أشكركم جزيل الشكر، إذ يشكل تعقيبكم عامل طمأنة أنه هناك من يستفيد شيئا من تلك المساهمات
احترامي و تقديري
عرض للطباعة
أشكركم جزيل الشكر، إذ يشكل تعقيبكم عامل طمأنة أنه هناك من يستفيد شيئا من تلك المساهمات
احترامي و تقديري
الجزء الثاني
الباب الرابع
تصريف الأسماء
ويشتمل على تسعة فصول:
1ـ الجامد والمشتق
الاسم نوعان: جامدٌ ومشتقٌ
فالاسم الجامد ما لا يكون مأخوذاً من الفعل: مثل: (حجر وسقف ودرهم). ومنه مصادر الأفعال الثلاثية المجردة، غير الميمية مثل: عِلم و قراءة.
والاسم المشتق: ما كان مأخوذاً من الفعل، مثل: (عالم ومتعلم ومنشار ومجتمع ومستشفى وصعب وأدعج).
والأسماء المشتقة من الفعل عشرة أنواع، وهي: اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة ومبالغة اسم الفاعل واسم التفضيل واسم الزمان واسم المكان والمصدر الميمي ومصدر الفعل فوق الثلاثي المجرد واسم الآلة.
وقد تقدم القول فيها، في الكلام على شبه الفعل من الأسماء في الجزء الأول.
والاسم، إما متمكن وهو المعرب، وإما غير متمكن وهو المبني.
والمشتق لا يكون إلا متمكناً، لأنه لا يكون إلا مُعْرَبَاً.
والجامد يكون متمكناً وغيرَ متمكنٍ. لأن منه المُعرب ومنه المبني.
فغير المتمكن (وهو المبني من الأسماء) لا شأن للتصريف فيه. وهو قد يكون على حرفٍ واحدٍ: مثل (تاء الضمير) وعلى حرفين، مثل (هو ومَن) وعلى ثلاثة أحرف مثل: (كيف وإذا) وعلى أكثر، مثل: (مهما وأيانَ).
والمتمكن هو موضوع التصريف.
2ـ المُجرد والمزيد فيه
الاسم المتمكن مبني في أصل الوضع، إما على ثلاثة أحرف، مثل: (حَجَر)، وإما على أربعةٍ، مثل: (جعفر)، وما زاد على خمسةٍ، مثل: (خندريس: الخمر القديمة). وما نقص عن ثلاثة، فهو محذوف منه، مثل: (أب، يد، فم) وأصلها (أبو، يديٌ، فوهٌ).
وهو، من حيث أحرفه إما مجردٌ. وهو ما كانت أحرفهُ كلُها أصلية، مثل: (رجل، درهم، سفرجل). وإما مزيدٌ فيه. وهذا إما مزيد فيه حرف واحد، مثل: (حصان وقنديل)، [الألف في الحصان زادت، والياء في قنديل زادت]. وإما حرفان مثل: (مصباح واحرنجام) [ زادت الميم والألف في مصباح وزادت الهمزة في الأول والألف في إحرنجام، والأخيرة من الفعل الرباعي حرجم: وهي تجمع الرجال أو الإبل]. وإما ثلاثة أحرف مثل: (انطلاق واسبطرار) [زادت في الأولى الألف والنون ثم الألف، وفي الثانية زادت الألف الأولى والألف الثانية والراء الثانية، وفعلها الرباعي: سبطر أي تمدد واضطجع]. وإما أربعة أحرف مثل: (استغفار) [إذ زادت فيها الألف الأولى والأخيرة والسين والتاء وهي من الفعل غفر]
والمجرد، إما ثلاثي مثل: (وَرق)، وإما رباعي مثل (سَلهب: الطويل من الرجال أو من كانت عظامه طويلة وعظيمة وكذلك يقال للحصان) وإما خماسي مثل: (فرزدق: والفرزدق هي قطع العجين وقد لقب به الشاعر المعروف).
والمزيد فيه، إما ثلاثي الأصول مثل (سلاح) وإما رباعيها مثل (عصفور) وإما خُماسيها مثل (قَبَعثر: الجمل الضخم).
جزاك الله خيرا للمتابعة وإرشيف مهم ومتكامل /ينقل ويثبت في قسم الإعراب
أشكر اهتمامكم الكبير أستاذتنا الفاضلة
3ـ موازين الأسماء
لكل اسمٍ مُتَمكن ميزان يوزَن به.
فإذا أردت أن تزِن اسماً أتيتَ بأحرف (فَعَل) مطابقةً لحركاته وسكناته. فوزن فَرَسٌ (فَعلٌ). فإن بقي بعد الثلاثة حرفٌ أصليٌ، كررت لام (فعل) فدِرهَمٌ على وزن (فِعْلَل).
وإن بقي حرفان أصليان، كررت اللام مرتين، فسفرجل على وزن (فَعَلَلٌ).
وإن كان في الاسم زيادة زدتها في وزنها، فضارب على وزن فاعل، ومضروب على وزن مفعول، ومفتاح على وزن مفعال وانطلاق على وزن انفعال واستغفار على وزن استفعال وهكذا.
أوزان الأسماء الثلاثية المجردة
للثلاثي المجرد، من الأسماء عشرة أوزانٍ هي:
1ـ فَعْلٌ، ويكون اسماً مثل شَمْسٌ، وصفة مثل سَهْل
2ـ فَعَلٌ، ويكون اسماً مثل فَرَس، وصفة مثل بَطَل
3ـ فَعِلٌ، ويكون اسماً مثل كَبِد، وصفة مثل حَذِر
4ـ فَعُلٌ، ويكون اسماً مثل رَجُل، وصفة مثل يَقُظ (ويمكن أن تكسر القاف: يقِظ)
5ـ ِفعْلٌ، ويكون اسماً مثل جِرْذ، وصفة مثل نِكْس (الرجل الدنيء)
6ـ فِعَلٌ، ويكون اسماً مثل عِنَب، وصفة مثل رِوِي (ماء كثير الإرواء)
7ـ فِعِلٌ، ويكون اسماً مثل إِبِل، وصفة مثل إِبِد (المرأة التي تلد كل عام)
8ـ فُعْلٌ، ويكون اسماً مثل قُفْل، وصفة مثل حُلْو
9ـ فُعَلٌ، ويكون اسماً مثل صُرَد (طائر أبقع أبيض اللون وأخضر الظهر وضخم المنقار والرأس)، وصفة مثل حُطَم (الراعي الظالم ومثله حُطمة)
10ـ فُعُلٌ، ويكون اسماً مثل عُنُق، وصفة مثل جُنُب
أوزان الأسماء الرباعية المجردة
للرباعي المجرد من الأسماء ستة أوزان. هي:
1ـ فَعْلَل، ويكون اسماً مثل: جَعْفَر (النهر الصغير)، وصفة مثل: شَهْرَب (الشيخ الكبير ومؤنثه شهربة).
2ـ فِعْلِل، ويكون اسماً مثل: زِبرِج (الزينة من نقش وغيره)، وصفة مثل: خِرمِس (الليل المظلم).
3ـ فِعْلَل، ويكون اسماً مثل: دِرْهَم وصفة مثل: هِبْلَع (الأكول، واسع الفم والحنجرة)
4ـ فُعْلَل، ويكون اسماً مثل: بُرْثن (من السباع ويكون بمنزلة الأصابع من اليد ـ براثن الاستعمار) وصفة مثل: جُرشع (العظيم من الجِمال والخيل).
5ـ فِعَلَل، ويكون اسماً مثل: فِطَحَل (وهو غير فَطْحل المعروف، وهو الزمان الذي كان قبل خلق الناس والأعراب تقول: أنه الزمان الذي كانت فيه الحجارة رطبة). وصفة مثل: سِبَطَر (وهو السهم الطويل والحاد).
6ـ فُعْلَل، ويكون اسماً مثل: جُخْدَب (ذكر الجراد)، وصفة مثل (جُرشع)
وكل ما ورد من الأسماء والصفات في (6) جاز أن يكون كما في (4).
أوزان الأسماء الخماسية
للخماسي المجرد من الأسماء أربعة أوزان. هي:
1ـ فَعَلَل، (اللام مشددة) ويكون اسماً مثل: سَفَرجل، وصفة مثل: شَمردل (الرجل الطويل).
2ـ فَعْلَلِل، ولم يجيء إلا صفة: جَحْمَرِش (المرأة العجوز السمجة).
3ـ فُعَلل، ويكون اسماً مثل: خُزَعْبِل (الباطل)، وصفة مثل: قُذَعْمِل (الضخم من الإبل).
4ـ فِعْلَل، ويكون اسماً مثل: زِنْجَفر (معدن متفتت يعمل منه الحبر الأحمر ـ موجود بجزيرة طُنب الكبرى)، وصفة مثل: جِردَحْل (الضخم من الإبل).
أوزان الأسماء المزيدة فيها
للمزيد فيه، من الأسماء أوزانٌ كثيرة لا ضابطَ لها.
وأحرف الزيادة عشرة، وهي أحرف (سألتمونيها).
ولا يحكم بزيادة حرف إلا إذا كان معه ثلاثة أحرف أصول. والحرف الذي يلزم تصاريف الكلمة، هو الحرف الأصلي. والذي يسقط في بعض تصاريفها هو الزائد.
والحكم بالزيادة والأصالة إنما هو للأسماء العربية المتمكنة: أما الأسماء المبنية، والأسماء العجمية، فلا وجه للحكم بزيادة شيءٍ فيها.
4ـ المثنى وأحكامه
المثنى: اسمٌ مُعربٌ، ناب عن مفردين اتفقا لفظاً ومعنىً، بزيادة ألفٍ ونونٍ أو ياءٍ ونونٍ، وكان صالحاً لتجريده منهما.
(فإن اختلفا في اللفظ فلا يُثنيان بلفظ واحد، فلا يُقال في كتاب وقلم: (كتابان) مثلاً. وأما نحو (العمرين) لعمر ابن الخطاب وعمرو ابن هشام [ في الحديث: اللهم أعل الإسلام بأحب العمرين إليك ـ وعمرو ابن هشام هو المعروف بأبي جهل].
ونحو (الأبوين) للأب والأم. والقمرين للشمس والقمر.
الملحق بالمثنى
يُلحق بالمثنى، في إعرابه، ما جاء على صورة المثنى، ولم يكن صالحاً للتجريد من علامته، مثل: (كلا وكلتا) فيعربان إعراب المثنى إذا أضيفا الى ضمير. مثل: (جاء الرجلان كلاهما، والمرأتان كلتاهما. ورأيت الرجلين كليهما، والمرأتين كلتيهما. ومررت بالرجلين كليهما، والمرأتين كلتيهما). أما إذا أضيفا الى اسمٍ ظاهر فيعربان إعراب الاسم المقصور بحركات مقدرة على الألف، رفعاً ونصباً وجراً. مثل ( جاء كلا الرجلين وكلتا المرأتين ورأيت كلا الرجلين وكلتا المرأتين ومررت بكلا الرجلين وكلتا المرأتين). وسيفصل فيما بعد.
ما لا يُثنى من الكلمات
لا يُثنى المركب مثل (بعلبك وسيبويه) ولا المثنى ولا الجمع ولا ما لا ثاني له من لفظه ومعناه مثل (علي وأحمد).
فإذا أريد تثنية المركب الإضافي، يُثنى جزؤه الأول، فيقال في تثنية عبد الله، وخادم الدار: (عبدا الله وخادما الدار).
وإذا أريد تثنية المركب المزجي، أو ما سمي بالمركب الإسنادي أو المثنى أو الجمع وُضع قبلها (ذوا) رفعا، و (ذَوَيْ) نصباً وجراً، فيقال: (ذوا تأبط شرا).
تثنية الجمع
قد يُثنى الجمع على تأويل الجماعتين أو الفرقتين أو النوعين، وذلك كقولهم: (إبلان وجِمالان وغَنمان ورماحان وبلادان) ومن ذلك الحديث: (مَثلُ المُنافِق كالشاة العائرة (الحائرة) بين الغنمين).
الجمع مكان المُثنى
قد تجعل العرب الجمع مكان المثنى، إذا كان الشيئان، كلُ واحدٍ منهما، مُتصلاً بصاحبه، فيقال: (ما أحسن رؤوسهما) ومنه قوله تعالى: (فاقطعوا أيديهما) وقوله تعالى (فقد صغت قلوبكما)
تثنية الصحيح الآخر وشبهه المنقوص
إذا ثنيت الصحيح الآخر. مثل: رجل وامرأة وضَوْء، أو شبهه مثل: ظبي ودلو، أو المنقوص مثل: القاضي والداعي، ألحقت بآخره علامة التثنية بلا تغيير فيه، فتقول: (رجلان وامرأتان وضوءان وظبيان وداعيان).
تثنية المقصور
إذا ثنيت مقصوراً، فإن كان ثلاثياً قلبت ألفه واواً، إن كان أصلها الواو، وياءً إذا كان أصلها الياء، فتقول في تثنية عصاً: عصوان [ من عصا يعصو] وفي تثنية فتى: فتيان [ من يفتي].
وإذا كان مقصوراً فوق الثلاثي، قلبت ألفه ياءً على كل حال، فتقول في تثنية: حبلى ومصطفى ومستشفى (حُبليان ومصطفيان ومستشفيان).
تثنية الممدود
إذا ثنيت ممدوداً، فإن كانت همزته أصلية، تبقَ على حالها، فتقول في تثنية: قُراء ووُضاء: قُراءان ووضاءان [ القُراء: الناسك المتعبد والوضاء الوضيء وهو الحسن والنظيف].
وإذا كانت مزيدة للتأنيث، قلبت واواً فتقول في تثنية: حسناء وصحراء (حسناوان وصحراوان).
وإذا ما كان قبل ألفه ـ التي للتأنيث ـ واوٌ، جاز تصحيح همزته، لئلا تجتمع واوان، ليس بينهما إلا الألف فتقول في عشواء: عشواوان وعشواءان) [ العشواء الناقة السيئة البصر ـ منها خبط عشواء].
تثنية المحذوف الآخر
إن كان ما يُراد تثنيته محذوف الآخر، فإن كان ما حُذف منه يُرد إليه عند الإضافة، رُدَّ إليه عند التثنية، فتقول في تثنية: أب وأخٍ وحَمٍٍ (وأصلها أبو وأخو وحمو) : (أبوان وأخوان وحموان)، وفي تثنية قاضٍ وداعٍ (قاضيان وداعيان).
وإن لم يكن يُرد إليه المحذوف عند الإضافة، لم يُرَدَّ إليه عند التثنية، بل يُثنى على لفظه، فتقول في تثنية: يد وفم وغد ودم واسم وابن وسنةٍ ولغة، (وأصلها: يدي وفوه وغدو ودمو وسمو وبنو وسنو ولغو أو لغي) : (يدان وفمان وغدان واسمان وابنان وسنتان ولُغتان).
5 ـ جمع المذكر السالم
الجمع اسمٌ ناب عن ثلاثةٍ فأكثر، بزيادةٍ في آخره، مثل: (كاتبين وكاتبات) أو تغيير في بنائه، مثل: (رجال وكتب وعلماء) وهو قسمان: سالم ومكسر.
فالجمع السالم ما سَلِمَ بناءُ مفرده عند الجمع، وإنما يُزاد في آخره واو ونون أو ياء ونون، مثل: (عالمون وعالمين) أو ألف وتاء، مثل: (عالمات وفاضلات).
وهو قسمان: جمع مذكر سالم، وجمع مؤنث سالم.
فجمع المذكر السالم: ما جمع بزيادة واو ونون في حالة الرفع مثل: (قد أفلح المؤمنون)، وياءٍ ونون في حالتي النصب والجر، مثل: (أكرم المجتهدين، وأحسن الى العاملين).
شروط جمع المذكر السالم
لا يُجمعُ هذا الجمع إلا شيئان
الأول: العلمُ لمذكرٍ عاقلٍ، بشرط خُلوه من التاء ومن التركيب، مثل: (أحمد وسعيد وخالد).
الثاني: الصفة لمذكرٍ عاقلٍ، بشرط أن تكون خالية من التاء، صالحة لدخولهما، أو للدلالة على التفضيل، مثل: (عالم وكاتب وأفضلَ وأكملَ).
فعالم وكاتب: خاليان من التاء، صالحان لقبولها، فنقول: عالمة وكاتبة، وأفضل وأكمل: خاليان من التاء غير صالحين لدخولها، لكنهما اسما تفضيل. والصفة لا تجمع هذا الجمع إلا بشرط أن تخلو من تاء التأنيث: فإن خلت منها يشترط فيها أحد أمرين: إما أن تقبل التاء وإما أن تكون اسم تفضيل. فإن لم تقبلها ولم تكن دالة على التفضيل، لا تجمع هذا الجمع: مثل (أحمر وصبور وقتيل) كما سيأتي.
وكل ما كان من باب (أفعل فعلاء)، مثل: أحمر وحمراء [لا يجمع جمع مذكر سالم]، أو من باب (فعلان فعلى)، مثل (سكران وسكرى) [ أيضاً لا يجمع جمع مذكر سالم، بل جمع تكسير] وكذلك لا يجمع على هذا النحو ما كان يستوي فيه المذكر والمؤنث، مثل (غيور وجريح).
ولا يجمع مثل هذا الجمع مثل: زينب وداحس وحمزة وسيبويه ولا مرضع وسابق [ صفة فرس] وعلامة وأبيض وصبور وقتيل [من الصفات].
الملحق بجمع المذكر السالم
يُلحق بجمع المذكر السالم في إعرابه، ما ورد عن العرب مجموعاً هذا الجمع، غير مستوفٍ للشروط. وذلك مثل: (أولي وأهلين وعالمين ووابلين وأرضين وبنين وعشرين الى التسعين)، ومثل: (سنين وعِضين وعِزين وثبين ومئين وكُرين وظُبين) ونحوها. ومفردها (سنة وعضة وعزة وثبة ومئة وكرة وظبة)، قال تعالى: { كم لبثتم في الأرض عدد سنين} وقال { الذين جعلوا القرآن عضين} وقال جل شأنه { عن اليمين وعن الشمال عزين}.
[العضة: الفرقة، العزة: الجماعة والعصبة، الثبة: جماعة الفرسان، الظُبة: حد السيف أو السكين].
ويُلحق بهذا الجمع أيضاً ما سُمي من الأسماء المجموعة جمع المذكر السالم مثل: (عليين وزيدين) قال تعالى: { إن كتاب الأبرار لفي عليين}.
جمع الصحيح الآخر وشبهه
إن كان المراد جمعه جمع مذكر السالم صحيح الآخر، أو شبهه، زيدت فيه الواو أو الياء والنون بلا تغيير فيه، فيقال في جمع كاتب (كاتبون وكاتبين) وفي جمع ظبيٍ، علما لرجل: (ظبيون وظبيين).
جمع الممدود
إن جمعت الممدود هذا الجمع، فهمزته تُعطى حُكمها في التثنية.
أي: إن كانت همزته للتأنيث وجب قلبها واواً، فنقول في زكرياء (زكرياوون)، وإن كانت أصلية تبق على حالها، فنقول في جمع وضاء (وضاؤون).
جمع المقصور
إن جُمع المقصور هذا الجمع، تحذف ألفه وتبقى الفتحة، بعد حذفها، دلالة عليها، فنقول في مصطفى (مصطفون) قال تعالى: { وأنتم الأعلون} وقال { وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار}.
جمع المنقوص
إن كان ما يُجمع هذا الجمع منقوصاً، تُحذف ياؤه، ويُضم ما قبلها، إن جُمع بالواو والنون، وتبق الكسرة، إن جمع بالياء والنون، فنقول في جمع القاضي: (القاضون والقاضين).
6 ـ جمع المؤنث السالم
جمع المؤنث السالم: ما جُمع بألفٍ وتاءٍ زائدتين، مثل: (هندات، ومرضعات، وفاضلات)
ولا ينضوي تحت هذا النوع من الجموع (قضاة وهداة) ولا (أبيات وأشتات) فهي من جموع التكسير.
الأسماء التي تُجمع هذا الجمع
تكون في عشرة أشياء:
الأول: عَلَمُ المؤنث، مثل دعد ومريم وفاطمة.
الثاني: ما خُتم بتاء التأنيث، مثل شجرة وثمرة وطلحة وحمزة (بغض النظر عن جنس المختوم بتاء التأنيث).
الثالث: صفة المؤنث، مقرونة بالتاء، مثل: (مُرضعة ـ مرضعات)، أو دالة على التفضيل، مثل: (فُضلى ـ فضليات). لذلك لم يجمع نحو: (حائض وحامل وطالق وصبور وجريح ) من صفات المؤنث، بالألف والتاء لأن الشرط في جمع صفة المؤنث أن تكون مختومة بالتاء أو دالة على التفضيل. وهذه الصفات ليست كذلك. بل تُجمع على (حوائض وحوامل وطوالق وصُبُر [بضم الصاد والباء] وجرحى.
الرابع: صفة الذكر غير العاقل مثل (جبل شاهق ـ جبال شاهقات) و( حصان سابق ـ حُصنٍ سابقات).
الخامس: المصدر المجاوز ثلاثة أحرف، غير المؤكد لفعله (إكرام، إنعام، تعريف ـ إكرامات، وإنعامات وتعريفات).
السادس: مُصغر مذكر ما لا يعقل مثل (دريهم وكُتيب ـ دريهمات، كتيبات).
السابع: ما ختم بألف التأنيث الممدودة. مثل (صحراء وعذراء ـ صحراوات وعذراوات)، إلا ما كان على وزن (فَعلاء) مؤنث (أَفعل) فلا يجمع هذا الجمع، مثل: (حمراء مؤنث أحمر) و (كحلاء مؤنث أكحل) وإنما يجمع هو ومذكره على وزن (فُعْلٍ) فيصبح (حُمْرٍ وكُحْلٍ).
الثامن: ما خُتم بألف التأنيث المقصورة مثل (ذكرى ـ ذكريات) و (فضلى ـ فضليات) و (حبلى ـ حبليات)، إلا ما كان على وزن (فَعْلى) مؤنث (فَعلان)، فلا يجمع على هذا الجمع، مثل (سَكرى مؤنث سكران) و (ريَّا) مؤنث (ريَّان) و (عطشى) مؤنث (عطشان) فتجمع كالآتي: (سكرى ـ سكارى و سَكرى) و (ريَّا ـ رِواء) و (عطشى ـ عِطاش وعطاشى).
التاسع: الاسم لغير العاقل، المصدَّر بابن أو ذي مثل (ابن آوى ـ بنات آوى) و (ذي القعدة ـ ذوات القعدة).
أما إذا كان المضافان الى العاقل فيجمعان على بنين وذوي مثل (ابن عباس ـ بنو عباس أو أبناء عباس) و (ذو علم ـ ذوو علم).
العاشر: كل اسم أعجمي لم يعهد له جمع آخر، مثل: (تلغراف وتلفون وروزنامة وبرنامج) [ روزنامة وبرنامج فارسيتان معربتان).
جمع المختوم بالتاء
إن جمعت المختوم بالتاء هذا الجمع، حذفتها وجوباً، فتقول في جمع فاطمة وشجرة ـ فاطمات وشجرات، ولا تقول: فاطمتات وشجرتات.
جمع الممدود
إن كان ما يُراد جمعه هذا الجمع ممدوداً، فهمزته تعطى حكمها في التثنية، فنقول في جمع عذراء وصحراء ـ عذراوات وصحراوات ونقول في سماء: سماوات.
جمع المقصور
إن أردنا جمع المقصور، فألفه تُعطى حكمها في التثنية أيضاً، فنقول: حبلى ـ حبليات و فضلى ـ فضليات.
وإن جمعنا مثل (صلاة وزكاة وفتاة ونواة) مما ألفه مبدلة من الواو أو الياء، حذفت منه التاء، قلبت الألف الممدودة من الواو واواً ومن الياء ياءً، وجمعناه بالألف والتاء مثل (صلوات وزكوات وفتيات ونويات).
جمع الثلاثي الساكن الثاني
إن جمعنا هذا الجمع اسماً ثلاثيا، مفتوح الأول، ساكن الثاني، صحيحه، خالياً من الإدغام وجب فتح ثانيه إتباعاً لأوله فنقول في : (دَعْد: دعدات) و (سَجْدة: سجدات) و(ظَبْية: ظبيات).
7ـ جمع التكسير
جمع التكسير (ويسمى الجمع المكسر أيضاً) هو ما ناب عن أكثر من اثنين، وتغير بناءُ مفرده عند الجمع؛ مثل: (كتب وعلماء وكُتَاب وكواتب).
والتغير، إما أن يكون بزيادة على أصول المفرد كسهام وأقلام وقلوب ومصابيح، وإما بنقصٍ عن أصوله مثل: (تُخم وسدر ورُسُل) وإما باختلاف الحركات، مثل: أُسُدٍ. وهي جمع (سهم وقلب ومصباح وتخمة وسدرة ورسول وأَسَد).
وهو قسمان: جمع قلةٍ، وجمع كثرةٍ.
فجمع القلة: ما وُضع للعدد القليل، وهو من الثلاثة الى العشرة، مثل: أحمال.
وجمع الكثرة: ما تجاوز الثلاثة الى ما لا نهاية له مثل: حُمول.
تكسير الأسماء والصفات
لا يجمع على جمع التكسير من الأسماء إلا ما كان على ثلاثة أحرف، مثل: قلب ـ قلوب، أو على أربعة أحرف، مثل: كتاب ـ كُتب، أو على خمسة أحرف رابعها حرف علة ساكن، مثل: مصباح ـ مصابيح و قنديل ـ قناديل، وعصفور ـ عصافير، وفردوس ـ فراديس. وما كان منها على غير ذلك، فلم يجمعوه إلا على كراهية. وذلك لأن العرب يستكرهون تكسير ما زاد على أربعة أحرف، إلا أن يكون قبل آخره حرف علة ساكن. لأن ذلك يفضي الى حذف شيء من أحرفه، ليتمكنوا من تكسيره. كما جمعوا سفرجلا وجحمرشا (العجوز السمجة) وعندليبا على (سفارج وجحامر وعنادل).
أما الصفات فالأصل فيها أن تجمع جمعا سالما. وتكسيرها ضعيف. وامتنع العرب عن جمع اسم الفاعل من فوق الثلاثي مثل (مُكرم ومنطلق ومستخرج) ومن تكسير اسم المفعول بشكل مطلق مثل: ( معلوم ومدحرج). كما امتنعوا من تكسير ما كان على وزن فَعَّالٍ أو فعيل أو فعول (سباق وصديق وقدوس) وقد شذ عن القياس (جبار ـ جبابرة).
جموع القلة
لجمع القلة أربعة أوزان وهي:
1ـ أفعُل : مثل أنفس وأذرُع
2ـ أفعال: مثل أجداد وأثواب
3ـ أفعلة: مثل: أعمدة وأرغفة وأنصبة.
4ـ فِعلة: مثل: فِتية وصِبية
جموع الكثرة (ستة عشر وزنا)
1ـ فُعْل: مثل: حُمر وعور.
2ـ فُعُلٌ: مثل: كُتُب وخُشُب و صُحُف.
3ـ فُعَلٌ: مثل: غُرَف وحُجَج.
4ـ فِعَلٌ: مثل: قِطَع وقِصَع ولِحى.
5ـ فُعَلة: مثل: هداة وقضاة وغزاة
6ـ فَعَلَة: مثل: سَحَرة وبَرَرَة وباعة
7ـ فَعْلى: مثل: مَرْضَى وجرحى وأسرى وقتلى
8ـ فِعَلَة: مثل: دِبَبَة وقِرَدَة.
9ـ فُعَّلٌ: مثل: رُكَّع وصُوَّم
10ـ فُعَّال: مثل: كُتَّاب وصُوَّام
11ـ فِعَالٌ: مثل: جِبال وصِعاب وثياب وضياع ورقاب ورياح وكرام
12ـ فُعول: مثل: قلوب وكُبود وأُسود ونمور وليوث وفيول (جمع فيل)
13ـ فِعلان: مثل: غِلْمان وجِرذان وحيتان وجيران
14ـ فُعلان: مثل: قضبان وكُثبان ورُكبان
15ـ فُعَلاء: مثل: كُرماء وظُرفاء وبُخلاء وعُلماء وجُبناء.
16ـ أفعِلاء: مثل: أنبياء وأشداء. وأعزاء وأذلاء وأولياء.
صيغ منتهى الجموع
من جموع الكثرة جمعٌ يقال له: ( منتهى الجموع) و (صيغة منتهى الجموع) وهو كل جمع كان بعد ألف تكسيره حرفان، أو ثلاثة أحرف وسطها ساكن مثل: دراهم ودنانير.
وله تسعة عشر وزناً. وهي كلها لمزيدات الثلاثي، وليس للرباعي الأصول وخماسية إلا (فعالل وفعاليل) ويشاركهما فيهما بعض المزيد فيه الثلاثي، كما سنرى.
(1و2) فعالل وفعاليل، مثل: دراهم ودنانير
ويُجمعُ على (فعالل) كل اسم رباعي الأصول، مجرد، مثل: (درهم ودراهم)، والمزيد فيه منه مثل: (غضنفر [الأسد] وغضافر)، والأسماء الخماسية الأصول المجردة مثل (سفرجل وسفارج) والمزيد منه مثل (عندليب وعنادل).
ويُجمع على (فعاليل) ما كان من ذلك مزيداً قبل آخره حرف علة ساكن مثل: قرطاس وقراطيس وفردوس وفراديس، وقنديل وقناديل، ودينار ودنانير.
(3و4) أفاعل وأفاعيل، مثل : أنامل وأضابير
يُجمع على (أفاعل) شيئان: الأول: ما كان على وزن أفعل، كصفة للتفضيل: كأفضل وأفاضل. أما إن كانت الصفة لغير التفضيل مثل: أحمر وأزرق وأعرج وأعمى فتُجمع على (فُعُل) حُمُر وزُرُق الخ.
الثاني: اسم على أربعة أحرف، أوله همزة زائدة، مثل: إصبع وأصابع، وأنملة وأنامل. ولا يعتد بعلامة التأنيث كما رأينا.
ويُجمع على (أفاعيل) ما كان من ذلك مزيداً قبل آخره حرف مدّ كأسلوب وأساليب، وإضبارة وأضابير. وفي حالة (آدم) أصلها (أأدم) يكون جمعها (أوادم).
(5و 6) تفاعلُ وتفاعيلُ مثل: تجارب وتسابيح.
ويجمع على (تفاعل) اسم على أربعة أحرف، أوله تاء زائدة. مثل: (تنبل وتنابل) و(تجربة وتجارب).
ويجمع على (تفاعيل) ما كان منه مزيداً قبل آخره حرف مد مثل: تقسيم وتقاسيم، وتسبيحة وتسابيح.
(7 و8) مفاعل ومفاعيل مثل: مساجد ومصابيح
(9 و10) يفاعِل ويفاعيل مثل: يحامد ويحاميم
(11و 12) فواعل وفواعيل مثل: خواتم وطواحين
يُجمع على (فواعل) ثلاثة أشياء: (الأول): اسم على أربعة أحرف، ثانيه واو أو ألف زائدتان مثل: (كوثر ـ كواثر) و (خاتم ـ خواتم) و (جائز ـ جوائز).
والثاني: ما كان من الصفات على وزن (فاعل)، للمؤنث: مثل: (حائض ـ حوائض) و (طالق ـ طوالق). أو للمذكر غير العاقل: مثل: (صاهل ـ صواهل) و(شاهق ـ شواهق).
والثالث: ما كان من الصفات على وزن (فاعلة) مثل: (كاتبة ـ كواتب) و (شاعرة ـ شواعر) و (خاطئة ـ خواطئ)
ويُجمع على (فواعيل) ما كان من ذلك مزيداً قبل آخره حرف مد، مثل: (طاحونة ـ طواحين) و (طومار [الصحيفة التي يُكتب فيها] طوامير).
(13و14) فياعل وفياعيل، مثل صيارف ودياجير
يُجمع على (فياعل) ما كان على أربعة أحرف، ثانيه ياء زائدة، مثل: (صيرف ـ صيارف [صراف النقود]) و (هيزعة ـ هيازع [الخوف والجلبة في القتال]).
ويجمع على (يفاعيل) ما كان منه مزيداً قبل آخره حرف مد، مثل: (ديجور ـ دياجير [الظلمة]). و (صيخود ـ صياخيد [الصخرة العظيمة التي لا يرفعها شيء])، و (صيداح ـ صياديح [من يرفع صوته بالغناء]).
(15) فعائل: مثل: صحائف وسحائب وكرائم
ويجمع عليها شيئان الأول: اسم مؤنث، على أربعة أحرف، قبل آخره حرف مد زائد، سواء أكان تأنيثه بالعلامة مثل (سحابة ـ سحائب) و (حمولة ـ حمائل) و (رسالة ـ رسائل). أم كان مؤنثاً بلا علامة، مثل (شمال (بفتحها أو كسرها) ـ شمائل) و (عجوز ـ عجائز).
والثاني: صفة على وزن (فعيلة)، مثل: كريمة ـ كرائم و ظريفة ـ ظرائف و بديعة ـ بدائع .
(16) فعالى: بفتح الفاء واللام مثل: عذارى وغضامى وفتاوى
(17) فُعالى: بضم الفاء وكسر اللام مثل (تراق وموام)
(18) فُعالى: بضم الفاء وفتح اللام: مثل سُكارى وغُضابى.
(19) فَعَالِيّ: بتشديد الياء مثل: كراسي وقماري
ويُجمع عليه شيئان، الأول: اسم على ثلاثة أحرف مزيد في آخره ياء مشددة لا يُراد بها النسب، مثل: (كرسي ـ كراسي) و (زربي ـ زرابي [البساط أو الطنفسة المخملة]).
والثاني: اسم مزيد في آخره ألف الإلحاق الممدودة، مثل: (حرباء ـ حرابي) و (علباء ـ علابي [عصب العنق]).
صوغ منتهى الجموع
يُجمع هذا الجمع كل اسم رُباعي الأصول، مثل: درهم ؛ أو خماسي مثل: سفرجل، والمزيد فيه مثل: غضنفر وعندليب. وبعض الأسماء الثلاثية الأصول المزيد فيها، مثل: (إصبع وتجربة ومسجد ويحمد وخاتم وكوثر وصيرف وسحابة وتنوفة وموماة وسعلاة وهبرية وعنصوة وكرسي وحرباء ونشوان وحبلى وعلقى وعذراء). [ يحمد: اسم علم لرجل؛ تنوفة: الأرض يخشى فيها الهلاك ومثلها الموماة؛ العنصوة: الشعر المتفرق والقليل؛ نشوان: سكران؛ علقى: نبات له قضبان تعمل منه المكانس].
فما كان على أربعة أحرف، مما تقدم بنيته على لفظه، سواء كان رباعي الأصول أم ثلاثيها، فنقول في جمع ما ذكر: (دراهم وأصابع وتجارب ومساجد ويحامد وخواتم وكواثر وصيارف وسحائب وتنائف وموام وسَعَال وهبارٍ وعَنَاصٍ وكراسي وحرابي ونشاوى وحبالى وعلاقى وعذارى).
وما زاد على أربعة أحرف، مما يُراد تكسيره على صيغة منتهى الجموع يُحذف منه ما تختل معه صيغة هذا الجمع.
فإن كان الاسم رباعي الأصول حذفت زائده، مثل: (سبطري ـ سباطر [ السبطري: من يمشي مشية فيها تبختر]، و (غضنفر ـ غضافر [الأسد]).
وإن كان ثلاثيها، فإن كان مزيداً فيه حرفان، حذفنا واحداً، مثل: (منطلق ـ مطالق) و(مقتحم ـ مقاحم ) على أساس أن منطلق ثلاثيها (طلق) أضيف إليه حرفان، وثلاثي مقتحم ( قحم) أضيف إليه حرفان.
اسم الجمع
اسم الجمع: هو ما تضمن معنى الجمع، غير أنه لا واحد له من لفظه، مثل: جيش (وواحده جندي)، وشعب وقبيلة وقوم ورهط ومعشر وثلة الخ وواحدها (رجل أو امرأة). ولنا أن نعامله معاملة المفرد باعتبار لفظه، ومعاملة الجمع، باعتبار معناه، فنقول: (القوم سارَ أو ساروا) و( شعب ذكي أو أذكياء).
وباعتبار أنه مفرد، يجوز جمعه كما يُجمع المفرد، مثل: (أقوام وشعوب وقبائل وأرْهُط) كما يجوز تثنيته (قومان وشعبان ورهطان وقبيلتان).
اسم الجنس الجمعي والإفرادي
اسم الجنس الجمعي: ما تضمن معنى الجمع دالاً على الجنس. وله مفرد مميزٌ عنه بالتاء أو ياء النسبة، مثل: (تفاح وسفرجل وبطيخ وتمر وحنظل) ومفردها (تفاحة وسفرجلة وبطيخة وتمرة وحنظلة). ومثل (عرب وترك وروم ويهود) ومفردها (عربي وتركي ورومي ويهودي).
ويكثر ما يميز عنه مفرده بالتاء في الأشياء المخلوقة، دون المصنوعة، مثل: (نخل ـ نخلة، حمام ـ حمامة، نعام ـ نعامة). ويقل في الأشياء المصنوعة، مثل: طين ـ طينة.
وما دل على الجنس صالحا للقليل منه والكثير، مثل: (ماء ولبن وعسل) فهو اسم الجنس الإفرادي.
فوائد:
جمع الجمع: قد يجمع الجمع مثل: (بيوتات ورجالات)
الجمع لا مفرد له: مثل: تباشير وأبابيل
الجمع على غير مفرده: مثل: ملامح ومخاطر وحوائج ولواقح.
ما كان جمعاً وواحداً: مثل: الفُلْك، قال تعالى: { في الفلك المشحون} فلما جمعه قال { الفلك التي تجري في البحر}. ورجل جُنب ورجال جُنب. والعدو، قال تعالى: { فإنهم عدو لي إلا رب العالمين} والضيف والولد.
النسبة وأحكامها
النسبة: هي إلحاق آخرِ الاسمِ ياءً مشدَّدة مكسوراً ما قبلها، للدلالة على نسبة شيءٍ الى آخر.
والذي تلحقه ياءُ النسبة يسمى منسوباً، مثل: بيروتي ودمشقي وهاشمي.
وفي النسبة معنى الصفة، لأنه إذا قلنا: هذا رجل بيروتي فقد وصفناه بهذه النسبة. فإن كان الاسم صفة، ففي النسبة إليه معنى المبالغة في الصفة، وذلك أن العرب إذا أرادت المبالغة في وصف شيء، ألحقوا بصفته ياء النسب، فإذا أرادوا وصف شيء بالحمرة، قالوا: (أحمر). فإذا أرادوا المبالغة في وصفه بالحمرة، قالوا: (أحمري).
وإذا نسبنا الى اسمٍ ألحقنا به ياءَ النسبة، وكسرنا الحرف المتصل بها.
ويحدث بالنسب ثلاثة تغييرات، الأول لفظي وهو إلحاق آخر الاسم ياء مشددة، وكسر ما قبل آخره، ونقل حركة الإعراب الى الياء. الثاني معنوي وهو جعل المنسوب إليه اسما للمنسوب. الثالث حكمي: وهو معاملته معاملة اسم المفعول من حيث رفعه الضمير والظاهر على النائبية عن الفاعل، لأنه تضمن بعد إلحاق ياء النسب معنى اسم المفعول. فإذا قلنا (جاء المصري أبوه)، فأبوه نائب فاعل للمصري. وإذا قلنا: (جاء الرجل المصري)، فالمصري يحمل ضميراً مستتراً تقديره (هو) يعود على الرجل. لأن معنى (المصري): المنسوب الى مصر.
والمنسوبُ على أنواعٍ: منها ما لا يتغير عند النسب، مثل: حسين ـ حُسيني. ومنها ما يتغير، مثل: فتى ـ فتوي، وصحيفة ـ صَحَفّيٍ.
النسبة الى المؤنث بالتاء
إذا نسبنا الى ما خُتم بتاء التأنيث، حذفناها وجوباً، فنقول في فاطمة ـ فاطمي، وطلحة ـ طلحي.
النسبة الى الممدود
إذا نسبنا الى ما خُتم بألفٍ ممدودة، فإن كانت للتأنيث وجب قلبها واواً، مثل: حمراء ـ حمراوي، وبيضاء ـ بيضاوي.
وإن كانت أصلية تبقى على حالها، مثل: وُضاء ـ وضائي.
وإن كانت مبدلة من واو أو ياء، جاز فيها الأمران، مثل: كساء ـ كسائي وكساوي. وحرباء ـ حربائي وحرباوي.
النسبة الى المقصور
إذا نسبنا الى ما خُتم بألفٍ مقصورة، فإن كانت ثالثة، مثل: (عصا وفتى) قلبناها واواً (عصوي و فَتَوي).
وإن كانت رابعة في اسم ساكن الثاني، جاز قلبها واواً، وجاز حذفها، فنقول في: (ملهى وحبلى) (ملهوي وملهي وحبلوي وحبلي)
وإن كانت رابعة في اسم متحرك الثاني، مثل: بردى وجَمَزى [السرعة في السير]، أو كانت فوق الرابعة، مثل: مصطفى ومستشفى، حذفناها وجوباً، فنقول: بَرَدِيّ وجَمَزي ومُطصفيِّ ومستشفيِّ
النسبة الى المنقوص
إذا نسبنا الى اسمٍ منقوص، فإن كانت ياؤه ثالثةً، قلبناها واواً وفتحنا ما قبلها، فنقول: (شجي ـ شجوي) [ الشجي هو المشغول بحزنه].
وإذا كانت رابعةً، جاز قلبها واواً مع فتح ما قبلها، وجاز حذفها، فنقول في النسبة الى القاضي: (القاضوي والقاضِّي).
وإن كانت خامسةً حذفناها وجوباً، فنقول في المُرتجى والمُستعلى (المرتجي والمستعلي).
النسبة الى المحذوف منه شيء
إذا نسبنا الى اسمٍ ثلاثي محذوف الفاء، فإن كان صحيح اللام لم يُرَدَّ إليه المحذوف، فنقول في النسبة الى عِدَةٍ وصِفَة ـ عِدِي و صفي. وإن كانت اللام معتلة وجب الرد وفتح العين فنقول في دية ـ ودوي [الدية: ما يدفعه القاتل لأهل المقتول] لأن أصلها (ودي).
وإذا نسبنا الى اسمٍ ثلاثي محذوف اللام، رددنا إليه لامه، وفتحنا ثانيه، فنقول في أب وأخ وسنة ومئة ـ أبوي وأخوي وسنوي ومئوي.
النسبة الى الثلاثي المكسور الثاني
إذا نسبنا الى اسمٍ ثلاثي، مكسور الحرف الثاني، وجب تخفيفه بجعل الكسرة فتحة، فنقول في النسبة الى نَمِر ودُئِل ومَلِك ـ نَمَرِي ودؤلي ومَلَكي [الدئل: ابن آوى].
النسبة الى ما قبل آخره ياء مشددة مكسورة
إذا نسبنا الى ما قبل آخره ياء مشددة مكسورة، خففناها بحذف الياء المكسورة، فنقول في النسبة الى الطيب والميت والكَيِّس والغُزيِّل ـ الطيبي والميتي والكيسي والغزيلي [الغُزيل: مصغر غزال].
النسبة الى ما آخره ياء مشددة
إذا نسبنا الى ما خُتم بياء مشددة، فإن كانت مسبوقة بحرف واحد، مثل: حي وطي قلبنا الثانية واوا وفتحنا الأولى ورددناها الى الواو فنقول ـ حيوي وطووي.
وإن كانت مسبوقة بحرفين، مثل: علي وعَديّ ونبي، حذفنا الياء الأولى وفتحنا ما قبلها وقلبنا الثانية واواً، فنقول: علوي وعدوي ونبوي
وإن كانت مسبوقة بأكثر من حرفين، وجب حذفها ووضع ياء النسب موضعها. فالنسبة الى الكرسي والشافعي هي (كرسي وشافعي).
يتبع في هذا الباب
النسبة الى التثنية والجمع
إذا نسبنا الى مثنى أو مجموع، وجب رده الى المفرد: فالنسبة الى العراقين والكُتب والأخلاق والدُوَل والقبائل والسُوُد تكون: عراقي وكتابي وخُلْقي وقَبَلي وأسوَدي، إلا الجمع الذي لا واحد له مثل: أبابيل، أو كان يجري على غير مفرده، كملامح ومحاسن وواحدها لمحة وحُسن، أو كان لا واحد له من لفظه وهو (اسم الجمع) كالقوم والمعشر والجيش، أو اسم الجنس الجمعي كعرب وأعراب وروم وتمر وتفاح، فكل ذلك يُنسب إليه لفظه، فنقول: (أبابيلي ومحاسني وقومي وعربي وتمري وتفاحي).
النسبة الى العلم المنقول عن تثنية أو جمع
وإذا نسبنا الى عَلَمٍ منقولٍ عن مثنى أو جمعي السلامة، مثل: حسنان وزيدان وزيدون وعابدون وعرفات وأذرعات، فإن كان باقياً على إعرابه قبل النسبة إليه، رددناه الى المفرد ونسبنا إليه، فنقول: (حَسَني وزيدي وعابدي وعرفي وأذرعي). وإن عُدِل بالمثنى وجمع المذكر السالم المسمى بهما الى الإعراب بالحركات، نُسبت الى لفظهما الذي نُقلا عنه، فنقول: (حَسنائي وزيداني وعابدوني وزيدوني وعابيديني وزيديني).
النسبة الى العلم المركب
إذا نسبت الى علمٍ مركب، فإن كان مركباً تركيبَ جملة أو مزج، حذفت الجزء الثاني، ونسبت الى الجزء الأول، فتقول في تأبط شراً، وجاد الحق، وبعلبك، ومعد يكرب: تأبطي وجادي وبَعْلي ومَعْدي.. وقالوا في حضرموت (حضرمي) على غير القاعدة.
وإن كان مركباً تركيب إضافة، فإن كان المضاف أباً أو أُماً أو ابناً، طرحت المضاف، ونسبت الى المضاف إليه، فتقول في أبي بكر وأم كلثوم وابن عباس: (بكري وكلثومي وعباسي).
وإن كان غير ذلك، نسبت الى ما ليس في النسبة إليه لَبْسٌ، وطرحت الآخر، فتقول في النسبة الى عبد مناف وعبد الصمد: منافي وصمدي. وتقول في امرئ القيس ومجدل غزة: امرئي ومجدلي.
النسبة الى (فَعيلة) المفتوحة الفاء
إذا نسبت الى ما كان على وزن (فَعيلة) بفتح الفاء، غير معتل العين، لا مضاعفاً، جاء على وزن (فَعلي) بفتح عينه وحذف يائه، فتقول في حنيفة وصحيفة (حنفي وصحفي).
وإذا كان معتل العين، مثل: طويلة أو مضاعفا مثل: جليلة يبق على حاله: طويلي وجليلي.
النسبة الى (فُعيلة) المضمومة الفاء
إذا نسبت الى ما كان على وزن (فُعيلة) المضمومة الفاء وفتح العين، غير مضاعف، جاء على وزن (فَعلي) بحذف يائه، فتقول في النسبة الى جُهينة ومُزينة وأُمية: (جُهني ومُزني وأُموي).
وإن كان مضاعفاً، كأميمة وحُميمة بقي على حاله: أُميمي وحُميمي.
النسبة الى (فعيل) بفتح الفاء وضمها
قالوا في عَلي وقصي: علوي وقصوي
وإن كانا صحيحي اللام كعَقيل وجَميل ( بفتح الفاء: الأول) أو ضمها (عُقيل وجُميل وأُويس) أصبح نسبها: عَقيلي وجَميلي أو عُقيلي وجُميلي وأُويسي.
وقالوا في ثقيف وقُريش: ثَقفي وقُرشي.
النسبة الى ذي الحرفين
إذا نسبت الى ثُنائي لا ثالث له، فإن كان ثانيه حرفاً صحيحاً، جاز تضعيفه وعدمه، فتقول في كم: كمّي وكَمِي. وإن كان الثاني واواً وجب تضعيفه وإدغامه فتقول في لَوْ: (لّويّ)، وإن كان ألفاً زيد بعدها همزة فتقول في لا: (لائي) ويجوز قلب هذه الهمزة واواً (لاوي).
سلمت لنا دوما سيبقى مرجعا هاما في قواعد العربية
تحيتي وتقديري
الفضل للمؤلف المرحوم الغلاييني .. رحمه الله
وكل ما أقوم به هو توليف الحلقات بما يتلائم مع تحمل القارئ وصبره
احترامي و تقديري
التصغير
التصغير: أن يُضم أول الاسم، ويُفتح ثانيه، ويُزاد بعد الحرف الثاني ياءٌ ساكنة تُسمى: (ياء التصغير). فنقول في تصغير قلم ودرهم وعُصفور: (قُليم، ودُريهم، وعُصَيْفر).
والاسم الذي تلحقه ياء التصغير يُسمى (مُصغراً).
ويُشترط فيما يُراد تصغيره أن يكون اسماً مُعرباً، قابلاً للتصغير، خالياً من صيَغِه وشبهها.
فلا يصغر الفعل ولا الحرف. وشذ تصغير فعل التعجب، مثل: ( ما أحيلاه! وما أميلحه!) ولا يصغر الاسم المبني. وشذ تصغير بعض الأسماء الموصولة وأسماء الإشارة، كالذي والتي وذا وتا، فقالوا في تصغيرها: (اللذيا واللتيا وذيا وتيا). ولا يُصغر ما ليس قابلاً للتصغير، مثل: كبير وعظيم، ولا يُصغر ما هو على صيغة التصغير مثل (كُميت: الحصان الذي تضرب حمرته الى سواد)، و مهيمن.
فائدة التصغير
يُصغر الاسم، إما للدلالة على تقليله، مثل: (دُرَيْهمات)؛ أو لتصغيره، مثل: كُتيب؛ أو لتحقيره، مثل (شُويعر)؛ أو تقريبه، مثل: قُبيل المغرب؛ أو للتحبب، مثل: أُخية وبُني.
حكم ما بعد ياء التصغير
يجب أن يكون ما بعد ياء التصغير مكسوراً، مثل: جُعَيفِر. إلا إن كان ما بعدها آخر الكلمة، مثل: (رُجَيْل) فإنه يكون تابعاً للإعراب، أو كان متصلاً بعلامة التأنيث. مثل: تُميرَة وسُليمَى وأُسيماء.
أوزان التصغير
للتصغير ثلاثةُ أوزان، وهي: فُعيل، وفُعَيْعِل وفُعَيعيل، مثل: (جُبَيل و دُرَيْهِم وعُصيفير).
فما كان على ثلاثة أحرف، صغرته على (فُعيل) مثل: قلم ـ قُليم وجبل ـ جُبيل.
وما كان على أربعة أحرف، صغرته على (فُعيعِل)، مثل: جعفر ـ جُعيفر.
وما كان على خمسة أحرف، مما رابعه حرف علة، صغرته على (فُعيعيل)، مثل: مفتاح ـ مفيتيح و قنديل ـ قنيديل و عصفور ـ عصيفير.
أما إن كانت أحرفه الخمسة أصلية، طرحت خامسه وبنيته على (فعيعل) فتقول في سفرجل ـ سُفَيْرِج وفرزدق ـ فريزد. فإن كان مع الخمسة زائدٌ حذفته مع الخامس، فتقول في عندليب ـ عُنَيْدِل.
تصغير ما ثانيه حرف علة
إذا صغرت ما ثانيه حرف علة منقلب عن غيره رددته الى أصله، فإن كان أصله الواو رددته إليها، فتقول في تصغير باب وقيمة وميزان وديوان: بُويب وقويمة ومويزين ودويوين.
وإن كان أصله ياء رددته إليها أيضاً، فتقول في ناب وموقن [موقن: اسم فاعل من أيقن، فأصله ميقن فواوه أصلها ياء انقلبت واو لتناسب الضمة قبلها] و [ناب من أنياب أصل ألفه همزة ء] فتصغيرهما: نُييب ومييقن.
وإن كان أصله حرفاً صحيحاً رددته إليه، فتقول في تصغير دينار: دُنَيْنِير.
تصغير ما ثالثه حرف علة
إذا صغّرت ما ثالثه حرف علة، أدغمته في ياء التصغير بعد قلبه ياءً، إن كان ألفاً أو واواً، فتقول في تصغير عصا ورحى وظبي ودلو وشمال وقدوم وجميل: عُصيّة ورُحيّة وظُبَي ودُلَيّة وشُمَيّل وقُدَيِّم وجَمَيِّل. إلا ما كان آخره ياءً مشددة مسبوقة بحرفين مثل: صبي وذكي فتخفف وتدغم في ياء التصغير، فنقول: صُبي وذُكَيّ. فإن سبقت بأكثر من حرفين صُغِر الاسم على لفظه، فنقول في تصغير كرسي ومصري: كُريسي ومصيري.
تصغير ما رابعه حرف علة
إذا صغرت ما رابعه حرف علة، قلبتَ الألف أو الواو ياءً، وتركت الياء على حالها، فتقول في منشار وأرجوحة وقنديل: مُنيشير وأريجيحة وقُنيديل.
تصغير ما حُذف عنه شيء
إذا صغرت ما حذف منه شيءٌ، رددته عند التصغير، فتقول في تصغير يدٍ ودمٍ وأبٍ وأخٍ وأخت وبنت وماء: يُدية ودُمَي وأُبي وأُخَي وبُنَيّة ومُوَيّة.
وإن كان في أوله همزة وصل حذفتها ورددت المحذوف، فتقول في تصغير: ابن وابنة واسم وامرئ وامرأة: بُني وبُنية وسُمي ومُريء ومُريئة.
يتبع في هذا الباب
تابع لما قبله
تصغير الثنائي الوضع
إذا سميت بما وضع على حرفين، فإن كان ثانيه حرفاً صحيحاً، أبقيته على حاله، بعد التسمية به، فإن أردت تصغيره، ضعّفت ثانيه عند تصغيره، فتقول في تصغير: هل وبلْ وإنْ وعنْ ـ هُليل وبُلَيْل وأُنَيْن وعُنَيْن. وإن كان ثانيه حرف علة، مثل: لو، وكي وفي وما ولا، وجب تضعيفه عند التسمية فتقول في المذكورات: لوٌ وكيٌ وفيٌ وماءٌ ولاءٌ. فإن أردت تصغيرها، صغرتها ب (لُوَيٌ وكُيَيٌ وفُيَيٌ ومُوَيٌ ولوي.
تصغير المؤنث
إذا صغرت المؤنث الثلاثي الخالي من التاء، ألحقتها به، فتقول في تصغير دار وشمس وهند وعين وسن وأذن: (دويرة وشميسة وهنيدة وعيينة وسُنينة وأُذينة)، إلا إذا لزم من ذلك التباس المفرد بالجمع، أو المذكر بالمؤنث، فتُترك التاء، فتقول في تصغير بقر وشجر: (بُقَير وشُجَير) لا (بُقيرة وشُجيرة) كيلا يُظن أنهما تصغير بقرة وشجرة. وتقول في تصغير خمس وست وسبع وتسع وعشر وبِضع في المعدود المؤنث: خُمَيْس وسُدَيْس وسُبيع وتُسيع وعُشير وبُضيع، لا خُميسة وسُتيتة الخ لئلا تلتبس بتصغير خمسة وستة الخ في المعدود المذكر.
وإذا سميت رجلا بمؤنث ثلاثي، مثل: نار وعين وأذن وفهر [الفهر: الحجر الصغير بحجم الكف] ثم أردت تصغيره، لم تُلحق به التاء، فتقول: نوير وعيين وأذين وفُهير.
وإذا سميت امرأة بمذكر ثلاثي، مثل: رمح وبدر ونجم، وأردت تصغيره، ألحقت به التاء، فتقول: رُميحة وبُدَيرة ونُجَيْمة.
تصغير العلم المركب
إذا أردت تصغير علم مركب تركيب إضافة أو مزج، صغرت جزءه الأول، وتركت الآخر على حاله، فتقول في عبد الله ومعد يكرب (عُبيد الله ومُعيد يكرب). أما المركب تركيب جملة مثل: تأبط شراً وجاد الحق، فلا يُصغر.
تصغير الجمع
جمع القلة يصغر على لفظه، فتقول في تصغير أحمال وأنفس وأعمدة وفتية: أُحَيْمال وأُنيفس وأُعيمدة وفُتية. وكذلك اسم الجمع مثل ركب: رُكيب.
وجمع الكثرة لا يصغر على لفظه، بل يرد الى المفرد، ثم يصغر ثم يجمع جمع المذكر السالم، إن كان للعاقل، وجمع المؤنث السالم إن كان لغير العاقل، فمثل: شعراء وكُتاب ودراهم وعصافير وكتب، يصبح تصغيرها: شويعرون وكويتبون ودريهمات وعصيفيرات وكتيبات.
تصغير الترخيم
وهو أن يُجرد الاسم من الزوائد التي فيه ويصغر على أحرفه الأصلية.
فإن كانت أصوله ثلاثة يُصغر على فُعيل فيقال في تصغير معطف ومنطلق وأزهر وأبلق وحامد ومحمود وأحمد: عُطيف وطُليق وزهير وبُليق وحُميد.
ثم إن كان مسماه مؤنثاً ألحقت به التاء وإن كان قبل الترخيم مؤنثا بالألف أو مؤنثا بغير علامة، فيقال في: مكرمة وحبلى وسوداء وسعاد: كُرَيْمة وحُبَيْلة وسُوَيدة وسُعَيْدة.
وإن كان مؤنثاً بلا علامة، وسميت به مذكراً، لم تلحق به التاء، فتقول فيمن سميته: سماء وعروباً ـ سُمي وعُرَيْب.
شكراً لك أستاذ عبدالغفور على ما تقدمه
مضمون شامل لقواعد العربية قيّم ومفيد
نتمنى عليك الاستمرار في هذه السلسلة
بارك الله بك وجعل عملك في ميزان حسناتك
أشكركم أستاذنا الفاضل على تزكية الجهد في توظيب المادة
وجعلها قابلة للاستفادة بما يمكن
احترامي و تقديري
الباب الخامس
التصريف المشترك: بين الأفعال والأسماء
1ـ الإدغام
الإدغام في اللغة هو الإدخال: أدغمت اللجام في فم الفرس، أي أدخلته عليه.
والإدغام في التصريف هو إدخال حرفٍ في حرفٍ آخر من جنسه، بحيث يصيران حرفاً واحداً مُشدداً، مثل: (مدَّ يمدُّ مدَّا) وأصلها (مدد يمدُدُ مدْداً). وحكم الحرفين، في الإدغام، أن يكون أولهما ساكناً، والثاني متحركاً، بلا فاصلٍ بينهما.
وسيكون الأول إما من الأصل، مثل: المد والشد، فالدال الأولى ساكنة أصلاً. وإما بحذف حركته مثل، مدَّ وشدَّ. وإما بنقل حركته الى ما قبله مثل: يمُد، ويشدَُ.
والإدغام يكون في الحرفين المتقاربين في المَخرَج، كما يكون في الحرفين المتجانسين. وذلك يكون تارةً بإبدال الأول ليُجانس الآخر، مثل: امَّحى وأصله: انمحى، ويكون تارةً بإبدال الثاني ليجانس الأول، مثل: ادّعى وأصله: ادتعى على وزن (افتعل).
أقسام الإدغام
الإدغام، إما صغيرٌ، وهو ما كان أول المثلين فيه ساكناً من الأصل.
وإما كبير: وهو ما كان الحرفان فيه متحركين، فأسكن أولهما بحذف حركته، أو بنقلها الى ما قبلها. وإنما سُمي كبيراً لأن فيه عمَلين وهما الإسكان والإدراج (الإدغام)، بعكس الصغير الذي ليس فيه إلا إدراج الأول في الثاني.
وللإدغام ثلاث أحوال: الوجوب، والجواز، والامتناع
وجوب الإدغام
يجب الإدغام في الحرفين المتجانسين إذا كانا في كلمة واحدة، سواء أكانا متحركين، مثل مَرَّ و يمُرُّ (وأصلهما: مَرَرَ ويمرُرُ)، أم كان الحرف الأول ساكناً والثاني متحركاً، مثل: مدٌّ وعضٌّ (وأصلهما: مدْدٌ وعضَضٌ).
ثم إن كان الحرف الأول من المثلين ساكناً، أدغمته في الثاني بلا تغيير. مثل: شد وصد (وأصلهما: شدد وصدد). وإن كان متحركاً طرحت حركته وأدغمته إن كان ما قبله متحركا أو مسبوقا بحرف مد مثل: رد ورادٍّ. و(أصلهما ردد ورادد)، أما إن كان ما قبله ساكناً فتنقل حركته إليه، مثل: يرُدُّ وأصله: يردد.
ويجب إدغام المِثلين المتجاورين الساكن أولهما، إذا كانا في كلمتين، كما كانا في كلمة واحدة، مثل: (سَكَتُّ، وسكتَّا، وعَنَّى وعَلَيَّ) واستغفر (ربَّك).
جوازم الإدغام
يجوز الإدغام وتركه في أربعة مواضع:
الأول: أن يكون الحرف الأول من المثْلين متحركاً، والثاني ساكناً بسكونٍ عارض للجزم فنقول: (لم يَمُدَّ ومُدَّ)، بالإدغام، و (لم يَمْدُدْ) بفكه. والفكُ أجود، وبه نزل الكتاب الكريم. قال تعالى { يكاد زيتها يُضيء، ولو لم تمسسه نارٌ) وقال: {واشدد على قلوبهم}.
وإن اتصل بالمُدغم فيه ألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة، أو نون التوكيد، وجب الإدغام، لزوال سكون المثْلين، مثل: (لم يمدَّا ومدَّ، ولم يمدُّوا ومدُّوا، ولم تمدِّي ومُدِّي، ولم يمُدَّن ومُدَّن)
وهمزة الوصل في الأمر من الثلاثي المجرد مثل (أمدد) يُستغنى عنها بعد الإدغام، فتحذف مثل (مُد)، لأنها إنما أُتي بها للتخلص من الابتداء بالساكن.
الثاني: أن يكون عين الكلمة ولامها ياءين لازماً تحريك ثانيتهما، مثل (عيي وحيي، فنقول: (عيَّ وحيَّ) بالإدغام أيضاً.
فإن كانت حركة الثانية عارضاً للإعراب، مثل: (لن يُحييَ ورأيتُ محيياً)، امتنع إدغامه. وكذا إن عرض سكون الثانية مثل: عييت وحييت.
الثالث: أن يكون في أول الفعل الماضي تاءان، مثل: (تتابع وتتبّع) فيجوز الإدغام، مع زيادة همزة وصل في أوله دفعاً للابتداء بالساكن، مثل: (إتَّابع واتّبع). فإن كان مضارعاً لم يجز الإدغام، بل يجوز تخفيفه بحذف إحدى التاءين، فتقول في تتجلى وتتلظى: تجلى وتلظى، قال تعالى {تنزَّل الملائكة والروح} وقال {ناراً تلظى}، أي تتنزل وتتلظى.
الرابع: أن يتجاوز مثْلان متحركان في كلمتين، مثل: جعلَ لِي وكتبَ بالقلم، فيجوز الإدغام، بإسكان المثْل الأول، فتقول: جعلْ لي، وكتبْ بالقلم. غير أن الإدغام هنا يجوز لفظاً لا خطَّاً.
امتناع الإدغام
يمتنع الإدغام في سبعة مواضع:
الأول: أن يتصدر المِثْلان: كددن ودداً ودد وددان وتتر ودنن. [ الددن والددا والدد: اللهو واللعب. والددان: من لا غناء عنده ولا نفع. والتتر: التتار. والدنن: انحناء عند الظهر].
الثاني: أن يكونا في اسم على وزن (فُعَل) بضم ففتح. كدُرَر. أو (فُعُل) بضمتين: كسُرُر. أو على وزن (فِعَل) بكسر ففتح. مثل: حِلَل (جمع محلة: حارة). أو على وزن (فَعَل) بفتحتين. كطلل وخبب.
الثالث: أن يكون المثلان في وزن مزيد فيه للإلحاق مثل: هيلل (أكثر من قول لا إله إلا الله، وهي منحوتة مثل بسمل).
الرابع: أن يتصل بأول المثلين مُدغم فيه: مثل: هلَّل وشدَّد، لأن في الإدغام الثاني تكرار للإدغام وذلك ممنوع.
الخامس: أن يكون المثلان على وزن (أفعل)، في التعجب، مثل: أعزز بالعلم وأحبب به، فلا يُقال: أعز به وأحب به.
السادس: أن يُعرض سُكون أحد المثلين، لاتصاله بضمير رفع متحرك: مثل: مددتُ ومددنا ومددتَ ومددتم ومددتن.
السابع: أن يكون مما شذت العرب في فكه اختيارا، وهي ألفاظ محفوظة.
الإعلال
الإعلال: حذف حرف العلة، أو قلبه، أو تسكينه.
فالحذف: مثل: يَرِثُ (والأصل، يَوْرِث)
والقلب، مثل: قال (والأصل، قَوَلَ)
والإسكان، مثل: يمشيْ (والأصل، يمشِيُ)
(1) الإعلال بالحذف
يُحذف حرف العلة في ثلاثة مواضع:
الأول: أن يكون حرف مد ملتقياً بساكنٍ بعدهُ، مثل: (قُم وخَفْ، وبِعْ، وقُمتُ وخِفتُ وبِعتُ، وترمون وقاضٍ وفتىً)
(والأصل: قوم وخاف وبيع وقومت وخيفت وبيعت وترميون وقاضين وفتان)
فحذف حرف العلة دفعاً لالتقاء الساكنين.
الثاني: أن يكون الفعل معلوماً مثالاً واوياً على وزن (يفعل)، المكسور العين في المضارع، فتحذف فاؤه من المضارع والأمر، ومن المصدر أيضاً، إذا عُوِّض عنها بالتاء مثل: يَعِدُ> عِدْ > عِدَة.
الثالث: أن يكون الفعل معتل الآخر، فيحذف آخره في أمر المفرد المذكر، مثل: اخشَ و ادعُ و ارمِ، في المضارع المجزوم، الذي لم يتصل بآخره شيءٌ، مثل: لم يخشَ ولم يدعُ ولم يرمِ. غير أن الحذف فيهما لا يكون للإعلال، بل للنيابة عن سكون البناء في الأمر، وعن سكون الإعراب في المضارع.
(2) الإعلال بالقلب
1ـ قلب الواو والياء ألفاً
إذا تحرك كل من الواو والياء بحركة أصلية وانفتح ما قبله، انقلب ألفاً، مثل: دعا ورمى وقال وباع، والأصل: (دعَوَ ورَمَي وقَوَلَ وبَيَعَ).
ويُشترط في انقلابها ألفاً سبعة شروطٍ
الأول: أن يتحرك ما بعدهما، إن كانتا في موضع عين الكلمة. فلا تُعّلان في مثل: (بيان وطويل وغيور وخورنق) لسكون ما بعدهما.
الثاني: أن لا تليهما ألفٌ ولا ياءٌ مشددة إن كانتا في موضع اللام فلا تُعّلان في مثل: (رميا وغزوا وفتيان وعصوان) لأن الألف ولِيَتهما، ولا في مثل: (علوي وفتوي) للحاق الياء المشددة إياهما.
الثالث: أن تكون عينُ فعلٍ على وزن (فَعِلَ)، المكسور العين، المعتل اللام، مثل: هوِيَ ودَوِيَ وقَوِيَ وعَيِيَ وحَيِيَ.
الرابع: أن لا يجتمع إعلالان، مثل: هوَى وطوَى والقوَى والهَوَى والحيا والحياة، وأصلها: هَويَ وطَوَيَ والقوو والهَوَيُ والحَيَي والحيية. فأعلت اللام بقلبها ألفاً، لتَحرُكها وانفتاح ما قبلها وسلمت العين لإعلال اللام كيلا يجتمع إعلالان في كلمة واحدة.
الخامس: أن لا تكونا عين اسمٍ على وزن (فَعَلانٍ) بفتح العين. فلا تعلان في مثل: حيوان وجولان وهيمان.
السادس: أن لا تكونا عين فعلٍ تجيء الصفة منه على وزن (أَفعَلَ) فإن عينه تَصِح فيه وفي مصدره والصفة منه، مثل: عَوِرَ> يَعْوَرُ > عَوْراً > فهو أعور، وحول يحول حولا فهو أحول.
السابع: أن لا تكون الواو عيناً في (افتعل) الدّال على معنى المشاركة. فلا تعل الواو في مثل: (اجتور القوم يجتورون وازدوجوا يزدوجون) أي تجاوروا وتزاوجوا.
يتبع في هذا الباب
تابع لما قبله
2ـ قلب الواو ياء
تُقلب الواو ياءً في ثمانية مواضع:
1ـ أن تَسكُنَ بعد كسرةٍ، مثل: ميعاد وميزان. وأصلها: (مِوْعاد ومِوزان) لأنهما من الوعد والوزن.
2ـ أن تتطرف بعد كسرة، مثل: رضِيَ ويرتضي وقوِيَ والغازِي والداعي والشجِي والشجية. والأصل: رضِوَ ويرتضو وقوِو والغازِو والداعِو والشجو والشجوة. لأنها من الرضوان والقوة والغزو والدعوة والشجو. فإن لم تتطرف، مثل: العِوَج والدِول (بكسر الدال وفتح الواو: جمع دولة) أما (الدُوَل بضم الدال وفتح الواو فهو الحق) فإنها لا تقلب.
3ـ أن تقع بعد ياء التصغير، مثل: جُريٍ ودُليٍ وأصلهما: جُرَيْوٌ ودُليْوٌ تصغير (جرو ودلو).
4ـ أن تقع حشواً بين كسرة وألف، في المصدر الأجوف الذي أُعلت عين فعله، مثل: القيام والصيام والانقياد والعياد والعيادة وأصلها: قوام وصوام وانقواد وعواد وعوادة وفعلها (قام وصام وانقاد وعاد) وأصل الأفعال (قَوَم وصَوَم وانقوَد وعَوَدَ).
5ـ أن تقع عيناً بعد كسرة، في جمع صحيح اللام، على وزن (فِعَال) وقد أُعِلَت في المفرد أو سكنت. فما أُعلت عينه في المفرد، مثل: الديار والرياح والحيل والقيم. وأصلها: دِوَار ورِوَاح وحِوَل وقِوَم ومفردها (دار وريح وحيلة وقيمة) وأصلها (دَوَرٌ ورِوْحٌ وحِوْلةٌ وقِومة).
وما سكنت عينه في المفرد (وهذا لا يكون إلا في جمع على فِعَال)، مثل: ثياب وسياط وأصلها (ثِوابٌ وسِواطٌ ومفردها: ثوب وسوط).
فإن صحت عين المفرد، ولم تسكن. فلا تقلب، مثل: طويل وطِوال وشذ جمع جواد على (جياد)، فالقياس أن يكون (جِواد)
وإن وقعت الواو حشواً بين كسرة وألف فيما ليس مصدراً ولا جمعاً مثل: سوار وقِوام وسِواك لم تُقلب.
6ـ أن تجتمع الواو والياء بشرط أن يكون السابق منهما أصلاً، لا مُبدلا من غيره، وأن يكون ساكناً، وأن يكون سكونه أصلياً، لا عارضاً، وأن تكون في كلمة واحدة، أو فيما هو كالكلمة الواحدة، فتنقلب حينئذٍ الواو ياءً وتُدغم في الياء.
ولا فرق بين أن تسبق الواو، مثل: مَقضي ومَرمي وأصلهما: (مَقْضَوي ومرموي)، وأن تسبق الياءُ، مثل: سَيِّد ومَيِّت وأصلهما (سَيْوِد ومَيْوِت)
7ـ أن تكون الواو لاماً، في جمع على وزن (فُعُول) فتقلب ياءً، مثل: دلو ودُلي وعصا وعُصي والأصل: دلوو وعصوو قلبت اللام ياء، فصارت> دلوي وعصوي فاجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياءً وأدغمت في الياء. وقد تصح الواو شذوذاً، كجمعهم (بَهْواً) على (بُهُوٍّ) وقد جمعوه أيضاً على (بُهِي) قياساً.
8ـ أن تكون الواو عين كلمةٍ، في جمعٍ على وزن (فُعَّلٍ) صحيح اللام، مثل: صائم وصُيَّم ونائم ونُيَّم وجائع وجُيَّع ويجوز التصحيح أيضاً، مثل: صُوَّم ونُوَّم وجُوَّع. وهو أكثر استعمالاً من الإعلال.
تابع لما قبله
3ـ قلب الياء واواً
تُقلب الياء واواً في ثلاثة مواضع:
أ ـ أن تَسكُنَ بعد ضمةٍ، في غير جمعٍ على وزن (فُعْل)، مثل: يُوسِرُ وموسر ويوقِن وموقن. وأصلها يُيْسِر ومُيْسر وييقن وميقن (لأنها من أيسر وأيقن).
ب ـ أن تقع لام فعلٍ بعد ضمة، مثل: نَهُوَ الرجل وقضُوَ، بمعنى ( ما أنهاه! وما أقضاه) وأصلهما: (نَهُيَ وقَضُيَ!) فهما يائيان.
ج ـ أن تكون عيناً لفُعلى، بضم الفاء اسماً، مثل: طوبى (وهي مصدر طاب واسم للجنة. وأصلها: طُيْبى) أو أنثى لأفعل التفضيل، مثل: كوسى والخورى والطوبى والضوقى (مؤنثات) (أكيس وأخير وأطيب وأضيق). وأصلها: كُيْسى وخُيْرى وطُيْبَى وضُيقى. وشذت بلا قلب بعض الكلمات (ضيزى) [قسمة ضيزى].
4ـ فَعلى و فُعلى المعتلتا اللام:
إذا اعتلت لام (فَعْلى) بفتح الفاء، فإن كانت واواً سلمت في الاسم مثل: دعوى. وفي الصفة مثل: نشوى. وإن كانت ياءً سلمت في الصفة، مثل: خزيا وصديا مؤنثي (خزيان وصديان) وقلبت واواً في الاسم مثل: تقوى وفتوى وبقوى وأصلها: (تقيا وفتيا وبقيا). وشذ قولهم (ريَّا) للرائحة، وحقها أن تكون (روَّى).
وإذا اعتلت لام فُعلى بضم الفاء، فإن كانت ياءً صحت في الاسم، مثل: فُتيا، وفي الصفة مثل وُليا (تأنيث الأولى) بمعنى الأجدر والأحق. وإن كانت واواً سلمت في الاسم مثل: خزوى (وهي اسم موضع)، وقلبت ياءً في الصفة، مثل: دُنيا وعُليا، وهما من دنا يدنو وعلا يعلو. وشذ قول أهل الحجاز في (القصوى) قوله تعالى {وهم بالعدوة القصوى} وشذ عند الجميع (حلوى).
5ـ إعلال الألف
إذا وقعت الألف بعد ياء التصغير، انقلبت ياءً، وأُدغمت في ياء التصغير، مثل: غزال > غُزيل و كتاب> كُتيب لاقتضاء كسر ما قبل ياء التصغير. وإذا وقعت بعد ضمة قُلبت واوا مثل: شوهد وبويع والأصل: شاهد وبايع. وإذا وقعت بعد كسرة قلبت ياءً أيضاً مثل مصابيح ودنانير والأصل مصاباح ودنانار ولصعوبة النطق قلبت كذلك.
وإذا وقعت رابعة فصاعداً، واتصلت بضمير المثنى، أو ضمير رفع متحرك في الفعل، أو بألف التثنية قلبت ياءً على كل حال. سواء كانت مبدلة من واو مثل: يرضى وأعطى ومرضى ومُعطى أم من ياءٍ، مثل: يسعى و أحيا والمُهدى والمستشفى فنقول: يرضيان وأعطيا والمُرَضيان والمُعطيان ويسعيان و أحييا و المُهديان والمستشفيان.
فإن كانت ثالثة، فإن كان أصلها الواو، رُدَّت إليها، مثل: غزوا وغزوت والعصوين. وإن كان أصلها الياء رُدَّت إليها، مثل: رميا ورميت والفتيين.
يتبع في هذا الباب
الإعلال بالتسكين
والمراد به شيئان: الأول حذف حركة العلة، دفعاً للثِّقل. والثاني: نقل حركته الى الساكن قبله.
فإذا تطرفت الواو والياءُ بعد حرف متحرك، حذفت حركتهما إن كانت ضمةً أو كسرةً، دفعاً للثقل، مثل: يدعو الداعي الى النادي، ويقضي القاضي على الجاني. والأصل: (يدعُو الداعيُ الى الناديِ ويقضيُ القاضيُ على الجانيِ).
فإن لَزِم من ذلك اجتماع ساكنين، حُذفت لام الكلمة، مثل: (يرمون ويغزون) والأصل (يرميون ويغزُونَ).
(طرحت ضمة الواو والياء دفعاً للثقل، فالتقى ساكنان: لام الكلمة وواو الجماعة، فحذفت لام الكلمة دفعاً لاجتماع الساكنين).
فإن كانت الحركة فتحةً، لم تحذف، مثل: لن أدعوَ الى غير الحقِّ، ولن أعصيَ الداعيَ إليه.ُ
وإن تطرفت الواو والياءُ بعد حرفٍ ساكن، لم تُطرح الضمة والكسرة، مثل: هذا دلْوٌ يشرب منه ظبْيٌ وشربت من دلوٍ وأمسكت بظبيٍ.
وإذا كانت عين الكلمة واواً أو ياءً متحركتين، وكان ما قبلهما ساكناً صحيحاً وجب نقل حركة العين الى الساكن قبلَهما، لأن الحرف الصحيح، أولى بتحمل الحركة من حرف العلة لقوته وضعف حرف العلة.
والإعلال بالنقل، قد يكون نقلاً محضاً. وقد يتبعه إعلاله بالقلب، أو بالحذف، أو بالقلب والحذف معاً.
فإن كانت الحركة المنقولة عن حرف العلة مُجانسة له، أكتفي بالنقل، مثل: يقوم ويبين، والأصل يقوُمُ ويبيِنُ.
وإن كانت غيرَ مُجانسةٍ له، قُلِب حرفاً يُجانسها، مثل: أقام وأبان ويقيم ومقامٍ. والأصل: أقوَمَ وأبينَ ويقوِم ومقوم.
(نُقلت حركة الواو والياء الساكن قبلهما ثم قلبت الواو والياء ألفاً بعد الفتحة، وياءً بعد الكسرة للمُجانسة. وهذا إعلال بالنقل والقلب).
ويُستثنى من ذلك:
أ ـ أفعل التعجب، مثل: ما أقوَمَه! وما أبيَنَهُ! وأقوِم به! وأبين به!
ب ـ ما كان على وزن (أَفعل)، اسم تفضيلٍ، مثل: هو أَقوَمُ وأَبين منه. أو صفة مشبهة مثل: أحْوَلَ وأبيضَ، أو اسماً، مثل: أسودَ [للحية].
ج ـ ما كان على وزن (مِفْعَلٍ) أو (مِفْعَلَةٍ) أو (مِفْعَالٍ). مثل: مِقْوَل ومِرْوَحة ومِقْوال ومِكْيالٍ.
د ـ ما كان بعد واوه أو يائه ألفٌ، مثل: تَجْوالٍ وتَهْيَامٍ.
هـ ـ ما كان مُضَعَّفاً، مثل: ابيضَّ واسودَّ
و ـ ما أُعِلَت لامه، مثل: أهوى وأحيا.
ز ـ ما صحت عين ماضيه المجرد، مثل: يَعْوَرُ ويَصْيَدُ وأَعوَرُهُ يُعْوِرُهُ. فإن الماضي المجرد منها، هو: عَوِرَ وصَيِدَ [أصيد: رافع الرأس كِبراً]، قد صحت عينه.
إعلال الهمزة
الهمزة من الحروف الصحيحة، غير أنها تشبه أحرف العلة، لذلك تقبل الإعلال مثلها، فتنقلب إليها في بعض المواضع.
فإذا اجتمع همزتان في كلمة:
فإن تحركت الأولى وسكنت الثانية، وجب قلب الثانية حرف مد يجانسُ حركة ما قبلها، مثل: آمَنَ وأومن وآمِن وإيمانٍ وآدمَ وآخرَ. والأصل: (أأمن وأؤمن وأأمن وإيمانٌ وأأدم وأأخر)
وإن سكنت الأولى وتحركت الثانية أدغمت الأولى في الثانية، مثل: سأل
وإن تحركتا بالفتح، قُلبت الثانية واواً. فإن بنيت اسم تفضيل من (أنَّ يَئِنُ وأَمَّ يَؤُمُّ) قلت: (هو أَوَنُّ منه) أي: أكثر أنيناً. و(هو أَوَّمٌّ منه) أي: أحسن إمامة. والأصل أأم.
وإن كانت حركة الثانية ضمة أو كسرة، فإن كانت بعد همزة المضارعة جاز قلبها واواً، إن كانت مضمومة، وياءً إن كانت مكسورة.
وإن سكنت بعد حرف صحيح غير الهمزة، جاز تحقيقها والنطق بها، مثل: رأس وسؤل وبئر، وجاز تخفيفها بقلبها حرفاً يجانس حركة ما قبلها، مثل: راس وسول وبير.
وإن كانت آخر الكلمة بعد واو أو ياء زائدتين ساكنتين، جاز تحقيق الهمزة، مثل وضوء ونتوء ونبوءة وهنيء ومريء وخطيئة وجاز تخفيفها بقلبها واوا بعد الواو وياء بعد الياء، مع إدغامها فيما قبلها، مثل: وضو ونتو وهني ومري وخطية.
فإن كانت الواو والياء أصليتين، مثل: سوء وشيء فالأولى تحقيق الهمزة، ويجوز قلبها وإدغامها، مثل: سو وشي.
وإن تحركت بالفتح في حشو الكلمة، بعد كسرة أو ضمة، جاز تحقيقها، مثل: ذئاب وجؤار [رفع الصوت]. وجاز تخفيفها: ذياب وجوار.
وإن تطرفت بعد متحرك، جاز تحقيقها مثل: قرأ ويقرأ وجرؤ ويجرؤ وأخطأ ويخطئ والقارئ والخاطئ والملأ، وجاز تخفيفها، بقلبها حرفاً يجانس حركة ما قبلها: قرا ويقرا وجرو ويجرو وأخطا ويخطي والقاري والخاطي والملا.
وتحذف وجوباً في فعل الأمر المشتق من (أخذ وأكل) (خُذ وكُل) وفي مضارع رأى وأمرِه مثل: يرى وأرى ونرى وره وريا وروا.
ويكثر حذفها من الأمر المشتق من (أّمَرَ) فيقال (مُرْ).
الإبدال
الإبدال إزالة حرف، ووضع آخر مكانه. فهو يشبه الإعلال من حيث أن كلاً منهما تغييرٌ في الموضع إلا أن الإعلال خاص بأحرفِ العلةِ، فيقلب أحدهما الى الآخر، كما سبق. وأما الإبدال، فيكون في الحروف الصحيحة، بجعل أحدهما مكان الآخر، وفي الأحرف العليلة، بجعل مكان حرف العلة حرفاً صحيحاً.
قواعد الإبدال
1ـ تُبدل الواو والياءُ همزةً. إذا تطرفتا بعد ألف زائدة. مثل: دعاء وبناء. والأصل: (دعاوٌ وبنايٌ) لأنهما من دعا يدعو وبنى يبني وتشاركهما في ذلك الألف، فإنها إذا تطرفت بعد ألف زائدة، تُبَدلُ همزةً، وذلك مثل: حمراء، فإن أصلها: حمرى بوزن سكرى زيدت ألف المد قبل آخرها.
2ـ تُبدل الواو والياء همزةً، إذا وقعتا عينَ اسمِ الفاعل، وأعلتا في فعله، مثل: قائل وبائع. والأصل (قاولٌ وبايعٌ) وفعلهما قال وباع. وأصلهما (قَوَلَ وبَيَعَ)، فإن لم تُعلا في الفعل، لم تُعلا في اسم الفاعل، مثل: عاورٍ وعاينٍ وفعلهما (عَوِرَ وعين).
3ـ يُبدل حرف المد الزائد، الواقع ثالثاً في اسم صحيح الآخر، همزةً، إذا بُنيَ على مثال (مفاعِلَ) ولا فرق بين أن يكون حرف المد ألفاً، مثل: قلادة وقلائد، أو واواً، مثل: عجوز وعجائز أو ياء مثل: صحيفة وصحائف.
فإذا كان حرف العلة غير مد، لا يبدل لهمزة، مثل: قسورة قساور وجدول جداول.
4ـ إذا توسطت ألف ما جمع على مثال (مفاعِل) بين حرفي علة في اسم صحيح الآخر، أبدِل ثانيهما همزة، مثل: أول > أوائل، سيد > سيائد، نيِّف > نيائف. والأصل (أواول وسياود ونياوف). فإن توسطت بينهما ألف (مفاعيل) امتنع الإبدال، مثل: طاووس > طواويس.
5ـ إذا كانت الواو مضمومة بعد حرف ساكن أو مضموم جاز قلبها همزة، مثل: أدؤر (جمع دار) و حُؤول (مصدر حال بينهما) وجاز بقاؤها على حالها، أدورِ وحوول. والأول أولى وأفصح.
6ـ كل كلمة اجتمع في أولها واوان، وجَب إبدال أولاهما همزة، ما لم تكن الثانية بدلاً من ألف المفاعلة. ولا فرق بين أن تكون الثانية حرف مد، مثل: أولى (مؤنث أول) وأصلها (وولى) بوزن فُعلى، لأن الأول (نفسه) أصلها (وُوَل).
7ـ إن كانت فاء (افتعل) واواً أو ياءً، أبدلت تاءً، وأدغمت في تاء الافتعال، مثل: اتَّصَل واتَّقى والأصل (إوتصلَ وإوتقى). وأجاز بعض النحاة وهم البغداديون، الإبدال في المهموز في (اتكل واتمن واتهل واتزر واتخذ) [وهو الراجح] فأجازوا أن تكون (ايتكل وايتمن وايتهل وايتزر وايتخذ).
8ـ إذا كانت فاءُ (افتعل) ثاءً أبدلت تاؤه ثاءً وأدغمتا، مثل: اثأر وأصلها (اثتار).
وإن كانت فاؤه دالاً أو ذالاً أو زاياً، أبدلت تاؤه دالاً، مثل: (ادَّعَى واذدكر وازدهى) وأصلها (ادتعى واذتكر وازتهى).
وإن كانت فاؤه صاداً أو ضاداً أو طاءً أو ظاءً أبدلت تاؤه طاءً، مثل: (اصطفى واضطجع واطَّرَّد واظطلم) وأصلها (اصتفى واضتجع واطترد واظتلم).
9ـ ما كانت فاؤه ثاءً أو دالاً أو ذالاً أو زاياً أو صاداً أو ضاداً أو طاءً أو ظاءً مما هو على وزن (تفَاعَلَ) أو (تفَعَّلَ) أو (تفعلل)، بحيث تجتمع التاء وهذه الأحرف ـ جاز فيه إبدال التاءِ حرفاً من جنس ما بعدها، مع إدغامها فيه، مثل: اثَّاقل وادثَّر واذَّكر وازَّيَّن واصَّبَر واضَّرَعَ واطَّرَّبَ واظَّلَم. والأصل (تثاقل وتدثر وتذكر وتزين وتصبر وتضرع وتطرب وتظلم).
10ـ إذا وقعت التاء ساكنة قبل الدال، وجب إبدالها دالاً، وإدغامها في الدال التي بعدها، مثل: (عِدَّان: جمع عَتود وهو الذكر من أولاد المعزى) وأصلها (عِتدان).
11ـ إذا وقعت النون الساكنة قبل الميم، أو الباء، أبدلت ميماً، مثل: امَّحى والأصل (انمحى) ومثل سنبل فتلفظ (سُمبل) فإبدالها باللفظ لا في الخط.
12ـ الميم في (فمٍ) مبدلة من الواو، لأن أصلها (فوهٌ) بدليل جمعه على (أفواه) فحذفوا الهاء، وأبدلوا الواو ميماً. فإن أضيف (الفم) رُجِعَ به الى الأصل مثل: (هذا فوك). وتجوز إضافته، مع بقاء الإبدال، مثل: (هذا فَمُكَ). ومنه الحديث الشريف (لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك).
الوقف
الوقف: قطعُ النُطقِ عند آخر الكلمة.
فما كان ساكن الآخر، وقفْتَ عليه بسكونه، سواء أكان صحيحاً، مثل: اكتبْ ولم يكتبْ وعنْ ومنْ، أم مُعتلاً، مثل: يمشي ويدعو ويخشى والفتى ومهما.
وما كان متحركاً، مثل: يكتبُ وكتبَ والكتابِ وأينَ وليتَ، وقفتَ عليه بحذفِ حركته (أي بالسكون).
وهذه أشهر قواعد الوقف وأكثرها دوراناً:
1ـ إذا وقفتَ على مُنَوَّنٍ، حذفت تنوينه بعد الضمة والكسرة، وأسكنت آخره، مثل: (هذا خالدْ. مررتُ بخالدْ).
2ـ إذا كتبتَ (إذاً) بالألف معَ التنوين، طرحتَ التنوينَ، ووقفتَ عليها بالألف، وإذا كتبتها: (إذن)، بنون ساكنة، أبدلتَ نونها ألفاً، ووقفت عليها بها. ومنهم من يقف عليها بالنون مطلقاً.
3ـ إذا وقفتَ على نون التوكيد الساكنة (وهي الخفيفة)، أبدلتها ألفاً، ووقفت عليها، سواءٌ أكتِبَت بالألف مع التنوين كقوله تعالى: { لنسفعاً بالناصية}. أم كُتبتْ بالنون، مثل: (اجتهدَنْ). فتقول في الوقف على لنسعفاً (لنسفعاَ)، وفي الوقف على (اجتَهَدَنْ) (اجتهِدا). قال الشاعر:
ولا تعبدِ الشيطانَ، واللهَ فاعبدا، أي (فاعبدن).
4ـ هاء الضمير للمفرد المذكر، توصلُ في درج الكلام بحرف مدٍ يجانسها، إلا إذا التقت بساكنٍ بعدها، مثل: رأيتُهُ وسُرِرتُ به، يُلفظان: رأيتهو وسررت بِهي. إلا في ضرورة الشعر، فيجوز الوقف عليها بحركتها، كقول الراجز: كأنَ لونَ أرضهِ سماؤُهُ. ولو كان في النثر لوجب أن يقول: سماؤهْ بإسكان الهاء.
5ـ إذا وقفتَ على المنقوص، فإن كان منصوباً ثبتت ياؤُهُ، سواء أكان منوناً، مثل: (سمعنا منادياً) أم غيرَ منونٍ، مثل: (طلبت المعالي). وما سقط تنوينه من الصرف، فهو ثابت الياء، كالمقترن بأل، مثل: (رأيتُ مراكب في البحر جواري).
وإن كان مرفوعاً أو مجروراً، فإن كان منوناً، فالأرجح حذفُ يائه، كقوله تعالى: { فاقضِ ما أنت قاضْ}، ومثل: مررت بقاضْ ويجوز إثباتها، كقراءة ابن كثير (ولكل قومٍ هادي) و (ما لهم من دونه من والي) فالأفصح إثباتُ يائِه، مثل: جاء القاضي ومررت بالقاضي. ويجوز حذفها، كقوله تعالى: { وهو الكبير المتعال... ليُنذر يوم التلاقْ}
6ـ إذا وقفت على المقصور، فإن كان غير منوّن، حذفت تنوينه، ورددتَ إليه ألفه في اللفظ، مثل: (جاء فتى، ورأيت فتى، ومررتُ بفتى) تقف عليه بلا تنوين.
7ـ إذا وقفتَ على تاء التأنيث المربوطة، مثل: حمزة، وطلحة، وشجرة، وقائمة وفاطمة، أبدلتها في الوقف هاءً ساكنة، فتقول: حمزهْ، وطلحهْ، وشجرهْ، وقائمهْ، وفاطمهْ. هذه هي اللغة الفصحى الشائعة في كلامهم. فإن وصلتَ ردتها الى التاء، مثل: هذا حمزةُ مقبلاً.
فائدة: إعلم أن تاء التأنيث التي حقها أن تكون مربوطة (أي في صورة الهاء) قد رسمت في المصحف تارة بصورة التاء المبسوطة، مثل: { إن شجرت الزقوم.. وامرأت نوح... وامرأت لوط} وتارة بصورة الهاء، مثل {هذه ناقة الله إليكم آية .. خذ من أموالهم صدقة} فما رسم منها بصورة الهاء، فقد وقف عليه كلِ القراء بالهاء، وما رسم بالتاء المبسوطة، فمنهم من يقف عليه بالهاء، مراعاة للأصل كابن كثير وأبي عمرو والكسائي ومنهم من يقف عليه بالتاء مراعاة للرسم، كنافع وابن عامر وعاصم وحمزة.
8ـ إذا وقفت على تاء التأنيث المبسوطة، فإن كانت ساكنة (وهي المتصلة بالفعل الماضي)، وقفت عليها تاء ساكنة كما هي.
وإن كانت متحركة فإن اتصلت بحرف، مثل: رُبَّتَ، وثُمَتَ، و لعلَّتَ، وقفت عليها تاء ساكنة فقط، وإن اتصلت باسم فإن كان ما قبلها حرفاً صحيحاً ساكناً، كأخت وبنت، وقفت عليها تاء ساكنة أيضاً، قولاً واحداً. وإن كان ما قبلها ألفاً (وذلك في جمع المؤنث السالم والملحق به)، جاز الوقف عليها بالتاء وبالهاء ساكنتين، فتقول: جاءت الفاطمات وجاءت الفاطماه، والأول هو الأرجح.
يتبع في هذا الباب
أحكام الوقف على المتحرك
لكَ في الوقف على المتحرك خمسة أوجه:
1ـ أن تقف عليه بالسكون. وهو الأصل، والكثير في كلامهم، المشهور عنهم.
2ـ أن تقف عليه بالرَّوْم، وهو أن تأتي بالحركة ضعيفةَ الصوت فلا تتمها، بل تختلسها اختلاساً، تنبيهاً على حركة الأصل، فتحة كانت الحركةُ أو ضمة أو كسرة. ومنع الفرَّاء الوقف على ذي الفتحة بالرّوم وأكثر القراء قد اختاروا قوله.
3ـ أن تقف عليه بالإشمام، إن كان مضموماً (ولا إشمام في غيره). والإشمام: إشارة الشفتين الى الضمة، بعد الوقف بالسكون مباشرة، من غير تصويت بالحركة، ضعيف أو قوي، وذلك بأن تضم شفتيك بعد إسكان الحرف، وتدع بينهما بعض انفراج يخرج منه النفس، فيراهما الرائي مضمومتين، فيعلم أنك أردت بضمهما الحركة المضمومة، وهذا إنما يراه البصير، لا الأعمى، وهو في الحقيقة وقف بإسكان الحرف. والضمة إنما يُشار إليها بالشفتين.
4ـ أن تقف عليه بتضعيف الحرف الموقوفِ عليه، فيكون حرفاً مشدداً، مثل: هذا خالدّ وقرأتُ المصحفّ. إلا إذا كان الآخر همزة، أو حرف علة، أو ما كان قبله ساكناً، فلا يُضَعَّفُ.
5ـ أن تقف عليه بنقل حركته الى ما قبله. مثل: يَجْدُرُ بك الصبُر. وعليك بالصبِرْ.
الوقف بهاء السكت
كل متحركٍ تقف عليه بالسكون. كما علمت. ويجوز أن يوقف على بعض المتحركات أيضاً بهاءٍ ساكنة تسمى (هاء السكت).
ولا تُزَاد هذه الهاء، للوقف عليها، إلا في المضارع المعتل الآخر، المجزوم بحذف آخره، وفي الأمر المعتل الآخر المبني على حذف آخره، وفي (ما الإستفهامية)، وفي الحرف المبني على حركة، بناءً أصلياً. ولا يوقف بهاء السكت في غير ذلك، إلا شذوذاً. وإليك شرح ذلك:
1ـ إذا وقفت على مضارع، معتل الآخر، لم يتصل آخره بشيءٍ وقفت عليه بإثبات آخره ساكناً، في حالتي رفعه ونصبه. فإن جزمته، فإن شئت وقفتَ على ما صار آخراً، مثل: (لم تمشْ، لم تدعْ، لم تخشْ) وإن شئت وقفت عليه بهاء السكت، ليسهل الوقفُ، وهو الأحسن، مثل: لم نمشِهْ، لم تدعُهْ، لم تخشَهْ.
وكذلك المعتل الآخر، المبني على حذف آخره، فإنك تقول فيه: امشْ، ادعْ، اخشْ، تقف بالسكون على ما صار آخراً وتقول: امشه، ادعه، اخشه، بالوقف على هاء السكت. إلا إذا بقي الأمر على حرف واحد، مثل (فِ، عِ، قِ)، وهي أفعال أمر من (وفى يفي، وعى يعي، وقى يقي)، فحينئذٍ يجب الوقف عليه بهاء السكت وجوباً، (فِه، عِه، قِهْ)
2ـ إذا وقعت (ما) الاستفهامية موقع المجرور، حذفت ألفها وجوباً، مثل (على مَ عولت، حتَّامَ تسكت؟ إلامَ تميل؟). ومنه قوله تعالى: { عمَّ يتساءلون؟... فيمَ أنتَ من ذكراها}
3ـ إذا وقفتَ على حرفٍ مبني على حركة، مثل: (رُبَّ ولعلَّ وإنَّ ومُنذُ) وقفتَ عليه بالسكون. وإن شئت وقفت عليه بهاء السكت، مثل: رُبَّهْ ولعله وإنه ومنذه، ومن ذلك نون التوكيد المشددة، مثل (لا تذهبن واذهبن) فإنك، كما تقف عليها بالسكون، تقف عليها بهاء السكت، مثل: (لا تذهبنه واذهبنه). وهو الأحسن. ومن ذلك النونات اللاحقات للمثنى وجمع المذكر السالم والأفعال الخمسة. فكما تقف عليهن بالسكون، تقف عليهن بهاء السكت، تقول: جاء الرجلانه وأكرم المجتهدونه والمجتهدون يُكرمنه.
4ـ الاسم المبني، إما أن يكون بناؤه عارضاً، لسبب يزول بزواله: (قبل وبعد واسم (لا) النافية للجنس المبني)، فما كان كذلك، فلا يوقف عليه بهاء السكت. وإما أن يكون بناؤه ملازماً له في جميع أحواله (كالضمائر وأسماء الإشارة وأسماء الاستفهام ونحوها). فما كان كذلك، وكان محرك الآخر، وقفت عليه بالسكون أو بهاء السكت، وذلك مثل: أين وأيان وكيف والذين وحذار وحيث، فإن شئت وقفت عليها بإسكان أواخرها، وإن شئت وقفت عليها بهاء السكت، مثل: أينه، أيانه، كيفه، الذينه، حذاره، حيثه.
وكذلك الضمائر المتحركة، فإنك تقف عليها بالسكون، أو بزيادة هاء السكت، فتقول: أكرمت وأكرمتهْ وقمت وقمته وأنت وأنته ويجتهدن ويجتهدنه وأنتن وأنتنه وهن وهنه وأكرمتهن وأكرمتهنه.
الخــط
الخط: تصوير اللفظ بحروف هِجائه التي يُنطق بها، وذلك بأن يُطابق المكتوب المنطوق به من الحروف.
والأصل في كل كلمة أن تكتب بصورة لفظها، بتقدير الابتداء بها والوقف عليها. وهذا أصلٌ معتبرٌ بالكتابة.
ومن أجل ذلك:
كتبوا همزات الوصل في درج الكلام، وإن لم يُنطق بها، لأنه إذا ابتُدئ بالكلمات، التي هي أولها، نُطقَ بهمزاتها، مثل: جاء الحقُ، وسافر اُبنك، فإنك، إن قدمت وأخرت، فقلت: (الحقُ جاء، إبنك سافر)، نطقت بالهمزة: إلا إذا سبقت (أل) لام الجر أو لام الابتداء، فتحذف همزتها، مثل: (للرجل، للمرأة، للرجل أقوى من المرأة، وللمرأة أرقُ عاطفة منه).
وكتبوا هاء السكت في نحو: (رَهْ زيداً، وقِهْ نفسَك) لأنك في الوقف تقول: رهْ وقِهْ
وكتبوا ألف (أنا)، مع أنها لا تُلفظ في درج الكلام، لأنها إذا وُقِف عليها، وُقف عليها بالألف. ومن ذلك قوله تعالى {لكنَّا هو الله ربي}، لأن أصله (لكن أنا).
وكتبوا تاء التأنيث، التي يوقف عليها بالهاء، هاءً: كرحمة وفاطمة، وكتبوا التي يوقف عليها بالتاء، تاءً: كأخت وبنت ورحمات. ومن وقف على الأول بالتاء المبسوطة، كتبها بالتاء، مثل: رَحْمَتْ ومن وقف على الأخرى بالهاء، كتبها بالهاء مثل: رحمه.
وكتبوا المُنَوَّن المنصوب بالألف، لأنه يوقف عليه بها، مثل: رأيت خالداً.
وكتبوا (إذاً)، ونون التوكيد الخفيفة، مثل: اكتبا، بالألف، لأنه يوقف عليها. ومن وقف عليهما بالنون، كتبها بالنون، مثل: (إذَنْ واكتبنَّ) كُتبَ كل ما كتب اعتباراً بحال الوقف.
وكتبوا المنقوص، الذي حذفت ياؤهُ للتنوين، مثل: قاضٍ ونحوه، بغير ياءٍ لأنه يوقف عليه بها. ومن وقف على الأول بالياءِ، أثبتها في الخط، مثل: قاضي. ومن وقف على الثاني بحذفها، حذفها من الخط.
وكتبوا ما لا يمكن الوقف عليه، من الكلمات، متصلاً بما بعده، وما لا يمكن الابتداء به، متصلاً بما قبله. فالأول، مثل حروف الجر الموضوعة على حرف واحد، مثل: لخالدٍ، و بالقلمِ. والثاني: كالضمائر المتصلة، مثل: منكم وأكرمتكم.
ما خالف رسمه لفظه
هناك كلمات تُكتبُ على خلاف لفظها. ومخالفة الرسمِ واللفظ، إما أن تكون بحذف حرفٍ حقه أن يُكتب تبعاً للفظه. وإما أن تكون بزيادة حرف يكتب ولا يلفظ، وكان من حقه أن لا يكتب. وإما أن تكون برسم حرفٍ يُكتب على خلاف لفظه، وكان من حقه أن يُرسم على لفظه.
1ـ ما يلفظ ولا يكتب:
سنسرد أكثر الكلمات استعمالاً:
أ ـ تُكتب (الذين) بلام واحدة، وتلفظ بلامين، لأنها مشددة.
ب ـ ما كان مبدوءاً بلام مثل: لبن ولحم، ثم دخلت عليه (أل) (اللبن واللحم)، ثم دخلت عليه لامٌ، فحينئذٍ تجتمع ثلاث لامات. فإذا اجتمعن فلا يكتبن كلهن، بل يكتفى بلامين فقط. فنقول: (للبن منافع كثيرة، وللحم منافع ومضار) ولم نكتب: (لللبن ... ولللحم).
ج ـ تحذف الألف في كلمات هذه أشهرها:
1ـ الله
2ـ الرحمن، معرفاً بالألف واللام. وقيد بعضهم الحذف في حال العَلَمية، وأثبتها في غيرها، وقيده بعضهم في البسملة وأثبته فيما عداها.
3ـ إله، نكرة ومعرفة، مثل: { إنما إلهكم إله واحد}
4ـ الحرث، علماً مقترناً بأل، ومنهم من يكتبه (الحارث) بإثبات الألف.
5ـ لكن.
6ـ لكنَّ.
7ـ سموات، جمع سماء. ومنهم من يكتبها في غير القرآن الكريم (سماوات).
8ـ يا، حرف النداء، قبل (أيها) مثل: {يأيها الذين آمنوا}، وقبل (أهل)، مثل: {يأهل الكتاب}، وقبل كل علم مبدوء بالهمزة مثل {يإبراهيم}. ويجوز إطلاقها في غير القرآن الكريم يا أهل و يا إبراهيم.
9ـ منهم من يحذف الألف من كل علم مشتهر. مثل: اسحق وإبرهيم وإسمعيل وهرون وسليمن وغيرها. والأفضل إثباتها في غير القرآن الكريم.
10ـ منهم من يحذفها في الجمع السالم للمذكر والمؤنث مثل: الصلحين والقنتين والصلحت والقنتت والحفظت. تبعاً لحذفها في المصحف الأم. والأفضل إثباتها (صالحين قانتين صالحات الخ).
د ـ تحذف ألف (ها) التنبيهية إذا دخلت على اسم الإشارة، مثل: هذا وهذه وهؤلاء.
هـ ـ تحذف ألف (ذا) الإشارية، إذا لحقتها اللام، مثل: (ذلك، وذلكما، وذلكم، وذلكن) ومنهم من يثبتها في غير (ذلك).
و ـ كل حرف يدغم في حرف مثله، أو مخرجه، يحذف خطاً يعوض عنه بتشديد الحرف الذي أدغم فيه، مثل شدَّ والنساء أمِنَّ واستعنَّ.
2ـ ما يكتب ولا يلفظ
و أما ما يكتب ولا يلفظ من الحروف، فهو في ألفاظ:
أ ـ زادوا الواو في (عمرو)، في حالتي رفعه وجره، مثل: جاء عمرٌو، ومررت بعمرٍو، وحذفوها في حالة النصب، مثل: رأيت عَمْراً، قالوا وذلك للتفرقة بينه وبين (عُمَر). وإنما حذفت منه في حالة النصب، لأنه لا يشتبه بعُمر في هذه الحالة، لأن عمر لا يُنَوَّن، لمنعه من الصرف.
ب ـ زادوا ألفاً غير ملفوظة في (مائة) مفردة ومثناة ومركبة مع الآحاد، فكتبوها: مائة ومائتان وثلاثمائة الخ. ومنهم من يكتبها مئة.
ج ـ زادوا الواو في (أولات: بمعنى صاحبات)، كقوله تعالى { وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن} وزادوها في أولو وأولي { وأولو العلم ـ يا أولي الألباب ـ لأولي الألباب}.
3 ـ ما يلفظ على خلاف رسمه
وذلك مثل: (إيجَل) [ فعل أمر من وَجِلَ يَوْجَلُ] وأصله: (إوجَلْ) قلبت واوه ياء لسكونها وانكسار ما قبلها. فإذا وقعت (إيجل) في درج الكلام، بعد حرفٍ مضموم، مثل (يا فلانُ إيجَل) فلا يغير رسم الياء، لكنها تلفظ واواً، هكذا: يا فلانُ إوجل.
وكل ما رسم ياءً، مما تلفظ ياؤه ألفاً، مثل: رمى وادعى واستدعى والرحى والهدى والمسعى والمصطفى والمستشفى، فهو مما يلفظ على خلاف رسمه.
كتابة الهمزة
الهمزةُ: هي التي تقبل الحركات. فإن رُسمت على ألفٍ، سُميت (الألف اليابسة) مثل: أيضاً، أعطى، سأل، النبأ. وتقابلها الألف اللينة، وهي التي لا تقبل الحركات، مثل (قال، دعا، رمى). والهمزة تقع في أول الكلمة، مثل (أكل)، وفي وسطها (سأل)، وفي آخرها (النبأ). والألف اللينة تقع في حشو الكلمة، مثل (قال)، وفي آخرها مثل (دعا). ولا تقع في أولها. لأنها لا تكون إلا ساكنة وأول الكلمة لا يكون إلا متحركاً.
والهمزة، في أول الكلمة، على ستة أنواع:
الأولى: همزة الأصل، وهي التي تكون في بنية الكلمة، مثل همزة (أخذ، أب، أُم، أُخت، إنَّ، إنْ، إذا).
الثانية: همزةُ المُخْبِر عن نفسه، وهي التي تكون أول المضارع المسند الى المتكلم الواحد، كهمزة (أَكتبُ، أَقرأُ، أُحسِنُ).
الثالثة: همزة الاستفهام، وهي كلمةٌ برأسها، يؤتي بها للاستخبار عن أمرٍ مثل: (أتكون من الفائزين؟)
الرابعة: همزة النداء، وهي كلمة برأسها أيضاً، يؤتى بها لنداء القريب. مثل: (أَعبدَ الله)، تناديه وهو منك قريبٌ.
الخامسة: همزة الوصل.
السادسة: همزة الفصل (وتسمى همزة القطع أيضاً)
والهمزة حرفٌ لا صورة له في الخط، وإنما يُكتب غالباً بصورة الألف أو الواو أو الياء، لأنها إنْ سُهِّلت انقلبت الى الحرف الذي كُتبت بصورته. لذلك نرى أنهم لم يراعوا في كتابتها هجاءها، إلا إذا ابتُدئ بها. أما إن توسطت أو كانت في موضع الوقف، فلم يراعوه، بل راعوا ما تُسهل إليه في الحالتين، فكتبوها على ما تسهل إليه من ألف أو واو أو ياء والتي لم تسهل لم يكتبوها على حرف، بل رسموها قطعة منفردة هكذا (ء).
فالقياس في كتابة الهمزة أن تكتب بالحرف الذي تسهل إليه إذا خففت في اللفظ، فالهمزة في (سأل وقرأ ويسأل ويقرأ) وفي (سؤال وزؤام ولؤم ومؤن ولؤلؤ) تكتب بالواو، لأنها إذا خففت تُلفظ واواً، فنقول: (سوال وزوام ولوم ومون ولولو). وفي مثل: (ذئاب وخطيئة ومئة وفئة ولآلئ) تكتب بالياء، لأنها تسهل إليها، فنقول: (ذياب، خطية، مية، لآلي).
رسم الهمزة المبدوء بها
الهمزةُ المبدوء بها لا تكون إلا متحركة محققة النطق بها. ويجب إثباتها في الخط على صورة الألف بأيةِ حركةٍ تحركت، وفي أيةِ كلمةٍ وقعت، مثل: (أَمَلٍ وإبلٍ وأُحدٍ واقعُد وأخذ وأجلَس وأخٍ وإخوة واسم وإصبع وإحسان الخ)
رسم الهمزة المتطرفة
حُكم الهمزة المتطرفة حكم الحرف الساكن، لأنها في موضع الوقف من الكلمة، والهجاءُ موضوعٌ على الوقف.
وهي إما أن يكون ما قبلها ساكناً أو متحركاً.
فإن كان ما قبلها ساكناً، كُتبت مفردة بصورة القطع هكذا (ء) مثل المرء والجزء والدفء والشيء وجاء وشاء.
وإنما لم تكتب بصورة حرف من أحرف العلة يكون كرسياً لها، لأنها تسقط من اللفظ إذا خففت عند الوقف، لالتقاء الساكنين. إذا جاز حذفها عند الوقف فلا ترسم، ولأنها تبدل من حرف العلة قبلها وتدغم فيه مثل: (الشيء والمقروء والهنيء) فيقال (الشي والمقرو والهني).
رسم الهمزة المتوسطة
الهمزة المتوسطة، إما أن تكون متوسطة حقيقةً، كأن تكون بين حرفين من بِنْية الكلمة، مثل: (سأل وبئر و رؤف )، وإما أن تكون شبه متوسطة، كأن تكون متطرفة، وتلحقها علامات التأنيث أو التثنية أو الجمع أو النسبة أو الضمير أو ألف المُنَوَّن المنصوب، مثل: (نشأة، وفئة وملأى وجزءان وشيئان وقراءون وهيئات.. وهذا جُزؤه ويقرؤه وأخذتُ جُزءا واحتملت عبئاً).
وحكمها في الكتابة واحدٌ، إلا في أشياء قليلة نذكرها في مواضعها.
وإذا توسطت الهمزة، فإما أن تكون ساكنة، أو مفتوحة، أو مضمومة، أو مكسورة، ولكلٍّ حكمه في الكتابة.
والقاعدة العامة لكتابة الهمزة المتوسطة، أنها إذا كانت ساكنة، تُكتب بحرفٍ يناسب حركة ما قبلها، مثل: (رأْس وسؤل وبئر) وإن كانت متحركة، تُكتب بحرف يجانس حركتها هي، مثل: (سأل ويسأل ولؤم ويَلْؤُمُ وسَئِم ومُسئم ولئيم). إلا أن تُفتحَ بعد ضمٍ أو كَسرٍ، فتُكتبُ حرفاً يُجانس حركة ما قبلها، مثل: (مؤَن وسؤال وفئة وذِئابٍ وناشئة). أو تقع بعد ألفٍ فتُكتب قطعةً منفردة بعدها، مثل: (ساءَل وتساءل ويتساءل وعَباءة).
وهناك مواضعُ قد يُشَذُّ فيها عن هذه القواعد الكلية، يرجع أكثرها الى الهمزة في حال توسطها توسطاً غير حقيقي. وستعلم ذلك فيما سيُشرح.
وإليك تفصيل هذا المجمل:
1ـ رسم المتوسطة الساكنة:
إذا توسطت الهمزة ساكنةً، كُتبت على حرفٍ يناسبُ حركة ما قبلها: فتُكتبُ على الألف في مثل: رأس وكأس ويأمل ولم يقرأه ولم يشأه ونشأت وقرأنا.
وتُكتب على الواو مثل: لؤم ويؤمن وأُؤتمن ومؤمن ولؤلؤ ولم يسؤه وبؤت وجرؤت وجرؤا ويجرؤن
وعلى الياء في مثل: بئر وذئب وائت وائذن وجئت وجئنا ويجئن وأنبئه
2ـ رسم المتوسطة المفتوحة
أ ـ إن توسطت الهمزة مفتوحةً، بعد حرفٍ متحرك، كتبت على حرفٍ يجانس حركة ما قبلها.
فتكتب على الألف في مثل: سأل ورأب وسآمةٍ وضآلة ومآل وقرأا ويقرأان وبدأا ويبدأان [سآمة ومآل وغيرها: هي ألف الهمزة. وألف المد محذوفة، كراهية اجتماع ألفين في الخط ـ وأصلها سأامة ومأال].
وعلى الواو في مثل مؤن ويؤمل ومؤرخ
وعلى الياء في مثل: ذئاب ورئاسة وافتئات ومُنشئة
ب ـ إذا توسطت الهمزة مفتوحة بعد ساكن توسطاً حقيقياً، كُتبت على الألف (إن لم تُسبق بألف المد) مثل: ييأس ويسأل ومسألة وتوأم وملآن وظمآن وقرآن، فإن سُبقت بألف المد، كُتبت منفردة، مثل: ساءل وتساءل وساءلوا ويتساءل.
فإن كانت شبه متوسطة، كُتبت منفردة بعد حرف انفصال، مثل: جاءا وشاءا وجُزءان وكساءه. وعلى شبه ياء بعد حرف اتصال مثل: شيئان وشيئين.
ج ـ إذا لزم، من كتابة الهمزة ألفاً، اجتماع ألفين: الهمزِ وألف المد، فإن سبقت ألف المد ألف الهمز، كتبت ألف المد وحدها ورسمت ألف الهمز قطعة منفردة بعدها، مثل: تضاءَل وتشاءَم وتثاءَب. وإن سبقت ألف الهمزة ألف المد، كتبت ألف الهمز ألف المد، كتبت ألف الهمز وطرحت ألف المد معوضاً عنها بمدة، تكتب على طرف ألف الهمز، مثل: الشآم والقرآن والملآن.
ويُستثنى من ذلك أن تكون ألف المد ألف الضمير، فتكتب هي وألف الهمز معاً مثل: قرأا واقرأا ويقرأان ولم يقرأا. هذا رأي جمهور العلماء.
3ـ رسم المتوسطة المضمومة
أ ـ إن توسطت الهمزة مضمومة بعد فتحٍ أو ضم أو سكون، كتبت على الواو.
فمثالها مضمومة بعد فتح، مثل: لَؤمَ وضَؤلَ ورَؤفَ ويَقرؤه ويملؤه
ومثالها مضمومة بعد ضم، مثل: السُؤم و لُؤلؤة
ومثالها مضمومة بعد ساكن، مثل: يضْؤُل.
ب ـ إذا لزم، من كتابة الهمزة على الواو، اجتماع واوين: فإن تأخرت واو الهمز، كتبتهما معاً، مثل: وضوؤه ومقروؤه. وإن سبقت، فمنهم من يحذف صورتها ويكتبها همزة منفردة، بعد حرف انفصالٍ مثل: رؤوف ورؤوس فتكتب رءوف ورءوس. وعلى شبه ياءٍ، بعد حرف اتصال، مثل: كُئوس ومسئول وملئوا ويملئون. أما إذا لزم اجتماع ثلاث واوات، فتطرح واو الهمزة وتكتب الهمزة بين الواوين، مثل: موءودة و وءول و مقروءون و يسوءون.
ج ـ إن توسطت الهمزة مضمومةً بعد حرفٍ مكسور، كُتبت على شبه ياءٍ، مثل: قارِئُه وقارئون وينبِّئُه ويُقرِئُه.
4ـ رسم المتوسطة المكسورة
إن توسطت الهمزة مكسورةً، لا تُكتب إلا على الياء، سواء أكانت مكسورة بعد فتح، مثل سَئِمَ وبَئِسَ ودَئِبَ.
أم مكسورةً بعد ضم، مثل: (سُئِلَ ورُئِيَ بؤبؤُئِه)
أم مكسورةً بعد كسر، مثل: ناشِئين، ومُقرِئين.
أم مكسورةً بعد سكون، مثل: أفْئدة و جُزْئي
5ـ رسم المتوسطة مع علامة التأنيث
الهمزة المتوسطة بإلحاق علامة التأنيث بها، لا تكون إلا مفتوحة.
فإن كان ما قبلها مفتوحاً أو ساكناً صحيحاً، كُتبت على الألف، مثل: حَدَأة ونَشْأة ومَلأى وظمأى.
وإن كان مضموماً، كتبت على الواو: لُؤلُؤة.
وإن كان مكسوراً أو ياء ساكنة كتبت على الياء، مثل: مِئة وفِئة وهيْئة وبريئة.
وإن كان ما قبلها ألفاً أو واواً، كتبت منفردة، مثل: ملاءة وقراءة ومروءة وسوءة.
6ـ رسم المتوسطة مع ألف المنون المنصوب
المُنَوَّن المنصوب تلحقه ألف مدٍ لا تلفظ إلا في الوقف، سواء أكان آخره همزة أم غيرها، مثل: رأيتُ رجلاً وكتاباً ولؤلؤاً.
فإن كانت الهمزة المنونة تنوين نصب، مرسومة على حرف أبقيتها مرسومة عليه، ورسمت بعدها الألف، مثل: سمعت قارئاً ورأيت بؤبؤاً
وإن كانت منفردة، غير مرسومة على حرفٍ، فإن كانت بعد حرف انفصال، تركتها على حالها، ورسمت بعدها الألف مثل: رأيتُ جزءاً وضوءاً. وإن كانت بعد حرف اتصال كتبتها قبل الألف على شبه ياءٍ مثل: احتملت عبئاً واتخذت دفئاً وأحضرتُ شيئاً. ولكنهم كرهوا وضع ألفين في لبست رداءً وشربت ماءً.
السلام عليكم أستاذنا ابكريم حقيقة مازالت الهمزة مصدر نقد ونزاع بين الادباء فقد حسموا امرهم ان الالف مهملة ولايمكن وضع الحركة عليها وانما على من قبلها من الحروف التي تقبل الحركات , هذا اولا.
ثانيا : الحالة هذه تقرئيني وبعضهم رجح تقرأيني!!
ثالثا: شؤون وشئون والاولى شامية والاخرى مصرية..الخ..من الكلمات المشابهة.
أرجو البت هنا أستاذنا للحسم في هذا الامر اللغوي الهام
وشكرا
أستاذتنا الفاضلة..
كان أحد أسباب فتح هذا المرجع وتفحصه بتأني، هو ما أقع فيه من أخطاء، رغم أن المرجع في مكتبتي منذ أكثر من عشرين عاماً، ولو فتحته واطلعت عليه بسرعة، لما استفدت منه شيئاً، وكان العنوان الأول لهذه المساهمة هو: (أتعلم على يد الغلاييني).
عودة الى ملاحظاتكم الكريمة:
1ـ حسب ما فهمته، فإن الهمزة المتوسطة المكسورة إذا جاءت بعد فتح أو كسر أو ضم، فإنها تكتب على هيئة (الياء) فعليه تقرئيني هي الأصح حسب فهمي.
2ـ في شؤون ورؤوس ومسؤول، أجاز العلماء استخدام الهيئتين، شئون، مسئول ورءوس.. ويجوز حذف الواو الأولى إذا تقدمت واو الهمزة أما إذا تأخرت واو الهمزة فلا يجوز حذف أحد الواوين.. مسؤول تصبح مسئول عند حذف الواو الأولى، كذلك في كئوس ورءوف.
أما إذا تأخرت واو الهمزة مثل: ضَوْؤهُ ووضُوؤه فلا تحذف واو منهما.
هذا ما فهمته من المرحوم الغلاييني
كل عام وأنتم بخير
كتابة الألف المتطرفة
الألف المتطرفة، إما أن تكون آخر فعلٍ، مثل: دعا و رمى وأعطى، وإما أن تكون آخر اسم معربٍ عربي، مثل: الفتى والعصا والمصطفى. وإما أن تكون آخر اسم مبني، مثل: أنا ومهما. وإما أن تكون آخر حرفٍ، مثل: على ولولا. وإما أن تكون آخر اسم أعجمي، مثل: موسيقى.
فهي خمسة أنواع ولكل نوع حكمه في الرسم. وإليك بيان كل نوعٍ منها:
(1) و(2) إن تطرفت الألف في فعل أو اسم مُعرب.
فإن كانت رابعة فصاعداً، كتبتها ياءً مطلقاً (صورة الياء). والحرف المشدد يحسب حرفين، وكذلك الهمزة التي فوقها مدَّة معوض بها عن ألف محذوفة، مثل: (حبلى و دعوى وجُمادى ومستشفى ـ وأعطى وأملى ولبَّى وآتى وآخى واهتدى واستعلى وارتضى واستولى). وإلا إذا لزم، من كتابتها ياءً، اجتماع ياءين، فتكتب ألفاً، مثل: (استحيا وأحيا وسجايا ويحيا وزوايا وريَّا ودُنيا). وقد كتبوا يحيى وريى علمين بياءين للتفرقة بين ما هو علم أو فعل أو صفة.
وإن كانت ثالثة، فإن كانت منقلبة عن الواو، كتبتها ألفاً، مثل: (العصا والقفا والدُجا والرُّبا والضُحا والذُرا ـ ودعا وغزا وعفا وعلا وسما وتلا) وإن كانت منقلبة عن ياءٍ كتبتها ياء، مثل: (الفتى والهوى والنوى والرحى والحِمى ـ ورمى ومشى وهدى وهوى وقضى).
وما كان من ذلك ممدوداً، فقصرته، مثل: البيضاء والجدعاء أو مهموزاً، فسهلته، مثل: توضأ وتجزأ وملجأ وملتجأ فلا يُكتب بالياء بل يكتب بالألف التي صارت آخرا، مثل: (البيضا والجدعا وتوضا وتجزا وملجا وملتجا)
(3)ـ إذا تطرفت الألف في اسم مبني، كتبت ألفاً، مثل: (أنا ومهما) إلا خمس كلمات كتبوها فيها بالياء، وهي: (أنَّى ومتى ولدى والألى [اسم موصول بمعنى الذين] وأولى [اسم إشارة للجمع، كأولاءِ]
(4)ـ إذا تطرفت الألف في حرف من حروف المعاني، كتبت ألفاً، مثل: (لولا وكلاّ وهلاّ)، إلا أربعة أحرف، كتبوها فيها بالياء، وهي: (الى وعلى وبلى وحتى).
(5)ـ إذا تطرفت الألف في اسمٍ أعجمي، كتبت ألفاً مطلقاً، ثلاثياً كان، أو فوق الثلاثي. ولا فرق بين أن يكون من أسماء الناس أو البلاد أو غيرهما، مثل: (لوقا و زليخا و بحيرا) وهي أعلام أناس. و(أريحا ويافا وحيفا وطنطا) وهي أسماء مدن.
كتبوا (بخارى) من أسماء البلدان بالياء، وكتبوا أربعة من أعلام الناس بالياء أيضاً، وهي (موسى وعيسى ومتّى وكسرى).
الوصل والفصل
من الكلمات ما لا يصح الابتداء به، كالضمائر المتصلة ومنها ما لا يصح الوقف عليه، كالحروف الموضوعة على حرفٍ واحدٍ ومنها ما يصح الابتداء به والوقف عليه، وهو كل الكلمات، إلا قليلاً منها.
فما صح الابتداء به والوقف عليه، وجب فصله عن غيره في الكتابة، لأنه يستقل بنفسه في النطق، كالأسماء الظاهرة، والضمائر المنفصلة، والحروف الموضوعة على حرفين فأكثر.
وما لا يصح الابتداء به، وجب وصله بما قبله، كالضمائر المتصلة، ونوني التوكيد، وعلامة التأنيث، وعلامة التثنية، وعلامة الجمع السالم.
وما لا يصح الوقف عليه، وجب وصله بما قبله، كالضمائر، ونوني التوكيد، وعلامة التأنيث، وعلامة التثنية، وعلامة الجمع السالم.
وما لا يصح الوقف عليه، وجب وصله بما بعده، كحروف المعاني الموضوعة على حرف واحد، والمركب المزجي، وما رُكب مع المائة من الآحاد، مثل: أربعمائة، والظروف المضافة الى (إذ) المنونة، مثل: يومئذٍ وحينئذٍ. فإن لم تنون، بأن تُذكر الجملة المحذوفة المعوض عنها بالتنوين، وجب الفصل مثل: (رأيتك حين إذ كُنتَ تخطبُ).
وكلا النوعين (أي ما يصح الابتداءُ به، وما لا يصح الوقف عليه) يجب وصله، كما رأيت، لأنه لا يستقل بنفسه في النطق. والكتابة تكون بتقدير الابتداء بالكلمة والوقف عليها، كما علمت في أول فصل الخط.
وقد وصلوا، في بعض المواضع، ما حق أن يكتب منفصلاً، كأنهم اعتبروا الكلمتين كلمة واحدة. وإليك تلك المواضع:
1ـ وصلوا (ما) الاسمية بكلمة (سيِّ)، مثل: (أحبُّ أصدقائي، ولا سيما زهير)، وبكلمة (نِعْمَ) إذا كُسِرَت عَينها، مثل: (نِعِما يَعِظكم به)، فإن سكنت عينها، وجب الفصل، مثل: (نِعْمَ ماَ تفعل).
2ـ ووصلوا (ما) الحرفية الزائدة أيَّا كان نوعها، بما قبلها، مثل: (طالما نصحتُ لك، إنما إلهكم إله واحدٌ، أتيتُ لكنما أسامةُ لم يأتِ، عما قليل ليصبحن نادمين، مما خطيئاتهم أُغرقوا، أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي، أينما تجلس أجلس، إما تجتهد تنجح (إما: أصلها إن ما)، إنه لحقٌ مثلما أنكم تنطقون، اجتهد كيما تنجح.
3ـ وصلوا (ما) المصدرية بكلمة (مثل)، مثل: (اعتصم بالحق مثلما اعتصم به سلفك الصالح)، وبكلمة (ريث)، مثل: (انتظرني ريثما آتيك)، وبكلمة (حين) مثل: (جئت حينما طلعت الشمس)، وبكلمة (كل) مثل: (كلما أضاء لهم مشوا فيه. كلما زرتني أكرمتك). و (ما) بعد (كل) مصدرية ظرفية.
4ـ وصلوا (مَنْ) استفهاميةً كانت، أو موصوفية، أو شرطية، ب (مِنْ) و (عَنْ) الجارتين، فالاستفهامية مثل: (مِمَن أنت تشكو؟ وأصلها من من أنت تشكو؟). والموصولية مثل: (خُذِ العلم عمَّن تثق به). والموصوفية مثل: (عجبت ممن محب لك يؤذيك)، أي من رجل محب لك. والشرطية مثل: (ممن تبتعد أبتعد، وعمن ترضَ أرضَ).
5ـ وصلوا (لا) بكلمة (أن) الناصبة للمضارع، مثل: (لئلا يعلم أهل الكتاب: أصلها لأن لا)، و (يجب ألاَّ تدع لليأس سبيلاً الى نفسك).
فإن لم تكن (أن) ناصبة للمضارع، وجب الفصل، كأن تكون مخففة من (أن) المشددة، مثل (أشهد أن لا إله إلا الله) أي أنه، أن تكون تفسيرية مثل: (قل له: أن لا تخف).
6ـ وصلوا (لا) بكلمة (إن) الشرطية الجازمة، مثل: (إلا تفعلوه تكن فتنة)، (إلا تنصروه فقد نصره الله).
7ـ منهم من يصل (لا) بكلمة (كي)، مثل: لكيلا يكون عليك حرجٌ. ومنهم من يوجب الفصل. والأمران جائزان. وقد جاء الوصل والفصل في القرآن الكريم، وقد وصلت في المصحف في أربعة مواضع منها: (لكيلا يكون عليك حرج)، ومن الفصل قوله تعالى: { لكي لا يكون على المؤمنين حرجٌ} وقوله: { كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم}.
الباب السادس
مباحث الفعل الإعرابية
المبني والمعرب من الأفعال
الفعل كله مبني. ولا يُعرب منه إلا ما أشبه الاسم، وهو الفعل المضارع الذي لم تتصل به نونا التوكيد ولا نون النسوة.
وهذا الشبه إنما يقع بينه وبين اسم الفاعل. وهو يكون بينهما من جهتي اللفظ والمعنى.
أما من جهة اللفظ، فلأنهما متفقان على عدد الأحرف والحركات والسكنات فيكتبُ على وزن (كاتب) ومُكرم على وزن (يُكرَم). وأما من جهة المعنى فلأن كلا منهما يكون للحال والاستقبال وباعتبار هذه المشابهة يسمى هذا الفعل (مضارعا)، أي مشابهاً، فإن المضارعة معناها المشابهة، يقال: (هذا يضارع هذا) أي يشابهه.
فإن اتصلت به نون التوكيد، أو نون النسوة، بُني، لأن هذه النونات من خصائص الأفعال، فاتصاله بهن يبعد شبهه باسم الفاعل فيرجع الى البناء الذي هو أصل في الأفعال.
بناء الفعل الماضي
يُبنى الماضي على الفتح، وهو الأصل في بنائه، مثل: (كَتَبَ). فإن كان معتل الآخر بالألف، مثل (رمى) و (دعا) بُني على فتح مقدر على آخره. فإن اتصلت به تاء التأنيث، حُذف آخره، لاجتماع الساكنين: الألف والتاء، مثل: (رمتْ ودعتْ) والأصل (رمات ودعات). ويكون بناؤه على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.
وإن كان معتل الآخر بالواو أو الياء، فهو كالصحيح الآخر ـ مبني على فتح ظاهر، مثل عفوَت ورضيَت.
ويُبنى على الضم إن اتصلت به واو الجماعة، لأنها حرف مد وهو يقتضي أن يكون قبله حركة تجانسه، فيبنى على الضم لمناسبة الواو، مثل: (كتبوا).
فإن كان معتل الآخر، بالألف، حذفت لالتقاء الساكنين، وبقي ما قبل الواو مفتوحاً، مثل: (رموا ودعوا) والأصل (رماوا ودعاوا) ويكون حينئذٍ مبنيا على ضم مقدر على الألف المحذوفة.
وإن كان معتل الآخر بالواو، أو الياء، حذف آخره وضم ما قبله بعد حذفه، ليناسب واو الجماعة، مثل: (دُعُوا وسُرُوا ورَضُوا) والأصل (دعيوا وسرووا ورضيوا)
استثقلت الضمة على الواو والياء فحذفت، دفعا للثقل، فاجتمع ساكنان: حرف العلة وواو الجماعة، فحذف حرف العلة، منعا لالتقاء الساكنين، ثم حرك ما قبل واو الجماعة بالضم ليناسبها. فبناء مثل ما ذكر، إنما هو ضم مقدر على حرف العلة المحذوف لاجتماع الساكنين، فليست حركة ما قبل الواو هنا حركة بناء الماضي على الضم وإنما هي حركة اقتضتها المناسبة للواو، بعد حذف الحرف الأخير. الذي يحمل ضمة البناء.
ويبنى على السكون إن اتصل به ضمير رفع متحرك، كراهية اجتماع أربع حركات متواليات فيما هو كالكلمة الواحدة، مثل: كَتَبْتُ وكتبتَ وكتبتِ وكتبنَ وكتبنا.
(وذلك لأن الفعل والفاعل المضمر المتصل كالشيء الواحد، وإن كانا كلمتين، لأن الضمير المتصل بفعله يحسب كالجزء منه. وأما نحو: (أكرمت واستخرجت) مما لا تتوالى فيه أربع حركات، إن بُني على الفتح مع الرفع المتحرك ((فقد حمل في بنائه على السكون على ما تتوالى فيه الحركات الأربع، لتكون قاعدة بناء الماضي مطردة))
وإذا اتصل الفعل المعتل الآخر بالألف، بضمير رفع متحرك، قلبت ألفه ياء، إن كانت رابعة فصاعداً، أو كانت أصلها الياء. مثل: (أعطيت واستحييتُ وأتيتُ). فإن كانت ثالثة أصلها الواو رُدَّت إليها، مثل: علوت وسموتُ.
فإن كان معتل الآخر بالواو أو الياء، بقي على حاله، مثل: سروت ورضيتُ.
بناء الأمر
يُبنى الأمر على السكون وهو الأصل في بنائه، وذلك إن اتصل بنون النسوة، مثل: اكتبن، أو كان صحيح الآخر ولم يتصل به شيء، مثل: اكتبْ.
وعلى حذف آخره، إن كان معتل الآخر، ولم يتصل به شيء، مثل: انج واسع وارمِ.
وعلى حذف النون، إن كان متصلاً بألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة، مثل: اكتبا و اكتبوا واكتبي.
وعلى الفتح، إن اتصلت به إحدى نوني التوكيد: اكتُبَنْ واكتُبَنَّ.
وإذا اتصلت نون التوكيد المشددة بضمير التثنية، أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة في الأمر ثبتت الألف معها، وكسرت النون مثل: (اكتبانِّ) [ اكتبان: فعل أمر مبني على حذف النون. والألف ضمير الفاعل والنون المشددة حرف توكيد]. وحذفت الواو والياء، حذراً من التقاء الساكنين، مثل: اكتبُنَّ واكتِبِنَّ. [اكتبن الأولى فعل مبني على حذف النون. والواو المحذوفة، لالتقاء الساكنين ضمير الفاعل. والنون المشددة حرف توكيد]. و[اكتبن الثانية فعل مبني على حذف النون. والياء المحذوفة، لالتقاء الساكنين ضمير الفاعل. والنون المشددة حرف توكيد]. ويبقى الأمر مبنياً على حذف النون. والضمير المحذوف لالتقاء الساكنين هو الفاعل.
وكذا إن اتصلت النون المخففة بالواو أو الياء، مثل: اكتُبنْ واكتبِن. أما بالألف فلا تتصل، فلا يقال (اكتبان).
إعراب المضارع وبناؤه
إذا انتظم الفعل المضارع في الجملة، فهو إما مرفوع أو منصوب أو مجزوم. وإعرابه إما لفظي، وإما تقديري، وإما محلي.
وعلامة رفعه الضمةُ ظاهرةً، مثل: (يفوزُ المتقون)، أو مقدرة، مثل: (يعلو قدرُ من يقضي بالحق)، ومثل: (يخشى العاقل ربه).
وعلامة نصبه الفتحة، ظاهرةً، مثل: (لن أقولَ إلا الحق)، أو مقدرة، مثل: (لن أخشى إلا الله).
وعلامة جزمه السكون، مثل: { لم يلدْ ولم يولدْ }
وإنما يُعرب المضارع بالضمة رفعاً، وبالفتحة نصباً، وبالسكون جزماً إن كان صحيح الآخر، ولم يتصل بآخره شيء.
فإن كان معتل الآخر غير متصل به شيء جزم بحذف آخره، مثل: (لم يسعَ، ولم يرمِ، ولم يدعُ). وتكون علامة جزمه حذف الآخر.
وإن اتصل بآخره ضمير التثنية أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة، فهو معرب بالحرف، بالنون رفعاً، مثل: (يكتبان ويكتبون وتكتبين) وبحذفها جزماً ونصباً، مثل: ( إن يلزموا معصية الله، فلن يفوزوا برضاه).
وإن اتصلت به إحدى نوني التوكيد، أو نون النسوة، فهو مبني، مع الأوليين على الفتح، مثل: (يَكتُبَنْ و يكتَبنَّ)، ومع الثالثة على السكون، مثل: (الفتيات يكتبْنَ: ويكون رفعه ونصبه وجزمه حينئذٍ محلياً).
فإن لم يتصل آخره بنون التوكيد مباشرة بل فصِل بينهما بضمير التثنية، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة، لم يكن مبنياً، بل يكون معرباً بالنون رفعاً وبحذفها نصباً وجزماً. ولا فرق بين أن يكون الفاصل لفظياً، مثل: (يكتبان: هنا فعل مضارع، مرفوع لتجرده من الناصب والجازم. وعلامة رفعه النون المحذوفة لتوالي الأمثال [أي النونات الثلاث] والألف ضمير الفاعل). أو تقديرياً، مثل: (يكتبُنَّ وتكتُبِنَّ: وهنا كل منهما فعل مضارع مرفوع بالنون المحذوفة لتوالي الأمثال [أي النونات الثلاث] والواو المحذوفة من (يكتبن)، لالتقاء الساكنين، هما ضمير الفاعل). لأن الأصل (تكتبونَنَّ وتكتُبينَنَّ).
واعلم أن نون التوكيد المشددة، إن وقعت بعد ألف الضمير، ثبتتِ الألف وحُذفت نون الرفع، دفعاً لتوالي النوناتِ، غير أن نون التوكيد تُكسر بعدها تشبيهاً لها بنون الرفع، دفعاً لتوالي النونات، غير أن نون التوكيد تُكسر بعدها تشبيهاً لها بنون الرفع بعد ضمير المثنى، مثل: (يَكتُبانِّ).
وإن وقعت بعد واو الجماعة، أو ياء المخاطبة، حذفت نون الرفع دفعاً لتوالي الأمثال. أما الواو والياء، فإن كانت حركة ما قبلهما الفتح ثبتتا، وضُمت واو الجماعة، وكُسرت ياء المخاطبة، وبقي ما قبلهما مفتوحاً على حاله، فنقول في يخشَوْن وتَرَضين: ( تَخشَوُنَّ وتَرضِينَ). وإن كان ما قبل الواو مضموماً، وما قبل الياء مكسوراً حُذِفتا. حذراً من التقاء الساكنين، وبقيت حركةُ ما قبلهما، فتقول في تكتُبونَ وتكتُبينَ وتغزونَ وتغزين: ( تكتُبنَّ وتكتِبنَّ وتغزُنَّ وتغزِنَّ).
وإذا وَلي نون النسوة نون التوكيد المشددة وجب الفصل بينهما بألفٍ، كراهية توالي النونات، مثل: (يكتبْنانِّ) أما النون المخففة فلا تلحق نون النسوة.
وحكم نوني التوكيد، مع فعل الأمر، كحكمهما مع المضارع في كل ما تقدم.
المضارع المرفوع
يُرفع المضارع، إذا تجرد من النواصب والجوازم. ورافعه إنما هو تجرده من ناصب أو جازم.
فالتجرد هو عامل الرفع فيه، فهو الذي أوجب رفعه. وهو عامل معنوي، كما أن العامل في نصبه وجزمه هو عامل لفظي لأنه ملفوظ.
وهو يُرفع إما لفظاً، وإما تقديراً، كما سلف، وإما محلاً،
إن كان مبنياً، مثل: (لأجتهدنَّ) ومثل: (الفتياتُ يجتهدْن)
[ لأجتهدن: اللام لام جواب القسم: وأجتهدن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله
بنون التوكيد. وهو مرفوع محلاً لتجرده من النواصب والجوازم] فاعله ضمير
مستتر تقديره أنا. ونون التوكيد الثقيلة.
والفتيات يجتهدن: الفتيات مبتدأ، ويجتهدن فعل مضارع مبني على السكون،
لاتصاله بنون النسوة، وهو مرفوع محلاً، لتجرده من النواصب والجوازم،
ونون النسوة. ضمير الفاعل وهو مبني على الفتح. وهو محل رفع لأنه فاعل.
والجملة خبر المبتدأ.
المضارع المنصوب ونواصبه
يُنصب المضارع إذا سبقته إحدى النواصب.
وهو يُنصب إما لفظاً، وإما تقديراً، كما سلف، وإما محلاً، إن كان مبنياً، مثل: (على الأمهاتِ أن يعتنينَ بأولادهنَّ). [ يعتنين: فعل مضارع مبني على السكون، لاتصاله بنون الإناث، وهذه النون، هي: ضمير الفاعل].
ونواصب المضارع أربعة أحرف هي: أن؛ و لن؛ و إذن؛ و كي.
1ـ أن: حرف مصدرية ونصب واستقبال، مثل: { يريدُ الله أن يُخففَ عنكم}.
وسميت مصدرية، لأنها تجعل ما بعدها في تأويل مصدر، ففي الآية السابقة: تأويلها: يريد الله التخفيف عنكم. وسميت نصب، لنصبها المضارع. وسميت حرف استقبال، أي تجعله للاستقبال المحض وتخلصه له.
ولا تقع بعد فعلٍ بمعنى اليقين والعلم الجازم.
فإن وقعت بعد ما يدل على اليقين، فهي مُخففةٌ من (أنَّ)، والفعل بعدها مرفوع، مثل: { أفلا يَرَوْنَ أن لا يرجعُ إليهم قولاً}. أي أنه لا يرجع.
وإن وقعت بعد ما يدل على ظن أو شبهه، جاز أن تكون ناصبة أو رافعة. وقد قُرئت الآية { وحسبوا ألا تكونَ فتنةٌ} بالنصب والرفع تكونَ وتكونُ.
2ـ لن: وهي حرف نفي ونصب واستقبال، وهي في نفي المستقبل كالسين وسوف في إثباته. وهي تفيد تأكيد النفي لا تأييده وأما قوله تعالى: { لن يخلُقوا ذباباً} فمفهوم التأييد ليس من (لن)، وإنما هو من دلالة خارجية، لأن الخلق خاص بالله وحده.
3ـ إذن: وهي حرف جواب وجزاء ونصب واستقبال، تقول: (إذن تُفلحَ)، جواباً لمن قال (سأجتهد). وقد سميت حرف جواب لأنها تقع في كلام يكون جواباً لكلام سابق. وسميت حرف جزاء، لأن الكلام الداخلة عليه يكون جزاء لمضمون الكلام السابق. وقد تكون للجواب المحض الذي لا جزاء فيه، كأن تقول لشخص (إني أحبك) فيقول: (إذن أظنك صادقاً)، فظنه الصدق فيك ليس فيه معنى الجزاء لقولك (إني أحبك).
شروط نصب إذن للمضارع
الأول: أن تكون في صدر الكلام، أي صدر جملتها. بحيث لا يسبقها شيءٌ له تعلق بما بعدها. وذلك كأن يكون ما بعدها خبراً لما قبلها مثل: (أنا إذن أكافئُكَ) أو جواب شرط، مثل: (إن تزرني إذن أزرك)، أو جواب قَسَم مثل: (والله إذن لا أفعلُ) فإن قلت (إذن واللهِ لا أفعلَ)، فقدمت (إذن) على القسم، نصبت الفعل لتصدرها في صدر الجملة.
وإذا سبقتها الواو أو الفاء، جاز الرفع وجاز النصب. والرفع هو الغالب. ومن النصب قوله تعالى { وإن كادوا ليستفزونَك من الأرضِ ليخرجوك منها، وإذاً لا يلبثوا خلافك إلا قليلا} وقوله {أم لهم نصيب من الملك، فإذاً لا يؤتوا الناس نقيرا} [ في قراءة غير السبعة] ومن قراءات السبعة { وإذاً لا يلبثون... وإذاً لا يؤتون}.
الثاني: أن يكون الفعل بعدها خالصاً للاستقبال. فإن قلت: إذن أظنُكَ صادقاً، جوابا لمن قال لك إني أحبك، رفعت الفعل لأنه للحال.
الثالث: ألا يفصل بينها وبين الفعل بفاصل غير القسم و (لا) النافية، فإن قلت: (إذن هم يقومون بالواجب) جواباً لمن قال: (يجود الأغنياء بالمال في سبيل العلم، كان الفعل مرفوعاً، للفصل بينهما بغير الفواصل الجائزة.
ومثال ما اجتمعت فيه الشروط قولك: (إذن أنتظرَك)، في جواب من قال لك (سأزورك) فإذن هنا مصدرة والفعل خالص للاستقبال وليس بينها وبينه فاصل.
4 ـ كي: وهي حرف مصدرية ونصب واستقبال. فهي مثل (أنْ)، تجعل ما بعدها في تأويل مصدر. فإذا قلت: (جئتُ لكي أتعلمَ) فالتأويل ـ جئت للتعلم وما بعدها مؤول بمصدرٍ مجرورٍ باللام.
والغالب أن تسبقها لام الجر المفيدة للتعليل، مثل: { لكيلا تأسوا على ما فاتكم}. فإن لم تسبقها، فهي مُقدرة، مثل: (استقم كي تُفلحَ) ويكون المصدر المؤول حينئذ في موضع الجر باللام المقدرة، أو يكون منصوباً على نزع الخافض
النصب بأن مُضمرة
قد اختصت (أن) من بين أخواتها بأنها تنصبُ ظاهرةً، مثل: {يُريد الله أن يُخففَ عنكم}، ومقدرةً، مثل: {يُريدُ اللهُ ليُبينَ لكم} أي لأن يبين لكم.
وإضمارها على ضربين: جائزٍ وواجب.
أـ إضمار (أن) جوازاً:
تقدَّر (أن) جوازاً بعد ستةِ أحرفٍ:
1ـ لام كي ( وتسمى لام التعليل أيضاً، وهي اللام الجارَّة، أي التي يكون ما بعدها علةً لما قبلها وسبباً له، فيكون ما قبلها مقصوداً لحصول ما بعدها، مثل: {وأنزلنا إليك الذكر لتبينَ للناس} أي لأجل أن تبين. فإنزال الذكر مقصود للتبيين.
وإنما يجوز إضمار (أن) بعدها إذا لم تقترن بلا النافية أو الزائدة.
فإن اقترنت بإحداهما، وجب إظهارها. فالنافية مثل: { لئلا يكونَ للناس على الله حجة} والزائدة مثل: { لئلا يعلم أهل الكتاب}.
2ـ لام العاقبة، وهي اللام الجارَّة التي يكون ما بعدها عاقبة لما قبلها ونتيجة له، لا علة في حصوله، وسبباً في الإقدام عليه، كما في لام كي. وتُسمى لام الصيرورة، ولام المآل، ولام النتيجة أيضاً، مثل: { فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً}
3و4و5و6 ـ الواو والفاء وثم و أو العاطفات: إنما يُنصب الفعل بعدهن بأن مضمرة، إذا لزم عطفه على اسمٍ محض، أي جامد غير مشتق، وليس في تأويل الفعل، كالمصدر وغيره من الأسماء الجامدة، لأن الفعل لا يُعطف إلا على الفعل، أو على اسمٍ هو في معنى الفعل وتأويله، كأسماء الأفعال والصفات التي في الفعل فإن وقع الفعل في موضع اقتضى فيه عطفه على اسم محض قُدرت (أن) بينه وبين حرف العطف، وكان المصدر المؤول بها هو المعطوف على اسمٍ قبلها.
مثال الواو: (يأبى الشجاعُ الفرار ويسلمَ) أي وأن يسلم. والتأويل: يأبى الفرار والسلامة. ومثل: (لولا الله ويلطفَ بي لهلكت) أي وأن يلطُف بي. والتأويل: لولا الله ولطفه بي. وقول ميسون البدوية التي تزوجها معاوية
ولُبس عباءةٍ وتقرَّ عيني
أحبُّ إليَّ من لُبس الشفوف
ومثال الفاء: (تَعبُك، فتنالَ المجد، خير من راحتك فتحرمَ القصدَ)
ومثال ثم: (يرضى الجبانُ بالهوان ثم يسلمَ)
ومثال أو: (الموتُ أو يبلغَ الإنسان مأمله أفضلُ)، وقوله تعالى { ما كان لبشرٍ أن يكلمه الله إلا وحياً، أو من وراء حجاب، أو يُرسلَ رسولا}.
ب ـ إضمار (أن) وجوباً:
تُقدر (أن) وجوباً بعد خمسة أحرف
1ـ لام الجحود، وسماها بعضهم لام النفي، وهي لام الجر التي تقع بعد ( ما كان) أو (لم يكن) الناقصتين، مثل قوله تعالى { ما كان الله ليظلمَهم} و قوله {لم يكن الله ليغفرَ لهم}.
2ـ فاء السببية، مثل قوله تعالى { كُلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحلَّ عليكم غضبي} أي أنه بسبب طغيانكم حل غضبه تعالى.
3ـ واو المعية، كقول الشاعر:
لا تنهَ عن خُلقٍ وتأتيَ مثلَهُ
عارٌ عليك، إذا فعلتَ عظيمُ
4ـ حتى: وهي حتى الجارَّة التي بمعنى (إلى) أو لام التعليل. فالأول مثل: (قالوا: لن نبرحَ عليه عاكفين حتى يَرجعَ إلينا موسى) أي الى أن يرجع. والثاني: (أطع الله حتى تفوزَ برضاه)، أي لتفوز برضاه.
5ـ أو. ولا تضمر بعدها (أن) إلا أن يصلح في موضعها (الى) أو (إلا) الاستثنائية، فالأول مثل قول الشاعر:
لأستسهلن الصعب أو أدركَ المُنى
فما انقادت الآمال إلا لصابرِ
أي الى أن أدرك المنى، والثاني كقول الآخر:
وكنت إذا غمزت قناة قومٍ
كسرت كعوبها أو تستقيما
أي الى أن تستقيم
شذوذ حذف أن
قد يرفع الفعل بعد حذف (أن) المضمرة، كقوله تعالى { ومن آياتهِ يُريكُم البرقَ خوفاً وطمعاً} وقوله { قل أفغير الله تأمروني أعبُدُ} والأصل: أن يريَكم وأن أعبدَ.
المُضارع المجزوم وجوازمه
يُجزم المضارع إذا سبقته إحدى الجوازم. وهي قسمان: قسم يجزم فعلاً واحداً، مثل: ( لا تيأسْ من رحمة الله) وقسم يجزم فعلين، مثل: (مهما تفعلْ تُسألْ عنه).
وجزمه إما لفظي، إن كان معرباً، كما مُثّل، وإما محلي، إن كان مبنياً، مثل: (لا تشتغلنَّ بغير النافع). وتشتغلن: فعل مضارع مبني على الفتحة، وهو في محل جزم بلا الناهية.
الجازم فعلاً واحداً
الجازم فعلاً واحداً أربعةُ أحرفٍ وهي (لم ولما ولام الأمر ولا الناهية) وشرحها:
لم ولما: تسميان حرفي نفي وجزم وقلب، لأنهما تنفيان المضارع، وتجزمانه، وتقلبانِ زمانه من الحال أو الاستقبال الى المضي، فإن قلتَ: (لم أكتبْ) أو ( لما أكتبْ)، كان المعنى أنك ما كتبتَ فيما مضى. والفرق بين (لم ولما) من أربعة أوجهٍ:
1ـ أنَّ (لم) للنفي المُطلق، فلا يجب استمرارُ نفي مصحوبها الى الحال، بل يجوز الاستمرار، كقوله تعالى: { لم يلدْ ولم يولدْ}، ويجوز عدمه، ولذلك يصح أن تقول: ( لم أفعلْ ثُمَّ فعلت).
وأما (لما) فهي للنفي المستغرق جميع أجزاء الزمن الماضي، حتى يتصل بالحال، ولذلك لا يصح أن تقول: (لمّا أفعل ثم فعلت)، لأن معنى قولك (لما أفعل) أنك لم تفعل حتى الآن، وقولك (ثم فعلت) يُناقض ذلك. لهذا تُسمى (حرف استغراق) أيضاً لأن النفي بها يستغرق الزمان الماضي كله.
2ـ أن المنفي بلم لا يتوقع حصوله، والمنفيّ للمّا مُتوقع الحصول، فإذا قلتَ: (لما أسافرْ) فسفركَ مُنتظرٌ.
3ـ يجوز وقوع (لم) بعد أداةِ شرط، مثل: (إن لم تجتهد تندم)، ولا يجوز وقوع (لما) بعدها.
4ـ يجوز حذف مجزوم (لما)، مثل: (قاربت المدينة ولما) أي (ولما أدخلها). ولا يجوز ذلك في مجزوم (لم)، إلا في الضرورة، كقول الشاعر:
احفظ وديعتك التي استودعتها
يوم الأعازبِ، إن وصلت وإن لم
أي: وإن لم تصل.
فوائد
1ـ لما، الداخلة على الفعل الماضي، ليست نافية جازمة، وإنما هي بمعنى (حين) فإذا قلت (لما اجتهد أكرمته). فالمعنى: حين اجتهد أكرمته. ومن الخطأ إدخالها على المضارع إذا أريد بها معنى (حين)، فلا يقال (لما يجتهد أكرمه) بل الصواب أن يقال: (حين يجتهد)، لأنها لا تسبق المضارع إلا إذا كانت نافية جازمة.
2ـ لام الأمر مكسورة، إلا إذا وقعت بعد الواو والفاء فالأكثر تسكينها، مثل: فلْيستجيبوا لي ولْيؤمنوا بي. وقد تسكن بعد (ثم).
3ـ تدخل لام الأمر على فعل الغائب معلوما ومجهولاً، وعلى المخاطب والمتكلم المجهولين: وتدخل (لا) الناهية على الغائب والمخاطب معلومين ومجهولين. وعلى المتكلم المجهول. ويقِل دخولهما على المتكلم المفرد المعلوم. فإن كان مع المتكلم غيره، فدخولهما عليه أهون وأيسر، مثل: (ولْنحمل خطاياكم).
4ـ اعلم أن طلب الفعل أو تركه، إن كان من الأدنى الى الأعلى، سُمي (دعاء) تأدباً. وسميت اللام و (لا) حرفي دعاء، مثل: (ليقضِ علينا ربك) ومثل: { لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا} وكذلك الأمر بالصيغة يسمى فعل دعاء، { ربِّ اغفر لي}.
الجازم فعلين
الذي يجزم فعلين ثلاث عشرة أداة. هي:
1ـ إنْ، مثل: { إنْ تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبْكم به الله}
وهي أُمُّ الباب. وغيرها مما يجزم فعلين إنما جزمها لتضمنه معناها. فإن قلت: (من يزرني أكرمْه)، فالمعنى: (إن يزرْني أحدٌ أُكرمْه)، ولذلك بُنيت أدوات الشرط لتضمنها معناها.
2ـ إذ، ما: كقول الشاعر:
وإنَّك إذْ، ما تأتِ ما أنت آمرٌ
به تُلفِ مَنْ إياه تأمرُ آتيا
3ـ مَنْ: وهي اسم مبهم للعاقل، مثل: (مَنْ يفعلْ سوءاً يُجزَ به)
4ـ ما: وهي اسم مبهم لغير العاقل، مثل: { وما تفعلوا من خيرٍ يعلمْه الله}
5ـ مهما: وهي اسم مبهم لغير العاقل أيضاً، مثل: { وقالوا: مهما تأتنا به من آيةٍ لتسحرنا بها، فما نحن لك بمؤمنين}
ومهما مركبة من (مه: ومعناها: أكفف) فعل للزجر والنهي، وما متضمنة معنى الشرط.
6ـ متى: وهي اسم زمان تضمن معنى الشرط، كقول الشاعر:
متى تأته تعشو الى ضوء ناره
تجد خير نارٍ، عندها خير موقد
لا يحسبن أحدٌ أن (يعشو) جواباً للشرط، بل هي فعل مضارع مرفوع، وجملته حال من فاعل تأت، أي: متى تأته عاشياً. أما جواب الشرط فهو (تجد) تحتها خط.
وقد تلحق (ما) الزائدة ب (متى) للتوكيد، كقول الشاعر:
متى ما تلقني، فَرْدَينِ، ترْجفْ
روانفُ أليتيْكَ وتُستطارا
الروانف: جمع رانفة، وهي أسفل الألية الذي يلي الأرض عند القعود. والألية بفتح الهمزة لا بكسرها كما هو الشائع على الألسنة. وتُستطار: تذعر وتخاف.
7ـ أيَّان: وهي اسم زمان تضمن معنى الشرط كقول الشاعر:
أيانَ نُؤمنْكَ، تأمنْ غيرنا، وإذا
لم تدركِ الأمنَ منا لم تزل حَذِرا
وكثيراً ما تلحقها (ما) الزائدة للتوكيد، كقول الشاعر:
إذا النعجةُ الأدماءُ باتت بقفرةٍ
فأيان ما تعدلْ به الريحُ ينزلِ
المقصود بالنعجة الأدماء: هي نعجة الرمل أو البقرة الوحشية والأدماء هي السمراء.
8ـ أين: وهي اسم مكان تضمن معنى الشرط، مثل: (أينَ تنزلْ أنزلْ)، وكثيراً ما تلحقها (ما) الزائدة للتوكيد، مثل: (أينما تكونوا يدرككم الموت).
9ـ أنَّى: ولا تلحقها (ما)، وهي اسم مكان تضمن معنى الشرط، كقول الشاعر:
خليليَّ، أنى تأتيانيَ تأتيا
أخاً غير ما يُرضيكما لا يحاولُ
10ـ حيثما: وهي اسم مكانٍ تضمن معنى الشرط، ولا تجزم إلا مقترنة بما، على الصحيح، كقول الشاعر:
حَيْثُما تستقِمْ يُقَدِّرْ لكَ اللهُ
نجاحاً في غابرِ الأزمانِ
11ـ كيفما: وهي اسمٌ مُبهمٌ تضمن معنى الشرط، فتقتضي شرطاً وجواباً مجزومين عند الكوفيين، سواءٌ ألحقتها (ما) مثل: كيفما تكنْ يكنْ قرينُكَ، أم لا، مثل: (كيف تجلسْ أجلسْ).
أما البصريون فهي عندهم بمنزلة (إذ)، تقتضي شرطاً وجزاءً، ولا تجزمُ، فهما بعدها مرفوعان غير أنها بالاتفاق تقتضي فعلين متفقي اللفظ والمعنى.
12ـ أي: وهي اسمٌ مبهمٌ تضمن معنى الشرط. وهي، من بين أدوات الشرط، مُعربة بالحركات الثلاث، لملازمتها الإضافة الى المفرد، التي تبعدها من شبه الحرف، الذي يقتضي بناء الأسماء، فمثالها مرفوعة: (أيُّ امرئٍ يخدمْ أمتهُ تخدمْهُ)،[أيُّ: مرفوعة، لأنها مبتدأ والجملة بعدها خبر]. ومثالها منصوبة: قوله تعالى: {أيَّا ما تدعو فَلَهُ الأسماءُ الحسنى}، [أياً: منصوبة لأنها مفعول به مقدم لتدعو]. ومثالها: مجرورة: بأي قلم تكتبْ أكتبْ، [بأي: ب حرف جر وأي مجرورة بها]. و (كتابَ أيٍ تقرأْ أقرأْ)، [كتاب: مضاف، وأي مضاف إليه مجرور بالإضافة].
ويجوز أن تلحقها (ما) الزائدة للتوكيد، كقوله تعالى: { أيما الأجلين قضيتُ فلا عدوان علي}.
13ـ إذا: وقد تلحقها (ما) الزائدة للتوكيد، فيقال ( إذا ما)، وهي اسم زمان تضمن معنى الشرط. ولا تجزم إلا في الشعر، كقول الشاعر:
إستغنِ، ما أغناكَ ربُّكَ، بالغِنى
وإذا تُصبْكَ خصاصةٌ فتجملِ