كانت عيون الريب الساهرة
كانت عيون الريب الساهرة | ترمق تلك الطفلة الطاهرة |
من هي | بنت من بنات الأسى معروضة للصفقة الخاسرة |
يطمع فيها حسنها والصبا | والفاقة العضاضة الكافرة |
ما زال غرا قلبها لاهيا | عما يهيج الشهوة الخادرة |
أبأس ما سارت بأطمارها | لمتك إلا بهجة سائرة |
تحس للأبصار في نفسها | وقع الندى من نبتة ناضرة |
وتلتقي كل ابتسام كما | تلقى الشعاع الدرة الزاهرة |
وتقبل المدح على أنه | مصداق ما في المقلة الناظرة |
جاهلة ما في قلوب الأولى | تأمنهم من شيمة غادره |
لا تضمر المرآة في زعمها | شيئا وزراء الصورة الظاهرة |
ويح الفقيرات الجميلات من | حبائل القناصة الماكرة |
كالورد لا يعصمه شوكه | إذا دنت منه يد جائرة |
تمر بين الناس ذات الغنى | تقلها جوابه طائره |
فتثبت الأبصار شوطا بها | ثم تني ظالعة حاسرة |
والحسن إن لم يرج يملل كما | يمل حسن الأنجم السافرة |
أما ابنة البؤس فهيهات ان | تملك دفع القوة القاهرة |
أنى تكن تلحق بها لفظة | مريبة أو لحظة فاجره |
أو عدة فاتنة للنهى | أو هبة خلابة ساحرة |
لا تفتأ الخدعة في إثرها | ساعية أو حولها دائرة |
حتى إذا أضرمت قلبها | فشب كالمجمرة الثائرة |
أشبعت الفساق من لحمها | وسفكت هدرا دم العاهرة |
تلك التي سقت على ذكرها | تفصيل هذي العظة الزاجره |
كانت على وشك السقوط الذي تسقطه المسكينة العاثرة |
|
قد احدق السوء بها منذرا | بالويل مما تزر الوازرة |
لولا فتى جم مروءاته | شيمته في عصره نادرة ه |
لا يكبر الدهر بأحداثه | يوما على همته الكابره |
أنقذها محتسبا ربه | بها ونعمت حسبة الاخرة |
أدخلها معهد علم به | تحفظ حفظ القنية الفاخرة |
تتم بالآداب في عصمة | جمال تلك الصورة الباهرة |
اعظم بلطف الله عونا على | صيانة البائسة القاصرة |