www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

ماذا خسر العالم بهجر المرأة بيتها؟/محمود المختار الشنقيطي

0

الصورة الرمزية محمود المختار الشنقيطي

من سيقف مع المرأة بين يدي الله؟!!

نصوص من بعض الكتب

 

ماذا خسر العالم؟!! خسر”السكينة والسكن” … بيتٌ دُفعت “امرأته”لتكدح .. مثل”رجله” ..

يذكر بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم،والحديث في مسلم  :

(بيت لا تمر فيه،جياع أهله) .. لقد باتت .. وأمست .. وأصبحت الأسرة جائعة .. بعد أن فقدت”تمرها”..

وكدحت”تمرتها”مثل الرجل.

 

في ناصية كل حوار حول عمل المرأة خارج بيتها،أُذكر بقول الحق سبحانه وتعالى،مخاطبا أبانا وأمنا،عليهما السلام :

“فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى” طه 117،ليس عبثا أن يأتي الخطاب بالمثنى،عند التحذير من الخروج من الجنة،وبالمفرد عند الحديث عن”الشقاء” .. بل عُضد ذلك بجعل”المهر”و”النفقة”على الرجل،دون المرأة وإن كانت ثرية،وهو فقير.. ليس عبثا…

 بل إن تذكر مُهمتَيْ المرأة “الحمل” و”الولادة”يدفعان إلى التفكير في معاناتها إذا أضايف إلى ذلك عملها خارج المنزل،وقد فطن إلى ذلك “زرق العيون” – ذكورا وإناثا – فتحدثوا عن “حمل المرأة والرجل”تناوبا .. وسيتيح “العلم”ذلك!! وهللت له مجلات عربية،كما سنرى في “النصوص” – إذا أذن الله – وذهبت “الأنثويات”إلى حل آخر .. أن تستغني المرأة بنفسها عن”الرجل” .. وسيختفي “الحمل” و”الأطفال” بطبيعة الحال .. وأرادت مجلة عربية أن تريح نفسها ،فطالبت بأطفال أقل حاجة إلى الحنان!!

لكي لا أطيل،وهذه مجرد توطئة،أشير إلى بعض المسائل :

المسألة الأولى : لقد تم “تعبيد”هجر المرأة بيتها بتاريخ من الظلم،وقعت المرأة تحت نيره .. فسهل ذلك على دعاة إخراجها من بيتها .. أن يفعلوا ذلك متوسلين بقضية “تحريرها”بل إن الغرب لم يجعل للمرأة – هناك – “ذمة”مالية إلا حين أراد أن يدفعها للعمل في المصانع .. كما يقرر صاحب “قصة الحضارة”.. فخرجت”الطيبة”ظانة أنها سترتاح .. فحملت عبئا فوق عبئها .. وذاق “الرجل”طعم نقودها .. بشكل مباشر،كما يفعل بعض المسلمين .. أو  صرفها على نفسها كما يفعل غيرهم ..

المسألة الثانية :  تذكرتُ كتابا،لا أعرف موضوعه،وعنوانه”المرأة لعبة الرجل”،ربما رد عليه مؤلف  آخر بكتاب عنوانه”المرأة ليست لعبة الرجل”،كان في منتصف القرن الماضي – تقريبا – ولا أعرف عن أي شيء يتحدث المؤلفان،ولكنني “عاصرت” .. بل و”ظاهرت” – إن صح هذا التعبير – جزء من قضية المرأة،وكان ذلك إبان رفض بعض الأسر “تمدرس

بناتهن .. فقيل،حينها،إن الشباب لا يتزوجون غير”المتمدرسة”،فتدافعت البنات إلى التمدرس .. فجاءت قضية أخرى،صرخ أحد”المشخصاتية” : أنا درست بنتي وصرفت عليها دم قلبي عشان تجلس جنبي في البيت؟!! لم يُقل هذا عندنا .. بل قيل .. الشباب لا يتزوجون فتاة لا تعمل .. فتسابقت الفتيات للكدح .. مثل الرجل .. وعليه فالواقع أن المرأة تسير على هوى الرجل .. وإن كنتم لا تصدقون “درويشا”يُذكر – بسؤال – بالوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى .. وماذا سيقول له من أخرج المرأة لتكدح،وقد فرض الله لها ما يغنيها عن ذلك؟!

إذا لعلكم تصدقون .. امرأة .. وفوق أنها امرأة،فهي غير مسلمة .. أي أن بينها وبين”الدروشة” أبحر وجبال ،إنها الفيلسوفة الوجودية سيمون دي بفوار ،وقد نقلت لنا أختنا الأستاذة ملاك الجهني قولها :

(إن نضال المرأة لم يكن قط إلا نضالا رمزيا،لم تفز إلا بما أراد الرجل التنازل عنه).

قطعت “سيمون”قول كل خطيب.

المسألة الثالثة : إني لفي غنى عن القول أنني لست ضد عمل المرأة خارج بيتها،فهذا أمر لا يُصدق.

من سيعلم بنات المسلمين ومن يطببهن  ..إلخ؟ وسبق أن بسطت وجهة نظري في الأمر،بل دعوت إلى أن نشكر للمرأة،التي أغناها الإسلام عن الكد – وهو ما ينبغي – أن تفضلت علينا بتعليم وتطبيب – إلخ – بناتنا،فلا نكلفها بأكثر من “نصف دوام الرجل”مع منحها 60% من راتبه،ولو أنصفنا .. لنظرنا إلى مهامها “الحمل والولادة وعمل المنزل”فيكون العمل خارج المنزل هو”رابعة الأثافي” – إن صح التعبير – فيكون العدل أن تعمل”ربع دوام الرجل”،وإذا تذكرنا أن المرأة في الغرب تحصل على مساعدة زوجها لها في أعباء المنزل،عكس المرأة عندنا،فسنقدر معاناة الأخيرة… والقلب يدمى حين يتصور “أما”تُضطر لـ”رمي”فلذة كبدها .. لتلتحق بعملها .. رغم أن “الدستور: القرآن الكريم” يعطي “الطفل” : “حولين كاملين”!!

هل قلتُ حولين كاملين؟ إذا .. من سيقف أمام الطفل – الذي أُضيعت حقوقه – أمام الله سبحانه وتعالى .. يوم العرض الأكبر؟!

المسألة الرابعة : حين نطرح هذا السؤال “المرعب” – لمن كان له قلب .. – من سيقف  مع المرأة بين يدي الله؟! يتبادر إلى الذهن وجود فروق كبيرة بين حالة وحالة .. بين امرأة تدفعها الحاجة إلى هجر بيتها والكدح .. وبين امرأة “مستغنية” عن ذلك الكدح .. إلخ.

في الحلقة القامة نبدأ في نقل نصوص حول المرأة،وقضيتها،وعملها .. خارج المنزل.

 

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.