"لـَـــو" أليسا في صيدلية موفق!!
"لـَـــو" أليسا في صيدلية موفق!!
فجأة قـُــرِعَ جرس منزلي...
فسمعت ابني يقول بعد فتح باب المنزل : يا أرض احفظي من عليكِ و لا تزلزلي..
سألته من بعيد : من الطارق؟!
فأجابني : شقفة علـــ الباب...قشطة مهلبية...
قلت له : يا بني متى كنا نطلب طلبات خارجية ...
قال لي : قصدي أليسا الحلوة.. واقفة تسأل عنك يا بابا...
فقفزت تاركاً برودة فرشتي ... فقد كنت أفترش في هذا الحر بلاط غرفتي ، و صحوت تماماً من غفوتي ،، و قلت في نفسي يا حلاوة ليلتي، ثم همست في إذن ابني و ابنتي لأنسى أبوتي :
ـ اشغلا أمكما عن "أليسا" فإنها عـَلِمَتْ ستذبحني بسكين الغيرةِ...
و بدأت أبحث عن بلوزتي ، ، عن سترتي ، إلا أن ابني شجعني بالخروج عليها بوضعيتي ..
فخرجت مستقبلا إياها بقولي : هلا ... مين ؟؟ أليسا !! لا أنتٍ أحلى ليسه !!
قالت : شكراً هذا من لطفك ..
ـ تفضلي...
ـ بل أنت تفضل معي,,,،،مستعجلة جداً حتى لا وقت لدي لأفرك عيني بإصبعي..
ـ خير ،، إلى أين ..
ـ خذني معك إلى الصيدلية...ضروري .. ضروري ..ضروري..
ـ انتظريني ألبس ..
ـ سآخذك أنت زي مــ أنتَ و أعيدكَ فوراً...
ـ أكيد الحالة خطيرة ،، أرجو أن تجدي عندي طلبك فأغلب الأدوية مفقودة في هذه الحرب الضروس ، وهذا الحصار و الدمار..
ـ فهمتني غلط لا أريد دواء..
ـ لا أريد أن أفهمك صح .. الله يستر عليكِ انا رجل متزوج أخاف الله..
ـ كمان فهمتني غلط ,,,جارُك مُسيِّر المعاملات وضع باسبوري(جواز سفري) أمانة لديك ، و أنت أغلقت الصيدلية قبل حضوري إليك ، و المشكلة أنها غداً صباحاً سفرتي...و سأكون لك من الشاكرات لو تكرمت و ذهبنا معاً لإحضاره و بدون مبررات.
ـ تكرم عيونك...غالي و الطلب رخيص...
خرجنا معاً بعد أن همستُ بإذن ابني ثانية بأن يقول لأمه أنني سأعود بعد أن أقض الحالة الإسعافية التي بين يدي!!
كانت شبيهة "أليسا" تقود سيارتها مسرعة مجتازة كل الحواجز العسكرية دون تفتيش ، أو طلب الهويّة بل كان يـــُضرب لها التحيّة..
قلت لها : لا أحد في مثل هذه الظروف يخرج بعد العشاء مع شخص غير معروف ، و لكنني توسمت فيك الخير ، و أحببتُ أن أخدمكِ فأنا أحب أن أغيث كل ملهوفة ...و لا مانع أن تخطفيني من هذا المدينة المنتوفة ، و التي أضحى مصيرها مجهول بعد أن قـُـسِّمت لتدك بشتى أنواع القذائف..
فأجابتني مناغشة: نعم سأخطفك و نغني سوا "حلوة يا بلدي..."
أخيراً وصلنا الصيدلية...
فناولتها الأمانة جواز البعاد و الفراق ..
ثم أعادتني إلى منزلي حسب الاتفاق..
و حين وصلتُ.. أحببتُ أن أكون معها سبور ، فهممت إليها لأعانقها مودعاً ..
فحالت زوجتي بيني و بينها ، فقد كانت بانتظاري ، و الشرر يتطاير من عينيها...
فقلت لها: إذا حلفتُ لك بأني كنتُ أودعها فقط فلن تصدقي..
فقالت لي زوجتي : أصَدِقـُكَ ،، و لكن الناس حين تراك باللباس الفلكلوري ،، و في هذه الوضعية ماذا ستقول عنكَ ..رووووح يا شيخ شَمَسْتــَـنا في الحارة ...يعني كان ناقصنا ....أليسا...و تحسسنا أنك في شاطئ أوديسا!!
فادي شعار (نقطة ساخرة) / حلب الشهباء
((حالتي مولعة...مع القطط الأربعة!!!))
https://fbcdn-sphotos-f-a.akamaihd.n...72ed927de5fed4
((حالتي مولعة...مع القطط الأربعة!!!))
تصوروا أن فرقة الفور- كاتس زارت "حلب" مدينتنا ومن بين الصيدليات قصدت صيدليتنا..
فأحسست أنني "فادي رمزي" قصدي "هاني رمزي" في فِـلمِه (أسد و قطط أربعة)...
أكيد أن هدف القطط الأربعة من تلك الزيارة هدف إنساني كالمعونات الانسانية التي تصلنا من العالم لتخفيف ضغوط الحرب و آثارها الاقتصادية و الاجتماعية ..
قفوا..
أيها العالم ..لا تصدقوا..
من قال أننا نعيش الحرب ..
كلا إنها فبركة فيلم هندي ...بدليل أن الفرقة هنا.. عندي...
المهم أنني احترت كيف أرحب بهنَّ ،، لقد أحسستُ أن مراهقةَ الأربعين بدأت تدُّبُ في أوصالي برؤيتي لهنّ...
و لكن لحظتها دخل جاري عنتر الغليظ ، و قال لي :عندك مضغوطات أوكسيدول ، بروكسيمول ، ترامادول...
فأجبته: رووووح يا شيخ آلا ترى أنني مشغول مع الحلوين دووول!!!...
فعلاً ذهب لأعود إلى حسنهن و غنجهن العالي ،،
و أطبطب على أجسادهن الممشوقة كالمرمر الايطالي...
و بدأتُ أعرض عليهن بضائعي من كريمات تجميلية ، و صبغات شعر ، و الذي منووو!!!
عاد عنتر الثقيل : طيب عندك بالتان...
فصحت عليه : اخرج من هنا يا فلتان..
فخرج بأدب منقطع النظير لأعود إلى عملية عرض البضائع من أحمر شفاه ، و كحل وطلاء أظافر...و بينما أقول لهن : عندي كريم للترهّلات و آخر للتكبير...
عاد أبو دم سميك و قال : تكبير....تكبير ..
فقلت : الله أكبر "عامِلـِّي عنتر و بتتمشّى وبتتغنـّدر" الله أكبر...ماذا تريد ثانية...
فسألني : فوستان...أوبرفال أو أي مركب من الديازيبام..
فقلت: و منذ متى تتعاطى المهدئات؟...يا أخي روووح من هنا آلا ترى أني في لحظات تاريخية.. مع الفرقة الاسطورية...التي تهزُّ بين حين و حين الأمة العربية...
فطلب مني أن أسألهن عن أخر أخبارهن الفنية و الاستعراضية...
فأخرجت عصى المكنسة ، و لحقته لأضربه بها فهرب مبتعداً ، و تأكدتُ أنه لن يعود ،، لأعود إلى المــُزَز الأربعة ، مغلقاً باب الصيدلية ، و معلقاً لافتة مغلق حتى إشعار آخر...
و لكن هذه المرة جاءني اتصال هاتفي من نفس الجار الثقيل "الفارش معلاقووو"
- ألو ماذا تريد؟؟؟
- أريد مخدر ليس لي ،، و لكن لكَ فلدي خبريّة مش كـُويّسَة...
- أخبرني فأنّي متبنّج بين القطط و غير محتاج لأي مهدئ أو مخدر..
- الحقيقة قذيفة جهنمية أصابت بنايتك عليك أن تلحق.. فالخراب عمّ المكان...
اطمئن أهلك بخير و بأمان..
بس زجاج البيت انكسر و انفتحت فوهة في الجدران ،
بس لا تحزن جيرانك أشلاء ،
بس لا تهتم نقلنا المصابين
بس مات صاحبك محمد و عبد الرحمن.. ،،
بس بحر دماء...
بس لا تحزن.. كان الله بعونك...
بس أستلم عنك و أبيع الفرقة و اذهب أنت و اطمئن على الوضع..
قلت له : ((كفاك بسبسة و تهريج و مزاح نحن في حلب الشهباء مدينة الأمان و الأدب ،، مدينة الخيرات و الطرب ،، سأفصل عنك الهاتف و أقطع اتصالك التافه...و أبقى مع البسابيس الأربعة ...وداعاً...بس بلا لقاء...))
و ما زلت أغني لهن:
((طول عمري جامد مش خرع..
أنا شفتكم قلبي ولع...
أنا نويت أحبكم أنتو الأربعة...
أصل حلب مدينة مولعة...
مولعة...مولعة...)).
فادي شعار (نقطة ساخرة) / حلب الشهباء
"نيكول سابا" في التجربة الحلبية !!
https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.n...5366190b2b6f97
نيكول سابا" في التجربة الحلبية !!
كنت أدَّعي الخبرة بنظرة ،، فالصيدلاني الخبير يعرف الحشَّاش و متعاطي المهدئات من شكله و لحن قوله ،، و للمتعاطين أساليبهم الخاصة للحصول على ما يتعاطوه مثلاً:
كتابة ذلك الصنف في وصفة مزوَّرة..
أو أن يأتي بجبيرة كسر مدعيّاً أن يده مكسورة مكسّرة ،،
أو يلتف كالمومياء بشاش من رأسه إلى مداسه...، أو يفتح فمه و يريك مغارة جعيتا ، و أسنانه المسوسة ليبين لك أن ما يتعاطاه إنما مسكنات لأضراسه المنخورة !!حتى تحنّ عليه ، و تعطيه طلبه ..
أما الذي أشعرني أنني ما زالت ناقص الخبرة أنه أحدهم حين عرف أنني أسخسخ أمام الفنانات..أرسل لي ابنه النبيه الداهية ، و هو في الصف الثالث الابتدائي ، و أنا بطبيعتي حين أكون في فراغ أحب أن أكسر الملل بالدردشة ، و خاصة مع الأطفال...فدار الحوار التالي بيننا:
ـ كم معلمة لديكم ..؟؟
ـ أربعة (عربي, انكليزي ، فرنسي ، و تربية فنية).
ـ أيهن أجمل؟؟
ـ التربية الفنية ... بتجنن.
ـ ما اسمها؟؟؟
ـ نيكول سابا..
فانتفضت ، و قلت له : نيكول معلمة التجربة الأمريكية..!!؟
فأجابني : بل التجربة الدنماركية مع وزير الشباب و الرياضة "عادل إمام".
ـ هل انتهيتم من دراسة السلـَّم الموسيقي...و مفتاح الصول..
ـ من زمااااان ..نحن الآن نختم درس التبويس على أنغام موزارت..و بيتهوفن!
ـ يا عيني عليها مع أن أغلب الحلبية طفشوا من كثرة التبويس ،، أكيد هي زيارتها لتخوض التجربة الحلبية!!
ـ طبعاً عمّو ...
ـ ممكن تطلب لي موعد لأسألها عن التجربة اليابانية..شوقتني لرؤيتها..
ـ غالي و الطلب رخيص..سأعطيك رقمها الخاص..و تطلب منها ما تريد..
ـ أبوس روحك...صحيح أنك صغير بس فعلك و مفعولك رهيب!
فعلاً اتصلتُ بها على الرقم الذي أعطاني إياه الصغير،،، فردّت بغنج الأنوثة أنها تبحث من صيدلية إلى صيدلية عن المهدئ "ديازيبام" لجارتها المنهارة من الأوضاع و حضورها لمقابلتي سيكون صعباً..
فقلت لها : بل طلبكِ عندي تعالي فوراً بسيارة تاكسي ماركة "سابا" لتكوني سابا على سابا و اسكابا يا دموع العين اسكابا...
و حين وصلت أحسستُ أنها غزال شارد ،، طبعاً السيارة السابا ،، أما نيكول سابا فأحسستُ أنها هي أو ليست هي ، فقلت في نفسي ربما المكياج في التلفاز يغيرها و لكنني مع ذلك رحبت بها ،
دار حديث مقتضب بيننا ، إلا أنني تعجبت من صوتها الأجش و لكني لم أسألها عن السبب حتى لا أحرجها ،، ثم طلبت مني خمس علب من المهدئ ،، و من شدة سخْـسَختي أعطيتها دون مجادلة ،، و حين هممت لأحدثها عن التجربة الصينية الروسية ،،.. أخذت الدواء مسرعة ، و قالت لي : عُذراً جارتنا تعبانة..
إلا أنها بدأت تأتي كل يومين أو ثلاثة أيام ، و تأخذ المضغوطات ،، و يدور بيننا حديث مقتضب في كل مرة ، ثم تنصرف معتذرة بأن جارتها تعبة ،، و أنا أقول لها : سلمي لي على جارتكم...
و في اليوم الذي تحمسّت فيه ، و أردت أن أخوض أول تجربة عاطفية في الصيدلية ،، مددت يدي لأصافحها مع أنني لا أصافح نسوان بس هي مو نسوان هي "نيكول سابا" صافحتها ، و لكن الشيء العجيب أن ملمس يديها كان خشناً ، فأحببت أن أزرع جسر للتواصل و للوصول إليها ،، فقدمت لها مطري لليدين ، و قلت هذه هديَّة الصيدليَّة..
و بعد بضعة أيام رأيت التلميذ النبيه فقلت له : كيف حال معلمتك نيكول ؟؟؟
فقال لي : بصراحة يا دكتور أنا كذبت عليك كذبة صغيرة لا يوجد عندي معلمة اسمها نيكول ..
ـ و لكن رقم الموبايل...!!! و حديثي معها و حضورها عندي !!
ـ الحقيقة صاحب الجوال هو بابا و هو "باسم فغالي" الحلبي و ليس اللبناني و هو فظيع بالتنكر و تقليد الفنانات و خاصة نيكول ، و قد طلب مني أن أعطيك رقمه على أنه نيكول سابا لأنه يعلم أنك لا تبيع الأدوية المحظورة إلا للفنانات...
ـ معقول ما تقول ؟!..و لماذا الآن تقول لي هذا الكلام ؟!!
ـ لأنه بدأ يعتدي على مكياج ماما ، و يلبس لباسها حتى الثتيانات و الذي منووو ، و يصرف النقود دون وعي على المهدئات لذلك طلبت مني ماما أن أخبرك بدل أن تعطيه ديازيبام أعطيه فياغرا ، يعني إدمان شي أفضل من إدمان مخدرات و حبوب و مشروب!!
أحسستُ بمعاناة الأم ، و ألم الصبي ، و لكنني أحسستُ أيضاً أنّ الصبي "طعماني كم للتم"
و أدركتُ أن الصوت الأجش و اليدين الخشنتين إنما كان بسبب وقوعي في براثن "باسم فغالي الحلبي" و ليس في حبال عشق نيكول.
ثم الحقيقة التي لا مجال المناقشة فيها أنه بعد اتصال نيكول قصدي "باسم فغالي" ليطلب مني بغنج كمية مضاعفة من "الديازيبام" كنتُ قد قطعت فوراً علاقة الغرام معه بل و غنيت له بحدّة:
لا بقى تدقلي ..تغازلني و تقلي ..أديش اشتقت لي
.....لأنك كذاب...
حاكيني على الرسمي،بدي تنسى اسمي،عنواني مع رقمي
..شيلو من الحساب...
ثم قلت له : تفوووو عليك ،، الحمد لله ما تورطنا أكثر من مصافحة أيديك،، يعني ناقصنا شواذ بالتجربة الحلبية!!
فادي شعار (نقطة ساخرة) / حلب الشهباء