في امتزاج الوجود بالعدم
في امتزاج الوجود بالعدم | واختلاط الحدوث بالقدم |
حكمة جلّ من يشاهدها | كامتزاج الضياء بالظلم |
وقياس الوجود حيث بدا | ليس يبقى سواه فافتهم |
وكذاك الحدوث يذهب أن | قدم بأن ظاهر الهمم |
وكذاك الضياء يمحق ما | كان من ظلمة لمنبهم |
لكن الظاهر الوجود سرى | سرّ أسمائه بمنعدم |
فهو معنى امتزاجه وكذا | قدم مع حدوث منكتم |
وضياء مع الظلام على | حكم أسمائه فلم يقم |
إنه لا امتزاج بينهما | خالق الخلق بارئ النسم |
أوّل وهو آخر لحجي | ظاهر وهو باطن لعمى |
أيها السائر المجدّ إذا | جئت سلعا فسل عن الحرم |
خذ يمينا بنا إلى وطن | فيه كنا وقف على العلم |
وتأمّل ربوع كاظمة | بين تلك الطلول والخيم |
إنّ لي سادة هناك أرى | نورهم مشرفا بذي سلم |
كلما قلت ليت لي خبرا | عندهم قيل أنت في العدم |
وإذا قلت لورويت بهم | قيل لي من بهم يهيم ظمى |
غير أنى بهم ظهرت لهم | ظلمة خولطت بنورهم |
تنتفى تارة وتثبت ما | بقيت كالخيال في الحلم |