تواريخ قديمة وجديدة
لنسر كان أمس ومات | منذ بضع مئات السنين |
مسحت ذكره السنوات | وطوته مع المّيتين |
وبحثنا زمانا طويل | عن كواكبه الآفلات |
واستعرنا يد المستحيل | لنعيد إليه الحياة |
وأهبنا بركب العصور | أن يعود على بدء |
علّنا نستعيد الشعور | فرجعنا بلا شيء |
كم شققنا هناك الظلام | وعبرنا سكون الركود |
ونبشنا ركام العظام | لم نجد شيئنا المفقود |
ورأينا هناك جباه | لا ترى فهي عمياء |
وعيونا طوتها الحياه | صمتت فهي خرساء |
ورأينا رفات قلوب | حنّطتها يد الذكريات |
وسدى حاولت أن تؤوب | معنا فهي..فهي رفات |
ورأينا شفاها خوت | لم تعد تشتكي أو تجوع |
وأكفّا ذوت وانطوت | لم يعد لأساها دموع |
وسألنا عن الأمس | فعثرنا على تابوت |
وهناك على الرمس | يجثم الزمن المبهوت |
ورجعنا إلى التقويم | علّنا نخدع الأيام |
فسمعنا صراخ الهشين | خلف سخرية الأرقام |
ورأينا الغد المنتظر | ساحبا نصفه المشلول |
ساحبا نصفه المحتقر | نصفه الجامد المملول |
وهناك انطوى سفر | واختتمنا النشيد القديم |
وغدا ينبت العمر | فوق جرح الزمان الأليم |
ويتيه صدى الأمس | في مدار الزمان العميق |
ونحسّ على الكأس | فورة الحلم المستفيق |