أمي والوطن
أمي كتبتُ لك الحنينْ | وزرعت أقلامي أنينْ |
وروَيتهم بالشِّعر، خروا | عند ذكرك ساجدينْ |
أمي بعمق العالمين | أرسلت أصدائي حنينْ |
ومضيت أصرخ ألف أمي | منذ آلاف السنين |
في السابقين.. في اللاحقين | في كل ذرة طين |
ونسَجت باسمك ألف مي | لادٍ وميلادٍ مبين |
لكرامة الإنسان في الأو | طان ، مرفوع الجبين |
حتى يرى التاريخ أني | حين أصرخ لا ألِين |
فجَّرت أعضائي بأع | ضائي، بدأت من اليمين |
فجَّرت فيها ثورة | للناس، أشعلت الوتين |
وأتيت قلبك بالدمو | ع كأنني طِفلٌ حزين |
وكأنني رُغم الرجو | لة بين شكي واليقين |
ما زدتُ في دنياك إلا | أن أكون بها جنينْ |
أمي غصون الزَّيزَفون | أمي المنَاسك والمُتون |
أمي مواقيت الصلا | ة إذا تلاها العابدون |
أمي تباشير الصبا | ح إذا رأها الخائفون |
أمي تباشير الغُرو | ب إذا رآها الصائمون |
ما بين صُبح أو مسا | أمي ضِياءٌ للعيون |
أمي غِناء الطير في | أعشاشها فوق الغصون |
أمي بكاها النأي وال | قانُون في إحدى اللحون |
أمي نعاها القُدس وال | أقصى، وعانتها السُّنون |
أمي مرارات السلا | م إذا إرتآها المُشركون |
أمي، ومن لي غير | أمي، لا أصير ولا أكون |
أمي الأمان، إذا رأي | ت الكون في كفِّ المنون |
*** |
|
آنست أمي والشَّجن | وكتبتُ بينهما الوطن |
ونسجت بالألفاظ من | شِعري على شِعري كفن |
وسَّدت فيه الآه بال | أسحار، مِيلادُ حَسنْ |
وعزفت قيثاري، فغ | ني الريح في عُرس الوَسَن |
حاكت يمين الشِّعر | حول الأم موال اليمنْ |
غنَّت به بلقيس في | صنعا ، وفي قاعي عَدن |
غنّيت أمي في حُق | ول البُُّن في أرض اليمنْ |
غنيتها ورداً وري | حاناً ملأت بها الوطنْ |
وروَيتها غُصنا من ال | زيتون في وجه الفتنْ |
منذ اشرأبت أعنق ال | أغصان في وادي تُبنْ |
للنور يسرق خَطْرَه | بين المعاصم والرَّسَنْ |
غنيت أمي لا أخا | ف الصَّحب إن قالوا: وَهَن |
غنيتها يا حب في | شِعري، وإن قالوا: لمن؟ |
للعابد المصلوب يب | كي في المساجد كالوثنْ |
للحائر المجروح لا | يرقى لإيقاف الزمنْ |
للخائف المرعوب لا | يقوى، وإن غنوا جَبَنْ |
للشمس تفتح بين أه دابي وأعتابي وطنْ |