث عن غائبين، أي اناس تركوا بيوتهم، وانما عن سكان الضفة الغربية، الذين بقيت ممتلكاتهم في المنطقة التي سميت القدس، واصبحت جزء من اسرائيل بعد الحرب. وتعتبر الضفة الغربية التي تسيطر عليها إسرائيل كمنطقة "دولة معادية".
في بعض الأحيان كان يبدو الأمر غير معقول تماما، عندما يتم رسم الخط الحدودي، بين مكان اقامة الإنسان وممتلكاته التي تبعد عنه عدة مئات من الامتار، وهكذا على الرغم من أنه لم يترك بيته يعتبر غائبا ويتم مصادرة املاكه. هذا ما حصل لأصحاب فندق "كليف" في أبو ديس، والذي تم نقله إلى ملكية إسرائيل. لقد جعلت الاخفاقات في القانون مستشارين قضائيين للحكومة وعدد من القضاة يقررون أنه لا يمكن تطبيق القانون في منطقة القدس الشرقية، لكن الدولة وتنظيمات المستوطنين واصلوا السيطرة على الأملاك.
وفي السنوات الأخيرة بحثت المحكمة العليا بتركيبة سبعة قضاء في عدد من الاعتراضات التي قدمت من قبل فلسطينيين ضد هذا القانون، وقرار المحكمة الحالي رفض جميع هذه الاعتراضات، باجماع القضاة: غرونيس، ناؤور، الياكيم روبنشتاين، سليم جبران، استر حيوت، حنان ملتسر ويورم دنتسينجر. وحدد غرونيس في السطر الأخير بموافقة سائر القضاة، أن القانون يسري على القدس الشرقية ويمكن السيطرة على الممتلكات فيها، لذلك تمّ رفض جميع الاعتراضات.
مع ذلك يشير غرونيس الى المشاكل الكثيرة ويدعو الى استخدام القانون فقط في حالات نادرة جدًا. بل ان رئيسة المحكمة الجديدة ناؤور، حددت أنّه لا يمكن حدوث حالة كهذه ووفقا لوجهة نظرها يمكن فحص إعادة الأملاك التي تمت السيطرة عليها والتي لا تزال قيد النقاش. وكتب غرونيس أيضًا: "ان اعتبار هذه الممتلكات بمثابة املاك غائبين، يثير مشاكل كثيرة في القانون الدولي، وفي القانون الإداري"، لأنّ الغائبين في هذه الحالة ليسوا للاجئين وإنما مواطنين يسكنون في المكان الذي تسيطر عليه إسرائيل بشكل مباشر (المناطق الفلسطينية). وتحولوا الى غائبين ليس بسبب خطوات قاموا بها من طرفهم، وإنما بسبب السيطرة على شرقي القدس من قبل إسرائيل وفرض القانون الإسرائيلي هناك. بالإضافة إلى ذلك، لا يتم الحديث عن جهات تعيش تحت حكم دولة أخرى، وإنما أشخاص يعيشون في مناطق تسيطر عليها إسرائيل، حتى لو كانت بشكل جزئي".
المحامي افيغدور فلدمان الذي مثل اثنين من المعترضين قال في رده: "القضاة أظهروا معالجة شكلية للقانون، وقرروا ان الامر ليس جيدا لكنهم يقومون بقذف الكرة الى المحاكم، والمستشار القضائي للحكومة والوصي على الأملاك. انهم يطالبون بالاعتماد على كرم الدولة بألا تقوم بالاستحواذ على هذه الأملاك. ويعتبر هذا الأمر هروبا من المسؤولية. اذ من الواضح أنه تم ايجاد القانون في واقع آخر، ولأهداف مختلفة ولا يلائم الواقع القائم اليوم".
وجاء في رد مركز عدالة، الذي انضم إلى النقاش كزميل للمحكمة: "رغم أنّ المحكمة في قرارها تتخذ تعتبر القانون تعسفيا، وتظهر في قرارها أمثلة، الا انها تسمح بمواصلة تفعيل احد أكثر القوانين العنصرية والتعسفية في إسرائيل، والذي تم سنه عام 1950، لمصادرة ممتلكات اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من بيوتهم. لا توجد أي دولة في العالم ديمقراطية او غير ديموقراطية أن تقر مثل هذا القانون. ومع ذلك ورغم موقف مستشارين قضائيين آخرين في السابق، قررا عدم تطبيق هذا القانون في القدس الشرقية، الا أن المحكمة العليا أعطت ضوء اخضر لسريان هذا القانون في مناطق فلسطينية محتلة، يفترض بسكانها ان يحظوا بحماية القانون الدولي".
رقصات الحروب في الشرق الأوسط.
كتب عاموس هارئيل، في "هآرتس" انه لا يمكننا أن نحسد المحللين الأمريكيين والغربيين والروس - الذين يطالبون بتقديم تقارير شاملة لقادتهم على ما يجري في منطقة الشرق الأوسط. إذا كان يمكن في الماضي وصف سلسلة من الأحداث المهمة مثل: (النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، البرنامج النووي الإيراني، العلاقات بين الدول العربية المختلفة)، والتي نشأت بينها علاقات محدّدة، فإن السنوات الأربع الأخيرة يمكن وصفها كحرب غير متوقفة، من العراق في الشرق وحتى ليبيا في الغرب، وتتفرع لعشرات الصراع الهامشية الدامية. هذا هو خليط شرق أوسطي يتغير بوتيرة مذهلة. صراع يتسلل إلى المواجهات المجاورة ويؤثر عليها، بينما نجد ان المحللين (والزعماء أنفسهم) يستطيعون بالكاد التنبؤ بالأحداث، او توجيهها.
قسم الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، يصف اربع جبهات أساسية تصارع على الهيمنة في الشرق الأوسط: المحور الشيعي، والذي تقوده ايران إلى جانب سوريا وحزب الله؛ الأنظمة السنية المركزية، التي تميل للغرب، والتي تعتبرها إسرائيل معتدلة (السعودية، مصر، الأردن، معظم الدول الخليجية): لاعبون مستقلون سنيون يقيمون علاقات قوية مع الإخوان المسلمين (تركيا، قطر، حماس في غزة)، وتنظيمات سنية – جهادية (القاعدة وداعش، على عشرات الجبهات المحلية والتي تستبدل بشكل متواصل الولاء للتنظيمين الكبيرين).
في المقابل تستمر الصراعات المحلية وتؤثر طوال الوقت كلٌ على الآخر، ويتركز جهد المعسكر السني المعتدل في اليمن ويؤثر على الحرب ضد داعش في العراق وسوريا، بينما تتردد حماس بين تجديد التحالف بينها وبين إيران، أو التوجه إلى الجانب السعودي المصري. ويتم توجيه معظم التركيز الإعلامي في الشهرين الأخيرين نحو اليمن، بسبب توحيد القوات العربية المفاجئ والتي نجحت السعودية في تحقيقه، في محاولة لمنع تقدم المعارضين الحوثيين، الذين يحصلون على دعم من إيران، ولكن في الحرب الدائرة في سوريا – النزاع الأطول والأشد فظاعة – حصلت هناك تطورات في الأيام الأخيرة، فمعظم مقاتلي داعش تركوا مخيم اللاجئين اليرموك القريب من دمشق، بعد أن قتل الطرفان المتنازعان مئات المواطنين الفلسطينيين – لكن وضع النظام السوري ليس سهلاً.
فالهجوم الذي قام به النظام، بدعم من إيران وحزب الله، في جنوب سوريا، من بلدة درعا غربًا باتجاه هضبة الجولان، تمّ صده من قبل المعارضة بدون صعوبات تذكر. ولا تزال دمشق لا تزال مستهدفة، ويتم قصف منطقة قصر الرئيس بالصواريخ في حالات كثيرة، ما يجعل الرئيس، ببساطة، لا يستطيع النوم بهدوء، وحتى الدعم الأمني الذي تقدمه إيران وحزب الله للأسد غير كاف، خاصةً أنّ بشار غير قادر على حماية المناطق التي لا يزال يسيطر عليها، وهو مضطر إلى التسليم وتقليص وجود قواته في المناطق التي يعتبرها أقل أهمية.
هناك سببان يجعلان النظام السوري يشعر بالقلق: محاولات المتمردين المتواصلة للاقتراب من منطقة المطار الدولي في دمشق (لا يزالون على بعد عشرات الكيلومترات عن المنطقة التي يتم استهدافها بشكل متواصل)، والحرب التي ستستأنف كما يبدو في الأيام القريبة في منطقة جبل القلمون عند حدود سوريا – لبنان. من المهم للنظام السوري الحفاظ على منفذ للإمدادات العسكرية من قبل حزب الله في لبنان، ومواصلة السيطرة على المطار. وهذه أسئلة تقلق إسرائيل أيضًا بسبب مخازن الأسلحة الكبيرة الموجودة في المنطقة، في السنوات الأخيرة وقعت عدة هجمات جوية تم نسبها الى إسرائيل، وتم خلالها قصف ارساليات اسلحة كانت موجهة الى حزب الله في لبنان.
مصدر أمني كبير في إسرائيل صرح هذا الأسبوع لصحيفة "هآرتس"، قائلاً: "نحن نواصل مراقبة ما يجري. هذا ليس مفهوما ضمنا، لأنه يجب الحذر من السقوط في مصيدة الاغواء من اجل الحصول على مكاسب تكتيكية، لكننا أوضحنا لجميع الأطراف، علانية، أنّ هناك خطوط حمراء لا يمكن أن يتم تجاوزها، وفي حال تعرض مصالحنا لخطر استراتيجي، فإنّ احتمال التدخل قائما". كل هذا يحدث مقابل الحملة الهجومية التي تقودها أمريكا ضد داعش، في العراق وسوريا. حاليًا، يظهر أن وضع التنظيم المتطرف في سوريا أفضل منه في العراق، فهناك انسحبت قواته من عدة مناطق وتوقف تقدمه نحو الحدود.
من جهة أخرى فإنّ الطائرات الغربية تواصل مهاجمة مناطق داعش في العراق، بينما تقوم الطائرات السعودية والأردنية بعدة تفجيرات في سوريا، لكن على الأرض بات يتم التعاون غير المباشر بين الأمريكيين وايران (الذي يساعد الحكومة والقوات الشيعية). وهذه دلائل أولية على تعاون أمريكي –ايراني، على الأقل في مسألة الصراع مع داعش، والذي كانت تخشاه إسرائيل قبل توقيع اتفاق الإطار حول السلاح النووي في إيران". ولا تنفصل الحرب في سوريا والعراق عما يجري في اليمن، حزب الله، الذي يواجه التحدي في البيت من قبل التنظيمات السنية، ويحافظ على ميزان ردع مركب مع اسرائيل، هو الآن في مقدمة الجبهة التابعة لمعسكر الأسد في لبنان، وهذا ليس كل شيء: فرجاله يقدمون الاستشارة إلى جانب الحرس الثوري، للقوات الشيعية في العراق. بل ان هناك تقارير موثوقة حول وصول نشطاء حزب الله الى اليمن لمساعدة المعارضين الحوثيين. في اسرائيل يتكهنون بأن التدخل السعوي في اليمن، لمساعدة الرئيس اليمني الحالي، يحقق نجاحات جزئية.
لقد تم صد المتمردين ولا يشكل الحوثيون خطرًا على حرية التحرك الملاحي في مضيق باب المندب، الأمر الذي كان يقلق الغرب واسرائيل. لكن صد التأثير الإيراني، الذي يكثر المتحدثون في القدس من الحديث عنه مؤخرا، هو ليس السؤال الوحيد المطروح في اسرائيل ازاء تطورات الحرب في اليمن. فالأردن الشريك المقرب من اسرائيل قلق من ان تحويل جهود المعسكر السني المعتدل الى اليمن، سيمس بالحرب مع داعش قرب حدودها ويشكل خطرًا مباشرًا عليها، ويمكن الدعم المصري الواسع في حرب اليمن أن يأتي على حساب المعركة التي تديرها القاهرة ضد الإرهاب الجهادي في سيناء، الأمر الذي يقلق إسرائيل بشكل اكبر.
قبل عامين كانت السودان تظهر كتابعة لإيران، وتسمح بمرور عمليات تهريب الاسلحة الايرانية على أراضيها دون أي عائق. اما اليوم فان السودان تشارك في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، وبذلك تم تشويش مسار التهريب الايراني الرئيسي الى غزة، والذي تعرض للضرر الكبير اصلا، بسبب الجهود المصرية المبذولة لكشف الانفاق بين سيناء وغزة وفي غياب التهريب، تركز حماس على تطوير صناعة أسلحة محلية في غزة. لكن جودة هذه الأسلحة أقل من جودة الأسلحة المتطورة التي حصلت عليها حماس من ايران.
وفي كل المساعي لتصنيع الأسلحة يتم الاستعانة بالأموال التي يحصلون عليها من إيران، ويتم نقلها إلى الأذرع العسكرية التابعة لحماس ولتنظيم الجهاد الإسلامي، وبالمواد التي يتم تهريبها من إسرائيل عن طريق معبر كرم أبو سالم. وفي المقابل تستمر الاتصالات غير المباشرة لترتيب وقف لإطلاق النار، لمدة طويلة في قطاع غزة. ويحاول الوسطاء الأجانب، ومن بينهم الأمم المتحدة وسويسرا، التوصل إلى اتفاق بين اسرائيل وحماس على وقف الحرب لسنوات، لكن الطرفان يرفضان الالتزام بذلك حاليا، لكن هناك احتمال حدوث تطورات دراماتيكية. ويمكن لمهلة كهذه أن تسمح لحماس بأن تتخلص من آثار الحرب الأخيرة في الصيف الماضي، وأن تنشغل إسرائيل بمسائل أخرى، بينها الاستعداد للمواجهات مع الجانب اللبناني، وهي الأخطر بالنسبة لها.
في حال التوصل الى اتفاق كهذا، يمكن لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أن يعتبر الحرب كإنجاز يضمن الهدوء الطويل، خاصةً في ضوء الانتقادات حول طريقة إدارته للحرب. ولكن احدى الأمور التي اتضحت أثناء حملة "الجرف الصامد" كانت الصعوبة الإسرائيلية في تحليل نوايا حماس، فهذا التنظيم تقوم فيه تركيبة من التوازن بين الجانبين المدني والعسكري، وبين القيادة في غزة والنشطاء في الخارج. الخلاف بين الذراعين المدنية والعسكرية في حماس، على خلفية العلاقة مع إيران يمكنه أن يصعب الوصول إلى اتفاق لوقف النار، بل وفي حالة متطرفة، حث الجانب العسكري على شن هجمات على إسرائيل.
لماذا يتهرب اليسار من مسؤولياته؟
كتب يسرائيل هارئيل، في "هآرتس" ان ورقة موقف المعسكر الصهيوني، الذي يدعم سياسة بنيامين نتنياهو في موضوع النووي الإيراني، تستحق المديح. صحيح أن الورقة تتحفظ من نمط صراعه، لكنها تؤكد "أننا ملتزمون بالنضال الكامل، والشامل ونصر على منع إيران من التزود بالسلاح النووي، ومن اجل هذا الهدف لا فرق بين ائتلاف ومعارضة في إسرائيل". هكذا إذًا في النهاية.
لقد قاد حزب الإعلام حملة كراهية ضد نتنياهو، واليها انضمت أحزاب اخرى، على رأسها وبرئاستها المعسكر الصهيوني الذي انجرف نحو اللهجة غير المسؤولة، حتى في ما يتعلق بالمصالح الوطنية الأساسية. وفي فترة الانتخابات التي جرت في الوقت الذي كانت الحكومة تناضل فيه ضد إبرام اتفاق الاطار مع إيران، سمعت أصوات في حزب يتسحاق هرتسوغ تنتقد وتستهين وتشجب سياسة نتنياهو ودعمت تسامح اوباما.
لقد هجم الإعلام الغربي بسعادة، وتحديدًا الأمريكي، على الانتقادات في إسرائيل ضد نتنياهو في الشأن الإيراني. إذا كان نصف الإسرائيليين – بما في ذلك الشخصيات المعروفة من رجال الأمن – يعتقدون أن نتنياهو يبالغ وغارق في الفوضى، فهذا يعني أن تسامح اوباما مبرر. الآن، بعد ركود رياح الانتخابات، نرى أنّ الحزب بدأ يعود للتوازن. وورقة الموقف (ضد ايران، والتي جاء فيها ان المعسكر الصهيوني "يلتزم بالنضال الشامل") تثبت أن هرتسوغ، كما اقترحنا عليه مؤخرا، يميل إلى وضع الكتف تحت الحمالة. شعار "قوتنا بوحدتنا"، صحيح اليوم كما كان دائما. وحدة اسرائيل تشجع اليهود في أمريكا وأصدقاء اسرائيل في امريكا على متابعة المعركة. اسرائيل الموحدة ستواصل مسار الضغط، وهناك أغلبية داعمة في الكونغرس لن تسمح للرئيس بالهروب من الثقوب الكثيرة التي أبقتها "التفاهمات" حتى اليوم، ويمكن أن تقود الى سد الثغرات الخطيرة.
مع ذلك لا يمكن الهروب من حقيقة أنه خلال فترة الانتخابات لم يكن بمقدور ممثلين لقطاعات كبيرة وهامة التعالي- أيضًا بثمن المس بالأمن الوطني – على المصالح الحزبية قصيرة المدى. في المعسكر الصهيوني منشغلون في البحث عن أسباب الخسارة في الانتخابات. انا اقترح الإضافة الى ذلك، مسالة السلوك في الموضوع الإيراني. العودة في النهاية إلى الليكود، ولنتنياهو، لم تحصل فقط بسبب "الانتماء القبلي" – أو التحريض ضد "الجماهير العربية المتجهة إلى الصناديق". فالكثير من الناخبين الذين خاب املهم بشكلٍ كبير من سلوك رئيس الحكومة، عادوا لاختياره لأنّ الدعاية اليسارية، وخاصة المعسكر الصهيوني، طرحت ما اعتبروه خطا غير مسؤول وغير وطني وغير صهيوني.
حرب الخداع
تكتب سيما كدمون، في "يديعوت احرونوت" ان رجال السياسة الإسرائيليين لن يناموا مرتاحين في نهاية هذا الأسبوع، وهذا ليس بسبب نقل الصواريخ من روسيا الى ايران، او بسبب التهديد القادم الذي ينتظرنا من جهة حزب الله، ولا حتى بسبب كون هذه الدولة تدار بشكل مخجل منذ سنوات كثيرة – بدون حكومة، بدون ميزانية، بدون كنيست. هناك أمر أكثر جدي يقلق الآن رجال السياسة لدينا، وهو مكانتهم في حكومة نتنياهو القادمة. الوقت يمضي ولا شيء يحدث، وحالة الضيق تتزايد. ما هي الحقائب التي سيحصلون عليها، واي اللجان سيتسلمون، وما هي المهام التي سينفذونها.
حتى نهاية هذا الأسبوع لا يمكن لأحد أن يتأكد مما قيل له، او تم وعده به. خذوا مثلا نفتالي بينت، الرجل والوعد، حسب ما قال بنفسه، فقد وعده نتنياهو خلال فترة الانتخابات بحقيبة الأمن، واذا لم يتم ترتيب ذلك، قال، فانه سيحصل على حقيبة الخارجية. ولكن هذا كان قبل قيام بينت بالنوم على الجدار من اجل نتنياهو وسمح له بتفريغه من المقاعد. وها هو بينت تبقى مع ثمانية مقاعد فقط، والان يرفض رئيس الحكومة تنفيذ وعده، وبحق: فها يتم تسليم حقيبة الأمن لهذا الحزب الضعيف؟
لقد قال نتنياهو لبينت: اين أنت واين هذه الحقيبة. هذه حقيبة تساوي على الأقل 15 مقعداً، وبالتأكيد لن تحصل عليها حين يوجد لدي 30 مقعدا وانت مع ثمانية فقط. حسنا يقول بينت، فماذا مع ليبرمان اذن، لماذا يحصل على الخارجية وعدد مقاعده أقل من مقاعدي. الامر المستهجن هو ان بينت متفاجئ. اولا، كان يجب عليه الاعتراف بدونيته منذ البداية، سيما انه اعترف بنفسه بأنه اجتاز دورة ارهاب لدى سارة نتنياهو. الوضع في هذا القطاع لم يتغير، كما يبدو. رجال الليكود الذين شاركوا في امسية لدى نتنياهو بعد الانتخابات، قالوا ان سارة لم توفر خلال المحادثة مع ضيوفها، في انتقاداتها لرئيس البيت اليهودي، بينت. وبشكل عام، من مثل بينت يفترض فيه أن يعرف تعامل نتنياهو مع وعوده، وخاصة مدى استهتار رئيس الحكومة بالضعيف. وبينت ضعيف الآن، ضعيف جدا، الى حد يمكن تركه ينضج على النار، وحتى اذا دخل الى الحكومة قريبا، فان ذلك لن يكون، كما يبدو، حسب الشروط التي حلم بها.
اذن، ان ما يفعله بينت منذ ثلاثة اسابيع هو الانتظار، لأنه اذا كان هناك ما يتميز به نتنياهو فهو الانتظار وجعل الآخرين ينتظرون. بينت ينتظر، ووزراء الليكود ينتظرون، وهرتسوغ ينتظر، والرئيس ينتظر. بل ان الجمهور الاسرائيلي ينتظر ايضا.
اين الدولة واين الرؤية
يكتب يوعاز هندل، في "يديعوت احرونوت" ان بن غوريون كان زعيما يفتقد الى الحساسية واللياقة السياسية. لقد خلط الناجين من الكارثة مع ابناء الطوائف الشرقية، وتجاهل الخلفية والتقاليد، وضوائق من لم يصل من الاستيطان الزراعي. من يعتقد ان نتنياهو لا يرى أحد من مسافة متر، عليه معرفة كيف تعامل بن غوريون مع خصومه السياسيين في تلك الأيام الجيدة.
كان يفتقد الى المشاعر، لكنه كان الوحيد الذي نجح بالربط بين اليهود وبناء دولة قوية في مواجهة كل التحديات. لقد نشأت مؤخرا هواية جديدة – لكم بن غوريون بسبب العدوانية التي اظهرها من اجل انشاء وعاء الانصهار. انهم يتهمونه بالشيطان الطائفي في تعامله مع المتدينين، وبالفجوات الاقتصادية التي نشأت في المناطق الطرفية، وفي حقيقة عدم وجود ما يكفي من الوزراء الشرقيين في الحكومة، وايضا في كون غربوز يستهتر بمقبلي التعويذة.
الاعتراف بأخطاء الماضي ينطوي على مبرر ما، لكنه لا يفسر احد كيف كان يمكن بناء دولة أخرى. لقد كانت الصهيونية علمانية في الأساس، الاصلاحيين العلمانيين والليبراليين من اليمين، والاشتراكيين العلمانيين من اليسار. انهم لم ينتظروا العجائب وانما فعلوا العجائب باياديهم. لقد نمت الصهيونية في اوروبا التي تركز فيها غالبية اليهود قبل الكارثة. من وصل الى هنا بنى مجتمعا يشبه ما هو قائم هناك – غربي – علماني، يتنكر للمهجر. لقد غيرت الكارثة كل شيء، خاصة الديموغرافية اليهودية في أرض اسرائيل.
سمعت اكثر من مرة في السنوات الأخيرة، السؤال حول ما الذي فعلناه بشكل خاطئ. اين اخطأنا. عندما يصل السؤال يصل الجواب فورا: الاحتلال. عندما يجري الحديث عن هواة الشيطان الطائفي سيشرحون عن الفجوات. هذه أسئلة مضللة. رسالتها تنطوي على ظلم تاريخي. السؤال الاكثر اهمية هو لماذا نحن هنا؟ الكارثة ليست سببا جيدا لما حدث هنا في القرن الأخير. الكونغرس الصهيوني الأول انعقد في 1897، قبل زمن طويل من ارسال اليهود الى معسكرات الابادة. الكارثة هي ما فعلته النازية لنا. اما الصهيونية فهي ما فعلناه من أجل أنفسنا، والفارق كبير جدا.
لا احاول التجمل والقول انه لا توجد في اسرائيل مشاكل ولا تمييز ولا تصريحات مثيرة للغضب مثل تصريحات عنات فاكسمان ويئير غربوز، او عمير بنيون، او ليس مهما من سيأتي بعدهم. توجد عنصرية هنا وهناك. لقد سبق لي ان سمعت الاشكناز يتحدثون عن اليهود المغاربة، والمغاربة عن اليهود اليمنيين، وامثال كاتس عن اليساريين ومصوتي العمل عن الليكوديين. انا افهم ايضا الذين يشعرون بالاهانة باسم التقاليد. حركة العمل تنكرت للمهجر، وللقواعد الدينية. خلافا لبيغن، الذي ابرز المشاعر اليهودية، لم يفهمها بن غوريون الاسرائيلي. وربما لم يشأ فهمها. الدين هو مسألة في البطن، وليس في الرأس. يمكن عدم الايمان بالله ولكن من تعود على تهاليل السبت والاناشيد الدينية، لا يمكنه عدم التأثر عندما يسمعها.
انا افهم كل الذين يشعرون بالاهانة، ومع ذلك أصر على عدم التأثر من كل تصريح. لا يمكن تفكيك هذه الدولة الى قبائل في كل معركة انتخابات. تجادلوا حول الاقتصاد، حول البرامج السياسية. اذا قرر احد التخلي عن القدس او غور الاردن فانني كما يبدو سأحاربه بكل قوة، لكن الصراعات من حولنا لا ترتبط بأي برنامج باستثناء تقوية صورة القبائل وجمع المصوتين المحتملين استعدادا للانتخابات القادمة.
لم يكن بالامكان منع خطأ اوباما
يكتب دان مرجليت، في "يسرائيل هيوم" ان المرحلة الاولى من الاتفاق النووي مع ايران انتهت في منتصف الطريق، وهناك مهلة زمنية الآن، ولحظة للتفكير، وشهرين من المفاوضات. فهل كان ذلك مناسبا؟ خلال هذه الشهور جرى أهم نقاش قومي منذ فك الارتباط عن غوش قطيف قبل عشر سنوات. وتمحور غالبيته حول خلافات كان لا بد من اثارتها. وشارك فيه رجال السياسة والجنرالات والدبلوماسيين والصحفيين والأكاديميين بدور نشط. فهل تقول عندها، لا اريد محاربة الاتفاق النووي مع إيران؟ سمعت صوت خيبة الأمل لدى بنيامين نتنياهو.
لا، بالتأكيد من الضروري خوض الصراع. لقد أدرت لعبة بوكر سياسي مثيرة، أجبرت العالم على فرض عقوبات على ايران. ولكنك تدير الآن صراعا أكثر حدة من المطلوب ضد الرئيس اوباما، واسرائيل ستدفع ثمنا باهظا.
لقد بقي نتنياهو مخلصا لطريقه، ويتمسك بها. لقد شدد من حدة الصياغة، وسار متشابك الأيدي مع اعضاء مجلس الشيوخ الجهوريين، وترك الديموقراطيين والرئيس في الجانب الثاني من جبل الخلاف في الرأي. فهل كان ذلك مساويا؟
لا، لم يكن مساويا. ففي نهاية الأمر – امس الأول – لم يرغب الجمهوريون بشد حبل العلاقات اكثر مما يجب مع رئيسهم. لقد اختلفت السعودية ومصر مع الولايات المتحدة لكنهما حافظتا على خط هادئ، وهكذا، حسب رأيي كان يجب ان تتصرف إسرائيل. المضي مع اوباما والاختلاف معه، ولكن ليس ضده، خاصة وانه رغب بشدة بالعثور على تسوية مؤقتة مع اسرائيل كي تتواجد الى جانبه، وكان مستعدا لدفع الثمن الباهظ. لكننا لم نشترّ ولم نبع.
في اللحظة الأخيرة من التوتر في مجلس الشيوخ، توجه اعضاء الحزب الجمهوري نحو تسوية معه. لقد وافقوا على ترك مسألة الارهاب الايراني في العالم، خارج المنافسة بين الرئيس والكونغرس. حسب الورقة التي صودق عليها في لوزان تبقت في ايدي ايران 6100 اجهزة طرد مركزي، لن تتوقف عن العمل ولن يتم اخراجها من الاتفاق. صحيح ان اوباما اعترف بصلاحية اعضاء مجلس الشيوخ على منع الاتفاق من خلال سن قانون، لكنهم تنازلوا في سلسلة من القضايا وسمحوا له بمواصلة الاتصالات مع ايران حتى حزيران. اما إسرائيل فبقيت في الخارج، لوحدها. صحيح انها اثقلت على اوباما ومنعت استسلامه الكامل، ولكن في اللحظة الاخيرة منحه الجمهوري طرف حبل. وهذا يدل على انه سيتم توقيع الاتفاق.
في جوهره سيكون سيئا. لم يكن بمقدور نتنياهو منع الخطأ الأساسي، الداخلي، الجوهري لدى اوباما. لكنه لو لم يتشاجر معه على الملأ لكان يمكنه تحقيق تحسين في مسارين: التعاون الاستخباري والعسكري والمالي مع اسرائيل، وربما الحصول على اعتراف بمكانتها كقوة نووية؛ والمجال الثاني، تحسين النتيجة النهائية بالنسبة للولايات المتحدة اوروبا ضد ايران.
انتهى ولم يستكمل
أيام الذكرى والبطولة والحزن وفرح المنتصرين تحل علينا تباعا، ومن الطبيعي ان ايلانا ديان بدأت برنامج "حقيقة" بتقرير مؤثر حول كارثة المصفحة في حي الشجاعية في غزة، وستعالج بعد غد، استخدام "نظام هانيبال" خلال الحرب التي خاضها لواء جبعاتي في رفح من اجل انقاذ الجندي هدار غولدين، لكن الدولة تغلي. عملية الجرف الصامد تتغلغل، وبين الحين والآخر تهزنا في داخلنا، مشبعة بالألم وتنزف دما، ودملاً سياسيا. الألم مفهوم، ولكن لماذا الضجيج؟ لقد وصلت المصفحة الى ساحة المعركة بعد ان سبقتها السلسلة الاولى من دبابات "نمير" وأخزريت". ووقع لها حادث وخرج مخربون من بيت مجاور وهاجموها. هذا رهيب، ولكن مثل هذه الاحداث تقع خلال الحرب.
هناك من يسال لماذا تم ارسال الجنود بمصفحة وليس بدبابة "نمير". كما قال موشيه يعلون لرفاقه في الحكومة: يجب طرح هذه المسألة عندما تجري مناقشة تقليص ميزانية الأمن. أعرف كم يملك الجيش من دبابات "نمير" والمصفحات. الفارق كبير، كالليل والنهار، وكالجبل والمرج. وحتى يتم توفير عدة مليارات اخرى، ستبقى المصفحة هي الآلية التي تنقل الجنود الى الخط الثاني. لا مفر. ولذلك لم يقع هنا أي فشل وانما كارثة ممزوجة بنقصان الحظ. ولا يتحمل نائب قائد الكتيبة الذنب، وكان من الخطأ تسريحه على عجل من الجيش، لأنه مر بالمصفحة وواصل نحو ساحة القتال، وعاد سيرا على الاقدام. حتى اذا اخطأ فان هذا منطقي وممكن وسوء حظ، وكان يجب تركه في الجيش.
يجب ان نتفهم قرار تفعيل "نظام هانيبال" كي نتصدى للمخربين الذين اختطفوا جثة جندي. اذا وقعت اخطاء فهي عسكرية، ودائما كان مثلها واكبر منها خلال الحروب المعقدة. يمكن الحديث عن استخدام النظام، وبطولاته وحكمته واخطائه واخفاقاته. اما اجراء تحقيق جنائي، فهذه مسخرة. لقد حاول نتنياهو ويعلون وغانتس تجنب الحرب، ولكن عندما فرضتها حماس شنوا هجوما قويا. بعد ثمانية أيام نجحوا باقناع مصر التي وقفت على الحياد، ليس بالتدخل فقط وانما اقتراح وقف لاطلاق النار. كان ذلك بمثابة انجاز سياسي هام، كادت الولايات المتحدة تفشله.
الكثير يغضبون على نتنياهو ويعلون وغانتس لموافقتهم على وقف اطلاق النار. ولكن حتى هذه اللحظة يمكن ابداء الأسف على رفض حماس للاقتراح المصري. لو لم ترفض لكانت ستوفر على نفسها وعلى غزة الكثير. حتى ذلك الوقت كان قد قتل 170 فلسطينيان دون ان يقتل أي اسرائيلي. ولذلك من المؤسف ان حماس رفضت وقف اطلاق النار رغم ان اسرائيل لم تكن ستصل حتى الى الاحتكاك بالانفاق الفلسطينية. ما الضير في ذلك؟ فاسرائيل تملك كل الوقت لكي تبحث عنها في اراضيها من دون حرب.
اليوم الثامن لحرب لن يترسخ في الذاكرة على انه يوم التخلي عن تدمير الانفاق، حسب ادعاء بينت، وانما كمفترق حظيت فيه اسرائيل بدعم دولي واسع لضرب حماس بشكل مؤلم. لقد عكس ذلك تقدير العالم لموافقة إسرائيل على الاقتراح المصري، وهذا هو ما حسم الأمر. لقد جرت الحرب بحذر، ورفض نتنياهو ويعلون وغانتس كل جنون واغواء على احتلال القطاع. لم يتلهوا بالسراب الذي قال انه يمكن سحق سلطة حماس في غزة. ولم يوافقوا على نصائح قدمها بعض المسؤولين للتنازل في عدة مسائل لحماس.
لقد رفض نتنياهو الاصغاء، وتمسكت إسرائيل بشروطها لوقف اطلاق النار، وفي نهاية الامر كانت شروطها هي التي قبلت. لقد نام الجنود عددا اكبر من الليالي في الصحراء، ولكنهم رافقوا عددا اقل من رفاق
...
ضواء على الصحافة الاسرائيلية 21 نيسان 2015
العليا تنتقد سيطرة اسرائيل على اراضي الفلسطينيين في الغور وتسليمها للمستوطنين
قالت صحيفة "هآرتس" ان المحكمة العليا، اصدرت امس، امرأ احترازيا يطالب الدولة بتفسير سبب رفضها اعادة الاراضي الفلسطينية الواقعة بمحاذاة الحدود الاردنية الى اصحابها الفلسطينيين، والتي يديرها مستوطنو الاغوار اليوم. ويجري الحديث عن 5000 دونم منعت إسرائيل اصحابها الفلسطينيين من دخولها وزراعتها، بعد الاحتلال، ومن ثم قامت في التسعينيات بتحويلها الى المستوطنات الإسرائيلية في غور الاردن، لزراعتها.
وفي اعقاب كشف صحيفة "هآرتس" عن الموضوع تقدم ورثة اصحاب هذه الأراضي بالتماس الى العليا بوساطة المحامي وسام اسمر، يطالبون فيه باسترداد الأرض. وقد انتقد قضاة المحكمة امس السلوك الاسرائيلي. وقال القاضي ميني مزوز انه "تم هنا القيام بعمل غير مسؤول" فيما قالت القاضية مريام ناؤور انها لا تعرف كيف حدث ذلك، بينما سالت القاضية دفنا براك ايرز "اذا كان الحديث عن منطقة عسكرية يمكن الدخول اليها وزراعتها فلماذا لا يفعل ذلك اصحابها؟" واضافت "هناك مناطق مغلقة يسمح لاصحاب الارض فيها بدخولها وزراعتها. ويجب اتاحة مسألة الملكية للناس بما يتفق مع النظم الامنية".
وادعى ممثل الدولة المحامي روعي شويكا، ان النيابة لا تعرف كيف تم تسليم الارض للمستوطنين لأن ذلك حدث منذ سنوات بعيدة. ورد القاضي مزوز قائلا: "توجد هنا حالة واضحة عمليا، فانتم تعترفون بأن الحديث عن ارض خاصة، وتعترفون بأن تسليمها لأيالا سميث (مستوطنة تدير هذه الاراضي ) كان خلافا لقرار اللجنة الوزارية للشؤون الامنية. اذن فان واجب الدولة الأول هو اعادة الوضع الى سابق عهده. وهذا يعني انه من يجب ان لا يكون هناك فلن يكون هناك، ومن يملك الحقوق يكون صاحب الحقوق".
وقال محامي ايالا سميث، هرئيل ارنون انه "يصعب التفكير بواقع افضل من تسلم المزارع الاسرائيلي لأرض مهجورة وزرعها وبناء مشروع حياة عليها. واليوم توجد مشكلة بسبب خطأ الدولة. وكلما كانت الدولة تعتقد انه يجب معالجة هذه الشائبة باخلائها، وهو طلب لم يطرح، فاننا نعتقد انه لا يمكن حل ظلم من خلال ارتكاب ظلم آخر".
وقال المحامي اسمر ان ما تم في المحكمة هو "خطوة كبيرة تعترف بحقوق الملاكين الذين ديست حقوقهم. حتى لو قرروا عدم زراعة بذرة واحدة، فان القضاة لم يفهموا كيف يمكن حدوث مثل هذا الأمر".
المعسكر الصهيوني يرفض التعاون مع المشتركة في محاربة هدم البيوت
كتبت "هآرتس" انه فشلت امس اول محاولة للتعاون بين قوى المعارضة، حين لم تنجح القائمة المشتركة بتجنيد تأييد 25 نائبا لعقد جلسة طارئة للكنيست خلال عطلتها، لمناقشة قضية هدم المنازل العربية وازمة الإسكان في الوسط العربي، اذ رفض المعسكر الصهيوني التوقيع على الطلب.
وعلم ان المشتركة توجهت الى رئيس كتلة المعسكر الصهيوني ايتان كابل ونواب من يوجد مستقبل، لكن طلبها رفض، بينما وافق نواب ميرتس الخمسة فقط على دعم الطلب الى جانب نواب المشتركة الـ 13. وقالت النائب عايدة توما سليمان التي بادرت الى اجراء الاتصالات بأن رفض المعسكر الصهيوني يثبت انه لا ينجح في لحظة الحقيقة باتخاذ قرارات شجاعة والوقوف ضد سياسة القمع والتمييز.
ورد المعسكر الصهيوني قائلا ان "الموضوع المطروح يجب ان يناقش في اطار حالات معينة ولم نر من المناسب الدعوة لاجراء نقاش طارئ حول هذا الموضوع خلال العطلة. الموضوع كله ليس متفقا عليه في المعارضة وسنكون مشاركين فاعلين في طرحه مع افتتاح الكنيست".
يشار الى ان لجنة المتابعة العليا قررت اعلان الإضراب العام وتنظيم مظاهرة ضد سياسة الهدم في الثامن والعشرين من الشهر الجاري احتجاجا على هدم المنازل العربية في الوسط العربي. وخلافا لتظاهرات سابقة فان المظاهرة ستجري هذه المرة في تل ابيب. واوضح المنظمون انهم يريدون عرض القضية امام الجمهور الاسرائيلي ايضا.
والتقى المستشار القضائي للحكومة، يهودا فاينشتاين، امس، بخمسة من ممثلي القائمة المشتركة لمناقشة الموضوع، هم احمد الطيبي واسامة سعدي وحنين زعبي وطلب ابو عرار ود. يوسف جبارين. واكد النواب الخمسة امام فاينشتاين انه لا يمكن ايجاد حل لظاهرة البناء غير المرخص بدون القيام بتدابير كبيرة لازالة العوائق المؤسساتية. وقال النواب ان فاينشتاين ابلغهم نيته تدارس الامر مع الجهات المسؤولة وتشكيل طاقم في مكتبه لفحص ما طرحوه من ادعاءات.
القائمة المشتركة ترفض دعوة لزيارة مقر الجامعة العربية
كتبت "هآرتس" ان القائمة المشتركة رفضت تلبية دعوة وجهتها اليها الجامعة العربية لزيارة مقرها في القاهرة. وبررت القائمة موقفها هذا، بعد مشاورات اجرتها امس، بانها تفضل حاليا الانشغال في المسائل المتعلقة بالجمهور العربي في اسرائيل. واعتبرت ان التوقيت غير مناسب وقالت انها ستنظر في دعوة مشابهة في المستقبل.
وقالت مصادر مطلعة لصحيفة "هآرتس" ان القائمة قررت رفض الدعوة خشية اتهامها من قبل الجمهور العربي بتفضيل قضايا خارجية على المسائل المحلية الملحة. وقالت مصادر فلسطينية ان الجامعة العربية اظهرت اهتماما كبيرا بتشكيل القائمة المشتركة وابعاد ذلك على الحلبة السياسية في اسرائيل، ولذلك طلبت الاطلاع على التطورات.
ونقل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء السبت الماضي، الدعوة الى رئيس القائمة المشتركة النائب ايمن عودة. وعلم ان القائمة ناقشت الدعوة ووقع خلاف بين مركباتها حول العلاقة مع العالم العربي وحجمها، في ضوء الازمة التي تمر بها بعض الدول العربية. وعلم انه طرحت في البداية فكرة عقد اللقاء في عاصمة قطر الدوحة بدل القاهرة، لكن المشتركة رفضت ذلك خشية التعرض للانتقاد من قبل الشارع العربي. وقال مصدر في القائمة ان "قطر لا تحظى بالاجماع في المجتمع العربي في اسرائيل خاصة على خلفية دورها في كل الاحداث التي يشهدها العالم العربي، تقريبا، وخاصة في سوريا".
واضاف: "بالنسبة لنا فان مقر الجامعة العربية هو القاهرة واذا كان يجب ان تتم هذه الزيارة فيجب ان تتم هناك. وقال احد نواب القائمة امس: "نتلقى الكثير من الدعوات ونسمع الكثير من الكلمات وكأن المشتركة فازت برئاسة الحكومة، هناك سقف توقعات عال لا يتفق مع الخارطة السياسية في إسرائيل".
اسرائيل تحيي ذكرى جنودها القتلى ومراسم اسرائيلية فلسطينية بديلة في تل ابيب
كرست الصحف الإسرائيلية غالبية صفحاتها اليوم لمراسم احياء ذكرى ضحايا "معارك اسرائيل" و"الاعمال العدائية" التي ستبدأ مساء اليوم الثلاثاء، والتي يحتسب "ضحاياها" منذ عام 1860(!). ويبلغ عددهم حسب المعطيات الرسمية 23.320 قتيلا.
وستجري المراسم بعد ظهر اليوم في مقر "ياد لبانيم" (يد للابناء) في القدس، بحضور رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس الكنيست يولي ادلشتاين، والحاخامات الرئيسيين. وفي الساعة الثامنة مساء سيتم اعلان بدء مراسم يوم الذكرى، ومن ثم يتم ايقاد المشاعل في ساحة حائط المبكى بمشاركة الرئيس الاسرائيلي رؤوبين ريفلين، والقائد العام للجيش غادي ايزنقوت. وفي التاسعة مساء ستقام مراسم رسمية في الكنيست بمشاركة الشخصيات الرسمية والعسكرية.
يشار الى ان اسرائيل تختار اعتبار من قتل من اليهود ضحايا لحروبها منذ العام 1860، وهو الموعد الذي اخرج خلاله المستوطنون اليهود من داخل اسوار القدس.
في المقابل ورغم احتجاج الجمهور (خاصة لجنة المستوطنين) ستقام في تل ابيب، مساء اليوم، المراسم البديلة، الاسرائيلية – الفلسطينية المشتركة لاحياء ذكرى الضحايا الذين سقطوا في الجانبين. ويجري تنظيم هذه المراسم للسنة العاشرة على التوالي بمبادرة من حركة "نحارب من اجل السلام" الاسرائيلية، و"منتدى العائلات الاسرائيلية الفلسطينية الثكلى". وسيتحدث في المراسم اسرائيليون وفلسطينيون فقدوا ابناء عائلاتهم خلال الصراع.
طعن شاب عربي على خلفية قويمة في هرتسليا
ذكرت "يسرائيل يهوم" ان شابا عربيا (27 عاما) تعرض الى الطعن في هرتسليا، امس، على خلفية قومية. وقد اعتقلت الشرطة مواطنا يهوديا بشبهة تنفيذ العملية وقالت انه اعترف بطعن الضحية لكونه عربي. ومن المنتظر احضار المشبوه (30 عاما) الى المحكمة اليوم، لتمديد اعتقاله.
وعلم أن الضحية هو مواطن من الشمال ويعمل في قسم النظافة في البلدية، وقال انه كان يسير صباح امس، في احد شوارع المدينة عندما فاجأه شخص غريب بطعنه في كتفه الخلفي بواسطة آلة حادة. وافاد انه سمع الجاني يصرخ "الموت للعرب". وبعد قيام الشرطة بتمشيط المنطقة تم اعتقال الجاني الذي يقيم على مقربة من مكان وقوع الاعتداء.
حزب كحلون يرفض دعم قوانين تمس بمكانة المحكمة العليا
كتبت صحيفة "هآرتس" ان طاقم الليكود المفاوض أبلغ الأحزاب التي يسعى لاشراكها في الائتلاف الحكومي أنه قرر تضمين الاتفاقيات مشروعين يهدفان الى اضعاف قوة المحكمة العليا. المشروع الأول، "أمر التفوق" – وهو مشروع قانون سيسمح للكنيست باعادة سن قوانين ألغتها المحكمة العليا، وسيصعب بالتالي على المحكمة الغاء قوانين إلا اذا صادق على ذلك تسعة قضاة من بين تركيبة تضم 11 قاضيا.
اما القانون الثاني فيهدف الى تغيير تركيبة لجنة تعيين القضاة. وحسب الاقتراح فان عدد السياسيين في اللجنة سيزيد عن عدد المهنيين والقضاة. وعلم أن الطاقم المفاوض في حزب "كلنا" (الذي يعتبر كفة الميزان في التركيبة الحكومية المرتقبة) ابلغ نظرائه في الليكود رفض الحزب لهذه التشريعات او تضمينها الاتفاق الائتلافي، او حتى دفع هذه القوانين خلال الدورة الحالية للكنيست. ويفحص حزب الليكود حاليا كيف سيواجه هذه المسألة.
في المقابل تم، امس، احراز تقدم في المفاوضات بين الجانبين حول الاصلاحات الاخرى التي سيتم تضمينها للاتفاق الائتلافي. والتقى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، مع رئيس حزب كلنا، موشيه كحلون، ومن المتوقع عقد لقاء آخر بينهما اليوم، لمتابعة ما تم احرازه من تقدم. وحصل نتنياهو، امس، على مهلة اسبوعين اضافيين من رئيس الدولة لاستكمال المفاوضات من اجل تشكيل الحكومة، وسيكون عليه في نهايتها عرض حكومته امام الكنيست. وكان كحلون قد صرح في لقاء مع صحيفة "هآرتس" الشهر الماضي، انه يعارض بشدة سن "أمر التفوق" واضعاف قوة المحكمة العليا، وقال انه يعتقد بضرورة تعزيز المحكمة العليا، وعدم نسيان كون المحكمة العليا هي القلعة الأخيرة للضعفاء ويجب ان تكون قوية بما يكفي.
وقال مصدر في الجهاز القضائي، امس، ان نتنياهو منع سن هذين القانونين في الكنيست السابقة لعدم رغبته بالدخول في مواجهة مع قضاة المحكة العليا، ويمكن الافتراض بأنه سيسره هذه المرة كون "كلنا" يتولى مهمة اخراج "الكستناء من النار" لأجله، ويمكنه القول لرجال الليكود والبيت اليهودي ان كحلون لوى ذراعه.
ريفلين ونتنياهو رفضا لقاء كارتر
رفض رئيس الدولة رؤوبين ريفلين ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، التقاء الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر، الذي يتوقع وصوله الى البلاد خلال الأسابيع القريبة. وقال مسؤول رفيع في القدس لصحيفة "هآرتس"، ان ريفلين ونتنياهو رفضا التقاء كارتر بعد مشاورات جرت بين وزارة الخارجية ومقر الامن القومي في ديوان نتنياهو.
وقد اوصت الخارجية بعدم التقاء ريفلين ونتنياهو مع كارتر بسبب مواقفه التي تعتبرها الوزارة " معادية لإسرائيل" في السنوات الأخيرة، خاصة موقفه من حرب غزة الأخيرة، حيث انتقد كارتر الحرب بشدة ودعا الى اخراج حماس من قائمة التنظيمات الارهابية في وزارة الخارجية الامريكية. وعلم ان كارتر سيزور قطاع غزة، ايضا.
مطالبة اسرائيل الاعتراف بمذبحة الأرمن
كتبت "يديعوت احرونوت" انه في الوقت الذي لم تعترف فيه إسرائيل بعد بمذبحة الأرمن التي ارتكبتها الامبراطورية العثمانية قبل 100 سنة، الا انه سيمثل اسرائيل في مراسم احياء الذكرى في ارمينيا، عضوي الكنيست نحمان شاي (المعسكر الصهيوني) وعنات باركو (الليكود). واوصت وزارة الخارجية الإسرائيلية النائبين بالتطرق الى الحدث "كمأساة قومية" وليس "ابادة جماعية".
في المقابل وقع عدد من رجال الاكاديميا والامن وشخصيات رسمية اسرائيلية على عريضة تطالب اسرائيل بالاعتراف بمذبحة الشعب الارمني، كما فعلت 23 دولة بالإضافة الى البابا. ومن بين الموقعين على العريضة الاديب دافيد غروسمان والاديب أ. ب. يهوشواع، والاديب سامي ميخائيل، والجنرالين (احتياط) عمرام متسناع وعاموس يادين، والوزير السابق دان مريدور والمغني كوبي اوز والمستشار القضائي السابق للحكومة ميخائيل بن يئير.
منع دخول 18 شاحنة فحم الى غزة
ذكرت "يديعوت احرونوت" ان اسرائيل منعت امس، دخول 18 شاحنة محملة بالفحم، الى قطاع غزة، بادعاء ان الفحم يستخدم لانتاج الأسلحة. وحسب ادعاء إسرائيل فانه يتم استخدام الفحم كمادة مشتعلة لتشغيل افران لصهر المعادن، ويمكن استخدامه من قبل التنظيمات الارهابية لانتاج الأسلحة. وتدعي اجهزة الامن انه يلاحظ خلال الاشهر الأخيرة ارتفاع عدد محاولات تهريب مواد ممنوعة الى قطاع غزة.
مقالات
هل حققنا الاستقلال فعلاً؟
يسأل نحاميا شتراسلر، في "هآرتس"، عشية احتفال اسرائيل بعيد استقلالها الـ67، عما اذا كانت تعتبر مستقلة فعلا، وما اذا كانت تقف على ساقيها بفضلها. ويقول ان استعراضا عاجلا لوضعنا الاقتصادي يبين بأنه ليس فقط غير سيء، بل انه جيد بما يكفي. فمن دولة كان عدد سكانها 600 الف نسمة في 1948، وصلت الى دولة تضم 8.3 مليون نسمة. ومن مستوى معيشة بقيمة 3000 دولار للفرد حلقنا الى مستوى 35 الف دولار – بفضل الانتقال من اقتصاد اشتراكي بادارة حكومية الى اقتصاد سوق منافسة. ووصل فائضنا من العملات الاجنبية الى رقم قياسي: 86 مليار دولار، بينما كاد مخزن الدولارات يشغر في عام 1985. ويصل الدين العام الى 67% من الناتج، وهذا ليس افضل ما يمكن ولكنه ليس الاكثر خطورة. فهو في غالبيته ديون داخلية وليست خارجية.
حالة التضخم انخفضت جدا وبشكل غير مسبوق، من 449% في عام 1984 الى نسبة صفر، ويمكن اليوم الحصول على قرض اسكان لعشرين سنة بفائدة غير مرتبطة تصل الى حوالي 3%، وهذه اعجوبة بحد ذاتها. ووصلنا في سوق العمل الى مستوى بطالة منخفض، نسبته 5.6%، وهي تصل الى نصف نسبة البطالة في اوروبا، واسرائيل وصلت الى المكان التاسع عشر في عالم مقياس الرفاه. كما وصلت الى مرتبة عالية في مقياس الاختراعات. فمن دولة كان "برتقال يافا" يعتبر صادراتها الاساسية الى دولة هايتك، ومن حالة عجز مزمن في ميزان المدفوعات الى وضع يتفوق فيه فائض الصادرات مقابل الواردات.
فهل حققنا بذلك الاستقلال. ليس تماما. في الجانب الامني تعتبر اسرائيل الدولة الوحيدة في العالم المعرضة لتهديدات الابادة، وتواجه طوال الوقت خطر الحرب. ولكي يتم مواجهة كل هذه التهديدات، لدينا "صديقة كبيرة" توفر لنا تفوقا عسكريا. انها التي تمنحنا اكثر الطائرات تطورا. وهي التي تمنحنا محركات الدبابات والاموال لتطوير القبة الحديدية. وهي تزودنا سنويا بمنظومات اسلحة بقيمة 3 مليارات دولار، وغير مستعدة لتقديم مثلها لأي دولة اخرى. هذا هو التفوق النوعي الذي يسمح لنا بالبقاء، وبكلمات اكثر فظاظة، حياتنا معلقة بالولايات المتحدة بشكل تام.
وهذا يشمل المسالة الاقتصادية ايضا. يكفي ان يعلن الرئيس اوباما، مثلا، انه يفكر "باعادة النظر" في العلاقات مع اسرائيل، كي تنهار البورصة لدينا ويرتفع سعر الدولار. في مثل هذه الحالة ستتوقف البنوك الدولية عن منحنا الاعتماد. وسيفرض علينا مجلس الامن عقوبات اقتصادية تشلنا، وستنقلب كل المعطيات الاقتصادية الجميلة الى صورة انهيار سوداء. سيما ان إسرائيل متعلقة جدا بالتصدير: حوالي 30% من ناتجنا القومي معد للتصدير. ولذلك فان فرض المقاطعة على اسرائيل يعتبر سما للاقتصاد.
وهناك بوادر لمثل هذه المقاطعة: مبادرة 16 وزير خارجية اوروبي الى وضع علامات فارقة على منتجات المستوطنات. هذه خطوة واحدة تسبق فرض المقاطعة الشاملة. ويمكن لسكان العربة ان يحكوا من تجربتهم ما يحدث للمزارعين الذين لا يتمكنون من بيع الفلفل في اوروبا.
من المناسب ان نتذكر، ايضا، اننا عندما واجهنا ازمات مشابهة في السابق، حصلنا دائما على دعم من الأنكل سام. مرة بصورة هبات خاصة ومرة بصورة ضمانات. ومن يضمن عدم عودة مثل تلك الازمات الى تهديدنا؟ يمكن ان نكون مهمين لامريكا لأننا نستخدم بالنسبة لها كحاملة طائرات برية في الشرق الاوسط المجنون. ولكنه يمكنها ان تتخلى عن خدماتنا هذه وتواصل حياتها. اما نحن فلا يمكننا الوجود من دونها، وهذا هو كل الفارق. ولذلك عندما نحتفل بيوم الاستقلال بعد غد، سنعرف في قرارة نفوسنا اننا لا نزال بعيدا جدا عن الاستقلال الحقيقي.
موتهم كان عبثاً.
تحت هذا العنوان تكتب ايريس لعال، في "هآرتس" انه ستشارك في مراسم احياء ذكرى شهداء معارك إسرائيل، لأول مرة هذه السنة 67 عائلة تعيش الحزن المطلق منذ عدة أشهر. الجيش سيرسل الى هؤلاء الذين دفن اولادهم في المقابر المدنية شماسا يعوض في انشودة "الله الرحوم" غياب الجيش والدولة والمؤسسات الدينية. اما المقابر العسكرية فتعج بالجنود الذين سيقفون صامتين كانوا هم ايضا، مثل كثير من القتلى، شبانا وابرياء ابدوا استعدادهم للتضحية بأنفسهم من اجل الدولة.
سيتم في هذا اليوم بذل كل جهد ممكن لفرض تناسي الذنب. وسيتم انتهاج كل خطوة تهدف الى تمويه التبذير الصارخ، الموت العنيف والعبثي جدا، وسيتم عرضه كجزء من خطة قومية كبيرة وأهم حتى من الموتى انفسهم. ولكي يتم ازالة عدم الفائدة التي التصقت منذ الصيف بكل جوانب الحياة، سيتم اطلاق شعارات البطولة الخانقة، وسيتحدث الشعب كله بتأثير بالغ عبر افواه رئيس الدولة ورئيس الحكومة ووزير الامن، وسيضمن للعائلات المنكوبة بالحزن ان يكون اولادها هم اولاد الجميع، وانه لن يتم ابدا التخلي عنها وتركها لوحدها في حزنها.
من الواضح انها ستبقى لوحدها. فهي لوحدها منذ زمن. الوحدة هي احدى المركبات الخاصة للثكل. ولكن المفاجئ هو ان ما يمنع التنفس بوحشيته هو حقيقة ترك هذه العائلات بشكل مخجل وجماعي من قبل غالبية الشعب الرحوم والحنون، الذي يمسح دمعة التضامن كما لو انه لم يعيد قبل شهر وبدون أي تفكير آخر، انتخاب المسؤولين عن خزي "الجرف الصامد" واعادوا الثقة بالقادة الذين انزلوا هذه الكارثة على رؤوسهم.
عندما تسمع صفارة الانذار صبيحة يوم الاربعاء، وتنتقل كصرخة الموت على طول وعرض البلاد، سيكون من المعروف مسبقا انه لم يتم جر اسرائيل رغم انفها الى هذه المواجهة. وانها سعت خلال حملة "عودوا يا اخوتنا" الى تصعيد الاوضاع وبذلت كل جهودها من اجل ضمان اشتعالها، عندما تصرفت في الضفة الغربية بعنجهية تتجاوز جهود العثور على الفتية المفقودين – وعندما اشتعلت النار اخيرا قامت بتصعيدها. كما انه لم يتم القضاء على الارهاب، وبقيت عمليات القصف التي نفذها الجيش عديمة الجدوى ولم تقلص رشق الصواريخ. كما سيكون من المعروف انه لم يكن ولا يمكن للعمليات في غزة ان تحقق الردع، لكنها نجحت بتحقيق المصالحة بين فتح وحماس، وهو التحالف غير المرغوب فيه من قبل اسرائيل، والذي كان تفكيكه احد الاهداف المعلنة لتلك الجولة من الحرب. بالإضافة الى انه وكما الثعبان الذي يعض ذنبه، فان كل جولة كهذه من الحرب، خلقت المشكلة القادمة.
مواطنو الدولة الذين صوتوا مرة اخرى لمن وعدهم بصفر من الرؤية السياسية ورفض كل اتفاق بشكل صارم، لا يزالون يؤمنون بانه مع كل الالم، فان الواقع الذي خلقه الفلسطينيون هو المسؤول عن سقوط القتلى. لكنهم يعرفون هم ايضا انه لن تمضي فترة كبيرة حتى تصل الجولة القادمة من العنف. ومع ذلك فانهم في كل جولة انتخابية يعتمدون على فكرة اللامفر التي تقول انه لا يوجد شريك، كما لو انه كان بمقدوره المساعدة. ولذلك، اذا كان هناك امل في هذا اليوم، فهو ان لا يستطيع احد الجنود الذين ارسلوا الى مراسم احياء الذكرى، التغلب على فضوله، والنظر في الوجوه المنكوبة للعائلات، وعندما تصطدم عيناه بعينا ام يطل منها الحزن، يخفض نظره محرجا، ويتخيل على الفور صورة امه تجلس على قبره فيؤدي هذا الاعتراف بهذه الامكانية غير المستحيلة الى تجميد الدم في عروقه.
المُصاب الذي لا مثيل له في العالم كله
يكتب دان مرغليت، في "يسرائيل هيوم" أنّ نهجًا جديدًا وصل الى هذه الدولة، التحفظ على طابع الحداد لأكثر من 23 الف اسرائيلي في معارك الأمة. وهو يربط بين باحثين يحملون نوايا صافية، وآخرون يحملون نوايا سيئة ويريدون تشويه سمعة الدفاع الوطني عن السيادة، بالإضافة إلى من يوجعهم الفقدان الى حد استعدادهم (وهو امر طبيعي)، للتمسك بوجهة نظر يمكن ان تكون مختلفة.
جميعهم يطرحون تساؤلات حول تقاليد التوحد مع الذين لم يعودوا منس احات الحرب، أو سقطوا بيد القتَلة الإرهابيين. ويمكن الافتراض أنه منذ البداية لم يملك قادة إسرائيل موجها للحداد القومي. لكن الأمور حدثت بشكل عفوي. ما الذي نعرفه عن قرار دافيد بن غوريون جمع انتاج ضحايا حرب الاستقلال في مشروع "صفحات النار" لتخليد ذكراهم؟ وتلك الخطوة الرمزية، التي لا يوجد ما هو اكثر حكمة منها، في تنظيم مراسم احياء الذكرى الرئيسية في باحة حائط المبكى، رغم انها تثير غضب بعض الذين ينشغلون في موضوع تخليد الذكرى؟ سيما انه كان يمكن لكل شيء ان يبدو مختلفًا لولا حرب الأيام الستة (67)، التي حققت مقولة "تقف اقدامنا عند ابوابك" التي اورثها الملك داوود لكل الأجيال.
وآخر موضة هي الادعاء وكأن هناك ظاهرة "التباكي على الضحايا"، كما لو أن هناك عائلات ثكلى توجهها قصة "التضحية باسحاق" في تعاملها مع المأساة التي اصابتها. هذا هراء. لقد عرفت الكثير من العائلات الثكلى التي فقدت أعزاءها، الاب، الزوج، الابن – في الحرب لانقاذ القدس من أجل الشعب اليهودي. سواء في حرب الاستقلال عام 48، او حرب الايام الستة، لم أجد أي عائلة وصلت إلى هذا الوصف. لكن كانت هناك الكثير ممن عضت على شفاهها بألم وقالت الحقيقة لأنه لا يمكن غير ذلك، بشكل دائم تقريبا. إسرائيل ستبدأ هذه الليلة باحناء رأسها طوال يوم كامل، وهي كمن ستجلس سبعة ايام لتترحم على أبنائها اليهود والآخرين – الذين دفعوا الثمن. انه حزن خاص، حزن مميز، ربما لا يوجد مثله في العالم كله. نوع من احترام التوحد مع ذكرى الاقرباء الى جانب الألم الحقيقي وغير المصطنع لمواطنين من خارج العائلة، واذلين ينظرون كما لو اصابهم السحر الى قائمة الضحايا، ويشعرون بأنهم هم ايضا، جزء من لحمهم. صحيح ان هناك من يريدون التغيير والتحول والاضافة والاختصار. ولكن لا يوجد ما هو اكثر حقيقيا ومؤلما وحارقا للقلب ومسيلا للدموع اكثر من الاولي، الأساسي.
القوة ليست استقلالا
يكتب غدعون عيشت، في "يديعوت احرونوت" انه كان من شبه الغريب مشاهدة الفوضى التي ثارت في اعقاب الرسالة التي وقعها 16 وزير خارجية اوروبي يطالبون بتفعيل قرار وضع علامات فارقة على منتجات المستوطنات التي تباع في اوروبا. ولنفترض انه سيتم غدا المصادقة على القرار المطلوب، فما الذي سيحدث لإسرائيل؟ الجواب الصحيح هو لا شيء. وما الذي سيحدث للمستوطنات؟ لا شيء تقريبا.
قبل عشر سنوات تقريبا، عندما كان اريئيل شارون رئيسا للحكومة، وبنيامين نتنياهو وزيرا للمالية، وايهود اولمرت وزيرا للصناعة والتجارة، اطلق الاوروبيون صرخة في الموضوع ذاته. وادعوا ان زجاجة "سودا ستريم" التي تصنع في معاليه ادوميم ليست منتوجا اسرائيليا ولذلك يجب فرض جمارك عليها. واجتمع القادة الثلاثة واستسلموا، ومنذ ذلك الوقت تدفع إسرائيل الجمارك عن كل زجاجة سودا ستريم تدخل الى السوق الفرنسي.
كل حكاية التصدير من المستوطنات تفتقد الى قيمة اقتصادية، وعلى الرغم من ذلك يسيطر الخوف وادعاء الضحية. كيف ذلك؟ قبل 40 سنة كان يمكن لمسالة كهذه ان تولد مشكلة. فاسرائيل كانت دولة ترزح تحت كاهل الديون والعجز. اما اليوم، فعلى الأقل في التدريج العالمي المتعارف عليه، تعتبر إسرائيل دولة رتبت حساباتها، بل ان هناك فائضا في حساباتها مع الخارج، الى حد ان الشيكل تقوى وبات يكفي اربعة منه لشراء الدولار، بينما كان ثمن الدولار قبل عدة سنوات يبلغ خمسة شواقل.
المساعدة الأمريكية التي تصل الى اكثر من ثلاثة مليارات دولار، كانت تعتبر في السابق رقما كبيرا. لكن هذا المبلغ يعتبر صغيرا جدا اليوم في دولة يتجاوز مدخولها القومي اكثر من تريليون شيكل في السنة. حسب افضل المقاييس المعروفة، تعتبر اسرائيل اليوم مستقلة وضخمة اكثر من أي وقت مضى، واكثر من عدة دول في الاتحاد الاوروبي ذاته التي يراوح اقتصادها مكانه. بل اكثر من ذلك، ذات مرة كانت هناك دول معادية بشكل حقيقي لإسرائيل – مصر، الاردن، سوريا، الجيوش العربية. اليوم اصبحت هذه الجيوش بمثابة فضيحة.
التنظيمات الصغيرة نسبيا مثل حزب الله والدولة الاسلامية وحماس وامثالها، تنجح كما هو معروف بالصمود امام الجيوش الاقوى منها. انظروا كيف تقوم حتى الولايات المتحدة وشركائها بقصف سوريا والعراق دون ان تهتز داعش. وفي اليمين يلقن الحوثيون درسا للسعودية التي تهاجمهم بطائرات "اف 16" الاكثر تحسنا في منطقتنا.
هناك من يدعي، وبحق، ان لدينا جيشا ضخما ولكنه يعاني من مشكلة واحدة: ليس لديه من يحاربه. كل الدبابات والغواصات وسفن الصواريخ والطائرات لا تستغل. ربما تصدر عن ايران ذات مرة اصوات حرب، كما يعد رئيس الحكومة، ولكن ما يطلقونه هناك حاليا هو مجرد كلمات.
الاقتصاد يتضخم والامن يسيطر. في مقاييس الاستقلال نحن في القمة، فلماذا اذن البكاء الذي رافق رسالة وزراء الخارجية الاوربيين؟ هناك من يحملون الذنب لنتنياهو. فهو فنان تأجيج الغرائز، انه لا يتوقف عن التخويف، والمواطنين يحبون جدا رئيس حكومتهم حتى يستوعبوا العيش في ظل التهديد. هذا التفسير يفترض ان جميعنا، او على الاقل غالبيتنا، حمقى. لكن ثلاثة ارباع المصوتين لم يصوتوا لليكود خلال الانتخابات الأخيرة.
بشكل اساسي لا يقاس الاستقلال الاسرائيلي بالناتج القومي، القبة الحديدية، العوزي والهايتك. حتى دبابة المركباه، التي تعتبر اسرائيلية تماما، تسير بمحرك اجنبي. كل الطائرات والغواصات جاءت من هناك. واذا غضبوا علينا "هناك"، سيصطدم كل "التايتنيك" الاسرائيلي بالجليد.
بشكل اساسي لا يختلف وضع اليهود في ارض إسرائيل عن وضع اليهود في اوروبا. اذا قام خامينليتسكي بضربنا في نهاية الامر، فسيضربنا هنا وهناك. والسبب واحد: الصهيونية لم تتعلم، ويدعي البعض انها لم تستطع، ترتيب امورها في الشرق الاوسط. نحن نشعر هنا تماما كما شعر اباؤنا في بولونيا واليمن. وهكذا تنهار كل مقاييس الاستقلال امام مشاعر الخوف التي لم تقتلعها الصهيونية من الحاضر اليهودي.
تقرير
يوم الجمعة الأسود، هل كمنت حماس للواء جفعاتي؟
ينشر امير بوحبوط تقريرا في موقع "واللا" حول ما حدث خلال الاسبوع الاول للمناورة البرية في عملية "الجرف الصامد"، حين انيطت بكتيبة الدورية في لواء جولاني، بقيادة المقدم ايلي جينو، مهمة كشف وتدمير النفق الهجومي في جنوب قطاع غزة، في منطقة المزارع التي تقوم فيها دفيئات زراعية وحقول مفتوحة على المشارف البعيدة لرفح.
وقامت الكتيبة بتمشيط المنطقة لكنها لم تعثر على النفق، وقدرت القيادة الجنوبية بأن قصف سلاح الجو للمنطقة دمر النفق ومنع امكانية كشفه. وفي وقت لاحق تم استدعاء قوة جبعاتي لمهمة اخرى في شمال تلك المنطقة، في منطقة خربة خزاعة، لكن عدم النجاح بالمهمة ازعج الضباط. ورغم مرور الوقت واصلت المعلومات الاستخبارية تحذير القيادة الجنوبية من وجود نفق هجومي في منطقة الحلقة مقابل رفح، وتواجد مسلحين بداخله.
في اعقاب ذلك قررت قيادة الجنوب العودة الى المنطقة. وتم تكليف المهمة مرة اخرى لكتيبة الدورية في جبعاتي. ووجه العقيد جينو جنوده الى زيادة اليقظة والتأهب والامتناع عن عدم اللامبالاة. واكد انه يجب تجاهل عمليات التطهير التي جرت في المباني القائمة هناك قبل اسبوع، لأنه يمكن لحماس ان تكون قد غيرت استعداداتها.
وفي المساء ذاته، يوم الخميس 30 تموز 2014، ابلغت الاستخبارات الاسرائيلية عبر عدة قنوات بأن حماس عقدت اجتماعا لقادة الفصائل في غزة كي تبلغها بوقف اطلاق النار ابتداء من الساعة الثامنة من صباح اليوم التالي. ولم يكن هذا هو اول وقف لاطلاق النار، الا ان شعورا سيئا ساد لدى عدد من الضباط الكبار في مقر قيادة اللواء الجنوبي. ورغم انه تم اتخاذ القرار مساء الخميس، الا ان جهات في اللواء ادعت انها تلقت بلاغا حول ذلك قبل ساعة واحدة فقط من موعد بدء تطبيقه. وأن التعليمات كانت عدم إطلاق النار إلا حال تعرض حياتهم للخطر.
وفي ساعات الليل بدأت كتيبة الدورية بمناورة برية للكشف عن النفق. وتقدمت القوات في المنطقة، وكانت خطة العقيد جينو تشمل عزل المنطقة بواسطة كتيبة دبابات، وكتيبة مدفعية وكتيبة هندسية. وقال احد الجنود: "قالوا لنا ان سلاح الجو قصف المنطقة لأن الاستخبارات ابلغت عن وجود انفاق. ولذلك عدنا الى هناك". وقال أحد الجنود: "سرنا حوالي 1.5 كم ونحن نحمل أوزان ثقيلة في منطقة زراعية، كنا في قمة التعب والإرهاق، ليلة بيضاء. وتوقفنا عدة مرات. كان هناك اطلاق للنيران وواصلنا حتى البيوت وقام الجميع بتطهيرها وتركزنا بداخلها. وبدأنا بدراسة المهمة."
في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة الأول من آب أكملت الوحدة السيطرة على المنطقة، والى الغرب من هناك كان محور تانتشر، وهو عبارة عن مسار خيالي ضم في جزء منه طريقا يفصل بين المناطق الحضرية والريفية في رفح المكتظة. في الساعة السادسة صباحاً بدأت عملية احتلال المنازل، واشتعل ضوء احمر عندما اكتشف الجنود مباني مفخخة كان تم تمشيطها في المرة الماضية، هنا ثارت الشكوك بأن حركة حماس استعدت لعود الجنود للمكان.
في الساعة السابعة استعدت الكتيبة لعملية الدفاع وتم تغطية الشابيك ونشر القناصة والرشاشات ونقاط المراقبة في مناطق مسيطرة. في الساعة الثامنة أبلغت إسرائيل الجنود والضباط بالهدنة، بعدها بعشرة دقائق شوهد شخص يركب دراجة نارية في شارع رئيسي على بعد 250 متر الى الشمال منالقوة المرابطة في المكان. وقام راكب الدراجة باجراء جولة في المكان وعاد في الاتجاه الذي جاء منه. وحاولت القوة وقفه ولكن راكب الدراجة الذي تبين لاحقا أنه جاء ليراقب المنطقة تمكن من الهرب. وقد اثار ذلك اشتباه قادة الكتيبة فقرر قائدها رفع حالة الاستنفار، وأبلغ الجنود بأن عليهم البقاء على درجة عالية من اليقظة، ولم يستبعد احد ان تكون حماس تعد لعملية ضد القوة.
قرر الضابط المسؤول تمشيط المنطقة. في هذه الاثناء ذهب عدد من الجنود للنوم، فيما واصل بقية الجنود الحفاظ على حالة دفاع عن المكان. وامر الضابط شرئيل بتوزيع القوة إلى ثلاث فرق لتمشيط المنطقة. وبقي شرئيل وليئال غدعوني وهدار غولدن في المكان لمراقبة احدى الفرق في منطقة كان فيها مباني مهجورة وجدران وأراضي زراعية. وخلال فترة وجيزة لوحظت حركة شخص يثير الاشتباه في برج يقوم في الجهة الجنوبية للمكان. ولوحظ انه بدون سلاح، وتبين فيما بعد أنه برج مراقبة لحماس.
بعد المعركة ساد التقدير بأن حماس قامت بعملية استفزاز لخلق وضع يتيح اختطاف جندي حتى لو كان الثمن تفجير التهدئة. وابلغ شرئيل عبر جهاز الاتصال بأنه سيخرج "لقطف" رجل حماس. وقال "انتظروني هنا ووفروا لي التغطية". واخذ معه القوة العسكرية التي يقودها وقسمها الى فرقتين، واقترب شرئيل من المبنى الذي كان فيه المراقب من حماس، وكان معه غولدين وغدعوني. ولم يستصعب بقية الجنود رؤية ما يحدث. وبصورة مفاجئة اطلقت نيران كثيفة على الجنود الثلاثة وبعدها سمع صوت انفجار، وسقط الجنود الثلاثة على الأرض. ويستدل من التحقيقات اللاحقة أن مسلحا بالزي العسكري فتح عليهم النار من مسافة 20 متراً من داخل المبنى، كما تبين ان خلية كانت داخل النفق خرجت وقامت بجر غولدن الى داخل النفق.
وعند الساعة 9:06 سمعت القوة صوت إطلاق النار، وابلغ الضابط في جهاز الاتصال أنه في الطريق لمعالجة أمر المراقب. وقال احد الجنود: "كنا 14 جندياً، أوقفنا بنياه شرئيل على مسافة 300 متر من المكان، وأمر قوة من 5 جنود بالتفرق، بعدها لم نسمع أصوات الجنود في جهاز الاتصال، وحينها فهمنا أن امرا سيئا قد حصل. ومرت عدة دقائق حتى قام قائد القوة بإبلاغ قائد اللواء العقيد عوفر فاينتر بما حدث. عرفنا أنه حصل شيء ما، ولكن لم نفهم بالضبط ماذا جرى، الجنود قرروا إطلاق صاروخ على المبنى والاشتباك، وحاصر 20 جندياً المبني استعداداً لدخوله، وعثر قائد الفريق في مدخل المبنى على بنادق ومخازن رصاص وقاذفات أربي جي.
وبالقرب من المكان عثر على جثتي شرئيل وغدعوني وجثة مخرب، بالقرب من فتحة النفق، وقام الجنود بجر جثني شرئيل وغدعوني الى داخل المبنى الذي اتضح انه كان مفخخا. وامر فوند الجنود باحتلال البيوت المحيطة لعزل المنطقة، ومنع القوات من الاقتراب من المبنى المفخخ. حينها صرخ أحد الجنود أن غولدن هدار غير موجود. ففهمت أنهم جروه لداخل النفق.
حينها قرر –الضابط “فوند” اعلان تفعيل نظام هانيبال وقام بإلقاء قنبلة داخل النفق خوفا من خروج مسلحين منه، وطلب الإذن بالدخول للنفق، فقال له جينو: انا في الطريق اليك، افعل ما تراه مناسباً. ودخل فوند الى النفق ومعه مسدس وبدون لباس واقي، وعاد ومعه أدلة تثبت مقتل غولدن هدار، بعدها عاد بوند مع عدد من الجنود وعثروا على كميات كبيرة من الأسلحة في النفق. وكان قائد المنطقة الجنوبية الجنرال سامي ترجمان يصغي طوال الوقت لما يحدث، وكان يعرف عن هجمات المروحيات الحربية والدبابات في محاولة لاحباط تهريب جثة غولدن.
وفي وقت لاحق وصلت معلومات استخبارية تفيد بأن حماس فقدت الاتصال مع الخلية التي اختطفت الجندي، والتي دفنت كما يبدو تحت الانقاض. بعد الهجوم قتل اكثر من 40 فلسطينيا، ربعهم من المسلحين، واكثر من الربع من المدنيين غير المتورطين بالارهاب، فيما لم يتم تشخيص هوية الباقين حتى اليوم. وتم تحويل مواد التحقيق الى النائب العسكري الرئيسي الجنرال داني عفروني، الذي يفترض فيه اتخاذ قرار حول ما اذا كان سيأمر بفتح تحقيق جنائي ضد الجنود.
أَضواء على الصحافة الاسرائيلية 27 نيسان 2015
الطيران الاسرائيلي يهاجم سوريا للمرة الثالثة خلال يومين
ذكر موقع "واللا" فجر اليوم، نقلا عن قناة "الجزيرة" التي نشرت على لسان مصادر سورية أن الطائرات الاسرائيلية استهدفت الليلة الماضية منصات صواريخ تابعة للنظام السوري وحزب الله اللبناني في جبال القلمون شمال دمشق، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وكانت طائرة اسرائيلية قد شنت مساء امس هجوما على اربعة سوريين تدعي انهم حاولوا زرع قنبلة قرب السياج الحدودي. وقبل يومين شنت طائرات قيل أنها إسرائيلية غارات جوية على مواقع لحزب الله والنظام السوري في منطقة القلمون.
وحسب صحيفة "هآرتس" فقد قتل الجيش الاسرائيلي، مساء امس، ثلاثة مسلحين على الأقل، قرب السياج الحدودي مع سوريا في بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان. ويدعي الجيش ان المسلحين اقتربوا من السياج وقاموا بزرع عبوة في المكان. وقامت طائرة حربية اسرائيلية بقصفهم. وحسب التقارير الأولية فقد قتل ثلاثة او اربعة اشخاص.
وجاء هذا الحادث بعد مرور اقل من 48 ساعة على الهجوم الجوي الذي نسب الى اسرائيل، على الأراضي السورية، والذي استهدف وسائل حربية كانت في طريقها لحزب الله. وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ان "كل محاولة للمس بجنودنا او بمواطنينا ستواجه برد صارم كما في عملية الجيش هذه الليلة والتي احبطت محاولة لتنفيذ عملية. أنا اثني على يقظة جنود الجيش التي ادت الى عملية سريعة ودقيقة".
ووقع الحادث حوالي الساعة التاسعة والنصف مساء قرب موقع سحيتا العسكري، حيث بنى الجيش الاسرائيلي السياج الحدودي الجديد الى الغرب قليلا من الحدود السورية، لأسباب تكتيكية. وقد اجتازت الخلية الخط الحدودي، ولكن ليس السياج، وتم تشخيصها من قبل سلاح المخابرات المرابط في الجانب الشرقي من السياج.
وقال ضابط عسكري رفيع انه بعد مراقبة متواصلة وعندما اتضح بأن الأربعة ينشغلون بزرع عبوة تم قصفهم من قبل سلاح الجو، وقتل ثلاثة منهم، فيما يتكهن الجيش بأن الرابع اصيب ايضا. ولم يلاحظ الجيش الاسرائيلي هرب أي من اعضاء الخلية التي لم تتمكن من تفعيل العبوة قبل مهاجمتها. ويدعي الجيش تأكده من ان الاربعة كانوا مخربين، لأنه لم يتم في الفترة الأخيرة ملاحظة أي تحرك مدني في المنطقة.
يشار الى انه سبق زرع عبوة في هذه المنطقة في شهر آذار 2014، ادى انفجارها الى اصابة نائب قائد كتيبة في لواء المظليين وثلاثة جنود. ونسب الجيش العملية في حينه لحزب الله او لخلية سورية محلية عملت بتوجيه منه.
الجولانيون: رد على الهجوم الاسرائيلي
وفي تقرير نشره موقع "واللا" قال ان سكان من مجدل شمس القريبة من الحدود، يعتقدون بان وضع المتفجرات على يد خلية "مسلحين" جاء "ردا من حزب الله والسوريين"، على الهجوم الذي نفذته اسرائيل.
"سمعنا انفجارين كبيرين واطلاق عدة قذائف، وسرعان ما انتهى خلال ثوان"، قال أحد مواطني مجدل شمس لموقع "واللا" مضيفا أن هناك تخوف من تجدد التوتر، في اعقاب تصفية الخلية امس (الأحد) في هضبة الجولان، بعد محاولة أعضائها زرع متفجرات قرب السياج الحدودي مع اسرائيل.
وحسب أقوال المواطن: "فحصت في الفيسبوك لأفحص ان كان هناك من يتحدث عن ذلك من الشرق (من سوريا), لكننا في النهاية سمعنا عن ذلك فقط في وسائل الإعلام الإسرائيلية". الآن واضح بالنسبة لمواطني هضبة الجولان ان حزب الله وتنظيمات في سوريا ستواصل محاولاتها للرد. "كما نعرف الوضع الحالي، إذا لم يردوا، فإن رجالهم سيتساءلون "أين أنتم؟ انتم تقولون انكم ضد الصهيونية والاحتلال. إذا لماذا لا تردون؟ هم دائمًا يضربوننا وانتم لا تردون"، قال المواطن السوري.
مع ذلك، كما قال، "لم يتأثر الناس كثيرًا في مجدل شمس. فقد تعودوا على ذلك، لقد مرت فترة طويلة منذ الحرب السورية والتي كانت قريبة جدا الينا. في تلك الفترة كنا نسمع في بعض الأحيان صوت القذائف التي كانت تتطاير فوق رؤوسنا وكانت هناك أحداث سببت اضرارًا في الممتلكات بسبب إطلاق النار. لقد وصلت القذائف الينا". أما اسامة زهوة، رئيس مجلس بقعاثا القريبة، فقال، انه على العكس "لم يسمع شيئا". وحسب اقواله فقد "فوجئت بسماع ذلك، إذ انني لم أحصل على تحديثات من قبل الجيش حول ذلك".
يعلون: ايران تواصل محاولة تسليح حزب الله بأسلحة متطورة
وكتبت "يسرائيل هيوم" ان وزير الأمن موشيه يعلون تطرق إلى الهجوم الذي نفذته اسرائيل في سوريا، وأوضح أن ايران تواصل محاولاتها لتسليح حزب الله بأسلحة متطورة. وقال يعلون أمس إنّ "ايران تواصل مساعيها لتسليح حزب الله، حتى اليوم، وهي تطمح الى تعزيز التنظيم الإرهابي اللبناني بسلاح متطور ودقيق". جاءت أقوال يعلون هذه خلال حفل استقبال مقلص، بمناسبة عيد الاستقلال، دعي 300 شخص للمشاركة فيه.
وقال: "هذه السنة، وعلى ضوء قرار رئيس الحكومة، حصل جهاز الأمن على ميزانية مناسبة تسمح لنا بالرد على ما يجري مباشرة. وتجري كل الكتائب والألوية تدريبات واسعة وستستمر التدريبات خلال هذا العام". وأوضح يعلون أنه يتوقع مع تشكيل الحكومة الجديدة فتح نقاش صريح ومنفتح بين وزارة الأمن ووزارة المالية".
وحسب يعلون فان حزب الله يعرف أن هناك خطوط حمراء وضعتها إسرائيل، وأنها لن تتهاون في هذه المسألة، موضحا: "لن نسمح بنقل أسلحة متطورة لتنظيمات إرهابية وسنعرف كيف نرد عليها وعلى مرسليها في كل وقت وفي كل مكان". وأضاف: "لن نسمح لإيران وحزب الله بإقامة بنية تحتية إرهابية على حدودنا مع سوريا، ونعرف كيف نصل إلى كل من يهدد مواطني اسرائيل، على امتداد الحدود بل وأبعد من ذلك أيضًا".
ريغف تحذر حزب الله!
في هذا السياق ينشر موقع المستوطنين (القناة السابعة) ان عضو الكنيست ميري ريغف (ليكود) حذرت حزب الله اللبناني من "شد الحبل واختبار يقظتنا" على حد تعبيرها، واثنت على جنود الجيش "الذين شخصوا زرع عبوة قرب السياج الحدودي" وعلى سلاح الجو "الذي عمل بدقة وقتل الخلية ومنع كارثة كبيرة". وربطت ريغف الحادث بالجهود التي تبذلها ايران لتسليح حزب الله، وقالت ان ايران "تواصل محاولة تدعيم وتسليح قواعد الارهاب كي تتعرض لإسرائيل. لكن دولة اسرائيل لن تسمح بتسليح حزب الله وتعرف كيف تدافع عن مواطنيها".
وحسب ريغف فقد "تلقى حزب الله ضربة قاسية من قبل الجيش الاسرائيلي، وعليه الاحتراس لأنه في اللحظة التي سيحاول فيها تجاوز الخط الاحمر مرة أخرى، ستعرف اسرائيل كيف ترد بقوة".
كما رحب رئيس المعسكر الصهيوني يتسحاق هرتسوغ بقتل الخلية. وكتب على صفحته في الفيسبوك: "انا اشد على ايدي الجيش وقادته على عملية الاحباط الناجحة في الشمال والتي منعت كارثة كبيرة. الجيش يثبت مرة اخرى قوته وقدرته امام سلسلة الاحداث في القطاعات المختلفة وسلسلة العمليات في القدس والضفة".
السلطة تعلن نيتها تحويل ملف قتل شابين فلسطينيين في القدس والخليل الى لاهاي
كتبت صحيفة "هآرتس" ان الشرطة الاسرائيلية، اعتقلت امس، شابا فلسطينيا (31 عاما) من حي شعفاط في القدس الشرقية بشبهة تنفيذ عملية الدهس في المدينة مساء السبت، والتي اسفرت عن اصابة اربعة من افراد الشرطة. وتشتبه الشرطة بأن عملية الدهس كانت متعمدة. ووقعت العملية بعد يوم من المواجهات بين الشرطة وسكان حي الطور على خلفية قتل الشرطة للفتى علي ابو غانم، بزعم محاولته طعن افراد من شرطة حرس الحدود. كما قتلت الشرطة يوم السبت الشاب محمد السلايمة من الخليل بادعاء طعن شرطي.
ونشر ديوان الرئاسة الفلسطينية، امس، بيانا وصف فيه قتل ابو غانم والسلايمة بالجريمة. وقال ديوان عباس ان هذه الاحداث تشكل تصعيدا خطيرا من جانب اسرائيل. واوضحت وزارة الخارجية الفلسطينية انها تنوي ضم هذين الحادثين الى الملفات التي سيتم تحويلها الى محكمة الجنايات الدولية.
لوائح اتهام ضد جنود سرقوا اموال عائلة فلسطينية في غزة
كتبت "هآرتس" ان النيابة العسكرية قدمت ثلاثة لوائح اتهام ضد ثلاثة جنود يتهمون بسرقة اموال فلسطينية خلال عملية الجرف الصامد في غزة. وحسب لوائح الاتهام فقد سرق جنديان مبلغ 1420 شيكل من احد بيوت حي الشجاعية خلال الايام الاولى للحرب. واتهم الجندي الثالث بمساعدتهما على السرقة. ويدعي الجيش انه لم ينجح بمعرفة صاحب البيت الفلسطيني الذي سرق منه المال.
وكان الجيش قد اعتقل في شهر آب الماضي جنديا بشبهة سرقة اموال من احد منازل الشجاعية في 20 تموز. يشار الى ان هذا هو الحادث الاول الذي تقرر فيه الشرطة العسكرية تقديم لائحة اتهام من بين 19 حادثة وقعت خلال الحرب على غزة، وتحقق فيها الشرطة. وتشمل هذه الملفات اعمال سرقة واعتداءات على المعتقلين الفلسطينيين واستخدامهم كدرع بشري واطلاق النار على سيارات الإسعاف، واصابة فلسطينية بعد رفعها للراية البيضاء.
كما تحقق الشرطة العسكرية في عدة احداث عسكرية من بينها الهجوم على مدرسة الاونروا في مخيم جباليا، وقتل الاطفال الأربعة على شاطئ البحر، وقصف منزل عائلة ابو جامع والذي اسفر عن قتل 27 فلسطينيا. وتم اغلاق ملفين يتعلقان بسرقة اموال فلسطينية لأن المشتكين الفلسطينيين رفضوا الادلاء بافادتهم.
الشرطة تسمح "بمسيرة الاعلام" الاستفزازية في الحي الإسلامي في القدس
قالت "هآرتس" ان الشرطة الإسرائيلية في القدس سمحت لحركة الصهيونية الدينية بتنظيم مسيرة "رقصة الاعلام" هذه السنة، ايضا، في الحي الإسلامي في القدس الشرقية، خلال احتفالات "يوم القدس". ويأتي قرار الشرطة هذا على الرغم من الاحداث التي رافقت المسيرات السابقة والتي شملت اطلاق هتافات عنصرية واعمال عنف وتشويش حياة السكان الفلسطينيين.
فلكي تتم المسيرة تجبر الشرطة سكان وتجار الحي الاسلامي على اغلاق مصالحهم واخلاء الطريق. كما افاد العديد من سكان الحي انه يفرض عليهم البقاء داخل بيوتهم وحوانيتهم المغلقة لعدة ساعات حتى تمر المسيرة التي يردد المشاركون فيها هتافات عنصرية منها "الموت للعرب" و"لتحترق قريتكم" و"محمد مات".
وحسب الافادات التي تم جمعها، يقوم المشاركون بتخريب اقفال المحلات التجارية بواسطة الغراء، والضرب بالعصي على شبابيك وابواب البيوت والدكاكين.
وكانت عدة جمعيات قد توجهت الى الشرطة قبل عدة اسابيع طالبة منع المسيرة، محذرة من ان تدهور العلاقات بين العرب واليهود خلال السنة الأخيرة يمكنه ان يؤدي الى تدهور اعمال عنف خطيرة خلال المسيرة. لكن المستشار القانوني في لواء القدس قرر السماح للشرطة بالمصادقة على المسيرة بزعم الحفاظ على حرية التعبير.
أهرونوفيتش: "يصعب وقف المخرب المنفرد"
كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان وزير الامن الداخلي يتسحاق اهرونوفيتش قال خلال زيارته لأفراد الشرطة الذين اصيبوا في عملية الدهس التي جرت في حي الطور على جبل الزيتون في القدس، انه تم تعزيز القوات في القدس، ويجب الحفاظ على العاصمة، وسنفعل كل شيء، ولكنه يصعب وقف "المخرب" المنفرد.
اما القائد العام للشرطة يوحنان دنينو، الذي وصل هو الآخر لزيارة الجرحى، فقال ان الشرطة ومحاربيها وافرادها اثبتوا مرة أخرى، ان كل من يحاول اصابة المدنيين او افراد الشرطة، سيواجه سورا حصينا. الرسالة موحدة وهي اننا لن نسمح بالتعرض لسكان القدس وشرطتها.
الى ذلك تم ظهر امس، منع عملية اخرى، عندما حاول فلسطيني اختطاف سلاح احد الحراس عند مفترق مستوطنة عيلي في الضفة الغربية. وقد وصل الشاب (19 عاما) وهو من نابلس، من جهة محطة الوقود الى مفترق المستوطنة، واثار شكوك المتواجدين في محطة الركاب، وعندما طالبه حارس المستوطنة بالتوقف حاول المخرب اختطاف سلاحه، فسيطر عليه الحارس واعتقله وسلمه لقوات الجيش والشرطة!
مقالات
الجنود يحجمون والسياسيون يرتدعون
كتب امير اورن، في "هآرتس" ان من مهام العميد ميكي لوري، رئيس القسم التكنولوجي في سلاح اليابسة، تخطيط نقل كل المنشآت العسكرية من قاعدة تل هشومير الى "معسكر داني" في الرملة، مقر قيادة الجبهة الداخلية. ويفترض حتى بداية العقد القادم نقل وحدات التدريب والمعاونين والتموين. وسيتركز الجهد الأساسي والفوري للقسم التكنولوجي على تحسين قدرات سلاح اليابسة على مواجهة اعدائه بسرعة وبقوة وبعدد اقل من المصابين، بواسطة معدات غير مأهولة.
لكنه بينما تستخدم اسلحة الجو المتقدمة في العالم الطائرات غير المأهولة، فانه في سلاح اليابسة سيكلف ذلك المخاطرة بحياة الجنود، لأنه لم يتم حتى الآن العثور على طريقة لاستخدام كميات كبيرة من الروبوتات ووسائل غير مأهولة أخرى. هذا مجال مثير ومعقد، لقاء بين الفلسفة والتكنولوجيا، بين الممنوع والمسموح به في مجال اطلاق النار. ويتم التركيز في المرحلة المتوسطة على العمليات الهندسية والنقل، كتفكيك الالغام وحمل المتاع الحربي والذخيرة والامدادات من والى الجنود.
التوجه العام الذي يميز الجيل الجديد في القيادة العامة يختلف تماما، تقريبا، عن التوجه السابق الذي ميز الضباط المحاربين من امثال موشيه ديان واريئيل شارون. على مسافة دقيقتي سفر من مكتب العميد لوري، في ارشيف الجيش، تم مؤخرا نشر الأوامر العسكرية المتعلقة بعملية "السهم الاسود" في غزة في اواخر شباط 1955. لقد تم تخطيط العملية في الأساس لإلحاق ضرر بالممتلكات: "التسلل الى معسكر الجيش المصري وتخريب منشآته، واصابة جنود العدو فقط اذا عرقلوا تنفيذ العملية". ولكن "حسب اقتراح الكتيبة تم توسيع المهمة"، وكانت النتيجة قتل 37 جنديا مصريا وثمانية من المظليين.
الذنَب التكتيكي يهز كلب القيادة العامة الذي يعض القيادة السياسية. هكذا كان شارون حين كان قائد كتيبة قبل 60 سنة، في غزة وقلقيلية وممر متلة (في سيناء)، وهكذا ايضا، كان شارون بعد ربع قرن، في لبنان. هو ومدرسته. لقد انتقل الجيش الاسرائيلي في السنوات الأخيرة، وخاصة منذ حرب لبنان في 2006، الى القطب المضاد. وبدل "اكثر ما يمكن"، اصبح "اقل ما يمكن" – اقل عدد من القتلى، اقل تبجحا، اقل استفزازا يضمن التصعيد. لقد تعلموا عدم الامساك بأكثر ما يمكن، والبقية تحكيها الحرب التي لم تقع مع ايران.
الحرب ليست ضمانا للتقدم: قائد المنطقة الجنوبية خلال "الجرف الصامد" وضباط مقر قيادة العصبة والاستخبارات والمدفعية سارعوا الى الاكتشاف بأنه تم تفضيل الآخرين عليهم. وتم تقديم افضل مثال على ذلك في احداث نهاية الأسبوع في الجنوب والشمال. فقد تم الرد على اطلاق صاروخ من بيت حانون بشكل ضئيل، محذر، وبدون قصف، وانما من خلال اطلاق نيران المدفعية على موقع رصد، كان فارغا حسب المعلومات.
وفي سوريا هاجم من هاجم الصواريخ التي كانت معدة لحزب الله، دون ان يضيف الى التنفيذ السعي الى المفاخرة والدعاية. الكارثة هي انه مرة اخرى لا يوجد تناسق بين التكتيكي والاستراتيجي. هذه المرة يحجم الجنود ويرتدع الساسة عن استغلال حرية المناورة لديهم.
هل اقف على اعتاب ابادتك ايها القاضي روبنشتاين؟
كتب عودة بشارات في "هآرتس" ان القاضي الياكيم روبنشتاين، كتب في قرار المحكمة العليا رفض الالتماس ضد قانون المقاطعة، ما يلي: "في صلاة عيد الفصح جرى الحديث عن الوعد السماوي ببقاء الشعب اليهودي على الرغم من الكارهين له – وهو الوعد الذي كان لأسلافنا ولنا، في كل جيل وجيل يقومون علينا لتدميرنا والله ينقذنا من اياديهم. لا خطأ في كون الكنيست الإسرائيلي يمنح تعبيرا قانونيا للنضال ضد من يقفون لتدميرنا".
"حسنا يا سيادة القاضي روبنشتاين. انا ادعم فرض المقاطعة على منتجات المستوطنات – فهل تعتقد حقا بأنني النازي المناوب الذي يقف على شفا ابادة اليهود؟ سيما ان هذا القانون موجه اساسا ضد داعمي المقاطعة من سكان الدولة، وغالبيتهم من العرب. لا اذكر ان ابي الذي اقتلع من قريته معلول، وتصادر ممتلكاته حتى هذه اللحظة، توجه في مرة ما الى بلدة يهودية لابادة سكانها. بل ان قدمه لم تدس عتبة بيت يهودي.
في تحديدك يا سيادة القاضي، بأن "الكنيست الاسرائيلي يمنح تعبيرا قانونيا للنضال ضد من يقفون لابادتنا"، انت تنسب الى مؤيدي المقاطعة الإسرائيليين، العرب واليهود نوايا شيطانية. سيما انه ليس المقصود هنا تمردا مسلحا، ولا حتى مدنيا.
الدعوة الى المقاطعة هي سلاح الضعفاء، الذين يعتبر الكفاح المدني خيارهم الوحيد، وانت تصادر منهم بالذات هذا السلاح السلمي. غالبية الذين يدعمون المقاطعة هنا، ليس فقط لا يبتهجون "لابادتنا" وانما يطمحون – بالإضافة الى وقف الظلم الذي يرتكب بحق الشعب الفلسطيني – الى انقاذ دولة اسرائيل من ذاتها . تماما كولي الأمر الذي يصادر من ابنه دراجته السريعة لأنه يقودها بتهور على الشوارع.
اصحاب القوة لا يدعون الى فرض المقاطعة. انهم يطبقون تهديداتهم. يمكن لإسرائيل في كل لحظة اغلاق صنبور الماء للفلسطينيين، وفرض منع التجول واعتقال الناس بدون محاكمة وتقييد حرية الحركة. وللأسف يتم ذلك بمصادقة المحكمة العليا. في المقابل من المؤسف جدا ان القاضي روبنشطاين يعرب عن عدم ثقته بالخير الكامن في البشر، كل البشر. فالرسالة التي تمررها اقواله الى الجيل اليهودي الشاب هي ان العالم هو ادغال والنتيجة الوحيدة هي انه يتحتم العيش على حد السيف.
هل هذا هو المستقبل الذي نعده لأولادنا؟ في هذه الأثناء الفلسطينيون هم الذين يتعرضون الى خطر وجودي، لكنني لم اسمع ابدا من المتحدثين باسمهم أي تذمر من ان العالم كله ضدهم. لو كانوا مبدعين، لكانوا امام مشاهد الفظائع الممزقة للقلب في مخيم اللاجئين اليرموك وغزة، سيقومون بتلاوة صلاة عيد الفصح في لياليهم المظلمة.
وفي هذه المناسبة اريد تذكير القاضي روبنشتاين بحقيقة تتعارض مع تحديده: كل الدول العربية عرضت على اسرائيل اتفاقية سلام وتطبيع علاقات، وطلبت حل مشكلة اللاجئين بالاتفاق. لو شئت ان اكون صادقا معك يا سيادة القاضي، فانا اعتقد ان قرارات القاضي الذي يعيش بشعور "يقفون ضدنا لابادتنا" ستكون متأثرة بشكل دائم من هذه المشاعر المروعة. بل اكثر من ذلك في السياق الاسرائيلي تعبر هذه المشاعر عن موقف سياسي محدد جدا. في نهاية الامر، تمس هذه المشاعر بالقدرة على تفعيل التقدير البارد وغير المنحاز قدر الامكان كما يتطلب في المحاكمة العادلة.
اتساءل عما اذا كان قضاة المحكمة العليا لا يتبنون صلاة الفصح في ملفات اخرى – مثلا، في القرار الذي سمح بمصادرة املاك الفلسطينيين القائمة داخل منطقة نفوذ القدس، بينما يقيم اصحابها في الضفة، في وقت تخضع فيه الضفة والقدس للسلطة الاسرائيلية. بدل وقف هذا الظلم الصارخ، الذي لا مثيل له في العالم، نجد المحكمة العليا تشرعه. كما هو معروف في عام 1948 ايضا، تمت مصادرة الغالبية العظمى من املاك العرب في اسرائيل. المحكمة هي القلعة الاخيرة للضعفاء، اما في اسرائيل فهي قلعة الاحتلال.
لا اعتراف ولا انكار
ينشر نير حسون في "هآرتس" لقاء مع البطريرك الأرمني في القدس، بمناسبة الذكرى المئوية لمذبحة الأرمن. ويكتب ان خيبة الامل التي تركها الرئيس الاسرائيلي رؤوبين ريفلين لدى استقباله لوفد من الجالية الأرمنية، امس، تنضم الى سلسلة من خيبات أمل الأرمن في كل ما يتعلق باعتراف العالم ككل، واسرائيل خاصة، بقتل الشعب الأرمني. فلقد علق الأرمن الكثير من الآمال على ريفلين الذي كان مصغيا اليهم كثيرا عندما كان عضوا في الكنيست ورئيسا لها.
وعبر ممثل البطريركية خلال اللقاء، المطران أريس شيورنيان، عن خيبة امله بكلمات صارمة في ديوان الرئاسة، وقال: "أشعر بخيبة الأمل واؤمن بأن ابناء الطائفة الأرمنية يشعرون بالخيبة ايضا، جراء استخدام مصطلح القتل الجماعي بدل ابادة شعب. سيدي الرئيس، هذه خطوة تدل على التراجع من جانبك. كان عليك ان تكون اكثر شجاعة في منصبك الحالي تماما كما فعلت في الكنيست، والقول ان ما حدث ضد الأرمن هو ابادة جماعية".
وفي اول لقاء مع البطريرك الأرمني في القدس، نورهان مانوغيان، رئيس الطائفة الأرمنية في البلاد، اعرب عن خيبة امله من السياسية الاسرائيلية ازاء "ابادة الشعب" والجالية الأرمنية كلها، وذكّر بأن رجال الدين المسيحيين، مهما علت مراتبهم، لا يستطيعون السير بحرية في شوارع القدس.
مساء يوم الخميس الماضي افتتحت في القدس مراسم احياء ذكرى المذبحة الأرمنية، بلفتة استثنائية من قبل كافة الطوائف المسيحية في المدينة. فقد قرعت غالبية اجراس الكنائس في البلدة القديمة 100 مرة بشكل متواصل، احياء للذكرى المئوية لمذبحة الأرمن. وفي يوم الجمعة اقيمت الصلوات في الكنيسة الأرمنية، ووضعت الأكاليل قرب النصب التذكاري للضحايا. ولم يشارك في المراسم أي مندوب اسرائيلي رسمي، تماما كما في كل سنة. واكتفى الأرمن بحضور عضو الكنيست زهافا غلؤون التي يقود حزبها ميرتس، منذ سنوات، النضال من اجل الاعتراف بذبح الشعب الأرمني.
وقالت غلؤون ان "الحكومة الاسرائيلية شريكة في انكار المذبحة الأرمنية". رغم ذلك يمكن للأرمن الشعور بالعزاء ازاء الخطوة الصغيرة التي قامت بها الكنيست والمتمثلة بارسال النائبين نحمان شاي وعنات باركو كوفد رسمي للمشاركة في المراسم الرسمية في ارمينيا.
ولكن البطريك مانوغيان ليس متفائلا رغم هذه الخطوة. وقال: "ارسال نائبين يشكل بداية طيبة. آمل ان تتغير الامور، ولكني لا اعتقد ان ذلك سيتم في ضوء الصفقات التي يعقدونها الآن مع اذربيجان (اذربيجان تعتبر عدوا تاريخيا لأرمينيا وتنكر بشدة الكارثة الأرمنية). اتمنى ان لا نحتاج الى مائة سنة اخرى حتى نحظى بالاعتراف. ما يريده الأتراك هو أن ننسى، انهم يقولون لأنفسهم بأننا سنتعب بالتأكيد، نحن نحاول الاظهار لهم بأنهم على خطأ واننا نتذكر ونطالب بالعدالة طبعا، كبداية".
وحسب رأيه فان لليهود والأرمن تاريخا مشابها. "كلانا فقدنا الكثير من الناس. انتم ستة ملايين ونحن مليونا ونصف مليون، ولكن الفارق الجوهري بين الكارثة وابادة الشعب هو أننا طردنا من بلادنا التاريخية". ويرى البطريرك ان على الإسرائيليين الشعور بالأمان مع الأرمن. "نحن مثلكم وانتم مثلنا، يجب ان نتعامل مع بعضنا بشكل مغاير. نحن جزء من هذا المكان، مررنا بذات الطريق وذات التجربة وذات المصير".
اذا كانت العلاقات التركية الإسرائيلية في الماضي هي التي منعت إسرائيل من الاعتراف بالمذبحة الأرمنية، فان السبب الآن هو العلاقات الجيدة والهامة مع اذربيجان، المجاورة لإيران. فاذربيجان هي مزود النفط الرئيسي لإسرائيل، ومستوردة كبيرة للأسلحة الإسرائيلية وعضو في التحالف المعادي لإيران.
لقد كانت ارمينيا اول دولة في التاريخ تعلن انتمائها للديانة المسيحية بشكل رسمي، وذلك في سنة 301 للميلاد، وتعتبر الطائفة الأرمنية من اوائل الطوائف التي هيمنت على املاك في القدس، كما انها تحظى بسيطرة استثنائية على المقدسات في البلاد. ويقول البطريرك: "نحن عشرة ملايين نسمة ونملك حقوقا تساوي مليار كاثوليكي و500 مليون يوناني.
البطريرك مانوغيان هو البطريرك السابع والتسعين للكنيسة الأرمنية، لكن التحديات الكامنة في الحفاظ على هذه الهيمنة يزداد اتساعا. الا ان رئيس الكنيسة الأرمنية لا يشعر بالتعاون من قبل دولة اسرائيل.
خلال مراسم احياء ذكرى المذبحة اعيد طرح مشكلة معروفة تواجه رجال الدين الأرمن في القدس. البصاق المتكرر عليهم من قبل عدة فتيات يهوديات ناشطات في اليمين المتطرف، واللواتي تهجمن وبصقن في حالتين على الاقل، على المشاركين في مسيرة احياء ذكرى المذبحة. ويقول شهود عيان ان الشرطة لم تتدخل الا حين تصدى الشبان الارمن للفتيات. ويقول البطريرك: "هذا الامر يحدث بشكل متكرر، ويزداد سوء في السنوات الأخيرة. في كل مكان نذهب اليه اما ان تتعرض لنا الشرطة وتوقفنا لأنها تعتقد بأننا عربا، او يتم البصاق علينا. الوضع في تل ابيب وحيفا يختلف، اما هنا في القدس فينظرون الينا كما لو كنا العدو، كما لو اننا ارهابيين. يجب تغيير هذا التعامل".
ويشير البطريرك الى انه تم ايقافه شخصيا قبل عامين من قبل شرطيتين في حرس الحدود. ورغم انه كان يحمل البطاقة الخاصة التي تشير الى مكانته الدينية الا ان ذلك لم يسعفه حتى تدخل مستشار شرطة القدس لشؤون الديانة المسيحية. وهناك مشكلة اخرى تقلق مانوغيان، وهي تقلص الطائفة الارمنية في البلاد، من 35 الف نسمة في نهاية الانتداب البريطاني الى حوالي ثلاثة آلاف فقط. ويعيش حوالي 800 منهم في الحي الارمني في البلدة القديمة في القدس، وهذا الحي عمليا هو الدير الذي يعود تاريخه الى العصور الوسطى، والذي فتح ابوابه لاستيعاب اللاجئين الارمن الذين هربوا من المذبحة.
شهود الملك
كتب الياكيم هعتسني في "يديعوت احرونوت" ان الاستطلاعات تشير الى ان يهود انجلترا سيصوتون في الانتخابات القريبة لرئيس الحكومة ديفيد كميرون، الاجنبي الذي يعادي اسرائيل بشكل اقل من إد ميليباند اليهودي، رئيس حزب العمال. وهناك قسم كبير من يهود الولايات المتحدة الذين يحتضنون اوباما رغم ان قلبه مع اعداء دولة اليهود. دعوة رئيس الحكومة ليهود فرنسا، ضحايا اللاسامية والارهاب، بالحضور الى البيت الدافئ الذي يملكونه، قوبلت الى جانب الترحيب، ايضا بمعارضة اليهود الذين طلبوا ازالة أي تشكيك بفرنسيتهم الراسخة.
هناك يهود في العالم، خاصة في وسائل الاعلام والاكاديمية، يقصفوننا بالبرق والرعد بل ويدعون الى فرض المقاطعة على اسرائيل. وعلى رأس هؤلاء جي ستريت، المنظمة الأمريكية القوية التي تشكل صورة عكسية لأيباك، الجالية اليهودية الكبرى. فبينما تقف ايباك الى يمين اسرائيل، تقف جي ستريت الى يمين الادارة الامريكية في مواقفها ومبادراتها المعادية لإسرائيل. وهكذا عادت الى جدول اعمال دولة اليهود مسألة علاقتها بيهود المهجر.
ونذكر: فقط في اعقاب الكارثة ترسخت لدى الشعب اليهودي المكانة الرفيعة لدولة اسرائيل. ولم يكن لكارثة اقل من ذلك ان تكفي لإقناع غالبيته بأن الصهيونية هي الحل "لضائقة اليهود".
لقد سعى هرتسل الى عقد الكونغرس الصهيوني الاول في ميونخ، لكنه واجه مقاومة شديدة من قبل حاخام المدينة الذي تخوف من التشكيك بولاء اليهود لألمانيا. واعتقد الكثير من الناس ان الصهيونية تسبب اللاسامية اكثر من كونها توفر حلا لها. بل ان الحاخام الرئيسي لفيينا اقترح على هرتسل الخضوع للعلاج. وفي نهاية الامر عقد المؤتمر داخل كازينو في بازل.
لقد ادى الكشف عن فظائع الكارثة الى اسكات اللاسامية في العالم لعدة سنوات، وساد التناغم بين اليهود، في البداية حول النضال لإقامة الدولة اليهودية، وبعد ذلك على ترسيخها. وتولد نوع من الاجماع على ان الدولة ستستوعب يهود دول الضائقة وتترك يهود دول الرفاه، وان الاخيرين سيوفرون التبرعات لاستيعاب "اللاجئين".
لكن ذلك كله انتهى بعد حرب الايام الستة، حيث سلم العالم الغربي بسيادة يهودية صغيرة على الأرض المقدسة، ولكنه لم يسلم بالقوة اليهودية الملموسة، وسلم بشكل اقل بيهودية القدس. وهكذا تولد لزمن ما التمييز بين معاداة اسرائيل واللاسامية. وتحول الاسرائيليون، المحتلون والمستوطنون، الى "أشرار"، واليهود – وخاصة "المتنورين" من بينهم، الذين يحاربون "الاحتلال"، بقوا "الخيار". اليهود الذين شاركوا في هذا الاحتفال وصوروا لأنفسهم بأن هتاف "اضربوا الإسرائيليين" سيجنبهم الهتاف القديم "اضربوا اليهود" سرعان ما ادركوا خطاهم. لقد كانت الكراهية دوما من نصيب اليهود.
صحيح ان "اللياقة السياسية" سمحت لفترة ما بالتعبير عن العداء ازاء اليهود الإسرائيليين فقط، ولكل كل الاغيار فهموا النوايا الحقيقية. وهذه لم يرغب اليهود فقط بفهمها. الان هناك من يهتم بشرحها لهم. اللاسامية العنيفة والارهابية عادت الى سابق عهدها: اليهود والإسرائيليين هم على حد سواء. آن الوان كي تقوم اسرائيل بفحص موقفها.
لقد انشغلت الحركة الصهيونية في الحرب الناشطة من اجل رفض الشتات. فهل يتحتم على الدولة احتذاء نعلها او الوقوف جانبا؟ وما هو مدى السماح للدولة بدعوة مواطني دولة اخرى للهجرة من دولتهم، حتى ان كانوا يهود؟
في هاتين الحالتين يبدو الجواب واضحا: اليهودي الذي ابتعد ولا يريد ربطه بيهوديته، في الضراء و السراء، يجب احترام رغبته والتعامل معه كأجنبي. في المقابل، من يضع يهوديته في خدمة من يعادون اسرائيل، ويعين نفسه "شاهدا ملكيا" لهم، يستحق معاملته حسب الآية الواردة في الصلاة الثامنة عشرة، والتي تبدأ بكلمات "وللوشاة لا تمنح الأمل".
وراء كل حادث – فرصة حقيقية للانفجار
كتب يوآف ليمور في "يسرائيل هيوم" أنّ الجيش الإسرائيلي كان حذرًا، أمس من التصريح رسميًا بأن حزب الله يتحمل المسؤولية عن محاولة الهجوم التي وقعت في الجولان، لكن الوعي يقول ان هذه هي الحقيقة فعلا: من المحتمل بان يكون الحديث عن محاولة من قبل تنظيم حزب الله للانتقام السريع ردا على الهجوم الأخير الذي نسب لإسرائيل في سوريا.
صحيح ان حزب الله كان يحتاج في الماضي، لعدة أيام حتى يرد بهجوم انتقامي، باستثناء الحالات التي تم خلالها استعمال الصواريخ – وهي وسيلة متوفرة لا تحتاج الى تحضيرات دقيقة. لكنه ربما يكون تنظيم حزب الله قد حضر "لهجمات احتياطية" ينفذها حين يتطلب الأمر، وحاول يوم امس تنفيذ احدها. ويتعزز هذا التقدير على خلفية حقيقة ان المنطقة التي تسللت الخلية منها، تخضع لسيطرة النظام السوري. ففي مسار مشابه، عملت خلية اخرى في السابق، كان قد اوفدها التنظيم، وقامت في آذار من العام الماضي، بزرع المتفجرات التي تسببت بإصابة ضابط وجنود في المظليات.
لم يتضح بعد ما إذا كان احباط العملية ينهي سلسلة العمليات الحالية في منطقة الشمال. وقد يرى حزب الله في العملية ردا على هجوم سلاح الجو، والذي منع نقل الصواريخ إلى لبنان، حسب ما نشرت الصحافة العربية. ويمكن للتنظيم ان يختار إبقاء الوضع الراهن مفتوحا، ويقوم بالبحث عن هدف إضافي للهجوم. في ظل التقديرات الحالية التي تقول انه رغم نيته الانتقام، الا أن التنظيم سيحافظ على عدم تصعيد الجبهة. يمكن لحزب الله ان يبحث لاحقا عن هدف عسكري في الجولان او في جبل روس – يضمن عدم خروج عن السيطرة.
كما يمكن، وكما في السابق (وايضًا مثل يوم أمس) ان يعمل التنظيم عبر جهة اخرى، كي لا يترك بصمات تقود اليه مباشرة. ظاهريا، يجري الحديث عن ديناميكية متوقعة، لكنها خطيرة أيضًا: وقد تخرج من نطاق السيطرة، رغم ان كلا الطرفين لا يرغبان بهذا الأمر. ويجري الحديث عن "بينج بونج" خطير؛ لكل حادث محفزات انفجار اكبر مما سبقه، وكل حادث يزيد من امكانية رد الطرف الثاني، ويرفع سقف ردة الفعل.
في ظل الافتراض بأن اسرائيل ستقوم مستقبلاً بضرب شحنات الأسلحة المعدة للبنان – كما حذر وزير الأمن بوضوح، أمس، فان حزب الله سيواصل الرد. صحيح انه تم امس احباط الهجوم في عملية دمجت بين الاستخبارات والسلاح البري والجوي (والتي رافقتها قيادة الجيش بشكل مباشر، بعد استدعائها الى مقر القيادة من حفل الاستقلال)، ولكن لا شيء يدوم إلى الأبد. على خلفية ما يجري يتطلب من اسرائيل الآن بالذات اجراء اختبار جديد للأسئلة الأساسية المتعلقة بسياسة تفعيل القوة العسكرية في الشمال. ويعتبر تشكيل الحكومة الجديدة فترة ملائمة لذلك؛ وسيكون من المفيد ان يقوم المجلس الوزاري السياسي - الأمني الجديد باجراء فحص معمق لاستراتيجية اسرائيل تجاه سوريا ولبنان، كي يضمن الحفاظ على عملية الردع وبالأساس عدم دخول أي من الطرفين في تصعيد غير محبذ.
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 26 أيار 2015
لأول مرة، نتنياهو يصرح برغبته بالتصول الى تفاهمات حول حدود المستوطنات
كتبت صحيفة "هآرتس" في تقرير موسع حول اجتماع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بوزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، فدريكا موغريني، يوم الاربعاء الماضي، ان نتنياهو اعلن لأول مرة رغبته باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بهدف التوصل الى تفاهمات حول حدود المستوطنات التي سيتم ضمها الى اسرائيل في اطار اتفاق السلام المستقبلي.
وقال مسؤول اسرائيلي اطلع على فحوى المحادثات ان نتنياهو اوضح بأن ذلك سيوضح المناطق التي يمكن لإسرائيل مواصلة البناء فيها في الضفة. وهذه هي المرة الاولى التي يبدي فيها نتنياهو استعدادا لإجراء نقاش اقليمي مع الفلسطينيين حول حدود الكتل الاستيطانية.
وجرى اللقاء بين نتنياهو وموغريني في ديوان رئيس الحكومة بحضور طاقم مقلص جدا. وشارك في اللقاء من الجانب الاسرائيلي مستشار الامن القومي يوسي كوهين وموفد نتنياهو للموضوع الفلسطيني المحامي يتسحاق مولخو، فقط. وبقي السفير الاسرائيلي لدى مؤسسات الاتحاد الاوروبي دافيد فالتسر خارج القاعة، ومعه كل ممثلي وزارة الخارجية.
واولى نتنياهو اهتماما خاصا باللقاء مع موغريني التي وصلت الى إسرائيل بهدف واضح وهو محاولة فحص ما اذا كان يمكن تحريك العملية السلمية. وقال مسؤول اسرائيلي ان الهدف الأساس لنتنياهو من هذا اللقاء كان اظهار استعداده ورغبته، بل وتحمسه لاستئناف المفاوضات على خلفية تعمق عدم ثقة الاتحاد الاوروبي به في كل ما يتعلق بالموضوع الفلسطيني.
ويتخوف نتنياهو جدا من الضغط المتزايد من قبل الاتحاد الاوروبي والعواصم الاوروبية الرئيسية، في كل ما يتعلق بجمود العملية السياسية. وينبع تخوف نتنياهو من الاستعدادات الجارية في مقر الاتحاد الاوروبي في بروكسل، لفرض عقوبات على المستوطنات الاسرائيلية، وكذلك من المبادرة الفرنسية لطرح مشروع قرار في مجلس الأمن يعترف بالدولة الفلسطينية ويحدد مبادئ لحل الصراع.
وكان نتنياهو قد اعلن في بداية اللقاء مع موغريني، وامام وسائل الاعلام، التزامه بمبدأ حل الدولتين، وقال ان موقفه المؤيد لقيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح لم يتغير. وكانت تلك هي المرة الاولى التي يعلن فيها نتنياهو ذلك منذ تركيب حكومته وعلى خلفية تصريحاته في الايام الأخيرة للمعركة الانتخابية، حيث قال في اطار محاولته تجنيد اصوات اليمين ان الدولة الفلسطينية لن تقوم خلال فترة ولايته.
وردت موغريني على نتنياهو بلفتة سياسية من جانبها، حيث استخدمت مصطلح "دولتين لشعبين" بدل مصطلح "حل الدولتين". وقال المصدر المطلع ان نتنياهو عاد وكرر خلال اللقاء المغلق دعمه لقيام دولة فلسطينية. وقال ان موغريني اوضحت لنتنياهو انها تقدر كلماته لكنها لا تكفي. واوضحت: "انا معنية برؤية خطوات على الأرض تدعم التصريحات وتظهر التزاما بحل الدولتين للشعبين".
وقال نتنياهو انه يرغب باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين في القريب العاجل، وعرض امام موغريني القضايا التي يوافق على مناقشتها في المفاوضات. وقال: "من الواضح لي ان هناك مناطق ستبقى في ايدي اسرائيل في كل اتفاق، وهناك مناطق ستبقى في ايدي الفلسطينيين". وحسب المصدر فقد قال نتنياهو، ايضا، انه "يمكن التقدم في التفاهمات حول المناطق التي يمكن مواصلة البناء فيها لأنها في كل الاحوال ستبقى في ايدي اسرائيل".
يشار الى ان نتنياهو عارض اقتراحا امريكيا مشابها كان قد عرض عليه من قبل وزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون والمبعوث الأمريكي جورج ميتشل بين سنوات 2009 و2011. وبين عامي 2013 و2014 عارض نتنياهو خلال المفاوضات التي قادها وزير الخارجية جون كيري والمبعوث مارتين انديك، اجراء نقاش ملموس حول حدود الدولة الفلسطينية او عرض خرائط ومقترحات اقليمية، او حتى ترسيم حدود المستوطنات التي يريد مواصلة السيطرة عليها.
واعرب مصدر إسرائيلي اخر، اطلع على محادثات نتنياهو وموغريني، عن تشككه بتصريحات نتنياهو، وقال ان نتنياهو يظهر الليونة كما يبدو فقط كي يخفف من الضغط الدولي. واوضح هذا المصدر انه في السابق عندما كان يمكن للفلسطينيين الموافقة على اقتراح كهذا رفضه نتنياهو، وحين يطرح ذلك الان فان الموضوع كما يبدو لم يعد آنيا بالنسبة للفلسطينيين.
وقال مسؤولون اسرائيليون ودبلوماسيين اوروبيين ان موغريني خرجت من اللقاء راضية جدا واعتبرته ناجحا، لكنها ورجالها يستصعبون الحكم على ما اذا كان نتنياهو صادقا في تصريحاته، ويمكن اعتمادها لتحقيق انطلاقة، او انها كانت مجرد تصريحات عامة هدفت الى تخفيف الضغط الاوروبي ومحاولة نيل الشرعية الدولية.
يشار الى ان التركيبة الحالية لحكومة نتنياهو وسجله التاريخي في كل ما يتعلق بالعملية السلمية لا يثير الامل الخاص لدى موغريني وطاقمها. لكن موغريني تعتقد انه يجب بذل الجهود لفحص مدى جدية نتنياهو، من جهة، ومدى استعداد الرئيس الفلسطيني من جهة اخرى، لوقف الخطوات احادية الجانب والعودة الى طاولة المفاوضات. وتسعى موغريني الى تفعيل قناة اخرى من خلال تجنيد الدول العربية لدعم استئناف المفاوضات.
المحكمة تؤجل هدم ام الحيران لأسبوعين
كتبت "هآرتس" انه بعد قرار المحكمة العليا الاسرائيلية رفض التماس اهالي ام الحيران ضد قرار هدم قريتهم وطردهم منها، قرر قاضي محكمة الصلح في كريات جات، فابلو اكسلارد، امس، تأجيل هدم القرية لمدة 14 يوما، تجاوبا مع طلب مركز عدالة القانوني. واقترح القاضي على مركز عدالة والدولة الاتفاق على هدم القرية في موعد متزامن مع اخلاء سكانها. واذا ما تم الاتفاق على ذلك فسيكون على الاطراف صياغة اتفاق بهذا الشأن خلال اسبوعين.
وعارضت الدولة تأجيل الهدم بادعاء ان الأمر سيجر المماطلة. فيما قال القاضي اكسلارد ان المحكمة العليا حددت وجود بديل لسكان ام الحيران في قرية حورة، ولذلك فانه لن يصدر قرارا مناقضا لقرار العليا. في المقابل قال مركز عدالة ان البديل الذي تطرحه الدولة غير واقعي بسبب النقص في البنى التحتية والاكتظاظ وضائقة الاسكان الصعبة في حورة. كما قال رئيس مجلس حورة محمد النباري ان تطوير الحي الذي يفترض استيعاب اهالي ام الحيران فيه سيستغرق عدة سنوات.
وقال مدير مركز عدالة المحامي حسن جبارين، ان الدولة تلقي بالناس دون ان تقول الى اين سيذهبون. واوضح انه سيتم خلال الايام القريبة تقديم طلب الى المحكمة العليا لاعادة النظر في قرار اخلاء سكان القرية وهدمها، ولذلك لا يمكن تنفيذ اوامر الهدم حتى صدور قرار في الموضوع.
وكانت المحكمة العليا قد قررت قبل ثلاثة اسابيع، بغالبية صوتين ضد صوت واحد، عدم التدخل في قرار الدولة اخلاء وهدم ام الحيران، ولكن المحكمة اعترفت بأن السكان لم يستولوا على الارض وانما سكنوا هناك بموافقة الدولة . لكن المحكمة ادعت ان السكان لم يمتلكوا الحقوق على الأرض، وانما تم توطينهم مجانا عليها من قبل الدولة، التي قررت الغاء هذا القرار. ولذلك اعتبر القاضي الياكيم روبنشطاين انه لا يوجد أي مبرر للتدخل بقرارات المحاكم الاخرى"!
وعلى ضوء قرار المحكمة العليا لا يوجد ما يمنع اخلاء القرية وهدم بيوتها. لكن سكان القرية قرروا مواصلة الصراع ضد الهدم والاخلاء، وينوون بالاضافة الى التوجه مجددا الى العليا، اجراء تظاهرة في 11 حزيران. كما يجري التفكير بتنفيذ خطوات أشد، كاغلاق مفارق الطرق واعلان الاضراب عن الطعام بمشاركة اعضاء كنيست ونشطاء جمهور.
نتنياهو يعين المتطرف دوري غولد مديرا عاما للخارجية
قام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بتعيين صديقه المقرب دوري غولد مديرا عاما لوزارة الخارجية، خلفا لنيسيم بن شطريت الذي ابلغه نتنياهو، امس الاول، قرار فصله من منصبه الذي عينه فيه وزير الخارجية السابق افيغدور ليبرمان.
ووصف مسؤول في وزارة الخارجية في حديث لصحيفة "هآرتس" طريقة فصل بن شطريت بالطرد من قبل نتنياهو الذي يحتفظ حاليا بحقيبة الخارجية. يشار الى ان بن شطريت يخدم في سلك الخارجية منذ 40 سنة. وامس الاول استدعاه نتنياهو الى جلسة قصيرة وابلغه قرار فصله. وقال المسؤول المطلع ان بن شطريت شعر بالإهانة الشديدة جراء هذا الاسلوب. لكن ديوان نتنياهو اعلن ان رئيس الحكومة عرض على بن شطريت منصب سفير في احدى الدول.
وفوجئت نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوبيلي بقرار فصل بن شطريت وتعيين غولد، حيث لم يتم تنسيق الامر معها، رغم ان نتنياهو وعدها لدى تعيينها في هذا المنصب بأنها ستتمتع بكافة صلاحيات وزير الخارجية. ولم يتبق امام حوطوبيلي الا نشر تهنئة للمدير العام الجديد.
يشار الى ان نتنياهو وغولد يعملان معا منذ حوالي 20 سنة. وخلال الدورة الاولى لنتنياهو في رئاسة الحكومة، شغل غولد منصب مستشاره السياسي. وقام نتنياهو فيما بعد بتعيين غولد سفيرا لدى الامم المتحدة، فيما واصل غولد تقديم المشورة السياسية لنتنياهو خاصة في الموضوع الايراني، عندما كان نتنياهو في المعارضة.
وفي كانون الاول 2013، عين نتنياهو صديقه غولد مستشارا سياسيا حسب عقد خاص، تقاضى لقاءه مبلغ 200 الف شيكل سنويا. ومقابل عمله في ديوان نتنياهو واصل غولد العمل مديرا لمعهد القدس لشؤون الجمهور والدولة. وترك منصبه في ديوان نتنياهو بعد الاعلان عن تبكير موعد الانتخابات، لكنه واصل تقديم المشورة لنتنياهو حتى في فحوى خطابه امام الكونغرس الامريكي قبل اسبوعين من الانتخابات.
يشار الى ان مواقف غولد السياسية تعتبر شديدة التطرف. ورغم انه يحذر من اعلان معارضته الرسمية لحل الدولتين، الا انه عمل في السنوات الأخيرة على دفع افكار تعارض قيام الدولة الفلسطينية. وبتعيين غولد لهذا المنصب سيسطر نتنياهو على وزارة الخارجية كليا، وعلى تعيين الدبلوماسيين الإسرائيليين في الخارج.
وانتقد وزير الخارجية السابق افيغدور ليبرمان قرار نتنياهو وقيامه باستغلال وزارة الخارجية لدفع مصالحه الشخصية. وقال "ان من حق نتنياهو اقالة بن شطريت لكن التعيينات ليست بديلا لسياسة واضحة".
اسرائيل تستعد لصفقة التعويض الامريكية
كتبت "يديعوت احرونوت" انه على خلفية الاتفاق النووي مع ايران، بدأ الجهاز الامني الاسرائيلي الانشغال في صفقة التعويض التي ستطلبها إسرائيل من الولايات المتحدة. وقالت مصادر مطلعة ان إسرائيل ستطلب زيادة كبيرة في حجم المساعدات الامنية الامريكية، من 3.1 مليار دولار سنويا الى اربعة مليارات. ولا يشمل هذا المبلغ الهبات الخاصة التي تقوم واشنطن بتحويلها سنويا الى اسرائيل لتطوير آليات الدفاع المضادة للصواريخ، كالقبة الحديدية، والعصا السحرية وحيتس 3.
واوضح مسؤولون في الادارة الامريكية ان إسرائيل سلمت، عمليا، بحقيقة توقيع الاتفاق النووي المرتقب مع ايران في اواخر حزيران، وباتت تستعد لليوم التالي للاتفاق. وبالفعل، يقوم قسم التخطيط في الجيش حاليا باعداد قائمة طويلة تشمل "مركبات التعويض" التي ستعزز امن اسرائيل.
يشار الى ان اتفاق المساعدات الامنية الامريكية لإسرائيل سينتهي في 2017. وكانت اسرائيل قد خططت لطلب تمديده لعشر سنوات اخرى، من الادارة الامريكية التي ستستبدل اوباما، ولكن على ضوء صفقات الاسلحة الكبيرة التي وقعتها واشنطن مع دول الخليج والسعودية، تنوي اسرائيل طرح طلب بزيادة المساعدات الامنية خلال الأشهر القريبة. وتقدر اسرائيل انه بعد عدة اسابيع من توقيع الاتفاق مع ايران سيقوم مجلس الامن برفع العقوبات المفروضة على ايران، وفور ذلك ستعلن دول الاتحاد الاوروبي رفع العقوبات التي فرضتها من جانبها على طهران.
عمليا تتصرف الدول الاوروبية كما لو ان الاتفاق اصبح موقعا، وبدأت منذ الان بإجراء لقاءات مكثفة مع الايرانيين حول تطبيع العلاقات. لكن الادارة الامريكية ستجد من الصعب عليها رفع العقوبات بشكل فوري. ويقدر الجهاز الامني الاسرائيلي ان ادارة اوباما ستظهر سخاء كبيرا، خاصة في ضوء حقيقة اضطرار اسرائيل الى التسليم بالاتفاق النووي مع ايران، رغم انها لا تعترف بذلك رسميا.
ومن بين الدلائل على تليين الموقف الامريكي ازاء إسرائيل، قرار الادارة عرقلة تقديم الوثيقة التي تدعو الى نزع السلاح النووي من الشرق الاوسط. كما ينعكس ذلك في مصادقة الادارة الامريكية قبل اسبوع على صفقة اسلحة كبيرة مع إسرائيل، تشمل القنابل الذكية والصواريخ المضادة للدبابات.
اردان يتراجع وينضم الى حكومة نتيناهو
كتبت الصحف الاسرائيلية انه بعد اسبوعين من تشكيل الحكومة، تراجع غلعاد اردان عن مطالبه التي جعلته يرفض الانضمام الى الحكومة، وتم تعيينه امس وزيرا للأمن الداخلي والشؤون الاستراتيجية والاعلام. وصوتت الكنيست على تعيينه بغالبية 58 نائبا مقابل معارضة 55.
وكتبت "هآرتس" ان تسليم حقيبة الاستراتيجية لأردان فتح جبهة اخرى بين نتنياهو وزئيف الكين الذي انتزعت منه هذه الحقيبة ليبقى وزيرا للاستيعاب فقط. وقال الكين انه لن يعارض تسليم الحقيبة لاردان لكنه يطالب لنفسه بضم حقيبة القدس اليه. وقال الكين لصحيفة "هآرتس: "كيف يتصرف وزير تمت اقالته؟ انا سأتصرف كوزير اقيل من منصبه"، واوضح انه قد يقاطع التصويت في الكنيست.
وتم مساء امس استدعاء رئيس بلدية القدس نير بركات للقاء نتنياهو في محاولة لنقل حقيبة القدس الى الكين، علما ان نتنياهو كان وعد بتسليمها لبركات. وبتعيين اردان اصبح عدد الوزراء 23 رغم ان نتنياهو تعهد بأن يكون عدد الوزراء 22. ومن المتوقع ان يدفع الوزير بدون حقيبة، بيني بيغن الثمن، ويستقبل من منصبه كي يبقى عدد الوزراء 22.
اضافة ثمانية اشهر سجن اخرى لاولمرت
كتبت "يسرائيل هيوم" انه بعد الحكم عليه بالسجن لست سنوات في قضية "هولي لاند"، فرضت المحكمة المركزية في القدس، يوم أمس، حكمًا إضافيًا مدته ثمانية أشهر من السجن الفعلي، على رئيس الحكومة السابق ايهود أولمرت في قضية "تالنسكي". وكان اولمرت قد أدين مرّة أخرى بعد إعادة المحكمة في أعقاب تسجيلات شولا زاكين.
وحكم قضاة المحكمة المركزية على اولمرت بدفع مبلغ 100 ألف شيكل، كما شددوا أنّ "ممثل الجمهور، الوزير في الحكومة، الذي يحصل على أموال نقدية بالدولارات، ويحتفظ بها في صندوق سري، ويستعملها لأهدافٍ شخصية، ولا يصرّح لأحد عن ذلك، يخطئ بحق نفسه ويسيء خدمة المواطنين، ويؤدي إلى نزع الثقة عنه.
وكما قيل في قرار الحكم ، فإنّ راية سوداء تحلق فوق هذا السلوك، ويحتم فرض عقاب كبير والسجن الفعلي". مع ذلك، رغم أن المدعية طلبت فرض السجن الفعلي لمدة سنة على الأقل، فقد تساهلت المحكمة في الحكم. وقبلت المحكمة طلب المدعية وقررت تنفيذ العقوبة بالسجن بشكلٍ تراكمي، وليس بشكل متزامن مع عقوبة السجن السابقة التي فرضت على اولمرت في قضية هولي لاند. وبناءً على طلب محامي اولمرت، ايال روزوبسطي، قررت المحكمة تأخير تنفيذ العقوبة، كي تتيح للدفاع الاستئناف على القرار خلال 45 يومًا.
يشار الى ان سلطة السجون بدأت منذ عدة أشهر الاستعداد لاستيعاب اولمرت في السجن، واجرت فحصا مع الشاباك حول الامكانيات المتعلقة بوجود اومرت في أحد السجون، مثل تعيين رجل أمن لحراسة اولمرت، خاصة في ظل ما يملكه من معلومات امنية. والرؤية العملية أنه على الأقل في المراحل الأولى من السجن يجب احتجاز اولمرت في سجن انفرادي خاص، يبنى له أو تخصيص وحدة خاصة له، ومن ثم يتقرر لاحقًا ما إذا سيسمح له بالتواجد مع بقية المعتقلين.
مشروع قانون لتطبيق القانون النرويجي
كتبت "يسرائيل هيوم" ان الحكومة تنوي خلال الأسابيع القريبة اقتراح سن قانون جديد يستمد من القانون النرويجي، بشأن امكانية استقالة وزراء من الحكومة كي يتسنى لمرشحين آخرين في احزابهم من الانضمام الى الكنيست. وحسب مسودة الاقتراح سيسمح لوزير واحد من كل كتلة تملك حتى 12 مقعدا الاستقالة من الكنيست، ومواصلة شغل منصبه الوزاري. وحسب اقتراح القانون، الذي تم الاتفاق عليه خلال المفاوضات الائتلافية، فان الوزير الذي يستقيل من الكنيست يستطيع استعادة عضويته في الكنيست اذا ما انهى منصبه الوزاري، ما يعني ان النائب الاخير في قائمته سيضطر الى الاستقالة.
وتقف وراء هذا القانون، وزيرة القضاء عضو الكنيست اييلت شكيد (البيت اليهود) التي تطلب إخلاء مكانها في الكنيست لعضو الكنيست السابقة شولي معلم، التي لم يتم انتخابها في الانتخابات الأخيرة للكنيست الحالية.
يعلون يلغي سيطرة حرس الحدود على المدرسة الدينية في يتسهار
كتبت "يسرائيل هيوم" ان وزير الأمن موشيه يعلون قرر عدم تمديد أمر السيطرة على المدرسة الدينية في مستوطنة يتسهار، والذي تم اصداره قبل سنة بسبب تصرفات المستوطنين ضد الجنود. وعليه من المتوقع ان تنسحب قوات حرس الحدود من مبنى المدرسة الدينية في نهاية الشهر. وكان الأمر بالسيطرة على المدرسة الدينية قد صدر في نيسان من العام الماضي، بعد أن قام مستوطنون بتخريب معسكر للجيش في منطقة يتسهار، وهاجموا قوة من شرطة حرس الحدود، ومزقوا اطارات مركبات تابعة للجيش.
وقال مقربون من يعلون انه قرر عدم تمديد الأمر بعد مشاورات مع المسؤولين في الشاباك، وفي الجيش والشرطة، وفي اعقاب حدوث تحسن في المستوطنة التي بدأت بمحاربة ظاهرة "بطاقة الثمن" والعناصر السلبية في المستوطنة، إضافة إلى ذلك، فإنّ عدد عمليات بطاقة الثمن انخفض. وقال مقربون من الوزير أنّ أمر السيطرة على المدرسة الدينية أثبت نجاعته.
مقالات
أبرتهايد كبير، أبرتهايد صغير
يكتب أيال غروس، في "هآرتس" ان النظام العنصري في جنوب أفريقيا لجأ الى التمييز بين نوعين من الفصل العنصري: الأول، ويدعى الأبرتهايد الصغير، شمل الفصل على المقاعد العامة، على سبيل المثال، في المراحيض او في وسائل النقل العام. والثاني، الأبرتهايد الكبير، شمل التفرقة الاقليمية والحقوق السياسية.
وفي إطار النوع الثاني من الفصل العنصري، تم تخصيص مناطق منفصلة للسكان السود في جنوب أفريقيا، وفرض عليهم العيش فيها، وحرموا من الجنسية في جنوب أفريقيا. وادعت جنوب أفريقيا أن تلك المناطق، البانتوستانات، هي في الواقع دول مستقلة. لقد كان من السهل تصوير الأبرتهايد الصغير، الذي كانت له أشكال صارخة من علامات التعبير، كلافتات "للبيض فقط"، لكن المس الذي ألحقه الأبرتهايد الكبير كان صعبا بشكل لا يختلف.
محاولة الفصل داخل حافلات الركاب في الضفة، جرّت الكثير من النيران الى حد تعرضها الى الانتقاد من قبل اليمين ايضا، وهذا ليس صدفة، فهي تعيد الى الذاكرة قصة روزا فاركاس، المرأة الامريكية السوداء التي رفضت الجلوس في مؤخرة الحافلة في عام 1955. ولو تم تنفيذ مثل هذا الفصل هنا لكان الأمر سيبرز، ولكنه سيبقى جزء من الأبرتهايد الصغير: الصورة الظاهرة للفصل الذي يعتمده النظام الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية. هذا النظام يشمل مركبات الأبرتهايد الكبير: نظام يحدد أنه يسمح لليهود بالإقامة هنا، وللعرب بالإقامة هناك – وليس على أسس متساوية؛ نظام يعتمد على الفصل وسلب موارد الأرض والمياه، وحتى موارد سلطة القانون.
لم يتم تطبيق القانون في المناطق الفلسطينية بشكل متساو، سواء في مفهوم الجهاز القانوني حيث تقوم محاكم خاصة باليهود واخرى خاصة بالعرب، او في جانب التطبيق الفاشل للقانون عندما يجري الحديث عن تعرض الفلسطينيين الى ضرر من قبل الإسرائيليين. وهكذا، فان السياسيين اليمينيين، وعدد قليل منا، يقنعون انفسهم بأنهم في معارضتهم للفصل العنصري الصغير، يعتبرون من "المتنورين"، في حين يتواصل الأبرتهايد الكبير.
ويتم فصل الإسرائيليين والفلسطينيين في الاراضي الفلسطينية، ليس فقط في مجال السكن والإسكان، ولكن أيضا في مجالات التعليم والصحة والرفاه. القانون الإسرائيلي يفرض على الإسرائيليين بشكل شخصي، وعلى اليهود بشكل جارف، عدة قوانين إسرائيلية يفترض أن تنطبق فقط على سكان البلاد. فلغرض تطبيق قانون التأمين الصحي الرسمي، على سبيل المثال، يعتبر اليهودي الذي يعيش في المناطق الفلسطينية، مقيما في الدولة ويستحق الحقوق المنصوص عليها في القانون، ولكن هذا القانون لا ينطبق على الجار الفلسطيني، الذي يرتبط بالتالي بنظام صحي آخر، أضعف من القانون الاسرائيلي.
علاوة على ذلك، كما كان الحرمان من الحقوق السياسية للسود في نظام الأبرتهايد الكبير في جنوب أفريقيا، يمنح قانون انتخابات الكنيست للإسرائيليين الذين يقيمون في المناطق الفلسطينية، من خلال بند مخفي في نهاية القانون وعنوانه "أوامر خاصة"، امكانية التصويت للكنيست – وهي إمكانية غير متوفرة مبدئيا، خارج حدود البلاد. ولكن في المقابل لا يتم إعطاء هذا الحق للفلسطينيين، الذين يتأثرون من سياسات الحكومة الإسرائيلية بشكل لا يقل عن جيرانهم الإسرائيليين، لا بل اكثر منهم احيانا.
وهكذا، تحت غطاء الاحتلال المؤقت، ظاهرا، يحصل نظام الفصل على الشرعية. وما كان يمكن في موقف آخر اعتباره أبرتهايد، يتم التسامح معه من قبل الكثيرين على افتراض انه حالة مؤقتة. لكن الاحتلال لم يعد منذ فترة طويلة مؤقتا – انه غير محدود الوقت، كما تدل على ذلك المستوطنات نفسها. وحتى لو تم التخلي عن فكرة الفصل في الباصات، فان هذا الواقع لا يتغير. لذلك يمنع جعل النقاش حوله يخفي حقيقة أن الفصل بين اليهود والعرب موجود في جميع مجالات الحياة في الأراضي الفلسطينية بمقاييس لا تقل خطورة، لا بل أحيانا أكثر من الفصل في الباصات.
الفصل ليس الحل
يكتب موشيه أرنس، في "هآرتس" ان قرار الغاء الامر القاضي بمنع العمال الفلسطينيين من السفر في الحافلات مع الإسرائيليين كان خطوة صحيحة. لكنه تم اتخاذ هذا القرار، كما يبدو، لأسباب غير صحيحة. ما كان يجب ان يكون الرد المتوقع على مطالبة الفلسطينيين بالسفر في حافلات منفصلة، هو السبب الأساسي لإلغاء القرار، وبالتأكيد ليس الوحيد. بالنسبة لرئيس الحكومة كان يجب ان يكون سبب الغاء القرار هو المعايير الاخلاقية التي يجب علينا تبنيها. فصل المسافرين في الحافلات العامة، حسب القومية، يتعارض مع معاييرنا الاخلاقية، وما نفكر فيه نحن عن انفسنا أهم بكثير مما يفكر فيه غيرنا بشأننا.
لا يمكن انكار وجود مشكلة أمنية، وشعور المواطنين الإسرائيليين بالتهديد احيانا. فالكثير من الفلسطينيين انفجروا في الحافلات وقتلوا وجرحوا مئات الاسرائيليين. وفي القدس يحاول المخربون المرة تلو الأخرى، طعن اليهود او دهسهم في الشارع. وقبل سنة نقل المخربون ثلاثة شبان في سيارتهم وقتلوهم. ولكن هل يعني هذا ان الطريق لحماية المسافرين اليهود تكمن في منع الفلسطينيين من السفر في وسائل النقل العام مع اليهود، او هل يجب على من يحتاجون للسفر في سيارة اجرة، السفر فقط مع سائق يهودي؟ هل يكمن الحل للمشاكل الامنية التي سببها المخربون الفلسطينيون بالفصل بين اليهود والعرب؟ الفصل ليس الجواب. انه خطوة خاطئة من ناحية اخلاقية، ومدمرة للمجتمع الاسرائيلي.
لقد تعلم اليهود والعرب التعايش معا في دولة اسرائيل، والفصل بينهم اليوم غير ممكن وغير مرغوب فيه. العمال الفلسطينيين من الضفة يأتون الى اسرائيل كل يوم، ويسهمون في الاقتصادين الاسرائيلي والفلسطيني.
مواصلة دمج المواطنين العرب الاسرائيليين في المجتمع الاقتصادي يجب ان يكون احد اهداف الحكومة، وتحسين ظروف المعيشة في الضفة سيفيد اسرائيل والفلسطينيين. ان الفصل بين اليهود والعرب، حتى اذا تم حصره في المناطق، يتعارض تماما مع هذا التوجه.
في إسرائيل نفسها، يتقدم دمج العرب في المجتمع والاقتصاد من سنة إلى أخرى. الأطباء العرب يعملون في المستشفيات الإسرائيلية، الأساتذة العرب يُدرسون في الجامعات، والمحامين والمحاسبين شركاء في المكاتب الكبيرة، والصيادلة العرب يعملون في صيدليات المدن اليهودية، وسائقي سيارات الأجرة العرب يعملون في جميع أنحاء إسرائيل. لا أحد يتمتع بكامل قواه العقلية يفكر في فصل اليهود والعرب في إسرائيل.
اما الوضع في القدس فمعقد بشكل خاص. الكثير من سكان الأحياء العربية في القدس يعملون في الشركات التابعة لليهود في جميع أنحاء المدينة. والكثير من سائقي الحافلات وسيارات الأجرة التي تخدم الأحياء اليهودية، هم من العرب. لكن موجة الأعمال الإرهابية التي يقوم بها سكان عرب في القدس، تثير المخاوف لدى السكان اليهود. ولكن هنا، أيضا، لا يعتبر الفصل هو الحل. أنه مستهجن أخلاقيا وبغيض في نظر أولئك الذين يريدون أن تبقى القدس مدينة موحدة. من الأفضل أن يتم تحسين الوضع الأمني من خلال زيادة عدد قوات الأجهزة الأمنية والشرطة، وزيادة عدد حراس الأمن في المواقع الاستراتيجية في المدينة، بدلا من محاولة الفصل بين اليهود والعرب.
في الوقت الذي يشكل فيه اليهود غالبية في إسرائيل والعرب هم الأقلية، فان الوضع عكسي في الضفة الغربية - العرب هم الأغلبية. بعض الإسرائيليين في اليسار يريدون اقتلاع 500 ألف يهودي يعيشون هناك. شعارهم: "نحن هنا وهم هناك"، سيحقق "الفصل" في نهاية المطاف، ولكن هذا ايضا ليس الحل. لن يتم تحقيق الفصل من خلال نقل السكان اليهود، ولا من خلال الفصل في الباصات. يجب على اجهزتنا الأمنية أن تسعى لتحقيق الأمن لجميع أولئك الذين يعيشون في الضفة الغربية، في اطار المعايير الأخلاقية التي نؤمن بها.
دروس لبنان
يكتب الجنرال (احتياط) غيورا ايلاند، في "يديعوت احرونوت" عن الانسحاب الاسرائيلي من جانب واحد من لبنان، قبل 15 عاما. ويقول ان قرار الانسحاب كان خطوة صحيحة وشجاعة من قبل رئيس الحكومة آنذاك، ايهود براك. لكن الخطأ يكمن في السياسة التي تم اتباعها بعد الانسحاب، والأمر الخطير هو ابعادها المستقبلية. لقد كان قرار الانسحاب صائبا لأنه لم تكن هناك أي فائدة من البقاء هناك بثمن كلف سقوط 25 قتيلا كل سنة.
لقد ارتكبت الكثير من الاخطاء خلال الانسحاب، لكنها لا تغير من حقيقة كون استراتيجية الانسحاب خطوة صحيحة. لقد اعتمد مفهوم براك على نيل الشرعية الدولية، وبالفعل حصلت عليها إسرائيل بعد انسحاب الجيش الى الخط الذي حددته الامم المتحدة.
ولكن في هذه النقطة بدأ تفويت الفرص. فقبل الانسحاب كان الجيش الاسرائيلي يملك شرعية محاربة حزب الله، التنظيم الارهابي الذي تدعمه سوريا وايران. ولم يكن من المطلوب الانسحاب من لبنان كي تتواصل شرعية محاربته اذا واصل ضربنا. الشرعية التي تم تحقيقها بعد انسحابنا حتى السنتيمتر الأخير من الأرض، كانت العمل ضد دولة لبنان اذا تم تفعيل الارهاب ضدنا من اراضيها. لقد اخطأنا عندما لم نوضح ذلك مسبقا، واخطأنا جدا في شكل ادارتنا لحرب لبنان الثانية.
لقد حاولنا الانتصار على حزب الله، وسمحنا للبنان التي ترعى حزب الله بالتهرب من المسؤولية. ما الذي سيحدث اذا اندلعت غدا "حرب لبنان الثالثة؟" اذا قمنا بإدارة الحرب كما ادرنا الحرب السابقة، فسنجلب على انفسنا ضائقة كبيرة.
ظاهريا تحسن الجيش الاسرائيلي منذ حرب لبنان الثانية، ولكن في الميزان التكتيكي، تحسن حزب الله بشكل اكبر. نتائج حرب كهذه، التي يمكن ان تتواصل لمدة 33 يوما او 50 يوما، ستكون اصعب بكثير من حرب لبنان الثانية. من المناسب ان نعترف بأن الجيش الاسرائيلي لا يستطيع الانتصار على حزب الله الا بثمن غير محتمل ستدفعه الجبهة الداخلية الاسرائيلية.
الاستنتاج واضح. اذا تم فتح الحرب من الأراضي اللبنانية، وقررت اسرائيل اعلان الحرب فسيكون عليها اعلان الحرب على دولة لبنان، وتفعيل الجهد العسكري ضد حزب الله ولكن في الأساس ضد الجيش اللبناني والبنى التحتية اللبنانية ومؤسسات الدولة اللبنانية. وبما أنه لا توجد أي جهة في المنطقة، لا سوريا وايران، من جهة، ولا السعودية والدول العربية، من جهة اخرى، ولا حتى حزب الله نفسه، على استعداد لامتصاص تدمير لبنان – فان نتيجة الهجوم الاسرائيلي على لبنان ستكون كما يبدو توجيه دعوة عاجلة الى كافة الاطراف لوقف النيران. ووقف اطلاق النيران بعد ثلاثة ايام وليس بعد 33 يوما هي الطريق للانتصار في الحرب القادمة واعادة خلق الردع الفاعل.
هناك من يقولون ان "العالم لن يسمح لنا بعمل ذلك". هذا ليس صحيحا. فالمجتمع الدولي لن يقول لنا توقفوا عن اطلاق النار، ومن جانب آخر سيقول لحزب الله انه يسمح له بالاستمرار. المجتمع الدولي سيدعو كل الاطراف الى وقف اطلاق النيران في آن واحد. وكلما كان ذلك اسرع، سيكون الميزان في صالح اسرائيل. علاوة على ذلك، ان الطريق الامثل لمنع حرب لبنان الثالثة هي القول مسبقا كيف وضد من سيتم توجيه النيران. ففي اللحظة التي يبدأ فيها اطلاق النيران، لن يكون بالإمكان البدء بشرح السياسة الجديدة.
هذا هو الدرس الأساسي الذي يمكن استخلاصه من السنوات الخمس عشرة الاخيرة. يجب على إسرائيل ان تفضل دائما الحرب (او الاتفاق) مع لاعب دولي وليس مع تنظيم ارهابي. هذه المقولة صحيحة بالنسبة للبنان، وبشكل ليس اقل بالنسبة لغزة.
رسائل أوروبية مقلقة
كتب زلمان شوفال في صحيفة يسرائيل هيوم أنّ وتيرة زيارات الساسة الأوروبيين ازدادت بعد انطلاق الحكومة الجديدة، فيما يأتي هؤلاء لتحذير إسرائيل، من انها إذا لم تطرح عاجلا "مبادرة سياسية" باتجاه استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، فإنها ستتعرض لضغط كبير يمكن أن يتمثل بخطوات عملية مختلفة. ووفق تصريحاتهم، ينوي الأوروبيون القيام "بدور قيادي في اطار اعادة تدشين عملية السلام على قاعدة حل الدولتين"، فيما يقوم المسار المركزي في تدابيرهم المخططة على الاقتراح الفرنسي الذي يدعو إلى تجديد المفاوضات، ووضع جدول زمني لاستكمالها خلال سنة ونصف وصياغة اتفاق دائم، وإذا لم يتحقق هذا الأمر، فإنّ "فرنسا ستعترف بفلسطين كدولة".
كما يثبت من النص، فان المبادرة الفرنسية ترفع بشكل واضح السوط في وجه إسرائيل فقط، ويبدو جليا أنها لا تنطوي على أي ذرة من التوجه المتوازن بين الأطراف. التصريحات التي تدعي القلق، ظاهرا، على مواقف الإسرائيليين ومصالح القدس، هي في الاساس ضريبة شفوية. فمثلاً، إذا ذكرت المبادرة الفرنسية "الترتيبات الأمنية التي تحتاجها اسرائيل"، فإنها لا توضح كيف سيتم ضمان هذه الترتيبات، خاصة مسالة نزع السلاح، وموضوع الحدود الآمية وما شابه. هذا، في وقت يتم فيه النظر الى الدولة الفلسطينية كحقيقة واقعة، دون أن يكون لإسرائيل موطئ قدم في تقرير حدودها في المجال الأمني".
وبالتالي من الصعب عدم الانطباع من لهجة الاتحاد الأوروبي، بأنه قرر يدعم إقامة دولة فلسطينية حتى بدون مفاوضات حقيقية بين الأطراف، وبذلك يتم تجاهل مواقف إسرائيل في الموضوع.
صحيح أنّ عددا من الدول الأوروبية، هي صديقة وداعمة بصورة واضحة لإسرائيل، كما كان منذ سنوات طويلة، لكن تحديدًا في الشأن الفلسطيني، يبدو أن دولاً أخرى هي التي تفرض النغمة، ربما بسبب الواقع الديموغرافي فيها، كما في فرنسا، مثلاً. وربما، يمكن لتفكك روابط الاتحاد الأوروبي، خاصة التهديد بانسحاب بريطانيا منه، ان يعمل مستقبلا لصالح إسرائيل. في ظل عالم اكثر اتزانا واخلاقا، كان يمكن أن نتوقع من أوروبا، وتحديدًا اوروبا، مع تاريخها المرتبط بالشعب اليهودي، أن تتحد في بذل جهود غير محدودة في محاربة ظواهر اللاسامية، بردائيها القديم والجديد ضد إسرائيل أو ضد الصهيونية، معا، وأيضًا في محاربة المبادرات لفرض المقاطعة الأكاديمية والاقتصادية. لكنها عمليًا، تفحص خطوات يمكن لها ان تعني ترك إسرائيل تواجه مؤامرات أعدائها.
النقطة الأساسية لا تتعلق بالنقاش في موضوع "حل الدولتين"، وقد أجاد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، شرح موقف إسرائيل بهذا الشأن، لكنّ النهج الأحادي الجانب من قبل الاتحاد الأوروبي، يسعى الى فرض صيغ لا تلائم المصالح الأساسية والأمنية وغيرها من المصالح الإسرائيلية، من خلال رضوخه للمطالب المتشددة من جانب الفلسطينيين.
ليس من المفاجئ، إذن، أنّ الفلسطينيين يستمدون التشجيع من التصريحات الأوروبية ويصلبون مواقفهم بناء على ذلك: "ملاك السلام"، أبو مازن يقول ان على اللاجئين الفلسطينيين في سوريا عدم التخلي عن حق العودة. أما "نائب الملاك"، صائب عريقات، فقد أعلن في نهاية اللقاء مع وزيرة الخارجية الأوروبية السيدة فدريكا موغريني، إنّ الفلسطينيين مستعدون لاستئناف مسار المفاوضات مع إسرائيل، فقط في حالة موافقة إسرائيل المسبقة على كل شروطهم.
هذه ليست المرة الأولى (وبالتأكيد لن تكون الأخيرة) التي تحاول فيها أوروبا أن تلعب دورًا في الموضوع الفلسطيني في محاولة لتطويق امريكا، لكن يمكن التكهن أنه مثلما حدث في الماضي، ستقوم واشنطن هذه المرة، ايضا، بصدها. وفي الواقع هناك دلائل مشجّعة ظهرت في نهاية الأسبوع، على انه رغم الخلافات في المواقف في الشأن الإيراني، إلا أنّ الرئيس الأمريكي أوباما يصر على السياسة الأمريكية التقليدية في المواضيع الحيوية لإسرائيل، وهذا ليس فقط بما يتعلق بالدعم الأمني، بل ربما كان أكثر أهمية – حيث افشل المبادرة المصرية في موضوع نزع الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.
نأمل أن يأتي هذا التوجه الإيجابي بنتيجة تتعلق ايضًا بالمبادرة الفرنسية، عندما يتم طرحها خلال الأسابيع القريبة في مجلس الأمن. وكنتيجة عملية حول كل ما يجري، من الواضح أنّ الزاوية الأمريكية يجب أن تواصل التحلي بمكانة رئيسية في الخطوات الدبلوماسية المتعلقة بإسرائيل.
طالما كان كرسي الأسد يتأرجح، ستضطر حرب نصرالله مع إسرائيل الى الانتظار
يكتب آفي سخاروف، في موقع "واللا" انه "لو كان الأمر ممكنا، لعاد الأمين العام لحزب الله 15 عامًا إلى الوراء، الى لحظات المجد، عندما أضفى عليه العالم العربي مجد المنتصرين وسجد لبنان كله أمامه. آنذاك، حين انسحبت القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، تحول نصر الله، بين ليلة وضحاها، تقريبا، الى بطل في العالم العربي- وبالتأكيد في لبنان.
لكن أمور كثيرة حدثت منذ ذلك الوقت، فحرب لبنان الثانية انتهت بفشله (رغم ادعاءات حزب الله في البداية بأنه انتصر)، والربيع العربي حمل معه الحرب الأهلية في سوريا، والتي تدخل فيها حزب الله، ومثلما جرى في أيار 2000، تحوّل نصر الله بين ليلة وضحاها من عزيز الأمة الى عدو الشعب العربي. إلى جانب ذلك، تحوّل الأمين العام لحزب الله إلى أداة في ايدي الإيرانيين في حربهم ضد السنة – وبعد مرور 15 عامًا على "الانتصار" على العدو الصهيوني، يجد نصر الله نفسه يحارب عدو آخر، مختلف تمامًا، سني، فيما بقيت إسرائيل، مجرد خلفية للصراع بين السنة والشيعة، والأسوأ بالنسبة لنصر الله، أن بقاء حليفه الأهم في الحرب ضد إسرائيل وضد السنة، الرئيس السوري بشار الأسد، اصبح محل شك اكثر من أي وقت مضى.
أزمة الثرثرة الأخيرة التي يمر بها نصر الله يجب أن لا تفاجئ أحد. فقد شهدنا في أكثر من مرة، خلال السنوات الأخيرة، موجات خطابات زعيم التنظيم الشيعي، وبالأساس في ساعات ضائقته امام الساحة الداخلية العربية واللبنانية. وهذا الأسبوع لم تختلف اللهجة، ففي كلا خطابيه خلال 48 ساعة ("يوم الجريح", والذكرى السنوية لانسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان)، كرر نصر الله أقواله التي قيلت في عدد لا يحصى من المرات، في السنوات الأخيرة: إسرائيل تعرف قوتنا، ويمكننا ضربها والخ...
رهان نصر الله الفاشل على الأسد
لكن المضمون الحقيقي لتصريحات نصر الله، (حتى إذا اخذنا بعين الاعتبار التقرير الذي نشرته صحيفة السفير حول شبكة الأنفاق التابعة لحزب الله في جنوب لبنان)، تطرق إلى الحرب في سوريا، حيثُ قام نصر الله بتوجيه اكثر من تلميح واضح إلى اللبنانيين، وبالأساس الى الشيعة في لبنان، بأن التنظيم ينوي تعزيز تدخله خلال الفترة القريبة في سوريا. "إنها حرب وجود"، أوضح وأشار الى أنّ حزب الله سيعلن حالة التجنيد العام، رغم أنه من غير الواضح أين وفي صفوف من (التنظيم الشيعي لا يستطيع أن يلزم أحد بالتجنّد الإلزامي في لبنان).
وفي السطر الأخير، فإنّ مراهنة حزب الله على الأسد (كنتيجة للضغط الإيراني الموجه إلى النائب العام لحزب الله)، لا تجني ثمارها، بل على العكس. فالحرب في سوريا تتزايد تعقيدا، ونظام الأسد يتأرجح، ولا يجري الحديث فقط عن احتلال داعش لتدمر، رغم أن الصحافة الغربية انجرفت في أعقاب هذا النجاح المحلي، وفي أعقاب الاعلان المدوي لإحدى منظمات حقوق الإنسان بأنّ 50% من مساحة سوريا باتت تحت سيطرة داعش. هذا عنوان مُفجر، مخيف، وتمّ تضخيمه بهدف الضغط على التحالف الدولي كي يعمل بقوة اكبر ضد داعش. فالجزء الاكبر من هذه المساحة هو أصلاً صحراء، ليس فيها أي قوّة عسكرية.
المشكلة الحقيقية بالنسبة لحزب الله والأسد هي التنظيمات والقوى التي تحالفت مؤخرًا، عدا داعش، لمحاربة قوات الرئيس السوري في جسر الشاغور، وادلب وحمص، وهي الأماكن التي نجح فيها الأسد بالصمود، على الأقل حتى الآن. وفي المقابل نجحت داعش أيضًا بقصف دمشق وضواحيها، بل تعرّض قصر الرئاسة ايضا الى النار. وفي الجولان، تسيطر المعارضة السورية (العلمانية وجبهة النصرة – بدون داعش)، منذ أشهر طويلة، ومن غير الواضح كم من الوقت سينجح الجيش السوري بالصمود.
وبدون أي مفر، يضطر نصر الله إلى إرسال الآلاف من رجاله إلى سوريا "لإنقاذ العريف بشار"، وسيكون لمثل هذه الخطوة تأثير على المنطقة الداخلية اللبنانية – وعلى عدد أبناء الطائفة الشيعية الذين سيعودون بالتوابيت إلى بيوتهم، وعلى مكانة التنظيم في الدولة. وفي المقابل، سيضطر نصر الله، وبصورة جزئية الى المس باستعداداته لمواجهة محتملة مع إسرائيل. لكن مع كل الاحترام لليهود (وليس هناك كثير من هذا الاحترام في حالة نصر الله)، فانهم يستطيعون الانتظار. أولاً، لأنّه سيضطر إلى معالجة ضوائقه الحقيقية– السنة المتطرفين في تنظيم داعش، وجبهة النصرة والمدعومين من السعودية على كافة انواعهم.
القسام تشق شارعا على امتداد السياج الحدودي
كتب موقع المستوطنين، القناة السابعة، ان كتائب القسام، "الذراع الإرهابي لحماس"، تواصل نشاطاتها العسكرية على طول الحدود مع إسرائيل في محاولة
...
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 31 تموز – 1 آب 2015
سيطرت جريمة الارهابيين اليهود في قرية دوما الفلسطينية، جنوب نابلس، امس الجمعة، على القسم الاعظم من عناوين المواقع الصحفية والاخبارية الاسرائيلية، التي تنافست في تغطية الجريمة المروعة وتناقل تصريحات السياسيين الإسرائيليين الذين لم يستطع حتى اكثرهم تطرفا وتحريضا ودعما للمستوطنين، التزام الصمت، وسارعوا الى محاولة تبرئة انفسهم من خلال التنديد بالجريمة والمطالبة بانزال اشد العقاب بالقتلة، في وقت اعلن فيه الجيش الاسرائيلي انه يعتبر الحادث "ارهابا يهوديا" وتوعد بالقبض على المجرمين، بعد تلقيه اوامر مباشرة من رئيس الحكومة ووزير الأمن باستخدام كل الوسائل للقبض على المجرمين الذين قتلوا الطفل الرضيع علي دوابشة، حرقا في سريره، وتسببوا بحروق بالغة لشقيقه ولوالديه، الذين يصارعون البقاء في المستشفيات الإسرائيلية.
ونشرت "هآرتس" على موقعها العديد من الاخبار والتحليلات حول احراق الرضيع علي دوابشة، ابن السنة ونصف السنة من عمره، واصابة ابناء اسرته بحروق بالغة. وكتبت ان الجيش الاسرائيلي وصف العملية بأنها "ارهاب يهودي". وقالت انه تم نقل والدة الطفل القتيل، رهام، وشقيقه ابن الرابعة، احمد، في حالة يائسة الى مستشفى شيبا في تل ابيب، فيما نقل الوالد سعد، المصاب بجراح يائسة، ايضا، الى مستشفى سوروكا، حيث قال الاطباء انه مصاب بنسبة 80% من الحروق.
وحسب المعلومات فقد وصل ملثمان قرابة الساعة الرابعة من فجر الجمعة الى قرية بيت دوما، قرب مستوطنة "مغداليم"، وقاما بكتابة شعارات على جدران منزلين، من بينها "انتقام" و"يحيا الملك المسيح" باللغة العبرية، والقوا بزجاجتين حارقتين داخل المنزلين. وكان احد المنزلين فارغا، لكنه كانت في الثاني عائلة دوابشة: الطفل القتيل علي، ووالده سعد، وامه رهام وشقيقه احمد. وتم نقل الاربعة الى مستشفى نابلس ومن هناك الى شيبا – تل هشومير في إسرائيل.
وقال مسلم دوابشة، من سكان القرية، انه شاهد اربعة مستوطنين يهربون من القرية باتجاه مستوطنة "معاليه افرايم" حين لاحقهم عدد من السكان. وافادت شابة مقيمة في المنطقة انها شاهدت المستوطنين وهم يحطمون زجاج نوافذ البيوت ويلقون بالزجاجات الحارقة. وحسب الافادات فقد تمكن الاب من انقاذ زوجته وابنه احمد، لكنه لم يشاهد طفله علي، لأنه تم قطع الكهرباء عن المنزل. وقال الناطق العسكري الاسرائيلي ان الحادث يعتبر "عملية ارهاب يهودي". وتم ارسال قوات الى المنطقة لتمشيطها.
وقال الناطق العسكري العميد موطي الموز، انه لا يتذكر "وقوع حادث خطير بهذا الحجم في السنوات الاخيرة". ويتخوف الجهاز الامني من تقوض الاوضاع في الضفة في اعقاب الحادث، ووقوع تظاهرات. وقال الموز: "نحن نتخذ كل الاجراءات لتهدئة الاوضاع". وسارع الجيش الى رفع حالة التأهب في المستوطنات ومنع دخول العمال الفلسطينيين اليها. واجرى القائد العام للجيش غادي ايزنكوت، ورئيس الشاباك يورام كوهين وقائد المنطقة الوسطى الجنرال روني نوما وجهات اخرى، جلسة تقييم للأوضاع. وقال الناطق العسكري ان ايزنكوت شجب العملية واعتبرها حادثا بالغ الخطورة، واوعز بإعلان التأهب في الضفة والحفاظ على الاستقرار.
الى ذلك تم التبليغ عن اطلاق نيران من داخل سيارة مرت بالقرب من مستوطنة "كوخاب هشاحر" شمال القدس، دون التبليغ عن وقوع اصابات. وجاء من الجيش انه تم العثور على اثار ثلاث عيارات في هيكل احدى السيارات. واصيب شرطي بجراح طفيفة في وجهه جراء رشق الحجارة وزجاجات حارقة في الحي الإسلامي في القدس الشرقية. وتم اعتقال مشبوه فلسطيني.
ودعا وزير الأمن الاسرائيلي موشيه يعلون سكان المنطقة الى الحفاظ على ضبط النفس. وقال ان "الحريق وقتل الطفل هما عملية ارهابية بالغة لا يمكننا تحملها، ونحن نشجبها. وفي هذه الساعة تبذل قوات الجيش والشاباك والشرطة جهود كبيرة لضبط القتلة. وسنلاحقهم حتى القاء القبض عليهم".
وحسب اقواله فان اسرائيل "لن تسمح للمخربين اليهود بالمس بحياة الفلسطينيين في الضفة، وسنحارب ضدهم بشدة وبكل الطرق والوسائل الخاضعة لسيطرتنا، وسنعمل بيد صارمة ضد من ارسلهم ومن يغذيهم. ولا ننوي المساومة في هذا الأمر".
وقال الوزير نفتالي بينت: "هذه ليست عملية كراهية ولا "بطاقة ثمن"، هذه عملية قتل، احراق المنزل في دوما وقتل الطفل هو عمل ارهابي فظيع لا يمكن للوعي تحمله. اطالب قوات الأمن بالعمل بإصرار من اجل الوصول الى القتلة ومعاقبتهم بكامل الخطورة".
نتنياهو وريفلين يزوران الضحايا في المستشفى
وقام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بعد ظهر الجمعة بزيارة ابناء العائلة الجرحى في مستشفى شيبا. وقال نتنياهو بعد الزيارة: "زرت الان الطفل الذي يصارع على حياته الى جانب والديه اللذين ينازعان الان. دولة اسرائيل ستوفر خيرة اطبائها لمحاولة تأهيل الطفل وانقاذ والديه. يصعب جدا عندما تقف الى جانب سرير طفل كهذا وانت تعرف ان شقيقه ابن السنة ونصف، علي، قتل. فانك تسأل: "لماذا حدث هذا العمل الرهيب"؟ نحن نشعر بالصدمة منه، ونشجبه بكل قوة، كل الحكومة الإسرائيلية وشعب إسرائيل يشجبون هذه الجريمة ويعتبرونها ارهابا. الارهاب هو ارهاب، يجب ان نحاربه من كل مكان يصل منه. وسنقبض على هؤلاء القتلة، وسنقوم بتفعيل كل الآليات الخاضعة لسيطرتنا كي ننفذ القانون بحقهم."
وتطرق نتنياهو الى المحادثة الهاتفية التي اجراها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقال: "تحدثت قبل دخولي الى المستشفى مع ابو مازن واعربت عن تعازي للعائلة والتزامنا المشترك بمحاربة الارهاب وضمان التعايش للشعبين. هذه جهود متواصلة ومن المناسب ان يتحلى الإسرائيليون والفلسطينيون بضبط النفس والالتزام ولكن بإصرار كبير". وابلغ نتنياهو عباس بأنه اوعز الى قوات الأمن بتفعيل كل الوسائل لضبط القتلة.
وحسب مصادر فلسطينية، فقد ابلغ نتنياهو الرئيس الفلسطيني عباس بأن اسرائيل ستتحمل كافة تكاليف العلاج وترميم المنزل الذي تم احراقه. وكان نتنياهو قد شجب في وقت سابق من صباح الجمعة عملية القتل، واعتبرها عملية ارهابية بكل معانيها. وقال "ان دولة إسرائيل ستنتهج قبضة قاسية ضد الارهاب وليس مهما من ينفذه. وقد اوعزت الى قوات الأمن بالعمل بكل الوسائل من اجل ضبط القتلة ومحاكمتهم عاجلا".
وجاء من ديوان عباس انه يعتبر "الحكومة الإسرائيلية مسؤولة عن هذه الجريمة الرهيبة". وقال الناطق بلسان عباس، نبيل ابو ردينة، ان "هذه الجريمة ما كانت ستحدث لو لم تصر الحكومة الإسرائيلية على مواصلة البناء في المستوطنات ودعم ورعاية المستوطنين". واضاف ان "صمت المجتمع الدولي على هذه الجرائم وعدم محاكمة الارهابيين القتلة قاد الى جريمة احراق وقتل الطفل دوابشة، كما حدث مع الطفل محمد ابو خضير". واعلن ان "هذه الجريمة ستكون في مقدمة الملفات التي سيتم تقديمها الى محكمة الجنايات الدولية لتقديم المسؤولين الى المحاكمة".
كما زار رئيس الدولة رؤوبين ريفلين ابناء العائلة في مستشفى شيبا. وفي الصباح شجب العملية وتوجه الى الجمهور العربي والفلسطيني عبر وسائل الاعلام العربية قائلا: "بشكل يفوق شعوري بالخجل، اشعر بالألم على مقتل طفل صغير. ألم لأن ابناء شعبي اختاروا طريق الارهاب وفقدوا الانسانية. طريقهم ليست طريقي. طريقهم ليست طريقنا. طريقهم ليست طريق دولة اسرائيل ولا طريق الشعب اليهودي. للأسف الشديد، يبدو حتى الان اننا عالجنا ظواهر الارهاب اليهودي بوهن، ربما لم نستوعب انه تقف امامنا مجموعة ايديولوجية، مصرة وخطيرة وضعت نصب اعينها هدف تدمير الجسور الحساسة التي نبنيها بعمل كبير. اؤمن اننا كلما كنا اشد اصرارا كلما تمكنا من مواجهتها واقتلاعها من جذورها".
واجرى نتنياهو مشاورات مع قادة الاجهزة الامنية، ومع وزير الأمن ووزير الأمن الداخلي ورئيس الشاباك وقائد الجيش ومنسق عمليات الحكومة في المناطق يوآب مردخاي الذي اتصل بقادة الحكومة والاجهزة الامنية الفلسطينية ونقل اليها شجب اسرائيل للعملية، وان قوات الأمن الإسرائيلية تعمل على القبض على القتلة.
زيارة هرتسوغ وليفني للضحايا
كما زار رئيسا المعسكر الصهيوني يتسحاق هرتسوغ وتسيبي ليفني العائلة المصابة في مستشفى شيبا، وقال هرتسوغ: "هذا ارهاب يهودي ويتحتم علينا محاربته بكل قوة. ادعو اخوتي في المعسكر الثاني الى التحلي بالقيادة ومحاربة كل من يحرض ويثقف على الكراهية ويشعل النار الغريبة".
وقالت ليفني: "يصعب تحمل صورة طفل واهله ملفوفين بالضمادات بعد قتل ابنهم. جئت الى هنا لنقل رسالة واضحة: "يهوديتنا هي ليست يهودية من فعلوا هذا الامر". كما شجب وزير الأمن الداخلي غلعاد اردان العملية، وقال ان من فعل ذلك يجب ان ينهي حياته خلف القضبان. كما شجب مجلس المستوطنات والمجلس الاقليمي لمستوطنات بنيامين العملية واعلنوا دعمهم للجيش في ملاحقة المجرمين والقبض عليهم بسرعة واستنفاذ القانون بحقهم حتى النهاية.
شجب اوروبي وامريكي للجريمة البشعة
شجب الاتحاد الاوروبي (الجمعة) العملية الارهابية في قرية دوما وقال في بيان له "ان قتل الطفل الفلسطيني بدم بارد، كما يبدو على ايدي مستوطنين متطرفين يشكل تذكيرا تراجيديا بالوضع في المنطقة وبالحاجة الملحة الى العثور على حل سياسي للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني".
وطالب الاتحاد الاوروبي اسرائيل بإجراء تحقيق شامل وتقديم المجرمين الى المحاكمة بسرعة. واضاف: "على السلطات في إسرائيل اتخاذ اجراءات شديدة للدفاع عن الجمهور المحلي. نحن ندعو الى تطبيق القانون بشكل كامل وبدون أي تسامح مع عنف المستوطنين".
كما شجبت وزارة الخارجية الامريكية الجريمة، وجاء في بيان لها ان "الولايات المتحدة تشجب بشدة الهجمات الارهابية الوحشية التي وقعت في الليل، ونرحب بأوامر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لقوات الأمن باستخدام كل الوسائل من اجل اعتقال القتلة ومحاكمتهم. ونحث كافة الاطراف على الحفاظ على الهدوء والامتناع عن التصعيد".
استشهاد فلسطينيين بنيران الاحتلال
وكتب موقع "واللا" ان الفتى الفلسطيني ليث الخالدي (17 عاما)، توفي الليلة الماضية، متأثرا بجراح اصيب بها امس بعد تعرضه لنيران اطلقتها قوات الأمن الإسرائيلية في بلدة بير زيت، شمال رام الله. وقد اصيب ليث خلال المواجهات التي وقعت بين الفلسطينيين وقوات الجيش وحرس الحدود، في اعقاب تشييع جثمان الطفل علي دوابشة.
وقالت مصادر طبية فلسطينية لموقع "معا" ان ليث الخالدي، وهم من مواليد مخيم الجلزون، ويعيش مع اسرته في قرية جفنا، اصيب بعيار ناري في صدره، وتم نقله الى المستشفى حيث خضع لعمليتين جراحيتين، لكنه توفي متأثرا بجراحه.
يشار الى ان والد ليث، فضل، هو اسير سابق لدى إسرائيل، ويعمل حاليا في جامعة بير زيت.
ونشرت وسائل اعلام عربية، امس، ان القوات الإسرائيلية قتلت، ايضا، الفتى محمد المصري (17 عاما) عندما اقترب من السياج الحدودي في بيت لاهيا، شمال قطاع غزة. وادعى الجيش الاسرائيلي ان المصري شارك برشق الحجارة على قواته، وتم اطلاق النار عليه بعد رفضه الانصياع لأوامر الجيش بالتوقف!
دليل لاحراق المنازل والمعابد الفلسطينية
في موضوع على صلة بجرائم المستوطنين، كتبت صحيفة "هآرتس" انه تم يوم الخميس تقديم لائحة اتهام ضد المتدين المتطرف موشيه اروباخ، من بني براك بتهمة حيازة منشورات تحرض على العنف والارهاب. وكان اورباخ قد اعتقل بعد التحقيق في احراق كنيسة الطابغة، لكنه نتيجة خطأ ارتكبته النيابة تم اطلاق سراحه وفرض الحبس المنزلي عليه حتى يوم الاحد.
وكان محاميه قد ادعى خلال النظر في قضيته في محكمة الصلح في الناصرة بأن المحكمة لا تملك صلاحية محاكمته لأن المخالفة المنسوبة اليه ارتكبت في وسط البلاد وهناك يجب محاكمته. وطلبت النيابة وقف الجلسة، ثم توصلت من المحامي الى اطلاق سراح موكله للحبس المنزلي حتى الاحد، وتقديم لائحة اتهام ضده في محكمة اخرى في وسط البلاد.
ويستدل من لائحة الاتهام ان اورباخ هو الذي كتب وثيقة "ملكوت الشر" التي عثر عليها بحوزته والتي تدعو الى القيام باعمال عنف وارهاب ضد الديانات الاخرى، وتطرح دليلا لاحراق سيارات واشجار العرب ورشق زجاجات حارقة. كما تتضمن الارشادات توجيهات مفصلة باحراق المساجد، ويقدم شرحا حول الفرق بين المساجد والكنائس. حيث كتب مثلا "ان الكنائس، وخلافا للمساجد، تحوي الكثير من الآثاث، مقاعد وخزائن يمكن اشعالها بشكل اسهل، وسيكون الضرر اكبر". كما تتضمن الوثيقة مواقع المساجد والكنائس والمعدات التي يجب التزود بها".
وتدعو الوثيقة الى انشاء خلايا في المستوطنات والمدارس الدينية، ويفصل كاتبها عدد الاعضاء في كل خلية، ويقدم توجيهات لاعضائها حول سبل مواجهة التحقيق والهدف من العمليات.
يشار الى ان اورباخ هو شخص معروف للشرطة واعتقل عدة مرات في السابق وابعد من الضفة بشبهة الضلوع في جرائم كراهية. وتم الكشف من خلال لائحة الاتهام التي تم تقديمها الى المحكمة المركزية في الناصرة ضد يانون رؤوبيني ويهودا اسرف، المتهمان باحراق كنيسة الطابغة، انهما واورباخ شكلوا خلية لتنفيذ جرائم كراهية. وحسب الشاباك فقد انتظمت هذه الخلية في البداية لتنفيذ عمليات ضد المسيحيين، وقاموا بالاعتداء على دير "دير رافات" في العام الماضي، وحاولوا التخريب على زيارة البابا الى البلاد.
وقبل ثلاثة اشهر اعتقلت الشرطة ثلاثة اعضاء اخرين في الخلية اثناء توجههم لإشعال حريق، وتم تقديمهم للمحاكمة. وقال الشاباك ان الخلية نشرت افكارها عبر صفحة الكترونية ومنشورات. وتقدم الوثيقة التي عرضتها الشرطة امام المحكمة معلومات حول تنظيم "تمرد"، وكتب ان إسرائيل لا تملك حق الوجود ويجب هدمها واعادة بناء ملكوت اسرائيل. ويجب ان يشمل "التمرد" تعيين ملك وبناء الهيكل وتقويض العلاقات بين إسرائيل والدول الاخرى وطرد الاغيار وفرض الديانة قسرا على الجمهور.
76% من الإسرائيليين يؤيدون محاربة الاتفاق النووي
كتبت "يسرائيل هيوم" انه يستدل من استطلاع خاص للرأي اجرته الصحيفة بواسطة معهد الابحاث "هغال هحداش" لفحص رأي الجمهور الاسرائيلي في مسألة الاتفاق النووي مع ايران وموقف الرئيس الامريكي من صراع اسرائيل ضد الاتفاق، ان 76% من الإسرائيليين يؤيدون مواصلة الكفاح ضد الاتفاق، و15% فقط يعتقدون انه يجب التوقف عن محاربته.
ويأتي الرأي الاسرائيلي حاسما في الرد على السؤال الثاني من الاستطلاع حول ما اذا كان الجمهور يعتقد بأن الرئيس اوباما يهتم او لا يهتم بالمصالح الإسرائيلية (في اطار الاتفاق مع ايران وبشكل عام). فقد قال 73% ان اوباما لا يهتم بمصالح إسرائيل، مقابل 20% فقط اعتبروه يفعل ذلك.
ويستنتج غالبية الإسرائيليين انه ما دام اوباما لا يهتم بمصالحهم، فان على اسرائيل ان تفعل ذلك، ولذلك يؤمن الغالبية بضرورة محاربة الاتفاق. وفي رد على سؤال حول الشخص الملائم لرئاسة الحكومة الاسرائيلية في هذا الوقت ايضا، قال 39% انهم يؤيدون نتنياهو، بينما حصل يتسحاق هرتسوغ على نسبة 14% ويئير لبيد 13%، يليهما موشيه كحلون 6%، وافيغدور ليبرمان 5%. واذا ما تم اجراء عملية حسابية فان نسبة التأييد لنتنياهو تفوق مجموع ما حصل عليه بقية المرشحين. يشار الى ان الاستطلاع اجري في 27 و28 تموز وشارك فيه 500 يهودي من جيل 18 عاما وما فوق. واما نسبة الخطأ فهي 4.4 في الاتجاهين.
المصادقة على قانون التغذية القسرية للاسرى
كتبت "يسرائيل هيوم" ان الكنيست الاسرائيلي صادق فجر الخميس على قانون التغذية القسرية للأسرى الامنيين الذين يضربون عن الطعام. وايد القانون 46 نائبا من الائتلاف فيما عارضه 40 فقط من المعارضة. واعلنت نقابة الاطباء انها تعارض بشدة هذا القانون وانها تنوي الالتماس ضده الى المحكمة العليا.
ويخول القانون الجديد مفوض خدمات السجون، التوجه، بموافقة المستشار القانوني للحكومة، الى رئيس المحكمة المركزية وطلب الحصول على تصريح بتقديم العلاج للأسير المضرب عن الطعام، اذا رأى، اعتمادا على وجهة نظر طبية، بأن الاضراب عن الطعام يمكن ان يؤدي خلال فترة قصيرة الى تشكيل خطر على صحة الأسير او التسبب بإعاقة مستديمة له.
وحسب القانون، يتم تقديم طلب التغذية القسرية فقط بعد بذل جهد كبير للحصول على موافقة الاسير على تقديم العلاج له. وستستمع المحكمة الى الأسير، قدر ما يمكن حسب حالته الصحية، او الى محاميه، وتأخذ في الاعتبار وجهة نظر اللجنة الاخلاقية. ويتحتم على المحكمة ان تأخذ في الاعتبار حالة الاسير الصحية والنفسية، والفرص والمخاطر الكامنة في العلاج المطلوب للأسير وما اذا كانت هناك علاجات بديلة، ومدى تدخل العلاج المطلوب وتأثيره على كرامة الاسير، وموقف الاسير ومبرراته، ونتائج العلاج المشابه الذي قدم للأسير، اذا سبق وتم تقديمه، وكذلك معايير التخوف على حياة الانسان او التخوف الملموس من المس الخطير بأمن الدولة، حسب الادلة التي ستعرض امامها.
ويحدد القانون انه اذا سمحت المحكمة بالتغذية القسرية فسيكون بالامكان تقديم ادنى العلاج المطلوب للحفاظ على حياة الأسير او منع اصابته باعاقة مستديمة، حتى لو عارض الاسير ذلك. ويتم تقديم العلاج بحضور طبيب.
وشارك في النقاش حول القانون، بشكل خاص، نواب القائمة المشتركة الذين خرجوا بشدة ضد القانون. ووصف النائب باسل غطاس القانون بأنه "كارثة" و"وصمة عار على جبين الدولة التي فقدت العقل". وقال: "الفاشية هنا وعلى مواطني اسرائيل ان يفهموا بأن الاطباء سيتحولون منذ اليوم الى شياطين يعذبون الناس المقيدين الى كرسي. كل من صوت الى جانب القانون فقد انسانيته وباع روحه للشيطان. هذا القانون لا يقل عن الكارثة".
اطلاق سراح الاسير محمد ابو طير
كتبت "يسرائيل هيوم" انه تم م يوم الخميس اطلاق سراح الاسير محمد ابو طير من قيادة حماس بعد اعتقال دام عامين، من بينها عشرة اشهر في الاعتقال الاداري. وقال ابو طير انه "يؤيد الهدوء في غزة والضفة الغربية من خلال وجهة نظر واضحة وهي ان ذلك سيصب في مصلحة الشعب الفلسطيني".
يشار الى انه تم اطلاق سراح ابو طير قبل انتهاء محكوميته. ونفى في حديث لصحيفة "يسرائيل هيوم" ان يكون لاطلاق سراحه علاقة بالاتصالات الجارية، ظاهرا، بين إسرائيل وحماس حول امكانية عقد صفقة لإعادة جثتي الجنديين هدار غولدين واورون شاؤول.
وضع حجر الاساس لإعادة انشاء البنايتين في بيت ايل
كتبت "يسرائيل هيوم" انه تم في مستوطنة بيت ايل، الخميس، وضع حجر الأساس لمباني دراينوف التي اعلن المقاول انه سيعيد بنائها بعد حصوله على ترخيص من الادارة المدنية، وفي حال قيام المحكمة العليا بإلغاء الامر الاحترازي الذي يمنع بدء العمل في المكان. وشاركت في المراسم نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوبيلي التي قالت: "نحن نضع اليوم حجر الأساس لبناء 300 وحدة اسكان، وننقل باسم الحكومة رسالة تقول ان من واجبنا البناء ومواصلة تطوير المشروع الاستيطاني".
واضافت: "ان وجود نصف مليون يهودي في الضفة هو واقع لن تستطيع أي جهة في العالم اقتلاعه. علينا مواصلة البناء من خلال احترام سلطة القانون في إسرائيل".
ميزانية محاربة المقاطعة تواجه ازمة
كتبت "يديعوت احرونوت" انه في وقت تشهد فيه حملة المقاطعة ضد إسرائيل اتساعا، يتأخر في اسرائيل، منذ اكثر من شهر، التصديق على خطة محاربة المقاطعين. والسبب: الصراع بين المكاتب الوزارية على الميزانية والصلاحيات. ويذكر ان الوزير غلعاد اردان اعد خطة طموحة لمحاربة المقاطعة، لكنها جوبهت بمقاومة شديدة من قبل وزارات المالية والخارجية والقضاء. والنتيجة: ان الخطة التي تم تعديلها خمس مرات، لم تخرج الى حيز التنفيذ.
ويتركز الخلاف حول مطالبة اردان بميزانية مقدارها 128 مليون شيكل وصلاحيات جديدة. لكن وزارة المالية تعارض ذلك بشدة وتطالبه بالعثور على مصادر تمويل أخرى. اما وزارتي القضاء والخارجية فتتخوفان من فقدان الصلاحيات. وتقترح وزارة الخارجية خطة بديلة: اضافة ميزانيات وملاكات للسفارات الاسرائيلية في الخارج كي "تحارب المقاطعة من مواقعها".
معارضة شديدة لخطة شكيد الرامية لانشاء محكمة اراض في الضفة
قالت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان وزيرة القضاء اييلت شكيد تواجه معارضة شديدة من قبل المعارضة والجهاز القانوني، لخطتها الرامية الى انشاء محكمة خاصة بقضايا الصراع على الأرض في المناطق الفلسطينية، بدل مناقشة هذه القضايا في المحكمة العليا.
وفي هذه الأثناء لا تملك خطة شكيد أي فرصة للتحقق، خاصة بسبب المعارضة الشديدة من قبل المستشار القانوني للحكومة، يهودا فاينشتاين. وكان فاينشتاين قد اعلن معارضته لخطة كهذه حين تم طرحها في اطار تقرير لجنة القاضي ادموند ليفي. ويعتقد فاينشتاين، بل نجح باقناع رئيس الحكومة نتنياهو، بأن تبني التقرير بما في ذلك انشاء المحكمة الخاصة للاراضي في المناطق، ليس مقبولا على القانون الدولي ويمكنه ان يجر إسرائيل الى محاكم دولية لا تعترف بصلاحيات المحكمة العليا في المناطق.
وقالت رئيسة المحكمة العليا سابقا، القاضية دوريت بينش، "ان هذا الاقتراح يشكل خطوة اخرى لتقليص صلاحيات المحكمة العليا بالنظر في التماسات تتعلق بالمناطق. ان احدى النقاط التي فازت بها إسرائيل في العالم هي حقيقة امكانية وصول سكان المناطق الى المحكمة العليا، ومحاولة المحكمة فرض سلطة القانون في منطقة غير خاضعة للسيادة الإسرائيلية. وهذا الادعاء يساعد اسرائيل كثيرا على الحلبة الدولية".
وقالت وزيرة القضاء السابقة، النائب تسيبي ليفني (المعسكر الصهيوني) ان خطة شكيد تعزز انصار مقاطعة إسرائيل. "اذا شئنا ان تكون الضفة الغربية كرعنانا، فيجب ان يتم ضمها، وهذا سيعني تحويل اسرائيل الى دولة ذات غالبية عربية. لكنهم لا يملكون الجرأة على قول هذه الحقيقة. هذه الخطة ستؤدي الى الانفصال الاسرائيلي نهائيا عن العالم".
وقالت رئيسة حركة ميرتس، زهافا غلؤون، ان "وزيرة القضاء شكيد تدفع الى الامام تصريح عضو حزبها موطي يوغيف الذي دعا الى الصعود بجرافات دي 9 على الديموقراطية الإسرائيلية كلها. اقتراح شكيد يعني الضم الفعلي للضفة الغربية وختم رسمي ودولي على اعتبار إسرائيل دولة ابرتهايد. المستوطنات ليست قانونية حسب القانون الدولي ومن المشكوك فيه ان شكيد تريد للمحكمة الدولية ان تناقش هذا الموضوع بدل ان تناقشه المحكمة العليا في اسرائيل".
قسم خاص في سجن معسياهو لاستيعاب اولمرت
كتبت صحيفة "هآرتس" ان سلطة السجون الاسرائيلية ستبدأ في الأسبوع المقبل، العمل على اقامة قسم جديد في سجن معسياهو، يفترض ان يتم فيه احتجاز رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت، في حال رفضت المحكمة التماسه ضد قرار سجنه. وسيتم اعداد هذا القسم للمعتقلين المُهددين من ذوي الحساسية الخاصة، وستكون ظروف الاعتقال فيه افضل من غيره من اقسام السجن، وستخصص الاقسام المجاورة لهذا القسم للمعتقلين من رجال اجهزة الاستخبارات الذين انحرفوا ورؤساء البلديات المعرضين للتهديد بحكم مناصبهم، بغض النظر عن المخالفة التي ارتكبوها، وكذلك للقضاة وضباط الشرطة الذين كانت لهم احتكاكات كبيرة مع تنظيمات الاجرام في اسرائيل. ومن شبه المؤكد ان ضابط الشرطة السابق عران ملكا، الشاهد الملكي في قضية رونوال فيشر، سيكون احد الأسرى الأوائل في القسم بعد انتهاء العمل.
وقد استأنف اولمرت على قرار المحكمة ادانته في قضية "هولي لاند" والحكم عليه بالسجن لست سنوات، وكذلك على قرار الحكم عليه بالسجن لثمانية اشهر اخرى في قضية تالينسكي.
وعلى الرغم من عدم انتهاء الاجراءات القضائية في قضية اولمرت، فقد قررت سلطة السجون ووزارة الأمن البدء بالاستعداد لاستيعابه في السجن في حال رفض التماسه. وبسبب حقيقة كونه رئيسا سابقا للحكومة ويملك أسرار دولة، فقد اقامت سلطة السجون طاقما بالتعاون مع جهات امنية اخرى كي تقرر ما هو مستوى الأمن المطلوب له.
يشار الى ان الشاباك اعلن منذ البداية بأنه لا ينوي تولي حراسة اولمرت في السجن. واوضح ان سلطة السجون اظهرت في السابق قدرة على حماية اسرى على مستوى حساسية عال. مع ذلك، وافقت كل الجهات على وجود حاجة للاستعداد، خاصة بالنسبة لنمط حياة رئيس الحكومة السابق في السجن، ولذلك فان الأسرى الذين سيكونون على اتصال معه سيخضعون لفحص جسدي عميق.
وعندما فهمت سلطة السجون بأنها ستبقى عمليا لوحدها في هذه المسألة، تم اعداد خطة شاملة لسجن اولمرت. وصادقت وزارة الأمن الداخلي على انشاء القسم الخاص بميزانية تصل الى اربعة ملايين شيكل. وتم اتخاذ القرار بعد ادعاء كل الجهات التي تعالج المتورطين في الامر انه لا يمكن احتجاز اولمرت في قسم معزول او مغلق، ولذلك يتحتم ايجاد حل يسمح له بالتقاء المعتقلين الاخرين من خلال تقليص الخطر. وولد قرار انشاء قسم مفتوح فرصة لانشاء قسم خاص يمكن ان يتم استخدامه لاستيعاب كل المعتقلين من ذوي الحساسية الخاصة. وسيتم اتخاذ اجراءات امنية كبيرة تتعلق بكل شخص سيخدم في هذا القسم. وتقرر انشاء هذا القسم في سجن معسياهو في وسط البلاد، وهو سجن معد لحوالي 1300 اسير محكومين بالسجن لفترات تصل الى سبع سنوات ولمعتقلين فرضت عليهم عقوبة اطول لكنهم امضوا جانبا منها في سجون اخرى ولم يتبق لهم الا فترة سجن تصل حتى سبع سنوات.
وسيتم في القسم الجديد احتجاز 20 معتقلا فقط، وهو عدد يقل عن نصف عدد المعتقلين في كل قسم آخر من اقسام السجن. وستخصص لكل معتقل مساحة اكبر من أي معتقل اخر في السجن، مساحة 4.5 متر مربع، مقابل 3.2 متر مربع في الاقسام الاخرى. وسيشمل القسم ثمانية غرف فقط وفي كل غرفة بين سريرين وثلاث فقط بينما في غرف الاقسام الاخرى يصل عدد الأسرة الى خمسة وستة أسرة. وسيتم توفير مرحاض وحوض استحمام في كل غرفة، اضافة الى تركيب اربعة اجهزة تلفون في الرواق لخدمة المعتقلين. كما ستقام ساحة خاصة للقسم، يمكن للمعتقلين التجوال فيها طوال ساعات النهار.
بلدية يحفا ترفض السماح بعرض افلام النكبة
كتبت "هآرتس" ان ادارتي سينماتيك حيفا ومتحف تايكوتين في حيفا، رفضا السماح بعرض افلام عن النكبة، على الرغم من انهما تؤجران القاعات لكل من يطلب ذلك، وعلى الرغم من ان ممثلين عن هاتين المؤسستين اكدوا لجمعية "زوخروت" التي طلبت استئجار القاعة لعرض افلام قصيرة في الموضوع، ان القاعات فارغة للتأجير في تواريخ محددة خلال الاشهر القريبة.
وينضم رفض هاتين المؤسستين في حيفا الى قرار بلدية بئر السبع عدم السماح بعرض افلام حول صدمة الحرب على سكان قطاع غزة. يشار الى ان جمعية زوخروت نظمت "المهرجان الدولي لأفلام النكبة" مرتين في تل ابيب. وفي المرة الثانية، في نوفمبر 2014، هددت وزيرة الثقافة السابقة ليمور لفنات، بإلغاء الدعم لسينماتيك تل ابيب. وبعد ثلاثة اشهر طلبت "زوخروت" تنظيم العرض في سينماتيك حيفا، ورغم اظهار ادارة السينماتيك لاهتمامها بالمبادرة، الا ان رئيس البلدية يونا ياهف، رفض السماح بتنظيم المهرجان.
مقالات وتقارير
احراق البيت في دوما لم يفاجئ احد في الجهاز الامني
يكتب حاييم ليفنسون في موقع "هآرتس" ان عملية احراق المنزل في دوما ليلة الجمعة لم يفاجئ احد في الجهاز الامني، ذلك ان الشرطة والشاباك يشخصان منذ عام طابع محاولة احراق البيوت قبل بزوغ الفجر بهدف احراقها مع سكانها.
لقد وقع حادث الاحراق الاول في نوفمبر 2013 في قرية سنجل. فقد تم على جدار بيت مجاور لطريق عام 60، الطريق الرئيسي في الضفة الغربية، كتابة شعارات على الجدران وحرق المنزل. وفي حينه استيقظت صاحبة المنزل صدفة لرضاعة ابنها، فرأت النار وانقذت سكان المنزل. وفي حادثين آخرين، ايضا، كان الحظ هو العامل الوحيد فقط الذي منع احتراق الأسرة. هكذا حدث في عام 2014 في جنوب جبل الخليل وفي حوارة، بعد احراق البيوت في ساعات الفجر. في جميع الحالات، لم يتم تقديم لوائح اتهام.
وفي حالة جنوب جبل الخليل اعتقل ثلاثة مشبوهين، وتم الإفراج عنهم وطردهم من الأراضي الفلسطينية ومن القدس، بموجب أمر إداري.
إضرام النار في المنازل هو تطوير لحرق المساجد. فبينما في المساجد لا يكون الخطر على حياة الإنسان عاليا في ساعات الفجر، فان إضرام النار في المنازل يعتبر محاولة للقتل بكل بساطة. وهكذا يتعامل الشاباك مع الموضوع، ويتولى معالجة الملفات.
يوم الخميس تم تقديم لائحة اتهام ضد موشيه أورباخ، ناشط اليمين والتلال المعروف، بعد العثور في حوزته على نسخة من وثيقة تم اتهامه بكتابتها، ويفصل فيها سبل تنفيذ عمليات "بطاقة الثمن". ويكرس أورباخ فصلا لموضوع إحراق المنازل الذي يصفه بالخيار الأكثر عنفا. ويكتب: "احيانا يصبح مملا الحاق الأضرار بالممتلكات، وغيرها، ونريد القيام بضربة توضح للملعونين اننا لو استطعنا لكنا ... ولذلك نريد فقط احراق المنزل نفسه على سكانه". ويوضح أن المقصود "الشروع في القتل والذي يعتبر الأكثر خطورة بالنسبة للصهاينة".
وحسب أقواله فان هذا العمل هو من اختصاص الحرفيين. ولكي يتم احراق المبنى، يوصي باستخدام زجاجات حارقة، تماما كما تم صباح الجمعة في قرية دوما. ويقترح احراق اطارات على مدخل البيت لمنع امكانية هرب اصحابه. ولذلك، يسود التقدير بأن عملية الجمعة في دوما تم تنفيذها من قبل خلية مجربة. فالبيت الذي تم اختياره هو بيت متواضع، يقع على اطراف القرية، ولكنه توجد بيوت اخرى الى جانبه. والزجاجة الحارقة التي اصابت الغرفة احرقت غرفة النوم واوقعت اصابات بالغة. ولم يتمكن اهل البيت من الرد قبل هرم المجرمين من المكان. ووصل الى البيت مئات الناس فتسببوا بتدمير الأدلة.
حتى الان لا يوجد طرف خيط يقود الى المنفذين، وفي الشرطة والشاباك يسعون الى الاستعانة، ايضا، بجهات من اليمين المتطرف. ولكن بين هؤلاء الذين يؤيدون هذا العمل، لا يزال هناك رمز صمت يرفض التعاون مع قوات الأمن، ولذلك تجد صعوبة في جمع معلومات حتى من الناس الطبيعيين. ربما تؤدي الصدمة من عملية قتل الطفل الى تسليم معلومات ثمينة.
يوجد ثمن للتسامح الذي تظهره الدولة ازاء عنف اليمين المتطرف
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان الإرهابيين اليهود الذين قتلوا في صباح الجمعة الطفل الفلسطيني علي دوابشة، وحاولوا قتل ابناء عائلته، دهوروا الاوضاع في الأراضي الفلسطينية الى النقطة المتدنية الأكثر مدعاة للقلق منذ انتهاء الحرب في غزة الصيف الماضي.
خلال الأيام القادمة ستبذل قوات الأمن الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية جهود عالية من اجل كبح المنطقة ومنع امتداد العنف بشكل واسع كما حدث في الضفة بعد اختطاف الفتية الاسرائيليين الثلاثة في غوش عتسيون، والطفل الفلسطيني في شعفاط، في العام الماضي.
لقد وقعت الهجمات القاتلة ضد اليهود، والى جانب ذلك قتل الفلسطينيين من قبل الجيش الإسرائيلي خلال المظاهرات أو خلال محاولات الاعتقال، طوال العام الماضي، في الضفة الغربية وخاصة في القدس الشرقية. ولكن تراكم أحداث الأسبوع الماضي - المواجهة العنيفة حول هدم المباني في بيت ايل، ولائحة الاتهام ضد شبيبة التلال الذين اشعلوا النار في كنيسة الطابغة، والتوتر في الحرم القدسي أثناء صلاة التاسع من آب، ومقتل ثلاثة فلسطينيين برصاص الجيش الاسرائيلي خلال أسبوع، و"يوم الغضب" الذي اعلنته حماس احتجاجا – يشكل وصفة لاحتمال اندلاع مواجهات أوسع.
الجيش يفهم هذا. وهذا هو سبب ارسال أربع كتائب ولواءين على الفور الى الضفة الغربية ووضعها في حالة تأهب.
من احترق في الماضي بعد الاحداث، كما حدث بعد زيارة ارييل شارون الى الحرم القدسي في سبتمبر 2000، يحذر حتى عندما تكون درجات الحرارة منخفضة. ويعتقد الجيش الإسرائيلي ان قيادة السلطة الفلسطينية ترفض الإرهاب وليست مهتمة بدخول صراع عنيف، ولكن على الأقل في المستقبل القريب، فان القصد هو اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة. رغم ان من يتحمل المسؤولية عن حادث القتل الاخير، والهجمات الارهابية السابقة على المساجد والكنائس وبيوت فلسطينية، هي مجموعة صغيرة نسبيا، على الهامش الايديولوجي للمستوطنات.
من المفضل عدم الانطباع اكثر من اللزوم من تصريحات الإدانة والتعبير عن الصدمة التي صدرت عن قيادة الدولة ورؤساء مجلس المستوطنات منذ ساعات صباح الجمعة. التسامح طويل الأمد الذي أبدته الدولة ضد عنف اليمين الراديكالي، والذي بدا واضحا مرة أخرى هذا الأسبوع في بيت إيل (لم يبق أي من المعتدين على رجال الشرطة في السجن)، هو الذي يسمح في نهاية هذه المسألة بجرائم الكراهية القاتلة كتلك التي وقعت في قرية دوما.
هناك ثمن لليد الخفيفة. النضال السياسي، حتى عندما يدار ضد تطبيق قرار محكمة، هو جزء من الحوار المشروع. ولكن عندما توافق القيادة المنتخبة للمستوطنات بصمت على اعمال الشغب ويتنافس الوزراء هذا الأسبوع في الهجوم على المحكمة العليا ووزير الأمن، يصعب التعامل مع القتل في دوما وكأنه رعد في يوم صاف، حتى وان كانت الغالبية الساحقة من المستوطنين تعارض اعمال مجموعة ارهابية صغيرة.
كما يبدو فانه سيتم في نهاية الامر القبض على القتلة الذين اشعلوا المنزلين في دوما. صحيح ان وحدة الشرطة لمحاربة الجريمة القومية اقيمت بتأخير كبير، لكنها تعلمت في هذه الاثناء العبرة، كما ثبت مؤخرا في اعتقال المتهمين باحراق الكنيسة في طبريا، بعد سلسلة طويلة من الاخفاقات السابقة. كما ان اللواء اليهودي في الشاباك يوجه اليوم موارد لمعالجة الارهاب اليهودي اكثر مما فعل الجهاز الى ما قبل عدة سنوات.
ولكن الحرب ضد المخربين اليهود لا يمكن ان تنحصر في خطوات الاجهزة الامنية. هذه سلسلة طويلة يفترض ان تبدأ في التنصل المتواصل والمطلق للحاخامات وساسة اليمين، والانتهاء بقبضة قاسية في المحاكم التي تميل الى اظهار الاهتمام المبالغ فيه بالظروف الشخصية للمتزمتين اليهود.
من كانوا يسمون ذات مرة بلهجة متنكرة "مجرمو بطاقة الثمن" تطوروا امام وهن يد السلطات، واصبحوا تنظيما ارهابيا حقيقيا. لقد اضيفت الى لائحة الاتهام ضد المتهمين باحراق كنيسة الطابغة، وثيقة صادرتها الشرطة من احد المتهمين، وهي عبارة عن دليل مفصل للارهابي المبتدئ – من التوجيهات الامنية الحريصة، وحتى التوصية بتنفيذ عمليات على مستويات متزايدة من التصعيد، ويشمل ذلك الاصابة الجسدية.
الاخطاء اللغوية والاملائية في الوثيقة يجب ان لا تضللنا: لقد نمت هنا بذرة قاسية ومصرة، لا تتأثر بشجب الوزراء او محاولات الشاباك والشرطة تعقب اثارها. هؤلاء الناس يسعون الى اشعال حرب دينية لا تختلف بكثير عن توجه الجهاديين في الجانب الفلسطيني. اذا لم يعمل الجهاز الامني ضدهم، في منظومة منسقة وجوهرية، واذا لم يتم الحفاظ على التنسيق الامني مع السلطة الفلسطينية والذي يثني عليه الجيش كثيرا، فانهم قد يحققون اهدافهم.
عن اليمين وعن اليسار
يكتب شلومو افينيري، في "هآرتس" انه عقدت مؤخرا جلسة لقيادة وزارة الخارجية مع اعضاء لجنة الخارجية والامن في الكنيست، لاول مرة منذ قيام الحكومة الجديدة. وكان أحد المواضيع التي طرحت على جدول البحث الكفاح ضد محاولات المقاطعة المختلفة على اسرائيل، بينها مبادرة الاتحاد الاوروبي لوسم البضائع المصنعة في المستوطنات. وخلال النقاش، قالت نائبة وزير الخارجية، تسيبي حوتوبيلي امام الكاميرات الجملة التالية: “وسم منتجات المستوطنات يعني مقاطعة اسرائيل”.
هذا الادعاء ليس صحيحا، بالطبع، وافترض ان نائبة الوزير، وهي قانونية في ثقافتها، تعرف هذا.
أولا، وسم بضائع المستوطنات ليس مقاطعة لها: فمن يرغب يمكنه أن يشتريها، ولكن لن يتم منع لتسويقها، ولكنها لن تحظى باعفاء من الجمارك، كبقية البضائع الاسرائيلية حسب الاتفاق مع الاتحاد الاوروبي؛ ويحتمل أن يكون هناك مستهلكون، معظمهم من اليهود، كما افترض، ممن سيشترونها بالذات.
ثانيا، لا يدور الحديث عن مقاطعة اسرائيل وستتواصل العلاقات التجارية المزدهرة بيننا وبين الاتحاد الاوروبي (الشريك الاكبر للتصدير الاسرائيلي). فضلا عن ذلك، حتى لو عارضنا الاستنتاج النابع من ادعاء الاتحاد الاوروبي، لا يمكن أن نتجاهل بان له سند في الواقع السياسي والقانوني الاسرائيلي: يهودا والسامرة لم يتم ضمهما الى اسرائيل والقانون الاسرائيلي لا ينطبق عليهما. ولذلك فان الادعاء الذي يطرح ضد الاتحاد الاوروبي، بان هذه ارض اسرائيلية بكل معنى الكلمة، لا يصمد في اختبار الواقع. والخطوة التي يقترحها الاتحاد بالنسبة لبضائع المستوطنات ليست مريحة لاسرائيل، ولكن عرضها وكأنها مقاطعة على اسرائيل مضلل ومشوه، بل ويخلق الانطباع بان اسرائيل تواجه حصارا اقتصاديا وهي مسألة لا أساس لها من الصحة.
في كل النقاش حول مقاطعة اسرائيل هناك حلف غريب بين اليمين الاسرائيلي واليسار المتطرف: كلاهما معنيان بعرض الموضوع بشكل أكثر تطرفا واخطر مما هو حقا. فاليمين معني باستخدام محاولات المقاطعة – او حتى الخطوة الاكثر اعتدالا فيها، مثل وسم بضائع المستوطنات – كي يخلق لدى الجمهور الاحساس بالحصار والاثبات بان “العالم كله ضدنا”. اما اليسار المتطرف فمعني بان يضخم الضرر الذي تلحقه سياسة الحكومة وتضخيمه، كي يثبت أي حكومة فظيعة تسيطر في اسرائيل. هؤلاء واولئك، لاعتبارات متعاكسة وانطلاقا من مصالح سياسية ضيقة، يضعفون مكانة اسرائيل ويخلقون في البلاد احساسا صعبا يشذ عن الواقع. فمع ان الواقع ليس سهلا، الا انه بعيدا عما يتم عرضه كـ “هجوم” على اسرائيل.
حتى من لا يتفق مع المواقف السياسية لحوتوبيلي ما كان يريد أن تتضرر المصداقية الدولية لاسرائيل بسبب اطلاق ادعاءات لا اساس لها من الصحة. يمكن خوض الكفاح في هذا الشأن دون الانجرار الى الديماغوجيا الشعبوية، التي تحقق ارباح في الخطاب السياسي الداخلي في البلاد، ولكنها تخلق عرضا عبثيا في الرأي العام في البلاد وفي العالم.
هناك شيء مشابه يحدث في ما يسمى محاولات المقاطعة الاكاديمية لاسرائيل، لا سيما في الولايات المتحدة. توجد في بعض الجامعات مجموعات صغيرة من الطلاب، لا سيما من اليهود ومن المهاجرين من اسرائيل – التي تحاول دفع المقاطعة للمؤسسات الاكاديمية في اسرائيل؛ بل ان منظمات طلابية في بعض الجامعات اتخذت قرارات او توصيات بهذه الروح. كل خطوة في هذا الاتجاه تلقى صدى هائلا في اسرائيل، يتجاوز أهمية الخطوات في الولايات المتحدة نفسها.
حتى الان لم تتخذ أي جامعة أمريكية قرارا بالمقاطعة الاكاديمية لإسرائيل. وكما اشار مؤخرا ايف فوكسمان، المدير العام السابق للعصبة ضد التشهير، توجد في الولايات المتحدة قرابة ثلاثة الاف جامعة وكلية، وتجري النشاطات من أجل المقاطعة في اقل من 70 منها. وحسب رأيه، فان التعاطي مع هذا النشاط وكأنه “تهديد استراتيجي” يخدم فقط حفنة من النشطاء ويمنحهم تغطية اعلامية لا تتناسب ووزنهم.
فوكسمان، الشخص المعتدل المعروف بتأييده العميق لاسرائيل، يعرف الواقع الامريكي أكثر من كثير من اصحاب المصلحة والسياسيين الاسرائيليين، الذين لم يزر بعضهم، على حد علمي، أي حرم جامعي امريكي ابدا. حقيقة أن بعض الاتحادات المهنية للمحاضرين في الولايات المتحدة اتخذت قرارات في صالح المقاطعة قد تخلق اجواء غير لطيفة، ولكن ليس لها معنى كبير: في كل سنة تتخذ اتحادات كهذه عشرات القرارات ذات الطابع السياسي والتي لا يهتم بها أحد.
كل من يعرف الولايات المتحدة يعرف أن في الجامعات الامريكية، وفي الندوات الاكاديمية الامريكية، يضاهي عدد الاسرائيليين اضعاف مندوبي الدول الاوروبية ذات عدد السكان المشابه، بل كنت سأتجرأ حتى على القول بان فيها اسرائيليين اكثر من بريطانيين أو فرنسيين: المشهد الاكاديمي الاسرائيلي دولي أكثر من المشهد الاكاديمي للدول الاوروبية؛ صحيح انه كانت هناك حالات قليلة من رفض الاكاديميين الاجانب لزيارة البلاد، ولكن الحجم الدولي للنشاط الاكاديمي الاسرائيلي لا يزال مثيرا للانطباع ولا يتسق بتاتا مع حجم اسرائيل. كما ان حجم منح البحث التي يحظى بها الباحثون الاسرائيليون من صناديق ومؤسسات في خارج البلاد وعدد المقالات العلمية للاسرائيليين التي تنشر في المجلات العلمية الأبرز في العالم يفوق بكثير حجم الدولة. في هذا الشأن ايضا، المسألة "ليست كصرختها”.
* *
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 8 تشرين اول 2015
سلسلة من عمليات الطعن تضرب اسرائيل
تناولت كافة الصحف ومواقع الأخبار الإسرائيلية على الشبكة، عمليات الطعن التي ضربت إسرائيل على امتداد نهار امس، من كريات جات، جنوبا، مرورا ببيتح تكفا، حتى القدس، والضفة الغربية. وكتبت "هآرتس" ان ثلاث عمليات طعن وقعت يوم أمس في البلاد، واسفرت عن اصابة اربعة اشخاص بجراح طفيفة. ففي ساعات الظهر طعن فلسطيني جنديا في كريات جات واختطف سلاحه، ثم هرب وتحصن داخل منزل وقتل بنيران قوات الأمن. وكان الشاب الفلسطيني امجد جندي قد طعن جنديا في كريات جات لدى نزوله من حافلة الركاب، ورش عليه الغاز المسيل للدموع. وخلال اشتباك بينهما سقط سلاح الجندي فاختطفه الفلسطيني وهرب الى عمارة سكنية مجاورة وتحصن في احد المنازل في الطابق الرابع. وحاول هناك طعن صاحبة المنزل لكنها تمكنت من الهرب من المنزل مع والدتها. ووصلت قوات الأمن وقتلته.
وقبل ذلك، في الصباح، هاجمت شروق دويات من بلدة صور باهر في جنوب شرق القدس مواطنا إسرائيليا في شارع الواد، في البلدة القديمة وطعنته بسكين فأصيب بجراح طفيفة وقام بإطلاق النار عليها فأصابها بجراح بالغة. وفي بيتح تكفا قام تامر احمد وريدات من بلدة الظاهرية في منطقة الخليل، بطعن شاب اسرائيلي بالقرب من السوق التجاري واصابه بجراح طفيفة. وهجم عدد من رواد المركز التجاري على الشاب وسلموه لقوات الأمن. وبعد عدة ساعات احبطت قوات الأمن محاولة لطعن افرادها في حي ابو ثور في القدس، من قبل فتى (15 عاما). وفي ساعات المساء ساد الشك بمحاولة فلسطيني دهس الجنود قرب حاجز الزعيم، فاطلقوا عليه النار. وقالت مصادر فلسطينية ان السائق لم يملك رخصة قيادة ولذلك تصرف بشكل مشبوه.
وفي ساعات الصباح تعرضت مستوطنة من "تكوع" الى الرشق بالحجارة على شارع "هار حوماه" (جبل ابو غنيم). وادعت ان راشقي الحجارة حاولوا اخراجها من سيارتها والتنكيل بها. وكما يبدو وصلت قوة من الجيش ومواطنين الى المكان، واطلقوا النار في الهواء.
وقالت مصادر فلسطينية ان فلسطينيين اصيبا في المواجهات التي وقعت في المنطقة. وليس واضحا ما اذا اصيبا بنيران الجيش او المستوطنين. وفي اعقاب التوتر الامني الذي ساد امس، طلبت شرطة اشدود من المدنيين الذين يملكون اسلحة مرخصة حملها "في سبيل زيادة مشاعر الأمن في المدينة" على حد ادعائها.
ونفت عائلة شروق دويات بشدة الادعاء بأنها طعنت واصابت مستوطنا في البلدة القديمة. وقالت والدتها للصحفيين ان ابنتها تدرس في جامعة بيت لحم، وقررت الوصول الى المسجد الاقصى بعد انهاء دراستها، وعندما كانت تسير في ازقة البلدة القديمة اقترب منها مستوطنين وحاولا نزع الحجاب عن رأسها، فدافعت عن نفسها وعندها قام احدهما بإطلاق النار عليها بدون أي مبرر.
نتنياهو يمنع الوزراء واعضاء الكنيست من دخول الحرم
وكتبت "هآرتس" في سياق تغطيتها لأحداث امس، انه في اطار المحاولات المبذولة لتهدئة الأوضاع في القدس الشرقية والضفة الغربية، وتخفيف التوتر مع الأردن، امر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الشرطة بمنع دخول أعضاء الكنيست والوزراء الى الحرم القدسي، حتى إشعار آخر. واكد مكتب نتنياهو المعلومات التي وصلت الى "هآرتس" من قبل مسؤول كبير. وقال هذا المسؤول ان نتنياهو اصدر الأمر خلال المشاورات الأمنية التي عقدها قبل سفره الى الأمم المتحدة، وكرر ذلك خلال جلسة المجلس الوزاري المصغر بعد عودته.
وقال المسؤول ان نتنياهو لم ينقل هذا الامر بعد الى كافة الوزراء، لكنه قد يبلغهم ذلك خلال جلسة الحكومة يوم الاحد. واكد نتنياهو خلال جلسة المجلس الوزاري التي عقدها مساء الاثنين، ان الحرم القدسي هو مركز التوتر الرئيسي، ولذلك يجب منع أي نشاط من شأنه تعميق التوتر بما في ذلك دخول السياسيين الاسرائيليين اليهود والعرب الى المكان. وقال المسؤول انه يمكن لنتنياهو تهديد الوزراء بإقالتهم اذا خرقوا الأمر، لكنه لا يمكنه فرض ذلك على اعضاء الكنيست، ولذلك حول الأمر الى الشرطة.
وكان وزير الزراعة اوري اريئيل قد دخل الى الحرم قبل ثلاثة أسابيع، وهي خطوة اعتبرها الفلسطينيون استفزازا، فيما اعتبرها الاردن خرقا لالتزام نتنياهو امام الملك عبدالله خلال اللقاء بينهما في تشرين الثاني 2014 في عمان. ويوم امس، وبعد اسبوع من الامتناع عن اطلاق تصريحات ضد إسرائيل، هاجم الملك عبدالله الحكومة الإسرائيلية وقال ان "الاردن يملك خيارات دبلوماسية وقانونية لمواجهة الخروقات الاسرائيلية في الأقصى، في حال استمرارها". ولم يفسر الملك المقصود، وقال ان الأردن ينفذ مهامه بشأن القدس بواسطة كل الوسائل الخاضعة له، وكل الازمات في المنطقة لا تمنعه من عمل ذلك.
مظاهرات في اللد ويافا وام الفحم
وكتبت "هآرتس" ان عشرات المواطنين العرب في مدن يافا واللد وام الفحم، تظاهروا امس، على خلفية ازدياد العنف في الأيام الأخيرة. وفي يافا جرت امس لليوم الثاني على التوالي، مظاهرة عنيفة. وتم اعتقال ثلاثة مواطنين. وكانت مظاهرة امس اصغر نسبيا من المظاهرة التي جرت امس الاول والتي اعتقل خلالها ستة اشخاص. وفي اللد شارك نحو 80 مواطنا عربيا في المظاهرة التي جرت في اعقاب الاحداث الأخيرة في الأقصى. وخلال المظاهرة رشق عدد من المتظاهرين الحجارة على قوات الشرطة واصابوا احد افرادها بجراح طفيفة. وتم تفريق المظاهرة بالقوة واعتقال خمسة اشخاص. وتظاهر امام العرب عشرات اليهود كانوا في غالبيتهم من طلاب المدرسة الدينية. وفي ام الفحم اعتقلت الشرطة سبعة متظاهرين بشبهة رشق زجاجة حارقة على قوات الأمن. وفي الناصرة ادعى سائق انه تم رشق حجر على سيارته، لكنه لم تقع اصابات. وقال النائب ايتسيك شمولي، من سكان اللد، امس، ان "العنف وصل الى المدينة وان التعايش في المدينة انهار خلال لحظات".
اصابة نحو 100 فلسطيني
وفي تغطيتها للأحداث تكتب "هآرتس" انه اصيب امس نحو 100 فلسطيني خلال المواجهات مع قوات الأمن في الضفة الغربية. وقال الناطق بلسان الهلال الأحمر ان عشرة اصيبوا بالنيران الحية، و89 بالرصاص المطاطي. كما اصيب 188 آخرين بحالات اختناق جراء قنابل الغاز المسيل للدموع. وقال الناطق بلسان وزارة الصحة الفلسطينية ان 34 مصابا كانوا لا يزالون حتى السادسة مساء في المستشفيات.
وقد وقعت اكثر المواجهات كثافة في منطقة رام الله، وتحديدا بالقرب من حاجز بيت ايل، والادارة المدنية وقلنديا وكذلك في منطقة اريحا. وفي منطقتي رام الله واريحا وقع العدد الاكبر من الاصابات. اما داخل الجيوب الفلسطينية فتواصلت الحياة كالمعتاد، حيث تستعد القرى لبدء موسم قطاف الزيتون. لكن حالة التوتر وعدم اليقين بارزة جدا.
وقال السكان انهم يتخوفون من هجمات المستوطنين ومن سياسة العقاب الجماعي وهدم البيوت التي اقرتها اسرائيل. ومنذ مقتل الزوجين المستوطنين من عائلة هانكين، تم التبليغ عن عشرات الاعتداءات التي نفذها المستوطنون في انحاء الضفة الغربية. ولكن هذه الحالات تشهد تراجعا، فمن 26 حالة اعتداء في الاول من تشرين الاول، انخفض العدد الى 24 في الثاني من الشهر، وارتفع الى 28 في الثالث من الشهر، ثم انخفض الى 22 في الرابع من الشهر، و13 في الخامس من الشهر، و4 في السادس من الشهر، حسب معطيات لجنة المتابعة في منظمة التحرير، علما ان معطياتها تقل عن معطيات مركز "الأحرار" لحقوق الإنسان، الذي ابلغ عن اكثر من 120 حالة خلال ثلاثة أيام.
ويخشى الناس من السفر على الشوارع او الخروج لقطف الزيتون في الكروم المجاورة للمستوطنات. ولذلك دعا سكرتير فتح في منطقة طولكرم السكان للخروج لجني محصول الزيتون في مجموعات كي تواجه المستوطنين في حال مهاجمتهم للمزارعين. وتشعر السلطة الفلسطينية بالقلق ازاء عمليات هدم البيوت التي بدأتها اسرائيل ليلة الاثنين/ الثلاثاء في القدس، ونيتها هدم المزيد من البيوت بناء على قرار الحكومة الاسرائيلية، في وقت تسعى فيه السلطة الفلسطينية الى تهدئة الاوضاع.
وكتبت "يسرائيل هيوم" ان قوة من سلاح الهندسة ولواء جبعاتي قامت قبل فجر امس الاربعاء، بالتوغل في مدينة نابلس واجراء قياسات لمنازل ثلاثة من اعضاء الخلية المشبوهة بقتل الزوجين نعمى وايتام هانكين، استعدادا لهدمها في المستقبل. كما توغلت قوات من الجيش في عدة مواقع في الضفة الغربية واعتقلت مطلوبين، بينهم 15 بشبهة الضلوع في نشاطات الارهاب الشعبي وخرق النظام. وتم تسليم المعتقلين لجهاز الشاباك. كما توغلت قوة من لواء "عتصيون" في بلدتي بيت أمر وحلحول، واعتقلت تسعة فلسطينيين. وفي قرية لبن الشرقية تم اعتقال ثلاثة مشبوهين برشق الحجارة على سيارة إسرائيلية واصابة طفلة. وفي حي الثوري في القدس تم العثور، امس، على 15 زجاجة حارقة على سطح منزل.
ووقعت في يطا امس مواجهات بين السكان وقوات الجيش التي دخلت الى البلدة لتمشيط منزل عائلة الشاب الذي نفذ عملية الطعن في كريات جات. كما يستعد الشبان في قرية سردا في قضاء نابلس للتصدي لمحاولة هدم منزل عائلة مهند حلبي الذي قتل مستوطنين في القدس يوم السبت. وفي حلحول سيطر الجيش، امس، على ثلاثة منازل، احدها مأهول، على جانب الشوارع الرئيسية وحولها الى مواقع عسكرية. وقد اخرج الجيش العائلة من بيتها، وهو ما اعتبره رئيس بلدية حلحول جزء من العقاب الجماعي.
اوامر ابعاد اداري لستة مستوطنين
وحسب "هآرتس" فقد وقع قائد المنطقة الوسطى روني نوما، في الأسبوع الماضي، اوامر بابعاد اداري لستة مستوطنين من الضفة، في محاولة لوقف موجة العنف ازاء الفلسطينيين. وقال الجيش انه وقعت منذ مقتل الزوجين هانكين 48 حالة اعتداء على الفلسطينيين واملاكهم، وانه ينظر بعين الخطورة الى احدى الحالات التي تم خلالها رشق سيارة فلسطيني بالحجارة، واخراج سائقها منها والاعتداء عليه. وقال الجيش ان المعطيات تشير الى ارتفاع حاد مقارنة بالاشهر الماضية. ونشرت جمعية "يش دين" اشرطة مصورة تظهر اعتداءات المستوطنين على بيوت قرية بورين واحراق حقول في قرية عوريف، والتي ظهر في احدها مستوطن وهو يطلق النار من سلاح عسكري.
وابلغت الجمعية، ايضا، عن محاولة المستوطنين احراق منزل في قرية الخضر قرب بيت لحم. ويركز الجيش على العنف اليهودي من خلال التقييم بأنه سيتزايد في حال التصعيد. لكنه يتبين هنا ضعف جهاز تطبيق القانون، اذ انه رغم اعتقال اكثر من 20 مستوطنا الا انه لن يتم، كما يبدو، تقديم أي لائحة اتهام ضد أي منهم. وكما يبدو فقد جاءت اوامر الابعاد الاداري لستة من المستوطنين كبديل للوائح الاتهام.
نتنياهو يتراجع عن توسيع مستوطنة ايتمار
كتبت "هارتس" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تراجع عن خطة لبناء 538 وحدة اسكان في مستوطنة ايتمار، بسبب ما يتعرض له من ضغط دولي، الا انه ينوي في المقابل المصادقة على الخارطة الهيكلية للمستوطنة، والتي ستمنح تراخيص للمباني غير القانونية. وقد اقيمت ايتمار في عام 1984 ولم يتم التصديق على أي خارطة لها حتى اليوم، ما يعني ان كل المباني فيها غير قانونية. وقبل ثلاث سنوات سعت اسرائيل الى ترخيص 137 منزلا قائمة في المستوطنة وبناء 537 منزلا آخر. لكن دفع الخارطة الهيكلية للمستوطنة توقف في اعقاب قرار نتنياهو تجميد التخطيط قبل سنة ونصف بسبب تخوفه من امتناع الولايات المتحدة عن استخدام الفيتو ضد القرارات التي تستهدف اسرائيل في مجلس الأمن.
وفي اعقاب قتل الزوجين هانكين من المستوطنة طلب رئيس المجلس الاقليمي شومرون، يوسي دغان، التصديق على الخارطة، ونصب خيمة اعتصام امام منزل نتنياهو. وخلال النقاش الذي اجراه نتنياهو في مكتبه قرر دفع الخارطة، لكنه وبسبب تخوفه من الضغط الدولي قرر تجميد قرار توسيع المستوطنة.
اللجنة الوزارية تناقش خطة لتشريع البناء على اراضي فلسطينية خاصة
ذكرت "هآرتس" انه من المنتظر ان تقرر لجنة القانون الوزارية يوم الاحد، ما اذا كانت ستدفع نحو سن قانون الترتيبات الذي يهدف الى تشريع البناء على اراض فلسطينية خاصة سيطرت عليها المستوطنات. وهذه هي المرة الثانية التي ستناقش فيها اللجنة هذا القانون الذي يحظى بدعم واسع في الائتلاف. وكان نتنياهو قد احبط تمرير القانون في المرة السابقة، في العام 2012، وهدد في حينه بفصل الوزراء الذي يدعمونه، لأن من شأن ذلك الحاق ضرر بمكانة إسرائيل في العالم.
وكان مشروع القانون هذا قد طرح على طاولة اللجنة من قبل النائب السابق زبولون اورليف (البيت اليهودي) لمنع اخلاء خمسة بيوت في حي "اولفناه" في بيت ايل، والتي تم اخلاؤها لاحقا. وحسب الاقتراح الحالي فان الفلسطينيين الذين بنيت بيوت لليهود على أراضيهم سيحصلون على تعويض "سخي" بالأرض والمال مقابل مصادرة اراضيهم وتنظيم المباني المقامة عليها في المستوطنات.
اعتقال عدد من اصحاب المتاجر في شارع الواد
ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، توجه الى المستشار القضائي للحكومة يهودا فاينشتاين وطلب منه العمل حسب قانون "السامري الجيد" (الذي يمنع الوقوف امام دم الآخر)، ضد اصحاب المتاجر الفلسطينيين في شارع الواد في البلدة القديمة لأنهم لم يساعدوا المستوطنة اوديل بينت التي تعرضت الى الطعن يوم السبت. وبهذا يطلب نتنياهو مساعدة الشرطة على اعتقال كل من وقف جانبا ولم يقدم المساعدة للمصابين في العملية!
لكن وزير الأمن الداخلي غلعاد اردان اعلن امس بان الشرطة اعتقلت بعض اصحاب المحال التجارية في الذين لم يساعدوا اوديل بعد قتل زوجها واصابتها. واضاف ان الشرطة ستركز في عملها على كل من يحرض على الارهاب والقتل، وخاصة الحركة الاسلامية ونشطائها، والشرطة ستحصل على دعم لكل عمل".
وكان نتنياهو واردان يتحدثان خلال جلسة تقييم عقدت في مقر شرطة لواء القدس، بمشاركة رئيس لجنة الخارجية والامن تساحي هنغبي، ورئيس بلدية القدس نير بركات، والقائم بأعمال القائد العام للشرطة بنتسي ساو، وقائد الشرطة في لواء القدس موشي تشيكو ادري. واثنى نتنياهو خلال الجلسة على الشرطة وقال: "نحن نعمل بحزم ضد منفذي العمليات والخارجين على القانون والمحرضين. قمنا بتعزيز القوات ونوفر كل الوسائل وكل الطرق المطلوبة لمحاربة الارهاب. المواطنون يتواجدون على الجبهة في الحرب ضد الارهاب، ويجب عليهم ايضا اظهار اكبر قدر من اليقظة. لقد عرفنا فترات اقسى من الحالية وسنتغلب على موجة الارهاب هذه ايضا بإصرار ومسؤولية ووحدة".
وقال الوزير اردان ان "القدس معززة بقوات كبيرة من الشرطة التي تفعل كل شيء من اجل حماية السكان وزوار المدينة. الشرطة تعمل بإصرار كما رأينا ضد كل من يحاول المس بنا".
شعبة الاستخبارات: "عباس يلتزم بمكافحة العنف"
كتبت "يسرائيل هيوم" ان مصادر في شعبة الاستخبارات العسكرية اكدت التزام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتصريحه الأخير بشأن "توجيه قوات الأمن الفلسطينية الى اتخاذ اجراءات فاعلة لتخفيض سقف اللهيب"، وقالت المصادر "ان عباس لا يشجع الكفاح المسلح والعمليات". وجاء ايضا، انه "بأمر من ابو مازن يتواصل التنسيق الامني الوثيق". وقال مصدر امني ان "ابو مازن غير معني بالتصعيد لكنه يجد صعوبة في السيطرة على الشارع". الى ذلك قال منسق اعمال الحكومة الاسرائيلية في المناطق/ الجنرال يوآب مردخاي، لوكالة "معا" الفلسطينية "ان إسرائيل ليست معنية بالتصعيد في الضفة لكنها سترد بكل قوة على من يعمل على دهورة المنطقة الى العنف".
في هذا السياق، ينشر موقع "واللا" انه في محاولة لتهدئة الاوضاع المتوترة في الضفة الغربية والقدس، عقد مسؤولون امنيون من اسرائيل والسلطة الفلسطينية لقاء ركز على التنسيق بين الجيش الاسرائيلي واجهزة الأمن الفلسطينية. وقد نفى الجانب الفلسطيني عقد هذا اللقاء الذي يعتبر الأكثر شمولية والأكبر منذ بدء التصعيد في الأسبوع الماضي. وادعت مصادر فلسطينية انه تم رفض طلب اسرائيل اجراء نقاش حول الموضوع. وقال ضابط رفيع في المنطقة الوسطى ان "التنسيق الامني جيد. والحديث عن اناس يتمتعون بالجدية ويتحدثون عن التنسيق على مستوى العينين".
وقال الضابط انه تقرر مسبقا بأن يستغرق اللقاء عدة ساعات بسبب اهميته وكثرة القضايا المطروحة للنقاش. وأشار الضابط في حديث مع "واللا" الى التوتر السائد داخل الاجهزة الامنية الفلسطينية والذي يمكنه المس بمعالجة خرق النظام داخل المناطق الخاضعة لسيطرة السلطة. وقال "انهم يواجهون تحديات داخلية، وربما يعملون على تخفيض ظهورهم في بعض الأماكن وانا اتفهم ذلك".
وتطرق الضابط الى الاحداث في بعض المواقع التي قامت اجهزة الأمن الفلسطينية بمعالجة المتظاهرين فيها بقبضة قاسية، وبالتالي تعرضت الى انتقادات صعبة من قبل الجمهور ومسؤولين كبار في السلطة. وقال: "انهم يتدخلون في بعض حالات خرق النظام، ولكن هناك خطوط حمراء في كل ما يتعلق بمعالجة الجمهور ومنع المتظاهرين من الوصول الى نقاط الاحتكاك مع الجيش او المدنيين الإسرائيليين. هذه مسالة معقدة جدا بالنسبة لهم وانا اتفهم معاييرهم".
نتنياهو يلغي رحلته الى المانيا
وكتبت "هآرتس" انه تم بطلب من نتنياهو الغاء لقاء القمة الاسرائيلي – الالماني الذي كان يفترض عقده اليوم في برلين، بمناسبة مرور 50 عاما على العلاقات بين البلدين. وقال مسؤول رفيع في القدس، ان نتنياهو حول امس، رسالة الى المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، كتب فيها ان الوضع الامني يحتم عليه البقاء في القدس، وطلب تحديد موعد جديد للقمة. واوضحت الرسالة ان قرار الغاء القمة جاء في اعقاب التخوف من الانتقاد العام لتغيب نتنياهو عن البلاد في فترة التوتر الأمني.
الرقابة تصادق على نشر صور للمستعربين
كتبت "يديعوت احرونوت" انه لأول مرة منذ بدء تفعيل وحدة المستعربين في الجيش الاسرائيلي "دوفدوفان"، سمحت الرقابة الاسرائيلية بنشر صور للمستعربين خلال عملية اعتقال نفذوها بالقرب من مستوطنة بيت ايل امس. وتكتب الصحيفة في تقرير عن هذه الوحدة وعملية امس، ان اعضاؤها اعتادوا العمل بعيدا عن عدسات الكاميرات، ويحرصون على السرية الكاملة، ويخفون طابع عملهم الحقيقي، وسلاحهم الشخصي، تحت زيهم المدني، والفلسطينيين يتخوفون منهم، وبحق. ان مهمتهم هي اعتقال المشاغبين واحباط عمليات الارهاب، ولا يمكن للمتظاهرين ان يعرفوا من هو الملثم المستعرب من بين الملثمين الذين ينضمون الى المظاهرة.
ويوم امس، وامام عدسات المصورين الأجانب الذين يغطون الأحداث في المناطق، نفذت وحدة المستعربين "دوفدوفان" عملية اعتقال بالقرب من بيت ايل. فبعد الساعة الثانية ظهرا، بدأت اعمال خرق النظام التي نظمها طلاب من جامعة بير زيت بالقرب من مقر قيادة كتيبة "ايوش" (كتبة الضفة). وبدأ مئات الشبان برشق الحجارة والزجاجات الحارقة ودحرجة الاطارات المشتعلة باتجاه قوات الأمن. ولم يعرف المتظاهرون انه تم غرس عدد من اعضاء وحدة المستعربين في صفوفهم. وفي خضم المواجهة صدر الأمر وعندها تم توثيق قوة المستعربين وهي تستل اسلحتها وتعتقل ثلاثة شبان شاركوا في الحدث، وبدأ عشرات الشبان الفلسطينيين الذين تواجدوا حولهم بالهرب.
وتقوم فكرة "القطاف" التي يعمل المستعربون وفقا لها، على تقويض أمن راشقي الحجارة وخلق الشعور لديهم بأن كل ملثم يمكن ان يكون مستعربا إسرائيليا. وقد بدأ عدد من الشبان برشق الحجارة باتجاه المستعربين بعد تنفيذ عملية الاعتقال، فاطلق المستعربون النار في الهواء. واصيب احد المعتقلين، احمد حامد، بجراح بالغة في رأسه، ويجري فحص ما اذا نجمت اصابته عن عيار ناري او حجر تم رشقه على المستعربين. ويشعر الفلسطينيون بالقلق من نشاط المستعربين، ويحاولون في كل مرة ايجاد طرق لمواجهتهم. وفي اعقاب حادث الأمس تم نشر اوامر تهدف الى احباط تسلل المستعربين الى التظاهرات.
وحسب هذه الأوامر على المتظاهرين التجمع في مجموعات صغيرة لا يزيد عددها عن عشرة اشخاص، واختيار كلمة سر مشتركة لأعضاء المجموعة، ومطالبة كل ملثم ينضم الى المجموعة بقول الكلمة، ويجب على من ينضمون الى المجموعة رفع ثيابهم للتأكد من عدم حملهم لأسلحة، كما يجب على المتظاهرين ادخال قمصانهم داخل بناطيلهم كي يظهروا بأنهم لا يخفون مسدسات تحت قمصانهم. كما منع أعضاء كل مجموعة من الاقتراب من مجموعة ملثمة، لأنه حسب الفلسطينيين يحب المستعربون التجمع معا. يشار الى ان وحدة دوفدوفان نفذت في الأسبوع الماضي، عشرات العمليات، وعلى مدار الساعة، وشاركت في اعتقال الخلية التي قتلت الزوجين هانكين.
استقالة بينت من الكنيست لضم شولي معلم
كتبت "يسرائيل هيوم" ان رئيس البيت اليهودي، الوزير نفتالي بينت استقال من عضويته في الكنيست، كي يتيح لعضو الكنيست السابق شولي معلم، العودة الى الكنيست. وقدم بينت استقالته الى رئيس الكنيست، امس، بناء على القانون النرويجي الذي صادقت عليه الكنيست مؤخرا، والذي يسمح لوزير بالاستقالة من عضويته في الكنيست ومواصلة شغل منصبه الوزاري. واوضح بينت في رسالته انه اذا توقف عن شغل منصبه الوزاري فسيرجع الى عضويته في الكنيست.
فرنسا ترفض اشراك رؤساء المستوطنين في حفل للسفارة في تل ابيب
كتب موقع القناة السابعة، ان السفارة الفرنسية في تل ابيب رفضت السماح بمشاركة رؤساء سلطات محلية في المستوطنات في مراسم منح وسام الشرف في الوزارة. وعلمت القناة السابعة ان الحفل سيقام في الوزارة مساء اليوم الخميس، ودعي اليه عدد من رؤساء السلطات المحلية في المستوطنات، ومن بينهم رئيس بلدية اريئيل ورئيس مجلس محلي معاليه ادوميم، ورئيس مجلس اقليمي غور الاردن، ورئيس مجلس محلي بيت ارييه. لكن السفارة اعلنت بأنها لا تصادق على مشاركة رؤساء سلطات محلية واقعة وراء الخط الاخضر في هذه المراسم.
مقالات
موجة تغذي ذاتها
يكتب عاموس هرئيل في "هآرتس" ان سلسلة عمليات الطعن في البلاد، امس (الاربعاء)، في القدس الشرقية وكريات جات وبيتح تكفا، ومن ثم العملية التي تم احباطها في المساء في القدس الشرقية، تواصل تقويض المشاعر الامنية للمواطنين الاسرائيليين، وهذه المرة داخل الخط الأخضر، ايضا. وفي حين يلاحظ في الضفة الغربية، لليوم الثاني على التوالي، انخفاض المظاهرات العنيفة، بدأ الإرهاب الفردي بالوصول إلى قلب البلاد.
لا يمكن التقليل من الآثار النفسية للإرهابي الذي يركض داخل مبنى سكني بحثا عن ضحايا، او إرهابي يهاجم زوار مركز تجاري. وفي المساء، كما لو أنه لتعزيز الانطباع باستمرار الهجمات، ووقوع هجوم ارهابي كل بضع ساعات، اصيب مواطنين اسرائيليين وفلسطيني حاول، حسب الشبهات، دهس افراد الشرطة على حاجز قرب معاليه ادوميم. لقد اجاد الجيش والشاباك حتى الان وقف غالبية خلايا اطلاق النيران التابعة لحماس في الضفة، قبل شن الهجمات. ومن تمكن من العمل، رغم ذلك، تم اعتقاله بعد فترة وجيزة نسبيا.
تعمل اجهزة الأمن الفلسطينية، وبموجب توجيهات جديدة ومتشددة من قبل الرئيس محمود عباس، على تقليص الاحتكاك العنيف مع الجيش والمستوطنين. ولكن ضد شاب ابن 17 او 18 عاما يخرج في طريقه من الضفة، ويترك، في افضل الحالات، تلميحا على صفحته في فيسبوك، لا يوجد اليوم أي حل فاعل لإحباطه. في القيادة الأمنية يدعون ان المظاهرات في الضفة لا تعكس حاليا، حالة تدهور واسع، ويشيرون الى ان حماس امتنعت حتى الآن عن فتح جبهة جديدة في قطاع غزة (رغم رغبتها بإشعال الارض في الضفة، غير الخاضعة لسيطرتها).
قبل يومين شارك رجال تنظيم فتح في مظاهرة عنيفة تم خلالها اطلاق النار على جنود الجيش الاسرائيلي على المدخل الشمالي لرام الله. في إسرائيل يتعقبون عن كثب سلوك التنظيم، الذي يتحدى رجاله في الآونة الأخيرة، اجهزة الأمن، خاصة في مخيمات اللاجئين في الضفة. بعد الحادث في رام الله عملت الاجهزة الامنية الفلسطينية بشدة ضد رجال التنظيم، بأمر من عباس. ولكن حاليا، تكمن المشكلة الاساسية في مواجهة المخربين المنفردين. حتى اذا اعلنت تنظيمات الارهاب مسؤوليتها عن عمليات الدهس والطعن بعد موت منفذيها، فان غالبية هؤلاء يخرجون لتنفيذ العمليات لوحدهم، وبدون أي قاعدة تنظيمية تدعمهم.
رغم ان غالبية الجمهور الفلسطيني في الضفة، باستثناء الشبيبة، لا يشارك في المواجهات (خلافا لبداية الانتفاضتين السابقتين)، ورغم انه لم يتم حتى الآن تسجيل محاولات لتنفيذ عمليات انتحارية، الا انه يسود الشعور بوجود نوع من الجرف في العمليات، بسبب عمليات الطعن والدهس الاخيرة. المس بالأمن الشخصي للإسرائيليين، والذي يسود الشعور به في الضفة والقدس الشرقية منذ زمن بعيد، يتسلل الى داخل الخط الأخضر. في ظل التغطية الاعلامية المكثفة، ومطالب الجناح اليميني في الائتلاف بتنفيذ عمل عسكري حازم، يمكن ان تتولد لاحقا مواجهة مع السلطة، رغم ان الجيش على اقتناع بأن عباس يعمل الان بكل قواه من اجل وقف التصعيد. موجة العمليات تغذي ذاتها، ونجاح عمليات الطعن تقود الى مزيد من محاولات التقليد.
هذه المرة دخل الى الصورة عامل لم يلعب حتى الان دورا ملموسا في الفترات العنيفة السابقة – رد فعل المستوطنين. خلال النقاشات التي اجراها المجلس الوزاري والقيادة الامنية في الأسبوع الأخير، نوقشت بشكل موسع، اعمال المستوطنين العنيفة في اعقاب مقتل الزوجين هانكين قبل اسبوع، والتي شملت رشق حجارة على السيارات الفلسطينية واحراق املاك فلسطينية وشتم الجنود والبصق عليهم. ولكن هذه تبقى المشكلة الصغيرة، فالتخوف هو انه على الرغم من تعقب نشطاء اليمين المتطرف المشبوهين بالضلوع بقتل عائلة دوابشة في دوما، فانه ستأتي الان عملية دوما ثانية، انتقاما لعمليات القتل الفلسطينية في الايام الأخيرة. وهذه النار سيكون من الصعب اخمادها.
خلال التحقيقات التي اجريت مع الذين نفذوا العمليات في الآونة الأخيرة (وكان هناك من قتلوا بنيران قوات الأمن) تكرر طرح مبررين: الرغبة بالانتقام لعائلة دوابشة، والايمان المضلل بأن اسرائيل تنوي العمل من اجل السيطرة على الحرم القدسي والمس بحوق المسلمين هناك. في الأيام الأخيرة توجه مكتب رئيس الحكومة الى الشخصيات العامة في اليمين، ومن بينهم الوزير اوري اريئيل واعضاء كنيست، وطلبت منهم عدم الدخول الى الحرم. وتم توجيه الطلب بتوصية من الجهاز الامني ومقابل التلميح الى نية إسرائيل الحفاظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي، والذي تم تحويله الى السلطة الفلسطينية ومصر والاردن والسعودية.
يصعب ازالة غيمة دوما. فحتى الان لم يتم جمع ما يكفي من الادلة التي تدعم تقديم لوائح اتهام. والتجميد في التحقيق يعزز فقط ايمان الفلسطينيين بأن القتلة اليهود يتمتعون برعاية الدولة. الصراع الديني بين المتزمتين في الحرم، كما دائرة الانتقام في الضفة، يواصلان تغذية النار. في مثل هذه الأجواء من المشكوك فيه أن المواطن الاسرائيلي المتوسط يصغي او يتحمل النقاشات حول مدى اصرار السلطة على مكافحة الارهاب، او على عدد المشاركين في التظاهرات امام الحواجز العسكرية. بالنسبة للمواطن فان ما يهمه هو العودة للشعور بالأمن في المركز التجاري في بيتح تكفا او في العمارة السكنية في كريات جات، وايضا، على الشارع قرب نابلس.
أصنام جديدة في الحرم القدسي
يكتب ديمتري شوماسكي في "هآرتس" انه قبل فترة طويلة من قيام طالب لايفنيتش، كريستيان فون وولف، في بداية القرن الثامن عشر، بادخال مصطلح "التعددية" الى قاموس المصطلحات الفلسفية المتنورة، جرى استخدام تكتيكات الخطاب التعددي، وليس دائما من اجل تشجيع الانفتاح على التنوع في المجتمع البشري، بل أحيانا من اجل تحقيق العكس - قمع "الآخر" والمختلف. يعرف التاريخ اليهودي جيدا ظواهر كهذه منذ عهود سابقة، ومن اشهرها، ان احد المركبات الأساسية للصورة السلبية لليهود في نظر العالم الروماني والهيليني، كان يرتبط بالارتداع عن التوحيدية اليهودية نظرا لعدم تسامحها تجاه الآلهة المختلفين.
اليونانيون والرومانيون الذين اعتادوا تشخيص تشابه بين آلهتهم وآلهة الآخرين، استغربوا رفض اليهود التعاون مع هذه الممارسة، ووجدوا في ذلك أدلة قوية على الطبيعة المظلمة والهمجية لليهودية على وجه الخصوص. وكانت هناك قضايا سيئة السمعة، كالمراسيم الصادرة عن ملك السلوقيين أنطيوخوس إبيفانيس ضد الديانة اليهودية، أو نية القيصر الروماني غايوس كاليجولا وضع تمثال تكريما له في الهيكل، التي عبرت، من بين أمور أخرى، عن غضب وإحباط الحضارة الوثنية بسبب فشل المحاولات المتكررة لكسر الروح "غير التعددية" للديانة الشرقية المتزمتة.
من الواضح ان الجانب الديني والثقافي للتوتر السائد بين اليهودية والعالم الروماني والهيليني، يترافق ايضا بأسس سياسية متعاظمة. اللقاء بين يهود ارض اسرائيل مع العالم الهيليني والروماني، كان في الأساس عندما كان اليهود يخضعون لسيطرة الامبراطوريات الاجنبية. لذلك، فان اصرارها على هويتها الدينية التوحيدية، وخاصة الصراع ضد محاولات إدخال الطقوس الوثنية الى الهيكل في القدس، شكلت في الاساس حرب دفاع عن بقايا ما يمكن تسميته الشخصية الجماعية للشعب اليهودي امام العبودية. وفي المقابل، وبالنسبة للحاكم الامبريالي، كانت الجهود الدائمة للتغلغل في المناطق الخاصة والجماعية للشعب المستعبد، تهدف الى تشديد رسن القمع وضمان انصياع الرعايا على المدى الطويل.
التاريخ يكرر نفسه مرتين، كقول كارل ماركس، مرة كمأساة ومرة كمهزلة. لا يزال من المبكر لأوانه تحديد أي نوع من هذين الاستعراضين نشهد الآن في جبل الهيكل (الحرم القدسي)، لكنه يصعب التهرب من الانطباع (الفظيع أو الساخر، اعتمادا على ما إذا كنا امام مأساة أو مهزلة) بأن هذا العرض حدث قبل حوالي الفي سنة. الفارق الوحيد الآن هو ان بعض اليهود يظهرون فيه في دور اليونانيين والرومانيين، بينما يظهر العرب الفلسطينيين – بدور اليهود في فترة الهيكل الثاني.
القوميون اليهود التبشيريين، المسؤولين عن نظرية "معهد الهيكل"، والذين يحظون بدعم من بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية المحتلة، يطالبون بفرض "حرية العبادة" لليهود في الموقع الديني الإسلامي. ويفعلون ذلك من خلال الاستخدام المنحرف لخطاب التعددية الدينية، بهدف واحد، ليس دينيا بحتا بل قومي وسياسي واضح - إظهار الوجود اليهودي في احدى الجزر الخاصة والجماعية التي تبقت للعرب الفلسطينيين في وطنهم، وبالتالي تشديد العبودية. هذا يشبه الحوار الهيليني والروماني، الذي اظهر اعتراض يهود الهيكل الثاني على إدخال الطقوس الوثنية الى الهيكل بمثابة ظاهرة همجية، ووفر سلاح الدعاية الناجع لتعزيز الهيمنة الأجنبية في يهودا.
الفلسطينيون من جانبهم، لا يرون في الحرم الشريف "مجرد" مكان يعتبر أحد أقدس مقدسات الإسلام، وانما، أيضا، أحد آخر مواقع الحميمية الوطنية الفلسطينية، التي يمنع وطأ أقدام الاحتلال الإسرائيلي لها. تماما كما كان الهيكل، وعلى الرغم من طبيعته النخبوية، يرمز في نظر يهود فترة الهيكل الثاني الى الفضاء الخاص والفريد للشعب اليهودي، ولا مكان فيه للمحتلين الأجانب.
عندما قال النائب جمال زحالقة مؤخرا لمجموعة من اليهود الذين دخلوا الى الحرم "انصرفوا من هنا، اذهبوا الى بيوتكم، ليس مرغوبا فيكم هنا، مجرمون، مجانين، هذا لنا، هذا بيتي"، لم يكن كلامه موجها ضد اليهودية او اليهود، وانما ضد الروح الشريرة، الامبريالية – الوثنية بصورها التاريخية القديمة – التي سيطرت على الأقلية المتزايدة في القدس. ولذلك، من المناسب بكل اليهود الذين لا يعتبرون الذكرى التاريخية لاضطهاد شعبهم في ارض اسرائيل في الماضي البعيد، مسألة غير ذات اهمية، ان يصغوا الى صرخات الفلسطينيين والنائب زحالقة ويخرجوا للاحتجاج الحاسم ضد من يتعاملون اليوم مع الفلسطينيين ومقدساتهم تماما كما تعاملت الممالك الوثنية ذات مرة مع ابائنا.
الاحمرار عاد الى وجه ابو مازن
يكتب البروفيسور ايال زيسر، في "يسرائيل هيوم" انه يجب الاعتراف بأن موجة العمليات التي تمر بها إسرائيل في الأيام الأخيرة، اعادت الاحمرار الى وجه ابو مازن. فقد أصبح الزعيم الفلسطيني فجأة على صلة وهناك من يثني على محاولاته لتقييد حجم العنف، وهناك من يهاجمه على مساهمته في تحريض الشارع الفلسطيني، وطبعا هناك، كالمعتاد، من يدعون الى استئناف المفاوضات معه للتوصل الى سلام اسرائيلي – فلسطيني. المهم انهم عادوا اخيرا الى التطرق اليه. لكن ابو مازن كان الى ما قبل عدة أسابيع زعيما منسيا، يفقد بسرعة صلته حتى في صفوف المقربين منه ومساعديه الذين بدأوا التآمر عليه. ولكي يحافظ على مكانته هدد ابو مازن، كما نذكر، بالقاء قنبلة خلال خطابه في الأمم المتحدة، والاعلان بأنه سيستقيل او يلغي حتى اتفاقات اوسلو. لكن تهديداته ايضا لم تمنحه الاهتمام في إسرائيل والعالم الواسع ولا حتى في الشارع الفلسطيني.
وها هو الآن، وكمن عثر على كنز، يقفز ابو مازن على موجة العمليات، ويجد معولا يحفر فيه، في اطار الجهد الأخير للحفاظ على بقائه وعلى اجهزته. لأن تهديداته الفارغة المضمون بشأن الانسحاب من اتفاقات اوسلو لا تخفي حقيقة انه بقدر لا يقل عن حاجة إسرائيل لعباس، يحتاج عباس ايضا الى إسرائيل في سبيل الحفاظ على اجهزته وضمان بقاء سلطته مع كل الرشاوى المرتبطة بذلك، له وللمقربين منه ولأجهزته. ابو مازن ليس رجل ارهاب وعمليات، ومن المؤكد انه تعلم الدرس من سابقه ياسر عرفات، الذي احترق بنار الانتفاضة الثانية التي اشعلها بيده. ولكن في الوقت ذاته لا شك ان النار الهادئة تخدم هدفه بالعودة لكي يصبح شخصية لها صلة بالنسبة لإسرائيل والمجتمع الدولي وابناء شعبه.
وباستثناء ذلك، يلتزم ابو مازن بالرواية الفلسطينية التي لا تشجب العمليات وانما تعتبرها جزء من النضال الشعبي ضد "الاحتلال". قبل عدة أسابيع كان يبدو ابو مازن كمن ينتمي الى الماضي، لكن موجة العمليات تمنحه الآن الصلة والجوهر ومعنى وجوده، ومرة اخرى يمكنه اداء مهامه. نأمل ان يعمل ابو مازن من اجل تخفيض اللهيب، والأهم من ذلك نأمل انه لا يزال يتمتع بتأثير على اجهزته وعلى ابناء شعبه.
المطلوب: مبادرة نشطة.
يكتب الجنرال (احتياط) غرشون هكوهين، في "يسرائيل هيوم" ان الحوار العام للحكومة الإسرائيلية، والى حد كبير لقادة المستوطنين، ايضا، يسعى في الأساس الى تحقيق الأمن للمدنيين. طبعا هذا هو جوهر له استحقاقه، لكنه يحاصر دولة إسرائيل بسلوك دفاعي. نظرية الأمن التي وضعها دافيد بن غوريون هدفت الى نقل الحرب الى أرض العدو، ليس فقط بسبب غياب مجال لادارة الدفاع، وانما في الأساس من خلال الفهم بأنه كي تنتصر في الحرب، حتى عندما تكون دفاعية في جوهرها، يتطلب الأمر اخذ المبادرة ونقل الجانب المدافع من سلوك الرد الى سلوك نشط. ومن هذا المنطلق، لا يكفي وضع ايدينا على الخلايا التي تنفذ عمليات القتل بعد تنفيذ عملياتها.
عندما نسمي الاعمال العدائية "ارهاب"، فإننا نصف فقط شكل العمل، ونعتم على الحاجة الى فحص جوهر العمليات. حتى اذا وجدنا صعوبة في تحديد العنوان المسؤول الذي يوجه العمليات بشكل منظم، فإنها تتراكم في اتجاه يولد جوهرا استراتيجيا يهدد المصالح الاستراتيجية الحيوية لدولة اسرائيل، ومن بينها السيادة في عاصمتها. حاليا، توجه الاستراتيجية الدفاعية للحكومة الجيش على ضمان الأمن للمواطنين، وتتوقع ان تقود العمليات الدفاعية ذات طابع الرد الفعال الى خمود الموجة العنيفة. لكن الواقع المركب يخلق محفزات الانجاز للخصم الفلسطيني، كتحديد مناطق في القدس، مثلا، يمنع دخول اليهود اليها.
سلوك الرد امام قطار انحرف عن مساره يعالج بشكل تقني اعادة النظام الميكانيكي الى سابق عهده. وينتهي التصليح بإعادة النظام الى الاستقرار الروتيني. في المنظومة الانسانية، المركبة في طبيعتها، حتى ما يبدو كتحقيق للاستقرار، يولد عمليا واقعا جديدا. وفي هذا المكان، ولكي يتبلور الواقع الجديد حسب الاتجاهات المرغوبة لنا، يتطلب الأمر غالبا طرح مبادرة استراتيجية نشطة. المطلوب هنا طريقة عمل تحقق بمبادرتنا – وبمنطق يشذ عن طابع الرد – التوجه الآخر الذي نرغبه. فما هو، اذا، طابع التوجه النشط الذي يمكنه خدمة اسرائيل في هذه المعركة؟
هذا السؤال يضعنا امام مفترق دراماتيكي يحدد جوهر وجودنا في البلاد: هل نريد هنا دولة تكون القدس مركزها، بكل ما يحمله ذلك من المعاني الدينية والقومية، او اننا لا نطلب هنا اكثر من موطئ قدم لليهود المضطهدين، ليس اكثر من ملاذ آمن، يعترف به العالم.
في خضم حرب الاستقلال، في نيسان 1948، عرض دافيد بن غوريون امام اللجنة التنفيذية الصهيونية معاييره لتحديد المعركة على القدس كجهد اساسي للحرب، وقال: "ليست هناك حاجة الى الشرح في اللجنة التنفيذية الصهيونية ما هي قيمة القدس في تاريخ الشعب اليهودي والدولة والعالم، لأنه اذا كانت لهذه البلاد روح فان القدس هي روح ارض اسرائيل، والمعركة على القدس حاسمة وليس من ناحية عسكرية فقط.. القدس تطلب وتستحق ان نقف معها. القسم الذي كان على انهار بابل يلزمنا اليوم كما في تلك الأيام، والا لن نستحق اسم شعب اسرائيل".
ان ذلك القسم "على انهار بابل" هو القسم الذي يؤديه كل زوج يهودي خلال مراسم زواجه: "اذا نسيتك يا قدس فلتنسني يميني".. في هذه النقطة على هذا الكون تتوحد في الامة الاسرائيلية ثلاث دوائر – الدينية، القومية والسياسية. وهكذا ايضا بالنسبة لأعدائنا وجيراننا الفلسطينيين. هذه هي القوة التي تحرك هذه المعركة. ومن وجهة النظر هذه، لا يكفي ان تصادق الحكومة الاسرائيلية على مقترحات العمل المتعلقة بالجهاز الأمني.
الفاعلية العملية مطلوبة هنا بأحجام تفوق المسؤولية التقنية لقادة الاجهزة الامنية. في السياق الاستراتيجي الشامل، هذا هو المحفز الكامن في توجهات البناء والاستيطان في القدس ويهودا والسامرة. ليس الحديث عن مصلحة قطاعية هنا، وانما عن مصلحة قومية. وفي وقوفنا على هذا المفترق، فان من يطلب في ارض اسرائيل الخلاص والوطن، عليه ان يوجه عمله بشكل يختلف عمن لا يطلب اكثر من ملاذ آمن. لقد وصلنا الى المفترق، وقراراتنا تنطوي في هذه الساعة على معاني مصيرية بشأن مستقبلنا هنا.
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui...35d9&zw&atsh=1
Nida Younis
Director of the Press Office and Public Relations Unit
Ministry of Information, Ramallah
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 1 كانون الأول 2015
تطورات كبيرة في احدى قضايا الارهاب اليهودي والمحكمة تمنع النشر
كتبت الصحف الإسرائيلية، انه طرأت في الأيام الأخيرة تطورات كبيرة في احدى قضايا الارهاب اليهودي التي تشغل الجهاز الأمني، والتي بذلت فيها الكثير من الجهود بهدف حلها. وصدر امر قضائي بمنع نشر أي تفاصيل تتعلق بالقضية باستثناء صدور الأمر. مع ذلك اعربوا في الشرطة والشاباك عن تفاؤلهم بشأن فرص محاكمة المسؤولين.
وحسب "هآرتس" فان الجهاز الامني يستثمر موارد وجهود كبيرة في جمع الأدلة من اجل تقديم لوائح اتهام ضد نشطاء الارهاب اليهودي. ورغم ذلك فقد بقيت الغالبية العظمى من الأحداث الأخيرة بدون حل. وتم التوصل الى التطور الاخير في التحقيق من خلال التعاون بين قسم التحقيق في الشاباك، ووحدة مكافحة الجريمة القومية في شرطة لواء شاي، والنيابة العامة للدولة والمستشار القانوني للحكومة.
نتنياهو في باريس يحرض على السلطة الفلسطينية ويقول ان انهيارها سيأتي ببديل أسوأ
قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قال خلال محادثة اجراها مع المراسلين الصحفيين في باريس، بعد جولة من اللقاءات خلال مؤتمر الاقليم، ان انهيار السلطة الفلسطينية سيأتي ببديل أسوأ. لكن تصريح نتنياهو هذا لم يمنعه من التحيرض على السلطة واتهامها بالتحريض ونشر الاكاذيب، خلال خطابه امام مؤتمر الاقليم الدولي المنعقد في باريس.
وكتبت "هآرتس" ان تصريح نتنياهو هذا جاء على خلفية النقاشات التي اجراها المجلس الوزاري السياسي – الأمني في الأسبوع الماضي، والذي نوقشت خلاله سيناريوهات انهيار السلطة. ورفض نتنياهو التطرق مباشرة الى جلسة المجلس الوزاري، لكن الموقف الذي عرضه كان مختلفا عن موقف عدد من الوزراء الذين ادعوا خلال النقاش ان انهيار السلطة يمكنه خدمة المصالح الإسرائيلية، ولذلك يجب عدم العمل لمنع انهيارها.
وقال نتنياهو: "انا لا اتمنى انهيار السلطة، وإسرائيل تحاول القيام بخطوات تمنع تحقق سيناريو كهذا". لكن نتنياهو رفض توضيح ما هي تلك الخطوات، وقال: "حقيقة وجود بديل سيء اليوم لا يعني اننا لن نحصل على بديل أسوأ، لكنه يجب حدوث تغيير في سلوك السلطة الفلسطينية".
يصافح، يبتسم، ويحرض
يشار الى انه في الصورة الجماعية التي التقت للقادة المشاركين في مؤتمر الاقليم، قامت فرنسا بإيقاف نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في الصف الثاني، فيما فصل بينهما رئيس الحكومة النيوزلندية جون كي فقط. وبعد التقاط الصورة تصافح نتنياهو وعباس، وتبادلا عدة كلمات. وهذه هي المرة الاولى التي يلتقيان فيها وجها لوجه ويتصافحان منذ عام 2010.
وقال نتنياهو لاحقا، ان مصافحة عباس كانت جزء من البروتوكول، ولا ترمز الى أي تغيير في العلاقات بينهما. "يوجد بروتوكول دبلوماسي وانا اتصرف كما يجب. من المهم ان يرى العالم بأننا على استعداد للحديث مع الفلسطينيين، لكنه ليست لدي أي اوهام بشأن أبو مازن".
وظهرت حقيقة تحريض نتنياهو مجددا على السلطة الفلسطينية، في الخطاب الذي القاه امام المؤتمر والذي نشر موقع القناة السابعة مقتطفات منه، صباح اليوم. وكتب الموقع ان رئيس الحكومة استغل خطابه في مؤتمر الاقليم العالمي في باريس، لتوجه انتقاد شديد الى سلوك السلطة الفلسطينية وتحريضها على الارهاب ضد اليهود.
وبدأ نتنياهو خطابه بالإعراب عن تماثله مع الم الشعب الفرنسي في اعقاب هجمات باريس، وقال ان الشعبين يواجهان تجربة مريرة مع الارهاب "وهذا ليس مفاجئا، لأنه يوجد عامل مشترك لإسرائيل وفرنسا، وهو ان الأسس التي يريد المخربون تدميرها هي الحرية والمساواة والتعددية والتسامح والديمقراطية".
وحسب نتنياهو فان "المخربين الذين اصابوا الابرياء في باريس يرتكبون ذات الخطأ الذي يرتكبه من يصيبون اليهود الأبرياء في إسرائيل – انهم لا يفهمون ان القيم المشتركة هي مصدر قوتنا، وبمساعدتها سنتغلب على ألمنا ونجند القوة لمحاربة الارهاب".
وانتقد سلوك السلطة الفلسطينية خلال موجة الارهاب الحالية وقال: "علينا الاعتراف بأن التحريض المتطرف والاكاذيب تشجع الارهاب. من يلتزم بالسلام يجب عليه محاربة التحريض وقول الحقيقة". واضاف: "اذا كان الرئيس عباس يلتزم بالسلام فانه يجب عليه وقف التحريض من جانب رجاله ضد إسرائيل والبدء بشجب اعمال قتل الابرياء في كل انحاء إسرائيل".
عباس يطلب من فرنسا اعادة طرح مشروع قرارها في مجلس الامن
وكتبت "هآرتس" انه بالنسبة لعباس ايضا، لم تغير مصافحة نتنياهو شيئا. وخلال اجتماعه بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، على هامش المؤتمر، طلب منه عباس ان تقوم فرنسا باستئناف جهودها لدفع مشروع قرار في مجلس الأمن يحدد مبادئ لحل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. وخلال خطابه امام المؤتمر هاجم عباس إسرائيل بشدة ودعا العالم الى الضغط عليها لإنهاء الاحتلال.
الى ذلك قال نتنياهو انه التقى في الرواق لمدة عشر دقائق مع الرئيس الأمريكي باراك اوباما، وناقشا الموضوع الفلسطيني. وأضاف: "قلت له انظر كيف يواصل ابو مازن التحريض. وقلت له ان الخطوة الاولى نحو السلام تكمن في وقف التحريض والارهاب. انا اضغط في هذا الشأن واريد رؤية نتائج في هذا الموضوع. يجب على ابو مازن التوقف عن التحريض ونشر الأكاذيب. وقال لي اوباما انه ينوي التحدث مع ابو مازن عن ذلك، وانه يوافق معي على انه يجب وقف التحريض".
نتنياهو: "زعماء عرب صافحوني واحدهم اثنى على خطابي"
والتقى نتنياهو في كواليس المؤتمر وخلال استراحة الغذاء، اكثر من عشرة زعماء اجانب. وبالإضافة الى اوباما وبوتين، التقى مع رئيس الحكومة الهندية نيريندا مودي، ومع رئيس الحكومة الكندية الجديد جاستن ترودو، ورئيس حكومة استراليا الجديد مالكولم تورنبول. كما اجرى لقاءات قصيرة في الرواق مع رئيسة الحكومة النرويجية ورئيسة ليطا، والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كمرون.
وقال نتنياهو للصحفيين انه التقى خلف الكواليس عدة زعماء عرب، توجهوا اليه وتحدثوا معه. لكنه رفض كشف هوياتهم. وقال خلال حديثه عن وجبة الغذاء ان "قادة عرب اقتربوا مني وصافحوني امام العالم كله. وانا لا اتحدث فقط عمن تربطنا بهم علاقات وانما عن آخرين. واعرب احدهم عن تقديره لخطابي في الامم المتحدة. يحدث شيء مختلف هنا".
ومن بين اللقاءات القصيرة التي عقدها نتنياهو كان اللقاء مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، فدريكا موغريني، حيث تحدثا لعدة دقائق وطلبت موغريني خلالها تلقي توضيحات حول قرار نتنياهو تعليق الاتصالات مع الاتحاد الاوروبي في الموضوع الفلسطيني ردا على قرار وسم منتجات المستوطنات. وبعد اللقاء قالت المتحدثة بلسان الاتحاد الاوروبي بأن العلاقات مع إسرائيل والفلسطينيين جيدة وهكذا ستكون لاحقا. واضافت المتحدثة ان الاتحاد الاوروبي سيواصل العمل مع إسرائيل والفلسطينيين في مسألة العملية السلمية من خلال الرباعي الدولي.
من جهته قال نتنياهو انه خلال اللقاء القصير مع موغريني لم يغير من انتقاده لقرار وسم منتجات المستوطنات. واضاف: "لدينا نقاش مع الاتحاد الأوروبي وانا لا اخفيه. موغريني ليست معنية (بالمواجهة) وهم يفهمون انه توجد مشكلة جدية من وجهة نظرنا".
وعلى الرغم من كون دول رئيسية في الاتحاد الاوروبي هي التي ضغطت على موغريني من اجل دفع قرار وسم المنتجات، الا ان نتنياهو يدعي بأن المشكلة هي في الأساس مع بيروقراطية مؤسسات الاتحاد الاوروبي في بروكسل، وليس مع الدول الاعضاء في الاتحاد. وقال ان مشكلة إسرائيل نابعة من انه في الواقع الحالي في اوروبا، تفوق قوة مؤسسات الاتحاد في بروكسل، قوة الدول الاعضاء في الاتحاد.
وحسب نتنياهو فان الصورة المفصلة لعلاقات إسرائيل مع الدول الاوروبية الرائدة هي جيدة، فهي تكن اهمية كبيرة لإسرائيل في المجالات التي تهمها، ومكانة اسرائيل الحقيقية في العالم لا يتم التعبير عنها في الحوار الاعلامي الاسرائيلي. وبرأيه فان إسرائيل ليست معزولة وانما العكس هو الصحيح، فمكانتها راسخة والناس يبحثون عن التقارب معنا ويعرفون بأن إسرائيل هي قوة اقليمية ودولية كبيرة، ويمكنهم الاستعانة بها في محاربة الإسلام المتطرف والارهاب، وكذلك في مجال الاختراعات والسيبر والمياه.
نتنياهو وبوتين يواصلان تنسيق عمل جيشيهما في سوريا!
كتبت "هآرتس" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قال في اعقاب اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، امس، في باريس، ان لقاء سيعقد بين ضباط من الجيشين الاسرائيلي والروسي اليوم، لمناقشة تنسيق العمل العسكري في سوريا، في ظل حادث اسقاط الطائرة الروسية على الحدود التركية.
وقد اجتمع نتنياهو وبوتين لمدة 45 دقيقة، وناقشا الموضوع السوري بشكل خاص. وقال نتنياهو: "لقد اتفقنا على تعميق التنسيق العسكري من اجل منع وقوع اخطاء، ومنع الاصطدام في سماء سوريا".
وقال نتنياهو لبوتين ان إسرائيل لن تتحمل مهاجمتها من الأراضي السورية وستواصل العمل لمنع نقل اسلحة لحزب الله. واضاف انه على الرغم من العمل الروسي العسكري ونصب منظومات متطورة ضد الطائرات في سوريا فان هذا لن يجعل إسرائيل تقلص عملها. واوضح: "قلت لبوتين اننا سنواصل الدفاع عن مصالحنا ضد كل عدوان، وانا اعتقد انه يفهم ويتقبل ذلك". وأضاف: "التوجه كان هو الرغبة بمنع مواجهة، وايضا من خلال احترام المصالح الامنية لإسرائيل. يوجد بيننا تنسيق عسكري متواصل ومعمق. نحن لا نقبل ولسنا ملزمين لروسيا بتقليص حرية العمل".
وقال نتنياهو ان بوتين اطلعه على تفاصيل اسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا، وسلم نتنياهو المعلومات التي تملكها روسيا حول الحادث. وقال: "من المهم ان نفهم انه توجد هنا علاقات خاصة تخدم مصلحتنا القومية. يجب ان نتخيل فقط أي وضع كنا سنتواجد فيه لو دخلنا في مواجهة مع هذه القوة العظمى. نحن نفعل كل شيء كي نمنع ذلك".
وتطرق نتنياهو وبوتين الى آلية التنسيق العسكري بين إسرائيل وروسيا، وقال بوتين انه "يعمل بنجاعة" من اجل منع حدوث اخفاقات.
اتهام فلسطيني من غزة واخر من رهط بتهريب لفائف لحام الى غزة
كتبت "هآرتس" ان النيابة العامة قدمت الى المحكمة المركزية في بئر السبع، امس، لائحة اتهام ضد زياد محمد كامل خاطر، من غزة، وعارف احمد سالم طلالقة، من رهط في النقب، على خلفية محاولتهما ادخال لفائف لِحام الى غزة، علما ان هذه اللفائف تعتبر من المواد التي يمنع الجهاز الامني ادخالها الى القطاع الا بموجب تصريح امني.
وحسب لائحة الاتهام فقد نجح خاطر بإدخال لفائف كهذه في السابق من دون مساعدة طلالقة، حيث اخفاها بين بضائع اخرى اشتراها من إسرائيل. ويتهم طلالقة، وهو سائق شاحنة، بأنه نقل خاطر في الاول من نوفمبر الى حولون ومن ثم الى رشفون، لشحن بضاعة. وفي حولون اشترى خاطر حوالي 40 لفة من كوابل اللحام، وسافرا معا الى رشفون للاتفاق مع سائق شاحنة على نقل البضاعة الى غزة، وقاما باخفاء الكوابل داخل البضاعة. وشاهدهم اصحاب المخزن وهم يخفون الكوابل بين البضاعة وطالبوهما بإنزالها، فاستجابا لذلك. وبعد خروج الشاحنة من رشفون، اوقفها صاحبها في الطريق والتقى طلالقة. ومن دون معرفة السائق قام طلالقة وخاطر بإعادة لفات اللحام الى الشاحنة. وعندما وصل السائق الى معبر كرم ابو سالم، علم من عمال المخزن بما حدث فقام بتسليم الكوابل لسلطات الأمن.
المحكمة تؤجل النطق بالحكم على المتهم الرئيسي بجريمة احراق وقتل محمد ابو خضير
كتبت "هآرتس" ان المحكمة المركزية في القدس، قررت امس، تأجيل النطق بالحكم على المتهم الرئيسي بقتل الفتى الفلسطيني محمد ابو خضير في تموز 2014، وذلك في اعقاب قيام محامي المتهم بتسليم المحكمة تقريرا حول الحالة النفسية للمتهم يوسف حاييم بن دافيد. وفي المقابل قررت المحكمة ادانة القاصرين المتهمين في جريمة القتل مع بن دافيد. وقال والد محمد ابو خضير في اعقاب قرار المحكمة تعليق النطق بالحكم على بن دافيد ان "المسألة كلها كذب. انا اخشى ان تطلق المحكمة سراحهم في نهاية الامر. انا اطالب المحكمة بالعدل".
وكتب القضاة في قرارهم ان "بن دافيد اعترف خلال التحقيق معه بكل التهم الموجهة اليه، بما في ذلك الاختطاف والقتل. كما اعترف امام الشرطة بالإعداد والتخطيط لخطف وقتل عربي. وصودق على ذلك في المحكمة وثبتت حقيقة التهم، التي تم دعمها من خلال الافادات التي ادلى بها المتهمين الثاني والثالث (القاصرين)، وكذلك من خلال الأدلة. ولذلك يجب التحديد بأن المتهم الاول ارتكب المخالفات المنسوبة اليه في لائحة الاتهام". كما اشار القضاة الى انه خلافا للسلوك الصحيح والمناسب، تم اعداد وجهة نظر من قبل المتهم الاول حول وضعه النفسي قبل عدة ايام فقط من النطق بالحكم. ورغم ذلك فإننا نمتنع في هذه المرحلة عن ادانة المتهم الاول وسنناقش الموضوع لاحقا".
وتدعي وجهة النظر الطبية التي قدمها المحامي يوم الخميس الماضي، ان بن دافيد لم يكن مسؤولا عن اعماله خلال تنفيذ عملية القتل. وتتناقض وجهة النظر هذه مع وجهة النظر التي قدمتها النيابة العامة والتي تحدد بأنه مؤهل لمحاكمته ولا يعاني من أي اضطراب نفسي. ويشار الى ان بن دافيد لم يطرح أي خط ادعاء طوال مجريات المحكمة.
وحدد القضاة تاريخ 20 كانون الاول الجاري للنظر في وجهة النظر الطبية. ولكن النيابة عارضت تقديم وجهة النظر الان فقط في سبيل منع النطق بالحكم، ووافقوا على تقديمها فقط في سبيل تحديد العقوبة. ووبخ القاضي يعقوب تصبان محامي بن دافيد لأنه قام بتقديم هذا المستند فقط قبل يومين او ثلاثة من موعد النطق بالحكم. وادعى المحامي ان سبب التأخير هو رفض أي طبيب نفسي تقديم وجهة نظر كهذه "بسبب سلوك الدولة وتدخل وسائل الاعلام"!
وردوا في مناطق السلطة الفلسطينية وقطاع غزة بغضب على قرار المحكمة تأجيل الحكم على بن دافيد. وقال الناطق بلسان حماس، سامي ابو زهري، ان "قرار تبرئة المستوطن من مخالفة القتل يدل على العنصرية التي تميز إسرائيل وسلطات الاحتلال، ويدعم رعاية جرائم المستوطنين". ودعا المجتمع الدولي الى العمل ضد إسرائيل وصد الارهاب المنظم الذي تمارسه ضد الشعب الفلسطيني. وقال الناطق بلسان الجهاد الإسلامي، داود شهاب، ان "إسرائيل تحمي الارهاب ومحاكم إسرائيل تساند هذه السياسة". واضاف ان "الفلسطينيين يعتمدون على انفسهم وعلى قوات المقاومة الانتقام لدماء كل الشهداء الفلسطينيين".
إسرائيل والاردن تطلقان مناقصة لمشروع قناة المياه
كتبت "يسرائيل هيوم" ان القائم بأعمال رئيس الحكومة، الوزير سيلفان شالوم، عقد امس، جلسة عمل هامة مع وزير المياه الأردني، حازم الناصر، في الجانب الأردني من البحر الميت. وصدر في نهاية اللقاء بيان مشترك حول نشر المناقصة الدولية لإقامة مشروع قناة المياه. وسيتم نشر المناقصة الدولة لبناء قناة المياه في وسائل الاعلام المحلية والدولية، من اجل دفع المشروع الذي سيزود المياه للجانبين ويسمح بجريان المياه الى البحر الميت، من اجل رفع مستواه وانقاذه من الجفاف.
سبع سنوات سجن لمن يدان بتدريب منفذي العمليات!
كتبت "يسرائيل هيوم" ان قانون مكافحة الارهاب، الذي تناقشه لجنة القانون البرلمانية هذه الأيام، تمهيدا للتصويت عليه في القراءتين الثانية والثالثة، يفرض عقوبات ثقيلة على مدربي المخربين قبل خروجهم لتنفيذ عمليات ارهابية.
ويستدل من نقاش جرى في اللجنة امس، ان القانون يحدد فرض عقوبة خاصة على من يدرب آخر على طرق العمل الارهابي، من اجل دفع نشاط تنظيم ارهابي او عمل ارهابي. وحسب مشروع القانون، فان العقوبة التي تطلب وزارة القضاء فرضها هي السجن لسبع سنوات، بينما يعاقب المتدرب بالسجن لخمس سنوات.
وحسب مشروع القانون، فان العقوبة ستسري ايضا على شخص يتواجد في مكان التدريب والارشاد، بحيث سيعتبر تواجده في المكان بمثابة تلقي تدريب او ارشاد.
وقال المستشار القانوني للشاباك خلال النقاش انه يجب معاقبة المدربين والمتدربين، لأن الارشاد يشكل جزء من التدريب. ووافق النائب بيني بيغن (ليكود) على هذا الموقف وقال "ان هذه هي احدى المخالفات الخطيرة وانا اشمل في ذلك العرب واليهود على حد سواء".
العليا تأمر المستشار القانوني بتفسير سبب امتناعه عن التحقيق في تسريب معلومات سرية خلال الجرف الصامد
كتبت "يسرائيل هيوم" ان المحكمة العليا، طلبت من المستشار القانوني للحكومة، يهودا فاينشتاين، صياغة قرار مفصل خلال 30 يوما، يفسر لماذا يمتنع عن اتخاذ قرار مفصل بشأن التحقيق في تسريب معلومات من جلسات سرية عقدت خلال حملة الجرف الصامد.
وجاء هذا الطلب بعد قيام الحركة من اجل جودة الحكم والنائب ايتان كابل، بتقديم التماس الى المحكمة في اعقاب التقرير الذي بثه اودي سيغل في القناة الثانية والذي تضمن كشف "العرض الايضاحي" الذي سبق وعرضه قادة كبار في الجيش امام اعضاء المجلس الوزاري السياسي – الأمني. واكد الالتماس بأن قانون اساس الحكومة يمنع تماما تسريب المعلومات من اجتماعات المجلس الوزاري المصغر، ويمس هذا التسريب بأمن الدولة وخاصة في الظروف والتوقيت الذي تم فيها التسريب. وجاء ايضا، ان عدم التحقيق في الأمر يمس بشكل بالغ بثقة الجمهور بسلطة القانون وبالمصلحة العامة وبأمن الدولة.
وكان المستشار القانوني قد امتنع عن اصدار قرار مفصل بشأن الموضوع واكتفى بالرد على الالتماس قائلا انه يعتقد بأنه لا مجال للتحقيق في الأمر. وعليه طلبت منه المحكمة تفسير موقفه هذا بشكل مفصل.
قال وزير الأمن موشيه يعلون، امام لجنة الخارجية والامن البرلمانية، امس، انه "للأسف لا يوجد كبح ولا هدوء لموجة الارهاب، الذي هو ارهاب افراد. نحن نستخدم كل الوسائل التي نملكها من اجل وقف هذه الموجة، لكن الجيش مستعد لإمكانية التصعيد". وفي المقابل قال يعلون ان الهدوء يسري على الجبهة الشمالية وفي القطاع الجنوبي.
عقوبات بالسجن على خلية من القدس اتهمت بالتخطيط لقتل يهود!
كتبت "يسرائيل هيوم" ان المحكمة المركزية في القدس، فرضت امس، عقوبة ثقيلة بالسجن على اعضاء خلية مخربين من سكان القدس الشرقية، ادينوا بالتخطيط لإطلاق النار وقتل افراد شرطة وزوار يهود في الحرم القدسي، واختطاف يهودي وقتله واستخدام سلاحه لتنفيذ عملية اطلاق للنيران.
وفرضت المحكمة على جلال قطب السجن لمدة 13 عاما، على محمد الشاعر السجن لمدة اربع سنوات ونصف، وعلى احمد بزلميط السجن لمدة ثلاث سنوات. واكدت المحكمة ان عمل هذه الخلية هو جزء من الارهاب الذي يواجه دولة إسرائيل يوميا، وهو ارهاب يجبي حياة الناس ويخرق روتين حياة الكثيرين".
مراقب الدولة يطالب نتنياهو بوقف سن قانون يدعم الاستيطان
كتبت "يسرائيل هيوم" ان مراقب الدولة يوسيف شفيرا، توجه الى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والمستشار القانوني للحكومة يهودا فاينشتاين، وطالبهما بوقف اجراءات سن قانون يدعم الاستيطان، بادر اليه النائب بتسلئيل سموطريتش (البيت اليهودي). وكتب المراقب في رسالته انه بعث في 19 تشرين الثاني بتقرير مراقبة خطير الى وزير الزراعة اوري اريئيل، المسؤول عن دائرة الاستيطان، ولم يتلق بعد تعقيبه عليه.
واضاف انه "تبين من خلال الفحص ان الدائرة التي يفترض ان تشكل ذراعا تنفيذية انشغلت في تحديد معايير لشكل توزيع الميزانيات، وان غالبية الميزانيات وصلت الى مجموعات استيطانية ناشطة في مركز البلاد وفي بلدات راسخة". وذكر المراقب في رسالته بوجهة النظر التي اصدرتها نائبة المستشار القانوني للحكومة، دينا زيلبر، في 26 شباط الماضي، حول العلاقة غير المحتملة بين الحكومة ودائرة الاستيطان.
وفي اعقاب ذلك امر نتنياهو بتشكيل لجنة من مدراء الوزارات لفحص نموذج تفعيل الدائرة والعلاقة بينها وبين الحكومة، وسيتم تحويل توصياتها الى المستشار القانوني. ولكن حسب المراقب، فانه على الرغم من عدم انتهاء اللجنة من العمل، فقد صادقت اللجنة الوزارية للقانون على مشروع القانون الذي قدمه سموطريتش، لتنظيم العلاقات بين الدائرة والحكومة. وقال المراقب ان هدف القانون هو تشريع الاتصال بين الحكومة والدائرة وبالتالي الغاء الحاجة الى الارتباط بواسطة مناقصة. ويحذر المراقب من ان خطوة كهذه ستشق الطريق نحو تحويل موارد مالية وتنفيذ اعمال بشكل مستقل.
النائب العام يحذر الجمهور من اخذ القانون الى اياديه
كتبت "يديعوت احرونوت" ان النائب العام للدولة، شاي نيتسان، حذر الجمهور من اخذ القانون الى اياديه. وقال نيتسان انه "يمنع تحطيم المخربين الذين تم احباطهم. انتم لستم فان دام، ولستم الشرطة ولا القضاة ولا الله". جاء تصريح نيتسان هذا خلال محاضرة مصورة القاها امام الاف طلاب المدارس الثانوية في موضوع حقوق الإنسان. ودعا قادة الدولة الى توجيه الجمهور لكي يمتنع عن اعمال التنكيل بعد وقوع العمليات.
وقال نيتسان: "خلال عمل ارهابي يسمح بتفعيل القوة ضد المهاجمين من قبل الشرطة او المواطنين عندما يسود الخطر الفوري، ولكن يجب الحذر من تفعيل القوة بعد تجاوز الخطر. من سيقوم بممارسة العنف ضد مخرب بعد زوال الخطر سيتم تقديمه الى المحاكمة".
مع ذلك قال نيتسان انه لن تتم محاكمة مع يخطئ في تحكيم الرأي خلال وقوع عملية ارهابية.
واوضح نيتسان ان هدم بيوت المخربين هو خطوة متطرفة، تحاول الدولة الامتناع عنها بسبب حقيقة ان الابرياء سيتضررون منها "لكننا نفعل ذلك في الظروف المتطرفة فقط" حسب قوله. واضاف: "نحن نقول للعائلات: اننا لا نعاقبكم، ولكننا نفعل ما نعتقد انه سيمنع ويردع المخربين القادمين".
وناشد نيتسان الشبان الامتناع عن اظهار العنصرية والتحريض على الشبكة، وقال: "هذا شيء سيء لا يحقق أي شيء باستثناء تفريغ الضغط والاحباط. المجتمع الطبيعي لا يمكنه السماح لنفسه بذلك",
منع الجنود من استخدام الخليوي خلال العمليات في الضفة
كتب موقع "واللا" ان قادة كتائب الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية اكدوا اهمية امتناع الجنود عن استخدام الهواتف الخليوية خلال قيامهم بمهام الأمن الجاري وخلال العمل العسكري، على الرغم من عدم وجود اوامر رسمية بهذا الشأن. وقال ضابط في لواء جبعاتي انه الى جانب تجربة الحفاظ على يقظة الجنود أثناء مهامهم، يحاول الجيش محاربة ظاهرة الجنود الذين يصورون المخربين الذين تقتلهم القوات ونشرها على الشبكة. وحسب قادة كبار فان وسائل الاعلام الفلسطينية تستغل هذه الصور للدعاية.
يشار الى ان الأوامر العسكرية تمنع استخدام الهواتف الخليوية خلال فترة التدريبات وخلال النشاط العسكري، باستثناء ساعات الاستراحة، لكنه لا يوجد امر يمنع استخدام الهواتف خلال أي نشاط بعد فترة التدريب. وفي الغرف التي تجري فيها نقاشات حول قضايا سرية يطلب من المشاركين ترك هواتفهم في الخارج.
وخلال فترات الحرب، كما في "الجرف الصامد" تم جمع اجهزة الهاتف من الجنود قبل دخولهم الى الاراضي الفلسطينية، وهكذا ايضا في العمليات الليلية في الضفة. وكان هناك قادة في السابق تشددوا في هذه المسألة. فقائد سلاح البحرية السابق الجنرال اليعزر ماروم منع ادخال الهواتف الخليوية المزودة بكاميرات الى قواعد سلاح البحرية، بعد قيام جنود بتصوير جوانب حساسة في الزوارق الحربية. لكنه سمح في السنوات الاخيرة بادخال اجهزة الهاتف مع تحديد الاوامر بشأن ما يسمح بتصويره وفي أي الاماكن يمنع التواجد مع الجهاز الخليوي.
سلاح البحرية سيضاعف معداته الحربية
كتب موقع "واللا" ان سلاح البحرية سيضاعف معداته الحربية – الغواصات والسفن وغيرها من المعدات – خلال السنوات القريبة، وسيستوعب وسائل قتالية جديدة تسمح له بمهاجمة اهداف مركزة بحجم كبير مقارنة بفترات سابقة. ويشار الى انه بعد توزيع صلاحيات مقر البحرية في قاعدة حيفا، المسؤولة عن الجبهة الشمالية، ومقر قاعدة أشدود، المسؤولة عن الجبهة الجنوبية، تم إنشاء "غرف حربية" بحرية في القيادة الجنوبية وقيادة المنطقة الشمالية.
ويتم في هذه الغرف الحربية التنسيق بين الاستخبارات التي تصل من الوحدات المختلفة في الجيش، والسفن الهجومية وتنفيذ الهجمات. ويترأس هذه الغرف الحربية ضباط برتبة عقيد في الاحتياط، ويتولون مهمة مهاجمة الاهداف البرية في ساعات الطوارئ.
ويعمل قائد سلاح البحرية، الجنرال رام روتبرغ، على انشاء غرفة حرب خاصة في مقر وزارة الأمن في تل ابيب، بهدف تنفيذ هجمات في اعماق اليابسة على اساس المعلومات الاستخبارية التي يوفرها سلاح الجو.
وسيتيح استيعاب الآليات الحربية المتطورة في سلاح البحرية، والتي ستضاف الى الصواريخ القائمة، توسيع تدخل سلاح البحرية في الجهود العامة لسلاح الجو وقوات اليابسة خلال ساعات الطوارئ.
استقالة النائب ميغل بعد تورطه بفضائح جنسية
كتبت الصحف ان عضو الكنيست يانون ميغل (البيت اليهودي)، اعلن امس، قراره الاستقالة من الكنيست على خلفية الافادات التي ادلت بها عدة نساء حول تحرشه الجنسي بهن.
وقد ابلغ ميغل قراره هذا الى رئيس حزبه نفتالي بينت، لكنه لم يقدم كتاب استقالته بعد. وقال لبينت انه متأكد من ان اعماله لا تنطوي على ابعاد جنائية، لكنه يفهم بأن هناك من تعرض للمس جراء سلوكياته في الماضي، ولذلك فانه يطلب الاستقالة من الكنيست. وفي حال استقالته سيستبدله في الكنيست النائب السابق افي فارتسمان.
وفي تعقيب لبينت من الولايات المتحدة، حيث يتواجد هناك في حملة اعلامية، قال ان "قرار يانون الاستقالة هو عمل مناسب. آمل ان ينتهي الاجراء الذي يمر به بأسرع ما يمكن، وان يتفرغ لأسرته ولمواصلة طريقه".
يشار الى ان ثلاث صحفيات عملن مع ميغل في موقع "واللا" الاخباري، كشفن على الفيسبوك تحرش ميغل الجنسي بهن حين عمل محررا في الموقع، قبل انتخابه للكنيست.
مقالات
ليست هذه هي الطريقة لمساعدة الفلسطينيين
يكتب موشيه أرنس في "هآرتس" ان هناك اسباب كثيرة لموجة الارهاب الفلسطينية، ولا شك ان الضائقة الاقتصادية هي احداها. اكثر من 25% من قوة العمل الفلسطينية في الضفة عاطلة عن العمل. الناتج القومي الخام للنفر الواحد هو حوالي 4000 دولار، مقابل 25 الف دولار في إسرائيل. والحد المتوسط للأجور هو 87 شيكل يوميا.
الحكومة التي تعرف ذلك، تفكر بزيادة عدد الفلسطينيين الذين ستسمح بدخولهم يوميا الى إسرائيل للعمل فيها، على أمل ان يساهم ذلك في تحسين الوضع الاقتصادي الفلسطيني. حاليا يعمل في إسرائيل اكثر من 100 الف عامل فلسطيني، ويملك اكثر من 15 الف منهم تصاريح بالمبيت في إسرائيل. فهل يجب زيادة هذه الأرقام؟
قبل ان تتخذ الحكومة أي قرار، اقترح على اعضائها مشاهدة التقرير الذي اعده دافيد حيمو للقناة الثانية حول المصاعب التي تواجه هؤلاء العمال في طريقهم للعمل في إسرائيل. انهم يضطرون الى القيام من نومهم قبل طلوع الفجر والوقوف لساعات في الطوابير على المعابر، حتى يحظوا بالدخول الى "الأرض الموعودة". وفي تقرير آخر تم بثه قبل عدة أشهر، كشف النقاب عن شروط المعيشة القاسية للعمال الذين يسمح لهم بالمبيت هنا: انهم يضطرون الى النوم في اكواخ بائسة، في مواقع البناء، تحت قبة السماء. هذه ليست طريقة لاكتساب الأصدقاء.
صحيح ان العمل في إسرائيل يمنح الفلسطينيين دخلا يحتاجونه بشكل يائس، ورغم ان المقصود رواتب بائسة، الا انها تضاعف ما يمكنهم الحصول عليه قرب بيوتهم، لو وجدوا عملا هناك. لكن لا شك ان شروط الدخول الى اسرائيل تترك لديهم طعما مريرا. ليس هذا هو الجسر الذي سيقود الى علاقات جيرة حسنة. هذه الهجرة اليومية تسبب مشاكل امنية – فقبل اسبوع ونصف تم طعن مواطنين في تل ابيب من قبل عامل فلسطيني دخل في اليوم نفسه الى إسرائيل بواسطة تصريح عمل.
لكن منح تصاريح الدخول لعشرات الاف العمال الفلسطينيين يوميا، ليس الطريقة الوحيدة لمساعدة الاقتصاد الفلسطيني. يمكن الافتراض بأن هذه هي أسوأ طريقة، لأنها تجر مشاعر الكراهية والاحباط في صفوف اولئك الذين يفترض بها ان تساعدهم. المناطق الصناعية، مثل بركان في السامرة، ومعاليه ادوميم في يهودا، والتي توفر العمل للفلسطينيين الذين يعيشون في مكان قريب، هي طريقة افضل بكثير.
حاليا يعمل عشرات آلاف العمال في هذه المناطق الصناعية. انهم يحصلون على راتب وعلى كل المستحقات الاجتماعية، حسب القانون الاسرائيلي. ظروف تشغيلهم افضل بما لا يقاس من ظروف تشغيل اولئك الذين يحضرون للعمل في إسرائيل. بدل زيادة عدد تصاريح الدخول الى إسرائيل، يجب على الحكومة توفير محفزات لاستثمارات اخرى في هذه المناطق الصناعية، من اجل خلق اماكن عمل اضافية.
موظفو الاتحاد الأوروبي الذي تضطر دوله الآن الى مواجهة عمليات داعش، يخطئون، كعادتهم، حين يدعون الى وسم منتجات المناطق الصناعية في الضفة الغربية. اذا تحقق مسعاهم وقاطع المستهلك الاوروبي هذه المنتجات، فان الفلسطينيين في الضفة سيكونون اول من يتضرر من ذلك، لأن المقاطعة ستزيد من نسبة البطالة في صفوفهم، وستدفعهم الى العمل بأجور متدنية، وتضطرهم للانضمام الى الحشود التي تهرع للعمل في إسرائيل.
تسهم المناطق الصناعية في الاقتصاد الفلسطيني بشكل يفوق الدعم الذي يوفره الاتحاد الأوروبي للسلطة الفلسطينية في رام الله. من يعرف كم يختفي من هذا الدعم في شبكة الفساد المعقدة هناك؟ من المفضل ان يشجع الاتحاد الاوروبي المستهلكين الاوروبيين على شراء منتجات هذه المناطق الصناعية، بدل ان يدعوهم الى مقاطعتها.
من يخاف من دولة ثنائية القومية
يكتب موسى حصادية، في "هآرتس" ان السياسة الإسرائيلية تتخبط منذ سنوات، وتتلاعب وتهتز، على مستوى النقاش فقط حتى الآن، بين فكرتين لحل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني؛ الأولى، دولة واحدة ثنائية القومية، والثانية دولتان للشعبين. وتحظى كل واحدة من هاتين الفكرتين بتأييد المتحمسين، او معارضة اولئك الذين يرتدعون عنها ويشعرون بالهلع، لكنه لا يتم عمليا دفع أي واحد من هذين الاتجاهين.
الى ما قبل فترة زمنية كنت انا، ايضا، اؤيد حل الدولتين، ولكن عندما انظر من حولي، لا ارى أي فرصة للانتقال من مرحلة الفكرة الى مرحلة التنفيذ في هذا الحل. ولذلك اريد الدعوة الى حل الدولة الثنائية القومية، التي اعتقد انها الأكثر صوابا للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني.
بدل الفصل الى دولتين، لتقم دولة واحدة بين الأردن والبحر، تشمل اراضي إسرائيل والضفة الغربية بل وقطاع غزة. ويعيش فيها السكان العرب واليهود ويتمتعون بحقوق متساوية في كيان واحد مندمج. بين النهر والبحر يعيش 6.2 مليون يهودي و5.5 مليون فلسطيني، واعتقد انهم جميعا فهموا بأنه لا يمكن فعلا تقسيم الدولة. ولا حتى اورشليم القدس. اضف الى ذلك ان بنيامين نتنياهو لا يريد فعلا اقامة دولة فلسطينية، واذا كان هذا هو الواقع العملي فلماذا لا نمضي حتى النهاية.
حسب رأيي هذا هو التوجه الذي يجب المضي نحوه والطموح اليه. عندما يحدد 400 الف مستوطن الخطاب في الدولة، وينجحون بالقيادة والتأثير بشكل اكبر من وزنهم النوعي في الدولة، افهم انه تبقى اتجاه واحد فقط. هذا لن يكون سهلا، ولن يتقبله الجميع، وبالتأكيد لن يكون بسيطا، لكنه لا يمكن اكثر السكوت على الخميرة. الوضع القائم ليس محتملا، والجمرات المستعرة والعاصفة ستنفجر في وجوهنا. ولذلك فانه من مصلحتنا جميعا – اليهود والعرب، الإسرائيليين والفلسطينيين – الاسراع الى حل هذا التعقيد.
دولة واحدة. شعبان. من البحر المتوسط وحتى نهر الأردن. الدولة ستسمى إسرائيل – فلسطين، وسيكون لها نشيد قومي، علم وبرلمان جديد ومساواة مدنية، وتمارس فيها مساواة اقتصادية وتكافؤ في الفرص، ويمكن للجميع العيش في كل مكان، وتقدم المؤسسات الخدمات للجميع. ويمكن لرئيس الحكومة ان يكون يهودي او فلسطيني – هذا ليس مهما حين تكون الآلية متساوية.
انا لا اوهم نفسي – فهذه لن تكون مثالية. لأنه حتى اذا نجح الأمر، وتم حل كل المشاكل على الطريق نحو الدولة الثنائية القومية، ستظهر مشاكل اخرى وخلافات اخرى. فالتمزق والانقسام لم ينقص ابدا في إسرائيل. لكن الأمر المهم هو ان يكون توجه الدولة اجتماعي – اشتراكي، وليس قوميا فقط. هل يبدو ذلك كأضغاث أحلام؟ ربما. ولكني اؤمن ان المسالة ممكنة. الدولة الفلسطينية لا تملك فعلا حق الوجود الاقتصادي، وحسب نظرتي، فانه لا حاجة لها ايضا. في كل الاحوال يأتي غالبية عمال البناء والصناعة في إسرائيل من الفلسطينيين. ولذلك اقول – تعالوا ندفع هذه الخطوة الى الأمام ونحقق الحلم.
ما الذي سيحققه ذلك لنا؟ الدولة المشتركة ستوفر حلا للطموحات القومية لليهود – ارض إسرائيل الكاملة والقدس الكاملة. وستتجاوب مع الطموحات القومية للفلسطينيين – دولة على كل ارض فلسطين وحق العودة. عمليا، تجري الامور هكذا اليوم، ايضا، باستثناء حقيقة كون الفلسطينيين يحتجزون تحت سلطة أبرتهايد. ولأن الأمر كذلك، سيوافق الفلسطينيون ايضا على دولة ثنائية القومية.
يجب ان نفهم بأن العالم لن يوافق على استمرار هذا الوضع الى الأبد – في نهاية الأمر سيجبر الطرفين على تقبل حل الدولة ثنائية القومية. فتعالوا اذن، نفكر بذلك للحظة بجدية. اذا كان هناك من يعتقد انه يمكنه اغلاق عينيه وعندما يفتحهما لن يكون هنا اليهود او الفلسطينيين – فهذا هو الوقت المناسب لليقظة. الجميع هنا كي يبقوا، وعلينا ان نرتب امورنا في هذا الحي المعذب والمجنون. في ظل هذا الواقع، يبدو لي ان هذه هي الطريقة العملية الوحيدة لعمل ذلك.
اريد العيش في هذه الدولة واريد العيش في دولة كهذه. اعرف انه ساد في الماضي الاعتقاد بأن الحل الصحيح هو الدولتين للشعبين، ولكن هذا الحل زال في ايامنا هذه عن الجدول ولم يعد قابلا للتحقق. في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل هناك الكثير ممن لا يحظون بالتمثيل، وفي داخل إسرائيل نفسها هناك اقلية متزايدة، يمكن الافتراض بأن غالبيتها ستدعم هذا الحل – الفلسطينيون سكان الدولة.
في نهاية الأمر، هناك الكثير من المشترك بين الشعبين: الجذور الدينية، الحضارة الشرقية التي تتجذر فيها عناصر بارزة من العالم العربي، في الموسيقى، المطبخ والتقاليد. ولذلك انا اؤمن بأن هذا هو الحل الأكثر عمليا ويجب تبنيه.
اريد انهاء المقالة بتوجه متفائل. صحيح انه يصعب هضم هذا الحل ولن يكون من السهل تطبيقه. لكنه حان الوقت كي نصرخ ونقول – كفى. كفى للركود. كفي للجلوس على الحياد. آن الأوان للتشمير عن سواعدنا وبدء العمل، من اجلنا ومن اجل اولادنا.
لغة مشتركة في الخليج الفارسي
تكتب سمدار بات ادم، في "يسرائيل هيوم" ان نبأ افتتاح ممثلية رسمية لإسرائيل في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة irena، في أبو ظبي، لم يفاجئني. كرئيسة لطاقم الطاقة والمياه، حالفني الحظ بأن أكون عضو في الوفد الاسرائيلي برئاسة الوزير عوزي لنداو الى مؤتمر تأسيس irena في كانون الثاني 2010 في عاصمة الامارات.
خلال الزيارة الأولى لوزير اسرائيلي الى دولة عربية، لا تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، لم يكن من المفهوم ضمنا رؤية علم إسرائيل يرتفع بين اعلام 132 دولة عضو في التنظيم، او سماع الوزير، في بث مباشر من قاعة المؤتمر، يشكر "المضيفين المحترمين الذين يخطون في عملهم أول خطوة نحو تحويل الحلم الى واقع". وقال انه "رغم المشاكل الخاصة بكل دولة ودولة، ورغم الخلافات والنقاشات القائمة بين الحين والآخر بين الدول الممثلة هنا، توصلنا الى اتفاق حول وجود مشكلة عالمية تؤثر، ناهيك عن كونها تهدد، مستقبلنا جميعا.. نحن نملك اعادة صياغة واقع أخضر لمستقبل اولادنا".
لقد تم في حينه تأجيل افتتاح ممثلية إسرائيلية رسمية في ابو ظبي، بسبب اغتيال محمود عبد الرؤوف المبحوح، المسؤول في حماس واحد القادة الناشطين في كتائب عز الدين القسام (والذي حدث في دبي خلال زيارتنا الى ابو ظبي) في عملية نسبت من قبل الكثيرين الى الموساد.
الحدث الذي سيقع الآن، بعد اكثر من خمس سنوات عاصفة في الشرق الأوسط، كان يفترض ان يحتل مكانة بارزة في الحوار الاسرائيلي، خاصة بعد شهرين طويلين احتل فيهما موضوع مقاطعة دولة إسرائيل ومنتجاتها، العناوين الرئيسية، وعزز الشعور وكأن العالم كله ضدنا.
لكن هذا لم يحدث. العلاقات بين الدول، لمن لا يعرف، تتأثر في الأساس بالمصالح. ومصالح الدول العربية المعتدلة، كما يدعي الخبير في شؤون العالم العربي د. غاي بيخور (برنامج الصباح – القناة الثانية، امس) لا تتفق بالضرورة مع المصلحة الفلسطينية. بل على العكس. في مقالة نشرتها صحيفة رائدة في الكويت، قبل عدة أيام، كتب ان "الدبلوماسية الإسرائيلية يجب ان تجد الطرق المختلفة من اجل اجراء الحوار الاسرائيلي في المنطقة". وتلتقي هذه المقولة مع تصريحات صدرت عن نتنياهو مؤخرا، حول المصالح المشتركة التي تنمو بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة.
طالما يجري الحديث عن تطوير وترسيخ استخدام الطاقة المتجددة، يوجد لإسرائيل بالذات الكثير مما تتعلمه من جاراتها الغنية بالنفط. ويتضح من الخطة الهيكلية السعودية لمجال الطاقة التي نشرت في مطلع 2013، ان 54 الف ميجاواط، من بين 80 الف ميجاواط وطاقة يخطط لإنتاجها في محطات الطاقة الجديدة التي ستبنى ابتداء من نهاية العقد الحالي وحتى سنة 2032، ستعتمد على الطاقة المتجددة. لقد تحول اتحاد الامارات الى لاعب دولي هام في مجال الطاقة المتجددة، ومعترف فيه دوليا، لأنه يتم تنفيذ المخططات التي يعرضها: في السنوات الأخيرة تم تدشين محطتين للطاقة في ابو ظبي "شمس 1" للطاقة الشمسية، و"نور" للطاقة الشمسية الحرارية، بقدرة إنتاجية تبلغ 100 ميجاواط لكل منهما. وفي دبي تم انشاء بارك للطاقة الشمسية التي ستصل قدرته الانتاجية الى 1000 ميجاواط.
عندما يحدد اوباما بأن إحترار الكرة الأرضية هو عدو للبشرية، ويقف قادة الدول ومن بينهم نتنياهو في مؤتمر الاقليم الدولي في باريس، وفي ابو ظبي يتم فتح ممثلية للطاقة المتجددة، ما الذي يعنيه ذلك إن لم يكن مصالح مشتركة؟ ولم نقل بعد أي كلمة عن داعش.
استثمار في طول النفس
يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت احرونوت" انه في 2016 ستطرأ زيادة بارزة في "طول نفس" الجيش الاسرائيلي – الذخيرة، الوقود، الغذاء، قطع الغيار وغيرها. وهذا يحمل معاني دراماتيكية، لأن هذه الزيادة ستسمح للجيش بالعمل دون ان يكون متعلقا بالتزويد من قبل الجهات الخارجية، وادارة حرب مكثفة على عدة جبهات، وعلى مدار فترة زمنية أطول من أي وقت سابق.
هذه هي احدى العبر الواضحة التي تم استخلاصها من جولات الحرب في قطاع غزة، في السنوات الأخيرة، والتي تواصلت بين 30 و50 يوما وخلفت الجيش مع مستودعات ذخيرة فارغة في مجالات مصيرية، خاصة الذخيرة الجوية. كما أن هذه الزيادة هي جزء من الخطة الحربية التي يعدها الجيش لحال وقوع مواجهة مكثفة مقابل حزب الله على الجبهة الشمالية.
يوم امس عقد مؤتمر للقيادة الرفيعة (من رتبة عقيد وصاعدا) شملت، بشكل استثنائي، المنتدى التنفيذي، ايضا – أي قادة الكتائب واقرانهم في اذرع الجو والبحر. واكد رئيس الأركان غادي ايزنكوت خلال المؤتمر، ان نشاط الجيش في المواجهة الحالية لموجة الارهاب الشعبي في الضفة الغربية لا يمس بجاهزية الوحدات المقاتلة على الجبهة الرئيسية – امام لبنان. وحسب اقواله، فان الجيش لن يكرر الخطأ الذي ارتكبه في لبنان، عندما وصلت الوحدات المقاتلة الى الحرب هناك وهي متآكلة جراء النشاط الامني الجاري امام الفلسطينيين في المناطق.
يوميات الصحف الإسرائيلية 24 كانون أول 2015
الارهابيون اليهود يحتفلون بزفاف احدهم بإشهار الأسلحة وطعن صورة الطفل الذي احرقوه علي دوابشة!!
كتبت الصحف الاسرائيلية كافة حول المشاهد البشعة التي وثقها شريط يصور حفل زفاف احد افراد عصابة شبيبة التلال من الارهابيين اليهود، والذي وصل الى الشرطة وبثته القناة العشارة مساء امس. ويظهر عشرات اعضاء هذه الحركة الارهابية وهم يرقصون حاملين أسلحة وسكاكين. وفي خضم الحدث يشاهد ملثم وهو يرفع زجاجة حارقة ومن ثم يطعن بسكين صورة الرضيع علي دوابشة الذي احترق في عملية احراق منزل اسرته في قرية دوما.
وكتبت "هآرتس" ان حفل الزفاف هذا جرى قبل اسابيع. وحسب التوثيق بدأ الحضور خلال الرقص بأداء أغاني تنادي بالانتقام وقتل الفلسطينيين، وهم يرفعون البنادق والسكاكين. وخلال ذلك تم رفع شخص ملثم على اكتاف رفاقه وهو يحمل بيده زجاجة حارقة، وبدأ شخص آخر بطعن صورة الرضيع علي دوابشة الذي قتل في دوما. وطلب الحضور عدم التصوير لكنه على الرغم من ذلك تم توثيق الحادث بعدة كاميرات.
وشجب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الحادث، أمس، وقال ان هذه الصور الفظيعة التي تم بثها هذا المساء تظهر الوجه الحقيقي لمجموعة تشكل خطرا على المجتمع الاسرائيلي ومن إسرائيل". واضاف "اننا غير مستعدين لتقبل مجموعة تكفر بقوانين الدولة ولا ترى في نفسها تخضع له. الصور تدل على اهمية ان يكون الشاباك قويا من اجل أمننا جميعا".
وبعد تسلم الشرطة لعدد من الاشرطة التي تم التقاطها خلال الحفل اعلنت انها تنوي التحقيق مع الاشخاص الذين استخدموا السلاح بشكل غير حذر، وسحب التراخيص منهم. وتم تحويل الشريط الى وزير الأمن، موشيه يعلون، والذي عرضه امام قادة مجالس المستوطنات في الضفة، ما جعلهم يفهمون ان الحديث عن ظاهرة واسعة تحظى بدعم مئات الناس. وفي اعقاب ذلك نشر رؤساء مجالس المستوطنات بيانا يدعم الشاباك.
وقال المحامي ايتمار بن غفير، الذي يترافع عن المشبوه الرئيسي في عملية القتل في دوما، انه حضر الحفل، وشعر "بالخجل" امام مشهد المحتفلين وهم يلوحون بصور أبناء عائلة دوابشة، ووصف العمل بأنه احمق، ومع ذلك قال: "لا افهم لماذا يريدون شمل كل شبيبة التلال كمسؤولين عن الرقص". وحسب اقواله فقد تم نشر هذا الشريط في اطار حملة يقودها الشاباك ومجلس المستوطنات ضد المعتقلين، و"هي حملة مرفوضة وخطيرة بشكل خاص في ضوء حقيقة كون المشبوهين المعتقلين في اقبية الشاباك والذي يتعرضون حاليا الى التنكيل كانوا في المعتقل خلال حفل الزفاف".
بينت يدعم الشاباك وسط خلافات مع حليفه اريئيل
وكتبت "هآرتس" ان وزير التعليم نفتالي بينت، برر صباح امس (الاربعاء) الوسائل التي يستخدمها الشاباك في التحقيق مع المشبوهين اليهود بقتل عائلة دوابشة في قرية دوما، فيما كتبت "يسرائيل هيوم" انه على خلفية الخلافات الشديدة بين بينت، وعضوي حزب "تكوما" المتحالف معه، اوري اريئيل وبتسليل سموطريتش، في قضية دوما ومهام الشاباك، عقد مسؤولون كبار في حزب "البيت اليهودي"، امس، اجتماعا في الكنيست، نوقشت خلاله مسالة حل التحالف بين الحزبين.
ونشر المقربون من بينت، امس، سلسلة من الرسائل التي تلقوها من جهات يمينية تدعم موقفه، ومن بينهم رئيس مجلس المستوطنات والامين العام لحركة بني عقيبا والحاخام يوفال شوفال.
وحسب مصدر في البيت اليهودي، "يبدو ان بينت يعد للانقسام في حزبه، فهو يريد حزبا اقل متدينا. لكن مصادر في مكتب بينت صرحت امس، انه لا ينوي تفكيك التحالف.
وحسب ما تنشره "هآرتس" فقد قال بينت، امس، ان الوسائل المستخدمة ضد الارهابيين اليهود في التحقيق، ليست اصعب من تلك التي تستخدم ضد المشبوهين الفلسطينيين بالإرهاب. ووصف بينت اعمال المعتقلين اليهود بـ"الارهاب الذي يهدف الى اسقاط البيت على رؤوسنا". وقال امام مدراء مدارس تابعة للصهيونية الدينية شاركوا في مؤتمر عقدته صحيفة "بشيباع" انه "يتعقب حاليا، بواسطة الملاقط، نشاطات الشاباك".
وبالنسبة للتحقيق مع المشبوهين من قبل الشاباك، قال بينت: "من المؤكد ان ما تم عمله معهم ليس اكبر مما يتم عمله ضد الارهابيين الفلسطينيين، لأن الامور تتم كما يلي: لديك معتقل فلسطيني تعرف بأنه يعرف كيف يصل الى الارهابيين. فهل تمنعه من النوم، وهل تمنعه من التقاء المحامي من اجل الحصول على المعلومات المطلوب لإنقاذ حياة البشر. انا اتمسك بموقفي الذي يقول ان الجواب هو نعم. هل نقوم بمنعهم من النوم، ومنع اللقاء مع المحامي، واستخدام وسائل بعيدة المدى – هذا ليس سهلا، انهم لا يمرون بتجربة لطيفة هناك في سبيل منع دوما 2 ودوما 3".
وقال بينت للحضور انه فحص حتى العمق، وكذلك فعلت وزيرة القضاء، مسألة التحقيق مع المشبوهين وتبين انه "لا يتم تعليق هؤلاء من اقدامهم، ولا يتعرضون للمس الجنسي، ولم تكن هناك محاولة للانتحار – كل شيء يخضع للاشراف والمراقبة بشكل وثيق. التحقيقات ليست لطيفة. لماذا؟ لأنهم يصمتون ولأننا نريد المعلومات التي تقودنا الى الارهابيين. انا اسأل: هل تفضلون تصديق ايتمار بن غفير ام اييلت شكيد، وزيرة القضاء في دولة إسرائيل، ومؤسسات الدولة؟"
ووصف بينت المعتقلين بالمشبوهين بالإرهاب، وقال انه يتعمد استخدام مصطلح مشبوبيهن. وسأل: ما هو تعريف الارهاب؟ وما الذي يميزه عن الجريمة الاعتيادية؟ الارهاب هو استخدام العنف ازاء المدنيين من اجل دفع هدف سياسي او لاسقاط الدولة معاذ الله. وكل الشروط التي ذكرتها سارية في حادث دوما. هذا استخدام للعنف – الرهيب، فلقد احرقوا هناك عائلة في نومها – من اجل تحقيق هدف سياسي او فرض مواقف على الدولة، وفي هذه الحالة فان الهدف هو اكثر عمقا – تفكيك الدولة. وانا لا اتحدث في الهواء".
وبالنسبة للمعتقلين قال بينت ان "هدف المجموعة التي ينتمون اليها هو اسقاط مبنى الدولة وقدرتها على السيطرة وبناء مؤسسة جديدة. ولهذا يجب العمل خارج شروط المؤسسة التي نريد اسقاطها. الهدف هو تفكيك مؤسسات دولة إسرائيل. افهموا. عملية القتل في دوما هي مجرد أداة. انهم يريدون اسقاط البيت على رؤوسنا. هذا هو هدفهم. هذا يتعارض مع جوهر الصهيونية الدينية. انهم يريدون تفكيك دولة إسرائيل. هؤلاء ارهابيون، والحكومة قررت التعامل معهم هكذا".
قتيلان، احدهما بنيران شرطية، خلال عملية طعن في القدس
قتل شخصان واصيب ثالث بجراح بالغة خلال عملية وقعت امس، قرب بوابة يافا في القدس الشرقية، علما ان احد القتيلين، عوفر بن اري، (46 عاما) من سكان القدس، اصيب بجراح بالغة جراء تعرضه الى نيران اطلقتها مجندة من حرس الحدود باتجاه مخربين خلال محاولة اعتقالهما. وتم نقله الى المستشفى حيث توفي بعد ذلك. واما القتيل الثاني فهو الحاخام رؤوبين بيرماخر (45 عاما) وهو من سكان كريات اربع. وتم قتل المهاجمين عيسى عساف وعنان ابو حبسة (21 عاما) وهما من قلنديا، بنيران مجندات حرس الحدود. لكن شريطا تم تصويره في المكان يظهر احد المخربين وهو يتعرض الى الضرب بواسطة قضيب حديد من قبل مواطن فيما يقوم شرطي بركله. وعقبت الشرطة على ذلك بالقول ان المواطن ساعد على احباط المخرب.
وحسب بيان الشرطة فقد وصل المخربان الى بوابة يافا وقاما بطعن اليهود بالسكاكين. وشاهدت مجندتان من حرس الحدود كانتا على مقربة من المكان، الناس وهم يهربون باتجاه البوابة، فهرعتا الى المكان وشاهدتا المخربان وهما يطعنان رجلا فاطلقتا النار عليهما واصابتهما. وقالت عائلة القتيل بن أري انه كان يمر في المكان بسيارته، ولما شاهد الحادث خرج من سيارته للمساعدة، فأصيب بنيران احدى المجندتين.
وعلم ان ابو حبسة كان معتقلا لدى إسرائيل في 2010، بعد وصوله الى حاجز قلنديا وهو يحمل سكينا بهدف اعتقاله. وقال في حينه انه وصل الى الحاجز بعد تعرضه الى الضرب المتواصل من قبل والده وانه مل هذا الوضع. اما عساف فقد سبق اعتقاله هذه السنة، على خلفية ضلوعه في "الارهاب الشعبي". وقال معارف الشابين انهما اعتقلا في السابق بسبب مشاركتهما في تظاهرات واضطرابات.
ويظهر في شريط يوثق للحادث وتم نشره امس، قيام مواطن بضرب احد المخربين بعد اصابته وسقوطه على الأرض، بواسطة قضيب حديد، وامام عيون قوات الأمن. كما يظهر عدد من المواطنين الذين وصلوا الى المكان وهم يركلون المخرب، وبينهم احد افراد الشرطة.
الشاباك يدعي الكشف عن خلية فلسطينية في ابو ديس خططت لتنفيذ عمليات انتحارية
كتبت "هآرتس" ان جهاز الشاباك اعتقل خلال الأسابيع الأخيرة 25 طالبا جامعيا، غالبيتهم من منطقة ابو ديس في القدس الشرقية، بشبهة العضوية في خلية لحماس خططت لتنفيذ عمليات في اسرائيل، حسب ما قاله الشاباك امس. ويدعي الشاباك ان نشاط الخلية يشير الى "تزايد جهود" حماس لاستغلال التصعيد في الضفة من اجل دفع العمليات في اسرائيل.
وحسب الشاباك فقد ترأس هذه الخلية، احمد عازم (24 عاما) من سكان قلقيلية، والذي تم تجنيده من قبل نشطاء حماس في قطاع غزة، كي يقيم التنظيم. كما يدعي الشاباك ان عزام حافظ على اتصال مع نشطاء من غزة، قاموا بتدريبه على انتاج احزمة ناسفة وعبوات. وحسب طلبهم قام بتجنيد نشطاء آخرين يتعلمون معه في جامعة القدس في ابو ديس لمساعدته على تنفيذ العمليات.
كما اجرى عباس اتصالا مع فلسطيني آخر، اسمه عيسى شوكة (19 عاما) من بيت لحم، واقترح عليه تنفيذ عملية انتحارية ومساعدته على تسلم اموال من قطاع غزة. وحسب الشاباك فقد جند شوكة فلسطينيين آخرين لتنفيذ العملية المخططة.
كما يدعي الشاباك ان اثنين من الناشطين في الخلية هما اسرائيليان درسا في الجامعة. ويسود الاشتباه بأنه تم تجنيدهما بفضل قدرتهما على التجوال بشكل حر في انحاء البلاد، ولكي ينفذا عمليات او يجمعا معلومات حول مواقع خططت الخلية للعمل فيها. وقد اعتقل حازم صندوقة (22 عاما) من سكان القدس الشرقية، بشبهة اعداده لإدخال مواد متفجرة ومخربين الى داخل الخط الاخضر. اما الثاني فهو فهد ابو القيعان (19 عاما) من بلدة حورة في النقب، وقد وافق على طلب عزام بتنفيذ عملية في إسرائيل بواسطة حزام ناسف او سيارة مفخخة. ويدعي الشاباك ان صندوقة وابو القيعان اعترفا خلال التحقيق معهما بدعمهما لتنظيم داعش، ونشاطهما في اطار خلايا سلفية محلية.
كما عثر الشاباك خلال الأيام الأخيرة على مختبر لاعداد المواد الناسفة اقيم داخل منزل استأجره عزام في ابو ديس. وقال الشاباك ان الفحص الذي اجراه للمواد والمعدات التي عثر عليها في المكان، تدل على ان "المختبر "كان جاهزا لانتاج مواد ناسفة مختلفة، وبكميات كبيرة. وتم شراء المواد من حوانيت في إسرائيل ورام الله. وحسب الشاباك فقد تم العثور على الدكان الذي باع المواد لعزام وآخرين في رام الله، وصودرت منه معدات ومواد خام.
وجاء في بيان الشاباك ان "هذه القضية تكشف ضلوع الذراع العسكري لحماس غزة، والذي يعمل بشكل متعاقب على توجيه عمليات القتل الجماعي في إسرائيل والضفة الغربية. لقد منع احباط هذا النشاط حركة حماس من امكانية تنفيذ سلسلة من عمليات القتل والارهاب في الضفة وإسرائيل حاليا، والتي كان يمكن لتطبيقها ان يؤدي الى ايقاع الكثير من الاصابات وتصعيد الوضع الامني بشكل كبير".
مصادر تدعي ان الوزير السابق فتحي حامد يقف وراء الخلية
وقالت مصادر فلسطينية لموقع "واللا" ان الشخص الذي يقف وراء توجيه الخلية هو وزير الداخلية الفلسطيني السابق في حكومة حماس، فتحي حامد. وحسب المعلومات فان حامد الذي يعتبر من الشخصيات القوية في قطاع غزة، يعمل كثيرا بشكل منفصل عن قيادة التنظيم، وهو الذي دفع مقر الضفة الذي يعمل في غزة الى انشاء قاعدة لتنفيذ عمليات انتحارية في إسرائيل.
والمقصود تغيير كبير في سياسة حماس، وليس من الواضح مدى تقبل مسؤولي التنظيم الاخرين لخطوة حامد. ويشار الى ان مقر الضفة الذي اقيم من قبل الذراع العسكري يتركب من مسرحي صفقة شليط الذي طردوا الى القطاع، ويترأسه عبد الرحيم غنيمات، احد اعضاء خلية صوريف التي اختطفت الجندي شارون ادري. ويضم المقر ايضا، مازن فقها الذي كان مسؤولا عن العمليات الانتحارية خلال الانتفاضة الثانية.
النيابة والمحكمة تخضعان لتهديد مستوطن وتؤجلان اخلائه من ارض فلسطينية استولى عليها
كتبت "هآرتس" انه في ظل تهديد مستوطن تسلل الى اراضي قرية جالود الفلسطينية، شمال شرق رام الله، باللجوء الى العنف اذا تم اخراجه من المكان، استجابت نيابة الدولة والمحكمة العليا الى مطالبته بإخلائه بعد سنة فقط! وادعى المتسلل ان "التأجيل حتمي كي يتم بطرق سلمية". والحديث عن المستوطن تسفي ستروك من بؤرة "ايش كودش" والذي ادين في السابق بمهاجمة ولد فلسطيني والتنكيل به وقتل جدي، وحكم عليه بالسجن لمدة عامين ونصف.
ووافقت المحكمة العليا امس على طلب ستروك اخلائه من الارض التي زرعها، رغم ان الادارة المدنية كانت قد طلبت منه في كانون اول 2012، وبفعل التماس سابق، باخلاء الارض التي تسلل اليها في 2010. وقد رفضت لجنة الاستئناف العسكرية في حينه التماسه. وعندما لم ينفذ قرار اخلاء مساحة 12 دونم استولى عليها، التمس صاحب الارض، فوزي ابراهيم، مرة اخرى الى المحكمة العليا بواسطة جمعية "حاخامات لحقوق الإنسان".
وفي رده على الالتماس اعرب ستروك عن خيبة امله لأن الدولة لم تعترف بـ"ملكيته" للأرض، وقال ان هذا هو السبب الذي جعله يعرض على "الادارة المدنية والجيش استعداده لإخلاء الارض بطرق سلمية" وتأجيل ذلك لمدة سنة على الأقل. وادعى انه يحتاج الى هذا الوقت من اجل تمهيد الارض البديلة التي يريد نقل الأشجار اليها. وقالت محاميتا جمعية "حاخامات لحقوق الإنسان" راحيل برودسكي وقمر مشرقي اسعد انه كان يمكن لستروك نقل الكرم الذي زرعه خلال السنة التي مضت منذ امره بإخلائها، وان منحه سنة اخرى هي فترة طويلة، ويكفي منحه مدة شهر.
وادعى محامي النيابة العامة، ابيحاي شويكة، ان دعم الدولة لتأجيل تنفيذ القرار ينبع من الرغبة بالتوصل الى ذلك بطرق سلمية وبالاتفاق. ووافق القاضيان نيل هندل ونوعام سولبرغ على موقف الدولة، فيما عارضه القاضي عوزي فوجلمان.
وادعى محامي ستروك بوعاز ارزي من مستوطنة معاليه مخماش، ان الالتماس هو "اجراء قضائي يتم اتخاذه من قبل جهات سياسية تسعى الى دفع اجندة تشويه سمعة المستوطنين في الضفة". وادعى ان الملتمسين "يعودون الى اقحام القصة الشخصية لستروك وادانته بالعنف، رغم ان المقصود حادثة لا ترتبط بتاتا بالقضية المطروحة للبحث، ووقعت في مكان وموعد آخرين". كما ادعى ان الملتمس الفلسطيني لم يثبت حقوقه على الأرض، ورغم ذلك "يواصلون سلب المدعى عليه (ستروك) الأرض التي يضع يده عليها"!
وقالت المحامية مشرقي اسعد ردا على هذا الادعاء انه بسبب قيام اسرائيل بتجميد عملية تسجيل الأراضي التي قام بها الاردنيون في منطقة جالود في 1967، لم تتمكن عائلة ابراهيم من تسجيل ارضها في الطابو، لكن ابراهيم اثبت صلته بالأرض بناء على وثائق تعترف بها الادارة المدنية، وكذلك على قيامه بزرع الأرض بشكل متواصل قبل مجيء المستوطنين".
وقال القاضي اوري كيدار من لجنة الاستئناف العسكرية التي ناقشت التماس ستروك ان منطقة قرى جالود وترمس عيا وقريوت والمغير، شمال شرق رام الله، "مشبعة بالصراعات العنيفة وغالبا التنكيل الموثق بالمزارعين الفلسطينيين."
ومنذ نهاية التسعينيات بنيت في محيط هذه القرى، والى الشرق من مستوطنة شيلو، ست بؤر استيطانية بدون تصريح. ولمنع التنكيل بالمزارعين الفلسطينيين من قبل المستوطنين، منع الجيش الفلسطينيين من الوصول الى اراضيهم. وفي ظل هذا المنع استولى المستوطنون على الكثير من الأراضي الفلسطينية الخاصة والعامة. وحسب تقديرات الباحث في سياسة الاستيطان، درور اتاكس، فقد تسببت هذه القيود بمنع سكان جالود من الوصول الى مساحة اكثر من عشرة الاف دونم من أراضيهم.
ماحش تنوي اغلاق ملف الشرطي الذي قتل سامي الجعار من رهط
كتبت "هآرتس" انه من المتوقع قيام وحدة التحقيق مع افراد الشرطة (ماحش) بإغلاق ملف الشرطي المشبوه بقتل سامي الجعار من مدينة رهط في النقب وعدم تقديم لائحة اتهام ضده. وقد ابلغت ماحش ذلك لوالد القتيل، خالد الجعار، امس الثلاثاء. كما تقرر تسليم جانب من مواد التحقيق ضد الشرطي الى محامي الجعار كي يقدم تحفظاته اذا رغب بذلك.
وكانت قوات من الشرطة قد داهمت حي رقم 26 في رهط، في كانون الثاني الماضي، بحثا عن تجار للسموم. وحسب ادعاء الشرطة فقد هاجمها سكان الحي بالحجارة والعصي وحاولوا اطلاق سراح المعتقلين، ولذلك فتحت القوة النار في الهواء. واصيب خلال الحادث ثلاثة من افراد الشرطة. كما اصيب الجعار بنيران الشرطة ونقل الى المستشفى في حالة يائسة، حيث لقي موته. واكد تقرير الطب الشرعي بأن الجعار قتل جراء اصابته بعيار ناري في خاصرته.
وفي شهر شباط حققت ماحش مع خمسة من افراد الشرطة المتورطين في الحادث، وبعد اسبوع من التحقيق السري اعتقل شرطي بشبهة اطلاق النار. وجاء في بيان نشر في حينه ان الشرطي غير افادته عدة مرات، بل قدم افادة كاذبة. ولكنه تم تحويل الشرطي للعمل الاداري في مكتب قائد اللواء الى ان تقرر ماحش في مصيره.
ويوم امس، تم استدعاء خالد الجعار، والد القتيل، الى مكاتب ماحش في القدس مع محاميه، والتقيا مع رئيس ماحش اوري كرمل. وقال الجعار لصحيفة "هآرتس" ان كرمل اعترف خلال الجلسة بأنه شخصيا لا يصدق رواية الشرطي، لكنه تم اتخاذ قرار اغلاق الملف بموافقة النيابة العامة.
وادعى محاميا الشرطي ان موكلهما لم يطلق النار باتجاه الجمهور، وانما في الهواء، وعندما اراد اعادة المسدس الى جرابه، انطلقت رصاصة طائشة منه "بزاوية صغيرة جدا". وقالا ان الكثير من العيارات النارية التي اطلقتها الشرطة تواجدت في المكان ويصعب الاثبات بأن الرصاصة القاتلة اطلقت من مسدس الشرطي. من جهته قال الجعار لصحيفة "هآرتس" ان الشرطي نفى في البداية قيامه بإطلاق النار على ابنه، وفقط بعد ان شاهد الرصاصة القاتلة، طلب التشاور مع محاميه وعندها فقط ادعى ان رصاصة طائشة انطلقت من مسدسه.
اسرائيل: "ابو مازن يعمل لضمان مستقبل اسرته"!
كتب موقع "واللا" ان الجهاز الامني يواصل توجيه اصبع الاتهام الى رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن في كل ما يتعلق بسلوكه في مسألة موجة العنف الحالية. وقالت جهات امنية ان ابو مازن محبط جدا، خاصة بعد التصريحات الامريكية التي لا ترى فرصة للتوصل الى اتفاق دائم بين إسرائيل والفلسطينيين قبل انتهاء ولاية الرئيس الامريكي براك اوباما. كما تم سماع انتقاد مشابه من قبل جهات سياسية خلال محادثات رسمية. وقدر مسؤول امني في حديث لموقع "واللا" ان "ابو مازن يريد البقاء في منصبه لأطول فترة، وخلال هذا الوقت يولي اهتماما كبيرا لمستقبل اولاده كي لا تتضرر اوضاعهم بعد تركه لمنصبه".
يشار الى ان اولاد ابو مازن الثلاثة – مازن وياسر وطارق، هم رجال اعمال ناجحين، ويثيرون انتقادات شديدة في الشارع الفلسطيني بسبب نمط حياتهم. فياسر يملك شركة "فالكون تباكو" التي تسيطر على استيراد السجائر الأمريكية الى الضفة الغربية، وعضو في شركات استثمار اخرى. كما ان ياسر وطارق شريكان في تطوير صناعات خليوية في السلطة الفلسطينية.
وادعى مصدر امني آخر ان "السلطة الفلسطينية تركز على نفسها بشكل كبير، وبعد فشل محاولتنا تسليمها المسؤولية عن المعابر في غزة، باتت لا تهتم تقريبا بمصالح سكان القطاع. وهذا دليل آخر على الانشغال في المصالح الشخصية للضفة".
وحسب جهات امنية، فقد توجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال زيارته الأخيرة، الى الرئيس ابو مازن وطلب منه شجب العمليات الفلسطينية وزيادة حجم الاعتقالات لكن ابو مازن اصغى وتذمر من الارهاب اليهودي.
وقال مصدر امني ان ابو مازن لم يشجب العمليات، ولا حتى قتل عائلة هانكين، وطوال هذه الاشهر لم يقوموا بمحاكمة ولو قاتل واحد، ناهيك عن عدم فرض السجن المؤبد على احد، لأنه لا توجد لديهم اجراءات قضائية كهذه. لا يوجد في القانون الفلسطيني بند حول الارهاب، وفي كل مرة نسمع منهم ذريعة اخرى".
مع ذلك يستدل من معطيات الجيش وجود تراجع ملموس في حجم اعمال خرق النظام وعمليات الطعن والدهس واطلاق النار. ويبرز الجيش تراجع الانتقاد في موضوع الحرم القدسي، في الشارع الفلسطيني. وينسب الجهاز الامني هذه الانجازات الى الفهم في الجانب الفلسطيني بأن العنف لن يحقق اهدافه في تفعيل الضغط على اسرائيل، التي ردت على موجة العنف بتعليق تصاريح العمل وتصاريح الحركة للمسؤولين الفلسطينيين واتخاذ خطوات اقتصادية اخرى. وحسب المصدر فقد "فهموا بأننا نحن من يحدد الأمور".
مقالات
محاولة للعودة الى عمليات الانتفاضة الثانية
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" انه على الرغم من حدوث تراجع معين في قوة الارهاب، في الأسابيع الأخيرة، الا ان العنف على الحلبة الفلسطينية لا يزال بعيدا عن التوقف. نسبة محاولة تنفيذ العمليات والخسائر الإسرائيلية في الشهر الأخير تشهد انخفاضا. لكن كل يومين على الاقل، يتم تسجيل محاولة طعن او دهس في الضفة الغربية، وفي كل اسبوع تقريبا، تقع عملية داخل الخط الأخضر. وعملية الطعن التي وقعت عند بوابة يافا، امس الاربعاء، والتي اسفرت عن مقتل إسرائيليين واصابة ثالث بجراح بالغة، تأتي بعد عملية الطعن في رعنانا، يوم السبت، وعملية الدهس التي اصيب خلالها 14 إسرائيليا على مدخل القدس، في الأسبوع الماضي.
لقد بقي القسم الاكبر من هذه العمليات نتاج ايدي المخربين الذين يعملون لوحدهم، بمبادرة شخصية. حتى في الحالات القليلة التي كان فيها المخرب عضوا معروفا في تنظيم ارهابي، اتضح خلال التحقيق ان هؤلاء المخربين عملوا بشكل عام، بفعل قرار شخصي وليس وفقا لتوجيه تنظيمي. ولكن، يوم امس، ولأول مرة، حدث تطور جديد يمكنه ان يدل على توجه مستقبلي. قلد اعلن الشاباك انه كشف تنظيما كبيرا لحماس في القدس الشرقية والضفة. وتم اعتقال 25 مشبوها بتخطيط عمليات انتحارية واعداد عبوات واحزمة ناسفة وتجنيد مخربين انتحاريين.
بعد فترة قمة العمليات الانتحارية في النصف الاول من العقد الماضي، خفت هذا التوجه بشكل مطلق، تقريبا خلال العقد الاخير. ويبدو ان السبب الأساسي لذلك كان تكتيكيا – نجاح الشاباك والجيش بتفكيك شبكات الارهاب التي نشرتها الذراع العسكري لحركة حماس في الضفة، وموجة الاعتقالات التي بادرت اليها قوات الأمن في السلطة الفلسطينية بين نشطاء التنظيم، خشية ان يقودوا الى محاولة انقلاب ضد السلطة في الضفة. لكنه كان هناك من نسبوا الى حماس معايير استراتيجية: الفهم بأن العمليات الانتحارية، وبالتأكيد تلك التي استهدفت مواطنين داخل الخط الاخضر، قوضت دعم المجتمع الدولي للفلسطينيين، وقادت الى رد عسكري صارم من قبل إسرائيل.
حالة الانكسار الضخمة التي سببتها الانتفاضة الثانية لدى الفلسطينيين في الضفة كانت اولا نتيجة هجمات العمليات الانتحارية. منذ اللحظة التي اضطرت فيها اسرائيل الى صد موجة الانتحاريين، بكل الوسائل تقريبا، تم تحويل المعركة الى المدن ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين. وتم صد الارهاب في نهاية الأمر، لكنه تم على الطريق الى تحقيق ذلك تفعيل كماش عسكري ضخم على سكان الضفة.
الان يدعي الشاباك انه كشف أول محاولة تنظيم جدية من قبل حماس على غرار الانتفاضة الثانية. حتى الان شاركت حماس في جزء هامشي نسبيا من العنف. لقد وعظت قيادة التنظيم في قطاع غزة على اشعال الانتفاضة في الضفة، تحت سلطة الرئيس محمود عباس، وفي القدس الشرقية، تحت السلطة الاسرائيلية – لكنها حرضت غالبية الوقت على الحفاظ على الهدوء في القطاع نفسه. حتى مسيرات التضامن التي تم تنظيمها باتجاه السياج الحدودي، والتي سمحت بها حماس في شهر تشرين الاول، والتي انتهت في عدة حالات بقتل شبان حاولوا اجتياز السياج، هدأت في الأسابيع الأخيرة. وعندما اطلقت تنظيمات جهادية صغيرة الصواريخ بين الحين والآخر باتجاه النقب، ردت حماس بشدة واعتقلت المسؤولين احيانا. في الضفة وقعت حتى الان عملية منظمة واحدة نفذتها حماس – قتل ابناء عائلة هانكين قرب نابلس في الاول من تشرين الاول. وهي العملية التي يعتبرها الجيش بداية لموجة العنف الحالي.
بشكل متناقض، من السهل على الشاباك والجيش مواجهة الشبكات المنظمة التي تخطط لعمليات انتحارية وتعد مواد ناسفة – اكثر من الأفراد الذين ينظمون عمليات الطعن. والسبب بسيط: شبكة الارهاب، حتى ان كان اعضاؤها يستخدمون طرق التقسيم والحذر، تترك بصمات اكبر، يمتهن جهاز الاستخبارات الإسرائيلية تشخيصها. عندما يتم تفعيل الشبكة من بعيد، من قطاع غزة، وتشمل حسب الشبهات مواطنا بدويا من النقب، تكثر البصمات. يبدو ان هذه القدرة، التي تم اثباتها هذه المرة، ايضا، ادت الى الكشف العاجل للشبكة الجديدة، قبل قيامها بتنفيذ اول عملية مخططة. حسب بيان الشاباك، تم في المختبر الذي عثر عليه في ابو ديس، اعداد المواد التي تسمح بتركيب عبوات ناسفة "بكميات كبيرة". وفي المقابل تم تجنيد المتطوعين وجمع المعلومات تمهيدا للعمليات الانتحارية.
من الواضح ان مثل هذه العمليات، لو وقعت، كانت سترفع المواجهة الحالية الى مسارات اخرى، اكثر عنفا، وكانت ستدفع إسرائيل الى عملية عسكرية اوسع، كانت القيادتين السياسية والعسكرية ستفضل الامتناع عنها.
الارهاب اليهودي يهدد المستوطنات.
يكتب يسرائيل هرئيل، في "هآرتس" ان الغالبية المطلقة من سكان الضفة الغربية تمنوا اليوم الذي يتمكن فيه الشاباك من حل قضية القتل في دوما. فبالنسبة لهم يشكل حل هذه القضية رافعة لتصفية تنظيمات الارهاب اليهودي ويخفف من استغلال ظاهرة جرائم الكراهية لتشويه رائحة حركة الاستيطان. ولكن اليوم، عندما يتضح انه يتم تعذيب المعتقلين – غالبيتهم قاصرون – بشراسة وبكراهية حارقة، تثور مشاعر الشفقة حتى في اوساط اولئك الذين يريدون رؤية محاكمة القتلة وتحطيم حركتهم.
الحاخام اوهاد كركوبر، من مستوطنة كوخاب هشاحر، قال لي ان المحقق الرئيسي في القضية صرخ في وجهه وفي وجه داني شبيلمان، رئيس مجلس الاعضاء في المستوطنة، انه كما يدعم الجمهور العربي الارهابيين لديهم، هكذا انتم، ايضا، جمهور يدعم الارهاب. بل اعترف المحقق على مسمعهما ان الشاباك كان يعرف مسبقا بأن مركز الشبيبة في المستوطنة – الذي تم اعتقاله والتحقيق معه واهانته طوال اسبوعين – لم تكن له أي علاقة بالتنظيم الاجرامي. وسبب اعتقاله المتواصل هو انه خلال نشاطه في تنظيم "الراعي العبري" تعرف على عدد من شبيبة التلال. والان، يحكي الحاخام، يخضع مركز الشبيبة للعلاج النفسي. تصور، يقول الحاخام، كيف ينظر طلابه وابناء المستوطنات الأخرى الى الشاباك.
ينطوي الافتراض بان الجمهور يدعم الارهاب اليهودي، باستثناء مسألة التشهير، على جهل مهني، ولهذا السبب فقط يجب فصل المحقق. صحيح ان القيادة السياسية تضغط وتضغط، ووسائل الاعلام لا تتوقف، فان حقيقة كون رئيس الشاباك وبعض المسؤولين الكبار في الجهاز يرتدون الكيباه، تزيد من الضغط النفسي. لكن هذا كله لا يبرر التعذيب والتشهير، العبثي اكثر من كل عبث، بالجمهور اليهودي في الضفة.
رغم ان اعمال الشاباك اوصلت جمهور المستوطنين الى وضع غير محتمل تقريبا، يحظر عليهم وعلى جمهور المؤيدين الكبير لهم في البلاد، التساهل مع انفسهم. الحاخامات الذي يعتبرون من المعارضين لـ"بطاقة الثمن"، وبالتأكيد للقتل، نشروا بيانا جاء فيه انه "حسب اسس القانون والاخلاق يمنع المقارنة بين المواطن المشبوه – او الخاضع للتحقيق – بمخالفة جنائية خطيرة، وبين المخربين الذين يخوضون الحرب ضد دولة إسرائيل. الصراع ضد العدو يجري حسب شروط الحرب، لكن الامر ليس كذلك في معالجة الجنائيين الذين يتمتعون بالحقوق المدنية".
من الواضح انه تقف الى جانب المعتقلين، في كل الاحوال، حقوقهم المدنية، والقلب يتمزق وينتفض لسماع الانباء عن التعذيب. ومع ذلك، وفقط في المفهوم التقني، فان القتل في دوما وما سبقه من عمليات احراق وتخريب مساجد وبقية جرائم الكراهية، هي "اعمال جنائية"؛ في جوهرها العميق هي اعمال ارهابية. هدفها المعلن هو سياسي – ديني، يقدس فيه الهدف – طرد العرب من البلاد – الوسائل، وغالبا، وهذه حقيقة، قتل الاطفال.
لقد عرض هذه الحقيقة رجال فكر وممثلي جمهور، لكنه ليس هناك من يترجمها الى عمل. من المشكوك فيه انه تم استيعاب تحذير داني ديان من ان جرائم هؤلاء الفتية تهدد مستقبل المشروع الاستيطاني اكثر من الارهاب العربي. لقد سمعنا من المؤسسة الحاخامية التي تملك تأثيرا اكبر من منتخبي الجمهور، شجبا واهنا، واحيانا متظاهرا بالبراءة. صحيح ان هؤلاء الفوضويون لا يصغون ايضا للمؤسسة الحاخامية، ولكن تأثيرها لا يزال قائما في الدوائر القريبة منهم. حين يهم الامر الحاخامات فانهم يستطيعون تحقيق هدفهم، لكنه لم تقم أي مؤسسة حاخامية بخوض نضال جدي ضد القنبلة الموقوتة التي كانت نهايتها الحتمية الانفجار في دوما.
تطهير عرقي برعاية امريكية.
يكتب غاي بيخور، في "يديعوت احرونوت" متسائلا عما اذا كانت الولايات المتحدة تسمح حاليا بتطهير عرقي وطائفي يطال ملايين الناس، وتحكم بذلك على الشرق الاوسط بعشرات السنوات الأخرى من الصدمات؟ وحسب رأيه فان هذا هو ما يحدث في العراق، حيث يطهر الشيعة المدن السنية.
ويضيف: "ظاهراً، يعمل الجيش العراقي ضد داعش في مدينة الرمادي في غرب العراق، كما فعل في تكريت وبيجي السُنيتين قبل اشهر، بهدف طرد المخربين من هناك. الجيش العراقي حاليا، هو جيش شيعي في جوهره، وهو مدرب ويحظى بدعم كامل من قبل عدة آلاف من الجنود الامريكيين المتواجدين هناك، ويرافقون المعارك بالتوجيه والمشورة. وتعمل الى جانب الجيش العراقي ميليشيات شيعية عنيفة، تسمى "الحشد الشعبي" وتضم حوالي 50 الف جندي. وعندما يحرر الجيش العراقي منطقة، تصل هذه الميليشيات معه وتبدأ بتخريب واحراق بيوت السنة، وطردهم وقتلهم. هذا هو ما فعلوه تماما في بلدة بيجي، قبل عدة اشهر، ونتيجة لذلك تم تدمير حوالي 65% من بيوت المواطنين، وبعد ذلك يمنعون السنة من العودة الى مدنهم وبيوتهم، اذا بقي لهم أصلا ما يرجعون اليه.
على غرار ادعاء اردوغان بأنه يحارب داعش، لكنه يقوم عمليا بقصف اعدائه الاكراد – هكذا يفعل الجيش العراقي الذي يحارب داعش، ولكنه يقوم، عمليا، بتنظيف العراق من ابناء الاقلية السنية. وقد حدث اجراء مشابه في الشهر الماضي، في البلدة اليزيدية سينجر، التي "تم تحريرها" من أيدي داعش. فلقد شرع الاكراد واليزيديين بهدم وسرقة بيوت السنة، وطرد سكانها قسرا. وقبل تلك المعركة طالب الجيش العراقي السنة باخلاء بيوتهم، كما حدث خلال الاسبوعين الأخيرين في الرمادي، بادعاء ان من لن يهرب سيتعرض للاصابة. ويغادر مئات الآلاف بيوتهم تاركين للميليشيات الشيعية المتوحشة التي تمولها طهران، مهمة تطهير المكان.
يصعب فهم كيف لا يرى الامريكيون ما يفعله حلفاءهم على الأرض، وكيف يدعمون ذلك. عندما حارب الجيش الاسرائيلي في 1982 مخربي منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان بالتعاون مع المسيحيين المارونيين، استغل الموارنة الفرصة وذبحوا الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا. ووجهت الولايات المتحدة والعالم اصبع الاتهام الى من تواجد في المكان، أي الجيش الاسرائيلي – فلماذا كان الجيش الاسرائيلي متهما في حينه بينما لا يتم اتهام الامريكيين الآن؟ سيما انه بدون مساعدة منهم ما كان يمكن احتلال المدن السنية بأي شكل من الاشكال.
الدرس لا يتعلق فقط بالماضي او الحاضر، وانما بالمستقبل ايضا، وهذا ليس لأسباب اخلاقية فقط، وانما عملية ايضا. مثل هذا التطهير يحتم الآن على السنة دعم داعش، لأنه العامل الوحيد الذي يمكنه حمايتهم من الذبح. وكلما ازدادت محاولة اقتلاع داعش، هكذا سيتزايد دعمه هو وامثاله من التنظيمات الجهادية السنية. اذا تم القضاء على داعش، ستقوم تنظيمات اخرى مكانه، وستكون اكثر وحشية وانتقاما: فالتطهير الذي تتعرض له طائفتهم سيتحول الى امر انتقام. ومن الواضح في مثل هذه الحالة انه لن يكون هناك ما يمكن الحديث عنه بشأن امكانية التعاون السني – الشيعي في العراق. لأن السنة يشعرون بأنه يتم اقتيادهم الى الذبح. هذا هو سبب العصبية المتزايدة لدى السعوديين والأتراك، الذين سيكون عليهم واجب الخروج لمساعدة السنة، وعندها سيزداد اللهيب. تركيا اليوم هي حليف جبهة النصرة، وبشكل غير مباشر حليف داعش ايضا، كونهما تنظيمين سنيين في بيئة شيعية معادية.
اذن، ما الذي يمكن عمله؟ وقف القصف الذي يدمر احياء كاملة في المدن السنية، واعادة المواطنين السنة الى بيوتهم بعد طرد داعش من اجل تشجيع المصالحة. كما يجب طرد الميليشيات الشيعية والحرص جدا على من يتم قصفه وما الذي يتم قصفه – فهذا هو تماما ما طالبنا به الامريكيون في غزة، في العام الماضي. لا يمكن للوعي ان يتقبل قيام الديموقراطيات الغربية، كالأمريكية والبريطانية والفرنسية بالسماح بارتكاب اعمال بربرية.
عندما يتم العمل بشكل جيد، لا حاجة الى "الصمت"
يكتب الرائد احتياط ميخائيل معوز، في "يسرائيل هيوم" انني ككل جندي وقائد خدم في الجيش الاسرائيلي واجهت ظواهر مرفوضة: ضابط صف يهين مسافرين في سيارة اوقفها للفحص، جندي اخذ علبة مشروب عرضها عليه سائق خلال فحص اوراقه، سائق حاول ضرب معتقل بعد احباطه وتقييده، وغيرها. لكنني لست بحاجة الى كسر الصمت، بل بساطة لأنني لم اسكت ابدا. فلقد تم معالجة كل هذه الظواهر فورا – فضابط الصف حوكم وسجن واقصي عن الكتيبة، وعلبة المشروب اعيدت الى السائق مع الاعتذار له، والسائق، جندي الاحتياط، حوكم وسجن.
في احدى الحالات، وخلال نشاط عسكري لي كضابط في الاحتياط، فرض علي اقامة حاجز الى الشمال من مفترق الليدو من اجل منع وصول الفلسطينيين الى البحر الميت، "لأن المستحمين يخافون وسيتركون المكان". وقد نفذت المهمة بعد ان افهمت قائد الكتيبة بأن الحاجز ليس قانونيا من وجهة نظري. كما انه لم يشعر هو ايضا بالارتياح ازاء هذه المهمة، ووعد بفحص الموضوع مع اللواء وما اذا كان يمكن الغاء القرار. وقد طلبت من ركاب السيارات التي اوقفتها الانتظار قليلا لفحص ما يمكن عمله. وقمت بتوزيع حلويات على الاطفال، والتي احملها دائما في جيبي (لتهدئة روع الاطفال). ولسروري ابلغني قائد الكتيبة بعد نصف ساعة انه حصل على تصريح من قائد اللواء بإلغاء الحاجز وهذا ما فعلته، وسمحنا لكل السيارات بالوصول الى هدفها.
وهناك حاجز آخر محفور في ذاكرتي. وكان ذلك الى الجنوب من مفترق دوتان. لقد وصلت الى الحاجز سيارة تقل عائلة فلسطينية، وكانت المرأة تحمل بين ذراعيها طفلة. وابلغني زوجها انهما في طريقهما الى مستشفى نابلس لأن الطفلة سقطت واصيبت بكسر في جمجمتها. نظرت الى الطفلة وساد لدي الشك بأن مستشفى نابلس يستطيع معالجتها. استدعيت سيارة الإسعاف العسكرية، وقامت بنقل العائلة الى مستشفى هليل يافيه. وقبل سفر العائلة طلب مني الزوج رقم هاتفي. وفي اليوم التالي اتصل بي وشكرني، وقال: "انقذت حياة ابنتي".
من اجل العيش في الحي الاكثر تعقيدا الذي نعيش فيه، ليس لدينا امتياز الاختيار بين الاخلاق والحفاظ على البيت. يجب علينا اجادة الدمج بين الاثنين. غالبية رفاقي، ان لم يكن جميعهم، لم يكونوا مستعدين او يستطيعون تنفيذ مهامهم في ظروف التعامل القاسي. يجب على اولئك الذي يشهدون حدوث ظلم بذل كل ما في استطاعتهم لوقف ذلك على الفور طالما يمكن التحقيق والمحاكمة ومنع تكرار الاحداث المرفوضة. من اللطيف اصدار نشرة بلغات اجنبية، والظهور في مدن خيالية في اوروبا والولايات المتحدة، وتنظيم جولات للسياح في ازقة مدن الضفة ورواية حكايات تفتقد غالبيتها الى أي اساس، لكن هذا لا يفيد بتاتا الا اذا كان الهدف المعلن لحركة "يكسرون الصمت" ليس الهدف الحقيقي لمن يمتهنون القذف والتشهير.
كل عمل عسكري يفرض علينا، يجبرنا على العمل في مناطق مأهولة. ومن يدعون بأنه لا يمكن عمل ذلك دون التحول الى مجرمي حرب، يقولون عمليا ان وجود الدولة يجبرنا على ان نصبح مجرمي حرب. واذا كان الامر كذلك، فمن المفضل ان نطوي الراية وتبحث عن مكان آخر. شخصيا انا اعتقد غير ذلك.
https://ssl.gstatic.com/ui/v1/icons/...s/cleardot.gif
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 3 نيسان 2016
سلاح البحرية يغرق قاربا بين مصر وغزة
كتب موقع "واللا" ان سلاح البحرية احبط ، صباح امس السبت، عملية تهريب من مصر الى قطاع غزة، بعد قيامه بفتح النيران على قارب اجتاز الحدود البحرية، وكان يحمل اكياسا مشبوهة، فتم اغراقه امام ساحل رفح. وكانت القوة البحرية قد استخدمت في البداية نظام اعتقال مشبوه، بما في ذلك اطلاق النيران بهدف التحذير، ولكن بعد مواصلة القارب التحرك بسرعة باتجاه شاطئ القطاع، اطلق الجنود النار على جوانبه.
وعندما لاحظ الجنود ان ركاب القارب قفزوا الى المياه ومعهم الأكياس، قاموا بإطلاق النار على القارب واغراقه. وقال الناطق العسكري ان سلاح البحرية احبط عملية تهريب، مضيفا ان مصير ركاب القارب ليس معروفا. الا ان وسائل اعلام فلسطينية ذكرت بأنهم تمكنوا من الوصول الى الشاطئ.
واشنطن تشكك بالتزام اسرائيل بحل الدولتين
كتب موقع "واللا" ان الولايات المتحدة انتقدت ، امس السبت، سياسة هدم منازل الفلسطينيين في الضفة من قبل اسرائيل، واعلنت ان هذه السياسة تثير الشك حول التزام اسرائيل بحل الدولتين. وقالت الناطقة بلسان وزارة الخارجية الامريكية، اليزابيث طرودو، ان واشنطن تشعر بالقلق ازاء هدم المنازل، الذي يقوض بالتالي امكانية حل الدولتين، ويطرح تساؤلات حول التزام الحكومة الاسرائيلية بهذا الحل". وحسب أقوالها فان "هذه الاعمال تدل على توجه يلحق الضرر، ويشمل الهدم والاقتلاع ومصادرة الأراضي".
وحسب ما ذكرته وكالة "رويترز" للأنباء، فقد هدمت اسرائيل منذ بداية السنة، حوالي 400 منزل ومبنى في انحاء الضفة الغربية، وهو عدد يفوق كل ما تم هدمه في عام 2015. وحسب تقرير لمركز "بتسيلم"، فقد هدمت اسرائيل في مطلع آذار مدرسة بنيت برعاية الاتحاد الأوروبي، في قرية خربة طانا البدوية في السامرة، وكانت تخدم 23 طالبا. كما هدمت اسرائيل 17 منزلا و21 حظيرة للمواشي والدواجن في القرية.
النيابة العسكرية تملك ادلة تمكنها من محاكمة الجندي القاتل في الخليل
تكتب صحيفة "هآرتس" ان تعتقد العسكرية النيابة بأن الأدلة التي تم جمعها حتى الان في قضية الجندي الذي اطلق النار على المخرب الفلسطيني الجريح حين كان ممددا على الأرض في الخليل، تتيح اعداد لائحة اتهام. ومن المقرر ان يجري اليوم (الأحد) تشريح جثة المخرب في معهد الطب الشرعي في ابو كبير، وبعد تلقي نتائج التشريح ستتمكن النيابة العسكرية من مناقشة بنود لائحة الاتهام ضد الجندي. واذا اتضح بأن المخرب الفلسطيني كان على قيد الحياة حين كان ممددا على الأرض، كما تشير افادات الجنود، بما فيها افادة الجندي الذي اطلق النار، فانه من المتوقع ان يتم اتهام الجندي بقتله.
وكانت محكمة الاستئناف العسكرية قد ناقشت يوم الجمعة استئناف النيابة العسكرية على قرار اطلاق سراح الجندي من السجن وفرض الاعتقال المفتوح عليه في قاعدته العسكرية "نحشونيم". وقررت المحكمة منعه من حمل السلاح والتحدث مع شهود العيان حتى انتهاء القضية. وادعت النيابة العسكرية خلال النقاش في المحكمة ان الأدلة تعرض صورة واضحة لما حدث وانه لا يمكن تقبل ادعاء الجندي بأنه اطلق النار بفعل التخوف من الخطر على حياته. كما ادعت النيابة ان سقف الأدلة التي تم جمعها حتى الآن، تتيح صياغة شبهات تتجاوز "الاشتباه المعقول" بل تشكل "أدلة واضحة" تتيح اثبات تهمة الجندي.
وقالت المدعية العسكرية، العقيد شارون بنحاس زجاجي، ان النيابة تعتقد خلافا لموقف المحكمة العسكرية في يافا، وقرار المقدم رونين شور، ان الأدلة ليست "الى هنا او هناك"، وانما تحدد صورة بالغة الوضوح لما حدث اثناء الحادث". وتتطرق المدعية بذلك الى الأفلام التي توثق لحادث اطلاق النار، والتي اعتبرتها "مثل الف شاهد"، والى قول الجندي لرفاقه، كما افادوا، بأن المخرب يجب ان يموت، لأنه طعن رفاقه. كما تدعي النيابة ان اطلاق النار كان متعمدا، وبدون أي حاجة عسكرية.
من جهتهم يدعي محامو الجندي انه اطلق النار حسب الأوامر، "ولم يقصد القتل وانما انقاذ رفاقه".
المانيا تجسست على مكتب نتيناهو
تنقل صحيفة "هآرتس" ما نشرته صحيفة "دير شبيغل" الألمانية، امس السبت، حول قيام جهاز التجسس الألماني BND، بالتجسس في السنوات الأخيرة، على ديوان رئيس الحكومة الاسرائيلية. وحسب التقرير فان الأهداف التي تعقبها جهاز الاستخبارات شملت دولا صديقة لألمانيا وتنظيمات دولية. وتضم القائمة وزارتي الداخلية في فيينا وبروكسل، ووزارة الدفاع في لندن، مؤسسات الأمم المتحدة، صندوق النقد الدولي واوباك، وناسا، وسلاح الجو الأمريكي وغيرها. ولم يفصل التقرير ما الذي شملته عمليات التجسس، وما اذا نجحت او فشلت، وما هي اهدافها العينية ومتى تم ذلك.
ويشار الى انه تم خلال السنوات الأخيرة كشف الكثير من التقارير حول قضايا التجسس التي قامت بها العديد من الدول ضد بعضها البعض، بما في ذلك الدول الصديقة. وفي العام الماضي، تم التبليغ بأن المانيا تجسست على جهاز "اف. بي. آي" وشركات الأسلحة الامريكية وتنظيمات دولية اخرى، مثل منظمة الصحة العالمية. وعلى الشكل ذاته، تم في 2013 الكشف بأن المانيا كانت هدفا مركزيا للتجسس من قبل الولايات المتحدة طوال عشرات السنوات، وشمل ذلك هاتف المستشارة الالمانية انجيلا ميركل. وردت ميركل في حينه قائلة: "التجسس هو ليس شيئا يتم بين الأصدقاء".
وكشفت دير شبيغل في العام الماضي ان الولايات المتحدة والمانيا تعاونتا في التجسس على طرف ثالث، حيث قام جهاز BND بالتجسس على شركات وتنظيمات اوروبية بطلب من وكالة الأمن القومي الامريكية NSA.
يشار الى ان مجلة Intercept كشفت في شهر كانون الثاني الماضي بأن اجهزة الاستخبارات البريطانية تجسست طوال سنوات على البث المصور للطائرات الاسرائيلية غير المأهولة، وطائرات سلاح الجو الاسرائيلي. وجاء في التقرير ان عمليات التعقب التي بدأت كما يبدو في 1998، كانت تتم من قاعدة على جبال ترودوس في قبرص.
القسام تؤكد احتجازها لأربعة اسرائيليين وانه لا توجد مفاوضات بشأنهم
تكتب صحيفة "هآرتس" ان الناطق بلسان كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، قال مساء امس الاول الجمعة، انه لا تجري مفاوضات لإعادة المواطنين الاسرائيليين الأسرى في قطاع غزة. وادعى بأن حماس تحتجز المواطنين ابرا منغيستو، وشاب بدوي، يمنع كشف اسمه، وكذلك الجنديين اورون شاؤول وهدار غولدين، الذين حددت اسرائيل مقتلهما (خلال الحرب).
وقال الناطق "ان نتنياهو يكذب على ابناء شعبه وينثر الرماد في عيون عائلات الجنود. نحن نوضح انه لا توجد مفاوضات بشأن الأسرى الأربعة، ولا تجري أي اتصالات لأن على اسرائيل دفع ثمن لقاء كل معلومة قبل المفاوضات وبعدها".
وعرضت وراء الناطق صور الأربعة الذين يدعي التنظيم انهم في أسر حماس. ويشار الى ان اورون شاؤول وهدار غولدين دخلا الى غزة خلال عملية "الجرف الصامد" في صيف 2014، وتم تحديد موتهما من قبل الجيش.
وفي تموز الماضي سمح بنشر نبأ اجتياز ابرا منغيستو، من سكان اشكلون، للحدود مع غزة في ايلول 2014، كما اجتاز الشاب البدوي الذي يقول الجهاز الأمني انه مختل عقليا، الحدود الى غزة في نيسان 2015.
اليوم يتقرر ما اذا سيتم تبكير موعد اطلاق سراح كتساف
تكتب "يسرائيل هيوم" و"يديعوت احرونوت" انه من المتوقع ان تنشر لجنة اطلاق السراح التابعة لسلطة السجون الاسرائيلية، اليوم، قرارها بشأن طلب الرئيس الاسرائيلي الأسبق، موشيه كتساف، تقصير ثلث مدة محكوميته. وكان من المفروض ان تصدر اللجنة قرارها يوم الاحد الماضي، لكنه تقرر بعد 12 ساعة من النقاش تأجيل صدور القرار الى اليوم.
وكانت النيابة العامة قد اعربت عن معارضتها الشديدة لإطلاق سراح كتساف، لأسباب من بينها انه ادين بارتكاب مخالفات خطيرة ولم يعرب عن أسفه عليها حتى الآن، ورفض اجتياز دورة تأهيل يفترض بمرتكبي المخالفات الجنسية اجتيازها قبل اطلاق سراحهم.
في المقابل قالت سلطة السجون في وجهة نظرها ان سلوكيات كتساف في السجن كانت ايجابية. كما تحدد وجهة نظر مركز الصحة النفسية في وزارة الصحة بأن كتساف لا يشكل أي خطر، سيما انه يخرج في العامين الأخيرين في اجازات منتظمة.
يشار الى ان كتساف يمضي عقوبة بالسجن لمدة سبع سنوات، بعد ادانته بارتكاب مخالفات التحرش الجنسي بحق موظفات عملن معه خلال شغله لمناصب رسمية. ويرفض كتساف الاعتراف بالتهم التي ادين بها ويدعي براءته.
اسرائيل لا تنوي تعيين سفير بديل لديان في البرازيل
كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان اسرائيل لا تنوي في المرحلة الحالية، تعيين سفير جديد لها في البرازيل، بدلا من داني ديان، الذي رفضت البرازيل المصادقة على تعيينه، بسبب كونه احد قادة المستوطنين. وعلمت "يديعوت احرونوت" ان وزارة الخارجية لا تسارع الى تعيين بديل لديان كي لا يسود الانطباع بأن اسرائيل تراجعت، وان التعنت البرازيلي كان مفيدا.
وينص التوجيه الذي وصل من القيادة السياسية الى وزارة الخارجية على الامتناع، حاليا، عن نشر مناقصة جديدة لتعيين سفير في البرازيل. وحسب التقديرات فان نشر مناقصة لهذا المنصب سيتأجل لعدة اسابيع على الأقل. ويسود التقدير بأن اسرائيل تطمح الى رؤية سفير جديد في البرازيل قبل افتتاح الالعاب الأولمبية في ريو في آب القادم.
وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قد اعلن عن تعيين ديان سفيرا في البرازيل في آب الماضي، لكن البرازيل رفضت التصديق على التعيين بسبب كون ديان احد قادة المستوطنين ويقيم في مستوطنة في الضفة الغربية. وآمنت اسرائيل بأن الاتصالات الهادئة ستقنع البرازيليين بتقبل ديان، لكنه يتضح كلما مر الوقت ان البرازيل لا تتراجع عن موقفها. وفي الأسبوع الماضي استسلمت اسرائيل واعلن نتنياهو عن تعيين ديان قنصلا عاما لإسرائيل في نيويورك.
تخوف في "شاس" من تفكك الحزب في حال استقالة درعي
كتبت "يسرائيل هيوم" انه ليس من المعروف كيف ستتطور قضية وزير الداخلية ارييه درعي، لكن السؤال هو كيف سيؤثر ذلك على حزب شاس؟ ويتخوف الكثير من الاعضاء من انهيار الحزب في حال قرر درعي الاستقالة اذا ما تم فتح تحقيق ضده في قضية عقارات عائلته.
وتتجه الكثير من الأنظار في الأيام الأخيرة نحو الزعيم الذي تمت اقالته، ايلي يشاي. وانتشرت على شبكة فيسبوك ومجموعات الواتس أب، تهكمات بحق يشاي تدعي انه توجه الى حائط المبكى للصلاة بعد تورط خصمه درعي. ومن المحتمل، في حال اضطرار درعي الى الاستقالة ان يحظى يشاي بقنال سياسي آخر، من شأنه ان يعيده الى الحزب، علما ان يواصل العمل الآن في الاتجاه الذي بدأه قبل عدة أشهر، وهو الانضمام الى حزب "كلنا" بقيادة موشيه كحلون.
وعلى الرغم من نفي يشاي وكحلون لهذا النبأ، الا ان الاتصالات تتواصل بكل قوة وراء الكواليس، وفي حال تم الاتفاق، من المرجح ان يتم ترشيح يشاي في المكان الثاني بعد كحلون. وتتواصل هذه الاتصالات رغم المشاكل التي قد تعرقلها، وبشكل خاص بسبب الخط الليبرالي الذي ينتهجه كحلون، كالحفاظ على المحكمة العليا، وتأييد الزواج المثلي، وتسيير مواصلات عامة يوم السبت. وفي المقابل علم ان يشاي لا يستبعد الانضمام الى حزب الاتحاد القومي.
لكن قضية درعي قد تفتح امامه باب العودة الى شاس. فبدون درعي سيبقى حزب شاس بدون قائد، وقد يشكل يشاي حبل الانقاذ الوحيد.
الشرطة تجمع افادات في قضية هرتسوغ
كتبت "يديعوت احرونوت" ان الشرطة بدأت باستدعاء شخصيات من حزب العمل لتقديم افاداتها في قضية رئيس الحزب يتسحاق هرتسوغ. وكان الفحص في هذه القضية قد بدأ على خلفية الادعاء بحصول هرتسوغ على تبرعات غير قانونية خلال الانتخابات الداخلية في الحزب في 2013، والتي انتصر خلالها على شيلي يحيموفيتش. وواصلت الشرطة في نهاية الأسبوع، جمع الوثائق والافادات المرتبطة بهذه الادعاءات، كما قامت بجمع افادات من جهات كانت مقربة من طاقم هرتسوغ الانتخابي.
ومن المتوقع ان يجري خلال الاسبوع الجاري نقاش لدى المستشار القانوني للحكومة، يتم خلاله عرض الأدلة واتخاذ القرار بشأن ما اذا يجب الانتقال من الفحص الى التحقيق الجنائي الرسمي. وعلى الرغم من ادعاء هرتسوغ بأن المقصود فرية، الا ان بعض المقربين منه يفهمون انه لن يكون أي مفر من التحقيق والذي سيشمل التحقيق معه تحت طائلة الانذار.
من جهتها عقبت شيلي يحيموفيتش لأول مرة على الموضوع، في نهاية الأسبوع، وقالت انها لم تعقب على الموضوع من قبل بسبب ارتباطها الشخصي فيه، واضافت: "ولهذا السبب بالذات فان كل ما اقوله دوما سيعتبر اذا ما قلته الآن مسألة شخصية او سياسية، وسيتم تلوينه بألوان غير موضوعية، ولذلك سأوفر في الكلام. انا آمل بكل بساطة بأن تظهر الحقيقة واتمنى لحزبنا بأن لا يدفع ثمنا باهظا".
مقالات
نصف سنة على الانتفاضة الثالثة، ومخاطر التصعيد لا تزال قائمة
تحت هذا العنوان تكتب غيلي كوهين، في "هآرتس" انه بعد نصف سنة من الارهاب المتواصل، يشير الجيش الى حدوث انخفاض في عدد العمليات، وانها تحدث حاليا في اواخر الأسابيع فقط. ويدعي مسؤول في الجهاز الأمني انه على الرغم من عدم الانتهاء من احصاء عدد العمليات التي وقعت في شهر آذار المنصرم، الا انه تم تسجيل انخفاض في عدد العمليات مقارنة بشهر شباط الذي وقعت خلاله 155 عملية، حسب الشاباك.
وخلال شهر تشرين الأول، الشهر الأول للأحداث الحالية، وقعت 620 عملية في الضفة والقدس وداخل الخط الأخضر، وفي محيط قطاع غزة. ويشمل هذا الاحصاء رشق الزجاجات الحارقة. ويطلق الجيش على تسلسل الأحداث اسم "موجة ارهابية" او "هبة شعبية محدودة"، حسب قيادة المنطقة الوسطى. لكن الفلسطينيين يسمونها "هبة" او "هبة القدس".
في الأسابيع الأخيرة ادعى ضباط تنتشر وحداتهم في الضفة، او يخدمون هم بأنفسهم هناك، ان المقصود ليس انتفاضة. ويكمن احد التفسيرات لذلك في حرية الحركة التي يتواصل الحفاظ عليها في الضفة، فالفلسطيني الذي يريد الخروج من جنين الى رام الله يمكنه الوصول اليها دون المرور عبر أي حاجز عسكري. كما أن الطوق الذي تم فرضه بتوجيه من القيادة السياسية، ولم يكن دائما بموافقة الضباط الميدانيين، كان مؤقتا ولم يمنع بشكل مطلق الخروج من القرى والبلدات الفلسطينية. وقال المصدر "هذا ليس طوق انتفاضة، انه فحص، نقطة للتفتيش".
ويعتمد تفسير آخر للفارق بين موجة الارهاب الحالية والانتفاضتين السابقتين على انتشار القوات العسكرية في الضفة. وقد ادعى ضابط في الجيش الاسرائيلي، امس الأول، بأن هناك 26 الى 27 كتيبة منتشرة في الضفة، بينما خلال فترة الانتفاضة وصل عددها الى 80. وأضاف: "في حينه كانت هناك كتائب عملت عسكريا، طوال 11 شهرا في السنة. نحن لم نصل الى ذلك بعد". كما يجري الادعاء بأن المشاركة الشعبية في الموجة الحالية لا تزال هامشية، ولا يوجد اطار قيادي للعمليات.
في الجيش الاسرائيلي يقولون انه على الرغم من استمرار موجة الارهاب منذ ستة أِشهر، الا انه لا توجد عمليات ارهاب ممأسسة، ولا يظهر أي تدخل ملموس من قبل مخيمات اللاجئين في الأحداث. لكنه يستدل من تحليل اماكن سكن حوالي 250 مخربا شاركوا في العمليات، ان 25 منهم يقيمون في مخيمات اللاجئين، من بينهم 10 من شعفاط. وحسب بيانات الشاباك فان اكثر من 50% من منفذي العمليات هم دون جيل 20 عاما، وحوالي 12% من منفذي العمليات هن نساء.
اضف الى ذلك انه تم الحفاظ على التنسيق الأمني بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، وهناك من يعتقدون انه افضل بكثير مما كان عليه قبل عقدين. في المقابل يشير الجهاز الأمني، الى ان خطر التصعيد والتدهور في الأوضاع لا يزال قائما. وقال ضابط رفيع: "يمكن للأوضاع أن تكون أسوأ". ومع ذلك يعتبر الجيش المواجهات في الضفة غير مسبوقة في حدتها، في العقد الأخير.
في الأيام الأخيرة، طرحت على جدول النقاش العام مسألة أوامر اطلاق النار في اعقاب قيام جندي بإطلاق النار على مخرب كان ممددا على الأرض في الخليل، يوم الخميس الأسبق. وحسب توجيهات الجيش فانه قبل دخول الجنود للعمل العسكري في المناطق، يجب عليهم اجتياز اختبار خطي حول هذه الأوامر، بل واجراء تدريب يحاكي مواجهتهم لأوضاع معينة.
قبل وقوع الحادث في الخليل، قال قائد لواء المشاة: "اعتقد ان اوامر فتح النيران متوازنة فعلا. اذا واجهنا الخطر، لا توجد معضلة. هذه هي القاعدة.. لا اعتقد ان هناك منطقة رمادية". وأضاف: "انا متأكد من ان موقفي لا يحظى بتأييد الجميع، وهذا على ما يرام. يوجد هنا توتر. نحن مطالبون بقتل من يجب قتله والامتناع عن قتل مئات الاف الابرياء الذين يعيشون بهدوء في هذه المنطقة، او بدون هدوء. اذا كان يمكن القتل بواسطة رصاصة واحدة او رصاصتين وليس بواسطة مشط كامل فهذا مفضل. نحن لا ننكل بجثة المخرب مع مزيد من العيارات، وهذه ليست مسألة اخلاقية فقط، وانما مسألة مهنية".
وقال الضابط ان الجنود يتأثرون نفسيا بسبب وقوع عمليات الطعن من دون انذار مسبق. "انت لا ترى مخربا يرتدي الزي العسكري. هذا فتى او فتاة، او امرأة، يأتون عادة مع سكين لمسافة الصفر، ويجب، من جهة، اصابتهم بسرعة، ومن جهة اخرى عدم التعرض للإصابة، وعدم قتل رفيق السلاح. كل هذا يتم بعدة عيارات، ومن دون صخب لأننا يجب ان نفعل ذلك بشكل مهني". وأضاف ان "هذا احتكاك يضعك في وضع بالغ الحساسية. بين يوم مشمس عند مفترق الغوش، وبين "انا بعد لحظة سأموت". هذا توتر حساس جدا".
في الجيش الاسرائيلي يحاولون تنظيم لقاءات اكثر بين الجنود وضباط الصحة النفسية، واجراء محادثات في هذا الموضوع مع القادة. وحسب قائد اللواء، فان "كل جندي في الجيش ينهي ثلاث سنوات من الخدمة، يحتاج الى مرافقة نفسية من هذا النوع او ذاك. فكل محارب يرى مشاهد معينة، سواء كان مسنة على الحاجز، طفلة تبكي في المعتقل، دماء، قتلى او صديق قتيل".
الحكومة ضد اسرائيل
تحت هذا العنوان يكتب امير اورن، في "هآرتس" انه ليس في كل يوم، تحظى عائلة مشبوه بارتكاب جريمة خطيرة، يمكن لمن تتم ادانته بها قضاء عشرين سنة في السجن، بمحادثة هاتفية مؤيدة ومساندة من قبل رئيس الحكومة. لكن نتنياهو يعمل كل يوم، بشكل منهجي ومتعاقب، من اجل تقويض مؤسسات دولة اسرائيل وشرائعها. ظاهرا، الحكومة والدولة هما جسم واحد، لكن في الواقع الاسرائيلي اصبحت الدولة عدوا للحكومة.
تحييد الدولة من قبل نتنياهو يتم بطريقة دراسة التنفيذ/تحليل المنظومات. فهكذا تحاول اسرائيل في المهام الأمنية – ضد سلاح الجو المصري في حزيران 1967، او تخصيب اليورانيوم الايراني، أو الأنفاق في غزة – دراسة السلسلة الانسانية والتنظيمية كلها من اجل العثور على نقاط ضعفها.
كعدو للحكومة، يتم تفعيل هذا المنطق ضد دولة اسرائيل ايضا. القيادة السياسية في السلطة التنفيذية ضد السلطة التشريعية، والسلطة القضائية واجهزة الرقابة والرصد والكبح على المستوى المهني، والتي تهدف الى الحفاظ على التوازن.
الهجوم على المحكمة العليا، في مشروع الغاز، ليس شاذا من جانب من يدعم "بشكل شخصي" طلب زوجته الصفيق بعزل قاضية محكمة العمل القطرية، التي تجرأت على منح صفة قانونية للانطباع العام من سلوكياتها المسرفة ازاء المستخدمين الذين يصارعون من اجل لقمة العيش.
نتنياهو والمتملقين له في كتلة اللحس، التي تضم حرابي (جمع حرباء) طويلة اللسان، تتنافس فيما بينها استعدادا لتركيب قائمة الانتخابات القادمة، وتبث بأن المحكمة هي ليست الجهة التي تملك صلاحية تفسير القانون، وانما هي لاعب آخر على الحلبة السياسية. بالنسبة لهم انها ليست محكمة عليا بل انها تابعة للحكومة، واذا لم تفهم ذلك فسيتم التفسير لها من خلال تغيير التركيبة او نظم تعيين القضاة.
الهجوم على الكنيست ينعكس في قانون الاقصاء، الذي لا يفترض فيه تغيير ميزان القوى الحزبي، لأنه حتى لو تم اقصاء كل نواب القائمة المشتركة الـ13 من الكنيست فسيدخل مكانهم 13 نائبا من القائمة ذاتها، وليس بالضرورة ان يكونوا اقل قتالا. التهديد شخصي ومركز – من يتم اقصاءه يفقد حصانته ويتم اسكاته والا سيتعرض لإجراء جنائي.
وتم تفعيل جهد اساسي ضد مكتب مراقب الدولة، ومكتب المستشار القانوني للحكومة، والنائب العام للدولة، والشرطة. وفي جميعها تم تحقيق الليونة والخنوع. عشية تعيين القائد العام للشرطة، فحص وزير لا يملك احد آخر الصلاحية مثله، مع احد المفوضين الكبار، ما اذا كان يمكن الاتفاق على تمويت ملف منزل نتنياهو. لكن المفوض رفض ذلك وقال للوزير ان الشرطة ستواصل العمل ضد الفساد العام.
مثل هذا الشخص المنغلق تماما لا يصلح لقيادة الشرطة، وتم منح قناع الشرطي مع الرتبة العالية لروني الشيخ من الشاباك، والذي لم يفعل شيئا للشرطة حتى الآن. وينافسه في عدم عمل أي شيء، المستشار القانوني للحكومة ابيحاي مندلبليت.
من حظ نتنياهو انه لا توجد معارضة امامه. سواء كان يتسحاق هرتسوغ قد تورط في ملف جنائي ام لا، فانه تعامله الاشكالي مع محاربة الفساد تكشف عشية الانتخابات، عندما عمل على اقصاء مفوض الشرطة المتقاعد موشيه مزراحي، الذي حقق معه في قضية جمعيات ايهود براك. هرتسوغ ليس انقى من نتنياهو بكثير. انه مجرد نسخة داكنة له.
بقيت هناك جزيرة واحدة من الرسمية: الجيش الاسرائيلي. رئيس الأركان غادي ايزنكوت، يشتق كل نشاطاته من فرضية عمل يحتمها الاستعداد للحرب. ولذلك، وضمن امور أخرى، أصر على منع الفراغ في المناصب الرئيسية لقادة الوية العمليات.
يمكن فقط الشعور بالحسد ازاء جارتنا في الشرق، المملكة الأردنية. هناك، حين يمكن للتاج ان يقع على رأس يسود حوله الشك، كما حدث للأمير طلال بعد قتل الملك عبدالله، يجتمع مجلس الأوصياء من اجل الاتفاق على حل لصالح عقلانية الدولة.
داعش في الشمال والجنوب
تحت هذا العنوان يكتب البروفيسور أيال زيسر، في "يسرائيل هيوم" ان داعش انتقل في الأسابيع الأخيرة من الهجوم الى الدفاع في المنطقتين السورية والعراقية. فالجهود التي يبذلها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وبمساعدة روسيا وايران، تحقق نجاحا جيدا، انزل بالتنظيم ضربات بالغة اضطرته الى الانسحاب من عدة مواقع. هكذا، على سبيل المثال، تمكنت ميليشيات بشار الأسد، بمساعدة روسية وايرانية، من احتلال مدينة تدمر، التي تعتبر بوابة الصحراء الى مركز سورية، فيما بدأت الميليشيات الشيعية، بمساعدة امريكية، وربما ايرانية ايضا، بالاستعداد لمهاجمة الموصل التي تعتبر اهم مركز لداعش في العراق.
ولكن بالذات في الوقت الذي يواجه فيه التنظيم مأزقا، وظاهرا بدون أي علاقة بالهزائم التي تصيبه في شمال وشرق سوريا، يُصعد رجاله من نشاطهم على جبهة الجولان وجبهة سيناء، وهما جبهتان هامشيتان في الحرب التي يديرها التنظيم في العالم كله، لكنهما تنطويان على اهمية كبيرة بالنسبة لإسرائيل.
في الأسابيع الأخيرة تكثر وسائل الاعلام المتماثلة مع داعش من التبليغ عن نشاطات اسرائيلية – مصرية مشتركة، في محاولة لصد التنظيم في سيناء. ويملك التنظيم مصلحة واضحة في جر اسرائيل الى الصراع الذي يديره ضد الحكومة المصرية، وتحميل اسرائيل جانبا كبيرا من النشاطات المصرية ضده. خاصة وان المقصود عمليات لسلاح الجو المصري، الذي ينشط لأول مرة في سيناء منذ حرب الأيام الستة، وكما يبدو بتصريح من اسرائيل. ولكن في السطر الأخير، رغم الحرب الكاسحة التي تديرها مصر ضد التنظيم فان داعش لا يزال يسيطر على اجزاء من سيناء ويواصل تنفيذ عمليات ارهابية قاسية ضد قوات الجيش والشرطة المصرية، التي لا تنجح حاليا بهزمه.
وفي هضبة الجولان، ايضا، خاصة في القسم الجنوبي، يعزز تنظيم داعش من عمله. النظام السوري اهمل منذ فترة طويلة هضبة الجولان في الجانب السوري من الحدود، لأن لدى الأسد جدول اولويات آخر، ومناطق اكثر اهمية بالنسبة لبقاء النظام في دمشق. كما ان التدخل الروسي – الايراني في الأشهر الأخيرة في سوريا، يتركز في شمال الدولة واواسطها، وعلى الغالب في منطقة دمشق، ويترك، ربما عمدا، الجولان لمجموعات المتمردين، ومن بينهم ممثلي داعش.
والنتيجة هي، كما يستدل من التقارير الواردة من سوريا، ان اذرع داعش في الجولان، كتنظيم "شهداء اليرموك"، تزيد من قوتها في الأسابيع الأخيرة، وتعزز سيطرتها في المنطقة على حساب تنظيمات المتمردين الأخرى، الاكثر اعتدالا، والتي يحظى بعضها بالدعم الطبي من قبل اسرائيل. من المحتمل جدا ان يكون هذا الوضع مريحا للأسد، الذي لا يحرك ساكنة من اجل محاربة المتطرفين، على امل ان يستنتج المجتمع الدولي، وربما اسرائيل ايضا، بأنه في الخيار بين التطرف الاسلامي واعمال الاسد القاتلة، يعتبر بشار الأسد هو المفضل.
وهذا يعني انه في المناطق الحدودية مع اسرائيل، في الجولان وسيناء، يزيد تنظيم داعش من وجوده ومن قوته، بالذات حين يواجه ضائقة، بل وينسحب من المراكز الهامة في سوريا والعراق.
الكثير من المحللين يعتبرون العمليات الارهابية لداعش في اسطنبول وبروكسل، على انها محاولة من قبل التنظيم للانتقام لهزيمته او للإثبات بأنه لا يزال يتمتع بقوته. من المشكوك فيه ان هذا هو سبب اعمال القتل التي نفذها رجاله في تركيا واوروبا، ولكن من هنا يعلو الشك بأن دور اسرائيل ايضا سيصل، سواء من جهة سيناء او من جهة هضبة الجولان.
داعش لا يشكل تهديدا استراتيجيا لإسرائيل، وبالتأكيد ليس في وضعه الحالي. ولكن يمكنه ان ينفذ عمليات ارهابية، كما فعل في الماضي على حدود اسرائيل مع سيناء. ان ادعاءه بأنه يفضل التركيز على محاربة اعدائه في مجموعات المتمردين في سوريا وضد النظامين السوري والمصري، ليس حقيقيا. والدليل على ذلك انه خلافا لكل منطق، فتح حربا علنية ضد تركيا التي فضلت بالذات، الى ما قبل العمليات الأخيرة التي استهدفتها، الامتناع عن العمل ضد التنظيم، كما ان العمليات في اوروبا زادت من المحفزات الدولية لمهاجمته، في الوقت الذي يحتاج فيه التنظيم الى هدنة في سوريا والعراق. عليه فان محاولة داعش تنظيم عمليات ضد اسرائيل هي مجرد مسألة وقت.
السيسي لا ينجح
تحت هذا العنوان تكتب سمدار بيري، في "يديعوت احرونوت" ان باولا ريجيني، والدة الطالب الايطالي الذي عثر على جثته المحترقة، في الشهر الماضي، على جانب الشارع السريع بين القاهرة والاسكندرية، تهدد بنشر صورته بعد موته. وقالت الأم الثاكل خلال ظهورها العاصف امام البرلمان: "يجب التحلي بأعصاب قوية من اجل مشاهدة ما مر به جوليو.. بسبب التعذيب الفظيع تمكنت من التعرف عليه فقط بفضل الشامة على انفه". في اعقاب القتل يهدد رئيس الحكومة والوزراء بإلغاء اتفاقيات تجارية، علما ان ايطاليا تحتل المرتبة الأولى في الاستثمارات التي يحتاجها الاقتصاد المصري كحاجتنا الى الهواء من اجل التنفس. ويطالب مسؤولون كبار الآن، بنشر تحذير من السفر، واذا قام ملايين السياح الايطاليين بإلغاء حجوزاتهم، فسيشكل ذلك ضربة مالية بالغة الألم لمصر.
قضية اختطاف الطائرة التي هبطت الأسبوع الماضي في لارنكا القبرصية، عرضت الناطقين بلسان السلطة المصرية الى مواقف محرجة. فبعد قيامهم بنشر اسم غير صحيح للخاطف، خرجوا لمهاجمة (وبحق) الخاطف الحقيقي. ولكن عندما ادعوا ان لديه 16 ملفا جنائيا، ثار السؤال حول كيفية صعود المختطف سيف الدين مصطفى الى الطائرة. فقد تم مصادرة جواز سفره، واسمه يبرز على قائمة الممنوعين من السفر الى الخارج. المطلعون على الأمور اشاروا الى عادة دفع الرشوة في المطارات المصرية. احدهم يدفع من اجل التقدم في طوابير المنتظرين الكبيرة في المطار، وآخر يدفع لموظفي الجوازات، والثالث يدس الاوراق النقدية في جيوب الحراس كي يتجاوز التفتيش. في يوم الاختطاف بالذات خططوا في موسكو لإغلاق ملف الطائرة الروسية التي تم تفجيرها في شرم الشيخ، والسماح للسياح الروس بالعودة الى سيناء. لكن ظروف الاختطاف جعلت موسكو تعلن مجددا عن مصر "كدولة غير آمنة".
من جهتها وجهت صحيفة "نيويورك تايمز" صفعة مدوية الى السيسي عندما دعت في افتتاحيتها، الرئيس اوباما الى "التفكير بعمق" في العلاقات مع مصر في اعقاب اعتقال عشرات آلاف النشطاء السياسيين واغلاق منظمتين لحقوق الانسان في القاهرة. في اليوم ذاته، تم اقصاء المسؤول عن محاربة تبييض الأموال، هشام جنينة، من منصبه، وفرض الاعتقال المنزلي عليه. لقد كانت جريمته الوحيدة هي اعلانه بأن حجم السرقات من قبل الجمهور خلال فترتي ولاية السيسي (اخفاء الضرائب ودفع الرشاوى) بلغ 76 مليار دولار. لا يوجد أي نقاش حول ما اذا كان هناك فساد ام لا. لكن حجمه يقرر، واكثر الامور المريحة هي ضرب الساعي.
كما ان كم افواه المثقفين والصحفيين الذين "يزيفون" لا يتوقف. فيوم امس، اعلن قادة رابطة الكتاب العالميين (فين) عن منح جائزة للكاتب المصري احمد ناجي، مؤلف رواية "استخدام الحياة" الشهيرة التي تمت مصادرتها. وكانت الرقابة قد صادقت على رواية ناجي، وتم نشرها في المكتبات، فتلقفها الجمهور بحماسة، لكن شكوى قدمها محامي مصري ضد المؤلف مدعيا وجود "اباحية في الكتاب كادت تسبب لي نوبة قلبية"، ادخلت المؤلف الى السجن، وحكم عليه في محاكمة عاجلة بالسجن لمدة عامين.
ماذا ايضا؟ الجنيه المصري يواصل الهبوط، احتياطات العملة الأجنبية اختفت، لا وجود للمستثمرين الأجانب، ويتوقع موجة من الغلاء. المدخول المالي الذي يحققه عبور السفن في قنال السويس لم يحقق التوقعات، والسيسي يبحث عن حل سحري لإعادة الاستثمارات التي وعد بها ملايين المتبرعين لصندوق "تحيا مصر". كما ان اضافة الشيكل الاسرائيلي الى قائمة العملات المتبادلة في بورصة القاهرة يواصل التسبب بغضب عارم.
السيسي لا ينجح. رغم التصريحات المتفائلة، فان ضوائقه تتزايد واجهزته الأمنية لم تعد قادرة على اخفاء الخلافات الداخلية. في القدس يتعقبون ما يحدث ويصمتون. لا توجد كلمة واحدة حول حقوق الانسان، فهذا لا يهم اسرائيل، او عن العبوات المتفجرة. من وراء الكواليس يعتبر السيسي صديقا للأجهزة لدينا، وهؤلاء بالتأكيد يشعرون بالقلق ازاء ما يحدث لجارتنا الكبيرة في الجنوب.
الجيش غير محصن ايضا
تحت هذا العنوان يكتب ايتان هابر، في "يديعوت احرونوت" انه قبل اكثر من 60 سنة وقع احتكاك ناري بين الجيشين الاسرائيلي والأردني على طريق ايلات. وقام ضابط من الجيش الاسرائيلي برتبة ملازم بالتبليغ عن الحادث، وعلم به رئيس الحكومة ووزير الأمن دافيد بن غوريون، فاحدث ضجة كبيرة، وقاد الى حادث دبلوماسي مع الأمم المتحدة.
لقد ادعت الأمم المتحدة ان التقرير كاذب، وبن غوريون من جانبه ادعى ان الأمم المتحدة هي التي لا تقول الحقيقة، في اقل تقدير. وبعد تحقيق قصير اتضح ان ذلك الضابط الاسرائيلي لم يقل الحقيقة، وورط اسرائيل في صراع زائد مع الامم المتحدة. وقرر بن غوريون استغلال الحادث لتثقيف الجيش، وبالفعل تم اقصاء الضابط من الجيش ومعاقبته، وتم تلقين العبرة لكل وحدات الجيش. في الجيش كانوا يعلمون آنذاك بأن الجيش لا يكذب، بل ان الاكاذيب ستكلف اصحابها (والوشاة) ثمنا باهظا.
بعد فترة ليست كبيرة، لاحت الفرصة لبن غوريون كي يثبت اصراره في الموضوع. فقد علم ان سائق ضابط كبير جدا، من اولئك الذين يعتبرهم الجيش من الملائمين لمنصب رئيس الأركان، سرق كيسين من السكر، وعرف قائده بذلك لكنه لم يبلغ أحد. وقام بن غوريون بطرد الضابط الكبير من الجيش، ولم تشفع له كل الادعاءات بأن ذلك يشكل خسارة للجيش. بن غوريون قال انه في الجيش لا يكذبون، ولذلك لا يجب الكذب.
لا حاجة للمبالغة. الجيش الاسرائيلي لم يكن في أي وقت جيشا من الملائكة، رغم انه بالمقارنة مع الجيوش المحيطة بنا، لدينا ما نفاخر به، وفاخرنا. في الجيوش العربية كانت مجموعات من الكذابين، الثرثارين والقاتلين الشائنين، لكنه في الجيش الاسرائيلي، ايضا، لم يكن الجميع من انصار فيزنيتش. لقد ارتكب اعمال قتل وسرقة منذ سنوات الخمسينيات. هكذا، على سبيل المثال، سرت في الجيش حكاية عن كتيبة من المحاربين اخذت كل ما طالته اياديها. في نهاية تلك الحرب وصلت تلك الكتيبة الى قاعدتها ليتم تسريحها من الخدمة الاحتياطية، وقبل لحظة من صعود الجنود الى الباص، امر قائد الكتيبة الجنود بتفريغ جيوبهم ووضع كل ما اخذوه. وكانت الكومة كبيرة جدا بالتأكيد، فقام القائد بإحراقها.
كان هناك من اعتقدوا ببراءة، ان ثقافة الكذب المتبعة في القطاع المدني تتوقف قبل سياج القاعدة العسكرية ووحدات الجيش. كان الجيش يفاخر دائما بالفجوة، بالفارق، بين تقاريره وتقارير دولة اسرائيل، وبين التقارير العربية المحيطة بنا. الأكاذيب كانت من بين الأسباب التي قادت العرب الى كوارثهم. مثلا، المحادثة التي تم تسجيلها مع اندلاع حرب الأيام الستة بين الدكتاتور المصري ناصر والملك الأردني حسين. لقد كذب ناصر على حسين وتحدث عن انتصارات كاذبة لجيشه، وجعل الملك يصدق اكاذيبه ويخرج للحرب. وكانت النتيجة ان الجيش الاسرائيلي ودولة اسرائيل يواصلون السيطرة على مناطق الضفة الغربية حتى اليوم.
وكما قلنا، في الجيش الاسرائيلي، وفي الأساس في سلاح الجو، امتازوا بتقديم التقارير الحقيقية، الى حد أن قيل بأن الطيار في سلاح الجو يقوم حتى بالتبليغ عن اخطائه بنفسه، دون ان يكون شهود على ذلك. التحقيقات الصادقة قادت سلاح الجو الاسرائيلي الى المكانة العالية التي يتمتع بها اليوم. لكنه يتضح ان الجيش ليس منقطعا عن الشعب. التغييرات البالغة التي بدأت بمعايير الساسة لدينا والجمهور المدني، تغلغلت عميقا في صفوف الجيش. ويتضح ان ثقافة الكذب تزحف تدريجيا الى الجيش. لقد تغيرت حتى العيون الطامحة الى الترقية والمنصب والمجد، وكذلك تغير الناس الذين هم جزء من الشعب، يأتون منه ويرجعون اليه. وهذا لا يسري عليهم جميعا طبعا، ويجب تأكيد ذلك.
ولذلك من المفضل والمهم والحيوي وجود رئيس للأركان في الجيش اليوم مثل غادي ايزنكوت، الذي يحاول على الأقل اعادة الجيش الى خطوط التبليغ الصادق، حتى عندما يزعجه عدد غير قليل من السياسيين، كما في قضية الجندي الذي اطلق النار في الخليل، مثلا.
https://ssl.gstatic.com/ui/v1/icons/...s/cleardot.gif
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 17 نيسان 2016
الحكومة الايطالية تطلب من نتنياهو اعادة النظر في قرار تعيين برلمانية ايطالية سابقة سفيرة لإسرائيل في روما
تكشف صحيفة "هآرتس" ان رئيس الحكومة الايطالية، ماثيو رانتشي، طلب قبل نحو شهر ونصف، من رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اعادة النظر في تعيين عضو البرلمان الايطالي سابقا، فايما نيرنشتاين، سفيرة لإسرائيل في روما.
وكان نتنياهو قد اعلن في آب الماضي قراره تعيين نيرنشتاين (71 عاما) التي عملت صحفية في السابق وكانت عضوا في البرلمان الايطالي بين 2008 و2013 في اطار حزب اليمين الذي قاده رئيس الحكومة السابق سيلفيو برلسكوني، وشغلت منصب نائب رئيس لجنة الخارجية.
وقال مصدر اسرائيلي مطلع على التفاصيل لصحيفة "هآرتس" انه تم تحويل الرسالة الى نتنياهو بعد ان فهموا في ديوان رئيس الحكومة الايطالية الاشكالية التي قد يسببها هذا التعيين في ضوء عدم رضا الجالية اليهودية الايطالية عن هذا التعيين ومعارضته من قبل وزارة الخارجية الايطالية والجهاز الأمني هناك. وتنبع المعارضة من تناقض المصالح الكامن في هذا التعيين، خاصة حقيقة انها سياسية شغلت منصبا رفيعا في البرلمان الايطالي ومثلت ناخبين ايطاليين وتتلقى راتبا من الحكومة الايطالية كعضو سابق في البرلمان، في الوقت الذي ستمثل فيه دولة اجنبية.
ويعارض جهاز الأمن الايطالي هذا التعيين لأن نيرنشتاين كانت بحكم منصبها في البرلمان مطلعة على اسرار كثيرة للدولة الايطالية، ويتسلم ابنها منصبا رفيعا في جهاز الاستخبارات الايطالي. اضف الى ذلك انه على الرغم من هجرة نيرنشتاين الى اسرائيل في 2013 وحصولها على المواطنة الاسرائيلية، الا ان مركز حياتها لا يزال يعتبر في روما، بل انها نافست هناك على منصب رئيسة الجالية اليهودية وخسرت، وتواصل العمل اليوم على الحلبة العامة وفي الاعلام الايطالي، الأمر الذي يعتبر خرقا للبروتوكول الدبلوماسي.
وأضاف المصدر انه تم تحويل الرسالة الايطالية الى نتنياهو عبر احد مستشاريه الكبار، وحسب المسؤول الاسرائيلي الرفيع فان ما تقوله الحكومة الايطالية لنتنياهو عمليا، هو انه اذا كان مستعدا للنظر في تعيين شخص آخر لهذا المنصب، فانه مدعو للاتصال بالحكومة الايطالية وسيسرها مناقشة ذلك معه.
ولم ينف مصدر في ديوان نتنياهو الموضوع في رده على سؤال وجهته اليه صحيفة "هآرتس" بهذا الشأن. وعلم انه على الرغم من الموقف الايطالي الا ان نتنياهو لم يتراجع عن قراره، ففي نهاية آذار الماضي، توجه ديوانه الى مفوضية خدمات الدولة وطلب البدء بعملية التصديق على تعيين نيرنشتاين، وفي الأسبوع الماضي صودق على التعيين، وخلال الأسابيع القريبة سيطرح للتصويت عليه في الحكومة.
ورغم التحفظ الايطالي الواسع الا ان مسؤولين في وزارة الخارجية الايطالية قالوا بأنهم لا ينوون اختلاق ازمة مع اسرائيل بسبب هذا التعيين واذا أصر نتنياهو على قراره فانهم لن يعارضوه.
وكان رؤساء الجالية اليهودية في ايطاليا قد طلبوا من الرئيس الاسرائيلي رؤوبين ريفلين، خلال زيارته الى روما في ايلول الماضي، التدخل لإلغاء هذا التعيين، واوضحوا له بأنهم يخشون ان يؤدي هذا التعيين الى اثارة ادعاءات تتهم يهود ايطاليا بالولاء المزدوج. كما ابلغوا ريفلين بأن نيرنشتاين متماثلة مع الجناح اليميني في ايطاليا، الامر الذي قد ينعكس على العلاقات بين الحكومة الاسرائيلية والحكومة الايطالية التي يسيطر عليها اليسار.
أعضاء الائتلاف غير متحمسين لإلغاء قانون ايحاء ميراث زئيفي
تكتب صحيفة "هآرتس" ان أعضاء الائتلاف الحكومي لا يسارعون الى الانضمام لمطلب الغاء قانون تخليد ذكرى الوزير وعضو الكنيست سابقا، رحبعام زئيفي، على خلفية ما كشفه تحقيق "عوبداه" التلفزيوني عن تورطه في اعتداءات جنسية وعلاقاته مع العالم السفلي. وفي الوقت الذي صرح فيه عدد من نواب المعارضة بأنهم سيعملون على الغاء القانون، الا انه لم يعلن أي نائب في الائتلاف تأييده لذلك حتى اليوم. وفي ضوء معارضة حزب "يسرائيل بيتينو" الذي يجلس في المعارضة لإلغاء هذا القانون، يقدر اعضاء الائتلاف بأن فرص الغائه ضعيفة جدا. وقال نواب من المعارضة انهم سيطلبون الى جانب الغاء القانون، بتجميد الاموال الى تحول لمشروع تخليد ذكرى زئيفي، وهي خطوة من السهل نسبيا تحقيقها.
المنافس على الرئاسة الامريكية كايسيك: "لن ابادر الى دفع اتفاق اسرائيلي – فلسطيني"
قال المنافس على منصب مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الامريكية، جون كايسيك، في حديث ادلى به لصحيفة "هآرتس" انه لا ينوي في حال انتخابه انتهاج توجه فاعل لدفع اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين، الا اذا طلب الجانبان من الولايات المتحدة التدخل في الموضوع. وقال: "لا اعتقد ان هذه هي مهمتنا، عباس في الثمانين من العمر، ونتنياهو يحاول اتخاذ قرار حول ما سيفعله ازاء العنف غير المتوقف. عليهما ان يقررا الموعد المناسب، واذا طلبا منا التدخل كوسطاء فسنفعل ذلك، لكنني لن اسافر الى هناك من اجل الضغط على اناس كي يرجعوا الى طاولة المفاوضات. هذا مسألة محكومة بالفشل".
وفي الموضوع الايراني، وخلافا لما وعد به منافسيه دونالد ترامب وتيد كروز على منصب مرشح الحزب الجمهوري، من انهما سيعملان فور انتخابهما على الغاء الاتفاق النووي، ورغم كونه ليس من المؤيدين للاتفاق، الا ان كايسيك يرى بانه يجب الانتظار بعض الوقت "لأننا لا نعرف ما الذي سيحدث لاحقا. هل نريد قيام عدة دول بفرض عقوبات على ايران في اللحظة التي تخرق فيها الاتفاق، ام اننا نفضل العمل لوحدنا وفقدان الشركاء. اعتقد انه حين يجري العمل في مجموعة فان هذا ينطوي على قوة اضخم، وغالبية التصريحات في هذا الشأن ليست الا دعاية انتخابية ومحاولة لتأجيج الغرائز".
وفي رده على سؤال حول ما اذا كان يدعم مبدئيا القيام بخطوات دبلوماسية لمواجهة المشروع النووي الايراني قال كايسيك انه لو كان رئيسا للولايات المتحدة لما تم التوقيع على الاتفاق الذي يعتبر بأنه لا يوجد له أي اساس من الصحة.
ويحتل كايسيك المكان الثاني بعد ترامب في الانتخابات الداخلية الامريكية حاليا، ويدعم تعزيز التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة، اولا من خلال تمويل مشروع تطوير القبة الحديدية، حسب ما صرح به خلال خطاب القاه في مؤتمر اللوبي اليهودي "آيباك" الشهر الماضي. ويوم الخميس الماضي كرر دعمه لتزويد اسرائيل بالأسلحة وقال: "اعتقد ان إسرائيل يجب ان تتمتع بالتفوق العسكري بكل الطرق الممكنة"، مضيفا انه "يمكن للولايات المتحدة ان تتعلم الكثير من اسرائيل في المجال الأمني". وقال: "لا يوجد منافسون للاستخبارات الاسرائيلية. انهم يعرفون كيف يحبطون (الاحداث الأمنية) بأفضل شكل، ونحن يمكننا بالفعل تعلم الكثير منهم".
ارئيل ينتقد الظروف التي تواجه الفلسطينيين على الحواجز!
في تصريحات مفاجئة لمن يعرف مواقفه اليمينية المتطرفة ازاء الفلسطينيين، انتقد وزير الزراعة الاسرائيلي اوري اريئيل (البيت اليهودي)، الظروف التي تواجه الفلسطينيين على الحواجز بين الضفة واسرائيل، وقال في لقاء اجراه معه راديو تل ابيب، في اطار برنامج "برلمان الجمعة"، ان الظروف التي يمر بها الفلسطينيون خلال وقوفهم على الحواجز تعتبر "وصمة مخجلة لدولة اسرائيل والجهاز الأمني".
وحسب ما تنشره "هآرتس" فقد قال اريئيل انه اقترح على رئيس الحكومة نتنياهو، العمل من اجل اقامة سلام اقتصادي مع الفلسطينيين والقيام بخطوات من جانب واحد، لتحسين الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية وقطاع غزة. واكد انه لا يرى سببا يمنع بناء ميناء بحري في القطاع وعدم تحويل الغاز والمياه المحلاة الى الضفة.
وقال اريئيل موجها حديثه لنتنياهو "قم ببناء الميناء في غزة في ظل 100% من الأمن وتوجد طريقة لعمل ذلك. انا اقول لك هذا عن وعي. لماذا تقف على الحياد وتقول سندرس، سندرس. نحن ندرس منذ 47 سنة. لا يوجد لهم أي ميناء دولي، لماذا لا يكون لديهم ميناء؟". واضاف اريئيل لاحقا، ايضا معقبا على موقف نتنياهو: "انقل الغاز الى نابلس والخليل وطولكرم وجنين. لدينا غاز، افعل ذلك من جانب واحد، وليس وفقا لمقولته المعروفة (مقولة نتنياهو) "اذا اعطوا – اخذوا". نحن نتحمل المسؤولية عن المنطقة. اعطهم الماء".
وقال اريئيل انه لا يجب على الفلسطينيين اجتياز الحواجز العسكرية داخل الضفة. "اذهب وانظر كيف يقفون على الحواجز في انتظار الدخول الى اسرائيل. هذا امر مخجل وعار على دولة إسرائيل والجهاز الأمني. يقف هناك اناس في ظروف غير ملائمة، في الصيف حر وفي الشتاء ينزل المطر. ما هي مشكلتنا في تسوية الأمر. هل تكمن مشكلتنا في صرف 50 مليون شيكل على هذا؟"
ووصف اريئيل كيف يصل العمال الفلسطينيين الى الحاجز في الثالثة صباحا، كي يدخلون الى اسرائيل في السابعة صباحا، وينتظرون هناك لساعات بدون ظل وبدون ماء. وحين سئل اريئيل كيف يرد نتنياهو على هذه الادعاءات، قال: "انه لا يرد، نصف الأمور تقاس على الأرض، وليس مهما ما الذي يقولونه. انا أرى – هل غيروا الحاجز؟ لا لم يغيروا".
ليبرمان: "حكومة نتنياهو تفاوض حماس"
ادعى رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" النائب افيغدور ليبرمان، امس، ان اسرائيل تجري مفاوضات مع حماس بواسطة مصر، واتهم الحكومة بانها "تشتري الهدوء" بشكل غير مسؤول. وقالت صحيفة "هآرتس" ان ليبرمان الذي كان يتحدث خلال برنامج "سبت الثقافة" في بئر السبع، قال: "اسرائيل تجري مفاوضات مع حماس بواسطة مصر ومبعوث الامم المتحدة الى الشرق الاوسط نيكولاي ملدانوف. لقد تم تحويل عشرات الرسائل من اسرائيل الى حماس من اجل شراء الهدوء وكي يتم نقل المشكلة الى الحكومة التالية".
وحسب اقواله فان "هذه الحكومة تدير سياسة انهزامية وضعيفة. هذه قيادة لا تستطيع، عقليا ونفسيا وشخصيا، مواجهة التحديات التي تواجه جدول اعمالها. حكومة لا تعرف كيف تقرر وتتخوف من محاربة الارهاب. يجب هزم الارهاب وليس احتوائه".
الشرطة ترفض تسجيل شكوى بالاعتداء على فلسطيني مسن حتى يحضر بنفسه الى مركز الشرطة!
كتبت صحيفة "هآرتس" ان المسن الفلسطيني زهير ابو خضير (63) عاما من القدس، تعرض الى الاعتداء يوم الخميس على ايدي "مجهولين" لكن الشرطة لم تفتح تحقيقا حتى الآن. ويعمل ابو خضير في موقف باصات "ايغد" في القدس، ويوم الخميس ليلا تعرض للاعتداء والضرب البالغ من قبل شخصين. وقال ابناء عائلته انه يتبين مما تمكنوا من سماعه منه ان المهاجمين كانا يهوديين. وتم نقل ابو خضير الى مستشفى عين كارم حيث تبين بأنه يعاني من كسر في انفه، وجرح عميق في وجهه وكدمات في مختلف انحاء جسمه.
وقال ابناء عائلته انه يعاني منذ الحادث من ضعف في الوعي ولا يستطيع وصف تفاصيل الحادث. وبعد ساعة من الاعتداء اتصل ابناء عائلة ابو خضير بالشرطة، لكنه قيل لهم بأنه يجب عليه الوصول شخصيا لتقديم شكوى. وحتى حين ابلغوا الشرطة بأن في ايديهم صور سيارة قال زملاء المسن بأنها ترتبط بالمهاجمين، لم تقم الشرطة بفتح تحقيق.
ويوم الجمعة توجه ابن المسن الى محطة الشرطة في نفيه يعقوب، لكن افراد الشرطة رفضوا تسجيل شكوى، وطلبوا منه احضار والده بنفسه الى المحطة.
يشار الى ان ابو خضير هو ابن عم حسين ابو خضير والد الطفل محمد ابو خضير الذي اختطف وقتل من قبل ثلاثة يهود قبل عامين. وقال ماجد ابو خضير شقيق زهير: "لا نريد ان يتكرر ما حدث في قضية محمد، وان لا تفعل الشرطة شيئا. ماذا كان سيحدث لو كان الأمر معاكسا. كانت الشرطة ستصل خلال دقائق وتنفذ اعتقالات".
من جهتها تدعي شرطة القدس انه لا يوجد لديها أي تسجيل لتوجه بهذا الشأن الى المركز الهاتفي او المحطة، ولم يتم التبليغ عن الحادث. وقالت انه اذا لم يكن باستطاعته فعلا الوصول الى المحطة فسيصل اليه شرطي يوم الاحد لتسجيل افادته.
جدل بين القيادتين السياسية والامنية على خلفية اعادة جثة فلسطيني
تكتب "يديعوت احرونوت" ان مئات الفلسطينيين الذين وصلوا، امس، الى مخيم العروب للاجئين، المجاور لغوش عتصيون، لم يشاركوا في جنازة ابراهيم برادعية فقط، وانما كانوا جزء من خطأ عسكري إسرائيلي، ذو ابعاد سياسية.
وقد بدأت العاصفة في الحادث الذي اطلق خلاله الجندي النار على المخرب الجريح في الخليل، قبل شهر، والذي اعلن رئيس الحكومة على أثره بأن إسرائيل لن تعيد جثث المخربين الى السلطة الفلسطينية. وتم اتخاذ القرار خلافا لرأي وزير الأمن موشيه يعلون، ورئيس الأركان غادي ايزنكوت، ومنسق اعمال الحكومة في المناطق الجنرال يوآب مردخاي، لأن القيادة الامنية تعتقد ان الضرر الناجم عن احتجاز الجثث يفوق الضرر الكامن في اعادتها، لأن احتجاز الجثث يثير الغليان ويزيد من توتر الأجواء، بل يمكنه تشجيع محاولات اختطاف اسرائيليين من اجل المساومة. وقال ضابط رفيع في قيادة المنطقة الوسطى، انه تم في الأشهر الأخيرة اعادة غالبية الجثث الى الفلسطينيين، وبقيت لدى الجهاز الأمني ثلاث جثث فقط.
محاولة الهجوم تلك التي وقعت في الخليل، والتي قادت الى اطلاق النار على المخرب الجريح، كانت العملية الأخيرة في الضفة، حتى يوم الخميس الماضي، حيث حاول المخرب ابراهيم برادعية (45 عاما) من مخيم العروب، وهو اسير سابق ومن نشطاء حماس، مهاجمة جنود من كتيبة "حروب" التابعة للواء كفير، بالبلطة، بالقرب من مخيم العروب. وقام الجنود بإطلاق النار عليه وقتله.
هذه العملية التي انتهت بدون وقوع اصابات (في الجانب الاسرائيلي) لم يكن من المفروض ان تترك أثرا على الحوار الاسرائيلي. لكنه طرأ التحول يوم الجمعة، عندما قام الجيش بإعادة جثة برادعية خلافا لتوجيهات رئيس الحكومة. وفي اعقاب ذلك تم تشييع برادعية في المخيم امس، في جنازة شارك فيها مئات الفلسطينيين. وتم تغطية الجثة بعلم حماس.
وقد اثار موضوع اعادة الجثة انتقادات وتساؤلات في الجانب الاسرائيلي، لأن ذلك تم بشكل واضح خلافا لتوجيهات رئيس الحكومة. وتم نشر الموضوع في وسائل الاعلام، فسارع الجيش الى الادعاء بأنه تم اعادة الجثة نتيجة خطأ. وتقرر التحقيق في الحادث لفهم كيف تم اتخاذ القرار، وكيف تم تنفيذه دون ان يكتشف احد هذا الخطأ ويمنع ذلك. الجيش يتعامل مع الموضوع كخطأ بالغ الخطورة، ويسود التقدير بأنه سيتم اتخاذ اجراءات تأديبية ضد المسؤولين.
ويستدل من تحقيق أولي ان الامر صدر عن ضابط برتبة منخفضة، تصرف ببراءة ولم يكن على علم بتغيير الاوامر في اعقاب قرار نتنياهو. وسيتم اليوم اجراء تحقيق موسع في الموضوع ومن ثم اتخاذ الاجراءات بحق المسؤولين عن اصدار وتنفيذ القرار. كما من المتوقع ان يتم تحديث الأوامر بهذا الشأن في صفوف الجيش.
بعد تصريحات التحذير من تضخم حماس، قائد المنطقة يسعى الى تهدئة سكان غلاف غزة
تكتب "يديعوت احرونوت" انه على مدار نهاية الأسبوع، اجرى قائد المنطقة الجنوبية، ايال زمير، محادثات مع رؤساء السلطات المحلية في بلدات غلاف غزة، بهدف تهدئة النفوس العاصفة في اعقاب تصريحات صدرت عن جهات في الجهاز الأمني حول تضخم قوة حماس.
وقال الجنرال زمير خلال تلك المحادثات بأن "حماس ليست معنية حاليا بالتصعيد، رغم مساعيها الى التضخم". واوضح "اننا نقدر بأنه سيتم الحفاظ على الهدوء كما يحافظ على الردع منذ الجرف الصامد".
وكان رئيس مجلس شاعر هنيغف، الون شوستر، قد بعث في نهاية الأسبوع، ببرقية الى السكان كتب فيها: "في الأيام الأخيرة تزايد الانشغال الاعلامي في الجوانب الأمنية لما يحدث لدينا. انا اعرف التوتر الذي يحدثه لدينا نشر هذه الأنباء، لكنه من المهم التأكيد بأن الحلبة الرئيسية لمعالجة الرد على التهديدات الارهابية لا يحدث في وسائل الاعلام وانما بشكل مباشر، مقابل قادة الجيش والجهاز الأمني. هناك توتر بين الحاجة الى ترسيخ مشاعر الأمن لدينا، والحفاظ على اسرار الدولة الحيوية لأمننا. ومن اجل ايجاد التوازن الملائم انا اطلع بشكل متواصل من قبل قادة الجهاز الامني، بقدر ما تسمح به التوجيهات الامنية، واعرض امامهم مشاعر السكان واحتياجات البلدات والمجلس الاقليمي. ومن المحادثات التي اجريها، باسمكم، يسود لدي الانطباع بأننا في أيدي امينة، تملك الوسائل المتطورة والقدرات التي ترد على التهديدات".
حكومة نتنياهو تعقد جلستها الاسبوعية في هضبة الجولان
كتبت "يديعوت احرونوت" انه لأول مرة في تاريخ الدولة، ستعقد الحكومة جلستها الاسبوعية، اليوم، في هضبة الجولان. وسيصل رئيس الحكومة والوزراء صباح اليوم الى احدى مستوطنات الجولان، حيث سيتم استقبالهم في النادي المحلي، ومن ثم سيعقدون جلسة مغلقة، تأتي تماما في اليوم الذي يصادف فيه مرور سنة على تشكيل الحكومة. وسيناقش الوزراء خلال الجلسة مخططات للتطوير الاقتصادي والاجتماعي في الجولان والجليل والشرقي.
وقال رئيس المجلس الاقليمي جولان، ايلي مالكا، ان "قرار عقد جلسة الحكومة في الجولان ينطوي على مقولة هامة، مؤثرة وتاريخية، تعزز الاستيطان على طول الحدود الشمالية الشرقية لدولة اسرائيل. في هذه الأيام التي نستعد فيها لإحياء الذكرى الخمسين لتجديد الاستيطان اليهودي في الجولان، هذه فرصة كبيرة لتنظيم الاعتراف الدولي بالجولان كجزء من ارض اسرائيل ومواصلة البناء والتطوير وتنمية الجولان لصالح سكانه ومئات العائلات التي سيتم استيعابها هنا في السنوات القريبة".
نتنياهو يهاجم اليونسكو على خلفية شجبها لممارسات اسرائيل في الحرم القدسي
كتبت "يديعوت احرونوت" انه في اعقاب القرار الذي اتخذته اليونسكو بشجب العدوان الاسرائيلي في الحرم القدسي، وتجاهل قدسية المكان للشعب اليهودي، قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ان المقصود "قرار آخر عبثي من قبل الامم المتحدة. اليونسكو تتجاهل الترابط التاريخي المميز لليهودية بجبل الهيكل، المكان الذي قام فيه الهيكل طوال الف سنة، وصلى له كل يهود العالم طوال آلاف السنين. الأمم المتحدة تعيد كتابة جزء هام من التاريخ الانساني وتثبت مرة اخرى انها لم تترك انحطاطا الا وصلته".
كما هاجم رئيس "يوجد مستقبل" يئير لبيد اليونسكو، وبعث برسالة الى الامينة العامة لمنظمة الثقافة والعلوم والتعليم، ايرينا بوكوفا، طلب فيها العمل لإلغاء القرار الذي وصفه بالوصمة.
وادعى ان هذا القرار يشكل "محاولة مخجلة لإعادة كتابة التاريخ واعادة كتابة الواقع كجزء من معركة سياسية متواصلة ضد دولة إسرائيل والشعب اليهودي". وكتب ان "التحريض الفلسطيني بشأن جبل الهيكل – الذي ثبت مرة تلو مرة بأنه كاذب – كلف حياة عشرات الإسرائيليين في موجة الارهاب الحالية. هذا القرار يغذي ويطيل موجة الارهاب وسيؤدي الى موت المزيد من الابرياء، لن تتمكنوا من الافلات من المسؤولية".
دانون يجند عائلة قتيلة يهودية للتحريض على الفلسطينيين في الأمم المتحدة
تنشر "يديعوت احرونوت" تقريرا يتناول مساعي سفير إسرائيل لدى الامم المتحدة داني دانون، الى تجنيد عائلة من المستوطنين للتحريض على الفلسطينيين. وتكتب الصحيفة ان بناية الأمم المتحدة في نيويورك التي يفترض ان تكون رمزا لوحدة كل الأمم والنضال المشترك لتحسين جودة حياتها، تحول في السنوات الأخيرة بالنسبة لضحايا الارهاب الفلسطيني خاصة والمواطنين الاسرائيليين عامة، الى رمز مناصر للفلسطينيين وحلبة يتم فيها اتخاذ قرارات ضد اسرائيل من خلال تجاهل الواقع على الأرض. والان، تصل عائلة واحدة، من بين العائلات التي عانت من الارهاب الفلسطيني، الى هذه البناية لكي تقول للعالم بصوت عال وواضح: "اسمعوا ألمنا، اوقفوا دعم الارهاب".
والحديث عن عائلة دفنا مئير (38 عاما) التي قتلت على مدخل بيتها في عتنئيل من قبل مخرب (16 عاما) تسلح بسكين. وقد حاربت بقواها الأخيرة لمنع المخرب من دخول البيت واصابة اولادها الخمسة الذين تواجدوا في الداخل. حتى قتل مئير، لم يكن كافيا لجعل الامم المتحدة تشجب الارهاب الفلسطيني، بل ان الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وقف بعد اسبوع من القتل في مجلس الأمن واظهر تفهما للعمليات ضد اسرائيل، بقوله "هذه هي الطبيعة البشرية للرد على الاحتلال". واضاف ان "الاحباط الفلسطيني يتزايد تحت وطأة الاحتلال الذي يتواصل قرابة نصف قرن، وبسبب شلل العملية السلمية. هذه حقيقة لا يمكن تجاهلها".
هذا الواقع سيحاول تغييره ناتان مئير وابنته رنانا، في الامم المتحدة التي وصلا اليها في نهاية الأسبوع بدعوة من سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، داني دانون، ومنظمة "عائلة واحدة" التي تنشط من اجل ضحايا الارهاب وعائلاتهم. ومن المنتظر ان يشاركا في جانب من النقاش الذي سيجري في الامم المتحدة حول الارهاب.
وقالا بعد استقبالهما من قبل دانون في الأمم المتحدة ان هدفهما هو اسماع صوت ضحايا الارهاب لممثلي العالم. "نحن نأتي بقلب متألم ودام لطلب تفهم المجتمع الدولي لضحايا الارهاب الفلسطيني. نحن نسمع اصوات تقول ان هذا سببه الاحباط، ويجب الفصل والشجب، ونحن نسأل هل هناك احباط اكبر من احباطنا؟"
ويأمل دانون بأن ينجح ناتان ورنانا بتغيير تعامل الامم المتحدة مع الارهاب الفلسطيني او على الاقل كشف نفاق المنظمة، وقال: "سنظهر للعالم حقيقة الارهاب الفلسطيني. على الأمم المتحدة شجب التحريض الفلسطيني وتقل رسالة حادة وواضحة لا تميز بين الارهاب في فرنسا او بلجيكا والارهاب في اسرائيل. دم مواطني اسرائيل ليس اقل من دم بقية مواطني العالم. ان الأوان لوضع حد للتحريض الصادر عن السلطة الفلسطينية".
تظاهرة امام الصليب الاحمر في غزة بمناسبة يوم الأسير
كتبت "يسرائيل هيوم" ان عشرات الفلسطينيين تظاهروا في الجانب الثاني من السياج الحدودي مع غزة، امس، في موقعين، الاول في شمال القطاع، والثاني في المنطقة الوسطى. وشارك في كل مظاهرة بن 20 و30 شخصا، قاموا برشق الحجارة على قوات الجيش.
وقامت قوات الجيش بإطلاق النيران حسب نظام اعتقال مشبوه، وقال الجيش انه تم تشخيص ثلاث اصابات.
الى ذلك جرت امام مكاتب الصليب الأحمر في القطاع صلاة جماعية بمناسبة يوم الاسير الفلسطيني، شارك فيها اسماعيل هنية، الذي دعا في خطابه رجال الذراع العسكري لحركة حماس الى العمل بكل الطرق من اجل اطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وقال ان "مسألة الأسرى تحتل صدارة اولوياتنا، الزمن يمضي، لكننا لا نغير مبادئنا، ورجالنا الذين يمضون على درب الشهداء والأسرى يبقون مخلصين لمبادئهم. نحن ندعو المحاربين الأبطال في كتائب عز الدين القسام الى اخلاء سجون الاحتلال الصهيوني واطلاق سراح اخوتنا الأسرى. رسالتنا الى اخوتنا في سجون المحتل الصهيوني هي رسالة مخضبة بالدم، البندقية والنفق هي التزامنا نحوهم".
شطاينتس: "يجب فحص الأفكار التي تحافظ على مفتاح الأمن وتحرر غزة"
تكتب "يسرائيل هيوم" ان وزير الطاقة يوفال شطاينتس تطرق خلال مشاركته في برنامج "سبت الثقافة" في حولون، امس، الى تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، وقال: "انا انظر بالإيجاب الى التصريح السعودي بشأن الالتزام بحرية الملاحة الإسرائيلية في مضائق تيران. عمليا، هذه هي المرة الأولى التي تلتزم فيها السعودية رسميا ودوليا ازاء إسرائيل، والذي يعني منح الشرعية السعودية غير المباشرة لاتفاق السلام بين مصر واسرائيل".
واضاف شطاينتس: "ليس سرا ان مستوى التنسيق والاتصالات بين إسرائيل ومصر افضل بكثير من أي وقت سابق". وقال انه التقى قبل اسبوعين مع وزير الخارجية المصري على انفراد، وهو عمليا اول لقاء علني رفيع المستوى منذ خلع نظام مبارك.
وفي موضوع المفاوضات مع تركيا، قال شطاينتس ان "هناك اتصالات متقدمة مع الاتراك، تم الاتفاق على 90% من الأمور. وبشأن اقامة ميناء في غزة، هذا الموضوع لم يطرح في المفاوضات. يجدر بنا فحص مثل هذه الأفكار التي تحافظ على مفتاح الأمن لدينا ومن جانب آخر تحرر غزة باتجاه العالم".
المعارضة تبادر الى قانون يقيد فترة ولاية رئيس الحكومة
كتبت "يسرائيل هيوم" ان قادة احزاب المعارضة، المعسكر الصهيوني ويسرائيل بيتينو والقائمة المشتركة، بادروا الى اعداد مشروع قانون يهدف الى تحديد عدد المرات التي يمكن فيها للشخص شغل منصب رئيس الحكومة، وحصرها في دورتين فقط. ونشرت القناة الثانية، امس، ان المبادرين الى هذا القانون ادعوا بأن "الديموقراطية ليست ملكية".
وينوي قادة المعارضة طرح هذا القانون للتصويت عليه في القراءة التمهيدية في الكنيست خلال الدورة الصيفية التي ستبدأ في اواخر ايار. ويشار الى ان الكنيست اسقطت اقتراحا مشابها قبل عدة أشهر.
وقالوا في الليكود انه "من الغريب تحالف ليبرمان مع اليسار المتطرف في محاولة لاسقاط حكومة اليمين".
نتنياهو يقوم بزيارة خاطفة الى روسيا
كتبت "يسرائيل هيوم" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيقوم يوم الخميس القادم بزيارة خاطفة الى موسكو لالتقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وسيركز اللقاء على موضوعين اساسيين: التنسيق واستمرار التفاهم بشأن العمل العسكري الروسي في سورية وفحص مواقف موسكو بشأن استمرار وقف اطلاق النار في سورية.
وينعقد هذا اللقاء عشية النقاش الذي ستجريه القوى العظمى في موضوع وقف اطلاق النار ومستقبل سورية. وفي الوقت الذي يشعر فيه بشار الأسد بالقلق ازاء الحرب القاسية والطويلة، يصر على طرح ادعاء خلال المؤتمر بأنه يملك حق استعادة هضبة الجولان.
وينص المطلب السوري الذي تؤيده روسيا، حسب مخاوف القدس، على عدم التنازل عن أي جزء من الأراضي السورية واعادة هضبة الجولان. ويعارض نتنياهو بشدة ذلك ويدعو بوتين الى عدم دعم هذه الامور من خلال وثيقة او تصريح، بل يعمل امام الولايات المتحدة على الاعتراف بالجولان كأرض اسرائيلية. ويقول نتنياهو منذ اشهر طويلة بأن خمس الأراضي السورية فقط يخضع لسيطرة الأسد، وانه في كل الحالات لن ترجع سورية الى ما كانت عليه. واوضح بالنسبة لهضبة الجولان بأنها ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية.
مقالات
كفى لميراث زئيفي
أنشأت صحيفة "هآرتس" افتتاحية طالبت فيها بإلغاء قانون "ميراث زئيفي" وتمويل النشاطات التي تخلد ذكراه، وقالت، ان رحبعام زئيفي كان بلطجيا في طابعه، وفي وجهات نظره وبرنامجه السياسي. وقد طبقه على العاجزين، من المجندات وحتى الأسرى، وقام بتفعيل بلطجيين من اجل تهديد وتنفيذ التهديد ضد صحفيين، ووقف على رأس حزب يميني متطرف كان يطمح الى طرد العرب من البلاد.
عرض زئيفي كمحارب لامع كان مبالغا فيه منذ البداية. لقد شارك مثل الكثيرين غيره في حرب 1948، وفي العمليات التي سبقت حرب الاستقلال، وبهذا انتهت مسيرته الحربية. وخلال شغله لمنصب قائد كتيبة في لواء جولاني، خلال المعركة في تل موتيلا كان مسؤولا عن الاخفاقات الجوهرية التي ادت الى وقوع عدد كبير من المصابين. رئيس الأركان يغئال يدين الذي سعى الى تمويه المسؤولية المتسلسلة عن الاهانة التي حدثت في المعركة قام بمنحه وسام الشجاعة. ومنذ ذلك الوقت تقدم زئيفي كضابط في مقر القيادة، عرف عنه موهبته في الصياغة وفي معاشرة المسؤولين الملائمين. لقد كان جنديا سيئا ومواطنا سيئا وليس اكثر من ذلك.
في تشرين الاول 2001، قبل ساعات قليلة من انتهاء عضويته في حكومة شارون، قتل على ايدي فلسطينيين. في تلك الفترة قتل مئات الإسرائيليين، لكنه تم ترقية زئيفي بعد موته الى رتبة قديس، وحصل في الذاكرة القومية على مكانة مساوية للراحل يتسحاق رابين. وتم سن قانون خاص لإحياء مناسبات وصرف ميزانيات رسمية – غالبيتها لفائدة المستوطنين – تخليدا واهيا لصورته.
الاعمال الحقيرة التي قام بها زئيفي، من التحرش بالنساء، مرورا بالتنكيل بالعرب، وحتى مرافقة القتلة المدانين ورجال العالم السفلي – كانت معروفة للكثير، لكنها لم تمنع انتخابه للكنيست والانضمام الى الحكومة. وقد سبق ونشرت بشكل متقطع في الصحف، ولكن في الاسبوع الماضي، فقط، تجرأ ضحاياها ومن كانوا شهودا على اعماله العنيفة على الوقوف امام كاميرات برنامج "عوفداه" مع ايلانا ديان.
تركيز المواد التي عرضت خلال البرنامج يشكل لائحة اتهام شديدة ليس فقط ضد زئيفي، وانما ضد المجتمع الاسرائيلي ومؤسساته- من سنوات الستينيات والسبعينيات، الفترة الرئيسية التي ارتكب خلالها زئيفي افعاله، مرورا بسنواته في السياسة وحتى تخليده منذ قتله. صحيح ان زئيفي هو المشبوه الرئيسي، ولكنه يكشف الى جانبه عار من كانوا عن معالجة افعاله وامتنعوا عن ذلك – قادة اركان، وزراء امن، مدعون عسكريون، والمستشارين القانونيين للحكومة. ويشاركه هذا العار رفاقه في الخدمة العسكرية الذين دعموه اثناء تعرضه للانتقاد بدل شجبه.
لقد اهينت الكنيست بسن قانون "ميراث زئيفي" – وهي اهانة باهظة الثمن بالشواقل، وباهظة الثمن اضعاف ذلك في القيم. والان، بعد ان تجرأ ضحاياها على الحديث، ليس من المتأخر تصحيح التشويه. ميراث زئيفي الحقيقي قذر. الدولة التي تطمح الى تثقيف اولادها على الأخلاق والحقيقة لا يمكنها السماح لنفسها بتقديس قيم من كان عنصريا، عنيفا ومرتكبا للجرائم الجنسية بشكل منهجي.
رحبعام زئيفي، واين كان الجهاز؟
يكتب امير اورن، في "هآرتس" انه في الخلاف المتكرر حول ما اذا كان الجيش الاسرائيلي هو الأكثر اخلاقيا في العالم، او على الأقل في المكان الأول في دول oecd، ام انه فقط الجيش الأكثر اخلاقيا في العالم الثالث – مني أصحاب الأخلاق بضربة صارمة، مع الاستيقاظ المتجدد للشياطين المرتبطة باسم رحبعام زئيفي.
في الغالب يتواجد في مركز النقاش، تعامل الجندي الإسرائيلي مع العربي، عامة، والفلسطيني خاصة (مواطن، جندي، أسير، مهاجم وما بين ذلك). ومع كل الاهمية الكامنة في هذا الاختبار، فان المعيار الأول والحاسم هو التعامل الداخلي. هنا يكمن الفشل الاكبر للجهاز الاسرائيلي – العسكري، ولكن ايضا، السياسي والقضائي؛ لأنه يمكن تفهم لماذا رسخوا في الأدمغة بأن العربي هو ذئب للإسرائيلي (والعكس ايضا)، لكنه لا يوجد أي تفسير يمكن تقبله للتسليم بالواقع الجنائي البائس لجنرال في الجيش – زئيفي.
التنظيمات التي تم ضبطها مرة تلو اخرى تقدم تقارير كاذبة – الشاباك والشرطة – لا تنجح بالتحرر من ثقافة الكذب. لقد تهرب الجيش بشكل ما، طوال غالبية سنواته، من هذا التشبيه، رغم ان حقيبة القائد كانت مرارا حقيبة للأكاذيب. الأكاذيب العسكرية والاخفاء عن القيادة السياسية ارتبطت في التغطية على ضباط انحرفوا، باستثناء حالات كان من المريح فيها للقيادة العليا، التلويح امام الخارج بمسؤول معين، والتلويح به كنموذج للحرص على كل وسم.
لقد تبنى الجيش الإسرائيلي اخلاق مزدوجة: الصغار يطالبون بالطاعة، والكبار منحوا انفسهم الاعفاء منها. من قاموا بتحديد القوانين كانوا يعرفون كيف يتجاهلونها عندما يتعلق الأمر بهم وبالمقربين منهم. هكذا، مثلا، موشيه ديان واريئيل شارون وغيرهما. وكانت الحجة هي الحاجة الى الليونة، بالخداع، بالتنكر المحكم للدستور. وكانت النتيجة تشجيع المشاغبين والمهووسين. احد الاطباء في سلاح المظليين سئل مؤخرا، عن انطباعه من رجال الوحدة 101، التي ابتلعت في داخلها الفصيل 890.
لقد رفض الطبيب الممتاز تبني وصف "متوحشون؟". وقال: "غير متوحشين – مرضى نفسيين".
واذا كان واضحا التعامل الخاص مع من خاطروا بحياتهم في العمليات الحربية، خطر ملموس اكبر في الوحدات المعدودة التي شاركت في العمليات، فانه لا يوجد أي تفسير مقنع للتسامح ازاء الجنائيين الكبار، من سرقوا الآثار واعتدوا على المجندات. لقد تم تسجيل الانحطاط في السنوات السيئة بين حرب الأيام الستة وحرب يوم الغفران، حين اهمل الجهاز الجنود الصغار. القتل عديم الفائدة في حصون السويس خلال حرب الاستنزاف وعجز المجندات أمام ضباطهم، الذين تصرفوا كاقطاعيين يطلبون لأنفسهم حق الليلة الاولى، والثانية والثالثة، كان عاملا مشتركا من الاستهتار والاحتقار الذي تم دفع ثمنه في تشرين الاول 73. ارفاق لقب بطل إسرائيل باسم زئيفي يهين محاربي حرب الاستقلال الذين حصلوا على هذا اللقب بجدارة، ويهين المئات الذين استحقوه وتركوا، اعتباطا، خارج القائمة.
الخيانة الأكبر هي خيانة الجهاز. الجيش الاسرائيلي في تلك العقود، لم يتعلم كيف يخلق اطارا يدعو الضحايا لتقديم شكاوى ضد ضباطهم، بشكل خاص الكبار، ويلفظ المجرمين من صفوف الجيش. بقايا الملفات التي حكم عليها بالإحراق في ديوان قائد الأركان في اوائل السبعينيات، تدلنا على وجود شركاء في اعلى المناصب القيادية، للتغطية والاخفاء – ضباط تقدموا وتمت ترقيتهم لمناصب رفيعة في الحكومة، في النيابة وفي المحاكم. حتى الضابطات في سلاح النساء، في الألوية ومقرات القيادة اللواتي تطلعن الى منصب ضابطة رئيسية في سلاح النساء، عرفن ذلك وفضلن الصمت.
لقد كان ذلك مرض الذئبة، الذي يعتبره القاموس من امراض المناعة الذاتية والذي يمكنه المس بكل اعضاء الجسم، بما في ذلك منظومة الأعصاب الرئيسية. حسب تعامل الجيش المتواصل مع الجنرالات، الذين يتم ترقيتهم عن الشعب ويحظون بتخليد ذكراهم سنويا، دون أي علاقة بسجل سلوكياتهم وسجلهم الجنائي، نجد ان الجيش شفي من ذلك بشكل جزئي، لكنه لا يزال ينتظر تجرؤ رئيس الاركان على التحرر نهائيا من اصحاب الخطايا السابقين.
صفقة الجزر: يسرقون الخيول
تحت هذا العنوان تكتب سمدار بيري، في "يديعوت احرونوت"، انظروا جيدا الى سلمان، ملك السعودية: انه مسن، يبلغ اكثر من 80 عاما، وحالته الصحية هشة جدا. سمات خارجية: يجد صعوبة في السير والحديث، ومن تواجدوا في حضرته قالوا ان ذاكرته تخونه احيانا، ويقظته محدودة. مستشاروه يقلصون لقاءاته، وعندما يضطر الى القاء خطاب، يقوم احد ما بقراءته نيابة عنه. بالإضافة الى ذلك، فانه على الرغم من وجود سلالة منظمة، الا ان الصراعات على الوراثة داخل المملكة لا تهدأ.
على الرغم من ذلك ذهبنا معه لسرقة الخيول، و"المفاجأة" التي طرحها الملك السعودي خلال زيارته "التاريخية" الى مصر، مرت لدينا بشكل سلس. كان يمكنهم لدينا ان يحذروا بسهولة من محفزات الخطر عندما تخلى الرئيس السيسي للسعودية عن جزيرتي تيران وصنافير، على مدخل البحر الأحمر. السعوديون غير ملتزمين ازاء اسرائيل، وبلادهم تمر بسلسلة من التقلبات امام اذرع الارهاب الايراني، من جهة، واذرع داعش من جهة اخرى، بينما المنافسة في سوق النفط العالمي في اعقاب التوصل الى الاتفاق النووي مع ايران، بدأت لتوها. اذا تلقى القصر الملكي ضربة، فان ما تم الاتفاق عليه من وراء الكواليس مع اسرائيل، امس، يمكنه ان يتحول بالسرعة ذاتها بعد غد.
يتضح الآن ان خطة اقامة جسر سياسي – امني – اقتصادي بين مصر والسعودية، تم حياكته من خلال عمل مشترك. لقد عرفوا لدينا مسبقا عما يحدث ومتى، السعودية اطلعت إسرائيل واسرائيل قدمت ملاحظات. وزير الأمن يعلون كشف ان الاجهزة لدينا اهتمت بتسلم ضمانات. ولا يلتزم بهذه الضمانات الملك سليمان وحده وانما الوريثين الرئيسيين: الامير محمد بن نايف، الملك التالي في السلالة، والأمير محمد، نجل الملك، الذي يشغل منصب ولي عهد ولي العهد.
لا توجد هنا قصة حب. وزير الخارجية السعودي عادل جبير لخص السلوك السري بعناوين حادة: السعودية تلتزم باتفاقات السلام المصرية. لا توجد لدى السعودية نوايا بإعلان حرب ضد إسرائيل او ادخال قوات عسكرية الى الجزر في مضائق تيران. وبعيدا عن الأعين، ألمح الى ان السعودية تدير حوارا مع إسرائيل، ولكنه أضاف، في الوقت ذاته، انه ليست لديها خطط للتوقيع مع إسرائيل على اتفاقيات سلام.
أنا أصدق كل كلمة قالها. من وجهة نظر السعودية، فان اتفاقيات السلام بين مصر وإسرائيل وبين الاردن وإسرائيل، تخلق طاولة عمل. الاتجاه الجديد في حينا يقوم على التعاون الاستراتيجي من دون تطبيع العلاقات، ودون تحييد العداء في الشارع لإسرائيل. بالنسبة لهم، فليواصلوا تسميتنا "العدو الصهيوني" وليواصلوا شتم نتنياهو.
هكذا ينضج على نار هادئة مربع المصالح المشتركة. السعودية ومصر والأردن وإسرائيل، امام مسار الشر الإيراني. الرياض والقدس تنظران بالعين ذاتها الى التهديد الايراني الكبير ومحفزات الخطر الكامن في حماس وحزب الله، اتباع ايران.
ورغم ذلك يوجد هنا انقلاب: لقد ارتسمت السعودية في القضايا الاسرائيلية طوال السنوات الماضية، كشيخ سمين وكسول، ينام على برميل نفط، ويدفع للأخرين كي يقوموا بالعمل من اجله. وفجأة تختطف السعودية من مصر، في قمة ضعفها، مكانة القيادة في العالم العربي. اذرع الاخطبوط السعودي وحقائب الدولارات تصل الى القاهرة وعمان والمغرب وتركيا، ولكل من يقرر القفز على قطار المعسكر السني.
انظروا الى وتيرة عملهم: خلال اربعة ايام، "اشترت" السعودية جزيرتين في البحر الأحمر، وهبط وريث ولي العهد في عمان، وفي اليوم التالي اعلنوا في عمان عن اغلاق مكاتب حماس، ثم هبط سليمان في اسطنبول، وبدأ بطبخ المصالحة بين السيسي واردوغان. هذا لا ينجح حاليا، لكن الملك يتحلى بالصبر، واردوغان يواجه مشاكل، وتم اغلاق الدائرة: ما يطلبه السيسي من اردوغان، هو تماما ما يطلبونه لدينا.
الأمر الأكثر الحاحا في مصر الان هو تثبيت كرسي السيسي. التمويل توفره السعودية، واسرائيل هي "الأخ الأكبر". وفي المرحلة القادمة، ستطبخ السعودية مصالحة بين فتح وحماس. واذا نجحت، ستأتي الينا بمبادرة السلام العربية وتطلب سماع ما لدى إسرائيل لتقوله. اذا تأتأت اسرائيل، سيكون كل شيء مفتوحا امام المشاكل في البحر الأحمر.
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 3 أيار 2016
عشرة صحفيين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية
ينشر جاكي خوري تقريرا في صحيفة "هآرتس" حول الصحفيين الفلسطينيين الذين اعتقلتهم إسرائيل منذ بداية موجة العنف في تشرين الاول الماضي، مشيرا الى انه تم اعتقال 19 صحفيا واعلاميا فلسطينيا، لا يزال عشرة منهم يحتجزون في السجن حتى اليوم. ويجري احتجاز ستة من هؤلاء على الأقل وفق اوامر اعتقال ادارية، ما يمنعهم من أي امكانية للدفاع عن انفسهم في مواجهة ما ينسب اليهم. وتعتقد السلطة الفلسطينية ان اسرائيل تلاحق الصحفيين الفلسطينيين بهدف تخويفهم، لكن الشاباك يقول ان سبب اعتقال رجال الاعلام، لا يرتبط بعملهم الصحفي، وانما بالتنظيمات الارهابية.
ونتيجة لحجم الاعتقالات، توجه اتحاد الصحفيين الفلسطينيين الى تنظيمات الصحفيين في العالم والى اتحاد الصحفيين الاوروبي، لكي يمارسوا الضغط على اسرائيل من اجل اطلاق سراحهم. وقال وكيل عام وزارة الاعلام الفلسطينية د. محمود خليفة لصحيفة "هآرتس" انه "تجري محاولة لتحويل كل الصحفيين الفلسطينيين الى محرضين، والتعرض لكل من ينقل الرواية الفلسطينية الى الرأي العام المحلي او الدولي".
احد الصحفيين الذين يتطرق اليهم خليفة، هو عمر نزال، عضو اتحاد الصحفيين الفلسطينيين، الذي غادر منزله في البيرة قبل اسبوع ونصف، في طريقه الى الأردن، ليسافر من هناك الى مؤتمر الفدرالية الأوروبية للصحفيين في سراييفو، لكنه لدى وصوله الى معبر اللنبي تم اعتقاله من قبل إسرائيل وفرض عليه، امس، الاعتقال الاداري لمدة ثلاثة أشهر ونصف. ويدعي الشاباك ان سبب اعتقاله هو ليس عمله الصحفي وانما "ضلوعه في تنظيم ارهابي".
وقال الشاباك انه تم مؤخرا تعيين نزال مديرا لقنال "فلسطين اليوم" المتماثل مع الجهاد الاسلامي، وانه ناشط في الجبهة الشعبية. لكن معارف الصحفي المخضرم ابدوا دهشة ازاء هذا الادعاء، وقالوا ان نزال ترك عمله في القنال منذ زمن بعيد ويعمل اليوم صحفيا مستقلا، يزود العديد من وسائل الاعلام في الضفة بالمقالات والتحليلات.
وقال موكل نزال، المحامي محمود حسان، من مؤسسة الضمير، لصحيفة "هآرتس"، انه مقتنع بان السبب الحقيقي لاعتقال نزال هو عمله الصحفي، بل المح الى احتمال ارتباط ذلك بالمقالات التي نشرها مؤخرا، والتي ادعى فيها بأن الناشط في الجبهة الشعبية، عمر نايف زايد، التي توفي في شباط الاخير، في بلغاريا، اغتيل من قبل اسرائيل. كما اتهم نزال في مقالاته، السلطة الفلسطينية بعدم الحفاظ على سلامة زايد. وقال حسان ان نزال هو صحفي مبدئي لا يتخوف من الاعراب عن مواقفه، وكما يبدو فان هذا هو سبب اعتقاله.
وقد فوجئ المشاركون في مؤتمر سراييفوا بنبأ اعتقال نزال، وطالبت الفدرالية الاوروبية والدولية بإطلاق سراحه. وكتب رئيس الفدرالية الدولية للصحفيين، جيم بوميلا في بيان لوسائل الاعلام: "صدمني سماع نبأ اعتقال مشارك في مؤتمر للصحفيين من كل انحاء اوروبا، من قبل السلطات الاسرائيلية دون أي مبرر. اعضاء المؤتمر الذين يمثلون اكثر من 320 الف صحفي في 51 رابطة للصحفيين في كل انحاء اوروبا يطالبون بإطلاق سراح زميلهم".
وقبل اسبوعين من اعتقال نزال، اعتقلت الصحفية المقدسية سماح دويك، وتم اتهامها بالتحريض على العنف والارهاب بواسطة حسابها على فيسبوك. كما اتهمت بتمجيد منفذي العمليات. وحسب لائحة الاتهام فقد كتبت على صفحتها في فيسبوك، ان "عملية الطعن التي نفذها الشهيد مهند حلبي كانت من اجل صديقه الشهيد ضياء التلحمي. الانتفاضة انطلقت". وتتهم دويك، ايضا، بنشر صورة لأناس يحتفلون بعد وقوع عملية، واثنت على المسؤول عنها ووصفته بأنه "شيخ الشباب". وتنفي دويك التهم الموجهة اليها.
وينضم اعتقال نزال ودويك الى سلسلة من الاعتقالات التي طالت الصحفيين في الاشهر الأخيرة، ابرزهم محمد القيق، الذي فرض عليه الاعتقال الاداري في تشرين الثاني الماضي، بشبهة محاولة تشجيع العنف. وقد لفت القيق الانظار اليه في اعقاب اضرابه عن الطعام الذي تواصل لمدة ثلاثة أشهر، وانتهى بعد وعده بإطلاق سراحه في نهاية الشهر الحالي.
وقالت الصحفية ديالا جويحان لصحيفة "هآرتس" ان "حرية التعبير والرأي تحولت الى مادة للاعتقال بالنسبة لإسرائيل". وشاركت جويحان يوم الجمعة الأخير، مع رفاقها الصحفيين في اعتصام امام مقر الصليب الأحمر في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية. وقالت "ان الصحفي الفلسطيني مقيد في كل الأحوال في عمله وتحركاته، والان يزيدون من تقييده".
من بين الصحفيين المعتقلين اداريا هناك ايضا، سامي الساعي، من طولكرم، مراسل قناة الفجر، والذي اعتقل قبل قرابة شهرين. ويدعي الشاباك ان سامي ادار صفحة على فيسبوك تحرض على الارهاب، وتمجد "الشهداء" وتدعو الى تنفيذ عمليات انتقام ضد اليهود. كما يعتقل اداريا الصحفي مصعب قفيشة، من الخليل، وهو صحفي مستقل وطالب في كلية الاعلام، ويشتبه بنشاطه في خلية حماس في الجامعة. وتعتقل إسرائيل ايضا، محمد حسن القدومي، وهو صحفي مستقل من رام الله، المشبوه بالتماثل مع خلية حماس في جامعة ابو ديس، والصحفي علي العويوي، المذيع في راديو "الرابعة" في الخليل، المشبوه بالعضوية في حماس. ويتواجد العويوي في المعتقل الاداري منذ نصف سنة، ويتوقع اطلاق سراحه قريبا.
وقال موسى الشاعر، العضو في ادارة اتحاد الصحفيين الفلسطينيين لصحيفة "هآرتس"، انه منذ بدأت موجة العنف في اكتوبر، قامت إسرائيل ايضا بمهاجمة عدة محطات للبث واجرت تفتيشا في مؤسسات اعلامية بهدف تخويف العاملين فيها.
وحسب اقواله فان الصحفيين المعتقلين لم يرتدعوا عن انتقاد السلطة الفلسطينية، ايضا، لكن ما يعرضهم للخطر هي حقيقة عدم وجود جسم اعلامي اجنبي داعم لغالبيتهم، فإما انهم صحفيون مستقلون، او يعملون في وسائل اعلام محلية. وقال صحفيون ورجال قانون تحدثوا الى "هآرتس" انه رغم الانتقادات من قبل جهات في السلطة، خاصة في وزارة الاعلام ورابطة الصحفيين الفلسطينيين، فانه ليس صدفة كون غالبية الصحفيين المعتقلين يتماثلون مع حماس او الجهاد الاسلامي، او يعارضون الخط السياسي للمقاطعة.
من بين الاعلاميين المعتقلين، هناك من تم تقديم لوائح اتهام ضدهم. احد هؤلاء هو سامر ابو عيشة من القدس، المعتقل منذ شهر كانون الثاني الماضي. وقد ادين ابو عيشة، وهو صحفي مستقل، بعدة مخالفات، من بينها مهاجمة مستوطن، دعوة الشبان للانضمام الى الانتفاضة، وخرق امر بإبعاده عن القدس. وينتظر حاليا جلسة النطق بالحكم ضده في شهر تشرين الاول القادم. ومن بين الذين تمت ادانتهم، الصحفي مجاهد سعدي، مراسل "فلسطين اليوم"، الذين ادين بالاتصال بعميل اجنبي في غزة، وحكم عليه بالسجن لمدة سبعة اشهر.
احد الصحفيين الذين اعتقلوا مؤخرا، هو حازم ناصر، من سكان نابلس، الذي يعمل مصورا لشركة "ترانس ميديا" التي تقدم خدماتها أيضا لقناة الاقصى المتماثلة مع حماس. وقد اعتقل ناصر في الشهر الماضي، وحسب محاميه، صالح ايوب، فانه يتهم بنقل اموال من حماس الى عائلات الأسرى في الضفة. ويدعي الشاباك انه بالإضافة الى نقل الأموال، هناك معلومات حول ضلوعه في التخطيط لعمل ارهابي، الاتصال بنشطاء حماس. وتم يوم امس تمديد اعتقاله لثمانية ايام.
وقال صحفي فلسطيني، يتماثل مع حماس، ان التمييز بين النشاط الصحفي والتماثل مع اجندة معينة ليس واضحا. "الصحفيون الفلسطينيون ضالعون جدا بما يحدث حولهم، ولذلك ليس صدفة انه في وضعهم يتشوش الخط الفاصل بين عملهم الصحفي والنشاط القومي". وقال: "في ساعات الأزمة في اسرائيل نرى الكثير من الصحفيين والمحللين الذين يتحولون الى "وطنيين" ومحرضين على الفلسطينيين، لكن احدا لا يحاسبهم".
ويدعم هذه المقولة د. خليفة الذي يقول "اننا نتابع ما ينشره الصحفيون ووسائل الاعلام في إسرائيل، وهناك محاولات واضحة للتحريض على الفلسطينيين، لكنه لا يفكر هناك احد باعتقال صحفي اسرائيلي او منعه من التغطية او حرية الحركة".
الاعلان عن اقامة حاجز جديد في ضاحية البريد في القدس الشرقية
كتبت "هآرتس" ان الشرطة والادارة المدنية، اعلنتا امس، عن اقامة حاجز جديد يفصل بين القدس والضفة الغربية، في حي ضاحية البريد، شمال القدس، الذي تم شطره الى قسمين بواسطة الجدار الفاصل قبل اكثر من عشر سنوات. وسيخدم هذا الحاجز سكان حي الرام وبلدات فلسطينية اخرى اثناء خروجهم من منطقة القدس.
وتأمل الشرطة ان يخفف هذا الحاجز من الاكتظاظ الكبير على حاجز قلنديا، اكبر معبر بين إسرائيل والضفة في شمال القدس. لكنه علم انه سيتم فتح هذا الحاجز حاليا، فقط في ساعات بعد الظهر وباتجاه الضفة فقط، ولذلك فانه لن يؤثر على الاكتظاظ الذي يشهده معبر قلنديا في ساعات الصباح المبكر، اثناء خروج الاف العمال الفلسطينيين للعمل في اسرائيل. وجاء في بيان الشرطة انه اذا تم الحفاظ على النظام والقانون فسيتم فحص توسيع ساعات العمل على هذا الحاجز".
الشرطة العسكرية تحقق مع جنود نكلوا بثلاثة قاصرين فلسطينيين
علمت صحيفة "هآرتس" ان الشرطة العسكرية تحقق في شبهات تتعلق بقيام جنود من الجيش بالتنكيل طوال ثلاثة أيام بقاصرين فلسطينيين اجتازوا السياج الحدودي من غزة في شهر تشرين الاول الماضي. وحسب افادات الفتية فقد قام الجنود بتعريتهم وضربهم ومنعهم من النوم، واطفاء السجائر على اجسادهم، أثناء احتجازهم في قاعدة عسكرية. ويتبين من تقرير ضابط الأحداث الذي تم تحويله الى النيابة العسكرية، بأن الفتية مروا بتجربة اعتقال مؤلمة.
ويعود الحادث الى تاريخ العاشر من تشرين الأول 2015، حيث وقعت مواجهات بالقرب من السياج الحدودي، في منطقة مخيم البريج للاجئين في القطاع. وقام عشرات الشبان في حينه بإشعال الاطارات، ورشق الحجارة، وتمكن بعضهم من اختراق البوابة الحديدية والعبور الى اسرائيل. وكان من بين هؤلاء ثلاثة قاصرين اعتقلهم الجيش بمساعدة الكلاب.
وحسب المعلومات التي وصلت الى السلطات فقد تعرض الفتية الى الضرب من قبل الجنود. ويفصل الأولاد في الافادات التي ادلوا بها امام الناشط في مركز "بتسيلم" خالد العزايزة، الساعات التي امضوها في المعسكر عقب اعتقالهم، بشكل مشابه. وحسب الافادات فقد تعرض الفتية الى الضرب، ايضا بكعب البندقية، وتم احتجازهم وهم مقيدون، كما يبدو في ساحة المعسكر، ومنعهم من النوم، وسكب الماء عليهم واطفاء السجائر على اجسادهم.
وفي حديث ادلى به عبد (16 عاما) لصحيفة "هآرتس"، قال: "احاط بنا الجنود وارسلوا الكلاب لتهاجمنا بين الشجيرات، وبعد اعتقالنا قام الجنود بتقييدنا وتغطية اعيننا. وهنا بدأ الكابوس الذي استمر لثلاثة أيام. فلقد قاموا بتعريتنا وشتمونا وضربونا على كل مكان في اجسادنا، سواء بالركل او بكعب البنادق. في الليل نمنا نصف عراة على الأرض بدون اغطية". وحسب أقوال عبد، فقد قام الجنود بضربهم في اليوم التالي، وسكبوا على اجسادهم مشروبات خفيفة. "كان هذا عمل مثير للاشمئزاز ومخيف وكما يبدو فقد قصدوا ذلك، اذ انهم تضاحكوا طوال الوقت، وفي الليل قاموا بإسماعنا موسيقى صاخبة لمنعنا من النوم".
وقال فتى آخر يدعى محمد، ان الجنود قاموا بإطفاء السجائر على جسمه. ويتعلم محمد في الصف الثامن، وليس له أي ماضي جنائي تماما مثل رفيقيه الآخرين. وتحدث هو ايضا عن تعرضه الى الضرب والاهانة، واجباره على احتساء مشروب كحولي. وقال والده ان ابنه الذي يدرس في مدرسة تابعة للأونروا لم يعد الى حالته منذ الحادث، ويخضع للعلاج النفسي.
واضاف: "لست متأكدا من ان ابني وصل الى السياج لرشق الحجارة، وربما وصل الى هناك بفعل الفضول، ولكن حتى ان كان ذلك صحيحا فهذا لا يبرر في أي حال هذا السلوك وهذا التنكيل، وانا متأكد بأن حالة ابني ليست وحيدة".
وقد فرضت المحكمة على محمد وتوفيق حكما بالسجن لمدة نصف سنة، وعلى عبد السجن لأربعة اشهر. وتم اطلاق سراحهم الى غزة في الشهرين الاخيرين. وقامت "هآرتس" بطلب تعقيب الناطق العسكري على افادات الثلاثة، فاكد الجيش ان الشرطة العسكرية فتحت تحقيقا في الموضوع وتم تحويل نتائجه الى النيابة العسكرية.
وقالت المديرة العامة للجنة الشعبية ضد التعذيب في اسرائيل، د. راحيل سترومزا، لصحيفة "هآرتس" "ان التقارير التي نشرت حول الموضوع تشير الى شبهات واضحة بتعرض الثلاثة الى التعذيب الذي تشير اليه معاهدة مكافحة التعذيب، التي وقعتها اسرائيل. نحن نرحب بالتحقيق الذي فتحته الشرطة العسكرية. حسب المعلومات المتوفرة لدينا فان هذا الحادث هو استثنائي فعلا، لكن ظاهرة التنكيل من قبل الجنود اوسع بكثير، ونسبة حوالي 1% فقط من الشكاوى التي يجري تقديمها ضد تنكيل كهذا تنتهي بتقديم لوائح اتهام، بينما يجري اغلاق الملفات الاخرى دون أي تفسير. على اسرائيل احترام مبادئ معاهدة مكافحة التعذيب والمبادئ الاخلاقية ومحاسبة المسؤولين في كل حادث تعذيب او تنكيل او معاملة غير انسانية".
بينت يهدد بالانسحاب من الحكومة في حال انتزاع حقيبة القضاء من حزبه
تكتب صحيفة "هآرتس" ان رئيس حزب "البيت اليهودي" وزير التعليم نفتالي بينت، هدد بالانسحاب من الحكومة اذا تم انتزاع حقيبة القضاء من عضو حزبه الوزيرة اييلت شكيد، وتسليمها لحزب "المعسكر الصهيوني" مقابل انضمامه الى الائتلاف الحكومي. ونقل عن بينت قوله خلال محادثة مغلقة ان حزبه يعتبر حقيبة القضاء "مسألة جوهرية مقابلة لتغيير الخطوط العريضة للحكومة، وهذه مسألة ليست شخصية". وهذا هو أول انذار يوجهه زعيم احد احزاب الائتلاف على خلفية التقارير المتعلقة بالاتصالات بين الليكود والمعسكر الصهيوني من اجل تشكيل حكومة وحدة.
مع ذلك، قال مسؤول في الليكود، مطلع على الاتصالات، ان حقيبة القضاء مطروحة فعلا على الطاولة، وسيضطر كل حزب الى التخلي عن بعض الحقائب لصالح توسيع الائتلاف"، مضيفا "ان الحقائب التي يتسلمها البيت اليهودي مطروحة بالتأكيد على الجدول". وأضاف وزير رفيع في الحكومة، ان نتنياهو يعتقد بأنه اذا لم يتم توسيع الائتلاف الحكومي قبل نهاية العطلة الحالية للكنيست، فان من شان الحكومة التفكك. وقال ان "نتنياهو يعتقد بأنه سيجد من الصعب مواصلة تفعيل ائتلاف يقوم على 61 نائبا فقط. ولذلك، فانه على الرغم من أنه لا تجري اتصالات حاليا، الا ان نتنياهو يتوق لضم هرتسوغ الى الحكومة في نهاية الأمر".
يشار الى ان بينت اشترط خلال المفاوضات لتشكيل الائتلاف الحكومي، انضمام حزبه مقابل تسليم حقيبة القضاء لأييلت شكيد، رغم العلاقات الهشة بينها وبين نتنياهو. ويولي بينت اهمية كبيرة لهذا المنصب كجزء من دفع جدول اعمال اليمين والصهيونية الدينية. وتحولت شكيد من خلال منصبها هذا، الى ذراع للحزب في الصراع من اجل تغيير شكل المحكمة العليا، وانشغلت في تعيين المستشار القانوني للحكومة وحوالي مئة قاض. كما تعمل شكيد على دفع قوانين في قضايا مختلف عليها، كقانون القومية وقانون مكافحة الارهاب.
يشار الى ان الاتصالات بين نتنياهو وهرتسوغ لتوسيع الائتلاف، كانت قد توقفت قبل اسبوعين، عشية النشر عن التحقيق مع رئيس المعارضة، دون ان تحقق تقدما. ويقدر "المعسكر الصهيوني" بأن فرص تحقيق هذه الخطوة ضئيلة.
اعتقال فلسطيني بشبهة طعن إسرائيلي في القدس
كتبت هآرتس" على موقعها صباح اليوم، ان الشرطة اعلنت في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، انها قامت في الساعة 00.40 بعد منتصف الليل، باعتقال مشبوه (18 عاما) من سكان الضفة بتنفيذ عملية الطعن التي وقعت في القدس، امس، وانه اعترف بارتكابها.
وقد اصيب شخص في الستين من عمره بجراح متوسطة، اثر تعرضه للطعن. وقامت الشرطة بملاحقة المهاجم لكنه تمكن من الهرب. وفي اعقاب ذلك قامت باغلاق البوابات الشرقية للبلدة القديمة. وقالت الشرطة ان الرجل وصل بعد طعنه الى قوة حرس الحدود المرابطة قرب النزل النمساوي في البلدة القديمة وابلغ بأنه تعرض للطعن في شارع الخالدية. وتم العثور خلال تمشيط المكان على سكين. وتم نقل المصاب بعد تقديم العلاج الأولي له، الى مستشفى شعاري تصيدق. واوضحت الشرطة بأنها، وكما في حالات سابقة، تتعقب المشبوهين بواسطة الكاميرات المنصوبة في البلدة القديمة.
وسبق العملية، امس، قيام الشرطة باعتقال رجل (30 عاما) من سكان حي سلوان، بشبهة تقديم المساعدة للمخرب الذي نفذ عملية الطعن في متنزه يافا، في مطلع آذار الماضي، والتي قتل خلالها سائح امريكي، واصيب 11 آخرين. ويشتبه المعتقل بالقتل والتآمر على ارتكاب جريمة، ونقل ماكث غير قانوني. وتم تمديد اعتقاله لمدة اسبوع.
الاثنين القادم تبدأ محاكمة الجندي القاتل في الخليل
كتبت "يديعوت احرونوت" انه من المقرر ان تبدأ يوم الاثنين القادم، محاكمة الجندي اليؤور أزاريا، المتهم بقتل الفلسطيني الجريح في الخليل، في وقت يلمح فيه المدعي العسكري الرئيسي العميد شارون اوفك الى عدم نيته عقد صفقة ادعاء مع الجندي في هذا الملف الحساس. وكجزء من هذا التلميح، قررت النيابة العسكرية تعزيز صفوفها من خلال الاستعانة بخدمات احد المحامين المشهورين، المحامي نداف فايسمان الذي خدم في النيابة العسكرية، ويشارك اليوم في احد اكبر مكاتب المحامين في البلاد.
وكان المحامي المقدم (احتياط) فايسمان، قد تولى خلال خدمته في النيابة العسكرية، عدة ملفات بارزة، من بينها ملف العريف اول اساف فاكسمان الذي قتل جراء انقلاب مدرعة، وقضية العريف روعي درور الذي توفي جراء اصابته بالجفاف خلال تدريب عسكري. كما تولى ملفات هامة خلال عمله في المجال المدني.
من تعقب المداولات التي جرت في المحكمة لتمديد اعتقال أزاريا، فهم بان النيابة العسكرية ستحتاج الى تعزيز قوي امام سلسلة المحامين الذين يمثلون الجندي، ومن بينهم نائب المدعي العسكري الرئيسي سابقا، العقيد احتياط ايلان كاتس، والمحامي ايال بسارغليك والمحامي بيني مالكا. ومن المتوقع ان يعزز المحامي فايسمان النيابة العسكرية في الجانبين القانوني والاعلامي. وقالت مصادر عسكرية امس، ان خطوة كهذه تعني ان النيابة لا تنوي الرمش امام الدفاع ولا تتخوف من ادارة الملف المشحون في المحكمة، حتى لو كلف الامر احضار ضباط وجنود الى منصة الشهود. وقالت مصادر رفيعة في النيابة العسكرية انه "لا يمكن اتهام الجندي بالتسبب بالموت نتيجة اهمال او استخدام السلاح بشكل غير قانوني، لأنه اطلق النار بهدف القتل. كان هنا اطلاق نار خلافا للأوامر والأنظمة، والجندي سيضطر الى شرح سبب فعلته. لو شعر بالخطر على حياته فلماذا لم يصرخ ولماذا لم يحذر؟"
كما تنوي النيابة التركيز على الروايات المتغيرة لأزاريا الذي غير افادته عدة مرات اثناء التحقيق. لكن المحامي كاتس يقول ان "مواد الادلة تتحدث من تلقاء نفسها، ولا يمكن بناء على المواد المتوفرة ادانة الجندي بمخالفة القتل". واضاف: "انا لا افهم من يتحمل مسؤولية اخذ الجيش كله الى المحكمة التي سنكشف خلالها حالات اخرى لم تصل الى وسائل الاعلام. وعلى كل حال نحن مستعدون للمحاربة".
انتقادات شديدة لخطة الضم التي تطرحها شكيد
كتبت "يديعوت احرونوت" ان وزيرة القضاء اييلت شكيد اوعزت لقسم الاستشارة القانونية في وزارتها، بتصنيف القوانين الهامة التي يمكن تطبيقها على سكان المستوطنات بواسطة امر صادر عن القائد العسكري.
وكانت "يديعوت ارحونوت" قد كشفت، امس، التصريحات التي ادلت بها شكيد امام "المنتدى القانوني لأرض اسرائيل"، والتي قالت خلالها انها تنوي دفع "قانون المعايير" لتطبيق القوانين الإسرائيلية السارية داخل الخط الأخضر، على المستوطنين في الضفة الغربية، وهو ما يعني عمليا ضم الضفة وخلق منظومة قوانين خاصة بالمستوطنين، مقابل مواصلة فرض القانون العسكري على الفلسطينيين.
واثارت تصريحات شكيد عاصفة سياسية وجرّت الكثير من ردود الفعل. فقد حذرت النائب تسيبي ليفني، من ان هذه الخطوة "ستقود الى دولة ثنائية القومية ذات غالبية فلسطينية في الكنيست". وقالت من شغلت في السابق منصب وزيرة القضاء، انه "قد تكون هذه المسألة بعيدة، ومن المؤكد ان الحكومة لا تريدها، لكن النتيجة النهائية هي انهيار فكرة الدولتين، وفرض نظامين قانونيين في دولة واحدة، والتعرض الى ضغط وضرر دولي ضخم، وفي النهاية اضافة 250 مليون فلسطيني الى اصحاب حق الاقتراع للكنيست." واعتبرت ليفني ان "خطر البيت اليهودي على الدولة لا يقل عن الخطر الايراني".
من جانبه اوضح حزب "كلنا" الذي يترأسه وزير المالية موشيه كحلون، ان "قانون المعايير" لا يحظى بفرص لتمريره. وقالوا هناك: "نحن لا ننشغل في قوانين لن تمر". ووصفت النائب زهافا غلؤون (ميرتس) المبادرة بأنها "دمج سرطاني بين الضم والابرتهايد". واضافت ان "الحكومة تواصل اشعال النار وسكب الزيت على نار علاقاتنا مع العالم. هذه خطوة ستحول اسرائيل الى دولة منبوذة في المجتمع الدولي وستبعد فرص التوصل الى اتفاق سياسي".
وحذرت النائب عايدة توما سليمان (القائمة المشتركة) من ان "الضم الزاحف هو تطبيق لأيديولوجية الهلوسة التي يقودها حزب وحكومة تهدد وجود الشعبين في هذه البلاد. مثل هذه الأفكار تقود الشعبين نحو واقع صعب لا يهدد حياة الفلسطينيين فقط وانما ايضا الاسرائيليين، ويبعد حل الدولتين مسافة سنوات ضوئية".
وقال النائب نحمان شاي (المعسكر الصهيوني)، معقبا: "يبدو ان وزيرة القضاء تعد كمينا لرئيس الحكومة من اجل افشاله والقيادة الى انسحاب البيت اليهودي من الحكومة، لكننا جميعا سندفع الثمن بالعزلة والعقوبات ضدنا".
وقالت شكيد امس: "اريد البحث عن طريقة منظمة تضمن "ترجمة" كل قانون يسنه الكنيست بواسطة امر يوقعه قائد المنطقة الوسطى، وبالتالي تطبيق القانون بشكل منظم على سكان المستوطنات. حتى الان كان يتم تطبيق القوانين بواسطة امر عسكري، بشكل موضعي وبدون منهج".
مقتل قائد كبير من الجهاد الاسلامي في غزة
كتبت "يسرائيل هيوم" ان قائدا كبيرا في الذراع العسكري للجهاد الإسلامي، قتل امس، واصيب ثلاثة نشطاء اخرين بجراح بالغة، خلال تدريب في مخيم جباليا في شمال قطاع غزة. وقالت وسائل اعلام فلسطينية ان القتيل هو مازن اللولو، من سكان حي الشجاعية في غزة.
وتم الادعاء في البداية، بأن الانفجار نجم عن عملية اغتيال اسرائيلية، لكن الذراع العسكري للجهاد الاسلامي اعلن لاحقا بأن الانفجار نجم عن حادث وقع خلال التدريب.
مخطط لفتح معبر ايرز امام البضائع ايضا
تكتب "يسرائيل هيوم" انه لأول مرة منذ سنوات سيتم فتح معبر "ايرز" امام البضائع، وليس امام الناس فقط. وقالوا في الجهاز الأمني، امس، ان هذه الخطوة لن تحدث خلال الأيام القريبة وانما يجري العمل عليها في القيادة بتوجيه من وزير الامن موشيه يعلون.
وقالت مصادر امنية ان فتح المعبر سيخفف بشكل كبير، من نقل البضائع عبر معبر كرم ابو سالم، وبالتالي سيخفف الاكتظاظ على الشوارع وفي المعبر. وحسب التخطيط سيتم تحويل 50% من البضائع التي تمر عبر معبر كرم ابو سالم، الى معبر ايرز. وقال مصدر امني ان اسرائيل تملك مصلحة بمواصلة ادخال كميات كبيرة من شاحنات البضائع الى غزة، ايضا لأن هذا يحافظ على استمرار الهدوء الأمني.
مقالات
وزيرة الضم
تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان اييلت شكيد تجلس في حكومة اسرائيل وتدير حقيبة القضاء، وهو منصب رفيع يمنح حامله العضوية في اللجنة الوزارية للشؤون الامنية. لكن ما يهم شكيد اكثر من سلطة القانون الخاضعة لمسؤولياتها، هم المستوطنون الذين يريدون، بواسطة القانون، ترسيخ عدم المساواة بين المواطنين من الدرجة الأولى والرعايا من الدرجة الرابعة (لأنه يسبقهم في التدريج عرب إسرائيل وسكان القدس الشرقية المحرومين من المواطنة).
لقد اعلنت شكيد بأنها تعمل مع المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت، على صياغة مشروع لفرض القانون الإسرائيلي في الضفة الغربية. وحسب اقوالها فانه سيتم تشكيل لجنة لفحص كل قانون يجري سنه في الكنيست، وتقرر ما اذا يجب فرضه فورا على المستوطنات بواسطة امر يوقعه قائد المنطقة.
ويأتي اقتراح شكيد بعد عدة محاولات متكررة جرت في السنوات الأخيرة لسن قوانين مختلفة تدفع ضم المناطق. مشروع القانون الذي قدمته شكيد نفسها مع اوريت ستروك وياريف ليفين وزئيف الكين، خلال الكنيست السابقة، لتطبيق القوانين الاسرائيلية على المستوطنات في الضفة الغربية، والذي عارضه المستشار القانوني للحكومة يهودا فاينشتاين، آنذاك، تم احباطه في نهاية الامر، بعد المصادقة عليه في اللجنة الوزارية لشؤون القانون.
كما بادر البيت اليهودي في الدورة السابقة للكنيست الى تطبيق قوانين العمل على الضفة من اجل مساعدة النساء الحوامل في المستوطنات، لكنه تم التراجع عن القانون في حينه بعد ان تبين بأنه سيساهم في تحسين حقوق الفلسطينيات أيضا، ويشكل عبئا اقتصاديا على المشغلين في المستوطنات.
اسرائيل لم تمتنع صدفة عن القيام بخطوات كتلك التي تقترحها شكيد. فاليوم يجري تطبيق القانون الاسرائيلي على المستوطنين بشكل شخصي بحكم قانون حالة الطوارئ، وبفعل الاوامر التي يوقعها قائد المنطقة العسكري. وهناك اليوم استيراد مميز للقوانين الإسرائيلية لصالح المستوطنين، ومن شأن اقتراح وزيرة القضاء ان يزيد من تعقيد الامور، بحيث يتسع تطبيق القوانين بشكل منهجي.
من شأن هذا الاقتراح تعميق الأبرتهايد القائم عمليا بين البحر ونهر الاردن، حتى في كتاب القوانين الاسرائيلي، وسيسبب لإسرائيل ضررا على الحلبة الدولية: فمثل هذا الاعتراف يمكن اعتباره بمثابة ضم حقيقي للمناطق، يحول التمييز الى مسألة رسمية، ويثير العالم ضد اسرائيل.
على مندلبليت رفض الالتفاف الذي تسعى اليه شكيد، وعلى نتنياهو، الذي يصرح المرة تلو الأخرى، بأنه مستعد "للتفاوض بدون شروط مسبقة مع الفلسطينيين"، الحفاظ على مصالح دولة اسرائيل التي تدوسها اقدام انصار ارض اسرائيل التبشيرية.
شطب الخطوط الحمراء
يكتب غاي بيخور، في "يديعوت احرونوت" ان الأمر لا يصدق، فالدكتاتور السوري يقتل مئات المدنيين خلال اسبوع من القصف الجوي، الذي يمسح مدن بأكملها بدون تمييز، لكن المفاوضات معه تتواصل في جنيف كأنه لم يحدث شيء. بشار الأسد يعود لاستخدام السلاح الكيماوي (بعد خداع الأمريكيين)، لكنه يبقى "شريكا" لمحادثات "السلام". روسيا تدعم حليفها مجرم الحرب المعروف، ولكن ادارة اوباما، ايضا، تدعم الأسد واعماله القاتلة. هذه هي الادارة التي تعرف كيف تنتقد اسرائيل على كل انحراف مجهري، لكنها امام نصف مليون قتيل في سورية و700 الف قتيل في الشرق الاوسط الاسلامي كله، لا تقول كلمة. لا توجد خطوط حمراء امام الطغاة، وليس هناك من يطبق هذه الخطوط.
هناك آثار لهذا المبدأ المخجل، ليست اخلاقية فحسب، وانما عملية، ايضا. الدرس لكل دكتاتور، ولأولئك الذين سيأتون لاحقا، هو انه يسمح لهم بكل شيء. اذا عرفوا كيف يبتزون الغرب، كالإيرانيين اليوم في العراق، او كاردوغان في مسألة اللاجئين، فإنه سيسمح لهم بعمل كل شيء. سيبقون شركاء وليس مهما ما الذي سيفعلونه. وبعبارة أخرى، السلوك الذي يشمل اعمال فظيعة – من كوريا الشمالية وحتى ليبيا، من حلب وحتى عدن – يشجع اتساع الأحداث الفوضوية التي شهدها العالم. انها تعوض الأشرار وتبتز الأخيار.
هذا هو ايضا ما يحدث مع مجموعة ابو مازن: مجموعة المسنين الداعمين للإرهاب، الذين ينشغلون منذ الصباح وحتى المساء بالقذف والمس بإسرائيل. انهم لا يبنون، لا يقيمون ولا ينتجون، وانما يخربون فقط. لكن هذه المجموعة تعرف بأنها مهما فعلت ستبقى في نظر العالم "شريكا". ولذلك فإنها تستهتر بالولايات المتحدة واوروبا والاخلاق وتواصل، على سبيل المثال، تحويل الملايين الى الارهابيين المدانين وابناء عائلاتهم. صحيح انها لا تفعل ذلك مباشرة، وانما من صندوق آخر، يعتمد ضمن جهات اخرى على الأموال الأوروبية، لكن مغازلتها ستتواصل. يكفي رؤية ثقافة الموت والتحريض التي تشجعها بتمويل غربي.
طريق هذا السلوك يسبب الاحباط، لأنه يجعل مبادئ الحرية الغربية في موضع سخرية ولا يسمح للديموقراطية بالنجاح. إسرائيل هي التي تتعرض الى الابتزاز من قبل عصابة الارهاب؛ الاتحاد الاوروبي يتعرض للابتزاز من قبل اردوغان، والان الولايات المتحدة تتعرض للابتزاز في بغداد من قبل ايران: اذا رغبت طهران سيتم طرد الجيش الامريكي من هناك بشكل مخجل، بعد سيطرة رجل ايران، مقتضى الصدر على السياسة العراقية بشكل عملي.
يمكن الادعاء ان طريقة استيعاب الدكتاتورية الاسلامية تحقق نتائج، لكن في نهاية الأمر لن يتم تحقيق أي اتفاق ملموس، وانما سيزداد الابتزاز فقط: الاتفاق النووي مع ايران يتعرض الان الى الخطر بفعل ابتزاز جديد من قبل إيران، بادعاء ان الاموال لا تصل اليها؛ اتفاق اللاجئين يفرض على الاوروبيين استيعاب ملايين الأتراك الذين سيدخلون ابتداء من حزيران القادم بدون تأشيرات دخول الى اوروبا، وسيبقون فيها؛ ولا حاجة للحديث عن الاتفاقيات في سورية، لأنه بكل بساطة لا توجد اتفاقيات. ولا حاجة للحديث عن مجموعة رام الله، فكل اتفاق معها يستهدف اختطاف انسحاب آخر من قبل إسرائيل واضعافها.
الدبلوماسية الغربية المساومة، المعروفة لنا اليوم، وصلت الى نهاية طريقها، وضررها اصبح اكبر من فوائدها.
في سورية لم تعد خطوط حمراء
يكتب البروفيسور أيال زيسر، في "يسرائيل هيوم" اننا شاهدنا جميعا قبل ثلاث سنوات هذا الفيلم السوري. في بدايته تصدر تقارير لا يتم التحقق منها حول استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي ضد معارضيه، ومن ثم تأتي التأتأة من جانب واشنطن حول ضرورة الفحص والتأكد من التقارير، وبعد ذلك يأتي الاعتراف الخافت بأنه تم في سورية فعلا اجتياز الخطوط الحمراء واستخدام السلاح الكيماوي؛ والنهاية جيدة، اتفاق تسوية يسمح ببقاء بشار الأسد على كرسيه دون ان يتعرض لضرر او عقاب، مقابل تصريحات عالية حول تفكيك سلاحه الكيماوي، وهذه المرة "بشكل حقيقي".
لكن الحقيقة يجب ان تقال: حتى قدامى الحرب الأهلية في سورية الذين شاهدوا وسمعوا كل شيء يجدون صعوبة في فهم السبب الذي جعل بشار الأسد يعود لاستخدام السلاح الكيماوي ضد معارضيه، كما ادعت التقارير المتسربة من سورية. فالكف في الحرب السورية تميل لصالحه في كل الأحوال، ومن خلفة ايران وروسيا، ورغم ذلك، يبقى بشار كما هو. يبدو ان الرغبة في الاستفزاز وربما نشوة الانتصار التي يشتمها، والاستهتار بالإدارة الامريكية، اقوى منه وجعلته يجتاز الخط الأحمر، الذي يعتبر واحدا من كثير من الخطوط الحمراء التي تم اجتيازها في سورية خلال السنوات الخمس الأخيرة.
قبل ثلاث سنوات فقط، بشروا العالم بأن الادارة الامريكية حاكت مع موسكو اتفاقا يضمن تفكيك سورية من سلاحها الكيماوي. وجاء الاتفاق بعد قيام النظام السوري بقتل الاف المدنيين بالسلاح الكيماوي في اب 2013، في منطقة دمشق. لقد خرج بشار في اطار الصفقة الامريكية – الروسية، بدون عقاب، بل اكثر من ذلك، اذ انه حظي بالحصانة امام أي خطوة امريكية ضده. في نهاية الأمر، منع الاتفاق النظام السوري من استخدام السلاح الكيماوي، لكن هذا كان من اجل السماح له بمواصلة استخدام بقية اسلحته التقليدية – ابتداء من صواريخ ارض – ارض المتطورة، مرورا بالقذائف الجوية والقصف المدفعي، وانتهاء حتى ببراميل المتفجرات وقذائف الكلور.
وبالفعل، فقد اجاد بشار، وكذلك حلفائه الايرانيين والروس مؤخرا، استغلال الضوء الأصفر الذي وصل من واشنطن. مدينة حلب التي يستهدفها النظام هي مثال حي للدمار والقتل غير المتوقف الذي تسببه اعمال القصف للمدنيين.
ولكن، وحسب المقولة الخالدة لتشرتشل، فان اتفاق المصالحة الذي تم توقيعه بالخطيئة مصيره الانفجار في وجوه من وقعوه، وكشف عارهم. اذا صحت التقارير الواردة من سوريا، فهذا يعني ان بشار احتفظ بجزء من السلاح الكيماوي ولم يدمره كله، بل انه لا يتردد باستخدامه. هناك من يجد العزاء في استخدام بشار للسلاح الكيماوي ضد داعش. لكن صدام حسين في حينه استخدمه ايضا وسط صيحات العالم، ضد جنود ايران خلال الحرب بين البلدين، لكنه سعى بعد ذلك الى توجيه قدراته وتجربته ضد إسرائيل وجيرانه العرب.
لا شك ان هذه هي ساعة الاختبار للإدارة الامريكية، التي حظيت قبل ثلاث سنوات فقط باتفاق منع الحرب ووعد بشرق اوسط خال من السلاح الكيماوي. في نهاية الامر، ليس المطروح للاختبار هنا الاتفاق مع سورية فقط، وانما الاتفاق النووي الذي وقعته ادارة اوباما مع ايران ايضا. فمن لم يستطع ضمان التزام بشار بالاتفاق، من المشكوك فيه انه يمكنه التأكد من التزام الايرانيين بالاتفاق معهم.
https://ssl.gstatic.com/ui/v1/icons/...s/cleardot.gif
ضواء على الصحافة الاسرائيلية 10 أيار 2016
قبل قضية جولان: الجيش طرح على قادته مناقشة امكانية تدهور المجتمع الاسرائيلي نحو ارتكاب فظائع
تكتب صحيفة "هآرتس" انه قبل عامين من الضجة التي احدثتها تصريحات نائب رئيس الاركان يئير جولان، عشية ذكرى الكارثة، اقترح سلاح التثقيف في الجيش الاسرائيلي على القادة، خلال زيارة الى بولندا، مناقشة احتمال ان يكون المجتمع الاسرائيلي "يتواجد على حافة منحدر حاد، يمكن لنا، في نهايته البعيدة، ارتكاب فظائع أيضاً". هذا ما يستدل من وثيقة نشرت امس (الاثنين)، على شبكة "تويتر". وقال الناطق العسكري ان "سلوك القادة من ناحية الأخلاق والقيم كان أحد القضايا المتعددة التي نوقشت خلال الزيارة".
وجاءت تلك الزيارة في اطار الجولات التي ينظمها الجيش عدة مرات سنويا لرجال الخدمة الدائمة في بولندا تحت عنوان "شهود بالزي العسكري". وتقوم تلك الوفود بزيارة الكنس والمقابر اليهودية ومعسكرات التركيز والابادة. وتعتبر هذه الزيارة في اطار دورة لقادة الكتائب والفصائل، مسألة الزامية وجزء من عملية التدريب. ومن بين الوثائق التي تهدف الى اعداد الضباط الذين يرافقون الوفود، كانت هذه الوثيقة التي نشرها الصحفي يوسي اليطوف في موقع "تويتر"، وتتضمن عدة افكار مقترحة للنقاش خلال الجولة.
كجزء من المقترحات المخصصة لمحادثات التلخيص اليومي، كتب انه يمكن للضباط التركيز على الجانب القومي، تحت عنوان "المنحدر الحاد"، و"اين نحن منه كمجتمع؟ وهل تتزايد في السنوات الأخيرة اعمال العنف؟ الممارسات العنصرية؟ والى اين يمكن لذلك أن يقودنا؟". كما جاء في الوثيقة انه "على الرغم من المسافة الضخمة بين ما يحدث اليوم وما حدث في المانيا في سنوات الثلاثينيات، من المناسب احيانا ان نسأل أنفسنا هذه التساؤلات الصعبة. هل نتواجد احيانا في بداية منحدر حاد يمكن لنا في نهايته البعيدة ارتكاب فظائع ايضا؟"
وقد كتبت هذه الأمور في اطار الاعداد لزيارة الوفد قبل عامين، ما يعني ان تصريحات نائب رئيس الأركان، يئير جولان، التي تدعو الى اجراء حساب قومي مع النفس، بالذات عشية ذكرى الكارثة، تردد صداها من قبل في صفوف الجيش.
وقال احد المشاركين في عدة زيارات كهذه الى بولندا، ان قضية التساؤلات حول الأخلاق والمجتمع الاسرائيلي تطرح خلال كثير من جولات الضباط في بولندا. وعلى سبيل المثال، يطرح في مكان آخر في الوثيقة، اجراء نقاش حول مسألة ما الذي يمكن عمله من اجل الامتناع عن التدهور نحو ذلك المنحدر. وكتب هناك: "علينا الطموح الى تنمية ثقافة ديموقراطية، الى جانب الطريقة الديموقراطية – فالإنسان هو انسان مهما كان، وكلنا خلقنا على صورة الانسان؛ يجب الحفاظ على حريات الفرد، على الانسانية. هناك خط أحمر يمنع علينا، كمجتمع، اجتيازه".
وقال الناطق العسكري الاسرائيلي، معقبا، ان "الانشغال في غرس ذكرى الكارثة يشكل مركبا هاما في التثقيف على القيم التي يغرسها الجيش في نفوس جنوده وضباطه. جولة "شهود بالزي العسكري" هي احدى البرامج التثقيفية المميزة في هذا المجال والمخصصة للضباط، وتنطوي على هدفين رئيسيين متشابكين – غرس ذكرى الكارثة، وتعزيز التدريب على القيم في صفوف ضباط الجيش. كجزء من اعداد الضباط الكبار الذين يقودون الطواقم خلال الجولة، يتم توفير مواد مساعدة، لإجراء حوار حول مضمونها، علما انه لا تجري أي مقارنة بين فترة الكارثة وسيرتنا اليوم. الحوار المفتوح بين الضباط هو شرط اساسي للجيش المفكر. سلوك القادة من ناحية الأخلاق والقيم هو احد المواضيع العديدة التي تناقش خلال الزيارة".
امر يمنع مناقشة مسودة تقرير المراقب حول الجرف الصامد في الكنيست
كتبت صحيفة "هآرتس" ان المستشار القانوني للكنيست، أمر امس، بعدم مناقشة مسودة تقرير مراقب الدولة حول "الجرف الصامد" في الكنيست. فعلى الرغم من قيام كتلة "ميرتس" بتجنيد 25 توقيعا لإجراء النقاش خلال عطلة الكنيست، الا ان المستشار القانوني، المحامي ايال يانون، يعارض ذلك لأن تسريب الوثيقة يعتبر مخالفة قانونية، ولا يمكن مناقشتها في الكنيست.
وكتب يانون لرئيس الكنيست، يولي ادلشتاين، ان "اجراء نقاش حول تقرير مراقب الدولة، في الهيئة العامة او في احدى لجان الكنيست، سواء خلال العطلة او غير العطلة، مسألة غير ممكنة. فإجراء نقاش في الكنيست حول وثيقة تم تسريبها خلافا للقانون يشبه تعاون الكنيست مع هذا العمل الخطير. كما ان مناقشة وثيقة ليست مطروحة امام النواب، يمس بحق الجهات الخاضعة للرقابة في التقرير، بإجراءات عادلة ومناسبة امام مراقب الدولة، بل يمس بحقهم في الرد كما يجب على النقاش في الكنيست".
وقال يانون ان "النقاش في الهيئة العامة وفي لجان الكنيست لا يشبه النقاش الجاري في وسائل الاعلام حتى لو كان اعضاء الكنيست شركاء فيه. النقاش في الكنيست ينطوي على مكانة رسمية ومن الواضح ان الكنيست لا تستطيع، من جهة، تحديد المبادئ الخاصة بنشر تقارير مراقب الدولة، ومناقشتها، ومن جهة اخرى المساعدة على خرقها".
وكتب يانون وجهة نظره هذه في اعقاب توجه النائب دافيد بيطان (ليكود) الذي ادعى ان المقصود "محاولة من قبل المعارضة لاستخراج اجزاء حقائق من التقرير غير القائم بعد، ومحاولة تحقيق مكاسب سياسية. ويمكن اجراء هذا النقاش فقط بعد استكمال التقرير وتقديمه الى رئيس الكنيست".
وطلب المبادر الى اجراء النقاش، النائب ايلان غلؤون (ميرتس) من رئيس الكنيست اجراء النقاش مباشرة بعد يوم الاستقلال. وقال: "ويل للكنيست التي لا تسمح للمعارضة بقول رأيها في ضوء اخفاقات الحكومة. لا شك ان تهجم نتنياهو ورجاله على مسودة التقرير التي تم تسريبها يهدف الى فرض الرعب على المراقب بهدف تخفيف حدة التقرير النهائي. ولذلك فان النقاش الجدي وبأسرع ما يمكن سيسمح بطرح تساؤلات ثاقبة وبحوار شعبي موضوعي".
كما سمح يانون لادلشتاين برفض اجراء نقاش آخر طلبته المعارضة في مسألة التصعيد الأخير في الجنوب، وحدد انه بسبب كثرة الاحداث الرسمية المرافقة ليوم ذكرى الجنود والاستقلال، يملك ادلشتاين حق تأجيل النقاش حتى افتتاح دورة الكنيست الصيفية، بعد اسبوعين.
بدء محاكمة الجندي قاتل الفلسطيني عبد الفتاح الشريف
تكتب "يديعوت احرونوت" انه بدأت في المحكمة العسكرية في يافا، امس، محاكمة الجندي اليؤور أزاريا، المتهم بقتل المخرب الفلسطيني الجريح في الخليل، قبل شهر ونصف. وقرأت هيئة القضاة على مسمع ازاريا لائحة الاتهام التي قدمتها النيابة العسكرية، والتي تنسب اليه القتل غير المتعمد. وحسب لائحة الاتهام، فقد اطلق ازاريا النار على المخرب عبد الفتاح الشريف، خلافا لأنظمة اطلاق النيران وبدون مبرر عسكري، حين كان المخرب ينام على الأرض اثر اصابته، ولا يشكل أي تهديد فوري وملموس. كما يتهم أزاريا بالسلوك غير الملائم.
وكتبت "هآرتس" في هذا الصدد ان رئيسة المحكمة العسكرية ورئيسة هيئة القضاة، العقيد مايا هيلر، اقترحت على الاطراف اجراء اتصالات لمناقشة امكانية التوصل الى صفقة ادعاء. وقال محامي الجندي، ايلان كاتس، انه لا يعارض الاقتراح. لكن النيابة العسكرية، وان قالت انها ستدرس امكانية التوصل الى تسوية، قد ترفض هذا الاقتراح. وقال المدعي المحامي نداف فايسمان انه "عندما تقترح المحكمة فإننا ندرس الاقتراح، رغم وجود فجوات كبيرة بين الجانبين".
وقال فايسمان لوسائل الاعلام في نهاية النقاش، ان "هذه المحاكمة تتعلق بمسألة استثنائية في خطورتها بالنسبة لنا. الحديث عن اطلاق النار بدون أي مبرر عسكري، على مخرب تم احباطه، وخلافا لكل نظم فتح النيران. هذه حالة قام المتهم خلالها بتغيير رواياته، وبالنسبة لنا لا يعتبر صادقا والأدلة تثبت ذلك." ولذلك، اضاف: "قمنا بتقديم لائحة الاتهام، ونسعى الى فحص الموضوع بشكل مهني وموثوق امام المحكمة".
وهاجم المحامي كاتس النيابة العسكرية وقال انها ليست مستقلة في ادارة الاجراء، وانما تتلقى الاوامر من قيادات عليا. فبشكل عام تقترح المحكمة التوجه نحو التسوية، والاطراف تستجيب ولو من باب الأدب. لكنه في هذه الحالة قالت النيابة انها تريد التشاور، وهذا يعني ابحث عني. حقيقة طرح الموضوع بعد سماع المحكمة لادعاءاتنا، تدل على ان المحكمة، ايضا، تعتقد ان النيابة تواجه مشكلة مع لائحة الاتهام. ما قرأته بين السطور، وقلت هذا للبروتوكول – اننا نجد هنا بصمات فظة لأعلى القيادات وتدخل في الاجراء القانوني".
اعتقال يهوديين بشبهة مهاجمة سائق عربي في القدس
ذكرت "هآرتس" ان الشرطة، اعتقلت امس الاول، شابين من سكان القدس الغربية، رؤوبين يوسيف هوربيتش (20 عاما) وقاصر، بشبهة مهاجمة سائق باص عربي على خلفية قومية. وقررت محكمة الصلح في المدينة تمديد اعتقال الشابين حتى يوم الاربعاء. واتضح خلال مناقشة طلب تمديد الاعتقال بأن المشبوهين صعدا في اول ايار الى حافلة الركاب، قرابة منتصف الليل، وتوجه احدهما الى السائق وسألة ان كان عربيا، وحين رد بانه عربي من القدس، بصق المشبوه على وجهه، ومن ثم قام مع رفيقه بمهاجمة السائق بالحجارة. وكتب القاضي في قراره ان الحديث عن حادث بشع على خلفية عنصرية، ويجب عدم التسامح معه.
يشار الى ان مهاجمة السائقين العرب على خلفية عنصرية يعتبر ظاهرة متزايدة، خاصة في القدس. وفي نوفمبر 2014، نشرت "هآرتس" بأن عشرات سائقي الباصات العرب الذين يعملون في شركة "ايغد" قرروا الاستقالة من عملهم تخوفا من تعرضهم للاعتداءات العنصرية.
عشية "الاستقلال": نشر احصائيات حول عدد سكان اسرائيل
تكتب "يديعوت ارحونوت" ان المعطيات التي نشرتها دائرة الاحصاء المركزية عشية الذكرى الثامنة والستين لاستقلال اسرائيل تشير الى ان عدد سكان البلاد يصل اليوم الى 8.522 مليون نسمة (يشمل القدس الشرقية وهضبة الجولان المحتلتين – المترجم). وحسب المعطيات فان عدد اليهود يبلغ 6.377 مليون نسمة، يشكلون نسبة 74.8%، بينما يبلغ عدد العرب 1.771 مليون نسمة، يشكلون نسبة 20.8%. وازداد عدد سكان اسرائيل خلال السنة الاخيرة قرابة 182 الف نسمة، حوالي 2.2%. وتعتبر هذه الزيادة من اعلى النسب في الدول الغربية.
كما يستدل من المعطيات ان عدد الوفيات في اسرائيل خلال العام الماضي بلغ 47 الف نسمة، وعدد الولادات الجديدة حوالي 195 الف مولود. وهاجر الى اسرائيل خلال هذه الفترة حوالي 36 الف نسمة.
وتشير الاحصائيات الى ان عدد اليهود في العالم كله يبلغ اليوم 14.3 مليون نسمة، من بينهم 43% يعيشون في اسرائيل، علما ان عدد اليهود في العالم بلغ عشية اقامة اسرائيل 11.5 مليون نسمة، من بينهم6% فقط في اسرائيل.
ريغف تبادر الى قانون يلزم رفع علم إسرائيل في كل المؤسسات المدعومة من الدولة
كتبت "يديعوت احرونوت" ان وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغف تسعى الى سن قانون يلزم كل المؤسسات التي بنيت بتمويل من الدولة برفع علم اسرائيل، ويشمل ذلك الملاعب والقاعات والمسارح التي بنيت بتمويل مباشر من الدولة او بواسطة مجلسي التكهنان "توتو" و"بايس".
وقالت ريغف ان "يوم الاستقلال الثامن والستين وذكرى شهداء معارك اسرائيل يحتم علينا الحفاظ على قيم الدولة ورموزها. ليس من المعقول ان رفع العلم في المؤسسات الثقافية والملاعب الرياضية يخضع لرأي شخص كهذا او ذاك".
ويمكن لاقتراح ريغف ان يثير عاصفة خاصة في الوسط العربي. لكن رئيس بلدية سخنين مازن غنايم قال معقبا: "انا افاخر بهويتي كمواطن في إسرائيل. نحن سنحترم القانون ولن نكون فوقه. خلال مباراة كرة القدم الأخيرة في ملعب الدوحة في سخنين، رفعوا اعلام الدولة، بل استضفناهم بالبقلاوة. ميري ريغف تريد تعزيز قوتها في الانتخابات الداخلية القريبة لحزبها على حساب سخنين والمجتمع العربي، من المناسب ان تهتم بأمور اكثر اهمية كالإسكان والصحة والفقر والعنف والاتجار بالمخدرات. فلتنزل عن هذه الشجرة العالية". كما قال رئيس بلدية الناصرة علي سلام انه "اذا لم يتم سن قانون فلا حاجة، واذا تم سن قانون برفع العلم في كل مؤسسة فسأفعل".
من جهته قال رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة: "ميري ريغف ليست وزيرة للثقافة، بل وزيرة للثقافة المتدنية. انها تنشغل في كل امر الا بالثقافة".
الشرطة ستحقق في الشبهات ضد نداف
كتبت "يسرائيل هيوم" ان الشرطة الاسرائيلية اعلنت بأنها ستفحص الادعاءات التي وردت في التقرير الذي نشرته القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي، ضد الكاهن جبرئيل نداف، رئيس منتدى تجنيد الشبان المسيحيين، والذي يثور الاشتباه بأنه اطلق تعابير ومقترحات جنسية ازاء شبان توجهوا اليه لمساعدتهم على الانخراط في الجيش الإسرائيلي، كما انه طلب رشوة مقابل المساعدة على دخول فلسطينيين الى اسرائيل. ويحظى نداف، الذي اختير لإيقاد احدى مشاعل يوم الاستقلال الاسرائيلي بدعم من وزيرة الثقافة الاسرائيلية ميري ريغف.
وادعى تقرير القناة الثانية ان نداف حصل على رشاوى مالية وجنسية وغيرها من شبان استعانوا به خلال تجنيدهم للجيش، وفلسطينيين طلبوا منه مساعدتهم للحصول على تصاريح لدخول اسرائيل او السفر الى الخارج.
وقالت الشرطة في بيان نشرته امس، ان "بعض الادعاءات التي وردت في التقرير طرحت امام الشرطة، وسيتم فحصها مع مضمون المنشورات كلها، من قبل الجهات المهنية في قسم التحقيقات والاستخبارات".
وشارك نداف، امس، في حفل الاستقبال الذي اقامه رئيس الكنيست لموقدي مشاعل الاستقلال، مساء غد الاربعاء، وقال ان "هناك جهات تحاول حياكة فرية شريرة ضدي وضد زوجتي وولدي المجندين." وحسب اقواله فان مصدر التنكيل به هو نشاطه من اجل تجنيد الشبان المسيحيين للجيش، وان الحقيقة الوحيدة هي انه لم يمس بشخص ولم يستغل مكانته لتلقي رشوة من احد.
الى ذلك اوضح المستشار القانوني للحكومة للوزيرة ريغف انه لا مانع من مشاركة نداف في ايقاد مشاعل استقلال إسرائيل.
مقالات
كتاب المدنيات: اليهود في المركز، العرب والعلمانيين على الهامش.
يتناول اور كاشتي، في استعراض ينشره في "هآرتس" لكتاب المدنيات الجديد، سيطرة اليمين المتطرف على اعادة صياغة الكتاب بروح افكاره، ويكتب انه من المغري الاشارة منذ الآن الى التشويهات والهفوات والأخطاء التي تظهر في الكتاب الجديد لتدريس المدنيات، ولكن مثل هذه القائمة، مهما كانت اهميتها حتمية، لا يمكنها اخفاء الغابة: الصيغة التي اعيد كتابتها لكتاب "ان نكون مواطنين في اسرائيل" تشكل تعبيرا وثيقا لوجهات نظر اليمين السياسي والصهيونية الدينية بشكل خاص، في مسألة كيف يجب ان يكون شكل اسرائيل. من هذه الناحية فإن غدعون ساعر، الذي بدأ عملية اعادة كتابة الكتاب، ونفتالي بينت، الذي انهى كتابته، شريكان في الموقف الأساسي من اخضاع الجهاز التعليمي الرسمي الى اجندة حزبية. الطالب الاعتيادي سيجد صعوبة في مواجهة الواقع المعقد من حوله، بمساعدة هذا الكتاب. وليس من المؤكد تماما ان هذا هو الهدف.
لقد اضيفت خلال الأشهر الأخيرة عدة تغييرات وتعديلات الى الكتاب، ومنها الكثير في اعقاب النقاش العام الذي اثير حول الموضوع في "هآرتس" وفي وسائل اعلام اخرى. هكذا مثلا، تم تغيير قصيدة يهودا هليفي "قلبي في الشرق" التي كان يفترض ان تفتتح الكتاب الى جانب اعلان الاستقلال. لكن هذه التعديلات، والمسائل المفتوحة – ظاهرا، والممتدة على 509 صفحات، لا تثير القصة الكبيرة التي تظهر في كل صفحة تقريبا.
وهذا هو جوهر الرواية المعروفة: حق اليهود على أرض اسرائيل، هو حق مطلق، بينما القومية الفلسطينية، على الأقل في بدايتها، ليست أصيلة؛ غالبية اللاجئين هربوا في 1948 "خوفا على حياتهم او استجابة لدعوة القيادة المحلية او قادة الدول العربية المجاورة"؛ دولة القومية اليهودية هي النموذج المطلوب؛ الاقلية العربية تتمتع بمكانة محدودة في المجال العام؛ الخيار العلماني (43% من الجمهور اليهودي، حسب ما يقتبسه الكتاب) يحظى باهتمام قصير وضئيل، خاصة حين يقارن بالتفصيل حول التيار الديني (9%) والثناء على الصهيونية الدينية (11%)؛ الجمهور العربي مقسم الى مجموعات ثانوية، تختبر من ضمن امور اخرى، حسب نظرتها الى الخدمة العسكرية او الخدمة القومية. "الدروز الصهاينة" و"الهوية الأرامية" يحظيان بالإبراز. وهناك مسألة أخرى: الانقلاب القانوني الذي قاده رئيس المحكمة العليا الأسبق، البروفيسور أهرون براك، تمت الاشارة اليه شبه خلسة.
لقد بادر الى اعادة كتابة الكتاب، قبل ست سنوات، د. تسفي تسميرت، الذي كان رئيسا للسكرتارية التربوية خلال فترة وزير التعليم غدعون ساعر. وكان تسميرت، المحبوب من قبل اوساط "المباي" التاريخية، ومعهد الاستراتيجية الصهيونية و"ام ترتسو"، من اوائل الذين ادعوا بأنه يجب تفكيك الأقلية العربية الى مجموعات مختلفة. وخلال نقاشات جرت في وزارة التعليم، كان يقول بشكل دائم، بأن الكتاب في صورته القديمة، "ينشغل بشكل زائد بانتقاد الدولة" و"يخلق الشعور لدى الطلاب بأن كل شيء سيء". ويمكن لتسميرت ومكملي دربه في وارة التعليم الهدوء: فالكتاب الجديد يغرق الواقع الإسرائيلي بحلوى القطن. كل شيء هنا عسل.
وها هي ثلاث امثلة صغيرة: احداث وادي الصليب في سنوات الخمسينيات، وتظاهرات "الفهود السود" في السبعينيات، تطرح كمثال على العنف على خلفية "الشعور بالتمييز الطائفي"، والنقاش حول الشرخ الطائفي يكاد لا يظهر (ما الذي ستقوله عن ذلك لجنة ايرز بيطون لدفع التعليم عن يهود الشرق واسبانيا، والتي يفاخر بينت بتشكيلها؟)، ويتم الاشارة الى سياسة التمييز الايجابي للعرب في سلك خدمات الدولة، لكنه تم شطب حقيقة ان الدولة لا تنفذ منذ سنوات الهدف الذي حددته لنفسها. اضف الى ذلك انه على الرغم من نشر جدول يفصل الاستثمار المختلف في اجهزة التعليم اليهودية والعربية، الا انه غاب دور وزارة التعليم في التمييز المالي ضد الطلاب العرب وتفضيل التيار الرسمي – الديني.
احد الفصول الأخيرة في الكتاب يتطرق الى "تحديات الحياة المشتركة في المجتمع الاسرائيلي"، والقسم الاكبر منه يكرس لـ"الشرخ القومي" بين اليهود والعرب. بداية هذا الشرخ تعود الى نهاية القرن التاسع عشر، واستمراريته تكمن في مشكلة اللاجئين (التي يتم تحميل المسؤولية عنها فقط للقيادة العربية والدول العربية، وفي المقابل "استيعاب إسرائيل لحوالي مليون يهودي من الدول العربية خلال سنواتها الأولى")، ثم "احداث اكتوبر" في عام 2000، التي تتحول في احدى الجمل في الكتاب، دون انتباه، الى "اضطرابات اكتوبر"- ونهايته، المؤقتة، في "سلسلة العمليات الارهابية" في 2015. وهكذا تتواصل سلسلة الأحداث والاضطرابات، من جيل الى جيل. لا توجد هنا رؤيا "للحياة المشتركة"، والمساواة ايضا ليست ضمن الأمور الممكنة. اضف الى ذلك ان صفحة واحدة فقط في كل الكتاب، تتحدث عن غياب التسامح وتفشي العنصرية في المجتمع الاسرائيلي، وتم التطرق الى ذلك بشكل جزئي فقط. هذا التطرق المحدود يثبت بأن المشكلة اكبر من مواجهتها.
ليس صدفة ان مستشارا اكاديميا واحدا، د. ابيعاد باكشي، رافق عملية كتابة الكتاب، وانه لم يشارك أي ممثل عربي في كتابته، وان قائمة المقيمين للكتاب (التي تشمل العرب حسب ادعاء الوزارة) بقيت خفية، وان العمل كله تم في ظل غيمة كثيفة واحيانا سامة من السرية. هذه مجرد تعابير ملموسة لموقف مبدئي، لا يشجع على التساؤل، او استدعاء التفكير او اقتراح عدة وجهات نظر حول الواقع. كتاب المدنيات الجديد هو فشل تربوي.
مسودة تقرير المراقب: اسرائيل لم تفحص طرق للامتناع عن المواجهة في غزة
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان التعمق في قراءة الصفحات الـ64 لمسودة تقرير مراقب الدولة حول الحرب الأخيرة في غزة، تكشف صورة كئيبة. القيادة السياسية، بطبيعة الحال، منشغلة في مسألة من سيتضرر من اعضاء القيادة السياسية – الامنية جراء هذا التقرير، وكيف يمكن للنتائج ان تؤثر على مستقبله. ولكن من يهتم، ايضا، بإجراءات اتخاذ القرارات، والأهم من ذلك، بجودة القرارات نفسها – سيشعر بالقلق بعد اطلاعه على التقرير. المسألة لا تكمن فقط في كون التقرير يشير الى ضعف بنيوي في طريقة بلورة السياسة الاسرائيلية بشكل عام، وفي غزة بشكل خاص، بل يبدو احيانا انها تتنبأ تماما بشكل دخول اسرائيل الى جولة اخرى من الحرب مع حماس. وكما يستدل من تبادل اللكمات في القطاع خلال الاسبوع الماضي، فان هذه النتيجة ليست مستحيلة بالذات.
المراقب يوسيف شبيرا، ورئيس الدائرة الأمنية في مكتبه، العميد (احتياط) يوسي باينهورن، يستغلان اطلاعهم على تلخيص النقاشات التي جرت في مكتب رئيس الوزراء، والمجلس الوزاري المصغر، وقوات الأمن، من اجل تقطيع أوصال سلوك إسرائيل تجاه حكومة حماس في القطاع. ويستدل من مسودة التقرير ان القيادة الإسرائيلية لم تناقش بجدية إمكانية تقديم تسهيلات اقتصادية لغزة، من شأنها تأخير اندلاع الحرب، وان إسرائيل لم تطرح ابدا استراتيجية وأهداف بالنسبة لقطاع غزة؛ وان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن موشيه يعلون، ورئيس الاركان بيني غانتس، اقصوا مجلس الوزراء المصغر عن المعلومات ذات الصلة، وحولوه الى جسم لا قيمة له، يتلمس طريقه في الظلام. كما يشير التقرير الى ان المعلومات الاستخباراتية حول حركة حماس ونواياها كانت غير كاملة ومتناقضة، وان مجلس الأمن القومي - من المشكوك فيه ما إذا كانت لا تزال هناك مفاجأة – لا ينجح بترسيخ مكانة موازية للجيش، تتمتع بالهيمنة المطلقة على المعلومات والتخطيط وصياغة البدائل.
الكثير من هذه الاستنتاجات لن تسقط عن الكرسي كل من قرأ بعد الحرب، التحقيقات التي نشرتها "هآرتس" حول اداء الأذرع الأمنية لمهامها، والاستعدادات لمعالجة الانفاق الهجومية، او اللقاء الذي نشرته "هآرتس" في نيسان 2015 مع النائب عوفر شيلح، عضو لجنة الخارجية والأمن. لكن ميزة مراقب الدولة تكمن في وصوله غير المحدود الى الوثائق السرية وامكانية اجراء لقاءات شاملة مع كل الأطراف ذات الصلة. مسودة التقرير المتعلقة بالمجلس الوزاري المصغر، والتي تم توزيعها على الجهات ذات الصلة في الاسبوع الماضي، تشكل النبضة الثانية فقط من بين اربع نبضات تتعلق بالحرب.
النبضة السابقة جاءت في مسودة التقرير التي نشرت في كانون الثاني الماضي، والتي ركزت على الأنفاق. ويواصل مكتب المراقب العمل على صياغة الاجزاء المتعلقة بمعالجة الجبهة الداخلية والقانون الدولي. على كل حال، يتوقع حدوث صراع صعب حول الصيغة النهائية للتقرير المتعلق بالمجلس الوزاري المصغر. تقرير المراقبة بات يواجه رفضا شديدا من قبل الوزير يعلون وقادة الجيش الذين سيعرضون وثائق اخرى وتفسيرات بديلة من اجل مناقضة موقف المراقب.
المسودة الحالية للتقرير تتنقل طوال الوقت بين خطوتين تتطوران كخطين متوازيين لا يلتقيان أبدا. من جهة، هناك الثلاثي نتنياهو – يعلون وغانتس، ومعهم الجهات الامنية ذات الصلة. هؤلاء يفهمون الوضع على حالته، بهذا الشكل او ذاك، في مرحلة مبكرة نسبيا، قبل الحرب. فخطر الانفاق وحجمها معروفين، وتم التحذير (من قبل الشاباك) في نيسان 2014 من امكانية محاولة حماس تنفيذ عملية استراتيجية عبر احد الانفاق قرابة شهر تموز، وتم القيام بإجراءات، كانت جزئية، من اجل الاستعداد للمواجهة.
في المستوى الثاني يتواجد المجلس الوزاري المصغر، الذي لا يعرف شيئا. اعضاء المنتدى الامني الرسمي الرفيع، تم اقصاؤهم، في ما يبدو انه خطوة متعمدة من قبل رئيس الحكومة. انهم يسمعون عن خطر الأنفاق، خلال نقاش خاص اجري في آذار 2014 فقط، قبل اربعة أشهر من بداية العملية العسكرية. انهم لا يعرفون عن قوة قرع القنبلة الغزية الموقوتة، او عن التأثير المحتمل في غزة للعمليات العسكرية ضد حماس في الضفة، بعد اختطاف الشبان اليهود الثلاثة في غوش عتصيون (عملية "عودوا يا اخوتنا")، ويتم اطلاعهم على قيام الجيش بالتفتيش عن نفق لحماس في منطقة كرم ابو سالم، فقط قبل عدة ايام من وقوع الصدام مع حماس والذي قاد الى الحرب في غزة. وباستثناء تجاوزات معدودة، لا يخرج الوزراء عن اطوارهم من اجل تلقي المعلومات والتدخل في القرارات، رغم انه يكثرون من التذمر بشأن ذلك فيما بعد، على مسمع مراقب الدولة.
وبما ان المجلس الوزاري ليس مطلعا على التفاصيل، ولا يعرف الوزراء عن ابعاد وقف التدريبات في الجيش، كجزء من الصراع على الميزانية، قبل فترة وجيزة من اندلاع الحرب (وهي مسألة لم يتطرق اليها المراقب)، ومن ثم يطلعون بشكل متأخر، على الوضع الخطير للمخزون العسكري، نتيجة الاستخدام غير المراقب للسلاح في غزة. وقد اعترف الوزير غلعاد أردان امام المراقب، بأن اعضاء المجلس الوزاري لم يملكوا ما يكفي من المعلومات، ولم يكن هناك وقت لتعقب ودراسة المعلومات التي حصلوا عليها، ولم يتمكنوا من الوصول الى الجهات المهنية كي تساعد في تحليل الوضع.
على مدار قسم كبير من نقاشات المجلس الوزاري، وحتى الحرب، يقلل وزير الامن ورئيس الاركان، ورئيس قسم الاستخبارات في القيادة العامة، الجنرال افيف كوخابي، من تقييم الخطر المحتمل اندلاعه. المجلس الوزاري الذي لا يعرف بالفجوات الكامنة في فهم الاستخبارات لخطوات حماس ومنظومة اتخاذ القرارات، ينسب الى هذه التقييمات مستوى عال من المصداقية. وعندما يسأل الوزراء عن المخططات العسكرية لمعالجة الأنفاق – التي اتضح لاحقا بأنها ناقصة وشائبة – يتم صدهم بواسطة التهرب والتأجيل. في افاداتهم امام المراقب، يدعي كبار المسؤولين في الجهاز الامني بأنه تم عرض المعلومات امام المجلس الوزاري في الوقت المناسب، لكن المراقب، في اقل تقدير، يشكك بمصداقية ادعاءاتهم، وهو يصف عدم تحويل المعلومات الاستخبارية بشكل خاص، بأنه فجوة صعبة ومثيرة للقلق.
ولكن، وبشكل لا يتم تفسيره، يخرج المراقب عن أطواره، من اجل الدفاع عن نتنياهو في مسألة اقصاء المجلس الوزاري عن المعلومات والقرارات. ومن يتعرض للانتقاد في هذه المسألة هم وزير الامن ورئيس الأركان، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، وحتى رئيس شعبة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية، العميد ايتي بارون. اما رئيس الحكومة، الشخص الاكثر مؤثرا على جدول اعمال المجلس الوزاري، حتى بواسطة مجلس الامن القومي، فلا يتم تحميله المسؤولية. ولذلك من المفاجئ تهجم ديوان نتنياهو على شبيرا فور نشر مسودة التقرير في "هآرتس" في الأسبوع الماضي.
ويستدل من التقرير، ايضا، ان المسؤولين الثلاثة، نتنياهو، يعلون وغانتس، والمجلس الوزاري لم يناقشوا بتعمق ايجاد مخرج يمنع المواجهة. قبل الحرب عانت حماس من ازمة الرواتب مع السلطة، وتم صدها من قبل مصر التي اغلقت معبر رفح وبدأت بتدمير الانفاق. موافقة اسرائيل على تحويل الاموال لموظفي حماس (إسرائيل عرقلت عمليا تحويل اموال من قطر)، او توسيع استيراد البضائع الى القطاع عبر معبر كرم ابو سالم (وهو ما تم عمليا بعد الحرب)، كان يمكنه ان يؤجل الحرب. ومن المؤكد ان هذه النقطة خاضعة للتفكير الان، امام ما يمكن ان يعتبر اعادة بث، في حال قررت حماس فتح معركة اضافية امام الوضع الاقتصادي الذي يزداد تدهورا في القطاع.
في الجهاز الأمني يعارضون بشدة ادعاءات المراقب. ويدعون ان التقرير يعاني من عدم فهم وظيفة المجلس الوزاري ويحاول تحميلهم المسؤولية عن صلاحيات ادارة الحرب، والتي يجب ان تخضع عمليا لرئيس الحكومة، ووزير الامن ووزير الخارجية، بمرافقة قادة الاذرع الامنية (الضلوع المقلص لوزير الخارجية ليبرمان اخرجه عمليا من دائرة اتخاذ القرارات). ويوم امس ادعى مصدر امني في حديث مع "هآرتس"، "اننا لو تركنا الأمر للمجلس الوزاري لما نجحنا بإنهاء الحرب".
وحسب انطباع هذا المصدر الامني فقد اختار المراقب اعادة تمثيل الحرب "الى الوراء، عبر قشة، والتركيز على الانفاق فقط. انه يصف التطورات كمجموعة من اللقطات المصورة، لكن الحياة ليست لقطات مصورة، وانما شريط فيديو طويل. لم يكن في مقدرونا توقع التطورات كلها، لكننا عرفنا ما هي رغباتنا وحققناها: وقف اطلاق النار حسب شروطنا، دون منح أي انجاز لحماس، ولكن ايضا من دون احتلال القطاع كله وتدمير سلطتها". في الجهاز الأمني يتهمون، ايضا، اعضاء المجلس الوزاري بعدم الرغبة في التعمق بالمواد. ليس هذا هو ما حدث في ايام اعضاء المجلس الوزاري المصغر، من امثال دان مريدور وبيني بيغن. وبالفعل يتضمن التقرير افادة لرئيس شعبة التخطيط السابق في القيادة العامة، نمرود شيفر، حول الدورة التي نظمها لأعضاء المجلس الوزاري الجدد، والذين لم يصل منهم أي احد للمشاركة فيها.
لكن، حسب المراقب، لا تنتهي المشاكل في قطاع المجلس الوزاري. ويستدل من مسودة التقرير انه لم يتقرر في أي منتدى، ما الذي تريد اسرائيل تحقيقه في غزة، ولم يتم تحديد جوهر استراتيجي او اهداف. غالبية النقاشات جرت على المستوى التكتيكي، وكذلك الحرب. الانطباع هو ان القيادة تريد تجاوز هذه الحكاية، بأقل ما يمكن من الخسائر والضرر السياسي. بعد قرابة عامين تطرح مسودة تقرير المراقب تساؤلات حول سلوك نتنياهو في الحرب، ويمكن لها ان تسبب له الضرر السياسي لاحقا.
غزة – مزيج سام
يكتب موشيه ارنس، في "هآرتس" انه في غزة، الواقعة على اعتاب اسرائيل، على مسافة تسمح بإطلاق القذائف على بلداتها والصواريخ على مطارها القومي – يعيش مليونا فلسطيني، يتركزون في منطقة قد تكون الاكثر اكتظاظا في العالم، يعيشون ببؤس، والكثير منهم يسكنون في اكواخ بائسة، يشربون مياه ملوثة، يحصلون على تزويد محدود للكهرباء، ويحافظون على البقاء بفضل المواد الغذائية التي توفرها لهم الأونروا. ان الحديث هو عن قنبلة مؤقتة.
يخضع قطاع غزة لسيطرة حماس، التنظيم الارهابي الاسلامي المتطرف، الذي يلتزم بأيديولوجية تدمير دولة اسرائيل. واذا كانت حماس تقوم احيانا، بكبح الهجمات ضد اسرائيل بسبب الشعور بالمسؤولية عن سكان القطاع – الا انه ينشط هناك تنظيم ارهاب آخر هو الجهاد الاسلامي- والامر الوحيد الذي يكبحه هو التخوف من رد حماس على نشاطه.
تعطيل هذه القنبلة الموقوتة، التي تبصق في بعض الأحيان النار وتنفجر كل بضع سنوات، تضع إسرائيل في مأزق. ظاهريا، ينبغي لها أن تساعد على تحسين الظروف المعيشية للسكان المتضررين، والسماح ببناء الميناء والسماح بالخروج والدخول الحر من والى غزة. ولكن طالما كانت حماس تسيطر على المنطقة، فان مثل هذه الخطوات ستعززها – ومن الواضح انها ستعزز أيضا حركة الجهاد الإسلامي - وستزيد من احتمال وقوع جولة أخرى من القتال. ليس هناك شك في أن هذا ليس الهدف المنشود لإسرائيل وليس لجميع أولئك الذين يخشون من تهديد حماس لهم.
الاحتمال الآخر هو تدمير البنية التحتية العسكرية لحماس - مستودع الصواريخ، قدرتها على إنتاج الصواريخ والأنفاق ومراكز القيادة - والقضاء على قيادتها. الجيش الإسرائيلي قادر على عمل كل ذلك. ويمكن بعدها لإسرائيل ان تساعد على تحسين الظروف المعيشية لسكان غزة دون خوف من تعزيز حماس. ولكن الذي سيسيطر على قطاع غزة بعد حماس سيفقد سيطرته عليها؟ لقد كانت هذه هي المعضلة التي واجهت إسرائيل في عملية "الجرف الصامد". الاستنتاج كان في حينه، بأن حماس هي أفضل من جميع البدائل الأخرى - والنتيجة هي الوضع الحالي.
كيف يمكن قطع العقدة المستعصية بين بؤس السكان الفلسطينيين في غزة وحكومة حماس هناك؟ من الضروري عمل ذلك، من أجل إعادة الأمن إلى البلدات الجنوبية. ليس هناك شك في أنه يجب وضع حد لحكم حماس. ولكن ما هي السيناريوهات فيما يتعلق بالبدائل لحكومة حماس، وما هو موقف مصر حول هذا الموضوع؟ هذه هي الأسئلة التي يجب تحديد الأجوبة عليها قبل اندلاع جولة جديدة من القتال في غزة.
الخوف الدائم من الغرق في الوحل الغزي – ذلك الكابوس الذي قاد الى الخطأ الفادح الكامن في اقتلاع مستوطنات غوش قطيف، والتخلي عن بلدات شمال غزة وتعريض بلدات جنوب إسرائيل للقذائف - لا يمكن أن يشكل الأساس الوحيد الذي يوجه التفكير حول هذا الموضوع. لقد أدى هذا الخوف الى ثلاث جولات من القتال مع حماس، لم تحدث أي تغيير في الوضع. ولذلك، فان المطلوب الآن هو أكثر من مجرد التكرار غير الضروري لهذه العمليات، التي كلفت ثمنا باهظا.
يجب العثور على طريق للتخفيف على اوضاع الجمهور الفلسطيني في غزة، دون تعزيز حماس والجهاد الإسلامي، اعداء اسرائيل الكريهين. هذه ليست مهمة مستحيلة. بل ربما تكتشف اسرائيل انها لن تضطر الى القيام بهذه المهمة لوحدها.
كل شخص وثكله
يكتب يارون لندن، في "يديعوت احرونوت" ان تسلسل احياء ذكرى الكارثة وذكرى الجنود وذكرى الاستقلال تم تحديده من قبل من بلوروا الذاكرة القومية كحكاية تتعلق فصولها ببعضها البعض. بدايتها في مأساة، واستمراريتها بصراع ثمنه ثقيل، ونهايتها بالنجاة والخلاص. هكذا تبنى القصة المقنعة التي تأسر القارئ الاسرائيلي اليهودي، لأنها تمنحه معنى لمصيره، وتعزيه على معاناته، وتعزز قلبه في ضوء خطر الابادة وتوحد الافراد في مجموعة متماسكة.
محاولة ادخال اليهود كلهم الى داخل حلقة المصير المشترك تبدو واضحة في ما يبدو كملحق قسري لأسماء ايام الذكرى: فقد اضيفت الى ذكرى الكارثة كلمة "والبطولة"، واضيفت الى يوم ذكرى شهداء الجيش عبارة "والعمليات العدائية". الاضافة الاولى تهدف الى تعليمنا بأن بذور النهوض زرعت في فترة الكارثة، واما هدف الاضافة الثانية فهو مساواة مكانة ضحايا الارهاب بمكانة القتلى في صفوف الجيش، كي لا تشعر عائلاتهم بأنه يتم اقصاؤها من الذاكرة القومية. كلنا نقف في المعركة كرجل واحد، مصير واحد لنا جميعا ورسالة واحدة ملقاة على عاتقنا.
يصعب التحرر من هذه الرواية. من يسعى الى الفصل بين الاحداث او اقتراح تفسير آخر لإدراجها وراء بعضها البعض، يخاطر بتعرضه الى الشجب، ولكن على الرغم من ذلك، وفي ظل قوة وكالات الذاكرة القومية، تتزايد بين عام وآخر القوة المفككة للروايات البديلة. هناك متحدثون بارزون من ابناء الطوائف الشرقية، يتنكرون ليوم الكارثة بادعاء ان الاشكناز اعتبروها ملكا لهم وحدهم، واخرجوا توقهم الى صهيون من التأريخ الرسمي واخفوا معاناتهم. المتدينون، خاصة الاشكنازيين، الذين يتزايد وزنهم الديموغرافي، يتأثرون من التمرد في الغيتوات ويعارضون وجهة النظر الصهيونية التي تعتبر قيام الدولة هو الرد المطلوب على ما سببه المنفى. صحيح ان المتدينين يحزنون مثل كل شعب إسرائيل على الساقطين في المعارك، ولكن هؤلاء بالنسبة لهم لا يختلفون عن الذين سقطوا في المذابح ضد اليهود. ويقدم المتدينون الصهاينة، الذين يتبعون لمدرسة الراب كوك، تفسيرا معكوسا. هؤلاء يعتقدون ان الكارثة والموت في الحرب وعلى ايدي الارهابيين هما جزء من عملية الخلاص القادمة، وفي هذا يجدون العزاء. اقامة إسرائيل واهدافها مودعة في ايدي الله، ونحن عبيده المدقعين.
باستثناء هؤلاء هناك ايضا نسبة ليست قليلة، تشكك بعدالة وحدة معارك اسرائيل، ويتهمون القادة بإثارة الحرب ويتحفظون من مراسم الذكرى الرسمية ومن الصلوات الدارجة، مثل "في موتهم وهبونا الحياة". هكذا، مثلا، الكاتب الراحل امير غوتفرويند، ابن عائلة نجت من الكارثة وضابط في الخدمة الدائمة، والشخص الذي كان يفترض بسيرته الذاتية ان تبعده عن التفكير "الكافر". الشخص الرئيسي في "جبل السعادة"، الرواية التي اكمل كتابتها قبل موته تماما، هو مفكر سويدي تطوع في شبابه للعمل في الكيبوتس وتحمس للحاضر الاسرائيلي الى ان استفزته صافرة يوم ذكرى الضحايا. ويكتب: "يحاربون ويحاربون وبعد ذلك يتأسفون، ثم يعدون بمواصلة الحرب، احياء لذكرى الضحايا.." وفي الكتاب المزيد من مثل هذا التعبير.
تفكك احياء الذكرى القومي ينعكس بشكل اكبر في نظرية خصخصة الحداد. الثلاثة آلاف نصب تذكاري التي اقيمت منذ حرب 48، تحدد وفقا للنسب الحسابية، وجود نصب تذكاري لكل ثمانية ضحايا – وهي نسبة تعكس مسافة بعيدة عن النصب الشائعة في كل دولة اخرى في العالم. مراسم احياء الذكرى الرسمية تفقد من قوتها الموحدة امام المراسم الخاصة التي يقيمها اقرباء العائلة والجنود القدامى في مجتمعاتهم. العائلات ومجموعات المحاربين تطبع كراسات خاصة بها، وتنشر افلاما عن شخصيات الضحايا. الحداد الشخصي والجماعي يرث القومي – وهي خطوة ملائمة للتوجه العام في المجتمع الاسرائيلي.
النكبة: من الذي سعى حقا الى ابادة الآخر
تكتب سمدار بات آدم، في "يسرائيل هيوم" انه عشية يوم الاستقلال الثامن والستين تقف النكبة مرة أخرى في الباب، كوصمة عار في حد ذاتها. كشخص حزين أبدي هدفه الوحيد هو توجيه اصبع الاتهام الى دولة اسرائيل التي تنمو بكامل مجدها، والقول: لقد ارتكبت جريمة، ظلمتي، سرقتي ونهبتي، والأرض التي البستها مباني الباطون والاسمنت والحدائق هي ليست لك وانما لنا. قيامك هي كارثتنا، ونحن سنحتفظ بمفتاح البيت الذي هربنا/طردنا منه، كدليل على نيتنا العودة اليه وطردك منه.
لأن هذه هي النكبة. تتحدى قيام دولة اسرائيل وتعلن بأنها لن تعترف ابدا بحقها في الوجود كبيت قومي للشعب اليهودي.
التفسير في اللغة العربية الأدبية لكلمة "النكبة" التي اختيرت لمنح "كارثة الشعب الفلسطيني" وزنا مساويا لكارثة اليهود، هو الكارثة الطبيعية. شيء مثل الهزة الأرضية القوية او انفجار قاتل لبركان، حتى قام الاستاذ السوري لعلوم الشرق في الجامعة الامريكية في بيروت، قسطنطين زريق بربط هذه الكلمة بقيام اسرائيل في كتابه "معنى النكبة" (1948). وكتب ان "الهزيمة العسكرية للدول العربية هي ليست اقل من نكبة بكل معنى الكلمة.. سبع دول عربية تعلن الحرب على الصهيونية في فلسطين، تحاول الغاء التقسيم وهزم الصهيونية، لكنها تترك المعركة بعد خسارتها لجزء كبير من ارض فلسطين حتى الجزء الذي اعطي للعرب".
وبعد عدة سنوات ربط عارف العارف، المؤرخ والسياسي والشخصية العربية خلال فترة الانتداب البريطاني في فلسطين، بين النكبة واللجوء الفلسطيني، حين كتب في كتابة "النكبة – نكبة بيت المقدس والجنة المفقودة" 1947 – 1952، انه "خلال هذه الفترة اصابتنا نحن العرب عامة، والفلسطينيين خاصة، نكبة لم نعرف مثلها منذ اجيال كثيرة. لقد سرق وطننا، وطردنا من ارضنا وفقدنا عددا كبيرا من اولادنا، وفوق هذا كله اصيبت كرامتنا بشكل عميق".
هل يبدو لكم الأمر بأنه حفر في الماضي؟ حسنا. فلنذهب الى سنة 2011. في وثيقة لدائرة الاحصاء المركزية الفلسطينية، تم الادعاء بأن "نكبة فلسطين هي عملية تطهير عرقي ترافقت بالتدمير والاقتلاع المسلح والمنهجي لشعب من وطنه، كي يحتل شعب اخر مكانه. النكبة الفلسطينية حدثت كجزء من خطة عسكرية دقيقة صنعها الانسان، وشاركت فيها عدة دول كبيرة، وقادت الى المأساة الكبيرة التي وقعت للشعب الفلسطيني".
متى كانت فلسطين موطن الفلسطينيين؟ واين رفض خطة التقسم؟ وعدم تقبل قرار الامم المتحدة بشأن اقامة الدولة؟ والحروب من اجل تدميرها؟ ونزع شرعيتها الذي لا يتوقف؟ سموني عنصرية، ترفض بشدة "فهم" "النكبة". فهذا افضل من "النبيلة" التي تسعى الى استيعاب من تتحدث نصوصهم عن ابادتها.
https://ssl.gstatic.com/ui/v1/icons/...s/cleardot.gif
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 19 أيار 2016
زحف هرتسوغ الى حكومة نتنياهو باء بالفشل.. وليبرمان يطرد يعلون من وزارة الأمن
احتل التطور السياسي الاخير، في مساعي نتنياهو لتوسيع حكومته، عناوين كافة وسائل الاعلام الاسرائيلية وتحليلات المعلقين، بين مؤيد ومعارض لقرار نتنياهو تعيين افيغدور ليبرمان وزيرا للأمن، بدلا من موشيه يعلون، وما تبع ذلك من اهانة شديدة لزعيم المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ الذي باء زحفه الى الحكومة بالفشل، وبدلا من مهاجمة نتنياهو على هذه اللعبة، خرج لمهاجمة رفاقه الذين عارضوا الانضمام الى الحكومة، خاصة منافسته شيلي يحيموفيتش، مسؤولية وصول ليبرمان الى وزارة الأمن.
واستعرضت الصحف بتوسع التطورات الدرامية التي وقعت الليلة قبل الماضية، وامس الاربعاء، وغيرت بما يشبه "الانقلاب" حسب وصف "يسرائيل هيوم" الصورة السياسية بشكل مطلق، ووجهت صفعة مدوية ليس لهرتسوغ فحسب، وانما للمساعي الدولية والعربية (تحركات بلير وخطاب السيسي) لدفع هرتسوغ الى داخل الحكومة تمهيدا لإخراج العملية السلمية من جمودها.
وكتبت "هآرتس" في هذا الصدد ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، عرض على رئيس حزب "اسرائيل بيتنا"، ليبرمان، امس، الانضمام الى الحكومة مقابل الحصول على حقيبة الأمن، فاعلن ليبرمان موافقته. وقالت مصادر حزبية في اعقاب جولة المفاوضات الاولى بين الحزبين، امس، انه "لا توجد فجوات بين الطرفين. وان المهمة الأساسية الآن هي انهاء الجوانب المالية، المتعلقة بالاتفاق، مع وزير المالية موشيه كحلون، وفي مركزها تقديم قروض اسكان بنسبة 90% من ثمن المنزل (للأزواج الشابة) ودفع مخصصات التقاعد (للمهاجرين الروس).
وبعد توضيح ليبرمان بأنه لا يرفض انضمام حزبه الى الائتلاف، دعاه نتنياهو لجلسة عاجلة، تم خلالها الاتفاق على تشكيل طاقمي مفاوضات لدفع الخطوة. وعين نتنياهو وزير السياحية يريف ليفين لرئاسة طاقم الليكود، والذي التقى في المساء مع ليبرمان وموشيه ليؤون. واجتمع نتنياهو بوزير الامن موشيه يعلون، قبل اجتماعه بليبرمان، لكنه ابلغه في وقت متأخر فقط بأنه ينوي التجاوب مع طلب ليبرمان استبداله في الوزارة.
وأعرب البيت اليهودي عن رضاه ازاء التقدم في الاتصالات مع ليبرمان، ورضاه بشكل خاص من اقصاء يعلون عن وزارة الأمن لصالح ليبرمان. وقالوا في الحزب ان "هناك اجماع على ان يعلون هو كارثة للأمن. وسيخرج يعلون ويدخل مكانه ليبرمان الذي كان له دور ناشط في المظاهرات دعما للجندي اليؤور أزاريا. وسيدخل هذا المفهوم الى الجهاز الامني وهذا افضل بما لا يقاس من يعلون".
وأضافوا في البيت اليهودي ان "انضمام ليبرمان ممتاز. ستكون هذه حكومة يمين عميقة، الاكثر يمينية في تاريخ اسرائيل. دخوله سيحقق لنا الاستقرار لعامين آخرين، لأن ليبرمان يحضر معه انضباطا ائتلافيا، خلافا لما يحدث في احزاب اخرى". كما رحب وزير الصحة يعقوب ليتسمان (يهدوت هتوراه) بالاتصالات طالما لم تتغير الخطوط العريضة للحكومة في قضايا الدين والدولة.
وقال ليبرمان خلال مؤتمر صحفي عقده في الكنيست صباح امس، انه "اذا حصلنا على تجاوب مع مسائل مركزية، فمن المؤكد ان هناك ما يمكن الحديث عنه". وسبق هذا التصريح اتصالات اجراها اعضاء من الائتلاف مع ليبرمان طوال عدة اسابيع. وقد جرت الاتصالات بدون معرفة نتنياهو في البداية، وساد لدى المتحدثين معه الانطباع بأنه ليس معنيا بالانضمام الى الحكومة. لكنه في الأيام الأخيرة تغيرت لهجة ليبرمان، وفي المقابل تم اطلاع نتنياهو على الاتصالات مع ليبرمان فرحب بها رغم العداء الشخصي بينهما. وخلال الاتصالات طلب من ليبرمان تخفيف مطالبه في قضايا الدين والدولة. والمح ليبرمان خلال المؤتمر الصحفي بأنه مستعد للتنازل عن مطالبه هذه، وقال "من الواضح لنا انه لا يمكننا تحقيق نسبة 100 بالمئة من المطالب. في موضوع الدين والدولة مطالبنا واضحة، لكنه من الواضح لنا بأن الاحزاب الدينية هي جزء من الائتلاف".
ورحب مسؤولون كبار في الليكود بالاتصالات الجارية لضم ليبرمان الى الحكومة. وقال الوزير زئيف الكين انه "من المفضل بناء حكومة مستقرة للمعسكر القومي، بما يتفق مع وعودنا للناخبين، على التوجه لإقامة حكومة وحدة خيالية، لن تكون مستقرة وستمس بالليكود وبالمعسكر القومي وبثقة الجمهور الاسرائيلي في الجهاز السياسي". ودعا الوزير ياريف ليفين، ليبرمان الى انهاء المفاوضات عاجلا "من اجل اقامة حكومة قومية مستقرة تقوم على المبادئ التي انتخبنا باسمها". واعتبر وزير المواصلات يسرائيل كاتس، ووزير البنى التحتية يوفال شطاينتس، حزب اسرائيل بيتنا "شريكا طبيعيا لتحقيق الاستقرار للحكومة".
وتحفظ الوزير بيني بيغن من هذا التعيين، وقال للقناة الثانية ان "فكرة تعيين ليبرمان لمنصب وزير الامن هي فكرة جنونية. هذه الخطوة تعكس غياب المسؤولية ازاء الجهاز الامني وكل مواطني اسرائيل. رئيس الحكومة يفضل كما يبدو، استبدال المصاعب اليومية الناجمة عن ادارة ائتلاف مقلص، بمصاعب اكبر واكثر خطورة سيسفر عنها هذا التعيين السيء".
المستوطنون وراء اعادة ليبرمان الى الحكومة
في هذا الصدد تلخص "يديعوت احرونوت" التطورات السياسية في تقرير جاء فيه انه بعد أيام طويلة من الاتصالات لتوسيع الائتلاف بين رئيس الليكود بنيامين نتنياهو، ورئيس المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ، وقع امس الانفجار السياسي – الذي كان يمكن رؤية نتائجه على وجه هرتسوغ العابس في ساعات المساء، والابتسامة العريضة التي عرضها رئيس "اسرائيل بيتنا" افيغدور ليبرمان. وهكذا من محاولة تشكيل حكومة وحدة، يبدو انه تم، امس، الاتفاق على التفاصيل النهائية لتركيبة الحكومة الاكثر يمينية في تاريخ اسرائيل، وتعيين اول وزير للأمن يقيم في مستوطنة.
وتضيف ان محاولة هرتسوغ الزحف الى حكومة نتنياهو استقبل في صفوف اليمين كتهديد لمشروع الاستيطان، لأسباب من بينها مطلب رئيس المعسكر الصهيوني من نتنياهو الالتزام خطيا بحق الحزب بمعارضة البناء في المستوطنات. لقد قرر وزير الاستيعاب زئيف الكين، ورئيس المجلس الاقليمي شومرون، يوسي دغان، قيادة خطوة مضادة، وبمساعدة وزير السياحة ياريف ليفين، وناشط الليكود في يهودا والسامرة شيبح شطيرن، طلبوا من رئيس الحكومة منحهم الضوء الاخضر لفحص امكانية انضمام ليبرمان الى الحكومة. وصادق نتنياهو على ذلك، وبدأت هذه الخطوة بالنضوج في الأيام الأخيرة. وفي المقابل، وبهدف دفع هذه الخطوة، منح اليكن، يوم الجمعة، لقاء لصحيفة "يديعوت احرونوت" شن من خلاله هجوما شديد اللهجة على ضم هرتسوغ الى الحكومة، وحذر من ان هذه الخطوة ستعزز ليبرمان.
لقد شكك الكثير في صفوف الليكود بأن هذه الخطوة ستنتهي بتوسيع الائتلاف. فخلال السنة الأخيرة، منذ قرر نتنياهو الابقاء على ليبرمان في المعارضة، لم يتوقفا عن اهانة بعضهما البعض – وقبل شهر ونصف فقط وصف ليبرمان رئيس الحكومة بأنه "كاذب، مخادع وماكر"، بينما قالوا في الليكود عن ليبرمان بأن "الرصاصة الوحيدة التي صفرت قرب اذنه كانت طابة التنس، وهو لم يقد أي جندي في ساحة الحرب، ولا يمكنه ان يصبح حتى محلل عسكري".
ليبرمان لم يثق بنتنياهو واشتبه باستغلاله من اجل تخفيض ثمن هرتسوغ. لكن ضغط ممثلي اليمين كان مكثفا، حيث هددوا بأن دخول هرتسوغ الى الحكومة سيؤدي الى استقالة ممثلي تكوماه، اوري اريئيل وبتسلئيل سموطريتش، والى وضع يصبح فيه استقرار الحكومة منوطا بهرتسوغ. عندما سألوا ليبرمان ما الذي سيكفل انضمامه الى الحكومة، كان الجواب "حقيبة الأمن" – ورغم ان نتنياهو لم يحب ذلك الا انه استجاب في نهاية الامر، وفي اعقاب ذلك كشفت "يديعوت احرونوت" امس، بأن حقيبة الامن مطروحة على طاولة المفاوضات الائتلافية.
الانقلاب
صحيفة "يسرائيل هيوم" المقربة من نتنياهو، كانت الاكثر ابتهاجا بهذه النتيجة، وتوجت صفحتها الاولى بعنوان "انقلاب". وكتبت بأنه بعد يوم سياسي مشبع بالدراما والتقلبات، يبدو ان رئيس الحكومة سيعرض في الأسبوع المقبل تركيبة الائتلاف الجديد الذي سيضم 67 نائبا، وذلك بعد استكمال الاتصالات لضم حزب "اسرائيل بيتنا" برئاسة افيغدور ليبرمان، المتوقع تعيينه وزيرا للأمن.
ويتضح من الاتفاق المتبلور بأن ليبرمان سيتسلم حقيبة الامن، والنائب صوفا لاندفر حقيبة الاستيعاب. وكما يبدو سيحصل ليبرمان على حرية التصويت في موضوع قانون التجنيد، كما سيتم صياغة خطوط عامة في موضوع التهويد والزواج كما كان في الحكومة السابقة. وطلب ليبرمان خلال اول جلسة للمحادثات امس، منصب نائب وزير الامن ايضا، ورئاسة لجنة برلمانية. كما يطالب بتمرير قانون الاعدام للمخربين وقانون ترتيب التقاعد، وقروض الاسكان بنسبة 90%.
التغييرات المتوقعة في الحكومة
تكتب "هآرتس" انه من المتوقع ان يقود دخول اسرائيل بيتنا الى الائتلاف الحكومي الى اجراء تغيير في تركيبة الحكومة وسياستها. وحسب مسؤول كبير في الليكود، فان تعيين ليبرمان وزيرا للأمن، سيسبب تغييرات كبيرة في الحقائب الوزارية. فنتنياهو يميل لمنح حقيبة الخارجية لموشيه يعلون، فيما سيتخلى الوزير زئيف الكين عن حقيبة الاستيعاب مقابل حقيبة الاقتصاد المقلصة، وسيتم نقل ملف العمل لمسؤولية وزير الرفاه حاييم كاتس. ويطمح بحقيبة الاقتصاد ايضا، ياريف ليفين، امين سر نتنياهو، وقائد المفاوضات مع ليبرمان. كما تريد ميري ريغف تسلم هذه الحقيبة. ومن المحتمل ان يطلب ليبرمان تعيين النائب اورلي ليفي اباكسيس لمنصب رئيسة لجنة العمل والرفاه، كما فعل خلال المفاوضات بعد الانتخابات.
في مجال التشريعات، يطالب ليبرمان بسن قانون الاعدام للمخربين. ويحظى هذا القانون بدعم من قبل وزراء الليكود والبيت اليهودي، لكن نتنياهو صده عندما امر وزراء الليكود بمعارضته في اللجنة الوزارية لشؤون القانون. وكانت اللجنة قد قررت في تموز الماضي تشكيل طاقم حكومي لصياغة نص متفق عليه للقانون، برئاسة الوزير ياريف ليفين. ولم يتم صياغة النص وتم دفن القانون. واثر ذلك قام ليبرمان بطرح نصه للقانون للتصويت في الهيئة العامة مباشرة، بهدف احراج وزراء الليكود والبيت اليهودي.
ويهدف هذا القانون الى التسهيل على المحاكم العسكرية في فرض الحكم بالإعدام، الوارد ذكره في القانون العسكري. ويحدد احد بنوده بأنه يمكن للمحكمة فرض الاعدام ايضا في حال عدم اتخاذ القرار بالإجماع، وانما بمجرد غالبية ضئيلة في التركيبة القضائية.
ليبرمان اعلن امس، بأنه تراجع عن مطالبه بشأن دفع قوانين في قضايا الدين والدولة، كي لا يدخل في صدام مع الأحزاب الدينية. واكد مصدر في الليكود ان ازالة هذه المقترحات عن جدول الاعمال كان احد الشروط الاساسية التي طرحها الليكود لضم ليبرمان الى الحكومة. وهذا يعني تخلي ليبرمان عن دفع قانون حلف الزواج واعادة اصلاحات التهويد وتجنيد المتدينين الى جوهرها السابق.
الوزير الذي قد يعتبر اكبر خاسر من ضم ليبرمان الى الحكومة، هو وزير المالية موشيه كحلون، رئيس حزب كلنا". لقد عمل كحلون منذ تشكيل الحكومة، وبشكل كبير في الآونة الأخيرة، من اجل ضم المعسكر الصهيوني الى الحكومة من اجل تليين مواقفها، خاصة بالنسبة للمحكمة العليا والتشريعات القانونية. ومن المتوقع ان يبقى كحلون الان الجهة المعتدلة الوحيدة في الائتلاف.
بالنسبة لقضاة المحكمة العليا، وفي ضوء حقيقة ان اربعة منهم سيستقيلون في 2017، سيكون تعيين قضاة جدد احدى التحديات التي ستواجه الحكومة، خاصة وان وزيرة القضاء اييلت شكيد اعلنت بأنها تنوي تعيين قضاة محافظين، ما سيؤثر على الطابع القضائي للمحكمة.
يشار الى ان ممثلي الكنيست في لجنة تعيين القضاة، حاليا هم نوريت كورن من الليكود، ممثلة الائتلاف، وروبرت اليطوف (يسرائيل بيتنا) ممثل المعارضة حاليا. ولكن في حال دخول حزب اليطوف الى الائتلاف ستفقد المعارضة تمثيلها، لأن القانون لا يلزم اليطوف على الاستقالة لأنه تم انتخابه من قبل الكنيست، حسب ما تقوله كورن، التي تضيف انه فقط اذا تم تعيين اليطوف لمنصب وزير، ستكون هناك امكانية لإعادة فحص الامر.
مطالبة هرتسوغ بالاستقالة
وفي السياق نفسه تنشر "هآرتس" تقريرا حول ما يحدث في حزب العمل في اعقاب فشل المفاوضات لضم المعسكر الصهيوني الى الحكومة، وتكتب انه ارتفعت امس، اصوات تطالب رئيس الحزب يتسحاق هرتسوغ بالاستقالة. وخلال مؤتمر صحفي عقده هرتسوغ امس، هاجم بشدة رئيسة حزب العمل سابقا، شيلي يحيموفيتش وصرح بأنها "موقعة" على تعيين ليبرمان وزيرا للأمن، وستتحمل المسؤولية عن ذلك.
وقال هرتسوغ: "اعلنت يوم امس عن وقف المفاوضات لأننا توصلنا الى طريق بلا مخرج، بعد سلسلة من الاتفاقات بعيدة المدى". وقال ان نتنياهو رفض تدوين ما تم التوصل اليه على الورق. وادعى ان نتنياهو وافق على البدء فورا بمفاوضات سياسية وعقد مؤتمر سلام اقليمي. كما قال ان نتنياهو وعده بحقائب الامن والخارجية والاقتصاد، وستة حقائب اخرى؛ وخمسة مناصب نائب وزير واربعة رؤساء لجان برلمانية، تشمل الخارجية والامن، وكذلك حق النقض في موضوع البناء في المستوطنات، والقوانين المعادية للأقليات، و"انجازات اقتصادية – اجتماعية بعيدة المدى"، من بينها قيادة مخطط الغاز.
وهاجم هرتسوغ بشدة زميلته يحيموفيتش، وقال: "في الأِشهر الأخيرة، بل في الاسبوع الاخير، توسلت يحيموفيتش للحصول على منصب وزاري في حكومة بيبي. هي بالذات التي قادت حزب العمل في السابق، بدون نجاح بارز، لم تستخلص العبر. لقد ابعدت جمهورا كبيرا من انصار الحزب بسبب مواقفها اليسارية المتزمتة التي لا تعكس مفاهيمنا".
وواصل هرتسوغ قائلا: "انتم الذين تعظون ليلا ونهارا على التحدث مع اكبر اعداء اسرائيل منعتم بكل الطرق فرصة لتحقيق تغيير تاريخي ومنع الثكل فقط لأن المقصود مفاوضات مع رئيس الحكومة – وكل هذا دون ان تعرفوا شيئا عنها. كانت المسألة امرا ضميريا، من خلال الايمان بأن علي فحص الامكانية واستخلاصها حتى النهاية. منذ الان وصاعدا ستضطر دولة اسرائيل الى مواجهة حكومة تدير سياسية شبه جنونية وهذا ما سعيت لمنعه".
واوضح هرتسوغ بأنه لا ينوي الاستقالة، وانما مواصلة قيادة المعارضة. وقال ان "على نتنياهو ان يتذكر ان هذا هو اليوم الذي تخلى فيه عن فرصة تاريخية لقيادة تغيير كبير في حياتنا". واضاف: "لقد انهينا هذا الفصل (المفاوضات)، ووجهتنا الان هي تغيير حكومة ليبرمان – بينت. لن نسمح لها بأي يوم من الهدوء، سأوحد القوى والنشطاء من اجل استبدالهم. والى جانب ذلك لن نسمح بجماح يسار راديكالي عنيف".
وفي تعقيبها على اتهامات هرتسوغ نفت يحيموفيتش ان تكون قد طلبت تعيينها وزيرة واوضحت معارضتها للانضمام الى الحكومة. وقالت: "شاهدنا تظاهرة بائسة، محبطة ومؤسفة تجلى فيها غياب القيادة وصفر من تحمل المسؤولية من قبل من فرش بنفسه البساط الاحمر امام ليبرمان ومنح الشرعية المطلقة لحكومة اليمين، حين ابدى استعداده للانضمام اليها بكل ثمن". واضافت ان "هرتسوغ يكذب حين يحصى رسميا انجازات واهية لم تكن، وهو يعترف بأن نتنياهو رفض تدوينها خطيا. وهو يكذب حين يتحدث عن "توسل منصب وزاري". منذ البداية اقترحوا علي منصب اعلى وزيرة من اجل الحصول على دعمي لهذه الخطوة، وقد رفضت ذلك تماما حين فهمت ان ما يحدث هو زحف مخجل وبدون أي شروط الى الحكومة. خروجي للنضال العلني كان بلا مفر. اللهجة الهجومية المصطنعة لهرتسوغ، لن تخفي الخجل والضرر".
كما انتقد النائب يوسي يونا تصريحات هرتسوغ، وقال: "بدلا من القاء الروث على رفاقه في الكتلة، يجب على هرتسوغ تحمل المسؤولية عن الفشل المخجل والمدوي للخطوة التي قام بها". وطالب يونا بتحديد موعد للانتخابات الداخلية في الحزب من اجل انتخاب رئيس جديد.
وكتبت ستاف شفير ان "على هرتسوغ الذهاب الى البيت". ووصفت المفاوضات التي اجراها مع نتنياهو بأنها لا يمكن الصفح عنها. واضافت: "لم يعد مهما ما اذا سيزحف هرتسوغ الى داخل الحكومة ام لا. النتيجة العملية هي انه فقد ثقة الجمهور وثقة غالبية اعضاء الحزب. من كان شريكا في الزحف المحرج الى داخل اسوأ حكومة في تاريخ اسرائيل يجب ان يضع المفاتيح على الطاولة".
كما طالب النائب ميكي روزنطال هرتسوغ بتسليم المفاتيح والاستقالة من منصبه نهائيا. وقال انه "لا يمكن لحزب العمل ترميم نفسه طالما بقي في قيادته شخص تصرف بشكل هاو ولعب الى ايدي نتنياهو الذي استخدمنا والقى بنا للكلاب".
الليكود كان على وشك التوقيع مع هرتسوغ
في السياق نفسه تكتب "هآرتس" في نبأ مستقل، نقلا عن مصدر رفيع في الليكود، بأن ممثلي الحزب كانوا ينوون توقيع اتفاق ائتلافي مع هرتسوغ، في ليلة الثلاثاء – الاربعاء. وقال المصدر: "حتى اللحظة التي عقد فيها ليبرمان مؤتمره الصحفي لم يصدق احد في ديوان نتنياهو بأنه جدي وانه لا يحاول تخريب الاتصالات مع هرتسوغ". وحسب اقواله فان "عدم الثقة ازاء ليبرمان كانت كبيرة جدا الى حد ان الليكود كان ينوي توقيع الاتفاق مع المعسكر الصهيوني في الليلة التي سبقت المؤتمر الصحفي. لكن الخلافات مع هرتسوغ فجرت الموضوع".
واعتقدوا في الليكود، في نهاية الامر، بأن انضمام ليبرمان سيكون افضل من التعاون مع المعسكر الصهيوني. فقد تم التعامل مع ليبرمان كأنه يمكنه تحقيق الاستقرار للحكومة، مقابل حزب يتسحاق هرتسوغ الذي كان يتوقع دخوله في مواجهات كثيرة مع البيت اليهودي. والسبب الآخر كان سياسي: ليبرمان الذي اكثر من مهاجمة نتنياهو عزز قوته بشكل كبير في الرأي العام اليميني والاستطلاعات. ويأمل الليكود بأن يسهم دخوله الى الائتلاف بتخفيف انتقاداته لسلوك الحكومة وصد هذا التوجه.
يشار الى ان ليبرمان رد في بداية الأسبوع على قول نتنياهو بأنه يسعى لضمه الى الحكومة، بأن هذه مجرد "اسافين"، وانتقد الحكومة واوضح "حين يتم التوجه الينا بشكل جدي وحقيقي فسنتعامل مع الموضوع". واعتقدوا في الائتلاف بان نتنياهو قصد الضغط على هرتسوغ لكي يخفف شروطه.
خيبة امل مصرية
في اطار التعليق على هذا التطور وانعكاسه على المبادرة التي طرحها الرئيس السيسي، امس الاول لتحريك العملية السلمية، تكتب "يديعوت احرونوت" نقلا عن المقربين من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، انهم ردوا بغضب واحباط على ما وصفوه بالبازار السياسي الذي يجري على حساب العملية السلمية. وقال مصدر سياسي مصري رفيع: "نحن بالطبع لا نتدخل في السياسة الداخلية لإسرائيل. نحن نتابع وندرس خطواتنا. يجب الاعتراف بأننا اصبنا بصدمة حقيقة: بدأنا مع هرتسوغ وانتهينا مع ليبرمان".
واضاف المصدر المصري: "نتنياهو نجح هذه المرة بمفاجأتنا في اللحظة الأخيرة. لقد تعودنا المفاجآت من الجانب الإسرائيلي، لكننا لم نستعد هذه المرة لهذه المفاجأة السيئة." يشار الى ان النائب ليبرمان يعتبر خطا احمر في مصر منذ هدد في عهد الرئيس حسني مبارك بقصف سد اسوان، ووجه انتقادا ساما الى جوهر السلام مع مصر ورئيسها مبارك حين قال "اذا لم يشأ الحضور الى إسرائيل فليذهب الى الجحيم". وفي حينه اعلن وزراء الحكومة المصرية بأن ليبرمان بالنسبة لهم هو شخصية غير مرغوب فيها ولن يتم دعوته الى مصر.
واوضح المستشار السياسي المصري الكبير، بان الرئيس السيسي لن يتراجع عن مبادرة السلام التي عرضها امس الاول، "لكن كل ما سيحدث الآن على الحلبة السياسية في اسرائيل سيعلم مصر درسا هاما: يجب ان نتصرف بحذر، ببطء والمطالبة بضمانات ومراقبة من قبل طرف ثالث لكل خطوة ولكل قرار يتم اتخاذه".
وظهرت في وسائل الاعلام المصرية، امس، ردود فعل مختلطة. وسأل احد المقدمين لبرنامج تلفزيوني شهير: "ما الذي تريده يا سيسي، هل تريد نتنياهو في سريرك؟"، فيما نصح الصحفي المخضرم ابراهيم عيسى الرئيس السيسي "باحباط" نتنياهو ووزراء اليمين، من خلال تكرار ما فعله الرئيس الراحل انور السادات، بالحضور لإلقاء خطاب في الكنيست الإسرائيلي.
ادانة فلسطيني بقتل جندي
كتبت "هآرتس" ان المحكمة المركزية في تل ابيب، ادانت امس، نور الدين حايشة (20 عاما) من نابلس، بقتل الجندي الموغ شيلوني. وسيتم فرض الحكم على حايشة في وقت لاحق. وقد وقع الهجوم الذي اسفر عن قتل الموغ في 10 تشرين الثاني 2014، بالقرب من محطة القطار في تل ابيب، حيث قام حايشة بطعن الجندي عدة مرات واصابته بجراح بالغة، ومن ثم هرب الى بناية تبعد مسافة 150 مترا من هناك، حيث اعتقلته قوة من "اليسام".
وكان حايشة قد نفى في البداية التهمة الموجهة اليه، لكنه عاد واعترف بفعلته فجأة، وقال انه قتل شيلوني "بسبب ما يفعله حاخاماتكم في المسجد الأقصى".
تجربة ناجحة لنصب القبة الحديدية على سفينة حربية
تكتب "يديعوت احرونوت" انه بعد خمس سنوات من اول اعتراض للصواريخ نفذته القبة الحديدية، حقق الجيش خطوة متقدمة في قدراته العسكرية، حيث كشف، امس، عن اجراء تجربة ناجحة في شباط الماضي، لمنظومة الاعتراض الصاروخي التي تم نصبها على متن سفينة.
وكان الجيش قد نصب هذه المنظومة قبل ثلاثة اشهر، على متن سفينة صواريخ اسرائيلية من طراز ساعر 5، وابحرت السفينة لمسافة 32 كلم من الشاطئ، وتم في المقابل اطلاق ثلاثة قذائف تشبه صواريخ "غراد" لمسافة 40 كلم باتجاه البحر. ورصد الرادار الذي تم تركيبه على السفينة هذه القذائف وقام باعتراضها، تماما كما تفعل منظومة القبة الحديدية المنصوبة على الأرض. وتم تفجير القذائف ليعلن الجيش عن نجاح التجربة.
وينوي الجيش خلال الاشهر القريبة مواصلة تجهيز منظومات القبة الحديدية الملائمة للسفن الحربية، ليتم تركيبها على متن السفن بشكل دائم. كما ينوي تركيب هذه المنظومة على متن سفن "ساعر 6" المرتقب وصولها من المانيا، بعد عدة أشهر.
وقال قائد سلاح البحرية، الجنرال رام روطبرغ، امس، ان "سلاح البحرية يوسع قدراته الى ابعد من الحدود البحرية. نحن نستغل الجبهة البحرية لصالح الحسم العسكري في المعارك البرية ايضا. كجزء من خطتنا الكاملة، لدينا مفاهيم بحرية عليا تتمحور حول الجهود الدفاعية والهجومية. في الجهود الهجومية يجري الحديث عن توجيه اصابات دقيقة للعدو، وفي الجهود الدفاعية، كما يمكن ان نرى، يجري الحديث عن قبة حديدية على احدى سفننا. وهذه اداة اخرى استعدادا للحرب القادمة".
وستكون المهمة الأساسية للقبة الحديدية المنصوبة على متن السفن الحربية، الدفاع عن حقول الغاز الإسرائيلية في مواجهة صواريخ وقذائف حماس، في اعقاب محاولة حماس الفاشلة في الجرف الصامد، اصابة هذه الحقول.
ايزنكوت: "لا نلاحق الجندي أزاريا وانما نبحث عن الحقيقة"
تكتب "يسرائيل هيوم" ان رئيس الأركان غادي ايزنكوت، تطرق امس، الى قضية الجندي اليؤور أزاريا، الذي اطلق النار في الخليل وقتل الفلسطيني الجريح، وقال ان محاكمته لا تستهدف ملاحقته وانما الوصول الى الحقيقة. وكان ايزنكوت يتحدث مع طلاب الكلية العسكرية "بني دافيد" في مستوطنة عيلي. وقال: "يوجد تحقيق ويجب الثقة بأن هذا التحقيق لا يستهدف ملاحقة الجندي وانما البحث عن الحقيقة. اذا اردنا ان نكون جيشا يتمتع بالأخلاق والقيم، لا يمكن لكل واحد عمل ما يرتئيه".
وأضاف رئيس الأركان: "كنا نريد لقادة الجيش ان يحددوا موقفا في المكان الذي تصرف فيه جندي خلافا للمعايير القيادية والاخلاقية والقيم. انا اثق بجهاز التحقيق العسكري كما اثق بقيادة الوحدات".
وبالنسبة للتهديدات على الحدود الشمالية، قال ايزنكوت، ان حزب الله بنى قدرات كبيرة جدا، تملك مثلها القليل من الدول في العالم من ناحية القدرات الصاروخية التي تعرف كيف تصيب الاهداف على المدى القصير والمتوسط والطويل". مع ذلك قال انه امام هذه القدرات "قامت اسرائيل في العقد الاخير ببناء قدرات مثيرة ذات جاهزة عالية".
مقالات
اقصاء يعلون وتعيين ليبرمان: نتنياهو يسعى لتقزيم الجيش من اجل الحفاظ على سلطته
يكتب يوسي فورتر، في "هآرتس" انه حتى في مصطلحات السياسة الاسرائيلية التي لا تعرف الخجل، كان اليوم الذي بدأ بالحديث عن مؤتمر السلام الاقليمي بإدارة هرتسوغ، وانتهى باقتراح بتعيين بلطجي الحي، افيغدور ليبرمان، وزيرا للأمن، كان من الأيام الفظيعة وغير المتوقعة. اقصاء يعلون من مكتبه في مقر وزارة الامن في "الكرياه"، في تل ابيب، يمكن ان ينطوي على تفسير منطقي واحد: تخوف بنيامين نتنياهو الزائد من المسار الخيالي يعلون – ايزنكوت – جولان، وبقية قادة القيادة العامة الذين يطلق كل واحد منهم، بدوره وبطريقته، اصوات عقلانية، ديموقراطية واخلاقية، تعتبر في ديوان نتنياهو ومقر اقامته الرسمي كتهديد وتحدي لسلطة العائلة القيصرية.
يعلون لا يشكل تهديدا سياسيا حقيقيا لنتنياهو؛ فقوته في الحزب ليست كبيرة، وفي كل الاحوال تم التحديد مسبقا، بأن مرشح الليكود في الانتخابات القادمة سيكون رئيس الحزب الحالي. ولكن تحول يعلون الى بطل اعلامي، واللغة المشتركة بينه وبين قادة الجيش ووقوفهم امامه في قضية الجندي اليؤور أزاريا، وقضية يئير جولان، تكفي لحسم مصيره.
لقد بحث نتنياهو عن رجل قوي، مع نبوت، لكي يفرض النظام، يدعو الى النظام، يفرض الرعب ويزرع الخوف في قلوب الجنرالات. الى ما قبل شهر، اظهر نتنياهو اصرارا قاطعا في رفضه تعيين اكبر كارهيه وشاتميه والمشهرين به في الجهاز السياسي الإسرائيلي، للمنصب الذي يتطلب اكثر من أي منصب وزاري اخر التحلي بالمسؤولية، والوعي، والاعتدال والثقة المتبادلة المطلقة في علاقات العمل مع رئيس الحكومة.
قطع رأس يعلون، احد وزراء الأمن الأكثر إثارة للإعجاب والتقدير الذين تم تعيينهم هنا، لصالح ليبرمان ("الشخص الذي لا يتمتع حتى بموهبة تسمح له بالعمل كمحلل عسكري"، كما وصفه نتنياهو قبل عدة أسابيع فقط)، يدل مثل ألف شاهد، على ما يقف اليوم في مقدمة اولويات رئيس الحكومة: تقزيم وكبح الجهاز العسكري، بهدف الحفاظ على سلطته. ومن اجل تحقيق ذلك تصبح كل الوسائل مقبولة: اهمال الأمن، ولكن ايضا، البصق في وجه الرئيس المصري الذي يفاخر نتنياهو بالعلاقات القريبة معه، مع تقويض الهدوء النسبي، الهش والسائل في برميل البارود القابل للانفجار، أي الضفة، من خلال القاء عود ثقاب مشتعل بصورة ليبرمان الى جانبه.
حتى يوم امس- امس الأول، شرح لقادة احزاب الائتلاف بأنه يتحتم عليه، بشكل ضروري، ضم هرتسوغ الى الحكومة كمُبيض ومُليّن ومدافع استعدادا للأيام الرهيبة بين الثامن من تشرين الثاني المقبل والعشرين من كانون الثاني 2017، منطقة الفراغ الفاصلة بين الانتخابات الامريكية ودخول الرئيس الجديد الى منصبه. التقدير السائد في اسرائيل هو ان اوباما، الذي سيكون محررا من رعب الناخبين، سيبادر الى سلسلة من الخطوات السياسية الكارثية لإسرائيل. "ليبرمان يكرهني، يشهر بي، انه شخص خطير، لا يرى في عينيه" قال نتنياهو شارحا لشركائه المفاوضات المتواصلة مع هرتسوغ. وقد بدا لهم الأمر معقولا، منطقيا، ضرورة حتمية. وفجأة، هكذا بكل بساطة، خلال ساعات، يصبح بوغي (هرتسوغ) في الخارج وايفيت (ليبرمان) في الداخل.
لقد سعى هرتسوغ للانضمام دون تردد الى رئيس الحكومة هذا الذي لا يقدس شيئا غير سلطته، ولم يتنازل طالما لم يتم صد الباب في وجهه وصراخ احد من داخل البيت في وجهه: "فلتبق في الخارج!". كمصاب بالجنون، كبائع متجول، قرع الشبابيك الزجاجية لديوان نتنياهو، في محاولة للحصول على "انجازات" من المشكوك انها كانت قائمة.
المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء امس، كان طريقة رائعة للتهرب من المسؤولية من خلال تحميل المسؤولية عن الفشل لمعارضيه في الحزب برئاسة شيلي يحيموفيتش. في بداية حديثه ادعى هرتسوغ انه هو الذي انهى المفاوضات مع نتنياهو بسبب رفض الأخير تدوين تنازلاته الكبيرة، ظاهرا، في الموضوع السياسي بشكل خاص.
وفي الوقت نفسه ادعى ان يحيموفيتش "في هجومها الفظ والعنيف والسائب" عليه، تتحمل المسؤولية عن تعيين ليبرمان وزيرا للأمن ولحملة "الحرب والجنائز" التي سينزلها هذا التعيين بإسرائيل. سنرى ان كان ذلك سيحدث، ولكن في هذه الأثناء، يبدو ان الجنازة ستكون للسيرة السياسية المنهارة لرئيس حزب العمل الذي يصعب قياس الضرر الذي تسبب به لحزبه خلال الأسبوع الماضي. في احيان نادرة يحدث ان تقوم شخصية سياسية رفيعة، تميزت خطواته حتى الان بدون ذكاء وحكمة، بتحقيق مثل هذا الانتحار الكبير لنفسه. لا نذكر هنا مثل هذه الاهانة المدوية. ربما في ظل الاحداث يتطلب الأمر اجراء تغيير للكلمة القديمة: منذ الآن، قل "بيجيون" (جمع لكلمتي بوغي -لقب هرتسوغ- واهانة باللغة العبرية).
يا للجحيم، ما الذي فكر فيه هرتسوغ: ان يقوم نتنياهو، زعيم معسكر اليمين، اكثر سياسي يشق الصفوف، ويحرض جمهور على آخر (باستثناء ليبرمان)، ويدوس بفجاجة كل مظاهر المعايير السلطوية، بتغيير جلدته ويسمح لبوغي بتغيير نهجه؟ حتى شريك رئيس المعسكر الصهيوني في قصة توسيع الحكومة، رئيس الهستدروت، ابي نيسنكورن، فهم بأنه لن يخرج أي شيء جيد من هذا الزواج. بعد الظهر، قبل خمسة دقائق من اعلان هرتسوغ عن تعليق المحدثات مع نتنياهو الى ان تتضح الامور مع ليبرمان، بعث نيسنكورن ببيان الى الصحف اشار فيه الى اعتقاده بأنه لا يوجد أي مبرر لاستئناف المفاوضات. لقد ترك هرتسوغ جريحا ونازفا في الميدان.
هكذا حاول توني بلير والسيسي وكيري ادخال هرتسوغ الى الحكومة
يكتب براك ربيد، في "هآرتس" ان عدة جهات دولية، على رأسها رئيس الحكومة البريطانية السابق، ومبعوث الرباعي الدولي السابق، توني بلير، وقفت وراء خطاب الرئيس المصري، السيسي، امس الأول الثلاثاء، في خطوة هدفت الى تمهيد ضم المعسكر الصهيوني الى الحكومة. لكن هذه المحاولة فشلت. الخطوة التي سعى بلير الى دفعها تعتبر تدخلا مكثفا، غير مسبوق تقريبا، لجهات دولية في المنظومة السياسية في اسرائيل.
وحسب مصدرين في الجهاز السياسي فان بلير الذي عمل بالتنسيق مع رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ ومع وزير الخارجية الامريكي جون كيري، هو الذي دفع وشجع الرئيس المصري على القاء خطابه الذي دعا فيه "الاحزاب في اسرائيل" الى التوصل لاتفاق قومي حول الحاجة الى دفع السلام مع الفلسطينيين.
وعلى الرغم من انهاء مهمته كمبعوث للرباعي الى الشرق الاوسط، الا ان بلير واصل العمل بشكل مستقل في محاولة لدفع عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، وبين اسرائيل والعالم العربي. وقد وصل بلير الى اسرائيل ودول المنطقة كل اسبوعين او ثلاثة، والتقى في كل مرة تقريبا مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ومع هرتسوغ واطلعهما على محادثاته مع القادة العرب. وكانت الرسالة الدائمة التي احضرها بلير معه من تلك اللقاءات هي رغبة واستعداد الدول العربية السنية لتحقيق اختراق في العلاقات مع اسرائيل. مع ذلك، كان يقول ان الامر مشروط بتنفيذ خطوات في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، تظهر جدية اسرائيل في دفع حل الدولتين.
واشارت جهات سياسية مطلعة على الموضوع، وطلبت التكتم على هوياتها، انه خلال الأسابيع الأخيرة، وبشكل خاص، على خلفية التفاهمات بين نتنياهو ووزير المالية موشيه كحلون، في موضوع ميزانية العامين، فهم بلير بأن الحكومة في اسرائيل ستبقى مستقرة حتى العام 2019. وحسب هذه الجهات، فقد اعتقد بلير ان الطريق الوحيدة التي يمكن من خلالها دفع خطوة سياسية بين اسرائيل والفلسطينيين، بمشاركة دول عربية، تكمن في دخول المعسكر الصهيوني الى الائتلاف.
وقبل عدة أسابيع، وعلى خلفية الاتصالات بين هرتسوغ ونتنياهو، بدأ بلير محادثات معهما في محاولة لإعداد جدول عمل مشترك لهما من اجل دفع خطوة سياسية اقليمية بعد انضمام هرتسوغ وحزبه الى الحكومة. وكان نشاط بلير هو الخلفية لتصريحات هرتسوغ بشأن "الفرصة الاقليمية النادرة" لدفع العملية السلمية. وقد كشفت القناة العاشرة عن تدخل بلير في الاتصالات بين هرتسوغ ونتنياهو، مساء امس.
في الأسبوع الماضي، زار بلير القاهرة واجرى محادثات مع مسؤولين مصريين كبار من اجل تجنيدهم للخطوة. وقال مصدر في الجهاز السياسي بأن بلير هو الذي اقترح على الرئيس المصري القاء خطاب ينطوي على رسالة للجمهور الاسرائيلي وللأحزاب الاسرائيلية بشأن الحاجة الى دفع عملية السلام مع الفلسطينيين. وحسب المصدر فقد نسق بلير مع هرتسوغ خطواته مع الرئيس المصري.
كما نسق بلير خطواته مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري. واطلعه على اتصالاته مع هرتسوغ ونتنياهو والرئيس المصري. وقال مصدر سياسي انه في اعقاب ذلك فكر كيري بإمكانية تأجيل نشر تقرير الرباعي الدولي الى ان يتضح ما اذا سيدخل المعسكر الصهيوني الى الحكومة. ومن المفروض ان يتم نشر التقرير الذي ينطوي على انتقادات شديدة للمستوطنات، في 25 ايار الجاري، قبل يومين من افتتاح الدورة الصيفية للكنيست.
بعد زيارته الى القاهرة، وصل بلير الى البلاد والتقى ثانية مع نتنياهو وهرتسوغ. وعمل خلال الزيارة على مساعدة هرتسوغ لتجنيد الدعم داخل المعسكر الصهيوني للانضمام الى الحكومة. وحاول بلير تعيين لقاء مع رئيسة حزب الحركة، تسيبي ليفني، لكن مكتبها اوضح بأنها لا تستطيع ذلك لأنها كانت تجلس في مأتم شقيقها. ولكن بلير أصر على ذلك، والتقى بليفني في ساعة مبكرة في منزلها في تل ابيب، وعرض امامها الخطوة السياسية التي يحاول حياكتها.
لقد نجحت خطة بلير كما خطط لها حتى ما بعد ظهر امس. فقد القى السيسي الخطاب الذي يحمل الرسائل التي اتفق عليها مع بلير، وسارع هرتسوغ الى نشر بيان رحب فيه بالخطاب ودعا الى عدم تفويت الفرصة السياسية. وبعد عدة دقائق نشر نتنياهو بيانا مشابها قال فيه انه مستعد للتعاون مع خطوة سياسية تقودها مصر، لكنه في الساعات التي تلت ذلك وصلت المفاوضات بين نتنياهو وهرتسوغ الى باب موصد وانفجرت بعد منتصف الليل.
هرتسوغ ادعى ان المفاوضات فشلت لأن نتنياهو رفض توثيق التفاهمات بينهما بشأن البناء في المستوطنات والمفاوضات مع الفلسطينيين – عاملان اساسيان كانا سيسمحان بدفع الخطوة الاقليمية بالتعاون مع الدول العربية. وفي المقابل اوضحت مصادر في الليكود بأن نتنياهو فهم بأن هرتسوغ لا يحظى بدعم من جانب غالبية اعضاء كتلته ولذلك لم يرغب بالمخاطرة وتقديم التزامات سياسية بعيدة المدى.
وقال مصدر في الجهاز السياسي ان "هرتسوغ وبلير والسيسي لم يفهموا كيف مضى نتنياهو في نهاية الامر مع ليبرمان. لقد اعتقد بلير انه يمكنه ان يهندس حكومة نتنياهو وبنى هرتسوغ على ان الغلاف الدولي الذي سينظمه بلير سيرتب له الدخول الى الحكومة، لكن هذا لم ينجح".
ورفض مكتب بلير التعقيب، وكذلك مكتب هرتسوغ. كما لم ترد وزارة الخارجية الأميركية على التوجه اليها بهذا الشأن.
صدمة ورعب في القيادة العامة من طعن السكين في ظهر يعلون
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان صفقة نتنياهو –ليبرمان التي غرست سكينا في ظهر وزير الامن موشيه يعلون، قوبلت في القيادة الامنية امس، بمفاجأة مطلقة وبتخوف ليس صغيرا. فالجنرالات، كما الوزير المسؤول عنهم، لم يتوقعوا هذه الخطوة السياسية الساخرة والذكية التي حاكها رئيس الحكومة. النظرية التي يقوم الجيش حسبها بتفعيل القوة الضخمة من اجل ردع العدو، تسمى لدى الامريكيين صدمة ورعب. وكما يبدو، فان هذه هي الكلمات المناسبة لتعريف المشاعر التي سادت في القيادة العامة امس.
في اسرائيل سبق تعيين وزراء أمن جاؤوا من خلفية مدنية (موشيه أرنس، عمير بيرتس)، وقاموا بمهامهم بشكل ناجح، بهذا الشكل او ذاك. لكن افيغدور ليبرمان ليس مجرد مواطن عادي. واذا تم تعيينه لهذا المنصب، فسيكون اول وزير امن سيعتبر تعيينه متضاربا بالنسبة للجيش. من المشكوك فيه انه حتى اريئيل شارون الذي دخل الى وزارة الامن في 1981 مع خلفية مشحونة ومتوترة مع الجنرالات، بدأ من نقطة مماثلة. اخر منشأة عسكرية زارها ليبرمان علانية، كانت القاعة المكتظة في المحكمة العسكرية في كستينا، حيث ذهب الى هناك للتضامن مع الجندي اليؤور ازاريا، مطلق النار في الخليل.
كعضو في المجلس الوزاري المصغر في الحكومة السابقة، اكثر ليبرمان من الصدام مع مواقف يعلون وقادة الجيش، خاصة حول الحرب الاخيرة ضد حماس. وغالبية تصريحاته الامنية الاخيرة ركزت على انتقاد سياسة الوزير والقيادة العامة في مواجهتهم للإرهاب الفلسطيني. انزال ليبرمان لرئاسة الجهاز الأمني يساوي تقريبا الشكل الذي تستقبل فيه المؤسسة الجمهورية الامريكية الان انتصار دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية للرئاسة.
ربما لن تتحقق التوقعات الرهيبة التي سمعناها امس من اليسار حول التعيين المتوقع لليبرمان لمنصب وزير الامن. فهو شخص تلاعب اكثر من مرة في السابق، في مواقفه وعرض توجهات اقل حربية، بما يتفق مع المتغيرات والقيود السياسية. يمكن الافتراض بأنه بعد انتقاله من مكانة مقدم النصائح، كعضو في المجلس الوزاري ومن ثم في المعارضة، الى المسؤول الحقيقي عن الأمن، قد يؤثر ذلك على سلوكه العملي. على الرغم من تهديده ذات مرة بتفجير سد اسوان، فان هذا لا يعني ان ليبرمان سيجر نتنياهو الى حرب مع مصر بعد اسبوعين.
المخاطر الكامنة في التعيين تختلف. عندما هاجم ليبرمان نتنياهو في الشهر الماضي، رد الليكود بنشر بيان شديد اللهجة ادعى فيه ان ليبرمان "لم يجلس ابدا في جلسة للمجلس الوزاري المصغر منذ بدايتها وحتى نهايتها" (وهو ادعاء يؤكده اعضاء في المجلس الوزاري). هذا ادعاء تكرر ايضا بالنسبة لمدى الاهتمام الذي اظهره في جلسات لجنة الخارجية والامن البرلمانية، وجلسات لجانها المتفرعة السرية والحساسة. من يظهر، حسب اوصاف كثيرة، القليل من الاصغاء نسبيا، ولم يعرض حتى اليوم، وجهة نظر امنية منظمة ومفصلة، يمكن ان يكون المسؤول عن الجهاز الحساس، المليء بالتفاصيل، والذي يتم فيه اتخاذ قرارات تساوي مليارات الشواقل، ويصادق على مخططات عسكرية يمكن ان تكون لها آثار بعيدة المدى على حياة البشر. هذا المنصب منهك ومستنزف بشكل لا مثيل له. انه لا يشبه أي منصب وزاري اخر شغله ليبرمان في السابق.
السبب الثاني للقلق يتعلق بتعامل ليبرمان مع الفلسطينيين. في تصريحاته خلال الأشهر الأخيرة، طالب ليبرمان بفرض عقوبة الاعدام على المخربين، ورفض التردد بشأن اطلاق النار خلال العمليات، وتعامل مع السلطة بقيادة محمود عباس كما لو كانت جثة سياسية واقترح التهديد بقتل رئيس حكومة حماس اسماعيل هنية، اذا لم يسلم جثتي الجنديين المخطوفين خلال 48 ساعة. هذا بعيد عن الخط الذي قادته القيادة العامة في الفترة ذاتها، بقيادة يعلون. لقد عملت قيادة الجيش كعامل كابح، ساعد سلوكها الموزون على تهدئة نيران المواجهة، بالتنسيق مع السلطة. ولو لم تتصرف هكذا، لساد هنا خطر كبير بتعميق الارهاب وبالتالي التهديد بانهيار السلطة في الضفة. يصعب توقع كيف سيتصرف ليبرمان في ظروف مشابهة.
أما علامة الاستفهام الثالثة فتتعلق بعلاقات ليبرمان مع الضباط. فيعلون الذي كان قائدا للجنرالات كرئيس للأركان قبل عشر سنوات، منحهم بشكل عام، الدعم واعتبر واحدا منهم. اما ليبرمان فقد اظهر خلال شغله لمناصب وزارية في الدورات السابقة، القوة ضد الضباط الكبار. وبوجوده في وزارة الأمن سيتمتع بقوة ضخمة وسيحظى بحضور جماهير كبير.
الى جانب فرص التقاط الصور بشكل دائم مع الجنود، والتي لم يفوتها أي سياسي، سيحظى بكثير من التملق. رئيس الاركان غادي ايزنكوت يعمل من خلال الشعور بالرسمية والفهم العميق لدور الجيش في الديموقراطية. ولن يستقيل هو او جنرالاته لأنه تم تعيين وزير لا يعتبر بالضرورة كأس الشاي بالنسبة لهم. لكن ايزنكوت ليس من الاشخاص الذين ينحنون امام القوة او المعايير الغريبة. ولذلك تكمن هنا محفزات الصدام على المدى الطويل.
هذه المحفزات تسري ايضا على عدد من
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 11 تموز 2016
على هامش زيارة وزير الخارجية المصري الى اسرائيل:
"مصر معنية بفتح محادثات مباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين في القاهرة"
قال دبلوماسيون غربيون ومسؤولون فلسطينيون لصحيفة "هآرتس"، ان مصر معنية بفتح محادثات مباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين في القاهرة، بمشاركة مندوبين مصريين واردنيين كبار. وستتناول المحادثات صياغة صفقة من الخطوات البناءة للثقة بهدف تهدئة الاوضاع وتحسين الأجواء بين الجانبين. وحسب اقوال هذه المصادر، فقد كان من المفروض طرح هذه المسألة خلال اللقاء الذي عقد امس، في القدس، بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية المصري، سامح شكري.
وهذه هي اول زيارة يقوم بها وزير خارجية مصر الى اسرائيل منذ تسع سنوات، حيث جرت الزيارة السابقة في2007، عندما وصل وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط مع نظيره الأردني عبد الله الخطيب من اجل مناقشة مبادرة السلام العربية مع رئيس الحكومة ايهود اولمرت ووزيرة الخارجية تسيفي ليفني.
ووصل شكري الى القدس، امس، مبعوثا من قبل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الذي سبق والقى في ايارخطابا دعا من خلاله الأحزاب في اسرائيل الى الالتفاف حول مسألة دفع السلام مع الفلسطينيين، ودعا الدول العربية الى دعم ذلك.
وجاء خطاب السيسي في اطار خطوة كان ضالعا فيها رئيس الحكومة البريطاني السابق طوني بلير، وهدفت الىتمهيد انضمام المعسكر الصهيوني الى الحكومة.
ووصل الوزير المصري الى اسرائيل، بعد ظهر امس، وسافر فورا للقاء نتنياهو في القدس. وجرى اللقاء الاول بشكل موسع لمدة ساعة ونصف، ومن ثم عقد لقاء مقلص حول مائدة العشاء في منزل نتنياهو.
وقام بتنسيق زيارة شكري الى اسرائيل، المبعوث الخاص لرئيس الحكومة، المحامي يتسحاق مولخو، الذي يعتبرعمليا "مسؤول ملف مصر" في اسرائيل. وقد سافر مولخو خلال الأشهر الأخيرة، مرة كل اسبوع تقريبا الى مصر، لمناقشة مبادرة الرئيس السيسي التي اعلن عنها في خطابه في ايار. ويوم امس، قبل ساعات قليلة من وصول شكري الى القدس، سافر مولخو الى القاهرة، وعاد الى البلاد قبل دقائق من وصول شكري.
وقبل اسبوعين زار شكري رام الله والتقى الرئيس محمود عباس، وامين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات. وقالت المصادر الدبلوماسية الغربية والمسؤولين الفلسطينيين انه طرحت خلال ذلك اللقاء فكرة تشكيل طاقم عمل رباعي بمشاركة إسرائيل والفلسطينيين ومصر والأردن، لصياغة خطوات بناءة للثقة. وكان الجانب الفلسطيني هو الذي طرح الموضوع خلال اللقاء فتبنته مصر وقالت انها ستفحص الامر مع نتنياهو.
ومن شأن الاقتراح المصري ان يلقى استحسانا من جانب اسرائيل، لأنه سيقود الى استئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين. وكجزء من هذه المحادثات يمكن طرح قضايا مثل الخطوات الفلسطينية لزيادة مكافحة الارهاب ووقف التحريض وخطوات اسرائيلية مثل تجميد البناء في المستوطنات، وتحويل صلاحيات مدنية للفلسطينيين في المنطقة (c) في الضفة الغربية، وتقديم تسهيلات اقتصادية للسلطة.
والمح شكري الى الاقتراح المصري من خلال تصريحات لوسائل الاعلام في بداية اجتماعه بنتنياهو. وأشار الى ان زيارته تهدف الى استكمال الاتصالات التي اجراها في رام الله من اجل جعل الاطراف تقوم بخطوات جدية لتطبيق الاتفاقيات والتفاهمات السابقة، ومن اجل تطبيق حل الدولتين. وقال شكري لنتنياهو في بداية اللقاء ان "تحقيق رؤية حل الدولتين يتطلب القيام بخطوات لبناء الثقة بالإضافة الى رغبة حقيقية لا تختفي في ظل أي ظروف مهما كانت".واضاف ان "مصر ملتزمة بدعم تحقيق السلام الاسرائيلي – الفلسطيني، ومستعدة لتقديم أي نوع من المساعدة الممكنة".
واشار شكري الى ان عملية السلام تتواجد في نقطة حاسمة. وحسب اقواله فان الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين يتواصل منذ نصف قرن ومن شأن الوضع الحالي تحطيم آمال الفلسطينيين بإقامة دولة على حدود 1967 تكون عاصمتها القدس الشرقية، وكذلك تحطيم طموحات ملايين الاسرائيليين بالعيش في سلام وامن. واضاف ان الوضع اشد خطورة بسبب الارهاب الجامح في المنطقة والذي يهدد استقرار وامن الجميع.
وقال شكري ان "زيارتي تأتي في اطار رؤية الرئيس السيسي لتحقيق السلام بين الشعبين الاسرائيل والفلسطيني وانهاء الصراع. وستكون له (للسلام) ابعاد ايجابية درامية وبعيدة المدى على الوضع في الشرق الاوسط. مصر مستعدة للتبرع من اجل تحقيق هذا الهدف. منذ توقف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين في 2014، يشهد الوضع تدهورا متواصلا على المستوى الانساني، الاقتصادي والأمني. حلم السلام والامن يبتعد عن ايدينا طالما تواصل الصراع".
من جانبه قال نتنياهو في بداية الجلسة انه يرحب بمبادرة الرئيس المصري لقيادة عملية السلام بين اسرائيلوالفلسطينيين وبين اسرائيل والدول العربية. "انا ادعو الفلسطينيين مرة اخرى الى الاحتذاء بالمثال الشجاع لمصر والاردن والانضمام الى المفاوضات المباشرة. هذا هو الطريق الوحيد الذي يمكننا من خلاله مناقشة كل القضايا وتحويل رؤيا السلام القائم على دولتين للشعبين الى واقع".
وقال مسؤولون كبار في القدس، ان نتنياهو طرح خلال اللقاء مع شكري مسألة المفقودين وجثتي الجنديين في غزةوطلب من مصر المساعدة بكل ما تستطيع من اجل اعادتهم الى اسرائيل. واضاف المسؤولون ان شكر رد بالإيجاب، واوضحوا ان "اللقاء جرى في اجواء ايجابية جدا وكانا النقاش شاملا وواسعا وتناول قضايا اقليمية ودفع السلام والامن مع السلطة الفلسطينية ودول المنطقة. كما انه يوجد تغيير للأفضل من جانب مصر، انعكس في استعدادها لتحسين العلاقات مع اسرائيل".
المستشار القانوني يقرر فحص الشبهات ضد نتنياهو
كتبت الصحفة الاسرائيلية ان المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت، اعلن رسميا امس، عن اجراء فحص للشبهات ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وجاء في بيان صدر عن وزارة القضاء، انه "في اعقاب تلقي معلومات حول قضايا تتعلق برئيس الحكومة، وتم عرضها امام المستشار من قبل قسم التحقيق والاستخبارات في الشرطة، اجرى المستشار عدة نقاشات بمشاركة النائب العام للدولة وجهات رفيعة اخرى في وزارة القضاء وقسم التحقيق والاستخبارات في الشرطة، وقرر في نهايتها الأمر بإجراء فحص في الموضوع".
كما اكد المستشار بأنه امر باجراء فحص وليس تحقيقا جنائيا، وانه تم اطلاع رئيس الحكومة على ما جاء في البيان قبل نشره. وقال المستشار الاعلامي لعائلة نتنياهو، نير حيفتس، معقبا على البيان، امس، انه "كما حدث في كل الحالات السابقة، حين نسبوا الى رئيس الحكومة اعمال تبين انها واهية، هكذا سيتبين هنا أيضا انه لا يوجد شيء، لأنه لا يوجد شيء".
يشار الى ان مراسل "هآرتس" غيدي فايتس، كشف في الشهر الماضي، ان مندلبليت يجري منذ عدة اسابيع مشاورات مكثفة حول مواد جديدة تم جمعها ضد نتنياهو. وفي نهاية الأسبوع نشرت القناة العاشرة ان الفحص يتعلق بشبهات تبييض اموال بحجم كبير، فيما قالت القناة الثانية ان المقصود تحويل مبالغ مالية كبيرة لنتنياهو او لأبناء عائلته، وليس بشبهات تتعلق بتمويل الانتخابات.
ولم يفصل مندلبليت في بيانه، امس، نوعية الشبهات ضد نتنياهو، لكنه اشار الى انه في "الأيام الأخيرة نشرت في وسائل الاعلام انباء كثيرة غير صحيحة بالنسبة للمعلومات المتعلقة بالفحص، والاجراءات التي تم القيام بها". كما اضاف انه "متيقظ لأهمية عرض الأمور امام الجمهور، وانه يجري فحص الموضوع بين الحين والآخر بما يتفق مع الفحص".
اسرائيل تعرض على اسير فلسطيني ترك البلاد مقابل اطلاق سراحه!
كتبت صحيفة "هآرتس" ان الاسير الفلسطيني بلال كايد، الذي فرض عليه الاعتقال الاداري قبل شهر، بعد امضاء 14 عاما في السجن، ادعى انه تلقى عرضا من اسرائيل بمغادرة البلاد لمدة اربع سنوات مقابل تجميد امر الاعتقال الاداري. وقال كايد، المضرب عن الطعام منذ شهر بسبب اعتقاله الاداري انه يرفض هذا الاقتراح.
وقال المحامي محمود حسن من مركز "الضمير" لصحيفة "هآرتس" انه بسبب اضراب كايد عن الطعام التقى به مسؤولون من الجهاز الامني في نهاية الشهر الماضي، وعرضوا عليه مغادرة البلاد الى أي دولة يشاء، بما في ذلك الى قطاع غزة. وحسب حسان، فان كايد يواصل الاضراب عن الطعام، ويسود التخوف من تدهور حالته الصحية. وجاء من الشاباك انه لا يستطيع التطرق الى الموضوع لأنه لم ينته بعد.
يشار الى ان كايد، (35 عاما) وهو من عصيرة الشمالية، شمال نابلس، اعتقل في عام 2002، خلال الانتفاضةالثانية، بتهمة العضوية في كتائب ابو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية. وجاء من الجيش الاسرائيلي قبل شهر انه "بناء على معلومات سرية لا يزال كايد ناشطا كبيرا في الجبهة الشعبية وضالعا في نشاطات تنظيمية وعسكرية تهدد امن الدولة".
الكنيست تصوت اليوم على قانون الجمعيات
تكتب صحيفة "هآرتس" انه من المتوقع ان تجري الهيئة العامة للكنيست، مساء اليوم، نقاشا متواصلا حول قانون الجمعيات والتصويت عليه في القراءتين الثانية والثالثة. ومن المتوقع ان يتم تمرير القانون رغم الانتقادات الدولية له. ويلزم النص القانوني جمعيات حقوق الإنسان التي تعتمد غالبية ميزانياتها على الدعم من دول اجنبية، على التصريح عن ذلك امام مسجل الجمعيات والاشارة الى ذلك في منشوراتها. وسيتم تكريس جدول اعمال الهيئة العامة اليوم للمصادقة على هذا القانون الذي بادرت اليه وزيرة القضاء اييلت شكيد (البيت اليهودي)، بدعم رسمي من قبل رئيس الحكومة نتنياهو. وسيبدأ النقاش في ساعات بعد الظهر، فور التصويت على مقترحات نزع الثقة عن الحكومة، ويتوقعان يستغرق ست ساعات. وسيصوت النواب خلال النقاش على مئات التحفظات التي قدمتها المعارضة على القانون.
وقال النائب دوف حنين، القائمة المشتركة، ان "تنظيمات حقوق الإنسان هي تنظيمات شفافة تماما ويجري التبليغ عن كل التبرعات التي تصل اليها ولذلك لا حاجة الى هذا القانون الحكومي، الا لحرف النقاش وتحريض الجمهور".واضاف حنين: "ان الشفافية مطلوبة بالذات لدى تنظيمات اليمين المتطرف، مثل مجلس المستوطنات "ييشاع" ولجنةمستوطني السامرة، وام ترتسو، والعاد الذين يحصلون على تبرعات بملايين الشواكل من الخارج، ولكن الحكومة تفرض هناك الحصانة وتموه مسار الاموال".
وحسب فحص اجرته وزارة القضاء فان القانون سيسري على 27 جمعية، كلها، باستثناء اثنتين، جمعيات لحقوقالإنسان متماثلة مع اليسار.
والد الجندي شاؤول سيحاول منع زيارة عائلة الاسرى الفلسطينيين
تكتب "يديعوت احرونوت" ان عائلة الجندي القتيل اورون شاؤول، قررت رفع مستوى نضالها، حيث سيحاول والده اليوم، منع عائلات اسرى حماس من زيارتهم في سجن نفحة. ويحظى هؤلاء الاسرى بزيارات عائلية مرة كل اسبوعين، وتصل عائلاتهم من غزة، بعد حصولها على تصريح بالزيارة، بوساطة حافلات خاصة، تقوم بإعادتهم الى القطاع بعد انتهاء الزيارة. وقال هرتسل شاؤول، والد اورون انه ينوي منع الزيارة اليوم، مضيفا: "كما يمنع مني الحق الانساني بمعرفة ما يحدث لابني المحتجز في ايدي حماس، هكذا لن نسمح لعائلات المخربين بالاستمتاع بالامتيازات والشروط التي يحظون بها، والتي تزيد عما تحدده معاهدة جنيف".
ويركز ابناء عائلة شاؤول جهودهم على احدى الجبهات الحساسة من ناحية الفلسطينيين: الاسرى الامنيين. والى جانب محاولة منع الزيارات للأسرى في سجن نفحة، قدمت العائلة امس، التماسا الى المحكمة العليا تطالب فيه بمنع المخربين المعتقلين في إسرائيل من مشاهدة نهائيات العاب اليورو، وذلك كجزء من الخطوات الهادفة الى الضغط على حماس كي توفر معلومات حول مصير غولدين وشاؤول.
وقد رفض القاضي اوري شاهم الالتماس، وقال انه "لا يوجد ما يمنع الاسرى الامنيين من مشاهدة بث مباراة بطولة اوروبا على القناة الثانية التي تعتبر قناة عامة. لم نتوصل الى الانطباع بوجود علاقة بين منع مشاهدة المباراة والرغبة المفهومة للملتمسين بتفعيل الضغط على حماس من اجل تحرير جنودنا الاسرى والمفقودين".
في المقابل بعثت عائلة غولدين، امس، برسالة الى رئيس الحكومة نتنياهو، طلبت فيها استغلال الاتصالات معمصر، لتعجيل اعادة الجثتين.
نشر وثائق عسكرية حول معركة بنت جبيل
تكتب "يسرائيل هيوم" ان معركة بنت جبيل تعتبر احد اقسى المعارك خلال حرب لبنان الثانية. وبشكل يفوق الكثير من الاحداث التي شهدتها تلك المواجهة في صيف 2006، بقيت تلك المعركة عالقة في الذاكرة الجماعية، سواء لأن اخلاء الجرحى من المكان استغرق ساعات طويلة وتم تحت طائلة نيران كثيفة، وسواء بفضل البطولة الكبيرة التي اظهرها الجنود الذين شاركوا فيها.
ويوم امس، عشية احياء الذكرى العاشرة للحرب، كشف ارشيف الجيش الاسرائيلي لأول مرة، صور جديدة وتسجيلاتلشبكة الاتصالات خلال تلك المعركة. لقد سقط في معركة بنت جبيل ثمانية من جنود الكتيبة 51 في لواء جولاني، وحصل 16 جنديا من الكتيبة على اوسمة تقديرا للروح القتالية التي اظهروها، وقتل نائب قائد الكتيبة، الرائد روعي كلاين بعد قفزه على قنبلة يدوية لينقذ جنوده، فحصل على وسام الشجاعة بعد موته.
لقد بدأت المعارك القاسية في بنت جبيل في 23 تموز 2006، حيث قامت قوات جولاني والمظليين بتطويق البلدة الواقعة في جنوب لبنان، وسيطر المظليون على مناطق تقع غرب البلدة، بينما سيطرت قوات جولاني على المناطق الشرقية. وفي 24 تموز، قبل الفجر، وصلت كتيبة جولاني الى جنوب شرق البلدة وسيطرت على عدة مباني. وفي اليوم نفسه شن سلاح الجو هجوما على المنطقة، واصاب، نتيجة خطأ، 14 جنديا من دورية جولاني، التي اعتقدالطيار انها خلية من حزب الله. وتم ارسال دبابتين من لواء 401 لانقاذ جنود جولاني فأصيبتا في الطريق، حيث انفجر لغم تحت دبابة قائد الكتيبة، ما اسفر عن قتل احد افراد طاقمها، واصيبت الدبابة الثانية بصاروخ اسفر عن قتل قائدها.
قبل فجر 25 تموز اندلعت معركة تواصلت لساعات طويلة، وتلقى لواء جولاني اوامر بالتقدم باتجاه مركز البلدة، فقام قائد الكتيبة بتقسيمها الى فرقتين: الاولى واصلت معه، والثانية تقدمت باتجاه شمال – غرب البلدة. وعملت القوة التي قادها روعي كلاين في منطقة تقوم فيها مدرجات واسوار من الحجارة وطوابق مختلفة. وخلال التقدم حاول الجنود اقتحام احد البيوت دون ان ينجحوا بذلك. وكانت قوة من حزب الله تتواجد في بيوت مجاورة فتقدمت نحو القوة الاسرائيلية وفتحت عليها النيران ورشقتها بالقنابل..
وواجهت القوة الثانية اسوار من الحجارة، كانت قوة من حزب الله ترابط خلفها، فقامت بفتح النيران على الجنود الاسرائيليين واصابتهم. وانطلق نائب قائد الكتيبة مع قوة اخرى لانقاذ الفرقة المصابة، وحين وصلوا الى هناك قاموا بتقديم العلاج للجنود فأصيبوا هم ايضا بالنيران. وفي لحظة معينة، بقيت راسخة في الذاكرة القومية كعمل بطولي، قفز الرائد كلاين خلال المعركة على قنبلة سقطت بالقرب منه، فانقذ بذلك حياة جنوده.
في التوثيق الذي تم نشره، امس، تسمع في تسجيلات شبكة الاتصالات اصوات ضابط العمليات في جولاني المقدميوني شيطبون (نائب في الكنيست حاليا) وقائد كتيبة جولاني 51، المقدم في حينه، والعميد حاليا، يانيف عاشور، وهما يتحدثان مع الفرقة المصابة ويسألان عن عدد الجرحى. وفي لحظة معينة تم التبليغ عن اصابة عشرة جنود، ومن ثم يصل بلاغ عن قتل حوالي عشرة مخربين.
82% من الاسرائيليين يثقون بالجيش
تكتب "يسرائيل هيوم" انه يستدل من معطيات نشرتها دائرة الاحصاء المركزية، امس، ان الجيش الاسرائيلي هو اكثر المؤسسات التي يثق بها الجمهور الاسرائيلي، حيث يتبين ان 82% من الرجال الاسرائيليين و83% من النساء يثقون بالجيش. ويحظى الجيش بثقة 93% من الجمهور اليهودي و32% من الجمهور العربي. وتصل نسبة الثقة بالجيش بين جمهور الصهيونية الدينية الى 97%، بينما تصل بين العلمانيين الى 94%. وتحتل السلطات المحلية المرتبة الثانية من حيث الثقة بها، حيث حظيت بنسبة 61% من الثقة، بينما تليها مؤسسة مراقب الدولي التي حظيت بثقة 60% من الجمهور، ومن ثم الجهاز القضائي الذي حظي بنسبة 58%.
اما الشرطة فلم تحظ بالثقة الكاملة كالجيش، ووصلت الى المرتبة السادسة لأن 53% فقط من الجمهور يثقون بها. تلي ذلك الحكومة مع نسبة 40% من الثقة، ثم الكنيست مع 38% والاحزاب مع 22% فقط.
وكما يستدل من المعطيات فان الجمهور لا يثق كما يبدو بقدرته على التأثير على المؤسسات العامة، فقد قال 85% انهم يعتقدون بأنهم لا يملكون القدرة على التأثير على سياسة الحكومة، وقال 75% انهم لا يستطيعون التأثير على سياسة السلطة المحلية التي يعيشون في منطقة نفوذها. كما قال 31% من الجمهور انهم يشعرون بالتمييز، فيما قال 15% انهم يعتقدون بأن التمييز يرجع الى اصلهم العرقي.
يشار الى ان دائرة الاحصاء المركزية نفسها وصلت الى المرتبة الخامسة في قائمة ثقة الجمهور، وقال 54% انهم يثقون بالمعطيات التي تنشرها.
واشنطن تصادق على بيع 8 مروحيات سايهوك لاسرائيل
كتبت "يسرائيل هيوم" ان وزارة الخارجة الامريكية صادقت امس، على بيع اسرائيل 8 مروحيات سايهوك من طرازsh-60f، بتكلفة تقدر بحوالي 300 ميلون دولار. ويشار الى ان هذه المروحيات تختص بعمليات البحث والانقاذ البحري ومحاربة الغواصات.
وجاء في بيان للخارجية الامريكية ان
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 2 آب 2016
التحريض على العنف ضد العرب يتربع على قمة اعمال التحريض على الشبكة
تكتب "يديعوت احرونوت" انه يستدل من بحث حول الكراهية، اجراه صندوق بيرل كتسنلسون بالتعاون مع شركة الدراسات "فيغو"، انه خلال كل ثلاث ثواني يقوم احد رواد الانترنت في اسرائيل بنشر دعوة الى ممارسة العنف تجاه شخص آخر، بما في ذلك دعوات الى الاغتصاب والقتل والاحراق والتدمير والتصفية. وحسب التقرير الذي تم اعداه والذي سيتم عرضه اليوم امام اللوبي البرلماني لاجتثاث الحوار العنيف على الشبكة، فقد تم في العام الماضي تسجيل 175 الف دعوة لممارسة العنف، ثلثها تضمن تهديدات بالعنف المباشر (مثل سأقتلك) والبقية دعوات الى ممارسة العنف بشكل غير مباشر.
وحسب المعطيات فان غالبية الذين يدعون الى العنف (83%) هم رجال، من بينهم 66% من جيل 30 عاما وأقل. كما يتبين ان 70% من هؤلاء يتماثلون مع اليمين. وتم توجيه التهديدات الى العرب بشكل خاص (50%)، واليسار (20%) والمثليين (15%)، وطالبي اللجوء (5%)، و10% ضد البقية.
وحسب الجدول المرفق بالتقرير فان العبارات الداعية الى العنف على الشبكة، تضمنت العبارات التالية: 27 الف عبارة "يجب القتل"، 12 الف عبارة "يجب التصفية"، 11 الف عبارة "يجب التحطيم"، 9 الاف عبارة "يجب الاغتصاب"، 9 آلاف عبارة "يجب التدمير"، 6 الاف عبارة "يجب الاحراق"، و4 آلاف عبارة "يجب القتل".
وقالت مديرة مشروع تقرير الكراهية، عنات روزليو، امس، ان "حجم العنف جعلنا نقر بأن قسما كبيرا من الجمهور يتعامل مع المجال العام كمنطقة مشاع لا قانون فيها ولا قضاء". ومن جهتها قالت رئيسة اللوبي البرلماني لاجتثاث الحوار العنيف على الشبكة، النائب رفيتال سويد (المعسكر الصهيوني) ان "نشر دعوة الى التهديد كل ثلاث ثواني على الشبكة يجب ان يشعل اضواء التحذير. الشبكة تولد سفك الدماء الافتراضي، ونحن نطعن احدنا الآخر. لقد التقيت مع اناس ينزفون دما واصيبوا بالجنون ويخشون الخروج من البيت بسبب العنف على الشبكة. متى سنستوعب بأن الكلمات تقتل؟"
واضافت سويد: "تقرير الكراهية يعلمنا اننا نربي جيلا عنيفا، ولن يتأخر اليوم الذي سيخرج فيه العنف من الشاشة الى الشوارع. المسافة بين الدعوة الى العنف التي تؤجج الكراهية والعنف الجسدي، هي مجرد خطوة. من مسؤوليتنا العمل على اجتثاث العنف على الشبكة. هذا هو امر الساعة".
وزير شؤون القدس يستغل التعليم لتعميق "الخدمة الوطنية" في القدس الشرقية
تكتب "يديعوت احرونوت" ان وزير شؤون القدس، زئيف اليكن، توجه الى المدير العام لسلطة الخدمة الوطنية، سار شالوم جربي، بطلب مفاجئ: زيادة عدد الوظائف لبنات فلسطينيات سيؤدين الخدمة الوطنية في مدارس القدس الشرقية، شريطة ان تقوم تلك المدارس بتفعيل منهاج التعليم الاسرائيلي.
ما بدأ في 2011، بانضمام عشر فتيات من القدس الشرقية الى الخدمة الوطنية، خاصة في اماكن اقامتهن، تطور بوتيرة عالية. ففي هذه الأيام تتطوع في الخدمة الوطنية في القدس 100 فتاة فلسطينية، انهين الدراسة الثانوية- وتعملن في المدارس ورياض الأطفال والعيادات وغيرها. ومؤخرا قرر وزير شؤون القدس، زئيف الكين، العمل على زيادة حجم المبادرة وتوجه برسالة الى المدير العام لسلطة الخدمة الوطنية، سار شالوم جربي، جاء فيها: "وزارة شؤون القدس والميراث، تعمل بالتعاون مع وزارة التعليم على تحسين نوعية التعليم في القدس الشرقية، من خلال تعزيز المنهاج التعليمي الاسرائيلي والمدارس التي تعتمده. ويتبين من فحص اجريناه مع بلدية القدس ان هناك حاجة الى توفير وظائف في الخدمة الوطنية – خاصة للفتيات الشابات اللواتي تعملن في المدارس الابتدائية،واللواتي تشكلن تعزيزا كبيرا وتساعدن كثيرا على تحسين نوعية التعليم". واضاف الكين: "ارى في الخدمة الوطنية عامل اندماج اول في صفوف الاقليات عامة، وسكان القدس الشرقية خاصة، وعليه اطلب تخصيص موارد اخرى للتمويل".
وقد فحصت ادارة سلطة الخدمة الوطنية طلب الوزير وقررت المصادقة على 30 وظيفة اخرى، كما كتب جربي للوزير الكين، معتبرا ان "تدعيم الفتيات في القدس الشرقية من خلال الخدمة الوطنية في جهاز التعليم المحلي الذي ينفذ المنهاج الاسرائيلي، يمكن ان يشكل داعما كبيرة لجودة التعليم في المدارس. كما يمكن لتنفيذ الخدمة مساعدة الشابات على امتلاك التجربة المهنية تمهيدا للاندماج في دائرة العمل في مجال التعليم في المدارس اللواتي تخدمن فيها".
وقال الكين انه يشعر بالرضا وانه يفحص الان عن طرق لدمج شبان من القدس الشرقية في الخدمة الوطنية بهدف تقليص التوتر في المدينة وتشجيع العمل المحلي وتعزيز السيادة الاسرائيلية في المكان. واعتبر دمج الفتيات مصلحة وطنية يجب توسيعها، ولذلك قال: "سأواصل العمل على تعميق الخدمة الوطنية في القدس الشرقية طبعا في المدارس التي تسمج لطلابها بدراسة المنهاج الاسرائيلي. هذا سيساعد في المستقبل على تخفيف التوتر وتحقيق الهدوء والامن في المدينة".
تبادل اتهامات شديدة اللهجة بين الليكود والبيت اليهودي، ومصادر في الحزبين تقول: لن يتم فض الشراكة!
تناولت الصحف الاسرائيلية اليوم، الخلاف بين الليكود والبيت اليهودي الذي اشتد يوم امس، وقاد الى تبادل اتهامات بين الحزبين، فيما خرجت اوساط من الحزبين لتعلن انه رغم ما حدث الا انه لن يتم فض الشراكة. واتهم الحزب الحاكم، الليكود، وزيرا البيت اليهودي نفتالي بينت واييلت شكيد "بحفر انفاق تحت سلطة الليكود"، وبدفع مصالح "يديعوت احرونوت"، بينما ادعى البيت اليهودي ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو "يطلق النار داخل المدرعة" واستسلم لحماس.
وكتبت "هآرتس" في هذا الشأن ان الليكود نشر على صفحته في الفيسبوك، بين ليلة الاحد الاثنين، بعد ساعات من النقاش العاصف في جلسة الحكومة حول سلطة البث العام، ان "بينت وشكيد هما عزيزا اليسار ونوني موزس، الذين يدعمون جهودهما التي لا تعرف الكلل من اجل المس برئيس الحكومة نتنياهو وبسلطة الليكود".
ورد البيت اليهودي ببيان اتهم فيه نتنياهو بالمس باليمين، وجاء فيه: "نتنياهو يطلق مرة اخرى النار داخل المدرعة، كما اطلق النار على المدرعة عندما صوت مؤيدا للانفصال وتدمير غوش قطيف، وعندما اطلق سراح اكبر عدد من المخربين في تاريخ الدولة، وعندما سلم الخليل لياسر عرفات، وعندما جمد البناء واستسلم لحماس، وعندما اعلن عن اقامة فلسطين في بار ايلان وعندما يحصي عدد القبعات الدينية للصحفيين المتدينين في وسائلالاعلام".
واضاف البيان ان "الأمر الأكثر مثيرا للسخرية هو انه يطلق النار على المدرعة لكي يدخل اليها بوغي (هرتسوغ)، شفير، ميخائيلي ويوسي يونا. قبل لحظة من الانتخابات يتملق دائما للجمهور اليميني الديني، وبعد دقيقة من الانتخابات يلقي بهم ويحتقرهم. انتهت أيام اولاد التصفيق". واضافت وزيرة القضاء اييلت شكيد على حسابها في تويتر ان "الليكود يطلق النار داخل المدرعة. لقد اصدر هذا الأسبوع ثلاث بيانات ضد البيت اليهودي. مرتان سكتنا، لكننا لن نسكت بعد".
وسارع الليكود الى الرد ببيان آخر، جاء فيه ان "بينت في حالة ضغط لأنه يعرف الحقيقة. من انتخب بأصوات اليمين يحافظ على ميراث (محمود) درويش في مدارس اولاد اسرائيل ويصارع بكل الطرق من اجل الحفاظ على سيطرة اليسار على وسائل الاعلام. بينت لم يعد منذ زمن داخل المدرعة".
وحسب بيان الليكود فان "بينت يعمل سوية مع الاخ (يئير) لبيد، على حفر انفاق تحت سلطة الليكود. من يتجند لصالح نوني موزيس من اجل اغلاق "يسرائيل هيوم" والحصول على عدة عناوين مؤيدة في "يديعوت" وملاطفة اخرى من "ynet" لا يقلق على الاعلام الحر".
وعقب وزير المالية موشيه كحلون على التوتر في الائتلاف وقال: "يجب اخراج هذه الحكومة كلها الى اجازة".وقال رئيس المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ معقبا خلال اجتماع لكتلته، ان "الحكومة تحتاج الى اجازة او اخضاع قسري للعلاج". وقالت تسيفي ليبني ان "هذا هو امتحان كحلون. اذا كان هذا هو الوضع فانه لا يمكنهالبقاء ليوم واحد في الحكومة".
ويأتي تبادل التهم بين بينت ونتنياهو على خلفية عدة خلافات نشأت بينهما مؤخرا. فقد عاد نتنياهو وصرح، امسالاول، بأنه يرغب بضم المعسكر الصهيوني الى الائتلاف، وقال للمراسلين السياسيين ان لديه "اسباب جيدة"تجعله يرغب بتوسيع الحكومة، امام "التهديدات والفرص السياسية" التي تواجه اسرائيل. وقال انه لهذا السبب يواصل الاحتفاظ بحقيبة الخارجية.
"تصريحات تلائم الفاشية"
وكتبت "يديعوت احرونوت" في هذا الصدد ان مصادر في الليكود والبيت اليهودي، اعلنت امس، بانه على الرغم من الشرخ الذي حدث بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ونفتالي بينت، فانهما لا ينويان فض الشراكة بين الحزبين. ويتولى الوساطة سرا بين الحزبين، شلومو فيلبر، مدير عام وزارة الاتصالات، المقرب من نتنياهو، والمقبول على بينت.
وتواصلت داخل حزب الليكود، امس، الصراعات على خلفية الموقف من وسائل الاعلام وحجم التدخل المطلوب في سلطة البث العام الجديدة. وبعد ان هاجم الوزير غلعاد اردان، امس الاول، الوزيرة ميري ريغف، ورئيس الائتلاف النائب دافيد بيطان، على خلفية معارضتهما لسلطة البث العام، انضمت امس، الوزيرة جيلا جملئيل ووصفت محاولات التدخل في طابع سلطة البث بالفاشية والدكتاتورية. وقالت ان من يحاول المس بافتتاح السلطة لا يفهم ما هي الديموقراطية. "التصريحات التي تريد السيطرة على سلطة البث العام تلامس الفاشية والدكتاتورية، وهذا يذكرنا بأنظمة مظلمة".
واضافت جملئيل: "لقد امضيت سنوات طويلة في الليكود، ولكننا لم نصل ابدا الى مستويات الحوار هذه. يجب شجب ذلك. الانظمة المظلمة هي التي تستخدم هذه التصريحات. نحن نشاهد ما يحدث من حولنا في الشرق الأوسط، حيث يريدون في كل مرة اطفاء مفاتيح وسائل الاعلام".
وقالت جملئيل ان وزراء في الحكومة هاجموها هي والوزير غلعاد اردان في كل مرة دافعا فيها عن سلطة البثالعام. واضافت: "بكل بساطة لم يسمحوا لنا بالتحدث". ورد المقربون من الوزيرة ميري ريغف على جملئيل وقالوا:"انها تخوض صراعا بينها وبين نفسها حول من ستكون المرأة القوية في الليكود، لكننا لسنا في لعبتها. هذا ليس صراع قوى".
من جهتها توجهت الوزيرة ريغف الى المستشار القانوني للحكومة وسكرتير الحكومة وطالبت بكشف بروتوكولجلسة الحكومة الكامل، بادعاء انه تم اخراج الاقتباسات التي نشرتها وسائل الاعلام من سياقها، او "فتح تحقيق لمعرفة من قام بتسريب اجزاء معلومات عمدا في سبيل تضليل الجمهور". ويشار الى ان ريغف قامت امس، بالذات، باشراك القراء على صفحتها في الفيسبوك باقتباسات من تصريحاتها.
وخرج وزراء سابقون من الليكود للدفاع عن جملئيل، وقالوا ان الليكود يبتعد عن طريق جابوتنسكي. وقال وزيرالامن السابق موشيه يعلون، ان "الوزيرة جيلا جملئيل تثبت شجاعة سياسية ورسمية تشكل شعلة ضوء في العتمة".وكتبت وزيرة الثقافة السابقة ليمور لفنات: "الوزراء الرسميون الذين يعملون حسب نظريات جابوتنسكي وبيغن يتقلصون في الليكود، حركتي. أهي حركتي؟"
الى ذلك ادعى رئيس الائتلاف دافيد بيطان، الذي قدم مشروع قانون لإلغاء سلطة البث العام ، ان لديه غالبية من الوزراء ونواب الليكود الذين يؤيدون اقتراحه، وفي هذه الحالة، قال، "يجب على رئيس الحكومة الى يؤيد هذا التوجه ويدعم مشروع قانوني". واضاف بيطان لاحقا: "انا لا انظر الى الصحفيين كيمين ويسار، انا انظر اليهم هكذا: من يؤيد الليكود ومن ضد الليكود".
"يبحثون عن استحسان وسائل الاعلام لهم"
في السياق ذاته، تقتبس "يرائيل هيوم" تصريحات نتنياهو خلال اجتماع كتلة الليكود، امس، والتي جاء فيها ان"المنافسة في وسائل الاعلام هي مسألة هامة. يتحدثون عن السيطرة على الاعلام، المنافسة هي عكس السيطرة. المنافسة ستنقل القوة الى الجمهور". وحسب اقواله، فان "اجزاء كبيرة من الجمهور منبوذة في وسائل الاعلامالاسرائيلية ولا يتم التعبير عن مواقفهم في الاستوديوهات. المنافسة ستوفر التعبير لكل اطياف الجمهور". وحسب نتنياهو "توجد رغبة لدى بعض السياسيين بنيل الاستحسان من قبل بعض وسائل الاعلام، التي تريد الحفاظ على احتكار ما يشاهده ويسمعه الجمهور. ولذلك انا وزير الاتصالات، لأنه يمكنني مواجهة الضغط. دورنا هو عمل الأمر الصائب لصالح الجمهور". في المقابل قال هرتسوغ ان تصريحات ريغف ورئيس الائتلاف النائب دافيد بيطان، الذي طلب الغاء سلطة البث العام، ليست زلة لسان وانما تعبير عن سياسة نتنياهو الذي يريد ان يصبح فيدل كاسترو.
وتضيف "هآرتس" ان نقطة الخلاف الاخرى بين نتنياهو وبينت تتعلق بسلوك المجلس الوزاري المصغر خلال عملية "الجرف الصامد" وقبلها، وذلك عشية صدور تقرير مراقب الدولة في هذا الشأن. وحسب مصادر اطلعت على التقرير فقد وجه المراقب انتقادات شديدة الى نتنياهو ووزير الامن السابق يعلون، ورئيس الاركان السابق غانتس. واتهم نتنياهو ويعلون بإقصاء الوزراء عن ادارة الحرب وعدم اطلاعهم على تهديد الانفاق قبل العملية الا بشكل عام. وقد اكثر بينت، في الاشهر الأخيرة، من انتقاد نتنياهو بهذا الشأن، بل اشترط دعمه بضم "يسرائيل بيتينو" الى الحكومة بتعيين "سكرتير عسكري" للمجلس الوزاري. وفي الاسبوع الماضي رفض نتنياهو هذه الادعاءات وقال انه تم خلال الاشهر السبعة التي سبقت العملية، عقد ثماني جلسات لمناقشة موضوع الانفاق. لكن بينت، ويئير لبيد، واصلا الادعاء بأن المجلس الوزاري لم يناقش هذا الموضوع بشكل معمق.
التحقيق مع مسؤولين كبار في ديوان نتنياهو
ذكرت القناة العاشرة، امس، ان الشرطة حققت مع مسؤولين كبار في ديوان رئيس الحكومة، نتنياهو، في موضوعالحملة السرية التي تم طلبها من قبل نتنياهو ضد ايهود براك في 2007. وحسب التقرير فقد تم دفع مبلغ 28 الف ليرة استرليني نقدا، ومن مصدر غير معروف، ثمنا لتلك الحملة السلبية. مع ذلك، قالت مصادر في جهاز تطبيق القانون، لصحيفة "هآرتس" انها لا تعرف عن تحويل مبلغ اخر لتمويل الحملة، باستثناء مبلغ 25 الف شيكل، والتي تم التبليغ عنها هذا الاسبوع. وحسب مصادر مطلعة فقد تم التحقيق مع عدد من اصحاب المناصب الرفيعة سابقا في ديوان نتنياهو، ايضا في موضوع الفحص المتعلق بتحويل اموال الى عائلة نتنياهو.
وحسب المعلومات المتوفرة لدى الشرطة فقد قام رجال اعمال، بعد عودة ايهود براك لرئاسة حزب العمل في2007، بتمويل حملة دعائية ضده ولصالح رئيس الليكود بنيامين نتنياهو، في الوسط العربي، تم التركيز فيها على دور براك في قتل 13 متظاهرا عربيا في اضطرابات تشرين اول 2000. ويشار الى ان تمويل الحملة من قبل جهات خاصة لا يعتبر، بالضرورة، مخالفة قانونية، لكن الشرطة تفحص ما اذا تم تبليغ السلطات عن المبلغ الذي تم التبرع به لهذه الحملة، وما هو مصدره. وتم النشر، امس، عن قيام الشرطة في الآونة الأخيرة، بتفتيش مكتب الاعلان "عنبار مرحاب" وجمع افادات من عدة اشخاص على خلفية الموضوع. وقالت الشرطة ان الفحص استهدف معرفة ما اذا تم تبليغ السلطات عن المبلغ الذي استثمر في هذه الحملة.
الشرطة ستغلق الملف ضد يتسحاق هرتسوغ
كتبت "هآرتس" انه من المتوقع ان توصي الشرطة بإغلاق ملف التحقيق ضد رئيس المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ، حسب ما نشرت القناة الثانية، مساء امس. وحسب التقرير ستعلن الشرطة بأنها لم تتوصل الى قاعدة ادلة لمحاكمة هرتسوغ بتهمة تلقي دعم ممنوع وتقديم تصريح كاذب. ويخضع القرار النهائي بإغلاق الملف للمستشار القانوني للحكومة ابيحاي مندلبليت، علما ان لم يجر حتى الان أي نقاش بين قسم التحقيق والاستخبارات فيالشرطة ورجال وزارة القضاء في هذا الشأن.
وكانت الوحدة القطرية للتحقيق في اعمال الغش قد فتحت قبل اربعة اشهر، تحقيقا ضد هرتسوغ، وتم التحقيق معهمرتين تحت طائلة الانذار، بشبهة تلقي دعم ممنوع في اطار حملة الانتخابات الداخلية في الحزب في 2013. وحسب الشبهات فقد استخدم المال لشن حملة استهدفت تشويه سمعة شيلي يحيموفيتش منافسة هرتسوغ على رئاسة الحزب.
سفير اسرائيل في مؤسسات الامم المتحدة: "العالم ليس ضدنا وليس معاديا للسامية"
تكتب "هآرتس" ان سفير اسرائيل لدى مؤسسات الامم المتحدة، ابيتار منور، وجه انتقادات شديدة اللهجة الى الوزارة وتعاملها مع مستخدميها ولسياسة الحكومة. وبعث منور، وهو من اقدم الدبلوماسيين، ببرقية الى زملائه تحت عنوان "انا، الوزارة
...
لا اكترث بضياع الوقت في سبيل قراءة هذه الأخبار , التي لو قمنا بالتعليق عليها لما نهضنا من مكاننا طيلة يومين كاملين .
أشكرك أخي ناجي لقد افدت وأجدت , وبارك الله بك .
لماذا؟ هل تراها محبطة؟
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 5-6 آب 2016
بعد اعتقال الحلبي:
اسرائيل تتهم حماس بالسيطرة على تنظيم مساعدات دولي وسرقة اموال الدعم
تكتب "هآرتس" بتوسع حول لائحة الاتهام التي تم تقديمها الى محكمة اسرائيلية، يوم الخميس 4 آب، ضد ناشط حماس محمد الحلبي، الذي يدعي جهاز الشاباك الاسرائيلي بأنه سيطر بأوامر من الجناح العسكري لحركة حماس على تنظيم دولي للمساعدات في غزة، وقام منذ عام 2010 بتحويل عشرات ملايين الدولارات له، ناهيك عن سرقة مساعدات انسانية وتحويلها لمخازن حماس ورجالاتها.
وقالت الصحيفة ان محمد الحلبي، مدير فرع التنظيم الدولي للمساعدات في غزة World Vision، يتهم بارتكاب سلسلة من المخالفات الأمنية، وقد اعتقله الشاباك في شهر حزيران الماضي، على معبر ايرز، بعد جمع ادلة ووثائق، تثبت حسب ادعاء الشاباك، انه تم استغلال الأموال التي سيطر عليها وحولها الى حماس، ايضا لحفر الأنفاق وشراء وسائل حربية.
وحسب لائحة الاتهام، فان حلبي، الذي يحمل اللقب الثاني في الهندسة المدنية، تجند لكتائب عز الدين القسام في سنة 2004، وبعد سنة طُلب منه التسلل الى صفوف تنظيم انساني "والتقرب من صناع القرار في التنظيم الدولي الأجنبي والنشاط في صفوفه بشكل سري من اجل دفع مصالح القسام".
وقد أدار حلبي الكثير من المشاريع التي نفذها التنظيم الدولي في غزة، وتدعي لائحة الاتهام، انه اهتم بإرساء العطاءات على احدى شركتين: شركة أركوما للمعدات الأساسية، وشركة العطار للمعدات الزراعية، وذلك لأنهما وافقتا على تسلم اموال زائدة من الأموال التي يجري تحويلها من تنظيم World Vision لتنفيذ المشاريع، وتحويل المبالغ الزائدةالى حماس.
وتنسب لائحة الاتهام الى حلبي الاتصال بعميل اجنبي، العضوية في تنظيم ارهابي، النشاط في تنظيم غير قانوني، مخالفة اوامر منع استغلال الاملاك لأهداف ارهابية وتسليم معلومات للعدو ومخالفات اسلحة.
وادعت المحامية ليني مونتيليو سيغل من النيابة العامة، ان لائحة الاتهام "تثبت نشاط تنظيمات الارهاب واستغلال الأموال التي يجري جمعها من قبل تنظيمات تطوعية". وقالت ان المتهم هو ناشط في حماس منذ اكثر من عشر سنوات وتم زرعه داخل تنظيم تطوعي من اجل دفع مصالح التنظيم من خلال استغلال منصبه كمدير للتنظيم من اجل استخدام الاموال التي تم جمعها لإعادة ترميم القطاع، لصالح النشاط الارهابي وتمويل الارهاب، كبناء مواقع عسكرية وحفر انفاق وشراء اسلحة. وقد استغل تأشيرة دخوله الى اسرائيل بحكم منصبه، للتجوال في المنطقة وتحديد نقاط لفتح فوهات للأنفاق الهجومية، من بينها مناطق على الشارع بين معبر ايرز وياد مردخاي.
ويدعي الشاباك انه تم بناء موقع لحماس في بيت حانون، من خلال استغلال مبلغ 80 الف دولار تم جمعها في بريطانيا لمساعدة العائلات المحتاجة والعاطلين عن العمل ومشاريع في القطاع. كما استغل هذا المبلغ لدفع رواتب لنشطاء حماس بل ولتوزيع "مكافآت" لمن حاربوا اسرائيل خلال "الجرف الصامد". كما يدعي الشاباك، ان اعمال حلبي تمت بمعرفة موظفين اخرين في تنظيم المساعدات، واحيانا بمشاركتهم، لكنه تم اخفاء ذلك عن قادة تنظيم World Vision. يشار الى انه بعد تمديد اعتقال الحلبي قبل حوالي شهر، كتب موقع التنظيم الدولي انه يدعمه ووصفه بأنه مدير ميداني وزميل موثوق طوال عشر سنوات، عمل دائما باجتهاد وبمهنية من اجل اداء واجباته.
كما يدعي الشاباك ان حوالي 60% من موارد التنظيم الدولي في غزة، نقلت الى حماس وان الحلبي كشف خلال التحقيق معه الكثير من المعلومات حول طرق تحويل الأموال، ومن بين ذلك المبادرة الى نشر عطاءات وهمية كان هدفها تحويل اموال الى حماس، كما قام بتسجيل نشطاء لحماس كمزارعين واولادهم كأصحاب اعاقات كي يتمكنوا من تلقي اموال الدعم.
وحسب ادعاء الشاباك فقد بادر حلبي لبناء دفيئات زراعية، بينما استغلت هذه الدفيئات لإخفاء نقاط حفر الأنفاق. كما اقام مشروعا لمساعدة الصيادين، لكنه استغل الاموال لشراء ملابس غوص وزوارق بخارية لقوة حماس البحرية. ويدعي الشاباك ايضا، انه تم تحويل شاحنات من مواد الدعم التي ارسلها التنظيم الدولي، مباشرة الى مخازن حماس بدلا منمخازن التنظيم. وشملت هذه المواد مواد استهلاكية ومواد تنظيف وتجميل. كما يدعي الشاباك انه تم خلال فترة رئاسة محمد مرسي لمصر، تحويل عشرات الاف الدولارات لشراء اسلحة في سيناء لحماس.
وقام الشاباك بتعقب محمد الحلبي وعلاقاته مع حماس منذ فترة، حتى تم اعتقاله قبل شهر ونصف. وتم قبل اسبوعين مداهمة مكاتب التنظيم الدولي في القدس الشرقية ومصادرة وثائق ومراسلات داخلية. كما تم اطلاع التنظيم على اعتقال الحلبي.
وقال مسؤول رفيع في الشاباك للمراسلين العسكريين، ان التنظيم الدولي لا يتعقب ما يحدث في الجمعيات والتنظيمات التي يدعمها. وحسب اقواله فان "التنظيمات الدولية تقوم بعمل جيد في كثير من مجالات المساعدة، وليس لدينا أي شك بنواياها، لكن حماس تجيد استغلال ضعف مراقبة هذه التنظيمات لأموال الدعم. نحن لم نحقق مع التنظيم وانما مع نشطاء حماس، وليست لدينا شبهات ضد التنظيم". مع ذلك يدعي الشاباك ان التحقيق مع حلبي قاد الى معلومات تثير الشبهات بنشاط موظفين اخرين في تنظيمات العون الانساني، بما في ذلك مؤسسات تابعة للأمم المتحدة، قاموا باستغلال عملهم لصالح حماس. وتم فرض السرية على هذه المعلومات.
ويدعي المسؤول الكبير في جهاز الشاباك ان حلبي قام بعدة مهام بأوامر مباشرة من محمد ضيف، مضيفا ان"الحديث ليس عن شخص واحد وان القضية ليست هامشية وانما مخطط منظم قامت بتفعيله قيادة حماس بشكل سري. هذا التخطيط المنظم والعمل السري ونية السيطرة على التنظيم يشير الى جرأة ونجاح حماس".
وقال المحامي محمد محمود الذي يمثل الحلبي، لصحيفة "هآرتس" ان موكله ينفي أي علاقة له بحماس وان حقيقة استمرار التحقيق لمدة 55 يوما تثبت وجود مشكلة في الأدلة. واضاف: "بالنسبة لإسرائيل كل من يقيم في قطاع غزة يمكن نسبه الى حماس. موكلي لا ينتمي الى حماس وفي احدى افاداته شرح بشكل مفصل بأنه في احدى الحالات وصل اليه مسلحون واخذوا منه ما يريدون تحت طائلة التهديد. نحن سندرس الملف ومواد الأدلة، لكنني اعتقد انه تم تضخيم هذا الملف بشكل كبير وسيتم تنفيسه تدريجيا". وقالت عائلة حلبي انه لم يتم تبليغها سبب اعتقال محمد وما هيالمخالفات المنسوبة اليه. وقال الناطق بلسان حماس لوكالة الأنباء الالمانية "د-ف-ا" ان الحلبي ليس عضوا في الحركة.
اسرى حماس يعلنون الاضراب عن الطعام بعد قيام اسرائيل بتشتيت شملهم
تدعي صحيفة "يسرائيل هيوم" ان الجهاز الامني الاسرائيلي احبط مخططا واسعا لأسى حماس في السجون الاسرائيلية، لتنفيذ عملية كبيرة. يأتي ذلك على خلفية قرار سلطة خدمات السجون الاسرائيلية المفاجئ مداهمة قسمين كاملين يحتجز فيهما اسرى حماس – الاول في سجن نفحة والثاني في سجن ايشل- وتوزيع الأسرى على سجون أخرى.
وكتبت "هآرتس" في هذا الصدد انه تم اتخاذ هذا القرار في اعقاب وصول معلومات استخبارية حول تنظم هؤلاء الاسرى وقيامهم بتبادل معلومات بينهم بواسطة اشخاص وهواتف خليوية تم ادخالها اليهم سرا.
وردا على هذه الخطوة اعلن الاسرى في هذين القسمين الاضراب عن الطعام، امس. والحديث عن 125 اسيرا كانوا في سجن نفحة و135 اسيرا في سجن ايشل، والذين تم توزيعهم على عدة سجون في البلاد، من بينها "اوهالي كيدار".واعلنت دائرة شؤون الأسرى الفلسطينيين بأن الاسرى اعلنوا الاضراب عن الطعام احتجاجا على هذه المعاملة.
في المقابل بدأت طواقم من السجانين ووحدات خاصة في سلطة السجون، بإجراء عمليات تفتيش واسعة في الأقسام التي اخلي منها اسرى حماس، وتم العثور على اجهزة هواتف خليوية ومواد مكتوبة تشير الى الانتظام داخل السجنين. وليس واضحا حتى الآن عن أي تنظيم يجري الحديث، ولكن علم بأن بين الاسرى الذين اعيد توزيعهم على السجون هناك عدد من قادة كبار في حماس.
وحسب الصحيفة، تحاول سلطة السجون منع نشاطات احتجاجية اخرى بين الأسرى، وتتخوف من تحركات اوسع. ويشار الى ان 40 اسيرا اخر، من نشطاء الجبهة الشعبية، فتحوا في الشهر الماضي، اضرابا عن الطعام، تضامنا مع الاسير الاداري بلال كايد، الذي يضرب عن الطعام منذ 51 يوما. وقد اعتقل كايد اداريا، فور انتهاء محكوميته بالسجن لمدة 14 عاما. كما بدأ ثلاثة اسرى اداريين، بينهم الصحفي عمر نزال، اضرابا عن الطعام احتجاجا على اعتقالهم بدون محاكمة.
رفض اطلاق سراح الرئيس الاسرائيلي السابق كتساف
تكتب "يديعوت احرونوت" ان آمال رئيس الدولة السابق موشيه كتساف تحطمت الى شظايا، يوم الخميس، بعد رفض لجنة الافراج في سلطة السجون اطلاق سراحه وتحديدها بأنه "لم يحن الوقت بعد للأمر بإطلاق سراح السجين" واعادته الى السجن.
وكان كتساف الذي ادين بالسجن لمدة سبع سنوات بتهم الاغتصاب والعمل المشين، يأمل بكل جوارحه ان تقوم لجنة الافراج بإرساله الى بيته، بعد ان امضى اربع سنوات وثمانية أشهر في السجن، وبعد ان اوصت سلطة تأهيل الأسرى بإطلاق سراحه. لكن اعضاء اللجنة لم يجدوا سببا لتغيير القرار السابق ورفضوا الطلب.
وكتب اعضاء اللجنة في قرارهم انهم فحصوا وجهة النظر الجديدة التي اعدتها سلطة تأهيل السجين، وركزوا على مسألة ما اذا طرأ تغيير على مواقف السجين، ونفيه للمخالفة، ورفضه للعلاجات التي يفترض ان يمر بها". واكدوا ان بداية علاج التأهيل يجب ان تتم بين جدران السجن ومواصلتها بعد اطلاق سراحه، ولكن كتساف لم يبدأ أي علاج في السجن.
وتم اتخاذ القرار ضد كتساف بالاجماع، لكنه لم يكن خاليا من الجدل. وفكرت اللجنة في البداية بنشر رأي اقلية بعد ان اعتقدت احدى العضوات بأنه يجب اطلاق سراح كتساف، لكنها اقتنعت في نهاية الأمر بالانضمام الى رفاقها. مع ذلك ترك اعضاء اللجنة لكتساب فتحة امل حين كتبوا انه "من المناسب ان يواصل السجين اجراءات العلاج خلال اعتقاله واذا فعل ذلك، يمكنه المثول امام اللجنة بعد ستة اشهر من اليوم".
ورد كتساف بخيبة امل ممزوجة بالغضب على القرار، وقال لاقربائه: "التزمت بكل شروطهم، طوال اربع سنوات ونصف فعلت كل ما طلبوه، لم يقترحوا علي أي علاج، ولم ارفض ابدا أي علاج، وطالما لم يشاهدوا جثتي تنزف دما في شوارع المدينة فانهم لن يتركونني. انا لا اعرف كيف اجمع الشظايا". وقال المقربون منه ان كتساب محطم نهائيا. وقررت سلطة السجون عدم المخاطرة، وتعيين شرطي لحراسته على مدار الساعة خشية ان يحاول المس بنفسه.
وقال المحامي بن تسيون امير الذي يترافع عن كتساب مع اخرين ان "هذا يوم حزين، يوم تم فيه المس بمبدأ المساواة امام القانون".
هدم منزلين في الخليل
كتبت "يسرائيل هيوم" ان قوات الجيش الاسرائيلي هدمت، ليلة الخميس/الجمعة، منزلي "المخربين" اللذين نفذا عملية اطلاق النار في منطقة شارونا في الثامن من حزيران في تل ابيب، والتي اسفرت عن قتل اربعة مدنيين، واصابة عدد آخر من المدنيين.
وتم هدم بيت محمد احمد موسى محامرة في خربة رقعة في الخليل، بينما تم هدم منزل خالد احمد موسى عيد محامرة في يطا. وكانت قوات الامن قد القت القبض عليهما بعد العملية.
وقال الجيش الاسرائيلي ان هدم المنزلين تم بناء على توجيهات القيادة السياسية. ونفذت عمليات الهدم قوات من لواء يهودا، وحرس الحدود ووحدة الهندسة للمهام الخاصة. وكانت المحكمة العليا قد قررت هدم المنزلين بعد رفض التماسي العائلتين ضد اوامر الهدم.
وقبل حوالي شهر تم تقديم لائحة اتهام ضد محمد وخالد وكذلك ضد المتهم الثالث يونس زين، الذي قدم لهما المساعدة.
نتنياهو وليبرمان يعارضان انشاء ميناء على جزيرة اصطناعية في غزة
تكتب "يسرائيل هيوم" انه يبدو بأن مشروع الجزيرة الاصطناعية امام شواطئ غزة غاص قبل ان يقام. فقد اعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الامن افيغدور ليبرمان معارضتهما لخطة وزير المواصلات يسرائيل كاتس، لأنه لا يمكن ضمان فحص البضائع والناس الذين سيدخلون ويخرجون، ولا حتى في حالة اقامة "جزيرة منفصلة" عن القطاع.
وقال نتنياهو، هذا الأسبوع، ردا على سؤال وجهته اليه صحيفة "يسرائيل هيوم" ان مسألة الفحص الامني اشكالية".ويوم الخميس، قال وزير الأمن: "أنا اعارض بشدة. لا يمكن ضمان أي فحص فاعل".
لكنه خلافا لموقف نتنياهو وليبرمان، ادعت جهات سياسية رفيعة ان الجيش والشاباك لا يريان مشكلة امنية في اقامة الجزيرة. كما تدعي الجهات المهنية في وزارتي الخارجية والمالية ان هذا الحل يعتبر جيدا من الناحيتين السياسية والاقتصادية. وطلب كاتس من المجلس الوزاري المصغر الأمر بإقامة طاقم وزاري للبدء في دفع المشروع، لكنه تم رفض طلبه.
وكان كاتس قد اقترح قبل ثلاث سنوات، خطة لإقامة جزيرة اصطناعية امام شواطئ غزة، على امتداد 8 كلم، بهدف انهاء تعلق الفلسطينيين باسرائيل. وتقترح الخطة انشاء الجزيرة الاصطناعية بتمويل اجنبي، وانشاء ميناء بحري ومطار جوي ومناطق تشغيل وفنادق ومنشآت متطورة لانتاج الطاقة وتحلية مياه البحر. وتقدر تكلفة المشروع بحوالي 5 ملياراتدولار، ويقترح ربط الجزيرة بالقطاع بواسطة جسر يمكن تفكيكه اذا ألح الأمر لأسباب امنية.
مقالات وتقارير
لا يتم ترك العائلات في المؤخرة
تكتب كارولاينا لاندسمان، في "هآرتس" ان تحفظ عائلتي الجنديين هدار غولدين واورون شاؤول من تقرير لجنة"شمغار"، الذي يدعو للامتناع عن اطلاق سراح عدد كبير من الأسرى في اطار صفقات لتبادل الأسرى، واطلاق سراح اسرى أحياء مقابل اعادة جثامين جنود قتلى، هو احتجاج مبرر، وهم يقولون ان "تبني التقرير يعني القضاء على جيش الشعب، وانه في الوقت الذي يتواجد خلاله اسرى لا يتم تغيير قوانين تقيد ايدي الحكومة". وهذا صحيح: في التعاقد غير الرسمي بين المواطنين والدولة، يبدي الاسرائيليون استعدادهم للتضحية بحياتهم وبحياة اولادهم من اجلحماية الدولة، لأنهم يعرفون بأنها ستعالجهم اذا جرحوا، وستحاول انقاذهم اذا كانت حاجة الى ذلك، وستحترم ذكراهم وتساعد عائلاتهم اذا قتلوا.
تقرير لجنة شمغار يوفر تعبيرا لأجزاء الشعب التي تسعى إلى إجراء تغييرات في العقد، وتقديم تخفيض الدولة. يوجد بين الجمهور من يعتقدون بأن الثمن الذي دفعته اسرائيل مقابل حياة غلعاد شليط كان باهظا جدا، ويمنع تكرار ذلك"الخطأ"، وان على الدولة الاصرار على تكلفة اصغر لحياة الاسرى الاسرائيليين، واذا كانوا امواتا – يجب اعادة محفظة الاسرى الفلسطينيين الى الجيب.
لقد صاغ رفيف دروكر هذا الشعور لدى تطرقه الى تجند وسائل الاعلام لصالح العائلات، وكتب (في هآرتس 18.7)" الان تتكرر القصة ذاتها. ولكن بصورة اكثر جنونية. هناك على الاقل (في قضية شليط) كان جنديا حيا يجب اعادته الى البيت. هنا لا يوجد حتى هذا.". وكتب روغل الفر (هآرتس 28.6) ان "حركة الاحتجاج الشعبي لإعادة الأبناء الى البيت، لا تميز بين الأحياء والأموات. الأحياء والأموات يتساوون".
لبالغ الأسف، ان التمييز بين الأحياء والأموات واضح لعائلتي شاؤول وغولدين، وليس لهما فقط. يبدو ان دروكر والفر اعتقدا ان عليهما الاشارة الى عري الملك، لأنهما شعرا بأن وسائل الاعلام كلها انجرفت وراء الاطراء على ثوبه الجديد. لكنهما من اصيبا بالعمى: من الواضح ان الأمر ليس نفسه وان اسرائيل ستدفع لقاء الأسرى الأحياء ثمنا اكبر مما ستدفعه لقاء الجنود الموتى. لا حاجة الى تقرير خاص من اجل هذا. يكفي وجود عقل سوي.
لكنه يمنع، ايضا، الانجراف في تأكيد التمييز بين الحي والميت، كما لو انه لا توجد قيمة للأحياء. لقد اقترح نيتشه الحذر من القول بأن الموت هو عكس الحياة: "الحي هو فقط نوع من الميت، وهو نوع نادر جدا". الجندي الميت هو جزء من نسيج عائلته، لا يتم ترك جندي في المؤخرة ولا ترك عائلته في المؤخرة. اذا لم تحترم اسرائيل التزامها الأساسي للجندي، في حياته وموته، ولذكراه ولأبناء عائلته وحاجتهم الى دفنه حسب معتقداتهم والحزن على قبره، فبأي قيم ستطلب منه التطوع والمخاطرة بحياته من اجلها وحتى التضحية بحياته؟
ليس صدفة انه في الفترة التي يسعون فيها الى تخفيض الثمن الذي تدفعه الدولة لقاء اعادة الجنود المخطوفين والاسرى، تم التعامل بلطف مع نظام "هانيبال" ("الجرف الصامد") بل ان رئيس الأركان غادي ايزنكوت أمر مؤخرا بإلغائه. اذا كانت اسرائيل تفضل الجندي الميت على الجندي المخطوف، حتى وان كان الأمر يتطلب منها القيام بقتله، فسيكون من الغباء من جانبها دفع الثمن مقابل جثته. ولكن اذا كان هذا هو توجه اسرائيل، فماذا ستقول لجنودها؟ من سيرغب بالتطوع لجيش كهذا؟ والمخاطرة والتضحية بحياته؟ او انقاذ رفيقه؟ كيف حدث وان الاسرائيليين باتوا ينظرون الى الإصرار الطبيعي للعائلات على استعادة جثث اولادها الذين سقطوا دفاعا عن الوطن، مجرد تدليل، ويفضلون تقليل ثمن حياتهم وموتهم، بدل مطالبة الدولة بزيادة جهودها لوضع حد لدائرة الدماء – هذه مسألة ستجيب عليها كتب علم النفس لدى الشعوب.
الثمن الباهظ الذي تطالب به حماس لقاء الجنود الاسرائيليين لم يتم تح
...
رئيس بلدية القدس يخططلإقامه محطة للقطار الهوائي في قلب سلوان "لكي يعرفوا من هو صاحبالبيت"!!تنشر صحيفة "هآرتس" تصريحات لرئيس بلدية القدس، نير بركات، جاء فيها ان القطارالانزلاقي الهوائي الذي تنوي البلدية ربطه بالمدينة القديمة، سيتوقف، ايضا، في قلبالحي الفلسطيني سلوان. وكتبت انه خلال محادثة اجراها بركات مع نشطاء الليكود حولمسار القطار، شرح بأن هدف المشروع هو جعل مستخدميه "يفهمون من هو حقا صاحبالبيت في هذه المدينة"!وحسب المخططات التي تمنشرها في السابق، تنوي البلدية انشاء اربع محطات سيتوقف فيها القطار: في محطةالقطار الأولى قرب مسرح الخان، في منطقة كيدم في سلوان، التي تسيطر عليها جمعيةالمستوطنين "إلعاد"، قرب فندق الأقواس السبعة على جبل الزيتون، وقربكنيسة الجسمانية، على مقربة من باب الأسباط. لكنه يستدل من شريط تم نشره على صفحةبركات في الفيسبوك، الاسبوع الماضي، يظهر رئيس البلدية وهو يحاضر امام نشطاءالليكود الذين تجولوا معه في القدس، ويشير الى انه ستقام محطة اخرى للقطار فيسلوان على مسافة 500 متر من منطقة كيدم. وحسب اقوال بركات، فان محطتان من بينالمحطات الخمس ستقام في منطقة "مدينة داود" التي تديرها جمعية "إلعاد". وحسب المخطط، فان محطة كيدم هي الاكثر اهمية في المشروع،وسترتبط فيها ثلاث قطارات ستخرج من اتجاهات مختلفة – جبل الزيتون والجسمانية وبركةحزقيا.وخلال حديثه عن القطارالهوائي، ربط بركات بين الاحتياجات الاقتصادية والسياحية التي سيخدمها المشروعواهدافه الايديولوجية. وبعد ان وصف الجهد الأثري المطلوب لكشف المدرجات من بركة حزقياالى الحرم القدسي، وخطة ترميم البركة في المستقبل، قال بركات: "اريد السماحلليهود وغير اليهود باستعادة هذه التجربة. من يريد السباحة (في بركة حزقيا)والصعود الى الأعلى باتجاه "جبل الهيكل" (الحرم)، من يفعل ذلك يعرفتماما من هو صاحب البيت في هذه المدينة".وحسب رأيه، فان "عندما نصل الى هذه المتعة (الجولة في المواقع اليهودية التاريخية)، يرتبكرجال اليسار ايضا. انهم يفهمون بأن الأمر حقيقي وان ارتباطنا بالقدس هو ارتباط لنيتم فكه ابدا. ويجب توفير وسيلة مواصلات لهذه المتعة".واضاف بركات: "هذا سيسمح بالوصول الى القدس القديمة والمقدسة بدون سيارات، بدون باصات. ماترونه اليوم هو ليس كيف ستبدو القدس غدا. (اريد احضار) عشرة ملايين سائح ليصلجميعهم الى هذه الأماكن، بدون بنى تحتية للقطار الخفيف، والقطار الهوائي والقطارالسريع، والفنادق وما اشبه، لن نتمكن من الشعور بهذه المتعة المميزة. من اجل احضارالعالم الواسع. ومن اجل فهم من هو حقا صاحب البيت في هذه المدينة، فان كل هذهالبنى التحتية معدة لهذا الغرض".ويسعى بركات منذ عدةسنوات لدفع مشروع القطار الهوائي في البلدة القديمة، لأنه يعتبره الحل الامثلللمواصلات الى المنطقة الغنية بالمواقع السياحية. وكان قد صرح في 2013، بأنه ينويتفعيل القطار الهوائي خلال عامين، لكنه تم تجميد الانشغال في هذا الموضوع لفترةطويلة. ويشير بركات ومخططي المشروع الى الفوائد البيئية والاجتماعية لهذا المشروع،من بينها تخفيض حركة السيارات الخصوصية والحافلاتوتلويث الجو بعشرات النسب المئوية. وتصل تكلفة المشروع، كما عرضته البلديةقبل عامين الى 125 مليون شيكل.مع ذلك، من المتوقع انيثير هذا المشروع خلافات سياسية، لأن القطار الهوائي سيبنى كله تقريبا خارج الخطالاخضر، على مسافة قريبة من الحرم القدسي والأماكن المقدسة للمسيحيين على جبلصهيون وجبل الزيتون. وقبل سنة ونصف انسحبت من المشروع الشركة الفرنسية "سفاج" الخبيرة بإنشاء القطارات الهوائية، كما يبدو في اعقاب توجهالسلطة الفلسطينية الى الحكومة الفرنسية. ومن المتوقع ان يثير انشاء القطارالهوائي معارضة لأسباب بيئية وتخطيطية ايضا.ورفضت بلدية القدسالتطرق الى تصريحات رئيس البلدية حول اهداف القطار الهوائي. وجاء من البلدية ان"تطبيق رؤية رئيس البلدية للقطار الهوائي الذي سيربط المراكز ذات الصلةبالديانات الثلاث في حوض البلدة القديمة، يتبلور في هذه الأيام، من قبل الجهاتالمهنية، وعندما يجهز المخطط سيتم مناقشته في اللجان ذات الصلة. مشروع القطارالهوائي هو جزء من شبكة مواصلات كاملة تشمل خطوط القطار الخفيف ومنظومة نقلالجمهور لضمان الوصول السريع والآمن والناجع والودي للبيئة، الى المراكز التي يصلاليها ملايين الزوار سنويا".المدعي العسكري يغلقسبع ملفات تتعلق بحرب الجرف الصامدذكرت صحيفة "هآرتس" ان المدعي العسكري الرئيسي قرر اغلاق سبع ملفات تتعلق بنشاطالجيش الاسرائيلي خلال عملية الجرف الصامد، دون فتح تحقيق في الشرطة العسكرية – منبينها اربع ملفات تتعلق بقتل مدنيين فلسطينيين خلال الحرب. وحسب بيان اصدرته النيابةالعسكرية امس، وبعد فحص اجراه جهاز الفحص في القيادة العامة تبين "عدم وجودشبهة بارتكاب مخالفة جنائية في تلك الحالات". بالإضافة الى ذلك قرر النائبالعسكري، العميد شارون اوفك، اغلاق خمس تحقيقات اجرتها الشرطة العسكرية في موضوعنشاط الجيش في غزة. وتقرر في احدى الحالات فتح تحقيق في شكوى تتعلق بالتنكيلبمعتقل فلسطيني وسرقة امواله.وتطرق بيان الجيشولأول مرة بشكل رسمي، الى تحقيق الجيش الاسرائيلي الذي تم فتحه في اعقاب تقرير"يكسرون الصمت" حول الحرب في قطاع غزة، من دون ذكر اسم التنظيم. وجاء فيالبيان: "في تقرير لتنظيم غير حكومي، طرحت ادعاءات مجهولة الهوية بشأن عشراتالاحداث الاستثنائية. هذه الادعاءات لم تكن عينية ولم تثر أي اشتباه معقول بارتكابمخالفة". وعلى الرغم من ذلك، فقد فتحت الشرطة العسكرية تحقيقا في ست حالاتاشار اليها التنظيم.من بين الاحداث التيتقرر عدم التحقيق فيها، حادث قتل 15 مدنيا خلال الهجوم على منزل في رفح في الاولمن آب 2014. وحسب ادعاء الجيش، فان الهجوم استهدف قيادة للناشط في حماس نظمي زعرب،الذي قتل خلال العملية، ولم يملك الجيش معلومات حول وجود مدنيين في المكان. "واتضح لاحقا انه كانت هناك فجوة بين المعلومات الاستخبارية حول امكانية وجودمدنيين في المبنى وبين الحقائق التي اتضحت بعد الهجوم". وادعى الجيش انه "تمتخطيط الهجوم وتنفيذه بشكل قانوني بناء على المعلومات التي توفرت لدىالقوات". وبررت النيابة العسكرية اغلاق الملف، ايضا، بالقول انه "خلافالادعاءات جهات مختلفة، لم يرتبط الهجوم بجهود البحث عن هدار غولدين وانما شكلت جزءمن العمليات الحربية العامة التي جرت في منطقة رفح".كما انتهى الفحص مندون اجراء تحقيق في قضية قتل بين سبعة و15 مدنيا بالقرب من مدرسة الاونروا في رفح.وقال الجيش ان قواته كانت تلاحق ثلاثة نشطاء عسكريين يمتطون دراجة نارية. وحسبالجيش، توجه النشطاء خلال تعقبهم الى مسار آخر ولم يلاحظ الجيش مجموعة المدنيينالتي تواجدت على مقربة منهم، خارج المدرسة. ويدعي الجيش انه في المرحلة التي تمفيها تشخيص المدنيين لم يكن بالإمكان حرف الصاروخ الذي تم اطلاقه على الدراجة.وبشأن هجوم اخر وقع فيالبريج وقتل خلاله اربعة نشطاء من حماس والجهاد الإسلامي، حددت النيابة بان اطلاقالنار استهدف مقرا لحماس وكان معياريا. وقالت انه "في اطار اجراءات التخطيطللعملية تم التقدير بأن حجم الاصابة المتوقعة للمدنيين لن يكون كبيرا مقارنةبالفائدة العسكرية الكبيرة المتوقعة من اصابة مقر القيادة والنشطاء العسكريينفيه". كما تقرر عدم فتح تحقيق في ظروف مقتل 12 مواطنا في رفح، بعد ان بينالفحص بأن الجيش لم يهاجم في المنطقة، وكما يبدو فقد اصيب المدنيون بنيرانفلسطينية.من بين تحقيقات الشرطةالعسكرية التي تم فتحها، قرر الجيش اغلاق ملفي تحقيق يتعلقان بشبهات السرقة وملفينيتعلقان بالتنكيل بفلسطينيين. اما التحقيق الخامس الذي تقرر اغلاقه، كما نشرت "هآرتس" في حزيران، فيتعلق بشبهة قيام قائد كتيبة المدرعات نريا يشورونبأمر جنوده بإطلاق النار على بناية انتقاما لمقتل ضابط في الكتيبة.ولم يتطرق بيان الجيشالى احد الفحوصات الرئيسية التي اجرتها النيابة العسكرية وجهاز الفحص في القيادةالعامة، وهو ما حدث في يوم الجمعة الأسود في رفح، في الاول من آب 2014. فبعداختطاف الجندي هدار غولدين فتج الجيش نيرانه الجوية والمدفعية على المدينة، ما ادىالى قتل عشرات الفلسطينيين. وبعد سنتين من انتهاء الحرب، لم يقرر النائب العسكريالرئيسي حتى الان ما اذا سيفتح تحقيقا في عمليات الجيش في ذلك اليوم. وكان وزيرالامن السابق موشيه يعلون قد ادعى انه لا مكان للتحقيق في الحادث.يشار الى ان الجيش قررحتى الان تقديم لوائح اتهام ضد جنود فقط في حالات الاشتباه بالسرقة والمساعدة علىالسرقة خلال نشاط لواء جولاني في حي الشجاعية في غزة.الاسير الاداري بلالكايد ينهي اضرابه عن الطعام مقابل الوعد بإطلاق سراحهذكرت صحيفة "هآرتس" ان الاسير الاداري بلاد كايد، انهى ، امس، اضرابه المفتوح عنالطعام، الذي بدأه قبل 70 يوما، بعد توصل محاميه الى اتفاق مع الدولة. وعلمت "هآرتس" ان الاتفاق ينص على عدم تمديد الاعتقال الاداري لكايد بعدانتهاء الستة اشهر، الا اذا توفرت ضده ادلة جديدة. وتم انهاء الإضراب في اعقابمفاوضات مكثفة جرت في اليومين الأخيرين بضغط من المحكمة العليا التي ناقشت هذاالاسبوع الالتماس الذي قدمه كايد ضد امر الاعتقال.وحسب الاتفاق بينالدولة ومحامو كايد، من مركز الضمير، سيتم إطلاق سراحه بعد انتهاء فترة الاعتقالالاداري الحالية. وحسب اتفاقات سابقة من هذا النوع، فقد اضافت الدولة بندا يشترطاطلاق سراح المعتقل اذا لم تصل معلومات استخبارية تبرر اعادة اعتقاله او عدمه.وسيتم عرض الاتفاق على المحكمة العليا اليوم، قبل عرضه خلال مؤتمر صحفي ستعقدهالعائلة والمحامين.وقالت جهات فلسطينيةرفيعة لصحيفة "هآرتس" انه تم فعلا الاتفاق على التفاصيل التقنية فيالمفاوضات لكنه تم التوصل الى الاتفاق المبدئي ايضا على مستويات القيادتين الامنيةوالاستخبارية الرفيعة في السلطة الفلسطينية واسرائيل. وتم في هذا السياق الإشارةالى اسم رئيس الاستخبارات الفلسطينية ماجد فراج. ويشار الى ان وضع كايد الصحيتدهور جدا، وكان من شأن موته ان يؤدي الى اضطرابات في المناطق.يشار الى ان الدولةسبق واقترحت في الشهر الماضي على كايد اطلاق سراحه مقابل طرده الى قطاع غزة اودولة اخرى لمدة اربع سنوات، لكنه رفض ذلك. وفي الأسابيع الاخيرة حظيت قصة كايد بأصداءواسعة في الرأي العام الفلسطيني والمجتمع العربي في اسرائيل وفي العالم، كما حدثمع سابقيه محمد القيق ومحمد علان والشيخ خضر عدنان.ويشار، ايضا، الى انكايد (35 عاما) من قرية عصيرة الشمالية، شمال نابلس، وكان ناشطا في الذراع العسكريللجبهة الشعبية خلال الانتفاضة الثانية، وادين بالضلوع في عمليات. وفي حزيران انهىفترة محكوميته بالسجن لمدة 14 سنة، وفي اليوم الذي كان يفترض فيه اطلاق سراحه، تماصدار امر اعتقال اداري ضده لمدة ستة اشهر، بادعاء انه لا يزال يشكل خطرا على امنالدولة. وقال الجيش والشاباك انه كان ضالعا في نشاطات للجبهة الشعبية ايضا خلالفترة اعتقاله. وبعد فرض الاعتقال الاداري عليه اعلن كايد الاضراب المفتوح عن الطعام.ورحب نادي الاسيرالفلسطيني بالاتفاق لكنه دعا الى مواصلة دعم الاسرى، والمشاركة في المسيرة التيستجري في رام الله اليوم، تضامنا مع الاسرى وخاصة الاسرى الاداريين الاربعة الذينيواصلون الاضراب عن الطعام.قتل فلسطيني طعن جندياذكرت "هآرتس" ان الجيش قتل امس، فلسطينيا من قباطيا، بعد قيامه بطعن جندياسرائيلي بالقرب من مستوطنة يتسهار واصابته بجراح طفيفة جدا. ويستدل من التحقيقالاولي في الحادث، ان الجنود الذين تواجدوا في المنطقة طاردوا سيارة تم رشقالحجارة من داخلها، وخلال المطاردة خرج احد ركاب السيارة، سامي ابو غراب، وطعنالجندي، فقام الجنود بإطلاق النار عليه وقتله. وقال ابناء عائلة ابو غراب انهميشكون بأن ابنهم حاول تنفيذ عملية، وانه كان ينوي فتح مطعم والزواج في الفترةالقريبة.الى ذلك قامت الشرطةليلة الاربعاء بتسليم جثة عبد المالك ابو خروب، من القدس الشرقية، الى عائلتهلدفنها. وكان ابو خروب قد قتل خلال محاولة تنفيذعملية في شهر آذار الماضي، في حي راموت في القدس، وطعن شخصا قرب بابالعامود واصابه بجراح بالغة. وتم دفن ابو خروب الليلة الماضية بحضور قوات كبيرة منالشرطة، وبعد ان اهتم ابناء عائلته بألا يتم ترديد هتافات متطرفة خلال الجنازة لكيلا يتم استغلال ذلك لمنع تسليم جثث اخرى. ولا تزال اسرائيل تحتجز جثث اربعة منسكان القدس الشرقية.قلق امريكي ازاءالبناء الاستيطاني في الخليلكتبت "هآرتس" ان الولايات المتحدة اعربت عن قلقها الشديد ازاء مخطط انشاءوحدات اسكانية لليهود في قلب الخليل. وقال نائب الناطق بلسان البيت الأبيض، ماركتونر، ان الادارة الامريكية تعارض توسيع البناء في المستوطنات وتعتبر ذلك مسابالجهود المبذولة لتحقيق السلام. وقال: "اذا كانت التقارير صحيحة فان هذايبدو فعلا كجهد لتوسيع الاستيطان الاسرائيلي في الخليل، على ارض تعود ملكية جزءمنها على الاقل للفلسطينيين".واضاف تونر: "قلنا المرة تلو المرة، ان خطوات كهذه لا تتفق مع الطموح المعلن لإسرائيل الىتحقيق حل الدولتين".اسرائيلي يدعمالمقاطعة يطلب اللجوء الى كنداكتبت "هآرتس" ان المواطن الاسرائيلي المحامي غلعاد باز الذي يدعم حركةالمقاطعةbds،طلب اللجوء السياسي الى كندا بادعاء انه يتعرض للملاحقة بسبب مواقفه السياسية. ويستندباز في طلبه الى تحركات وزير الداخلية ارييه درعي، ووزير الامن الداخلي، غلعاداردان، ضد نشطاء حركة المقاطعة لإسرائيل، وقرارهما تشكيل طاقم يعمل على منع دخولالنشطاء الاجانب الذين يدعمون الحركة الى اسرائيل، او العمل على طرد من يتواجدمنهم في البلاد.وقال باز لصحيفة "هآرتس" في محادثة من مونتريال في كندا، ان نشاطه في اطار حركة المقاطعةتركز بشكل خاص على الشبكة الاجتماعية. مضيفا: "انا اطرح الامور على الطاولة –اناbds،لا اتملق ولا اتهرب من ذلك ولا اخفي. انا لا اخجل بآرائي السياسية".وكان باز قد غادرالبلاد بعد عدة أيام من قرار درعي واردان، ولدى وصوله الى مونتريال قدم طلب اللجوءالسياسي الذي ادعى فيه انه يتعرض للملاحقة في اسرائيل.اولمرت يطلب اختصارثلث محكوميتهكتبت "يديعوتاحرونوت" ان لجنة اطلاق سراح المعتقلين التابعة لسلطة السجون، ستعقد في 25كانون الاول القادم، جلسة للنظر في طلب رئيس الحكومة السابق، ايهود اولمرت، تقصيرثلث فترة محكوميته بالسجن لمدة عام ونصف، التي فرضتها عليه المحكمة بعد ادانتهبالرشوة.وبما ان اولمرت دخلالى السجن في شهر شباط، فانه يستحق حسب نظم الشاباك إطلاق سراحه في وقت مبكروتقليص ثلث محكوميته، ما يعني انه سيتم إطلاق سراحه في شهر شباط 2017. وحسب نظمالشاباك، يجب على المعتقل تقديم طلب كهذا قبل ثلاثة اشهر من الموعد الذي يفترض فيهإطلاق سراحه، ولذلك قام محامو اولمرت بتقديم الطلب قبل عدة ايام. والى ان يتممناقشة الطلب، ستقوم كل الجهات المعنية بتقديم وجهات نظرها وتحديد ما اذا التزماولمرت بمعايير اطلاق السراح المبكر.ومن المتوقع ان لاتعارض النيابة العامة طلب تقصير فترة سجن اولمرت بعد ان يقضي ثلثي الفترة فيالسجن. وتكهن مصدر قانوني، امس، بأن اولمرت يلتزم بالمعايير وليس خطيرا، ومنالمتوقع ان يعرب عن ندمه اضافة الى ان سلوكه في السجن لا تسوده شائبة.الى ذلك من المنتظر انتنشر المحكمة العليا قريبا، قرارها بشأن الالتماسات التي قدمها اولمرت والدولة علىالعقوبة بالسجن لمدة ثمانية اشهر التي تم فرضها على اولمرت في قضية تالينسكي.اسرائيل ليست جاهزةلهزة أرضيةقال مسؤول في سلطةالطوارئ القومية لصحيفة "يسرائيل هيوم" ان "اسرائيل ليست جاهزةلهزة أرضية، فوتيرة صيانة المساكن في اسرائيل بطيئة ومعرفة الجمهور للهزات الأرضيةمنخفضة جدا". وحسب المسؤول الذي تحدث في اعقاب الهزة التي ضربت ايطاليا، يوجدفي اسرائيل اليوم حوالي 80 الف بناية ذات اكثر من ثلاثة طوابق، بنيت قبل 1980 ولمتتم صيانتها تحسبا لوقوع هزة ارضية. وتضم هذه المباني اكثر من مليون منزل غيرجاهزة لمواجهة الهزة الأرضية.وقال ان "نقطةالانطلاق هي ان هزة ارضية قوية ستحدث في منطقتنا، وليس لدينا ادنى شك. هذا حدثوسيحدث ثانية، خاصة بسبب قربنا من البحر الميت". وذكر المسؤول بالهزة الارضيةالتي وقعت في اسرائيل في سنة 1927، قبل حوالي 90 سنة، وقال ان المعطيات التاريخيةتشير الى ان الهزات الأرضية تقع في منطقتنا كل 80 سنة على الأقل.ويشارك في هذا التقديرالخبراء في المعهد الجيوفيزيائي في التخنيون، وفي معاهد اخرى تتعقب التحركات فيالمنطقة. وهذه التقييمات ليست نظرية فحسب. ففي الأشهر الأخيرة حدثت 30 هزة ارضيةفي اسرائيل ومن حولها، ووقعت غالبيتها في البحار المحيطة، في مناطق بعيدة نسبيا فيالبحر المتوسط او البحر الأحمر، لكنه تم الشعور بها في البلاد، وتراوحت قوتهاجميعا بين 2 و3.5 درجة، ووصلت أقواها الى 3.9 في مطلع آب، في خليج السويس.وبناء عليه، تنشغلوزارة البنى التحتية القومية والسلطات المحلية في الاستعداد المكثف للهزة الأرضية،وتدفع مخططات لتدعيم المباني. كما تتدرب قوات الانقاذ على مجابهة هزة ارضية قوية،وتنشر الكثير من المعلومات المفيدة للجمهور.ونذكر أنه تم التحديدقبل عدة سنوات، بأن اسرائيل يجب ان تستعد لاحتمال مقتل 7000 شخص في هزة ارضية،واصابة 8600 بجراح بالغة – متوسطة، وحوالي 37 الف بجراح طفيفة. كما تم التحديد بأنهناك حاجة للاستعداد لهجرة حوالي 170 الفا لبيوتهم، وتصدع حوالي 28 الف منزل.وحسب اقوال المسؤولفانه بالإضافة الى تدعيم البيوت، يمكن الان العمل بشكل اكبر فيموضوع جاهزيةالمواطنين. وعليه يجري العمل على اعداد خطة لرفع مستوى وعي الجمهور للهزاتالارضية.أضواء على الصحافة الاسرائيلية 25 آب 2016
...
مصادر تؤكد: اتصالاتلعقد قمة بين نتنياهو وعباس في موسكوتكتب "هآرتس" و"يديعوت احرونوت" نقلا عن مصادر اسرائيليةوفلسطينية، انه جرت في الآونة الأخيرة اتصالات اولية لعقد لقاء قمة بين الرئيسالفلسطيني محمود عباس، ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، في موسكو. وحسبالمصادر التي تحدثت لصحيفة "هآرتس" فان الاتصالات لا تزال في مراحلمبكرة، ولم يتم تحديد موعد للقاء، فيما قالت المصادر التي تحدثت لصحيفة "يديعوت" ان القمة متوقعة في تشرين الاول القادم.وحسب ما قاله مستشارابو مازن، عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير احمد مجدلاني لصحيفة "هآرتس"، فان حقيقة اللقاء نفسه لا تشغل الفلسطينيين، وانما ما هيالنتائج التي سيسفر عنها، والى أي حد يبدي نتنياهو وحكومته استعدادهم لتجميدالاستيطان واطلاق سراح اسرى فلسطينيين من السجون الاسرائيلية.وقال مجدلاني: "قبل عدة اسابيع تحدثوا عن لقاء في القاهرة، والان يتحدثون عن موسكو، وربماسيتحدثون في المستقبل عن مكان آخر. تغيير الاماكن لن يغير الموقف الفلسطيني، وهناكتفاهمات سابقة يجب على نتنياهو تنفيذها، كتجميد البناء في المستوطنات، واطلاق سراحالدفعة الرابعة من قدامى الاسرى وتحديد موعد لانتهاء الاحتلال، والا فان كل لقاءسيكون زائدا، ولن يحقق أي تقدم".وحسب اقوال مجدلانيفان غالبية التقارير حول اللقاء الممكن بين عباس ونتنياهو، تصدر عن ديوان رئيسالحكومة او من قبل جهات مجهولة في السلطة، تخدم المصالح الاسرائيلية، وتركز علىافشال المبادرة الفرنسية وطرح صورة واهية عن لقاءات مباشرة بين الزعيمين. وقال انالفلسطينيين يريدون تحديد مبادئ واضحة تضمن التقدم في العملية السياسية وليس مجرداللقاءات من اجل الصور المشتركة.في "يديعوتاحرونوت" جاء على لسان المصادر ان ابو مازن اعرب عن استعداده المبدئيللمشاركة في القمة، وانه معني بعقدها في موسكو. وقالوا في ديوان نتنياهو ان رئيسالحكومة مستعد للذهاب الى موسكو للقاء ابو مازن، شريطة ان لا يعرض الاخير شروطمسبقة.ونشر في وقت سابق انهتجري محاولات لعقد قمة كهذه في مصر برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكن المصادرتقدر بأن عباس يفضل الخيار الروسي، لأن مصر حاولت دفع مبادرة السيسي على حسابالمبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام، وهي مبادرة يصر الجانب الفلسطيني علىدفعها.ومن بين الدلائل التيتشير الى وجود اتصالات لعقد قمة كهذه، النشاط الذي يقوم به نائب وزير الخارجيةالروسي ميخائل بوغدانوف، الذي اجتمع مرتين، مؤخرا، مع سفير السلطة الفلسطينية لدىموسكو، والسفير الاسرائيلي ايضا. وفي اليوم نفسه الذي جرى فيه الاجتماع مع السفيرالاسرائيلي تمت المحادثة الهاتفية بين نتنياهو وبوتين.في الاسبوع الماضي زارت النائبةكسانيا سباتلوفا والنائب يوسي يونا (المعسكر الصهيوني) ابو مازن في رام الله بدعوةمنه. وقالت سباتلوفا ان "هناك الكثير من المبادرات المطروحة على الطاولة، ومنالمهم ان لا نتحول نحن الذين نريد حل الصراع، الى جهات تفوت الفرصة". وقالتانها تحدثت ويونا مع ابو مازن حول المبادرة الروسية لعقد قمة في موسكو.ضابط الامن في الحي اليهودي في الخليل يدعم الجندي القاتل أزارياتكتب صحيفة "هآرتس" انه استؤنفت في المحكمة العسكرية في يافا، امس، محاكمة الجندياليؤور أزاريا، المتهم بقتل المخرب الفلسطيني الجريح في الخليل. وقد شهد لصالحأزاريا، ضابط الأمن في الحي الاستيطاني اليهودي في الخليل، الياهو ليبمان، الذيقال انه يعتبر تأكيد القتل طريقة لإحباط المخرب. واضاف: "هناك من يعتقدون انهاذا تم اطلاق عيار على المخرب وسقط على الأرض فقد تم احباطه. المخرب الذي يتماحباطه هو احد خيارين: اما انه وصل لتنفيذ عملية وفي اطار اوامر فتح النيران تتمتصفيته – اطلاق النار على مركز جسده وبعد ذلك رصاصة في الرأس – او المخرب الذي يتمفحصه من قبل خبير المتفجرات ويتم تقييد يديه ورجليه. في اكثر من حادث تخريبي، اطلقالمحاربون النار على المخرب حتى تمت تصفيته، ولم يصل أي واحد منهم الىالمحكمة".ودعم ليبمان ادعاءازاريا بأنه اشتبه بأن المخرب يحمل على جسده عبوة ناسفة. وقال ليبمان الذي شوهد فيالشريط الذي يوثق للحادث وهو يرتدي معطفا، ان "المخرب مع المعطف الأسودالمنفوخ في يوم حار، كان استثنائيا بشكل يجعل كل من يتمتع بتجربة قليلة يفهم انهيسود التخوف الكبير من وجود حزام ناسف او عبوات".وخلال تطرقه الى سلوكأزاريا خلال الحادث، قال ليبمان: "لقد اطلقوا عليه النار من اجل التأكد منعدم قيام المخرب بتنفيذ عملية اخرى. كان يجب اطلاق رصاصة على رأس المخرب لكي يتماحباطه وعدم تشكيل خطر على المحاربين. المحارب المصاب حدث خلل في سلاحه، والمخرببقي على قيد الحياة وشكل خطرا على القوات. وخلال الحادث حدثت ضجة كبيرة وعمالصراخ، ومن بين ذلك تم الصراخ "احذروا من السكين"، "احذروا منعبوة". بالنسبة لي، في اللحظة التي بقي فيها المخرب على قيد الحياة، فان هذايعني انه خطير بما يكفي لكي يقوم ويتسلح بالسكين ويواصل طعن الجنود او المدنيينالذين تواجدوا في المكان. وبما ان ازاريا كان لا يزال في المكان، ومع معطف منفوخفي يوم حار، والسكين المتواجدة الى جانب المخرب – من الواضح لنا جميعا بدون ادنىشك اننا نواجه التهديد الملموس والخطر الوجودي على حياتنا".وفي مرحلة معينة بدأليبمان بمهاجمة المدعي العسكري العقيد احتياط نداف فايسمان، وقال: "من المروعان المدعي يعتقد ان الادعاء بشأن العبوة هو خيال. شخص لم يتواجد في المكان، لميخاطر بنفسه ابدا، لم يتواجد في حادث مع مصابين – هذا عقيد في الاحتياط ترك المواطنةمن اجل ادانة محارب ممتاز في الجيش. هذا مروع بالنسبة لي".وردا على ذلك تدخلتالقاضية العميد مايا هيلر، وطلبت من ليبمان التوقف عن اقواله هذه. وبعد ذلك هاجمليبمان مرة اخرى المدعي العسكري، ووصفه باللص، وقال انه "يسلب وعيالمحكمة". وعندها أيضا انتقده القضاة، حيث قال له العقيد كرمل وهبي انه لميواجه ابدا مثل هذا الأمر في قاعة المحكمة. وقال له: "لديك رأيك وهذا مشروع،ولكننا هنا في المحكمة ويوجد قانون. التهجم على المدعي لا يفيد". وعندها صرختوالد أزاريا "فلتتحقق العدالة هنا"، فطلبت منها القاضية هيلر الحفاظ علىالانضباط.هذا ومن المنتظر انيشهد في المحكمة لاحقا، ثلاثة من الضباط الكبار سابقا في الجيش: الجنرال احتياطعوزي ديان، الذي شغل منصب نائب رئيس الأركان وقائد المنطقة الوسطى، الجنرال احتياطدان بيطون، الذي كان رئيسا لقسم التكنولوجيا والامدادات، والعميد شموئيل زكاي،قائد كتيبة غزة سابقا.يشار الى ان ازارياليس الجندي الوحيد الذي يحاكم بتهمة قتل فلسطيني، لكنه يتبين من فحص اجرته "هآرتس"انه في كل الحالات – باستثناء حالة واحدة – انتهت الاجراءاتبصفقة ادعاء مخففة جدا. ومن بين الادعاءات التي يطرحها محامو ازاريا، هي انمحاكمته تشكل تمييزا وتطبيقا انتقائيا للقانون من قبل النيابة العسكرية.وكان محامو ازاريا قدطلبوا التوصل الى صفقة ادعاء، الا ان النيابة رفضت ذلك، لأنها تعتبر ازاريا اطلقالنار عمدا، ليس بسبب التخوف من عبوة ناسفة او سكين، كما ادعى، ولذلك قررت التمسكباتهامه بالقتل.النيابة تنوي محاكمةشرطي نكل بفلسطيني على حاجز حزمةكتبت "هآرتس" ان النيابة اعلنت نيتها تقديم لائحة اتهام ضد شرطي من حرسالحدود، للاشتباه بقيامه بمهاجمة فلسطيني عند حاجز حزمة في القدس. وكان الشابالفلسطيني فادي (الاسم الكامل محفوظ في التحرير)، وهو اب لولدين وفي الثانيةوالثلاثين من العمر، قد وصل في كانون الثاني الماضي الى الحاجز مع صديقه المتزوجمن يهودية. وسلم الصديق هويته للشرطي، وعندما قرأ اسم الزوجة، حسب ما يقوله فادي،تغيرت معاملته بشكل متطرف، حيث قام بتمزيق ملحق الهوية واخذ يصرخ ويسأل "مناين احضرت هذا؟". وقال فادي لصحيفة"هآرتس": "انا لم اتحدثمعه. لقد خفت".وحسب الشكوى التيقدمها فادي، فقد طلب منه الشرطي تفريغ السيارة والقى على الأرض القرآن وكرسيللأطفال. وبعد ذلك ادخله الشرطة الى الغرفة وضربه. وقال فادي: "لقد ضربنيبواسطة السلاح وبصق علي. هذه عنصرية".وبعد حوالي ساعة ونصفتم اطلاق سراح فادي وهو ينزف من فمه ومصاب بكدمات على ظهره واماكن اخرى من جسده.وقال فادي انه خلال الحادث اتصل صديقه بالشرطة حوالي عشر مرات، واشتكى الاعتداءعلى صديقه لكنهم قالوا له: "هذا يحدث على الحاجز ولا يهمنا".وبمساعدة تنظيم "يش دين" (يوجد قانون)، قدم فادي شكوى الى قسم التحقيق مع الشرطة، بلواجتاز فحصا على جهاز البوليغراف. وتسلمت حركة "يش دين" مؤخرا، رسالة منقسم التحقيق مع الشرطة جاء فيها ان الشرطة تنوي محاكمة الشرطي المعتدي.اعتقال مستوطن متورطبجريمة قوميةذكرت "هآرتس" ان قوات الامن اعتقلت، امس، شابا (18 عاما) من احدى مستوطناتالضفة الغربية، بشبهة الضلوع بجريمة قومية. ومددت المحكمة اعتقال الشاب لمدةاسبوع، ومنعت نشر تفاصيل التحقيق والتفاصيل الشخصية للمشبوه. وعلم ان الشرطة تمنعالمشبوه من التشاور مع المحامي، وتم تمديد اعتقاله من دون حصوله على أي استشارةقانونية.وقال المحامي عديكيدار، من منظمة "حوننو" التي تدافع عن المعتقل اننا "نواجه مرةاخرى امرا يمنع المعتقل من التقاء المحامي. هذا امر غير ديموقراطي، اصبح استخدامهشائعا، حتى حين يجري الحديث عن مخالفات لا تبرر استخدام مثل هذه الأوامر. من تجربةالماضي، تم خرق حقوق المعتقلين الذين منعوا من التقاء المحامين، وتم استخدام وسائلغير قانونية واساليب تحقيق ظلامية، فقط من اجل الحصول على اعترافات بكل ثمن، وليسمن اجل التحقيق الحقيقي".الشرطة العسكرية تحققمع الجنيد قاتل اياد حامد في سلوادذكرت "هآرتس" ان الشرطة العسكرية اجرت، امس، تحقيقا مع الجندي الذي قتل الشابالفلسطيني اياد زكريا حامد (38 عاما) قرب بلدة سلواد، يوم الجمعة الماضية. وحصلالجندي على استشارة قانونية من الدفاع العسكري. وتم اطلاق النار على اياد رغم انهلم يكن مسلحا، ولمجرد انه ركض باتجاه الجنود، حسب ادعائهم. وتبين من التحقيقالعسكري ان الفلسطيني لم يحاول المس بالجنود.وقال ابناء عائلةحامد، امس، انهم ينوون مقاضاة اسرائيل رغم انهم لا يتوقعون أي شيء منها. وتم امسدفن اياد دون إجراء تشريح لجثته. وقال ابناء العائلة انهم شاهدوا بوضوح بأنالرصاصة التي قتلته دخلت من الظهر وخرجت من منطقة القلب في الصدر. واعتمدوا فيقولهم هذا على ان الثقب في ظهر اياد كان صغيرا بينما الثقب في صدره كان كبيرا.المحكمة العليا تقررتسليم تاجر اسلحة اسرائيلي للولايات المتحدةتكتب "هآرتس" ان المحكمة العليا الاسرائيلية قررت، امس، تسليم تاجر اسلحةاسرائيلي الى الولايات المتحدة التي تتهمه بنقل قطع غيار للطائرات من انتاج امريكيالى ايران، من دون الحصول على تصريح بذلك، بين عامي 2000 و2004، وبين 2012 و2013.وحسب لائحة الاتهامفقد قام التاجر خلال الفترة الاولى بنقل قطع الغيار الى اسرائيل بواسطة ثلاثةعملاء امريكيين، وفي الفترة الثانية قام بتصدير قطع غيار للطائرات الحربية مناسرائيل الى ايران، عبر اليونان. ويتهم التاجر الاسرائيلي بتصدير الاسلحة بشكل غيرقانوني، وبشكل مخالف للقانون الأمريكي الذي يمنع العلاقات التجارية مع ايران. منجهته ادعى التاجر انه قام بتصدير خردة.وكانت الولاياتالمتحدة قد قدمت في عام 2014 طلبا الى اسرائيل بتسليمها التاجر، وجرت المداولات فيالموضوع خلال جلسات مغلقة، ومنع نشر اسم التاجر، رغم انه تم كشفه في السابق. وقبلسنة حددت المحكمة المركزية في القدس ان شروط التسليم التي يحددها القانون قائمة.ولكن التاجر التمس الىالمحكمة العليا ضد قرار المحكمة المركزية، فقررت امس،المصادقة على الطلب الامريكي وتسليم التاجر. يشار الى ان قرار تسليم التاجر يجب انيصادق عليه من قبل وزيرة القضاء اييلت شكيد.واشار القاضي يتسحاقزمير في اطار القرار الى عدة قضايا يطرحها ملف التسليم، وتثير المصاعب، من بينها"سياسة تطبيق القانون المخففة جدا في اسرائيل مقارنة بالمتبع في الولاياتالمتحدة، في التهم الموجهة للمشبوه".وفي الواقع فقد تطرقت احدى الادعاءاتالتي طرحها المشبوه في التماسه الى ندرة تطبيق القانون الجنائي في اسرائيل في مجالالصادرات الامنية، وحقيقة معالجة غالبية المخالفات في هذا الشأن من خلال فرضغرامات مالية.وفاة وزير الامن سابقابنيامين فؤاد بن اليعزرتناولت الصحف كافة نبأوفاة وزير الامن سابقا، ورئيس حزب العمل الاسبق، بنيامين فؤاد بن اليعزر، عن عمريناهز 80 عاما. وكان بن اليعزر قد شغل منذ هجرته من العراق الى اسرائيل في شبابه،سلسلة من المناصب الأمنية، وكان عضوا في الكنيست طوال عشرات السنين، وشغل مناصبوزارية عديدة. وقد انتهت مسيرته السياسية بالتحطم في 2014، عندما اضطر الى سحبترشيحه لمنصب رئيس الدولة اثر فتح تحقيق جنائي ضده، قاد قبل عدة اشهر الى اتهامهبالرشوة وغسيل الأموال.ولد بن اليعزر فيالبصرة في عام 1936، وعندما كان في الثانية عشرة من عمره انطلق في رحلة خطيرة الىايران ومن هناك هاجر الى اسرائيل في عام 1950. وفي 1954 انضم الى الجيش وخدم فيهطوال ثلاثة عقود. وشغل عدة مناصب، من بينها قائد دورية شكيد خلال حرب الأيامالستة، ونائب قائد لواء في حرب يوم الغفران. وهو الذي اقام "الجدار الطيب" وجيش لبنان الجنوبي في سنوات السبعينيات، وكان ايضا قائدا لمنطقة يهودا والسامرةومنسقا لأعمال الحكومة في المناطق بين 1978 و1984.بعد تسريحه من الجيش،دخل المعترك السياسي، وشغل عدة مناصب وزارية، من بينها نائب رئيس الحكومة، وزيرالبنى التحتية، وزير الاتصالات، وزير الصناعة والتجارة، وزير الاسكان، ورئيسالكنيست. كما انتخب لرئاسة حزب العمل، وكان مرشح الحزب لمنصب رئيس الدولة في 2014.في 1994 ارسله رئيسالحكومة يتسحاق رابين الى تونس للقاء رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات.وفي 2001، تم تعيينه وزيرا للأمن في حكومة شارون، وقاد الجهاز الامني خلالالانتفاضة الثانية، بما في ذلك عملية "السور الواقي" وانشاء الجدارالفاصل.رافقت قضايا الفساد بناليعزر خلال فترة طويلة من حياته السياسية، لكنه تمكن من الافلات منها جميعا.وشملت قائمة التهم التي وجهت اليه في حياته، تقديم تقارير حول سلوكيات غير سليمة،تعيينات سياسية، تدخل مرفوض في عطاءات، تلقي هدايا وتقديم تقارير كاذبة حولمصروفاته من خلال المبالغة فيها.وفي 2012، نشر بأنمذكرات الرئيس المصري السابق حسني مبارك تشير الى حصول صديقه المقرب بن اليعزر علىراتب شهري من مصر قيمته 25 الف دولار، بصفته "مستشارا لشؤون الاسرائيليينواليهود". وقد نفى بن اليعزر الادعاء وقال لصحيفة "ذي ماركر" فيحينه: "هل تعتقدون انني لو كنت اتلقى اجرا شهريا من مصر لن يسمع الموساد عنذلك؟".اعتقال فلسطيني منشعفاط بتهمة حيازة سكينكتبت "يسرائيلهيوم" ان جنود حرس الحدود اعتقلوا، امس، شابا من مخيم شعفاط للاجئين بعدالعثور على سكين داخل حقيبة. وكان الشاب (18 عاما) ينوي الوصول الى القدس. ووصلظهر امس، الى حاجز شعفاط، شمال العاصمة، ودخل الى معبر المشاة باتجاه القدس، ولماوضع الحقيبة التي كان يحملها على آلة المسح الضوئي، اكتشف الجنود السكين، التيكانت ملفوفة بقطعة قماش. وكما يبدو كان الشاب يأمل بأن لا يتم اكتشاف السكين. وتماعتقاله وتسليمه للتحقيق في الشرطة.محاكمة البريغاديربوخاريس ستبدأ في اواخر ايلولكتبت "يسرائيلهيوم" ان المحكمة العسكرية الخاصة في مقر وزارة الامن، عقدت امس، جلسة تقنيةهي الاولى في قضية البريغايدر اوفك بوخاريس، المتهم بعدة حالات اغتصاب ومخالفاتجنسية واعمال مشينة بحق مجندتين، عندما كان قائدا للواء جولاني، قبل اكثر من اربعسنوات ونصف.وخلال الجلسة حددتالقاضية، العقيد اورلي مركمان، تاريخ 29 ايلول للبدء بمحاكمة بوخاريس، حيث سيتمقراءة لائحة الاتهام ضده. وستترأس مركمان المحكمة الخاصة، فيما سيجلس الى جانبهاالقاضي المتقاعد تسبي غورفينكل، والضابط الرفيع سابقا، العميد (احتياط) يوحاي بنيوسيف، الذي خدم سابقا في سلاح البحرية، ولا يعرف بوخاريس.مقالاتاليسارالراديكالي ينتحريكتب أري شبيط، في "هآرتس" انه كان من الممتع ذات مرة، الشجار مع اليسار. عندما كان اليسارقويا وجديا، كان من الصواب طرح اسئلة قوضت بعض الأمثلة التي قدسها. عندما سيطراليسار على الحكومة، وسائل الاعلام، القضاء، الاكاديمية والجيش، كان من المهم طرحأضواء على الصحافة الاسرائيلية 29 آب 2016
اسرائيل تشرع في سن قانون سرقة الاراضي الفلسطينية الخاصةتكتب "يديعوت احرونوت" انه من المنتظر ان يتم يوم غد، الاربعاء، التصويت في القراءة الاولى على قانون تنظيم البؤر الاستيطانية، بعد التصويت عليه في القراءة التمهيدية امس، اثر التوصل الى صيغة جديدة الغت معارضة وزير المالية موشيه كحلون . وتم التوصل الى التسوية بعد الغاء البند السابع الذي كان يهدف الى تطبيق القانون بشكل تراجعي وبالتالي منع هدم بؤرة عمونة، خلافا لقرار المحكمة العليا.واوضحت "هآرتس" انه تم في الصيغة المعدلة، شطب البند الذي يلغي بشكل تراجعيقرار المحكمة العليا المتعلق بإخلاء البؤر الاستيطانية وهدم مستوطنة عمون تحديدا.وصوت الى جانب القانون 60 نائبا مقابل معارضة 49، بينهم النائب بيني بيغن منالليكود.وحسب "يديعوت احرونوت" فقد تبين امس، بأن اتفاق الائتلاف على النص الجديد لا يعني الدعم القانوني للقانون، حيث اوضح المستشار القانوني للحكومة انه يعارض هذه الصيغة من القانون، ايضا. وقال مندلبليت ان القانون المقترح "ليس دستوريا" لأنه يغير ترتيبات الارض المتعارف عليها في المناطق، بشكل لا يتفق مع القانون الاسرائيلي والقانون الدولي. وحسب ما قاله مندلبليت في السابق فانه سيرفض تمثيل الحكومة امام المحكمة العليا اذا ما صودق على القانون وتم تقديم التماس ضده.لكن معارضة مندلبليت لم تمنع مسؤولي الائتلاف الحكومي من الاحتفال بالمصادقة على القانون في القراءة التمهيدية. وقال رئيس الحكومة نتنياهو: "لا توجد عمونة واحدة، بل الكثير من امثال عمونة". وكما يبدو فقد قصد نتنياهو تأكيد ان هذا القانون سيمنع عشرات البؤر الاخرى وان لم يتمكن من انقاذ عمونة. وقال انه ما سيتم في عمونة هو ليس "إخلاء" وانما "تحريك" البؤرة وان الحل المقترح سيسمح للسكان بالبقاء على الجبل كمجموعة سكانية.واعتبر نفتالي بينت تمرير القانون خطوة هامة وبداية لضم المناطق. وقال: "اذا صودق على القانون، يمكن القول ان انقلاب 77 سيتكرر مرة اخرى. المعسكر القومي عاد للسيطرة. هذا يوم تاريخي. اليوم انتقلت الكنيست من مسار اقامة الدولة الفلسطينية الى مسار السيادة في يهودا والسامرة. قانون التنظيم هو رأس الحربة في فرض السيادة".وتكتب "هآرتس" ان الجلسة كانت عاصفة، وتم خلالها اخراج النائب اييليت نحمياسفاربين (المعسكر الصهيوني) من القاعة. وقال النائب بتسلئيل سموطريتش (البيتاليهودي) ان القانون يخلق واقع "السيادة الكاملة في الضفة الغربية. الارهابالقانوني للجمعيات اليسارية ضد المستوطنات وصل الى نهايته. السيف الحاد الذي ارتفععلى البيوت في يهودا والسامرة يتبخر. اتوقع من المحكمة العليا ان تظهر التواضعوالرحمة وتقوم في يوم تمرير القانون في القراءات الثلاث بإلغاء الأحكام من تلقاءنفسها".ورد رئيس المعسكرالصهيوني يتسحاق هرتسوغ على سموطريتش قائلا: "هذه ليست صهيونية، هذا انتحارقومي. هذا القانون لاقامة الدولة ثنائية القومية، وأنا أقول لكل من يتراخى في قولالحقيقة هذا: انتم تعرفون ان هذا يشكل خطرا على قادة الجيش. تعرفون بأن هذا يشكلخطرا على طابع الدولة. هذا القانون هو يوم اسود للكنيست".وقال مبعوث الاممالمتحدة الى الشرق الاوسط، نيكولاي ملدانوف، معقبا على قرار الكنيست: "كانهناك من وصفوا القانون بأنه خطوة نحو ضم الضفة الغربية، وستكون له آثار بعيدةالمدى على اسرائيل، وسيمس بشكل بالغ بفرص التوصل الى سلام عربي – اسرائيلي".وكان رئيس الحكومة،بنيامين نتنياهو، قد عقد ظهر امس، اجتماعا لقادة احزاب الائتلاف، وطلب منهمالمصادقة على تقديم طلب الى المحكمة العليا لتأجيل اخلاء عمونة لمدة 30 يوما، مناجل الانتهاء من اعداد المباني البديلة على اراضي "الغائبين" المجاورةللبؤرة. وقال المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت انه لا يمكن تقديم طلبكهذا طالما كان القانون قائما في الكنيست بصيغته التي تلغي قرار المحكمة بشأنعمونة.وحسب الصيغة المعدلةللقانون، تقوم الدولة بمصادرة حق استخدام الأرض الفلسطينية الخاصة، وليس ملكيتها.كما يحدد انه سيسري فقط على البؤر التي كانت الحكومة ضالعة في اقامتها، كبؤرةعمونة، الأمر الذي يمنح المستوطنين حق ادعاء البراءة. وحسب القانون، فانالفلسطينيين الذين يثبتون ملكيتهم للأراضي الخاصة، سيحظون بتعويض مالي كبير.ونشر سكان بؤرة عمونة،مساء امس، بيانا اعلنوا فيه انه يرفضون الانتقال الى الأراضي الواقعة شمالالمستوطنة، مقابل قانون تنظيم لن يشرع البؤرة نفسها. وجاء في البيان، ايضا، انه "لو أصر نفتالي بينت وبنيامين نتنياهو على مطالب حزب كلنا باحترام المطلبالأساسي بشأن الانضباط الائتلافي، لكانت عمونة قد بقيت على الخارطة. حقيقة عدم طرحهذا المطلب من قبل رئيس الحكومة ووزير التعليم محبطة ومدمرة للحياة".واعلن سكان عمونةرفضهم للحل المقترح ودعوا "كل محبي ارض اسرائيل" الذين وقفوا الى جانبهمحتى اليوم، للانضمام اليهم، واعلان الاحتجاج الشعبي الواسع ضد نية هدم مستوطنةيهودية وطرد سكانها".التماس ضد نقلالبؤرة الى "املاك الغائبين"وتكتب "هآرتس" ان رئيس مجلس محلي قرية سلواد، قدم امس الاثنين، اعتراضا علىمخطط نقل بؤرة عمونة الى ثلاث قسائم من اراضي الفلسطينيين المجاورة التي تعتبرهااسرائيل "اراضي غائبين".وجاء في الاعتراض الذيتم تقديمه بواسطة المحامي شلومي زخاريا من منظمة "يوجد قانون" (يش دين)ان "نقل البؤرة الى اراضي الغائبين – والتي تعتبر، حسب التعريف، اراضي خاصةلفلسطينيين كما يبدو ليسوا متواجدين في المنطقة – يتعارض مع القانون الدولي معالتأكيد على أن الأراضي بملكية خاصة." كما جاء في الاعتراض انه "حتى لوكان الأمر من بين صلاحيات القائد العسكري.. فان حقيقة اقامة البؤرة الجديدة في قلباراضي زراعية بملكية فلسطينية سيقود بالتأكيد الى المس بأصحاب الأراضي".وجاء في الاعتراض،ايضا، ان "الأمر يحدد جدولا زمنيا صارما لمعارضة المخطط. لقد تم تحويل هذاالمخطط الى الموقع ادناه للاطلاع عليه، مساء السبت فقط.. منذ لحظة المصادقة علىالخطة لا يملك مجلس التخطيط العالي القدرة على عدم المصادقة على توجيه صدر عن قائدقوات الجيش في الضفة الغربية".كما جاء في الاعتراضان الخطة تنطوي على اخفاقات تخطيطية – في مقدمتها غياب تنظيم الطرق في المنطقة."الخطة لا تفصل طريقة الوصول الى المنطقة المقررة. واذا كانت الخطة تعتمد علىالشارع القائم، فإنه شارع تم شقه بشكل غير قانوني ويجب هدمه، ومن المؤكد انه لايمكن الاعتماد عليه كأساس للوصول الى المنطقة.. الشارع الموصل الى القسيمتينالمعدتين للإسكان، وبينهما يعتمد على الطرق الزراعية التاريخية التي اعدت لأغراضزراعية وليس للمواصلات العصرية".النيابة تنويمحاكمة الحاخام العنصري مؤلف كتاب "توراة الملك"كتبت "هآرتس" ان النيابة العامة، ابلغت امس الاثنين، الحاخام يوسف اليتسور منمستوطنة يتسهار، بأن المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت يدرس تقديمه الىالقضاء، بعد الاستماع اليه، في قضية التحريض على العنف. وتم اتخاذ القرار شخصيا منقبل مندلبليت. ويشار الى ان اليتسور، احد مؤلفي كتاب "توراة الملك"الذييناقش طرق قتل الأغيار – لن يحاكم بسبب هذا الكتاب، وانما بسبب مقالات نشرها علىالانترنت.في المقال الأول الذينشره في ايار 2013، بعد قتل ابيتار بوروبسكي، عند مفترق تفوح، كتب اليتسور: "هناك ظاهرة متسعة من النشاطات التي يقوم بها يهود ضد العدو. يمكن اعتبار ذلكبمثابة اعمال يائسة تصدر عن جمهور تم حشره في الزاوية. لكن من يقترب سيلاحظ بأنالمقصود بداية لجمهور يتسع قرر تحمل المسؤولية عن امن اليهود...وقد تم تنفيذالعمليات في الأساس ضد الجمهور العربي الذي يغطي على الجريمة"...وبعد حوالي شهر، كتباليتسور في مقالة أخرى: "انا لا انوي التقليل من مواهب منفذي عمليات "بطاقة الثمن"المجهولين وبقدراتهم التنفيذية، ومع ذلك يبدو لي بأن سببالفشل المدوي لقوات الامن في اعتقال من ينفذون ما يسمونه بطاقة الثمن، يرتبط ايضا،بسلسلة التعابير التي يميل المتحدثون في وسائل الاعلام والجهاز السياسي لإضافتهاالى النقاش حول هذا الموضوع... هذه الأعمال، التي تنجم عن الدفء والمسؤوليةالمتبادلة لليهود ليست الجوهر، في نهاية الأمر، لا يريد احد العيش في حالة فوضى،وحتى اذا كانت هناك اوقات نضطر فيها الى العيش حسب قانون الغابات والاظهار لأشرارالعالم بأن اليهود يمكنهم ممارسة هذه اللعبة أيضا"...ويأتي بيان النيابةبعد قيام المركز الاصلاحي للدين والدولة و"منتدى بطاقة النور" بتقديمالتماس الى المحكمة العليا في ايلول 2015، يطالبون فيه بمحاكمة اليتسور. ومنذ ذلكالوقت أجلت الدولة عدة مرات ردها على الالتماس، الى ان اعلنت امس بأنها تنويمحاكمة اليتسور، بعد الاستماع اليه. ويطلب الملتمسون محاكمة اليتسور على خلفيةتصريحاته المحرضة على الشبكة، ومن بينها المقالة التي نشرها في 2009 والتي كتبفيها ان "نشاط المسؤولية المتبادلة يفرغ الهواء من أحلام رجال السلطة.. اذالم يتحقق الهدوء لليهود، لن يتحقق للعرب؛ اذا انتصر العرب بسبب العنف ضد اليهود،يمكن لليهود الانتصار بالعنف ضد العرب".صفقة ادعاء تتعفيجنديا من تهمة قتل الفتى الفلسطيني نديم نوارةتكتب "هآرتس" ان المحامي تسيون امير، الذي يترافع عن جندي حرس الحدود بنديري، المتهم بقتل الفتى الفلسطيني نديم نوارة خلال مظاهرة على حاجز بيتونيا في 2014، قال بان موكله قد يوقع على صفقة ادعاء مع النيابة يعترف فيها بالإهمال فقط.وحسب امير ومنظمة "حوننو" التي تدافع عن الجندي، أيضا، فان الدولة ستتراجع عن تهمة القتلوالادعاء بأن ديري ادخل عمدا، رصاصة حية الى مشط الذخيرة. ويدعي الجندي انه اعتقدبأنه يطلق عيارا مطاطيا فقط، وحسب التنظيم فان النيابة ستسمح للجندي بالاعترافبذلك من خلال التراجع عن بند القتل في لائحة الاتهام.ويدعي المحامي امير انديري اهمل، في افضل الأحوال، لأنه لم يتأكد من عدم دخول رصاصة حية الى المشط الذيكان يفترض ان يحوي عيارات مطاط فقط.ولم يؤكد قسم التحقيقمع الشرطة هذه الامور وقال ان "الملف يتواجد في المحكمة ونحن لا نعقب عن وجودمفاوضات مع المحامين".وحسب لائحة الاتهام،فقد خدم ديري كقائد لفريق في حرس الحدود يرابط في معسكر عوفر. وفي 15 أيار، يومالنكبة، تم ارسال الكتيبة الى بيتونيا، ووقف ديري وعدد من الجنود والمصور العسكريعلى الشرفة المطلة على الشارع الذي يصل من بيتونيا الى الجدار الفاصل، ومعبرالبضائع. وحسب التوجيهات التي تلقتها الشرطة فقد كان يفترض بأفرادها اطلاق عياراتمطاط فقط على المتظاهرين. وكان ديري يحمل بندقية ام 16، مزودة بجهاز يسمح باستخدامالبندقية لإطلاق العيارات المطاط. وكان لديه مشط ذخيرة تم تعليمه باللون الاحمر،ويحوي على عيارات مطاط. لكن ديري استبدل العيارات الموجودة في المشط المعلمبالأحمر، بعيارات ام 16، من اجل اخفاء حقيقة استخدامه لعيارات حية. وفي الساعة 13:45، بعد عدة دقائق من قيام نوارة برشق حجر على القوات، اطلق الشرطي النار علىصدره وقتله. وقتل في الحادث نفسه فلسطيني آخر هو محمد ابو طاهر، لكن النيابةالعسكرية قررت اغلاق الملف بشأنه بعد عدم العثور على ادلة تثبت ان موته نجم عننيران الجيش.اردوغان يتسلم اوراق اعتماد سفير اسرائيلتكتب "يديعوت احرونوت" ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، استقبل في القصر الرئاسي، امس، السفير الاسرائيلي الجديد في تركيا يارون نئيه، وتسلم اوراق اعتماده. وقال اردوغان: "نحن نفتح عهدا جديدا في العلاقات. صحيح انه كانت عقبات على الطريق، لكننا الان نبدأ عهدا جديدا، واريد التعاون في كل المجالات".وتم استقبال نئيه من قبل الحرس الرئاسي، ومن ثم استقبله اردوغان بترحاب، وفوجئ بأن نئيه توجه اليه بالتركية. وشكر نئيه الرئيس التركي على قراره المساعدة في اخماد الحرائق في اسرائيل، وقال لأردوغان بأن السياح الاسرائيليين سيرجعون الى تركيا، بعد ان قرروا خلال سنوات القطيعة بين البلدين السياحة في اماكن اخرى.يشار الى انه منذ بداية 2016 وحتى اليوم زار تركيا 263 الف اسرائيلي بينما كان يتراوح العدد بين 50 و100 الف في السنوات التي سبقت ازمة مرمرة.وقال السفير نئيه بعد اللقاء: "تلقينا ضوء اخضر لدفع العلاقات. لم يخف احد الاحتكاكات. كان من المؤثر جدا سماع نشيد هتكفا. هذه لحظة شخصية وقومية".ونظم السفير في منزله حفل استقبال شارك فيه عشرات الدبلوماسيين ورجال الاعمال والصحفيين، فيما تظاهر امام المنزل عشرات المؤيدين للفلسطينيين احتجاجا على قرار الحكومة التركية اغلاق الشكاوى ضد الضباط الاسرائيليين.الكنيست تصوت غدا على "قانون المؤذن"تكتب "يسرائيل هيوم" ان الائتلاف الحكومي ينوي التصويت في القراءة التمهيدية، غدا الاربعاء، على قانون المؤذن الذي يمنع استخدام مكبرات الصوت في بيوت العبادة (المقصود هنا المساجد فقط – المترجم) في ساعات محددة. وكان من المفروض عرض القانون للتصويت يوم الاربعاء الماضي، لكنه تم تأجيله بسبب الخلافات في الائتلاف في موضوع قانون التنظيم.وقد الغى الوزير يعقوب ليتسمان معارضته للقانون بعد ان تم التحديد بأن امر المنع يسري بين الساعة 11 ليلا والسابعة صباحا، من اجل منع ازعاج المواطنين (الحقيقة ان التغيير في موقف ليتسمان جاء فقط بعد ضمانه عدم منع الكنس اليهودية من استخدام مكبرات الصوت للإعلان عن دخول السبت – المترجم). كما تقرر تخفيض قوة مكبرات الصوت خلال النهار من اجل تقليص حجم المس بالجمهور الواسع.وبادر النائب يهودا غليك (الليكود) وزهير بهلول (المعسكر الصهيوني) امس، الى عقد لقاء في الكنيست بين حاخامات ومشايخ وائمة ورهبان كبار من اجل دفع تفاهمات دينية في هذا الموضوع من خلال الحوار وليس القانون.وقال غليك ان "هناك اناس يقولون: يوجد هنا الكثير من رجال الدين. من المؤكد انه سيحدث انفجار! وانا اقول – يوجد هنا الكثير من الناس الذين يسكن الله قلوبهم. من المؤكد ان هناك فرصة حقيقية للسلام والحوار". وقال بهلول: "عندما انظر الى الناس الذين وصلوا الى هنا – يمتلئ قلبي فخرا. ليس القانون هو الذي يجب ان يدير حياتنا وانما الحوار الحقيقي. الشراكة بيني وبين غليك هي جوهر الـ "نعم" للتفاهم والحوار وجوهر الـ "لا" لقوانين عدائية وقهرية".موقع للمتدينين يتحدث عن تقدم في قضية اعادة الجنديين من غزةتكتب "يسرائيل هيوم" ان موقع "كيكار شبات" (ساحة السبت)، نشر امس، انه بعد نصف سنة من قرار رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، تعيين الوزيرين ارييه درعي وموشيه كحلون لرئاسة لجنة اعادة الأسرى، طرأ تقدم في الموضوع. وفي اعقاب ذلك اجتمع درعي وكحلون مع رئيس الحكومة وسكرتيره العسكري.وفي اعقاب اللقاء الذي عقد في الأسبوع الماضي، عقد لقاء مع ابناء عائلتي الجنديين اورن شاؤول وهدار غولدين. وقال مقربون من درعي ان النبأ صحيح، لكنه لا يمكن تفصيل التطورات.وقالت عائلة غولدين انه "فعلا تعقد لقاءات مع كل وزراء الحكومة. لكن لأسفنا، لم يطرأ أي تقدم في مسألة اعادة الابناء الى البيت". وأشارت العائلة الى انها تركز في اجتماعاتها على وزراء المجلس الوزاري المصغر.مقالاتقانون التنظيمخطير على المستوطنين بالذاتيكتب المحامي المختصبالقانون الدولي التجاري، روعي فاكسلر، في "هآرتس" ان الكثير من مفسريالقانون يخطئون، فقانون تنظيم المستوطنات ليس غير قانوني فقطـ وانما سيجر المحكمةالى مناقشة مسألة ما اذا كانت اسرائيل هي دولة تحتل يهودا والسامرة. واذا تم الردبالإيجاب على هذا السؤال، فان مستقبل 400 الف مستوطن في الضفة، ومستقبل الجدارالامني، سيكونان في موضع شك.خلال النقاش فيالكنيست على قانون التنظيم، ذكرت النائب شولي معلم "تصريح شمغار"،الوثيقة التي قادت خلال الـ40 سنة الأخيرة سياسة الاستيطان في المناطق، وتخطيطمسار الجدار الامني. لكن قانون التنظيم يشذ عن تلك السياسية ويخلق سابقة.بعد حرب 1967، وجدتاسرائيل نفسها تسيطر على جمهور اجنبي في مناطق يهودا والسامرة – الفلسطينيون. وفيحينه تمت دعوة المستشار القانوني للحكومة، مئير شمغار، الى صياغة السياسيةالقانونية لإسرائيل في سيطرتها على الفلسطينيين. مصطلح "الاحتلال" يستخدم في عالم القانون كوصف لحالة واقعة، تشتق منها نتائج قانونية. وهكذا، فانهاذا كان الاحتلال قائما من ناحية واقعية، فانه من الناحية القانونية تسري هناك مبادئالقانون الدولي، ومن بينها معاهدة جنيف الرابعة ومعاهدة لاهاي التي تمنع نقل جمهورمدني يتبع لدولة الاحتلال الى الأراضي المحتلة.لقد صاع مئير شمغارسياسة قانونية لامعة، أجلت موعد التحديد الواقعي بوجود احتلال اسرائيلي فعلا فييهودا والسامرة. لقد فحص تاريخ المنطقة وحدد بأنه بعد سقوط الامبراطورية العثمانيةبقيت مناطق يهودا والسامرة بدون سيادة، ارض ليست تابعة لأحد. ورغم هذا التحديد الاان شمغار اعترف بوجود جمهور عربي في المناطق ولذلك اقترح تسوية، تعتبر جوهر تصريحشمغار: دولة اسرائيل لا تعترف بالتحديد الواقعي بأن اراضي يهودا والسامرة محتلة،ولكن تطبق عليها مبادئ القانون الانساني الدولي. ما الذي يقوله ذلك عمليا؟ المعنىهو ان اسرائيل توافق على تطبيق القانون الدولي على أراضي يهودا والسامرة، ليس لأنالقانون الدولي يلزمها بذلك، وانما لأنها هي التي تريد ذلك، لأنها دولة انسانية.في سنوات 2004-2005 تمتقديم عدة التماسات الى المحكمة العليا من قبل سكان يقيمون بجانب مسار الجدارالأمني. وادعى الملتمسون ان الجدار الأمني سيمس بنسيج حياتهم بشكل غير متناسب.واعتمدوا في ادعاءاتهم على معاهدة جنيف الرابعة ومبادئ لاهاي، التي تمنع القوةالمحتلة من المس بالجمهور المحلي بشمل غير متناسب. وخلال النقاش طرح الادعاء بأنعلى المحكمة العليا مناقشة مسألة ما إذا كانت المعاهدة تسري على يهودا والسامرة.أي: هل تعتبر اسرائيل دولة محتلة في يهودا والسامرة؟بواسطة أقل من سطرين،التفت المحكمة العليا على قنبلة قانونية، كان يمكنها ان تطرح علامة استفهام كبيرةعلى الجدار الفاصل وعلى كل المستوطنات في يهودا والسامرة. في ضوء تصريح شمغار، لمتناقش المحكمة هذه القضية، وحددت بأن اسرائيل في كل الأحوال تختار تطبيق القانونالانساني في يهودا والسامرة على سبيل الهبة، وبما ان الأمر كذلك، لا حاجة لمناقشةما اذا يقوم هناك احتلال ام لا. لقد انقذ شمغار بعبقرية قانونية حكومات اسرائيل،من اليسار واليمين.قانون التنظيم هوالخطوة الاولى لإسرائيل التي تخرج عن مجال السياسة التي حددها شمغار. القانون يحددان دولة اسرائيل تلغي مبدأ "على سبيل الهبة" لتطبيق المبادئ الانسانيةلمعاهدة جنيف. المعاهدة تمنع نقل السكان المدنيين الى الأرض المحتلة، وقانونالتنظيم يقول انه يسمح بذلك (وهذا كله من دون مناقشة ما اذا كان المقصود ارضمحتلة). فكيف سترد المحكمة؟يمكن الافتراض انه فياطار هذا التحديد، ستناقش المحكمة مسألة تطبيق معاهدة جنيف، لأن قانون التنظيمينحرف تماما عن سياسة شمغار. قد لا تتجاوز المحكمة مسألة الاحتلال، لأنه يوجد الآنخلاف حقيقي بين دولة اسرائيل والملتمسين، حول ما اذا كانت المعاهدة تسري على يهوداوالسامرة. قانون التنظيم سيجر المحكمة الى مناقشة مسألة لم يتم توفير جواب لها حتىاليوم، هل تعتبر اسرائيل دولة محتلة في يهودا والسامرة.ما الذي نخاطر فيه هناعمليا؟ اذا تم تحديد سابقة، وفي محكمة اسرائيلية بشكل خاص، بأن اسرائيل هي فعلادولة محتلة، يمكن لهذا الأمر ان يشعل نقاشا قانونيا دوليا صارما مثل وجهة النظرالقانونية التي صدرت عن المحكمة الدولية في لاهاي في 2004. صحيح ان وجهات النظرهذه ليست ملزمة، لكن المحكمة ستواجه هذه المرة تحديدا ملزما، صدر عن محكمةاسرائيلية، بأن اسرائيل هي دولة محتلة. هذا الموضوع سيمنح وجهة النظر قاعدة حقائقراسخة. بالإضافة الى ذلك ستستخدمحركات المقاطعة وتنظيمات اخرى قرار المحكمة مناجل تبرير مقاطعة اسرائيل. وفي نهاية الأمر، يمكن لقرار المحكمة ان يخدمالفلسطينيين في مطالبهم خلال المفاوضات المستقبلية.لا تحرقواالنسيجأضواء على الصحافة الاسرائيلية 6 تشرين الثاني 2016
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 4 كانون الثاني 2017
عباس لا يعتقد بأن ترامب سينقل السفارة الى القدس ويعد بالرد اذا حدث ذلك
تنقل "هآرتس" عن مصدر حضر اللقاء الذي تم بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووفد من حزب ميرتس، ان عباس قال بأنه لا يعتقد أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، سينقل السفارة الامريكية الى القدس، رغم التصريحات التي صدرت عنه وعن مستشاريه خلال الحملة الانتخابية، وخلال الأسابيع الأخيرة.
وجرى اللقاء بين وفد ميرتس، الذي ترأسه امين عام الحزب موسي راز، والرئيس عباس، في اطار سلسلة من اللقاءات التي يجريها عباس في الأيام الأخيرة مع جهات اسرائيلية من الجهاز السياسي وخارجه، التي تدعم حل الدولتين. وقبل عدة ايام التقى عباس مع وفد من اعضاء الكنيست السابقين، ويوم الخميس التقى مع ممثلي تنظيمات السلام الاسرائيلية.
وقال عباس: "نحن نتعامل بصبر وضبط للنفس مع تصريحات الرئيس المنتخب ترامب. نحن نفهم ان الامور التي تقال خلال الحملة الانتخابية لا تعكس بالضرورة واقع السياسة التي سينتهجها خلال ولايته. لا اصدق بأنه سينقل السفارة الى القدس، بل انه يفهم بأنه ستكون لهذه الخطوة ابعاد غير قابلة للتحول واوسع من الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني".
وحسب ما نقله احد المشاركين في اللقاء فقد قال عباس لوفد ميرتس انه اذا قام ترامب بنقل السفارة الى القدس ستكون هناك حاجة الى الرد، لكنه لم يفصل خطوات الرد. ويشار الى ان امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، كان قد صرح في الاسبوع الماضي، بأنه اذا تم نقل السفارة الى القدس، يجب طرد كل السفراء الامريكيين من العالم العربي، واتخاذ خطوات ضد اسرائيل كتقليص التنسيق الامني والاقتصادي والتراجع عن الاعتراف بإسرائيل.
وحسب المصدر فقد قال عباس خلال اللقاء ان قرار مجلس الامن الدولي في موضوع المستوطنات هو مجرد بداية. واعرب عن امله بأن يتم اتخاذ قرارات اخرى خلال مؤتمر السلام في باريس، في 15 كانون الثاني الجاري. وقال ان المرحلة القادمة بالنسبة للفلسطينيين هي تحصيل الاعتراف بفلسطين من قبل الدول المختلفة في الغرب، ومحاولة تحصيل الاعتراف بفلسطين كعضو كامل في الامم المتحدة بقرار من مجلس الامن.
وقال عباس لوفد ميرتس ان "قرار 2334 هو تصريح دولي مبارك باتجاه وقف الاحتلال ومشروع الاستيطان. لقد اطلعت على القرار ولا اجد فيه اي شيء ضد اسرائيل، وانما فقط ضد المستوطنات والبؤر غير القانونية. الخطوة القادمة هي تنفيذ القرار، وآمل ان تتضح طرق العمل من اجل تحقيق هذا الهدف، خلال مؤتمر باريس الذي سأحضره. انا خائب الامل لرفض رئيس الحكومة نتنياهو المشاركة فيه".
الى ذلك، تحدث نتنياهو، مساء امس، في مؤتمر لسفراء اسرائيل في اوروبا، والذي عقد في وزارة الخارجية في القدس، وقال ان "مؤتمر باريس هو مؤتمر وهمي، ولكن هناك دلائل على ان جهات مختلفة ستحاول تحويل قراراته الى قرارات لمجلس الامن الدولي. وهذا ليس وهما. لدينا دلائل غير قليلة على ان هذه هي الخطة. يجب منع قرارات اخرى في الامم المتحدة والرباعي الدولية. هذا يجب ان يكون هدفكم المركزي خلال الاسبوعين القريبين".
مشروع قانون في الكونغرس يطالب بالاعتراف بالقدس عاصمة ابدية لاسرائيل
في هذا الصدد تكتب "يسرائيل هيوم" انه مع اداء الكونغرس الأمريكي الجديد لليمين الدستوري، امس، قام ثلاثة من نواب الحزب الجمهوري، ماركو روبيو، تيد كروز ودين هيلر، بتقديم مشروع قانون يطالب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ويحتم نقل السفارة الامريكية اليها، كما التزم ترامب.
وحسب مشروع القانون، "يمتنع الكونغرس عن تحويل جزء من تمويل وزارة الخارجية حتى تقوم بنقل السفارة". وقال السيناتور روبيو، ان "القدس هي العاصمة الابدية للدولة اليهودية، والسفارة الامريكية تنتمي الى هناك. آن الأوان كي يسد الكونغرس والرئيس المنتخب الثغرة التي سمحت للرؤساء من الحزبين، طوال اكثر من عقدين بتجاهل القانون الامريكي القائم للنقل المبرر لسفارتنا الى القدس". وقال السيناتور كروز ان "القدس هي العاصمة الابدية وغير المقسمة لإسرائيل. ولبالغ الأسف، فان انتقام ادارة اوباما من الدولة اليهودية كان شريرا، الى حد كان قول الحقيقة البسيطة هذه يسبب صدمة في دوائر معينة".
اليوم: المحكمة العسكرية تصدر قرارها بشأن الجندي القاتل ازاريا
تتناول الصحف بتوسع قرار المحكمة العسكرية المرتقب صدوره اليوم، بشأن الجندي القاتل اليؤور ازاريا، وذلك بعد تسعة اشهر من قيامه بإطلاق النار على الفلسطيني الجريح عبد الفتاح الشريف في الخليل. وستقرر المحكمة العسكرية ما اذا كان العريف اول اليؤور ازاريا قد قتل عبد الفتاح الشريف عنوة ام انه تخوف من وجود عبوة كما يدعي.
وتكتب "هآرتس" انه بناء على بروتوكولات تضم 1400 صفحة، تشمل افادات 21 شاهدا من جانب النيابة العسكرية، و31 شاهدا من جانب الدفاع، سيقرأ القضاة الثلاثة عند الساعة العاشرة صباحا، قرار الحكم: هل سيتم اتهام ازاريا بالقتل، او بتهمة اخف، ام سيتم تبرئته بشكل مطلق. وسيتم اصدار القرار في بناية المحكمة العسكرية الخاصة في مقر القيادة العامة في تل ابيب وليس في بناية المحكمة العسكرية في يافا، حيث جرت المداولات.
يشار الى ان القضية التي وقعت في صباح يوم الخميس 24 آذار الماضي، تطورت بسرعة فائقة الى حجم لم يتوقعه احد في البداية. والى جانب الشرخ الذي احدثته في المجتمع، كان لها آثار سياسية بعيدة المدى، وقفت في مركز الصراع بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الامن السابق موشيه يعلون، الذي استقال في نهاية الأمر من منصبه. ومن وجهة نظر الجمهور، كما يبدو، فقد تم اتخاذ القرار منذ زمن: سواء اعتبر ازاريا بطلا او "جنديا انحرف"، كقول وزير الامن السابق يعلون، كان هناك قلة انتظروا صدور الحكم اليوم، لكي يبلوروا موقفهم. حتى في صفوف السياسيين، كان هناك من سارعوا، من اليمين واليسار، الى ادانة او تبرئة ازاريا، حتى قبل بدء المحاكمة.
ويقدر عدد من رجال القانون، الذين خدموا في النيابة العسكرية سابقا، انه الى جانب امكانية ادانة ازاريا بالقتل، من الممكن ان يدان بمخالفة اقل، كخرق الصلاحيات، او التسبب بالموت نتيجة الاهمال. مع ذلك فان خط الدفاع الذي لجأ اليه محاموه طوال الوقت- والذي يقول ان ازاريا عمل بنية التسبب بموت المخرب بسبب التهديد الناجم عنه – سيصعب على القضاة تحديد ما اذا تصرف بإهمال، الأمر الذي من شأنه المس بأزاريا في نهاية الأمر.
لقد حاول محامو ازاريا حتى الان التشكيك بقدرة رئيسة الهيئة القضائية، العقيد مايا هيلر على اصدار قرار موضوعي. وادعوا ان هيلر مضت خلف المدعي العسكري، واستكملت تحقيقات مضادة واتخذت قرارات غير متوازنة. وفي المقابل وقف رئيس الاركان غادي ايزنكوت وراء القضاة الثلاثة وصرح في اكثر من مرة بانه يؤمن باستقامة المحققين والقضاة. وقال "ان القضاة الثلاثة ليسوا متأثرين بأي ضغط، ويجيدون الحكم بشكل عادل. وما سيقررونه سيكون".
وقبل يومين بالذات من صدور قرار الحكم، تم ترقية القاضية هيلر وتعيينها في محكمة الاستئناف العسكرية. وجرت المراسم برعاية رئيس الدولة رؤوبين ريفلين، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الامن افيغدور ليبرمان. هذا هو ليبرمان نفسه الذي وقف قبل تعيينه وزيرا للأمن الى جانب ازاريا، بل صرح بأنه لا يفهم كيف يمكن في هذه الظروف اتهامه. وخلال احدى جلسات تمديد اعتقال ازاريا جلس ليبرمان في قاعة المحكمة، واظهر حضورا اعلاميا، فساعد بذلك على تسييس القضية. كما حدد ليبرمان في منشور على صفحته في الفيسبوك بأن النيابة العسكرية تمسكت "برواية مشوهة تقول ان الجندي مذنب بالقتل". وبعد جلوسه على كرسي وزير الامن، تم سماع لهجة مختلفة من قبله، وصرح بأنه يجب الوقوف الى جانب ازاريا حتى اذا اخطأ. ويشار الى انه في حال ادانة ازاريا، يمكن للرئيس رؤوبين ريفلين ان يجد نفسه يقوم بدور هام في نقطة تحول اخرى في القضية. فاذا تم تقديم طلب بالعفو عن ازاريا، سيضطر ريفلين الى الحسم في هذا الأمر. ويشار الى ان وزير التعليم نفتالي بينت سبق وصرح بأنه يجب العفو عن ازاريا. كما لا يرفض ليبرمان هذه الامكانية.
وحسب النظم، يجب ان يبلور وزير الامن والنائب العسكري الرئيسي طلب العفو وتقديمه الى رئيس الدولة. اضف الى ذلك ان قانون الحكم العسكري يسمح بتخفيف عقوبة من ادين في محكمة عسكرية، اذا طلب ذلك رئيس الاركان او قادة المناطق العسكرية. والى ذلك يجب ان نضيف امكانية قيام احد الطرفين بالاستئناف على القرار.
"ايزنكوت عن ازاريا: "ليس ابننا جميعا"
تناولت الصحف التصريحات التي ادلى بها رئيس الاركان غادي ايزنكوت، امس، خلال مراسم احياء ذكرى رئيس الاركان السابق امنون ليفكين شاحك، في المركز بين المجالي في هرتسليا، والتي تطرق خلالها الى قضية الجنيد ازاريا، رافضا اعتباره "ابننا جميعا" على حد تعبيره.
وكتبت "يديعوت احرونوت" في هذا الصدد انه قبل يوم واحد من صدور الحكم، قرر رئيس الاركان غادي ايزنكوت التطرق الى قضية الجندي اليؤور ازاريا، وقال: "يجب علينا الحفاظ على جيش محارب، منضبط ومهني. ولكن لأسفي الشديد، يدور حوار لا مكان له، ولا يقدم أي مساهمة، لا بل يسبب الضرر". واضاف: "عندما يتجند ابن 18 عاما فانه يضع يده على التوراة ويعلن الاخلاص في الدفاع عن اسرائيل واطاعة الأوامر والولاء لدولة اسرائيل – وهذا يلزم الجنود".
وتطرق ايزنكوت الى استخدام مصطلح "ابننا جميعا" في الحديث عن ازاريا، وقال: "رجل في الـ18 من عمره ويتجند للجيش ليس ابننا جميعا. انه ليس طفلا تم أسره، ولم يمر بجانب الخط الحدودي وقام احد باختطافه. انه محارب، جندي، ومطالب بالتضحية بروحه من اجل تنفيذ الاهداف التي يلقونها عليه؟ الارتباك الذي حدث في حوار المجتمع الاسرائيلي بين رجل ابن 18 عاما وبين "طفلنا جميعا" الذي ارتبك وتم اختطافه يمس بمطالبنا الأساسية من جنود الجيش. يجب ان نكون حادين في الحوار. من جهة يمكن ان نكون دافئين ومهتمين بالجنود، ومن جهة اخرى، ابناء 18 عاما الذين يتجندون للجيش يطالبون بتنفيذ المهام والمخاطرة بحياتهم".
وسارعوا في الجهاز السياسي للرد على ايزنكوت. وقال رئيس الائتلاف الحكومي النائب دافيد بيتان ان "اليؤور هو جندينا جميعا. انا احترم رئيس الاركان واقدره، لكنه كان من المناسب أن لا يصرح في الموضوع قبل يوم من صدور قرار الحكم".
وقال النائب عمر بارليف (المعسكر الصهيوني) انه توقع تعرض قادة الجيش الى هجوم شعبوي مهما كان قرار المحكمة، ولذلك "كان من المهم سماع الصوت الواضح لرئيس الاركان الذي يتخذ من قيم الجيش منارة له".
وقالت عائلة أزاريا: "عشية صدور القرار يجد رئيس الاركان من المناسب التدخل مرة اخرى بصورة فظة والقول ان الرجل ابن الـ18 الذي يتجند هو ليس ابننا جميعا. صحيح انه ليس ابننا جميعا، لكنه جندينا جميعا. رئيس الاركان يكفر مرة اخرى في مقولته هذه بالمعادلة الواضحة جدا، وهي اننا نرسل اولادنا الى الجيش من خلال الايمان بأنهم امانة في ايدي قادتهم الذين يستحقون ذلك".
اصابة شرطيين وفلسطينيين في حادث قرب جنين
تكتب "هآرتس" عن اصابة شرطيين من حرس الحدود، بجراح متوسطة وطفيفة، واصابة فلسطينيين بجراح بالغة، امس، بعد اصطدام ثلاثة فلسطينيين كانوا يركبون دراجتين ناريتين، بنقطة التفتيش العسكري على مفترق 400 المجاور لجنين.
ويستدل من تحقيق اولي اجراه حرس الحدود ان دراجتين اقتحمتا الحاجز، وكان يركب احداهما شخصين فيما يركب الثانية شخص واحد. وكان افراد الشرطة يجلسون داخل سيارة مدرعة، وطلبوا من ركاب الدراجتين التوقف، لكنهم اخترقوا الحاجز. وتفحص الشرطة كافة اتجاهات التحقيق. وقالت الشرطة انه قبل وقوع الحادث مرت عدة دراجات نارية اخرى بالقرب من الحاجز.
المستشار القضائي يرضخ لليمين ويقلص صلاحيات نائبته التي عارضت نقل عمونة الى اراضي الفلسطينيين التي تدعي اسرائيل انها "املاك غائبين"
تكتب صحيفة "هآرتس" عن قرار المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت، امس (الاثنين)، تقليص صلاحيات نائبته في قسم الاستشارة المحامية دينا زيلبر، في مسألة تطبيق القانون في الضفة الغربية، وهو قرار قاده مندلبليت مع وزيرة القضاء اييلت شكيد، رضوخا لليمين والمستوطنين الذين يكثرون من انتقاد زيلبر، بسبب قراراتها التي لا تتفق مع سياستهم الاستيطانية.
وحسب التغيير الذي اجراه المستشار في قسم الاستشارة القانونية، فان الصلاحيات التي تم تركيزها في ايدي زيلبر في موضوع المناطق ستقلص بشكل كبير، وستكون زيلبر مسؤولة منذ الان عن المجال الأمني فقط، بينما سيتم تحويل المجالات الأخرى لثلاثة نواب اخرين للمستشار، حيث سيتولى راز نزري منذ الان المسؤولية عن القوانين المتعلقة بالمناطق، بما في ذلك المقارنة بينها وبين القوانين السارية داخل الخط الاخضر، بينما يتولى المحامي ايرز كمينيتس صلاحيات التخطيط والبناء في الضفة، فيما سيتولى د. روعي شايندروف معالجة القضايا الدولية.
وفي رسالة كتبها مندلبليت في هذا الموضوع، امس، كتب: "قررت مؤخرا بالتنسيق مع المحامية دينا زيلبر عدم معالجة القضايا القانونية المتعلقة بالضفة من قبل قسم الاستشارة. كما قررت ان لا يتم معالجة القضايا القانونية المتعلقة بالضفة ككتلة واحدة، انما يتم معالجتها من قبل الاقسام المختلفة، حسب المجال القانوني الملائم وليس كموضوع قائم في حد ذاته".
يشار الى ان زيلبر عارضت في نقاشات داخلية جرت في وزارة القضاء العديد من القضايا، من بينها مخطط املاك الغائبين الذي اقترح لحل مشكلة بؤرة عمونة. وفي تموز 2015 وبختها وزيرة القضاء اييلت شكيد، لأنها كتبت بطلب من النائب ميراف ميخائيلي، من كتلة المعسكر الصهيوني، وجهة نظر تعارض مشروع قانون قدمه النائب بتسلئيل سموطريتش (البيت اليهودي)، لتنظيم المكانة القانونية للواء الاستيطان.
وجاءت وجهة النظر تلك بعد ان كانت زيلبر قد حددت في شهر شباط 2015، بأن على الحكومة وقف تمويل لواء الاستيطان – سواء بواسطة الغاء التمويل العام او تجميد التحويلات الاخرى، كفائض الميزانيات التي تحول اليها من الوزارات المختلفة. وحددت زيلبر في حينه ان التعاقد مع لواء الاستيطان لتنفيذ مشاريع عينية، يجب ان يتم بناء على نظام المناقصات المتبع في القطاع العام. يشار الى ان لواء الاستيطان ينشط، بناء على التعاقد الموقع بين الحكومة والهستدروت الصهيونية في عام 2000، في مناطق هضبة الجولان والضفة الغربية كلها، وغوش قطيف في قطاع غزة (قبل اخلائه في ايلول 2005). ومنذ 2004 بدأ اللواء ينشط في الجليل والنقب.
ويحظى هذا اللواء بتمويل كامل من الدولة، وفي السنوات الاخيرة، تراوحت ميزانيته بين 500 -600 مليون شيكل سنويا، رغم ان قانون الميزانية يحدد له مبلغ 58 مليون شيكل. ويتم تحويل الميزانيات الى هذا اللواء من قبل الوزارات المختلفة، بناء على قرار لجنة المالية. وكتبت زيلبر في حينه ان "هذا الحجم المالي يدل على القوة والضخامة وحجم الصلاحيات والمجال الضخم لدفع وتحديد سياسة اللواء".
واضافت زيلبر ان "وجود قناة تنفيذ خارج الحكومة، تنفذ فيها صلاحيات سلطوية واضحة، ويكمن جوهرها في تطبيق قرارات الحكومة دون ان تخضع لواجبات القانون الاداري هي مسألة غير صحيحة، لأن من شأن هذا الوضع ان يولد "ساحة خلفية" للحكومة، يجري فيها تنفيذ نشاطات خارج نطاق القانون، وتشكل ارضية مريحة لتطور امراض واضحة".
وفي وجهة نظر اخرى كتبتها في تموز الماضي، سعت زيلبر الى منع الدعم المزدوج من الوزارات لخلايا تنفذ مهام معينة، كالخلايا التوراتية. وتعمل هذه الخلايا في مجالات التعليم والرفاه والمجتمع. وتم تمويل هذه الخلايا من قبل اربع وزارات، اثنتان منها يقودهما البيت اليهودي: وزارة التعليم ووزارة الزراعة، بالإضافة الى وزارة الاسكان والبناء ووزارة تطوير الجليل والنقب.
كما اعربت زيلبر عن معارضتها لتسليم ادارة الحديقة الأثرية في القدس- مركز دافيدسون، الى جمعية "إلعاد" الاستيطانية. وتوجهت زيلبر في شباط 2014، الى وزير الاسكان في حينه اوري اريئيل (البيت اليهودي) المسؤول عن الشركة الحكومية لترميم وتطوير الحي اليهودي، وطالبته بعدم دفع الموضوع، حتى يتم "توضيح الجانب القانوني" للنقاش الدائر حول ترتيبات الصلاة في حائط المبكى والمفاوضات الجارية بهذا الشأن بين الحكومة والتيارات الدينية الليبرالية.
اليسار يعارض القرار ويتهم الحكومة بتصفية "حراس البوابة"
تعقيبا على القرار، قالت النائب ستاف شفير (المعسكر الصهيوني) ان "تقليص صلاحيات دينا زيلبر التي عملت بشجاعة كبيرة ضد الفساد المتعفن في مجال اموال الجمهور، يشكل عملية ابتزاز بالتهديد لكل موظف جمهور يعمل من اجل الجمهور ولا يلعب حسب مصالح بيبي وبينت السياسية". وقالت ان "حكومة نتنياهو تقوم بحملة لتصفية كل حراس البوابة، وكل من يفترض فيهم كبح قوتهم والحفاظ على الديموقراطية".
وهاجم النائب نحمان شاي (المعسكر الصهيوني) وزيرة القضاء اييلت شكيد، وقال ان "وزيرة القضاء تستكمل، خطوة بعد خطوة، احتلال الوزارة ودمج الموالين لها في مناصب رئيسية. المستشار القانوني للحكومة ينجر خلفها وهو شريك كامل في عملية تسييس وزارة القضاء."
الشرطة تطلب التحقيق مع نتنياهو مرة اخرى
تكتب الصحف انه من المتوقع ان يخضع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لتحقيق آخر في نهاية الأسبوع الجاري (الجمعة)، بعد ان تم التحقيق معه، امس الاول بشبهة تلقي رشاوى من رجال اعمال. وحسب تقارير نشرتها قنوات التلفزيون فان نتنياهو لم ينف حصوله على هدايا من رجال الاعمال الذين يرتبط بعلاقات صداقة معهم، لكنه ادعى انه لا يوجد ما يمنع ذلك. وتكتب "هآرتس" ان نتنياهو ادعى، امس، ان "سنوات طويلة من الملاحقة اليومية لي ولعائلتي، اتضح امس انها لم تسفر عن شيء". وجاء ذلك تعقيبا على الفحوصات التي لم تسفر عن شبهات جنائية، لكنه لم يتطرق الى التحقيق الجاري ضده حاليا.
في هذا السياق تم توجيه نواب حزب الليكود لنشر رسالة تدعي ان التحقيق ضد نتنياهو ينبع من دوافع سياسية ويهدف لإسقاط سلطة الليكود. وقد تكرر هذا الادعاء في اللقاءات الاعلامية والبيانات الصادرة عن نواب الحزب، بل جر ردا استثنائيا من قبل الشرطة على تصريحات رئيس لجنة الداخلية النائب دافيد مسلم، الذي هاجم رئيس قسم التحقيق ميني يتسحاقي، قائلا انه "يجمع مواد ويبني ملفات" ضد اعضاء الكنيست. واضاف في اشارة الى حفل عيد الميلاد التسعين للرئيس الراحل شمعون بيرس: "اعتقد انه لو تم اقامة حفل عيد ميلاد لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بـ20 الف دولار، لكان يتسحاقي سيصل مع اربع دوريات، وكما يبدو كان سيقيده من قدميه". وفي وقت لاحق كتب على صفحته في الفيسبوك: "ان رئيسا قسم التحقيق (موشي) مزراحي و(يوآب) سغلوبيتش انضما في السنوات الاخيرة الى السياسة، احدهما الى حزب العمل والاخر ليوجد مستقبل. يسود التخوف المعقول من ان حكمهما على الامور يتأثر بمواقفهما اليسارية".
وفي ردها عليه، اوضحت الشرطة انها تعمل بدون مواربة، وقالت: "شرطة اسرائيل لا تبادر الى التفتيش عن معلومات ضد منتخبي الجمهور (كل فحص بشأنهم يخضع لتوجيهات ومصادقة المستشار القانوني للحكومة)، ومن جانب آخر لن ترتدع عن التحقيق في كل معلومة تصل اليها وتشير الى خرق القانون. ليس امامنا الا ابداء الاسف للتصريحات التي صدرت عن ممثل جمهور، وكان من المفضل عدم قولها. كل من اياديه طاهرة وينفذ مهامه باستقامة ليس لديه أي سبب للخوف من الشرطة".
المصادقة في القراءة الاولى على قانون الفيسبوك
تكتب "يسرائيل هيوم" ان الهيئة العامة في الكنيست، صادقت بالقراءة الاولى، امس، على قانون "الفيسبوك" الذي بادر اليه وزيرا القضاء اييلت شكيد، والامن الداخلي غلعاد اردان. وحسب مشروع القانون يمكن لمحاكم الشؤون الادارية، وبناء على طلب من الدولة، ان تصدر امرا لشركة تزويد خدمات الانترنت كـ"جوجل" او الشبكة الاجتماعية "فيسبوك"، بإزالة منشورات محرضة من الشبكة. ويمكن اصدار امر كهذا في حال نشر مواد تشكل مخالفة جنائية، او تنطوي على تهديد ملموس لأمن المواطنين او امن الجمهور او امن الدولة.
وقالت شكيد ان التعاون مع الشبكات الاجتماعية سيساعد على تقليص المنشورات المحرضة التي تنشر يوميا على الشبكة، و"سينقل رسالة اجتماعية واضحة مفادها اننا لن نتسامح مع الدعوة الى العنف، حتى وان كان مجرد نص يظهر على الشاشة، لأنه يمكن لكلمة واحدة ان تقتل".
من جهته قال اردان انه "على الرغم من كون التحريض يقود الى الارهاب، الا ان الفيسبوك وشركات الانترنت لا تستجيب لكل توجهات الشرطة بإزالة مواد محرضة، واحيانا يتطلب الأمر وقتا طويلة حتى يتم ازالة المواد المحرضة. ولذلك فان القانون الجديد حتمي من اجل توفير الآليات التي تسمح لنا بالعمل فورا على ازالة المضامين التي يمكن ان تسبب اعمال ارهاب وقتل".
مقالات
لا لضم معاليه ادوميم
كتبت "هآرتس" في افتتاحيتها اليوم، ان هناك "تهديد جديد يظهر ويتراكم كغيمة سوداء. دلائله الأولى ظهرت عندما سمعنا من ممثلي اليمين المتطرف، كنفتالي بينت وبتسليل سموطريتس، الفكرة الجنونية لضم الضفة الغربية، تحت مظلة حماية الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. وتواصلت في مقالات ولقاءات بدأ حتى انصار معسكري الوسط واليسار من خلالها، التفكير الجدي بفوائد الضم، بعضهم يعتمدون على تطبيق الوعد الالهي، وبعضهم على الحاجة لتحسين حياة الفلسطينيين.
الان يصل التهديد الى عتبة الكنيست. لجنة القانون ناقشت هذا الأسبوع ضم مدينة معاليه ادوميم، والوزير بينت التزم بعرض مشروع قانون، حتى نهاية الشهر، يحول ضم المستوطنة الى خطوة رسمية. في تفسير مشروع القانون تم عرض مبرر مثير واصلي، يقول "ان هناك موافقة واسعة في البلاد والعالم على فرض السيادة الاسرائيلية على معاليه ادوميم" وان فرض السيادة "لن يغير بشكل جوهري الميزان الديموغرافي في اسرائيل".
فجأة تصبح "موافقة العالم" بمثابة سور واق للجنون السياسي. المجتمع الدولي نفسه الذي امتص في الأسبوع الماضي حوضا من النفايات التي خرجت من فم رئيس الحكومة لأنه تجرأ على تجديد تعريف المستوطنات بأنها غير قانونية، هو ذلك الذي تريد الحكومة الاسرائيلية الاعتماد عليه الان من خلال عرض اكذوبة فظة. المجتمع الدولي لا يوافق على ضم معاليه ادوميم او أي جزء من اراضي الضفة او القدس الشرقية. بالنسبة له، كل استبدال للأراضي او ضم يجب ان يتم في اطار اتفاق مع الفلسطينيين، وليس قبله. ويمكن الرد بالعملة ذاتها على بنيامين نتنياهو، بأن المجتمع الدولي وافق على حل الدولتين للشعبين، لكنه يحدد بأن حدود الدولتين يتم ترسيمها في المفاوضات وليس بخطوات من جانب واحد كالاستيطان او الضم.
استطلاعات الرأي التي تدل على دعم حوالي 40% من المشاركين فيها لضم معاليه ادوميم يمكن ان تثير السخرية فقط، لأنه في تلك الاستطلاعات لا يعرضون التهديد الكامن في هذا الضم. هل سيدعم هؤلاء الضم اذا تم التوضيح لهم بأنه يمكن ان يقود الى فرض عقوبات خطيرة على دولة اسرائيل، وليس فقط على المستوطنات؟ هل سيتمسكون بموقفهم اذا بدأت انتفاضة جديدة؟
اقتراح ضم معاليه ادوميم يمكن ان يتضح بأنه رسم حدود واحدة اكثر من اللزوم. ويحتم ذلك على كل عاقل يخشى على مستقبل اسرائيل، وخاصة المعارضة، الوقوف ضده، وشرح اخطاره، وتجنيد الرأي العام، واذا تطلب الأمر المجتمع الدولي، ايضا. مثل هذا الاقتراح يجب ان يسقط عن جدول الاعمال.
احتلوا، لا تضموا
يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس"، ان فاتح الشهية بات مطروحا على الطاولة، وبمجرد ان ننتهي من ضم معاليه ادوميم، ستبدأ الوجبات الرئيسية الجريان في البلعوم الذي لا يشبع. سابقة صغيرة، رأس جسر للضم، سيشق الطريق نحو ضم كل مناطق الحلم. لأنه ما الفرق بين معاليه ادوميم وكريات اربع او غوش عتصيون؟ كلها ستكون في نهاية الأمر تابعة لأرض اسرائيل. هذه هي الاكذوبة التي تسمح لإسرائيل منذ الان بضم مناطق، ستكون "في كل الحالات" تابعة لسيادتها بعد اتفاق السلام مع الفلسطينيين. ماذا يعني انه لا تجري مفاوضات ولا يوافق الشريك الفلسطيني على نقل المناطق المعدة للضم.
هذه هي الذريعة التي استخدمت ويجري استخدامها لبناء المستوطنات او لتكثيف مستوطنات قائمة في تلك الكتل المعدة "في كل حال" للانتقال الى ايدي اسرائيل، حتى سقط علينا فجأة، كأنه ليس من أي مكان، قرار مجلس الامن الذي حدد بأن كل المستوطنات "المتفق" عليها ام لا، هي مستوطنات غير قانونية، وليس مهما مدى قدسيتها او نوعية الكوشان الالهي الذي شرعها.
بما ان مبرر الضم هذا يعتمد على أرجل دجاج اعرج، ظهر ادعاء مؤيد جديد: الضم سيصنع الخير للفلسطينيين الذين يحرمون من حق تلقي مخصصات التأمين الوطني والخدمات الصحية الاسرائيلية بسبب تعريفهم كجمهور خاضع للاحتلال. البشرى الجديدة، حسب قول أ. ب. يهوشواع، هي "تخفيض درجة ورم الاحتلال"، أي العودة الى ايام الاحتلال المستنير. وبعبارة اخرى: اذا لم نستطع وقف الاحتلال في المناطق، فسندخله الى الحضن الاسرائيلي الدافئ. لا، الحديث ليس عن ملايين الفلسطينيين كلهم، وبالتأكيد ليس عن الغزيين، ولكن نبدأ بـ90 الف فلسطيني يمكن لإسرائيل بالتأكيد استيعابهم، كاقتراح وزيرة القضاء اييلت شكيد.
لكنه يمكن العثور على حل اكثر مريحا للمشكلة الانسانية – بكل بساطة جعل الاحتلال اكثر انسانيا، تفكيك الحواجز، التوقف عن الاعتقالات الواهية، الغاء الاعتقال الاداري، السماح بحرية الحركة في كل مناطق الضفة، تحويل اموال الى السلطة الفلسطينية بحجم مدفوعات التأمين الوطني التي كانت اسرائيل ستدفعها لو ضمت المناطق، توسيع الخدمات الصحية ومنح الحقوق الاجتماعية، كما لو ان الفلسطينيين اصبحوا مضمومين. اذا كان يسمح اللعب بـ "كأنه"، بالنسبة للمكانة المستقبلية للمستوطنات، يمكن ممارسة اللعبة ذاتها بالنسبة للفلسطينيين، ايضا.
وبشكل عام، في ادعاء الضم لأسباب انسانية تكمن اكذوبة. لأن كل هذه الانسانية التي ستصب على الفلسطينيين مقابل ضمهم، لا تشمل حقهم الأساسي بتقرير المصير. بضربة واحدة لن يعتبروا محتلين يستحقون الحماية حسب معاهدات الامم المتحدة، وسيطالبون بالتخلي عن هويتهم القومية، والتخلي عن حلم الدولة الى الأبد، والعيش كضيوف غير مرغوب فيهم في الدولة اليهودية.
الوهم الذي يتعطر به انصار مساواة الحقوق للفلسطينيين بواسطة الضم، والذي سيشمل حتى منح مكانة مواطنين لهم، هو ان الفلسطينيين سيتحركون بحشودهم فعلا، بالباصات والقطارات، نحو العرس الاسرائيلي، ويهود اسرائيل، الذين لم يعتادوا بعد على وجود الاقلية العربية بينهم، سيستقبلون فلسطينيي الضفة بالورد.
اذا كانوا منذ الان يصفون، نتيجة خطأ، الوضع في المناطق بأنه أبرتهايد، بدل التحديد بأن المقصود احتلال يميز في طبيعته بين حقوق الخاضعين للاحتلال وجمهور الدولة المحتلة، ولذلك يجب وقف الاحتلال، فان الضم سيحول اسرائيل الى نموذج متكامل لدولة الأبرتهايد. فالابرتهايد لن يتوقف مع الضم، وانما سيلتف بعباءة جديدة فقط، انسانية، مستنيرة، تنقي الضمير. كما لو ان الاحتلال هو مجرد مصطلح رسمي وليس واقعا رهيبا.
هل يوجد بين انصار الخير هؤلاء، من سأل الفلسطينيين ان كانوا يريدون الانضمام الى دولة تقتحم بيوتهم ليلا ونهارا؟ ولماذا سؤالهم اصلا. اليس من المفهوم ضمنا ان الفلسطينيين يفهمون بأننا نريد مصلحتهم؟ بأننا لا نريد ان نكون محتلين؟
تدخل استثنائي من قبل رئيس الأركان
يكتب الجنرال (احتياط) دان بيطون، في "يسرائيل هيوم" ان قضاة المحكمة العسكرية سيدينون اليوم، حسب تقديري، اليؤور ازاريا بتهمة القتل. خلافا للوضع في الدولة، لا يوجد فصل للسلطات في الجيش. الجيش هو دكتاتورية، وكل الصلاحيات تخضع حسب القانون لرئيس الأركان. وفي اللحظة التي صرح فيها رئيس الأركان والناطق العسكري علانية ضد الجندي، انتهت القضية. المحكمة العسكرية الخاضعة لرئيس الأركان، ستصادق على تحديد رئيس الأركان ايزنكوت، الذي حكم على ازاريا قبل اجراء التحقيق العسكري الأساسي. اذا كان هناك من يعتقد انه يمكن لرئيس الأركان ان يقول (أ)، والمحكمة تقرر (ب)، فيجب اعتقاله لسذاجته. هذه هي الحالة الاستثنائية الوحيدة التي اعرفها عن تدخل رئيس الاركان.
قادة الجيش ينقلون رسالة مزدوجة عندما يحددون بأن العقيد يسرائيل شومر، الذي اطلق النار على ولد فلسطيني هارب لا يحمل وسائل حربية، قام بعمل قيم وطبيعي، وبالروح ذاتها يحددون ان اطلاق النار على مخرب قام لتوه بتنفيذ عملية طعن، وكان من الممكن ان يحمل على جسده وسائل حربية، هو عمل قيم لكنه غير طبيعي. اذا كان قادة الجهاز يؤيدون الاستقامة والانصاف، فلماذا يطبقون القانون بشكل انتقائي؟
المسألة الثانية هي فشل القادة. قادة ازاريا فشلوا في ادارة الحلبة العسكرية. حلبة الحادث كانت مشاعا، كانت هناك فوضى كاملة. قائد الكتيبة لم يعرف كيف يجري تحقيقا عسكريا مناسبا، واجرى تحقيقا بدون قائد الفرقة وبدون ازاريا نفسه؛ قائد اللواء ليسا ملما بالمنطقة الخاضعة له، وقال انها بدون تهديد عبوات، رغم ان ضابط الهندسة لديه قال انه نشر عن وجود عبوات، وفي كل محطة باصات يوجد لافتة "الحذر، عبوات". سلسلة القيادة فشلت وستواصل التقدم في الجيش، اما ازاريا فهو الحارس الذي يدفع الثمن.
قصة المحاكمة كلها هي محاولة للدخول الى دماغ ازاريا خلال الحادث، وتوضيح سبب إطلاق النار. اما الحقيقة فلن نعرفها ابدا. لن نتمكن من معرفة ما الذي مر في دماغه في تلك الثانية. لا اعرف ان كان ازاريا مذنبا، من المؤكد انه ليس بطلا، ولكن من المؤكد ايضا انه ليس قاتلا. الحديث هنا عن حلبة عسكرية وقعت فيها عملية طعن لجندي من قبل مخرب، ولا اعتقد ان هناك من يمكنه معرفة ما الذي فكر فيه ازاريا.
المسألة الثالثة هي تأثير حادث أزاريا على المجتمع الاسرائيلي وعلى الجيش. المجتمع هو الام والاب الذين سيرسلان اولادهما غدا الى الجيش. هذا المخبر الذي يجب ان يتجند لجهاز الشاباك، هؤلاء الجنود الذين يخدمون اليوم في الجيش. هناك الكثير من المشتقات الاجتماعية المتفرعة عن هذه القضية والتي يجب الاستعداد لها. غالبية الجمهور لن يتقبل قرار الحكم ولن يوافق عليه. هذا لا يعني ان يتظاهر الناس او لا يرسلون اولادهم للخدمة في الجيش، لكنهم سيفكرون بشكل مختلف. في هذه الحالة، انا متأكد من ان غالبية الجمهور لن يوافق على قرار المحكمة. لن يكون امام المجتمع الاسرائيلي أي مفر الا ترك قصة ازاريا في الخلف، ومواصلة التقدم نحو التحديات التالية.
العريف ورئيس الأركان
يكتب يوسي يهوشواع، في "يديعوت احرونوت" ان رئيس الاركان غادي ايزنكوت لن يتواجد، اليوم، في القاعة، لكن جل اهتمامه سيوجه الى ما يحدث في قاعة المحكمة الواقعة تحت 14 طابقا من مكتبه في الكرياه.
بعد تسعة أشهر من اطلاق النيران في الخليل، والذي شطر الجيش والمجتمع الإسرائيلي الى معسكرين، ستحسم الهيئة القضائية صباح اليوم، مصير "الجندي مطلق النار". محاكمة العريف اول اليؤور ازاريا، هي محاكمة العام، بل ربما محاكمة العقد.
ايزنكوت هو رئيس اركان موزون ومفكر، حذر ومسؤول في تفعيل القوة وفي التصريحات. كما انه يقلل من الظهور الاعلامي العلني. ولذلك ليس من الواضح لماذا اختار يوم امس بالذات، قبل يوم من صدور الحكم، تضمن خطابه رسائل واضحة تتناول قضية ازاريا.
قوله ان "ابن 18 عاما هو جندي، وهو ليس ولدنا جميعا" هي مقولة صحيحة ومبررة. لكنه يجب احيانا التمتع بالحكمة. في اللحظات التي تكون فيها كل الاعصاب مشدودة والمجتمع الاسرائيلي ممزق في قضية متفجرة، يمكن لرئيس الاركان، الذي يعتبر اكثر رئيس اركان يلتزم الصمت في تاريخ الجيش الاسرائيلي، ان لا يتخلى عن هذه الميزة. كما سبق وكتبنا هذا الأسبوع، راهن ايزنكوت في هذه القضية حين القى بكامل ثقله ضد ازاريا. وفي هذا الخطاب رفع الثمن من دون حاجة، وربما الى حد المخاطرة بمكانته الرسمية.
قبل بدء المحاكمة، ادعوا بأنها زائدة، وستسبب ضررا للجيش والجميع سيخسرون فيها. اذا ادانت المحكمة ازاريا، اليوم، او برأته، من الواضح انه لا وجود لمنتصرين. ليس هناك من لم يتم نتف ريشه خلال الاشهر التسعة الماضية: اليؤور ازاريا وعائلته، كتيبة شمشون، قائد الكتيبة المقدم دافيد شبيرا – الذي حصل على وسام رئيس الاركان بفضل شجاعته في احباط المخربين في "مركز الحاخام في القدس" ووجد نفسه يقف فجأة في مكانة "عدو الشعب"، قائد الكتيبة الرائد توم نعمان – الذي حاولوا خلال الاشهر الماضية الصاق كل فرية به، قائد لواء كفير، العقيد غابي حزوت، بل حتى المدعي الذي تم تجنيده من خارج صفوف الجيش، الرائد (احتياط) نداف فايسمان.
لقد كان المجتمع الاسرائيلي هو اكبر الخاسرين، بسبب الضربة التي اصابت احد اكبر كنوزه: اسطورة الجيش كجيش للشعب. الجيش الذي بقي دائما خارج الخلافات التي مزقت المجتمع الاسرائيلي، الجيش الذي كان عاملا موحدا – اصبح مثار خلاف ودخل في ازمة ثقة سيحتاج الى وقت كبير من اجل ترميمها.
الان، ايضا، يجب القول انه منذ اللحظة التي تم فيها تقديم لائحة الاتهام بالقتل، كان يجب على الاطراف مناقشة التوصل الى صفقة ادعاء. لقد اقترح القضاة ذلك، ايضا، مرتين على الأقل. لقد فهموا انه يجب منع الضرر الكبير الذي سيصيب الجيش. لكن النيابة لم تفهم. لقد رفضت بشدة حتى الجلوس والحوار، ويتحمل المسؤولية عن ذلك المدعي العسكري الرئيسي، العميد شارون افيك.
وهكذا، ستبقى هذه المحاكمة في الذاكرة الى الابد، كحرب للجنود الهامشيين ضد قادتهم الكبار، وستعتبر، حتى ان كان خطأ، كتخلي عن محارب في المحكمة. بعد ان يهدأ غبار القضية، وهذا سيحدث بعد فترة طويلة من الساعة العاشرة من صباح اليوم، سيضطر الجيش الى التحقيق مع نفسه حتى العمق، وفهم كيف تدحرج الى هذا الوضع: لماذا ساد الاشتباه الاول بالقتل المتعمد؟ لماذا تم اقتياد اليؤور ازاريا مكبلا؟ لماذا لم يحضر خلال التحقيق التنفيذي؟ لماذا عمت الفوضى حلبة الحدث؟ لماذا ادارها رجال الحي اليهودي وجهات الانقاذ وليس القادة؟ لماذا جرت المحاكمة، وطبعا، لماذا فتح ازاريا النار على مخرب تم احباطه قبل 11 دقيقة من قيامه بقتله.
المحكمة لن تجيب على هذه التساؤلات، وسيضطر الجيش لتوفيرها، كي لا يتكرر الحدث. القضاة سيضطرون الى حسم ما اذا كانوا يصدقون ازاريا او قادته، هل اطلق النار انتقاما لقيام المخرب بطعن صديقه، ام لأنه تخوف من امكانية وجود عبوة، حسب ادعائه.
الجانب القانوني وجانب القيم يرتبطان ببعضهما البعض، ولذلك يمكن الافتراض بأنهم سيدلون بمقولات واضحة وثاقبة. هذه ليست مجرد محاكمة حقائق. هذه ايضا محاكمة لقيم الجيش.
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 2-3 حزيران 2017
مجلس التخطيط في الادارة المدنية سيناقش مخططات لبناء 2100 بيت في المستوطنات
كتب موقع "هآرتس" الالكتروني، يوم الجمعة 2 حزيران، ان مجلس التخطيط الاعلى في الادارة المدنية، نشر صباح اليوم (الجمعة)، جدول اعماله تمهيدا للنقاش الذي سيجريه في الاسبوع المقبل حول دفع مخططات لبناء حوالي 2100 وحدة اسكان في انحاء الضفة الغربية، من بينها حوال 1500 وحدة داخل كتل المستوطنات والبقية خارجها. واعرب قادة المستوطنين عن خيبة املهم لأنهم توقعوا من الاجتماع الذي انتظروه طويلا، ان يصادق على عدد اكبر من مخططات البناء.
وتشمل هذه المخططات بناء الكثير من وحدات الاسكان في مستوطنات كثيرة، بعضها خارج المناطق المسماة "كتل المستوطنات"، ومن بينها مستوطنة سوسيا في جنوب جبل الخليل، ومستوطنة بيت ايل في وسط الضفة، ومستوطنة ربابا في شمال الضفة. ومن المتوقع ان يتبع القسم الاكبر من المباني التي سيصادق عليها، لمستوطنتي معاليه ادوميم واريئيل.
وجاء نشر الجدول الزمني بعد اجراء نقاش، يوم الاربعاء، في ديوان رئيس الحكومة نتنياهو، حول عقد جلسة للجنة التخطيط العليا، في وقت يأمل فيه المستوطنون ان تصادق اللجنة على تنظيم المستوطنات غير القانونية والمصادقة على بناء الاف الوحدات الاسكانية الجديدة.
وقال قادة المستوطنين في الايام الاخيرة انهم يتوقعون بناء عشرات الاف وحدات الاسكان في مختلف انحاء الضفة، داخل الكتل وخارجها. مع ذلك قال مصدران مطلعان على التفاصيل لصحيفة "هآرتس" انه تقرر خلال الاجتماع الذي عقد في ديوان نتنياهو تقليص العدد الى 5000 وحدة على الاقل.
وقال مصدر مطلع على التفاصيل انه كان يفترض ان يناقش مجلس التخطيط مخططات لبناء الاف الوحدات الجديدة في المناطق، وان قسما كبيرا منها ازيل عن الجدول بعد الجلسة لدى رئيس الحكومة. وقال ان الكثير من الوحدات التي كانت ستطرح للنقاش هي ليست وحدات جديدة، وانما دفع لمخططات تأخرت بسبب البيروقراطية، وان القسم الاخر هو بيوت تم بناؤها وتحتاج فقط الى مصادقة المجلس على ترخيصها. كما سيناقش المجلس تشريع بل وتوسيع بؤرة "كيرم راعيم" في منطقة مجلس اقليمي مطيه بنيامين.
ترامب يوقع الأمر الرئاسي الذي يؤجل نقل السفارة الى القدس
تكتب صحيفة "هآرتس" انه خلافا لوعوده الانتخابية وقع الرئيس الامريكي دونالد ترامب، يوم الخميس، على الأمر الرئاسي الذي يؤخر نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس. وقال مسؤولون كبار في البيت الابيض ان الادارة الامريكية اطلعت اسرائيل والفلسطينيين على قرار ترامب.
وكتبت "يديعوت أحرونوت" في هذا الصدد انه في بيان قصير لا يتعدى ستة اسطر، فجر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس، حلم اليمين الاسرائيلي بأن يتم نقل السفارة الامريكية الى القدس.
وكتبت انه خلال حملته الانتخابية وعد ترامب بنقل السفارة من تل ابيب، بل اعلن بأن نقلها سيكون من بين اول الخطوات التي سيقوم بها في حال انتخابه. واثار ذلك الكثير من التوقعات في اسرائيل، ولكن بعد لحظة من جلوسه في الغرفة البيضاوية، فهم كما يبدو، بأن الأمر ليس سهلا. وهكذا، تماما مثل الرؤساء السابقين، وقع ترامب على الأمر الذي يؤجل لنصف سنة على الأقل، تنفيذ القانون الذي يلزم الادارة على نقل السفارة.
وجاء في بيان البيت البيض انه "لا يجب على احد تفسير هذه الخطوة على انها تعني التراجع عن دعم الرئيس القوي لإسرائيل وعن التحالف الامريكي – الاسرائيلي. الرئيس ترامب اتخذ هذا القرار من اجل تعزيز فرص نجاح المفاوضات للتوصل الى صفقة بين اسرائيل والفلسطينيين، وحقق بذلك التزامه بالدفاع عن المصالح المتعلقة بالأمن القومي الامريكي. ولكن كما صرح في الماضي بشأن نيته نقل السفارة فان السؤال هو ليس هل سيتم نقل السفارة وانما متى سيتم ذلك".
وتنشر الصحيفتان ما جاء من مكتب نتنياهو ردا على البيان وهو "ان الموقف الثابت لإسرائيل هو ان السفارة الامريكية، مثل كل السفارات الاخرى، يجب ان تكون في القدس، عاصمتنا الأبدية. وجود سفارات خارج القدس يبعد السلام لأنه يساهم في احياء الوهم الفلسطيني بعدم وجود صلة للشعب اليهودي ودولته بالقدس. وعلى الرغم من خيبة الامل من عدم نقل السفارة في هذا الوقت الا ان اسرائيل تقدر التصريحات الودية للرئيس والتزامه بنقل السفارة لاحقا".
وكتبت "هآرتس" ان نتنياهو طلب من ترامب خلال اجتماعهما في القدس قبل اسبوع ونصف، عدم التوقيع على الأمر الرئاسي الذي يؤجل نقل السفارة. وقال مسؤول اسرائيلي مطلع ان نتنياهو اوضح لترامب بأن اسرائيل معنية بنقل السفارة الامريكية الى القدس، وانه لا يعتقد بأن الأمر يؤدي الى تصعيد الوضع الامني في الضفة الغربية.
وحسب المسؤول الاسرائيلي الرفيع فقد واصلت اسرائيل بعد محادثة ترامب – نتنياهو، تحويل رسائل الى الادارة الامريكية في هذا الموضوع. وكان سفير اسرائيل لدى واشنطن رون دريمر قد تحدث في الأيام الاخيرة مع عدة مسؤولين كبار في البيت الابيض، واكد ان اسرائيل معنية بأن لا يوقع الرئيس على الأمر الرئاسي. وفي بداية الاسبوع، قبل عيد الاسابيع، تحدث نتنياهو هاتفيا مع السفير الامريكي في تل ابيب ديفيد فريدمان ونقل له رسالة مشابهة.
ورفض المسؤول الاسرائيلي كشف كيف رد ترامب على طلب نتنياهو، لكنه اكد انه تبلور منذ فترة طويلة في مكتب نتنياهو الفهم بأن ترامب لا ينوي في هذه المرحلة نقل السفارة الى القدس. وحسب اقواله، فقد تم التأكيد في الرسائل التي وصلت من الادارة الامريكية بأن البيت الابيض لا يعتقد بأن التوقيت مناسب الان لتنفيذ العملية، ومع ذلك تم التوضيح بأن الرئيس ملتزم بوعده الانتخابي وينوي الالتزام به مستقبلا.
وقال الوزير ياريف ليفين معقبا على توقيع الأمر الرئاسي ان "الرئيس ترامب هو صديق حقيقي لإسرائيل، ولهذا بالذات كانت خيبة الامل من قرار عدم نقل السفارة كبيرة. واضاف: . This is not the way to make America great again""
وقال الوزير نفتالي بينت معقبا انه "لا يوجد سلام يعتمد على تقسيم القدس، تأخير نقل السفارة بالذات يصعب على فرصة تحقيق السلام لأنه ينمي الاوهام لدى الفلسطينيين بتقسيم القدس، الأمر الذي لن يحدث ابدا. من شأن الاعتراف الكامل بالقدس الموحدة تحت السيادة الاسرائيلية ان يضع حدا للأوهام ويفتح امكانية السلام الحقيقي مع جيراننا".
وقال وزير شؤون القدس زئيف الكين، ان "مكان كل السفارات في عاصمتنا القدس، وادعو الرئيس الامريكي الى الاعلان عن نقل السفارة خلال الفرصة القادمة، وخلال سنة يوبيل توحيد المدينة".
وقال رئيس المعارضة ورئيس المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ، معقبا ان "نقل السفارة الامريكية وكل سفارة اخرى الى القدس هو الأمر المطلوب. نتنياهو تعلم درسا اخر وهو انه لا يوجد اختصارات طرق ومن يريد الاعتراف الدولي يجب عليه التوصل الى اتفاق سياسي شجاع. ما يفهمه ترامب اتمنى ان يفهمه نتنياهو بعد 50 سنة".
وقالت رئيسة حركة ميرتس، زهافا غلؤون، ان "القرار صحيح في هذا الوقت. في البيت الابيض يلمحون للحكومة بأن ترامب يحاول تحريك خطوة مع الفلسطينيين. نقل السفارة كان يمكنه ان يفجر الموضوع – قبل ان يتضح اصلا ما هو". وقالت ان "نقل السفارة كما تريد اسرائيل، لن يرسخ السيادة الاسرائيلية في القدس؛ بل من شأنه ان يدفع دول اخرى الى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".
في الجانب الفلسطيني، رحب ديوان الرئيس محمود عباس بقرار ترامب. وقال الناطق بلسان الرئيس الفلسطيني نبيل ابو ردينة، ان قرار عدم نقل السفارة الى القدس هو خطوة ايجابية ومهمة تساعد على دفع السلام. وحسب اقوال ابو ردينة فان القرار يثبت جدية الادارة في جهودها من اجل تحقيق السلام وبناء جسور الثقة، خاصة بعد قمة الرياض. وقال: "نحن مستعدون لمواصلة التعاون مع الرئيس ترامب وادارته من اجل تحقيق السلام العادل والمستديم". كما قال السفير الفلسطيني لدى واشنطن، حسام زملوط ان القرار "يتفق مع السياسة الامريكية طويلة الأمد ومع الاجماع الدولي ويمنح فرصة للسلام".
الرئيس الاسرائيلي: "الاستيطان في الخليل سيدوم لمئات السنين"!
تكتب "هآرتس" ان الرئيس الاسرائيلي رؤوبين ريفلين، القى مساء الخميس، خطابا في مستوطنة كريات اربع في الخليل، خلال ما سمي احتفال "50 سنة على تحرير مدينة الآباء"، وقال ان "المستوطنة ستبقى في مكانها طوال مئات السنين القادمة، وحتى اذا تم التوصل الى اتفاق سياسي فسيواصل اليهود والعرب العيش هنا"!
وقال ريفلين: "بعد 50 سنة يجب على الدولة العمل لتطوير حياة السكان في كل المنطقة. لا اعرف اذا سيتم التوصل في وقت ما الى اتفاق سياسي، لكنه من الواضح انه في كل اتفاق سيواصل اليهود والعرب العيش هنا". واضاف: "لقد قال دافيد بن غوريون انه تم ارتكاب خطأ ضخم ورهيب وسنرتكبه اذا لم يتم انشاء مستوطنة يهودية كبيرة في الخليل خلال فترة قصيرة. الخليل تستحق ان تكون اخت القدس". وقال ريفلين، ايضا: "انا هنا 50 سنة وسأبقى ل50 سنة اخرى ولمئات السنين".
واضاف ريفلين: "من المهم التذكير بأن الاستيطان في الخليل قائم منذ سنوات كثيرة قبل دولة اسرائيل. لقد اقام كريات اربع، يغئال الون، رجل حزب العمل، وكان اول متبرع هو دافيد بن غوريون ومن بين المدافعين عن المستوطنة كانت صحيفة "هآرتس" ايضا". وقال: "الخليل ليست ولن تكون عقبة امام السلام. انها اختبار لقدرتنا على العيش معا. عيادة "هداسا" خدمت كل سكان المدينة اليهود والعرب. الا يمكننا اقامتها مجددا لصالح كل سكان الخليل؟".
وزير المالية الاسرائيلية يجتمع برئيس الحكومة الفلسطينية في رام الله
تكتب "هآرتس" ان وزير المالية موشيه كحلون، التقى يوم الاربعاء الماضي، في رام الله، مع رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله، وناقش معه تطبيق الخطوات الاقتصادية في الضفة الغربية التي صادق عليها المجلس الوزاري قبل اسبوعين. وبشكل استثنائي جرى اللقاء في مكتب رئيس الحكومة الفلسطينية في رام الله.
وفي بيان نشره مكتب وزير المالية، جاء ان كحلون وصل للقاء الحمد الله برفقة منسق اعمال الحكومة في المناطق، الجنرال يوآب مردخاي. وشارك في اللقاء وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ. وتم اللقاء بمعرفة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الامن افيغدور ليبرمان.
وشارك في اللقاء بالإضافة الى كحلون، مدير سلطة الضرائب موشيه أشير، ورئيس قسم الميزانيات في وزارة المالية امير ليفي، ورئيس القسم المدني في مكتب منسق اعمال الحكومة العقيد منصور خطيب. وجاء من مكتب الوزير ان الطرفان اتفقا على تشكيل طواقم عمل في القضايا الاقتصادية والمالية، لتدعيم وتشجيع التعاون الاقتصادي الاسرائيلي – الفلسطيني.
وخلال اللقاء، حسب مكتب وزير المالية، تم عرض الخطوات المدنية – الاقتصادية التي صودق عليها في المجلس الوزاري، خاصة قرار السماح للفلسطينيين بالبناء في مناطق (C)، التي تسيطر عليها اسرائيل مدنيا وعسكريا. والحديث عن مناطق متاخمة لمناطق (A)، التي تسيطر فيها السلطة الفلسطينية بشكل كامل، والمناطق (B)، التي تسيطر عليها السلطة مدنيا فقط. وفي اطار السياسة التي اقرها المجلس الوزاري، تم الاتفاق على عدم هدم حوالي 20 الف منزل فلسطيني بنيت في المنطقتين (B) و(C) بدون الحصول على تصاريح من الادارة المدنية. الاسرائيلية.
اردان يقرر تصعيد الرحب ضد BDS
تكتب "يديعوت أحرونوت" ان وزارة الشؤون الاستراتيجية بقيادة الوزير غلعاد اردان، قررت تصعيد الكفاح ضد حركة المقاطعة BDS. وسيتم يوم الاحد تدشين موقع الكتروني وتطبيق للهاتف، يساعد اسرائيل في حربها ضد المقاطعة.
وسيعرض الموقع الالكتروني 4IL افلام ورسوم كاريكاتور ومضامين تتيح للنشطاء المؤيدين لإسرائيل استخدامها في انحاء العالم. وفي المقابل سيدشن نشطاء IAC، منظمة الجالية الاسرائيلية الامريكية، والمركز بين المجالي تطبيقا باسم Act.il، والذي سيتيح تحميل تدريج للمواقع او الشركات التي اتخذت قرارات معادية لإسرائيل، وارسال تعقيبات ورسائل اليها.
وسيترافق تدشين الموقع والتطبيق بحملة اعلامية واسعة وسلسلة من النشاطات التي ستجري في نيويورك، وفي مقدمتها مسيرة دعم لإسرائيل ستجري يوم الاحد القادم في الجادة الخامسة. وسيشارك في المسيرة الوزير اردان وحاكم ولاية نيويورك اندرو كومو، ورئيس بلدية القدس نير بركات، واعضاء كنيست واعضاء من مجلس الشيوخ والكونغرس.
الشرطة مقتنعة بامتلاك ادلة تدين الوزير درعي
كتبت "يديعوت أحرونوت" ان الشرطة تعمل على حبك الخيوط في قضية وزير الداخلية ارييه درعي، المتعلقة بالتهرب من دفع الضرائب. وعلم ان الطاقم المشترك على اقتناع بأنه يملك ادلة من اجل تحويل الملف الى النيابة العامة. وقالت مصادر مطلعة على التحقيق ان "ملف الضرائب قوي جدا".
وقد بدأت قضية درعي مع وصول معلومات من سلطات الضريبة بشأن قيام درعي ببيع خمسة منازل لشقيقه في حي جبعات شاؤول بمبلغ 4.2 مليون شيكل – اقل بكثير من سعرها الحقيقي. ولتمويل الصفقة دفع درعي من جيبه حوالي 2.5 مليون شيكل وحصل على قرض اسكان يبلغ 7.5 مليون شيكل. ويسود التقدير بأن سعر المنازل يصل الى 15 مليون شيكل.
وعلم بأن الشرطة تلقت تقريرا حول تحويل 463 الف شيكل من وزارة الصناعة والتجارة الى جمعية "مفعالوت سمحاه" التي تديرها زوجة درعي، حين كان درعي يشغل منصب وزير الصناعة والتجارة في 2015. كما تم تمويل الجمعية قبل ذلك من قبل الوزارة. وقالت الوزارة ان "مفعالوت سمحاه" هي "احدى الجهات التي تحصل على ميزانيات بناء على استجابتها لكل المعايير".
وسبق ان نشر يوم الخميس، بأن الشرطة تشير الى اتصالات بين درعي والملياردير ميخائيل ميرلشفيلي وابنه يتسحاق، في موضوع تعيين حاخام لمدينة اللد. وتشير المواد الاستخبارية الى ضلوع درعي الشاذ في انتخاب الحاخام، وسعيه الى دعم انتخاب حاخام من اصل جورجي لإرضاء ميرلشفيلي وابنه. ويجري التحقيق مع درعي، ايضا، في موضوع الاموال الضخمة التي حولها ميرلشفيلي وابنه لجمعية زوجة الوزير. وقالوا في محيط درعي ان "الادعاء بأن الوزير يعمل ظاهرا من اجل انتخاب هذا الحاخام او ذاك هو ادعاء كاذب".
استطلاع "يديعوت أحرونوت": 63% لا يتوقعون تحقيق سلام مع الفلسطينيين
تنشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" استطلاعا للرأي اجراه معهد مدغام، بادارة د. مينا تسيماح ومانو غيباع، حول فرص السلام مع الفلسطينيين في ظل الذكرى الخمسين لحرب الأيام الستة.
وتم توجيه الاسئلة في القسم الاول من الاستطلاع، والمتعلق بفرص السلام مع الفلسطينيين الى مواطنين يهود وعرب. وفي ردهم على سؤال حول فرص تحقيق سلام حقيقي بين اسرائيل والعرب، قال 63% انهم لا يتوقعون تحقيق سلام كهذا، مقابل 33% يؤمنون بذلك.
وحول الحل الذي يفضله الجمهور الاسرائيلي للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، قال 19% انهم يؤيدون فرض القانون الاسرائيلي على كل مناطق الضفة الغربية (ضمها)، ومنح الفلسطينيين مكانة سكان بدون حق التصويت، بينما قال 4% انهم يؤيدون فرض القانون الاسرائيلي ومنح الفلسطينيين كامل الحقوق بما في ذلك حق التصويت. وقال 14% انهم يؤيدون استمرار الوضع الحالي.
وقال 25% انهم يؤيدون اتفاق سلام يتم في اطاره ضم كتل غوش عتصيون واريئيل وغور الاردن ومعاليه ادوميم، واقامة دولة فلسطينية على ما تبقى من اراضي الضفة. وقال 12% انهم يؤيدون اتفاق سلام تقام في اطاره دولة فلسطينية على غالبية اراضي الضفة، بينما يتم ضم كتل الاستيطان الكبيرة الى اسرائيل مقابل تحويل اراضي من اسرائيل بحجم مماثل الى السلطة الفلسطينية. وقال 15% انهم يؤيدون اتفاق سلام يتم في اطاره اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل على حدود 1967.
وفي ردهم على سؤال حول الجهة الاساسية المسؤولة عن عدم التوصل الى اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين، قال 9% فقط ان اسرائيل تتحمل المسؤولية، فيما قال 47% ان المسؤولية تقع على الفلسطينيين. وفي المقابل حمل 41% المسؤولية للطرفين بشكل متساوي.
وفي الرد على سؤال حول نسبة الدعم لخطوة يتم في اطارها إخلاء كل المستوطنات اليهودية في الضفة، قال 55% انهم سيعارضون إخلاء المستوطنات في أي ظرف، فيما قال 28% انهم سيدعمون ذلك فقط اذا شمل ذلك اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال 11% انهم سيدعمون ذلك حتى في اطار انسحاب من جانب واحد.
وحول ما اذا تم ضم كتل المستوطنات الكبرى الى اسرائيل، واضطرار اسرائيل الى إخلاء المستوطنات المعزولة، قال 51% انهم سيدعمون ذلك فقط اذا شمل ذلك اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال 35% انهم سيعارضون إخلاء أي مستوطنة معزولة في أي ظرف. وقال 9% انهم سيدعمون ذلك حتى في اطار انسحاب من جانب واحد.
في موضوع القدس، تم توجيه قسم من الاسئلة الى يهود وعرب بينما تم توجيه قسم اخر الى يهود فقط. وردا على سؤال حول اهم المواقع في القدس، والذي تم توجيهه الى اليهود فقط، قال 61% انه حائط المبكى، مقابل 21% قالوا انه جبل الهيكل (الحرم القدسي)، و6% قالوا الكنيست، و5% قالوا المحكمة العليا، و1% قالوا ديوان الرئاسة، فيما اشار 6% الى موقع آخر.
وفي السؤال حول التنازلات التي يجب على اسرائيل، اذا قررت ذلك، تقديمها في موضوع القدس في اطار اتفاق سلام، والذي تم توجيهه الى اليهود والعرب، قال 46% انه يجب عدم تقديم أي تنازل وان القدس يجب ان تبقى موحدة تحت السيادة الاسرائيلية. وقال 32% انه يجب التنازل عن الاحياء العربية في القدس الشرقية وتسليمها للفلسطينيين ولكن الابقاء على الحرم القدسي والبلدة القديمة تحت السيادة الاسرائيلية. وقال 15% انه يجب التنازل عن القدس الشرقية كلها بما في ذلك البلدة القديمة، لكي تصبح عاصمة للدولة الفلسطينية.
وفي سؤال حول زيارة المستطلعين للقدس خلال السنة الأخيرة، والذي تم توجيهه الى يهود من خارج القدس فقط، قال 48% انهم زاروها اكثر من مرة بشكل شخصي، فيما قال 23% انهم لم يزوروها، وقال 21% انهم زاروها مرة واحدة بشكل شخصي، مقابل 7% قالوا انهم زاروها في اطار العمل او الخدمة العسكرية. وحول زيارتهم الى حائط المبكى، قال 76% من اليهود انهم قاموا بزيارته، مقابل 24% لم يزوروه.
وفي ردهم على سؤال تم توجيهه الى اليهود الذين يعيشون خارج القدس، حول ما اذا كانوا سيقيمون في القدس اذا لاحت فرصة كهذه، قال 34% فقط انهم سيفعلون ذلك، فيما قال 60% انهم لا يريدون السكنى في القدس. وفي سؤال تم توجيهه الى يهود يقيمون في القدس حول ما اذا فكروا بالهجرة من المدينة في الآونة الأخيرة، قال 61% انهم لم يفكروا ولا يفكرون بترك القدس. وقال 2% انهم فكروا بذلك لكنهم قرروا البقاء فيها. وقال 19% انهم يفكرون بمغادرة المدينة.
في موضوع الضفة الغربية، تم توجيه سؤال الى مستوطنين في الضفة فقط حول ما اذا كانوا مستعدين لترك بيوتهم في الضفة وغور الاردن مقابل تعويضات ملائمة، في اطار اتفاق سياسي مع الفلسطينيين. وقال 58% انهم لن يغادروا، مقابل 35% قالوا انهم سيفعلون ذلك.
وفي سؤال تم توجيهه الى يهود يعيشون داخل الخط الاخضر حول ما اذا زاروا مناطق الضفة الغربية، قال 38% انهم لم يزوروها، بينما قال 26% انهم زاروها اكثر من مرة بشكل شخصي. وقال 19% انهم زاروها مرة واحدة بشكل شخصي، مقابل 14% قالوا انهم زاروها في اطار العمل او الخدمة في الجيش.
وحول زيارتهم الى الاحياء العربية في القدس الشرقية، قال 65% من اليهود الذين يعيشون داخل الخط الخضر، انهم لم يقوموا بزيارتها، بينما قال 14% انهم زاروها اكثر من مرة بشكل شخصي. وقال 11% انهم زاروها مرة واحدة بشكل شخصي، مقابل 8% قالوا انهم زاروها في اطار العمل او الخدمة في الجيش.
وحول زيارتهم الى الخليل، بما في ذلك الحي اليهودي او كريات اربع، قال 62% من اليهود الذين يعيشون داخل الخط الخضر انهم لم يزوروها، بينما قال 15% انهم زاروها اكثر من مرة بشكل شخصي. وقال 12% انهم زاروها مرة واحدة بشكل شخصي، مقابل 10% قالوا انهم زاروها في اطار العمل او الخدمة في الجيش.
وحول زيارتهم الى جبل الهيكل (الحرم القدسي)، قال 75% من اليهود الذين يعيشون داخل الخط الخضر انهم لم يزوروه، بينما قال 10% انهم زاروه اكثر من مرة بشكل شخصي. وقال 8% انهم زاروه مرة واحدة بشكل شخصي، مقابل 6% قالوا انهم زاروه في اطار العمل او الخدمة في الجيش.
وحول ما اذا فكروا او يفكرون بالانتقال للعيش في المستوطنات في الضفة او غور الأردن، قال 85% من اليهود الذين يعيشون داخل الخط الاخضر انهم لم ولن يفكروا بذلك، مقابل 8% قالوا انهم فكروا لكنهم قرروا عدم الانتقال. وقال 4% فقط انهم يفكرون بالانتقال الى هناك.
في قسم اخر من الاستطلاع حول مدى الموافقة على المقولة المطروحة في السؤال، تم سؤال اليهود والعرب حول مدى موافقتهم مع مقولة "اذا قامت دولة فلسطينية في الضفة الغربية، فان حماس ستسيطر عليها وستكون دولة ارهاب يتم منها اطلاق الصواريخ على اسرائيل". وقال 67% انهم يوافقون على هذه المقولة، فيما قال 26% انهم يعارضونها.
وفي الرد على مقولة ان استمرار السيطرة على الضفة الغربية سيقود الى دولة ثنائية القومية بين نهر الاردن والبحر، قال 41% انهم لا يوافقون على ذلك، مقابل 38% قالوا انهم يتفقون مع هذه المقولة.
وفي الرد على مقولة انه في الدولة ثنائية القومية ستكون غالبية عربية واقلية يهودية، قال 43% انهم يؤيدون المقولة، فيما عارضها 38%.
في موضوع اليمين واليسار، تم توجيه سؤال حول الجهة التي تهتم بها اسرائيل من ناحية التطوير والاستثمار في التعليم: هل تهتم اكثر بالمستوطنات في الضفة الغربية ام بسكان بلدات التطوير واحياء الضائقة. وقال 39% من اليهود والعرب ان الدولة تولي اهمية اكبر للمستوطنات، فيما قال 26% انها تولي الاهمية للطرفين بشكل متساوي. وقال 16% انها تولي الاهمية لبلدات التطوير واحياء الضائقة.
وفي سؤال حول ما اذا كانت الشرطة تتعامل بشكل مختلف مع المتظاهرين من المستوطنين مقارنة بمتظاهرين من القطاعات الاخرى (المتدينين والاثيوبيين واليساريين والعرب)، قال 34% من اليهود والعرب، ان الشرطة تتعامل بشكل اخف مع المستوطنين، فيما قال 28% انهم تتعامل بشكل متساوي مع كل القطاعات. وقال 23% انها تتعامل بقسوة مع المستوطنين.
وحول ما اذا يجب منع او السماح بنشاط التنظيمات اليمينية المتطرفة مثل "لهفاه" و"لافاميليا" و"شبيبة التلال"، قال 64% من اليهود والعرب انه يجب منع نشاطاتها، مقابل 22% قالوا انه يجب السماح بها.
وحول ما اذا يجب منع او السماح بنشاط التنظيمات اليسارية "المتطرفة" مثل "يكسرون الصمت"، "بتسيلم" او "يوجد حد"، قال 63% من اليهود والعرب، انه يجب منع نشاطها، فيما قال 24% انه يجب السماح به.
وفي سؤال حول اكبر تهديد يواجه دولة اسرائيل، قال 27% من اليهود والعرب، ان الشرخ الداخلي في المجتمع الاسرائيلي هو اكبر تهديد، فيما قال 14% ان الارهاب الفلسطيني هو التهديد الاكبر. ونسب 9% التهديد لليسار المتطرف، و8% الى المشروع النووي الايراني، و7% الى الوضع الاقتصادي. وقال 6% ان التهديد الاكبر يكمن في داعش، فيما قال 6% انه يكمن في المس بالديموقراطية. وقال 5% ان حزب الله هو اكبر تهديد، فيما نسب 3% التهديد الاكبر الى اليمين المتطرف، وقال 3% ان استمرار السيطرة على المناطق هو اكبر تهديد. ورأى 2% ان التهديد يكمن في العزلة الدولية، فيما نسب 4% التهديد الى امر آخر.
استطلاع "يسرائيل هيوم": غالبية الجمهور يعارض أي اتفاق سياسي مقابل سيادة فلسطينية كاملة او جزئية على القدس القديمة
تنشر صحيفة "يسرائيل هيوم" استطلاعا للرأي اجراه لصالحها معهد "مأغار موحوت" حول موقف الاسرائيليين من القدس وحل الدولتين. وحسب الصحيفة فقد شمل الاستطلاع 502 مواطنين من البالغين اليهود والعرب، وتصل نسبة الخطأ فيه الى 4.3%.
وفي استعراضه للاستطلاع يكتب درور أيدر، ان الحاجة الى هذا الاستطلاع تولدت في اعقاب الاستطلاع الذي نشرته القناة الثانية والذي حدد بأن 47% من مجمل الجمهور على استعداد للموافقة على اتفاق سلام يقوم على حل الدولتين على اساس حدود 67، مع تبادل للأراضي والحفاظ على كتل المستوطنات. وساد فرح الفقراء في اوساط اليسار الذي قال بأن الحكومة تتبنى سياسة تتعارض مع رغبة ناخبيها.
نحن مشبعون بالأحابيل السياسية والحزبية. طوال 50 سنة ونحن نعرف عن فكرة تقسيم البلاد، لكن قلة منا يصلون في تفكيرهم الى العنوان الرئيسي لكل اتفاق سياسي: مسالة القدس. يمكن الحديث عن يهودا والسامرة والاحياء العربية وبقية الخضار. هذا حديث فارغ. ففي نهاية كل مفاوضات سنواجه السؤال الاكبر من الجميع: تقسيم القدس القديمة او تسليمها كاملة للأجانب.
مصطلح "السيادة الكاملة" واضح. لكن في المقابل، تعني "السيادة الجزئية" تقسيم البلدة القديمة بين الحي اليهودي والاحياء الاخرى، وبين جبل الهيكل والحائط الغربي (المبكى) حسب مقترحات كلينتون وغيره. وبالمناسبة يفترض اصحاب "تقسم المدينة" بأن الفلسطينيون سيوافقون عليه. لكن من يعرف اللهجة الفلسطينية يعرف بأنه لا يوجد هناك من يوقع على اتفاق كهذا. فخلافا للدعاية التي تنشرها تنظيمات معينة، فان مصطلح "دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية" لا يقصد الاحياء العربية الواقعة شرقي المدينة وانما السيادة الفلسطينية على البلدة القديمة.
انصار تقسيم البلاد يمكنهم مواصلة الوعظ على "حل الدولتين"، لكن النتائج المطروحة امامنا تظهر بشكل قاطع بأن غالبية الجمهور – اليهودي والعربي – يعارض أي اتفاق سياسي مقابل سيادة فلسطينية كاملة (84%) او جزئية (67%) على القدس القديمة. اذا كان الوضع هكذا بين الجمهور ككل، فكم بالحري في اوساط الجمهور اليهودي. حتى في اوساط اليسار المعتدل، توجد غالبية تعارض الاتفاق السياسي مقابل سيادة فلسطينية كاملة.
وما هو موقف الفلسطينيين؟
في الحوار الفلسطيني لا يعتبر الجبل "فوق" فقط تابعا لهم، وانما ايضا حائط المبكى يعتبر جزء من منطقة فلسطينية واحدة (الحرم القدسي بكل جدرانه" حسب قولهم). عندما سألنا الـ16% الذين وافقوا على سيادة فلسطينية كاملة في البلدة القديمة، عما اذا سيواصلون دعمهم هذا حتى عندما ينتقل حائط المبكى الى سيادة فلسطينية - تراجع ثلثيهم عن موافقتهم، وبقينا مع اقل من 5% يوافقون على اتفاق سلام مقابل سيادة فلسطينية كاملة على القدس. هذا يعني ان 95% (من اليهود والعرب) يعارضون اتفاق سلام كهذا.
النتيجة المثيرة هي موقف "الوسط". اذا كان التفكير السائد هو ان الوسط هو يسار مقنع، فانه يتضح من الاستطلاع ان الوسط ترك اليسار وتحرك نحو اليمين. وينتج من هذا انه ليس واضحا لماذا عندما تقوم وسائل الاعلام ببناء تصورات للائتلاف، تربط بين الوسط واليسار بشكل طبيعي، وليس بين الوسط واليمين، وهو الربط الاكثر منطقي، الا اذا كان المقصود امنيات صحفيين معينين.
التقسيم الايديولوجي بين المشاركين في الاستطلاع يدل على الخارطة الاجتماعية – السياسية المعدلة: 7% عرفوا انفسهم بأنهم يمين عميق، 38% قالوا بأنهم يمين، 34% قالوا بأنهم وسط، و13% قالوا بأنهم يسار، مقابل 3% فقط قالوا بأنهم يسار عميق (وكانت لدى نسبة 5% اجوبة اخرى).
مسألة الوسط
من المناسب بمن يعظون على "حل الدولتين" مراجعة هذه النتيجة: عندما سألنا الـ84% الذين يعارضون الاتفاق السياسي، عما اذا كانوا سيغيرون رأيهم لو عرفوا بأنه من دون تسليم القدس للفلسطينيين لن يتحقق السلام بتاتا – قال 73% انهم لن يغيروا رأيهم. بعبارة اخرى، فان 73% من المجمل العام يفضلون القدس على كل اتفاق سياسي، وهذه نسبة ضخمة، ستزيد بنسبة اكبر في اوساط الجمهور اليهودي.
لا توجد صهيونية من دون القدس
المعنى الهام الذي يستدل من الاستطلاع هو اهمية القدس كعامل ملموس في الحسابات السياسية والدبلوماسية، واهميتها كرمز على كل الامور، شبه العقلانية، والاستهتار السائد لدى مجموعة معينة معروفة لدينا برموزها الدينية والتاريخية. لقد حافظت هذه الرموز على تماسكنا كشعب طوال الاف السنين، وهي التي اعادتنا الى البلاد. ولقد اجادت الحركة الصهيونية اختيار الاسم المناسب، الذي يضم كلمة صهيون – وهي القدس. لم تكن هناك أي فرصة للانقلاب التاريخي الذي حققته في تاريخنا لولا الارتباط بصهيون.
الحديث الغامض والدائم عن "الدولتين" هو شاشة تمويه للحقيقة الكامنة وراء هذا "الحل": اقامة دولة فلسطينية يوافق عليها الفلسطينيون – اذا وافقوا – تعني تسليم القدس القديمة كلها او جزء منها لسيادة اجنبية. ونحن نقسم منذ 2600 سنة بأننا لن ننسى القدس. اذا ربما حان الوقت في سنة يوبيل توحيد المدينة للتوقف عن التظاهر؟
البرلمان الاوروبي يوصب باعتبار مهاجمة اسرائيل "لاسامية"!
تكتب "يسرائيل هيوم" ان غالبية مطلقة في البرلمان الاوروبي قررت، يوم الخميس، انه يمكن اعتبار التهجم على اسرائيل وحقها في الوجود، والمقارنة بين نشاطها ونشاط النازيين، بأنه هجوم لاسامي. كما يدعو القرار دول الاتحاد الاوروبي الى تبني اليوم العالمي للكارثة بشكل رسمي، وشجب مظاهر اللاسامية وتدريس تاريخ الكارثة في المدارس بشكل اساسي.
وبذلك تبنى اعضاء البرلمان القرار الذي يدعو الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي ومؤسساته الى تبني تعريف اللاسامية كما حددته قوة الهدف الدولية لإحياء ذكرى الكارثة .(IHRA) وحسب هذا التعريف الذي تم تبنيه في 2016 من اجل تسهيل تطبيق القانون والمراقبة، يمكن لمعاداة اسرائيل ان يعتبر نوعا من انواع اللاسامية عندما تركز على سكان اسرائيل اليهود او على دعم اليهود في العالم لإسرائيل، بل حتى في حالات معينة يشذ فيها العداء عن الهجوم العيني على سلوك اسرائيل.
ورغم ان هذا القرار ليس ملزما الا انه يدعو دول الاتحاد ومؤسساته الى تبني وتطبيق تعريف (IHRA) بهدف "دعم سلطات القانون في جهودها المبذولة لتشخيص الاعتداءات على خلفية لاسامية، ومساعدتها على تطبيق القانون في مثل هذه الحالات بشكل اكثر نجاعة وملموسا".
مقالات وتقارير
هل توجد خطوط حمراء لإسرائيل؟
تكتب كارولاينا لاندسمان، في "هآرتس" انه في نهاية وجبة العشاء التي اقيمت على شرف الرئيس ترامب وزوجته في المنزل المتواضع لرئيس الحكومة نتنياهو وعائلته، تم تقديم الحلوى في صحون رسم عليها لوح شطرنج تم دمجه مع رسمين لوجهي نتنياهو وترامب. هذا ليس مفاجئا، فنتنياهو يؤمن بأنه لاعب شطرنج موهوب يفكر بمئات الخطوات قدما. وها هو يمكنه الان ان يقول لشعبه انه بذكاء لاعب الشطرنج تمكنت من تحديد وجهة العالم وتزامنت مع المستقبل. من مثلي يلائم لقيادة اسرائيل في الوقت الذي يمسك فيه ترامب بدفة الامبراطورية الامريكية؟
خلال اللقاء الذي عقده نتنياهو مع صحيفة "هآرتس" في السنة الماضية، عرض خارطة العالم وفاخر بالعلاقات الجديدة والواسعة لإسرائيل بقيادته. وقال انه في مكان واحد في العالم فقط، تواجه اسرائيل معاملة متحفظة، وهذه المسألة يجري التعامل معها. واشار بعصا الليزر الى القارة المعينة، اوروبا. ولم تكن تلك هي المرة الاولى التي يتعامل فيها نتنياهو بشكل مستهتر مع غرب اوروبا، فعندما بدأ رحلاته الى الشرق بهدف فتح اسواق جديدة لإسرائيل، لسع اوروبا مدعيا انها قارة في حالة أفول. كما لو ان اوروبا هي مرجعية هامشية في تاريخ وحضارة وهوية دولة اسرائيل. ومع ذلك، فقد كتب هرتسل "في بازل اسست دولة اليهود". ومن دون علاقة باليهودي، هذه نبوءة خطيرة ومشكوك فيها، ولكن حتى لو افترضنا ان نتنياهو محق وان اوروبا "تسقط"، فما الذي يعنيه هذا بالنسبة للعالم، ولماذا يجب على اسرائيل ان تفرح من ذلك؟
العالم لم يستوعب انتصار ترامب بعد. وبما ان المقصود رئيس غامض، يصعب جدا فهم ما يسعى اليه، فان عملية الاستيعاب بطيئة وحذرة جدا. مع انتصار عمانوئيل مكرون في فرنسا، بدأت تطل بوادر المعارضة في اوروبا. ها هو مكرون يتجاوز ترامب ويصافح اولا المستشارة الالمانية؛ وها نحن نشهد شجارا على تويتر بين انجيلا ميركل ودونالد ترامب. مستقبل العلاقات بين امريكا ترامب والاتحاد الاوروبي بعيد عن ان يكون واضحا. يصعب التكهن بما اذا كان انسحاب الولايات المتحدة المتوقع من اتفاق المناخ سيكون خطوة استثنائية في مجمل تعاملها مع الشركاء في العالم، ام انها خطوة رمزية تلمح ايضا الى مستقبل حلف شمال الاطلسي.
تعكير العلاقات بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة سيضع اسرائيل امام وضع جديد، سيكون فيه عليها سؤال نفسها من هي. أي، من هو الطرف الذي ستكون اكثر صداقة له بعد الطلاق: الزوجة ام الزوج. ليس من السهل ابدا ان تكون دولة تابعة، لكن اسرائيل احبت فعلا حتى الان الولايات المتحدة. ولكن ما الذي سيحدث اذا قلبت امريكا جلدها؟ الان يبدو ان اسرائيل قلقة اكثر ازاء السؤال حول كيف سترد امريكا اذا رفضت الاصغاء لترامب، لكنه يقلقها بشكل لا يقل عن ذلك، السؤال حول ما سيحدث اذا استجابت لترامب.
لقد اعترف نتنياهو في الماضي امام شعبه بأنه يشعر بالقلق اولا على الحياة نفسها، أي انه مستعد للتضحية بجودة الحياة في اسرائيل من اجل ضمان وجودها. هنا، ايضا، سيكون من السهل تبرير الانضمام الى امريكا بكل ثمن بفعل المصالح. ظاهرا لا تتمتع اسرائيل بالامتياز الذي ربما تتمتع به اوروبا في الوقوف بفخر امام امريكا الترامبية، حتى عندما تهدد بتحطيم التحالفات الدولية والتنصل من القلق العالمي ازاء مستقبل العالم. السؤال هو، كما كان دائما، هل توجد خطوط حمراء لإسرائيل. الى أي مدى يمكنها ان تمضي مع حليفتها؛ وضمن أي تحالف، وامام أي معارضة قد تجد نفسها، وباسم اية قيم؟
ترامب حول الى نتنياهو رسالة باللغة التي يفهمها: لا توجد هدايا مجانية.
يكتب براك ربيد، في "هآرتس" انه يصعب القول بأن احد ما في ديوان رئيس الحكومة في القدس او في الحكومة الاسرائيلية فوجئ، يوم الخميس، بقرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب التوقيع على الأمر الرئاسي وتأخير نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس. منذ 20 كانون الثاني، عندما لم يذكر ترامب هذه المسالة في خطاب اداء اليمين الدستوري، بدأ بنيامين نتنياهو ومستشاريه الفهم بأن هذا ما سيحدث.
ربما يكون الأمر الاكثر مفاجئا منذ دخول ترامب الى الغرفة البيضاوية، هو التمسك باعماله وتصريحاته في كل ما يتعلق بالصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. لقد اعلن الرئيس الامريكي رغبته بتحقيق "الصفقة النهائية" التي تنهي "الحرب غير المنتهية" بين الاطراف، وعين مبعوثا خاصا لعملية السلام، وطلب وحصل من نتنياهو على كبح البناء في المستوطنات، وطلب وحصل من نتنياهو على خطوات اقتصادية لصالح الفلسطينيين في الضفة الغربية، وصرح بأن اتفاق السلام الاسرائيلي – الفلسطيني سيسهم في تحقيق السلام في الشرق الاوسط وفي العالم كله.
لقد ترك ترامب تصريحاته الانتخابية بشأن القدس خارج باب الغرفة البيضاوية. ومثل كل سابقيه فهم بأن القدس هي برميل بارود سياسي وامني. ومثل كل سابقيه فهم انه اذا رغب بدفع "الصفقة النهائية" بين الاسرائيليين والفلسطينيين فسيكون عليه حاليا الابقاء على السفارة في تل ابيب.
لقد برز تعامل ترامب الحذر مع مسألة القدس خلال زيارته الى المدينة قبل اسبوع ونصف. فخلال خطابه في متحف اسرائيل ادلى بتصريحات هامة ومحقة بشأن العلاقة التاريخية العميقة التي تعود الى آلاف السنين، بين الشعب اليهودي والقدس. ولكنه اظهر في اعماله براغماتية وتفهما بأن الواقع في المدينة في 2017، لا يشبه الواقع في أيام الملك داود.
خلافا لآمال الكثير من الاسرائيليين، لم يعلن ترامب خلال زيارته بأن القدس هي العاصمة الموحدة لإسرائيل، بل امتنع عن تحديد أي موقف بشأن السيادة على المدينة. هكذا فعل بشأن حائط المبكى الذي وصل اليه دون ان يرافقه أي مسؤول رفيع من الحكومة الاسرائيلية. لقد تعامل ترامب مع القدس كمنطقة واقعة خارج البلاد. ما يشبه فاتيكان يتبع للديانات السماوية الثلاث. كان ينقص فقط ان يقول بان الله هو الذي يملك السيادة على الاماكن المقدسة.
في البيان الذي اصدره البيت الابيض حول قرار ترامب توقيع الأمر الرئاسي، تم الربط مباشرة بين نقل السفارة في المستقبل، وتحقيق اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وتم تعريف التوصل الى الاتفاق كمصلحة للأمن القومي الامريكي. لقد جرت صياغة البيان بلهجة يفهمها رئيس الحكومة نتنياهو جيدا، ويكمن فيه شعاره المعروف – اذا اعطوا سيأخذون، وان لم يعطوا لن يأخذوا. لقد ذكّر ترامب نتنياهو بأنه لا توجد هدايا مجانية – على الاقل ليس لديه. وكانت الرسالة الكامنة في بيان البيت الأبيض، هي انه اذا اراد رئيس الحكومة نقل السفارة الامريكية الى القدس، فان الطريق الى ذلك تمر عبر اتفاق سلام مع الفلسطينيين. نتنياهو يعرف ذلك جيدا منذ عدة اشهر. وليس صدفة انه اوضح لترامب بأنه رغم رغبته بنقل السفارة الى القدس الا انه مستعد لدفع ثمن ذلك بتقديم تنازلات سياسية للفلسطينيين.
كان من المثير قراءة التعقيبات التي نشرها ساسة من اليمين على بيان البيت الأبيض في موضوع السفارة. كم كان من السهل على ترامب شراء قلوبهم بعلب السيلوفان المخشخش، بالكلمات الجميلة والملاطفة في خطابه خلال الأسبوع الماضي، في وقت لا ينطوي فيه الجوهر على أي تغيير. وزراء الليكود والبيت اليهودي الذين يضرب الواقع وجوههم كل اسبوع منذ 20 كانون الثاني، تلقوا خيبة امل اخرى. وعلى الرغم من ذلك فقد حرصوا كل الحرص على عدم مهاجمة الرئيس الامريكي. هؤلاء الوزراء الذين دأبوا على مهاجمة وشتم اوباما كل اثنين وخميس، ردوا كدبلوماسيين بولونيين واعربوا عن "الخيبة" من قرار ترامب.
حتى البيان الذي اصدره نتنياهو كان مدهشا بلهجته المؤدبة. رئيس الحكومة الذي عودنا على تهجمه على القادة الأجانب الذين لا يتصرفون كما يريد، رد على قرار الرئيس الأمريكي بوقار لا يميزه. لقد اكد نتنياهو في بيانه ان عدم نقل السفارة الامريكية "سيسهم في احياء الوهم الفلسطيني بأنه لا يوجد للشعب اليهودي ولدولته صلة بالقدس". هذا ليس صحيحا ولا حتى نصف صحيح. واذا كان الأمر كذلك فان موقف نتنياهو هو الذي يسهم في وهم حكومة اليمين بأنه يمكن الحصول على الشرعية الدولية لعاصمة اسرائيل بطريقة غير الاتفاق السلمي مع الفلسطينيين.
ادارة ترامب تنفض الغبار عن خطة اوباما لأمن الضفة
يكتب أمير تيفون وعاموس هرئيل، في "هآرتس" انه في الاسابيع الاولى التي أعقبت دخول ترامب الى البيت الابيض، أجرى مبعوثه الخاص للعملية السلمية المحامي جيسون غرينبلات عدة لقاءات مع شخصيات كانت لها صلة بهذا الأمر في السابق، ومن بينهم عدد من المسؤولين في ادارة الرئيس السابق براك اوباما. خلال أحد هذه اللقاءات اطلع غرينبلات على استعراض شامل للخطة الامنية التي بلورتها الادارة السابقة في واشنطن لليوم الذي سيلي اقامة الدولة الفلسطينية، وسميت "خطة ألان”، على اسم الجنرال جون ألان من سلاح مشاة البحرية، والذي طلب منه الرئيس براك اوباما معالجة القضية بشكل شخصي. “من المؤكد انك سمعت بأن كل ما تضمه هذه الخطة هو حلول تكنولوجية”، قال أحد المسؤولين السابقين لغرينبلات، “لكن هذا ليس دقيقا”.
خطة ألان التي عمل عليها عشرات الضباط والخبراء الامريكيين على مدار اشهر طويلة لم يتم كشفها على الملأ أبدا، وبقيت اغلبية تفاصيلها سرية، ايضا بعد فشل محادثات السلام التي أجرتها ادارة اوباما مع اسرائيل والسلطة الفلسطينية في العامين 2013 – 2014. لقد أوصى المسؤول السابق في ادارة اوباما غرينبلات، بالتعمق في تفاصيل الخطة، لأنه اذا اصبحت المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية التي يريد ترامب دفعها، جدية، فان الادارة ستحتاج الى خطة شاملة تستجيب لاحتياجات اسرائيل الامنية.
وبالفعل فان خطة ألان تناولت الكثير من الجوانب– بدء من اقامة مطار مدني للفلسطينيين في الضفة الغربية، مرورا بتعزيز السياج الحدودي مع الاردن، والتعاون الاستخباري بين اسرائيل والولايات المتحدة. ورغم أن الخطة لم تستكمل أبدا، فان اجزاء كبيرة منها عرضت في حينه على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن موشيه يعلون ومسؤولين في القيادة العامة للجيش الاسرائيلي. وكانت المواقف في اسرائيل مختلفة: لقد حظيت الخطة بمباركة المستوى العسكري الرفيع، لكنه تم رفضها من قبل يعلون، وتم انتقادها من قبل نتنياهو.
المرة الاخيرة التي طرحت خلالها هذه الخطة على الطاولة كانت في العام 2014، لكن في الاسابيع الاخيرة تزداد الدلائل على أن الادارة الامريكية الجديدة مهتمة بها. والدليل على ذلك هو حقيقة أن مستشار الامن القومي في ادارة ترامب، الجنرال هيربرت ماكماستر قرر تعيين كريس باومان، مسؤولا عن الموضوع الاسرائيلي الفلسطيني في مجلس الامن القومي، وهو كولونيل متقاعد في سلاح الجو الامريكي، وكان ضمن الطاقم الرفيع الذي عمل على اعداد “خطة ألان” في العامين 2013 – 2014.
في الاسابيع الاخيرة تحدثت صحيفة “هآرتس″ مع عدد من المسؤولين في اسرائيل وفي الولايات المتحدة، الذين كانوا مطلعين على الخطة. وقال الضباط الكبار الذين شاركوا في الاتصالات مع الامريكيين إنه يمكن اعتبار خطة ألان وثيقة مشتركة للولايات المتحدة واسرائيل، نتاج عمل مشترك للبنتاغون والجيش الاسرائيلي. والبرهان على ذلك أن عشرات الضباط الاسرائيليين شاركوا في المشاورات، في عدة طواقم وعلى مستويات مختلفة، وعملوا مع نظرائهم الامريكيين. وحسب بعض المصادر الاسرائيلية، فان المحادثات بين الطرفين كانت عميقة جدا وتمت ادارتها على مستوى عال من الانفتاح، وبشكل أتاح لكل طرف فهم تخوفات وتحفظات الطرف الآخر.
التوبة
حسب بعض المشاركين في المحادثات، قدم ضباط الجيش الاسرائيلي للأمريكيين وثيقة ضمت 26 نقطة، وتم من خلالها تحديد مصالح اسرائيل الامنية في المناطق. وطلبت اسرائيل من الطاقم الامريكي ايجاد حل ناجع لكل نقطة من النقاط الـ 26. وحسب بعض الضباط رفيعي المستوى، الذين شاركوا في النقاشات، فان جميع النقاط تقريبا حصلت على الرد الكافي من الطرف الامريكي.
رئيس قسم التخطيط في هيئة الاركان العامة في تلك الفترة، الجنرال نمرود شيفر، الذي ركز الاتصالات من الطرف الاسرائيلي، اعتقد أنه يمكن للخطة ان تسمح بالحفاظ على مستوى أمني معقول من ناحية اسرائيل بعد الانسحاب الواسع من الضفة الغربية، والذي سيكون مقرونا باتفاقيات شاملة مع الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية والاردن.
كما ان رئيس الاركان في حينه، بيني غانتس، كان يميل الى موقف الجنرال شيفر. وقال مسؤول امريكي سابق لصحيفة "هآرتس" إن ألان ومساعديه “كانوا يقدرون اسهام الجنرال غانتس الذي أيد استمرار الاتصالات وشجعنا على الاستمرار في البحث عن حلول، ايضا عندما كانت هناك عقبات وعدم توافق بين الاطراف”.
اذا كان المستوى العسكري قد وافق على الاقتراحات الامريكية، فقد كان رد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يعلون مختلفا، واعتقدا أن الاجوبة الامريكية غير كافية.
خلال المحادثات مع الامريكيين طرحت امكانية انشاء مطار فلسطيني في الضفة الغربية، يمكن الفلسطينيين من حرية الحركة نحو الخارج بشكل مباشر، وليس عن طريق اسرائيل. لكن اسرائيل عارضت الفكرة رغم أن ألان وفريقه اقترحوا حلول تكنولوجية واستخبارية للمخاطر الأمنية المحتملة. وتحفظت اسرائيل من فكرة امريكية اخرى – تمكين الفلسطينيين من اقامة اسطول مروحيات (غير مسلح) لتمكين القوات الامنية التابعة للسطلة من الوصول بشكل سريع الى الاماكن التي قد تجري فيها تنظيمات لتنفيذ عمليات أو مظاهرات عنيفة.
لقد أشار الامريكيون الى أن اسرائيل تطلب من السلطة قدرات التدخل السريع، لكنها تقوم بوضع عقبات امام الاقتراحات التي يفترض أن تجعلهم يحققون هذا الطلب. واقترح طاقم ألان تشكيل ما يشبه الممر “نفق جوي” محدود، يسمح فيه فقط بتحرك المروحيات الفلسطينية، تحت الاشراف الاسرائيلي الكامل، وتكون لاسرائيل قدرة الرد الفوري على أي انحراف فلسطيني خارج نطاق “النفق” المتفق عليه.
واكد الامريكيون أن الدولة الفلسطينية ستكون منزوعة السلاح في أي اتفاق مستقبلي. لذلك فان المروحيات التي سيحصل عليها الفلسطينيون ستكون من النوع الذي تستخدمه قوات الشرطة في ارجاء العالم، وليست مروحيات ذات قدرة هجومية. “في حالة الطوارئ، السيطرة على المجال الجوي تنتقل بشكل اوتوماتيكي وفوري الى اسرائيل”، قال مسؤول امريكي سابق للصحيفة، وأضاف بأن “الرسالة الموجهة للفلسطينيين في اطار الخطة كانت بسيطة – من يشذ عن خط الطيران سيتم اسقاط طائرته”. كما أضاف بأن الامريكيين اقترحوا اجراء اختبارات تصنيف أمني مرة كل سنة للطيارين الفلسطينيين بمشاركة اسرائيل.
ثمانون سنة في الضفة الغربية
الامريكيون الذين شاركوا في المشاورات يتذكرون أحد اللقاءات التي شارك فيها نتنياهو ويعلون ورئيس الاركان غانتس، والتي فاجأ وزير الامن خلالها الحضور عندما أعلن بأنه لا يتفق مع نتنياهو على أن الجيش الاسرائيلي يجب أن يبقى في غور الاردن لمدة اربعين سنة بعد التوقيع على اتفاق السلام. ولكن التفاؤل الامريكي تلاشى في لحظة عندما قال يعلون إن على الجيش الاسرائيلي البقاء في غور الاردن لمدة 80 سنة. وقد اقترح ألان وطاقمه فترة أقصر، واعتقدوا أن الطرف الفلسطيني قد يوافق على فترة عقد من الزمن.
بشكل عام، خصص طاقم ألان جزء كبيرا من عمله لإيجاد حل أمني لمنطقة غور الاردن بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي. وقد شملت الخطة غرفة عمليات امريكية ونظم استشعار، وطائرات بدون طيار واستخدام صور الاقمار الصناعية، الى جانب تعزيز السياج الحدودي القائم على طول نهر الاردن. واقترح الامريكيون ايضا اقامة سياج آخر مواز في الجانب الاردني من الحدود. واعتقدت اسرائيل أنه لا حاجة الى ذلك: طالما أن الملك عبد الله في الحكم، فان اسرائيل تعتمد عليه. اذا كانت العائلة المالكة لا تسيطر في الاردن فان السياج الحدودي في الجانب الاردني لن يفيد.
في اطار البحث الذي قام به مساعدو ألان، سافروا الى غور الاردن والى ما وراء الحدود القائمة الآن بين اسرائيل والاردن. وحسب اقوال المسؤولين الامريكيين السابقين، فان الطاقم الامريكي قام بهز السياج مدة ربع ساعة، الى أن جاءت دورية اسرائيلية ولاحظت وجود النشاط الاستثنائي.
المسألة التي بقيت بدون اجابة هي مستوى التعاون الاستخباري بين اسرائيل والامريكيين بعد التوقيع على اتفاق السلام مع الفلسطينيين. فالطرفان لم يتفقا بشكل مفصل في هذه النقطة. وقال مسؤول امريكي رفيع سابق للصحيفة إن المشاورات استمرت، لكن الاحداث التي جرت في منتصف 2014 – لا سيما انهيار محادثات السلام التي ادارها وزير الخارجية الامريكي جون كيري، واندلاع عملية الجرف الصامد في غزة – أدت الى وقف المحادثات قبل الاتفاق على جميع المواضيع.
لقد أمر يعلون بوقف المحادثات مع الامريكيين، ومنع ضباط الجيش من ارسال اوراق العمل أو اجراء لقاءات اخرى. كان موعد توقف العمل المشترك، حسب بعض المشاركين، هو قبل عدة اسابيع من امكانية التوصل الى مسودة كاملة للوثيقة المشتركة وتسليمها للمستوى السياسي في اسرائيل والولايات المتحدة.
لقد تم عرض الخطة المعدلة خلال اللقاء المقلص الذي جرى في بداية 2014 في مكتب رئيس الحكومة. وشارك في هذا اللقاء نتنياهو ويعلون والسكرتير العسكري في مكتب نتنياهو، الجنرال ايال زمير في حينه، ووزير الخارجية الامريكي جون كيري والجنرال ألان. وقد طرح نتنياهو ويعلون في اللقاء اسئلة انتقادية كثيرة. قام كيري بتسجيلها ووعد بالرد عليها. ولكن عمليا، لم يحدث لقاء آخر لأن المشاورات توقفت بعد فترة قصيرة. “كان شعورنا طوال الوقت هو أن المستوى الرفيع في الجيش الاسرائيلي يتعامل مع هذه المواضيع كأمور مهنية وينظر اليها فقط من زاوية أمنية”، قال مسؤول امريكي سابق للصحيفة. “وفي المقابل، قرر المستوى السياسي في اسرائيل، لا سيما نتنياهو ويعلون، افشال المشاورات”.
لقد اعتقد يعلون أن خطة ألان غير كاملة. وحسب رأيه فان الامريكيين عالجوا فقط الانتشار المخطط في غور الاردن والعلاقة الامنية بين اسرائيل والاردن، وليس القضايا المتعلقة بالحفاظ على الامن في الضفة الغربية. أهم ادعاءات يعلون ونتنياهو كانت أن الخطة لا تمنع اطلاق قذائف على مطار بن غوريون، ولا تضمن استمرار حرية العمل العسكري للجيش الاسرائيلي بطريقة تمنع استخدام المعلومات في نابلس من اجل انتاج الصواريخ كتلك التي يتم تصنيعها في غزة، ولا يوجد جواب حول ما سيحدث عندما لا تلتزم السلطة الفلسطينية بتعهداتها في الاتفاق، ولا تقوم باعتقال مطلوبين في جنين. وهل يحق لاسرائيل العمل بدلا منها؟.
في اوساط ضباط في الجيش الاسرائيلي ايضا كان هناك من طرح اسئلة حول بعض البنود في الخطة الامريكية. وكان انطباع بعض الضباط أن الامريكيين يبالغون في التفاؤل بشأن قدرة الاجهزة الامنية الفلسطينية، خاصة أن خطط امريكية مشابهة لم تنجح عندما تم اعطاء الصلاحيات للأجهزة الامنية المحلية في العراق وافغانستان.
"لم يفهموا بشكل كاف تأثير صدمتنا مما حدث في اعقاب اوسلو، مرورا بالانفصال عن غزة وعدم وجود استقرار اقليمي في اعقاب الهزة العربية”، كما قال أحد المشاركين في الطرف الاسرائيلي. الرد الامريكي على هذا الادعاء كان أن الادارة اقترحت على اسرائيل حلول ناجعة بكلفة مليارات الدولارات في منطقة جغرافية صغيرة قياسا بالعراق وافغانستان. اضافة الى ذلك، حسب اقوال المسؤول الامريكي السابق للصحيفة، فان “قدرة اسرائيل على العمل بسرعة وقوة ستبقى طالما فشلت بقية البدائل”.
تقريب وجهات النظر
خلال جولات كيري المكوكية في كانون الثاني 2014 حدثت ضجة عندما نشرت صحيفة “يديعوت احرونوت”، بدون موافقة يعلون، نبأ يقول إن يعلون اعتبر كيري “تبشيري ومهووس″ في محاولاته التوصل الى السلام. وكانت في اقوال يعلون ايضا انتقادات شديدة لخطة ألان الامنية. وخلافا لما قاله عن كيري والذي لم يحاول ابدا تصحيحه، فقد اهتم يعلون بالاعتذار بشكل شخصي أمام الجنرال ألان، وقال له إنه رغم الاختلافات في الرأي، إلا أنه يحترمه ويحترم جهوده من اجل ايجاد حلول لمصلحة أمن اسرائيل. ومؤخرا، اثناء وجود يعلون في واشنطن، التقى الاثنان، ويبدو أنه على المستوى الشخصي تم تقريب وجهات النظر.
وردا على سؤال "هآرتس" قال ألان إنه هو وطاقمه “شعروا طوال الوقت بأن القيادة العسكرية في الجيش تؤيد الخطة. رغم وجود خلافات حول بعض التفاصيل، واعتقدنا دائما أن هناك حاجة لاستمرار المفاوضات على الامور المختلف عليها. الأمن لم يكن عقبة في التقدم في محادثات السلام”.
لا توجد لدى ادارة ترامب خطة شاملة لاستمرار محادثات السلام، واقوال الرئيس تلخصت في أنه يريد “السلام والحب” في الشرق الاوسط. ومع ذلك فقد التقى مسؤولين في ادارة ترامب مع رجال من منظمة “ضباط من اجل أمن اسرائيل” التي بلورت خطة أمنية لليوم الذي يلي التوقيع على الاتفاق الاسرائيلي الفلسطيني والتي تعتمد جزئيا على خطة كيري. وطلب رجال الادارة سماع الخطة، لكنهم لم يقولوا إنه سيتم تبنيها. وهناك تلميح اخر جاءت من مستشار ترامب للأمن القومي، الجنرال ماكماستر، في الشهر الماضي في مناسبة يوم استقلال اسرائيل، التي جرت في واشنطن، حيث قال إن ادارة ترامب ستعمل على تحقيق السلام في الشرق الاوسط مع الحفاظ على أمن اسرائيل. وبقي الآن أن نرى كيفية قيام ادارة ترامب بالربط بين الموضوعين، وهل ستساهم الخطة التي وضعت في زمن اوباما في ذلك.
الزمن الضائع
تنشر سيما كدمون، لقاء مع الاديب العبري دافيد غروسمان، صاحب كتاب "الزمن الأصفر" الذي اصدره في اعقاب جولة قام بها في 1987 الى الضفة الغربية، والذي تنبأ فيه بالانتفاضة الاولى.
وتبدأ كدمون باقتباس ما كتبه غروسمان في حينه: "يتملكني احساس قاس مصدره انني أخشى بأن يستمر الوضع القائم عشرين سنة اخرى. والذي يضمن ذلك هو – غباء الناس وعدم رؤية الخطر المحدق. ولكنني واثق أيضا بأنه سيأتي يوم وفيه نجبر على التحرك، وعندها قد نكون في وضع اسوأ مما نحن عليه اليوم".
وتقول: "هذه الكلمات لم تُقل اليوم، بل كتبت قبل ثلاثين سنة، في العام 1987، في ذكرى مرور عشرين سنة على حرب الايام الستة. وقد كتبها الاديب دافيد غروسمان وقام بنشرها في العدد الخاص من اسبوعية “عنوان رئيسي″ العبرية (اسمها "كوتيرت راشيت"). ولم يتوقع احد في المجلة التأثر والاهتمام الذي ستثيره الـ14 فصلا التي كتبها غروسمان، والتي جاءت بعد قيامه طوال سبعة اسابيع بجولة في الضفة الغربية. ومنحت المجلة عنوان “الزمن الاصفر" لمشروع غروسمان. وفيما بعد اضاف الكاتب فصول اخرى وتحول النص الى كتاب.
في حينه كان ناحوم برنياع احد محرري “عنوان رئيسي″ الى جانب توم سيغف. وقال انه في تلك الفترة، بعد مرور عشرين سنة على الاحتلال، كان يبدو ان كل شيء جيد. مئات آلاف الفلسطينيين عملوا في اسرائيل واحضروا الطعام الى بيوتهم. كان هناك تصدير من المناطق الى الدول العربية. وها هو شخص يتمتع بقدرات الاديب، ويتمتع بتعاطف كبير، يصف فجأة للإسرائيليين داخل الخط الاخضر واقعا لم يشاهدوه – وضع غير مقبول اخلاقيا. وفي اعقاب الكتاب عقدت في "بيت ليسين" أمسيات “الزمن الاصفر”، بمشاركة فلسطينيين تحدثوا عن حياتهم.
لقد فوجئ الناس برؤية فلسطينيين يتحدثون العبرية، ويعرفون أكثر منا ادراج العمارات في تل ابيب لأنهم يقومون بتنظيفها. كما قال برنياع. كان هذا ينطوي على عنصر الاكتشاف، وقد فعل غروسمان ذلك بطريقة استثنائية. هذا ليس شخصا يعتبر أن دوره هو تربية المجتمع الاسرائيلي. هذا كتاب حزين أكثر من كونه يقدم المواعظ. دمج بين التعاطف والموقف الاخلاقي، والقدرة المباشرة على فهم الفلسطينيين بلغتهم، لأن غروسمان يتحدث العربية.
هذا الأسبوع قال غروسمان: “كان عمري 33 سنة، وكانت العشرين سنة تبدو لي مثل الأزل. شعرت أن انفجار الفلسطينيين سيأتي، ولم أكن أعرف كيف سيسمون ذلك، لكني شعرت بقوة احباطهم واهانتهم وغضبهم، والغياب المطلق للمبالاة من قبل الاسرائيليين. في اليوم الذي زرت فيه مخيم الدهيشة للاجئين، عدت الى القدس وذهبت لشراء دفتر من شارع بن يهودا. كان مساء مقدسي باردة وضبابي، الناس يسرعون الى منازلهم، وساد الشعور باللامبالاة وبان كل شيء عادي ولن يتغير، وأنا كنت اشعر بالاشتعال بسبب النبأ الذي أحضرته معي من المكان الذي يبعد نصف ساعة عن بيتي”.
لقد صدر عدد “عنوان رئيسي″ (الذي نشر فيه انطباعاته) في أيار 1987، وتم توزيع 40 ألف نسخة منها، ثلاثة اضعاف ما يتم توزيعه عادة. واندلعت الانتفاضة الاولى في شهر أيلول من ذلك العام. وتم اصدار الكتاب اثناء الانتفاضة، والتهمه الناس كإثبات بأثر رجعي، لأنه توقع المستقبل. وتمت ترجمته الى عشرين لغة، وساهم في استمرار صدور "عنوان رئيسي" بفضل المبالغ التي حصلت علها من صحيفة "نيويوركر" التي نشرت فصول "الزمن الأصفر".
"لم نعتقد أن هذا العدد الكبير من الاشخاص سيرغبون بقراءته”، قال غروسمان، “لقد طبعوا المزيد والمزيد من النسخ، ويمكن أن تكون تلك المرحلة هي التي لم يعد من الممكن فيها استمرار النفي الذي بدأ بعد حرب الايام الستة. كان هناك عدم رضى متزايد بسبب ابتعاد اسرائيل عن الواقع. وكانت في الكتاب حقائق لم يعرفها الاسرائيليون. كانوا يعرفون فقط التقارير حول اطلاق النار والاخلال بالنظام والعمليات الارهابية – مجموعة من الكلمات التي حمتهم من الواقع.
"وفجأة يأتي هذا النص، الذي كتبه كاتب شعر برهاب الاحتجاز داخل نصوص الآخرين، ووصف لبشر، لمشاعر، لعلاقات، للحظات من الحنان، الضحك والفكاهة. اوضاع يومية جعلت الأمر قريبا بشكل رهيب. لقد هاجموني في حينه لأن النص كتب بشكل جميل. في نظري لم يكن جيملا، بل كان دقيقا. لقد كتب مع تفاصيل اكثر مما كان متبعا الكتابة عن الواقع، خاصة في وضع شديد الفظاظة. وراء كل كلمة هناك شيء في الواقع".
الأبطال الحقيقيين في الدراما
لقد تجندت المجلة كلها للموضوع، بما في ذلك المحررين ونائب رئيس التحرير ابنير ابراهاماي ومحرر النص ابي كاتسمان. واستثمروا في الصور وفي عناوينها، في محاولة لتحويل المجلة الى البوم. لقد قام غروسمان بعمل تقرير نوعي غير مسبوق، قال برنياع في لقاء معه ذات مرة. لقد اظهر مصداقية عالية ونشاط. وهذا الأسبوع اعترف برنياع انه في حينه عشق غروسمان، الكاتب الشاب الذي لم يكن معروفا تقريبا بفضل كتبه. اهمية تلك الرحلة، حسب رأيه، هي انه كشف للمرة الاولى لغالبية الاسرائيليين، بأنهم شعب محتل. لم تكن في حينه حواجز كما هو الوضع اليوم، يقول برنياع، لكنه كان حاجز شفاف، وغروسمان جاء وجعله ملموسا. لقد وضع الاصبع على الظاهرة التي تقف امامنا، وعلى انها ستأتي غيمة ما. كلهم شاهدوا غيوم تشبه الأغنام، وهو شاهد غيوم المطر.
يمكن فهم برنياع: لا يمكن عدم عشق غروسمان. بتواضع يأسر القلب، بشكل حمله للألم الانساني على اكتافه، بقدرته على الاصغاء، بالشفقة. انه لم يعد ولدا. بعد نصف سنة سيبلغ 64 عاما، وحتى الان لا يزال يثير الرغبة باحتضانه ووعده بأن كل شيء على ما يرام.
منذ "الزمن الأصفر" كتب الكثير من الكتب، بينها "ابتسامة الجدي"، "القيمة: الحب"، "كتاب القواعد الداخلي"، "حاضرون غائبون"، "يوجد اولاد يتعرجون"، "شيء للركض معه"، "فلتكوني لي السكين"، "انا افهم بالجسد"، "موميك"، "امرأة تهرب من البشرى"، "اسقط خارج الزمن"، "حصان واحد دخل الى البار"، سلسلة كتب "ايتمار" وغيرها. وتمت ترجمة كتبه الى كثير من اللغات وحظيت بنجاح ضخم في الخارج. ومن خلفه سلسلة كبيرة من الجوائز، وفي هذه الايام تم ترشيحه لجائزة مان بوكر الثمينة.
في حينه، في 1987 كانت تلك المرة الاولى التي يتجول فيها غروسمان في المناطق، اربع مرات كل اسبوع، بسيارته الصغيرة، في مخيمات اللاجئين، في القرى، في المحاكم، في رياض الطفال، في المدن، في المستوطنات. وكتب في مقدمة كتابه: "عندما بدأت هذه الجولة، قررت ألا اتحدث مع رجال السياسة والموظفين الرسميين اليهود والعرب. هؤلاء افكارهم معروفة وواضحة. لقد اردت ان اقابل الناس الابطال الحقيقيين في هذه الدراما، اولئك الذين يدفعون مباشرة ثمن اعمالهم وفشلهم، وشجاعتهم، وخوفهم، انحطاطهم واصالتهم. ولكنني ادركت حالا اننا جميعا ندفع الثمن، ولكننا لا نعرف ذلك".
كنت جزء من الاكذوبة
كان مخيم الدهيشة هو المكان الاول الذي زاره غروسمان. “زرعت نفسي داخل المخيم. كنت خائفا جدا. بدأ الناس يحيطون بي ويطرحون الاسئلة، من أين أنا وماذا أريد، كنت الاسرائيلي الاول الذي يزور المكان بدون سلاح أو زي عسكري. وقفت لفترة طويلة الى أن قامت امرأة مسنة بتجاوز الرجال المحيطين بي وأمسكت بيدي وقالت: تعال.
“اليوم”، يقول غروسمان، “بتنا ندرك اشتياق اللاجئين الى يافا والرملة. لكنني رأيت في حينه على الحائط مفتاح البيت السابق. لم أكن أعرف، ولم يعرف القراء ذلك، وعندما تسألين فلسطينيا أين ولد، يقول اسم القرية العربية التي ولدت فيها جدته.
“بدأ الحوار، وكانت أحد اللحظات المؤثرة عندما ادركت حاجتهم الى التحدث معي، أنا العدو، ورواية قصتهم. رغبتهم بسماع قصتهم. فجأة ترى المرأة ذات التجاعيد على وجهها، والتي ذكرتني بوجه جدتي، تشتعل، وعيونها تلمع، لأن قصتها شرعية. ولديها الشرعية من اكثر من تريد ان يتقبلها- عدوها. لأن هذا هو اكثر ما نرغب فيه: المصادقة على قصتنا بالذات من قبل اعدائنا”.
قبل ذلك باربع سنوات كتب غروسمان "ابتسامة الجدي"، وهي قصة عن عربي نصف مجنون، يأسر في خياله جنديا اسرائيليا. "اعتقدت انني احاول من خلال ذلك فهم كيف يمكن ان نكون محتلين لشعب اخر طوال هذه الفترة. كيف اعتدنا ذلك، كيف تتراكم الاكذوبة في حياتنا وتتحول الى نوع من الواقع. لقد بدأت الفهم تدريجيا بأنني لم احل شيئا من خلال هذا الكتاب، وانني جزء من الاكذوبة العامة.
"لقد كنت طوال اربع سنوات على الاقل، الشخص الذي قدم النشرة الاخبارية الصباحية في صوت اسرائيل. منذ 1983، كل صباح، بشكل متبادل مع ارييه جولان وشالوم كيتل، كنت اوقظ المستمعين مع كمية من الكوارث التي كانت تكفي الدنمارك لعشرين سنة، وكانت هناك لهجة معينة كنت ملزما بها. لكنني سميت الاحتلال "احتلال" ولم اوافق على القول بأنه قتل شاب محلي خلال خرق للنظام. "خرق للنظام؟" هل يوجد نظام ما في الاحتلال؟ شاب فلسطيني؟ والحديث عن طفل في الخامسة من عمره، لم يكن له ابدا اسم، الى ان اجبرنا ادارة الراديو على اعلان الاسماء. وكلمة "قتل". شيء سلبي، كما لو انه لم يقتله احد.
بعد كل نشرة تقريبا، كان يصلني رنين الهاتف الداخلي من اوري فورات، تومي لبيد وامنون نداف – كل رسل السلطة الذين حرصوا على استخدام لغة مغسولة، وكان يمكنني مواصلة حياتي بهدوء وبارتياح. فالمحتل اقل قلقا من الاحتلال، مقارنة بالخاضع للاحتلال".
في كتاب "الزمن الأصفر" يكرس غروسمان فصلا لغسيل الكلام هذا. الفصل الذي يبدو بعد 30 عاما من كتابته وكأنه كتب اليوم.
"ليس من المناسب القول "المناطق المحتلة". هناك الكثير من البدائل الأخرى، اشهرها، كما هو معروف "المناطق". صحيح ان وزير الخارجية شمعون بيرس بدأ مؤخرا بتسميتها "الأقاليم"، ربما لأنه يريد التهرب، ابعاد افادته، وفي اللغة الاجنبية يظهر الأمر اكثر نقاوة. ولكن هذه الكلمة بالذات تثير اصداء الحرب الوجودية البيولوجية، الغرائزية، من اجل الحياة والموت.. منذ سنوات لا نسمع "ضم القدس الشرقية"؛ يقولون "توحيد المدينة". اضافة المستوطنات على الأراضي العربية يسمى "تكثيف"، لا يوجد رأي عربي، يوجد "تحريض"، لا يوجد رجال فكر عرب، يوجد "مثقفون". لا وجود للمزارعين العرب، يوجد "قرويون"، لا وجود لعلم للنفسية العربية، توجد "عقلية". في مدن الضفة لا توجد شوارع، توجد "ازقة" فقط. لا يوجد عمال عرب، يوجد "عمال". انهم لا "يتظاهرون" ابدا، وانما "يشاغبون" او "جموع محرضة"، ولا توجد "مظاهرات" وانما "اضطرابات"."
تزعزع الشرعية
أحد فصول الكتاب القوية يصف زيارة غروسمان الى عوفرا. لقد توجه غروسمان الى الحضور وسألهم كيف يشعر العربي في سلواد أو عين يبرود في حياته اليومية، وفي تفكيره الخاص جدا، وعلاقاته باطفاله. وكيف يشعر بتأثير وجود سكان المستوطنات في المكان الذي يعتبره وطنا له؟.
ويروي غروسمان لسكان عوفرا كيف يتخيل ذلك. انه يقول لهم بأنه في حياته اليومية يولي أهمية كبيرة للوقت: “لست مستعدا لتحمل التفكير بأن تمر حتى لحظة واحدة في حياتي دون معنى، او موضوع او متعة. أشعر بمسؤولية كبرى تجاه الوقت القليل جدا الذي يتوفر لنا، وأطن أنني لو كنت أعيش في ظل نظام اجنبي لكنت اتعذب من حقيقة عدم سيطرتي على وقتي – بالإضافة الى الامور الملموسة والمفهومة –كالانتظار 20 ساعة كاملة على الحاجز من اجل التفتيش، او حتى يفرض عليّ حظر التجول لعدة ايام، او تتحول ساعاتي الزمنية، التي هي ملك لي، الى عملات ممسوخة بأيدي قوى الظلم المنفلتة والمحكمة، أو ان يضعوني داخل نقطة غير طبيعية في المسافة الزمنية الشاملة للتاريخ، او ان افقد القدرة على الاستفادة من التطورات التي يعرقلونها، او يحثونها بشكل مصطنع وبلطجي، دون أن أتمكن من استخلاص كل ما تنطوي عليه”.
"حسنا"، قال أحد سكان عوفرا “عند مشارف تل ابيب اضطر انا ايضا ان اتأخر لساعة أمام الاشارات الضوئية في ساعات الصباح”. وقال آخر: "بالنسبة لي الوقت ثمين جدا لدرجة انني لا افكر بمثل هذه الأسئلة".
هذا الأسبوع، في بيته في مبسيرت تسيون، سألت غروسمان اذا كان شيء قد تغير.
"بالطبع تغير شيء”، قال غروسمان، “في العام 1987 كان هناك حوالي 100 ألف مستوطن. واليوم يوجد 480 ألف. وقد نجح المستوطنون فيما أرادوه بالضبط: واقع يصعب فيه رسم الحدود ويمنع الفصل بيننا وبين الفلسطينيين. وهكذا يفرضون علينا الخيار بين بضعة خيارات تراجيدية لمن يريد دولة ديمقراطية وبيت يهودي. بهذا المعنى يولد المستوطنون الخطر على دولة اسرائيل. يقومون بجرنا الى الهاوية. ومن اجل التفكير بشكل مختلف هناك حاجة الى انكار الواقع، وهذا غير موجود لدي للأسف”.
"ما سببته المستوطنات، هو علامة استفهام حلقت فوقهم وتحلق الان فوق اسرائيل كلها، فوق حقيقة وجودها، وشرعيتها التي تتزعزع في العالم، ودولة اسرائيل الديموقراطية، بيت الشعب اليهودي، ستواصل الوجود كدولة ستكون مختلفة جدا عن الامور التي كنت اريد لها ان تكون، الى حد سيصبح من الصعب عليّ العيش فيها".
عندما تتحرك الجدران
مرت ثلاثون سنة منذ كتب غروسمان كتاب “الزمن الاصفر”. في حينه كان والدا لولدين صغار، يونتان وأوري، واليوم هو أب لولدين كبار، يونتان وروتي، وجد لحفيدتين. ابنه الاوسط أوري، الذي خدم في سلاح المدرعات، قتل في نهاية حرب لبنان الثانية، بعد يومين من المؤتمر الصحفي الذي عقده غروسمان وعاموس عوز و أ.ب يهوشع وطلبوا خلاله من حكومة اسرائيل الموافقة على وقف اطلاق النار وعدم توسيع الحرب في لبنان.
بعد شهرين على موت اوري، ألقى غروسمان خطابا في مراسم ذكرى اسحق رابين تحت عنوان “القيادة الفارغة”.
سألته اذا كان الثكل قد أثر على موقفه بالنسبة للعدو. واذا كان موت اوري قد أثر على مواقفه.
“نظرا لوجود شهادات خطية لمواقفي قبل موت اوري، يصعب القول إنني غيرت مواقفي. احساسي مختلفة، أشد حدة، يوجد حزن أكثر في حياتي. وكانت هناك مشاعر غضب. الغضب على نصر الله وحزب الله. الغضب على هدر الحياة. لكنني ما زلت اؤمن بالأمور التي آمنت بها من قبل.
“بعد موت أوري التقيت مع مدير مدرسة من أم الفحم، وقال لي اعلم انه عندما حدث ما حدث لك، كان الكثير من الناس في الوسط العربي ينتظرون كيف سترد واذا كان هذا سيغيرك. وقال ايضا إنهم يشكرونني لأنني لم أتغير.
“لا أريد العيش في أي مكان آخر”، قال غروسمان الذي ولد في القدس وخدم في وحدة الاستخبارات 8200 وتعلم الفلسفة والمسرح في الجامعة العبرية. “هذا مكان عزيز على قلبي، وكل ما يحدث هنا له صلة بي. بالنسبة لي قصة الشعب اليهودي وارضه هي من أعظم القصص في التاريخ الانساني بشكل عام. كيف تحولت اسرائيل الى ما هي عليه من شعب لاجئين ومشردين. هذه المعجزة التي حدثت لنا، مع الابداعات الكبيرة لإسرائيل في مجالات كثيرة – الثقافة والهاي تيك والصناعة والعلوم وحتى الجيش. ولكن اسرائيل أنشئت لتكون بيتا. تعريف اليهودي على مدى التاريخ كان الذي لم يشعر بالراحة في أي مكان، وكان من المفروض أن تكون الدولة هي المكان الذي نشعر فيه أخيرا بأنه يوجد مستقبل لأولادنا وأحفادنا واحفاد أحفادنا.
"لكن هذا لا يمكن أن يكون بيت اذا كانت الجدران تتحرك دائما، واذا قمنا طوال الوقت بتحريكها. أشعر بأن البيت في خطر، هناك اشخاص بدأوا الآن فقط يشعرون بأنهم في البيت. اولئك هم المتدينون القوميون الذين شعروا بأنهم مستبعدون عن كل شيء، وهم على حق. ولكن كيف يعقل أن الطرفين لا يمكنهما الشعور بالبيت؟ فمن اجل ذلك اجتمعنا معا”.
اليأس مهين
هذه محادثة محزنة. غروسمان، على الرغم من الفكاهة، الوضوح، قدرته الرائعة على تشخيص الاوضاع والناس، حب الاستطلاع وتعاطفه المثير لشغاف القلب مع كل شيء انساني – هو شخص حزين. ربما بالذات بسبب هذه الحساسية التي تجعله يعايش كل شيء بقوة كبيرة، وربما ايضا بسبب الظروف الشخصية.
سألته ان كان يشعر باليأس.
"يائس؟ هذه مسألة فاخرة لا يمكنني السماح لنفسي بها. هناك الكثير من الاسباب لليأس هنا. لكنه من المهين اليأس، التسليم والقول: لقد هزمت. الناس يقولون: الأمر ضائع. لا يوجد ما نفعله. لكنه لا يمكنني تقبل ذلك.
لقد قامت اسرائيل ليس لكي نبقى ضحايا. في كل تاريخنا كنا ضحايا، وها قد وصلنا وعملنا، ولدينا دعم جنوني من الولايات المتحدة واوروبا، ومع ذلك لا زلنا نتصرف كالضحايا العاجزين، الذين يفتقدون الى المبادرة، كما لو ان العالم كله ضدنا. نروي لأنفسنا قصص الضحية".
"لدينا رئيس حكومة عبقري، انه عبقري بشكل يجعله يعرف كيف يخلط المخاطر الحقيقية بأصداء صدمتنا كشعب، ونحن كمجتمع مر بالصدمة، نشعر بالعجز امام الاعيب نتنياهو هذه. ومع ذلك يحظر علينا التعاون معه، لأننا خسرنا في الحرب في حينه، وتحولنا الى ضحايا فزعين وعاجزين مع القنابل والطائرات الاكثر تطورا.
"رؤساء الحكومات الاسرائيلية يعرفون ان التوجه الى المخاوف يثمر نتائج جيدة، لكنه لم يعمل احدهم على ايصال الالاعيب الى الذروة كما فعل نتنياهو. وليس فقط في تضخيم المخاطر، وانما في صورة الواقع. السعودية، الاردن، ومصر لديها مصلحة وجودية في حل الصراع معنا لكي تكون مستعدة لمواجهة خطر ايران وداعش. لكن نتنياهو يجد مخرجا في الزاوية المغلقة والخانقة للمخاطر، وهذا هو المنظار الذي يرى من خلاله العالم.
"من السهل جدا خدعنا. من اجل الايمان بالسلام يجب التغلب على غريزة الاشتباه والبقاء التي طورناها لأنفسنا طوال سنوات. هذا لا يأتي بسهولة. يجب على اسرائيل الاقدام على المخاطر المدروسة حين تأتي لتحقيق الاتفاق مع الفلسطينيين. ليس لدي ثقة كاملة بهم وبالنوايا الحسنة للدول العربية ازاء اسرائيل. اعتقد ان الشرق الاوسط لم يستوعب ابدا وجود اسرائيل، ومن الممنوع ان تتخلى عن الجيش القوي، لأنه توجد من حولنا منطقة معادية. لكن الجيش وحده لا يستطيع حل تعقيد وجودنا هنا. نحتاج الى جيش قوي وعمل سياسي متعنت من اجل تخفيض سقف اللهيب تحت صراعنا.
"هذا ليس فيلما هوليووديا يمضي فيه الممثلون نحو الغروب. هذان شعبان جريحان نتيجة صراع عنيف وقاسي مداه اكثر من مئة سنة. لا يوجد مبرر للثقة ببعضنا البعض، هم ونحن مصممون لرؤية فخ في كل خطوة، بل فخ مميت.
"هناك اسباب قليلة للتفاؤل. اذا توصلنا الى اتفاق سلام فهذا يعني اننا سنقوم بتسويات مؤلمة للجانبين. سيقوم الكثير من المتعصبين الذين سيفعلون كل شيء من اجل اغتيال هذا السلام الفتي. يصعب تصور وجود رؤساء حكومة سينجحون بالتمسك بفكرة السلام في الوقت الذي ستنفجر فيه الباصات في الجانبين. ولكن اذا لم يكن بمقدور الزعيم القيام بالخطوة المعقدة هذه، فهو ليس الزعيم الذي نستحقه. نحتاج الى زعيم يستوعب الاوضاع المتناقضة، يبحث عن السلام ويستوعب المعارضة".
ويتذكر غروسمان خطاب رئيس الاركان يتسحاق رابين بعد حرب الايام الستة. "كان خطابا لامعا هدف الى قولبة وعي وذاكرة الاسرائيليين في تلك الفترة. رابين منح قصة الحرب مكانة قصة اخلاقية. لقد حذر من عدم المبالاة وهدم القدرة على ربط الانجازات في ساحة الحرب بقيم الشبيبة. انه لم يذكر الله ولو مرة واحدة، ولا حتى الايمان الديني. تصوري أي مكان سيكون لهم لو تم القاء الخطاب اليوم.
"لقد رغب رابين من خلال الخطاب بخلق اسطورة قومية جديدة. لكن المشكلة ان من تحمس في اعقاب الخطاب كانت المجموعات المتطرفة. ربما لم يتعود الشعب اليهودي على الشعور بفرح المحتل المنتصر. ولكن في تلك اللحظات بدأ الاحتلال بالاتساع والتطور، وكانت فيه خلايا اولوية للتطرف والعنصرية والتحمس التبشيري، وظهر فرح المحتل.
"كان الانتصار لامعا، لكننا لم نحذر. لا يوجد شعب منيع امام ثمالة القوة. وكم بالحري شعب واجه الابادة وخلال ستة ايام شعر بأنه امبراطورية.
"مثير لليأس رؤية ما تفعله حالة الحرب للبشر. بعد 50 سنة تقلص الامل كثيرا، واسرائيل تحقق انجازا لا يصدق – احتلال بدون شعب خاضع للاحتلال. الاسرائيلي المتوسط يكاد لا يرى الاحتلال، انه لا يرى الفلسطينيين، لا يسافر في مناطق (أ)، واذا سافر فانه يفعل ذلك على شوارع تلتف على الفلسطينيين. يوجد شعور في اوساط اليمين بأنه ينجح. وانه كما حققت اسرائيل معجزات في مجالات اخرى خلافا لمنطق الطبيعة، يمكنها ان تنجح بترسيخ الاحتلال كأمر مشروع".
اخفاء شعب بأكمله
سألته ان كان قد التقى بعد "الزمن الأصفر" بفلسطينيين كتب عنهم.
"كان هناك من التقيت بهم طوال السنوات الماضية، لكن الأمر تقلص. بسبب اليأس في الجانبين، بسبب الاسف على اننا لا نستطيع تحقيق تغيير. انا اكاد لا التقي بفلسطينيين. في اسرائيل لا تحدث لقاءات كهذه، وفي الخارج لا اريد لقاءات كهذه. لا اريد المشاركة في لقاء عربدة يجمع الاسرائيليين والفلسطينيين والالمان".
طلبت معرفة كيف يشعر بشأن الاحداث التي وقعت هنا، كحادث اليؤور ازاريا.
"هذه اعراض مرض اكثر عمقا من الجندي المنفرد. من اجل الحفاظ على نظامنا المحتل يجب علينا اقصاء كونهم بشر، نفي انسانيتهم، والا كيف سنتمكن من العيش مع واقع يعتقلون ابن احدهم، يقتحمون بيته في منتصف الليل، يحتجزونه لساعات على الحاجز؟ اذا لم نغيبه، فان حياته الصعبة والمؤلمة ستبدأ بالإزعاج. يوجد هنا تغييب ضخم، تغييب لشعب بـأكمله.
"المبدأ الديموقراطي يقوم على ان البشر كلهم ولدوا متساوين. اذا نجحت باحتلال شعب اخر لمدة 50 سنة بشكل ناجع الى حد انك تكاد لا تشعر – فانك تبدأ التصديق بأنك افضل منهم، بأنك في مكانة اعلى منهم في الهيكل الانساني. في اللحظة التي تمنح فيها الشرعية لهذا الشعور، لن ينتهي الأمر عند الفلسطينيين. هذا يغذي الاحتقار والكراهية السائدة هنا بين الاسباط المختلفة.
"لقد تقلص الامل بحل الصراع. التطرف الفلسطيني والاسرائيلي يتزايد. يسود الشعور بتولد انقطاع بين المواطن المتوسط والواقع: "لا يوجد ما نفعله"، "الوضع معقد"، "انهم لا يريدون السلام"، "سنعيش الى الابد على حافة السيف". هذا الفراغ، بين الانسان والواقع الذي تخلقه الحكومة بالأعمال والاخفاقات لا يبقى فارغا، اذ تدخل اليه قوى تستغل عدم مبالاتنا، وتحدد مستقبلنا وتتسبب بجعل دولة كاملة تتعاون مع مصالح قطاع واحد فيها – قطاع المستوطنين الذي ينجح بهز الكلب.
"لقد حدث هذا مع تحويل حزب المتدينين القوميين، المفدال، الى البيت اليهودي، والذي على الرغم من ان اسمه الدافئ يذكر بشموع السبت والخبز، الا انه عامل متشدد، عازم، يستعبد مصالح الدولة كلها من اجل احتياجاته وايديولوجيته، ونتنياهو يتحرك الى هناك. بدلا من التوجه نحو حلفائه، يتحول بسبب ضعفه نحوهم، وهو ينتج كل انواع القوانين، كقانون القومية، قوانين لن تتحقق لكنها تهدف في الاساس الى غرس اصبع في العين. وهذا كله يأتي من خلال الشعور بالقوة، التي استوعبها اليمين لأول مرة. ذات مرة، حتى عندما كان في السلطة تصرف مثل طائفة تتعرض للملاحقة. الان اصبح يشبه قبضة الحديد داخل وسادة ريش.
خطة الانفصال
من الواضح انه يوجد ميل لاعتبار غروسمان يساريا. وهكذا سيتم التعامل مع هذه المقابلة: يساري آخر يحب الفلسطينيين أكثر من أبناء شعبه. ولكن عند الاستماع اليه ندرك الى أي حد هذه القصة معقدة.
“يساري؟”، سأل، “أنا لا اريد تعريف نفسي. في مطلبي بأن يحافظ كل اتفاق مع الفلسطينيين على اسرائيل وأمنها، في شكي بالدول العربية وبشكل اصراري على رؤية الجوانب الطيبة، القيمة والنادرة المتوفرة في اسرائيل – ربما يمكن العثور على طابع يميني. لكنني بالتأكيد موجود في اليسار لأنني أعتبر ان عدونا هو انسان، وأنا أريد له أن يعود ليكون انسان. يصعب علي التفكير بما تفعله دولتي لشعب آخر منذ خمسين سنة”.
سألته من الذي يجب أن يكون رئيس الحكومة القادم في اسرائيل.
“لقد التقيت مع العديد من القادة المحتملين، وهم ذوو كفاءة وثقافة. لكنهم اضاعوا الفرصة. يمكن لتسيبي لفني ان تكون رئيسة حكومة ممتازة. فهي شجاعة ومسؤولة، مستقيمة ولديها استعداد للمخاطرة ودفع الثمن من اجل مبادئها. نحن بحاجة الى جرأة استثنائية من اجل الخروج ضد ما تثقفت عليه في البيت ورؤية الواقع بكل مركباته كما تفعل هي.
“الامر المحتمل والمنطقي الآن هو الانفصال، مع علاقات تجارية متبادلة. الدول التي تعيش الى جانب بعضها البعض تكون لها مصالح مشتركة. ولكن هنا توجد أقلية بسبب التعب تريد فكرة اخرى، أن يتحول الأعداء الى كيان واحد. لكن يجب علينا أن نعرف أن الحديث هو عن شعبين غير جاهزين سياسيا لهذه الفكرة المعقدة. اولا، يجب علينا التعافي من مئة عام من الصراع.
"عندما انظر الى حلفاءنا في العالم، لا افهم كيف لا تستغل الحكومة ذلك وانما تفرض علينا العيش في دولة ثنائية القومية. كيف يمكن للناس الذين يفترض ان يكونوا وطنيين، ان يوصلونا الى وضع ستضطر فيه الغالبية اليهودية الى منح ابن الاقلية الفلسطينية الحق بأن يصبح وزير مالية، وزير تعليم، طيار في ال عال، قائد عام للشرطة. صحيح ان هذه افكار واهية: شعبان لا يستطيعان ان يكونا ابناء عمومة، فجأة يريدان ان يصبحا توأما سياميا.
سؤال عمره 50 سنة، ولا يوجد جواب
يكتب الجنرال (احتياط) يعقوب عميدرور، في "يسرائيل هيوم" ان اسرائيل ستحتفل قريبا بمرور 50 سنة على حرب الايام الستة. ومن المؤكد ان الحنين إلى فترة ما قبل الحرب، الى ايام "دولة اسرائيل الصغيرة، والجيدة''، سينعكس بقوة أكبر. هذا الحنين سينعكس بشكل واضح ومفصل ظاهرا، وفي اجزاء معينة من وسائل الاعلام سيتم وصف مدى كون تلك الأيام جيدة وبريئة، وبالتأكيد حين تقارن بهذه الأيام. وسيشرحون بأن "الاحتلال" هو مصدر التغيير الى الأسوأ، وهو الذي يدمر دولة اسرائيل. ومن شبه المؤكد انه لن يتم التذكير بأن المقولة المشهورة آنذاك، عشية حرب الأيام السنة، كانت "يجب على آخر من يترك البلاد ان لا ينسى اطفاء الضوء". قلة، اذا كانت هناك قلة كهذه، سيذكرون بأنه بسبب كونها صغيرة وضيقة الخاصرتين، كانت الاجواء في اسرائيل عشية الحرب صعبة. لم يعتقد الجميع بأن الدولة ابنة الـ19 عاما ستبقى بعد الحرب الوشيكة.
وللسبب ذاته – استلهام التشجيع من تاريخ تلك الأيام – يمكن التوقع بأنهم في الجانب الثاني من المجتمع الاسرائيلي سيبالغون في وصف مشاعر الخوف التي سادت في حينه، لكي يؤكدوا مدى مساهمة توسيع اسرائيل في الحفاظ على امنها، والادعاء بأن ما يسمى نتيجة خطأ بـ"الاحتلال" انقذ اسرائيل من الفناء. اضف الى ذلك، سيؤكد اليمين اهمية العودة الى ارض الآباء "قاعدة وجودنا" كما لو ان اسرائيل لم تكن قبل الأيام الستة تمر في عملية تعزيز تدريجي ومع مشاعر تجدد على الأرض الخاضعة لسيطرتها.
في كتيبة المظليات التي خدمت فيها (الكتيبة 202) لم يعم الخوف. كمحاربين شبان اعتمدنا على قادتنا وعلى قدراتنا. وقد انعكست نتائج الاستثمار الكبير والحكيم في تضخيم قوة الجيش والدولة، في نتائج الحرب. يبدو انه لا فائدة كبيرة من الفحص المعمق لادعاءات الاطراف، لأن الحقيقة قائمة، كما يبدو، في مكان بينهما، لكنه من المهم التركيز على المعاني طويلة الامد لنتائج الحرب.
مفهوم جديد
حتى حرب الأيام الستة، كانت لدى العرب تفسيرات "مقنعة" لسبب فشلهم في حروبهم ضد اسرائيل. في عام 1948، كان التفسير السائد هو ان اسرائيل حاربت ضد دول فاسدة. في حرب سيناء (1956)، كان هناك تحالف دولي انضمت اسرائيل في اطاره الى قوى عظمى – ولذلك ليس مدهشا انها انتصرت. لكن حرب الأيام الستة تبرز بشكل خاص لأن الانتصار فيها كان مسلما به، ولم يملك العرب القدرة على اختراع أي ذريعة يتقبلها الوعي لتفسير ما حدث. لم يكن بالإمكان التنكر لحقيقة ان الاسلحة الجوية لكل الدول التي شاركت في حروب اسرائيل، فقدت غالبية طائراتها خلال فترة قصيرة جدا. لم يكن بالإمكان تفسير كيف انتهت الحرب بخسارة مصر لكل سيناء، وتدمير قسم كبير من جيشها. وفي الشمال صعد الجيش الاسرائيلي الى هضبة الجولان، وكان من الواضح ان المملكة الهاشمية فقدت الضفة الغربية بما في ذلك القدس، رمز طموح اليهود وهزيمة العرب.
لم يكن الفلسطينيون هم الذين خسروا في الحرب، وانما كل الجيوش العربية، لأن "فلسطين" لم تكن قائمة في العالم. والتفسير الوحيد الذي كان يمكن التفكير فيه هو الادعاء العربي: "فوجئنا"، كسبب لهزيمة الدول العربية. من هذه الناحية كانت حرب يوم الغفران، التي وقعت بعد ست سنوات، الختم النهائي للوضع الجديد: يبدو ان اسرائيل لن تهزم في ساحة الحرب. حرب 1973 التي بدأت بمفاجأة مطلقة من ناحية اسرائيل، انتهت بفشل عسكري كبير للدول العربية التي بادرت الى الحرب. وقلب الادوار بالذات كان بالغ الاهمية من اجل تعزيز هذا الاستنتاج.
لقد ربحت الولايات المتحدة الكثير من النقاط جراء الانتصار الاسرائيلي، في العالم الذي جرى فيه الصراع بينها وبين الاتحاد السوفييتي بشكل مباشر، وايضا (بشكل عام) عبر دول كانت حليفة لإحدى القوتين العظميين. نجاح الجيش الاسرائيلي في 1967، قاد، اذن، الى تغيير مكانة الولايات المتحدة في المنطقة والى بداية حلم تدمير اسرائيل بواسطة الجهد العسكري المركز من قبل الجيوش العربية.
لقد كان انور السادات هو اول من فهم، كما يبدو، الوضع الجديد، وكان هذا الفهم في قلب استراتيجيته العبقرية بعد ست سنوات، في حرب يوم الغفران، الحرب التي هدفت في جوهرها الى خوض مفاوضات مع اسرائيل برعاية امريكية. في حرب الايام الستة، كان السادات هو الرجل الثالث في القيادة المصرية، وكان باهتا وخجولا. ربما انزرعت في حينه لديه البذرة التي قادت الى اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر بعد عشر سنوات من الحرب.
لقد غيرت الحرب جغرافية المنطقة حول اسرائيل. وانعكس الأمر في الصعود الى هضبة الجولان والسيطرة على شبه جزيرة سيناء، لكن التغيير برز بشكل خاص امام وسط الدولة. فقد ابعد احتلال الضفة الغربية امكانية خنق اسرائيل في المنطقة الضيقة، مسافة الـ 11 كلم بين طولكرم وشاطئ نتانيا، كانت بمثابة كابوس استراتيجي منذ قيام الدولة، ولكن ليس بعد. لقد اشترت اسرائيل بعدا معينا من العمق من اجل حمايتها. اضف الى ذلك انه اصبحت لدى إسرائيل فجأة مناطق واسعة يمكن "المتاجرة" بها مقابل اتفاق سياسي.
في اسرائيل وفي انحاء العالم اليهودي، تغيرت مشاعر الامن بشكل مطلق. عشية الحرب تم اعداد حديقة عامة كبيرة في تل ابيب كمقبرة مؤقتة، لأنه ساد الاعتقاد بأنه سيسقط الآلاف (العدد كان اقل من ذلك بكثير). المصطلحات التي استخدمها اصدقاء اسرائيل، خاصة في المجتمعات اليهودية عشية الحرب، ذكرت بالكارثة بل حتى كان في صفوف القيادة من شكك بإمكانية الانتصار، لكن الحرب غيرت كل شيء.
بعد الحرب اصبح واضحا بأن اسرائيل هي قوة عسكرية عظمى قياسا بمصطلحات الشرق الاوسط، وان الجيش الاسرائيلي مستعد ويمكنه مواجهة اصعب سيناريو فكر فيه مخططو الحرب امام كل جارات اسرائيل، اللواتي تحاربنها في آن واحد. لقد تعلمت اسرائيل في الطريق الى الحرب انه لا يمكن الاعتماد على الضمانات الدولية وعلى القوات الاجنبية في ضمان امنها. فالضمانات تبخرت عندما ادخل ناصر جيشه الى سيناء، والقوة الدويلة التي كانت منتشرة للفصل بين الخصوم، اخلت المنطقة مكللة بالعار بناء على طلب الرئيس المصري.
تغيير في العالم العربي
في نظر الكثير من قادة الجيش الاسرائيلي كانت حرب 1967 فصلا آخر في حرب التحرير، خاصة فيماي تعلق بتحرير القدس والضفة الغربية. لقد ترسخت في الجيش، في اعقاب الحرب، مكانة سلاح الجو والمدرعات كمركبات رئيسية حاسمة. وكان في ذلك اعتراف بأن سلاح الجو هو الذي خلق قاعدة الانتصار عندما بدأ الحرب بمفاجأة.
لقد تبخر الدور الهام الذي اولاه الجيش في مفاهيمه لحماية المكان بسبب قرب البلدات المدنية من حدود نهاية حرب الاستقلال. لقد تم بناء الجيش الاسرائيلي على اساس كتائب مدرعة، كانت تعتبر عشية الحرب بمثابة قيادات مرتجلة. لكن في المقابل، لم يتم استخلاص العبر الصحيحة بشأن طابع الاستعداد للحرب القادمة، حتى عندما كان واضحا بعد عدة اشهر من وقف اطلاق النار انه تجري اعادة بناء الجيشين المصري والسوري تمهيدا لجولة اخرى.
الغطرسة التي تكمن في النجاح منعت التفكير المهني اللازم للجيش. بعد ست سنوات من حرب الايام الستة، فتح الكثير من قادة الجيش حرب يوم الغفران وكأنها كانت اليوم السابع لحرب الأيام الستة. دائما يقولون انه يجب الاستعداد للحرب القادمة وليس السابقة، وبعد حرب ناجحة يصبح تطبيق هذه العبرة اكثر تعقيدا – وقد تعلم الجيش الاسرائيلي ذلك بأقسى الطرق. الى جانب ذلك، زالت القومية العربية، خاصة في مفهومها الناصري، عن المسرح تقريبا. انها لم تصمد امام الفشل الذريع في 67. ربما كانت نتائج تلك الضربة ذات ابعاد تاريخية اكثر مما يجري الاعتقاد، وان بقاياها لا تزال تدوي كما يبدو في الربيع العربي الذي قضى على بقية الايمان بالقومية العربية. من الواضح ان الفشل المدوي قاد الى ارتقاء قوى اخرى في العالم العربي، كبديل للقومية الفاشلة، بما في ذلك المفهوم الإسلامي الذي ربح من فشل خصمه الحديث.
"القضية الفلسطينية"
لقد حدد التواصل مع عرب الضفة الغربية الهوية الفلسطينية لعرب اسرائيل، لكن الغاء الحكم العسكري قبل عدة اشهر من حرب الايام الستة، وابعاد فشل الدول العربية عشية الحرب، ادى الى تغيير عميق، لأن عرب اسرائيل فهموا بأنه لا توجد فرصة لتغيير نتائج حرب الاستقلال. والى حد كبير بدأت في حينه العملية الطويلة لارتباطهم بالمجتمع الاسرائيلي. لم يخطط احد لذلك، لكن الواقع الجديد من ناحية تعامل الدولة مع مواطنيها العرب، من جهة، والفشل الواضح للدول العربية من جهة اخرى، خلق ظروف مختلفة تماما من وجهة نظر الاقلية العربية في البلاد، وحتى الان، لا تزال الطريق طويلة حتى اندماجهم كإسرائيليين.
العامل الأساسي الذي يؤثر حتى اليوم على الحوار العام وعلى منظومة العلاقات مع دول العالم هو حقيقة انه في الايام الستة اصبحت إسرائيل هي صاحبة البيت في الضفة وغزة، التي عاش فيها مئات الاف الفلسطينيين الذين لم يطردوا ولم يهربوا. تحت السلطة الاسرائيلية يعيش في الضفة اليوم حوالي 2 مليون فلسطيني، ومثلهم تقريبا في غزة، التي لم تعد اسرائيل تسيطر عليها لكنها تحاصرها.
لقد تحولت "القضية الفلسطينية" الى مركز لمشكلة "الصراع الاسرائيلي العربي". صحيح ان العالم العربي رفض الاعتراف بحق وجود دولة يهودية مستقلة قبل 1967 ايضا، وصحيح ان منظمة التحرير الفلسطينية، وبعدها فتح، اقيمتا من قبل الفلسطينيين قبل سيطرة اسرائيل على "المناطق" كما تسمى احتلالات 67، ولكن في الجهاز الدولي يتركز الجهد منذ حرب الأيام الستة على فكرة عنوانها "الارض مقابل السلام". المفارقة هي انه يمكن الى حد كبير القول بأن هذه الحرب رسخت، من حيث الوعي والسياسة، وجود شعب فلسطيني. فإلى ما قبل الحرب لم يكن ترابط بين القطاع الذي سيطرت عليه مصر، وبين الضفة الغربية التي سيطر عليها الاردن، ولم تطالب أي دولة عربية بمنح الاستقلال للفلسطينيين. ولم تحلم بالمبادرة الى خطوة كهذه.
في اسرائيل يتركز النقاش حول المسألة الفلسطينية على المستوى المبدئي والايديولوجي. من جهة، انصار ارض اسرائيل الكاملة الذين يدعون انه في 67 عدنا الى الاماكن المقدسة التي حلمنا بها طوال اجيال، الى صهيون والقدس. وقالوا "هذه بلادنا" ولا يمكن التنازل عنها. ومن لا يصر على حقه في الخليل والقدس سيفقد الحق في تل ابيب وحيفا أيضا. في الجانب الثاني يقف انصار "حل الدولتين للشعبين"، والذين يقولون ان الاحتلال يفسد، حتى عندما يكون اكثر انسانية من المتعارف عليه في العالم، ولذلك فان استمرار الوضع الحالي سيسيئ الى الاساس الاخلاقي والطابع اليهودي للمجتمع في اسرائيل.
على المستوى العملي، من الواضح ان هذين الحلين سيبقيان اسرائيل مع مشكلة صعبة جدا: لا يوجد لدى اصحاب مفهوم الدولتين حل يرضي امام التهديدات التي ستنشأ عن دولة معادية في الضفة، على بعد 25 كلم من تل ابيب، عندما تسيطر عليها حماس (او الدولة الاسلامية)؛ وفي المقابل لا يملك من يرغبون بدولة واحدة بين النهر والبحر، حلا للتهديد الذي سينجم عن وجود اقلية تشكل نسبة 40% من سكان الدولة التي ستتحول من يهودية الى ثنائية القومية او لن تبقى ديموقراطية.
الاختيار، اذن، بين تهديدين، خارجي او داخلي. لا يوجد حل "صحيح" للمسألة، ولا يمكن معرفة كيف سيكون الوضع في المناطق من دون تلك الحرب. هل كان الاردن سيبقى ام ان اسرائيل كانت ستقف اليوم امام دولة فلسطينية تمتد من العراق وحتى رام الله. مع ذلك، من الواضح ان نتائج الحرب تقف اليوم في قلب التحدي الذي يواجه اسرائيل.
تلخيص
في تاريخ دولة اسرائيل الفتية سيتم تسجيل الفترة الفاصلة بين يوم الاستقلال التاسع عشر للدولة – حين بدأت تصل الأنباء عن دخول القوات المصرية الى سيناء، في 1967، وبين سنتها السادسة والعشرين، عندما تم توقيع اتفاقيات وقف اطلاق النار مع مصر بعد حرب يوم الغفران القاسية، كسبع سنوات من النمو لدولة اليهود.
لقد بدأت العملية وسط قلق ضخم بشأن قدرة اسرائيل على مواجهة اعدائها – قبل قرار الخروج الى الحرب المانعة في حزيران 67، وفترة النشوة التي جاءت بعد الانتصار المدهش خلال ستة ايام، والذي جاءت بعده سنوات الغطرسة التي انتهت بالدم والنار والفشل في بداية حرب يوم الغفران.
مع كل هذا جاء التنصل من الركود العسكري والروح المعنوية في نهاية الحرب القاسية في تشرين اول 1973، واستيعاب العبر وحجم التواضع والحذر الملائم لدولة بقيت اطراف امنها (وستبقى) ضيقة حتى بعد اكبر انتصار لها. وقد انعكس الأمر في اتفاقيات وقف اطلاق النار في بداية سنة 1974، وتوقيع الاتفاق السياسي مع العدو المجاور، مصر، خلال ثلاث سنوات.
عندما بلغت 19 عاما، انتقلت إسرائيل خلال ستة ايام من مسألة ما اذا كان يمكن منع تدمير دولة اليهود الى مسألة كيف من الصحي اكثر العيش فيها. لقد كان هذا هو اهم انجاز لحرب 1967، لأننا انتقلنا من صراع البقاء الى نظرة نحو المستقبل، من الخوف والقلق الى الامن.