خطّ أختي لم أكن أجهله ..
خطُ أختي لم أكن أجهله | إن أختي دائماً تكتب لي |
حدثتني أمس عن أهلي وعن | مضض الشوق وبُعد المنزل |
ماعساها اليوم لي قائلة؟ | أيُّ شيءٍ يا ترى لم تقلِ |
وفضضت الطرس ..لم أعثر على | غير سطرٍ واحدٍ ..مختزلِ |
وتهجيت بجهدٍ بعضه | إن أختي كتبت في عجل |
فيه شيءٌ…عن عليٍ مبهمٌ | ربما بعد قليل ينجلي |
وتوقفتُ ..ولم أتممْ..وبي | رعشاتُ الخائف المبتهل |
وترآءى لي عليٌّ كاسياً | من خيوط الفجر أسنى حُلَلِ |
مَرِحَ اللفتةِ مزهو الخطى | سلس اللهجة حلو الخجل |
تسأل البسمةُ في مرشفه | عن مواعيد انسكاب القُبَلِ |
طلعةٌ استقبل الدنيا بها | ناعم البال بعيد المأمل |
كم أتى يشرح لي أحلامه | وأمانيه على المستقبل |
قال لي في كبرياء إنه | يعرف الدرب لعيش أفضل |
إنه يكره أغلالي التي | أوهنت عزمي وأدمت أرجلي |
سوف يعطي في غدٍ قريته | خبرة العلم وجهد العمل |
وسيبني بيته في غايةٍ | تترامى فوق سفح الجبل |
وسأعتز به في غده | وأراه مثلاً للرجل |
عدت للطرس الذي ليس به | غير سطرٍ .. واحدٍ .. مختزلِ |
وتجالدت .. لعلي واجد | فيه ما يبعد عني وجلي |
وإذا أقفل معناه على | وهمي الضارع ..كل السبل |
غرقت عيناي في أحرفه | وتهاوى مِزقاً عن أنملي |
قلبُ أختي ..لم أكن أجهله | إن أختي دائماً تحسن لي |
ما لها تنحرني نحراً على | قولها ..مات ابنها.. مات علي |