بستاننا في أراضي النير بين سقى
بستاننا في أراضي النير بين سقى | رياضك الغيث منهلا ومندفقا |
يا سعد أيامنا فيه وقد عبقت | روائح الزهر تحكى العنبر العبقا |
والوقت صاف وما في صفوه كدر | ونال قلبي مقام القرب مستبقا |
هي الشخوص تقادير الوجود بدت | في نوره باطل بالحق قد زهقا |
ونحن فيه بإنس القرب ليس لنا | من وحشة مثل معشوق ومن عشقا |
قامت معارجنا فيه على درج | من التجلي الإلهي جلّ من رزقا |
والوجه يشرق من خلف الحوادث لي | بفيض علم مبين فيه سرّ بقا |
الله أكبر هذا كله أثر | مقدّر عدم فيه الوجود رقا |
وجود حق إذا أكوانه رمقت | في وجهه الحق لم يترك لها رمقا |
وإن بدا خفيت في نوره وإذالا تستطيعُ لهُ الأكوانُ تحضرُ مَعْ حضوره إذ هُما ضدّانِ ما اتفقا | بدت ففيها اختفى لا تدرك الشفقاسقط بيت ص |
لولا تحليه بالأفعال ما عقلت | عقولنا إنه الحق الذي خلقا |
لكننا نتراآه بأعيننا | من خلف تقديره المعدوم وقت لقا |
كم أمة قبلنا كانت تشاهده | من غير علم به عن قيدها انطلقا |
لو أنهم بفنا أكوانهم علموا | لعاينوا وجهها المكشوف قد برقا |
لكنها أغفلتهم عن محاسنها | فابصروا سترها الفاني الذي انمحقا |
ولم يزالوا على ما هم عليه إلى | إن تمّ تقديره ذاك الذي سبقا |