سلام..
يوم رحلت ْ كنت بعيدة..
ولأني كنت دائما الأقرب لها .. أرادني القدر أن أكون بعيدة ..بعيدة
لم تشأ روحها أن تغادر ذاك الجسد المتعب من أوزار مرض سكن فيها طويلا إلا حين قررت ولأول مرة الابتعاد عنها ..كي أنشر أول كتبي
وكأنها حتى برحيلها أشفقت عليّ من الحزن.. لم تدر تلك الحبيبة الغالية أنني كنت وسأبقى سيدة الحزن..وأن حزني عليها سيبقى أنبل الحزن..وأطهره
كتبت لها وأنا في طريق العودة ..استرجع مكانها على الشرفة أستجدي رائحتها
أزحف بألمي ووجعي وحنيني على طريق دارها..فكانت كلماتي.. ولم أكن أنا بعدها كما أنا أبدا ..أبدا
سلام
سلام لذاك الطريق
سلام لزمن بات بعيد
لناية
عزفت الحب
لحنا ورعشةْ..
سلام لبهجة الصوت
تلألأت يوما
رحلة ضوء ..
ككوكب سقط
من سماء الدهشة ْ..!
وتلاشت
فتلاشى بعدها
زمن الأمن
واستفاق زمن الحزن
زمن الوحدة ْ..!!
سلام لتلك الشرفة
ترصـَّعت يوما
بنجوم الود
تسوّرت
بعطور الألفة ْ..!
سلام لأرض
ولدت تاريخي
شكـَّلتْ تقاطيعي
رسمتْ عشب أيامي
لوّنت ْ صيفي
رسمت ضحكة ْ..
وصارت اليوم
عطش خريفي
رحلت عني
عن أشجاري
عن حقولي
عن رصيفي
تركتني
لانتظار شتائي
تركتني
لانتصار الغربة ْ..!
سلام لنخلة
توّجعت ْ من المطر..!
تجرّعت ْ العمر
قوارير ألم
وسكنت على أفيائها
على جذوعها
على جذورها
قوافل مرض
وحاشية سهر
وتساقطت أوراقها
سنينا ..تئن
تطلب الرحمة ْ..!
سلام لوجه يطالعني
كزهرة حلم
يا وجه أمي
الطالع في الوجدان
يا ذاكرة ترتجف كالزلزال
أصغي إلى
أنفاسك الراحلة عني
إلى ملكوت العدم
يا ولهي
يا وجعي
يا آهــــــة الندم..
من يغسلني بعدك
بأريج الأمهات
من يعطر فضاءاتي
بزيت اللمسات
بحنان القبلات؟؟
من يوقظ الشعراء ؟
من يلوّن حبر الكلمات؟!
من يبدع العطاع
من يمحو السأم؟؟
ماتت نجمتي..!!!
ماتت نجمتي ورحلت ْ
تاهت عني كل الاتجاهات..!
ماتت نجمتي ..
ما الفرق في أن نضحك
أو نبكي..؟
فالعمر حفلة لمن يهذي..
ما الفرق
إن تشابهت الأثداء
أو انتحرت الأسماء؟؟؟
ما الفرق
إن صارت
الدموع حروفا
أو هاجرت
من السطور الكلمات..؟
ما الفرق
إن سكنت
المعاني في غفلة ْ..؟!
أو ضاعت
في ضجيج الجلبةْ.. ؟!
ما الفرق؟؟
فأمي اليوم
صارت قصيدة الموت
صارت قافية صعبة ْ..!!
