www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

القدس على أعتاب نزعها الأخير /الكاتب والصحفي علاء الريماوي

0

في صباح الجمعة الأولى من شهر رمضان يفيق محمد ابنالسابعة من لصلاة الفجر ، يبادئ والده السؤال … كم مضى من عمرك ؟ يعجب الوالد من طبيعة السؤاللكنه يجيب( 35 ) عام .

القدس على أعتاب نزعها الأخير 

الكاتب والصحفي علاء الريماوي

 

في صباح الجمعة الأولى من شهر رمضان يفيق محمد ابنالسابعة من لصلاة الفجر ، يبادئ والده السؤال …  كم مضى من عمرك ؟ يعجب الوالد من طبيعة السؤاللكنه يجيب( 35 ) عام .

محمد يحتج على العمر ” لاش مش أربعين “الأم  استنكرت الأمنية وتساءلت عن سببالاحتجاج  الكبير على عمر والده .

محمد يلوذ إلى صمته ، ثم يعلو صوته ” انت يا باباالحق عليك ، لوكان عمرك أربعين كان دخلونا اليهود اليوم على المسجد الأقصى “.

 

هذه القصة الحقيقية تحكي حال الفلسطيني في الضفة الغربيةمع المسجد الأقصى في رمضان  ،  شباب القدس يمنعون من دخوله  بحجج الأمن ، وغزة لا تتصل جغرافيا بالضفة وتعتبرحسب التصنيف الصهيوني منطقة معاديه .

الأدهى أن قرارا إسرائيليا في الأيام الماضية إعتبرالمسجد ، قبته ، الحائط ، مقدسات المسلمين تراثا إسرائيليا يمنع غير سيادة للكيانعليها .

 

هذا الحديث يضاف إلى مخطط صهيوني كبير حسم توجهه فيتفريغ القدس من العرب في خطة تكاملت مع جدار الفصل العنصري وهي إعتبار أحياءخارج  هذا الجدار  لا تتبع مدينة القدس في إشارة الى مواطنةساكينها .

 

هذا الحديث يضاف إلى توسع استيطاني غير مسبوق في ضواحيالقدس  ومستعمراتها ، حيث تشير المؤشراتالمشاهدة بالعين المجردة الى أن الاستيطان في الاعوام الثلاث الماضية تضاعف أكثرمن ضعفين  في محيط القدس ، و الأشد خطرا فيالبعد الجغرافي  أن كم الاستيطان فيمحيط  المدينة انجز مخطط بلدية القدس  القاضي بإحداث تواصل بين المستعمرات وأحياءالقدس  العربية .

 

في متابعة وضع المدينة المقدسة يصدمك حجم العبث فيالبلدة القديمة ، حجم المصادرة  للبيوتوالعقارات ، ويتبع ذلك حجم الحفريات التي تتسع تحت المسجد الاقصى ليصبح لدينامجموعة مساحات تعتمد عليها المؤسسة الدينية اليهودية كمعابد ستشكل مع الابنية التيتم تشييدها أركان الهيكل المزعوم .

 

في مقالات سابقة تحدثنا عن العبث ، في عين حلوه ، حيالبستان ، سلوان ، وكافة مناطق القدس ، لكن الاهم الذي با ت التحذير منه واجبا ،هو قرار صهيوني غير معلن يقضي بإنهاء ما تبقى من وجود عربي في المدينة المقدسة ،والإسراع في وتيرة إنهاء المعالم العربية في محيط المسجد الاقصى .

 

حركة المخططات الإسرائيلية تسير بخطى واثقة دون شعور منالمحيط العربي  بحجم الخطر المحدق بالمدينة.

هذا الحديث يجعلني أناشد ، السلطة في رام الله … غزة.. الفصائل … العرب … الشرفاء … السادة …. الاعلام …. أن يعيشوا الوجعالحقيقي للمسجد الاقصى من خلال الاعلان عن عام القدس ، في المحافل الدولية ، فيالقرارات العربية والإسلامية ، في شكل التحرك الفلسطيني .

 

حديث المناشدة أردناه للجميع لأن معركة القدس أضحت فيجولتها الاخيره ، وأن مسار الايام سينعي لنا القدس شهيده ، حينها سيقال ” ويحأمة أضاعت من التاريخ أجمله ، ومن العقيدة ركنها ” .

 

لان صفحات المكتوب من التاريخ ستذكرنا كمن ضيعوا أوطانهم، وسيختلف علينا بعد حين علماء التاريخ في تحليل سبب ذلك  مدارسا .

 لكنهم لللأسف  سيتفقون على خيبتنا ، وعجزنا ، وبلادة مشاعرقبلت عيش الذل في زمن الانكسار والهزيمه ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.