من النّـــوادر
أنت الراكب.. وأنا الماشي خرج إبراهيم ابن ادهم إلى الحج ماشيا.. فرآه رجل على ناقته فقال له: إلى أين يا إبراهيم؟ قال: أريد الحج. قال: أين الراحلة فإن الطريق طويلة؟ فقال: لي مراكب كثيرة لا تراها.. قال: ماهي؟ قال: إذا نزلت بي مصيبة ركبت مركب الصبروإذا نزلت بي نعمة ركبت مركب الشكروإذا نزل بي القضاء ركبت مركب الرضافقال له الرجل: سر على بركة الله، فأنت الراكب وأنا الماشي *************علوت بقدر علميسئل أحد العلماء وهو على المنبر عن مسألة فقال: الله أعلم لا أدري، فقيل له: هذا المنبر لا يرقاه الجهلاء فقال: إنما علوت بقدر علمي، ولو علوت بقدر جهلي لبلغت السماء *******أبو علقمة والطبيبدخل أبو علقمة النحوي على طبيب فقال له: أمتع الله بك، إني أكلت من لحوم هذه الجوازل، فطسئت طسأة فأصابني وجع ما بين الوابلة إلى دأية العنق، فلم يزل يربو وينمو حتى خالط الخلب والشراسيف، فهل عندك دواء لي؟ فقال الطبيب: نعم، خذ خربقاً وشلفقاً وشربقاً فزهزقه وزقزقه واغسله واشربهقال أبو علقمة: ما فهمت ما قلتقال الطبيب: ولا أنا فهمت ما قلت *******يطفيء السراج لئلا يتحرج السائلروي عن سعيد بن العاص أنه كان يطعم الناس في رمضان فتخلف عنده ذات ليلة شاب من قريش بعدما تفرق الناسفقال له سعيد: أحسب أن الذي خلفك حاجة؟ قال: نعم: أصلح الله الأمير . فأطفأ سعيد الشمعة ثم قال ما حاجتك؟ قال: تكتب لي إلى أمير المؤمنين أن عليّ دينا، واحتاج إلى مسكن . قال: كم دينك؟ قال ألفا دينار، وذكر ثمن المسكن . فقال سعيد: خذها منا ونكفيك مؤونة السفر.. فكان الناس يقولون: إن إطفاء الشمعة أحسن من إعطائه المال، لئلا يرى في وجهه ذل المسألة *******أحسن الدروس دخل الحسن والحسين رضي الله عنهما المسجد فوجدا شيخاً يتوضأ فلا يحسن الوضوء، فأرادا أن يرشداه إلى الطريقة الصحيحة في الوضوء ولكنهما خشيا أن يشعراه بجهله فيؤذيا شعوره، فاتفقا على رأى حيث اقتربا من الرجل، وقال كل منهما لأخيه إنه أحسن وأكمل منه وضوءاً فلما رأى الرجل وضوءهما رجع إلى نفسه وأدرك ما كان يقع فيه من الخطأ فقال لهما: أحسنتما في وضوئكما، كما أحسنتما في إرشادي، فبارك الله فيكما.. وأعاد الرجل وضوءه *******تخرب.. ويموت صاحبها قال عون بن عبد الله: بنى ملك ممن كان قبلكم مدينة، فتفوق في بنائها ثم صنع طعاماً ودعا الناس إليه، وأقعد على أبوابها أناساً يسألون كل من خرج: هل رأيتم عيباً؟ فيقولون: لا، حتى جاء في آخر الناس قوم فقراء وعليهم ثياب بالية غليظة، فسألوهم: هل رأيتم عيباً؟ فقالوا: نعم عيبين، فأدخلوهم على الملك . فقال: هل رأيتم عيباً؟ فقالوا: عيبين، قال: وما هما؟ قالوا: تخرب.. ويموت صاحبها . قال: فهل تعلمون داراً لا تخرب ولا يموت صاحبها؟ قالوا: نعم دار الآخرة، فدعوه، فاستجاب لهم وانخلع من ملكه وتركه وتعبد معهم ******* علام الهمُّ؟؟رأى إبراهيم بن الأدهم رجلاً مهموماً، فقال له: أيها الرجل: أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله؟ قال: لاقال: أينقص من رزقك شيء قدره الله؟ قال: لاقال: أينقص من أجلك لحظة كتبها الله في عمرك؟ قال: لاقال إبراهيم: فعلام الهم إذن؟؟ *******أتدري لم وليت؟ استعمل الخليفة المنصور رجلا على خرسان، فأتته امرأة في حاجة فلم ترى عنده ما يفيدها ولا قضى حاجتهافقالت له قبل أن تنصرف: أتدري لم ولاك أمير المؤمنين؟ قال: لا قالت: لينظر، هل يستقيم أمر خرسان بلا وال ٍ أم لا؟