www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

كانت عيون الريب الساهرة

0

كانت عيون الريب الساهرة

كانت عيون الريب الساهرة ترمق تلك الطفلة الطاهرة
من هي بنت من بنات الأسى معروضة للصفقة الخاسرة
يطمع فيها حسنها والصبا والفاقة العضاضة الكافرة
ما زال غرا قلبها لاهيا عما يهيج الشهوة الخادرة
أبأس ما سارت بأطمارها لمتك إلا بهجة سائرة
تحس للأبصار في نفسها وقع الندى من نبتة ناضرة
وتلتقي كل ابتسام كما تلقى الشعاع الدرة الزاهرة
وتقبل المدح على أنه مصداق ما في المقلة الناظرة
جاهلة ما في قلوب الأولى تأمنهم من شيمة غادره
لا تضمر المرآة في زعمها شيئا وزراء الصورة الظاهرة
ويح الفقيرات الجميلات من حبائل القناصة الماكرة
كالورد لا يعصمه شوكه إذا دنت منه يد جائرة
تمر بين الناس ذات الغنى تقلها جوابه طائره
فتثبت الأبصار شوطا بها ثم تني ظالعة حاسرة
والحسن إن لم يرج يملل كما يمل حسن الأنجم السافرة
أما ابنة البؤس فهيهات ان تملك دفع القوة القاهرة
أنى تكن تلحق بها لفظة مريبة أو لحظة فاجره
أو عدة فاتنة للنهى أو هبة خلابة ساحرة
لا تفتأ الخدعة في إثرها ساعية أو حولها دائرة
حتى إذا أضرمت قلبها فشب كالمجمرة الثائرة
أشبعت الفساق من لحمها وسفكت هدرا دم العاهرة
تلك التي سقت على ذكرها تفصيل هذي العظة الزاجره

كانت على وشك السقوط الذي تسقطه المسكينة العاثرة

قد احدق السوء بها منذرا بالويل مما تزر الوازرة
لولا فتى جم مروءاته شيمته في عصره نادرة ه
لا يكبر الدهر بأحداثه يوما على همته الكابره
أنقذها محتسبا ربه بها ونعمت حسبة الاخرة
أدخلها معهد علم به تحفظ حفظ القنية الفاخرة
تتم بالآداب في عصمة جمال تلك الصورة الباهرة
اعظم بلطف الله عونا على صيانة البائسة القاصرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.