الشيخ العلامة أسامة الخاني في ذمة الله

عظم الله اجركم أيتها الأمة الاسلامية فقدت دمشق علم من اعلامها.. ورمزاً من رموزها.. وقامة هامة شامخة من قاماتها... أحد أولياء الله تعالى و من أبدال دمشق الشيخ أسامة الخاني في ضيافة الرحمن ..
إنا لله و إنا اليه راجعون
👈 هو علم من أعلام دمشق وبلاد الشام ممن شهد الناس بنقائه وحبه لدينه وأهله وبلاده وأمته.
👈 نشأ الشيخ أسامة الخاني على الدين والبر والتقوى، وكان رجلا ناحجا بكل المعايير. فتفوق في دراسته على أقرانه.. ثم مالبث أن اتجه باتجاه العلم الشرعي والفقه، ودخل إلى صلب عالم التعليم والتوجيه...
👈 صحب منذ صغره سماحة الشيخ احمد كفتارو رحمه الله ونهل من علمه ومعرفته وروحانيته.. واصبح من كبار علماء مسجد ابي النور في الدعوة والإرشاد... وتخرج على يديه الآلاف من طلاب العلم. وكانت حلقاته التدريسية في مساجد دمشق وكذلك لبنان مشهودة في رفعة علمها وفائدتها.
👈 كما لمع اسمه في معهد الأنصار كاستاذ أحبه الجميع بإيمانه وخلقه وتواضعه وسعيه إلى الخير حتى أضحى منارة للعلم والعطاء وملجأ للناس بما تحمل الكلمة من معنى.
👈 كان رحمه الله مشرفاُ عامأ على مزرعة ومسبح الخيارة الذي بني على تربية الأجيال بدنيا وجسمياً وروحياً ...
👈 تبوأ الشيخ أسامة الخاني موقع الخطابة في جوامع دمشق.. وكان جديرا بالوعظ والإرشاد. فازدادت قاعدة المحبين له وكبرت، وصار جامع الجسر الأبيض الأشم في دمشق، بمئذنته ومنبره وصحنه وبنائه ومرتاديه، ينطق باسم الشيخ أسامة الخاني..
👈 واظب الشيخ اسامة الخاني على التدريس وبث العلم في أكثر من مسجد من مساجد دمشق وريفها .. وكان درسه في جامع لا لا باشا وجامع العثمان موئلا لكل مؤمن مخلص... وكان موعد درسـه موعدا لكل دمشق.
👈 وكان له الفضل الأكبر في إنشاء مئات المدارس الشرعية ومعاهد تحفيظ القرآن في كافة أنحاء الشام من خلال عمله كمدير للتعليم الشرعي لسنوات طويلة في وزارة الأوقاف السورية.
👈 تبني مشاريع الخير من إيواء الفقراء، وتدريس العلم لطالبيه، وتزويج الشباب، ومساعدة الناس، وطلب الاستشـفاء والسعي في ذلك للمرضى والمحتاجين.
👈 رحمه الله تعالى وأعلى قدره وغفر له واسكنه فسيح جناته وألهم أهله ومحبيه وطلبته الصبر والسلوان...

أنين الجسر

أهجرتنا؟ أم ما أطقت مقاما
وبأي حال قد تركت الشاما؟!
زادت دمشقك عند فقدك حسرة
ورأت سوادا كلها الأياما
نادت أسامة كي يبلسم جرحها
ويعيد فيها وجهها البساما
نادت لتسمع من أسامة حكمة
تجلو النفوس وتذهب الأسقاما
فمضيت والأحزان تلفح وجهها
وبكت تودع مرشدا وإماما
أمضيت عمرك داعيا ومربيا
تبني الرجال وتنفق الأعواما
في جامع الجسر الذي أضحى
على نبأ الرحيل مواجعا تتنامى
تبكي منابره على من هزها
زمنا وبين فوقها الأحكاما
(وبلالاباشا) الأربعاء مودعا
جلساته يبكيك فيه ندامى
والصالحية من( أبي النور) الذي
أحببته ونشأت فيه غلاما
ومن( الكويتي) الساريات شواهد يرثين للخاني هناك مقاما
حتى غدوت لكل شامك واعظا
وبوجه أصحاب الضلال حساما
تبكيك بيروت التي زينتها
بالصالحين تنور الأفهاما
وعلى الإمارات الشقيقة ثلة
ربيتهم فغدوا بها أعلاما
أنى ذهبت تركت خلفك خلة
محمودة ونثرت منك خزامى
واليوم من ربيتهم ورعيتهم
يدعون ربك سجدا وقياما
عملوا بهدي محمد وبشرعه
صانوا العهود وواصلوا الأرحاما
ياشيخنا الخاني رحيلك غصة
في الدين زادت جرحه إيلاما
في الله كان الحب يجمع بيننا
عن كل أعراض الدنى يتسامى
مازلت أذكر عندما شجعتني
فيما نظمت فزدتني إكراما
مازلت أذكر عندما لي قلتها:
بالشعر إنك تخدم الإسلاما
فذوو الضلالة والفساد مرامهم
فيما أرادوا سخروا الأقلام
مازلت أذكر أن مشينا مرة
متسامرين أخذت عنك كلاما
مازلت أذكره يلازم خاطري
ويكون لي بين الأنام وساما
ياشيخنا الخاني ستبقى منهجا
للحق يهزم نوره الأوهاما
ياشيخنا مادام نهجك ملهما
حتى نعود أعزة وكراما
ياشيخ أخلصت البداية موقنا
والله يكرم بالقبول ختاما

أ. محمد خير ضميريه ٢٠٢٣/٨/٢٤