تب منك حين تقول يا فتاح
تب منك حين تقول يا فتاح | تلق المنى فالتوبة المفتاح |
وانهض إلى عين الوجود مجانبا | ذاك النهوض فلاح فيه فلاح |
كم مشرق للشمس فيك ومغرب | منه مساء دائما وصباح |
ولربما رمت القبول فلم تجد | فاسمح بنفسك فالسماح رباح |
يا نهر طالوت الذي بليت به | أقوامه ما هذه الألواح قل ليس مني كل من هو شارب مني فإني فاتن نصاح |
لعبت بك الأهواء في بحر القضا | فارس السفينة أيها الملاح واقبل ولا تقبل وقم واقعد وقل واسكت ففي إنصاتك الإفصاح |
وافهم ولا تفهم وتب عن توبة | هذا مقامك ما عليك جناح هو لا هو التواب بل هو أنت لا أنت المتاب عليه يا مصباح |
ومتى أحبك حين تبت فإنما | محبوبة بك وجهه الوضاح |
والكائنات بسر توبتك اهتدت | فهي الجسوم وذاتك الأرواح |
فاحذر فمكر الله توبة عبده | إن تبت تب أن لا تتوب تراح |
من قام بي قامت به الأشيا ومن | بالنفس قام تقيمه الأشباح |
كأس صفت بيد المدير فأسكرت | ألباب أهل الله منه الراح |
فتمايلت شم الحبال وعربدت | في النشأتين وطرفها طماح |