زائري في ليلة صيف
لماذا رجعت حبيبي إليّ | و أيقظت جُرحا ً عميقا ً لديا |
و فجرت كل حنين السنين | و شوقا ً تحجرَ في مقلتيا |
فكيف تخون عهود الوفاء | و تفضحُ سرًّا دفينا ً خفيا |
حبيبي, نأينا و لوعة حب | تمادت لدَيْنا و جارَتْ عليا |
وهاج الحنين بذكرى ليال | رشفنا زلال الغرام سويّا |
نصلي بمحراب دنيا الهيام | ويُطْوَى الزمانُ بلُقْياك طيا |
و تأخذنا سكرة من مدام | ترقرق فوق الثنايا نديا |
لنصحوَ بعد انقضاء اللهيب | و قد عادت الروح شيا ً فشيا |
ونحيا إلى الملتقى بانتظار | و يسريَ نهرُ الوصال سريّا |
و لكن أقدار هذا الزمان | تخبئ في الغيب أمرا ً عتيا |
ليغدو كلانا رهين حياة | يخبئ جرحا ً و دمعا ًعصيا |
وفي ذات يوم تلمست قربي | حنانا ً دفيئا ً و صوتا ً شجيا |
يعانق كل مجامع روحي | فتسبح فوق مدار الثريا |
فأشعر بالبشر ِ يغمر قلبي | ويملأ كلَّ الحنايا دويا |
مددت يديّ لأنظر ماذا | فأبصرت روحك في راحتيا |
فذابت جوارح نفسيَ لمّا | تسللت بين الضلوع نجيا |
تعيد شجون ليال ِ الغرام | وتأتي كعهدك صبّا ً شقيا |
ترقرق دمعيَ من فرط شوق ً | طفقت أجففه بيديا |
ويصرخ عمري ببعدك حبي | لعمرك إنيَّ ما عدت حيا |
وعادت إلى الرشد نفسيَ لمّا | رأيت الوسادة تغرق ريّا |
لأصحوَ من حلم ليلة صيف | أعاد إلي الزمان القصيا |
ويرحل حلميَ من مقلتيّ | ويقضي الزمان بجورٍ عليا |
فأيقنت أن حياتي هباء | بغير وصالك لم تَكُ شيا |
وأسألُ روحيَ يا ذات روحي | لماذا حبيبي رجعت إليا؟! |