مهنة الطب أخذت مني وأعطتني الكثير...
وبالنسبة لي أعترف أن مهنة الطب أخذت مني وأعطتني الكثير، فهناك سلبيات معينة كانت في سلوكياتي كالعصبية، ولكنها تغيرت بفضل مهنتي كوني طبيباً أخفف آلام المرضى وأستمع لشكواهم، خفّت تلك العصبية بشكل واضح وملموس، وجعلتني أتخذ قراراتي بشكل أهدأ وأكثر فعالية، وعندما تواجهني مشكلة أصبحت أبحث عن الأسباب في البداية وكأنها مرض أريد استكشافه ومعاجلته، فإنّ مهنتي ترافقني على مدار الساعة، فوقتي ليس ملكي، فهناك الاستدعاء الليلي لحالات طارئة، وخدمة المجتمع من حولي كجيراني وإخواني وأقاربي، هذا ما يصعب عليّ أن أشارك في جميع المناسبات العائلية، وأقتصر على بعض الأمور الضرورية، إضافة إلى أوقات الحروب التي يشهدها قطاع غزة والتي أضطر فيها إلى ترك عائلتي والمكوث في المستشفى لأقوم بواجبي الوطني والمهني والإنساني.
وهذه الديناميكية في العمل انعكست على حياتي، فإن التقائي الدائم بالمرضى وشعوري بآلامهم جعلني إنساناً قلقاً على عائلتي من كل صغيرة تصيبهم، وأحرص دوماً على النظافة العميقة، وأحرص على الإطلاع على كافة أطعمة العائلة.
فالطب جعلني إنساناً صبورا، ولا أحكم على الأمور من ظاهرها، وأقدر من همم حولي، وحازماً في بعض الأمور، وليناً في أخرى، وأنظر إل الأمور بشمولية وواقعيه وتصرفاتي أكثر إنسانية وأكثر إحساساً بآلام الناس.