يا من يقول بأنه يدري الفنا
يا من يقول بأنه يدري الفنا | ويظنه معنى يلوح بفكره |
مثل الذي يدري الطعام وطعمه | فهما بلا أكل لشدة ذكره |
إن الفنا حال إذا دهم الفتى | لا يستفيق له الفتى من سكره |
فتراه لا تمييز أصبح عنده | إذ طار طائر عقله من وكره |
وعلى البرية ليس يخفى حاله | في صدقه عرفوه أو في مكره |
هذا الفنا هو مسقط الأحكام عن | كل امرىء دهمته حالة نكره |
إن زاد عن يوم تراه وليلة | مثل الجنون بحكمه المستكره |
وأقل من هذا فليس بمسقط | فرض الصلاة فقم بواجب شكره |
واحذر تظن بأن علمك للفنا | من غير ما ذوق لخمرة بكره |
هو مسقط أحكام شرعك مثلما | عند الزنادقة النفاة لحكره |