حصريا/لقاء الموقع مع الباحث/جمال جمال الدين
السلام عليكم
المهندس العزيز جمال جمال الدين:
من مواليد دمشق وخريج كلية الهندسة المدنية جامعة دمشق 1983
حاصل على شهادة الماجيستير في علم المياه ( Hydrology) من معهد ( IHE ) هولندة
ودبلوم في ادارة المصادر المالية من جامعة كاليفورنية ( UC-DAVIS ) امريكا , وشهادة تدريب في هندسة الانهار والسدود من مركز نسوكوبا ( TBIC )
حاصل على دبلوم في القيادة ووضع السياسات العامة من المعهد العالي للشؤون العامة من جامعة واشنطن ( UW ) سياتل , الولايات المتحدة.
عمل خبيرا في ادارة الموارد المالية مع العديد من المنظمات والمعاهد الدولية , وشارك في العديد من الندوات والمؤتمرات والدورات التدريبية
وله عدة دراسات اهمها" السياسة الوطنية للمياه في سورية" مع منظمة الاغذية والزراعة العالمية ( FAO ) .
عمل مديرا لمديرية التدريب والبحوث والمعلوماتية في وزارة الري والموارد المالية كما تروا عدة مناصب منها المستشار الهيدروجيني لممثل سورية الدائم في منظمة الارصاد الجوية العالمية ( WMO ) وامين سر اللجنة الوطنية
للبرنامج الهيدروجيني الدولي ( IHP ) في منظمة اليونسكو , والمنسق الوطني لمشروع الامم المتحدة في التخطيط للادارة المتكاملة للموارد المالية ,
ومدير شبكة ادارة المصادر المالية للاغراض الزراعية في اسية التابع لاتفاقية الامم المتحدة لمكافحة التصحر ( UNCCD )
يعمل منذ عام 2006 وحتى تاريخ اعداد هذه الطبعة لدى برنامج الامم المتحدة الانمائي ( UNDP ) كمدير يحوث ومحاضرات كمدير للمرفق الاقليمي للتعاون بين الدول العربية في التخفيف من اخطار الكوارث .
-له عدة بحوث ومحاضرات حول مواضيع في مشكلات الحضارة والنهضة العربية والاسلامية وله تحت الطبع كتاب , الخروج الى النور.
اخر كتاب قراناه له:
الانسان الفعال المستقى من مصادر عديدة منها البرمجة اللغوية بتصرف وقد قدم للكتاب عن مجهوده فيه وقد انتشر ولاقى رواجا واقبالا كبير
ادين بالشكر للاستاذ ة سحر ابو حرب لتعريفنا به عبر صالونها العامر
نشكر له تلبيته دعوتنا وسوف ننتظر عودته من سفره حتى 15 ايلول حتى ذلك الموعد نتمنى ان نجمع اسئلتنا
محاولة رد مقنع لأم فراس !
الصفحة 160:
مبدا ذهبي ايضا
ليس كل من يملك شهادة يملك مقدرة على العطاء باتقانوالعكس صحيح..وللكن ماذا نفعل لزمن لايعترف الا بتلك الاوراق؟
رغم ان هناك اموراتحتاج لاكثر من شهادة هل تقبل شخصيا معالجة طبية من غير مختص طبي؟؟؟؟
سؤال جديربالرد المقنع
الشهادة وحدها يا أخت ريمة لا تكفي .. في المثال الذي ذكرته عن الطبيب .. جوابي واضح ومباشر .. أنا لن أذهب لتلقي معالجة لنفسي أو لغيري مهما كانت بسيطة من غير مختص في الطب .. ولكنني أيضاً لا أذهب لأي طبيب هكذا دون اختيار .. بل بناء على سمعة معينة أو دلائل أخرى غير الشهادة المعلقة على جدار عيادته... اللهم إلا إذا كان الأمر طارئاً .. التجربة تدلنا والواقع يشهد على أن طبيبين حصلا على نفس الشهادة ولهما نفس سنوات الخبرة يختلفان عن بعضهما بما لا يقاس .. أليس كذلك ؟ .. وإلا لنجح كل الأطباء وكل المهندسين وكل المحامين وكل خريجي الآداب والفنون بنفس المستوى .. أنا أيضاً إذا لم يقنعك جوابي فلن ينفعني أن أذكر لك شهاداتي .. يجب ان تكون أفعالنا مقنعة.
متابعة أسئلة الأستاذة ريمة
في الصفحة: 185:
عندما نطمح الى تغيير حقيقي في النتائج , فيجب ان نكرسطاقة كبيرة للعمل على تغيير الجذور ( الافكار)
ونجلس معانفسنا نفكر بعمق لنعرف ماالذي نريده حقا من هذه الحياة.
الا ترى معنا استاذنا ان الامر مجتمعي اكثر منه فرديا؟ هو مشروغ تغيير عاميحتاج دراسة مراحل تنفيذ هل يمكننا ان نقول:
ان الحل سنجدهفي ص 186و187؟
وخاصة وسط مجتمع صعب عنيد ربما عاكس تياركالتصحيحي؟
نعم .. هذا صحيح برأيي يا أستاذة ريمة .. التغيير يكون عقيماً ما لم ينطلق من تغيير ما بأنفسنا .. وتغيير ما بالنفس من أفكار ومعتقدات أمر في غاية الصعوبة .. لأن الأنفس التي تطمح إلى التغيير وتودّه وتحلم به هي ذات الأنفس التي تقاومه بسبب ما تحمله من أفكار مسبقة متجذرة وعميقة .. والأمر يحتاج فعلاً إلى إرادة قوية وإلى برنامج ومشروع اجتماعي يبدأ بتربية المربين .. من الذي استطاع الخروج ليقوم بتربيتهم ؟؟ هذا سؤال آخر .. ومع كل ذلك لا بد أن نبحث عن مخرج.
الصفحة 189:
ان اعظماكتشاف لجيلي هو ان الناس يستطيعون تبديل حياتهم بتيديل مواقف عقولهم .. ايافكارهم ولتغيير ظروفك لابد من تغيير طريقةتفكيرك.
هنا لو عممنا النطر حول المجالات الدراسية الغربيةنجد ان ماهو منتشر الان معاكس تماما للطريقة الكلاسيكية الفرنسية النظرية ما نراههو تدعيم الجانب العملي الديناميكي
على حساب المنهاجالنظري فما قولكم هنا وكيف بمكن نعود على تلك المناهج القديمة واعتاد عليهاوتكلس؟.
هذا برأيي أهم سؤال طرح حتى الآن .. لا أدري إن كنت توافقينني أنه مهم إلى هذه الدرجة .. ولكن مجرد تساؤلك حوله يا أستاذة أم فراس يعني أننا نعاني ونواجه نفس المشكلات .. ولن أتحدث إليك بعد هذا السؤال كشاعرة وكاتبة فقط .. بل كمفكرة في قضايا مجتمعنا .. وسأكون أكثر حذراً في أجوبتي .. واسمحي لي ان يكون الجواب على هذا السؤال طويل نسبياً.
الكلمة المفتاحية في هذا السؤال الذكي هي (المنهج) .. وهو ما أريد تسميته أيضاً ب (المنظومة الفكرية) .. المفكر العملاق علي شريعتي تحدث كثيراً عن (المنهج الفكري) .. أوربا عاشت قروناً من الظلمات بسبب المنهج الفكري إلى أن جاء مفكروا عصر الأنوار وغيروا هذا المنهج .. نحن أيضاً نعيش منذ قرون نعيد ونكرر (ونبدع !!) .. ولكن كل ذلك ضمن منهج فكري معين .. نحن نريد تجديد ما فهمناه (داخل) هذا المنهج .. في حين أن ما نحتاج إليه هو تغيير المنهج نفسه .. وحتى لا يساء فهمي أعيد ضرب المثال عن (التعليم البنكي .. التلقيني) .. نحن نحاول تطوير التعليم والتربية ولكننا لا نستطيع الخروج من المنهج إلى منهج أقوم وهو في هذا المثال ( التربية التشاركية).
ما الذي نعنيه عندما نتحدث عن (المنظومة الفكرية)؟ ..
المنظومة الفكرية هي مجموعة الاعتقادات والأفكار التي يعتنقها الناس ويؤمنون بها من أعماقهم مما يجعلها تؤثر في أسلوب حياتهم وأخلاقهم وعاداتهم وطريقة معاملاتهم فيما بينهم ومعاملتهم للآخرين .. وتؤثر تأثيراً بالغاً في فعاليتهم وإنتاجهم وعلمهم وعملهم وبالتالي موقعهم بين الأمم ودرجة تحضرهم أو تخلفهم.
ما الذي يجعل منهجنا عقيماً ؟؟ .. ما الذي يجعل الدين غير قادر على تغيير الإنسان فينا ؟؟ .. إنه المنهج الذي من خلاله نفهم هذا الدين .. مع أن الدين هو نفسه لم يتغير.
يمكننا تشبيه الدين بالآلات الحديثة الدقيقة فهي يمكن أن تستمر في عملها إذا لم يكن طلاؤها جيداً أو مناسباً .. أما عندما تتوقف عن أداء وظيفتها فعندها نعرف ان عطلاً قد أصاب نظاماً أساسياً من أنظمتها. خذ السيارة مثلاً .. عندما تتوقف عن الحركة فإننا نعلم أن ما أصابها ليس عطلاً في المرايا أو جهاز المذياع أو النوافذ بل في نظام أكثر اهمية اصاب جهاز الحركة او الكهرباء أو التبريد.
الإنسان أيضاً يمكن أن يستمر بالحياة إذا أصيب بجرح في ساقه أو لم يهتم بشعره وهندامه .. ولكن هل يمكن أن يتعطل جهاز تنفسه او تمنع عنه الهواء أو تسد شريانه ويستمر في الحياة؟
إن المنظومة التي يقوم عليها الفكر الإسلامي الشائع ين الناس بعيدة كل البعد عن منظومة الفكر القرآني .. وذلك بسبب ما دخل على هذا القرآن من تفسيرات شاذة وغريبة ..
أنا لا أتحدث عن التفاصيل .. أنا لم أكترث يوماً بالتفاصيل .. إنما أريد أن أتحدث عن المنظومة الفكرية .. صحيح أن القرآن هو كتاب الدين الذي ننتمي إليه .. ولا أحد ينكر ذلك .. ولكن هل المنظومة الفكرية التي ينطلق منها القرآن الكريم تختلف عن المنظومة الفكرية التي تسيطر على عقل وفكر وسلوك عامة المسلمين وما يدعوهم إليه رجال دينهم؟ .. هذا هو السؤال؟.
إن الدين الذي يحمل تناقضات في تكوينه لا يؤتي ثماره المرجوة من كل عقيدة أو مبدأ أو دين .. عندما تكون المنظومة الفكرية التي يقوم عليها الدين الذي يحمله الشباب متناقضة وغامضة وفيها الكثير من التلفيق واللف والدوران... لا تعمل .. تصبح عقيمة.
الصفحة 216-217
فكرة حاذقة جدا لماذا نجد ضيق الافق في الطبقات البسيطة واوسعها في المترفةالمثقفة وهي قليلة؟
لماذا اذن هنا التعصب؟ هل هو نتيجةحتمية لضيق امورهم المعاشية؟؟؟
هنا دعنا نتوقفقليلا:
أنا لم أتحدث مطلقا عن الترف وضيق الحال .. سامحك الله يا أم فراس .. أنا أتكلم عن الإنسان المتحضر .. ألا يمكن أن يكون الإنسان متحضراً وهو فقير ؟؟ .. الغنى والفقر لا علاقة لهما بالتحضر .. قلت حرفياً ( الإنسان المتحضر .. بغض النظر عما يحمله من عقيدة .. يستمع إلى الآخر ويقبل بوجوده ............ أما الإنسان المتخلف ... فهو يضيق بالرأي الآخر ولا يسمح بظهوره ولا يتسامح معه ) .. هل هناك علاقة بهذا مع ضيق الحال ؟؟ .. أنا لم أبحث بعلاقة الفقر والغنى بالتسامح والتعصب .. ولم أذكره قط. ولكنني رأيت الكثير من حالات ضيق الأفق في كلا الطبقتين الفقيرة والمترفة والعكس صحيح.
الصفحة 218:
ديننا هو عمقالعالم وقطبه الاخلاق فيه كاملة ومصدر هام لكل بناء لماذا نستشهد بامثلةغربية؟
قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَىبَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَالْمُشْرِكِينَ [يوسف : 108]
لاادري ان كان المثالوافي
ولدينا الكثير : من غشنا فليس مناوهكذا...
9 - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل يبيعطعاما فقال : كيف تبيع ؟ فأخبره ، فأوحى إليه أن أدخل يدك فيها . فأدخل ، فإذا هومبلول ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس منا من غشنا
الراوي: أبو هريرة المحدث: البغوي - المصدر: شرح السنة - الصفحة أو الرقم: 4/323
خلاصة الدرجة: صحيح.
ديننا هو عمق العالم وقطبه .. لا بأس .. ولكننا أكثر الناس هواناً في هذا العالم .. فعندما يقول الله (وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) فننظر إلى واقعنا فلا نرى أننا (الأعلون) بل من أحط أمم البشرية وأكثرها ذلاً وضياعاً .. نستنتج أننا لسنا مؤمنين .. هكذا ببساطة ولا نفلسف الموضوع كثيراً ونلفق ونصنف أنواعاً للإيمان (نظري وعملي) .. وأن فهمنا للإيمان مغلوط ومنحرف عما أراده الله .. هذا ما يجب أن نصحو له .. وهو أهم بكثير من الدفاع عن أصالة الدين وصدقيته.