عروق خامدة
يا حبّ لم تبق لنا ذكرى | لم يطوها الموت |
كان لنا ماض وقد مرّا | ولّفه الصمت |
سراب لا شيئين, لا معنى | لا لفظ لا ظلاّ |
تدفعنا الآهات والأحزان | وما لنا مأوى |
نبكي فلا تحنو علينا يد | بربتة من حنان |
نحن هنا اللاأمس واللاغد | نحن هنا اللاكيان |
شفاهنا لحم بلا لحن | وروحنا أشلاء |
ونلتقي فتسكت النجوى | وتكتم الأنفاس |
وتلتقي الكّفان أين الرغاب | ورعشة الأشواق ؟ |
أصابع ميتّة الأعصاب | ليس لها أعماق |
الشرق فيها أسود الآفاق | ويلهث الغرب |
وأذرع صمّاء كالأحجار | فارقها الشوق |
ونلتقي ينقصنا شيء | شيء وراء الروح |
شفاهنا ينكرها الضوء | وليلنا مجروح |
يعزّ أن تجمعنا الأيام | وبيننا الأمس |
وبيننا هاوية الذكرى | تقذف بالأشباح |
وأذرع صمّاء كالأحجار | فارقها الشوق |
جامدة لو لامستها النار | لم يستفق عرق |
ونلتقي ينقصنا شيء | شيء وراء الروح |
شفاهنا ينكرها الضوء | وليلنا مجروح |
ونلتقي تفصلنا آلام | وأدمع خرس |
يعزّ أن تجمعنا الأيام | وبيننا الأمس |
وبيننا هاوية الذكرى | تقذف بالأشباح |
سدى أريد الضفّة الأخرى | قد غرق الملاّح |