أسُرِرْتَ، إذ مرّ السّنيحُ، تَفاؤلاً،
أسُرِرْتَ، إذ مرّ السّنيحُ، تَفاؤلاً، | والفالُ من رأيٍ، لعَمرُكَ، فائلِ |
أرأيتَ فعلَ الدّهرِ في أُمَمٍ مَضَتْ، | قَبلاً، ومَرْجَ قَبائِلٍ بقَبائل؟ |
أسرِجْ كُمَيتَكَ، في الكتائبِ، جائلاً، | ودَعِ الكُميتَ أخا الحَبابِ الجائل |
خسِرَ الذي باعَ الخلودَ، وعيشَهُ، | بنَعيمِ أيّامٍ، تُعَدُّ، قلائل |
وتَخَيّرَ المَغرُورُ طولَ بَقائِهِ، | سفَهاً، وما طولُ البقاءِ بطائل |
وتَفاوتُ الأجسامِ، ثمّ جَميعُها | مَتقارِباتٌ في نُهىً وخَصائل |
حُرٌّ يضيقُ، عن الوليدةِ، طَوْلُه، | وسِواهُ لم يَقنَعْ بتِسعِ حَلائل |
جَمَدَ النُّضارُ له، فَما هوَ سائلٌ، | من جُودِ راحتِهِ، براحَةِ سائِل |
ما المرءُ نائلُ رُتبَةٍ من سؤدُدٍ، | حتى يُصَيَّرَ مالُهُ في النّائل |
لو عُدتُ من أسَدِ النّجومِ بجَبهَةٍ، | أو بتُّ في ذَنَبٍ لشَبوةِ شائل |
أو كنتُ رأسَ الغُولِ، وهوَ موَقَّرٌ، | في الشُّهبِ، لم آمَنْ تهجُّمَ غائل |
كانَ الشّباب ظَلامَ جِنحٍ، فانجلى، | والشّيبُ يذهبُ في النّهارِ الزّائل |
والغِرُّ يُرْسِلُ قَولَهُ بمواعِدٍ | وُلُدٍ، فتَنتِجُ عن يمينٍ حائل |
وأقلُّ أهلِ الأرضِ حظّاً، في العُلا، | مَن يَكتَفي منها بخطبَةِ قائل |
والحَيُّ شاهدُ رُزءِ خَطبٍ هائلٍ، | من كونِ مَيتٍ تحتَ أُنمُلِ هائل |
قد خِلْتَ أنّكَ مُحسِنٌ فيما مضَى، | والخالُ يَكذِبُ فيهِ ظنُّ الخائل |
لا تَفرَحَنّ بدَوْلَةٍ أُوتيتَها، | إنّ المُدالَ عليهِ مثلُ الدّائل |
ومتى حَظيتَ بنِعمَةٍ من مُنعمٍ، | فتَوَقّ واحذَرْ صولَةً من صائل |
وعَقائِلُ الألبابِ غَيرُ أوامِرٍ | بأذاةِ أيتامٍ، وهَتكِ عَقائل |
وإذالَةُ الإنسانِ، ليسَ بمانِعٍ | منها تحرّزُهُ بدرْعٍ ذائِل |
وحَبائلُ الدّنيا تَزيدُ على الحَصَى؛ | وأقَلُّ أنفاسي أدَقُّ حَبائلي |