www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

أيّ مضنى يمدّها باكتئاب

0

أيّ مضنى يمدّها باكتئاب

أيّ مضنى يمدّها باكتئاب أنة ً تترك الحشا في التهاب
يتشكى والليل وحف الاهاب ضمن بيت جثا على الاعقاب

صفعتْه فمال كفُّ الخراب

تسمع الأذْن منه صوتاً حزيناً راجفاً في حشا الظلام كمينا
يملأ الليل بالدعاء أنينا ربّ كن لي على الحياة معينا

ربِّ إن الحياة أصل عذابي

وجعٌ في مفاصلي دقَّ عظمي ودهاني ولم يرِق لعُدمي
عاقني عن تكسبي قوت يومي ربِّ فارحم فقري بصحة جسمي

أن فقري اشد من اوصابي

يا طبيباً وأين منيّ الطبيب حال دون الطبيب فقرٌ عصيب
لا أصاب الفقيرَ داء مصيب إن سقم الفقير شيء عجيب

بطلت فيه حكمة الأسباب

رجل معسر يسمى بشيرا طرفها كالسها يَبين ويخفي
كاسبا قوته زهيداً يسيرا مالكاً في المعاش قلباً شكورا

راجياً في المعاد حسن المآب

عانساً جاوز الزواج سنيها
لزمت بيت أمها وأبيها مع أخيها تعيش عند أخيها

مثله في طعامه والشراب

كلّ يوم له ذهاب ومأتى في معاش من كدّه يتأتى
هكذا دأبه مَصيفاً ومشتى فاعتراه داء المفاصل حتى

عاقه عن تعيش واكتساب

بينما كان في فواه صحيحاً ساعيا في ارتزاقه السقام طريحا

جسمه من سقامه في اضطراب

بات يبكي إذا له الليل آوى بعيون من السهاد نشاوى
فترى وهو بالبكا يتداوى قطرات من عينه تتهاوى

كشهاب ينقض أثر شهاب

إن سقماً به وعُقماً ألمَّا تركاه يذوب يوماً فيوما
فهو حيناً يشكو الى السقم عُدما وهو يشكو حيناً إلى العدم سقماً

باكياً من كليهما بانتخاب

ظل يشكو للأخت ضعفاً وعجزاً اذ تعزيه وهو لا يتعزى
أيها الأخت عزَّ صبرَى عزّا إن للداء في المفاصل وخزا

مثل طعن القنا ووخز الحراب

قد تمادى به السقام وطالا في فِراش به على الموت أوفى
اذ قلاباً به السقام استحالا كانَ هيناً فصار داء عضالا

ناشباً في الفوآد كالنشاب

ظلَّ ملقى واعوزته المطاعم موثقاً من سقامه بالداهم
منفقا عند ذاك بعض دراهم ربحتها من غزالها الاخت فاطم

قبل أن يبتلى بهذا المصاب

قال والأخت أخبرته بأن قد كرَبت عندها الدراهم تنفَدْ
اخبري السقم علَّه يتبعَّد أيها السقم خلّ عيشي المنكد
لا تعقني مرضيني او على الناس للمبيع اعرضيتي

أنمشَّي بشارع «المَيْدان»

رام خبزاً والجوع أذكى الأوارا في حشاه فعلَّلتهُ انتظارا
ثم جاءت بالماء تبدي اعتذارا وهل الماء وهو يطفىء نارا

يطفىء الجوع ذاكيا في التهاب

خرجتْ فاطمٌ إلى جارتيها وهي تُذرى الدموع من مقلتيها
فأبانت برقَّة حالتيها من سَقام ومن سعار لديها

وشكت بعد ذا خلوَّ الوطاب

فانثنت وهي بين ذل وعزّ تحمل التمر في يد فوق خبز
وبأخرى دهناً وبعض أرزِ منحوها به وذو العرش يجزي

من أعان الفقير حسن الثواب

ليلة تنشر العواطفُ ذعراً ثكلت روح أمه وأبيه
ذا هزيمٍ يمجّ في الاذن وقرا حين تبدى صوالج البرق تتري

فبدا لوح أبؤس واكتئاب

مدّ فيها ذاك المريض الأكفا

يا أخي أنت ساكن أفجوعا حيث يغضي طرفاً ويفتح طرفا

عاجزاً عن تكلم وخطاب

فدعته والعين تُذرى الدموعا اخته وهي قلبها قد ريعا
يا أخي أنت ساكت أفجوعا ساكت أنت يا أخي أم هجوعا

فاشفني يا أخي برجع الجواب

فرأت منه أنه لا يجيب فتدانت والدمع منها صبيب
ثم أصغت وفي الفؤاد وجيب ثم هابت والموت شيء مهيبُ

ثم قامت بخشية وارتياب

خرجت فاطم من البيت ليلا حيث ارخى الظلام سدلا فسدلا
وهي يبكي والغيث يهطل هطلا مثل دمع من مقلتيها استهلا

او كما جرى من الميزاب

رب ادرك بالللطف منك شقيقي وامنع الغيث ربّ إثرَ بريق

فعسى أهتدي به في ذهابي

قرعت في الظلام باب الجار وهي تبكي الأسى بدمع جار
ثم نادت برقة وانكسار أُمَّ سلمى الا بحق الجوار

فافتحى إنني أنا في الباب

فأتتها مُعْدى وقد عرفتها وعن الخطب في الدجى سألتها
ثم سارت من بعد ما أعلمتها تقتفيها وبنتها تبعتها

فتخطين في الدجى بانسياب

جئن والسحب اقلعت عن حياها وكذاك الرعود قلَّ رغاها
حيث يأتي شبه صداها غير ان البروق كان ضياها

مومضاً في السماء بين الرباب

فدخلن الملَّ وهو مخيف حيث إن السكوت فيه كثيف
وضياء السراج نزر ضعيف وبه في الفراش شخص نحيف

دب منه الحِمام في الأعصاب

قالت الاخت أُمَّ سلمى انظريه ثكلت روح التردد فيه

ثم قد غاله الردى باقتضاب

وجمت حيرة وبعد قليل رمقت فاطماً بطرف كليل
فيه حملٌ على العزاء الجميل فعلا صوت فاطم بالعويل

وبكت طول ليلها بانتحاب

فاستمرت حتى الصباح توالي زفرات بنارها القلب صال
فأتاها ودمعها في انهمال بعض جاراتها وبعض رجال

من صعاليك أهل ذاك الجناب

وقفوا موقفاً به الفقر ألقى منه ثِقلا به المعيشة تشقي
فرأوا دمع فاطم ليس يرقا واخوها ميت على الارض ملقى

مدرج في رثائث الاثواب

فغدت فاطم ترَنّ رنينا ببكاء أبكت به الواقفينا
ثم قالت لهم مقالا حزينا أيها الواقفون هل ترحمونا

من مصاب دها وأيمصاب

ايها الواقفون لاغ تهملوه دونكم أدمعي بها فاغسلوه
ثم بالثوب ضافياً كفنوه وادفنوه لكن بقلبي ادفنوه

لا نواروا جبينه بالتراب

بعد ان ظل لافتقاد المال وهو ملقى الى اوان الزوال
جاد شخص عليه بعد سؤال بريالٍ وزاد نصف ريال

رجل حاضر من الأنجاب

كفنوه من بعد ما تم غُسلا وتمشوا به إلى القبر حملا
فترى نعشهُ غداة استقلا نعش من كان في الحياة مقلا

دون سِتر مكسِّر الأجناب

ناحت الاخت حين سار وصاحت اختك اليوم لو قضت لاستراحت
ثم سارت مدهوشة ثم طاحت ثم قامت ترنو له ثم راحت

تسكب الدمع ايما تسكاب

أيها الحاملوه لامشى ركِض ان هذا يوم الفراق الممض
فاسألوه عن قصده أين يمضي انه قد قضى ولم يكُ يقضي

واجبات الصبا وشرخ الشباب

إن قلبي على كريم السجايا طاح واللَّهِ من أساه شظايا
قاتل الله يا بن امي المنايا أنا من قبل مذ حسبت الرزايا

لم يكن زرء موتكم في حسابي

إن ليلى وليس من رافديهِ كلما جاءني وذكرنيهْ
قلت والدمع قائِل ليَ إيهِ يا فقيداً أعاتب الموت فيه

ببكائي وهل يفيد عتابي

رحت يوماً وقد مضت سنتان اتمشى “بشارع الميدان”
مشي حيران خطوه متدانِ اثقلته الحياة بالاحزان

وسقته كأساً كطعم الصاب

بينما كنت هكذا أتمشى عرضت نظرة ٌ فابصرت نعشا
بادياً للعيون غير مغشَّى نقش الفقر فيه للحزن نقشا
قلت سراً والنعش يقرب مني ايها النعش أنت انعشت حزني

للأسى فيك حالة ناسبتني

أنا للحزن دائماً ذو انتساب

رحت أسعى وراءه مذ تعدّى مسرعاً في خطايَ لم آل جهداً
مع رجال كأنجم النعش عدا هم به سائرون سيرا مجدا

فتراه يمر مر السحاب

مذ لحدنا ذاك الدفين وعدنا قلت والدمع بلَّ مِنَى ردنا
ان هذا هو الذي قد وعدنا فأبينوا من الذي قد لحدنا

فتصدى منهم فتى لجوابي

قال إن الدفين أخت بشير اخت ذاك المسكين ذاك الفقير
بقيت بعده بعيشٍ عسير وبطرفٍ باكٍ وقلبٍ كسير

وقضت مثله بداء القلاب

قلت أقصِر عن الكلام فحسبي منك هذا فقد تزلزل قلبي
ثم ناجيت والضراعة ثوابي ربِّ رحماك ربّ رحماك ربّ

ربِّ رشداً الى طريق الصواب

رب إن العباد أضعف أن لا وإذا مسك الطَّوى فارفضيني
فاعف عن أخذهم وإن كان عدلا انت يا ربّ انت بالعفو اولى

منك بالأخذ والجزا والعقاب

قد وردنا والأرض للعيش حوض واحدٌ كلنا لنا فيه خوض
فلماذا به مشوب ومحض عظمة حكمة الإله فبعض

في نعيم وبعضنا في عذاب

ايها الاغنياء كم قد ظلمتم نِعم الله حيث ما إن رحِمتم
سهر البائسون جوعاً ونمتم بهناء من بعد ما قد طعمتم

من طعام منوع وشراب

كم بذلتم اموالكم في الملاهي وركبتم بها متون السفاه
وبخلتم منها بحق الله ايها الموسورون بعض انتباه

أفتدرون انكم في تباب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.