محلمية بني هلال في الموصل
محلمية بني هلال في الموصل
إلى كافة أبناء وأحفاد قبيلة المحلمية في مدينة الموصل نقدم لهم هنا الموجز والإيضاح عن نسبهم العربي الأصيل لقبيلة بني هلال العربية الأصيلة لتكون نبراساً يضيء لهم الطريق ولأجيالهم القادمة.
إن قبيلة بني هلال في التاريخ خبرها قديم وعريق ونسبهم عربي وصحيح حيث يرجع نسبهم الحقيقي إلى هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد من نسل عدنان الذي ينتسب إليهم عرب قريش وكنانة وغيرهم وهذه القبيلة من القبائل العربية القيسية العدنانية التي كان لهم شرف المشاركة في أغلب الفتوحات الإسلامية المجيدة ثم انتشروا في أصفاع الأرض ثم خرجوا من الجزيرة العربية واتجهوا للاستقرار في البلاد العربية الإسلامية المفتوحة في العراق/ وبلاد الشام/ وصعيد مصر/ وتونس / الجزائر / ونجد والحجاز ولهلال بن عامر بن صعصعة خمسة أولاد والذي تعود لهم كافة بطون وأفخاذ قبيلة بني هلال وهم:
( عبد المناف / عبد الله / نهيث / شبعة / ناشرة )
ومن هذه البطون وأشهرها:
(بنو قرة / بنو جميلة / بنو عمر / بنو كرفة / بنو رفاعة / بنو حجير / بنو الرياح / بنو لاثبلج / بنو حرب / بنو سليم / بنو شداد / بنو عزيز / بنو عتيبة / بنو فادع ... الخ.
وتؤكد لنا كتب التاريخ ومراجعها العلمية أن قسم من بني هلال قد سكنوا في بعض المناطق الكردية وعاشوا معهم وتناسبوا فيما بينهم فاستكردوا وأتقنوا لهجتهم الكردية إلى جانب اللغة العربية إلا أنهم حافظوا على نسبهم العربي وحافظوا عليه وتمسكوا به حتى يومنا هذا.
كما أكدت لنا المراجع بأن الرسول الكريم محمد قد تزوج من قبيلة بن هلال امرأتين هما (ميمونة بنت الحارث) و (زينب بنت خزيمة) الملقبة بأم المساكين لرحمتها ورأفتها وتوفيت في حياته .
(وميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية) أخواتها هن (لبابة الصغرى) زوجة عم الرسول العباس بن عبد المطلب .
(ولبابة الكبرى) أم سيدنا خالد بن الوليد القائد العربي المعروف.
موطن بني هلال
يقع موطن قبيلة بني هلال في الجزيرة العربية وفي نجد والحجاز في بسائط جبل غزوان قرب مدينة الطائف.
وكانت هذه القبيلة تطوف رحلتين في الصيف والشتاء عن أطراف العراق وبلاد الشام طلباً للرزق والزراعة والتجارة ومنهم من قصد أفريقيا وصعيد مصر.
الأولى: رحلة للجهاد في سبيل نشر الدعوة الإسلامية مع القائد العربي عقبة بن نافع.
الثانية: في بداية القرن الخامس الهجري في عهد الدولة العباسية في العراق.
ومن أشهر من كان على رأس الرحلتين الأمير (حسن بن سرحان) الملقب بأمير قبيلة بني هلال أو أمير العرب ومنه (سلامة بن رزق) المشهور والمعروف (بأبو زيد الهلالي) و (ذياب بن غانم الزغبي) المعروف برأيه السديد.
أستقرار قبيلة بني هلال
أستقى بهم المطاف في الجزيرة الفراتية فأقاموا في بلاد الشام حقبة من الزمن فضاقت بهم الأرض لكثرتهم فقال أميرهم (الأمير حسن بن سرحان) مقولته المشهورة التي تناقلها الخلف عن السلف (هذه الأرض مباركة لكنها ضيقة) فغادروا الجزيرة الفراتية وبقيت مجموعة منهم في بلاد الشام قرب (جبل بني هلال) المشهور بهم والذي تقع فيه قلعة (صرخد) المشهورة أما الباقون منهم فقد نزحوا إلى جزيرة (أبي عمر) في جنوب تركيا الحالية ثم نزلوا إلى صعيد أمد المعروفة بديار بكر ثم غزوا قرية (ماردين) والقرى التي حولها وتخلف منهم هناك (مئة بيت) من أبناء (قرية مديات) التي أطلقوا على أنفسهم (بالمحلة مية) أي (محلة المئة بيت) الذين يعدون من بني هلال الذي استقروا هناك وبعد مرور فترة من الزمن شدوا رحالهم قسماً منهم قاصدين مدينة (صور) في لبنان وتمكنوا من السيطرة على المنطقة بالرغم من أحاطتها بقبائل غير عربية ومن أشهر أمرائهم الذين تولى الإمارة عليهم هو (الأمير سرحان) وبعد وفاته خلفه الإمارة (أبنه فسل عيسى) ثم انتقلت الإمارة إلى أبنه (رزاق) وهكذا تولى الإمارة الواحد تلوى الآخر كما موضح في شجرة أمراء محلمية بني هلال المصدقة والصادرة منهم من كبار شيوخ ووجهاء ومختاري محلمية بني هلال في المنطقة المذكورة أعلاه منهم (الشيخ عبدالرحمن بك بن خالد بك) إمام وخطيب قرية حبس ناس والشيخ جميل الياس مختار قرية مديات ونوري كول مختار قرية دير زبينة. ومن الجدير بالذكر أن محلمية بني هلال منذ أستيطانهم في المنطقة المذكورة استطاعوا المحافظة على دينهم ولغتهم وأصالتهم العربية رغماً عن سياسة التتريك التي كانت منتهجه من قبل الأتراك في ذلك الوقت.
ولكثرة تكاثر فروع وبطون بني هلال وازدياد عددهم وقراهم وضيق وقلة رزقهم الزراعي واقتصادهم ولسهولة الأنتقال من منطقة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر مما دفع العديد منهم إلى النزوح إلى المناطق المجاورة مثل (سوريا ولبنان والعراق) فتوجه العديد منهم إلى شمال العراق مدينة الموصل ومكثوا فيها وإلى القامشلي في حارة قدوربك فكانوا أكثر بكثير من عدد النازحين إلى العراق ولبنان.
وفي الموصل يوجد العدد الكبير منهم ليشكلوا (محلمية عميرة بني هلال).
والمحلمية: معناها (محلة المئة بيت) وهي منطقة واسعة وكبيرة تقع إلى المنطقة الجنوبية من منطقة جبل طور عابدين كما تعرف بديار بكر وكانت هذه المنطقة تتألف من مئات القرى ومن أبرز هذه القرى المعروفة حتى يومنا هذا حيث يتوزع أبناء المحلمية على هذه القرى بمختلف طوائفهم ومذاهبهم تمتد حتى حدود ماردين وهي عامرة بسكانها.
قرية مديات قرية طافو
قرية أستل قرية كفر علاب
قرية كفر حور قرية نونب
قرية دير زبينا قرية عين كاف
قرية كفر عرق قرية كفر جوزا
قرية كنديريب قرية كفر جوسن
قرية كفر شمع قرية كفر سلطا وغيرها من القرى
قرية أبشي
قرية شور أصبح
قرية دير الديب
ومعظم سكان هذه القرى خليط من السريان والعرب والأكراد المسلمين وتمتاز هذه القرى بوجود الكنائس الكثيرة ويوجد دير في قرية كفر شمع ومن أكبر هذه القرى وأوسعها هي:
قرية مديات وأستل وشور أصبح ودير أسبينا وأبشي وكفر صورا ففي سنة 1583 ميلادية كثرت المظالم والمضايقات على أبناء هذه القرى من المسيحيين وأتباع سياسة التتريك من قبل الحكام الأتراك آنذاك مما أضطرت العديد من المحلمية وخاصة من قرى أستل والراشدية والأحمدي وصورا ورشمل إلى اعتناق الإسلام تخلصاً من ظلم الأتراك وأبناء المحلمية بقوا صامدين في قراهم رغماً عن كافة المضايقات والبعض منهم غادروا قراهم متوجهين إلى بلاد الشام والموصل ولبنان.
وأصبح محملية بني هلال موجودة بكثرة في سوريا حيث رحلت إلى سوريا في بداية القرن العشرين وهذا النزوح جرى على شكل وجبات متتابعة شيئاً فشيئاً حتى استقروا في محافظة القامشلي (حارة قدوربك) حيث تعتبر الموقع الرئيسي لمحلمية بني هلال ومن هناك بدأت بالانتشار إلى أرجاء المحافظة وإلى العديد من المدى السورية المجاورة للقامشلي وقام قسماً منهم بالنزوح إلى العراق وخاصة مدينة الموصل التي تشكل قاعدة واسعة فيها لأبناء المحلمية الهلالية والبعض الآخر أختار لبنان وحلب والحسكة وعامودا واليعربية وغيرها من المدن وأسباب هجرة أبناء المحلمية إلى هذه المدن لعدم وجود حدود دولية بين هذه المدن والجزيرة السورية فضلاً عن الظروف الاقتصادية والمعيشية.
إن قرى المحلمية في تركيا هي التجمع السكاني العربي الوحيد في تلك المنطقة.
وازداد عدد أبناء المحلمية حتى تجاوز أكثر من عشرون ألف نسمة في القامشلي والقرى التابعة لها وفي مدينة الموصل.
حيث تحسنت ظروف عملهم الاقتصادي والاجتماعي في هذه المدن وأصبحت قاعدتها واسعة ومنتشرة في كافة المهن والوظائف المختلفة حتى يومنا هذا وهم بحاجة إلى لم الشمل وتوحيدهم تحت ظل قيادة عشائرية موحدة ناطقة بأسمهم خاصة في العراق وفي مدينة الموصل حالهم حال بقية العشائر المعروفة لدى أبناء مدينة الموصل لتأخذ دورها الريادي للأجيال القادمة لكي يعرفوا تاريخ عشيرتهم العربية.
والسلام عليكم
حاج عبد حمدي حسن الهلالي
العراق - الموصل - باب لكش
المراجع والمصادر:
معجم البلدان / تاريخ بن خلدون / تاريخ نجد / سبائك الذهب / مروج الذهب / سيرة بن هشام/ تغريبة بني هلال / الأخبار المنقولة إلينا من أبناء المحلمية خلال زياراتنا الميدانية لقراهم ومحافظاتهم ومدنهم ولقاءاتنا مع وجهائهم وشيوخهم.
