-
آخر الوصايا
آخر الوصايا..!
أترحلين.!
حتى أصابعك ما فارقتْ فَرَحها..
زَرَعَتْ رحلاتُها بذورَ لهفةٍ فَنَبَتَت ألفَ شقيقةَ نعمان
زيّنت خصلاتِ شعري وجبيني
ثم أمطرتْ نَداها على يباسِ شفتيِّ.!
أتبخلين حتى بتلويحةِ وداعْ..؟
يأخذك المنعطف البعيد.! بعيداً..
إلى حيثُ لنْ أراكِ
ويلي.. هل حقاً لنْ أراكِ.؟
من سيغسلُ صحراءَ روحيَ بعدكْ.؟
أيّ عيونٍ كعينيكِ تنضحُ فوق صحرائي جرارَ عَسَلِها.؟
وأيُّ آهةٍ سأقرأُ من إطباقةٍ جفنينِ.. كجفنيكِ
يسدلانِ على القمر في لحظاتِ صعودِنا إلى القمر بسمات نشوةْ.؟
هذه أصابعي.!
رجفاتي
ريشتي
هل نسيتِ.؟
كم قوس قزحٍ رَسَمْتُ من حبرِ شفتيكِ..؟
أترحلين.؟
أين ستجدين بيدراً دافئاً مثلَ صدري.؟
كم أسكنَ في ليالي الصقيعِ سنابِلَكِ الذهبية.؟
وكان فراشَكِ الوثير..
هدْهَدَ حُزنك
وطيّرَ العصافيرَ على تفاحتيكِ
فأنطقَ الصمتَ بالصمتِ..! يوم أزْهَرَ الكلام
أترحلين.. وكيف..؟!
وهل يرحلُ الوطنْ.؟
كيف..!؟
من سيسكنني بعدك..؟!
من سأسكنُ بعدك..؟!
وقد قاربَ العمرُ هدأةَ الميناءْ..!
أُنزلتِ الأشرعة.. وأُلقيتِ المراسي
ما عادتِ النوارسُ تجوبُ الفضاءاتْ
وما عادتِ العصافير تُغادرُ أعشاشَها..
ثم يأخذكِ المنعطفُ ويأخذني إلى غيابْ..
أيتها الراحلةُ كيف تجرؤين..؟!
وبين نبضتينِ تسكنينْ
وبين رفتينِ تسكنينْ
وبين رعشتينِ تسكنينْ..!
أيتها الراحلةُ
قبلَ أن يأخذَكِ الغيابْ.. هاتي من أصابعكِ رجفاتي..
وارسميها تلويحة وداع
واكتبي آخر حرفٍ
على شاهدةِ قبري..
ـ ـ ـ
-
حماك الله ورعاك أديبنا الكبير..
بيان وفاتي...
آخر الوصايا..
....
هل هو ؟
لا لا إنما هو إرهاصة إبداع.
سررت بقراءة خاطجة من ماس وصورة رائعة متتالية.
-
شكرا لمرورك العاطر أخت فاتن
أسعدني تعليقك، وأحسست أن كلماتك هي الماس بعينه
صباحك نور وبركة
-
عمو عدنان من اجمل ماقرات وسوف احاول ان أكتب قليلا فربما...
كل الاحترام
-
بوركت أخي محمود، وشكراً لمرورك الجميل
أرق تحياتي وأنتظر حروفك
-
ويمضي العمر بمدارته بدورة غير دائرية ليبلغ المركز بلا تناظر وتتعثر الخطى لفناء مرغم ليظل هاجس الروح التواقة الى الأجمل والأفضل.. هي غاية الحياة.
ولأن نضج التجربة ومعرفة المصير تقود العاقل الى نتيجة صحيحة.
تتحفينا بحرف دال يعبر عن كنه الحياة وعمق التجربة.
-
أخي العزيز قيس
كلماتك جميله وفيها إطراء لا شك أنه يسعدني
وقبل ذلك كله فيها تحليل له عمق وفهم ودلالات
أشكرك من القلب