الأسلامي أم الإسلامي؟

السلام عليكم
واجهت عدة كلمات من مؤلفين كبار أمثال الدكتور عبد الكريم البكار :
كتاب :نحو فهم أعمق للواقع الأسلامي
ولفت نظري جدا كلمة أسلامي..
من أسلم؟ أم إسلامي من إسلام
لذا أتمنى مناقشة الأمر نحويا
مع الشكر الجزيل.

انا اتوقع انه الصحيح
إسلامي من الإسلام .....وهذا واضح وما يحتاج نقاش
ويمكن ما لاحظته في هذه الكتب يكون خطا مطبعي

الأستاذة الكريمة الأخت ريمه الخاني
أهلا وسهلا ومرحبا برسالتك الدلالية لمناقشة طرحك الجميل :
السلام عليكم
واجهت عدة كلمات من مؤلفين كبار أمثال الدكتور عبد الكريم البكار :
كتاب :نحو فهم أعمق للواقع الأسلامي
ولفت نظري جدا كلمة أسلامي..
من أسلم؟ أم إسلامي من إسلام
لذا أتمنى مناقشة الأمر نحويا
مع الشكر الجزيل.
========
والموضوع ببساطة كبيرة ، ودون تعقيد للقاريء في بحور النحو العربي وأبوابه المتعمقة

من وجهة نظري المتواضعة بالطبع ، وفوق كل ذي علم عليم
أن كلمة ( إسلامي ) أو ( الإسلامي ) هي الصواب الإملائي في الكتابة عندنا في مصر ، وإن كان بعض العرب الشاميين والمغاربة
يكتبون الهمزة أعلى الألف ويضعون عليها الكسرة ،
وفي ذلك اشتباه مع الهمزة المفتوحة مثل ( الأقلام ) ( والأفلام ) عندنا نشتق منها ( الأقلامي ، والأفلامي )

والكلمة : ( الإسلامي ) بهذا الاشتقاق من باب ( النسب ) في النحو العربي : أي ؛ المنتسب إلى الإسلام ، كما نقول ( المصريُّ والسوريُّ ) انتسابا إلى مصر وسوريا
فالواقع العربي المنتسب إلى الإسلام ديننا الحنيف هو ما يعنيه الدكتور الفاضل عبد الكريم البكار
وكلمة إسلام من الناحية اللغوية تعتبر مصدرا صريحا للفعل الرباعي المبدوء بالهمزة ( أسلمَ ) نحو : ( أشرفَ ) الذي مصدره ( إشراف ) كمصدر : أسلمَ إسلام وأظهر إظهار.... وهكذا
والإسلام في مدلوله المعنوي البسيط معناه :
الانقياد والطاعة والاستسلام لله تعالى خالق الكون ومدبره ، فعلى المنتمي إلى هذا الدين الإسلامي ؛ عبادة الله من هذا المنطلق الانقيادي للمولى سبحانه وتعالى
يستجيب لأمواره فيؤديها ويقيمها حسب طاقته وإيمانه ، وينتهي عن نواهيه فيبتعد عنها اتقاء غضبه وعذابه.

فصياغة العبارة في عنوان الكتاب القيم :
(نحو فهم أعمق للواقع الأسلامي) للدكتور البكار المؤلف
تعود على المصدر ( الإسلام ) وليس على الفعل ( أسلم )

فالفهم الأعمق الذي يفسره الكتاب ينصب على معرفة ماآل إليه أمر المنتمين إلى الإسلام المنتسبين له في عالمنا المعاصر عربيا ودوليا باتساع الرقعة الجغرافية لتواجدهم المنتشر

وأما موضوع النسب وقواعده وضوابطه النحوية فتكلم عنه علماء النحو في العديد من الكتب بإفاضة وبيان قد لايضيف إليهم المهتمون بالنحو اليوم جديدا يذكر وـ أنا منهم ـ فعلم النحو على ال×ص من علوم اللغة العربية الذي لم يدخله تطور كبير على ما ذكره الأولون من علمائنا العرب

والنسب في جملته :
هو إضافة ياْءٍ مشَدَّدَةٍ إلى آخر الكلمة للدلالة على انتساب صاحبها إلىها مصدرا كانت أو مكانا أو زمانا
مثل : المصدر ( الإيمان مصدر الفعل آمن الرباعي وأصله أأمن وأدغمت الهمزتان معا فصار آمن ) عندما نضيف إليه ( ياء النسب ) يصبح : ( الإيمانيّ ) أي المنتسب إلى الإيمان
ومثل : الأمكنة ( مكة تحذف تاء التأنيث من الثلاثي المنتهي بتاء التأنيث ثم نضيف ياء النسب فنقول : مكيٌّ أو المكيُّ ) وعراقي وحمصيٌّ نسبة إلى بلاد العراق وحمص في سوريا
ومثل : الأزمنة ( الدهر ، الشهر ، والعصر... نقول في النسب إليها على التوالي : الدهريُّ والشهريُّ والعصريُّ ) وهكذا
وهناك تغييرات تحصل للكلمة عند اشتقاق صيغة النسب منها ، فاللفظة المكونة من ثلاثة أحرف لها شروط والمكونة من أربعة لها شروط وهكذا
وباعتبار أن النسب من ( إسلام ) من لفظة خماسية الأحرف ( إ س ل ا م ) فإن الياء تضاف إلى آخرها الصحيح بدون تغيير إلا كسر الحرف الأخير ، مثل انتقال نقول ( انتقالي )

والله تعالى أعلى وأعلم
وأحب أن أحيل القار يء إلى الاستزادة من القاوعد النحوية الخاصة بباب النسب إلى كتاب العلامة الأستاذ:
د. عباس حسن أستاذ النحو العربي
في كتابه المعروف ( النحو الوافي )