مشروع السيطرة على الشرق الأوسط
أكد المعارض السوري "محمد إقبال بلو" أن تحويل الثورة السورية من ثورة للشعب، إلى حرب طائفية أمر يتحمله نظام الأسد، لتنفيذ المشروع الإيراني الشيعي في المنطقة بمباركة أمريكية وإسرائيلية.
وأضاف بلو في تصريحات خاصة لـ"فيتو" من "تركيا": "ما يحدث اليوم من تحويل للثورة السورية إلى حرب طائفية يشنها النظام وأتباعه من الطائفة الشيعية والطائفة العلوية، ليس محض صدفة وليس أمرًا ولد ارتجالًا أثناء الثورة السورية، بل هو أمر يخطط له منذ وقت طويل، رسمت خرائط له داخل وزارة الدفاع الأمريكية منذ أكثر من عشر سنوات".
وأشار بلو إلى أن خريطة الشرق الأوسط الجديد ليست سوى بداية تمهيدية لتنفيذ المشروع الإيراني الشيعي في المنطقة بمباركة أمريكية وإسرائيلية، حيث توضح الخريطة كيف تم تحديد الدولة العلوية التي تمتد عبر ساحل المتوسط متضمنة لواء إسكندرون كله، كما نرى اقتطاعًا من الشمال الشرقي لسوريا لصالح دولة كردستان لتفقد سوريا أكثر من ثلث مساحتها.
وأوضح: "تشير الخريطة الجديدة أيضا إلى توسع كبير للأردن على حساب الأراضي السعودية ونجد على الخريطة توزعًا لمناطق السنة والشيعة وقد كتب فوق كل منطقة من الطائفة التي ستسيطر عليها، وتوضح الخريطة الدولة الإسلامية الدينية التي تشبه الفاتيكان وتضم مكة والمدينة المنورة، كل هذا لم يكن من باب العبث أو التسلية، ولم يكن مجرد افتراضات بل وضع كأهداف لأجل تحقيقها".
وأكد بلو أنه باندلاع الثورة السورية وجد الإيرانيون وحلفاؤهم من القوى العالمية على مختلف أشكالها الفرصة مناسبة لإشعال هذه الحرب وتحقيق الطموحات الفارسية بإعادة التغلغل في المنطقة العربية وبمساعدة إسرائيلية وبالتالي مساعدة من كل القوى التي تهمها المصالح الإسرائيلية.
ويشير إلى أن ما نراه من خلافات وتهديدات بين إيران وإسرائيل أو بين أمريكا وإيران أو بين النظام السوري وإسرائيل، كل ذلك محض كذب لا أكثر وأن الواقع يقول بأن هذه القوى تشكل تحالفا يهدف للسيطرة على المنطقة بشكل كامل بعد إحراقها بحرب طائفية واسعة الامتداد.
ويكمل: "نرى بوضوح كيف حاول النظام السوري بمساندة القوى الداعمة له والتي سأسميها قوى الشر أن يجعل الثوار هم أصحاب المبادرة الأولى في الحرب الطائفية وعندما فشل في ذلك بسبب وعي الشعب السوري وتقبله للآخر وتسامحه لدرجة الطيبة القاتلة، استخدم ارتباطاته الخارجية الطائفية فأتى بالمقاتلين من إيران ومن ثم زج بحليفه "حزب الله" بهذه الحرب ليعلنها "حسن نصر الله" حربًا طائفية علنية بجدارة ودون خوف أو وجل بل دون حياء أو خجل، وقد تجلت ارتدادات هذه الحرب الطائفية على الشعب السوري في الحال في الشمال اللبناني في طرابلس حيث بدأت تتطور وبشكل سريع".
ويرى بلو أن هذه لعبة قذرة تشارك فيها قوى الشر العالمية كلها، وأن البعض يرى أنها حرب دينية تؤججها اعتقادات وعقائد من الطرف الآخر، وأن ما يحاك هو احتلال قادم طويل الأمد ليس لسوريا فقط بل لمنطقة الشرق الأوسط وجزء من الخليج العربي.
ويؤكد أن الحرب ستطول ولن تنتهي خلال شهور كما يتوقع البعض، بل يذهب إلى أن هذه المعركة مستمرة حتى انتصار أحدهما، أما من يتحدثون عن تفاوض ومبادرات وتنازلات فهم واهمون والأجدر بهم أن يحشدوا طاقاتهم باتجاه آخر فالمعركة طويلة وتحتاج الكثير من الطاقات والهمم العالية وعلى كل الأصعدة.
وقال إن المبادرات التي تصدر ستفشل، موجها حديثه إلى من سيذهبون إلى جنيف للجلوس على طاولة واحدة مع من قتل أبنائهم قائلا: "ستعودون بخفي حنين حتى بعد جنيف 16"، مؤكدا أن في الوحدة قوة ولن نتوحد إلا عندما نجتمع على رأي صائب ونحن كمعارضة سورية ما زلنا على خطأ والدليل أننا متفرقون حتى اللحظة.
