مالفرق مابين المحبة والتقدير؟

السلام عليكم
مفهوم لن تجد شرحا له في الكتب ولا عبر النت ولا حتى في غوغل أيضا بالشكل الذي نري ربما لناه بدهي او ربما لم نعره كثير عناية.
ان أحبك وان واقول كلمتي شيئ,وان اقدر حيثيتك وماتحب وتهوى أمر آخر.
بمعنى :أن احبك كما تحب ان تجد عندي ,هذا هو الحب الحقيقي,ولكن ان احبك بطريقتي انا فقط , قمة في الانانية لانني احبك هنا من خلالي لا من خلالك.
لذا يبقى جسر التواصل المتين ان نحب بقوة وثبات كما يبحث الآخر وهنا تقف مقومات الشخصية الاساسية حجر اساس في تقويتها او إضعافها:
تكامل الشخوص هو اول درب التفاهم:فان اتعرف على شخصيتك بتفاصيلها :مثقف.ملتزم,مخلص.؟كريم,الخ...

وان اقدر هذه الخصل واستثمرها لصالحنا معا تختلف عمن يستغل الصفات الحميدة لصالحه فقط دون ان يضع اعتبارا من ان الطرف الآخر يريد ان يجد مايبحث في الآخر أيضا.الأخذ والعطاء امر يحتاج توازنا كي يثبت ويستمر.
من هنا نشخص بقاء ونجاح العلاقات مهما كانت صداقة زواج الخ...
وللموضوع بقية.

في البداية أجد أن الفارق بين المحبة والتقدير
يجب أن يرى من خلال اجتماعهما
وبعبارة أدق : لا تسلم الحدود الفاصلة
بين دلالتي المحبة والتقدير من القصور
حتى تتأسس على قاعدة اجتماعها في سلوك المتحابين
اجتماع الشرط بالمشروط

تماما دكتور أسعدني ردك الحصيف:
..لكن هل بحثنا عمن يقدرنا مدعاة للثقة الزائدة بانفسنا؟وهل هذا يحجب تقبل النقد يوما؟جدار فاصل يحتاج نقاش لنقف على عيوب في شخيصاتنا ربما لم نرعاها ونعطها حقها جيدا.

شكراً للأخت ريمه على طرح سؤالها ( بين المحبة والتقدير) وأجيب :


التقدير : من القـَدَر وهو موافقة الشيء للشيء , ويقال ــ قدّر الإله كذا تقديرا , وقادرتُ الرجل مقادرة إذا قايسته وفعلتُ مثل فعله , والتقدير على وجوه المعاني أحدها التروية والتفكير في تسوية أمر وتهيئته , ومنها قدرتً أمر كذا وكذا أي نويته وعقدتُ عليه , وعندما نقول ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) معناه أحسن المقدرين .
وهذا من التقدير لأنه يقدر فعله بفعل غيره أن يساويه .
وأنا عندما أقدر شخصاً , فإنني أقيس عمله ( أقدره) لأعطيه مثله بمثابة الشكر على ما قدمه لي
وبعض الأحيان , فإن الطرف الآخر لا يقبل هذا التقدير فلا يريد جزاء ولا شكورا , بل يجعل عمله خالصاً لله , فيرفض التقدير من الشخص , لأنه يريد الثواب من الله وليس من عبدالله .
وبعضهم يريد تقديراً مقابل أفعاله لشخص آخر ,
وقد يتوقف الشخص عن عمل الخير , لأنه وجد الناس تأخذهم الأنانية الممقوته ,
ومن هنا يتضح معني القدير من شخص إلى آخر ألا وهو السعي لرد المعروف والشكر على ما قدمه الآخر له . ومن هذا قد يخشى الإنسان على نفسه من الشخص الذي يقدم له عملاً , أن ينتهز الفرصة ليطلب تقديراً أكبر وأضخم وأوسع من مقدور الشخص الآخر , وهنا يبدأ بعملية الانتهازية , وتبادل المنافع التي تخلو من المحبة.
لكن المحبة كلمة لا يفهمها إلا القلب والروح , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , ( الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها أأتلف , وما تناكر منها اختلف ,) والألفة من صنف المحبة , والاندماج الروحي ,
والمحب لا ينظر منفعة ممن أحب , بل يريد السخاء في العطاء بلا مقابل , وكلاهما يعملان لخدمة بعضهما البعض ويتسابقان في العطاء , والتقدير هنا ليس مادياً بالضرورة , وإنما تقدير معنوي , محبة مقابل محبة , وعطاء مقابل عطاء , والجود مقابل الجود , وهي أسمى كلمة مقدسة يحفظها الناس لحياتهم ومستقبلهم , فلا حياة من غير محبة ,
شكراً للأخت ريمه التي طرحت هذا الموضوع

كثيرا ما نلتقي بأشخاص عديدين بحياتنا ولا شك المحبة هي نعمة من الله يهديها من يشاء , البعض من الناس نلقاه و ننتظر ذهابه عنا و البعض يبقى ساكنا في القلب من أول لقاء نلتقي به و لكن ماذا نفعل إن كان الشخص ذو أخلاق عاليه و ليس به شي يعيبه هل يجب علينا أن نحبه , إن الحب نعمة من الله يهبها من يشاء و لكن هل يوجد شي غير الحب؟ فلابد أن نقدر الإنسان و نحترمه و إن كنا لا نحبه فالتقدير واجب على كل إنسان خاصة إذا كان هذا الإنسان يقدرنا في كل المناسبات فكظم الغيظ أمرنا الله به , قال تعالى ( و الكاظمين الغيظ ) فالأمر المحزن الذي أراه أناس كثيرة لا تفرق بين الأمرين فهناك فرق شاسع أن تحب الشخص و أن تقدره و تقدره جهوده .

اللهم ألف بين قلوبنا و أصلح ذات بيننا و أهدنا سبل السلام و نجنا من الظلمات إلى النور و جنبنا الفواحش ما ظهر منها و ما بطن .