-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 82 من السيرة النبوية :
** الذي حدث مع هشام بن العاص صديق عمر بن الخطاب الذي فتن : قال عمر بن الخطاب : كنا نقول : ماالله بقابل ممن افتتن صرفا" ولاعدلا" ولاتوبة ،، قوم عرفوا الله ثم رجعوا إلى الكفر لبلاء أصابهم ، وكانوا يقولون ذلك لأنفسهم ،، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، أنزل الله تعالى فيهم ، وفي قولنا وقولهم لأنفسهم :"قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعا" ، إنه هو الغفور الرحيم "،، قال عمر بن الخطاب : فكتبتها بيدي في صحيفة ، وبعثت بها إلى هشام ،، قال هشام : فألقى الله تعالى في قلبي أنها إنما أنزلت فينا وفيما كنا نقول لأنفسنا ، ويقال فينا .. فعرف الحق وعاد للإسلام ..
* بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، قال : من لي بعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاصي ؟؟،، وكانا موثقان مع بعضهما ،، فقال الوليد بن الوليد بن المغيرة : أنا لك يارسول الله .. فخرج إلى مكة مستخفيا" ، وخلصهما ، وقدم بهما المدينة ..
* لما أراد صهيب الرومي الهجرة ، صده ناس من كفار قريش ، وقالوا له : أتيتنا صعلوكا" حقيرا" ، فكثر مالك عندنا ، وبلغت الذي بلغت ، ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك !! والله لايكون ذلك ،، فقال لهم صهيب : أرأيتم إن جعلت لكم مالي ، أتخلون سبيلي ؟؟،، قالوا : نعم ،، قال : فإني جعلت لكم مالي ،، فبلغ ذلك رسول الله ، فقال له حين رآه : ربح البيع أبا يحيى ،، ربح البيع ..
* وهكذا ، لم يمض شهران أو أكثر ، على بيعة العقبة الثانية ، حتى لم يبق بمكة من المسلمين إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبو بكر وعلي ، أو مفتون محبوس أو مريض أو ضعيف ..
* قالت السيدة عائشة : فهاجر من هاجر قبل المدينة ، ورجع عامة من كان هاجر لأرض الحبشة إلى المدينة ، وتجهز أبو بكر ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : على رسلك ، فإني أرجو أن يؤذن لي ،، فقال أبو بكر : وهل ترجو ذلك بأبي أنت ؟؟،، قال : نعم ،، فحبس أبو بكر نفسه مع رسول الله ليصحبه ، وعلف راحلتين كانتا عنده أربعة أشهر ، وهي المدة التي كانت بين مبايعة الأنصار للنبي ، وبين هجرته عليه الصلاة والسلام ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 83 من السيرة النبوية :
** هاجر المسلمون إلى المدينة ، وبقيت بيوتهم وأموالهم وأملاكهم للمشركين ، يبيعون ويشترون فيها ..
* لما رأت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صارت له شيعة ، وأصحاب من غير بلدهم ، وبلغهم إسلام من أسلم من أهل المدينة ، ورأوا خروج أصحابه من المهاجرين بذراريهم ونسائهم وأموالهم إليهم ، اتفقوا أن يجتمعوا في دار الندوة -دار قصي بن كلاب- التي كانت قريش لاتقضي أمرا" إلا فيها ،، يتشاورون فيما يصنعون في شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسمي ذلك اليوم الذي اتعدوا له "يوم الزحمة" ، لأنه اجتمع فيه أشراف قريش وغيرهم ، ولم يتخلف أحد من أهل الرأي والحجا ..
* وقف إبليس لعنه الله على باب دار الندوة ، على هيئة شيخ جليل ، فلما رأوه قالوا : من الشيخ ؟؟،، قال : شيخ من أهل نجد سمع بالذي اتعدتم عليه ، فحضر معكم ليسمع ماتقولون ..
* تشاور المشركون في أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال البختري بن هشام : احبسوه في الحديد وأغلقوا عليه بابا" ، ثم تربصوا به ماأصاب أشباهه من الشعراء ، الذين كانوا قبله ، زهيرا" والنابغة ومن مضى منهم ، من هذا الموت ، حتى يصيبه ماأصابهم ،،
* قال الشيخ النجدي : لا والله ، ماهذا لكم برأي ، والله لئن حبستموه كما تقولون ، ليخرجن أمره من وراء الباب الذي أغلقتم دونه ، إلى أصحابه ، فلأوشكوا أن يثبوا عليكم ، فينتزعوه من أيديكم ، ثم يكاثروكم به حتى يغلبوكم على أمركم ، ماهذا لكم برأي ،، فانظروا في غيره ..
* قال قائل : نخرجه من بين أظهرنا فننفيه من بلادنا ، فإذا أخرج عنا فوالله مانبالي أين ذهب ، ولا حيث وقع إذا ذهب عنا وفرغنا منه ،، قال الشيخ النجدي : لا والله ماهذا لكم برأي ، ألم تروا حسن حديثه ، وحلاوة منطقه ، وغلبته على قلوب الرجال بما يأتي به ؟؟ والله لئن فعلتم ذلك ، ماأمنتم أن يحل على حي من العرب ، فيغلب عليهم من قوله وحديثه ، حتى يتابعوه عليه ..
* فقال أبو جهل بن هشام : والله إن لي فيه لرأيا" ، ماأراكم وقعتم عليه بعد ،، قالوا : وماهو ياأبا الحكم ؟؟،، قال : أرى أن نأخذ من كل قبيلة شابا" ، فتى جليدا" نسيبا" وسيطا" فينا ، ثم نعطي كل فتى منهم سيفا" صارما" ، ثم يعمدوا إليه فيضربوه ضربة رجل واحد ، فيقتلوه ، فنستريح منه ، فإنهم إذا فعلوا ذلك ، تفرق دمه في القبائل جميعا" ، فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا" ، فرضوا منا بالعقل ، فعقلناه لهم ،، قال الشيخ النجدي : القول ماقال الرجل ،، هذا الرأي ، لارأي غيره ..
* فتفرق القوم على ذلك ، وهم مجمعون عليه ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
الأستاذة ريمه الخاني
الموسوعة التاريخية القيمة ( البداية والنهاية )
عدنا لتعودين
لم أجد إلا أن أكتب هنا آخر مشاركاتك لتشاهديها
حتى أعود للموسوعة البداية والنهاية للمتابعة والاستمتاع
ريمه الخاني تجاوز المحدد له من مساحة الرسائل الخاصة المخزونة
ولا يمكنه إستلام رسائل أخرى إلى أن يحرر بعض المساحة.
حتى يمكنني إرسال كلمة دخول إليكِ لمنتدى رابطة محبي اللغة العربية
كما طلبت وشكرا لك
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد فهمي يوسف
الأستاذة ريمه الخاني
الموسوعة التاريخية القيمة ( البداية والنهاية )
عدنا لتعودين
لم أجد إلا أن أكتب هنا آخر مشاركاتك لتشاهديها
حتى أعود للموسوعة البداية والنهاية للمتابعة والاستمتاع
ريمه الخاني تجاوز المحدد له من مساحة الرسائل الخاصة المخزونة
ولا يمكنه إستلام رسائل أخرى إلى أن يحرر بعض المساحة.
حتى يمكنني إرسال كلمة دخول إليكِ لمنتدى رابطة محبي اللغة العربية
كما طلبت وشكرا لك
تم أستاذ محمد وحقك علينا. واهلا وسهلا بك بيننا دوما.
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 84 من السيرة النبوية :
** أذن الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بالهجرة ، وأنزل عليه :"وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق"..
* أطلع الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم على تبييت المشركين قتله ،، روي أن جبريل عليه السلام أتاه ، فقال له : لاتبت هذه الليلة في فراشك الذي كنت تبيت عليه ،، وأخبره بمكرهم ، وأنزل عليه فيما بعد :" وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ، ويمكرون ويمكر الله"..
* لما أذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة ، قال لجبريل عليه السلام : من يهاجر معي ؟؟،، قال : أبو بكر الصديق ، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر ليخبره بالأمر ويبرم معه خطة الهجرة ..
* قالت السيدة عائشة : كان لايخطىء رسول الله أن يأتي أبا بكر أحد طرفي النهار ، إما بكرة وإما عشية ،، حتى إذا كان ذلك اليوم الذي أذن الله فيه لرسول الله في الهجرة ، والخروج من مكة ، من بين ظهري قومه ، أتانا رسول الله بالهاجرة (نصف النهار عند اشتداد الحر) ، متقنعا" ، في ساعة لم يكن يأتينا فيها ، قالت : فلما رآه أبو بكر مقبلا" ، قال : فداء له أبي وأمي ، والله ماجاء به في هذه الساعة إلا أمر ،، قالت : فجاء رسول الله ، فاستأذن ، فأذن له ، فلما دخل ، تأخر له أبو بكر عن سريره ، فجلس رسول الله عليه ، وليس عند أبي بكر إلا أنا وأختي أسماء بنت أبي بكر ،، فقال النبي لأبي بكر : أخرج من عندك ،، فقال أبو بكر : إنما هما ابنتاي ، وماذاك فداك أبي وأمي ؟؟،، فقال : إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة ،، قالت : فقال أبو بكر : الصحبة بأبي أنت يارسول الله ،، فقال رسول الله : نعم ،، قالت : فوالله ماشعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا" يبكي من الفرح ، حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 85 من السيرة النبوية :
** قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : يانبي الله ! إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما لذلك ، فخذ بأبي أنت يارسول الله إحداهما ،، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بالثمن .. وكان أبو بكر قد اشتراهما بثمانمئة درهم ، فأخذ رسول الله منه إحداهما بأربعمئة درهم ،، وهي القصواء ،، فكانت عنده صلى الله عليه وسلم حتى نفقت ..
* استأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر عبد الله بن أريقط (وكان مشركا") ، هاديا" خرّيتا" (ماهرا" بالهداية) ، فدفعا إليه راحلتيهما ، وواعداه غار ثور ، بعد ثلاث ليال ..
* أما المشركون فقد اجتمعوا على باب رسول الله يرصدونه متى ينام ، فيثبون عليه ، فلما رأى رسول الله مكانهم ، قال لعلي : نم على فراشي ، وتسجّ ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه ، فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه ،، وأخبره بخروجه مع أبي بكر ،، وأمره أن يتخلف بعده بمكة ، حتى يؤدي عنه الودائع التي كانت عنده للناس ، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بمكة أحد عنده شيء يخشى عليه إلا وضعه عنده ، لما يعلم من صدقه وأمانته ..
* فلما اجتمعوا له ، وفيهم أبو جهل بن هشام ، قال لأصحابه في سخرية واستهزاء : إن محمدا" يزعم أنكم إن تابعتموه على أمره ، كنتم ملوك العرب والعجم ، ثم بعثتم من بعد موتكم ، فجعلت لكم جنان كجنان الأردن ،، وإن لم تفعلوا ، كان له فيكم ذبح ، ثم بعثتم من بعد موتكم ، ثم جعلت لكم نار تحرقون فيها ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
الحلقة 86 من السيرة النبوية نرسلها لاحقا:
* قصة البداية *
** الحلقة 87 من السيرة النبوية :
** خرج المشركون يجدّون في طلب النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه ، وذهب نفر منهم إلى بيت أبي بكر ، فخرجت لهم أسماء ، فقالوا : أين أبوك يابنت أبي بكر ؟؟،، قالت : قلت : لاأدري والله أين أبي ،، قالت : فرفع أبوجهل لعنه الله يده ، وكان فاحشا" خبيثا" ، فلطم خدّي لطمة طرح منها قرطي ،، قالت : ثم انصرفوا ..
* جعل المشركون في النبي صلى الله عليه وسلم و أبي بكر مكافأة ضخمة :"لكل واحد منهما مئة ناقة "،، لمن قتلهما أو أسرهما ..
* ركب الفرسان وقصّاص الأثر في كل وجه ، يطلبونهما أشد الطلب ، حتى انتهوا إلى الجبل الذي فيه الغار ، وصعدوا فوقه ، وسمع رسول الله وأبو بكر أصواتهم ، فأشفق أبو بكر ، وأقبل عليه الهمّ والخوف ،، فقال رسول الله : لاتحزن إن الله معنا ،، ودعا رسول الله ، فنزلت عليه سكينة من الله ، ثم رفع أبو بكر رأسه فإذا هو بأقدام القوم ،، فقال : يانبي الله ! لو أن بعضهم طأطأ بصره لرآنا .. فقال عليه الصلاة والسلام :"ماظنّك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما" ..
* أتت العنكبوت ، فنسجت بيتها على باب الغار ، ووقفت حمامتان بفم الغار ،، بأمر من الله تعالى ،، فلما جاء المشركون بعد اقتفاء أثرهما ، ورأوا انقطاع الأثر عند الغار ، فلما رأوا نسج العنكبوت استبعدوا ذلك ..
* وقف أحد المشركين قبالة الغار يقضي حاجته ، قال أبو بكر : يارسول الله ! إنه يرانا ،، قال عليه أفضل الصلاة والسلام : لو أنه رآنا ، مااستقبلنا بعورته ..
* أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في الغار ثلاث ليال ،، حتى إذا سكن عنهما الناس جاء عبد الله بن أريقط ببعيريهما ، وبعير ثالث له ، وجاءت أسماء بطعامهما ، فلما ارتحلا ، ذهبت لتعلق الطعام ، فإذا ليس له عصام ، فشقت نطاقها ، فعلقت الطعام بواحد ، وانتطقت بالآخر ،، بذلك سميت "ذات النطاقين" ..
* احتمل أبو بكر ماله كله معه ، خمسة آلاف أو ستة آلاف درهم ..
* كان عبد الله بن أبي بكر يأتيهما بالأخبار مساء" ، ومايقول أهل مكة ، وأسماء تأتيهما بالطعام "وكانت حاملا" مثقلة" ، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر يرعى غنمه نهارا" ، ثم يريحهما عليهما إذا أمسى في الغار ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 88 من السيرة النبوية :
** قال عمر رضي الله عنه في فضل أبي بكر : والله لليلة من أبي بكر خير من آل عمر ، وليوم من أبي بكر خير من آل عمر ،، لقد خرج رسول الله ليلا" لينطلق إلى الغار ، ومعه أبو بكر ،، فجعل يمشي مرة أمامه ، ومرة خلفه ، ومرة عن يمينه ، ومرة عن يساره ،، حتى فطن له رسول الله فقال :"ماهذا ياأبا بكر ؟؟، ماأعرف هذا من فعلك " ،، فقال : أذكر الرصد فأمشي أمامك ، وأذكر الطلب فأمشي خلفك ، ومرة عن يمينك ومرة عن يسارك لاآمن عليك ،، فقال :"ياأبا بكر ! لو كان شيء أحببت أن يكون بك دوني ؟" ، فقال : نعم ، والذي بعثك بالحق ، ماكانت لتكون من ملمة إلا أردت أن تكون بي دونك ..
* مشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليله على أطراف أصابعه -كي يخفي أثره- حتى حفيت رجلاه ، فلما رأى أبو بكر رضي الله عنه أنها قد حفيت ، حمله على كاهله ، وجعل يشتد به ، حتى أتى به على فم الغار ، فأنزله ، وكان ذلك مع الصبح ، ثم قال أبو بكر : مكانك يارسول الله ، والذي بعثك بالحق لاتدخله حتى أدخله فأستبرئه لك ،، قال عمر : والذي نفسي بيده ، لتلك الليلة خير من آل عمر ،،
وأما يومه : فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب ، فقال بعضهم : نصلي ولانزكي ، وقال بعضهم : لانصلي ولانزكي ، فأتيته ولاآلوه نصحا" ، فقلت : ياخليفة رسول الله ! تألف الناس وارفق بهم ،، فقال : جبار في الجاهلية خوار في الإسلام !!،، فبماذا أتألفهم ؟؟ أبشعر مفتعل أم بشعر مفترى ؟؟، قبض النبي وارتفع الوحي ، فوالله لو منعوني عقالا" مما كانوا يعطون رسول الله لقاتلتهم عليه ، قال : فقاتلنا معه ،، فكان والله رشيد الأمر ، فهذا يومه ..
* لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغار ، نظر إلى مكة ، وقال :"ماأطيبك من بلد ، وأحبك إلي ، ولولا أن قومي أخرجوني منك ماسكنت غيرك ، ثم ابتهل إلى الله تعالى بالدعاء ، فقال :"الحمد لله الذي خلقني ولم أك شيئا" ، اللهم أعني على هول الدنيا ، وبوائق الدهر ، ومصائب الليالي والأيام ،، اللهم اصحبني في سفري ، واخلفني في أهلي ، وبارك لي فيما رزقتني ، ولك فذللني ، وعلى صالح خلقي فقومني ، وإليك رب فحببني ، وإلى الناس فلا تكلني ، رب المستضعفين وأنت ربي ، أعوذ بوجهك الكريم الذي أشرقت له السموات والأرض ، وكشفت به الظلمات ، وصلح عليه أمر الأولين والآخرين أن تحل علي غضبك ، وتنزل بي سخطك ، أعوذ بك من زوال نعمتك ، وفجأة نقمتك ، وتحول عافيتك ، وجميع سخطك ، لك العتبى عندي خير مااستطعت ، لاحول ولاقوة إلا بك "..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
هذه الحلقة عندي:
* قصة البداية *
** الحلقة 86 من السيرة النبوية :
** خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذ حفنة من تراب في يده ، ثم قال : نعم ! أنا أقول ذلك ، أنت أحدهم ،، وأخذ الله تعالى أبصارهم عنه ، فلا يرونه ، فجعل ينثر ذلك التراب على رؤوسهم ، وهو يتلو آيات سورة يس :"يس . والقرآن الحكيم . إنك لمن المرسلين . على صراط مستقيم . تنزيل العزيز الرحيم . لتنذر قوما" ماأنذر آباؤهم فهم غافلون . لقد حق القول على أكثرهم فهم لايؤمنون ، إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا" فهي إلى الأذقان فهم مقمحون . وجعلنا من بين أيديهم سدا" ومن خلفهم سدا" فأغشيناهم فهم لايبصرون ".. حتى فرغ رسول الله من هذه الآيات ، لم يبق منهم رجل إلا وضع على رأسه ترابا" ، ثم مضى إلى بيت أبي بكر ،، فأتاهم آت لم يكن معهم ،، فقال : ماتنتظرون ههنا ؟؟،، قالوا : محمدا" ،، قال : خيبكم الله !! قد والله خرج عليكم محمد ، ثم ماترك منكم رجلا" ، إلا وقد وضع على رأسه ترابا" ، وانطلق لحاجته ، أفما ترون مابكم ؟؟،، فوضع كل رجل منهم يده على رأسه فإذا عليه تراب ،، ثم جعلوا يتطلعون من صير الباب فيرون عليا" على الفراش متسجّيا" ببرد رسول الله ، فيقولون : والله إن هذا لمحمد نائم عليه برده ، فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا ،، فقام علي رضي الله عنه عن الفراش ، فقالوا : والله لقد صدقنا الذي كان حدثنا ،، فسألوه : أين صاحبك ؟؟ ،، قال علي : لاادري ، أورقيبا" كنت عليه ؟؟ أمرتموه بالخروج فخرج ،، فانتهروه وضربوه وأخرجوه إلى المسجد ،، فحبسوه ساعة ثم تركوه ،، ونجى الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم من مكرهم ..
* بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزل أبي بكر إلى الليل ، ثم خرجا من خوخة (شباك) لأبي بكر في ظهر بيته ، فمضيا إلى غار ثور ، وهو جبل بأسفل مكة في اتجاه اليمن ، اختار رسول الله أن يأوي إليه لتضليل المشركين ، لأنه يقع في الطريق المضاد تماما" لطريق المدينة ، (المدينة في الشمال ، والغار في جنوب مكة)..
* عرت قدما رسول الله وتقطرتا دما" ، حين الصعود إلى الغار ..
* دخل أولاً أبو بكر الغار واستبرأه ، فلم يترك فيه جحرا" إلا أدخل فيه أصبعه مخافة أن يكون فيه سبع أو حية ، يقي رسول الله بنفسه ، فكلما رأى جحرا" شق ثوبه ثم ألقمه الجحر ، حتى فعل ذلك بثوبه أجمع ، وبقي جحر ، وكان فيه حية ، فوضع عقبه عليه ، ثم قال لرسول الله : ادخل ،، فدخل رسول الله ووضع رأسه في جحره ونام ،، فلُدغ أبو بكر في قدمه من الجحر ، ولم يتحرك ، مخافة أن تخرج الحية من مسكنها ،، وحتى لاينتبه رسول الله ،، فجعلت دموعه تنحدر على الرغم منه ،، فابتل وجه رسول الله ،، فقال : مالك ياأبا بكر ؟؟،، قال : لدغت فداك أبي وأمي ،، فتفل رسول الله على مكان اللدغة ، فذهب مايجده من الألم ،، ثم لما أصبح النهار ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : فأين ثوبك ياأبا بكر ؟؟، فأخبره بالذي صنع ،، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يده ، فقال : اللهم اجعل أبا بكر معي في درجتي يوم القيامة ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
ما شاء الله , هذا مجهود رائع , ربي يعطيك العافية أستاذة ريمه , وإلى الأمام في الإبداع .
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 89 من السيرة النبوية :
** كان أبو بكر رضي الله عنه تاجراً كثير السفر ، فهو معروف بين الناس ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لايُعرف لأنه لم يسافر ، فإذا لقيهما رجل في طريق الهجرة ، سأل : ياأبا بكر ! من هذا الرجل الذي بين يديك ؟؟، فيقول : هذا الرجل يهديني السبيل ، فيحسب الحاسب أنه إنما يعني الطريق ، وإنما هو يعني سبيل الخير ..
* مر النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بعبد يرعى غنما" ، فاستسقياه من اللبن ، فقال : ماعندي شاة تُحلب ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فمسح ضرعها ، ودعا حتى أنزلت ، فسقى أبا بكر ، ثم حلب فسقى الراعي ، ثم حلب فشرب ، فقال الراعي : بالله من أنت ؟؟ فوالله مارأيت مثلك قط !! ،، قال : أو تراك تكتم علي حتى أخبرك ؟؟، قال : نعم ،، قال : فإني محمد رسول الله ،، فقال : أنت الذي تزعم قريش أنك صابىء ؟؟، قال : إنهم ليقولون ذلك ،، قال : فأشهد أنك نبي ، وأشهد أن ماجئت به حق ، وأنه لايفعل مافعلت إلا نبي ، وأنا متبعك ، قال : إنك لاتستطيع ذلك يومك ، فإذا بلغك أني قد ظهرت فأتنا ..
* تبعهم سراقة بن مالك ، فقال أبو بكر : أُتينا يارسول الله ، هذا فارس قد لحق بنا ، فقال : لاتحزن إن الله معنا ،، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، قلت : يارسول الله ! هذا الطلب قد لحقنا ، وبكيت ،، فقال لي : لمَ تبكي ؟؟، فقلت : أما والله ماعلى نفسي أبكي ، ولكن أبكي عليك ،، قال : فدعا عليه رسول الله ، فقال : اللهم اصرعه ، اللهم اكفناه بما شئت .. فساخت قوائم فرسه إلى بطنها في أرض صلد ، ووثب عنها ، وقال : يامحمد ! قد علمت أن هذا عملك ، فادع الله أن يخلصني مما أنا فيه ، ولك علي لأعمينّ على من ورائي ، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم فنجا ،، فجعل سراقة لايلقى أحدا" من الناس يلتمس رسول الله إلا رده .. ووعده رسول الله بسواري كسرى .. فكان أول النهار جاهدا" يبحث عن رسول الله ، وكان آخر النهار مسلحة له ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 90 من السيرة النبوية :
** مر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه بخيمة أم معبد ، فنظر رسول الله إلى شاة في كسر (زاوية) الخيمة ، فقال : ماهذه الشاة ياأم معبد ؟؟، قالت : شاة خلفها الجهد عن الغنم ،، قال : هل بها من لبن ؟؟، قالت : هي أجهد من ذلك ،، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ضرعها ، وسمى الله تعالى ، ثم حلب وسقاها حتى رويت ، وسقى أصحابه حتى رووا ، وشرب هو آخرهم ، ثم حلب فيه الثانية حتى ملأ الإناء ، وارتحلوا ..
* كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفاءل ولايتطير ، لقي بريدة في سبعين راكبا" من أهله من بني سهم ، فسأله : من أنت ؟؟، فقال : أنا بريدة ،، فالتفت إلى أبي بكر ، وقال : ياأبا بكر ! برد أمرنا وصلح ، ثم قال : ممن أنت ؟؟، قال : من أسلم ،، فقال : سلمنا ،، قال : ممن ؟؟، قال : من بني سهم ،، قال : خرج سهمك ياأبا بكر .. فقال بريدة للنبي : من أنت ؟؟، قال : أنا محمد بن عبد الله ،، ورسول الله ،، قال بريدة : أشهد أن لاإله إلا الله ، وأن محمدا" عبده ورسوله ،، وأسلم من كان معه ..
* لقيه طلحة بن عبيد الله ، وكان عائدا" من تجارة له بالشام ، فكساه وأبا بكر ثيابا" بيضا" من ثياب الشام ، ومضى طلحة إلى مكة ، حتى فرغ من حاجته ،، ثم خرج بآل أبي بكر نحو المدينة ..
* كان أهل المدينة ينتظرون قدوم رسول الله بفارغ الصبر ، يخرجون كل يوم بعد صلاة الفجر ينتظرون ، حتى يردهم حر الظهيرة ، فانقلبوا يوما" بعد ما أطالوا الانتظار ، فأبصرهم رجل من يهود ، فنادى بأعلى صوته : هذا جدكم قد جاء ، فأقبل الناس مسلمين مكبرين ، فنزل بقباء على بني عمرو بن عوف عند كلثوم بن الهدم ، وكان ذلك يوم الاثنين 12 ربيع الأول ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 91 من السيرة النبوية :
** أقام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ثلاث ليال في مكة ، حتى أدى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس ، حتى إذا فرغ منها ، لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء ، فنزل معه على كلثوم بن الهدم ..
* أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء أربعة أيام ، وأسس في تلك المدة مسجد قباء ،، فخط قبلتهم وأخذوا في البناء ، فكان مسجد قباء أول مسجد بني في الإسلام ، وهو المسجد الذي أسس على التقوى :"لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه ، فيه رجال يحبون أن يتطهروا ، والله يحب المطهرين"..
* يروى أنه لما نزلت هذه الآية ، قال النبي صلى الله عليه وسلم لأهل قباء :"إن الله تبارك وتعالى ، قد أحسن عليكم الثناء في الطهور في قصة مسجدكم ، فما هذا الطهور الذي تطهرون به ؟، قالوا : والله يارسول الله ، مانعلم شيئا" إلا أنه كان لنا جيران من اليهود ، فكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط ، فغسلنا كما غسلوا"..
* قال عليه الصلاة والسلام :"من خرج حتى يأتي هذا المسجد -يعني مسجد قباء- فيصلي فيه ركعتين ، كان كعدل عمرة ..
* لما كان يوم الجمعة ركب راحلته ، وأبو بكر ردفه ، وأرسل إلى ملأ من بني النجار ، فجاؤوا متقلدي سيوفهم ، فسار نحو المدينة ، وهم محدقون به ، حتى قدم المدينة ليلا" ..
* أدركته صلاة الجمعة في بني سالم بن عوف ، فصلاها بمن معه من المسلمين وكانوا مئة ، واستقبل بيت المقدس ، فلما أبصرته اليهود قد صلى إلى قبلتهم تذاكروا بينهم أنه النبي الذي يجدونه مكتوبا" عندهم في التوراة ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 92 من السيرة النبوية :
** وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة ، فرح أهل المدينة بقدومه عليه الصلاة و السلام ، واستقبله زهاء خمسمئة من الأنصار في الطريق بالابتهاج والشوق الشديد ، وبالحفاوة البالغة ، وصاروا يكبرون وينشدون : طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع ... وجب الشكر علينا مادعا لله داعٍ ... قال البراء بن عازب : فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله ..
* وأشرقت يثرب بحلول النبي صلى الله عليه وسلم فيها ، وسرى السرور إلى القلوب ، ومن ذلك اليوم سميت يثرب بالمدينة المنورة ..
* قال أنس رضى الله عنه : لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله المدينة ، أضاء من المدينة كل شيء .. وقال أيضا" : شهدته عليه الصلاة والسلام يوم دخل المدينة ، فلم أر يوما" أضوأ منه ولاأحسن منه ..
* كان كلما مر عليه الصلاة والسلام بدار من دور الأنصار دعوه إلى المنزل وأمسكوا بخطام الناقة وقالوا : يارسول الله ! هلمّ إلينا ، إلى العدد والعدة والمنعة ، فيقول عليه الصلاة والسلام : دعوها فإنها مأمورة ، إنما أنزل حيث أنزلني الله تعالى ..
* ولم تزل ناقته صلى الله عليه وسلم سائرة به ، حتى إذا أتت دار بني مالك بن النجار ، بركت عند موضع المسجد النبوي ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عليها ، لم ينزل ، فسارت غير بعيد ، ثم عادت ، فرجعت إلى مبركها الأول ، فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : هذا إن شاء الله المنزل ، ثم قال : أي بيوت أهلنا أقرب ؟؟،، فقال أبو أيوب : أنا يانبي الله ، هذه داري ، وهذا بابي ،، قال : فانطلق فهيىء لنا مقيلا" ، فاحتمل أبو أيوب رضي الله عنه رحل النبي ، فوضعه في بيته ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
الحللقتين 93و94 لاحقا
قصة البداية *
** الحلقة 95 من السيرة النبوية :
** أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة ومولاه أبا رافع إلى مكة ، وأعطاهما خمسمئة درهم ، وبعيرين ، ليأتياه بأهله ، وبعث أبو بكر عبد الله بن أريقط ومعه بعيران أو ثلاثة ، وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر يأمره أن يحمل إليه أهله ..
* فقدما بفاطمة وأم كلثوم ابنتيه عليه الصلاة والسلام ، وسودة بنت زمعة زوجته ، وأم أيمن حاضنته (زوج زيد بن حارثة) ، وابنهما أسامة ،، أما ابنته زينب فمنعها زوجها أبو العاص بن الربيع من الهجرة ، وابنته رقية ، كانت قد هاجرت من قبل مع زوجها عثمان بن عفان إلى الحبشة ثم إلى المدينة ..
* وخرج معهم عبد الله بن أبي بكر بأهله : أمه أم رومان ، وأختاه عائشة وأسماء ، فقدموا المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبني المسجد ..
* كان عبد الله بن الزبير أول مولود من المهاجرين في المدينة ، ولدته أسماء حين وصلت قباء ، فحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمرة ، ثم دعا له ..
* تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة وهي بنت سبع سنين ، ودخل بها وهي بنت تسع سنين ، وكان صلى الله عليه وسلم قد أريها في المنام مرتين قبل أن يخطبها ، وقال له جبريل : هذه زوجتك في الدنيا والآخرة ..
* قد يبدو سنها صغيرا" ، لكن في ذاك العصر ، كانت الفتيات يتزوجن في هكذا عمر ..
* كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاطف عائشة ، ويباسطها ، ويراعي صغر سنها ،،
* روي عنها أنها كانت تلعب بالبنات عند رسول الله ، قالت : وكانت تأتيني صواحبي ، فكنّ ينقمعن (يختبئن) من رسول الله ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرّبْهن إليَّ .. (أي يرسلهن ويبعثهن إلي)..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 93 من السيرة النبوية :
** كانت فتنة المسلمين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ، فتنة الإيذاء والتعذيب ، ومايرونه من المشركين من ألوان الاستهزاء والسخرية ،، فلما أذن لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة ، أصبحت فتنتهم في ترك وطنهم وأموالهم ودورهم وأمتعتهم ، حيث أنهم تخلصوا من الأمتعة والأثقال ليسلموا بدينهم ..
* قدّم أهل المدينة المثل الصادق للأخوة الإسلامية والمحبة في الله عز وجل ، وقد جعل الله تعالى أخوة الدين أقوى من أخوة النسب وحدها ..
* يستنبط حكمان شرعيان : وجوب الهجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام ، فقد كانت الهجرة فرضا" على أيام النبي ، وهي باقية مفروضة إلى يوم القيامة (فإن بقي في دار الحرب المحاربون للمسلمين عصى ) ، ومثل دار الحرب في ذلك كل مكان لايتسنى للمسلم فيه إقامة الشرائع التعبدية الإسلامية ، من صلاة وصيام وجماعة وأذان ، وغير ذلك من أحكامه الظاهرة ..
* وجوب نصرة المسلمين بعضهم لبعض ، مهما اختلفت ديارهم وبلادهم مادام ذلك ممكنا" ، فقد اتفق العلماء والأئمة على أن المسلمين إذا قدروا على استنقاذ المستصعفين أو المأسورين أو المظلومين من إخوانهم المسلمين ، في أي جهة من جهات الأرض ، ثم لم يفعلوا ذلك ، فقد باؤوا بإثم عظيم ..
* تجب موالاة المسلمين بعضهم لبعض ، كما يجب أن تكون الموالاة فيما بينهم ، ولايجوز هذا التآخي والتناصر مع الكفار :"والذين كفروا بعضهم أولياء بعض"..
* تطبيق مثل هذه التعاليم الإلهية ، هي أساس نصرة المسلمين في كل عصر وزمان ، كما أن إهمالهم لها وانصرافهم إلى مايخالفها هو أساس مانراه اليوم من ضعفهم وتفككهم وتألب أعدائهم عليهم من كل جهة وصوب ..
**********
* قصة البداية *
** الحلقة 94 من السيرة النبوية :
** فرح أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه بمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده أيّما فرح ،، مكث عنده سبعة أشهر أو نحواً من سنة ، حتى بُني مسجده ومسكنه ، فانتقل إليه ..
* أقام أبو أيوب في الطابق العلوي ، ورسول الله بالطابق السفلي ، برغبة منه صلى الله عليه وسلم ، فلم يستطع أبو أيوب الإقامة ، وقال وزوجته : نمشي فوق رأس رسول الله !!،، وبات أبو أيوب ساهراً مع زوجته ينتظر بزوغ الفجر ، حتى يرجو رسول الله بالظهور إلى العلو ،، فقال عليه أفضل الصلاة والسلام :" ياأبا أيوب !! السفل أرفق بِنَا وبمن يغشانا ،، قال أبو أيوب : فكان رسول الله في سفله ، وكنا فوقه في المسكن ، فانكسر حبّ (وعاء) لنا ، فيه ماء ، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا ، مالنا لحاف غيرها ، ننشف بها الماء ، تخوفاً أن يقطر على رسول الله صلى الله عليه وسلم منه شيء ، فيؤذيه ، فنزلت إلى رسول الله وأنا مشفق ، فقلت : لاأعلو سقيفة أنت تحتها ،، ولم يزل يتضرع إليه ، حتى أمر النبي بمتاعه فنُقل ،، ومتاعه قليل ..
* وكان أبو أيوب وزوجه يصنعان له عشاءه كل ليلة ، حتى إذا ردّ فضله تيمّما موضع أصابعه ليأكلا منه ، يبتغيان في ذلك البركة ، حتى إذا صنعا عشاء ذات ليلة فيه بصلاً وثوماً ، لم يأكل منها رسول الله ، وقال : كلوه ، لست كأحدكم ، إني أخاف أن أؤذي صاحبي ..
* فكان لايأكل البصل والثوم ، لكنه لاينهى عنهما ، ويقول أنه يخشى أن يؤذي الملائكة بريحهما ، فالملائكة تتأذى مما يتأذى منه البشر ..
* كان الأنصار يتناوبون إهداء الطعام كل ليلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في منزل أبي أيوب ، فكان النبي إذا أهدي إليه طعاماً ، يهدي منه لأبي أيوب ،، وكانت جفنة سعد بن عبادة رضي الله عنه ، لاتنقطع ، تدور مع رسول الله كل يوم ، أينما دار في بيوت أزواجه ، فكان رسول الله إذا خطب النساء ، يقول : لك كذا وكذا ، وجفنة سعد تدور معي كلما درت ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 96 من السيرة النبوية :
** بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيدة عائشة في بيتها الذي توفي فيه ،، جانب المسجد النبوي ،، وكانت أسماء بنت يزيد بن السكن رضي الله عنها ممن زين السيدة عائشة وهيأها للزواج ،، تقول أن رسول الله قد تناول قدحا" من لبن فشرب منه ، ثم ناولها للسيدة عائشة فشربت منه ، ثم قال لأسماء رضي الله عنها أن تناوله نسوة كنّ عندها ليشربن ، فقلن : لانشتهيه ،، فقال عليه أفضل الصلاة والسلام : لاتجمعن جوعاً وكذباً ،، قلت : يارسول الله ! إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه لاأشتهيه ، يعد ذلك كذباً ؟؟ قال : إن الكذب يكتب كذباً ، حتى الكذيبة كذيبة ..
* روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت : يارسول الله ! كل صواحبي لهنّ كنى ، قال : فاكتني بابنك عبد الله (أي عبد الله بن الزبير ابن أختها أسماء) ،، فكانت رضي الله عنها تكنى بأم عبد الله ..
* كانت عائشة رضي الله عنها أحب نساء النبي إليه ، فعن أنس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل : من أحب الناس إليك ؟؟،، قال : عائشة ، فقيل : لانعني أهلك ،، قال : فأبو بكر ..
* كان سيدنا عمر رضي الله عنه حين كان أميرا" للمؤمنين ، يعطي أمهات المؤمنين عشرة آلاف عشرة آلاف ، ويزيد لعائشة في العطاء ، ويقول : أفضّلها لحب رسول الله إياها ..
* روي عن عامر الشعبي أنه قال : أتاني رجل ، فقال لي : كل أمهات المؤمنين أحب إلي من عائشة ، قلت : أما أنت فقد خالفت رسول الله ، كانت عائشة أحبهنّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
* كانت السيدة عائشة رضي الله عنها من أكبر الناس عقلا" ، وأفقههم ، وأفصحهم كلاما" ، وأعلمهم بالحلال والحرام والشعر والطب ، ومن أحفظ أهل زمانها لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ..
* قال الزهري : لو جُمع علم الناس كلهم ، ثم علم أزواج النبي ، لكانت عائشة أوسعهم علما" ..
* عن أبي موسى رضي الله عنه قال : ماأشكل علينا أصحاب رسول الله حديث قط ، فسألنا عائشة ، إلا وجدنا عندها فيه علما" ..
* كان رسول الله يأذن لها أن تلهو يوم العيد ، وتنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 97 من السيرة النبوية :
** قالت السيدة عائشة رضي الله عنها : فُضّلت على نساء النبي بعشر ، قيل : ماهن ياأم المؤمنين ؟؟،، قالت : لم ينكح بكرا" قط غيري ، ولم ينكح امرأة أبواها مهاجران غيري ، وأنزل الله عز وجل براءتي من السماء ، وجاءه جبريل بصورتي من السماء في حريرة ، وقال : تزوجها ، فإنها امرأتك ، فكنت أغتسل أنا وهو من إناء واحد ، ولم يكن يصنع ذلك بأحد من نسائه غيري ، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي ، ولم يكن ينزل عليه وهو مع أحد من نسائه غيري ، وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه ، ولم يكن يفعل ذلك وهو مع أحد من نسائه غيري ، وقبض الله نفسه وهو بين سحري ونحري (السحر : الرئة ، النحر : الصدر) ،، ومات في الليلة التي كان يدور علي فيها ، ودفن في بيتي ..
* كانت مدة مقامه صلى الله عليه وسلم معها تسع سنين ، ومات عنها ولها ثماني عشرة سنة ، وتوفيت سنة سبع وخمسين للهجرة ، ودفنت بالبقيع مع أزواجه رضي الله عنهن (عن ست وستين سنة) ،، رحمها الله ورضي عنها وأرضاها ..
* كانت المدينة في الجاهلية معروفة بالوباء ، فلما قدمها المسلمون وأكلوا من ثمارها أصابت الحمى كثيرا" منهم ..
* قالت السيدة عائشة رضي الله عنها : لما قدم رسول الله المدينة ، قدمها وهي أوبأ أرض الله من الحمى ، فأصاب أصحابه منها بلاء وسقم ، فكان أبو بكر وعامر وبلال موليا أبي بكر في بيت واحد ، فأصابتهم الحمى ، فاستأذنت رسول الله في عيادتهم ، وذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب ، فدخلت عليهم ، وبهم مالايعلمه إلا الله من شدة الوعك ، فدنوت من أبي بكر فقلت له : كيف تجدك ياأبت ؟؟،، فقال : كل امرىء مصبّح في أهله ،،،، والموت أدنى من شراك نعله ..
* فقلت لرسول الله : إنهم ليهذون ومايعقلون من شدة الحمى ..
* فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم :" اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد ، اللهم بارك لنا في مدها وصاعها ، وصححها لنا ،، فخرجت الحمى والوباء من المدينة ..
* اجتوى المهاجرون المدينة (كرهوا المقام فيها) ، ولم يوافق هواؤها أبدانهم ، وجهدوا ، ومرضوا ،، حتى صاروا يصلون النوافل وهم قعود ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : اعلموا أن صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم ،، فتجشم المسلمون القيام على مابهم من الضعف والسقم التماس الفضل ..
* ثم أخذت تستيقظ غرائز الحنين إلى الوطن المفقود ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبرهم على احتمال الشدائد ، ويطالبهم بالمزيد من الجهد والتضحية لنصرة الإسلام ..
* روي أنه صلى الله عليه وسلم قال : إن ابراهيم حرم مكة ، فجعلها حراما" ، وإني حرمت المدينة حراما" مابين مأزميها (جبليها) ، أن لايهراق فيها دم ، ولايحمل فيها سلاح لقتال ، ولايخبط فيها شجرة إلا لعلف ، اللهم بارك لنا في مدينتنا ، اللهم بارك لنا في صاعنا ، اللهم بارك لنا في مدنا ، اللهم بارك لنا في صاعنا ، اللهم بارك لنا في مدنا ، اللهم بارك لنا في مدينتنا ، اللهم اجعل مع البركة بركتين ،، والذي نفسي بيده ، مابين المدينة شعب ولانقب (الطريق بين الجبلين) إلا عليه ملكان يحرسانها حتى تقدموا إليها ..
* وقال : على أنقاب المدينة ملائكة ، لايدخلها الطاعون ولا الدجال ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
بقي 99 لاحقا ننشرها ابقوا معنا:
* قصة البداية *
** الحلقة 98 من السيرة النبوية :
** قال عليه الصلاة والسلام في فضل المدينة : إن الإيمان ليأرز (يأوي ، يتجمع) إلى المدينة ، كما تأرز الحية إلى جحرها ..
* وقال : المدينة قبة الإسلام ، ودار الإيمان ، وأرض الهجرة ، ومبوأ الحلال والحرام ..
* بهذا التشويق والإقبال ، ارتفع الروح المعنوي بين المسلمين ، واتجهت القوى الفتية إلى البناء ، متناسية الماضي ، ومايضم من ذكريات ، فالهجرة الخالصة لاترجع عن تضحية ، ولاتبكي على فائت ..
* جعل الله عز وجل قداسة الدين والعقيدة فوق كل شيء ، فلا قيمة للأرض والوطن والمال والجاه إذا كانت العقيدة ، وشعائر الدين مهددة بالحرب أو الزوال ، لذا فرض الله عز وجل على عباده أن يضحوا بكل ذلك -إذا اقتضى الأمر- في سبيل العقيدة والإسلام ..
* استبقاء النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ، كي يكون رفيقه في هذه الرحلة ، يدل على مدى محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ، وأنه أقرب أصحابه إليه ، وأولاهم بالخلافة من بعده ، ولقد عززت هذه الدلالة أمور كثيرة أخرى ، مثل استخلافه عليه الصلاة والسلام له في الصلاة بالناس عند مرضه ،، وإصراره ألا يصلي عنه غيره ، وقوله في الحديث الصحيح :"لو كنت متخذا" خليلا" ، لاتخذت أبا بكر خليلا" ..
* كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، مثال الصاحب الصادق ، بل والمضحي بروحه وكل مايملك من أجل رسول الله ، لذا سبق رسول الله في دخول الغار ، كي يجعل نفسه فداء له عليه الصلاة والسلام ، فيما إذا كان فيه سبع أو حية أو أي مكروه ينال الإنسان منه الأذى ، وقد جند رضي الله عنه أمواله وابنه وابنته ومولاه وراعي أغنامه في سبيل خدمة رسول الله في هذه الرحلة الشاقة الطويلة ..
************
* قصة البداية *
** الحلقة 100 من السيرة النبوية :
** في تخلف علي رضي الله عنه بعد هجرة النيي صلى الله عليه وسلم لأداء الودائع ، دلالة باهرة على التناقض العجيب الذي كان المشركون واقعين فيه ، ففي الوقت الذي كانوا يكذّبونه وينعتونه بالساحر أو المخادع ، لم يكونوا يجدون من حولهم من هو خير منه أمانة وصدقا" ، فكانوا لايضعون حوائجهم وأموالهم التي يخافون عليها إلا عنده ، وهذا يدل على أن كفرانهم لم يكن بسبب الشك لديهم في صدقه ، إنما هو بسبب تكبرهم واستعلائهم على الحق الذي جاء به ، وخوفا" على زعامتهم وطغيانهم من اتباعه ..
* لو تأملنا فيمن كان حول النبي صلى الله عليه وسلم إبّان دعوته وجهاده ، وجدنا أن أغلبيتهم العظمى كانوا شبانا" لم يتجاوزوا المرحلة الأولى من عمر شبابهم ، ولم يألوا جهدا" في تجنيد طاقاتهم وقوتهم من أجل نصرة الإسلام وإقامة مجتمعه ..
* فلايكفي أن يكون المسلم منطويا" على نفسه مقتصرا" على عباداته ، بل عليه أن يستنفذ طاقاته وأوجه نشاطه كلها سعيا" في سبيل الإسلام ، وتلك هي مزية الشباب في حياة الإسلام والمسلمين في كل زمن وعصر ..
* ونلمح ذلك في النشاط الذي كان يبذله الشاب المسلم عبد الله بن أبي بكر ، ذاهبا" آيبا" بين الغار ومكة ، وفيما بدا على أخته أسماء رضي الله عنها من مظاهر الاهتمام والجد في تهيىء الزاد والراحلة ، واشتراكها في إعداد العدة لتلك المرحلة ، وهي في الأشهر الأخيرة من حملها ..
* ألوان الاضطهاد والعذاب التي لاقاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه رضوان الله عليهم ، ويلاقيها المسلمون مدة من الزمن في سبيل دينهم ، لايعني أن الله قد تخلى عنهم ، وأن النصر قد ابتعد عن متناولهم ، فلاينبغي للمشركين وسائر أعداء الدين أن يستبشروا بذلك ، فإن نصر الله قريب ، وإن وسائل هذا النصر توشك أن تتحقق بين لحظة وأخرى ..
* بعد أن استقر النبي صلى الله عليه وسلم ، بدأ دورا" جديدا" من حياته في الدعوة إلى الله ، وإرساء أسس الدولة الإسلامية التي تمثلت في : * بناء المسجد النبوي ..
* عقد المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ..
* كتابة الصحيفة التي تحدد نظام المسلمين فيما بينهم ، وعلاقتهم بغيرهم بصورة عامة ، وباليهود بصفة خاصة ..
**********
* قصة البداية *
** الحلقة 101 من السيرة النبوية :
** بناء المسجد النبوي : بعد أن بركت ناقته عليه الصلاة والسلام في مربد لسهل وسهيل ابني عمرو (وهما غلامان يتيمان من بني مالك بن النجار) ، يكفلهما أسعد بن زرارة ..
* كان أسعد بن زرارة قد بنى حول المربد جدارا" دونما سقف ، واتخذه مصلى ، وذلك قبل أن يقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ،، فكان يصلي بأصحابه الصلوات الخمس ويجمّع بهم فيه ..
* لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم بناء المسجد ، دعا الغلامين وساومهما على المربد ، فقالا : بل نهبه لك يارسول الله ، فأبى عليه الصلاة والسلام حتى ابتاعه منهما بعشرة دنانير ، أداها من مال أبي بكر الصديق رضي الله عنه ..
* كانت القبلة يومئذ إلى بيت المقدس ، فجعل المسجد مربع الشكل ، طوله مئة ذراع ، والجانبان مثل ذلك أو أقل ، وكان عليه الصلاة والسلام يشارك في البناء بنفسه ، جنبا" إلى جنب مع أصحابه ..
* كان يحمل كل رجل لبنة لبنة ، وعمار بن ياسر يحمل لبنتين لبنتين ، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنفض التراب عن رأسه ، وقال : يابن سمية ، للناس أجر ولك أجران ، وآخر زادك شربة من لبن ، وتقتلك الفئة الباغية ، تدعوهم إلى الجنة ويدعونك إلى النار ،، وعمار يقول : أعوذ بالله من الفتن ..
* وفعلا" قُتل عمار في معركة صفين ، عندما دعاهم عمار إلى اتباع علي وطاعته ، وهو الإمام الواجب طاعته إذ ذاك ، وهم يدعونه إلى عدم طاعته .. وهذه المعركة حدثت بين جيشي علي ومعاوية ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 99 من السيرة النبوية :
** هجرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كانت علانية ، متحديا" المشركين ، دون خوف أو وجل ، ويعد تصرفه تصرفا" شخصيا" لاحجة تشريعية فيه ، فله أن يتخير من الطرق والوسائل والأساليب مايحلو له ، ومايتفق مع قوة جرأته وإيمانه بالله تعالى ..
* أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مشرع ، أي أن جميع تصرفاته المتعلقة بالدين تعتبر تشريعا" لنا ، لذلك كانت سنته هي المصدر الثاني من مصادر التشريع (مجموع أقواله وأفعاله وصفاته وتقريره) ، فلو أنه صلى الله عليه وسلم فعل كما فعل عمر ، لظن الناس أن هذا هو الواجب ، وأنه لايجوز أخذ الحيطة والحذر والتخفي عند الخوف ، مع أن الله عز وجل أقام شريعته في هذه الدنيا على مقتضى الأسباب ومسبباتها ..
* الإيمان بالله عز وجل لاينافي استعمال الأسباب المادية التي أراد الله عز وجل بعظيم حكمته ، أن يجعلها أسبابا" ، فلم يترك النبي عليه الصلاة والسلام وسيلة إلا اعتد بها واستعملها : فترك علي بن أبي طالب ينام في فراشه ، ويتغطى ببرده ، واستعان بأحد المشركين ، بعد أن أمّنه ليدله على الطرق الفرعية التي قد لاتخطر في بال الأعداء ، وأقام في الغار ثلاثة أيام متخفيا" ، إلى آخر ماعبأه من الاحتياطات المادية ، التي قد يفكر بها العقل ..
* ليس قيامه صلى الله عليه وسلم بذلك بسبب خوف في نفسه ، بدليل أنه عندما استنفذ الأسباب المادية كلها ، عاد قلبه مرتبطا" بالله عز وجل ، معتمدا" على حمايته وتوفيقه ، فلم يخف عندما تحلّق المشركون بباب الغار ، ولاحينما شعر بأن أحدهم يتبعه (سراقة بن مالك) ، بل بقي مسترسلا" في تلاوته للقرآن ، ولم يلتفت ، وأنه قال حينها لأبي بكر عندما استبد به الخوف رضي الله عنه :"ماظنك باثنين الله ثالثهما !!"،، إذن فكل مافعله من تلك الاحتياطات هي وظيفة تشريعية لنا ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
لاتنسو ان الرقم 100 و101 في الاعلى :
* قصة البداية *
** الحلقة 102 من السيرة النبوية :
** خلال سبعة أشهر تم بناء المسجد النبوي ، في أبسط صورة ، فراشه الرمال والحصباء ، وأعمدته الجزوع ، وسقفه الجريد ،، قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : ألا تسقفه ؟؟ ،، فقال : عريش كعريش موسى ، خشيبات وثمام (نبت صغير قصير لايطول) ، الشأن أعجل من ذلك ..
** بُني إلى جانب المسجد عدد من الحجرات باللّبن لسكنى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله رضوان الله عليهم ،، فجعل عائشة في البيت الذي بابه إلى المسجد ، وسودة في البيت الآخر الذي يليه ..
** ظل المسجد كذلك حتى خلافة عمر رضي الله عنه ، فوسّعه ، وبقي على بنيانه باللبن والجريد ، ثم زاد عثمان فيه ، وبنى جدرانه بالحجارة المنقوشة ..
* لم يكن المسجد النبوي لأداء الصلوات فحسب ، بل كان مدرسة علمية وتشريعية ، يتعلم المسلمون فيه تعاليم الإسلام وتوجيهاته ،، ومؤسسة اجتماعية يتعلمون فيها النظام والمساواة ، ومجمعاً يلتقون فيه ، وتصدر منه كافة عمليات الدولة ، ومعاملاتها الداخلية والخارجية على السواء (وزارة الداخلية والخارجية) ..
* كان في المسجد ركن يسكن فيه عدد كبير من فقراء المهاجرين ، الذين لم يكن لهم دار ولا مال ولا أهل ولا بنون ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجالسهم ، ويأنس بهم ، فإذا جاء وقت العشاء ، فرّقهم على أصحابه ، ويتعشى معه منهم طائفة ، وكانوا يُسمّون أهل الصفّة ..
* كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم يوم الجمعة ، فيسند ظهره إلى جذع منصوب إلى المسجد ، فيخطب الناس ، فصنع له رومي منبراً : له درجتان ويقعد على الثالثة ، فلما قعد نبي الله صلى الله عليه وسلم على ذلك المنبر ، خار الجذع كخوار الثور ، حزناً على رسول الله ، حتى ارتجّ المسجد ، فنزل عليه الصلاة والسلام من المنبر والتزم الجذع وهو يخور ، فلما التزمه سكن ، وقال عليه الصلاة والسلام : أما والذي نفس محمد بيده ، لو لم ألتزمه ، لما زال هكذا إلى يوم القيامة حزناً على رسول الله ، وأمر به رسول الله فدُفن ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 103 من السيرة النبوية :
** قال عليه أفضل الصلاة والسلام : "مابين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ، ومنبري على حوضي"،، معناه أن الصلاة والذكر في هذا الموضع يؤديان إلى الجنة ، فكأنه قطعة منها ..
* العمل الثاني الذي قام به النبي صلى الله عليه وسلم بعد بنائه المسجد ، هو عقد المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ، وذلك لحل الأزمة المادية التي اجتاحت المهاجرين بعد مغادرتهم مكة ، ولتنظيم علاقاتهم الاجتماعية بإخوانهم الأنصار ، بحيث يكون أثر الأخوة الإسلامية أقوى أثرا" من رابطة النسب والوطن ..
* عقدت المؤاخاة في دار أنس بن مالك رضي الله عنه ، وكانوا تسعين رجلا" ، نصفهم من المهاجرين ، ونصفهم من الأنصار ، آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار ، فقال : تآخوا في الله أخوين أخوين ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فقال : هذا أخي ،، وأبو بكر الصديق مع خارجة بن زهير ، عمر بن الخطاب مع عتبان بن مالك ، أبو عبيدة بن الجراح مع سعد بن معاذ ،، فآخى بينهم على الحق والمواساة ، ويتوارثون بعد الممات .. " إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ، والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض "..
* حرص الأنصار على الحفاوة بإخوانهم المهاجرين ، حتى تنافس فيهم الأنصار ، أن ينزلوا عليهم ، حتى اقترعوا فيهم بالسهام ، فما نزل أحد من المهاجرين على أحد من الأنصار إلا بقرعة بينهم ..
* قدّر المهاجرون إيثار إخوانهم ، وبذلهم الكبير فما استغلوه ولانالوا منه إلا بقدر ، فقد رفضوا منذ البدء أن يكونوا اتكاليين على إخوانهم ، وعالة على أولئك الذين آووهم وقاسموهم ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
قرأت واستمتعت واستفدت , وهذا كله في ميزان حسناتك يا أستاذة أم فراس , ربي يعطيك الصحة والعافية .
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
الله يعافيك يارب الف شكر وامتنان:
ولاحقا 4و5و6
* قصة البداية *
** الحلقة 107 من السيرة النبوية :
** قالت أم المؤمنين صفية : لما قدم رسول الله المدينة ، غدا عليه أبي ، حييّ بن أخطب ، وعمي أبو ياسر بن أخطب ، وسمعت عمي أبو ياسر ، وهو يقول لأبي حيي بن أخطب : أهو هو ؟؟،، قال : نعم والله ، قال : أتعرفه وتثبته ؟؟،،قال : نعم ، قال : فما في نفسك منه ؟؟،، قال : عداوته والله مابقيت ..
* خرج عبد الله بن سلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم -وكان حبرا" عالما" من علماء يهود- فقال : إني سائلك عن ثلاث ، لايعلمهن إلا نبي ، ماأول أشراط الساعة ؟؟،، وماأول طعام يأكله أهل الجنة ؟؟،، ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه ، ومن أي شيء ينزع إلى أخواله ؟؟،، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خبرني بهن آنفا" جبريل ، قال عبد الله : ذاك عدو اليهود من الملائكة ،، فقال رسول الله : أما أول أشراط الساعة ، فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب ، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت ، وأما الشبه في الولد ، فإن الرجل إذا غشي المرأة ، فسبقها ماؤه كان الشبه له ، وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها ، قال عبد الله : أشهد أنك رسول الله ، وأنك جئت بحق ..
* رجع عبد الله بن سلام إلى أهل بيته ، فأمرهم فأسلموا ، وكتم إسلامه من يهود ، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له : يارسول الله ! إن اليهود قومٌ بهت ، إن علموا بإسلامي ، بهتوني عندك ، فادعهم فاسألهم عني ، قبل أن يعلموا أني قد أسلمت ،، فأرسل نبي الله إليهم فأقبلوا ،، ودخل عبد الله بن سلام البيت ،، فقال لهم رسول الله : يامعشر اليهود ! ويلكم ! اتقوا الله ، فوالذي لاإله إلا هو إنكم لتعلمون أني رسول الله حقا" ، وأني جئتكم بحق ، فأسلِموا ، قالوا : مانعلمه ،، قال : فأي رجل فيكم عبد الله بن سلام ؟؟،، قالوا : سيدنا وابن سيدنا ، وأعلمنا وابن أعلمنا ، وأخيرنا وابن أخيرنا ، وحبرنا وعالمنا ،، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفرأيتم إن أسلم عبد الله ؟؟،، قالوا : أعاذه الله من ذلك ، فخرج عبد الله إليهم ،، فقال : يامعشر يهود ! اتقوا الله ، واقبلوا ماجاءكم به ، فوالله الذي لاإله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله ، وأنه جاء بحق ، تجدونه مكتوبا" عندكم في التوراة باسمه وصفته ، فإني أشهد أنه رسول الله ، وأومن به وأصدقه وأعرفه .. فقالوا : كذبت ، ثم وقعوا به ، وقالوا : هو شرنا وابن شرنا ،، فقال لرسول الله : ألم أخبرك يارسول الله أنهم قوم بهت أهل غدر وكذب وفجور ، فأخرجهم رسول الله ،، وكان اسمه عبد الله بن سلام قبل أن يسلم الحصين ، فسماه رسول الله " عبد الله " ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
وإلى الأمام أديبتنا , ولك الأجر والثواب من الله , تحياتي .
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
جزاكم الله خيرا للمرور والتشجيع.
* قصة البداية *
** الحلقة 108 من السيرة النبوية :
** أظهر اليهود العداوة والبغضاء للرسول صلى الله عليه وسلم وللمسلمين بغيا" وحسدا" ، ولأنهم أدركوا أن ظهوره وانتشاره سيحدّ من سلطانهم لامحالة ،، وانضاف إليهم رجال من الأوس والخزرج ، ممن كان قد عسا (كبر وأسنّ) ، على جاهليته ،، فكانوا أهل نفاق ، تظاهروا بالإسلام ، ونافقوا في السرّ ، وكان هواهم مع يهود ، لتكذيبهم الرسول وجحودهم للإسلام ..
* شاس بن قيس يهودي ، قد عسا ، عظيم الكفر ، شديد الضغن على المسلمين ، شديد الحسد لهم ، مر يوما" على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم ، يتحدثون فيه ، فغاظه مارأى من ألفتهم واجتماعهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام ، بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية ، فعمد إلى إثارة الفتنة والأحقاد بين الناس ، فذكرهم بيوم بعاث (حرب كانت بينهم) ، فثار الناس وهاجوا ، وتواعدوا القتال ،، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرج إليهم ، وقال :"يامعشر المسلمين ! الله الله ، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ؟؟،، بعد أن هداكم الله للإسلام ، وأكرمكم به ، وقطع به عنكم أمر الجاهلية ، واستنقذكم به من الكفر وألّف به بين قلوبكم ،، فعرف القوم أنها نزعةٌ من الشيطان ، وكيدٌ من عدوهم ، فبكوا ، وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضا" ، ثم انصرفوا مع رسول الله سامعين مطيعين ، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس بن قيس ..
* كان فنحاص من علماء اليهود وأحبارهم ،، روي أن أبا بكر الصديق قد دخل بيت المدراس ، فوجد ناسا" كثيرا" قد اجتمعوا إلى فنحاص ، فقال له أبو بكر : ويحك يافنحاص ! اتقِ الله وأسلم ، فوالله إنك لتعلم أن محمدا" لرسول الله ، قد جاءكم بالحق من عنده ، تجدونه مكتوبا" عندكم في التوراة والإنجيل ،، قال فنحاص لأبي بكر : والله ياأبا بكر مابنا إلى الله من فقر ، وإنه إلينا لفقير ، ومانتضرع إليه كما يتضرع إلينا ، وإنّا عنه لأغنياء ، وماهو عنا بغنيّ ،، ولو كان غنيا" ماأعطانا الربا ،، فغضب أبو بكر وضرب وجه فنحاص ضربا" شديدا" ،، فذهب فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : يامحمد ! انظر مافعل بي صاحبك ،، فأخبره أبو بكر بما قال فنحاص ، فجحد فنحاص وأنكر قوله ،، فأنزل تعالى : " لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء "،، وأنزل في أبي بكر :" ولتسمعنّ من الذين أوتوا الكتاب ومن الذين أشركوا أذى كثيرا" ، وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور " ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 104 من السيرة النبوية :
** قال عبد الرحمن بن عوف :"لما قدمنا المدينة آخى رسول الله بيني وبين سعد بن الربيع ، فقال سعد : إني أكثر الأنصار مالا" ، فأقسم لك نصف مالي ، وانظر أي زوجتيّ هويت ، نزلت لك عنها ، فإذا حلّت تزوجتها ،، فقال عبد الرحمن : لاحاجة لي في ذلك ، هل من سوق فيه تجارة ؟ ، قال : سوق قينقاع .. فغدا إليه عبد الرحمن ، فأتى بأقط وسمن ، قال : ثم تابع الغدو ، فما لبث أن جاء عبد الرحمن عليه أثر صفرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تزوجت ؟؟،، قال : نعم ، قال : ومن ؟؟،، قال : امرأة من الأنصار ، قال : كم سقت ؟؟،، قال : زنة نواة من ذهب ، أو نواة من ذهب ،، فقال عليه الصلاة والسلام : أولم ولو بشاة ..
* لقد كان الإخاء سياسة صائبة حكيمة ، وحلا" للأزمة المادية التي كان يواجهها المهاجرون ،، ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه مثلا" على مرونة الإسلام وانفتاحه في الظرف المناسب على أشد العلاقات الاجتماعية مساواة وعدلا" ..
* ظلت عقود الإخاء بين المهاجرين والأنصار مقدمة على حقوق التوارث للأقارب إلى موقعة بدر ، التي حظي فيها المسلمون بنصيب لابأس به من الغنائم والأموال ، فأنزل تعالى :"وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله"،، فعاد التوارث إلى سيرته الأولى ، ورجعوا في ذلك إلى ذوي أرحامهم ..
* العمل الثالث الذي قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة هو : كتابة الصحيفة ، وهي بمثابة الدستور الذي ينظم شؤون المسلمين أنفسهم ، ويحدد علاقاتهم مع غيرهم ، وبخاصة اليهود ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 105 من السيرة النبوية :
** في السنة الأولى للهجرة ، تشاور النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه بشأن إعلام الناس بحين الصلاة ، فقيل له : انصب راية عند حضور الصلاة ، فلم يعجبه ذلك ،، فذُكر له بوق يهود ، فكرهه ، وقال : هو من أمر اليهود ،، فذُكر له الناقوس ، فقال : هو من أمر النصارى ،، فقالوا : لو رفعنا نارا" ، فإذا رآها الناس أقبلوا إلى الصلاة ، فقال : ذلك للمجوس ،، فقال عمر : أولا تبعثون رجلا" ينادي بالصلاة ؟؟،، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يابلال ! قم فنادِ بالصلاة ،، فكانت الصلاة إذا حضرت ، سعى بلال في الطريق ، فنادى : الصلاة الصلاة .. فاشتد ذلك على الناس ، فقالوا : لو اتخذنا ناقوسا" ،، فأجمع رسول الله أن يضرب بالناقوس ، فنُحت ليُضرب به للصلاة ، فبينما هم على ذلك ، إذ رأى عبد الله بن زيد بن ثعلبة الأذان في منامه ..
* فأخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إنها لرؤيا حق ان شاء الله ، فقم مع بلال فألقها عليه ، فإنه أندى صوتا" منك ،، فلما سمع عمر بن الخطاب أذان بلال ، وكان في بيته ، خرج مسرعا" ، وهو يقول : يانبي الله ! والذي بعثك بالحق ، لقد رأيت مثل الذي رأى ..
* كان بلال وابن أم مكتوم يتناوبان في أذاني الصبح ، فكان أحدهما يؤذن بعد مضي نصف الليل الأول ، والثاني يؤذن عند طلوع الفجر ..
* وكان بلال يدعو النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة ، فدعاه ذات غداة لصلاة الفجر ، فقيل : إنه نائم ، فصرخ بأعلى صوته : الصلاة خير من النوم ،، فأقرّها رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
* من نظام الإسلام وآدابه أن تشيع روح المساواة والعدل بين المسلمين في مختلف شؤونهم وأحوالهم ، ولايمكن أن تشيع هذه الروح ، مالم يتلاقى المسلمون كل يوم صفا" واحدا" ، على صعيد مشترك من العبودية لله الواحد الأحد ، فمهما انصرف كل مسلم في بيته يعبد الله ، ويركع ويسجد له ، دون وجود ظاهرة الاشتراك والاجتماع في العبادة ، فإن معنى العدالة والمساواة لن يتغلب في المجتمع على معاني الأثرة والتعالي والأنانية ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
قصة البداية *
** الحلقة 106 من السيرة النبوية :
** أجمع العلماء على كراهة النقش والزخرفة في المساجد ، واتفقوا على حرمة صرف المال الموقوف لعمارة المساجد على شيء من الزخرفة والنقش ، لأنه يشغل قلب المصلين ، قال عمر رضي الله عنه : أكنّ الناس من المطر ، وإياك أن تحمّر أو تصفّر فتفتن الناس ..
* يتبين من هذا خطأ مايعمد إليه كثير ممن يهتمون بتعمير المساجد وتشييدها اليوم ، حيث ينصرفون بكل جهودهم إلى التفنن في تزيينها ونقشها وإضفاء مختلف مظاهر الأبهة عليها ، حتى إن الداخل إليها لايكاد يستشعر أي معنى من ذل العبودية لله عز وجل ، إنما يستشعر ماينطق به لسان حالها ، من الافتخار بما ارتقى إليه من الهندسة المعمارية ، وفن الزخرفة العربية ..
* من أسوأ نتائج هذا التلاعب الشيطاني ببسطاء المسلمين ، أن الفقراء لم يعودوا يستطيعون أن يتهربوا من مظاهر الإغراء الدنيوي إلى أي جهة ، لقد كان في المسجد مايعزي الفقير بفقره ، ويخرجه من جو الدنيا وزخرفها إلى الآخرة وفضلها ، فأصبحوا يجدون حتى في مظهر هذه المساجد مايذكرهم بزخارف الدنيا ، ويشعرهم بنكد الفقر وأوضاره ..
* كان اليهود عبرانيين ، وكانوا قد انحازوا إلى الحجاز زمن الاضطهاد الروماني ، وبعد استقرارهم في الحجاز اصطبغوا بالصبغة العربية في الزي واللغة والحضارة ، وقامت بينهم وبين العرب علاقة الزواج والصهر ، إلا أنهم احتفظوا بعصبيتهم الجنسية ، ولم يندمجوا في العرب ، بل كانوا يحتقرونهم ، ويعتبرونهم سذج وأرذال وأميين ، وكانوا أصحاب دسائس ومؤمرات وعتو وفساد ، يلقون العداوة والشحناء ، بين القبائل العربية المجاورة ..
** أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت المدراس (اليهود) ، فقال : أخرجوا لي أعلمكم ، فقالوا : عبد الله بن صوريا ،، فخلا به رسول الله ، فناشده بدينه وبما أنعم الله به عليهم ، وأطعمهم من المن والسلوى ، وظللهم به من الغمام :"أتعلم أني رسول الله ؟؟" ،، قال : اللهم نعم ، وإن القوم ليعرفون ماأعرف ، وإن صفتك ونعتك مبين في التوراة ، ولكنهم حسدوك ، قال : فما يمنعك أنت ؟؟،، قال : أكره خلاف قومي ، وعسى أن يتبعوك ويسلموا فأسلم ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
لنا عودة باذن الله للحلقة 109 وماقبلها فوق تابعوا مافاتكم .
* قصة البداية *
** الحلقة 110 من السيرة النبوية :
** كان رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون يعفون عن المشركين وأهل الكتاب ، ويصبرون على أذاهم ، حتى أذن الله لهم بقتالهم ..
* سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة ليلة ، فقال : ليت رجلا" صالحا" من أصحابي يحرسني الليلة ، فسمعوا خشخشة سلاح ، فقال : من هذا ؟؟،، قالوا : سعد بن أبي وقاص ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماجاء بك ؟؟،، قال : وقع في نفسي خوف على رسول الله ، فجئت أحرسه ، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم نام ..
* وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحرس ، حتى نزلت الآية : "والله يعصمك من الناس"،، فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة ، فقال لهم : ياأيها الناس ! انصرفوا ، فقد عصمني الله ..
* كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بيعة العقبة لم يؤذن له في الحرب ، إنما أمر بالدعاء إلى الله ، والصبر على الأذى ، والصفح عن الجاهل ، وكانت قريش قد اضطهدت من اتبعه من قومه من المهاجرين ، حتى فتنوهم عن دينهم ، ونفوهم من بلادهم ، فهم بين مفتون في دينه ، وبين معذّب في أيديهم ، وبين هارب في البلاد فرارا" بدينه ،، منهم من بأرض الحبشة ، ومنهم من بالمدينة ، وفي كل وجه ،، حتى إن عبد الرحمن بن عوف وأصحابا" له أتوا النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يانبي الله ! كنا في عزّ ونحن مشركون ، فلما آمنّا صرنا أذلة ،، وذلك قبل أن تقوى شوكة الإسلام ،، فقال : إني أمرت بالعفو ، فلا تقاتلوا القوم ، فلما حوّله إلى المدينة ، أذن لهم بالقتال ..
* لما زادت قريش في عتوها وجبروتها ، وردّ المشركون ماأرادهم به تعالى من الكرامة ، وكذّبوا نبيه ، وعذبوا ونفوا من عبده تعالى ووحده ، وصدق نبيه واعتصم بدينه ، أذن الله عز وجل لرسوله بالقتال والامتناع والانتصار ممن ظلمهم وبغى عليهم ، فكانت أول آية نزلت في إذنه له في الحرب ، وإحلاله له الدماء والقتال لمن بغى عليهم :"أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ، وإن الله على نصرهم لقدير ، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله"..
* فكان هذا الإذن لإزاحة الباطل ، وإقامة شعائر الله ، ثم أنزل تعالى بعد ذلك الإذن بقتال المشركين كافّة ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني
لنا عودة باذن الله للحلقة 109 وماقبلها فوق تابعوا مافاتكم .
* قصة البداية *
** الحلقة 110 من السيرة النبوية :
** كان رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون يعفون عن المشركين وأهل الكتاب ، ويصبرون على أذاهم ، حتى أذن الله لهم بقتالهم ..
* سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة ليلة ، فقال : ليت رجلا" صالحا" من أصحابي يحرسني الليلة ، فسمعوا خشخشة سلاح ، فقال : من هذا ؟؟،، قالوا : سعد بن أبي وقاص ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماجاء بك ؟؟،، قال : وقع في نفسي خوف على رسول الله ، فجئت أحرسه ، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم نام ..
* وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحرس ، حتى نزلت الآية : "والله يعصمك من الناس"،، فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة ، فقال لهم : ياأيها الناس ! انصرفوا ، فقد عصمني الله ..
* كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بيعة العقبة لم يؤذن له في الحرب ، إنما أمر بالدعاء إلى الله ، والصبر على الأذى ، والصفح عن الجاهل ، وكانت قريش قد اضطهدت من اتبعه من قومه من المهاجرين ، حتى فتنوهم عن دينهم ، ونفوهم من بلادهم ، فهم بين مفتون في دينه ، وبين معذّب في أيديهم ، وبين هارب في البلاد فرارا" بدينه ،، منهم من بأرض الحبشة ، ومنهم من بالمدينة ، وفي كل وجه ،، حتى إن عبد الرحمن بن عوف وأصحابا" له أتوا النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يانبي الله ! كنا في عزّ ونحن مشركون ، فلما آمنّا صرنا أذلة ،، وذلك قبل أن تقوى شوكة الإسلام ،، فقال : إني أمرت بالعفو ، فلا تقاتلوا القوم ، فلما حوّله إلى المدينة ، أذن لهم بالقتال ..
* لما زادت قريش في عتوها وجبروتها ، وردّ المشركون ماأرادهم به تعالى من الكرامة ، وكذّبوا نبيه ، وعذبوا ونفوا من عبده تعالى ووحده ، وصدق نبيه واعتصم بدينه ، أذن الله عز وجل لرسوله بالقتال والامتناع والانتصار ممن ظلمهم وبغى عليهم ، فكانت أول آية نزلت في إذنه له في الحرب ، وإحلاله له الدماء والقتال لمن بغى عليهم :"أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ، وإن الله على نصرهم لقدير ، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله"..
* فكان هذا الإذن لإزاحة الباطل ، وإقامة شعائر الله ، ثم أنزل تعالى بعد ذلك الإذن بقتال المشركين كافّة ..
* قصة البداية *
** الحلقة 109 من السيرة النبوية :
** كان اليهود إذا كلموا النبي صلى الله عليه وسلم قالوا : راعنا سمعك ، واسمع غير مسمع ، ويضحكون فيما بينهم ، لأن ذلك بلسان اليهود السبّ القبيح ..
* وقد غيّر وحرّف أحبار اليهود صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة ، كفرا" وجحودا" ..
* دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود إلى الله ، فقالوا له : على أي دين أنت يامحمد ؟؟،، قال : على ملة ابراهيم ودينه ، قالوا : فإن ابراهيم كان يهوديا" ، ورفضوا التحاكم إلى التوراة ، لأنها ستبين زيغهم ،، وأنزل تعالى : "ماكان ابراهيم يهوديا" ولانصرانيا" ، ولكن كان حنيفا" مسلما" ، وماكان من المشركين"..
* قال اليهود كذلك : إنما مدة الدنيا سبعة آلاف سنة ، وإنما يعذّب الله الناس في النار ، بكل ألف سنة من أيام الدنيا ، يوما" واحدا" في النار من أيام الآخرة ، وإنما هي سبعة أيام ، ثم ينقطع العذاب .. " وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما" معدودة "..
* جاء نفر من أحبار اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يامحمد ! أخبرنا عن أربع نسألك عنهن ، فإن فعلت ذلك اتبعناك وصدقناك وآمنا بك ، قال : فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليكم بذلك عهد الله وميثاقه ، لئن أنا أخبرتكم بذلك لتصدقنّي ؟؟،، قالوا : نعم ، قال : فاسألوا عما بدا لكم ، قالوا : فأخبرنا كيف يشبه الولد أمه ، وإنما النطفة من الرجل ،، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنشدكم بالله وبأيامه عند بني اسرائيل ، هل تعلمون أن نطفة الرجل بيضاء غليظة ، ونطفة المرأة صفراء رقيقة ، فأيتهما غلبت صاحبتها كان لها الشبه ،، قالوا : اللهم نعم ،، قالوا : فأخبرنا كيف نومك ؟؟،، فقال : أنشدكم بالله وبأيامه عند بني اسرائيل ، هل تعلمون أن نوم الذي تزعمون أني لست به ، تنام عينه ، وقلبه يقظان ؟؟،، قالوا : اللهم نعم ،، قال : فكذلك نومي ، تنام عيني وقلبي يقظان ..
* قالوا : فأخبرنا عما حرّم اسرائيل على نفسه ؟؟،، قال : أنشدكم بالله ، وبأيامه عند بني اسرائيل ، هل تعلمون أنه كان أحب الطعام والشراب إليه ألبان الإبل ولحومها ؟؟،، وأنه اشتكى شكوى ، فعافاه الله منها ، فحرم على نفسه أحب الطعام والشراب إليه شكرا" لله ، فحرّم على نفسه لحوم الإبل وألبانها ،، قالوا : اللهم نعم ،، قالوا : فأخبرنا عن الروح ،، قال : أنشدكم بالله وبأيامه عند بني اسرائيل ، هل تعلمون أنه جبريل ؟؟،، وهو الذي يأتيني ؟؟،، قالوا : اللهم نعم ،، ولكنه يامحمد لنا عدو ،، وهو ملك إنما يأتي بالشدة ، وبسفك الدماء ، ولولا ذلك لاتبعناك .. فأنزل تعالى :"من كان عدوا" لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين"..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 111 من السيرة النبوية :
** لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعرض لقريش ، وهي تمر بتجارتها إلى الشام ذاهبة وآيبة ، حتى أذن الله له بالقتال ، فتهيأ عندئذ لحربها ، وبدأ يرسل سراياه المسلحة تجوس خلال الصحراء ، وتخترق طريق قوافل قريش ، تستطلع أحوال القبائل الضاربة هنا وهناك ، وكان الهدف منها : إلقاء الرعب في قلوب المشركين ، وإظهار شوكة المسلمين ونشاطهم ..
* أول آية نزلت في القتال :"أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ..."، ولم يؤمروا أن يبتدئوا المشركين كافة بالقتال ، إنما أمروا أن يقاتلوا من قاتلهم خاصة ، ومن ظلمهم وأخرجهم من ديارهم ، حيث قال تعالى :"وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولاتعتدوا"، أي لاتعتدوا فتقاتلوا غير الذين يقاتلونكم ، حيث أنه صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة كان فيها من عبدة الأوثان وأهل الكتاب جماعات لم يقاتل أحدا" منهم ، ولم يتعرض لهم بحرب ، وكان يتعرض لقريش خاصة ، ويقصدهم ، ذلك أن الله تعالى أمره بقتالهم خاصة ،، وكان المشركون أيضا" بالمدينة يؤذونه وأصحابه ، فأمرهم تعالى بالصبر على أذاهم ، والعفو عنهم :"ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ، ومن الذين أشركوا أذى كثيرا" ، وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور ..
* ولما مضت لرسول الله صلى الله عليه وسلم مدة من هجرته ، أنعم الله تعالى فيها على جماعات باتباعه ، فحدثت لهم قوة بالعدد ،، ففرض الله عز وجل عليهم الجهاد بعد أن كان إباحة لافرضا" ..
* في رجب من السنة الثانية للهجرة ، أمر الله عز وجل بتحويل القبلة ، من بيت المقدس إلى المسجد الحرام ..
* كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيما مضى نحو بيت المقدس ، وكان يحب أن يتجه إلى الكعبة ، قبلة إبراهيم عليه السلام ، لذلك : لما كان في مكة ، كان يجعل الكعبة في صلاته بينه وبين بيت المقدس ، فكأنه يستقبل القبلتين معا" ، لكنه لما هاجر لم يعد يمكنه ذلك ، فمكة وبيت المقدس في اتجاهين مختلفين ،، فصار يكثر تقلب وجهه في السماء ، ويدعو الله أن يوجهه إلى البيت الحرام ، فأنزل تعالى :"قد نرى تقلب وجهك في السماء ، فلنولينك قبلة ترضاها، فول وجهك شطر المسجد الحرام ، وحيث ماكنتم فولوا وجوهكم شطره "..
فتوجه صلى الله عليه وسلم نحو الكعبة ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 112 من السيرة النبوية :
** كان تحول القبلة بعد الهجرة بستة عشر شهراً ..
* كان اليهود يقولون : والله مادرى محمد وأصحابه أين قبلتهم ، حتى هديناهم ،، كان تحويل القبلة في صلاة الظهر أو العصر : صلى رسول الله بأصحابه ركعتين ، ثم تحولت القبلة ، فأكمل ركعتين بعد أن استدار ، فتحول الرجال مكان النساء ، والنساء مكان الرجال ..
* لما تحولت القبلة ، أنكر اليهود ذلك ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نَفَر من اليهود ، فقالوا : يامحمد ! ماولاك عن قبلتك التي كنت عليها ، وأنت تزعم أنك على ملة ابراهيم ودينه ، ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها نتبعك ونصدقك ..
* ثم فُرض صوم شهر رمضان بعد ما صرفت القبلة إلى الكعبة بشهر ، في شعبان على رأس ثمانية عشر شهراً من الهجرة ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه السنة بزكاة الفطر ،، قبل أن تفرض زكاة الأموال ،، وتخرج عن الكبير والصغير ، والحر والعبد ، والذكر والأنثى ، صاع من تمر أو صاع من شعير ، أو صاع من زبيب ، أو مدّان من بُرّ (قمح) ،، وكان يخطب صلى الله عليه وسلم قبل الفطر بيومين ، فيأمر بإخراجها قبل أن يغدو إلى المصلى ، ويقول : أغنوهم -يعني المساكين- عن طواف هذا اليوم ، وكان يقسمها إذا رجع ، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العيد يوم الفطر ، بالمصلى قبل الخطبة ، وصلى العيد يوم الأضحى ، وأمر بالأضحية ،، وأقام بالمدينة عشر سنين يضحي كل عام كبشين سمينين أقرنين أملحين ، فإذا صلى وخطب ، أتى بأحدهما وهو قائم من مصلاه فذبحه بيده بالمدية (الشفرة الكبيرة) ، ثم يقول : اللهم ! هذا عن أمتي جميعاً ، من شهد لك بالتوحيد ، وشهد لي بالبلاغ ،، ثم يؤتى بالآخر فيذبحه هو عن نفسه بيده ، ويقول : هذا عن محمد وآل محمد ، فيأكل هو وأهله منه ، ويطعم المساكين ..
* لما قدم عليه الصلاة والسلام المدينة ، وجد اليهود يصومون عاشوراء ، فسألهم أصحابه عن ذلك ، فقالوا : هذا اليوم الذي أظفر الله فيه موسى وبني اسرائيل على فرعون ، ونحن نصومه تعظيماً له ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نحن أولى بموسى منهم ،، ثم أمر بصومه ،، فلما فرض صوم رمضان كان من شاء صام ، ومن شاء أفطر ..