الغثيان والقيء Nausea and Vomiting
إعداد الدكتور ضياء الدين الجماس
(اختصاصي الأمراض الباطنية بدرجة ممتاز)
الغثيان شعور الإنسان بحاجته للتقيؤ أو التحريض عليه ، وأما القيء فهو إخراج الطعام من المعدة خاصة والجهاز الهضمي عموماً بحركات عضلية هضمية معاكسة لحركة إدخاله. وهناك مركز عصبي ينظم هذه العملية موجود في الدماغ ، ويرتبط بتنبيه العصب المبهم ( الزوج القحفي العاشر) الذي يعصب جميع أحشاء البطن والبلعوم...
ولذلك فإن حدوث الغثيان وما قد يعقبه من قيء ما هو إلا علامة تدل على حدوث هذا التنبيه لهذا العصب فيجب تحري السبب وتدبيره .
الأسباب :
الأسباب كثيرة جداً يصعب حصرها ، ولكن يمكننا إعطاء نماذج شائعة يحدث فيها الغثيان أو القيء:
- التهابات البلعوم واللوزات ، خاصة الجرثومية القيحية.
- الدوار الأذني الدهليزي ، ودوار الحركة (السفر) والبحر.
- الاضطرابات العاطفية الشديدة. والروائح المخرشة والكريهة منها خاصة.
- فرط تناول الطعام (النهام)، وخاصة الأطعمة الحادة والمخرشة.
- تناول الكحول والتسمم به.
- اضطرابات التوازن الأيوني في الجسم نتيجة اضطرابات السوائل (زيادة أو نقصاً).
- تناول بعض الأدوية المخرشة كأدوية الروماتيزم والمسكنات. والتسممات الدوائية أو فرط جرعتها.
- الآلام الشديدة وخاصة من مصدر بطني أو قلبي وصدري.
- التهابات المعدة ، سواء بسبب الحمض المعدي الزائد أو التهاب الغشاء المخاطي المعدي بسبب جرثومي أو فيروسي ، وأشهر أمراضها القرحة المعدية . كما يمكن لأورام المعدة أن تحرض هاتين العلامتين فيجب تحريه إذا فشل العلاج ولم تستجب له خلال أيام.
- التهاب الأمعاء الحاد أو المزمن . والتسمم الغذائي أو الجرثومي.
- انسداد الأمعاء.
- التهاب البريتون والزائدة الدودية.
- التهابات القولون وتشنجه .
- التهابات الكبد بجميع أنماطها.
- التهبات المرارة وحصياتها.
- التهاب البنكرياس
- فشل الكلية وارتفاع اليوريا في الدم .
- القولنجات الحصوية البولية.
- الحمل .
- احتشاء القلب والآلام الصدرية.
- التهابات الدماغ والسحايا.
- رضوض الدماغ وأذياته
يجب كشف السبب ومعالجته مباشرة لأن استمرار القيء يسبب اضطراب أيونات (شوارد) الجسم، ويسبب القيء الشديد نزوف المريء وقد يسبب تمزقه وهي حالات إسعافية تهدد حياة الإنسان.
متى تجب مراجعة الطبيب :
كل غثيان أو قيء يستمر أكثر من يوم واحد ولا يعرف سببه أو يصعب تدبيره، يوجب استشارة الطبيب لكشف السبب وتدبيره. وإذا كانت الأعراض المرضية واضحة كآلام الصدر أو القلب أو تغيم الوعي والإسهالات الشديدة أو وجود الدم مع القيء .. فإنها توجب مراجعة الطبيب فوراً.
نصائح وتدابير عامة .
- تعويض السوائل إذا كان السبب نفصها ، وذلك بشرب الماء النقي وبكميات تدريجية والكمية اليومية لا تقل عن ليتر ونصف. ولا بأس أن يحلى الماء قليلا إذا لم يكن هناك داء سكري.
- تجنب الأغذية القاسية والصلبة.
- أوقف تناول الأدوية التي تستخدمها واستشر الطبيب حولها.
- ابتعد عن تناول الطعام بوجود تزايد في إحساس الغثيان ، لمنع التطور نحو القيء.
- لتكن وجبات الطعام سائلة متقطعة متعددة قليلة الكميات قلوية غير حامضية كخليط اللبن (الحليب ) والموز.
- استلق عقب الوجبات وليكن الرأس مرفوعاً بدجة 20-30 درجة.
- إذا كان السبب هو الحمل يمكن تناول مادة حلوة عند الاستيقاظ وفبل النهوض من الفراش أو تناول وجبة بروتينية (لحم أحمر) قبل النوم بساعة.
- من الأدوية التي تخفف أو تمنع القيء مادة الميتوكلوبراميد metoclopramide المجهزة تجارياً بأسماء كثيرة منها برمبيران وميتوكال. وتعطى باقي الأدوية كالمضادات الحيوية ومضادات الإسهال والقرحات حسب السبب وباستشارة الطبيب ..
- ذكرت فائدة الزنجبيل في تدبير الدوار والغثيان الناجم عنه ، وفائدة النعناع في تدبير الغثيان عموماً وخاصة إذا أضيف للشاي الخفيف.
--------------
فوائد من المعجم الطبي التمريضي للدكتور ضياء الدين الجماس
الغثيان Nausea في اللغة : جَيَشانُ النفس ، وترادف queasiness و sickness ، والفعل في اللغة : غثى يُغثى ، وغَثَّت نفسه تُغَثِّي غَثْياً وغَثَياناً . وغَثِيَتْ غَثَىً :جاشَت ، وهو نمط من الإحساس بشعور تقلب النفس أو هوع النفس والشعور بالحاجة للتقيؤ مع شعور مزعج مبهم ينطلق من الشرسوف والبطن مترافقاً بذوق أو رائحة كريهة . والفَرْثُ غثيان الحبلى.
الغثيان الحملي nausea gravidarum : الغثيان الذي تشعر به الحامل بعد حدوث الحمل، وخاصة صباحاً، وكثيراً ما يتبعه القيء . وربما ينجم عن فرط وجود الهرمونات الحملية في الدوران الدموي في المراحل الباكرة من الحمل حيث تكون جديدة بهذه التراكيز على مراكز القيء العصبية، ثم تعتاد عليها وتزول ونادراً ما تستمر فترة طويلة . وتسمى أيضاً الغثيان أو القيء الصباحي morning nausea أو morning sickness أو morning vomiting ويفيد فيه تناول الطعام قبل النهوض من الفراش أو أخذ وجبة بروتينية قبل النوم لدى بعض الحوامل .
القيء والقياء : Vomiting : ويسمى أيضاً emesis، والقياء على وزن فُعال ، ويقال أيضاً الاستفراغ ، وهو قذف كميات من المواد الغذائية المهضومة من المعدة أو الأمعاء عبر المريء ثم الفم . انظر أيضاً emesia ويعبر عن منعكس القيء
