-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 41 من ااسيرة النبوية :
** جاء سادة قريش لأبي طالب بعمارة بن الوليد بن المغيرة ، فقالوا له : ياأبا طالب ! قد جئناك بفتى قريش جمالا" ونسبا" ونهادة (قوة وضخامة) ، وشعرا" ، فخذه فلك نصره وعقله وميراثه ، فاتخذه ولدا" ، فهو لك ، وأسلم إلينا ابن أخيك هذا الذي قد خالف دينك ودين آبائك ، وفرق جماعة قومك ، وسفه أحلامهم ، فنقتله ، فإن ذلك أجمع للعشيرة ، وأفضل في عواقب الأمور مغبة ، وإنما هو رجل برجل .. فقال ابو طالب : والله ماأنصفتموني ، أتعطونني ابنكم أغذوه لكم ، وأعطيكم ابني تقتلوه !!،، ماهذا بالنصف فعادوا مكروبين ..
* اشتد مكر زعماء قريش ، وأجمعوا قتله عليه الصلاة والسلام ،، جاء أبو طالب وعمومته إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجدوه ، خافوا عليه ، وظنوا أنهم قد صنعوا به شرا" ، فجمع أبو طالب فتيانا" أشداء ، ثم قال لهم : ليأخذ كل واحد منكم حديدة صارمة ، ويتبعني ، ثم ينظر كل فتى ، فليجلس إلى عظيم من عظمائهم ليقتله إن كان محمدا" قد قتل ..
* فجأة جاء زيد بن حارثة ، فأخبرهم أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه بخير ، فقال أبو طالب : لاأدخل بيتي أبدا" ، حتى أراه ،، ولما اطمأن عليه ، أخذ أبو طالب بيده صلى الله عليه وسلم ، وسار بالفتية الأشداء إلى زعماء قريش ، وقال : يامعشر قريش ! هل تدرون ماهممت به ؟؟ ،، قالوا : لا ،، فأخبرهم الخبر ، وقال للفتيان : اكشفوا عما في أيديكم ، فكشفوا ، فإذا كل فتى منهم معه حديدة صارمة ، فقال : والله لو قتلتموه ، ماأبقيت منكم أحدا" ، حتى نتفانى نحن وأنتم ،، فانكسر القوم ، وكان أشدهم انكسارا" أبو جهل ..
* عاد المشركون فاتفقوا على قتله صلى الله عليه وسلم ، فأرسلوا الوليد بن المغيرة ليقتله ،، جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقف يصلي عند الكعبة ، فانطلق الوليد ، حتى انتهى إلى المكان الذي كان يصلي فيه صلى الله عليه وسلم ، فصار يسمع صوته ولايراه ، طمس الله عز وجل على بصره ، كما طمست بصيرته ،، انصرف إلى الملأ من قريش فأعلمهم بذلك ، فقام معه أبو جهل ونفر منهم ، فلما انتهوا إلى المكان الذي يصلي فيه رسول الله ، سمعوا قراءته ، ذهبوا إلى الصوت ، فإذا به خلفهم ، صاروا يرجعون وراءهم ، ولايرونه ، يدورون حول الصوت ولايجدون إليه سبيلا" ،، ذلك قوله تعالى :"وجعلنا من بين أيديهم سدا" ومن خلفهم سدا" ، فأغشيناهم فهم لايبصرون"..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 42 من السيرة النبوية :
** خرج النضر بن الحارث وراء النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان قد ابتعد لقضاء حاجته ، فقال النضر في نفسه : لاأجده أبدا" أخلى من هذه الساعة فأغتاله ، فدنا إلى رسول الله ، ثم انصرف راجعا" مرعوبا" ، فلقيه أبو جهل ، فقال له : من أين الآن ؟؟،، فقال النضر : تبعت محمدا" رجاء أن أغتاله ، وهو وحده ليس معه أحد ، فإذا أساود تضرب بأنيابها على رأسه ، فاتحة أفواهها ، فهالتني ، فذعرت منها ووليت راجعا" ،، قال أبو جهل : هذا بعض سحره ..
* حمل أبو جهل حجرا" ثقيلا" ، وجلس ينتظر رسول الله حتى يسجد ، ليضرب رأسه فيه ، فلما سجد رسول الله ، احتمل أبو جهل الحجر ، ثم أقبل نحوه ، حتى إذا دنا منه ، رجع منهزما" منتقع اللون مرعوبا" ، قد يبست يداه على الحجر ، حتى قذف الحجر من يده ،، قام إليه رجال قريش ، فقالوا له : مالك ياأبا الحكم ؟؟،، قال : قمت إليه لأفعل به ماقلت لكم ، فلما دنوت منه ، عُرض لي دونه فحل من الإبل ، لا والله مارأيت مثل هامته ، ولامثل قصرته ولاأنيابه لفحل قط ، فهم بي أن يقتلني .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذلك جبريل عليه السلام ، لو دنا لأخذه ..
* أصر أبو بكر الصديق رضي الله عنه أن يخطب بالناس ، فكان أول خطيب بعد رسول الله ، فتجمع الناس ، وضربوه ضربا" شديدا" ، حتى صار مايُعرف أنفه من وجهه ، وحملوه ، وهم لايشكون في موته ، فلما أفاق ، قال : مافعل رسول الله ؟؟،، قالوا له : سالم صالح ، قال : فإن لله علي أن لاأذوق طعاما" ، ولاأشرب شرابا" ، حتى أراه ،، فلما رآه رسول الله أكب عليه فقبله ، ورق له رقة شديدة ، فقال أبو بكر : بأبي وأمي يارسول الله ، ليس بي بأس ، إلا مانال الفاسق من وجهي ،، وهذه أمي برة بولدها ، فادعها إلى الله ، وادع الله لها ، فدعا لها رسول الله ، فأسلمت ..
* اعترض أبو جهل رسول الله عند الصفا ، فآذاه وشتمه ، وسبه سبا" قبيحا" ، وصب التراب على رأسه ، ورسول الله ساكت لايتكلم ،، كان عمه حمزة أعز فتى في قريش وأقواهم ، وكان أكبر من رسول الله بأربع سنين ، عاد من صيد له ، فسمع مافعل أبو جهل ، فغضب وثار وردّ عليه قائلا" : أتشتم ابن أخي ، وأنا على دينه أقول مايقول ، ثم ضربه بالقوس ، فشجّه في رأسه ،، وكان حمزة لم يسلم بعد ، لكنه قال ذلك لأبي جهل نكاية به ،، ذهب إلى بيته حيران مهموما" ، كيف قال هذا الكلام وهو لم يسلم بعد ، وبات ليله يدعو الله أن يهديه للحق ، فشرح الله صدره للإسلام ، فذهب في الصباح إلى رسول الله فأعلن إسلامه ، فرح رسول الله بإسلام حمزة أيما فرح ، وعز الإسلام وامتنع بإسلامه ،، وكان ذلك في السنة السادسة للبعثة ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
اللهم صل وسلم على محمد .................................................. ...........
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 43 من السيرة النبوية :
** كان عمر بن الخطاب من أشد الناس عداوة للمسلمين ، وكان معروفا" بحدّة الطبع وقوة الشكيمة ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصا" على إسلامه ، ويدعو الله لذلك .. دعا :"اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك : بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب"،، وقال :"اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة"،، لما يعلم من قوته وشجاعته وخلقه ونجدته ..
* خرج عمر ذات ليلة يريد جلساءه ، فلم يجد منهم أحد ، فجاء الخمّار ، فلم يجده ، فجاء الكعبة يطوف بها ، فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما" يصلي ، فاختبأ كي لايراه ، وصار يستمع لقراءته ، استفتح رسول الله سورة الحاقة ، قال عمر : فجعلت أستمع إلى القرآن ، وأعجب من تأليفه ،، فقلت في نفسي : هذا والله شاعر كما قالت قريش ، فقرأ رسول الله : إنه لقول رسول كريم ، ماهو بقول شاعر قليلا" ماتؤمنون ،، قال عمر : قلت في نفسي : إذن فهو كاهن ، فتلا رسول الله : ولا بقول كاهن قليلا" ماتذكرون ، ولو تقول علينا بعض الأقاويل ، لأخذنا منه باليمين ، ثم لقطعنا منه الوتين ، فما منكم من أحد عنه حاجزين"..
* فكان هذا أول وقوع نواة الإسلام في قلبه .. * مع ذلك مضى عمر بعدها جاهدا" في حربه ضد المسلمين ، مع صراع في نفسه بين الحق والباطل ..
* كانت ليلى بنت أبي حثمة وزوجها عامر قد أسلما ، يتجهزان للهجرة إلى الحبشة ، فمر بهما عمر بن الخطاب ، فرأى ليلى ، فقال لها : إنه الانطلاق ياأم عبد الله !! ،، قالت : نعم ، والله لنخرجن في أرض الله ،، آذيتمونا وقهرتمونا ، حتى يجعل الله لنا مخرجا" ،، فقال : صحبكم الله ،، قالت : فرأيت له رقة لم أكن أراها ، فطمعت في إسلامه ،، لما قصصت على زوجي الخبر ، قال لي : طمعت في إسلامه !! فلا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب ،، يأساً منه ، لما يرى من غلظته وقسوته على الإسلام ..
* خرج يوماً متوشحاً سيفه ، يريد قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبروه بأن أخته فاطمة ، وزوجها سعيد بن زيد بن عمرو نفيل قد أسلما ، فذهب إليهما ينوي شراً ،، اقترب من البيت فسمع صوت خباب بن الأرت وهو يقرىء فاطمة وزوجها القرآن ، دق الباب ، فتغيب خباب لما سمع صوت عمر ، دخل عمر ، وضرب سعيد وفاطمة وشجها ، فلما رأى الدم على وجهها ، رقّ لها رقة شديدة ، وندم ، وقال لها : أعطني الصحيفة التي عندكم فأقرأها ،، قالت له فاطمة : إنَّا نخشاك عليها ، فأقسم لها أن يردها ،، فقالت له : ياأخي إنك مشرك ، وإنها لايمسها إلا المطهرون ، فقم فاغتسل ،، فقام واغتسل ، فأعطته الصحيفة وفيها سورة طه ، قال : فتعظمت في صدري حتى بكيت ،، ورق قلبه وقال : ماأحسن هذا الكلام وأكرمه ، دلوني على محمد .. أخذوه إلى دار الأرقم ، فقرع الباب ، نظر من في البيت من خلل البيت ، فرأوه ، فوجلوا ، قال لهم رسول الله : افتحوا الباب ، ونهض إليه حتى أخذ بمجامع ثوبه وحمائل سيفه ، ثم جبذه جبذة شديدة ، حتى وقع عمر على ركبتيه ، وقال له : أما أنت بمنته ياعمر ، حتى ينزل الله بك من الْخِزْي والنكال مانزل بالوليد بن المغيرة ، فوالله ماأرى أن تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة ..
* قال عمر : يارسول الله ! جئت لأؤمن بالله وبرسوله ، وبما جاء من عند الله ..
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم هذا عمر بن الخطاب ، اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب ، اللهم اهده ،، فقال عمر : أشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..
* فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكبَّر أهل البيت : الله أكبر ، وفرحوا بإسلامه فرحاً شديداً ..ذ
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 44 من السيرة النبوية :
** كان إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه في السنة السادسة للنبوة ، وكان عمره ستا" وعشرين سنة ، بعد أربعين مسلماً ومسلمة ..
* أظهر عمر إسلامه ، وشاع ذلك في قريش ، وكان رجلا" ذا شكيمة ، فقاتله المشركون وقاتلهم ، حتى يئسوا منه ، وعز به المسلمون وامتنعوا ..
* زحف المشركون يوما" إلى بيت عمر ، يريدون قتله ، فبينما هو في الدار خائفا" ، إذ جاء العاص بن وائل السهمي ، فقال لهم : أنا جار له ، لاسبيل إليه ، فتركه الناس ..
* بين إسلام حمزة وعمر ثلاثة أيام ،، قال عمر : يارسول الله ! ألسنا على الحق إن متنا ، وإن حيينا ؟،، قال : بلى ، والذي نفسي بيده ، إنكم لعلى الحق إن متم وإن حييتم .. قال عمر : فقلت : ففيمَ الاختفاء ؟ ، والذي بعثك بالحق لتخرجنّ ، قال عمر : فأخرجناه في صفين ، حمزة في أحدهما ، وأنا في الآخر ،، فنظرت قريش فأصابتهم كآبة شديدة .. وسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب في ذلك اليوم بالفاروق ..
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه ، وهو الفاروق فرق الله به بين الحق والباطل ..
* كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : ماكنا نقدر أن نصلي عند الكعبة ، حتى أسلم عمر ، فلما أسلم عمر ، قاتل قريشا" ، حتى صلى عند الكعبة ، وصلينا معه ، وقال : مازلنا أعزة منذ أسلم عمر ..
* لما يئس رؤساء الكفر من صرف المسلمين عن الإسلام ، اجتمعوا ، ودعوا رسول الله ، وقالوا له : إن كنت جئت بهذا الحديث تطلب به مالا" ، جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا" ، وإن كنت إنما تطلب به الشرف فينا ، فنحن نسودك علينا ، وإن كنت تريد ملكا" ، ملّكناك علينا ، وإن كان هذا رئيّا" قد غلب عليك -وكانوا يسمون التابع من الجن رئيّا"- ، فربما كان ذلك ، بذلنا لك أموالنا في طلب الطب لك حتى نبرئك منه ،،
* فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : مابي ماتقولون ، ماجئت بما جئتكم به أطلب أموالكم ولاالشرف فيكم ، ولاالملك عليكم ، ولكن الله بعثني إليكم رسولا" ، وأنزل علي كتابا" ، وأمرني أن أكون لكم بشيرا" ونذيرا" ، فبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم ، فإن تقبلوا مني ماجئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة ، وإن لم تردوه علي أصبر لأمر الله ، حتى يحكم الله بيني وبينكم ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 45 من السيرة النبوية :
** جاء عتبة بن ربيعة يكلم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : أيها الرجل ! إن كان إنما بك الباءة ، فاختر أي نساء قريش ، فلنزوجك عشرا" ، وإن كان بك الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلا" واحدا" ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فرغت ؟ ،، قال : نعم ،، فتلا عليه صدر سورة فصلت ، حتى قرأ :"فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود"،، فقال له عتبة : حسبك !! ماعندك غير هذا ؟ ، قال : لا .. فرجع إلى قريش خائفا" ، يقول : والله مافهمت شيئا" مما يقول غير الصاعقة ..
* أصرّت قريش على عنادها واستكبارها ، وراحت تطلب من النبي صلى الله عليه وسلم الخوارق ، والمعجزات المادية الحسية ، فطلبوا منه أن يسأل ربه أن يسيّر عنهم الجبال التي ضيّقت عليهم ، ويبسط لهم بلادهم ، وأن يفجّر فيها أنهارا" كأنهار الشام والعراق ، وأن يبعث لهم من مضى من آبائهم ، ويبعث قصي بن كلاب ليسألوه إن كان مايقوله حق أم باطل ، وأن يبعث معه ملكا" يصدقه ، ويجعل له جنانا" وقصورا" وكنوزا" من ذهب وفضة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماأنا بفاعل ، وماأنا بالذي يسأل ربه هذا ، ومابُعثت إليكم بهذا ، لكن الله بعثني بشيرا" ونذيرا" ، فإن تقبلوا ماجئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة ، وإن تردّوه علي أصبر لأمر الله ، حتى يحكم الله بيني وبينكم ، قالوا : فأسقط السماء علينا كسفا" ، كما زعمت أن ربك لو شاء فعل ،، فقال عليه الصلاة والسلام : ذلك إلى الله ، إن شاء أن يفعله بكم فعل ..
* ثم قالوا له : إنه قد بلغنا أنك إنما يعلمك هذا رجل باليمامة ، يقال له الرحمن ، وإنا والله لانؤمن بالرحمن أبدا" ، ولن نؤمن لك حتى تأتينا بالله والملائكة قبيلا" ..
* ثم قال عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة : والله لاأؤمن بك أبدا" ، حتى تتخذ إلى السماء سلما" ، ثم ترقى فيه ، وأنا أنظر إليك حتى تأتيها ، ثم تأتي معك أربعة من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 46 من السيرة النبوية :
** قال زعماء قريش للنبي صلى الله عليه وسلم : ادعُ لنا ربك أن يجعل لنا جبل الصفا ذهبا" ، ونؤمن بك ،، قال : وتفعلون ؟؟ ،، قالوا : نعم .. فدعا ربه أن يجعل الصفا ذهبا" ،، فجاءه جبريل ، فقال : إن ربك عز وجل يقرأ عليك السلام ، ويقول : إن شئت أجعل لهم الصفا ذهبا" ،، فمن كفر بعد ذلك منهم ، عذبته عذابا" لاأعذبه أحدا" من العالمين ، وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة ،، قال : بل باب التوبة والرحمة ..
* اجتمع المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يامحمد ! إن كنت صادقا" ، فأرنا آية ، وهي أن تشقّ لنا القمر فرقتين ، نصفا" على جبل أبي قبيس ، ونصفا" على جبل قعيقعان ،، فقال رسول الله : إن فعلت تؤمنوا ؟، قالوا : نعم ،، وكانت ليلة بدر ، فسأل رسول الله ربه عز وجل أن يعطيه ماسألوا ،، فاستجاب له ، فصار القمر نصفين ، نصف على هذا الجبل ، ونصف على هذا الجبل ، وبقي هكذا مابين العصر إلى الليل ، ينظرون إليهما ،، ثم غاب القمر ،، فقال المشركون : هذا سحر مستمر ، سحرنا محمد ،، ثم قالوا : انظروا ما يأتيكم به المسافرون ، فإن محمدا" لايستطيع أن يسحر الناس كلهم ،، فإن أخبروكم أنهم رأوه مثل مارأيتم فقد صدق ،، فاتتظروا خبر المسافرين ،، فما قدم عليهم أحد من سفر إلا أخبرهم بأنه رأى القمر مقسوما" ، بكل دهشة واستغراب ،، فما زادهم ذلك إلا عنادا" واستكبارا" ، ذلك أنهم لايطلبون الحق ، لأنهم يعرفون أن النبي حق ، إنما يعاندون ..
* زاد أذى المشركين ، حتى بلغ الجهد بالمسلمين ، واشتد عليهم البلاء ، فلم ير رسول الله بُدّا" من أن يشير على أصحابه بالهجرة مرة أخرى إلى الحبشة ، وذلك في مطلع السنة السابعة من البعثة ..
* كانت هذه الهجرة أشق من سابقتها ، ولقي المسلمون من قريش تعنيفا" شديدا" ، ونالوهم بالأذى ، فقال عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بلسان المسلمين : يارسول الله ! فهجرتنا الأولى ، وهذه الآخرة إلى النجاشي ولست معنا !! ،، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنتم مهاجرون إلى الله وإليّ ،، لكم هاتان الهجرتان جميعا" ،، فقال عثمان رضي الله عنه : فحسبنا يارسول الله ..
* كان عدد المهاجرين ثلاثة وثمانين ..
* كان أميرهم في هذه المرة جعفر بن أبي طالب ،، لما وجّهه رسول الله إلى الحبشة زوّده بهذه الكلمات : اللهم الطف بي في تيسير كل عسير ، فإن تيسير كل عسير عليك يسير ، وأسألك اليسر والمعافاة في الدنيا والآخرة ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 47 من السيرة النبوية :
** أرسل المشركون رجلين جلدين هما : "عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة" ، ليردا من هاجر من المسلمين إلى الحبشة ، لما رأوا أنهم قد أمنوا واطمأنوا بأرض الحبشة ، وأرسلوا الهدايا للنجاشي وبطارقته ..
* دفع عبد الله وعمرو إلى البطارقة هداياهم ، وحاولوا استمالتهم قبل الحديث مع النجاشي ..
* حضر النجاشي ، فقالا له أن يبعث معهم المسلمون ، فهم غلمان سفهاء ، فارقوا دين قومهم ، ولم يدخلوا في دينك ، وجاؤوا بدين ابتدعوه لانعرفه نحن ولا أنت ..
* فدعاهم النجاشي ، وسألهم عن دينهم الجديد ، فقام جعفر بن أبي طالب ، فقال : أيها الملك ! كنّا قوماً أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف ،، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ماكنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم والدماء ، ونهانا عن الفواحش وقول الزُّور ، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنات ، وأمرنا أن نعبد الله وحده فلا نشرك به شيئاً ، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام ، فصدقناه وآمنا به ، واتبعناه على ماجاء به من الله ، فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئاً ، وحرمنا ماحرم علينا ، وحللنا ماأحل لنا ،، فعدا علينا قومنا ، فعذبونا وفتنونا عن ديننا ، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى ، وأن نستحل ماكنا نستحل من الخبائث ،، فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا ، وحالوا بيننا وبين ديننا ، خرجنا إلى بلادك ، واخترناك على من سواك ، ورغبنا في جوارك ، ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك ..
* فقال له النجاشي : هل معك مما جاء به عن الله من شيء ؟ ،، فقال له جعفر : نعم ، وقرأ من سورة مريم ، فبكى النجاشي حتى اخضلت لحيته ، وبكى أساقفته حتى اخضلت أناجيلهم
،، ثم قال النجاشي : إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة ،، ثم أقبل على رسولي قريش ، فقال : انطلقا ، فلا والله لاأسلمهم إليكما أبداً ، ولايُكادون ..
* "ولتجدنّ أقربهم مودة للذين آمنوا ، الذين قالوا إنَّا نصارى"..
* فلما كان من الغد ، غدا عمرو على النجاشي ، وقال له : أيها الملك ! إنهم يقولون في عيسى بن مريم قولاً عظيماً ،، فأرسل النجاشي إلى المسلمين ، فسألهم ،، فقالوا : نقول فيه الذي جاء به نبينا ، هو عبد الله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول ،، فضرب النجاشي بيده الأرض ، فأخذ منها عوداً ، ثم قال : والله ماعدا عيسى بن مريم ماقلت هذا العود ،، فتناخر بطارقته حوله حين قال ماقال (تكلموا بغضب لأنهم يقولون عنه ابن الله) ، فقال : وإن نخرتم والله ،، ثم قال للمسلمين : اذهبوا فأنتم آمنون بأرضي ، من سبّكم غرم ، من سبّكم غرم ، من سبّكم غرم ..
* وأقام المسلمون عنده بخير دار عند خير جار ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 48 من السيرة النبوية :
** قال النجاشي لجعفر وأصحابه : مرحباً بكم ، وبمن جئتم من عنده ، أشهد أنه رسول الله ..
** اجتمع أهل الحبشة ، وقالوا للنجاشي : إنك قد فارقت ديننا وخرجت علينا ،، وعزموا على حربه ،، فقال : يامعشر الحبشة ! ألست أحق الناس بكم ؟؟ ،، قالوا : بلى ،، قال : فكيف رأيتم سيرتي فيكم ؟؟ ،، قالوا : خير سيرة ،، قال : فما بالكم ؟؟ ،، قالوا : فارقت ديننا وزعمت أن عيسى عبد ،، قال : فما تقولون أنتم في عيسى ؟؟ ،، قالوا : نقول هو ابن الله ،، (وكان قد وضع النجاشي في جيب قميصه ورقة قد كتب فيها أنه يشهد أن لاإله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن عيسى بن مريم عبده ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه) ،، فوضع النجاشي يده على صدره موضع الورقة ، وقال أنه يشهد أن عيسى بن مريم لم يزد على هذا شيئاً ، وهو يعني ماكتب ،، فرضي أهل الحبشة ، وانصرفوا ..
* أي أن النجاشي كان على النصرانية الحقة ، أي كان موحداً ، وآمن برسول الله صلى الله عليه وسلم ..
* لما مات النجاشي صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب ، واستغفر له ..
* ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرون رجلاً (نصارى نجران) ، حين سمعوا خبره من الحبشة ، فجلسوا إليه وكلموه وسألوه ، ولما سمعوا القرآن فاضت أعينهم من الدمع ، واستجابوا لله وآمنوا وصدقوا ،، فلما خرجوا ، اعترضهم أبو جهل بن هشام في نَفَر من قريش ، فقال لهم : خيبكم الله من ركب ، مانعلم ركباً أحمق منكم ،، فرد عليهم الوفد : سلام عليكم ، لانجاهلكم ، لنا مانحن عليه ، ولكم ماأنتم عليه ..
* أجمع رؤوس الكفر على قتل رسول الله علانية ، بعد أن فشلت كل وسائلهم ، وقالوا لقومه : خذوا منا ديّته مضاعفة ، ويقتله رجل من غير قريش .. لكن بنو هاشم وبنو المطلب أجمعوا على حماية رسول الله ، وأن يمنعوه ممن أراد قتله ، ودخل في ذلك الاتفاق بنو هاشم وبنو المطلب ، سواء في ذلك مسلمهم وكافرهم ، فالمسلم منهم فعله إيماناً ، والكافر حمية .. إلا أبو لهب كان مع الكفار ..
* ائتمر المشركون على منابذة بني هاشم وبني المطلب ، بالتضييق عليهم ، وتحالفوا ألا يجالسوهم أو يخالطوهم ، ولايبايعوهم ، ولايدخلوا بيوتهم ، ولايناكحوهم ،، حتى يسلموا إليهم رسول الله للقتل ، وكتبوا بمكرهم هذا صحيفة فيها عهود ومواثيق ، وأجمعوا ألا يقبلوا منهم صلحاً أبداً ، ولاتأخذهم رأفة ولارحمة بهم ، حتى يسلموه للقتل ،، كان كاتب الصحيفة منصور بن عكرمة العبدري ، دعا عليه رسول الله ، فشلّت يده ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 49 من السيرة النبوية :
** علق المشركون الصحيفة التي كتبوا فيها العهود والمواثيق لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله ، في سقف الكعبة ، وحصروهم في شعب أبي طالب ، سنة سبع من البعثة ،، كان أبو طالب يخاف على رسول الله ، كلما أخذ الناس مضاجعهم أمر رسول الله فأتى فراشه ، فإذا نام الناس أخذ أحد بنيه فأنامه في فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
* لبث بنو هاشم وبنو المطلب في الشعب سنتين ونصف ، اشتد عليهم البلاء والمحن والجهد حتى أجهدوا ، قطعت قريش عنهم الميرة والمادة ،، كانوا لايتركون طعاما" يدنو من مكة إلا بادروا بشرائه دونهم ، ليقتلهم الجوع ،، كان أبو لهب يضاعف للتجار الربح ، حتى لايبيعوا للمسلمين ،، وأُجهد المسلمون ومن معهم جوعا" وعريا" ، حتى سُمع أصوات صبيانهم من وراء الشعب ، واضطروا إلى أكل أوراق الشجر والجلود ، وهلك منهم من هلك ، ومرض من مرض ..
* روي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، أنه خرج ذات ليلة ، فسمع قعقعة ، فإذا قطعة من جلد بعير يابسة ، فأخذها وغسلها ، ثم أحرقها وأكلها ، فقوي بها ثلاثة أيام ..
* كان لايستطيع أحد أن يرسل أحد إلى المحصورين طعاما" ولاأدما" إلا سرا" ، كان حكيم بن حزام ممن يحمل القمح والطعام لعمته خديجة ، متخفيا" ، وإذا رأوه منعوه وضربوه ،، وكان هشام بن عمرو (ابن أبو جهل) ممن يصل بني هاشم بالطعام ..
* لم تشغل الآلام رسول الله والمسلمين عن دعوة قومهم ليلا" ونهارا" ، سرا" وجهارا" ،، كانوا يخرجون في أيام موسم الحج ، فيلقون الناس ويدعونهم إلى الإسلام ..
* اتفق هشام بن عمرو مع أربعة آخرين على نقض الصحيفة (زهير بن أبي أمية المخزومي ، والمطعم بن عدي ، وأبو البختري بن هشام ، وزمعة بن الأسود)..
* سلّط الله عز وجل الأرضة (حشرة) ، فأكلت كل مافي الصحيفة ، إلا "باسمك اللهم" ، و"اسم الله تعالى" ، أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب بذلك ، فخرجا إلى المشركين ،، وقال أبو طالب : قد حدثت أمور بيننا وبينكم ، فأتوا بصحيفتكم التي فيها مواثيقكم ، فلعله أن يكون بيننا وبينكم صلح ،، فأتوا بالصحيفة ، وقبل أن يفتحوها ، قال أبو طالب : إنما أتيتكم لأعطيكم أمراً فيه نصف بيني وبينكم ،، إن ابن أخي قد أخبرني ،، ولم يكذبني قط ،، أن الله تعالى قد سلط على صحيفتكم التي كتبتم الأرضة ، فأكلت جميع مافيها ، إلا :"باسمك اللهم"،، فإن كان الحديث كما يقول ، فأفيقوا ، فوالله لانسلمه حتى نموت عن آخرنا ،، وإن كان الذي يقول باطلاً ، دفعنا إليكم صاحبنا فقتلتم أو استحييتم ،، فقالوا : قد أنصفتنا ، رضينا بالذي تقول ..
* ففتحوا الصحيفة ، فوجدوا الأمر كما أخبر الصادق المصدوق ،، فلما رأت قريش ذلك ، سقط في أيديهم ، وقالوا : هذا سحر ابن أخيك ، ولم يزدهم إلا عناداً واستكباراً ..
* عند ذلك قام المطعم بن عدي ، فمزق الصحيفة ، وقام معه الأربعة الذين اتفقوا على نصر المسلمين ، فلبسوا السلاح ، وأمروا بني هاشم وبني المطلب ، فأخرجوهم من شعب أبي طالب وأدخلوهم دورهم ،، وكان هذا في السنة العاشرة للبعثة ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
*قصة البداية *
** الحلقة 50 من السيرة النبوية :
** معاتبة الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم " عبس وتولى" ، مع إنكاره تعالى على نبيه اجتهاده ، وإن كانت غايته مشروعة ونبيلة ، بل إنها بالنسبة للعامة من فضائل الأعمال ، وهي اجتذاب قلوب رؤوس الكفر ، والتصدي لطغيانهم بالحكمة والموعظة الحسنة ،، لكن بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه عوتب من ربه سبحانه ، لأن الوسيلة قد انطوت على كسر خاطر مسلم ، أو مايدل على الإعراض عنه ، وعدم الالتفات إليه ، من أجل اجتذاب قلوب المشركين ، فهي ليست مشروعة عنده تعالى ..
* ليس لأحد من الناس أن يغير شيئا" من أحكام الإسلام ومبادئه ، أو يتجاوز شيئا" من حدوده أو يستهين بها ، باسم اتباع الحكمة في النصيحة والدعوة ، لأن الحكمة لاتعتبر حكمة إلا إذا كانت مقيدة ومنضبطة ضمن حدود الشريعة ومبادئها وأخلاقها ..
* علم الله سبحانه أن المشركين إنما يطالبون بالمعجزات كفرا" وعنادا" وإمعانا" في الاستهزاء بالنبي ، كما هو واضح في أسلوب طلبهم ونوع المطالب التي عرضوها ، ولو علم الله عز وجل فيهم صدق الطلب وحسن النية ، وأنهم مقبلون في ذلك على محاولة التأكد من صدق النبي عليه الصلاة والسلام ، لحقق لهم ذلك :"ولو فتحنا عليهم بابا" من السماء فظلوا فيه يعرجون ، لقالوا إنما سكرت أبصارنا"..
* مشركو بني هاشم ، وبني المطلب آثروا الثبات على الشرك ، والاستكبار على الحق الذي جاءهم به محمد صلى الله عليه وسلم ، مع الانصياع للحمية التي تدعو إلى حماية القريب من بطشة الغريب وظلمه ، بحق كان أو بباطل ..
* أما المسلمون فإنما صبّرهم على ذلك الانصياع لأمر الله ، وإيثار الآخرة على الدنيا ، وهوان الدنيا عندهم في جنب مرضاة الله عز وجل ..
* لقد أكرم الله تعالى المسلمين بمقدرات الدنيا كلها ، لأنها لم تشغل فكرهم ، إنما كان تفكيرهم منصرفا" إلى تحقيق مرضاة الله عز وجل ،، ولو كان هدفهم هذه المقدرات لما وصلوا إلى شيء منها ،، لو كان الحلم الذي يراود المسلمين في معركة القادسية ، وصولا" إلى ثروة ، وتقلبا" في نعيم ، وتحقيقا" للذائذ العيش ،، لما دخل ربعي بن عامر سرادق رستم ، مزدريا" مظاهر الترف والنمارق الفاخرة ، ولما قال لرستم : "إن دخلتم الإسلام تركناكم وأرضكم وأموالكم "،، أهكذا يقول من جاء ليستلب الملك والأرض والمال ،، "ونريد أن نمن على الذين اسنضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين"..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 51 من السيرة النبوية :
** الدين والاستمساك به ، وإقامة دعائمه أساس ومصدر لكل قوة ، لكن قد نجد أمة تائهة في عقيدتها عن جادة الصواب ، منحطة في مستواها الخلقي والاجتماعي ، وهي مع ذلك واقفة على قدميها ، من حيث القوة والسلطان المادي ، لكنها في الحقيقة تمر بسرعة نحو هاوية سحيقة ،، السبب أننا لانحس بحركة هذا المرور وسرعته ، هو قصر عمر الإنسان أمام طول عمر التاريخ والأحقاب ،، ومثل هذه الحركة تبصرها عين التاريخ الساهرة ، لاعين الإنسان الغافل الساهي ..
* الهجرة من دار الإسلام حكمها بين الواجب والجواز والحرمة ، الوجوب يكون عند عدم تمكن المسلم من القيام بالشعائر الإسلامية فيها ، كالصلاة والصيام والأذان والحج ،، أما الجواز فيكون عندما يصيبه فيها بلاء يضيق به ، فيجوز له أن يخرج منها إلى دار إسلامية أخرى ،، وأما الحرمة فتكون عندما تستلزم هجرته إهمال واجب من الواجبات الإسلامية لايقوم به غيره ..
* الأنبياء كلهم جاؤوا بعقيدة التوحيد ، دليل ذلك ماقال النجاشي حين سمع القرآن : بأن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة .. يقول ذلك على مسمع من بطارقة وعلماء الكتاب الذين من حوله .. وقد كان النجاشي على دين عيسى عليه السلام ، وكان مخلصا" صادقا" في نصرانيته ، ولقد كان مقتضى إخلاصه هذا ، أن لايتحول عنها إلى مايخالفها ، وأن لاينتصر لمن تختلف عقيدته عما جاء به عيسى والإنجيل ..
* إيمان نصارى نجران كان استمرار لإيمانهم السابق ، فقد كانوا أهل إنجيل يؤمنون به ، ويسيرون على هديه ، ولما كان الإنجيل يأمر باتباع الرسول الذي يأتي من بعد عيسى عليه السلام ، ويتحدث عن صفاته ومميزاته ، فقد كان مقتضى استمرار إيمانهم ، الإيمان بهذا النبي وهو النبي محمد عليه الصلاة والسلام ،، فإيمانهم به عليه الصلاة والسلام لم يكن عملية انتقال من دين إلى دين ، إنما كان استمرار لحقيقة الإيمان بعيسى عليه الصلاة و السلام ، وماأنزل إليه .. هذا هو شأن كل من تمسك تمسكا" حقيقيا" بما جاء به عيسى وموسى عليهما السلام ، لذلك أمر الله رسوله عليه الصلاة والسلام أن يكتفي من دعوة أهل الكتاب إلى الإسلام ، بمجرد مطالبتهم بتطبيق مافي التوراة والإنجيل الذي يدعون الإيمان به :"قل ياأهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل "..
* خرج المسلمون من الشعب ، وقد أنهكهم الجوع والمرض ، واشتد المرض بأبي طالب ، فمضى خمس وعشرون من أشراف قريش إلى أبي طالب ، يسألونه أن يكف ابن أخيه عن سب آلهتهم ،، فدعا أبو طالب رسول الله ، فدخل عليه الصلاة والسلام ، فلم يجد له مجلسا" إلا عند الباب ، فقال أبو طالب : هؤلاء أشراف قومك يسألونك أن تكف عن شتم آلهتهم ، ويدعونك وإلهك ،، فقال عليه الصلاة والسلام : أرأيتم إن أعطيتكم هذه ، هل أنتم معطي كلمة إن أنتم تكلمتم بها ، ملكتم بها العرب ، ودانت لكم بها العجم ؟؟،، قالوا : كلمة واحدة ؟؟،، قال : كلمة واحدة ،، فقال أبو جهل : نعم وأبيك ، وعشر كلمات ..
* قال : تقولون : لاإله إلا الله ، وتخلعون ماتعبدون من دونه ،، فقال أبو طالب : والله يابن أخي ، مارأيتك سألتهم شططا"،،
* أما زعماء قريش فصفقوا بأيديهم ، ثم قالوا : أتريد يامحمد أن تجعل الآلهة إلها" واحدا" ؟؟ إن أمرك لعجب ، وقالوا : سلنا غير هذه ..
* فقال : لو جئتموني بالشمس حتى تضعوها في يدي ، ماسألتكم غيرها ..
* فتولوا وهم يقولون : والله لنشتمنك وإلهك الذي يأمرك بهذا ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 52 من السيرة النبوية :
** لما حضرت أبا طالب الوفاة ، دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، فوجد عنده نفرا"من قريش ، ولم يجد لنفسه مكانا" قريبا" منه ، فجلس بعيدا" عنه ، عند الباب .. فقال له : أي عم ! إنك أعظمهم علي حقا" ، وأحسنهم عندي يدا" ، ولأنت أعظم علي حقا" من والدي ، فقل لاإله إلا الله كلمة أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة ..
* قال أبو طالب : يابن أخي ! والله لولا مخافة السبة عليك ، وعلى بني أبيك من بعدي ، وأن تظن قريش أني إنما قلتها جزعا" من الموت ، لقلتها ،، لاأقولها إلا لأسرك بها ..
* قال أبو جهل : ياأبا طالب ! أترغب عن ملة عبد المطلب ، وأنت رأس الحنيفية !!،، فسكت أبو طالب ، ولم يزل أبو جهل ، وعبد الله بن أبي أمية يكلمانه ، حتى قال آخر شيء كلمهم به : على ملة عبد المطلب ،، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : رحمك الله وغفر لك ياعم ،، لأستغفرن لك ، مالم أنه عنه ..
* وأخذ المسلمون يستغفرون لموتاهم المشركين ، حتى أنزل تعالى : "ماكان للنبي والذين آمنوا ، أن يستغفروا للمشركين ، ولو كانوا أولي قربى من بعد ماتبين لهم أنهم أصحاب الجحيم"..
* عن ابن اسحاق بسنده ، عن ابن عباس رضي الله عنهما مايفيد أن أبا طالب أسلم عند الموت ، قال ابن عباس : فلما تقارب من أبي طالب الموت ، نظر العباس إليه يحرك شفتيه ، قال : فأصغى إليه بأذنه ، فقال : يابن أخي ! والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها ..
* حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم لفقد عمه حزنا" شديدا" ، فقد كان السند والظهر الذي يحميه طوال سنوات دعوته عليه الصلاة والسلام ..
* في نفس العام توفيت السيدة خديجة ، فقد أنهكها المرض والتعب سنوات الحصار ،، وكانت في الخامسة والستين رحمها الله ورضي عنها ..
* السيدة خديجة من الأربعة الكوامل من النساء ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"كمل من الرجال كثير ، وكمل من النساء أربعة : آسيا بنت مزاحم ، ومريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد"..
* وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لفقد خديجة ، ولزم البيت ، وأقل الخروج ، حتى خشي عليه .. روي أن خولة بنت حكيم قالت له : يارسول الله ! كأني أراك قد دخلتك خلة لفقد خديجة ؟،، قال : أجل ! كانت أم العيال وربة البيت ..
* قالت خولة : يارسول الله ! ألا تزوج ؟،، قال : من ؟،، قالت : إن شئت بكرا" ، وإن شئت ثيبا" ، أما البكر فابنة أحب الخلق إليك : عائشة ،، وأما الثيب فسودة بنت زمعة ، قد آمنت بك واتبعتك ،، وكانت أرملة في الستين ، قد مات زوجها ،، قال : فاذهبي ، فاذكريهما علي .. قالت : فذهبت إلى سودة ، فقلت لها فوافقت ، فبنى بها عليه الصلاة والسلام ،، أما عائشة فكانت صغيرة ، دخل بها رسول الله بعد الهجرة ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 53 من السيرة النبوية :
** تتابعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المصائب ، لم يلبث أن خرج من الشعب حتى توفي أبو طالب ، ثم خديجة رضي الله عنها ، وهما من نعرف من حسن الصحبة والوفاء والنصر والتأييد ،، ثم لم تزل تتوالى عليه المصائب من قومه ، فاجترؤوا عليه ، ونالوه بالنكال والأذى ، بالقول والفعل ،، بعد أن كان أذاهم مقتصرا" على الكلام والاستهزاء قبل وفاة عمه .. كان ذلك العام صعباً مرهقاً لرسول الله ، لذا سماه عليه الصلاة والسلام "عام الحزن"..
* قال عليه أفضل الصلاة والسلام :"مانالت مني قريش شيئا" أكرهه ، حتى مات أبو طالب "..
* اعترضه صلى الله عليه وسلم سفيه من سفهاء قريش ، فنثر على رأسه التراب ، فدخل رسول الله بيته والتراب على رأسه ، فقامت إليه إحدى بناته ، فجعلت تغسل عنه التراب وهي تبكي ،، ورسول الله يقول لها : لاتبكي يابنية ، فإن الله مانع أباك"..
* كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ماأسرع ماوجدت فقدك ياعم ..
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كنت بين شر جارين ، بين أبي لهب ، وعقبة بن أبي معيط ، إن كانا ليأتيان بالفروث ، فيطرحانها على بابي ، حتى إنهم ليأتون ببعض مايطرحونه من الأذى ، فيطرحونه على بابي ، فيخرج به رسول الله فيقول : يابني عبد مناف ! أي جوار هذا ؟؟ ثم يلقيه في الطريق ..
* كان من أشد الناس سفها" وإيذاء للنبي عقبة بن أبي معيط ، وأبو جهل ،، بينما كان يصلي النبي عند الكعبة ، وجمع من قريش في مجالسهم ، إذ قام قائم (عقبة بن أبي معيط) ، وأخذ وسخ الجزور (فرثها ودمها وسلاها) ، فلما سجد رسول الله وضعه بين كتفيه ، وثبت النبي ساجداً ، فضحكوا حتى مال بعضهم إلى بعض من الضحك ، فانطلقت جارية إلى فاطمة لتحضرها ، فأقبلت ، وألقته عنه ،، فلما قضى رسول الله صلاته ، قال : اللهم عليك بقريش "ثلاثاً" ، ثم سمّى : اللهم عليك بعمرو بن هشام ، وعتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة ، وأمية بن خلف ، وعقبة بن أبي معيط ، وعمارة بن الوليد ،، قال عبد الله : فوالله لقد رأيتهم صرعى يوم بدر ، ثم سحبوا إلى القليب ، ثم قال : وأتبع أصحاب القليب لعنة ..
* كان عليه أفضل الصلاة والسلام يصلي في الحجر ، فأقبل عقبة بن أبي معيط ، فوضع ثوبه على عنقه صلى الله عليه وسلم ، فخنقه خنقاً شديداً ، فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه ، ودفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول :"أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ، وقد جاءكم بالبينات من ربكم"..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 54 من السيرة النبوية :
** روي أن عليا" كرم الله وجهه خطب الناس ، فقال : لقد رأيت رسول الله وقد أخذته قريش ، فهذا نحاه ، وهذا يتلتله (يسوقه بعنف) ، وهم يقولون : أنت الذي جعلت الآلهة إلها" واحدا" !!،، قال : فوالله مادنا منه أحد إلا أبو بكر ، يضرب هذا ويحار (يجعله متحيرا") ، ويتلتل هذا ، وهو يقول : ويلكم ! أتقتلون رجلا" أن يقول ربي الله ؟؟،، ثم رفع علي بردة كانت عليه ، وبكى حتى اخضلت لحيته ،، ثم قال : أنشدكم الله ، أمؤمن آل فرعون خير أم أبو بكر ؟؟،، فسكت القوم ،، فقال : ألا تجيبوني !! فوالله لساعة من أبي بكر خير من مؤمن آل فرعون ،، ذاك رجل كتم إيمانه ، وهذا رجل أعلن إيمانه ..
* قال أبو جهل يوما" : واللات والعزى ! لئن رأيت محمدا" يعفر وجهه (يسجد) ، لأطأن على رقبته ، أو لأعفرن وجهه في التراب ،، قال أبو هريرة : فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ، ليؤذيه ، فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ، ويتقي بيديه ،، فقيل له : مالك ؟؟ ،، فقال : إن بيني وبينه خندقا" من نار وهولا" وأجنحة ،، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا" عضوا" ..
فأنزل الله تعالى الآيات :"كلا إن الإنسان ليطغى ، أن رآه استغنى ، إن إلى ربك الرجعى ، أرأيت الذي ينهى عبدا" إذا صلى ، أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ، أرأيت إن كذب وتولى ألم يعلم بأن الله يرى ، كلا لئن لم ينته لنسفعا" بالناصية ، ناصية كاذبة خاطئة ، فليدع ناديه ،"سندعو الزبانية "..
* جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، وهو جالس حزين ، قد خضب بالدماء ، ضربه بعض أهل مكة ، فقال له : مالك ؟؟،، قال : فعل بي هؤلاء وفعلوا ،، قال جبريل : أتحب أن أريك آية ؟؟،، قال : نعم ،، فدعا شجرة ، فجاءت أمامه ،، ثم قال : مرها فلترجع ، فأمرها ، فرجعت إلى مكانها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حسبي ..
* لما ازدادت وطأة قريش على النبي صلى الله عليه وسلم في عام الحزن ، واشتد أذاهم ، بدأ يفكر بالخروج من مكة إلى مكان آخر ، لعله يجد فيه نصيرا" ينصره ويشد من أزره ، فخرج إلى الطائف ، هو وزيد بن حارثة ، فلقي ثلاثة من سادة ثقيف ، فدعاهم ، فقال أولهم : أما وجد الله أحدا" يرسله غيرك !!.. قال الثاني : والله لاأكلمك أبدا" ، لئن كنت رسولا" من الله كما تقول ، لأنت أعظم خطرا" من أن أرد عليك الكلام ، ولئن كنت تكذب على الله ، ماينبغي لي أن أكلمك ..
فقام عنهم رسول الله ،، وأقام في الطائف عشرة أيام ، لايدع أحدا" من أشرافهم إلا جاءه وكلمه ، فلم يجبه أحدا" منهم ، وقالوا له : اخرج من بلدنا ،، وأغروا سفهاءهم وعبيدهم ، فجعلوا يسبونه ويصيحون به ، حتى اجتمع عليه الناس ، صفين على طريقه ، فلما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم ، أخذوا لايرفع رجليه ولايضعهما ، إلا رضخوهما بالحجارة ، حتى أدموهما .. وهم في ذلك يسخرون ويستهزئون ويضحكون .. وكان رسول الله إذا أزلقته الحجارة قعد على الأرض ، فيأخذون بعضديه فيقيمونه ، فإذا مشى رجموه بالحجارة وهم يضحكون ،، وكان زيد بن حارثة رضي الله عنه يقيه بنفسه حتى أصابه شجاج في رأسه .. ولايزال به السفهاء كذلك ، حتى ألجؤوه إلى حائط (بستان) لعتبة وشيبة ابني ربيعة ..
* لما دخل رسول الله الحائط قال دعاءه المشهور :"اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، ياأرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين وأنت ربي ، إلى من تكلني ، إلى بعيد يتجهمني ، أم إلى عدو ملكته أمري ، إن لم يكن بك غضب علي فلاأبالي ، ولكن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، من أن تنزل بي غضبك ، أو يحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ولاحول ولاقوة إلا بك .. 😢
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 55 من السيرة النبوية :
** الطائف تبعد 50 ميل من مكة ..
* لما رأى عتبة وشيبة ابني ربيعة مالقي رسول الله من سفهاء أهل الطائف ، تحركت له رحمهما ، فدعوا غلاما" نصرانيا" لهما ، يقال له عداس ، فقالا له : خذ قطفا" من هذا العنب ، فضعه في هذا الطبق ، ثم اذهب به إلى ذلك الرجل ،، فوضعه عداس ، مد رسول الله يده ، وقال : باسم الله ، ثم أكل ،، فنظر عداس في وجهه ، فقال له رسول الله : مادينك ؟؟ ،، قال : نصراني ، وأنا رجل من أهل نينوى ،، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرية الرجل الصالح يونس بن متى ؟؟،، فقال عداس : ومايدريك مايونس بن متى ؟؟،، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وكان لايحقر أحدا") : ذاك أخي ، كان نبيا" وأنا نبي ، والله تعالى أخبرني خبر يونس بن متى ،، فأكب عداس على رسول الله يقبل يديه وقدميه ..
* لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرن الثعالب ، بعث الله عز وجل إليه جبريل عليه السلام ، فقال له : إن الله قد أمر السماء والأرض والجبال أن تطيعك ،، فقال : أؤخر عن أمتي ، لعل الله أن يتوب عليهم ..
* قالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟؟،، قال : لقد لقيت من قومك مالقيت ، وكان أشد مالقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، وقومه ، فلم يجبني منهم أحد ، فانطلقت وأنا مهموم ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت ، فإذا فيها جبريل ، فناداني ، فقال : إن الله سمع قول قومك لك ، وماردوا عليك ، وقد بعث إليك ملك الجبال ، لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال ، فسلم علي ، ثم قال : يامحمد ! إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، لايشرك به شيئا" ..
* توفي أبو طالب قبل أن يشتد ساعد المسلمين ، لابد من حكمة من ذلك ، لأن بقاءه حتى يقوى المسلمون ، فيه ماقد يوهم أن أبا طالب هو الذي كان يحمي الدعوة ، ويدفعها إلى الأمام بمكانته وسلطانه ، ولكي لايقال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تهيأ له الحظ ، دون غيره من المسلمين ، فأوذوا وهو محفوظ الجانب ، وتعذبوا وهو مستريح البال ..
* تتجلى حقيقتان هامتان : أن الحماية والعناية والنصر يأتي من الله عز وجل ، ولقد تعهد الله تعالى أن يعصم رسوله صلى الله عليه وسلم من المشركين والأعداء ، فهو معصوم من الناس ، وستبلغ دعوته منتهاها من النصر والتوفيق ..
* ليس معنى العصمة من الناس أن لايرى منهم إيذاء" أو عذابا" أو اضطهادا" ، إنما معنى العصمة "والله يعصمك من الناس"،، هي العصمة من القتل ، ومن أي صد أو عدوان من شأنه إيقاف الدعوة الإسلامية ..
* قضت حكمة الله عز وجل أن يذوق الأنبياء قدرا" غير يسير من الاضطهاد والمعاناة والإيذاء ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 56 من السيرة النبوية :
** مما يخفف وقع المحنة والعذاب على المسلمين ، شعورهم أنهم يذوقون مما ذاقه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنهم يسيرون في الطريق ذاته الذي أوذي فيه رسول الله ، مع أنه حبيب الله وصفوته من خلقه ..
* كان حزن رسول الله أن لايؤمن الناس بالحق الذي جاء به -فهم بين مستهزىء ومعتد ومتهكم به- غالبا" على نفسه في أكثر الأحيان ،، ومن أجل تخفيف هذا الحزن عليه ، كانت تنزل الآيات مواسية له ومسلية ، ومذكرة إياه أنه ليس مكلفا" بأكثر من التبليغ ، فلا داعي لأن تذهب نفسه عليهم حسرات ، إذا لم يستجيبوا ولم يؤمنوا ..
* خلال عودته صلى الله عليه وسلم من الطائف إلى مكة ، بلغ وادي نخلة ، فنزل فيه وأقام أياما" ، مر به نفر من الجن وهو قائم يصلي من جوف الليل فلم يشعر بهم ، نبأه الله خبرهم ،، استمعوا لقراءته ، ثم عادوا إلى قومهم ،، :"وإذ صرفنا إليك نفرا" من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين"..
* وفد الجن بعد ذلك عليه مرارا" في مكة والمدينة ، وافوه مرة وهو يصلي بأصحابه الفجر ، فسمعوا القرآن ، وقالوا : هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء ، وافوه مرة وهو بأعلى مكة ، أتاه داعي الجن ، فذهب معه واجتمعوا ، فقرأ عليهم القرآن ، ووافوه مرات أخرى كثيرة ببقيع الغرقد بالمدينة ، وخارج المدينة ، وفي بعض أسفاره ..
* لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم دخول مكة ، وقومه أشد ماكانوا عليه من خلافه وفراق دينه ، أرسل رسول الله إلى الأخنس بن شريق ، وسهيل بن عمرو ، فلم يجيراه ، فأرسل إلى المطعم بن عدي فأجاره ، وتسلح ، ودعا بنيه وقومه ، فقال لبنيه : البسوا السلاح وكونوا عند أركان البيت ، فإني قد أجرت محمدا" ،، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ، فنادى المطعم : يامعشر قريش ! إني قد أجرت محمدا" ، فلا يهجُهُ أحد منكم ،، فقال أبو جهل : أمجيرٌ أم متابع ؟؟،، قال : بل مجير ،، فقال : قد أجرنا من أجرت ..
* لهذا الصنيع ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أسارى بدر : لو كان المطعم بن عدي حيا" ، ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له ..
* أراد أبو جهل أن يتهكم بنبي يحتاج إلى جوار ، وكأنه يتساءل لمَ لم تنزل كوكبة من الملائكة لحفظه !!،، فقال لما رآه يوماً دخل المسجد الحرام ، والمشركون عند الكعبة : هذا نبيكم يابني عبد مناف !!،، فرد عليه عتبة بن ربيعة ، وقال : وماتنكر أن يكون منا نبي أو ملك ؟؟،، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما أنت ياعتبة بن ربيعة ، فوالله ماحميت لله ولالرسوله ، ولكن حميت لأنفك ،، وأما أنت ياأبا جهل بن هشام ، فوالله لايأتي عليك غير كبير من الدهر حتى تضحك قليلاً ، وتبكي كثيراً ، وأما أنتم يامعشر الملأ من قريش ، فوالله لايأتي عليكم غير كبير من الدهر حتى تدخلوا فيما تنكرون وأنتم له كارهون ..
* يدل ذلك على ثقة رسول الله صلى الله عليه وسلم من المستقبل ، مهما اكتنفه في الحاضر من الآلام ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 57 من السيرة النبوية :
** علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم القيام بالعبادات بالوسيلة التطبيقية ، فقال : صلوا كما رأيتموني أصلي ،، وقال : خذوا عني مناسككم ،، وقاسى أنواع المحن في سبيل الدعوة ، ليقول بلسان حاله : اصبروا كما رأيتموني أصبر ،، فإن الصبر ومصارعة الشدائد من أهم مبادىء الإسلام التي بعث بها إلى الناس كافة ..
* استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك المحن راضيا" ، وتجرع تلك الشدائد صابرا" محتسبا" ، وكان بوسعه -لو شاء- أن ينتقم من السفهاء الذين آذوه ، ومن الزعماء الذين أغروهم ..
* كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلّم أصحابه وأمته من بعده ، بما كان يلاقيه ، الصبر ، بل وفن الصبر أيضا" على جميع الشدائد والمكاره في سبيل الله عز وجل ..
* ليس بين الصبر على المكاره ، والشكوى لله أي تعارض ، بل إن الشكوى لله تعبد ، والضراعة له والتذلل على بابه تقرب وطاعة ..
* للمحن والمصائب حكم : من أهمها أنها تسوق صاحبها إلى باب الله تعالى ، وتلبسه جلباب العبودية له سبحانه ..
* كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبره الشديد على المحن يعلمنا أن هذا واجب المسلمين عامة ، وكان بطول ضراعته والتجائه إلى ربه يعلمنا العبودية الحقة ومقتضياتها ..
* النفس البشرية مهما تسامت ، فهي لاتتجاوز دائرة بشريتها على كل حال ، والإنسان مجبول في أصل فطرته على الإحساس والشعور .. الشعور بلذة النعيم ، والشعور بألم العذاب ،، وهو مجبول على الركون إلى الأول ، والفزع من الثاني ،، ورسول الله وهو يوطن نفسه لتلقي كل أنواع الضر ، والعذاب في سبيل الله ، فهو مع ذلك بشر ، يتألم للضر ، ويستريح للنعم ،، يصبر على الضر مهما كانت آلامه إرضاء لوجه ربه ، وأداء لحق العبودية عليه ، ولاريب أن هذا هو مناط استحصال الثواب ، وظهور معنى التكليف للإنسان ..
* بعد رحلة الطائف أسرع الخير والكرامة والإجلال لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مظهر الرجل النصراني (عداس) ، حين انكب يقبل يديه ورأسه ورجليه ، فجاءت القبلات بعد كلمات العداوة ، فأقبلت تعتذر عن الشر والسفاهة والطيش ..
* على المؤمن أن يؤمن بوجود الجن ، وبأنهم كائنات حية كلفها الله عز وجل بعبادته كما كلفنا بذلك ، ولئن كانت حواسنا ومداركنا لاتشعر بهم ، فذلك لأن الله عز وجل جعل وجودهم غير خاضع للطاقة البصرية التي بثها في أعيننا ، ومعلوم أن أعيننا تبصر أنواعا" معينة من الموجودات بقدر معين وشروط معينة ..
* من خلال المحن التي عصفت برسول الله صلى الله عليه وسلم ، نتعلم أن لاتصدنا المحن والعقبات التي تكون في طريقنا عن السير ، وأن لاتبث فينا روح الدعة والكسل ، مادمنا نسير على هدى من الإيمان بالله وتوفيقه ، فمن استمد القوة من الله جدير به أن لايعرف لليأس والكسل معنى ، إذ مادام هو الآمر ، فلاشك أنه هو الناصر أيضا" ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 58 من السيرة النبوية :
** استمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته لله تعالى ، فكان يوافي الحجاج ويدعوهم إلى الله تعالى ، وكان يتبعه أبو لهب وراءه يرميه بالحجارة ، ويقول : يابني فلان ! لاتطيعوه وتسمعوا منه ، فإنه صابىء كذاب ، فيردون على رسول الله أقبح الرد ، ويؤذونه ويشتمونه ، ويقولون له : أسرتك وعشيرتك أعلم بك حيث لم يتبعوك ، ويكلمونه ويجادلونه ، ويكلمهم ويدعوهم إلى الله لاييئس ، ولايجد من ينصره ..
* حتى إن الرجل يريد السفر إلى مكة ، فيحذره قومه : احذر غلام قريش لايفتنك ،، وعندما يمشي رسول الله بين رجالهم ، يدعوهم إلى الله عز وجل ، يشيرون إليه بالأصابع ، وأبو جهل خلفه يحثي عليه التراب ، ويقول : أيها الناس ، لايغرنكم هذا عن دينكم ، فإنما يريد لتتركوا اللات والعزى ،، ومايلتفت إليه رسول الله ،، فمنهم من يتفل في وجهه ، ومنهم من يحثو التراب عليه ، ومنهم من يسبه ..
* الطفيل بن عمرو الدوسي : كان رجلا" شريفا" شاعرا" لبيبا" ، رئيس قبيلة دوس باليمن ، قدم مكة بعد عودة رسول الله من الطائف ، فمشى إليه رجال من قريش ليحذروه من رسول الله ،، كعادتهم ،، ووصفوه بكل نقيصة ، ومازالوا به حتى حشا أذنيه كرسفا" ، حتى لايسمع كلامه ، ولايكلمه ، غدا إلى المسجد ، ورسول الله قائم يصلي عند الكعبة ، فأبى الله إلا أن يسمعه بعض قوله ، فأعجبه ،فقال في نفسه : مايمنعني أن أسمع من هذا الرجل مايقول ؟؟،، فإن كان حسنا" قبلته ، وإن كان قبيحا" تركته ..
* ذهب إلى رسول الله الذي عرض عليه الآسلام ، وتلا عليه القرآن .. فشرح الله صدره للإسلام ، فأسلم وشهد شهادة الحق ..
* قال الطفيل بن عمرو : يانبي الله : إني امرؤ مطاع في قومي ، وأنا راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام ، فادع الله أن يجعل لي آية ، تكون لي عونا" فيما أدعوهم إليه ، فدعا له ، فوقع نور بين عينيه مثل المصباح .. قال : اللهم في غير وجهي ،، إني أخشى أن يظنوا أنها مثلة وقعت في وجهي لفراق دينهم .. فتحول فوقع في رأس سوطه ، فأتى أباه وزوجته فأسلما ، وأبطأ عنه قومه ، فلم يزل بهم حتى أسلموا ، ثم هاجر إلى المدينة ومعه سبعون أو ثمانون بيتا" من قومه مسلمين ..
* أبو ذر الغفاري : اسمه جندب بن جنادة ، كان لايعبد الأصنام ، ولكنه كان يتأله في الجاهلية (أي يبحث عن الإله والدين الصحيح) ،، من قبيلة غفار ، سافر إلى مكة ليرى خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتى المسجد ، رآه علي كرم الله وجهه غريبا" ، فأضافه يومين ، وسأله عن رسول الله ، فشرح الله صدره للإسلام ، فأسلم ، وخرج حتى أتى المسجد ، فنادى بأعلى صوته ، أشهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا" رسول الله ، فقام القوم وضربوه ، فعاد في اليوم الثاني لمثل ذلك ، فضربوه ، وخرج إلى قبيلته غفار ودعاهم إلى الإسلام فأسلموا جميعا" ، وسمع بذلك قبيلة أسلم فأسلموا أيضا" ، وجاؤوا إلى رسول الله بعد غزوة أحد ..
* قال عليه أفضل الصلاة والسلام : غفار غفر الله لها ، وأسلم سالمها الله ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 59 من السيرة النبوية :
** لما اقترب موسم الحج ، استعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لدعوة الوفود والقبائل ، كما كان يفعل في كل موسم ، فالتقى بجماعة من أهل يثرب ، فعرض عليهم الإسلام ، فسارعوا إلى تصديقه ، والإيمان بالله ورسوله ..
* خرج رافع الزرقي ومعاذ بن عفراء من المدينة معتمرين ، فرأيا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة ، فسلّما عليه تسليم الجاهلية ، فرد عليهم بسلام أهل الإسلام ، فاستغربا ، ثم قالا له : أين الرجل الذي يدّعي أنه نبي ، ويقول مايقول ؟؟،، فقال : أنا ،، ثم قال لهما : من خلق السموات والأرض والجبال ؟؟ ،، قالا : خلقهن الله ،، قال : فمن خلقكم ؟؟،، قالا : الله ،، قال : فمن عمل هذه الأصنام التي تعبدونها ؟؟،، قالا : نحن ،، قال : فالخالق أحق بالعبادة أم المخلوق ؟؟،، فأنتم أحق أن تعبدكم وأنتم عملتموها ، والله أحق أن تعبدوه من شيء عملتموه ، وأنا أدعو إلى عبادة الله ، وشهادة أن لاإله إلا الله وأني رسول الله ، وصلة الرحم ، وترك العدوان بغصب الناس"،، فجاء رفاعة البيت ، فطاف سبعا" ، ثم أخرج سبعة أقداح ، فجعل لرسول الله منها قدحا" ، واستقبل البيت ،، ثم قال : اللهم إن كان مايدعو إليه محمد حقا" ، فأخرج قدحه سبع مرات ، فضرب بها فخرج سبع مرات ، فصاح : أشهد أن لاإله إلا الله ، وأن محمدا" رسول الله ،، فاجتمع عليه الناس ، وقالوا : مجنون ، رجل صبأ ،، قال : بل رجل مؤمن ، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عنده ، فعلمه ومعاذ من القرآن ، فكان رفاعة ومعاذ أول من أسلم من الأنصار ، وأول مسجد قرىء فيه القرآن بالمدينة مسجد بني زريق ..
* بينما كان رسول الله نائما" في الحجر ، إذ جاءه جبريل ، فأخذه إلى باب المسجد ، فإذا دابة أبيض دون البغل وفوق الحمار ، طويلة الظهر ، طويلة الأذنين ، يقال له البراق ، وكان مسرّجا" ملجّما" ، في فخديه جناحان يحفز بهما رجليه ، يضع خطوه عند أقصى طرفه ، قال صلى الله عليه وسلم : فلما دنوت منه لأركبه شمس (أي نفر وجمح)، فوضع جبريل يده على معرفته (موضع العرف من الطير والخيل) ، ثم قال : ألا تستحي يابراق مما تصنع ؟ ، فوالله يابراق ماركبك عبد لله قبل محمد أكرم على الله منه ، وكانت الأنبياء -صلوات الله عليهم- تركبه قبلي ،، فاستحيا حتى ارفضّّ عرقا" ، ثم قرّ (سكن وانقاد) ، فحملني عليه ، ثم خرج معي لايفوتني ولاأفوته ،، وفي رواية : فركبت خلف جبريل عليه السلام ، فسار بنا ، يضع حافره حيث أدرك طرفه ، فإذا بلغ مكانا" مرتفعا" ، قصرت يداه وطالت رجلاه ، حتى انتهينا إلى موضع ، فقال لي جبريل : انزل فصل ،، ففعلت ،، فقال لي : أتدري أين صليت ؟؟،، صليت بطيبة ، وإليها المهاجر ،، ثم قال : انزل فصلّ ،، فصليت ،، فقال : أتدري أين صليت ؟؟،، صليت بطور سيناء ، حيث كلم الله عز وجل موسى عليه السلام ، ثم قال : انزل فصل ،، فنزلت فصليت ،، فقال : أتدري أين صليت ؟؟،، صليت ببيت لحم ، حيث ولد عيسى عليه السلام ،، ثم انطلق بي حتى انتهى إلى بيت المقدس ،، في رواية : أن جبريل عليه السلام أتى الصخرة التي في بيت المقدس فوضع أصبعه فيها ، فخرقها ، فشد بها البراق ، قال : ثم دخلت أنا وجبريل بيت المقدس ، فصلى كل واحد منا ركعتين ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 60 من السيرة النبوية :
** رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى بيت المقدس آيات كثيرة ، منها :
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما كانت الليلة التي أسري بي فيها ، أتت علي رائحة طيبة ، فقلت : ياجبريل ! ماهذه الرائحة الطيبة ؟، فقال : هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها ، قلت : وماشأنها ؟، قال : بينما هي تمشط ابنة فرعون ذات يوم ، إذ سقطت المدرى (مايعمل من حديد أو خشب على شكل سن من أسنان المشط ، يسرح به الشعر المتلبد) من يديها ، فقالت : باسم الله ،، فقالت لها ابنة فرعون : أبي ؟، قالت : لا ، ولكن ربي ورب أبيك الله ، قالت : أخبره بذلك ؟، قالت : نعم ، فأخبرته فدعاها ، فقال : يافلانة ! وإن لك ربا" غيري ؟، قالت : نعم ، ربي وربك الله ، ،، فأمر بنقرة من نحاس فأحميت ، ثم أمر بها أن تلقى هي وأولادها فيها ،، قالت : إن لي إليك حاجة ، قال : وماحاجتك ؟، قالت : أحب أن تجمع عظامي وعظام أولادي في ثوب واحد وتدفننا .. قال : ذلك لك علينا من الحق ،، قال : فأمر بأولادها ، فألقوا بين يديها واحدا" واحدا" ، إلى أن انتهى ذلك إلى صبي لها رضيع ، وكأنها تقاعست من أجله ، فنطق في المهد وقال : ياأمه ! اقتحمي ، فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، فاقتحمت ..
* تكلم أربعة في المهد : عيسى بن مريم عليه السلام ، وصاحب جريج ، وشاهد يوسف ، وابن ماشطة ابنة فرعون ..
** لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم ، رأى عفريتا" من الجن يطلبه بشعلة من نار ، كلما التفت رسول الله رآه ، فقال له جبريل عليه السلام : أفلا أعلمك كلمات تقولهن ، إذا قلتهن طفئت شعلته وخر لفيه ؟؟،، فقال رسول الله : بلى ،، فقال جبريل : فقل : أعوذ بوجه الله الكريم ، وبكلمات الله التامات اللاتي لايجاورهن بر ولافاجر ، من شر ماينزل من السماء ، وشر مايعرج فيها ، وشر ماذرأ في الأرض ، وشر مايخرج منها ، ومن فتن الليل والنهار ، ومن طوارق الليل والنهار ، إلا طارقا" يطرق بخير يارحمن ..
* رأى رسول الله الدجال شبيها" بقطن بن عبد العزى .. يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الدجال ، فقال : رأيته فيلمانيا" (عظيم الجثة) ، أقمر هجانا" (أبيض) ، إحدى عينيه طافية كأنها كوكب دري ، كأن شعر رأسه أغصان شجرة ..
* رأى النبي صلى الله عليه وسلم حال المجاهدين في سبيل الله ، أي كشف له عن حالهم في دار الجزاء بضرب مثاله ، فرأى قوما" يزرعون في يوم ويحصدون في يوم ، كلما حصدوا عاد كما كان ، فقال : ياجبريل ! من هؤلاء ؟؟،، قال : هؤلاء المجاهدون في سبيل الله ، تضاعف لهم الحسنة بسبعمئة ضعف ، وماأنفقوا من شيء فهو يخلفه ، وهو خير الرازقين ..
* كشف له صلى الله عليه وسلم عن حال من يترك الصلاة والزكاة ، وحال الزناة وقطاع الطرق ، فأتى في طريقه إلى بيت المقدس على قوم ترضخ رؤوسهم بالحجر ، كلما رضخت عادت كما كانت ، لايفتر عنهم من ذلك شيء ، قال صلى الله عليه وسلم : من هؤلاء ؟؟،، قال : هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 61 من السيرة النبوية :
** أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم على أقبالهم رقاع ، وعلى أدبارهم رقاع ، يسرحون كما تسرح الأَنْعَام ، ويأكلون الضريع والزقّوم ، ورضف جهنم (حجارة حامية) ، فقال : من هؤلاء ياجبريل؟؟،، قال : هؤلاء الذين لايؤدون صدقات أموالهم (المقصود هنا الزكاة) ..
* أتى على قوم بين أيديهم لحم نضيج طيب في قدر ، ولحم آخر نيء خبيث ، فجعلوا يأكلون من ذلك النيء الخبيث ، ويدعون الطيب ،، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماهذا ياجبريل ؟؟،، قال : هذا الذي يقوم وعنده امرأة حلالاً طيباً ، فيأتي المرأة الخبيثة فيبيت معها حتى يصبح ، والمرأة تقوم من عند زوجها حلالاً طيباً ، فتأتي الرجل الخبيث فتبيت عنده حتى تصبح ..
* ثم أتى على خشبة على الطريق لايمر بها شيء إلا قصفته ، فقال : ماهذا ياجبريل ؟؟ ،، فقال : هذا مثل أقوام من أمتك ، يقعدون على الطريق ، فيقطعونه ، وتلا قوله تعالى :"ولاتقعدوا بكل صراط توعدون"..
* ثم أتى على قوم تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد ، كلما قرضت عادت كما كانت ، ولايفتر عنهم من ذلك شيء ، فقال : ياجبريل من هؤلاء ؟؟،، قال : هؤلاء خطباء الفتتة ، خطباء من أمتك يأمرون الناس بالبر ، وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب ..
* ثم أتى على جحر صغير يخرج منه ثور عظيم ، فجعل الثور يريد أن يرجع من حيث خرج فلايستطيع ، فقال : ماهذا ياجبريل ؟؟،، قال : هذا الرجل يتكلم بكلمة عظيمة ، ثم يندم عليها ، فيريد أن يردها ولايستطيع ..
* وكشف له عن حال أهل الربا في دار الجزاء بضرب مثال ، فرأى رجلا" يسبح في نهر من دم ويلقم بالحجارة ، فقال صلى الله عليه وسلم : من هذا ؟؟،، قال : آكل الربا ..
* روي أنه أتى على واد ، فوجد ريحا" باردة طيبة ، ووجد ريح المسك وسمع صوتا" ، فقال : ياجبريل ! ماهذه الريح الباردة الطيبة ، وريح المسك ، وماهذا الصوت ؟؟،، قال : هذا صوت الجنة ، تقول : يارب ! ائتني بأهلي وبما وعدتني ، فقد كثر عرفي وحريري وسندسي واستبرقي وعبقري ولؤلؤي ومرجاني وفضتي وذهبي وأباريقي وفواكهي وعسلي وخمري ولبني ، فائتني بما وعدتني ،، فقال : لك كل مسلم ومسلمة ، ومؤمن ومؤمنة ، ومن آمن بي وبرسلي وعمل صالحا" ، ولم يشرك بي شيئا" ، ولم يتخذ من دوني أندادا" ، ومن خشيني أمنته ، ومن سألني أعطيته ، ومن أقرضني جزيته ، ومن توكل علي كفيته ، وأنا الله لاإله إلا أنا لاأخلف الميعاد ... قالت : قد رضيت ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 62 من السيرة النبوية :
* في رحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس أتى على واد ، فسمع صوتا" منكرا" ، ووجد ريحا" خبيثة ، فقال : ياجبريل ! ماهذا الصوت ؟؟،، قال : هذا صوت جهنم ، تقول : يارب ائتني بأهلي وماوعدتني ، فقد كثر سلاسلي وأغلالي وسعيري وزقومي وحميمي وحجارتي وغساقي وغسليني ، وقد بعد قعري ، واشتد حري ، فائتني بما وعدتني ، فقال عز وجل : لك كل مشرك ومشركة ، وكافر وكافرة ، وكل خبيث وخبيثة ، وكل جبار لايؤمن بيوم الحساب ، قالت : قد رضيت ..
* لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الأقصى ، وجد فيه ابراهيم الخليل وموسى وعيسى ، في نفر من الأنبياء عليهم السلام ، قد جُمعوا له ، فقدمه جبريل عليه السلام حتى صلى بهم ركعتين ،،، ثم قال ابراهيم عليه السلام : الحمد لله الذي اتخذ ابراهيم خليلا" ، وأعطاني ملكا" عظيما" ، وجعلني أمّة قانتا" لله ، يؤتم بي ، وأنقذني من النار ، وجعلها علي بردا" وسلاما" ..
* ثم إن موسى عليه السلام أثنى على ربه ، فقال : الحمد لله الذي كلّمني تكليما" ، واصطفاني برسالته وكلماته ، وقربني إليه نجيا" ، وأنزل علي التوراة ، وجعل هلاك آل فرعون على يدي ، ونجى بني اسرائيل ..
* ثم إن داوود عليه السلام أثنى على ربه ، فقال : الحمد لله الذي خولني ملكا" ، وأنزل علي الزبور ، وألان لي الحديد ، وسخر لي الطير والجبال ، وآتاني الحكمة وفصل الخطاب ..
* ثم إن سليمان عليه السلام أثنى على ربه ، فقال : الحمد لله الذي سخر لي الرياح وَالْجِنّ والإنس ، وسخر لي الشياطين يعملون ماشئت من محاريب وتماثيل ، وعلمني منطق الطير وكل شيء ، وأسال لي عين القطر (النحاس المذاب) ، وأعطاني ملكا" عظيما" لاينبغي لأحد من بعدي ..
* ثم إن عيسى عليه السلام أثنى على ربه ، فقال : الحمد لله الذي علّمني التوراة والإنجيل ، وجعلني أبرىء الأكمه والأبرص ، وأحيي الموتى بإذنه ، ورفعني وطهرني من الذين كفروا ، وأعاذني وأمي من الشيطان الرجيم (فلم يكن للشيطان عليهما سبيل) ..
* ثم إن محمدا" أثنى على ربه ، فقال : كلكم قد أثنى على ربه ، وإني مثن على ربي ، فقال : الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين ، وكافة للناس بشيرا" ونذيرا" ، وأنزل علي الفرقان فيه تبيان كل شيء ، وجعل أمتي خير أمة أخرجت للناس ، وجعل أمتي وسطا" ، وجعل أمتي هم الأولون وهم الآخرون ، وشرح صدري ، ووضع عني وزري ، ورفع لي ذكري ، وجعلني فاتحا" وخاتما" ..
* فقال ابراهيم عليه السلام : بهذا فضلكم محمد صلى الله عليه وسلم ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 63 من السيرة النبوية :
** قال النبي صلى الله عليه وسلم :"لما فرغت مما كان في بيت المقدس ، أتي بالمعراج ، ولم أر شيئا" قط أحسن منه ، وهو الذي يمد إليه ميتكم عينيه إذا حضر ، فأصعدني صاحبي فيه ، حتى انتهى بي إلى باب من أبواب السماء الدنيا ، يقال له باب الحفظة ، عليه ملك من الملائكة ، يقال له اسماعيل ، تحت يديه اثنا عشر ألف ملك ، تحت يدي كل ملك اثنا عشر ألف ملك ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين يحدث بهذا الحديث : "ومايعلم جنود ربك إلا هو" ،، قال : فقال جبريل لخازن السماء : افتح ،، قال : من هذا ؟؟،، قال : هذا جبريل ،، قال : هل معك أحد ؟؟،، قال : نعم ، معي محمد ،، فقال : وقد أرسل إليه ؟؟،، قال : نعم ،، فقال : مرحبا" به وأهلا" ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء ،، فلما فتح علونا السماء الدنيا ، فإذا فيها رجل قاعد ، على يمينه أسودة ، وعلى يساره أسودة ،، إذا نظر قبل يمينه ضحك ، وإذا نظر قبل يساره بكى ،، قال : فقلت : من هذا ياجبريل ؟؟،، قال : هذا أبوك آدم فسلم عليه ،، فسلمت عليه ، فرد السلام ،، ثم قال : مرحبا" وأهلا" بالابن الصالح والنبي الصالح ، نعم الابن أنت ،، ثم قال جبريل : وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم (أرواح) بنيه تعرض عليه ، فأهل اليمين منهم أهل الجنة ، والأسودة التي على شماله أهل النار ،، فإذا مرت به روح المؤمن منهم ، سر بها وضحك ،، وقال : روح طيبة خرجت من جسد طيب .. وإذا مرت به روح الكافر منهم أفف منها وكرهها وساءه ذلك وبكى ، وقال : روح خبيثة خرجت من جسد خبيث ..
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" تلقتني الملائكة حين دخلت السماء الدنيا ، فلم يلقني ملك إلا ضاحكا" مستبشرا" يقول خيرا" ويدعو به ، حتى لقيني ملك من الملائكة ، فقال مثل ماقالوا ، ودعا بمثل مادعوا به ، إلا أنه لم يضحك ، ولم أر منه من البشر مثل مارأيت من غيره ، فقلت لجبريل : ياجبريل ! من هذا الملك الذي قال لي كما قالت الملائكة ، ولم يضحك ، ولم أر منه من البشر مثل الذي رأيت منهم ؟؟،، قال : فقال لي جبريل : أما إنه لو كان ضحك إلى أحد كان قبلك ، أو كان ضاحكا" إلى أحد بعدك لضحك إليك ، ولكنه لايضحك ، هذا مالك خازن النار ،، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقلت لجبريل - وهو من الله بالمكان الذي وصف لكم : مطاع ثم أمين- ألا تأمره أن يريني النار ، فقال : بلى ، يامالك ! أر محمدا" النار ،، قال : فكشف عنها غطاءها ، ففارت وارتفعت حتى ظننت لتأخذن ماأرى ،، قال : فقلت لجبريل : ياجبريل ! مره فليردها إلى مكانها الذي خرجت منه ، فما شبهت رجوعها إلا وقوع الظل ، حتى إذا دخلت من حيث خرجت ، رد عليها غطاءها ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 64 من السيرة النبوية :
** قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما دخلت السماء الدنيا ، رأيت رجالا" لهم مشافر (شفايف) كمشافر الإبل ، في أيديهم قطع من نار كالأفهار (كالأحجار) ، يقذفونها في أفواههم ، فتخرج من أدبارهم ، فقلت : من هؤلاء ياجبريل ؟؟،، قال : هؤلاء أكلة أموال اليتامى ظلما" ..
* ثم رأى رجالا" لهم بطون لم أر مثلها قط ، بسبيل آل فرعون ، يمرون عليهم كالإبل المهيومة (داء مثل الحمى يقتل الإبل) حين يعرضون على النار ، يطؤونهم لايقدرون على أن يتحولوا من مكانهم ذلك ، بطونهم أمثال البيوت ، فيها الحيات ترى من خارج البطون ، كلما نهض أحدهم خر يقول : اللهم لاتقم الساعة .. قال : ياجبريل ! من هؤلاء ؟؟،، قال : هؤلاء من أمتك ،، الذين يأكلون الربا ، لايقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ..
* وقال عليه الصلاة والسلام : لما عرج بي ربي عز وجل ، مررت بقوم لهم أظفار من نحاس ، يخمشون وجوههم وصدورهم ، فقلت : من هؤلاء ياجبريل ؟؟،، قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ، ويقعون في أعراضهم ..
* عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر في النار ، فإذا قوم يأكلون الجيف ، فقال : من هؤلاء ياجبريل ؟؟،، قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ، ورأى رجلا" أحمر أزرق جعدا" شعثا" إذا رأيته ، قال : من هذا ياجبريل ؟؟،، قال : هذا عاقر الناقة قدار بن سالف ..
* راى النبي صلى الله عليه وسلم أقواما" تقطع من جنوبهم اللحم فيلقمون ، فيقال لأحدهم : كل كما كنت تأكل لحم أخيك ، فقال : ياجبريل ! من هؤلاء ؟؟،، قال : هؤلاء الهمازون من أمتك اللمازون ..
* ثم عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء الثانية ، فاستفتح جبريل عليه السلام ، فقيل : من هذا ؟؟،، قال : جبريل ، قيل : من معك ؟؟،، قال : محمد ،، قيل : أوقد أرسل إليه ؟؟،، قال : نعم ،، قيل : مرحبا" به ولنعم المجيء جاء ،، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ففتح لنا ، فإذا أنا بابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا ،، فقالا : مرحبا" بك من أخ ونبي ..
* ثم عرج به إلى السماء الثالثة ، فاستفتح جبريل ،، فقيل : من هذا ؟؟،، قال : جبريل ،، قيل : ومن معك ؟؟،، قال : محمد ،، قيل : وقد أرسل إليه ؟؟،، قال : نعم ،، قيل : مرحبا" به ، ولنعم المجيء جاء ،، قال : ففتح لنا ، فإذا أنا بيوسف صورته كصورة القمر ليلة البدر ، فسلمت عليه ،، قال : مرحبا" بك من أخ ونبي ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 65 من السيرة النبوية :
** عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟؟،، قال : جبريل ،، قيل ومن معك ؟؟،، قال : محمد ،، قيل : وقد أرسل إليه ؟؟،، قال : نعم ،، قيل : مرحبا" به ولنعم المجيء جاء ، قال : ففتح لنا ، فإذا أنا بإدريس ، فسلمت عليه ، فقال : مرحبا" بك من أخ ونبي ، قال صلى الله عليه وسلم :"ورفعناه مكانا" عليا" "..
* ثم عرج به إلى السماء الخامسة ، فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟؟،، قال : جبريل ،، قيل ومن معك ؟؟،، قال : محمد ،، قيل : وقد أرسل إليه ؟؟،، قال : نعم ،، قيل : مرحبا" به ولنعم المجيء جاء ، قال صلى الله عليه وسلم : ففتح لنا ، فإذا فيها كهل أبيض الرأس واللحية ، عظيم العثنون (اللحية) ،، لم أر كهلا" أجمل منه ، قلت : من هذا ياجبريل ؟؟،، قال : هذا المحبب في قومه هارون بن عمران ، فسلمت عليه ، فقال : مرحبا" بك من أخ ونبي ..
* ثم عرج به إلى السماء السادسة ، فاستفتح جبريل ، قيل من هذا ؟؟،، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟؟،، قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟؟،، قال : نعم ،، قال صلى الله عليه وسلم : ففتح لنا ، فإذا أنا بموسى ، فسلمت ، فقال : مرحبا" بك أخ ونبي ، وفي لفظ : فإذا فيها رجل آدم طويل أقنى ، كأنه من رجال شنوءة ، فقلت له : من هذا ياجبريل ؟؟،، قال : هذا أخوك موسى بن عمران ، فلما جاوزه بكى ، فقال له : مايبكيك ؟؟،، قال : تزعم بنو اسرائيل أني أفضل الخلق ، وهذا قد خلفني ، فلو أنه وحده ، ولكن معه كل أمته ..
* لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم ، جعل يمر بالنبي والنبيين ومعهم القوم ، والنبي والنبيين ومعهم الرهط ، والنبي والنبيين وليس معهم أحد ، حتى مر بسواد عظيم ، فقلت : من هذا ؟؟،، قيل : موسى وقومه ، ولكن ارفع رأسك فانظر ، قال : فإذا سواد عظيم قد سد الأفق من ذا الجانب ، ومن ذا الجانب ،، فقيل : هؤلاء أمتك ، وسوى هؤلاء من أمتك سبعون ألفا" يدخلون الجنة بغير حساب ،، قال النبي صلى الله عليه وسلم : هم الذين لايكتوون ولايسترقون ولايتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ،، فقام عكاشة بن محصن ، فقال : أنا منهم يارسول الله ؟؟،، قال : نعم ، ثم قام آخر ، فقال : أنا منهم ؟؟،، فقال عليه الصلاة والسلام : سبقك بها عكاشة ..
يكتوون : الكي بالنار ، نهي عنه لأنهم كانوا يعظمون أمره ..
يسترقون : الرقية هي العوذة التي يرقى بها (ليست الرقية الشرعية) ..
يتطيرون : الطيرة هي التشاؤم بالشيء ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 67 من السيرة النبوية :
** عن علي كرم الله وجهه ، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : "يارسول الله ! أخبرني بما رأيت في الجنة ليلة أسري بك ، فقال : يابن الخطاب ! لو لبثت فيكم مالبث نوح في قومه ، ألف سنة أحدثكم عما رأيت في الجنة ، لما فرغت منه ، ولكن ياعمر ! إذا قلت لي حدثني ، فسأحدثك عما لم أحدث به غيرك ، رأيت فيها قصورا" أصلها في أرض الجنة ، وأعلاها في جوف العرش ، فقلت : ياجبريل ! هي في جوف العرش وأركانها في أرض الجنة ؟؟،، قال : لاأدري ، قلت : ياجبريل ! أخبرني من يصير إليها ، ومن يسكنها ؟؟،، -وإذا ضوؤها كضوء الشمس في الدنيا- ،، قال : يسكنها ويصير إليها من يقول الحق ، ويهدي إلى الحق ، وإذا قيل له الحق لم يغضب ، ومات على الحق ،، قلت : ياجبريل ! هل تسمي أحدا" ؟؟،، قال : نعم ، رجلا" واحدا" ،، قلت : من ذاك الواحد ؟؟،، قال : عمر بن الخطاب .. فشهق عمر شهقة ، وخر مغشيا" عليه إلى الغد من تلك اللحظة ..
* ثم انطلق جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فوق السموات السبع ، حتى انتهى به إلى سدرة المنتهى ، وإليها ينتهي مايعرج به من الأرض فيقبض منها ، وإليها ينتهي مايهبط به من فوقها فيقبض منها ، إليها ينتهي علم الخلق لاعلم لهم بما فوق ذلك ، فرأى عندها نورا" عظيما" ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : فإذا نبقها كأنه قلال هجر (ثمرها كبير مثل القلال"الجرر") ، وورقها كأنه آذان الفيلة ، يسير الراكب في الفنن منها مئة سنة ، يستظل بالفنن منها مئة راكب ، فيها فراش من ذهب ، تخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن ، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ، وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفى ..
* وفي رواية : في أصلها أربعة أنهار : نهران باطنان ، ونهران ظاهران ،، فسألت جبريل ، فقال : أما الباطنان ففي الجنة ، وأما الظاهران : النيل والفرات ، وإذا فيها عين تجري يقال لها سلسبيل ، فينشق منها نهران أحدهما الكوثر ، والآخر يقال له نهر الرحمة ، فاغتسلت فيه ، فغفر لي ماتقدم من ذنبي وماتأخر ، فلما غشيها من أمر الله ماغشيها ، تحولت ياقوتا" او زمردا" أو نحو ذلك ، وغشيها ألوان لاأدري ماهي ، فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 66 من السيرة النبوية :
** عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة ، فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟؟،، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟؟،، قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟؟،، قال : نعم ، قيل : مرحبا" ولنعم المجيء جاء ، قال صلى الله عليه وسلم : ففتح لنا ، فإذا أنا بإبراهيم ، رجل أشمط (أشيب) ، وفي لفظ : كهل ، جالس على كرسي إلى باب البيت المعمور ، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ، لايرجعون إليه حتى تقوم الساعة ، لم أر رجلا" أشبه بصاحبكم ، ولاصاحبكم أشبه به منه ، فسلمت عليه ، فقال : مرحبا" بك من ابن ونبي ..
* روي أن سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أقرىء أمتك مني السلام ، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة ، عذبة الماء ، وأنها قيعان ، وأن غراسها : سبحان الله والحمد لله ولاإله إلا الله والله أكبر ،، وفي لفظ : لاحول ولاقوة إلا بالله ..
* قال صلى الله عليه وسلم : ثم أدخلت الجنة ، فإذا فيها حبايل اللؤلؤ ، وإذا ترابها المسك ، وإذا أنا بأنهار من من ماء غير آسن ، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ، وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفى ، وإذا رمانها كأنه الدلاء عظما" ، وإذا أنا بطير كالبخاتي (جمل طويل العنق) ، وقال : إن الله قد أعد لعباده الصالحين ، مالا عين رأت ، ولاأذن سمعت ، ولاخطر على قلب بشر ..
* قال عليه الصلاة والسلام : بينما أنا أسير في الجنة ، وإذا أنا بنهر حافتاه من ذهب ، ومجراه على الدر والياقوت ، تربته أطيب من المسك ، وماؤه أحلى من العسل ، وأبيض من الثلج ..
* قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ماالكوثر الذي أعطاك الله ؟؟،، قال : نهر كما بين صنعاء إلى أيلة ، آنيته كعدد نجوم السماء ، ترده طير لها أعناق كأعناق الإبل ، قال عمر : إنها يارسول الله لناعمة ، قال : آكلها أنعم منها ..
* قال عليه الصلاة والسلام : لما أسري بي في الجنة ، سمعت خشخشة ، فقلت : ياجبريل ! ماهذه الخشخشة ؟؟،، قال : هذا بلال ،، قال أبو بكر : ليت أم بلال ولدتني وأبو بلال ، وأنا مثل بلال ..
* وقال : يابلال ! حدثني بأرجى عمل عملته عندك في الإسلام منفعة ، فإني سمعت الليلة خشف (صوت) نعليك بين يدي قي الجنة ؟؟،، قال بلال : ماعملت عملا" في الإسلام أرجى عندي منفعة من أني لاأتطهر طهورا" تاما" ، في ساعة من ليل ولانهار ، إلا صليت بذلك الطهور ، ماكتب الله لي أن أصلي ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
الحلقة 67 لم نجدها انتظرونا لاحقا....
**************
* قصة البداية *
** الحلقة 68 من السيرة النبوية :
** رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام على الصورة التي خلقه عليها الله عز وجل ، في حلة من رفرف أخضر (ديباج رقيق) ، قد ملأ مابين السماء والأرض ، له ستمئة جناح ، كل جناح منها قد سد الأفق ، يتناثر من أجنحته التهاويل والدر والياقوت ، وكان لايراه قبل ذلك إلا على صور مختلفة ، وأكثر ماكان يراه على صورة دحية الكلبي رضي الله عنه ..
** روي عن ابن مسعود رضي الله عنه ، أنه قال : إن محمدا" لم ير جبريل في صورته إلا مرتين ، أما مرة فإنه سأله أن يريه نفسه في صورته ، فأراه صورته فسد الأفق ، وأما الأخرى فإنه صعد معه حين صعد به ، وقوله :"وهو بالأفق الأعلى ، ثم دنا فتدلى ، فكان قاب قوسين أو أدنى ، فأوحى إلى عبده ماأوحى"، قال : فلما أحس جبريل ربه عاد في صورته وسجد ، فقوله :" ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى ، عندها جنة المأوى ، إذ يغشى السدرة مايغشى ، مازاغ البصر وماطغى ، لقد رأى من آيات ربه الكبرى"..
* ثم غشيت تلك السدرة سحابة ، فتأخر جبريل عليه السلام ، وعُرج بالنبي صلى الله عليه وسلم ، حتى وصل إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام ، فكلمه ربه عند ذلك ، وفرضت هناك الصلاة ..
* قال النبي صلى الله عليه وسلم : مررت ليلة أسري بي بالملأ الأعلى ، وجبريل كالحلس البالي من خشية الله ، ويروى أن جبريل لما وصل إلى مقامه ، وهو سدرة المنتهى ، فوق السماء السابعة ، قال للنبي صلى الله عليه وسلم : هاأنت وربك ، هذا مقامي لاأتعداه ، فَزُجّ بالنبي صلى الله عليه وسلم في النور ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 69 من السيرة النبوية :
** قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثم صعد بي فوق سبع سموات ، فأتينا سدرة المنتهى ، فغشيتني ضبابة ، فخررت ساجدا" ، فقيل لي : إني يوم خلقت السموات والأرض ، فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة ، فقم بها أنت وأمتك ، فرجعت إلى ابراهيم ، فلم يسألني عن شيء ، ثم أتيت على موسى ، فقال : كم فرض الله عليك وعلى أمتك ؟؟،، قلت : خمسين صلاة ، قال : فإنك لاتستطيع أن تقوم بها أنت ولاأمتك (وفي لفظ : أنا أعلم الناس منك ، عالجت بني اسرائيل أشد المعالجة ، وإن أمتك ضعيفة لاتطيق ذلك ، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كأنه يستشيره في ذلك ، فأشار إليه جبريل : أن نعم إن شئت ،، قال النبي صلى الله عليه وسلم : فرجعت إلى ربي ، وقلت : يارب خفف عنا ، فإن أمتي لاتستطيع هذا ،، فوضع عني عشرا" ،، ثم أتيت موسى ، فأمرني بالرجوع ، فرجعت ، فوضع عني عشرا" ، ثم أتيت موسى ، فأمرني بالرجوع ، فرجعت إلى ربي ، فوضع عني عشرا" ، فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى عليه السلام ، حتى انتهيت إلى أن وضع ذلك عني ، إلا خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فرجعت إلى موسى ، فقال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ، فقلت : قد رجعت إلى ربي وسألته ، حتى استحييت منه ، فما أنا بفاعل ،، فنودي : أني قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي ، وأجزي الحسنة عشرا" ..
* وفي لفظ : أنهن خمس صلوات كل يوم وليلة ، لكل صلاة عشر ، فذلك خمسون صلاة ، ومن همّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ، فإن عملها كتبت له عشرا" ، ومن همّ بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا" ، فإن عملها كتبت سيئة واحدة ..
* يروى أن موسى عليه السلام احتبسه عند الخمس ، فقال : يامحمد ! والله لقد راودت بني اسرائيل قومي على أدنى من هذا ، فضعفوا ، فتركوه (فُرض على بني اسرائيل صلاتان بالغداة والعشي ، فما قاموا بهما)،، فأمتك أضعف أجسادا" وقلوبا" وأبدانا" وأبصارا" وأسماعا" ..
* قال عليه الصلاة والسلام :"كان موسى أشدهم علي أولا" ، وخيرهم آخرا" "..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 70 من السيرة النبوية :
** لما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى ، وكلمه ربه ، قال له عز وجل : سل .. فقال عليه الصلاة والسلام : إنك اتخذت ابراهيم خليلا" ، وأعطيته ملكا" عظيما" ، وكلمت موسى تكليما" ، وأعطيت داوود ملكا" عظيما" ، وألنت له الحديد ، وسخرت له الجبال ، وأعطيت سليمان ملكا" عظيما" ، وسخرت له الحبال والإنس والجن ، وسخرت له الشياطين والرياح ، وأعطيته ملكا" لاينبغي لأحد من بعده ، وعلمت عيسى التوراة والإنجيل ، وجعلته يبرىء الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذنك ، وأعذته وأمه من الشياطين ، فلم يكن له عليهما سبيل ..
* فقال له ربه عز وجل : قد اتخذتك خليلا" - قال : وهو مكتوب في التوراة خليل الرحمن - ، وأرسلتك إلى الناس كافة بشيرا" ونذيرا" ، وشرحت لك صدرك ، ووضعت عنك وزرك ، ورفعت لك ذكرك ، فلا أذكر إلا ذكرت معي - يعني بذلك الأذان - وجعلت أمتك خير أمة أخرجت للناس ، وجعلت أمتك أمة وسطا" ، وجعلت أمتك هم الأولون وهم الآخرون ، وجعلت من أمتك أقواما" قلوبهم أناجيلهم ، وجعلت أمتك لاتجوز عليهم خطبة ، حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي ، وجعلتك أول النبيين خلقا" ، وآخرهم مبعثا" ، وآتيتك سبعا" من المثاني لم أعطها نبياً" قبلك ، وأعطيتك خواتيم سورة البقرة ، من كنز تحت العرش ، لم أعطها نبيا" قبلك ، وجعلتك فاتحا" وخاتما" ..
قال النبي صلى الله عليه وسلم : فضلني ربي :"أرسلني رحمة للعالمين ، وكافة للناس بشيراً ونذيراً ، وألقى في قلب عدوي الرعب مسيرة شهر ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ، وأعطيت فواتح الكلام وخواتمه وجوامعه ، وعرضت علي أمتي ، فلم يخفَ علي التابع والمتبوع ..
* اختُلِف في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه تبارك وتعالى ، ليلة الإسراء والمعراج ، والراجح عند أكثر العلماء أنه رَآه بعيني رأسه في تلك الليلة ، من القائلين بالرؤية ابن عباس وابن مسعود ، وغيرهما ، وأنكرت السيدة عائشة الرؤية ..
* قال عكرمة : قلت لابن عباس : نظر محمد إلى ربه ؟؟،، قال : نعم ،، جُعل الكلام لموسى ، والخلة لابراهيم ، والنظر لمحمد صلى الله عليه وسلم ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة71 من السيرة النبوية :
** قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما نزلت إلى السماء الدنيا نظرت أسفل مني ، فإذا أنا برهج (غبار) ، ودخان وأصوات ، فقلت : ماهذا ياجبريل ؟؟،، قال : هذه الشياطين يحومون على أعين بني آدم ، أن لايتفكروا في ملكوت السموات والأرض ، ولولا ذلك لرأوا العجائب ..
* ثم ركب النبي صلى الله عليه وسلم البراق منصرفا" إلى مكة ، بصحبة جبريل عليه السلام ، فمر بعير لقريش ، فسلم عليهم ، ثم أتى مكة قبل الصبح ..
* لما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح بأصحابه ، غدا على قريش في المسجد ، فأخبرهم بمسراه ، فقال المشركون : هذا والله الإمر البين (الأمر العظيم الشنيع)، وكذبوه ، وقال ناس ممن أسلموا : نحن لانصدق محمدا" بما يقول ، فارتدوا كفارا" ، فأنزل تعالى فيهم :"وماجعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ، والشجرة الملعونة قي القرآن ، ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا" كبيرا" "..
* ذهب الناس إلى أبي بكر رضي الله عنه ، فقالوا له : هل لك ياأبا بكر في صاحبك ؟؟ يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس ، وصلى فيه ورجع إلى مكة ،، فقال أبو بكر : والله لئن كان قاله لقد صدق ،، فقالوا : أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس ، وجاء قبل أن يصبح ؟؟،، قال : نعم ! فما يعجبكم في ذلك ؟؟،، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك ، فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من الله من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه .. قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : وأنت ياأبا بكر "الصديق"..
* ضج المشركون وأعظموا ذلك ، صار بعضهم يصفق وبعضهم يضحك ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثهم بما رأى ، فقال أبو جهل كالمستهزىء : صف لي الأنبياء ،، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما إبراهيم فلم أر رجلا" أشبه بصاحبكم ، ولاصاحبكم أشبه به منه ،، وأما موسى فرجل آدم طويل ، ضرب (الخفيف اللحم ، الممشوق المستدق) ، جعد أقنى ، كأنه من رجال شنوءة ،، وأما عيسى بن مريم فرجل أحمر بين القصير والطويل ، عريض الصدر ، سبط الشعر ، كثير خيلان الوجه ، كأنه خرج من ديماس (حمام) تخال رأسه يقطر ماء" وليس به ماء ، أشبه رجالكم به عروة بن مسعود الثقفي ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 72 من السيرة النبوية :
** قال المطعم بن عدي : كل أمرك قبل اليوم كان أمماً غير قولك اليوم ، أشهد أنك كاذب ،، نحن نضرب أكباد الإبل إلى بيت المقدس مصعداً شهراً ومنحدراً شهراً ، تزعم أنك أتيته في ليلة !!،، واللات والعزى لاأصدقك ،، ثم قال : أنا أعلم الناس ببيت المقدس ، وكيف بناؤه وكيف هيئته وكيف قربه من الجبل ، فإن يكن محمد صادقاً فسأخبركم ، وإن يكن كاذباً فسأخبركم ،،
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذهبت أنعت ، فما زلت أنعت حتى التبس علي بعض النعت ، فجلّى الله لي بيت المقدس ، فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه ،، فقال بعضهم : كم للمسجد من باب ؟؟ ولم أكن عددت أبوابه ، فجعلت أنظر إليها وأعدها باباً باباً ، وأعلمهم ، فلما فرغ صلى الله عليه وسلم من نعته ، قال المشركون : أما النعت فوالله لقد أصاب ..
* طلب المشركون دليلاً آخر على صدقه صلى الله عليه وسلم ، قال : آية ذلك أني مررت بعير بني فلان بوادي كذا وكذا ، فأنفرهم حسّ الدابة ، فندّ لهم بعير ، فسلمت عليهم ، ودللتهم عليه ،، قال بعضهم : هذا صوت محمد ..
* وقال : مررت بعير بني فلان ، فوجدت القوم نياماً ، ولهم إناء فيه ماء قد غطوا عليه بشيء ، فكشفت غطاءه وشربت مافيه ، ثم غطيت عليه كما كان ، وآية ذلك أن عيرهم الآن تصوّب (تنحدر) من البيضاء ثنية التنعيم ، يقدمها جمل أورق (في لونه بياض إلى سواد) ، عليه غراراتان (الغرارة : وعاء من الخيش يوضع فيه القمح) ، إحداهما سوداء والأخرى برقاء ، (يقال لكل شيء اجتمع فيه سواد وبياض : أبرق) ..
* وأخبرهم بكل رجل وبعيره ومتاعه ،، فقالوا له : متى تجيء ؟؟،، قال : يوم الأربعاء ، فقال الوليد بن المغيرة : ساحر ، فلما كان ذلك اليوم أشرفت قريش ينتظرون ، وقد ولى النهار ولم تجيء ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ، فزيد له في النهار ساعة ، وحبست عليه الشمس ، ولما كان آخر النهار ، استقبلوا العير ، يتقدمهم ذلك الجمل الذي وصفه رسول الله ، وأخبروهم خبر إناء الماء الذي فقدوه ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني
الحلقة 67 لم نجدها انتظرونا لاحقا....
**************
* قصة البداية *
** الحلقة 68 من السيرة النبوية :
** رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام على الصورة التي خلقه عليها الله عز وجل ، في حلة من رفرف أخضر (ديباج رقيق) ، قد ملأ مابين السماء والأرض ، له ستمئة جناح ، كل جناح منها قد سد الأفق ، يتناثر من أجنحته التهاويل والدر والياقوت ، وكان لايراه قبل ذلك إلا على صور مختلفة ، وأكثر ماكان يراه على صورة دحية الكلبي رضي الله عنه ..
** روي عن ابن مسعود رضي الله عنه ، أنه قال : إن محمدا" لم ير جبريل في صورته إلا مرتين ، أما مرة فإنه سأله أن يريه نفسه في صورته ، فأراه صورته فسد الأفق ، وأما الأخرى فإنه صعد معه حين صعد به ، وقوله :"وهو بالأفق الأعلى ، ثم دنا فتدلى ، فكان قاب قوسين أو أدنى ، فأوحى إلى عبده ماأوحى"، قال : فلما أحس جبريل ربه عاد في صورته وسجد ، فقوله :" ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى ، عندها جنة المأوى ، إذ يغشى السدرة مايغشى ، مازاغ البصر وماطغى ، لقد رأى من آيات ربه الكبرى"..
* ثم غشيت تلك السدرة سحابة ، فتأخر جبريل عليه السلام ، وعُرج بالنبي صلى الله عليه وسلم ، حتى وصل إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام ، فكلمه ربه عند ذلك ، وفرضت هناك الصلاة ..
* قال النبي صلى الله عليه وسلم : مررت ليلة أسري بي بالملأ الأعلى ، وجبريل كالحلس البالي من خشية الله ، ويروى أن جبريل لما وصل إلى مقامه ، وهو سدرة المنتهى ، فوق السماء السابعة ، قال للنبي صلى الله عليه وسلم : هاأنت وربك ، هذا مقامي لاأتعداه ، فَزُجّ بالنبي صلى الله عليه وسلم في النور ..
* قصة البداية *
** الحلقة 67 من السيرة النبوية :
** عن علي كرم الله وجهه ، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : "يارسول الله ! أخبرني بما رأيت في الجنة ليلة أسري بك ، فقال : يابن الخطاب ! لو لبثت فيكم مالبث نوح في قومه ، ألف سنة أحدثكم عما رأيت في الجنة ، لما فرغت منه ، ولكن ياعمر ! إذا قلت لي حدثني ، فسأحدثك عما لم أحدث به غيرك ، رأيت فيها قصورا" أصلها في أرض الجنة ، وأعلاها في جوف العرش ، فقلت : ياجبريل ! هي في جوف العرش وأركانها في أرض الجنة ؟؟،، قال : لاأدري ، قلت : ياجبريل ! أخبرني من يصير إليها ، ومن يسكنها ؟؟،، -وإذا ضوؤها كضوء الشمس في الدنيا- ،، قال : يسكنها ويصير إليها من يقول الحق ، ويهدي إلى الحق ، وإذا قيل له الحق لم يغضب ، ومات على الحق ،، قلت : ياجبريل ! هل تسمي أحدا" ؟؟،، قال : نعم ، رجلا" واحدا" ،، قلت : من ذاك الواحد ؟؟،، قال : عمر بن الخطاب .. فشهق عمر شهقة ، وخر مغشيا" عليه إلى الغد من تلك اللحظة ..
* ثم انطلق جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فوق السموات السبع ، حتى انتهى به إلى سدرة المنتهى ، وإليها ينتهي مايعرج به من الأرض فيقبض منها ، وإليها ينتهي مايهبط به من فوقها فيقبض منها ، إليها ينتهي علم الخلق لاعلم لهم بما فوق ذلك ، فرأى عندها نورا" عظيما" ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : فإذا نبقها كأنه قلال هجر (ثمرها كبير مثل القلال"الجرر") ، وورقها كأنه آذان الفيلة ، يسير الراكب في الفنن منها مئة سنة ، يستظل بالفنن منها مئة راكب ، فيها فراش من ذهب ، تخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن ، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ، وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفى ..
* وفي رواية : في أصلها أربعة أنهار : نهران باطنان ، ونهران ظاهران ،، فسألت جبريل ، فقال : أما الباطنان ففي الجنة ، وأما الظاهران : النيل والفرات ، وإذا فيها عين تجري يقال لها سلسبيل ، فينشق منها نهران أحدهما الكوثر ، والآخر يقال له نهر الرحمة ، فاغتسلت فيه ، فغفر لي ماتقدم من ذنبي وماتأخر ، فلما غشيها من أمر الله ماغشيها ، تحولت ياقوتا" او زمردا" أو نحو ذلك ، وغشيها ألوان لاأدري ماهي ، فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 75 من السيرة النبوية :
** يتعرض كل البشر للشعور بالضعف ، والحاجة إلى النصير ، وذلك مظهر عبودية الإنسان لله تعالى .. وقد عانى رسول الله صلى الله عليه وسلم ألوانا" كثيرة من المحن التي لاقاها من قريش ، وظهر ذلك في التجائه ودعائه حين عودته من الطائف ، وشكواه لله تعالى ، وطمعه في عافيته ومعونته ، فجاءت ضيافة الإسراء والمعراج تكريما" من الله تعالى له ، وتجديدا" لعزيمته وثباته ، ودليلا" أن مايلاقيه عليه الصلاة والسلام من قومه ليس بسبب أن الله تعالى تخلى عنه ، أو أنه قد غضب عليه ، إنما هي سنة الله عز وجل في الكون مع محبيه ومحبوبيه في كل عصر وزمان ..
* الإسلام دين الفطرة ، الذي ينسجم في عقيدته وأحكامه كلها ، مع ماتقتضيه نوازع الفطرة الإنسانية الأصيلة ، وهذا من أسرار سعة انتشاره ، وسرعة تقبل الناس له ..
* الإسراء والمعراج كانا بالجسد والروح معا" ، دليل ذلك هو استعظام مشركي قريش لذلك ، وتعجبهم للخبر وسرعة تكذيبهم له ، إذ لو كانت المسألة مسألة رؤيا ، لما استدعى الأمر أي تعجب أو استعظام ..
* كتاب ابن عباس عن قصة الإسراء والمعراج الذي يدعى (معراج ابن عباس) ، كتاب ملفق في مجموعة أحاديث باطلة لاأصل لها ، وهو لم يؤلف أي كتاب في معراج الرسول صلى الله عليه وسلم ، بل وماظهرت حركة التأليف إلا في أواخر عهد الأمويين ..
* أتى وفد من المدينة وأسلموا ، وبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الأولى ،، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، قال : بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة الأولى ، على أن لانشرك بالله شيئا" ، ولانسرق ، ولانزني ، ولانقتل أولادنا ، ولانأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ، ولانعصيه في معروف ، فإن وفيتم فلكم الجنة ، وإن غشيتم من ذلك شيئا" ، فأخذتم بحده في الدنيا فهو كفارة له ، وإن سترتم عليه إلى يوم القيامة ، فأمركم إلى الله عز وجل ، إن شاء عذب ، وإن شاء غفر ..
* كان الذين بايعوه اثنا عشر رجلا" ، اثنان من الأوس ، وعشرة من الخزرج ، جاؤوا من المدينة في موسم الحج
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 73 من السيرة النبوية :
** جاءت القافلة التي ندّ لهم بعير ، فأخبروهم خبر بعيرهم ، وكيف سمعوا صوتا" يدلهم على مكانه ،، كأنه صوت محمد ..
* لم تُرَد الشمس على أحد إلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسراء والمعراج .. ورُدَّت أيضا" ليوشع بن نون حين قاتل الجبارين يوم الجمعة ، فلما أدبرت الشمس خاف أن تغيب قبل أن يفرغ منهم ، ويدخل السبت ، ولا يحل لهم قتالٌ فيه ، فدعا الله تعالى ، فردّ عليه الشمس حتى فرغ من قتالهم ..
* جاء في حديث أبو سفيان بن حرب مع هرقل ، أنه لما سأله عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال أبو سفيان : أيها الملك ! ألا أخبرك عنه خبرا" ، تعرفه به أنه قد كذب !!،، قال هرقل : وماهو ؟؟،، قال أبو سفيان : إنه زعم لنا أنه خرج من أرضنا أرض الحرم في ليلة ، فجاء مسجدكم هذا مسجد إيلياء ورجع إلينا في تلك الليلة قبل الصباح ،، فقال بطريك إيلياء -وكان عند رأس هرقل- : صدق ،، قال هرقل : وماعلمك بهذا ؟؟،، قال : إني كنت لاأنام ليلة حتى أغلق أبواب المسجد ، فلما كانت تلك الليلة ، أغلقت الأبواب كلها ، غير باب واحد غلبني ، فاستعنت عليه بعمالي ومن يحضرني ، فلم نستطع أن نحركه ، كأنما نزاول جبلا" ، فدعوت النجارين ، فنظروا إليه ، فقالوا : هذا باب سقط عليه النجاف (العتبة العليا) والبنيان ، فلا نستطيع أن نحركه حتى نصبح فننظر من أين أتى ، فرجعت وتركت الباب مفتوحا" ، فلما أصبحت غدوت ، فإذا الحجر الذي من زاوية الباب منقوب ، وإذا فيه أثر مربط الدابة ، ولم أجد بالباب مايمنعه من الإغلاق ،، فقلت لأصحابي : ماحُبس هذا الباب الليلة إلا على نبي ، وقد صلى الليلة في مسجدنا هذا (وفي لفظ : فعلمت أنه إنما امتنع لأجل ماكنت أجده في العلم القديم أن نبيا" يصعد من بيت المقدس إلى السماء ، وعند ذلك قلت لأصحابي : ماحبس هذا الباب الليلة إلا هذا الأمر) ، فقال هرقل : يامعشر الروم ! ألستم تعلمون أن بين عيسى وبين الساعة نبيا" ، بشركم به عيسى بن مريم ، ترجون أن يجعله الله فيكم ؟؟،، قالوا : بلى ،، قال : فإن الله قد جعله في غيركم ، في أقل منكم عددا" ، وأضيق منكم بلدا" ، وهي رحمة الله عز وجل يضعها حيث يشاء ..
**************
* قصة البداية *
** الحلقة 74 من السيرة النبوية :
** أخبر النبي صلى الله عليه وسلم قومه بالإسراء فقط ، فلما ظهرت لهم أمارات صدقه ، أخبرهم بما هو أعظم منها ، وهو العروج إلى السماء بالمعراج ..
* أصبح النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه جبريل عليه السلام حين زاغت الشمس ، فنادى بأصحابه : الصلاة جامعة ،، فصلى جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وصلى النبي بالناس ، وسميت تلك الصلاة : بالظهر ، لأنها أول صلاة ظهرت ..
* جاء جبريل عليه السلام في كل مواقيت الصلوات ، يصلي بالنبي ، ويصلي النبي بالناس ، ليعلمه أوقات الصلوات ..
* وكانت الصلاة افترضت على رسول الله ليلة أسري به ركعتين ركعتين ، الظهر والعصر والعشاء والغداة ، والمغرب ثلاثا" ، ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم ، ففرضت الظهر والعصر والعشاء أربعا" أربعاً ،، وذلك بعد مقدمه المدينة بشهر أو بأربعين يوما" ، وتركت صلاة السفر كما هي ، أي زيدت صلاة الحضر ، وبقيت صلاة السفر كما كانت ..
* ينبغي أن نعلم أن أبرز صفة في حياته صلى الله عليه وسلم هي النبوة ، وهذا ماسعى لإنكاره محترفو التشكيك في وسيلة جديدة للحرب على العقيدة الإسلامية ، وغرس الأفكار الإلحادية في الرؤوس ، فصاروا يروجون صفات معينة لرسول الله كالبطولة والعبقرية والقيادة ، في عبارات من الإعجاب والإطراء ، كي يتم لهم إنشاء صورة جديدة للنبي في أذهان المسلمين مع مرور الزمن ، قد تكون صورة (محمد العبقري) ، أو (محمد القائد) ، أو (محمد البطل) ، لكنها لاينبغي أن تكون على أي حال صورة ( محمد النبي والرسول) ، وهذا يفسر بالضرورة سبب تكاثر مختلف الناس والأمم حول النبي ، وانضوائهم تحت لوائه ، وانسياقهم في دعوته تأثرا" بعبقريته ،، وذلك كله كي ينفوا فكرة الوحي ، ويبعدوه عن الأذهان ،، وذلك يتجلى واضحا" في إشاعة كلمة (محمديين) ، كتسمية جديدة ، بدلا" من مسلمين . نحن نقول محمد النبي والرسول عبقري وقيادي وعظيم ..
* المعجزة هو كل أمر خارج على المألوف والعادة ،، الكواكب معجزة ، حركة الأفلاك معجزة ، قانون الجاذبية معجزة ، المجموعة العصبية في الإنسان معجزة ، الدورة الدموية فيه معجزة ، الروح التي فيه معجزة ، الإنسان نفسه معجزة ،، غير أن الإنسان ينسى من طول الإلف ، واستمرار العادة ، وجه المعجزة وقيمتها في هذا كله ، وهذا جهل عجيب من الإنسان مهما ترقى في مدارج المدنية والعلم ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 76 من السيرة النبوية :
** لما انتهى موسم الحج ، وانصرف القوم عائدين إلى بلادهم ، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم إلى المدينة شابا" من شباب المسلمين السابقين إلى الإسلام ، وهو مصعب بن عمير رضي الله عنه ، وأمره أن يقرئهم القرآن ، ويعلمهم شرائع الإسلام ، ويفقههم في الدين ، فكان يدعى مصعب بن عمير في المدينة :"المقرىء" ..
* نزل مصعب في دار أبي أمامة ، أسعد بن زرارة رضي الله عنه ، فجعل يدعو الناس إلى الإسلام سرا" ، وكان يأتيهم في دورهم ، فيقرأ عليهم القرآن ، فيسلم الرجل والرجلان ، حتى أسلم على يديه خلق كثير من الأنصار ..
* جلس سعد بن معاذ وأسيد بن حضير -وهما سيدا قومهما- واتفقا أن يزجرا مصعب وينهياه عما يقوم به من دعوة ، فقام أسيد إليه وأخذ حربته معه ، ووقف متشمتا" ، يدعوه إلى الرحيل عن ديارهم ، فكلمه مصعب عن الإسلام ، وقرأ عليه القرآن ، فلان قلب أسيد وقال : ماأحسن هذا الكلام وأجمله !! ،، واغتسل وتطهر ، ثم شهد شهادة الحق ،، وعاد إلى سعد بن معاذ ، ودعاه إلى مصعب ، دون أن يخبره بإسلامه ، فاستمع سعد لكلام مصعب وتلاوته للقرآن ، فأسلم ،، وأسلم بإسلامهما جميع قومهما ..
* أقام مصعب في دار أسعد بن زرارة ، ثم عند سعد بن معاذ ، يدعو الناس ، ويهدي الله على يديه الكثير ، حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وقد أسلم بعضهم ، وأسلم أشراف المدينة ، وكسرت الأصنام ..
* روي أن الأنصار قالوا : إن لليهود يوما" يجتمعون فيه كل سبعة أيام ، وللنصارى يوم ، فهلم فلنجعل لنا يوما" نجتمع فيه ، فنذكر الله تعالى ، ونصلي ونشكره عز وجل ،، فاختاروا يوماً فجعلوه يوم العروبة -يوم الجمعة- واجتمعوا إلى أسعد بن زرارة ، فصلى بهم يومئذ ، وهذا توفيق من الله عز وجل للمسلمين ، أقرهم عليه بقوله عز وجل :"ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة ، فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع "..
* فتجميع الصحابة يوم الجمعة ، وتسميتهم إياه بهذا الاسم هداية وتوفيق منه عز وجل ، قبل أن يؤمروا بصلاة الجمعة ،، ثم نزلت سورة الجمعة بعد أن هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، فاستقر فرضها ، واستمر حكمها ، لذا قال عليه أفضل الصلاة والسلام :"أضلته اليهود والنصارى ، وهداكم الله له "..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 77 من السيرة النبوية :
** اقترب موسم الحج فقرر مسلمو المدينة الحج وزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة ، وكان عددهم ثلاثة وسبعون رجلا" وامرأتان ، بايعوا رسول الله بيعة العقبة الثانية ،، تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلا القرآن ، ودعا إلى الله عز وجل ، ورغّب في الإسلام ، ثم قال :"تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل ، والنفقة في العسر واليسر ، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن تقولوا الحق لاتخافوا في الحق لومة لائم ، وعلى ألا تنازعوا الأمر أهله ، إلا أن تروا كفرا" بواحا" عندكم من الله فيه برهان ،، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ، ولكم الجنة ..
* فأخذ البراء بن معرور رضي الله عنه بيده صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : نعم ، والذي بعثك بالحق ، لنمنعنّك مما نمنع منه أزرنا (نساءنا وأهلنا) ، فبايعنا يارسول الله ، فنحن والله أهل الحروب ، وأهل الحلقة ، ورثناها كابرا" عن كابر ..
* قالوا : يارسول الله ! إن بيننا وبين الرجال -يعني اليهود- حبالا" (عهود ومواثيق) ، وإنّا قاطعوها ، فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ، ثم أظهرك الله ، أن ترجع إلى قومك ، وتدعنا ؟؟،، فتبسم رسول الله ، وقال : بل الدم الدم ، والهدم الهدم ، أنا منكم ، وأنتم مني ، أحارب من حاربتم ، وأسالم من سالمتم ..
* ثم اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم اثني عشر نقيبا" منهم ، بإشارة من جبريل عليه السلام ، فيروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن موسى أخذ من بني اسرائيل اثني عشر نقيبا" ، فلايجدنّ منكم أحد في نفسه ، أن يؤخذ غيره ، فإنما يختار لي جبريل ..
* ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنقباء : أنتم على قومكم بما فيهم ، كفلاء ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم ، وأنا كفيل على قومي -يعني المسلمين- قالوا : نعم ..
* فقاموا إلى رسول صلى الله عليه وسلم رجلا" رجلا" يبايعونه ، ثم بايع رسول الله الامرأتين قولا" من غير مصافحة ، لأنه كان لايصافح النساء ، (أم عمارة وأم منيع) ..
* فلما تمت البيعة ، صرخ الشيطان من رأس العقبة بأنفذ صوت سُمع قط : ياأهل الجباجب (منازل منى) ، هل لكم في مذمم والصباء معه ؟؟،، قد اجتمعوا على حربكم ،، ويروى أنه قال : يامعشر قريش ! هذه بنو الأوس والخزرج تحالف على قتالكم ، ففزع المسلمون عند ذلك وراعهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لايرعكم هذا الصوت ، هذا أزب العقبة ، هذا ابن أزيب (اسم للشيطان) ،، استمع أي عدو الله ، أما والله لأفرغنّ لك ..
* فرجعوا سراعاً وناموا ، ولما أصبحوا ، جاء وفد من قريش يستقصون الخبر ، فانبعث مَن هناك من مشركي الخزرج الذين لايعرفون عن أمر البيعة شيئاً يحلفون بالله ماكان من هذا من شيء ، وماعلمناه -وقد صدقوا لم يعلموه- ونظر المسلمون بعضهم إلى بعض ولاذوا بالصمت ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
لنا عودة بالنسبة للحلقة 78 باذن الله
* قصة البداية *
** الحلقة 79 من السيرة النبوية :
** الله عز وجل مهد حياة حياة المدينة وبيئتها لقبول الدعوة الإسلامية ، وكان في صدور أهل المدينة تهيؤ نفسي لقبول هذا الدين ..
* كان سكان المدينة المنورة خليطا" من سكانها الأصليين ، وهم العرب المشركون واليهود المهاجرون إليها من أطراف الجزيرة ، وكان المشركون ينقسمون إلى قبيلتين كبيرتين إحداهما الأوس ، والثانية الخزرج ،، واليهود ثلاث قبائل : بني قريظة وبني النضير وبني قينقاع ،، واحتال اليهود -كعادتهم- حتى زرعوا الضغائن بين قبيلتي الأوس والخزرج ، فراح العرب يأكل بعضهم بعضا"، وكان آخر مابينهم من المواقع موقعة بعاث ، قبل الهجرة بسنوات قليلة ..
* كان اليهود يهددون العرب ، بأن نبيا" قد آن أوان بعثته ، وأنهم سيكونون من أتباعه ، ويقتلونهم معه قتل عاد وإرم :"وكانوا من قبل يستفتحون على الذين آمنوا"،، هذه الظروف جعلت لدى أهل المدينة تطلعا" إلى هذا الدين ، وعلقت منهم آمالا" قوية به ، عسى أن يلتئم شملهم ..
* ليست مهمة الدعوة الإسلامية وقفا" على الأنبياء والرسل وحدهم ، إنما هي جزء لايتجزأ من حقيقة الإسلام نفسه ، فلا مفر لكل مسلم من القيام بعبئها ، مهما كان شأنه أو عمله أو اختصاصه ، إذ حقيقة الدعوة ، هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهو جماع معنى الجهاد في الإسلام ، الذي هو فريضة على كل مسلم ومسلمة ..
* لامعنى ولا مكان لكلمة رجال الدين في المجتمع الإسلامي ، فالمسلمون كلهم رجال لهذا الدين ، اشترى الله منهم أرواحهم وأموالهم ، بأن لهم الجنة ، يسخرونها في سبيل إقامة دينه ونصر شريعته ..
****************
* قصة البداية *
** الحلقة 80 من السيرة النبوية :
* اشتد الأذى على المسلمين ، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة ، بعد ماأمره الله عز وجل بذلك ، وبقي عليه الصلاة والسلام ينتظر الإذن بهجرته ..
* هاجر المسلمون فرادى وجماعات مستخفين ، مشاة وركبانا" ..
* سافر أبو سلمة بزوجته أم سلمة وابنه سلمة ، بعد أن حملهما على البعير ، حتى إذا رأوهم أهلها رجال بني المغيرة حبسوها ، ومنعوها من الهجرة معه ، فغضب رجال بنو الأسد رهط أبو سلمة ، فأخذوا سلمة وفرّقوا بينه وبين أبيه وأمه ،، حزنت أم سلمة حزنا" شديدا" ، فكانت تخرج كل غداة وتبكي على الأطلال حتى تمسي ، رآها أحد أقاربها فرقّ لها ، وكلم القوم ، فتركوها تلحق بزوجها ، وأعاد بنو عبد الأسد لها ابنها ، بعد أن قضت الليالي الطوال بعيدا" عنهما ،، سارت أم سلمة على بعيرها مهاجرة إلى المدينة ، فرآها عثمان بن طلحة ، فصحبها حتى بلغ بها المدينة ،، قالت أم سلمة : والله ماصحبت رجلا" من العرب قط أكرم منه ،، كان إذا بلغ المنزل أناخ لي بعيري ، ثم استأخر عني ،، حتى إذا نزلت عنه استأخر ببعيري ، ثم قيده في الشجرة ، ثم تنحى فاضطجع تحت الشجرة ، فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري ، فقدمه فرحله ، ثم استأخر عني ، فقال : اركبي ، فإذا ركبت فاستويت على بعيري ، أتى فأخذ بخطامه ،، حتى إذا أقدمها المدينة ، انصرف راجعا" إلى مكة !!..
* كان يؤم المهاجرين الأولين بقباء ، سالم مولى أبي حذيفة ، لأنه كان أكثرهم قرآنا" ..
-
رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
* قصة البداية *
** الحلقة 78 من السيرة النبوية :
** كان عمرو بن الجموح سيدا" من سادات بني سلمة ، وكان قد اتخذ في داره صنما" من خشب يعظمه ويعبده -كما كانت عادة المشركين- فلما أسلم ابنه معاذ بن عمرو ، صار يأخذ صنم أبيه في الليل ، ويلقيه في حفرة فيها وسخ وعذر الناس ، منكسا" على رأسه ، فإذا أصبح عمرو غدا يلتمسه ، فإذا رآه غسله وطيبه وطهره ،، فعل ذلك به مرارا" ، حتى إذا أكثر عليه ، علق على الصنم سيفا" ، وقال له : والله ماأعلم من يفعل بك ذلك ، فإن يك فيك خير فامتنع ،، فلما أمسى ، عدا عليه معاذ ، وأخذ السيف من عنقه ، وقرن به كلبا" ميتا" ، وألقاهما في حفرة العذر ،، فلما أصبح عمرو بحث عن صنمه ، حتى إذا رآه ، بهذا المنظر ، علم أنه عاجز ، وألقى الله في قلبه الهدى ، وكلمه ابنه ، فأسلم وحسن إسلامه ..
* لقد أينع الصبر ، وبدأ الجهد يثمر ، واستغلظ زرع الدعوة ، واستوى على سوقه ، ليعطي النتيجة والثمار .. بعد سنوات من الجهد والعذاب والصبر ..
* إحدى عشرة سنة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعاني ، في حياة لاراحة فيها ولااستقرار ، تتربص به قريش في كل دقيقة لقتله ، وتصب عليه ألوانا" من المحن والشدائد ، فلاينقص ذلك من عزيمته شيئا" ، ولايضعف من قوته وسعيه في سبيل الله ..
* إحدى عشرة سنة ، ورسول الله يعاني من غربة هائلة بين قومه وجيرانه ، فلاييئس ولايضجر ، ولايؤثر ذلك على أنسه بربه عز وجل ..
* إحدى عشرة سنة من الجهاد والصبر المتواصل في سبيل الله وحده ، هي الثمن لنشأة مدٌ إسلامي زاخر عظيم ، ينتشر في مشرق العالم وغربه ، تتساقط أمامه قوة الروم ، وتتهادى بين يديه عظمة فارس ، وتذوب من حوله قيم النظم والحضارات ..
* ثمن من الجهاد والصبر والتعب وخوض الشدائد ،،
* كان من السهل اليسير على الله عز وجل ، أن يقيم دعائم المجتمع الإسلامي بدونه ، ولكن تلك هي سنة الله في عباده ،،
* أراد أن يتحقق فيهم التعبد له اختيارا" ، كما تحققت فيهم صفة العبودية له إجبارا" ..
* ولايتحقق التعبد دون بذل الجهد ، ولايمحص الصادق من المنافق دون عذاب ومجاهدة ..
* فليس من العدل أن يكسب الإنسان الغُنم دون أن يبذل شيئا" من الغرم ..
*********
* قصة البداية *
** الحلقة 81 من السيرة النبوية :
** قال علي كرم الله وجهه : ماعلمت أحدا" من المهاجرين هاجر إلا متخفيا" ، إلا عمر بن الخطاب ، فإنه لما همّ بالهجرة تقلّد سيفه ، وتنكّب قوسه ، وانتضى في يده أسهماً (جعلها في يده تأهباً لرميها) ، واختصر عنزته (أمسك بها وهي عكازه) ، ومضى قِبَل الكعبة ، والملأ من قريش بفنائها ، فطاف بالبيت سبعاً ، ثم أتى المقام فصلى ركعتين ، ثم وقف على الحلق واحدة واحدة ، فقال لهم : شاهت الوجوه ! لايرغم الله إلا هذه المعاطس (أي الأنوف) ،، من أراد أن تثكله أمه أو يؤتم ولده ، أو ترمل زوجته ، فليلقني وراء هذا الوادي ،، فما تبعه أحد ، إلا قوم من المستضعفين علّمهم ماأرشدهم ، ثم مضى لوجهه ..
* يروي عمر بن الخطاب قصة هجرته مع أصحابه ، بأنه اتفق مع عياش بن أبي ربيعة ، وهشام بن العاص بن وائل السهمي ، أن يلتقوا صباحاً ، وقالوا : أيّنا لم يصبح عندها ، فقد حُبس ، فليمضِ صاحباه ، فأصبح هو وعياش في الميعاد ، وحُبس هشام وفُتِن فافتتن ، وقدما المدينة ..
* خرج أبو جهل والحارث ابنا هشام إلى المدينة إلى عياش بن ألي ربيعة -وكان ابن عمهما وأخاهما لأمهما- فقالا له : أن أمك قد نذرت ألا يمس رأسها مشط حتى تراك ، فرقّ لها ، وعزم على العودة إلى مكة ، فكلّمه عمر أن يحذرهم فإنهما يكذبان ،، فقال عياش : أبرّ قسم أمي ، ولي مال هناك فآخذه ، فقال له عمر : والله إنك لتعلم أني من أكثر قريش مالاً ، فلك نصف مالي ، ولاتذهب معهما ،، فأبى إلا أن يخرج ، فلما أبى ، قال له عمر : فخذ ناقتي هذه ، فإنها ناقة نجيبة ذلول ، فالزم ظهرها ، فإن رأيت من القوم ريب ، فانجُ عليها .. فخرج عليها معهما ، فعدوا عليه ، فأوثقاه ، وربطاه ، ودخلا بِه مكة ، وقالا : ياأهل مكة ! هكذا فافعلوا بسفهائكم ، كما فعلنا بسفيهنا هذا ، وكانا يعذبانه ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له بالخلاص ..