مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

لاحقا 122
* قصة البداية *
** الحلقة 123 من السيرة النبوية :


** سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، بعد مقامه في بدر ثلاثة أيام ، فأدركته صلاة العصر ، فلما صلى ركعة تبسم ، فلما صلى ركعة أخرى تبسم ،، فلما سئل عن تبسمه ، قال : مر بي ميكائيل عليه السلام ، وعلى جناحيه النقع ، فتبسم إلي ، وقال : إني كنت في طلب القوم ،، وأتاه جبريل عليه السلام ، فقال : يامحمد ! إن ربي بعثني إليك ، وأمرني ألا أفارقك حتى ترضى ، هل رضيت ،، فقال رسول الله : نعم ..
* جاء المبشرون المدينة بأنباء النصر ، ونجاة النبي ، وقتل أئمة الكفر ، وأسر الكثيرين ، فلم يصدق المسلمون البشارة حتى رأوا الأسرى ، لأنه قد كان جماعة من الكفار واليهود قد أرجفوا في المدينة بإشاعة الأنباء الكاذبة ، وقتل النبي ، وتفرق أصحابه ، فلما قدم زيد على ناقة النبي ، قالوا : قتل محمد ، هذه ناقته نعرفها ، وهذا زيد لايدري مايقول ، وجاء منهزما" ..
* كانت رقية رضي الله عنها ، ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قد اشتكت وأصابتها حصبة ، فخلف النبي عليها زوجها عثمان ، وقال له : أقم عليها ، فإنه لابد لها مني أو منك وأنت أحق .. فلما فتح الله على المسلمين ، وأرسل رسول الله زيد بن حارثة بشيرا" إلى أهل المدينة ، قدم حين سوّي التراب عليها ، رحمها الله ورضي عنها ..
* أمر رسول الله بقتل أسيرين : النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط ، وكانا من أشد المشركين إيذاء لرسول الله ..
* دخل رسول الله المدينة مؤيدا" منصورا" ، فأسلم حينئذ عبد الله بن أبي بن سلول وأصحابه نفاقا" ..
* لما أتي بالأسارى ، فرقهم رسول الله بين أصحابه ، وقال : استوصوا بالأسارى خيرا" ، فكان الصحابة يأكلون التمر ، ويطعمون أسراهم الخبز (وكان الخبز حينها أندر وأغلى) .. لوصية رسول الله ..
** قال أبو عزيز بن عمير أخو مصعب ، وكان ممن أسر : كنت عند رهط من الأنصار -حين أقبلوا بي من بدر- فكانوا إذا قدّموا غداءهم أو عشاءهم ، خصوني بالخبز وأكلوا التمر ، لوصية رسول الله إياهم بنا ، ماتقع في يد أحد منهم كسرة خبز إلا نفحني بها ، قال : فأستحي فأردها على أحدهم ، فيردها علي مايمسها ..

* قصة البداية *
** الحلقة 124 من السيرة النبوية :


* استشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في أمر الأسرى ، فأشار عليه أبو بكر أن يأخذ منهم فدية من المال تكون قوة للمسلمين ، ويتركهم عسى الله أن يهديهم ، وأشار عمر بن الخطاب بقتلهم لأنهم أئمة الكفر وصناديدهم ، لكن النبي مال إلى مارآه أبو بكر من الرحمة بهم وافتدائهم بالمال ، وحكم فيهم بذلك ،، غير أن آيات من القرآن نزلت عتابا" لرسول الله في ذلك ، وتأييدا" للرأي الذي رآه عمر في قتلهم :" ماكان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض"..
* في رواية أخرى ،، استشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الأسارى ، فقال أبو بكر : يانبي الله ! هم بنو العم والعشيرة والإخوان ، أو قال : هم قومك وأهلك ، وإني أرى أن تستبقيهم ، وتأخذ منهم الفدية ، فيكون ماأخذنا قوة لنا على الكفار ، وعسى الله أن يتوب عليهم ويهديهم للإسلام فيكونوا لنا عضدا" ..
* فقال رسول الله : ماترى يابن الخطاب ؟؟،، فقال : يارسول الله ! أخرجوك وكذبوك وقاتلوك ، والله ماأرى الذي رأى أبو بكر ، ولكني أرى أن تمكنّا ، فنضرب أعناقهم ، فتمكّن عليا" من عقيل فيضرب عنقه ، وتمكنّي من فلان -قريبا" لعمر- فأضرب عنقه ، وتمكّن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه ، حتى يعلم الله أنه ليس في قلوبنا هوادة للمشركين ، فإن هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم .. وقال عبد الله بن رواحة : يارسول الله ! انظر واديا" كثير الحطب فأدخلهم فيه ، ثم أضرم عليهم نارا" ، فقال العباس : قطع الله رحمك ..
* فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله ليليّن قلوب رجال فيه ، حتى تكون ألين من اللبن ، وإن الله ليشدّ قلوب رجال فيه ، حتى تكون أشد من الحجارة ،، وإن مثلك ياأبا بكر كمثل ابراهيم عليه السلام ، قال : فمن تبعني فإنه مني ، ومن عصاني فإنك غفور رحيم ،، ومثلك ياأبا بكر كمثل عيسى ، قال : إن تعذبهم فإنهم عبادك ، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ،، وإن مثلك ياعمر كمثل نوح ، قال : رب لاتذر على الأرض من الكافرين ديارا" ، وإن مثلك ياعمر كمثل موسى ، قال : رب اشدد على قلوبهم فلايؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ،، فهوي رسول الله ماقاله أبو بكر ، ولم يهوَ ماقال عمر ،، وأخذ الفداء ..

* قصة البداية *
** الحلقة 122 من السيرة النبوية :


** أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى بدر من المشركين ، فقال : جزاكم الله شرا" من قوم نبي ، ماكان أسوأ الطرد وأشد التكذيب ، ثم التفت إلى أبي جهل ، فقال : إن هذا أعتى على الله من فرعون ، إن فرعون لما أيقن الهلاك وحّد الله ، وإن هذا لما أيقن بالموت دعا باللات والعزى ..
* حين احتدم القتال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قتل قتيلا" فله سلبه ، ومن جاء بأسير فله سلبه .. فنفل رسولَ الله كلُّ امرىء من المسلمين ماأصاب ،، فنشب خلاف بين المسلمين في الغنائم ،، فقال الذين جمعوا المغنم : هو لنا ، وقال الذين يقاتلون العدو ويطلبونه : والله لولا نحن ماأصبتموه ، وقال الذين كانوا يحرسون رسول الله : لقد خفنا على رسول الله كرة العدو ، فقمنا دونه ، فما أنتم أحق به منا ..
* قال عبادة بن الصامت عن الأنفال : فينا أصحاب بدر نزلت ، حين اختلفنا في النفل ، وساءت فيه أخلاقنا ، فنزعه الله من بين أيدينا ، فجعله إلى رسول الله ، فقسمه رسول الله بين المسلمين على السواء ، وكان في ذلك تقوى الله وطاعته وطاعة رسوله وصلاح ذات البين ..
* روي عن سعد بن أبي وقاص ، قال : جئت إلى النبي يوم بدر بسيف ، فقلت : يارسول الله ! إن الله قد شفى صدري اليوم من العدو ، فهب لي هذا السيف ، قال : إن هذا السيف ليس لي ولا لك ، فذهبت وأنا أقول : يعطاه اليوم من لم يبلُ بلائي ، فبينما أنا ، إذ جاءني الرسول ، فقال : أجب ، فظننت أنه نزل في شيء بكلامي ، فجئت ، فقال لي النبي : إنك سألتني هذا السيف ، وليس هو لي ولا لك ، وإن الله قد جعله لي ، فهو لك .. ثم قرأ :"يسألونك عن الأنفال ، قل الأنفال لله والرسول ، فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ، وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين"..

* قصة البداية *
** الحلقة 125 من السيرة النبوية :


** قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : فلما كان من الغد جئت ، فإذا رسول الله وأبو بكر يبكيان ،، قلت : يارسول الله ! أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك ، فإذا وجدت بكاء بكيت ، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما ، فقال رسول الله : أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء ، لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة -شجرة قريبة من رسول الله- وأنزل الله تعالى :"ماكان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض ، تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم ، لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ، فكلوا مما غنمتم حلالا" طيبا" ،، فأحل الله الغنيمة لهم (الفداء الذي أخذوه من الأسرى) ..
* نزلت هذه الآيات موافقة لرأي عمر ، وهي من المواضع التي جاء بها القرآن موافقا" لقوله رضي الله عنه ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : كاد أن يصيبنا في خلافك بلاء ..
* قال عمر رضي الله عنه : وافقت ربي في ثلاث : في مقام ابراهيم ، وفي الحجاب ، وفي أسارى بدر ..
* يروى أنه صلى الله عليه وسلم قال : لو نزل عذاب من السماء ، لم ينجُ إلا سعد بن معاذ ،، لقوله : يانبي الله ! الإثخان في القتل أحب إلي من استبقاء الرجال ..
* الكتاب الذي سبق من الله تعالى في الآيات : هي قوله : فإما منّا" بعد وإما فداء" .. ففيه الإذن بأخذ الفدية من الأسارى ، ولذلك لم يعذّبوا ، وإنما نزل العتاب لأنهم أسروا المشركين قبل أن يثخنوا في الأرض ، ثم إنهم قبلوا الفداء منهم ، وهم من أئمة الكفار ، فهم في حكم مجرمي الحرب ، الذين لايتركهم قانون الحرب الحديث إلا ويحاكمهم ، ولايكون الحكم في الغالب إلا بالإعدام أو بالسجن حتى الموت ..

السلام عليكم 💕💕


* قصة البداية *
** الحلقة 126 من السيرة النبوية :


** جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فداء الأسارى يوم بدر ألف إلى أربعة آلاف درهم ، كل على قدر ماله ،، ومن لم يكن عنده مال لكنه يحسن القراءة والكتابة ، يعلّم عشرة من أولاد الأنصار ،، فقد كان أهل مكة يكتبون ، وأهل المدينة لايكتبون ،، فإن حذقوا الكتابة فهو فداؤه ،، وكان زيد بن ثابت ممن عُلِّم ..
* لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء زوجها أبي العاص بن الربيع بمال ، وبعثت فيه بقلادة لها ، كانت السيدة خديجة قد أدخلتها بها على أبي العاص بن الربيع حين بنى بها ، فلما رآها رسول الله رقّ لها رقة شديدة ، وقال : إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها ، وتردوا عليها الذي لها ، وكان رسول الله قد أخذ عليه أن يخلّي سبيل زينب إليه ، فلما قدم أبو العاص مكة ، أمرها باللحوق بأبيها ، فلما تجهزت وخرج بها حموها على هودجها ، خرج الناس يطلبونها ، فريعت (خافت) ، فطرحت ذا بطنها ، فعادت إلى مكة ، فأقامت ليالي ، حتى إذا هدأت الأصوات ، خرج بها ليلاً ، حتى أسلمها إلى زيد بن حارثة وصاحبه -وكانا ينتظرانها بعد ثمانية أميال من مكة- فقدما بها على رسول الله ، ولاتزال وجعة حتى ماتت من ذلك الوجع ..
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي أفضل بناتي أصيبت فيّ ..
* من الأسارى العباس بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان قد شدّ وثاقه في بعض الليالي فأنّ ، فسهر النبي تلك الليلة ولم ينم ،، فقال له بعض أصحابه : ماأسهرك يانبي الله ؟؟،، فقال : أنين العباس ، فقام رجل فأرخى من وثاقه ،، فقال له رسول الله : فافعل ذلك بالأسارى كلهم ..
** كان العباس رجلا" طوالا" ، فلما أتي به أسيرا" إلى المدينة ، طلب الأنصار ثوبا" يلبسونه إياه ، فلم يجدوا قميصا" يصلح عليه إلا قميص عبد الله بن أبيّ بن سلول ، فكساه إياه ، فلذلك كفنه رسول الله عند وفاته مكافأة له لما فعل بالعباس ..

* قصة البداية *
** الحلقة 127 من السيرة النبوية :


* كان العباس أكثر الأسارى فداءً ، لأنه كان رجلا" موسرا" ، وجعل عليه فداء ابني أخويه نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب ، وحليفه عتبة بن عمرو ،، فقال له : يارسول الله ! تركتني أسأل الله مابقيت ،، فقال له رسول الله : فأين الذهب ياعباس ؟؟،، قال عباس : أي ذهب ؟؟،، قال : الذي دفنت أنت وأم الفضل ، وقلت لها : إن قتلت تركتك غنية مابقيت ، وإن رجعت فلايهمنك شيء ،، فقال العباس : والله يارسول الله إني أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أنك رسول الله ، إن هذا لشيء ماعلمه أحد غيري وغير أم الفضل ، وماأخبرك بهذا إلا الله تعالى ..
** لما جاء مال البحرين ، وكان ثمانين ألفا" ، وهو أكثر مال أتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أمر به رسول الله فنثر على حصير في المسجظ ، ونودي بالصلاة ،، فخرج رسول الله إلى الصلاة ولم يلتفت إليه ،، فلما قضى الصلاة ، جلس إليه ، فما كان يرى أحدا" إلا أعطاه ، وماكان يومئذ عد ولاوزن ، وماكان إلا قبضا" ، فجاء العباس ، فقال : يارسول الله ! أعطني ، فإني فاديت نفسي ، وفاديت عقيلا" ، فقال له رسول الله : خذ ،، فحثا في ثوبه ، ثم ذهب يحمله فلم يستطع ،، فقال : يارسول الله : أؤمر بعضهم يرفعه إلي ،، قال : لا ،، قال : فارفعه أنت علي ،، قال : لا ،، فنثر منه ، ثم ذهب يحمله ،، فقال : يارسول الله ! اؤمر بعضهم يرفعه علي ،، قال : لا ،، قال : فارفعه أنت علي ،، فتبسم رسول الله ، وقال : لا ،، ولكن أعد في المال طائفة وقم بما تطيق ،، فنثر منه ،، ثم احتمله فألقاه على كاهله ، ثم انطلق وهو يقول : أما إحدى اللتين وعدنا الله فقد أنجز لي ، ولاأدري مايصنع في الأخرى ،، فمازال رسول الله يتبعه بصره حتى خفي ، عجبا" من حرصه ، وماقام رسول الله وثَمّ منها درهم ..
* يقصد العباس بكلامه ماقال تعالى :"ياأيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا" يؤتكم خيرا" مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم "..

* قصة البداية *
** الحلقة 128 من السيرة النبوية :


** كان عمير بن وهب شيطانا" من شياطين قريش ، وكان ممن يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وكان ابنه وهب بن عمير أسيرا" عند المسلمين ..
* جلس عمير يوما" مع صفوان بن أمية في الحجر ، فتذاكرا بدرا" وأصحاب القليب ومصابهم فيهم ،، فقال عمير : أما والله ! لولا دين علي ليس له عندي قضاء ، وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي ، لركبت إلى محمد حتى أقتله ، فإن لي قِبَلهم علّة ، ابني أسير في أيديهم ..
* فاغتنمها صفوان ، وقال : علي دينك أنا أقضيه عنك ، وعيالك مع عيالي أواسيهم مابقوا ، لايسعني شيء ، ويعجز عنهم ..
* فقال له عمير : فاكتم عني شأني وشأنك .. وأمر بسيفه فشحذ له وسُمّ .. ثم انطلق حتى قدم به المدينة ..
* رأى عمر عميرا" متوشحا" السيف ، فقال : هذا الكلب عدو الله ، عمير بن وهب ، والله ماجاء إلا لشر .. ثم دخل عمر إلى رسول الله ، فقال : يانبي الله ! هذا عدو الله عمير بن وهب ، قد جاء متوشحا" سيفه ، قال : فأدخله علي ،، فأخذ عمر بحمّالة سيفه في عنقه ، وقال لمن حوله : احذروا على رسول الله من هذا الخبيث ، فإنه غير مأمون ،، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماجاء بك ياعمير ؟؟،، فقال : جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم ، فأحسنوا إليه ،، قال : فما بال السيف في عنقك ؟؟،، قال : قبحها الله من سيوف ، وهل أغنت عنا شيئا" ،، قال : اصدقني ، ماالذي جئت له ؟؟،، قال : ماجئت إلا لذلك ..
* قال : بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر ، فذكرتما أصحاب القليب من قريش ، ثم قلت : لولا دين علي وعيال عندي ، لخرجت حتى أقتل محمدا" ، فتحمل لك صفوان بن أمية بدينك وعيالك ، على أن تقتلني له ، والله حائل بينك وبين ذلك ،، قال عمير : أشهد أنك رسول الله ، قد كنا يارسول الله نكذبك بما كنت تأتينا من خبر السماء ، وماينزل عليك من الوحي ،، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان ، فوالله إني لأعلم ماأتاك به إلا الله ، فالحمد لله الذي هداني للإسلام ، وساقني هذا المساق ،، ثم شهد شهادة الحق ،، ففرح المسلمون ، وقال عمر : لخنزير كان أحب إلي منه حين طلع ، وهو اليوم أحب إلي من بعض بَنيّ ..
* فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقّهوا أخاكم في دينه ، وأقرئوه القرآن ، وأطلقوا له أسيره ، ففعلوا ..
* ثم استأذن عمير رسول الله ، فقدم مكة يدعو فيها إلى الإسلام ، فأسلم على يده خلق كثير ،، وأقسم صفوان ألا يكلمه أبدا" ..

💕

* قصة البداية *
** الحلقة 129 من السيرة النبوية :


** لما بلغ النجاشي نصر النبي صلى الله عليه وسلم ببدر ، فرح فرحا" شديدا" ، وأرسل إلى جعفر وأصحابه ، فدخلوا عليه وهو في بيت عليه ثوب بالٍ ، جالسٌ على التراب ، فأشفقوا عليه حين رأوه على هذه الحال ، فقال لهم : أبشّركم بما يسرّكم ، إن الله عز وجل قد نصر نبيه ، وأهلك عدوه ، وأُسر فلان وفلان وفلان ، وقُتل فلان وفلان ، التقوا بواد يقال له بدر ، كثير الأراك ، كأني أنظر إليه ،، كنت أرعى فيه لسيدي إبله ،، فقال له جعفر : مابالك جالس على التراب ليس تحتك بساط ، وعليك هذه الأخلاق ؟؟،، قال : إنا نجد فيما أُنزل على عيسى ، أن حقا" على عباد الله أن يُحدِثوا لله عز وجل تواضعا" ، عندما يُحدِث لهم نعمة ، فلما أحدث الله لي نصر نبيه أحدثت له هذا التواضع ..
* أنزل الله عز وجل في بدر سورة الأنفال ..
* أنزل تعالى في الفتية المسلمين الذين كتموا إسلامهم ، ثم خرجوا مع المشركين كُرهاً لقتال المسلمين ، فقُتلوا ببدر :"إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ، قالوا فيم كنتم ، قالوا كنا مستضعفين في الأرض ، قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ، فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا" "..
* هؤلاء أسلموا وخافوا وكرهوا أن يهاجروا ، فلما خرج المشركون إلى بدر ، أخرجوهم مكرهين ، فأصيب منهم ،، فقال المسلمون : أصحابنا هؤلاء مسلمون ، أخرجهم المشركون مكرهين ، فاستغفروا لهم ،، فنزلت هذه الآية ،، فكتب المسلمون إلى من بقي منهم بمكة هذه الآية ، فخرجوا ، حتى إذا كانوا ببعض الطريق ظهر عليهم المشركون ، فلحقوهم ، فردوهم ، فرجعوا معهم ، فنزلت الآية :"ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد مافتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم "..

* قصة البداية *
** الحلقة 130 من السيرة النبوية :


** تزوج علي بن أبي طالب رضي الله عنه فاطمة بنت رسول الله في رجب ، بعد مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بخمسة أشهر ، وبنى بها مرجعه من بدر ..
* أتى عليّ النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : تزوجني فاطمة ؟؟،، قال : وماعندك ؟؟،، قال : فرسي وبدني (يعني درعي) ، قال : أما فرسك فلابد لك منها ، وأما بدنك فبِعها ، قال : فبعتها بأربعمئة وثمانين درهما" ،،
* فأتيت النبي ، فوضعتها في حجره ، فقبض منها قبضة ، فقال : يابلال ! أبغنا بها طيبا" ،، وفي رواية : أنه أمر أن يجعل ثلثي المال في الطيب ، وثلثه في الثياب ،، وقال : أكثروا الطيب لفاطمة ، فإنما هي امرأة من النساء ..
* قال أنس : فدعاني عليه الصلاة والسلام بعد أيام ، فقال : ادعُ لي أبا بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن وعدة من الأنصار ، وقال لعلي : إن الله عز وجل أمرني أن أزوجك فاطمة ، على أربعمئة مثقال فضة ، أرضيت بذلك ؟؟،، فقال : قد رضيت بذلك يارسول الله ،، فقال عليه الصلاة والسلام : جمع الله شملكما ، وأعز جدّكما ، وبارك عليكما ، وأخرج منكما كثيرا" طيبا" ..
* أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تجهّز فاطمة ، فجعل لها سرير مشرط بالشريط ، ووسادة من أدم حشوها ليف ، وبعث معها رسول الله بخميلة (قطيفة : كل ثوب له خمل) ، ورحيين (الأداة التي يطحن بها) ، وسقاء (وعاء من جلد يكون للماء واللبن) ، وجرتين ، ومنخل ومنشفة وقدح ..
* لما أراد علي أن يبتني بفاطمة ، قال له النبي صلى الله عليه وسلم : لابد للعرس من وليمة ،، فقال سعد : عليَّ كبش ، وقال فلان : علي كذا وكذا ، وأتى علي بشطر شعير ، فأولم على فاطمة ، فما كانت وليمة في ذلك الزمان أفضل من وليمته ..

💕


* قصة البداية *
** الحلقة 131 من السيرة النبوية :


** لما كانت ليلة البناء (عرس فاطمة وعلي) ، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي :" إذا أتتك فلاتحدث شيئا" حتى آتيك ،، فجاءت فاطمة مع أم أيمن ، فقعدت في جانب البيت ، وعليّ في جانب ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أههنا أخي ؟؟،، فقالت أم أيمن : أخوك و قد زوجته ابنتك ؟؟،، قال : نعم ياأم أيمن ،، ثم دعا فاطمة ، فجاءت تعثر من الحياء ، فقال لها رسول الله : اسكني ، فقد أنكحتك أحب أهل بيتي إلي ،، اللهم ! كما أذهبت عني الرجس وطهرتني فطهرها ،، ثم قال لها : ائتني بماء ، فقامت إلى قعب (قدح) في البيت فجعلت فيه ماء ، فأتته به ، فمج فيه ، ثم قال لها : قومي ،، فنضح عليها الماء ، ثم قال : اللهم أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ، وفعل مثل ذلك بعلي ، ثم دعا لهما ، فقال : اللهم بارك لهما في نسلهما ، ثم قال لعلي : ادخل على أهلك باسم الله والبركة ..
* كان منزل علي وفاطمة بعيدا" قليلا" عن بيوت النبي صلى الله عليه وسلم فحوّلها إلى جانبه ..
* ولدت فاطمة لعلي : الحسن والحسين ومحسن ،، فمات محسن صغيرا"، وولدت له أم كلثوم وزينب ..
* عن علي رضي الله عنه ، قال : لما وُلد الحسن سماه حمزة ، فلما ولد الحسين سماه باسم عمه جعفر ، قال : فدعاني رسول الله ، فقال : إني أمرت ان أغير اسم هذين ، فقلت : الله ورسوله أعلم ، فسماهما حسنا" وحسينا" ..
* يروى أن عليا" أراد أن يتزوج ابنة أبي جهل ، فلما بلغ ذلك فاطمة ، أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يزعم قومك أنك لاتغضب لبناتك ، وهذا علي ناكح بنت أبي جهل ،، فقال صلى الله عليه وسلم : لاآذن ثم لاآذن ثم لاآذن ، وإني لست أحرم حلالا" ، ولاأحل حراما" ، ولكن والله لاتجتمع بنت رسول الله ، وبنت عدو الله أبدا" ،، فترك علي الخطبة ..

* قصة البداية *
** الحلقة 132 من السيرة النبوية :


** كانت فاطمة رضي الله عنها تكنى أم أبيها ، وتلقب بالبتول لانقطاعها عن الدنيا ، وكانت أشبه الناس خلقا" وحديثا" وكلاما" برسول الله صلى الله عليه وسلم ،، كانت إذا دخلت عليه قام رسول الله إليها فقبلها ورحب بها ، وأخذ بيدها فأجلسها في مجلسه ،، وكانت هي إذا دخل عليها رسول الله ، قامت إليه مستقبلة وقبلت يده ،، كان رسول الله إذا سافر كان آخر عهده بإنسان من أهله فاطمة ، وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة ، فكانت فاطمة أحب أهله إليه ،، وهي خير نساء العالمين ،، وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، إلا ماكان من مريم بنت عمران ..
* عن علي كرم الله وجهه أن فاطمة رضي الله عنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ماتلقى في يدها من الرحى ، وكان قد بلغها أنه قد جاءه رقيق ،، فلم تصادفه ، فذكرت ذلك لعائشة ،، فلما جاء أخبرته عائشة ،، قال علي : فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا ، فذهبنا نقوم ، فقال : على مكانكما ، فجاء فقعد بيني وبينها ، حتى وجدت برد قدميه على بطني ،، فقال : ألا أدلكما على خير مما سألتما !! إذا أخذتما مضاجعكما أو آويتما إلى فراشكما ، فسبحا ثلاثا" وثلاثين ، واحمدا ثلاثا" وثلاثين ، وكبرا أربعا" وثلاثين ، فهو خير لكما من خادم ..
* توفيت فاطمة رضي الله عنها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر ، ومارئيت ضاحكة بعد وفاته ، حتى لحقت بالله تعالى ، وكانت أول أهله لحاقا" به ،، وهي ابنة تسعة وعشرين عاما" ..

* قصة البداية *
** الحلقة 133 السيرة النبوية :


** ربما اطلع رب العباد على قلوب خلقه ، فوجد أصفاها وأنقاها قلب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، اختاره خاتم النبيين ..
* ثم اطلع على قلوب عباده ، فوجد أصفى القلوب وأنقاها قلوب صحابته ، فأكرمهم بصحبته ، حتى إن بعض الناس قالوا : الصحابة ليس لهم كرامات مثل التابعين وتابعي التابعين ،، قال العلماء : يكفيهم كرامة صحبتهم لرسول الله ،، الواحد منهم كان يسأل وينتظر الجواب من السماء ..
* رجال ونساء ذاك العصر عدول حملوا هذا الدين ، ونفوا عنه انتحال المبطلين ، ومغالاة الغالين ،، طبقوا القرآن والسنة فأصبحا صورة حية في حياتهم وفي سلوكهم ، فرأينا القرآن مطبق عملي على الصحابة ، حيث أنهم ليسوا بمعصومين ..
* إن لم نطبق سيرة السلف ، ونحن نذكرها ، فقد خنّا الله ورسوله ، وأجدادنا وآبائنا ، فهي ليست قصص تُسرد ، إنما علينا أن ننظر للبعد الثالث ، حتى نسقطه على واقعنا المر حتى نتغير ..
* السيدة فاطمة أثيرة عند أمها وأبيها ، ولدت قبل البعثة بخمس سنوات ، في العام الذي أعيد فيه الحجر الأسود إلى مكانه بعد بناء الكعبة ..
* نحن نحب آل البيت حبا" جمّا" ، لكننا لانغالي كما غالى النصارى في المسيح .. أحَب الناس إلى الله ورسول الله والمسلمين هم آل بيته ،، نحن نصلي عليهم في كل صلاة ..
* فاطمة والحسن والحسين هم آل البيت أهل العترة الشريفة ..
* كانت السيدة خديجة متعلقة بابنتها فاطمة جدا" ، لأنها كانت صورة من أبيها شكلا" وموضوعا" .. مشيتها مشيته ، كلامها كلامه ، منطقها منطقه ..
* توفيت السيدة خديجة عندما كان عمر فاطمة خمسة عشر عاما" ..
* قال عليه الصلاة والسلام : تظل الخلافة الراشدة ثلاثون عاما" .. يوم أن طُعن علي ، كان قد مر على تولية أبي بكر تسعة وعشرون عاما" ، وستة أشهر ،، وبايع الناس الحسن بعد علي ، وبقي خليفة ستة أشهر ، فهو الخليفة الراشد الخامس .. وقد أغفل التاريخ هذا ..