يا ريمه الخاني رَمضَانُ في بَيتِ النُّبوة
[ رَمضَانُ في بَيتِ النُّبوة ]
🌙 الَّليلة الأُولى .].
جلسَ الشّيخ في مَجلِسه ، وآنسَ المَكان بِطيبه .. ثُمّ دَعى وقال ؛ { رَبِّ إنّي مَسّني الضُّر } فامْنُن عليَّ بِرَمضان !
ضَجّ المَجلسُ بِبُكاء تَلميذ ؛ مسَّته الكَلمات !
أكمَل الشّيخ وقال :
يا رَبّ ..
لا تَرفع سِترك عنَّا ..
وارزُقنا ما رزَقْتَ نَبيِّك مِن طُهر الخَلوات !
ثُمّ أردَف قائِلاً :
في مِثل هذه الَّليلة ؛ كانَت تتَهيّء الحُجرات بِتََراتيلِ الأَسحار .. تَسمعُ فيها انكِسار الصَوت بالوَجَل ؛ إذا تَلا النَّبيّ ﷺ { يا أيُها النَّاس أنتُم الفُقراءُ إلى الله } ..
يَمُدّها بتوجعٍ ؛ فَيرجعُ الصَدى فقيراً .. كأنَّه يقولُ ؛ حَقيقٌ عَلينا إليكَ الإياب .. حَقيقٌ عَلينا إليكَ الإياب !
كانَت تَمضي الحُجرات في رمَضان ؛ خِفافاً لِمَدارج القُرب .. تلوذُ بالتَّسبيح .. ويُؤدي الدَمع في أنحائِها ؛ صلاةَ الشَّوق ..
فالخَلوة الصِّادقة ؛ لا تَخلو من العَبرة !
في مثل هذهِ الَّليلة .. كان يَنصت النَّبي ﷺ لِحَفيف أجنِحة جِبريل ؛ تُرَفرف حولَ الحُجرات .. يَلهجُ بالشَّوق ؛ فهذا زَمنُ مُدارسة القُرآن .. زمنُ فهم النص ..
زمنُ فكّ قيود الحَياة !
تطيرُ أسرابُ المَلائكة في المدينةِ ، و تَهبِط في ولَهٍ على ضِفاف الحُجرات ..
فهنا ليلٌ مُمتلىء بنَوايا ؛ تَفوحُ بنورٍ أبديّ ..
واللهُ وحده على العَرش ..
من يسمعُ هَرولة الخَفقات !
واللهُ وحدَه ..
مَن يسمعُ تَعويذة القَلب المُحَمّدي مِن ليلٍ يَدوم !
واللهُ وحدَه ..
كانَ يسمعُ قلب نبيّه ؛ ينَبضُ بِهَمسٍ خَفيّ :
أتَينا إلى اللهِ بالله .. فلقَد كان اللهُ وحده في صَلاته !
كان صَوته في سَمْعِ الملأ الأعلى يَرِفّ ..
وفي الحُجرات ؛ يتَوسّد النَّبي ﷺ البياض سِجادة لقَلبه ويُصَلّي !
تَنثني المَفاصل في شَوقٍ والهٍ .. يتَساقطُ التَّسبيح من شفَتيه ؛ وَرداً .. وتصيرُ الحُجرات رَوضة مِن فَرحٍ سَخيّ !
تَهبطُ الملائكة بِخُشوع ..
يَطفو حولَها حُبٌّ مُحمّدي ..
تَنغمرُ المَلائكة في الإقتراب مِن النَّبي ﷺ ؛ مثل جَداول تَلتقي بالمَصَبّ !
تَموجُ الحُجرات بِبشَاشةِ اليَقين .. ويَصمِت قلبه عن الدُنيا ؛ إذ الجنَّة هي كلّ ما يَرى ..
و تَذوبُ أفئدةُ المَلائكة إذا تَلا النَّبي ﷺ ورَدّد ؛ { بلْ يداهُ مَبسوطَتان } !
يَسمعها عابِر بالحُجرات قدْ ضَجّت مُقلتيه مِن التَّعب ..
يُرَدّد الآية ثُمَ يقول ؛ ربٌ هذه يَداه ..كيفَ إذن للنَّبع أنْ ينْضَب !
ويَمضي .. كأنّه امتلَك دليلَ الرِّحلة إلى الأُمنيات !
وحولَ النَّبي ﷺ ؛ تنهمرُ الملائكة في الحَنين ..
تفرّ إلى صوتِ النَّبي ﷺ ، وتَشتهي لو تَنغمسُ في التَّرتيل ..
فصَوتُ النَّبي بعضُ النَّعيم !
يتأوّه في الحُبِّ ، وتكادُ السَماوات تَميلُ إذْ يَميل ..
يَمُدّ الآيات مَدّا ؛ كأنّها حبالُ الشَوق إلى الله !
يتلو الرَحمن ؛ فينهالُ الصَوت نُوراً ، وتَنتشي الجنّة ..
ينفتحُ له المَدى سُلَّما ..
تُهَرول أطياف المَلائك ..
وتُعانق " الياءَ " المَمدودة بالحُزن في صَوته ؛ إذْ يُرتِّل { نِداءً خَفيِّا } ..
ويُصبح الَّليل ؛ غَيثاً خَفِيّا !
يَهَبُ نَسيم العَطايا على الكَفِّ الخالية مِن الهَوى ..
وتَمتلىء أزمانُ الجنّة بالدَهشة .. ويفورُ الكوثرُ من شِدَّة الشَوق لمُحَمّد !
يَرتدي النَّبي ﷺ الأدَب في صَلاته ، وَيظَلُّ في غيوبِ التّلاوة سابِحاً ..
تَطرُق الآيات قَلبه ؛ مثل أنامِل المَطر ..
فتَنسَكِب دُموعه ؛ ولا تَدري كيفَ يصيرُ الدَمع منه مُزنَاً !
ياللهِ ..
لقَد كانَت ابتهالاته تشفي جِراح الرُوح مِنَّا ؟!
يَتلو { يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ } ..
فَيميدُ ويظَلّ يَبتهل ؛ كأنَّ الخِطاب له وَحده !
لقد كانَ يتَّقد بالتَّوسل للمَغفرة .. يكادُ الشُحوب يُصيب المَلائكة ؛ إذْ تراهُ يَرتجفُ في سُؤاله ..
يَئِنُّ خَوفه وهو يَتلو ؛ { فَبِأيّ آلاءِ رَبِّكما تُكَذّبان } ..
ويَهرع قلبهُ فيقول ؛ ولا بشيءٍ من آلاءِ ربّنا نُكَذِّب !
ويظَلُّ في سورةِ الرَحمن ..
فإذا أطلَّ فَجرُه ؛ كانَ مَرْوياً بالرَحمة !
يقرأُ في الصَلاة { يومَ تُبلى السَّرائر } ..
فتبدأُ حُروف الآية من قَلبه ..
ويَرقى الدَّمع إلى رُوحه ..
ويَغيبُ في يومٍ ؛ تصيرُ السّريرة فيه علَانية .
يومٌ تكونُ الألوان كلّها فيها ؛ بلونِ الضَمير !
لذا كانت تَرتجفُ روحُ النَّبي ﷺ ..
فقدْ ضجّ قلبه باليَقين !
قال أحدُ التَلاميذ :
كيفَ يبلغُ العبد هذا المقَام ؟
قالَ الشّيخ :
الذين خاطَروا بالشَّهوات ؛ اقتَربوا ..
وهذا طعمُ الخَبر ؛ فكيفَ طعم النَّظر يا ولَدي !
اسْمَع كلامَ يحى بن مُعاذ إذْ قال : ( لستُ آمُركم بِتَرك الدُنيا، آمُركم بِتَرك الذُنوب ، تَرْكُ الدُنيا فَضيلة ؛ وتَرْكُ الذُنوب فَريضة، وأنتُم إلى إقامةِ الفَريضة أحوجُ مِنكم إلى الحَسنات والفَضائل ) .
إنّ الشَهوة زِمام الشَيطان .. ومَن غابَ فيها ؛ ماتَ في الحَجْب .. فتنبه !
يا ولدي لا يزالُ دينكَ مُتمَزّقاً ؛ ما دامَ قلبكَ بِحُبّ الشَهوات مُتَعلّقاً ..
لذا ..
حوّل عين القَلب مِن الأشياء ؛ إلى رَبّ الأشياء ..
تَعلّم كيفَ تُعلّق قلبكَ بالله ..
لو تَعَلّق ؛ ما زادكَ الوِرْدُ عليه ؛ إلا عَطَشا !
ما زادك الوِرْدُ عليه ؛ إلا شَوقا !
القُرآن نعيمُ العارِفين ..
فقلْ :
ادْرِكنا به يا مَولاي ..
ياربّ .. بَعْثَرتُ ذاتي فاجمَعني بالقُرآن !
تعَلّم يا ولدي في رمَضان المُدارسة على هدي النبي ﷺ .. ودَعْ عنكَ ظاهِر القِراءة ..
القِراءة الظَاهرة ؛ إغفاءَة ..
والمُدارسة للقَرآن ؛ يقَظة !
تقرأُ أُمَّة النَّبي ﷺ القُرآن في كل رمَضان ؛ لكن الهَاوية لا تزالُ تَمشي إلى أقدَامها ..
لمَاذا ؟
لأنَّ الأُمّة تتَلو القُرآن بالشِّفاه .. وبينَ القُلوب وبينَ معاني التَغيير في القُرآن ؛ صَوتٌ كأنه يقولُ كل عامٍ { لا مِساس } !
🔹د.كِفَاح أَبو هَنُّود
رد: يا غير مسجل رَمضَانُ في بَيتِ النُّبوة
🕌 [ رَمضَانُ في بَيتِ النُّبوة ]
🌙 الَّليلةُ الثَالثة ..
استَغرقَ الشَيخ بعدَ القِيام في الذِّكر ؛ مثل مَن يَنغمسُ في الشِّفاء .. ثُمَّ رفَع رأسه وقال :
كانَ النَّبي ﷺ إذا ذَكر الله بين أصحابِه ؛ يَمتدُّ نُوره مثل النُّجوم ، حتَى لا تَرى في المَجلس إلا ناجِياً ..
ولا تَرى حَوله قلبًا من الإجابةِ حافِياً !
قَومٌ عَلِموا ..
أنَّ مَن تعرّض للكَريم رَبِح !
لمْ يَكُن النَّبي ﷺ كثير الكَلام .. فقدْ كان يَدّخِرُ صَوته كله لله !
يا وَلدي ..
ما أضيقَ الكلام على القَلب المُمتَلِىء .. ما أَشقّ الكَلام !
كان ذِكره للهِ يَجري مَع أنفاسه .. وقدْ قيل ؛ الصَّوت رَشحُ الرُّوح .. يَنسِمُ عَن مافيه !
ولقدْ كانت رُوح النَّبي ﷺ رُوحاً ؛ شَفّتْ مِن كَثرةِ الوَصل .. حتَى أشتاقَت للعبَق الذي يُثيره الذِّكر ..
للصَّحائف المُنتَشية بالأُجور ..
يَهطِل في فَراغِ المَوازين امتلاءً ثَقيلاً !
كان النَّبي ﷺ كُلَّما ذَكر الله ؛ فارَت أنهارُ الجنَّة ، حَتى تَصُبّ في قَلبه ؛ ويَفيضُ النّعيم ..
تلك سيماهُم كانت في قُلوبهم ؛ ثُمَّ علَتْ على وُجوههم !
تَذْكُر لنا عَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - أنَّ النَّبِيّ ﷺ كان يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أحْيَانِهِ .. فقد كان يعلم ؛ أنَّ الذِّكر هو العِطر الذي يَصعَدُ مِنّا إلى المَلأ الأعلى .
والذِّكر ؛ عِطر المَلائكة !
قال تِلميذ :
أفَنبلُغ ذلك ؟
قال الشَّيخ :
حُبّ الله إذا أضاءَ على سِرّ عبدٍ ؛ أخلاهُ عَن كُلِّ شاغِل ..
وجَعل كُلّ ذِكرٍ سِوى الله عنده ظُلمة .
قال تِلميذ مِن زاويةِ المَجلس :
فكيفَ يكون ذلك ؟
أجابَ الشّيخ :
برعايةِ السِّر عَن الإلتفات ..
إنَّ القلبَ حَرمُ الله ؛ فلا تُسْكِنه سِواه ..
واصْطَفّ لِقَلبكَ ؛ ولا تَستكثر !
قدْ تتَحرّك ألسِنَتُنا بالذِّكر ..
لكن القَلب في أوديةِ الدُنيا يَهيم .
يا وَلدي ..
كيفَ يَصِحّ التَوحيد ؛ لِمَن كُلّما أبصَر شيئاً أَسَرَه ؟!
خَلِّص قلبكَ مِن شِرك الخَفقات .. خَلِّصه لله ؛ حتَى يَخلُص لكَ أثرُ الذكِّر ..
ولقد قِيل ..
متَى ما غابَت رُوحك عن الذِّكر ؛ تَعطّل الأثَر !
طَهِّر كَلامك مِن لَوثته ؛ حتَى تُرفَع لكَ حَوائِجك .
عَن مُعتمر بن سُليمان قال :
كانَ على أبِي دَيْن ، فكانَ يَستغفرُ اللهَ تعالى .. فقيلَ له .. سَلْ الله يَقضي عنْكَ الدَين .. قال :
إذا غفَر لي ؛ قضَى عنّي الدَين !
إذْ كاَن يَعلمُ ..
أنَّ كُلّ بَعيدٍ عن الذكر .. بعيد عن الإستغفار ؛ مَحجوبٌ عَن التَوفيق ..
وكُلّ بَعيدٍ عن الذِّكر ؛ ظامِىء
يا وَلدي !
كانَ النَّبي ﷺ يَميسُ جلالاً في الذِّكر ..
تَرقّ الأنفاس ، ويهتَزّ غُصنُ الشَوق إذا قال ؛ ( لبَّيْك اللهمَّ لبَّيْكَ، لبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، والخيرُ بين يدَيْكَ، ونحنُ بكَ وإليك ) !
يقولها ..
وهُو يَشُمّ ريحَ الذِّكر في سِجلات المَلائكة !
يقولها ..
وهو يرَى تَعبِئة الحَقائب للسَّفر الطَويل !
كانَ يتسَامى على معارجِ عِليّين ..
هُناك .. حيثُ يَستريحُ المُتعَبون ..
هُناك .. على مَدارج { فَلا تَعلَمُ نَفْسٌ ما أُخفيَ لَهُمْ مِن قُرَّة أعيُن } ..
وقَد صَدق عَلِيٌّ - رَضي اللهُ عَنهُ - يوم قال :
إذا رأيتَ الله يُؤنسكُ بِذكره ؛ فاعلَم أنَّه يُحبُّك !
كانَ عُمْرُ النَّبي ﷺ وِردا ًدائماً ( أُمِرتُ أنْ يكونَ صَمْتي فِكْرا ً ونُطْقِي ذِكْراً ) ..
حتى أن مَن رآهُ ؛ ظَنّ الكون صارَ ناسِكاً مُتَعبِّداً !
يَسيرُ الصَّحب على هَديه ..
فهذا أبو هُريرةَ - رَضيَ اللهُ عَنْه - يقول له أحدهم :
أراكَ لا تَفترُ عن الذِّكر ؛ فَكم تُسَبِح ؟
قال : مِئة ألف .. إلاّ أنْ تُخطئ الأصَابع !
ومِن بَعده .. كانَ خالِد بنْ معدان يُسبّح كُلّ يَومٍ أربَعين ألفَ تَسبيحة ؛ سِوى ما يقرأُ من القُرآن !
قال تِلميذ :
مَن يَقدِر على ذلك ؟
رَدّ الشَّيخ :
قَد قالها السّلَف ؛ ( إنَّما قَطعُكُ ؛ عَدمُ استِعدادُك ) !
كانَ النَّبي ﷺ يُعَلِّم أصحابَه سُنَّته بِقوله :
( من استَطاعَ ألَّا يبيتَ إلَّا طَاهِراً ذاكراً مُسْتَغفراً ؛ فليفْعَل ، فإنَّ الأرْوَاحَ تُبْعَثُ على ما قُبِضَتْ عَلَيهِ ) .
بالذِّكر يا ولدي ..
يزدادُ الطُّهر في الأثوابِ ؛ حتَى تَصير الرُّوح طُهراً !
إنَّ الذِّكر يُعمرُ ما هَدمَته الخَطايا ..
وفي الرُّوح نقصٌ فادح لا يُرَمِّمه ؛ إلا الذِّكر !
قُل الَّليلة :
يا الله ..
يا مُنتهى الحُبّ ..
يا الله ..
يا مُنتهى الوُدّ ..
نَتعثّر بالخَطايا في أوَل النَّهار .. وأنتَ مَن يَسمعُ نَحيبَ سُقوطِنا !
ياربِّ ..
في رُواقِ المُنيبينَ دُموعٌ هي المِسك ..
فيا رب نستَعيذُكَ مِن زَلّة الكَلِم ؛ قَبل زَلّة القَدَم !
ونستجيرُ بِك مِن عَجز الجَنان ؛ قبلَ عَجز الِّلسان !
يا رَب ..
ّ أوسَع ما يكونُ الكَريم بالمَغفرة ؛ إذا ضاقَت بالذَّنب المَعذرة !
قُل الَّليلة :
أعوذُ بالله مِن غُربةٍ عَنه ..
وأعوذُ بالله أنْ يُطوى بِساطُ الشَّوق عَنّا .
واعْلَم ..
أنَّ ( للنِّية صَوتٌ يَسمعهُ الله ) ..
فاصْدُق في تَوبَتِك مِن قِلَّةِ ذِكْره !
🔹د.كِفَاح أَبو هَنُّود 🔹
________
رد: يا ريمه الخاني رَمضَانُ في بَيتِ النُّبوة
https://static.xx.fbcdn.net/images/e...5/16/1f54c.png🕌 [ رَمضَانُ في بَيتِ النُّبوة ]
https://static.xx.fbcdn.net/images/e...5/16/1f319.png🌙 الَّليلةُ الثَانية ..
سلّمَ الشيَخ .. وأَنهى صَلاته في الجَمْع ؛ ثُمّ أنثَنى بوَجهه نحو التَلاميذ وقال :
كيفَ لو كانَ النَّبيّ ï·؛ في الصلاة إمامَكم ؟
تحرّك الدَمعُ في المَآقي ..
واهتَزّ الوَجدُ ؛ وقال تِلميذ :
تلك ياسيّدي هيَ والله خافياتُ الأَماني ..
تَتوهُ المُفردات في الشَّوق له ، و وَحده الدّمع ؛ يُكني عن شدّة الحَنين لِزمانه !
ارتَفعت تَنهيدة مِن آخِر المَجلس ، وعَلا صوتٌ يتأوّه ببيتِ شِعر :
بَعيداً عنكَ أزدادُ نَقصاً
أجوبُ التِّيه إذا مالَت خُطايا !
تَململ المَجلس بالحُبّ ، وكادَ الجمعُ يتَداعى من الشوق ، وتَماسك الشَيخ وقال :
دَليلُ الحُبّ يا أبنائي ؛ هو الإتّباع .. ألَم يَقُل الله { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي } !
ردَّ تلميذ :
عَلِّمنا مِمّا علّمَك الله ..
عَلِّمنا كيفَ نضعُ الخَطو على الخَطو ..
وكيفَ يَتْبعُ القلبُ القَلب .
قال الشَيخ :
كان النَّبي ï·؛ يُصَلّي بِتَأنٍّ ..
و يَتلو بِتَمهّل ..
وكانَ رُكُوعُه وَسُجُودُهُ قريباً من قيامه ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ وَبَيْنَ السَّجْدَتَيْن ؛ِ كل ذلك كان قَرِيبًا مِنَ السَّوَاء !
يتَمهّل .. إذْ كان يُعَلّمنا كيفَ نخيطُ الجِراح في الصَّلاة !
كانَ نبيّاً مِن مِسك السَكينة جُبِل .. فلا عَجلةَ في صَلاته ..
والصَّحبُ كُلّها على آثارهِ تَسعى !
يقفُ .. فيَتندّى العرقُ منه حياءً مِن رَبّه .. يَلُمّ الخَشية في جَوفه ويُصَلّي ..
فإذا سجَد ؛ تَجمعُ الأَرض قَطراتَ الدُموع ، وتَنبُت الرَوضة المُباركة حيثُ صَلّى النَّبي !
قَرَأَ يوماً فِي الصُّبْحِ بِالصَّافَّاتِ ، وَروى لنا أَنَسٍ أَنَّهُمْ حَزَرُوا فِي السُّجُودِ له قَدر عشْر تَسبيحات !
كانت تِلك صَلاة ..
تُومضُ بالحَنين لله ..
بالحَنين لِمَدىً بَعيد ..
بالحنَين للزَّمن الّلانهائي ..
بالحَنين لِلَحظة الرُؤية لله !
ولقدْ قيل لمُوسى { اخلعْ نَعليك } لما اقترب، وقيل لمُحمّد { أسجُد واقتَرب } ..
أَتُراك التَقَطْتَ المَعنى ، وادرَكتَ حالَ القُرب في هَذا المقام ؟!
صَمتَ الشَيخ هُنيهةً ؛ ثُمّ قال :
أيقنتُ يا الله .. أنَّك إذا توَلّيت قلباً ؛ أصَبته بالشَوق ..
أصبَتهُ بالحُبّ ..
أصَبتهُ بالتَّوحيد !
وقَد قيل :
لونُ المَاء مِن لونِ الإناء .
فيا الله ..
طَهِّر آنِيَتنا ؛ حتَى تَليق بتَجلّي القُرب فيها !
كانَ النَّبي ï·؛ نَجمةً في عَتيمِ الدّهر ..
يَسجُد فَيُطيل الدُّعاء ..
كانَ واسعاً في دُعائه ؛ مثل انتشارِ الزّرقة في السَماء
يتَّسعُ لنا .. يتَّسع لِكَثرتنا .. يتَّسعُ في الدعاءِ لأمته ..
وتَمتدُّ يداهُ غُصنان مِن الدُعاء ؛ فَتُثمر لنا مِن الله عَفواً !
كانتْ يدُه ..
يداً تَمتدّ إلى السَماء ؛ فَتهزِمُ القَلق .. تهزمُ الحُزن .. تهزمُ الأذَى ..
هذه الصَلاة ؛ التي لا نَفقدُ بعدَها ما نُحبّ !
قال تِلميذ :
كيفَ يبلُغ العبدُ هذا الجَلال ؟
ردّ الشَيخ :
صَلِّ ياولدي صَلاةَ ..
مَن َمسّته وحَشةُ الغِياب ..
صَلاةَ مَن مَسّته وَحشةُ الذُنوب ..
صَلاةَ مَن مَسّته وَحشةُ اﻹنطفاء !
واغمُر نَفسك في الغيابِ مع الله ..
ارفَع قلبكَ إذا رَفعْتَ التّكبيرة .. وقُل :
( يا مَولاي .. ارفَع مِن قَلبي كلّ هَذا الخَراب ) !
قال حذيفةُ بن اليمان - ِرضي الله عنه - :
صَلّيتُ مَع النَّبي ï·؛ ذاتَ ليلةٍ ؛ فافتتَح البَقرة، فقلت ُ: يركعُ عند المَائة، ثُمّ مَضى، فقلت ُ: يُصلّي بها في رَكعة، فَمضى، فَقلتُ : يركعُ بها، ثمَّ افتَتح النِّساء فقَرأها، ثمَّ افتتَح آلَ عِمران فقَرأها، يقرأُ مُترسِّلاً ؛ إذا مَرَّ بآيةٍ فيها تَسبيح سبَّح، وإذا مَرَّ بسُؤالٍ سَأل، وإذا مَرَّ بِتَعوّذٍ تَعوَّذ، ثمَّ ركَع، فجعلَ يقول : سُبحان ربيَ العَظيم، فكان رُكوعه نَحوًا مِن قيامه، ثمَّ قال : سَمِع الله لِمَن حَمِده، ثمّ قامَ طويلاً قريبًا مِمّا ركَع، ثمّ سجَد فقال : سُبحان ربّي الأعلى، فكانَ سُجوده قريبًا مِن قيامه .
قال تِلميذ :
فلماذا نَعجزُ عن ذلك ؟
ردّ الشَيخ :
لأنّ وَزنَ الخَطيئة الجاثِم على ظُهورنا ؛ يُثقلنا كثيراً !
الصَلاة رسالةٌ نُقدّمها لله ..
نُصلّي ؛ كيْ تُصبح الطُرق المِعْوَجّة مُستقيمة ..
فإذا اعْوَجّتْ الصَلاة ؛ فما للعُمر مِن صَلاح !
كان ï·؛ في الخَمسين مِن عُمره ؛ يُصلّي من أوَل الَّليل حتَى نُعاس العُيون .. فلا يَنتهي إلا وقَد تناولَ الصّباح ..
يَبكي في صَلاته ؛ فتتّسع حدَقة القَلب ، ويَشفّ ما وراءَ الغَيب ، وتَستفيقُ الرُؤى الصَادقة .
( إذْ الدُموع .. نافِذة المُبصرين إلى السَماء ) !
كانَت صَلاته نوراً على نُور ..
وأنّى للبَشَرِ أنْ تُطيق ذلك !
لكنّ البَصيرة التي رأتْ الجنّة ؛ تَفهم المَعنى ..
و ما يَعقِلُ المَعنى ؛ إلا مَن ذاقْ !
تَذْكُر عائِشة - عليها السَلام - أنّ نَبيّ الله ï·؛ كانَ يقومُ مِن الَّليل ؛ حتى تَتفطّر قدَماه ، فقالتْ عائشة :
لِِمَ تصنعُ هذا يا رسول الله ؛ وقَد غفَر الله لكَ ما تقَدّم مِن ذَنبك وما تأخَّر ؟
قال :
م€ٹأفلا أُحبّ أنْ أكونَ عَبدًا شَكوراً م€‹.
ذاكَ جوابٌ ؛ فيه أَلقٌ يَشُدّكَ نحوَ السَماء ..
أَلقٌ .. تَوَقَّدَ مِن وَلهِ عابدٍ ، ومِن شَوقِ ساجِد ؛ لا يُشبعه إلا رُؤية الوَجه الكَريم !
تأَمّل الشَيخ الوُجوه ؛ ثُمّ قال :
إذا أرَدتّ أنْ تَدخل مَقام الوُدَّ ؛ فَزِد على مافَرض اللهُ مِن جِنس مافَرض الله ..
وابْتَغِ في صَلاتك بينَ الوَصل والحُبّ سَبيلاً !
قال تِلميذ اكتنَفهُ الجَوى :
بَيني وَبينك يا رَسول الله ..
فقرُ القَلب ..
وَيُتْمُ الصَّحائف مِن هَديك ..
وفَراغُ السِّجلات مِن زمَانِ الوَصل !
فقالَ الشَيخ ..
قُل الَّليلة في قِيامك :
( أعوذُ بكَ يا ربِّ مِن عُمرٍ لا اتّباعَ فيه .. وأعوذُ بكَ مِن صَلاةٍ تَملؤها الثُّقوب .. وأعوذُ بكَ مِن عَينٍ لا دَمع فيها ) .
وإيّاكم ووسوسةِ الأعذَار ؛ فتِلك أعذارٌ تمَكّنَ مِنها الهَوى !
واذكُروا أنَّه ..
كُلّما أفلتَتْ خطوةٌ مِن الهَدْيِ النبوي ؛
وقَفْنا على حَوافِّ البُعد !
وَقَفْنا على حَوافِّ العَطَش !
https://static.xx.fbcdn.net/images/e...5/16/1f539.png🔹د.كِفَاح أَبو هَنُّود https://static.xx.fbcdn.net/images/e...5/16/1f539.png🔹
رد: يا ريمه الخاني رَمضَانُ في بَيتِ النُّبوة
https://static.xx.fbcdn.net/images/e...5/16/1f54c.png🕌 [ رَمضَانُ في بَيتِ النُّبوة ]
https://static.xx.fbcdn.net/images/e...5/16/1f319.png🌙 الَّليلةُ الرّابعة ..
تَكلّم الشَيخُ ؛ فكانَ صَوته الّليلة دافئاً .. مِثل صَوت الماء في غُربة العَطش !
ثمّ قال :
كيفَ بِكُم لو كُنْتُمْ في مَسجد النّبي ï·؛ ؛ وخَرج عليكم بِبردته الشَّريفة من أبوابِ الحُجرات ؟
تِلك لَحظةٌ ؛ تَهيم في سُبُحات النَّعيم ..
لحظةٌ ؛ شَطرها أَلقُ النُّبوة ، وشَطر باقيها ؛ أنفاسُ جِبريل .
تنَحّى تلميذٌ بِوَجهه ؛ وتوَضّأ بدَمع عَينيه !
فقالَ الشَيخ :
يا وَلدي .. الحُبّ هو الجِسر الذي بَيننا وبينَ مُحَمّد ï·؛ ..
فالحُبّ ؛ يُورِثُ السَخاء في الرُوح ..
والمَرء ؛ يَصبو إلى مَن يُجانَس ..
وللقلبِ على القلبِ دَليلٌ حينَ يَلقاه ..
وتِلك هي العَلامَةُ يومَ القِيامة .
فقالَ تِلميذ :
بِرُوحي مَن تذوبُ عليه رُوحي .. كيفَ تَتشابه قُلوبنا مع قَلبه ؟
قالَ الشَيخ :
فانْصُت لي ؛ كَيْ تَغنمَ بالنَّبيِّ الوَصْلا ..
كانَ النَّبي ï·؛ يُطلّ على أصحَابه في بُردته ؛ راسِخاً في النُور لا تَشوبه ظُلمة الظَنّ !
كانَ كُلّه صَفاءً غيرَ ذِي كَدَر ..
امتلَأ قَلبه بالصَّفاء ؛ حتَى اشتَعل نَجماً دَليلاً ..
والوَحي لا يَنهمرُ في قلبٍ ذُهل عَن وَسواسِه ..
فتنَبّه للمَعنى !
كان للنبي ï·؛ قلباً ..
مَحى مِن نَبضه صَدأ النَاس ..
ثمَّ يَمّمَ شَطر الملأ الأَعلى ..
يَمرّ في خَطايا الناس ؛ فيتَسامى عَن أذَاهم ، ويَلُمّ الشَظايا ..
قال اللهُ له { فإنّك بأعيُننا } .. فخلَع على بابِها كُلّ الهُموم ، وصارَ عُمْره لأُمَّته ؛ ظِلاً ظَليلاً !
لا شَيء كانَ قادراً أنْ يتَسوّر قَلبه ..
لا شَيء ؛ إلا الصَّفح والسَلام ..
كانَ يقولُ ؛ ( لا يَبلّغني أحَدُ من أصحابي عَن أحدٍ شَيئاً ، فإنّي أُحبّ أنْ أخرُج إليكم وأنا سليمَ الصَدر ) .
وقدْ قيل .. ما اسَتقصى كريمٌ قَطْ .. وكان النبي ï·؛ كريما
يا ولدي إنَّما يَقتفي مسّ الشَيطان في الناسِ الفارِغون ..
ومَن لا طَلب له إلا عَثرات مَن عثَروا ؛ يظَلُّ أسيرَ الحِيرة !
كانَ النَّبي ï·؛ يَعْبُر بكلِّ عَفوٍ ؛ خطوةً إلى المَلكوت ..
كانَ وحده في العُبور ؛ وكانَ كَثيراً !
نظرَ الشَيخ إلى كلِّ تلميذٍ وقال :
غادِر نفْسَك ؛ تَصِل إليه ..
غادِر ثَارَاتك ..
غادِر ما تُقاتل النَاس عليه مِن فُتات .
وقدْ قال الجُنَيد :
" مَن فتحَ على نفسه بابَ نِيّةٍ طَيّبة ؛ فتَح اللهُ له سَبعين باباً من أبوابِ التَوفيق " .
لمْ يَكُن السَلام في حَياة النَّبي ï·؛ ومضةَ روحٍ عابِرة .. بل كانَ قَرار الحَياة ( الّلهمّ اغْفِر لِقَومي ؛ فإنَّهم لا يَعْلَمون ) !
وقفَ مِن علٍ يُلَقِّن الناسَ النُور ، ويَغسلهم بالكَلِم الأَبيض ؛( اذهَبوا فأنتُم الطُّلقاء ) !
يُحَرّرهم بلا مَن ّ.. إذْ الكُرهُ قَيدٌ ؛ والعَفو حُرية القَلب ..
ومُحمّد ï·؛ لا يَغْلهُ الأَمْس !
يكادُ يَرى في الغَيب له مُتَّكأً .. فَيُهَونِّ على فاطِمة ؛ إذْ يبُكيها ظُلم قُريش ؛ ما مَسّني الضُّر .. ما مَسّني الأذى !
نَبيٌ ..
ما طَرقت الأُمّة أبوابَ قَلبه ؛ إلا ألِفَتها مَفتوحة..
إذْ كان قَلبه حَرمٌ ؛ لا يَسكنه إلا طاهِرُ الحَمام مِن الأَفكارِ والنِّيات والقِيَم !
ما أشَقّ أن يَستَعبِد المَرء ماضِيه ..
أنْ يَستَعْبده أذَى القَطيعة ؛ فيظَلّ في قِيعان الذَّات !
لا تَكن في دِينك ناقصَ المَعنى ..
وأعْلَم .. أنَّ مَن يَضيقُ عن السَلام ؛ ضَريرُ البَصيرةِ ، مَطموس الرُوح ؛ لا يُضيء !
تَعبٌ ..
أن نُضيءَ ما لا يُضاء !
انظر إلى وصْف أصحابِ النَّبي ï·؛ الذين ساروا على هديه .. يقولُ إياسُ بن مُعاوية في ذلك :
" كانَ أفضَلهم .. أسْلَمهم صَدرًا ، وأقلّهم غِيبَة " .
وقال سُفيان بن دينار لأبي بِشر أحد السَلف الصالحين :
" أخْبرني عن أعمال مَن كان قبْلنا ؟
قال : كانوا يَعملون يَسيرًا ؛ ويُؤجَرون كثيرًا ..
قال سُفيان : ولِمَ ذاك ؟
قال أبو بِشر : لِسلامة صُدورهم " .
يا ولدي ..
الصَّفح سِرٌ دافِىء ؛ لا يَبوح بِثَوابه إلا هُناك !
ما الظَنْ ..
ما الريبة ..
ما الوساوس ..
يا ولدي لا يُهَرول ؛ مَن يحمِل في قَلبه حَطبُ جهَنّم !
أولئكَ المُثقَلون .. مِن أينَ لهم أنْ يُدركوا نعيمَ الظُّهور الخِفاف !!
وأعلَم ..
أنّ القُبور كالصُدور ؛ منها مُضيء ، ومِنها المُعتِم ..
وتلك نِهاياتٌ ؛ كانَت لها بدايات !
قالَ تِلميذ :
كأنَّ المَسافة بيننا وبينه ؛ جراح القلوب ..
وتِلك والله ؛ سَفرا طويلاً !
ردَّ الشَيخ :
إنْ أرهَقك البُعد ؛ فَقُل ..
الّلهم عَليك بالمَسافات ؛ فإنّها لا تُعجزك ..
واذكُر أنّ قلّة الصَّفح ؛ سَببٌ لانفراط الأزْمان الفَضيلة !
قال تِلميذ :
كيفَ نُرمّم الصَّفاء .. الصَّفح ..
كيفَ نُرمّم كلَّ هذه الفَوضى القَلبية ؟
أجاب الشَيخ :
إنّ الرُّوح لا تُصاب بعلّةٍ أسوأ ؛ مِن توَهُّم الكَمال ..
لذا .. صَحّح وِردك .. قِفْ بقوله تعالى { ويَعْفُ عَن كثير } .. أو تسأله العفو وتعجز عنه !
{ ويَعْفُ عَن كثير } .. ليُقم بها قَلبك الَّليلة .
واعْلَم ..
أنَّ العَفو ؛ تَرنيمة العائِدين إلى مَقام المُحسنين ..
العَفو ؛ صوتُ النُّفوس التي تسَامت عَن رَجفةِ الإنتقام !
وقُلْ ..
الَّلهم لا هَزيمة أمامَ قُلوبنا ..
نعوذُ بك مِن خَلَلِ الخُطى ..
ونَسألكُ تَمام العَفو !
اصْدُق في سُؤالك ..
فَوالله ما طَلبوا الوُقوف ببابه ؛ حتَى دعَوا .. فأتَاهم المِفتاح !
انتَهى المَجلسُ بصَوتٍ محزونٍ يقول :
واشتَهيتُ بينَ يدي الله ..
لو في عَينيّ عِبرة نَبيٍّ .. وفي صَدري عَفْوٌ مُحَمّديّ !
https://static.xx.fbcdn.net/images/e...5/16/1f539.png🔹د.كِفَاح أَبو هَنُّود https://static.xx.fbcdn.net/images/e...5/16/1f539.png🔹