فلما دعاه الله بعد جهاده
فلما دعاه الله بعد جهاده | إلى الراحة الكبرى وقد بات مجهدا |
توارى وملء الناظرين شعاعه | فراع مغيبا مثل ما راع مشهدا |
ذخيرة قوم فوجئوا بضياعها | فما دفع الحرص القضاء وما فدى |
فأي أديب ألمعي طوى الثرى | وأي اجتماعي حكيم تغمد |
وأي اقتصادي رماه ولم يبن | له مقتل رام خفي فأقصدا |
فقيد على قدر المعالي تعددت | مآتمه والرزء فيه تعددا |
ففي مصر بل في الشرق أحزان أسرة | على خير ان لم الشتات ووحدا |
تولى وما خلناه يحصى زمانه | عليه وما خلنا امرءا منه أسعدا |
له من خلود الذكر عمر وليت من | يرجى جناه كان بالعمر أخلد |
فيا آله هل يوحش الدار أنسه | وقد ترك الذكر الجميل المؤبدا |
ليمنحكم الله العزاء وخيره | تعهدكم من مجده ما تعهدا |
ويا من تولى بعده رعي ما بنى | لقد كنت خيرا حافظا وموطدا |
مكانك فيمن أنجب العصر باذخ | وما زلت في أعلامه الشم مفردا |
إذا منيت علياء مصر بفرقد | تغيب عنها أطلع الله فرقدا |