قال ابن حزم : حدثني أبو موسى الطبيب قال :رأيت شابا حسن الوجه من أهل قرطبة قد تعبّد ورفض الدنيا ، فزار أخا له في الله ذات ليلة ، وعزم على المبيت عنده ، فعرضت لصاحب المنزل حاجة إلى بعض معارفه ، فنهض لها على أن ينصرف مسرعا ، فصار الشاب وحده في الدار مع امرأته ، وكانت غاية في الحسن وتربا للضيف في الصبا (أي في مثل سنه ) ، فأطال رب المنزل المقام ولم يتمكن من الانصراف إلى منزله ، فلما علمت المرأة بفوات الوقت ، وأن زوجها لا يمكنه المجىء تلك الليلة ، تاقت نفسها إلى ذلك الفتى ، فبرزت إليه ودعته إلى نفسها ، فهمَّ بها ، ثم ثاب إليه عقله ، وفكر في الله عز وجل ، فوضع إصبعه على السراج فتفقّع ثم قال :يا نفس ذوقي هذا ، وأين هذا من نار جهنم!
فهال المرأة ما رأت ، ثم عاودته ، فعاودته الشهوة المركبة في الإنسان ، فعاد إلى الفعلة الأولى ، فانبلج الصباح وسبابته قد اصطلمتها النار ( أي قطعتها ).
نقلتها بتصرف