www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

اختراق مسكوت عنه – فهمي هويدي

0

images

الاختراقات الإسرائيلية لعالمنا العربي أكبر كثيرا مما نظن

ذلك أن الأمر لم يعد مقصورا على تطبيع معلن أو غير معلن مع بعض العواصم العربية ولا شركات تتخفى وراء عناوين مختلفة،

لكنه تجاوزه إلى محاولة التطبيع مع الأجيال الجديدة في المجتمعات العربية من خلال «الفيسبوك» و«تويتر».

وهو ما يمكن وصفه بأنه غزوة سرية تتم وراء ظهرانينا، وهو ما لم تنتبه إليه الأغلبية، بمن فيهم أجهزة التنصت والتتبع التي احتلت الفضاء العربي وانشغلت بمراقبة النشطاء والمعارضين الوطنيين، وتجاهلت تخريب الأعداء لوعي وعقول الأجيال الجديدة من الشباب العربي.
كنت قد سمعت عن محاولة إسرائيل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لاختراق المجتمعات العربية،

لكنني قرأت تقريرا مفصلا للعملية نشره موقع رأي اليوم للباحث زهير أندراوس والذي بعث به من الناصرة (في الضفة الغربية يوم ٧/١٢)

تحدث الكاتب عن مبنى كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية خصص لفريق من الشبان يضم عشرة أشخاص، كلفوا بالتواصل مع الشباب العربي في مختلف أنحاء العالم.

ويتولون تزويدهم بالصور والنشرات والمعلومات والتعليقات المترجمة من العبرية إلى العربية.

وهؤلاء يشكلون قسم الدبلوماسية الرقمية في وزارة الخارجية الذي يخاطب الجميع من موقع «المصدر» شبه الرسمي الذي يعتبر الذراع التنفيذية للوزارة في تل أبيب.

إذ يقوم بشكل أساسي وناعم بتمرير الرسائل الإسرائيلية إلى الوطن العربي على مدى الساعة.

والهدف الأساسي هو تحسين صورة دولة الاحتلال وتقديم المبررات التي تحاول تبرير مختلف الممارسات الإسرائيلية.
يوناتان غونين رئيس قسم الدبلوماسية الرقمية قال للموقع المذكور إنه في منطقة الشرق الأوسط يعيش نحو ٤٠٠ مليون عربي من بينهم ١٤٥ مليونا يستخدمون الإنترنت و٨٠ مليونا منهم يستخدمون الفيسبوك،

«وقد أدركنا منذ أسسنا القسم في عام ٢٠١١ أن أفضل وسيلة للتواصل مع الشباب العربي هي الفيسبوك، الذي أصبح الوسيلة الأقوي تأثيرا على الرأي العام».

ووفقا للإحصائيات الرسمية للوزارة يبلغ عدد متابعي صفحة الفيسبوك التي يديرها قسم الدبلوماسية الرقمية أكثر من ٩١٠ آلاف متابع.. أكثرهم في سن ١٨ حتى ٢٤ عاما.

ويعيش معظم المتابعين في مصر، لكن هناك آخرين في العراق والمغرب والأردن وفلسطين، ويشاركون في التعليقات على صفحاتهم.
إضافة إلى ذلك فثمة صفحة لوزارة الخارجية الإسرائيلية تتعامل مع ٨٣٣ ألف متابع، أغلبهم صحفيون ودبلوماسيون وقادة للرأي العام،

ومشاركة أمثال هؤلاء في التغريدات الإسرائيلية تعني في رأيهم أن رسالة وزارة الخارجية تصل إلى عدد كبير من الأشخاص الفاعلين في العالم العربي.
ما يثير الانتباه أن صفحات الفيسبوك المذكورة تسمح لممثلي وزارة الخارجية بالتوجه مباشرة إلي القراء،

الأمر الذي يسمح لإسرائيل بتجاوز الحكومات والتفاعل مع العرب من خلال الدبلوماسية الرقمية التي تنقل إليهم مختلف الرسائل التي تتناول الموضوعات الحساسة والجادة، إلى جانب مقاطع فيديو وأغان لمطربين إسرائيليين.

وتشكل ممارسات الديمقراطية الإسرائيلية المقصورة على الإسرائيليين نقطة جذب للقراء العرب،

إذ أعرب كثيرون من الشبان المتابعين عن احترامهم لها وإعجابهم بها حين علموا بمحاكمة الرئيس الإسرائيلي السابق موشيه كتساف وسجنه بتهمة الاغتصاب وسجن رئيس الوزراء إيهود أولمرت بتهمة تلقي رشوة.
إلى جانب مخاطبة العرب من خلال الإنترنت، فإن إسرائيل عمدت إلى دعوة وفود صحفية عربية لزيارتها،

الأمر الذي يشكل مساحة أخرى للتفاعل الذي يخاطب القراء العرب ويحاول تجميل صورة دولة الاحتلال.

وحتى الآن زارت إسرائيل وفود من العراق ومصر والمغرب والأردن وتونس إضافة إلى صحفيين من أكراد سوريا.
السؤال الذي يثيره كل ذلك هو:

هل يعقل أن تقف حكوماتنا ومؤسساتنا الأمنية متفرجة على كل ذلك؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.