سبل البحث عن السعاده والاصلاح1

ان الله تعالى خلقنا فى هذه الدنيا فى عناء متواصل وفى الواقع نحن من نجلب العناء لانفسنا حيث ان سبل السعاده امامنا ونحن الذين نخطو بعيدين عنها ونبحث عن الشقاء بلا مبرر وكاننا مجبورين او مدفوعين لذلك الشقاء ونحن فى خضم الحياه والامد البعيد الذى نعيشه نجد انفسنا من حين لاخر نركن نحو السعاده ونشتاق اليها والسعاده والشقاء امران متلازمان فلا فرق يذكر الا فى التسميه فالسعاده لا تاتى هكذا الا بعد رحله طويله من الشقاء والحريه لا تاتى ولا يشعر بطعمها الا الذى ذاق مراره العبوديه والقيود وكما ان الشقاء يبدو واجهه للسعاده ايضا العبوديه تبدو واجهه للحريه والطبيعه البشريه جبلت على الحريه هكذا خلقها الله تعالى ولم يكن الانسان فى يوم من الايام مقيدا او مسيرا وانما الحريه والختيار اساس لوجوده (كل نفس بما كسبت رهينه)(انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا) والمساله لا تحتاج لفلسفه او خلافه وانما بيسطه وسهله حتى فى اهم الاشياء وهى التةحيد لم يكن الانسان مقيدا او مجبرا تخيل لقد خلق الله الخلق وبعث فيهم رسل وانبياء وقال لنبينا صلى الله عليه وسلم (انما انت منذر لست عليهم بمسيطر)(ولكن الله الف)لاحظ ان مساله التوحيد والايمان والكفر ليست هى الاخرى عليها جبر او اكراه (اانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) والمنظومه الالهيه لا تعرف هذه النزعه الجبريه فالانسان حتى يكون مسؤلا ومكلفا لابد ان يكون حرا وما استطاع النبى ان يهدى احدا وانما الهدايه والارشاد والايمان والكفر من الله (انك لا تهدى من تشاء ولكن الله يهدى اليه من يشاء)هذه المنظومه والعلم الالهى هو الحقيقه التى لا تستطيع ان ينكرها احد --اذن وسائل الحريه متاحه فلا اكراه او تعنت او اصرار وانما العمليه مبنيه على الحريه وهذا من اجل التدبر والتفكر ومن بسل الاقناع (افلا يتدبرون القران ام على قلوب اقفالها)والحكمه من عمليه الحريه للانسان هى البلاء والاقناع والدليل فان لم يكن الانسان حرا فكيف يؤمن او يقتنع او يستدل على حياته الحقيقيه وكيف يكون مبتلا وكيف يكون هناك ثواب وجزاء وعقاب وحساب --فقط ان يكون حرا حتى يكون مكلفا حتى يكون هناك جزاء والحريه ثمنها باهظ جدا وقد تجره الى الحياه او الى الموت قد تجره الى الراحه او الشقاء وكل بفعله وعمله وحسب اختياره ومزاجه من هنا نعود لقاب قوسين للسعاده --والسعاده فى اتجاه والحريه فى اتجاه فان تحكمت فى حريتك واستفدت منها ما يفيدك حقا فى حياتك واخرتك كسبت نفسك وحريتك وحققت سعادتك وتصبح الحريه مصدر قوه وعطاء متجدد لك ووسائل السعاده وتحقيقها مختلفه من شخص لاخر ومنا من يرى سعادته فى المال او الشهوه او الشهره او الولد او الزوجه او وتتعدد الامزجه وانما هذه كلها اسباب زائله لا تعود الا بالنفع الوقتى على الفرد وحتما ستنقضى وانما الحقيقه التى لا يختلف عليها احد ان السعاده لا تاتى من فراغ وعمليه ان اكون او كيف اكون سعيدا ولماذا اكون سعيدا تتطلب جهد وعناء ان لم اتقيد بذات مفكره مدبره جامحه قد تجرنى سعادتى الى الجنون وحينما ارجو واتمنى السعاده لابد من امر مهم الاصلاح وكيف اصلح ذاتى وبالتبعيه كيف اصلح من حولى وهل احقق فعلا الاصلاح ام لا وما المعايير التى تحكم ذلك الاصلاح وهل الاصلاح له شروط ام لا هل فعلا سياتى الوقت الذى اشعر فيه بلذه السعاده الحقيقه ام لا وللحديث بقيه