فائق محمد حسين الخليلي
الصفة الإبداعية :قاص وروائي
الجنسية :عراقي
مكان و تاريخ الولادة
بابل ـ العراق 1947
التحصيل العلمي
بكالوريوس علوم ـ فيزياء ـ ودبلوم تربية رياضيات
الجمعية التي ينتمي إليها
القصة والرواية
رواية نفق بوزان للروائي فائق محمد حسين :
كان الإهداء:
وقد وصلت في القراءة حتى الصفحة 90 وقد استخلصت تفاصيل بيئة تتماوج مابين عقيدة الأيزيديين .
[1]والمسلمين ولكن بانحراف سلوكي واضح، فالمتدين لايتورع عن انتهاك الأعراض إن سنحت له الفرصة فهو بمثاية المعصوم الذي يجب ألا يخالف، متمثل بشخص مام علي، وعلى الطرف الآخر الطاوسسين، الذي يتنازعون ويكفرون بعضهم، وكان البيئة ممهدة للتفسخ من جراء التفكير المنحرف في الأصل.
لفت نظري الأخطاء الواضحة في الهمزة، فإما ألف بلا همزة، أو الف وصل بالمدة، ولتكرارها طوال الرواية ظهر السؤال:
-هل فات اتحاد الكتاب الأمر؟ أم هناك شيئ آخر لانعرفه؟
حتى أننا نفاجأ بتصوير غير موفق مثل: آجتاحته السرور[2](حسب الكتابة بالمدة) وهو تعبير غير إيجابي في الأصل.
.الانقاض الموحشة ..ربما هي جديدة ولكنها موحشة التصوير كذلك.
في في الفصل 14 ومنذ الصفحة 141 يظهر لنا بوضوح جلي، التفسخ المحتمعي وتحكم المير فيه حيث يتجادل كل من ريشة وحمة ورشو ويتنابزان بألقاب القذارة والإباحية، ويزيد الطين بلة دخول ريشة على نور زوجة الياس الذي رحل ودعا عائلته للخروج من بوزان، لانه اتهم بإحراق منزل مام علي، حيث كل يفشي أسرارا ، ان الأمر كان جماعيا وبمعرفة ومساهمة المير، حيث لم تساعد ريشة نور في حزم حقائبها، حيث تذكرت كيفغ اغتصبها المير وادماها، ومازال يتحرش ب نور…
فأي واقع هذا؟وأي سلطة وأي ضوابط؟.
عندما نصل للفصل 19 ندرك بداية بوادر الوعي والتحرر من سلطة المير، حيث يبدأ العمل بالجراحية املنفي إليها المغضوب عليهم، وحمو سعيد يساهم مع مام علي في التجارة التي كانت محرمة عليهم، ليكشف وليد لرشو انه يحفر الارض خطأ ولن يجد كنزا ولايحزنون حيث راى عمه وآخر يهربان من الأرض…
بالمقابل، يكشف لنا المؤلف عندما سكر عيسو من جمع من الشباب كيف أفصح عن إحراقه لبيت مام علي مع زمرة من الشباب منهم الياس.
يمكننا القول بعد أن قطعنا الفصول حتى 219 ان المؤلف أراد ل مام علي الرمز إلى أنه المنفتح على العالم والعلم، وتجري مواقف عديدة تظهر وقاحة ونذالة المجتمع العاطفي حتى الإباحية، وتقتل ونسة زوجة مام بعد زيارتها المفاجئة لريشة حيث كان قولو ويوس يقومان بعمل شعوذي تكشفه ونسة ولانها تعرف الكثير ، يشير قولو لأحد الكواجك (يوس)يحز رقبة ونسة وقتلها، ويهتدي مام ل عيسو في مقهى ليختطفه ويؤدبه.
إنه مجتمع دموي خالص، فهل يحكي واقع حقيقي؟؟؟؟، خاصة في الفصل 27 عندما يصور رحلة مام علي للمير يقدم له عمليه في حرق بيته، وصدمته برؤية ونسة مقتلوة، ومحاولته ربط شاجشه امام الجموع المتكلسة، وهجوم الذئاب عليه في الطريق وتلفت عيسو منه ، وقد نصحته سكينة بفك وثاقه، حيث صحا ليجد ان الذئاب قتلته وأكلت جزءا منه، وقد نجا مام جريحا.
هنا استطاع بإجادة زرع عنصر التشويق والإدهاش في تصوير ورسم المشهد، رغم أنك السرد الروائي ككل، لايشعرك بحميمية واقتراب من البيئة ، ربما لانها موغلة في التخلف.
ص 241
يتبع
لايمكن عرض تفاصيل الرواية هنا في هذه العجالة، بقدر الإشارة إلى أمور مهمة فيها، فكم الظلم الواضح في هذه البيئة حارق، بطريقة، تشعر معها بالاختناق حقيقة .
ونتساءل:
هل فعلا يجري الانتقام بين السلطة والعوام كما وردت في الرواية في واقع مشابه؟ أم كثفه المؤلف عمدا؟
هل فعلا يجري الانتقام بين السلطة والعوام كما وردت في الرواية، وأعتبر المصطلح غير موفق، لأن كلمة عوام تدل على الجهل والغقلة، وإن كانوا كذلك، فهم ضحايا، ولو قلنا أن التعليم والتعلم هو نجاة للعوام حسب ذكر البطل مام علي، فوجهة نظري الشخصية المجردة بصرف النظر عن السرد، أننا في رق جديد ، فلم يسلم الإنسان من استعباد الأقوى منه، بالعلم بلغة القوة والسلاح، وهذا يعني أن العلم ليس هو الحل وحده…بل طريقة تفكير الإنسان وتوازنه العقلي والإيماني.
بكل الأحوال كانت النهاية مخيبة للآمال، بافتعال المؤلف انهيارا في نفق بوزان الذي اتخذه مام علي منطلقا لرد الظلم والمظالم[3]، بطريقة شخصية ، لاتخلو من براءة وبساطة ، لم تنجه من مكرهم، حيث ترك ثقل الرد على سلطة المدينة في بغداد مختصرة بكامة شرطة والمتصرف الذي يلوم المير المتحكم الوحيد في العوام ، وملاحقة الشرطة لمام علي، معتقدة بانه قاتل قولو، الذي جاء مخادعا ناويا التخلص منه، معتقدا أنه الأصل في تمرد العوام وقتلهم لرامي ابن تحسين وكيل المير، وهكذا، كان العبث بشرف رجا من قبل ملثمين وزواج سجاد منها تغطية ونكاية بما فعلوه، واختطاف سمر من قبل المير واخوها شكري، واحتفاءهما ، وعودتهما بطريقة لافتة، فشكري قليل الكلام صامت منزوٍ، وسمر تتزوج عياش لتتضح صورة التغطية على شرفها الذي سلبه المير لقاء جراتها.
ولكن تلك الصور القاتمة، هل فعلا احتمعت في تلك البيئة؟ ولو حصل لم لم يقدم لنا المؤلف نهاية أكثر إضاءة بنجاة مام علي وانتصاره على المير يطريقة ما.
لقد جلل الظلم والدماء أرض السرد حتى لتراه غارقا بالقهر، قد كان بإمكان المؤلف ، نثر حكمه على طول الرواية وعرضها ، وذلك لكثرة المواقف المستعصية الفهم على إنسانية الإنسانية، فهي التي تعلق أولا واخيرا في ذهن القارئ، بصرف النظر عن الأحداث.
من محاسن السرد التي من واجبنا ذكرها ، والتي تذكرنا بمقياس قوة الجذب في الروايات: قوة الحدث، اللغة، عنصر التشويق، الحكم العميقة الواردة على لسان أبطالها ، مهارة تحليل المواقف أو الحوارات الداخلية للأبطال.
ولعل السرد هنا تمتع بعنصر التشويق القائم على تتالي الاحداث تباعا حتى وبشكل مرهق، ولكن ما يلفت النظر هذا المنولوج الداخلي الذي يظهر النمطق الفكري للشخصيات وخاصة مام علي مثال الصفيحة 322 و396 حيث يقول مام علي عندما لم يستطع الوصول ل سمر وإنقاذها:
شعر مام علي بنشوة عارمة أزاحت عن صدره هما ثقيلا ، بعد ان استولى عليه حزن كان دافعه الخوف على الشاب والحرص على بقائه حيا، يرزق قبل ان يطمر في أحد السجون ، ويطويه النسيان ، كما طوى ونسة وسمر ومئات الأصدقاء والمعارف.
*********
مازلنا نتساءل وحتى نهاية الرواية ماذا قدم نفق بوزان الذي كان مخبأ المتمردين …وهل كان بالإمكان عنونتها بكلمة واحدة: الخروج من عنق الزجاجة مثلا؟
ومازالت حتى آخر الرواية ألف الوصل تعلوها مدة، وألف القطع خالية منها!.
باختصار
استطاع بمهارة، شدنا حرفا حرفا وبوضوح رؤية وأحداث، تظهر مهارته السردية.
تمت.
د. ريمه الخاني 14-1-20157
[1] http://omferas.com/vb/t61117/
[2] جوح (لسان العرب)
الجَوْحُ: الاستئصال، من الاجْتِياح. جاحَتهم السَّنة جَوحاً وجِياحة وأَجاحَتهم واجتاحَتْهم: استأْصلت أَموالهم، وهي تَجُوحُهم جَوْحاً وجِياحة، وهي سَنَة جائحة: جَدْبة؛ وجُحْتُ الشيءَ أَجُوحه.
واجْتاحَ الشيءَ واجتحاه: استأَصَله
لسان العرب
http://omferas.com/vb/editpost.php?p=233557&do=editpost
[3] إن مام علي كان رمز العطاء والانفتاح والعلم في بوزان، فماذا يعني موته المأساوي؟