نحن ضياء الغارب الطالع
نحن ضياء الغارب الطالع | ونحن كالآلات للصانع |
ونحن أسباب أمور الورى | نفعل بالمعطي وبالمانع |
لا تحسن الأوقات إلا بنا | ولا يطيب العيش في الواقع |
وليس منا زمن خاليا | من باصر حقا ومن سامع |
والله إن يقطع كل الورى | ليس لنا والله بالقاطع |
ملتنا ملة طه الذي | جاء بحال الفارق الجامع |
وديننا ما في الورى غيره | وما عداه خدعة الخادع |
إياك بل إياك من عصبة | في حقنا لم تخش من رادع |
قد حاولوا بالجهل أن يطفئوا | أنوار علم عندنا نابع |
وأنكروا الأسرار واستصغروا | دين النبي المصطفى الشافع |
والعقل قد قاموا به يحصرون | الدين في المستحسن النافع |
وقد نفوا ما عقلهم قاصر | عن فهمه من شرعنا الواسع |
والدين قد خصوه في ظاهر | لجهلهم بالباطن الشاسع |
وقاربوا أن يجعلوا ملة | عظيمة المتبوع والتابع |
كملة للكفر مفهومة | بالعقل في الخافض والرافع |
خوفا على منصبهم بالعلى | بين عوام الناس في الجامع |
يا خيبة المسعى لهم إنهم | قد نظروا بالبصر الهاجع |
فأبصروا الدنيا فأضحى لهم | عما سواها عفة القانع |
وما لهم من قبح نياتهم | عن غضب الجبار من دافع |
ألم يصلهم أن دين الهدى | كالبحر أو كالوابل الهامع |
ظواهر تدرك بالعقل مع | بواطن كالبارق اللامع |
وكلها حق بحق أتت | من عند حق بالهدى صادع |
ويح شجي من خلي وهل | سالي الحشى كالواله الوقع |
والجسم لا تشبههه روحه | ما جامد كالسائل المائع |
وبارع يدري جهولا ولم | يدر جهول قط بالبارع |