“خشاب” هل لمحبٍّ عندكم فرجُ
“خشاب” هل لمحبٍّ عندكم فرجُ | أو لا فإني بحبل الموت معتلج |
لَوْ كَان مَا بِي بِخَلْقِ اللَّه كُلِّهِمُ | لاَ يَخْلُصُونَ إِلَى أَحْبَابِهِمْ دَرَجُوا |
لِلْهَجْرِ نَارٌ عَلَى قَلْبِي وَفِي كَبِدي | إِذَا نَأيْتِ، وَرُؤْيَا وَجْهِكِ الثَّلَجُ |
كأن حبك فوقي حين أكتمه | وَتَحْتَ رِجْلَيَّ لُجٌّ فَوْقَهُ لُجُجُ |
قَدْ بُحْتُ بِالْحبِّ ضَيْقاً عَنْ جَلاَلَتِهِ | وَأنْتِ كالصَّاعِ تُطْوَى تَحْتَهُ السُّرُجُ |
خشاب جودي جهاراً أو مسارقة ً | فَقَدْ بُليتُ وَمَرَّتْ بِالْمُنَى حِجَجُ |
حَتَّى مَتَى أَنْتِ يَا خُشَّابَ جَالِسَة ً | لا تُخْرُجِينَ لَنَا يَوْماً وَلاَ تَلِجُ |
لَوْ كُنْتِ تَلْقِينَ مَا نَلْقَى قَسَمْتِ لَنَا | يوماً نعيش به منكم ونبتهج |
لاَ خَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِنْ كُنَّا كَذَا أبَداً | لاَ نَلْتَقِي وَسَبِيلُ الْمُلْتَقَى نَهَجُ |
مَنْ رَاقَبَ النَّاسَ لَمْ يَظْفَرْ بِحَاجَتِهِ | وَفَازَ بِالطَّيِّبَاتِ الْفَاتِكُ اللَّهِجُ |
وقد نهاك أناس لا صفا لهم | عيش ولا عدموا خصماً ولا فلجوا |
قالوا: حرام تلاقينا فقد كذبوا | مَا فِي الْتِزَامٍ وَلاَ فِي قُبْلَة ٍ حَرَجُ |
أمَا شَعَرْتِ، فَدَتْكِ النَّفْسُ جَارِيَة ً | أنْ لَيْسَ لِي دُونَ مَا مَنَّيْتِنِي فَرَجُ |
إِنِّي أبَشِّرُ نَفْسِي كُلَّمَا اخْتَلَجَتْ | عَيْنِي، أقُولُ: بِنَيْلٍ مِنْكَ تَخْتَلِجُ |
وَقَدْ تَمَنَّيْتُ أنْ ألْقَاكِ خَالِيَة ً | يوماً وأني وفيما قلت لي عوج |
أشْكُو إلَى اللّه شَوْقاً لا يُفَرِّطُنِي | وَشُرَّعاً فِي سَوَادِ الْقَلْبِ تَخْتَلِجُ |
يَا رَبِّ لا صَبْرَ لِي عَنْ قُرْبِ جَارِيَة | تنأى دلالاً وفيها إن دنت غنج |
غَرَّاءَ حَوْرَاءَ مِنْ طِيبٍ إِذَا نَكَهَتْ | للبيت والدار من أنفاسها أرج |
كَأنَّهَا قَمَرٌ رَابٍ رَوَادِفُهُ | عذبُ الثنايا بدا في عينه دعجُ |