قُلْ لِلتي هَجَرَتْ حَوْلَيْن عَاشِقَهَا
قُلْ لِلتي هَجَرَتْ حَوْلَيْن عَاشِقَهَا | لو كنت مقبلة ً في الوصل ما رادا |
هَجَرْتِ مَنْ لم يُردْ هِجْرَانَ وُدِّكُمُ | وَمَنْ يَبِيتُ لِمَا ضَيَّعْت عَدَّادَا |
لم يَنْسَ أَيَّامَك اللاَّتِي وصَلْت بِها | والصرمُ يحصيه إصداراً وإيرادا |
فالصرم غل لنا نخشى عوائده | والوصل فيه شفاء السقم لو عادا |
لاَ تَصْرِمِيني فإِنِّي مِنْ تَذَكُّركُمْ | لَتَعْتَرِينِي جُنُودُ الحُبّ أَجْنَادَا |
وقدْ أَرى أَنَّ أَقْوَاماً أُخَالطُهمْ | أرق لي منك بالمملوك أكبادا |
قدْ قُلْتُ لَمَّا وَنتْ عنّي زيارتُكُمْ | وقدَّحَ الْحُبُّ في الأَحْشَاءِ فازْدَادَا |
لا يستطيع لهذا الدهر إخلادا | |
مَا كُنْتِ منِّي عَلَى بَالٍ وزُلْتِ بِها | أرى العداة وإن أخلفت أصفادا |
مَنَّيْتِنِي مُنْيَة ً هَشَّ الْفُؤَادُ لها | ثم انصرفت وما زودتني زادا |
هَلاَّ تَحَرَّجْتِ يَا عَبَّادَ منْ رَجُلٍ | قد زمه الحب حتى ذل فانقادا |
كيف العزاء وقد علقت منك هوى | لو لم يرح بهوى من حبكم عادا |
ما خير القلب إلا اختار قربكم | ولا سرى الشوق إلا هاج إسهادا |
ولا ألم بعيني من كرى سنة ٍ | إِلاَّ أَلَمَّ خَيَالٌ منْكِ فَاعْتَادَا |
ما تأمرين لذي عينٍ مؤرقة ٍ | قد مات من حبكم يا عبد أو كادا |
لا يذكر القلبُ من خود زيارتها | في مسالف الدهر إلا اهتز أو مادا |
لا تجعلن في غدٍ وعدي وبعد غدٍ | فإن فعلت فما وفيت ميعادا |
أَبْلَيْتِ وُدِّي وَأَجَدَدْنَا مَوَدَّتَكُم | شتان بالٍ ومن يزداد إجدادا |
قَدْ صدْتِ قَلْبِي فَأَنْقَعْتِ الْهَوَانَ لَهُ | ما كل حين يهين الصيد من صادا |
قَالَتْ عُبَيْدَة ُ إِنِّي سَوْفَ أعْتِبُكُم | إن غيب الله عن ممشاي حسادا |
سَقْياً وَرَعْياً عَلى مَا كَانَ منْ زَمَن | لِذلِكَ الشَّخْص أَبْدَى الْبُخْلَ أمْ جَادَا |