يا صاح قمْ فاسقني بالكأس إعرابا
يا صاح قمْ فاسقني بالكأس إعرابا | ولا تُطعْ عاقباً فينا وعقَّابا |
إنّ الهوى حسنٌ حتَّى تدنِّسهُ | فاطْلُبْ هَوَاكَ سَتيراً وارْعَ أحْبابا |
واحفظ لسانك في الواشين إنَّ لهمْ | عيْناً ترُودُ وتنْفيراً وإِلْهابا |
لا تغش سرَّ فتاة ٍ كُنْتَ تألفُها | إنَّ الكريم لها راعٍ وإن تابا |
واسعدْ بما قال في الحلم ابنُ “ذي يزنٍ” | يلهو الكرامُ ولا ينسون أحسابا |
جَدُّ امْرىء ٍ جَارَهُ من كلِّ فاضحة ٍ | فانهض بجدٍّ تنلْ جاهاً وإكسابا |
قدْ شفَّني حزنٌ ضاق الفواد ُبه | وسرَّني زائرٌ في النَّوم منتابا |
باتت عروساً وبتنا معرسينَ بها | حتَّى رأينا بياضَ الصُّبح منجابا |
وقائلٍ :نامَ عنْ “أسماءَ” شاكية ً | لا نَوَّمتْ عيْنه إِنْ كان كذَّابَا |
ما زلْتُ في الْغَمِّ من وِرْدٍ يُقلِّبُها | كأنَّني فيه لا ألقى له بابَا |
بلْ كيْف أُسقى علَى الرَّيْحان مُتَّكئاً | وقدْ تعلَّقتُ من “أسماءَ” أسبابا |
عاد الهوى بلقاء الغرِّ منْ “جشمٍ” | يمشين تحت الغمام الغرِّ أترابا |
علِّقتُ منهنَّ شمسَ الدَّجن أو قمراً | غدا لنا لابساً درعاً وجلبابا |
لا أشْتهي بهواهُ جِنَّة ً أُنُفاً | ولوْ تَدَلَّتْ لنا تِيناً وأعْنَابَا |
للَّه دَرُّ فتاة ٍ منْ بني «جُشم» | ما أحْسنَ الْعيْنَ والْخدَّيْن والنَّابَا |
تريكَ في القول جشَّاباً وإنْ ضحكتْ | أرتك من ثغرها المثلوج جشّابا |
بدا لنا منظرٌ منها اعتبرتُ به | وشاهدُ المسك يلقى الأنف ما غابا |
قدْ زُيِّنتْ بالْمُحيَّا صُورة ً عجباً | وزانها كفلٌ رابٍ وما عابا |
إذا رآها نساءُ الحيِّ قلن لها: | سُبْحان منْ صاغها! يُغْرقْن إِطْنابا |
كأنَّما خُلقتْ منْ جِلْد لُؤْلُوة ٍ | نفساً من العطرِ إنْ حرَّكتها ثابا |
يطيبُ مسوكها منْ طيب ريقتها | وإنْ ألمَّ بجلدٍ جلدها طابا |
تلْك التي أرْجَلَتْني بالْهوى سنة ً | وكُنْتُ للْمُهْرة الْحسْناء رَكَّابا |
لم أنسها طالعتْ منْ تحت كلَّتها | فأعْلقتْ عامرِيًّا بعْد ما شَابَا |
يا «أسْم» جُودي بِمْعرُوفٍ نعِيشُ بِهِ | ولا تكُونِي لنا حرْباً وأوْصابا |
واللهِ أنْساكِ يا «أسْماءُ» ما طَرفَتْ | عيني وما قرقرَ القمريُّ إطرابا |