تحياتي لشاعرتنا ريما ، مرة اخرى أراها تحلق في البعيد المخفي عن نظر العامة ، وأراها دوما هناك ، حيث هناك لها وحدها ، لا ينازعها ذاك الروض احد ، لانها اختارته بعد عناية وتفكر ، ومضت نحو الهدف بخطى واثقة ، وما قد يلوح لعين القارئ البسيط ، حبا وهياما وغراما ، فهو بعيد عن هذه السبل ، وتأمل ذلك من مطلع القصيدة ( في قمة الاحزان سعد ينجلي) ومتى بلغت النفس ان تجد السعد في قمة الحزن ، فقد أدركت الحقائق وكنه التجلي ، ووجب عليها الحفاظ على ما تجده في حناياها وتستشعره ، ولا تفرط به لمن لا يعرف حقيقته .
في قصيدة الشاعرة مفاتيح كثيرة ورموز تشير الى هذا الاتجاه ، وكانها في حالة اشراق وتصوف ، تفصلها وتبعدها عن الواقع الارضي ، فهي تحلق هناك بعيدا وحدها ، وتسعى جاهدة لتصل وتستقر ، وهناك هو خــيـــر الـمــقــام ، وهو مـنــازل عــزنــا، وهو حــوضــنــا ، وسوى ذلك من المفردات التي تضيء طريق الوعي ليقف على المعنى البعيد الذي تدور شاعرتنا في فلكه ، وقد ثملت روحها بكأسه وما أفاض عليها.
ملاحظاتنا على القصيدة :
في قولها :
لحظات شوق ٍ تعتلي بي كاهلي
القافية هنا جاءت مؤسسة ( كاهلي) ومعلوم ان التأسيس ان وجد فهو يلزم ، ولكن القصيدة غير مؤسسة القوافي ، وهذا يعني انها وقعت في احد عيوب القوافي .
في قولها :
لاتـنـتـظـرنـي اقـــتـــرب مــــــن حــوضــنــا
انــوي الـقـدوم كـمـن يسـاعـد منـجـلـي
لو قالت ( واقترب ) دون اللجوء الى قطع همزة ( اقترب) فهو اجمل ، ثم قولها ( انوي) لم اقف على حقيقة الفعل هنا ، هل هو فعل امر له ، أم فعل مضارع وهي الفاعل ، فان كان الثاني فهو صواب ، وان كان الاول فيجب حذف الياء .
تمنياتي لشاعرتنا بدوام التفرد والانفراد بالجمال المرجو .
|