لا تلوموني ولا تقتلوا الحروف قبل أن تصبح كلمات
فربما الكلمات يوما تصبح مشعلا
لبشر يستطيعون يوما أن يفعلوا شيئا
فيما نبكيه اليوم دما أو دموعا
بل ربما أقل من هذا بمصمصة الشفاه ... وتهكم الجاهلين
غزة ... اليوم
أحد أدلة الهوان للناطقين بالعربية
ودليل متكرر للوصول لمعنى (غثاء السيل) في حديث صلوات ربي وسلامه عليه
وما صنع ذلك فينا أحد وما جار علينا سوى أنفسنا
وما ظلمناهم ولكن أنفسهم كانوا يظلمون
ولقد سقت مثالا بسيطا
في مقال سابق لي عن المسلمين ... وقلت
كلما اكتشف أحد العلماء شيئا ... من ثوابت العلم أو الخلق في الكون
يصرخ المسلمون .... هذا عندنا في كتابنا منذ أربعة عشرة قرنا من الزمان
وقلت إنهم بذلك كالحمار يحمل أسفارا على ظهورهم
وأين كانوا حتى يثبت لهم .. الكافرون بهم وبدينهم
حقائق علم موجود عندهم ... في كتابهم
كانو يتجادلون ... ويعادي بعضهم بعضا
ويتشحانون ويتفلسفون ويتشدقون
وكفاهم أنهم يؤدون ما أطلقوا عليها العبادات فهم أصحاب الجنة
وقلت أنهم كذبوا وضلوا وأضلوا
فما يؤدونه ويتشحانون ويتجادلون عليه ويفلسفونه
ليست هي العبادات .. ولكنها مراسم الحفاظ على استقامة آداء المهمة
التي خلقهم الله من أجلها
وهي إعمار الأرض
المهمة .. التي تركوها لغيرهم واكتفوا بتأدية المراسم والتشديد فيها والتجادل والتناحر حولها
غيرهم .... كفار الأرض ومشركوها ... عمروا الأرض وأدوا المهمة
فتساوى من أسموا أنفسهم المسلمون .... وغيرهم
فالكل عاص وضال ومضلل
فمسلمي اليوم تركوا المهمة وزيفوها وزوروها وضلوا
أما غيرهم ... فقد عمروا الأرض ولكن لحسابهم .. بعيدا عن الله
فالكل عاص ... والكل مغير لحقيقة إخلاص الدين لله
وبالتالي تركنا الله ... لبعضنا البعض
فسادونا .... وهنا على الدنيا .. وهنا على البشر أجمع
وأصبحنا كغثاء السيل
فأصبحت دماءنا ... أحل من سيول الماء وماء البحر
فلماذا العجب
ولماذا الابتهال والتضرع لله
ولماذا ندعو الله أن يدحر أعداء الله
أولسنا نحن بتحريفنا المهمة ..... وادعاءنا أننا أولياء الله
نستحق أن ننتمي .... لهؤلاء ... من ندعو عليهم .. لأعداء الله
فهل ندعو على أنفسنا
أم أننا ما زلنا نشك أننا ... أولياء الله وأننا أحباؤه
أخوتي في الله
آن الآوان أن نراجع ديننا وحقيقته .. قبل أن نصبح بقايا لآثار بشر
لا يستحقون لقب البشرية ... ولا تكريم الله لها
وقبل الدفاع عن غزة ... وقبل نصرة أهل غزة
وغيرهم ممن يسمون أنفسهم مسلمين
لابد أن ننصر الله في ديننا وأماناتنا بالعمل والعلم والكدح والإخلاص لله في أعمالنا
وليس في وسيلة الاتصال ومناسك الطاعة والولاء لله فقط
ونقول أننا هكذا ننصر الله
كفانا زورا وتزويرا
وتشدقا وادعاءات بالكذب أننا أولياء الله
والله منا براء
اللهم ردنا لدينك ردا جميلا
{لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }البقرة286
والله غالب على أمره .... قد جعل الله لكل شيء قدرا
G. Omar
